الكتاب: الملاحم والفتن
المؤلف: السيد ابن طاووس
الجزء:
الوفاة: ٦٦٤
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٥ شعبان ١٤١٦
المطبعة: نشاط - اصفهان
الناشر: مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه
ردمك:
ملاحظات: التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف بالملاحم والفتن

التشريف بالمنن
في التعريف بالفتن
المعروف
الملاحم والفتن
تأليف
رضي الدين أبي القاسم
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس
المتوفى سنة 664 ه‍
نشر
مؤسسة صاحب الامر
1

هوية الكتاب
الكتاب: التشريف بالمنن في التعريف بالفتن
المؤلف: السيد ابن طاووس رضي الدين علي بن موسى بن جعفر
التحقيق: مؤسسة صاحب الامر (عج)
النشر: كلبهار أصفهان
الاخراج الفني:
السيد حسن عزيز الحكيم
الطبعة: الأولى - 15 شعبان - 1416 ه‍
المطبعة: نشاط - أصفهان
الكمية: 3000 نسخة
2

بسم الله الرحمن الرحيم
3

جميع الحقوق محفوظة
لمؤسسة صاحب الامر (عج)
مؤسسة صاحب الامر (عج)
قم - چهار رآه شهداء - خيابان معلم - كوچه 12 - بلاك 38
هاتف 741153 و 741154 فاكس 740154
4

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوضح وجوه الشك بكشف النقاب عن وجه اليقين،
وشيد أعلام الدين بكتابه المبين، وبين أصوله ومنهج شريعته بمحكم التبيين.
والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته، الذي لا ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله الأطهار المنتجبين، واللعنة الدائمة
على أعدائهم أعداء الله إلى قيام يوم الدين.
التراث: هو المرآة التي ترى الأمة من خلالها ذاتها وحضارتها، وتطلع
على تأريخها، وبه تتعرف على تجاربها عبر القرون الماضية، لكي تستفيد
جذورا وأصولا وأسسا.
ومما لا يشك فيه أحد أن تراثنا الاسلامي مخزون هائل، مودع بين
طيات المخطوطات والوثائق، وفي زوايا وأطراف بقاع العالم. فلا تكاد تخلو
من تراثنا قارة من القارات، ولا مكتبة من مكتبات العالم. هذا التراث
المقدس الذي يضم عددا من المصاحف المخطوطة، وكتب السنة الشريفة،
ومؤلفات سلفنا الصالح، التي أورثونا إياها بسخاء منقطع النظير.
5

لكن، ومن المؤسف جدا أن نجد اهمالا كبيرا لهذا التراث القيم، هذا
الاهمال الذي أدى إلى اخراج الآلاف من النسخ الخطية إلى بلاد الغرب، فلا
تكاد مكتبة من مكتبات الغرب تخلو من مخطوطاتنا الاسلامية.
وهذا الاهمال هو الذي أدى إلى ابتعاد الجيل الناشئ عن مطالعة الكتب
الاسلامية، لرداءة خطها وطبعها، وتوجه - هذا الجيل - إلى الكتب الإلحادية
التي تتصف بجودة الطبع وجمال الاخراج.
والذي يبعث في القلب الامل هو اهتمام جمع من الفضلاء والأساتذة في الوقت الحاضر بتحقيق هذا التراث، ومن ثم طبعه ونشره بالشكل اللائق
به، فنشأت عدة مؤسسات ومراكز تحقيقية لاجل ذلك.
وإيمانا بأن العمل لاحياء التراث الضخم المجهول سيكون بعين الله
التي لا تنام ورضاه، ومن الدوافع الأساسية لبعث روح العزة والسمو في جسد
الأمة الاسلامية التي انقضى على سباتها أمد طويل، وآن لها أن تفيق لتبني
نهضتها المرتقبة على أسس حضارية علمية رصينة.
ومساهمة مع الآخرين الذين ساروا على هذا الطريق النبيل، الذي ينم
عن وعي المسؤولية الشرعية، والدور الحضاري المطلوب، تأسست مؤسسة صاحب الامر - عجل الله فرجه الشريف - برعاية واهتمام العالم العامل الفقيه
الجليل سماحة آية الله الحاج الشيخ حسن الصافي الأصفهاني دامت بركاته.
وبما أن هذه المؤسسة المباركة اتخذت من اسم صاحب العصر والزمان
اسما لها، تبركا وتيمنا به، معتمدة عليه في كافة خطاها، ومستمدة العون منه
عجل الله تعالى فرجه الشريف، لذلك ارتأت - وبتوجيه من سماحة الشيخ
الصافي - أن تبدأ بتحقيق كتاب يتعلق به، ويبين علائم ظهوره وصفاته
وما يجري من أحداث وفتوحات عند ظهوره - عجل الله تعالى فرجه الشريف -
فاختارت هذا الكتاب الماثل بين يديك عزيزي القارئ، الذي خطه يراع الزاهد
العابد العالم الجليل السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه، وأقدمت على
6

تحقيقه ونشره بهذه الحلة الزاهية، مع ما في تحقيقه من مصاعب جمة
لا تخفى على ذوي الخبرة في فن التحقيق.
ولا شك ولا ريب أن الاهتمام بالكتب التي تشدنا وتقربنا من إمامنا
صاحب العصر والزمان، تجسيد عملي لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
(أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) وهو فرج الامام الثاني عشر الذي سيملأ
الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
يا أبا صالح المهدي، يا سيدنا ومولانا، إن دموع الأيتام تزداد يوما بعد
يوم، وصرخات الأرامل تعلو كل الآفاق، وقلوب المؤمنين تذوب حسرة. كل
ذلك لما حل بهم من الظلم والطغيان. فها نحن نرفع أيدينا تضرعا وتوسلا،
داعين الله سبحانه وتعالى أن يعجل فرجك الشريف، وأن يكحل أعيننا بالنظر
إليك، إنه خير مجيب.
وفي الختام ندعو الله عز وجل أن يمن على سماحة الشيخ الصافي
- حفظه الله ورعاه - بالصحة والعافية، لكي يتم ما بدأ به من أعمال علمية
رصينة تخدم الحوزة العلمية المباركة.
كما ونقدم جزيل شكرنا وتقديرنا لكل من ساهم في اخراج هذا الكتاب
الجليل، ونخص بالذكر أصحاب السماحة حجج الاسلام الشيخ محمد
الباقري والشيخ محمد الحسون والشيخ مهدي عادل نيا، حيث بذلوا جهدا
مشكورا وسعيا مذخورا في تحقيقه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ومولانا
محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
مؤسسة صاحب الامر (عج)
7

بسم الله الرحمن الرحيم
(إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ)
ونحن نضع اللمسات النهائية على هذا الكتاب ليرى النور، إذ
فاجأنا نبأ رحيل العالم الجليل:
سماحة آية الله الحاج الشيخ حسن الصافي الأصفهاني (قدس سره)
فتلقيناه بعيون عبرى وقلوب حرى، وألسنتنا تردد:
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
وكم كنا نتمنى أن يرى سماحته النتاج الأول لهذه المؤسسة
التي وضع لبنتها بنفسه وأشرف على تأسيسها ورسم منهجها
العلمي، ثم بدأ برعايتها بقلبه الأبوي الحنون رغم المهام الكبيرة
التي كان يقوم بها، ورغم المرض الذي ألم به في أيامه الأخيرة،
فاختطفته يد المنون من وسط أهله وأحبائه وتلامذته، وما تشاؤون
إلا أن يشاء الله.
وكان بودنا أن نترجم له (رحمه الله) ترجمة وافية ولكن ضيق الوقت
لاستيفاء ترجمته ومثول الكتاب للطبع حالا دون ذلك، فآثرنا أن
تؤجل ترجمته إلى فرصة أوفى، مغتنمين هذه الفرصة لتقديم تعازينا
إلى إمام العصر (عليه السلام) والمؤمنين كافة بهذا المصاب الجلل.
مؤسسة صاحب الامر (عج)
8

مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للايمان، وأوضح لنا سبل البرهان، وجعلنا من
المتمسكين بولاية سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، والصلاة
والسلام على خير الأنام المظلل بالغمام أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى
عترته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وبعد، فإن الملاحم والفتن، وعلائم الظهور، وأشراط الساعة،
وأخبار المهدي وبيان نسبه وصفاته عجل الله تعالى فرجه الشريف، من
المواضيع التي اهتم بها علماء الاسلام ومحدثوهم ودونوها في كتبهم بشكل
مستقل، أو أفردوا لها فصولا وأبوابا خاصة في مطولات كتبهم وموسوعاتهم
الحديثية والتأريخية، لان الاخبار بالمغيبات له أهمية خاصة عند المسلمين
عموما، ولان دراسة الملاحم والفتن والاطلاع على تأريخ الأمم والشعوب
الغابرة منها والآتية في المستقبل فيها عبرة وعظة كبيرة لجيلنا الحاضر، فإن
العاقل من اتعظ بغيره وتعلم الدروس ممن سبقه.
وهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ مصدر من مصادر الملاحم
والفتن، خطه يراع علم من أعلام المسلمين في القرن السابع، واعتمده جل
الذين جاءوا بعده وكتبوا في هذا الموضوع.
9

ومن المؤسف جدا أن يطبع هذا الكتاب الجليل عدة طبعات في العراق
ولبنان وإيران مملوءا بالأخطاء الفظيعة والاسقاط الكثيرة.
وقبل البدء بتحقيقه كنا على اطلاع بسيط بهذه الأخطاء والاسقاط، وما
إن شرعنا بتحقيقه حتى بدت لنا صعوبة العمل به متمثلة بصعوبة - وفي بعض
الأحيان استحالة - قراءة النسخة الخطية المتوفرة لدينا والتي هي بخط السيد ابن
طاووس، وعدم توفر أغلب المصادر التي اعتمدها المصنف.
ولكن كل ذلك لم يفل من عزمنا في تحقيق هذا السفر الجليل وإخراجه
بشكل صحيح إلى القراء الكرام، آملين أن ينال عملنا هذا رضى صاحب
العصر والزمان، وأن يكون لنا ذخرا مدخرا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
وها نحن نقدم للكتاب مقدمة مختصرة نجعلها في فصلين:
الأول: حول المؤلف السيد ابن طاووس.
والثاني: حول الكتاب.
10

الفصل الأول:
حول المؤلف، ويحتوى على:
اسمه ونسبه وأسرته
ولادته ونشأته الفكرية
أساتذته وشيوخه
تلامذته والراوين عنه
اطراء العلماء له
مؤلفاته
وفاته ومدفنه
11

اسمه ونسبه وأسرته:
هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى
ابن جعفر بن محمد بن طاووس العلوي الفاطمي.
عرف بابن طاووس لان أحد أجداده - وهو أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن الحسن
كان حسن المنظر ورجلاه قبيحتين فسمي بالطاووس، ولقب
أولاده وأحفاده من بعده بهذا اللقب.
وعرف بذي الكرامات، لكثرتها، نقل بعضها هو نفسه في طي كتبه،
ونقل بعضها من ترجم له، وقيل: إنه كان على اتصال مستقيم بالحجة المنتظر
عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولقب بذي الحسبين لان نسبه ينتهي إلى الإمام الحسن عليه السلام من
طرف أبيه، وإلى الإمام الحسين عليه السلام من طرف أمه (1).
والده: السيد الجليل سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد
ابن طاووس، من الرواة المحدثين، روى عنه ولده المترجم له، وعلي بن
محمد المدائني، والحسين بن رطبة. توفي رحمه الله في المائة السابعة ودفن
في الغري (2).
والدته: بنت المحدث الشيخ ورام بن أبي فراس النخعي الأشتري،
المتوفى سنة 605 ه‍. وادعى الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة - وتبعه السيد
الخوانساري في الروضات - أن أم السيد ابن طاووس - وكذلك أم ابن إدريس -
هي بنت الشيخ الطوسي. وهذا خطأ واضح، وقد رد هذا المدعى المحدث

(1) كشف المحجة 39 - 42، أمل الامل 2: 205، روضات الجناب 4: 325، لؤلؤة
البحرين: 235، عمدة الطالب: 190، مستدرك الوسائل 3: 469.
(2) عمدة الطالب: 190.
12

النوري في خاتمة مستدركه بوجوه أربعة (1).
إخوته: السيد عز الدين الحسن بن موسى ابن طاووس، المتوفى سنة 654 ه‍ (2).
والسيد شرف الدين أبو الفضائل محمد بن موسى ابن طاووس، استشهد عند احتلال التتر بغداد سنة 656 ه‍ (3).
والسيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى ابن طاووس، من
مشايخ العلامة الحلي وابن داوود. كان عالما فاضلا، له عدة تصانيف، توفي
سنة 673 ه‍ (4).
زوجته: زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي، تزوجها بعد هجرته
إلى مشهد الإمام الكاظم عليه السلام، وقد كان كارها لهذا الزواج، لأنه قد
أبعده عن بلدته الحلة السيفية وأشغله عن أعماله الأخروية. وقد أوضح ذلك
بشكل جلي في كتابه كشف المحجة: الفصل السادس والعشرون والمائة (5).
ولا توجد لدينا معلومات كافية عن زوجته هذه هل أنجبت له أم لا؟
وأولاده المعروفون كلهم من أمهات أولاد.
أولاده: النقيب جلال الدين محمد بن علي ابن طاووس، ولد في يوم
الثلاثاء المصادف التاسع من محرم الحرام سنة 643 ه‍ في مدينة الحلة
السيفية، ذكر ذلك المصنف رحمه الله في الفصل التاسع من كتابه كشف
المحجة، وتولى النقابة بعد وفاة أبيه إلى أن توفي سنة 680 ه‍ (6).
والنقيب رضي الدين علي بن علي بن موسى ابن طاووس، ولد في يوم

(1) لؤلؤة البحرين: 235، روضات الجنات 4: 325، مستدرك الوسائل 3: 471.
(2) عمدة الطالب: 190.
(3) عمدة الطالب: 190.
(4) عمدة الطالب: 190، رجال ابن داود: 46.
(5) كشف المحجة: 166.
(6) كشف المحجة: 44، عمدة الطالب: 190، لؤلؤة البحرين: 238.
13

الجمعة 8 محرم الحرام سنة 647 ه‍ في مدينة النجف الأشرف، وولي النقابة
بعد وفاة أخيه محمد إلى أن توفي سنة 704 ه‍ (1).
وشرف الاشراف، ذكرها المصنف في كتابه الأمان من أخطار الاسفار
والازمان قائلا: الحافظة الكاتبة. وذكرها أيضا في كتابه سعد السعود قائلا:
ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الاشراف، حفظته وعمرها اثنتا عشرة
سنة. وقد أجازها والدها وأختها فاطمة برواية الحديث (2).
وفاطمة، وذكرها المصنف في كتابه سعد السعود قائلا: فيما نذكره من مصحف
معظم تام أربعة أجزاء وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم
فاطمة، حفظته وعمرها دون تسع سنين (3).
ولادته ونشأته الفكرية
ولد السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه في يوم الخميس منتصف
محرم الحرام سنة 589 ه‍ في مدينة الحلة السيفية، كما أشار إلى ذلك في
كتابه كشف المحجة (4).
وكانت الحلة آنذاك تعيش فترة ازدهار حركتها الثقافية العلمية، والتي
شكلت فيما بعد مدرسة فقهية خاصة عرفت بمدرسة الحلة، حيث تخرج منها
عدد كبير من علماء الطائفة، الذين لهم اليد الطولى في تقدم الحركة العلمية
بصورة عامة والفقهية بصورة خاصة.
ولا شك أن هكذا جو يؤثر تأثيرا ايجابيا وملحوظا على نشأة السيد ابن
طاووس خصوصا وأنه يعيش في بيت جل أفراده من العلماء والأدباء، ولا شك

(1) عمدة الطالب: 190.
(2) الأمان: 128، سعد السعود: 26.
(3) سعد السعود: 27.
(4) كشف المحجة: 166.
14

أن والده كان هو المعلم الأول له والمرشد والناصح الأمين.
ومما تمتاز به السيد ابن طاووس أنه كثيرا ما يذكر في كتبه أحواله
الشخصية وما يتعلق بحياته الخاصة من نشأته ودراسته وسفره، بل حتى زواجه وتأريخ ولادة أبنائه.
فيحدثنا في كتابه كشف المحجة عن نشأته ودراسته وما يتعلق بذلك قائلا:
أول ما نشأت بين جدي ورام ووالدي... وتعلمت الخط والعربية،
وقرأت علم الشريعة المحمدية، وقرأت كتبا في أصول الدين...
واشتغلت بعلم الفقه، وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعدة سنين، فحفظت
في نحو سنة ما كان عندهم وفضلت عليهم.
ثم يقول: وابتدأت بحفظ الجمل والعقود... وكان الذين سبقوني
ما لأحدهم إلا الكتاب الذي يشتغل به، وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب
جدي ورام انتقلت إلي من والدتي بأسباب شرعية في حياتها.
ثم يقول: فصرت أطالع بالليل كل شئ يقرأ فيه الجماعة الذين
تقدموني بالسنين، وأنظر كل ما قاله مصنف عندي، وأعرف ما بينهم من
الخلاف على عادة المصنفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف
ما لا يعرفون وأناظرهم.
ثم يقول: وفرغت من الجمل والعقود، وقرأت النهاية، فلما فرغت من
الجزء الأول منها، استظهرت على علم الفقه، حتى كتب شيخي محمد بن
نما خطه لي على الجزء الأول وهو الآن عندي.
ثم يقول: فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضا ومن كتاب المبسوط،
وقد استغنيت عن القراءة بالكلية. وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح،
بل للرواية المرضية، وسمعت ما يطول ذكر تفصيله (1).

(1) كشف المحجة: 185 الفصل الثالث والأربعون والمائة.
15

وهاجر السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه من الحلة إلى بغداد،
وتزوج فيها بنت الوزير ناصر بن مهدي زهراء خاتون، واستوجب هذا الزواج أن
يبقى في بغداد مدة طويلة، كما ذكره في كشف المحجة (1).
وفي خلال تلك الفترة التي قضاها السيد في بغداد كان يتمتع بجاه كبير
وعلو شأن عند المسؤولين آنذاك، حيث إنهم كثيرا ما عرضوا عليه أن يتولى
المناصب الحكومية أو يكون رسولا من قبل الخليفة المستنصر إلى بعض
الملوك والرؤساء، إلا أنه كان يرفض ذلك، لكي يتفرع لعبادة الله تعالى ويبتعد
عن الدنيا وزخارفها.
وحينما طلب منه الخليفة المستنصر أن يقبل الوزارة فإنه رفضها معللا
رفضه بجواب المستنصر قائلا:
إذا كان المراد بوزارتي على عادة الوزراء يمشون أمورهم بكل مذهب
وكل سبب، سواء كان ذلك موافقا لرضى الله جل جلاله ورضى سيد الأنبياء والمرسلين أو مخالفا لهما في الآراء، فإنك من أدخلته الوزارة بهذه القاعدة قام
بما جرت عليه العوائد الفاسدة.
وإن أردت العمل في ذلك بكتاب الله جل جلاله وسنة رسوله صلى الله
عليه وآله، فهذا أمر لا يحتمله من في دارك ولا مماليك ولا خدمك
ولا حشمك ولا ملوك الأطراف ويقال لك إذا سلكت سبيل العدل والانصاف
والزهد: إن هذا علي ابن طاووس علوي حسني ما أراد بهذه الأمور إلا أن
يعرف أهل الدور أن الخلافة لو كانت إليهم كانوا على هذه القاعدة من
السيرة، وأن في ذلك ردا على الخلفاء من سلفك وطعنا عليهم، فيكون مراد
همتك أن تقتلني في الحال ببعض أساب الاعذار والأحوال، فإذا كان الامر
يفضي إلى هلاكي بذنب في الظاهر، فها أنا ذا بين يديك اصنع بي ما شئت

(1) كشف المحجة: 166.
16

قبل الذنب، فأنت سلطان قادر (1).
ثم بعد هذه الحادثة رجع المصنف إلى الحلة وبقي فيها مدة من الزمن،
ثم انتقل إلى النجف الأشرف وبقي فيها ثلاث سنين، ثم انتقل إلى كربلاء،
ثم إلى بغداد سنة 652 ه‍ وبقي فيها إلى حين احتلال المغول بغداد، فشارك
أهلها في المصائب والمحن التي جرت من جراء ذلك الاحتلال المشؤوم.
وفي سنة 661 ه‍ ولي السيد ابن طاووس نقابة الطالبيين، وبقي فيها
إلى أن وافاه الاجل المحتوم في سنة 664 ه‍ (2).
أساتذته وشيوخه:
تتلمذ السيد ابن طاووس على يد ثلة خيرة من علمائنا الاعلام واستجاز
منهم، كما استجاز من عدد من علماء العامة. فمن أساتذته وشيوخه:
1 - أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني.
2 - بدر بن يعقوب المقرئ العجمي.
3 - تاج الدين الحسن بن علي الذربي.
4 - الحسين بن أحمد السواري.
5 - كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني.
6 - سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيرة السوراوي.
7 - أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الحافظ.
8 - شمس الدين فخار بن معد الموسوي.
9 - نجيب الدين محمد السوراوي.
10 - أبو حامد محي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني
الحلبي.

(1) كشف المحجة: 170.
(2) الكنى والألقاب 1: 328.
17

11 - أبو عبد الله محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار
البغدادي.
12 - صفي الدين محمد بن معد الموسوي.
13 - الشيخ محمد بن نما.
14 - والده الشريف أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن
طاووس.
15 - جده الشيخ المحدث ورام بن أبي فراس النخعي.
تلامذته والراوون عنه:
وتتلمذ على يده المباركة، وروى عنه عدد من الاعلام، منهم:
1 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
2 - أحمد بن محمد العلوي.
3 - جعفر بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
4 - جعفر بن نما الحلي.
5 - الحسن بن داود الحلي.
6 - العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر.
7 - السيد عبد الكريم بن أحمد ابن طاووس.
8 - السيد علي بن علي بن طاووس (ولد المصنف).
9 - علي بن عيسى الأربلي.
10 - علي بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
11 - محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
11 - محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
12 - محمد بن بشير.
13 - السيد محمد بن علي بن طاووس (ولد المصنف).
14 - يوسف بن حاتم الشامي.
18

15 - يوسف بن علي بن المطهر (والد العلامة).
إطراء العلماء له:
ذكر المصنف رحمه الله وأطراه كل من تأخر عنه، وكل من صنف في
حياة العلماء والعظماء والمؤلفين، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1 - العلامة الحلي، قال في (منهاج الصلاح) في مبحث الاستخارة
- ونقله عنه العلامة النوري في المستدرك -: السيد السند رضي الدين علي بن
موسى ابن طاووس، كان أعبد من رأيناه من أهل زمانه (1).
2 - ابن عنبة في عمدة الطالب قال: السيد الزاهد صاحب الكرامات،
نقيب النقباء بالعراق (2).
3 - التفريشي في نقد الرجال قال: من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها،
جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة
والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة (3).
4 - الحر العاملي في أمل الامل قال: حاله في العلم والفضل والزهد
والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضا شاعرا أديبا
منشئا بليغا (4).
5 - العلامة المجلسي قال في البحار: السيد النقيب، الثقة الزاهد،
جمال العارفين (5).
6 - أسد الله الدزفولي قال في مقابس الأنوار: السيد السند، المعظم

(1) مستدرك الوسائل 3: 469.
(2) عمدة الطالب: 190.
(3) نقد الرجال: 244.
(4) أمل الامل: 2: 205.
(5) بحار الأنوار 1: 113.
19

المعتمد، العالم، العابد، الزاهد، الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب،
صاحب الدعوات والمقامات، والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السني
واللطف الجلي (1).
7 - محمد باقر الخوانساري قال في الروضات: السيد الفاضل،
الكامل العابد، الزاهد المجاهد (2).
8 - الشيخ النوري قال في مستدرك الوسائل: السيد الاجل الأكمل
الأسعد الأورع الأزهد، صاحب الكرامات الباهرة، الذي ما اتفقت كلمة
الأصحاب - على اختلاف مشاربهم وطريقتهم - على صدور الكرامات عن أحد
ممن تقدمه أو تأخر عنه غيره (3).
9 - الشيخ عباس القمي قال في الكنى والألقاب: السيد الاجل،
الأورع الأزهد، قدوة العارفين. كان رحمه الله مجمع الكمالات السامية،
حتى الشعر والأدب والانشاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (4).
10 - عمر رضا كحالة قال في معجم المؤلفين: فقيه، محدث،
مؤرخ، أديب، مشارك في بعض العلوم (5).
مؤلفاته:
من الصعب جدا الإحاطة بكل مؤلفات السيد ابن طاووس - وإن كان
رحمه الله كثيرا ما يذكر أسماء مؤلفاته في بعض كتبه - لأنه رحمه الله صرح بنفسه
أن هناك مختصرات ورسائل لا تخطر بباله عند ذكره لمصنفاته في كتاب

(1) مقابس الأنوار: 12.
(2) روضات الجنات 4: 325.
(3) مستدرك الوسائل 3: 367
(4) الكنى والألقاب 1: 327.
(5) معجم المؤلفين 7: 248.
20

الإجازات حيث قال:
وجمعت وصنفت مختصرات كثيرة ما هي الآن على خاطري، وأنشأت
من المكاتبات والرسائل والخطب ما لو جمعته أو جمعه غيري كان عدة
مجلدات، ومذاكرات في المجالس في جواب المسائل بجوابات وإشارات
وبمواعظ شافيات ما لو صنفها سامعوها كانت ما يعلمه الله جل جلاله من
مجلدات (1).
وما نذكره هنا لا يمثل بالضرورة كل ما ألفه أو كتبه رحمه الله، بل هو
ما عثرنا عليه:
1 - الأمانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.
2 - الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصني من الإجازات.
3 - الاسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.
4 - أسرار الصلاة.
5 - الاصطفاء في تأريخ الملوك والخلفاء.
6 - إغاثة الداعي وإعانة الساعي.
7 - الاقبال بالاعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة.
8 - الأمان من أخطار الاسفار والازمان.
9 - الأنوار الباهرة.
البهجة لثمرة المهجة.
11 - التحصيل إلى التذييل.
التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.
13 - التراجم فيما نذكره عن الحاكم.
14 - التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن).
15 - التعريف للمولد الشريف.

(1) بحار الأنوار 104: 42.
21

16 - التمام لمهام شهر الصيام.
17 - التوفيق للوفاء بعد التعريف في دار الفناء.
18 - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.
19 - الدروع الواقية من الاخطار.
20 - ربيع الألباب.
21 - روح الاسرار.
22 - ري الضمآن من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان.
23 - زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.
24 - السعادات بالعبادات.
25 - سعد السعود.
26 - شفاء العقول من داء الفضول.
27 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
28 - طرف من الانباء والمناقب.
29 - غياث سلطان الورى لسكان الثرى.
30 - فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب.
31 - فتح الجواب الباهر.
32 - فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.
33 - فرحة الناظر وبهجة الخواطر.
34 - فلاح السائل ونجاح المسائل.
35 - القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.
36 - الكرامات.
37 - كشف المحجة لثمرة المهجة.
38 - لباب المسرة من كتاب مزار ابن أبي قرة.
39 - المجتنى. (*)
22

40 - محاسبة النفس.
41 - المختار من أخبار أبي عمرو الزاهد.
42 - مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج.
43 - مصباح الزائر وجناح المسافر.
44 - مضمار السبق في ميدان الصدق.
45 - الملهوف على قتل الطفوف.
46 - المنتقى.
47 - مهج الدعوات ومنهج العنايات.
48 - المواسعة والمضايقة.
49 - اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين.
وفاته ومدفنه:
لم نجد اختلافا في وفاته رضوان الله تعال يعليه، فالمصادر التي رأيناها
اتفقت على أنه توفي في بغداد يوم الاثنين خامص ذي القعدة سنة 664 ه‍.
إلا أن الاختلاف وقع في مكان دفنه:
فالشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين يذهب إلى أن قبره غير معروف
الآن (1).
والمحدث النوري في المستدرك يقول: إن في الحلة في خارج المدينة
قبة عالية في بستان نسب إليه ويزار قبره ويتبرك فيها، ولا يخفى بعده لو كانت
الوفاة ببغداد، والله العالم (2).
وعلق السيد محمد صادق بحر العلوم محقق كتاب لؤلؤة البحرين قائلا

(1) لؤلؤة البحرين: 241.
(2) مستدرك الوسائل 3: 482.
23

في هامش اللؤلؤة: في الحلة اليوم مزار معروف بمقربة من بناية سجن الحلة
المركزي الحالي يعرف عند أهالي الحلة بقبر رضي الدين علي بن موسى بن
جعفر ابن طاووس، يزوره الناس ويتبركون به (1).
وقال أيضا: قال سيدنا العلامة الحجة السيد حسن الصدر الكاظمي رحمه
الله في خاتمة كتابه تحية أهل القبور بما هو مأثور ما نصه: وأعجب من ذلك
خفاء قبر السيد جمال الدين علي ابن طاووس صاحب الاقبال، مات ببغداد
لما كان نقيب الاشراف بها ولم يعلم قبره، والذي يعرف بالحلة بقبر السيد علي
ابن طاووس في البستان هو قبر ابنه السيد علي بن السيد علي المذكور، فإنه
يشترك معه في الاسم واللقب (2).
وقال ابن الفوطي في الحوادث الجامعة: وفيها - أي في سنة 664 ه‍ -
توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي ابن طاووس، وحمل إلى مشهد
جده علي بن أبي طالب عليه السلام، وقيل: كان عمره نحو ثلاث وسبعين سنة (3).
ومما يؤيد قول ابن الفوطي ويرجحه - إضافة إلى دقته وضبطه حيث يعتبر
أفضل من أرخ حوادث القرن السابع - أن السيد ابن طاووس عين في حياته
موضع قبره حيث أوصى أن يدفن إلى جنب جده أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام، فقال في كتاب فلاح السائل:
وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار
جدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام، متضيفا ومستجيرا ووافدا
وسائلا وآملا، متوسلا بكل ما يتوسل به أحد من الخلائق إليه، وجعلته تحت
قدمي والدي رضوان الله عليهما، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض

(1) لؤلؤة البحرين (هامش): 241.
(2) لؤلؤة البحرين (هامش): 242.
(3) الحوادث الجامعة: 356.
24

الجناح لهما ويوصيني بالاحسان إليهما، فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في
القبور تحت قدميهما (1).

(1) فلاح السائل: 73.
25

الفصل الثاني
حول الكتاب، ويحتوي على:
الكتب المؤلفة في هذا الموضوع
اسمه
ماهيته
منهج المؤلف ومصادره
تأريخ تأليفه
مكان تأليفه
سبب تأليفه
طبعاته
الأخطاء الواردة في الطبعة السابقة
ترجمته
النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق
منهجية التحقيق
27

الكتب المؤلفة في هذا الموضوع:
قبل التحدث عن هذا الكتاب وما يتعلق به، لا بد من معرفة موقع
موضوعه - الملاحم والفتن - في المكتبة الاسلامية، ومن ألف فيه بشكل منفرد
أو منضما إلى أبواب أخرى. وقد بينا في أول هذه المقدمة أن علماء الاسلام
كتبوا كثيرا في الملاحم والفتن، وأشراط الساعة، واسم المهدي وصفاته عجل
الله تعالى فرجه الشريف.
إذا فالسيد ابن طاووس ليس أول من كتب في هذا الموضوع، ولا يكون
آخرهم. ونحن لو أردنا أن نستقصي كل من كتب فيه لطال بنا المقام،
ولاحتجنا إلى تأليف كتاب في ذلك.
وتعميما للفائدة، وعملا بمقولة: (ما لا يدرك كله لا يترك كله)، نبين
بعض المصادر الرئيسية التي ألفها علماء الاسلام قديما بشكل مستقل، ونتبعها
ببيان أسماء بعض الاعلام الذين أوردوا هذا الموضوع في موسوعاتهم
الحديثية، معتمدين في ذلك كله على عدة مصادر منها: الفهرست للشيخ
الطوسي، ورجال النجاشي، والذريعة للشيخ الطهراني، ومعجم أحاديث
الامام المهدي عليه السلام تأليف ونشر مؤسسة المعارف الاسلامية، ومقدمة
عقد الدرر في أخبار المنتظر ليوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي
السلمي.
فمن الكتب المؤلفة بشكل مستقل:
1 - أخبار المهدي: لابي العلاء الهمداني الحسن بن أحمد بن الحسن
العطار.
2 - البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: لعلي بن حسام الدين بن
عبد الملك المتقي الهندي.
3 - البيان في أخبار صاحب الزمان: لمحمد بن يوسف بن محمد
28

القرشي الكنجي الشافعي.
4 - تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان: لعلي بن حسام
الدين بن عبد الملك المتقي الهندي.
5 - العرف الوردي في أخبار المهدي: لجلال الدين عبد الرحمن بن
أبي بكر السيوطي.
6 - علامات آخر الزمان: للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين
ابن موسى بن بابويه القمي.
7 - علامات المهدي: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي.
8 - علامات المهدي المنتظر: لابن حجر الهيتمي الشافعي.
9 - الفتن: للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني.
10 - الفتن: لنعيم بن حماد المروزي الخزاعي.
11 - الفتن: لابي صالح السليلي ابن أحمد بن عيسى ابن الشيخ
الخساني (الحسائي).
12 - الفتن: لابي يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز النيشابوري.
13 - الفتن: لابي عمرو عثمان بن سعيد الداني.
14 - الفتن: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني.
15 - الفتن والملاحم: لابي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى
ابن سابور الكوفي.
16 - الملاحم: لابي محمد الحسن بن علي بن فضال.
17 - الملاحم: لابي أحمد محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى الأزدي.
18 - الملاحم: لمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار.
19 - الملاحم: لابي حيون.
20 - الملاحم: لابي إسحاق إبراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري.
29

21 - الملاحم: لأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمر.
22 - الملاحم: لإسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني.
23 - الملاحم: للحسين بن سعيد بن حماد بن مهران.
24 - الملاحم: لابي الحسن علي بن أبي صالح محمد بزرج.
25 - الملاحم: لابي الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال.
26 - الملاحم: لابي القاسم علي بن الحسن بن القاسم اليشكري
الخزاز الكوفي، المعروف بابن البطال.
27 - الملاحم: لابي الحسن علي بن مهزيار الأهوازي الدورقي.
28 - الملاحم: لابي محمد الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري.
29 - الملاحم: لابي جعفر محمد بن أورمة القمي.
30 - الملاحم: لابي محمد العمركي ابن علي البوفكي.
31 - الملاحم: لابي جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران
الأشعري القمي.
32 - الملاحم: لابي عبد الله محمد بن عباس بن عيسى الغاضري.
33 - الملاحم: لابي جعفر محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي.
34 - الملاحم: لابي النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش
السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي.
35 - الملاحم الكبير: لابي عبد الله محمد بن جمهور العمي البصري.
36 - الملاحم والفتن وما أصاب السلف ويصيب الخلف من المحن:
لمحمد بن القاسم الطوسي.
37 - مناقب المهدي: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني.
38 - نهاية البداية والنهاية في الفتن والملاحم: لابي الفداء إسماعيل
ابن محمد بن كثير الدمشقي.
ومن الذين أوردوا هذا الموضوع في موسوعاتهم الحديثية:
30

1 - أحمد بن حنبل في مسنده.
2 - محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه.
3 - مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه.
4 - محمد بن زيد بن ماجة القزويني في سننه.
5 - سليمان بن الأشعث السجستاني (أبو داود) في سننه.
6 - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي في سننه.
7 - سليمان بن أحمد الطبراني في معجميه الصغير والكبير.
8 - محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين.
9 - الحسين بن مسعود البغوي في مصابيح السنة.
10 - المبارك بن محمد بن الأثير الجزري في جامع الأصول.
اسمه
: الاسم الصحيح والكامل لهذا الكتاب هو: (التشريف بالمنن في
التعريف بالفتن)، سماه بذلك صريحا مصنفه في بداية نقله عن الفتن
لزكريا، حيث قال: فإنني ذكرت في خطبة هذا الكتاب (التشريف بالمنن في
التعريف بالفتن) ما حضرني من السبب الباعث على جواهره، وإظهار
أسراره (1).
وتبع المصنف في هذه التسمية جمع من المفهرسين والكتاب (2).
ومع هذا التصريح من المؤلف باسم الكتاب، فإننا نجده قد سمي
بأسماء مختلفة، وقد يصدر تعدد التسمية من شخص واحد وفي مصدر واحد

(1) صفحة: 303.
(2) الذريعة 4 / 189 / 944 و 16: 113 / 118، كتابخانه ابن طاووس وأحوال وآثار أو:
104، فهرست النسخ الخطية لمكتبة جامعة طهران 15: 4165 / 5228.
31

أيضا، كما فعله الميرزا عبد الله الأصفهاني في الرياض، والشيخ الطهراني في
الذريعة. والعجيب في الامر أن الكتاب طبع تسع طبعات ولم يثبت الاسم
الصحيح على واحدة منها!!!
فقد سمي هذا الكتاب ب‍ (الفتن)، سماه بذلك الميرزا عبد الله
الأصفهاني في الرياض في ترجمة السيد عبد الكريم ابن السيد أحمد ابن
طاووس (1).
وسمي ب‍ (الفتن والملاحم)، سماه بذلك الميرزا الأصفهاني في
موضعين من الرياض في ترجمة السيد عبد الكريم ابن السيد أحمد ابن
طاووس (2)، وكذلك الشيخ الطهراني في موضعين من الذريعة (3).
وسمي ب‍ (الملاحم)، سماه الميرزا الأصفهاني في الرياض في
ترجمة السيد عبد الكريم بن علي بن يحيى الحلي (4)، والشيخ الطهراني في
الذريعة (5).
وسمى ب‍ (الملاحم والفتن)، سماه بذلك الميرزا الأصفهاني في
موضعين من الرياض: في ترجمة السيد عبد الكريم بن علي بن يحيى
الحلي (6)، وفي ترجمة السيد عبد الكريم ابن السيد أحمد بن طاووس (7)،
وكذلك في فهرست النسخ الخطية لمكتبة جامعة طهران (8)، وفهرست كتابهاى

(1) رياض العلماء 3: 169.
(2) رياض العلماء 3: 164 و 169.
(3) الذريعة 16: 113 / 181 و 22: 189.
(4) رياض العلماء 3: 182.
(5) الذريعة 18: 189.
(6) رياض العلماء 3: 181.
(7) رياض العلماء 3: 164.
(8) فهرست النسخ الخطية لمكتبة جامعة طهران 15: 4165 / 5228.
32

چاپي عربي (1).
وفي الطبعات التسع للكتاب في العراق ولبنان وإيران سمي ب‍ (الملاحم
والفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل الله فرجه).
ماهيته:
ماهية الكتاب واضحة من عنوانه، سواء الصحيح أو الذي أثبت على
المطبوع منه. فهو يتعرض للفتن عموما التي حصلت بعد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم، والتي جرت في زمن الخلفاء وفي أيام بني أمية وبني العباس.
فينقل فيه المصنف رحمه الله إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن
هلاك عامة أمته على يد ولد مروان، وإخباره بما يلقى أهل بيته من القتل
والتشريد، وإخباره بعدد الأئمة عليهم السلام وما يجري في أيامهم.
ويبين فيه أيضا فتنة بني أمية وبني العباس وابتداء أيامها وانتهائها،
وتحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة من الخروج، وكيفية محاربة
معاوية لعنه الله للإمام علي عليه السلام، وصلح الإمام الحسن عليه السلام.
ويوضح فيه علامات خروج صاحب الامر والزمان عليه السلام.
ويشير إلى خراب مصر وبغداد وجامع براثا، وهدم الكعبة.
ويصرح باسم صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وأوصافه
وعمره ولوائه وأنصاره وصفة خروجه وكيفية مبايعته، وغيرها من المواضيع.
منهج المؤلف ومصادره:
يمكن التعريف بمنهج السيد ابن طاووس في هذا الكتاب بعدة نقاط:
الأولى: جعل المصنف رحمه الله كتابه هذا في عدة أبواب، مع ذكر عنوان

(1) فهرست كتابهاى چاپي عربي: 898.
33

معين لكل باب. وتتخلل هذه الأبواب عدة فصول، سواء كان لها علاقة بالباب
الذي سبقها أم لا. وفي بعض الموارد يتحدث المؤلف عن مواضيع معينة نقلا
عن مصادر مختلفة دون أن يعنون لها بباب أو فصل.
الثانية: الصفة الغالبة على هذا الكتاب هو النقل عن عدة مصادر دون
التعليق عليها أو شرح غوامض كلماتها، ودون بيان قبولها أو ردها، خصوصا
الكتب الثلاثة الأولى التي نقل عنها المصنف، لذلك فإنه يبين في عدة موارد
أن ما يرد فيه لا يمثل رأيه أو رأي أتباع أهل البيت عليهم السلام، لأنه غالبا
ما ينقل من كتب عامية.
ففي آخر ما نقله عن الفتن لابن حماد قال: فمن وقف على شئ مما
ذكرناه ورآه يخالف الحق الذي كنا رويناه أو عرفناه فالدرك على من رواه، ونحن
بريئون من الملامة في الدنيا ويوم القيامة، فإننا قصدنا كشف ما أشار إليه،
فإن المصنف نعيم بن حماد ما هو من رجال شيعة أهل بيت النبي صلوات الله
عليه وآله (1).
وفي بداية نقله عن الفتن للسليلي قال: ودرك ما تضمنته على الرواة،
وأنا بريء من خطره لأنني أحكي ما أجده بلفظه ومعناه (2).
وفي آخر ما نقله عن الفتن لزكريا يقول: وهذا آخر ما علقناه من الثلاث
المجلدات في التن وما يتجدد من المحن والإحن، فكل ما صدق فيها الخبر
الخبر والعيان الأثر، فهو من آيات الله جل جلاله الباهرة ومعجزات رسوله
صلوات الله عليه وآله المتظاهرة، وتعظيما لعترته الطاهرة، وزيادة في دلائل
سعادة الدار الآخرة. وما ظهر أن الخبر خلاف ما تضمنه معناه فيكون الدرك
على من ابتدأ الغلط فيما رواه، إن كان تعمد فعليه درك الاعتماد، وخشية
خطر يوم المعاد، وغضب المطلع على أسرار العباد. وإن كان عن غير عمد

(1) صفحة: 213 - 214.
(2) صفحة: 216.
34

منه فعسى الله جل جلاله أن يعفو عنه. فمن وقف على شئ مما ذكرناه فليعلم
أننا قصدنا كشف ما رأيناه، ولا درك علينا فيما علقناه (1).
الثالثة: في أثناء نقله عن الفتن لنعيم بن حماد يعد بابا خاصا برقم 24
يشرح فيه حال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار، ويدافع عنهما، ويذهب إلى
أنهما من خواص أمير المؤمنين عليه السلام، ويرد القائلين - من أتباع أهل
البيت عليهم السلام - بأنهما من المخالفين لأهل بيت النبوة. ويذكر حديثا
ينقله من كتاب أبناء النحاة لعلي بن يوسف الشيباني يدل على سلامة اعتقاد
عبد الله بن سلام. وبعده يعقد فصلا للدفاع عن كعب الأحبار حيث ينقل عن
كتاب مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام رواية
أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد صاحب ثعلب. ويستدل به على
كون كعب الأحبار من خواص الإمام علي عليه السلام (2).
ومعلوم أن رأيه هذا مخالف لجل - إن لم نقل: لكل - العلماء من أتباع
مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
الرابعة: في أثناء نقله من الفتن للسليلي يمدح السيد ابن طاووس عمر
ابن عبد العزيز مدحا كثيرا، ويستدل على رأيه هذا بأحاديث عديدة ينقلها من
مصادر مختلفة، فالحديث 348 و 349 ينقلهما من أحد أصول الشيعة،
والحديث 350 ينقله من تأريخ ابن الأثير، والحديث 351 ينقله من كتاب
حماد بن عثمان ذي الناب (3).
الخامسة: المصادر التي اعتمدها المصنف في هذا الكتاب تنقسم إلى
قسمين: كتب الفتن الثلاثة التي أخذت من الكتاب مساحة كبيرة وهي أساس
هذا الكتاب، وكتب متفرقة أخرى ينقل عنها قليلا، فربما ورد ذكر بعضها مرة

(1) صفحة: 349 - 350.
(2) صفحة: 80 - 82.
(3) صفحة: 241 - 243.
35

واحدة في الكتاب أو عدة مرات.
فكتب الفتن الثلاثة هي:
1 - الفتن: لنعيم بن حماد المروزي الخزاعي، المتوفى عام
228 ه‍.
2 - الفتن: لابي صالح السليلي ابن أحمد بن عيسى ابن الشيخ
الحساني (الحسائي)، من أعلام القرن الرابع.
3 - الفتن: لابي يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز النيشابوري،
المتوفى عام 298 ه‍.
والكتب الأخرى هي:
1 - أصل أبي عبد الله موسى بن القاسم بن معاوية البجلي (المجلي)
ت أوائل القرن الثالث.
2 - إنباه الرواة على أنباه النحاة، وقد ذكره المصنف باسم أنباء النحاة،
لابي الحسن علي بن يوسف الشيباني ابن القفطي، ت 646 ه‍.
3 - حلية الأولياء: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني،
ت 430 ه‍.
4 - ذيل تأريخ بغداد: لابي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن
المعروف بابن النجار البغدادي، ت 643 ه‍.
5 - السفينة: مجهول المؤلف، قال المصنف: ورأيت في مجموع
قالبه طويل يسمى السفينة.
6 - عيون أخبار بني هاشم: لابي جعفر محمد بن جرير الطبري،
ت 310 ه‍.
7 - الكامل في التاريخ: لابن الأثير عز الدين علي بن محمد،
ت 630 ه‍.
8 - كتاب أبي المغرا من أصول الشيعة.
36

9 - كتاب تأريخه سنة ست وخمسين وخمسمائة: مجهول المؤلف.
10 - كتاب حماد بن عثمان ذي الناب بن عمرو الفزاري،
ت 190 ه‍.
11 - كتاب عتيق: مجهول المؤلف.
12 - كراس بخط الوالد المذكور (أبو منصور): مجهول المؤلف.
13 - المبتدأ: لوهب بن منبه، ت 110 ه‍.
14 - مجلد أوله الرسالة العزية للمفيد آخره أخبار وحكايات: مجهول
المؤلف.
15 - مجلد عتيق أوله فيه من بعض أمالي ابن...: مجهول المؤلف.
16 - مجلد مجهول، حيث قال المصنف: وأحاديث القاضي عندنا
الآن في آخر مجلد أوله كتاب الديات لظريف بن ناصح.
17 - مجموع مجهول.
18 - مجموع محمد بن الحسين المرزبان، من أعلام القرن السادس.
19 - المشيخة: لابي علي الحسن بن محبوب السراد الكوفي،
ت 224 ه‍.
20 - معجم البلدان: لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي،
ت 626 ه‍.
21 - مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه
السلام: رواية أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد، ت 345 ه‍.
22 - المناقب: لابي جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب،
ت 588 ه‍.
فما نقله عن الفتن لنعيم بن حماد هو (212) بابا وفيها (308) حديثا،
فإذا حذفنا الباب (24) - الذي يتعلق بحال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار
- الذي لم ينقله من الفتن لنعيم، وحذفنا الحديث (34) لأنه نقله عن حلية
37

الأولياء لابي نعيم الأصفهاني، والحديث (131) لأنه نقله عن مجلد عتيق،
فيصبح المنقول عن الفتن لنعيم هو (211) بابا وفيها (306) حديثا.
وما نقله عن الفتن للسليلي هو (84) بابا وفيها (115) حديثا، فإذا
حذفنا بابي (27) و (28) لأنه نقلهما من كتاب عيون أخبار بني هاشم
لمحمد بن جرير الطبري، و باب (82) لأنه نقله من تذييل محمد بن
النجار، وحذفنا حديثي (345) و (346) لأنه نقلهما من كتاب عيون أخبار
بني هاشم، وحديثي (348) و (349) لأنه نقلهما من أصل من أصول
الشيعة، وحديث (350) لأنه نقله من تأريخ ابن الأثير، وحديث (351)
لأنه نقله من كتاب حماد بن عثمان ذي الناب، وحديثي (352) و (353) في
مدح عمر بن عبد العزيز، فيصبح المنقول عن الفتن للسليلي (81) بابا وفيها
(107) حديثا.
وما نقله عن الفتن لزكريا هو (52) بابا وفيها (92) حديثا.
وأما المنقول عن الكتب المتفرقة الأخرى فهو عدة فصول وعدة أحاديث،
فأصبحت أبواب الكتاب وأحاديثه هي (348) بابا و (553) حديثا.
تأريخ تأليفه:
ذهب المتتبع الخبير الشيخ الطهراني إلى أن تأريخ الانتهاء من تأليف
هذا الكتاب هو سنة 660 ه‍ معتمدا على النسخة الخطية التي بخط المصنف،
ذكر ذلك في موضعين من الذريعة (1).
إلا أننا لم نعثر على هذا التأريخ في نسخة خط المصنف المتوفرة لدينا
المخرومة الاخر، فلعل الشيخ الطهراني رآه فيها قبل حصول هذا الخرم.
والسيد ابن طاووس ذكر تأريخين في هذا الكتاب:
الأول: عند انتهاء نقله من الفتن لنعيم بن حماد، وهو يوم الاثنين

(1) الذريعة 4: 944 و 16: 113 / 181.
38

الخامس عشر من المحرم سنة ثلاث وستين وستمائة (1).
الثاني: عند انتهاء نقله من الفتن للسليلي، وهو يوم الخميس الثالث
عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وستمائة (2). وفي النسخة المطبوعة سابقا
وجدنا التأريخ هكذا: اثنتين وثمانين وستمائة (3)، وهو خطأ قطعا.
ومن هذا يظهر أنه انتهى من نقله من الفتن للسليلي قبل النقل من الفتن
لابن حماد.
أما لماذا وضع المنقول عن ابن حماد قبل المنقول عن السليلي؟ فلعل
ذلك لقدم ابن حماد المتوفى سنة 228 ه‍ على السليلي الذي هو من أعلام
القرن الرابع. لكن يرد الاشكال على المصنف هنا بوضع ما نقله عن زكريا
المتوفى سنة 298 ه‍ أخيرا. فإن كان التأريخ هو الملحوظ في التقديم فيجب
تقديم المنقول عن الفتن لابن حماد ثم لزكريا ثم للسليلي.
واعلم أن السيد ابن طاووس لم يذكر تأريخ انتهاء نقله من الفتن لزكريا،
وكذلك تأريخ انتهاء نقله من المصادر المتفرقة التي أوردها بعد النقل من كتب
الفتن الثلاثة.
وعلى أي حال فإن هذا الكتاب هو من أواخر ما كتبه السيد ابن طاووس،
لذلك يعلل البعض رداءة خط النسخة الخطية المتوفرة لدينا - التي بخط
المصنف - إلى حدوث رعشة في يده المباركة لكبر سنه (4).
ونستطيع أن نقول بأنه الكتاب قبل الأخير حسب التسلسل ألزمني
لتأليفات ابن طاووس، لان آخر ما كتبه هو اجازته للقسيني وأولاده في جمادى

(1) صفحة: 213.
(2) صفحة: 302.
(3) صفحة: 154.
(4) كتابخانه ابن طاووس وأحوال وآثار أو: 105.
39

الأولى سنة 664 ه‍، أي قبل وفاته بعدة شهور (1)، ويذهب الشيخ الطهراني
إلى أن آخر ما كتبه قبل وفاته هو كتاب التحصين الذي شرع فيه سنة
662 ه‍ (2)، فيكون المصنف رحمه الله في آخر أيامه مشغولا بهذا الكتاب
وبالتحصين، وبعد الانتهاء من هذا الكتاب كتب خاتمة التحصين.
مكان تأليفه:
لم يصرح السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى بالمكان الذي بدأ به تأليف
هذا الكتاب، ولا المكان الذي أنهاه فيه، كما فعل في بعض مؤلفاته
الأخرى. إلا أنه ذكر فيه مكانا واحدا وهو الحلة السيفية حيث أنهى فيها النقل
من الفتن لنعيم بن حماد، فقال:
وكان آخر الفراغ منه يوم الاثنين خامس عشر من المحرم الحرام سنة
ثلاث وستين وستمائة في داري بالحلة، وقد حضرت من بغداد قاصدا لزيارة
مولانا الحسين ومولانا علي صلوات الله - جل وجلاله - على أرواحهما المعظمة
النبوية، وأقمت بالحلة أياما لمهمات دينية (3).
وكلامه هذا يدل على أنه شرع فيه في بغداد، لأنه أنهى المنقول عن
الفتن للسليلي قبل المنقول عن الفتن لنعيم بن حماد بسنة تقريبا، كما
أوضحناه سابقا.
ويدل أيضا على أن داره بالحلة كانت بيده رغم انتقاله إلى بغداد، فكان
ينزل فيها عنده مروره بالحلة (4).

(1) كتابخانه ابن طاووس وأحوال و آثار أو: 67.
(2) الذريعة 25: 282، كتابخانه ابن طاووس وأحوال و آثار أو: 98.
(3) صفحة: 213.
(4) كتابخانه ابن طاووس و أحوال و آثار أو: 33.
40

سبب تأليفه:
المعروف عن السيد ابن طاووس رحمه الله ابتعاده عن التأليف في الفقه
والأصول والفلسفة، والتوجه إلى الكتابة في الأخلاقيات، وما يربي النفس
الانسانية. فكتب في الدعاء كثيرا، وكذلك في الكرامات، وتراجم الرجال،
والتأريخ، ووصايا خاصة لأبنائه وأخرى عامة للمؤمنين، والاستخارة،
والجواب عن بعض الاشكالات العقائدية المتعلقة بأصول الدين وفروعه.
ومن الطبيعي أن تنال الكتابة عن الملاحم والفتن وما يتعلق بصاحب
العصر والزمان - عجل الله تعالى فرجه الشريف - أهمية كبيرة عند المصنف،
لذلك شرع في تأليف هذا الكتاب مبينا في مقدمته أسباب إقدامه على
تأليفه:
فمن تلك الأسباب: أن في الملاحم والفتن الحجج البالغات على
إثبات وجود الخالق - سبحانه وتعالى - وأنها تشتمل على كثير من
المعجزات الدالة على نبوة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وعلى إمامة أمير المؤمنين وأولاده المعصومين سلام عليه عليهم
أجمعين. لذلك فإن الاهتمام بها وتدوينها ودراستها في الواقع هو اهتمام
بدراسة واثبات التوحيد والنبوة والإمامة.
ومنها: أن الاهتمام بهذه الأحاديث وتدوينها من المصادر القديمة، كل
ذلك خوفا عليها من الضياع وصيانة لها من الاتلاف، خصوصا وأن هكذا
أحاديث تكون مستهدفة بشكل خاص من أعداء الاسلام (1).
وفعلا فقد شاهد المصنف رحمه الله ما حل بالأمة الاسلامية وبالنفائس
من كتبها عند احتلال التتر بغداد، وقد نتج من ذلك ضياع الآلاف من المصادر

(1) صفحة: 61 - 62.
41

الرئيسية لعلماء الاسلام، والتي منها بعض المصادر التي اعتمد عليها
المصنف في هذا الكتاب، كالفتن للسليلي، والفتن لزكريا وغيرهما، وقد
مرت الإشارة إليها في هذه المقدمة.
ومع ذلك كله فإن السيد ابن طاووس لم يترك الاستخارة، فقد استخار
الله سبحانه وتعالى وتوكل عليه في تأليف هذا الكتاب.
طبعاته:
لأهمية هذا الكتاب المتمثلة بحساسية موضوعه وموقعية مؤلفه العلمية،
فقد طبع تسع طبعات في العراق ولبنان وإيران، اعتمادا على الطبعة الأولى
التي قوبلت على نسخة بخط المؤلف، وهي طبعة مغلوطة، سيأتي الكلام
عنها قريبا.
الطبعة الأولى: في النجف الأشرف سنة 1365 ه‍، عن نسخة قوبلت
بخط المؤلف الموجودة في تستر.
الطبعة الثانية: في النجف الأشرف سنة 1368 ه‍، المطبعة الحيدرية، في 176 صفحة.
الطبعة الثالثة: في النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، في 174
صفحة.
الطبعة الرابعة: في النجف الأشرف سنة 1963 م، المطبعة
الحيدرية، في 188 صفحة.
الطبعة الخامسة: في النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية.
الطبعة السادسة: في النجف الأشرف سنة 1398 ه‍، المطبعة
الحيدرية في 224 صفحة.
الطبعة السابعة: في بيروت سنة 1404 ه‍، مؤسسة الوفاء، في 224
صفحة.
42

الطبعة الثامنة: في بيروت، مؤسسة الأعلمي، في 224 صفحة.
الطبعة التاسعة: في قم سنة 1412 ه‍، انتشارات شريف الرضي
في 224 صفحة (1).
وتكون هذه الطبعة التي بين يديك عزيزي القارئ هي الطبعة العاشرة
للكتاب، والطبعة المحققة الأولى.
الأخطاء الواردة في الطبعة السابقة:
الطبعات المتعددة للكتاب اعتمدت جميعها على الطبعة الأولى التي
اعتمدت بدورها على نسخة قوبلت بخط المؤلف الموجودة في تستر.
وبما أن هذه النسخة صعبة القراءة بل مستحيلة في بعض الموارد وقد
أكلت الأرضة بعض كلماتها، فحصلت فراغات بين عبارات الكتاب، فجاء
من ليس له معرفة كاملة بالكتاب وملا تلك الفراغات حسبما اقتضاه نظره. وأن
الذين أشرفوا على الطبعة السابقة للكتاب لم يخرجوا أحاديثه من المصادر
المتوفرة، ولم يطابقوا الأحاديث التي لم تتوفر مصادرها مع المصادر الرئيسية.
لذلك جاءت الطبعة السابقة مغلوطة سندا ومتنا، ولا تكاد تخلو صفحة
واحدة من عشرات الأخطاء والاسقاط. فكلما ورد في السند (ضمرة) أصبح
(حمزة)، و (رشدين) أصبح (رشدي)، و (ابن لهيعة) أصبح (أبي
لهيعة) و (ابن عياش) أصبح (ابن عباس) وبالعكس. وأما الفتن ففيه
الكثير الكثير من الأخطاء والتصحيفات والاسقاط.
ونحن لو أردنا استقصاء الأخطاء والاسقاط الواردة في الكتاب لاحتجنا
إلى كتابة رسالة مستقلة في ذلك، فمن الأفضل أن نشير إلى بعضها ليطلع

(1) انظر: الذريعة 16: 114 / 181، كتابخانه ابن طاووس وأحوال و آثار أو: 104، فهرست
كتابهاى چابى عربي: 898، معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) 9:
265.
43

القارئ الكريم عليها:
الأخطاء الواردة في المتن
رقم الحديث الخطأ الصواب
3 ثم فتنة خامسة يصير الناس فيها كالبهائم، ثم الفتنة السوداء المظلمة يصير الناس فيها كالبهائم
7 والرابعة تصيبهم إذا كانت الأمة مع هذه مرة ومع هذه مرة بلا إمام ولا جامع، والرابعة يصيرون فيها إلى الكفر إذا كانت الإمعة مع هذا مرة ومع هذا مرة بلا إمام ولا جماعة
9 فتنة الاجلاء، فتنة الأحلاس
22 أمير الغضب، أمير العصب
40 إن شيوخنا سألوا، إن نشوعا سأل
50 خشالة العرب خشارة العرب
50 الخدع، الجدع
79 ناقة خفيفة، ناقة مقتبة
90 ضجت من جانب، طمت من جانب
105 تفت البصرة، تفت البعرة
119 خرسنا، خرستا
139 قال ابن المسيب بيديه، وفتل ابن المسيب بيديه
الباب 135، إن الذي يعرج برجل من ولد فاطمة، إن الفتن تفرج برجل من ولد فاطمة
164 جبهتهم البردع، جنتهم البراذع
184 لا أراني أسير من هنا، ألا أراني شر من هاهنا
191 المهدي خاشع لله كخشوع الزجاجة، المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحه
44

208 بين الحرم ومر، بين الجماوين
234 كلهم ذو سلاح وسيف محلى، كلهم ذو ساج وسيف محلى
234 الرغيف، القطف
332 ولا طرفة عين، ولا نعمة عين
* * *
45

الأخطاء الواردة في السند
رقم الحديث الخطأ الصواب
4 حدثني الثقة يزيد بن قعنب، حدثني الثقة زيد بن وهب
8 حدثنا ابن وهيب عن أبي لهيعة، حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة
8 رزين الغافقي، زرير الغافقي
17 خالد الأحمر، أبو خالد الأحمر
20 قيس بن جابر الصيداني، قيس بن جابر الصدفي
25 عبد الله بن مروان عن أرطأة عن ابن امرأة كعب، عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر قال: حدثني تبيع ابن امرأة كعب
30 سعد بن سالم عن أبي سالم الحبشاني، سعيد بن سالم عن أبي سالم الجيشاني
44 داود العسفاني، داود الصنعاني
47 ورشيد بن أبي قتيل عن أبي مروان، ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان
عن منبه عن سعيد بن المسيب، عن مسلمة بن علي عن قتادة عن سعيد بن المسيب
سمعت مهاجر الوصولي، سمعت سعيد بن مهاجر الوصابي
91 الصفر بن رستم السقر بن رستم
92 عن الوليد بن عطا، عن الوضين بن عطاء
98 وسعيد بن صالح، وشعيب بن صالح
132 عن مطر بن خلية عن الحسن، عن فطر بن خليفة عن حنش
46

145 الوليد بن مسلم بن عنبسة القرشي، الوليد بن مسلم عن عنبسة القرشي
172 عن يوسف بن فاضل عن أبي رؤية، عن سيف بن واصل عن أبي يونس عن أبي رؤية
175 معاوية بن مرة، معاوية بن قرة
196 عن عاصم عن زرعة، عن عاصم عن زر
200 فلان العامري، فلان المعافري.
* * *
47

الاسقاط الواردة في المتن
رقم الحديث السقط
صفحة 63 ورأيت على النسخة التي أنقل منها ما هذا لفظه: ذكر أحمد بن حنبل رضي
الله عنه، قال: نعيم بن حماد ثقة.
8 وفتنة الضراء وفتنة.
22 والعصب: أهل اليمن.
25 مائة عام، لبني مروان.
164 فيقتتلون، لا يبقى منهم إلا الشريد، فيهربون إلى السفياني.
201 قال: حق، قلت: فممن هو؟
234 فيفتحون الباب.
253 نخلة إلا ربطوا بها.
288 الأكاليل يعني هدم.
292 أصلع أصمع.
323 فقال: دعوه.
330 وينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شئ، وينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ.
340 ألا ترون.
342 فدخل الحسين.
في الباب 31 من الفتن للسليلي سقط: لزيد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
391 أن لا يجبى إليهم درهم ولا قفيز.
416 إلى جانب بحيرة الطبرية، فما يكون إلا كأكلة رأس حتى يهزموا أصحاب
السفياني، فيقتلونهم ويذبح السفياني.
448 سقط هذا الحديث كاملا من الطبعة السابقة.
449 سقط هذا الحديث كاملا من الطبعة السابقة.
48

الاسقاط الواردة في السند
رقم الحديث السقط
1 حدثنا أبو الزاهرية.
6 عمرو عن إسحاق بن عبد الله.
11 الحسن عن أبي موسى الأشعري.
18 عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي.
26 أبي مريم عن راشد بن.
38 محمد بن زيد بن مهاجر قال: أخبرني.
44 عن أبي أسماء عن ثوبان عن.
49 نعيم عن عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر قال: حدثنا.
55 الأزهر بن عبد الله.
74 يزيد بن الوليد عن.
97 أرطأة بن المنذر.
175 عن أبي الصديق الناجي.
222 عن أبي سعيد الخدري.
239 بن مسلم عن أبي عبد الله عن الوليد.
246 عن أبي نضرة.
317 قال: حدثنا أبو الليث.
324 وذكر بإسناده عن أبي جرو المازني، قال: سمعت.
404 الحسين بن أحمد المالكي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الضحاك،
قال: أخبرنا.
422 سليمان بن داود البصري، قال: أخبرنا داود العسقلاني، قال:
49

أخبرنا.
430 يزيد بن عبد الله بن.
ترجمته
ترجمه إلى الفارسية محمد جواد النجفي في مدينة النجف الأشرف سنة 1383 ه‍، وطبع في المكتبة الاسلامية بطهران تحت عنوان: الملاحم والفتن، يا: فتنه وآشوبهاى آخر الزمان. تقع هذه الترجمة في 230 صفحة.
وقد صدر المترجم هذا الكتاب بمقدمة صغيرة تقع في أربع صفحات
تحدث فيها بشكل مختصر عن السيد ابن طاووس ومؤلفاته، وذكر أنه اعتمد
في هذه الترجمة على ثلاث نسخ هي: النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة
صاحب الذريعة في مدينة النجف الأشرف والتي استنسخت عن نسخة خط
المصنف، والطبعة الأولى للكتاب، والطبعة الثالثة للكتاب التي طبعت في
المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف.
إذا فالمترجم اعتمد في ترجمته هذه على الطبعة السابقة للكتاب وهي
طبعة مغلوطة كما بينا، فما ورد من أخطاء وأسقاط فيها نجده في هذه الترجمة
بعينه.
ويؤخذ على المترجم حذف مقدمة المصنف التي بين فيها سبب إقدامه
على تأليف هذا الكتاب، وأنه ينقل من الكتب الثلاثة للفتن، ويبين فيها توثيق
ابن حماد عند العامة.
ويؤخذ عليه أيضا حذف العناوين التي وضعها المصنف في بداية كل
باب من أبواب الكتاب، وكذلك حذفه للأسانيد الواردة في كل الكتاب،
معللا ذلك باختصار الكتاب، وبأن هدفه هو ترجمة المطالب الواردة في
الكتاب (1).

(1) الملاحم والفتن، يا: فتنه وآشوبهاى آخر الزمان: 5.
50

النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق:
النسخة التي اعتمدنا عليها في تحقيق هذا الكتاب هي نسخة فريدة
بخط السيد ابن طاووس رحمه الله. انتقلت من بعده إلى ابن أخيه السيد عبد
الكريم ابن السيد أحمد بن طاووس سنة 670 ه‍، وكتب عليها السيد عبد
الكريم بعض الفوائد. وقد شاهد الميرزا عبد الله الأصفهاني هذه النسخة
وعليها تلك الفوائد، وعبارة تدل على التملك، كلها بخط السيد عبد الكريم المتصف بالجودة المميز عن خط عمه المتصف بالرداءة (1).
وفي سنة 705 ه‍ اشترى هذه النسخة السيد غياث الدين عبد الكريم بن
علي بن يحيى الحلي، وكتب عليها عبارة التملك، وهي: تملكه بالابتياع
الصحيح الشرعي عبد الكريم بن علي بن يحيى في شهور سنة خمس وسبعمائة
هجرية (2).
وبعد وفاته وفي سنة 750 ه‍ وصلت هذه النسخة إلى ولده السيد عبد الرحيم
ابن السيد عبد الكريم بن علي بن يحيى الحلي، فكتب عليها عبارة
التملك، وهي: صار إلى ولده عبد الرحيم بن عبد الكريم (3).
ومن ثم وصلت إلى حفيده السيد لطف الله ابن السيد عبد الرحيم ابن
السيد عبد الكريم، فكتب عليها عبارة التملك، وهي: انتقل إلى ولده لطف
الله (4).
ثم وصلت إلى يد المحدث الجزائري حيث ينقل عنها في الأنوار
النعمانية (5).

(1) رياض العلماء 3: 164، 165، الذريعة 16: 113 / 181، كتابخانه ابن طاووس وأحوال
وآثار أو: 105.
(2) رياض العلماء 3: 181، كتابخانه ابن طاووس و: أحوال و آثار أو: 105.
(3 و 4) رياض العلماء 3: 182.
(5) الذريعة 4 / 190 / 944 و 16: 113 / 181.
51

ثم أصبحت عند السيد محمد رضا ابن السيد محمد تقي شيخ
الاسلام، ثم فقدت، كما يحدثنا بذلك الشيخ الطهراني في الذريعة قائلا:
وحدثني السيد محمد رضا ابن السيد محمد تقي شيخ الاسلام التستري عند
تشرفه زائرا بسامراء أن النسخة المذكورة موجودة في مكتبته بتستر، فسألته الاذن
في الاستنساخ عنها فأجاب مسؤولي، فكتب الشيخ محمد تقي ابن الشيخ
محمد كاظم ابن الشيخ محمد علي ابن الحاج الشيخ جعفر التستري في تستر
عن تلك النسخة الأصلية المأكولة بعض كلماتها بالأرضة، وأرسل نسخته إلينا
فاستنسخت أنا وبعض آخر من نسخته المطابقة للأصل، ثم بلغني أن الأصل
فقد، والله أعلم (1).
ويظهر من العبارة الموجودة في آخر الطبعة السابقة من هذا الكتاب، أن
هذه النسخة وصلت إلى يد الشيخ محمد السماوي، حيث صحح عليها
نسخته المنقولة من نسخة منقولة من الأصل. أي أن الشيخ السماوي رأى
أولا النسخة المنقولة من نسخة الأصل والتي بعثت من تستر إلى الشيخ
الطهراني، فاستنسخ عليها نسخته، ورأى ثانيا نسخة الأصل فقابلها على
نسخته الأولى ففي آخر الطبعة السابقة: تم الكتاب الملتقط الملحق بأجزاء
كتاب التشريف بالمنن للسيد رضي الدين علي ابن طاووس، وكتبت على
نسخة منقولة عن خط المصنف السيد رضي الدين في سادس صفر سنة الاثنتين
والخمسين والثلاثمائة بعد الألف ثم صححها على نسخة الأصل التي بخط
السيد ابن طاووس محمد ابن الشيخ طاهر السماوي عفا الله عنه في النجف
سنة 1365 ه‍ (2).
ثم وصلت هذه النسخة واستقرت إلى الآن في مكتبة جامعة طهران،

(1) الذريعة 4: 190 / 944 و 16: 113 / 180.
(2) صفحة: 217.
52

وهي تحمل رقم 5228، مذكورة في فهرست النسخ الخطية لهذه المكتبة
15: 4165 - 4166.
أما كيف وصلت هذه النسخة إلى يد الشيخ محمد السماوي، ثم
انتقلت إلى مكتبة جامعة طهران؟ الله أعلم بذلك.
وعلى أي حال، فإن هذه النسخة تقع في 128 ورقة، حجم كل ورقة
18 * 5 / 25 سم، كل ورقة تحتوي على 19 سطرا بحجم 11 * 20 سم.
وهي تتصف برداءة الخط وصعوبة قراءته، وقد سقط من أولها عدة أسطر،
وأكلت الأرضة بعض كلماتها، فأصبحت فيها فراغات، ملئ بعضها بشكل
مغلوط، وبقي البعض الاخر بياضا.
منهجية التحقيق:
اعتمدنا في عملنا على نسخة الأصل بخط المصنف قدس سره، التي
تقدم ذكر مواصفاتها آنفا.
واعتمدنا أيضا على النسخة الخطية لكتاب الفتن لنعيم بن حماد
المحفوظة في مكتبة المتحف البريطاني وتأريخها سنة 706 ه‍، حيث إن
المطبوع من هذا الكتاب الذي حققه سمير بن أمين الزهيري، وطبع في مكتبة
التوحيد بالقاهرة سنة 1412 ه‍ لاحظنا فيه بعض الأخطاء لذلك اضطررنا إلى
الرجوع إلى النسخة الخطية له.
وكان عملنا في هذا الكتاب كما يلي:
1 - عملية المقابلة: قابلنا النسخة المطبوعة في منشورات الشريف
الرضي بقم المقدسة سنة 1412 ه‍ - وهي أفست على الطبعة الخامسة
المطبوعة في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة 1398 ه‍ - مع نسخة
الأصل، وثبتنا الاختلافات الواردة فيها.
53

2 - عملية الاستخراج: وشملت استخراج الآيات القرآنية الكريمة،
والأحاديث الشريفة ولابد هنا من وقفة بسيطة على عملية استخراج
الأحاديث، حيث إن أكثر مصادر الكتاب لم تتوفر، لذلك انقسمت الأحاديث
الواردة في الكتاب إلى قسمين:
الأول: الأحاديث المتوفرة مصادرها، كالفتن لنعيم بن حماد وغيره،
لذلك فإننا خرجنا هكذا أحاديث من مصادرها التي ينقل عنها المصنف،
وأضفنا إليها مصادر أخرى رئيسية نقلناها نصا متنا وسندا، أو مع بعض
الاختلافات البسيطة في المتن، وذلك من أجل تدعيم ما ورد في الكتاب بعدد
كبير من المصادر الرئيسية.
الثاني: الأحاديث التي لم تتوفر مصادرها، وهي تنقسم إلى قسمين
أيضا: قسم مصادرها معلومة إلا أنها مفقودة كالفتن للسليلي والفتن لابي يحيى
زكريا وغيرهما، وقسم مصادرها مجهولة كمجلد عتيق أو كتاب عتيق أو أصل
من أصول أصحابنا. فهكذا أحاديث خرجناها من مصادر رئيسية أخرى حسب
الامكان.
3 - عملية تقويم النص: حيث قمنا بتقطيع الكتاب تقطيعا فنيا،
واضعين عنوان كل باب في وسط الصفحة، مع ترقيم أبواب كل كتاب من
الكتب الثلاثة للفتن ترقيما مستقلا، وترقيم الأحاديث ترقيما متسلسلا من أول
الكتاب إلى آخره. ثم شرعنا بإثبات الصحيح أو الأصح في المتن مشيرين إلى
الاختلافات الواردة بين الأصل والمصدر، حيث اعتبرنا المصدر نسخة ثانية
للكتاب.
أما الفراغات الواردة في الأصل والناتجة عن أكل الأرضة لبعض كلماته،
فما لم نستطع ملأها منها وضعنا مكانها ثلاث نقاط.
4 - أوضحنا الكلمات اللغوية التي تحتاج إلى توضيح، معتمدين في
ذلك على المصادر الرئيسية كالصحاح والقاموس المحيط ولسان العرب
54

وغيرها.
ضبطنا نص أسماء الأماكن والبقاع والمدن الواردة في الكتاب،
وأشرنا إلى مواقعها معتمدين على معجم البلدان، حيث إن أسماءها وردت
مغلوطة بشكل كبير جدا في الطبعة السابقة.
6 - بما أن بعض مطالب الكتاب قد تكررت نتيجة لاعتماد المصنف
ثلاث كتب في الفتن، لذلك أشرنا إلى هذا التكرار بعبارتي: (تقدم)
و (يأتي).
7 - وتعميما للفائدة عملنا فهارس فنية كاملة للكتاب، ليتسنى للقارئ
الكريم العثور على مطلبه بسهولة.
شكر وتقدير:
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقدم جزيل شكرنا وتقديرنا لشيخ المحققين
البحاثة الكبير سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي
اليزدي، حيث هيأ لنا مصورة نسخة الأصل. كما نخص بالشكر الوافر
مشفوعا بالاحترام والتقدير أخانا الأستاذ أسعد الطيب، حيث ساعدنا في حل
بعض مشكلات هذا الكتاب وفي قراءة بعض كلماته الغامضة، ونتشكر أيضا
من سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ مهدي عادل نيا حيث قابل معنا
الكتاب وساعدنا في عملية الاستخراج.
محمد الباقري، محمد الحسون
55

صورة الصفحة الأولى من نسخة الأصل التي بخط المصنف (قده)
57

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة الأصل التي بخط المصنف (قده)
58

التشريف بالمنن
في التعريف بالفتن
المعروف ب‍:
الملاحم والفتن
تأليف
رضي الدين أبي القاسم
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس
المتوفى سنة 646 ه‍
نشر
مؤسسة صاحب الامر (عج)
59

بسم الله الرحمن الرحيم
... (1) وناهضين برفع مناره، ومحافظين على... بالصدق والكذب
فيما نقل عنه من أخباره، وواصفين لمعجزاته وبرهانه غير مترددين... وتأويل
الآيات والروايات، ولا محتاجين إلى... من المبهمات لئلا يوافقهم فيما
لا يعلمون، قوله جل جلاله: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن
لا يهدي فما لكم كيف تحكمون) (2).
وأن يكونوا مصاحبين للألباب، وللسنة والكتاب، ومصانين عن
مفارقتهما في سائر الأسباب والآداب، لم يتجدد بينهم وبينها فيما مضى وما
حضر من الأوقات خطر العداوات، ولا كدر المعاقبات والمعاتبات، قد دل الله
جل جلاله، ورسوله صلوات الله عليه وآله، عليهم ببيان المقال ولسان الحال
مما وهب لهم من صفات الكمال في الفعال والمقال.
وبعد: فإنني وجدت ا لاهتمام بمعرفة الملاحم، وما يشتمل عليه من
المعجزات الدالة على وجوب قبول المراسم، وتعظيم... وتفصيل

(1) بما أن نسخة الأصل التي بأيدينا قد أكلت الأرضة بعض كلماتها، لذلك وضعنا مكانها ثلاث
نقاط، وسوف نكرر هذه النقاط كلما اقتضت الحاجة إليها وبدون إشارة في الهامش.
(2) يونس: 35.
61

ما تضمنته من تجميل ذكر الحليم الكريم... وصيانة من تفرقها من خطرها
الهاجم بالصدقات والدعوات... الحادثات، ووجدت فيها... والحجج
البالغات على الربوبية، والأمور النبوية... والشكر أن يبلغ بحقها إلى
البغايات... وقفت من كتب الملاحم والفتن، عن جدي محمد محيي
السنن... ما يستحقه عليه السلام بها من المنن، وكانت المعرفة بها من
الجنن (1) التي يرجى بها الصيانة عن المحن، وما يخاف من أهل العداوة
والإحن (2)، ثم أنقل كل ما وقفت عليه، وحفظت يسيرا من كثير مما اعتقدت
أنني أحتاج إليه.
ورأيت بالله جل جلاله ولله جل جلاله أن أذكر من ثلاثة تصانيف منها
ما رأينا لا غنى لمن يحتاج إليها عنها.
أحدها: كتاب الفتن، تأليف نعيم بن حماد الخزاعي، لأنه أقرب عهدا
بالصحابة والتابعين، وقد زكاه جماعة من المفسرين.
فقال الخطب في تأريخ بغداد في ترجمته: نعيم بن (حماد بن) (3)
معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أبو عبد الله الخزاعي.
ثم قال: روى عنه يحيى بن معين وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد
ابن إسماعيل البخاري.
وقال: كان نعيم يسكن مصر (4).
وذكر بإسناده إلى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سمعت يحيى
ابن معين وسئل عن نعيم بن حماد، فقال: ثقة، وكان نعيم بن حماد رفيقي

(1) الجنن، جمع الجنة، وهي: السترة. الصحاح 5: 2094 (جنن).
(2) إحن، جمع إحنة، أي الحقد. الصحاح 5: 2068 (إحن).
(3) أضفناها من المصدر.
(4) تاريخ بغداد 13: 306.
62

بالبصرة (1).
وذكر الخطيب باسناده إلى علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت
في كتاب أبي بخط يده: قال أبو بكر: حدثنا نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل
صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة
خمسين ألف حديث (2).
وروى الخطيب بإسناده عن أبي مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي، قال: نعيم بن حماد المروزي ثقة (3).
فصل
وذكر الخطيب بإسناده عن محمد بن سعد قال: نعيم بن حماد كان من
أهل (مرو) وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل
فيها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن،
فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا بها
حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين (4).
وذكر الخطيب في ترجمة أبي حنيفة أن نعيم بن حماد روى في أحاديثه
عن أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، وعمن روى عنه من أصحاب
عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وغيرهم (5).
ورأيت على النسخة التي أنقل منها ما هذا لفظه: ذكر أحمد بن حنبل
رضي الله عنه، قال: نعيم بن حماد ثقة.

(1) تاريخ بغداد 13: 312.
(2) تاريخ بغداد 13: 313.
(3) تاريخ بغداد 13: 313.
(4) تاريخ بغداد 13: 313 - 314.
(5) تاريخ بغداد 13: 334.
63

فصل
التصنيف الثاني: كتاب الفتن لابي صالح السليلي ابن أحمد بن عيسى
ابن شيخ الحساني، تأريخ نسخة الأصل سنة سبع وثلاثمائة بخط مصنفها في
المدرسة المعروفة بالتركي بالجانب الغربي من واسط... هي الأصل على
ما حكاه من ذكر أنه شاهدها.
فصل
التصنيف الثالث: كتاب الفتن تأليف أبي يحيى زكريا بن يحيى بن
الحارث البزاز، تأريخ كتابتها سلخ شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين
وثلاثمائة، استعرتها من وقف النظامية (1).
فصل
وقد اقتضت الاستخارة أنني أذكر من هذه الثلاثة المصنفات ما يوفقني
الله جل جلاله لذكره، وأكون في نقله متابعا لقدس أمره، وحافظه بجمعه
ما تفرق من سره، ومستفتحا لأبواب بره ونصره، وتعظيم قدره والتعريف لما
يجب علي ذلك من حمده وشكره.
وأجعله أبوابا، وفي كل باب أذكر ما اشتمل عليه الباب من خبره
وخبره (2)، وأقيد ذكر الأبواب التي في ذلك الكتاب، ليعرف الناظر فيها
ما اشتملت عليه، فيطلبه من حيث ترشده إليه إن شاء الله تعالى.

(1) أي: المدرسة النظامية.
(2) الخبر: العلم بالشيء. لسان العرب 4: 12 (خبر).
64

الباب 1
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد
أن النبي صلى الله عليه وآله علم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
1 - قال: حدثنا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان، قال: حدثنا أبو
لزاهرية عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عمر، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفع لي الدنيا فأنظر أنظر إليها وإلى ما هو
كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفي هذه) (1).
الباب 2
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد
من معرفة مولانا علي عليه السلام بالفتن إلى قيام الساعة.
2 - قال: حدثنا أبو هارون الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي عن
المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا يقول: (سلوني فوالله لا تسألوني
عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها (2)
ما بينكم وبين الساعة) (3).

(1) الفتن: 1: 27 - 28 / 2، وعنه في كنز العمال 11: 378 / 31810.
(2) النعيق: صوت الراعي بغنمه، ونعق الراعي بغنمه: أي صاح بها وزجرها. الصحاح 4:
1559 (نعق).
(3) الفتن 1: 40 / 45.
65

الباب 3
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد
عن علي عليه السلام في خمس فتن
يصير الناس في الخامسة كالبهائم.
3 - قال: حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، قال: حدثنا منذر الثوري
عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (جعل الله في
هذه الأمة خمس فتن: فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم
الفتنة السوداء المظلمة التي يصير الناس فيها كالبهائم) (1).
الباب 4
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي
صلى الله عليه وآله، أنه تكون فتنة يعرج فيها بعقول الرجال.
4 - قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال:
حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم تكون فتنة ثم تكون
جماعة ثم فتنة يعرج فيها عقول الرجال) (2).

(1) الفتن 1: 52 / 77، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 437، وعبد الرزاق في مصنفه 11:
356 - 357 - 20733، وابن أبي شيبة في مصنفه 8: 599 / 49.
وأخرجه أيضا الحاكم في مستدركه 4: 504 - 505 عن محمد بن الحنفية عن علي عليه
السلام. ويأتي في الحديث رقم 427 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
(2) الفتن 1: 53 / 81، وعنه في كنز العمال 11: 179 / 31126 وفيه من قوله: (تكون
جماعة ثم فتنة...) وفيه (تعوج) بدل (يعرج). ويأتي في الحديث 10.
66

الباب 5
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد
يتضمن سبع فتن عن النبي صلى الله عليه وآله
5 - قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: حدثنا الحجاج رجل منا
عن الوليد بن عياش، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (أحذركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من
المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل
من المشرق، وفتنة من قبل المغرب، وفتنة من بطن الشام،
وهي فتنة السفياني).
قال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الأمة من يدرك
آخرها.
قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة
مكة فتنة ابن الزبير، وفتنة اليمن من قبل نجدة، وفتنة الشام من قبل بني أمية،
وفتنة المشرق من قبل هؤلاء (1).
قلت أنا: لعله يعني بني العباس، لان ولايتهم كانت من قبل
المشرق.

(1) الفتن 1: 55 / 87، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 468 - 469، وعن المستدرك في
كنز العمال 11: 116 / 30840.
67

الباب 6
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن
حماد عن النبي صلى الله عليه وآله
في ذكر أربع فتن يصف شدة الرابعة منها
6 - فقال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن ضرار بن عمرو، عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عمن حدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (لتأتيكم بعدي أربع فتن: الأولى: يستحل فيها
الدماء، والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال، والثالثة: يستحل فيها الدماء
والأموال والفروج، والرابعة: صماء عمياء (1) مطبقة تمور (2) مور الموج في
البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ، تطيف بالشام، وتغشى
العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها، تعرك الأمة فيها بالبلاء عرك
الأديم (3)، لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها: مه مه (4)، لا يرفعونها من
ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى) (5).

(1) الفتنة الصماء العمياء: التي لا سبيل إلى تسكينها، لتناهيها من دهائها، لان الأصم لا يسمع
الاستغاثة، فلا يقلع عما يفعله. وقيل: هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي. النهاية
- لابن الأثير - 3: 54.
(2) تمور: تتحرك، تجيء وتذهب. النهاية - لابن الأثير - 4: 371، الصحاح 2: 820
(مور).
(3) عرك الأديم وغيره: دلكه دلكا. لسان العرب 9: 168 (عرك).
(4) مه: اكفف. الصحاح 6: 2250 (مهه).
(5) الفتن 1: 55 - 56 / 89، وعنه كنز العمال 11: 163 / 31047.
68

الباب 7
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد أيضا عن النبي
صلى الله عليه وآله في ذكر أربع فتن وتعظيم الفتنة الرابعة
7 - قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة بن المنذر، قال:
بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (يكون في أمتي أربع فتن:
فالأولى يصيبهم فيها بلاء حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف،
والثانية حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، والثالثة كلما قيل: انقطعت،
تمادت الفتنة، والرابعة يصيرون فيها إلى الكفر، إذا كانت الإمعة (1) مع هذا
مرة ومع هذا مرة بلا إمام ولا جماعة) (2) الحديث.
الباب 8
فيما ذكره نعيم بن حماد من كتاب الفتن
وذكر الأربع فتن، وحديث المهدي ولم
يسمه، رواه عن علي عليه السلام
8 - قال: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، قال:
سمعت عبد الله بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليا يقول: (الفتن أربع:
فتنة السراء، وفتنة الضراء، وفتنة كذا - فذكر معدن الذهب - ثم يخرج رجل
من عترة النبي صلى الله عليه وسلم، يصلح الله على يديه أمرهم) (3).

(1) الإمعة: الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه. النهاية - لابن الأثير - 1: 67.
(2) الفتن 1: 56 / 91، وعنه كنز العمال 11: 163 - 164 / 31050.
(3) الفتن 1: 57 / 94، وأخرجه في عقده الدرر: 57.
69

الباب 9
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي
صلى الله عليه وآله في ذكر الفتن إلى أن يخرج رجل من عترته
9 - قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن
أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون
بعدي فتن، منها: فتنة الأحلاس (1) يكون فيها حرب (2) وهرب ثم بعدها فتن (3)
أشد منها، ثم تكون فتنة كلما قيل: انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا
دخلته ولا مسلم إلا صكته (4) حتى يخرج رجل من عترتي) (5).
الباب 10
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم
أن في الفتنة الثالثة لا تكاد ترى عاقلا
10 - قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال:
حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة يعرج فيها عقول الرجال حتى لا تكاد ترى رجلا عاقلا) وذكر ذلك في الفتنة الثالثة (6).

(1) الأحلاس جمع حلس، وهو: الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهها به، للزومها
ودوامها. النهاية - لابن الأثير - 1: 423.
(2) الحرب: الغضب. النهاية - لابن الأثير - 1: 358.
(3) في الأصل: ثم فتن بعدهن.
(4) صكته: ضربته. الصحاح 4: 1596 (صكك).
(5) الفتن 1: 57 - 58 / 95، وعنه كنز العمال 14: 269 / 38685، وفيه (... ولا مسلم إلا شكته) وأخرجه في عقد الدرر: 49 - 50.
(6) الفتن 1: 62 / 107، وعنه كنز العمال 11: 179 / 31126، وتقدم في البحث رقم 4.
70

الباب 11
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم
في هرج يكون من بين يدي الساعة.
11 - قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسين عن أبي
موسى الأشعري، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هرجا بين يدي
الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا؟ قال:
(تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم هباء (1) من الناس يحسب
أحدهم أنه على شئ وليس (2) على شئ) (3).
الباب 12
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن
الفتنة الخامسة يكون الناس فيها كالبهائم.
وقد تقدم (4) الحديث، وهذا فيه زيادة وبطريق أخرى.
12 - قال: حدثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر
الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي، قال: (في الفتنة الخامسة العمياء
الصماء المطبقة يصير الناس فيها كالبهائم) (5).

(1) الهباء: ما ارتفع من تحت سنابك الخيل، والشيء المنبث الذي تراه في ضوء الشمس.
النهاية - لابن الأثير - 5: 242.
(2) في الأصل: وليسوا. وما أثبتناه من المصدر.
(3) الفتن 1: 64 / 115، وأخرج نحوه ابن ماجة في سننه 2: 1309 / 3959، وكذا في مسند
أحمد 5: 532 / 18998، وعن مسند أحمد وغيره في كنز العمال 11: 130 / 30909،
و 194 / 31195.
(4) تقدم في الحديث رقم 3.
(5) الفتن 1: 52 / 78.
71

الباب 13
فيما نشير إليه من أنه تأتي فتن يمر الانسان
بالقبر فيتمعك عليه، مثل الدابة،
ويقول: يا ليتني كنت مكانك.
13 - وذكر نعيم بن حماد في كتاب الفتن أحاديث كثيرة معناها أنه يأتي
في الفتن زمان يتمنى الانسان الموت، ويأتي القبر فيتمعك (1) عليه، كالدابة،
ويقول: يا ليتني كنت مكانك (2).
14 - وفي بعضها: نجوت نجوت يا ليتني كنت مكانك (3)، روى بعضها
عن النبي صلى الله عليه وآله، وروى بعضها مرسلة، ومعناها عنه صلوا ت الله
عليه وآله.
الباب 14
فيما احتج به الحسن بن علي عليهما السلام في صلح
معاوية عند فتنته من كتاب الفتن لنعيم بن حماد.
15 - قال: حدثنا ابن فضيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن
سفيان بن الليل، قال: أتيت حسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى
المدينة، فقلت له: يا مذل المؤمنين، فكان مما احتج علي أن قال:
(سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم (4)

(1) أي: يتمرغ في التراب. والمعك: الدلك. النهاية - لابن الأثير - 4: 343.
(2) الفتن 1: 71 - 72 / 141 - 144 و 146 - 148.
(3) الفتن 1: 72 - 73 / 149 و 150.
(4) السرم: الدبر. النهاية - لابن الأثير - 2: 362.
72

ضخم البلعم (1) يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، وخفت
أن تجري بيني وبينه الدماء، والله ما يسرني (بعد إذ سمعت هذا الحديث أن
لي الدنيا وما طلعت عليه الشمس والقمر) (2) وإني لقيت ا لله تعالى بمحجمة دم
امرئ مسلم) (3).
وروى نعيم حديث اجتماع الأمة على معاوية من ثلاث طرق عن النبي
صلى الله عليه وآله (4).
أقول: فإن قال قائل: فقد علم مولانا علي عليه السلام ما علمه الحسن
عليه السلام، فلاي شئ حارب معاوية وسفكت بينهما الدماء؟ فالجواب من
وجوه:
منها: أن مولانا عليا عليه السلام كان مأمورا بمحاربة الناكثين، وهم:
طلحة والزبير وعائشة، والقاسطين و (هم) (5) معاوية وأصحابه، والمارقين وهم: أهل النهروان، ففعل مولانا علي عليه السلام ما أمر به.
ومنها: أن مولانا عليا عليه السلام لما أخبر أن الامر ينتهي إلى معاوية
وبني أمية سئل عن محاربته له مع العلم بذلك، فقال: أبلى عذرا (6) فيما بيني
وبين الله عز وجل، وسيأتي (7) الحديث بذلك فيما أخبرناه عن نعيم بن حماد،
ومن كتاب الفتن للسليلي.

(1) البلعم: مجرى الطعام في الحلق، وهو المري. قال ابن الأثير: يريد على رجل شديد
عسوف أو مسرف في الأموال والدماء، فوصفه بسعة المدخل والمخرج. النهاية 1: 152.
(2) أضفناها من المصدر.
(3) الفتن 1: 164 / 422، وعنه كنز العمال 11: 348 / 31708 إلى قوله: (أمر
الله واقع) ويأتي نحوه عن فتن السليلي في الحديث رقم 331.
(4) الفتن 1: 116 / 267 و 127 / 303 و 164 / 422.
(5) في الأصل: هو. وما أثبتناه من المصدر.
(6) أبلى عذرا: أي أبلغ عذرا. النهاية - لابن الأثير - 1: 155.
(7) يأتي في الحديث 24 و 333.
73

ومنها: أن مولانا عليا عليه السلام كان يعلم أنه متى لم يحارب معاوية
اشتبه الامر فيما يقع من معاوية وبني أمية، ويحسب كثير من الناس أنه قد
رضي بولايته.
ومنها: أن الحسن بن علي... من طرقهم وطرقنا كالتواتر، ونوردها
هنا منها... الذي لنعيم بن حماد الثقة الذي أثنوا عليه، فقال: حدثنا هشيم
عن يونس عن الحسن قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن
علي: (ابني هذا سيد، وسيصلح الله على يديه بين فئتين من المسلمين
عظيمتين) (1).
ومنها: أن صلح الحسن بن علي عليهما السلام لمعاوية كان منسوبا في
الحديث إلى الله جل جلاله حيث قال النبي صلى الله عليه وآله: (يصلح
الله) فإذا كان الله جل جلاله هو الذي يصلح على يديه فأي درك يبقى عليه؟
الباب 15
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد
في أن مولانا الحسن بن علي عليهما السلام والأئمة
من أهل البيت عليهم السلام كانوا يريدون الخلافة
كما أمرهم جل جلاله وعلى الوجه الذي يختارهم لهم،
ومعاوية وزياد كانوا يريدونها بالمغالبة.
16 - قال: حدثنا صدقة الصنعاني عن رباح بن زيد عن معمر عن ابن
طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال: لما أصيب علي وبايع الناس الحسن،
قال: قال لي زياد: أتريد أن يستقيم لكم الامر؟ قال: قلت: نعم، قال:
فاقتل فلانا وفلانا وفلانا ثلاثة من أصحابه، قال: قلت: أليس قد صلوا صلاة

(1) الفتن 1: 165 / 423، وبتفاوت يسير في صحيح البخاري 8: 126 / 7109.
74

الغداة؟ قال: بلى، قال: قلت: فلا والله ما إلى ذلك سبيل (1).
الباب 16
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد من قول النبي
صلى الله عليه وآله: (ليرفعن له رجال من أصحابه يوم
القيامة، ويقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
17 - قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي عن أبي
حازم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليرفعن
لي رجال وأنا على الحوض حتى إذا عرفوني وعرفتهم، اختلجوا (2) دوني،
فأقول: يا رب أصحابي، فيجيبني مجيب إنك لا تدري ما أحدثوا
بعدك) (3).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن حذيفة عن النبي عليه السلام (4).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله (5):

(1) الفتن 1: 170 / 443.
(2) أي: اجتذبوا واقتطعوا. النهاية - لابن الأثير - 2: 59.
(3) الفتن 1: 174 / 460، وانظر صحيح البخاري 8: 111 / 7049.
(4) الفتن 1: 87 / 200.
(5) الفتن 1: 94 / 222.
75

الباب 17
فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم في تحذير
النبي عليه السلام لعائشة مما خالفته فيه.
18 - قال: حدثنا يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعوام بن حوشب عن إبراهيم
التيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأزواجه: (أيتكن التي تنبحها
كلاب الحوأب (1)؟ فلما مرت عائشة نبحت الكلاب، فسألت عنه، فقيل
لها: هذا ماء الحوأب، قالت: ما أظني إلا راجعة، قيل لها: يا أم المؤمنين
إنما تصلحين بين الناس (2).
19 - وحدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: (أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا وكذا؟ إياك
يا حميراء) يعني عائشة (3).
أقول أنا: هذا لفظ الحديث.
الباب 18
فيما نذكره من كتاب نعيم بن حماد من أمر المهدي عليه السلام
20 - فقال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن

(1) الحوأب: موضع في طريق البصرة، وماءة أيضا من مياههم. معجم البلدان 2: 314.
(2) الفتن 1: 83 - 84 / 188، وفي مسند أحمد 7: 140 / 24133 نحوه.
(3) الفتن 1: 84 / 189، وعنه كنز العمال 1: 334 / 31671، وتأتي الإشارة إليه في ذيل
الحديث رقم 480 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
وتأتي قطعة منه في الحديث رقم 322 نقلا عن كتاب الفتن للسليلي.
76

قيس بن جابر الصدفي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون
بعدي خلفاء، وبعد الخلفاء أمراء، وبعد الأمراء ملوك، وبعد الملوك
جبابرة، وبعد الجبابرة من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا، ومن بعده
القحطاني، والذي بعثني بالحق ما هو دونه) (1).
الباب 19
فيما رواه نعيم بن حماد في أنه
لا خلافة بعد حمار بني أمية حتى يخرج المهدي
21 - قال: حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي زرعة من
صباح، قال: لا خلافة بعد حمار بني أمية (2) حتى يخرج المهدي (3).
الباب 20
فيما ذكره نعيم بن حماد عن منادي السماء.
22 - قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطأة، قال: أمير
العصب (4) ليس من ذي ولا ذه ولكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان:
بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني، قال الوليد: وفي علم
كعب أنه يماني قرشي، وهو أمير العصب، والعصب: أهل اليمن ومن تبعهم

(1) لم نجد الحديث بكامله، وانظر: الفتن 1: 121 / 286 و 383 / 1146 و 397 / 1193
و 401 / 1209 و 405 / 1221، وأورده بكامله عنه في كنز العمال 14: 274 / 38704،
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22: 374 - 375 / 397، والسلمي الشافعي في عقد
الدرر: 19.
(2) أنظر ما يأتي في الحديث رقم 25.
(3) الفتن 1: 104 / 251.
(4) العصب، جمع عصبة كالعصابة: النهاية - لابن الأثير - 3: 244.
77

من سائر الذين أخرجوا من بيت المقدس (1).
الباب 21
فيما ذكره نعيم بن حماد من تعريف
مولانا علي عليه السلام لما يجري حاله مع معاوية.
23 - فقال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم
(عن أبي سالم) الجيشاني، قال: سمعت عليا بالكوفة يقول: (إني أقاتل
على (2) حق ليقوم ولن يقوم والامر لهم) قال: فقلت لأصحابي: ما المقام
هاهنا وقد (3) أخبرنا أن الامر ليس لهم، فاستأذناه إلى مصر، فأذن لمن شاء
منا، وأعطى كل رجل منا ألف درهم، وأقام معه طائفة منا (4).
الباب 22
فيما ذكره نعيم بن حماد أيضا من تعريف
مولانا علي عليه السلام لهم بولاية معاوية.
24 - قال: حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن أبي صادق عن
علي، قال: (إن معاوية سيظهر عليكم) قالوا: فلم نقاتل إذا؟ قال:
(لابد للناس من أمير بر أو فاجر) (5).

(1) الفتن 1: 120 - 121 / 283.
(2) في الأصل: عن. وما أثبتناه من المصدر.
(3) في الأصل: وهذا، بدل وقد. وما أثبتناه من المصدر.
(4) الفتن 1: 127 / 304، ويأتي في الحديث رقم 499 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى
زكريا.
(5) الفتن 1: 128 / 309، وعنه كنز العمال 5: 779 / 14366.
78

الباب 23
فيما ذكره نعيم بن حماد
أن بني أمية يفتتحون بميم ويختمون بميم.
25 - قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر، قال: حدثني
تبيع ابن امرأة كعب عن كعب، قال: ملك بني أمية مائة عام، لبني مروان من
ذلك نيف وستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم ثم يريدون سده
فلا يستطيعونه كلما سدوه من ناحية انهدم من ناحية، يفتتحون بميم (1) ويختمون
بميم (2)، ولا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم فيقتل (3) ويقتل حملاه (4)،
ويقبل (5) حمار الجزيرة (6) الأصهب (7) مروان ثم ينقطع ملكهم وعلى يديه هدم
الإكليل (8) (9).

(1 و 2) يفتحون بميم: هو معاوية بن أبي سفيان. ويختمون بميم: هو مروان بن محمد بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص، آخر خلفاء بني أمية. الكامل في التأريخ 5: 420، وتأريخ الطبري
7: 442، الاعلام - للزركلي - 7: 208 و 261.
(3) الخليفة المخلوع والمقتول هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان. الكامل في التأريخ
5: 280 و 289.
(4) يقتل حملاه: هما ولدي الوليد (الحكم وعثمان) الكامل 5: 269 و 322 و 323.
(5) وردت هذه الكلمة في الأصل بدون نقاط، وفي المصدر: (يقتل) وما أثبتناه أقرب لسياق
العبارة، ويؤيده ما يأتي في الحديث رقم 288، وفيه (يقبل).
(6) هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص آخر خليفة أموي، وكان يسمى
حمارا، أو حمار الجزيرة، لجرأته في الحروب. الكامل في التأريخ 5: 429، تاريخ
الطبري 7: 443.
(7) الأصهب: الذي يعلو لونه صهبة وهي كالشقرة. وكان مروان أبيض أشهل شديد الشهلة...
النهاية - لابن الأثير - 3: 62، الكامل في التاريخ: 5: 429.
(8) في المصدر: الأكاليل. وورد الحديث بتفاوت يسير في موضع آخر من الفتن - لابن حماد -
2: 695 / 1971، وفي ذيله: فيكون على يديه هدم الأكاليل، يعني هدم المدن.
(9) الفتن 1: 194 / 525، ويأتي في الحديث رقم 288.
79

الباب 24
فيما نذكره من حال عبد الله بن سلام
وكعب الأحبار: أنهما من خواص مولانا علي عليه السلام
اعلم أنني وجدت من أدركته من المنسوبين إلى العلم من شيعة أهل
البيت عليهم السلام يعتقدون أن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار من المخالفين
لأهل بيت النبوة، وربما توقفوا عن أخبارهما لاجل هذا الاعتقاد، فرأيت أنني
أذكر في هذا الكتاب بعض ما عرفته في تحقيق هذا الباب، وأن عبد الله بن
سلام وكعب الأحبار كانا من خواص مولانا علي عليه أفضل السلام.
ولعل بعض ما يذكرونه عنهما من الملاحم التي يحتمل أنها عن مولانا
علي عليه السلام ولم يسندوها إليه تقية ويكون عنه صلوات الله عليه.
فمن ذلك ما رأيت في المجلدة الأولى من كتاب (أنباء النحاة) تأليف
علي بن يوسف الشيباني إجماع من أشار إليه أن مولانا عليا عليه السلام هو
المبتدئ بعلم النحو وشرح ذلك.
ثم ذكر عبد الله بن سلام، فقال: لما ولي علي الخلافة بعد عثمان أراد
الانحدار إلى العراق، قال له عبد الله بن سلام: أقم عند منبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولا أراه يحرزك، ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن
انحدرت لم ترجع، فهم به ناس من أصحاب علي، قال: (دعوه إنه منا أهل
البيت) فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان، فلما قتل قال عبد الله بن
سلام: هذه (1) رأس الأربعين، وسيكون صلح، وما قتلت أمة نبيها إلا قتل
الله منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة - أو قال: خليفتهم - إلا قتل الله به منهم
خمسا وثلاثين ألفا (2).

(1) في المصدر: هذا.
(2) إنباه الرواة على أنباه النحاة 1: 39 و 46 - 47.
80

أقول: وهذا يقتضي أن اعتقاد عبد الله بن سلام أن الخليفة عنده بعد
النبي صلوات الله عليه وآله مولانا علي عليه السلام، لأنه ذكر هذا الحديث في
قتل الخليفة عند قتل علي عليه السلام ولم يتمكن هذا الحبر (من) (1) ذكره
لقتل أبي بكر بالسم ولا قتل عمر ولا عثمان.
فصل
وأما أن كعب الأحبار كان من خواص مولانا علي عليه السلام فإنني
وجدت ذلك في مجلد عتيق اسمه مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن علي بن
أبي طالب عليه السلام رواية أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي صاحب
ثعلب، وربما كانت النسخة في حياة أبي عمر الزاهد الراوي لها، فقال ما هذا لفظه:
ومنه عبد خير، قال: أخبرني كعب، قال: كنت عند علي صلوات الله
عليه ذات يوم، فقام زائرا لعمر رحمه الله، قال: وكنت بعدما أسلمت، قال:
فقال لي علي عليه السلام: (أسلم تسلم) قال: فأسلمت، قال: فرفع عمر الدرة علي،
قال: فقال له علي عليه السلام: (ما تريد منه أليس قد أسلم؟) قال: فقال له عمر:
وأنت يا سيدي علي معه؟! قال: فقال: (ما فعل حتى تعلوه بالدرة؟) قال:
نعم هذا رأي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولو كان موسى في أيام محمد
صلى الله عليه وسلم، لما وسعه أن يتخلف عنه حتى يعينه على الكفار، ومن
جحد التوحيد ثم أدرك بعد النبي صلى الله عليه وسلم خليفة رسول الله فما
أسلم على يده، ثم أسلم على يدي أنا، قال: فقال: صدقت... على
كعب، فقال: قد قطعك، فقال كعب، إنما تربصت حتى أتبين...
التوراة، قال: قرأت في التوراة... ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وذكر

(1) زيادة يقتضيها السياق.
81

من معه... فقال: نعم قرأت في التوراة أن أمة محمد صلى الله عليه
وسلم... يكونون صفوفا في الحروب وصفوفا في الصلاة، يذكرون الجبار
عز وجل في كل وقت، ورأيت في التوراة - وإلا فعميتا، يعني عينيه - سطرا
مكتوبا محمد ميد، وبعده علوانا علوانا، وبعده فطم فطم، وبعده شبر شبر،
وبعده شبيرا شبيرا، فأسلمت.
الباب 25
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن
من أن هلاك عامة أمته على يد بني أمية.
26 - قال: حدثنا عبد الله بن مروان المرواني عن أبي بكر بن أبي مريم
عن راشد بن سعد أن مروان بن الحكم لما ولد رفع إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليدعو له فأبى أن يفعل، ثم قال: (ابن الزرقاء هلاك عامة أمتي
على يديه ويدي ذريته) (1).
الباب 26
فيما ذكره نعيم بن حماد
من لعن النبي صلى الله عليه وآله لبني أمية.
27 - قال: (حدثنا) أبو المغيرة عن ابن عياش عن عبيد الله بن عبيد
الكلاعي، حدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نظر
إليه ليدعو له، قال: (لعن الله هذا وما في صلبه (إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وقليل ما هم) (2)) (3).

(1) الفتن 1: 129 / 310.
(2) ص: 24.
(3) الفتن 1: 129 / 311.
82

28 - وقال نعيم: حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبد الرحمن
ابن عوف، قال: كان لا يولد لاحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه
وسلم، فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: (هو الوزغ ابن
الوزغ، الملعون ابن الملعون) (1).
الباب 27
فيما ذكره نعيم بن حماد من شهادة
النبي صلى الله عليه وآله بعداوة بني أمية لأهل بيته.
29 - قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع،
قال: قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا (وتشريدا) (2) وإن أشد قوم (3)
عداوة بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم (4)) (5).
وذكر نعيم أحاديث عظيمة في ذم بني أمية بعضها جملة وبعضها بأسمائهم (6).
الباب 28
فيما نذكره من الأحاديث التي رواها
نعيم بن حماد في زوال ملك بني أمية.
30 - قال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم عن

(1) الفتن 1: 131 / 317، وأخرجه في المستدرك 4: 479.
(2) بدل ما بين القوسين في الفتن - لابن حماد -: (شديدا).
(3) في المصادر: قومنا.
(4) في الأصل والفتن - لابن حماد -: من بني مخزوم، وبدل وبنو مخزوم.
(5) الفتن 1: 131 / 319، وعنه كنز العمال 11: 169 / 31074، وأخرجه الحاكم في
مستدركه 4: 487.
(6) راجع: الفتن 2: 129 - 133 / 310 - 328.
83

أبي سالم الجيشاني أنه سمع عليا يقول: (الامر لهم حتى يقتلوا قتيلهم
ويتنافسوا بينهم، فإذا كان ذلك، بعث الله عليهم أقواما من المشرق فقتلوهم
بددا (1) وأحصوهم عددا، والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين، ولا يملكون
سنتين إلا ملكنا أربعا) (2).
31 - وقال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن
عبيدة، قال: سمعت عليا يقول: (لا يزال هؤلاء آخذين بثبج (3) هذا الامر
ما لم يختلفوا بينهم، فإذا اختلفوا خرجت منهم فلم تعد إليهم إلى يوم القيامة)
يعني بني أمية (4). هذا لفظ الحديث.
32 - ورواه أيضا بإسناده عن هند بنت المهلب أن عكرمة مولى ابن عباس
أخبرها - وكان يدخل عليها كثيرا ويحدثها - قال: قال ابن عباس: لا يزال هذا
الامر في بني أمية ما لم يختلف بينهم رمحان، فإذا اختلف بينهم رمحان،
خرجت منهم إلى يوم القيامة (5).
الباب 29
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن في خروج بني العباس.
33 - قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الواحد عن الزهري، قال:
بلغني أن الرايات السود تخرج من خراسان، فإذا هبطت من عقبة خراسان
هبطت بنعي الاسلام، فلا تردها إلا رايات الأعاجم من أهل المغرب (6).

(1) من التبديد، أي: متفرقين في القتل واحدا بعد واحد. النهاية - لابن الأثير - 1: 105.
(2) الفتن 1: 193 / 521، وعنه كنز العمال 11: 364 / 31756.
(3) الثبج: الوسط. النهاية - لابن الأثير - 1: 206.
(4) الفتن 1: 193 / 522، وعنه كنز العمال 11: 364 / 31757.
(5) الفتن 1: 194 / 524، وعنه كنز العمال 14: 87 / 38012.
(6) الفتن 1: 201 / 545، وعنه كنز العمال 11: 261 / 31461.
84

أقول أنا: وذكر أبو نعيم الحافظ في المجلد الخامس من كتاب حلية
الأولياء في ترجمة مكحول بإسناده عن سعيد بن المسيب:
34 - قال: لما فتحت أداني خراسان بكى عمر بن الخطاب، فدخل عليه عبد
الرحمن بن عوف، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟! وقد فتح عليك هذا
الفتح، فقال: ومالي لا أبكي لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من نار، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أقبلت رايات ولد العباس من
عقبات خراسان جاؤوا بنعي الاسلام، فمن سار تحت لوائهم لم تنله شفاعتي
يوم القيامة) (1).
الباب 30
فيما نذكره من عدد الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
باب عدة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في
هذه الأمة.
35 - حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن
مسروق عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى) (2).
36 - وقال نعيم في كتاب الفتن أيضا: حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي
هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (لا يزال هذا الامر عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش) (3).
37 - وقال نعيم أيضا: حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن

(1) حلية الأولياء 5: 192، وعنه كنز العمال 11: 269 / 31486.
(2) الفتن 1: 95 / 224، وعنه كنز العمال 12: 33 / 33859.
(3) الفتن 1: 95 / 225، وأخرجه في صحيح مسلم 6: 33.
85

خثيم عن أبي الطفيل، قال: أخذ عبد الله بن عمرو بيدي، فقال: يا عامر بن
واثلة! (1) اثنا عشر خليفة من كعب بن لؤي، ثم النقف والنقاف (2)، لن يجتمع
أمر الناس على إمام حتى تقوم الساعة (3).
38 - وقال نعيم في كتاب الفتن أيضا: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة
عن محمد بن زيد بن مهاجر، قال: أخبرني طلحة بن عبد الله بن عوف،
قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول ونحن عنده نفر من قريش كلنا من بني كعب
ابن لؤي، فقال: سيكون منكم يا بني كعب اثنا عشر خليفة (4).
39 - وقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن: حدثنا الوليد بن مسلم عن
عبد الملك بن أبي غنية، حدثنا المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،
أنهم ذكروا عنده اثني عشر خليفة ثم الأمير، فقال ابن عباس: والله إن منا بعد
ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم (5).
40 - وقال نعيم بن حماد: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد
ابن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بحير بن أبي عبيدة عن سرج اليرموكي، قال:
أجد في التوراة أن لهذه الأمة اثني عشر ربيا (6) أحدهم نبيهم، فإذا وفت العدة
طغوا وبغوا، ووقع بأسهم بينهم (7).
41 - وقال نعيم بن حماد: حدثنا أبو المغيرة عن ابن عباس، حدثنا

(1) في كنز العمال زيادة: سيكون.
(2) أي: القتل والقتال، والنقف: هشم الرأس، أي تهيج الفتن والحروب بعدهم. النهاية
- لابن الأثير - 5: 109.
(3) الفتن 1: 95 / 226، وعنه كنز العمال 11: 252 / 31420.
(4) الفتن 1: 95 / 227.
(5) الفتن 1: 96 / 228، وعنه كنز العمال 11: 246 / 31398.
(6) الرب: المالك والسيد والمدبر والقيم والمنعم. النهاية - لابن الأثير - 2: 179.
(7) الفتن 1: 96 / 230.
86

الثقات عن مشايخنا أن (نشوعا سأل) (1) كعب عن عدة ملوك هذه الأمة،
فقال: أجد في التوراة اثني عشر ربيا (2).
الباب 31
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم الرايات السود
42 - قال: حدثنا داود بن عبد الجبار الكوفي عن سلمة بن مجنون،
قال: سمعت أبا هريرة يقول: كنت في بيت ابن عباس، فقال: اغلقوا
الباب، ثم قال: هاهنا من غيرنا أحد؟ قالوا: لا، وكنت في ناحية من
القوم، فقال ابن عباس: إذا رأيتم الرايات السود تجيء من قبل المشرق
فأكرموا الفرس، فإن دولتنا فيهم.
قال أبو هريرة: فقلت لابن عباس: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وإنك لها هنا، قلت: نعم، قال: حدث،
فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا خرجت الرايات
السود فإن أولها فتنة وأوسطها ضلالة وآخرها كفر) (3).
الباب 32
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم بني العباس.
43 - قال: حدثنا عبد الخالق بن زيد الدمشقي عن أبيه عن مكحول،

(1) في الأصل: شيوخنا سألوا. وما أثبتناه من المصدر، ومما يؤيده ما ورد أيضا في فتن ابن حماد
2: 696 / 1975 من أن نشوعا - وكان راهبا عالما قارئا للكتب - اجتمع مع كعب الأحبار،
وتذاكروا أمر الدنيا وما هو كائن فيها، فسأله نشوع عن عدة ملوك هذه الأمة، فأجابه بما ورد في
المتن.
(2) الفتن 1: 97 / 232.
(3) الفتن 1: 202 - 203 / 551، وأخرج بعضه عنه في كنز العمال 14: 89 / 38019.
87

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مالي ولبني العباس شيعوا
أمتي، وألبسوهم ثياب السواد، ألبسهم الله ثياب النار) (1).
الباب 33
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم بني العباس.
44 - قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن راشد بن داود الصنعاني
عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما لي ولبني
العباس شيعوا أمتي، وسفكوا دماءهم، وألبسوهم ثياب السواد، ألبسهم الله
ثياب النار) (2).
الباب 34
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا
من ذم بني أمية وبني العباس عن النبي صلى الله عليه وآله
45 - حدثنا نعيم عن عبد الله بن مروان، حدثنا محمد بن سوار عن
عبد الله (2) بن الوليد عن محمد بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (ويل لامتي من الشيعتين: شيعة بني أمية وشيعة بني العباس، وراية
ضلالة) (4).

(1) الفتن 1: 203 / 552، وعنه كنز العمال 11: 162 / 31042.
(2) الفتن 1: 205 / 558. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2: 96 / 1426.
(3) في المصدر: عبيد الله.
(4) الفتن 1: 206 / 561.
88

الباب 35
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا
من النهي عن نصر راية بني العباس الأولى والثانية.
46 - قال نعيم عن عبد القدوس (1) عن ابن عياش عن ثعلبة بن مسلم
الخثعمي عن عبد الله بن أبي الأشعث، قال: تخرج لبني العباس رايتان،
إحداهما أولها نصر، وآخرها وزر، لا تنصروها لا نصرها الله، والأخرى أولها
وزر، وآخرها كفر، لا تنصروها لا نصرها الله (2).
الباب 36
فيما ذكره نعيم بن حماد من حديث الترك والزنج.
47 - حدثنا نعيم عن الوليد بن مسلم ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن أبي رومان عن علي بن أبي طالب، قال: (إذا رأيتم الرايات السود
فالزموا ا لأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه
لهم، قلوبهم كزبر الحديد، أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعون
إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، شعورهم
مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم، ثم يؤتي الله الحق من
يشاء) (3).

(1) في الأصل: عن أبي المغيرة. وهو سند الحديث الوارد في فتن ابن حماد قبل هذا الحديث،
أي: رقم 570، وما أثبتناه من المصدر.
(2) الفتن 1: 209 / 571.
(3) الفتن 1: 210 / 573، وعنه كنز العمال 11: 283 / 21530.
89

الباب 37
فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن:
إذا سمعتم بناس يأتون من المشرق
أو كورها، فقد أظلتكم الساعة.
48 - حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن حمزة بن عبد الواحد، حدثني
محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عبد الله بن صفوان
ابن أمية عن حفصة زوج النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا
سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أو كورها يعجب الناس من زيهم، فقد
أظلتكم الساعة) (1).
الباب 38
فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن
في مجيء جالب الوحش يعذب الله به الأمة
49 - حدثنا نعيم عن عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر، قال: حدثنا
عيسى بن عطية الخولاني عن راشد بن داود، رفع الحديث.
قال: بعد هلاك بني أمية يجيء جالب الوحش (2) يجتمع إليه أهل
الأرض من زواياها الأربع يعذب الله بهم هذه الأمة (3).

(1) الفتن 1: 211 / 576، وعنه كنز العمال 14: 228 / 38507.
(2) في المصدر: الوحوش.
(3) الفتن 1: 211 / 578.
90

الباب 39
فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من الفتنة الحالقة تحلق الدين
50 - حدثنا نعيم عن عبد القدوس عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية
عن حذيفة بن اليمان، قال: يخرج رجل من قبل (1) المشرق يدعو إلى آل
محمد، وهو أبعد الناس منهم، ينصب علامات سوداء (2)، أولها نصر،
وآخرها كفر، يتبعه خشارة (3) العرب وسفلة الموالي والعبيد الاباق ومراق (4)
الآفاق، سيماهم السواد، ودينهم الشرك، وأكثرهم الجدع، قلت: وما
الجدع؟ قال: القلف (5).
ثم قال حذيفة لابن عمر: لست مدركه يا أبا عبد الرحمن، فقال
عبد الله: ولكن أحدث به من بعدي، قال: فتنة تدعى الحالقة تحلق الدين،
يهلك فيها صريح (6) العرب وصالح الموالي وأصحاب الكنوز والفقهاء،
وتنجلي عن أقل من القليل (7).

(1) في المصدر: أهل. وكذا في كنز العمال.
(2) في المصدر: سود. وكذا في كنز العمال.
(3) الخشارة: الرديء من كل شئ. النهاية - لابن الأثير - 2: 33.
(4) مراق، جمع مارق، وهم الخوارج الذين يخرجون من الدين ويخرقونه ويتعدونه، كما يخرج
السهم الشيء المرمي به ويخرج منه النهاية - لابن الأثير - 4: 320، الصحاح 4: 1554
(مرق).
(5) رجل أقلف: هو الذي لم يختن. الصحاح 4: 1418 (قلف).
(6) الصريح: الخالص. النهاية - لابن الأثير - 3: 20.
(7) الفتن 1: 212 / 580، وعنه كنز العمال 11: 219 - 220 / 31297.
91

الباب 40
فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن
من أن هلاك بني العباس من حيث بدأ ملكهم
51 - رواه بإسناده عن الحسن وابن سيرين قالا: تخرج راية
(سوداء) (1) من قبل خراسان، فلا تزال ظاهرة حتى يكون هلاكهم من حيث
بدأ من خراسان (2).
52 - وروى بإسناده عن علي، قال: (هلاكهم من حديث بدأ) (3).
الباب 41
فيما ذكره نعيم من ذهاب ملك بني العباس.
53 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن كعب، قال:
إذا ملك رجل من بني العباس يقال له: عبد الله، وهو ذو العين الآخرة منهم،
بها افتتحوا وبها يختمون (4)، فهو مفتاج البلاء وسيف الفناء (5)، ثم ذكر تمام
الحديث.

(1) أضفناها من المصدر.
(2) الفتن 1: 212 - 213 ذيل الحديث 582.
(3) الفتن 1: 213 / 583.
(4) أول خلفاء بني العباس: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو العباس
السفاح، وآخرهم: المستعصم بالله عبد الله بن المستنصر بالله: تأريخ الطبري 7: 421،
تأريخ الخلفاء - للسيوطي - 238 و 428.
(5) الفتن 1: 261 / 742.
92

الباب 42
فيما ذكره نعيم من الفتنة العمياء التي تدوس الأرض كدوس البقر
54 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن عبد الجبار بن رشيد الأزدي
عن أبيه عن ربيعة القصير عن تبيع عن كعب، قال: الغربية هي العمياء، وإن
أهلها الحفاة العراة، لا يدينون لله دينا، يدوسون الأرض كما يدوس البقر (1)
البيدر (2)، فتعوذوا بالله أن تدركوها (3).
الباب 43
فيما ذكره نعيم
من تعوذ النبي صلى الله عليه وآله من فتنة المشرق ثم المغرب.
55 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا بقية عن صفوان عن أبي الوليد الأزهر
ابن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم،
أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المشرق ثم من فتنة المغرب في صلاته (4).
الباب 44
فيما ذكره نعيم من مدح نساء البربر
56 - قال بإسناده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نساء البربر
خير من رجالهم، بعث فيهم نبي فقتلوه فتولت النساء دفنه) (5).

(1) في الأصل: تدوس البقرة.
(2) البيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام. الصحاح 2: 587 (بدر).
(3) الفتن 1: 264 / 755، وأخرج بعضه في عقد الدرر: 52.
(4) الفتن 1: 265 / 758.
(5) الفتن 1: 265 / 761.
93

الباب 45
فيما ذكره نعيم من التحذير من الرايات الصفر إذا بلغت مصر.
57 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا ضمرة عن الأوزاعي عن حسان أو
غيره، قال: يقال: إذا بلغت الرايات الصفر مصر، فاهرب في الأرض جهدك
هربا، وإذا بلغك أنهم نزلوا الشام - وهي السرة (1) - فإن استطعت أن تلتمس
سلما في السماء أو نفقا في الأرض فافعل (2).
الباب 46
فيما ذكره نعيم بن حماد من أن أشد البلايا والفتن الشرقية.
58 - قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
قال ابن عياش: وأخبرني الأزهر بن راشد، عن أبي الزاهرية، قال:
ليس من أهل ذمتكم قوم أشد عليكم في تلك البلايا من أهل الشرقية أصحاب
الملح والغسول، إن المرأة من نسائهم لتطعن بإصبعها في بطن المرأة من نساء
المسلمين وتقول: جزيانا (3)، شماتة بها، تقول: أعطوا الجزية (4).
الباب 47
فيما ذكره نعيم من إدالة العجم على العرب.
59 - حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن
عبد الله بن عمر عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) سرة الشام: وسطها. النهاية - لابن الأثير - 2: 360.
(2) الفتن 1: 271 / 777.
(3) كذا في المصدر. وفي الأصل بدون نقاط.
(4) الفتن 1: 241 - 242 / 683.
94

(لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضربن
رقابكم وليأكلن فيئكم وليكونن أسدا لا يفرون) (1).
الباب 48
فيما ذكره نعيم من التحذير من
المغرب حتى يلتقوا في سرة الشام - يعني دمشق - فهنالك البلاء، هنا لك
البلاء (2).
الباب 49
فيما رواه نعيم عن النبي
صلى الله عليه وآله من شدة فتنة المشرق والمغرب
61 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن سعيد العطار، حدثنا الحجاج
عن عبد الله بن سعيد عن طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: (إذا أقبلت فتنة من المشرق وفتنة من المغرب والتقوا ببطن
الشام، فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها) (3).

(1) الفتن 1: 241 / 686، وعنه في كنز العمال 3: 75 / 5563، وفيه: (أشداء) بدل
(أسدا) ويأتي نحوه في الحديثين رقم 448 و 449 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
(2) الفتن 1: 272 / 783، وعنه في كنز العمال 11: 252 / 31422، وفيه: عبد الله بن
عمرو.
(3) الفتن 1: 273 / 788.
95

الباب 50
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن
من أن الناس لا يزالون في فتن حتى يقوم المهدي.
62 - حدثنا نعيم عن محمد بن عبد الله التاهرتي عن عبد السلام بن مسلمة،
عن أبي قبيل، قال: لا يزال الناس بخير في رخاء ما لم ينقض ملك بني
العباس، فإذا انقضى ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي (1).
الباب 51
فيما ذكره نعيم بن حماد من شر دولة بني العباس وبعدها المهدي.
63 - حدثنا نعيم عن أبي يوسف المقدسي، وكان أصله كوفيا، حدثنا
فطر بن خليفة عن منذر الثوري عن ابن الحنفية، قال: يملك بنو العباس حتى
ييأس الناس من الخير، ثم يتشعب أمرهم، فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب
فادخلوا فيه، فإنه يكون في الناس شر طويل حتى يزول ملكهم ويقوم
المهدي (2).
الباب 52
فيما ذكره نعيم بن حماد من الهرج
بعد الخامس والسابع من بني العباس حتى يقوم المهدي.
64 - حدثنا نعيم عن ابن أبي هريرة الشامي عن أبيه عن علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات

(1) الفتن 1: 214 / 587، وأخرجه في عقد الدرر: 48.
(2) الفتن 1: 217 / 599.
96

الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج حتى يموت السابع ثم كذلك حتى يقوم
المهدي) (1).
قال نعيم: بلغني عن شريك أنه قال: هو ابن العفر - يعني هارون -
وكان الخامس، ونحن نقول: هذا السابع، والله أعلم (2).
أقول أنا: إنه السابع بعد الثلاثين.
الباب 53
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن
فيما يجري بعد السابع من بني العباس حتى ينادي مناد من السماء.
65 - حدثنا إدريس الخولاني عن الوليد بن يزيد عن أبيه عن شفى
الأصبحي، قال: يلي خمسة من ولد العباس (ملوك) (3) جبابرة، ويل
للأرض منهم عند موت السابع منهم، يثب عليها واثب شبه الأسد، يأكل بفمه
ويفسد بيده والسماوات تضج (4) إلى الله مما يهراق على الأرض من الدماء،
يملك غداتين أو ثلاثة، ثم يلي والي من بعض إخوة الهالك يأخذ الملك
قهرا، لا يقسم مال الله بين عباده بالسوية حتى ينادي مناد من السماء: الأرض
أرض الله، والعبيد عبيد الله، مال الله بين عبيده بالسوية، يملك في هذه
الولاية عشر سنين) (5).

(1) الفتن 1: 217 / 600، وعنه في كنز العمال 11: 247 / 31400، وفيه: (...
السابع) قالوا: وما الهرج؟ قال: (الفتن، كذلك...).
(2) الفتن 1: 217 ذيل الحديث 600.
(3) في المصدر: كلهم.
(4) غير واضحة في الأصل، ولعلها: تعج، وما أثبتناه من المصدر.
(5) الفتن 1: 218 / 606 بتفاوت.
97

الباب 54
فيما ذكره نعيم بن حماد في الترك والطاعون المفني.
66 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش، قال: أخبرني
عتبة بن تميم التنوخي عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير عن كعب،
قال: ترد الترك الجزيرة حتى يسقوا خيلهم من الفرات، فيبعث الله عليهم
الطاعون، فيقتلهم، فلا يفلت منهم إلا رجل واحد (1).
الباب 55
فيما ذكره نعيم بن حماد
عن من ينزل (آمد) وكيف يهلكون بالريح والثلج.
قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
67 - قال ابن عياش: وأخبرني عبد الله بن دينار البهراني (2) عن كعب،
قال: ينزلون (آمد) (3) ويشربون من الدجلة والفرات يسعون في الجزيرة وأهل
الاسلام في تلك الجزيرة لا يستطيعون لهم شيئا فيبعث الله عليهم ثلجا فيه
صر (4) وريح، وجليد (5)، فإذا هم خامدون، فيرجع المسلمون إلى أصحابهم
فيقولون: إن الله قد أهلكهم وكفاكم العدو، ولم يبق منهم أحد قد هلكوا عن

(1) الفتن 1: 220 / 612.
(2) في الأصل: عبد الرحمن بن دينار البهرواني. وما أثبتناه هو الصحيح. أنظر: تهذيب
التهذيب 5: 178 / 351، ميزان الاعتدال 2: 418.
(3) آمد، هي أعظم مدن ديار بكر. معجم البلدان 1: 58.
(4) الصر - بالكسر -: برد يضرب النبات والحرث. الصحاح 2: 711 (صرر).
(5) الجليد: الضريب والسقيط، وهو ندى يسقط من السماء فيجمد في الأرض. الصحاح 2:
459 (جلد).
98

آخرهم (1).
الباب 56
فيما ذكره نعيم بن حماد فيما يحدث
للترك بعد ربط خيولهم بالفرات.
68 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن
مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون للترك خرجتان: خرجة
يخرجون من آذربيجان، والثانية يربطون خيولهم بالفرات لا ترك بعدها) (2).
أقول: لعل معناه لا ترك غيرهم يدخل إلى الفرات، بل هم الذين يكون
الملك لهم.
الباب 57
فيما ذكره نعيم بن حماد
في كتاب الفتن فيما ينتهي حال من ذكره إليه
69 - حدثنا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيره عن مكحول،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للترك خرجتان: إحداهما
يخربون آذربيجان، والثانية يشرعون على ثني الفرات).
قال عبد الرحمن في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فيكون
فيهم ذبح الله الأعظم لا ترك بعدها) (3)
أقول: لعل المراد ترك بني العباس المسلمون الذين لا يكون ترك مثلهم
بعدهم، وكان فيهم ذبح الله الأعظم على يد هذه الدولة القاهرة.

(1) الفتن 1: 220 ذيل الحديث 612.
(2) الفتن 1: 220 - 221 / 613.
(3) الفتن 1: 221 / 616، وعنه في كنز العمال 11: 276 - 277 / 31510.
99

الباب 58
فيما ذكره نعيم بن حماد
في محاربة السفياني لمن ذكره، وحديث المهدي.
70 - نعيم عن الحكم عن جراح عن أرطأة، قال: يقاتل السفياني الترك
ثم يكون استئصالهم على يدي المهدي (1).
الباب 59
فيما ذكره نعيم بن حماد في علامة انتقاض ملك من سماه.
71 - نعيم عن محمد بن عبد الله عن (عبد الرحمن بن زياد بن أنعم) (2)
عن مكحول عن حذيفة بن اليمان، قال: إذا رأيتم أول الترك بالجزيرة
فقاتلوهم حتى تهزموهم أو يكفيكم الله مؤونتهم فإنهم يفضحون الحرم، وهو
علامة خروج أهل المغرب وانتقاض ملكهم يومئذ (3).
الباب 60
فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن
من الصيحة في شهر رمضان، غير ما رواه مقاتل وبشرح كامل.
72 - قال نعيم: حدثنا صاحب لنا يكنى أبا عمر عن ابن لهيعة، حدثني
عبد الوهاب عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن ابن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا كانت صيحة في رمضان فإنها تكون

(1) الفتن 1: 221 / 614.
(2) في الأصل: محمد بن زياد بن أنعم، وما أثبتناه من المصدر بنقيصة (ابن أنعم).
(3) الفتن 1: 221 / 617، وعنه في كنز العمال 11: 220 / 31298، وفيه: يفضحون
الحرم بها.
100

معمعة (1) في شوال، وتميز (2) القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي
الحجة والمحرم وما المحرم؟) يقولها ثلاثا (هيهات هيهات يقتل الناس فيها
هرجا هرجا) قال: قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: (هدة (3) في
النصف من رمضان يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة
الجمعة، فتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق (4) من
خدورهن في ليلة جمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا
بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم (5) ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم،
فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله سجدا، وقولوا: سبحان القدوس ربنا
القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل هلك) (6).
الباب 61
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن
من حدوث رجفة في شهر رمضان وطلوع
نجوم كالآيات فيما مضى من الازمان.
73 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد، قال: كانت رجفة أصابت أهل دمشق
في أيام مضين من رمضان، فهلك ناس كثير في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين

(1) معمعة، جمعها معامع، وهي الحروب والفتن والعظائم وميل الناس بعضهم على بعض
وتظالمهم أحزابا بالوقوع بالعصبية. القاموس المحيط 3: 121.
(2) التمايز: التحازب. النهاية - لابن الأثير - 4: 379.
(3) هدة: حركة. وهدت الشيء أهيده: حركته. الصحاح 2: 558 (هيد).
(4) جارية عاتق، أي: شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج. الصحاح
4: 1520 (عتق).
(5) الكوة: نقب البيت، والجمع كواء. الصحاح 6: 2478 (كوى).
(6) الفتن 1: 228 / 638، وأخرجه في عقد الدرر: 103، ويأتي في الحديث رقم 411 نقلا
عن فتن السليلي.
101

مائة ولم نر ما ذكر (1) من الداهية، وهي الخسف الذي يذكر في قرية يقال لها:
(حرستا) (2) ورأيت نجما له ذنب طلع في المحرم سنة خمس وأربعين ومائة مع
الفجر من المشرق، وكنا نراه بين يدي الفجر بقية المحرم، ثم خفي، ثم رأيناه
بعد مغيب الشمس في الشفق وبعده فيما بين الجوف والفرات شهرين أو
ثلاثة، ثم خفي في سنتين أو ثلاثا، ثم رأينا نجما خفيا له شعلة قدر الذراع
رأي العين قريبا من الجدي يستدير حوله بدوران الفلك في جماديين وأيام
رجب، ثم خفي، ثم رأينا نجما ليس بالأزهر طلع عن يمين قبلة الشام مادا
شعلته من القبلة إلى الجوف إلى (أرمينية) فذكرت ذلك لشيخ قديم عندنا من
السكاسك (3)، فقال: ليس هذا النجم المنتظر.
قال الوليد: ورأيت نجما في سنيات بقين من سني أبي جعفر، ثم
انعقف (4) حتى التقى طرفاه، فصار كطوق ساعة من الليل (5).
الباب 62
فيما ذكره نعيم بن حماد من العلامات لانقطاع ملك ولد العباس.
74 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني شيخ عن يزيد بن
الوليد عن كعب الأحبار، قال: علامة انقطاع ملك ولد العباس حمرة تظهر في
جوف (6) السماء، ونجم يطلع من المشرق يضيء كما يضيء القمر ليلة البدر

(1) في الأصل: ذكره. وما أثبتناه من المصدر.
(2) حرستا - بالتحريك وسكون السين وتاء فوقها نقطتان -: قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على
طريق حمس، معجم البلدان 2: 241.
(3) السكاسك: أبو قبيلة من اليمن، وهو السكاسك بن وائلة بن حمير بن سبأ. والنسبة إليه
سكسكي. الصحاح 4: 1591 (سكك).
(4) العقف: العطف والتلوية. لسان العرب 9: 321.
(5) الفتن 1: 229 / 639.
(6) في المصدر: جو.
102

ثم ينعقف.
قال الوليد: بلغني عن كعب أنه قال: قحط في المشرق، وداهية في
المغرب، وحمرة في الجو، وموت فاش في القبلة (1).
الباب 63
فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة تطلع من المشرق كالقرن.
75 - حدثنا نعيم عن سعيد أبي عثمان عن جابر الجعفي عن أبي
جعفر، قال: (إذا بلغ العباسي خراسان طلع من المشرق القرن ذو الشفا،
وكان أول ما طلع أمر الله بهلاك قوم نوح حين غرقهم الله، وطلع في زمن
إبراهيم حيث ألقوه في النار، وحين أهلك الله فرعون ومن معه، وحين قتل
يحيى بن زكريا، فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر الفتن، ويكون طلوعه
بعد انكساف الشمس والقمر ثم لا يلبثون حتى يظهر الأبقع (2) بمصر) (3).
الباب 64
فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة في صفر بنجم له ذناب.
76 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عبد العزيز بن صالح
عن علي بن رباح عن ابن مسعود، قال: تكون علامة في صفر، ويتبدأ نجم
له ذناب (4).

(1) الفتن 1: 224 / 622.
(2) الأبقع: ما خالط بياضه لون آخر. لسان العرب 1: 461.
(3) الفتن 1: 224 / 623، وأخرجه في عقد الدرر: 109 - 110.
(4) الفتن 1: 225 / 625.
103

الباب 65
فيما ذكره نعيم بن حماد
فيما يحدث أو حدث من الآيات في شهر رمضان والمحرم.
ذكر نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
77 - قال ابن لهيعة: أخبرني عبد الوهاب بن بخت عن مكحول،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يظهر في السماء آية لليلتين
تخلوان (1) من شهر رمضان، وفي شوال المهمهة (2)، وفي ذي القعدة
المعمعة، وفي ذي الحجة (ينتهب الحاج) (3) وفي المحرم وما المحرم (4).
الباب 66
فيما ذكره نعيم بن حماد
في آية في شهر رمضان في السماء كعمود ساطع.
قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
78 - قال عبد الوهاب بن بخت: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (في رمضان آية في السماء كعمود ساطع، وفي شوال البلاء،
وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، والمحرم
وما المحرم) (5).

(1) في المصدر وكنز العمال: خلتا.
(2) في المصدر: المهمة، وفي كنز العمال: الهمهمة.
(3) بدل ما بين القوسين في المصدر: النزائل، وفي كنز العمال: التزايل.
(4) الفتن 1: 225 / 626، وعنه في كنز العمال 11: 275 - 276 / 31505.
(5) الفتن 1: 225 ذيل الحديث 626.
104

الباب 67
فيما ذكره نعيم بن حماد من الآية في شهر رمضان.
79 - حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تكون
آية في رمضان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة،
ثم يسلب الحاج في ذي لحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون
الصوت (1) في صفر، ثم تنازع ا لقبائل في شهري ربيع، ثم العجب كل
العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة (2) خير من دسكرة (3) تغل (4) مائة
ألف) (5).
الباب 68
فيما ذكره نعيم بن حماد
في الصوت في شهر رمضان ومناد من السماء باسم فلان.
80 - حدثنا نعيم عن الوليد عن عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي مسلمة

(1) في المستدرك وكنز العمال وعقد الدرر: موت.
(2) ناقة مقتبة: أي وضع عليها القتب. الصحاح 1: 198 (قتب).
(3) الدسكرة: القرية والأرض المستوية، أو بناء على هيئة القصر، فيه منازل وبيوت للخدم
والحشم، وليست بعربية محضة. النهاية - لابن الأثير - 2: 117، القاموس المحيط 2:
42.
(4) في المستدرك وكنز العمال: تقل.
الفتن 1: 225 - 226 / 628، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4: 517 - 518،
والسلمي الشافعي في عقد الدرر: 107، وعن الفتن والمستدرك في كنز العمال 14:
279 / 38724، ويأتي في الحديث رقم 435 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
105

عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يكون في رمضان صوت، وفي شوال مهمهة (1)، وفي ذي القعدة تتحارب
القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء،
ألا إن صفوة الله من خلقه فلان، فاسمعوا له وأطيعوا) (2).
الباب 69
فيما ذكره نعيم بن حماد
في العمود من نار من قبل المشرق وإعداد طعام سنة.
81 - حدثنا نعيم عن عيسى بن يونس والوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان قال: ستبدو آية عمود من نار تطلع من قبل المشرق يراها
أهل الأرض كلهم، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة (3).
الباب 70
فيما ذكره نعيم بن حماد
في العلامة في شهر رمضان وإعداد الطعام أيضا.
فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
82 - قال: وقال الوليد: وأخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن
ابن حبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي، قال: آية الحدثان في رمضان
علامة في السماء يكون بعدها اختلاف الناس، فإن أدركتها فأكثر من الطعام

(1) في المصدر: مهمة، وفي كنز العمال: معمعة.
(2) الفتن 1: 226 / 630 وعنه في كنز العمال 14: 274 / 38705، وأخرجه بتفاوت في عقد
الدرر: 102.
(3) الفتن 1: 227 / 633.
106

ما استطعت (1).
الباب 71
فيما ذكره نعيم بن حماد
من آية في زمان السفياني الثاني.
فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
83 - قال الوليد: وأخبرني شيخ عن الزهري، قال: في ولاية السفياني
الثاني وخروجه علامة ترى في السماء (1).
84 - وروى عن كثير بن مرة في حديثين معناهما واحد، قال: إني
لانتظر آية الحدثان في رمضان منذ سبعين سنة (3).
الباب 72
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من نجم الآيات.
85 - حدثنا نعيم عن الوليد، قال: بلغني أنه قال: يطلع نجم من
المشرق قبل خروج المهدي له ذناب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر.
قال الوليد: والحمرة والنجوم التي رأيناها ليست بالآيات، إنما نجم
الآيات نجم يتقلب في الآفاق في صفر أو في ربيعين أو في رجب، وعند ذلك يسير
خاقان بالأتراك، تتبعه روم الظواهر بالرايات والصلب (4).

(1) الفتن 1: 227 / 634، وأخرجه في عقد الدرر: 110.
(2) الفتن 1: 227 / 635.
(3) الفتن 1: 227 - 228 / 636 و 637.
(4) الفتن 1: 229 / 640 - 642.
107

الباب 73
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا
من انكساف الشمس مرتين في شهر رمضان قبل المهدي
86 - حدثنا نعيم، حدثت عن شريك، قال: بلغني أنه تنكسف
الشمس قبل خروج المهدي في شهر رمضان مرتين (1).
الباب 74
فيما ذكره نعيم بن حماد
من علامة هلاك بني العباس وما يتبع ذلك.
87 - حدثنا نعيم عن عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر عن تبيع عن
كعب، قال: هلاك بني العباس عند نجم يظهر في الجوف، وهدة
وواهية (2)، يكون ذلك أجمع في شهر رمضان (تكون الحمرة) (3) ما بين
الخمس إلى العشرين (والهدة فيما بين النصف إلى العشرين) (4) والواهية
ما بين العشرين إلى أربع وعشرين، ونجم يرمى به يضيء كما يضيء القمر،
ثم يلتوي كما تلتوي الحية حتى يكاد رأساها يلتقيان، والرجفتان في ليلة
الفسحين، والنجم الذي يرمى به شهاب ينقض من السماء معه صوت شديد
حتى يقع في المشرق ثم يصيب الناس منه بلاء شديد (5).

(1) الفتن 1: 229 - 230 ذيل الحديث 642، وعنه عقد الدرر: 111.
(2) وهي الحائط: إذا ضعف وهم بالسقوط. الصحاح 6: 2531، لسان العرب 15: 420.
(3 و 4) أضفناها من المصدر.
(5) الفتن 1: 230 / 643.
108

الباب 75
فيما ذكره نعيم بن حماد
من دلائل انقطاع ملك بني العباس.
88 - حدثنا نعيم، حدثني شيخ من الكوفيين عن ليث بن أبي سليم عن
شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: في رمضان هدة توقظ النائم، وتخرج
العواتق من خدورها، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تمشي القبائل
بعضها إلى بعض، وفي ذي الحجة تهراق الدماء، وفي المحرم وما المحرم؟!
يقولها ثلاثا، وهو عند انقطاع ملك هؤلاء (1).
وذكر عدة أحاديث في الحادثة في شهر رمضان، ونحو ما قدمناه من
التجددات في شوال وذي القعدة وذي الحجة (2).
الباب 76
فيما ذكره نعيم بن حماد
في كتاب الفتن من الملاحم عند خراب الشام.
89 - حدثنا نعيم عن ابن وهب عن عبد الله بن عمر، عن أبي النضر عن
كعب، قال: لا يزال الناس في مدة حتى يقرع الرأس، فإذا أقرع الرأس
- يعني: الشام - هلك الناس، قيل لكعب، وما قرع الرأس؟ قال: الشام
تخرب (3).

(1) الفتن 1: 230 / 645.
(2) راجع: الفتن 1: 231 / 647 و 649 و 232 / 651 - 653.
(3) الفتن 1: 237 / 668.
109

الباب 77
فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1)
من استمرار فتنة الشام حتى ينادي مناد من السماء: إن أميركم فلان.
90 - حدثنا نعيم عن ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن رجل عن
سعيد بن المسيب، قال: تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت (2)
من جانب، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء: إن أميركم فلان (3).
أقول أنا: وقد روى أحمد بن المنادي في كتاب الملاحم (4) هذا
الحديث أتم من هذا.
الباب 78
فيما ذكره نعيم في المعقل من الفتن، منها: اليمن.
91 - حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن السقر بن رستم، قال:
سمعت سعيد بن مهاجر الوصابي، يقول: إذا كانت فتنة المغرب، فشدوا قبل
نعالكم إلى اليمن، فإنه لا ينجيكم منها أرض غيرها (5).
الباب 79
فيما ذكره نعيم أن جبل الخليل عليه السلام معقل.
92 - حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن الوضين بن عطاء أن رسول الله

(1) في الأصل: المناقب، بدل الفتن، ولعلها سهو من قلمه الشريف.
(2) طم الشيء: أي عظم. النهاية - لابن الأثير - 3: 139.
(3) الفتن 1: 237 / 238 / 673، وأخرجه في عقد الدرر: 45.
(4) كما في عقد الدرر: 45.
(5) الفتن 1: 246 / 700.
110

صلى الله عليه وسلم، قال: (جبل الخليل جبل مقدس، وإن الفتنة لما
ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل
الخليل) (1).
الباب 80
فيما ذكره نعيم من أن ساحل البحر معقل.
93 - قال: حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن سعيد بن خالد عن مطر
مولى أم حكيم عن كعب، قال: أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا يبقى بيت
من بيوت المسلمين بين المشرق والمغرب إلا دخلته، قيل: فما يخلص منها
أحد؟ قال، يخلص من استظل بظل أفنان (2) فيما بينه وبين البحر فهو أسلم
الناس من تلك الفتنة، فإذا كان مائة واثنان وعشرون سنة احترفت داري هذه،
فاحترقت داره حينئذ (3).
الباب 81
فيما ذكره نعيم:
أن أنجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل وأهل الحجاز.
94 - قال: حدثنا عبد القدوس عن أرطأة بن المنذر عن ضمرة بن
حبيب، قال: أنجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل وأهل الحجاز (4).

(1) الفتن 1: 247 / 706، وأخرجه في كنز العمال 12: 286 / 35063، و 302 / 35122
عن ابن عساكر ونعيم بن حماد.
(2) في المصدر: لبنان. وأفنان: هي الأغصان الصحاح 6: 2178 (فنن).
(3) الفتن 1: 254 / 714.
(4) الفتن 1: 254 / 715.
111

الباب 82
فيما ذكره نعيم:
أنه ينجو من الفتنة كل مؤمن نومة.
95 - قال: حدثنا ابن المبارك وحدثنا عوف عن رجل من أهل الكوفة
أحسبه قال: اسمه مسافر، عن علي، قال: (ينجو في ذلك الزمان كل مؤمن
نومه (1)) (2).
96 - وفي حديث: وسئل عن النومة؟ فقال، الساكت في الفتنة، فلا
يبدو منه شئ) (3).
الباب 83
فيما ذكره نعيم من علامة لظهور المهدي...
97 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة بن
المنذر، يقول في آخره: ثم يدخل (جنود) (4) الصخري إلى (5) الكوفة فيسوم
أهلها (الخسف، ويوجه جندا من أهل المغرب إلى من بإزائه من جنود
المشرق) (6) فيأتونه بسبيهم، وإنه لعلى ذلك إذ يأتيه خبر ظهور المهدي بمكة
فيقطع إليه من الكوفة بعثا يخسف به (7).

(1) النومة: الخامل الذكر، الذي لا يؤبه له. النهاية - لابن الأثير - 5: 131.
(2) الفتن: 1: 259 / 736.
(3) الفتن 1: 259 / 735.
(4) أضفناها من المصدر.
(5) كلمة (إلى) لم ترد في المصدر.
(6) أضفناها من المصدر.
(7) الفتن 1: 275 - 276 / 796.
112

الباب 84
فيما ذكره نعيم من أن بين خروج الراية السوداء وشعيب بن
صالح وبين أن يسلم الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا.
98 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن عبد الكريم
عن ابن الحنفية، قال: بين خروج الراية السوداء من خراسان و شعيب بن
صالح وخروج المهدي وبين أن يسلم الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا (1).
الباب 85
فيما ذكره من خروج السفياني ثم المهدي.
99 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل، قال: يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية، فلا يبقى منهم إلا
اليسير لا يقتل غيرهم، ثم يخرج رجل من بني أمية، فيقتل بكل رجل رجلين
حتى لا يبقى إلا النساء ثم يخرج المهدي (2).
الباب 86
فيما ذكره نعيم:
إذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا سفياني ولا بيداء.
100 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ليث عمن حدثه عن تبيع،
قال: إذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا بيداء ولا سفياني - قال الليث:

(1) الفتن 1: 278 / 804، ويأتي نحوه في الحديث رقم 110.
(2) الفتن 1: 282 / 821 و 335 / 968، وأخرجه في عقد الدرر. 56.
113

كانت الهدة بطبرية (1)، فاستيقظت لها بالفسطاط (2) - وتخلع لها أجنحة، فإذا
هي ليلة طبرية (3).
الباب 87
فيما ذكره نعيم:
أن الهدة في زمان السفياني الثاني.
101 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة،
قال: في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم أنه قد خرب ما
يليهم (4).
الباب 88
فيما ذكره نعيم في أن السفياني
قد سبق ظهوره في سنة سبع وثلاثين أو تسع وثلاثين.
102 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خروج السفياني بعد
تسع وثلاثين) (5).
103 - قال ابن لهيعة: وأخبرني عبد العزيز بن صالح عن عكرمة عن
ابن عباس، قال: إن كان خروج السفياني في سنة سبع وثلاثين، كان ملكه

(1) طبرية: بليدة من أعمال الأردن. معجم البلدان 4: 17.
(2) الفسطاط - بالضم والكسر -: المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط، ويقال
لمصر والبصرة: الفسطاط، وقيل: هو ضرب من الأبنية. معجم البلدان 4: 263 - 264،
النهاية - لابن الأثير - 3: 444 (فسط).
(3) الفتن 1: 283 - 284 / 829 و 2: 711 - 712 / 1996، ويأتي في الحديث رقم 162.
(4) الفتن 1: 284 / 832.
(5) الفتن 1: 284 / 830.
114

ثمانية وعشرين شهرا، وإن خرج في تسع وثلاثين، كان ملكه تسعة أشهر (1).
الباب 89
فيما ذكره من حديث السفياني الذي يدخل أرض مصر.
104 - قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن عبد الله العمري عن
القاسم بن محمد عن حذيفة، قال: إذا دخل السفياني أرض مصر، أقام فيها
أربعة أشهر يقتل ويسبي أهلها، فيومئذ تقوم النائحات: باكية تبكي على
استحلال فروجها، وباكية تبكي على قتل أولادها، وباكية تبكي على ذلها بعد
عزها، وباكية تبكي شوقا إلى قبورها (2).
الباب 90
فيما ذكره نعيم في أن (مصر) تفت كما تفت البعرة.
105 - قال: حدثنا نعيم، قال ابن وهب: حدثنا ابن لهيعة وليث
عن يزيد عن أبي الخير عن الصنابحي عن كعب، قال: لتفتن (3) (مصر) كما
تفت البعرة (4).
الباب 91
فيما ذكره نعيم من حديث الزوراء وبيت العباس وما عدد عليهم.
106 - حدثنا نعيم، حدثنا نوح بن أبي مريم عن مقاتل بن سليمان عن

(1) الفتن 1: 284 / 831.
(2) الفتن 1: 290 / 847.
(3) فت ا لشيء: كسره. الصحاح 1: 259 (فتت).
(4) الفتن 1: 292 / 854.
115

عطاء عن عبيد بن عمير عن حذيفة أنه سئل عن (حم عسق) (1) وعمر وعلي
وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس - رضي الله عنهم - وعدة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حضور، فقال حذيفة: العين عذاب،
والسين: ا لسنة والجماعة (2)، والقاف: قوم يقذفون في آخر الزمان، فقال له
عمر: ممن هم؟ قال: من ولد العباس في مدينة يقال لها: الزوراء، يقتل فيها
مقتلة عظيمة، وعليهم تقوم الساعة، فقال ابن عباس: ليس ذلك، ولكن
القاف: قذف وخسف يكون، قال عمر لحذيفة: أما أنت فقد أصبت التفسير
وأصاب ابن عباس المعنى، فأصابت ابن عباس الحمى - حتى عاده عمر وعدة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - مما سمع من حذيفة (3).
فصل
وذكر عقيب هذا الحديث فقال:
107 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن أبي عبد الله عن الوليد بن هشام
المعيطي عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط سمع ابن عباس يقول: ثم
يخرج السفياني فيقاتل حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في
المراجل (4) (5).

(1) الشورى: 1 و 2.
(2) في المصدر: السنة والمجاعة.
(3) الفتن 1: 305 - 306 / 888.
(4) المراجل، جمع مرجل: قدر من الحجارة والنحاس، وقيل: هو قدر النحاس خاصة، وقيل:
هي كل ما طبخ فيها من قدر وغيرها. الصحاح 4: 1705، لسان العرب 5: 160 (رجل).
(5) الفتن 1: 306 / 889.
116

فصل
وذكر عقيب ذلك حديثا آخر، فقال:
108 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن
كعب، قال: تسبى نساء بني العباس حتى يوردهن قرى دمشق (1).
الباب 92
فيما ذكره نعيم من دخول السفياني الكوفة،
وإقامته بها ثماني عشرة ليلة، ويقتل منها ستين ألفا.
109 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة،
قال: يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام، ويقتل من أهلها ستين ألفا،
ويمكث فيها ثماني عشرة ليلة يقسم أموالها، ودخوله الكوفة (2) ثم ذكر تمام
الحديث... إلى أن تبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي (3).
الباب 93
فيما ذكره نعيم من حديث الرايات السود للمهدي
بعد رايات بني العباس، وبينها
وبين المهدي اثنان وسبعون شهرا.
110 - فقال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد بن مسلم عن (أبي) (4) عبد الله
عن عبد الكريم أبي أمية عن محمد بن الحنفية، قال: تخرج راية سوداء لبني

(1) الفتن 1: 306 - 307 / 890.
(2) في المصدر: مكة.
(3) الفتن 1: 308 / 893.
(4) أضفناها من المصدر.
117

العباس، ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء، قلانسهم سود، وثيابهم
بيض، على مقدمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح، أو: صالح بن
شعيب من تميم، يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس، يوطئ
للمهدي سلطانه، ويمد إليه ثلاثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين أن يسلم
الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا (1).
الباب 94
فيما ذكره نعيم من حديث
المهدي ونصرته بمن يخرج من خراسان.
111 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس
وجرير عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، قال: بينما
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء فتية من بني هاشم، فتغير
لونه، فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، قال: (إنا أهل
بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء
وتطريدا وتشريدا حتى يأتي قوم من هاهنا من نحو المشرق، أصحاب رايات
سود، يسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون فينصرون، فيعطون
ما سألوا، فلا يقبلونها حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملاها عدلا
كما ملؤوها ظلما، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا (2) على الثلج فإنه
المهدي (3)).

(1) الفتن 1: 310 / 894، وأخرجه بتفاوت واختصار في عقد الدرر: 126، وتقدم نحوه في
الحديث رقم 98.
(2) الحبو: أن يمشي على يديه وركبتيه أو إسته. النهاية - لابن الأثير - 1: 336.
(1) الفتن 1: 310 - 311 / 895، وأخرجه بمعناه كل من المتقي الهندي في كنز العمال 14:
267 - 268 / 38677 عن عدة مصادر غير فتن ابن حماد، وابن أبي شيبة في مصنفه 8:
118

الباب 95
فيما ذكره نعيم عن المهدي ونصره برايات خراسان.
112 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا أبو نصر الخفاف عن خالد عن أبي
قلابة عن ثوبان، قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان،
فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي (1).
الباب 96
فيما ذكره نعيم من حديث صفة شعيب بن صالح وأنه مقدمة
للمهدي.
113 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن إسماعيل البصري عن أبيه عن
الحسن، قال: يخرج بالري رجل ربعة (2) أسمر مولى لبني تميم، كوسج (3)
يقال له: شعيب بن صالح، في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود،
يكون مقدمة للمهدي لا يلقاه أحد إلا فله (4) (5).

697 / 74، وابن ماجة في سننه 2: 1366 / 4082، والحاكم في مستدركه 4: 464،
والسلمي الشافعي في عقد الدرر: 123 - 124. ويأتي في الحديث رقم 445 نقلا عن كتاب
الفتن لابي يحيى زكريا، بتفاوت في اللفظ.
(1) الفتن 1: 311 / 896، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 502، والسلمي الشافعي في
عقد الدرر: 125.
(2) رجل ربعة: أي مربوع الخلق لا بالطويل ولا بالقصير. لسان العرب 5: 119 (ربع).
(3) الكوسج: الذي لا شعر على عارضيه. لسان العرب 12: 88 (كسج).
(4) فله: أي هزمه. النهاية - لابن الأثير - 3: 473.
(5) الفتن 1: 311 / 897، وأخرجه السلمي الشافعي في عقد الدرر: 130 - 131.
119

الباب 97
فيما ذكره نعيم أن لواء المهدي مع شعيب بن صالح.
114 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة، قال: حدثني أبو
زرعة عن ابن زرير عن عمار بن ياسر قال: المهدي على لوائه شعيب بن
صالح (1).
الباب 98
فيما ذكره نعيم من صفة الشاب المنصور
من بني هاشم أن بكفه اليمنى خالا وبين يديه شعيب بن صالح.
115 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي
جعفر، قال: (يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى (2) خال، من خراسان
برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم (3).
الباب 99
فيما ذكره نعيم من صفة أخرى لمن يحمل راية المهدي.
116 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن كعب
ابن علقمة عن سفيان الكلبي، قال: يخرج على لواء المهدي غلام حديث
السن، خفيف اللحية أصفر، ولم يذكر الوليد: أصفر، لو قاتل الجبال

(1) الفتن 1: 311 / 899.
(2) كذا في الأصل والمصدر، وورد في حديث آخر في كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 314 /
907 هكذا: في كتفه اليسرى خال. وعلى كلمة (كتفه) هامش يشير إلى أن الموجود في
نسخة أخرى كلمة (كفه).
(3) الفتن 1: 312 / 901.
120

لهزها، وقال الوليد: لهدها حتى ينزل (إيلياء) (1) (2).
الباب 100
فيما ذكره نعيم
من الرايات السود الصغار من المشرق تؤدي الطاعة إلى المهدي.
117 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن شفى عن تبيع عن كعب، قال: إذا ملك رجل الشام وآخر مصر فاقتتل
الشامي والمصري وسبى أهل الشام قبائل من مصر وأقبل رجل من المشرق
برايات سود صغار قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي،
قال أبو قبيل: ثم يملك رجل أسمر يملاها عدلا ثم يسير إلى المهدي، فيؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه (3).
الباب 101
فيما ذكره نعيم من نصر الذي
اسمه اسم النبي عليه السلام، براية من المشرق.
118 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن العلاء بن عتبة
عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتى
يبعث الله راية من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله
حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولوه أمرهم، فيؤيده الله وينصره (4).

(1) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس. معجم البلدان 1: 293.
(2) الفتن 1: 312 / 902.
(3) الفتن 1: 312 - 313 / 903.
(4) الفتن 1: 313: 904، وأخرجه في عقد الدرر: 130.
121

الباب 102
فيما ذكره نعيم أن الراية السوداء الثانية
من خراسان قاهرة للراية السوداء الأولى وهازمة لها.
119 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن روح ابن أبي العيزار، قال:
حدثني عبد الرحمن بن آدم الأزدي، قال: سمعت عبد الرحمن بن الغاز بن
ربيعة الجرشي، يقول: سمعت عمرو بن مرة الجهني صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: لتخرجن من خراسان راية سوداء حتى تربط
خيولها بهذا الزيتون الذي بين (بيت لهيا) (1) و (حرستا) قلنا: ما نرى بين
هاتين زيتونة، قال: سيصير بينهما زيتون حتى ينزلها أهل تلك الراية، فتربط
خيولها بها.
قال عبد الرحمن بن آدم: وحدثت بهذا الحديث عبد الرحمن بن
سلمان، فقال: إنما يربط بها أهل الراية السوداء الثانية التي تخرج على
الأولى، فإذا نزلوها خرج عليهم خارجي من أهل هذه، فلا يجد من أهل الراية
الأولى إلا مختفيا فيهزمهم (2).
الباب 103
فيما ذكره نعيم من رايات لبني العباس
وما يتجدد بعدها من الرايات التي تؤدي الطاعة إلى المهدي.
120 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا محمد (3) بن عبد الله أبو عبد الله

(1) بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق. معجم البلدان 1: 522.
(2) الفتن 1: 313 / 905، وكنز العمال: 11: 274 - 275 / 31502، وفيه إلى قوله: فتربط
خيوله بها.
(3) في الأصل: عمر بن عبد الله. وما أثبتناه من المصدر.
122

التاهرتي عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن مسلم بن يسار عن سعيد بن
المسيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خرج من المشرق
رايات سود لبني العباس، ثم يمكثون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار
تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق، ويؤدون الطاعة للمهدي) (1).
الباب 104
فيما ذكره في أن من علامات
المهدي وصول السفياني الكوفة.
121 - قال: أخبرنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة،
حدثني أبو زرعة عن ابن زرير (عن عمار بن ياسر) (2) قال: إذا بلغ السفياني
الكوفة وقتل أعوان آل محمد، خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح (3).
الباب 105
فيما ذكره نعيم من أن الرايات السود
الواردة من خراسان تبعث إلى مكة بالطاعة والبيعة للمهدي.
122 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي
جعفر، قال: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة، فإذا ظهر
المهدي بمكة بعثت إليه بالبيعة) (4).

(1) الفتن 1: 313 - 314 / 906، وأخرجه في عقد الدرر: 126 بتفاوت يسير.
(2) أضفناها من المصدر.
(3) الفتن 1: 314 / 908.
(4) الفتن 1: 314 / 909، وأخرجه في عقد الدرر: 129، وفيهما: (بعث).
123

الباب 106
فيما ذكره نعيم
من علامة المهدي بهلاك بني جعفر وبني العباس.
123 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة عن تبيع
عن كعب، قال: إذا دارت رحا بني العباس، وربط أصحاب الرايات السود
خيولهم بزيتون الشام، ويهلك الله لهم الأصعب ويقتله وعامة أهل بيته على
أيديهم حتى لا يبقى أموي منهم إلا هارب ومختف، ويسقط السعفتان: بنو
جعفر وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويخرج البربر
إلى سرة الشام، فهو علامة خروج المهدي (1).
الباب 107
فيما ذكره نعيم من هلاك المسودة الأولى بالمسودة الثانية.
124 - (حدثنا ضمرة) (2) عن ابن شوذب، قال: كنت عند الحسن،
فذكرنا حمص، فقال: هم أسعد الناس بالمسودة الأولى، وأشقى الناس
بالمسودة الثانية، قال: قلت: وما السودة الثانية يا أبا سعيد؟ قال: أول
الظهور (3) يخرج من قبل المشرق ثمانون (4) ألفا محشوة قلوبهم إيمانا حشو
الرمانة من الحب، بوار (5) المسودة الأولى على أيديهم (6).

(1) الفتن 1: 314 - 315 / 910.
(2) أضفناها من المصدر.
(3) كذا في الأصل، وفي المصدر المطبوع ونسخته الخطية: أبو الطهوي.
(4) في المصدر: في ثمانين.
(5) البوار: الهلاك. لسان العرب 1: 535.
(6) الفتن 1: 315 / 911.
124

الباب 108
فيما ذكره نعيم بن حماد من الحوادث
المتجددة على المدينة من القتل وغيره.
وفيه عدة أحاديث:
125 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش، قال:
حدثني بعض أهل العلم عن محمد بن جعفر عن علي بن أبي طالب، قال:
(يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعدما يعركها عرك الأديم يأمره
بالمسير إلى الحجاز، فيسير إلى المدينة، فيضع السيف في قريش، فيقتل
منهم ومن الأنصار أربعمائة رجل، ويبقر البطون، ويقتل الولدان، ويقتل
أخوين من قريش رجل وأخته يقال لهما: محمد وفاطمة، ويصلبهما على
باب المسجد بالمدينة) (1).
126 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن أبي رومان عن علي، قال: (يبعث السفياني بجيش إلى المدينة
فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتل من بني
هاشم رجالا (2) ونساء فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة
فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وأمنه) (3).
127 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة عن تبيع
عن كعب، قال: تستباح المدينة حينئذ، وتقتل النفس الزكية (4).
128 - وروى حديثا آخر بإسناده عن ابن عمر، قال: علامة وقيعة

(1) الفتن 1: 323 / 922.
(2) في المصدر: رجال، وفي كنز العمال كما في المتن.
(3) الفتن 1: 323 / 923، عنه كنز العمال 14: 588 - 589 / 39668.
(4) الفتن 1: 324 / 925.
125

المدينة إذا أقبل أمير مصر (1).
129 - وروي في حديث آخر قال: إذا أتوا المدينة قتلوا أهلها ثلاثة
أيام (2).
الباب 109
فيما ذكره نعيم في سبب قصد السفياني للمدينة واجتماعهم
بالمهدي
130 - حدثنا نعيم، حدثنا محمد بن عبد الله التاهرتي عن عبد السلام
ابن مسلمة سمع أبا قبيل: يبعث السفياني جيشا إلى المدينة، فيأمر بقتل كل
من كان فيها من بني هاشم حتى الحبالى، وذلك لما يصنع الهاشمي الذي
يخرج على أصحابه من المشرق، يقول: ما هذا البلاء كله وقتل أصحابي إلا
من قبلهم، فيأمر بقتلهم، فيقتلون حتى لا يعرف (منهم) (3) بالمدينة أحد،
ويفترقوا منها هاربين إلى البوادي والجبال وإلى مكة حتى نساؤهم، ويضع
جيشه فيهم السيف أياما، ثم يكف عنهم، ولا يظهر بينهم (4) إلا خائف حتى
يظهر أمر المهدي بمكة، فإذا ظهر بمكة، اجتمع كل من شذ منهم إليه
بمكة (5).
فصل
131 - ورأيت حديثا في مجلد عتيق أوله فيه من بعض أمالي ابن...

(1) الفتن 1: 325 - 326 / 930.
(2) الفتن 1: 325 / 928.
(3) أضفناها من المصدر.
(4) في المصدر وعقد الدرر: منهم.
(5) الفتن 1: 326 / 931، وأخرجه في عقد الدرر: 56.
126

من حديث أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي في ثاني قائمة منه بإسناده المتصل
إلى... (... قوم صغار الأعين، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان
المطرقة (1)... الشعر حتى يربطوا خيولهم بالنخل) (2)
الباب 110
فيما ذكره نعيم من أن وقعة المدينة
بالسفياني عند وقعة الحرة كضربة سوط ثم يبايع للمهدي.
132 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو يوسف عن فطر بن خليفة عن حنش بن
عبد الرحمن العكلي عن أبي هريرة، قال: تكون بالمدينة وقعة تغرق فيها
أحجار الزيت (3)، ما الحرة عندها إلا كضربة سوط، فينتحي عن المدينة قدر
بريدين ثم يبايع (إلى) (4) المهدي (5).

(1) المجان المطرقة: التراس التي ألبست العقب شيئا فوق شئ. النهاية - لابن الأثير - 3: 122
(طرق).
(2) انظر: صحيح مسلم 8: 184 (كتاب الفتن) وسنن أبي داود 4: 112 - 113 (كتاب
الملاحم، باب قتال الترك) وسنن الترمذي 4: 497 / 2215، وسنن ابن ماجة 2:
1371 - 1372 (كتاب الفتن، باب الترك) وكنز العمال 14: 205 - 206 / 38404 -
38410، ويأتي نحوه في الأحاديث 387 - 389.
(3) أحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من الزوراء، وهو موضع صلاة الاستسقاء. معجم
البلدان 1: 109.
(4) أضفناها من المصدر.
(5) الفتن 1: 326 / 932، وأخرجه في عقد الدرر: 56 - 57.
127

الباب 111
فيما ذكره نعيم: لا يخرج المهدي
حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث.
133 - حدثنا نعيم: حدثنا يحيى بن اليمان عن كيسان الرقاشي القصار
وكان ثقة، قال: حدثني مولاي قال: سمعت عليا يقول: (لا يخرج المهدي
حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث) (1).
الباب 112
فيما ذكره نعيم من أنه لا يخرج المهدي
حتى تباع المرأة بوزنها طعاما، وأن من علامة
خروج المهدي انسياب الترك على المسلمين.
134 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة، حدثنا أبو زرعة عن
ابن زرير عن عمار بن ياسر، قال: علامة المهدي إذا انساب (2) عليكم
الترك، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف صغيرا، فيخلع بعد
سنتين من بيعته، ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفر بالشام،
وخروج أهل المغرب إلى مصر، وتلك أمارة السفياني (3).
135 - قال أبو عبد الله نعيم: وأخبرت عن ابن عياش عن سالم بن
عبد الله عن أبي محمد عن رجل من أهل المغرب، قال: لا يخرج المهدي
حتى يخرج الرجل بالجارية الحسناء الجميلة ويقول: من يشتري هذه بوزنها

(1) الفتن 1: 333 / 959، وعنه في كنز العمال 14: 587 / 39663، وأخرجه في عقد
الدرر: 63.
(2) ساب يسيب: جرى. الصحاح 1: 150 (سيب).
(3) الفتن 1: 334 / 963، وأخرجه في عقد الدرر: 46 مع اختلاف في الألفاظ.
128

طعاما؟ ثم يخرج المهدي (1).
الباب 113
فيما ذكره نعيم من منادي السماء وخروج المهدي.
136 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن أبي رومان عن علي، قال: (وإذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل
محمد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حبه،
فلا يكون لهم ذكره غيره) (2).
الباب 114
فيما ذكره نعيم: لا يخرج
المهدي حتى لا يبقى قيل ولا ابن قيل
137 - حدثنا نعيم: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن بعض أصحابه،
قال: لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل ولا ابن قيل إلا هلك، والقيل:
الرأس (3).
الباب 115
فيما ذكره نعيم عن ملك بني أمية وبني العباس وخروج المهدي.
138 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل، قال:
يملك رجل من بني هاشم، فيقتل بني أمية حتى لا يبقى منهم إلا اليسير

(1) الفتن 1: 334 / 964.
(2) الفتن 1: 334 - 335 / 965، وعنه كنز العمال: 14: 588 / 39665، وأخرجه في عقد
الدرر: 52.
(3) الفتن 1: 335 / 967.
129

لا يقتل غيرهم، ثم يخرج رجل من بني أمية يقتل بكل رجل اثنين حتى لا يبقى
إلا النساء ثم يخرج المهدي (1).
الباب 116
فيما ذكره نعيم في باب آخر
بعلامة أخرى عند خروج المهدي ومنادي السماء.
139 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن
رجل عن سعيد بن المسيب، قال: تكون فتنة بالشام، كأن أولها لعب
الصبيان، كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد
من السماء: ألا إن الأمير فلان، وفتل ابن المسيب بيديه (حتى أنهما
لتنقصان) (2)، فقال: ذلك الأمير حقا، ثلاث مرات (3) (4).
الباب 117
فيما ذكره نعيم في منادي السماء: إن الحق في آل محمد.
140 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي
جعفر، قال: (ينادي مناد من السماء: ألا إن الحق في آل محمد صلى الله
عليه وسلم، وينادي مناد في الأرض: ألا إن الحق في آل عيسى - أو قال:
العباس، أنا أشك فيه - وإنما الصوت الأسفل من الشيطان يلبس على
الناس) (5) شك أبو عبد الله (6).

(1) الفتن 1: 335 / 968، وأخرجه في عقد الدرر: 56.
(2) أضفناها من المصدر، وفي مصنف عبد الرزاق: لينفضان.
(3) في الأصل: حتى قال ثلاث...
(4) الفتن 1: 337 / 973، وفي مصنف عبد الرزاق 11: 361 - 362 / 20746 نحوه.
(5) الفتن 1: 337 / 974.
(6) أي: نعيم بن حماد.
130

الباب 118
فيما ذكره نعيم في منادي السماء: عليكم بفلان.
141 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن إسحاق بن يحيى التيمي عن
المغيرة بن عبد الرحمن عن أمه وكانت قديمة، قال: قلت لها في فتنة ابن
الزبير: إن هذه الفتنة تهلك الناس؟ فقالت: كلا يا بني ولكن بعدها فتنة
تهلك الناس لا يستقيم أمرهم حتى ينادي مناد من السماء: عليكم بفلان (1).
الباب 119
فيما ذكره نعيم أيضا
من منادي السماء: عليكم بفلان، وتطلع كف تشير.
142 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن إسحاق بن يحيى عن
محمد بن بشر بن هشام عن ابن المسيب، قال: تكون فتنة بالشام كان أولها
لعب الصبيان، ثم لا يستقيم أمر الناس على شئ، ولا تكون لهم جماعة
حتى ينادي مناد من السماء: عليكم بفلان، وتطلع كف تشير (2).
143 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن عياض بن عبد الله
الفهري عن محمد بن زيد بن المهاجر عن ابن المسيب نحوه، إلا أنه قال:
ينادي مناد من السماء: أميركم فلان (3).
144 - قال عياض: وأخبرنا محمد بن المنكدر سمع عبد الملك بن
مروان يذكر عن رجل من علمائهم نحوه (4).

الفتن 1: 338 / 976، ويأتي في الحديث رقم 402 نقلا عن فتن السليلي.
(2) ا لفتن 1: 338 / 977.
(3) الفتن 1: 338 / 978، وعنه كنز العمال 11: 258 / 31444.
(4) الفتن 1: 338 / 979.
131

الباب 120
فيما ذكره نعيم عن ا لمنادي في محرم:
إن صفوة الله من خلقه فلان
145 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد بن مسلم عن عنبسة القرشي
عن سلمة بن أبي سلمة عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه
فلان، فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة) (1).
الباب 121
فيما ذكره نعيم من قتل النفس الزكية
وأخيه والمنادي من السماء: أميركم فلان، وأنه المهدي.
146 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة، حدثني أبو
زرعة عن عبد الله بن زرير عن عمار بن ياسر، قال: إذا قتل النفس الزكية وأخوه
يقتل بمكة ضيعة، ينادي مناد من السماء: أميركم فلان، وذلك المهدي
الذي يملأ الأرض حقا وعدلا (2).
الباب 122
فيما ذكره نعيم عن منادي السماء
والكف الذي تشير، بطريق آخر.
147 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا أبو إسحاق الأقرع، حدثني أبو

(1) الفتن 1: 338 / 980، وأخرجه السلمي الشافعي في عقد الدرر: 102 و 156.
(2) الفتن 1: 339 / 981.
132

الحكم المدني، حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، قال: تكون
فرقة واختلاف حتى تطلع كف من السماء، وينادي مناد من السماء: إن
أميركم فلان (1).
الباب 123
فيما ذكره نعيم من المنادي بعد الخسف: إن الحق في آل محمد.
148 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن أبي رومان عن علي، قال: (بعد الخسف ينادي مناد من السماء:
إن الحق في آل محمد، في أول النهار، ثم ينادي مناد في آخر النهار: إن الحق
في ولد عيسى، وذلك نخوة (2) من الشيطان) (3).
الباب 124
فيما ذكره نعيم من التقاء المهدي
السفياني والمنادي عند ذلك من السماء.
149 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن زيد
التنوخي عن الزهري، قال: إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع
صوت من السماء: ألا إن أولياء الله أصحاب فلان، يعني: المهدي. هذا
لفظ الحديث.
قال الزهري: قالت أسماء بنت عميس: إن أمارة ذلك أن كفا من

(1) الفتن 1: 339 / 982.
(2) النخوة: ا لكبر والعجب. يقال: انتخى فلان علينا: أي افتخر وتعظم. النهاية - لابن الأثير -
5: 34، الصحاح 6: 2505 (نخا).
(3) الفتن 1: 339 / 983.
133

السماء مدلاة (1) ينظر إليها الناس (2).
الباب 125
فيما ذكره نعيم في صفة مبايعة المهدي.
150 - فقال بإسناده عن أبي يوسف المقدسي، حدثني محمد بن
عبيد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: يحج الناس
معا ويعرفون معا على غير امام، فبينا هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب (3)،
فثارت القبائل بعضهم إلى بعض (فاقتتلوا) (4) حتى تسيل العقبة دما فيفزعون
إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني أنظر إلى دموعه
تسيل، فيقول: هلم وليناك (5)، فيقول: ويحكم كم من عهد قد نقضتموه
وكم من دم قد سفكتموه، فيبايع كرها، فإن أدركتموه فبايعوه، فإنه المهدي
في الأرض والمهدي في السماء (6).
151 - وقال في حديث آخر: ليستخرج المهدي كارها، من ولد فاطمة
فيبايع (7).

(1) التدلي: النزول من العلو. النهاية - لابن الأثير - 2: 131 (دلا).
(2) الفتن 1: 339 / 984.
(3) الكلب - بالتحريك -: داء يعرض للانسان من عض الكلب الكلب، فيصيبه شبه الجنون.
النهاية - لابن الأثير 4: 195.
(4) أضفناها من المصدر.
(5) في المصدر: فلنبايعك.
(6) الفتن 1: 341 / 987، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 503 - 504، والسلمي الشافعي
في عقد الدرر: 109.
(7) الفتن 1: 345 / 998.
134

الباب 126
فيما ذكره نعيم عن منادي السماء في محرم.
152 - بإسناده إلى الوليد، قال: أخبرني عنبسة القرشي عن سلمة ابن
أبي سلمة عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(في ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم
ينادي مناد من السماء) (1).
الباب 127
فيما ذكره نعيم من ظهور المهدي
بعد الإياس منه وأن أصحابه من أهل الشام وأهل العراق.
153 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عبد الله بن
الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط سمع ابن
عباس يقول: يبعث الله المهدي بعد إياس وحتى يقول الناس: لا مهدي،
وأنصاره من أهل الشام، عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا عدة أصحاب
بدر، يسيرون إليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا،
فيبايعونه كرها، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام ثم يصعد
المنبر (2).
154 - وروى حديثا آخر عن أبي ثور وعبد الرزاق وابن معاذ عن معمر
عن قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تأتيه عصائب العراق

(1) الفتن 1: 342 / 989.
(2) الفتن 1: 342 / 990، وأخرجه في عقد الدرر: 123.
135

وأبدال الشام، فيبايعونه بين الركن والمقام) (1).
الباب 128
فيما ذكره نعيم أن المهدي لا يوقظ نائما ولا يهريق دما.
155 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا أبو يوسف عن فطر بن خليفة عن
الحسن بن عبد الرحمن العكلي عن أبي هريرة قال: يبايع المهدي بين
الركن والمقام لا يوقظ نائما ولا يهريق دما (2).
الباب 129
فيما ذكره نعيم من خروج المهدي
براية رسول الله صلى الله عليه وآله.
156 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن أبي رومان عن علي، قال: (إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني
التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكة ومعه
راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصلي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه
لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف، فقال: أيها الناس
ألح البلاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وبأهل بيته خاصة، قهرنا وبغي
علينا) (3).

(1) الفتن 1: 346 / 1001.
(2) الفتن 1: 342 - 343 / 911، وأخرجه في عقد الدرر: 156.
(3) الفتن 1: 344 / 996، وعنه كنز العمال 14: 590 / 39673.
136

الباب 130
فيما ذكره نعيم من خروجه عليه السلام
براية رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه
وسيفه وعلامات عند العشاء.
157 - حدثنا نعيم، حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر،
قال: (ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء، ومعه راية رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وقميصه وسيفه وعلامات و نور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى
بأعلى صوته يقول: أذكركم ا لله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ
الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، يأمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن
تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تحيوا ما أحيى
القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى، فإن
الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوداع، وإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله
صلى الله عليه وسلم، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته، فيظهر
في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعا (1) كقزع
الخريف (2)، رهبان بالليل، أسد بالنهار، فيفتح الله (للمهدي) (3) أرض
الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود
الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جنوده إلى الآفاق،
ويميت الجوز وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه

(1) قزعة: أي قطعة من الغيم، وجمعها: قزع. النهاية - لابن الأثير - 4: 59.
(2) كقزع الخريف: أي كقطع السحاب المتفرقة، وإنما خص الخريف، لأنه أول الشتاء،
والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك. النهاية
- لابن الأثير - 4: 59.
(2) أضفناها من المصدر.
137

القسطنطينية) (1).
الباب 131
فيما ذكره نعيم: أن جيش المهدي
في اثني عشر ألفا أو خمسة عشر ألفا.
158 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد
سمع ابن زرير الغافقي سمع عليا يقول: (يخرج المهدي في اثني عشر ألفا
إن قلوا، وخمسة عشر ألفا إن كثروا، ويسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدو
إلا هزمهم بإذن الله، شعارهم: أمت أمت، لا يبالون في الله لومة لائم،
فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك، فترجع إلى الناس
محبتهم ونعمتهم وفاصتهم وبزارتهم (2)، ولا يكون بعدهم إلا الدجال) قلنا:
وما الفاصة والبزارة؟ قال: (يفيض الامر حتى يتكلم الرجل بما شاء،
لا يخشى شيئا) (3).
الباب 132
فيما ذكره نعيم بن حماد من اتصال أخذ الشام
بظهور ما وعد به النبي صلى الله عليه وآله.
159 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس
الزرقي عن ابن زرير عن علي، قال: (يرسل الله على أهل الشام من يفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، وعند ذلك يخرج رجل من أهل

(1) الفتن 1: 345 / 999.
(2) كذا في المصدر، وفي الأصل بدون نقاط، وقد وردت هاتان الكلمتان في الحديث الآتي
أيضا كذلك، وفي كنز العمال ومجمع الزوائد هكذا: وقاصيهم ودانيهم.
(3) الفتن 1: 348 / 1005.
138

بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، والمقلل يقول: اثني
عشر ألفا، أمارتهم: أمت أمت، على راية منها رجل يطلب الملك، أو يبتغى
له الملك، فيقتلهم الله جميعا، ويرد الله على المسلمين ألفتهم وفاصتهم
وبزارتهم (1).
160 - قال ابن لهيعة: وأخبرني إسرائيل بن عباد عن محمد بن علي
مثله، إلا أنه قال: تسع رايات سود (2).
الباب 133
فيما ذكره نعيم في الخسف بالجيش
الذي ينفذه السفياني إلى المهدي.
161 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن الهيثم بن عبد
الرحمن، حدثني من سمع عليا يقول: (إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا
فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج
المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير
المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب
والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال حتى تبنى المساجد
بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل الشرق (3)،
ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس،
فلا يبلغه حتى يموت) (4).
أقول: هكذا رأيت الحديث، وفيه نظر.

(1) الفتن 1: 348 / 1006، وانظر: كنز العمال 14: 586 / 39661، ومجمع الزوائد 7:
317.
(2) الفتن 1: 349 / 1007.
(3) في المصدر: المشرق.
(4) الفتن 1: 349 / 1009، وعنه كنز العمال 14: 589 / 39669.
139

الباب 134
في أنه إذا كانت بالشام هدة قبل البيداء فلا بيداء ولا سفياني.
162 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عمن حدثه عن تبيع،
قال: إذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا بيداء ولا سفياني - قال ليث: قد
كانت الهدة بطبرية، فاستيقظت لها بالفسطاط - وتخلع لها أجنحة، فإذا هي
ليلة طبرية (1).
الباب 135
فيما ذكره نعيم: أن الفتن تفرج برجل من ولد فاطمة.
163 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو هارون عن عمرو بن قيس الملائي عن
المنهال عن زر بن حبيش سمع عليا يقول: (يفرج الله الفتن برجل منا،
يسومهم خسفا، لا يعطيهم إلا السيف، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر
هرجا حتى يقولوا: والله ما هذا من ولد فاطمة، لو كان من ولدها لرحمنا،
يغريه (2) (الله) (3) ببني العباس وبني أمية) (4).
الباب 136
فيما ذكره نعيم في المهدي ومنادي
السماء وبيعة السفياني للمهدي
164 - حدثني نعيم، حدثنا عبد الله بن م روان عن سعيد بن يزيد عن

(1) الفتن 1: 283 - 284 / 829 و 2: 711 - 712 / 1996، وتقدم في الحديث رقم 100.
(2) كذا في المصدر، وفي الأصل بدون نقاط، وفي كنز العمال: يغزيه.
(3) أضفناها من المصدر.
(4) الفتن 1: 350 / 1011، وعنه في كنز العمال 14: 589 / 39670.
140

الزهري، قال: يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلاثمائة وأربعة عشر
رجلا عدة أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني وأصحاب المهدي
يومئذ جنتهم (1) البراذع (2)، وقال: إنه يسمع يومئذ صوت من السماء، مناديا
ينادي: ألا إن أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي - فتكون الدبرة (3) على
أصحاب السفياني فيقتتلون، لا يبقى منهم إلا الشريد، فيهربون إلى
السفياني فيخبرونه، ويخرج المهدي إلى الشام، ويتلقى السفياني المهدي
ببيعته، ويتسارع الناس إليه من كل وجه، ويملا الأرض عدلا (4).
الباب 137
فيما ذكره نعيم
في أن السفياني يدفع الخلافة إلى المهدي
165 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد القدوس عن أبي بكر، حدثني
أشياخنا، قال: السفياني هو الذي يدفع الخلافة إلى المهدي (5).

(1) الجنة: السترة، وما يستتر به من السلاح. الصحاح 5: 3094 (جنن).
(2) البراذع، جمع البرذعة: وهي الحلس - كساء رقيق - الذي يلقى تحت الرحل الصحاح 3:
919 (حلس) و 1184 (برذع).
(3) الدبرة: الهزيمة في القتال. الصحاح 2: 653 (دبرة).
(4) الفتن 1: 351 / 1015.
(5) الفتن 1: 352 / 1019.
141

الباب 138
فيما ذكره نعيم من استخراج المهدي لتابوت
السكينة والتوراة والإنجيل من غار أنطاكية
166 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو يوسف المقدسي عن صفوان بن عمرو
عن عبد الله بن بسر الحمصي عن كعب، قال: المهدي يبعث بعثا لقتال
الروم، يعطى فقه عشرة، يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، فيه التوراة
التي أنزل الله على موسى، والإنجيل الذي أنزل الله على عيسى، يحكم بين
أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم (1).
الباب 139
فيما ذكره نعيم من أن المهدي يهدى لامر خفي
167 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر الوراق عمن
حدثه عن كعب، قال: إنما سمي المهدي، لأنه يهدى لامر قد خفي،
ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها: أنطاكية (2).
168 - وروى نعيم في حديث آخر: أن التوراة يخرجها غضة - يعني:
طرية - من أنطاكية (3).

(1) الفتن 1: 355 / 1022.
(2) الفتن 1: 355 / 1023، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 372 / 20772، والسلمي
الشافعي في عقد ا لدرر: 40.
(3) الفتن 1: 356 / 1029.
142

الباب 140
فيما ذكره نعيم
في أن عدل المهدي يبلغ إلى أنه
لو كان تحت ضرس انسان شئ انتزعه ورده
169 - حدثنا نعيم، حدثنا معتمر بن سليمان عن جعفر بن سيار (1)
الشامي، قال: يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس انسان
شئ انتزعه حتى يرده (2).
الباب 141
فيما ذكره في أن مع المهدي راية
رسول الله صلى الله عليه وآله المعلمة
170 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن قيس عن عبد الله بن
شريك، قال: مع المهدي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
المعلمة (3)، ليتني أدركته وأنا جذع (4) (5).

(1) في عقد الدرر: يسار.
(2) الفتن 1: 355 / 1024، وأخرجه السلمي الشافعي في عقد الدرر: 36.
(3) كذا في الأصل، وفي المصدر: المغلبة، وسيأتي في الحديث 192 نقلا عن الفتن لابن
حماد، قول الإمام علي عليه السلام: (إن المهدي يخرج براية النبي - صلى الله عليه وآله -
من مرط مخملة).
(4) أي: شاب، أبالغ في نصرته وحمايته. النهاية - لابن الأثير - 1: 25 (جذع).
(5) الفتن 1: 355 / 1025.
143

الباب 142
فيما ذكره نعيم: أن راية
المهدي مكتوب عليها: البيعة لله
171 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن أبي
إسحاق عن نوف البكالي، قال: في راية المهدي مكتوب: البيعة لله (1).
الباب 143
فيما ذكره نعيم: أن
المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد
172 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى عن سيف بن واصل عن أبي يونس
عن رؤية، قال: المهدي كأنما يلعق (2) المساكين الزبد (3).

(1) الفتن 1: 356 / 1026، ويأتي في الحديث رقم 462 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى
زكريا.
(2) لعقه: لحسه. الصحاح 4: 1550، القاموس المحيط 3: 406 (لعق).
(3) الفتن 1: 356 / 1028، وأخرجه في عقد الدرر: 227.
144

الباب 144
فيما ذكره نعيم من
أن المهدي خير الناس، وأن
مقدمته جبرئيل، وساقته ميكائيل
173 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عمن حدثه وقرأه، عن كعب، قال
قتادة: المهدي خير الناس، أهل نصرته وبيعته من أهل كوفان واليمن وأبدال
الشام، مقدمته جبرئيل وساقته ميكائيل، محبوب في الخلائق، يطفئ الله به
الفتنة العمياء، وتأمن الأرض حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة وما معهن
رجل لا تتقي شيئا إلا الله، تعطي الأرض بركاتها (1) والسماء بركتها (2).
الباب 145
فيما ذكره نعيم من أن
المهدي يهدي إلى أسفار من
التوراة، يسلم بها ثلاثون ألفا
174 - حدثنا نعيم، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن كعب، قال:
إنما سمي المهدي، لأنه يهدى إلى أسفار من أسفار التوراة يستخرجها من جبال
الشام، يدعو إليها اليهود، فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة، ثم ذكر

(1) في المصدر: زكاتها.
(2) الفتن 1: 356 / 1030، وأخرجه في عقد الدرر: 150 - 151.
145

نحوا من ثلاثين ألفا (1).
الباب 146
فيما ذكره نعيم: أنه
يرضى عنه ساكن الأرض
175 - قال معمر: وأخبرنا أبو هارون عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق
الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يرضى
عنه ساكن السماء وساكن الأرض، ولا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته ولا
الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى تتمنى الاحياء الأموات) (2).
الباب 147
فيما ذكره نعيم: أنه يستخرج
الكنوز، ويقسم المال، ويلقي الاسلام بجرانه
176 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه يستخرج الكنوز، ويقسم المال،
ويلقي الاسلام بجرانه (3)) (4).

(1) الفتن 1: 357 - 358 / 1035.
(2) الفتن 1: 358 / 1038، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 371 - 372 / 20770.
(3) الجران: باطن عنق البعير، و (ضرب الحق بجرانه) أي: قر قراره واستقام، كما أن البعير
إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض. النهاية - لابن الأثير - 1: 263.
(4) الفتن 1: 358 / 1037، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 371 / 20769.
146

الباب 148
فيما ذكره نعيم أنه
يحثي المال حثيا ويملا الأرض عدلا
177 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة عن أبي نضرة عن
أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يحثي (1) المال
حثيا لا يعده عدا، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما) (2).
الباب 149
فيما ذكره نعيم: أن الأمة
تأوي إليه كالنحل إلى يعسوبها.
178 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عمن
حدثه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (تأوي إليه أمته
كما تأوي النحل إلى يعسوبها (3)، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى يكون
الناس على مثل أمرهم الأول، لا يوقظ نائما ولا يهريق دما) (4).

(1) كناية عن المبالغة في الكثرة. النهاية - لابن الأثير - 1: 339.
(2) الفتن 1: 358 / 1039.
(3) أي: مقدمها وسيدها. النهاية - لابن الأثير - 5: 298.
(4) الفتن 1: 358 - 359 / 1040.
147

الباب 150
فيما ذكره نعيم: أنه يملأ الأرض
عدلا ويملك سبع سنين
179 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن عمرو
ابن زياد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: (يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا، يملك سبع
سنين) (1).
الباب 151
فيما ذكره نعيم: أن
طاووس تمنى أن يدرك أيام المهدي
180 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة، قال: قال
طاووس: وددت أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي، يزداد المحسن في
إحسانه، ويتاب فيه على المسيء) (2).

(1) الفتن 1: 359 / 1041، ويأتي في الحديث رقم 397 نقلا عن فتن السليلي.
(2) الفتن 1: 360 / 1046.
148

الباب 152
فيما ذكره نعيم في
أنه في زمان المهدي يتمنى
الصغير أن يكون كبيرا والكبير صغيرا
181 - حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي زرعة عن
صباح، قال: يتمنى في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا والكبير أن يكون
صغيرا (1).
الباب 153
فيما ذكره نعيم عن النبي صلى الله عليه وآله: أن
أمته تنعم في زمان المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط.
182 - حدثنا نعيم، حدثنا محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة
عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال: (تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط،
ترسل السماء عليهم مدرارا، ولا تدع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته،
والمال كدوس (1)، يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ) (3).

(1) الفتن 1: 360 / 1047.
إ (2) أي: متجمع. النهاية - لابن الأثير - 4: 156 (كدس).
(3) الفتن 1: 360 / 1048، وأخرجه في عقد الدرر: 170.
149

الباب 154
فيما ذكره نعيم في ظهور تابوت
السكينة على يده من بحيرة طبرية.
183 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن سعيد العطار البصري عن سليمان
بن عيسى، قال: بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة
طبرية حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس، فإذا نظرت إليه اليهود
أسلمت إلا قليل منهم، ثم يموت المهدي (1).
الباب 155
فيما ذكره نعيم: أن الغنى يلقى في
قلوب العباد في زمان المهدي.
184 - حدثنا نعيم، وحدثني غير واحد عن ابن عياش عن سالم بن
عبد الله عن أبي محمد عن رجل من أهل المغرب، قال: إذا خرج المهدي
ألقى الله الغنى في قلوب العباد حتى يقول المهدي: من يريد المال؟ فلا يأتيه
أحد إلا واحد يقول: أنا، فيقول: أحث، فيحثو (2)، فيحمل على ظهره حتى
إذا أتى أقصى الناس قال: ألا أراني شر من هاهنا؟! فيرجع فيرده إليه،
فيقول: خذ مالك لا حاجة لي فيه (3).

(1) الفتن 1: 360 - 361 / 1050، وأخرجه في عقد الدرر: 147.
(2) في المصدر: فيحثي.
(3) الفتن 1: 361 / 1051.
150

الباب 156
فيما ذكره نعيم: أن
المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة) (1).
الباب 157
فيما ذكره نعيم في أن مولانا
عليا عرف عمر بن الخطاب أن حلي
الكعبة يقسمه فيه (2) شاب من قريش في آخر الزمان
186 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن إسحاق بن يحيى بن طلحة

(1) الفتن 1: 361 / 1053.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 8: 678 / 190، وأحمد في مسنده: 1: 136 / 646،
وابن ماجة في سننه 2: 1367 / 4085، وأبو يعلى في مسنده 1: 359 / 465، وأبو نعيم
في حلية الأولياء 3: 177، والسلمي الشافعي في عقد الدرر: 135، وفيها: (المهدي منا
أهل البيت يصلحه الله في ليلة) وفي عقد الدرر: (ليلة واحدة).
وفي كنز العمال 14: 264 / 38664: (المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة).
(2) لعل المراد: في سبيل الله، كما في الحديث الآتي.
151

التيمي عن طاووس، قال: ودع عمر بن الخطاب البيت، ثم قال: والله ما
أراني (1) أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال أم أقسمه في سبيل الله؟
فقال له علي بن أبي طالب: (امض فلست بصاحبه، إنما صاحبه منا شاب
من قريش يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان) (2).
الباب 158
فيما ذكره نعيم في أول لواء يعقده المهدي
187 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة، قال:
أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم ويأخذ ما معهم من السبي
والأموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها، ثم يعتق كل مملوك معه، وأعطى
أصحابه (3) ثمنهم (4) (5).
188 - وقال في حديث آخر: يخرج على لواء المهدي حديث السن،
خفيف اللحية، أصفر - ولم يذكر الوليد أصفر - لو قابل الجبال لهزها
- وقال (6): لهدها - حيث ينزل إيلياء (7).

(1) في كنز العمال: ما أدري.
(2) الفتن 1: 362 / 1054، وعنه في كنز العمال 14: 590 - 591 / 39674.
(3) كذا في الأصل والمصدر، وفي نسخة من المصدر: ويعطي أصحابهم.
(4) في المصدر: قيمهم.
(5) الفتن 1: 363 / 1060.
(6) أي: الوليد، كما في المصدر.
(7) الفتن 1: 366 / 1071.
152

الباب 159
فيما ذكره نعيم في صفة المهدي
189 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة عن أبي نضرة عن
أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: (المهدي أجلى (1) الجبين (2) أقنى (3) الانف (4).
190 - وفي حديث آخر: (المهدي أقنى أجلى) رواه عن النبي
صلى الله عليه وآله (5).
الباب 160
فيما ذكره نعيم في خشوع المهدي
191 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو يوسف عن صفوان بن عمرو عن عبد الله
ابن بسر عن كعب، قال: المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحه (6).

(1) الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته.
النهاية - لابن الأثير - 1: 290.
(2) في الأصل: الحاجبين. وما أثبتناه من المصدر.
(3) القنا في الانف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. النهاية - لابن الأثير - 4: 116.
(4) الفتن 1: 364 / 1063، وأخرجه في عقد الدرر: 33، ويأتي ما يشير إلى ذلك نقلا عن
فتن السليلي في الحديث رقم 397.
(5) الفتن 1: 364 / 1064، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 372 / 20773.
(6) الفتن 1: 364 / 1061، وأخرجه في عقد الدرر: 38.
153

الباب 161
فيما ذكره نعيم من زيادة (في) صفة المهدي
192 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن القاسم بن عبد الرحمن
عمن حدثه عن علي بن أبي طالب، قال: (المهدي مولده بالمدينة من أهل
بيت ا لنبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم نبي (1) ومهاجره بيت
المقدس، كث اللحية، أكحل العينين، براق الثنايا، في وجهه خال،
أقنى، أجلى، في كتفه علامة ا لنبي، يخرج براية النبي صلى الله عليه
وسلم، من مرط (2) مخملة (3)، سوداء مربعة، فيها حجر (4)، لم تنشر منذ توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده الله
بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم (5) وأدبارهم، يبعث وهو ما
بين الثلاثين إلى الأربعين) (6).

(1) وردت هذه الكلمة (نبي) غير واضحة ومشوشة في النسخ والمصادر المتوفرة لدينا، ففي
النسخة الخطية لهذا الكتاب والتي هي بخط السيد ابن طاووس: أبيه، وكتب عليها في
الحاشية: في الأصل: أبي. وفي النسخة الخطية لكتاب الفتن لابن حماد: أبي. وفي المطبوع منه: اسمه (اسمي واسم أبيه) اسم أبي. وأثبتها السلمي الشافعي في عقد الدرر:
نبي، وأشار في الهامش إلى أنها في فتن ابن حماد: ابني، بدون نقاط. وما أثبتناه في المتن
أقرب، لورود ما يؤيده في فتن ابن حماد أيضا 1: 367 / 1078.
(2) المرط: الكساء يكون من صوف، وربما كان من خز أو غيره. النهاية - لابن الأثير - 4:
319، الصحاح 3: 1159 (مرط).
(3) الخمل: الهدب، وهدب الثوب: ما على أطرافه. الصحاح 1: 237 (هدب) و 4:
1689 (خمل).
(4) حجر الثوب: طرفه المقدم. لسان العرب 3: 57 (حجر).
(5) في عقد الدرر: خالفه.
(6) الفتن 1: 366 / 1073، وعنه في كنز العمال 14: 589 - 590 / 39671، وأخرجه في
154

الباب 162
فيما ذكره نعيم: أنه فتى من
قريش ضرب من الرجال، وأن عمره ستون سنة
193 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن إسحاق بن يحيى بن طلحة
التيمي عن طاووس، قال: قال علي بن أبي طالب: (هو فتى من قريش
ضرب من الرجال) (1).
194 - قال: وحدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن
أرطأة، قال: المهدي رجل أزج (3) أبلج (4) أعين (5)، يخرج من الحجاز حتى
يستوي على منبر دمشق، وهو ابن ثماني عشرة سنة (6).
أقول أنا: إن الاختلاف في عمره لعل معناه أن صفته عند من يراه نحو

عقد الدرر: 37 - 38، وأخرج أوله أيضا (ا لمهدي مولده بالمدينة) ابن حجر في صواعقه:
167.
(1) الفتن 1: 366 / 1074، وعنه في كنز العمال 14: 590 / 39672، وفيه: (المهدي
فتى من قريش آدم ضرب من الرجال).
(2) الفتن 1: 367 / 1075.
(3) الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده. النهاية - لابن الأثير - 2: 296
(زجج).
(4) الأبلج: الذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا. النهاية - لابن الأثير - 1: 151 (بلج).
(5) أعين: واسع العين. النهاية - لابن الأثير 3: 333 (عين).
(6) الفتن 1: 366 / 1072، وأخرجه في عقد الدرر: 37 وليس فيه (وهو ابن ثماني عشرة
سنة).
155

ما تضمنته الاخبار وإن كان عمره أكثر من ذلك.
الباب 163
فيما ذكره نعيم في اسم
المهدي وأنه من ولد فاطمة
196 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن عتيبة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم
أبي) وسمعته غ ير مرة لا يذكر اسم أبيه (1).
197 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن الثوري سفيان
وزائدة عن عاصم عن أبي وائل - فإن حفظ فهو غريب - عن زر عن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم
أبي) (2).
198 - وقال: حدثنا نعيم (حدثنا معتمر بن سليمان عن عمران بن
سميط (3) عن كعب، قال: اسم المهدي اسم محمد، أو قال: اسم
النبي (4).
199 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن أبي رافع عمن حدثه عن

(1) الفتن 1: 367 / 1076.
(2) الفتن 1: 367 / 1077، وأخرجه في كنز العمال 14: 268 / 38678 عن ابن عساكر،
وأخرجه أيضا الخطيب البغدادي في تأريخه 5: 391.
(3) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
(4) الفتن 1: 367 / 1078.
156

أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اسم المهدي
اسمي) (1).
200 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن
إسرائيل بن عباد عن ميمون القداح عن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: (المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) (2).
201 - وقال: حدثنا نعيم، حدثنا ابن المبارك وابن ثور وعبد الرزاق عن
معمر عن قتادة، قال عبد الرزاق: عن معمر عن سعيد بن أبي عروبة عن
قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: المهدي حق هو؟ قال: حق،
قلت: فممن هو؟ قال: من قريش، قلت: من أي قريش؟ قال: من بني
هاشم، قلت: من أبي بني هاشم؟ قال: من بني عبد المطلب، قلت: من
أي بني عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة (3).
202 - وقال: حدثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة
ابن حبيب عن أبي هزان عن كعب، قال: المهدي من ولد فاطمة (4).
203 - وقال نعيم: حدثنا أبو هارون عن عمرو بن قبيل الملائي عن
المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا يقول: (المهدي رجل منا من
ولد فاطمة) (5).

(1) الفتن 1: 368 / 1080.
(2) الفتن 1: 368 / 1081.
(3) الفتن 1: 368 - 369 / 1082، وأخرجه في عقد الدرر: 23، ويأتي في الحديث رقم
508 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
(4) الفتن 1: 374 / 1112، ويأتي عن الزهري في الحديث رقم 237.
(5) الفتن 1: 375 / 1117، وعنه في كنز العمال 14: 591 / 39675.
157

الباب 164
فيما ذكره نعيم من الخسف بالجيش
الذي يبعثه السفياني إلى مكة
204 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن سعيد بن الأسود عن ذي قربات، قال: إذا بلغ السفياني الذي بمصر بعث
جيشا إلى الذي بمكة فيخربون المدينة أشد من الحرة حتى إذا بلغوا البيداء
خسف بهم (1).
الباب 165
فيما ذكره نعيم: أن الجيش
الذي يخسف به يكون من جهة الشام.
205 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يبعث إلى مكة بجيش من الشام حتى إذا
كانوا بالبيداء خسف بهم) (2).
206 - وذكر في حديث آخر: أنه من علامات خروج المهدي (3).

(1) الفتن 1: 328 / 938.
(2) الفتن 1: 329 / 939.
(3) الفتن 1: 327 / 933.
158

الباب 166
فيما ذكره نعيم من الخسف
بالجيش الذي يبعث إلى مكة
207 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن أبي رومان عن علي، قال: (إذا نزل جيش في طلب الذين خرجوا إلى
مكة فنزلوا البيداء خسف بهم ويباد بهم - وهو قوله: (ولو ترى إذا فزعوا فلا
فوت وأخذوا من مكان قريب) (1) - من تحت أقدامهم، ويخرج رجل من
الجيش في طلب ناقة له ثم يرجع إلى الناس فلا يجد منهم أحدا ولا يحس
بهم، وهو الذي يحدث الناس بخبرهم (2).
الباب 167
فيما ذكره نعيم عمن روى أن
الخسف يكون للجيش الذي ينفذ إلى المدينة
208 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عبد العزيز
ابن صالح عن علي بن رباح عن ابن مسعود، قال: يبعث جيش إلى المدينة
فيخسف بهم بين الجماوين (3)، وتقتل النفس الزكية (4).

(1) سبأ: 51.
(2) الفتن 1: 329 / 942.
(3) جماوان: هضبتان عن يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة. معجم البلدان 2: 158.
(4) الفتن 1: 329 / 940.
159

حديث آخر في الخسف بالجيش الذي ينفذ إلى المدينة:
209 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن
كعب، قال: يوجه جيش إلى المدينة في اثني عشر ألفا، فيخسف بهم
بالبيداء (1).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاووس:
والذي ظهر لنا من الاخبار والآثار أن الجيش الذي يخسف به هو الذي يبعث به
إلى مكة.
ويمكن أن يكون إنفاذ الجيش إلى المدينة وإلى مكة.
وروينا أن البيداء التي يكون الخسف فيها بيداء مكة (2).
وفي حديث: إن المنادي للبيداء أن تنخسف بهم الله جل جلاله (3)،
وفي بعضها: أنه جبرئيل (4).
فصل
فيما ذكره ياقوت الحموي في ترجمة (البيداء) من (معجم البلدان).
قال: البيداء: اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة، وهي إلى مكة
أقرب تعد من المشرق أمام ذي الحليفة.
وفي الحديث: إن قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا بالبيداء، فبعث الله
جبرائيل، فقال: يا بيداء أبيديهم (5).

(1) الفتن 1: 329 - 330 / 943.
(2) انظر: الفتن 1: 329 / 939.
(3) الفتن 1: 331 / 948.
(4) الفتن 1: 328 / 937.
(5) معجم البلدان 1: 523.
160

الباب 168
فيما ذكره نعيم من علامات المهدي
210 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن فلان
المعافري سمع أبا فراس سمع عبد الله بن عمرو يقول: إذا خسف بجيش
البيداء فهو علامة خروج المهدي (1).
الباب 169
فيما ذكره نعيم: أن من
علامة ظهوره خروج آية مع الشمس
211 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن المبارك وابن ثور وعبد الرزاق عن معمر
عن ابن طاووس عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: لا يخرج المهدي حتى
تطلع مع الشمس آية (2).

(1) الفتن 1: 332 / 950.
(2) الفتن 1: 332 / 951، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 373 / 20775، والسلمي
الشافعي في عقد الدرر: 106، ويأتي في الحديث رقم 472 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى
زكريا.
161

الباب 170
فيما ذكره نعيم من علامة
خروج المهدي ألوية من المغرب عليها رحل أعرج
212 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو يوسف عن محمد بن عبيد الله بن يزيد بن
السندي عن كعب، قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها
رجل أعرج من كندة (1).
الباب 171
فيما ذكره نعيم من علامة
المهدي بقيام السفياني على أعوادها
213 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن يحيى بن سلمة عن
أبيه أبي صادق، قال: لا يخرج المهدي حتى يقوم السفياني على أعوادها (2).
ربما يعني أعواد مصر.

(1) الفتن 1: 332 / 952.
(2) الفتن 1: 333 / 955.
162

الباب 172
فيما ذكره نعيم: أنه
لا يخرج المهدي حتى ترقى الظلمة
214 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن هارون بن هلال عن
أبي جعفر، قال: (لا يخرج المهدي حتى ترقى الظلمة) (1).
الباب 173
فيما ذكره نعيم: أنه
لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرة
215 - حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن المنهال بن خليفة عن
مطر الوراق، قال: لا يخرج المهدي حتى يكفر بالله جهرة (2).
الباب 174
فيما ذكره نعيم: لا يخرج
المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة
216 - حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن ابن سيرين، قال: لا يخرج

(1) الفتن 1: 333 / 956.
(2) الفتن 1: 333 / 957.
163

المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة (1).
الباب 175
فيما ذكره نعيم: أن
مدة ملك المهدي أربعون عاما.
217 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة، قال:
يبقى المهدي أربعين عاما (2).
218 - وروى نعيم في حديث آخر عن ضمرة بن حبيب: أن حياة
المهدي ثلاثون سنة (3).
الباب 176
فيما ذكره نعيم: أن ملك
المهدي سبع سنين أو ثمان أو تسع
219 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو معاوية عن موسى الجهني عن زيد العمي
عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: (المهدي يعيش في ذلك - يعني بعدما يملك - سبع سنين أو

(1) الفتن 1: 333 / 958.
(2) الفتن 1: 376 / 1120.
(3) الفتن 1: 378 / 1129.
164

ثمان أو تسع) (1).
الباب 177
فيما ذكره نعيم من أن ملك المهدي سبع سنين
220 - حدثنا نعيم، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون عن
معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله (2).
221 - قال معمر: وقال قتادة: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (يعيش في ذلك سبع سنين) (3).
الباب 178
فيما ذكره نعيم: أنه يعيش سبعا أو تسعا
222 - حدثنا نعيم، حدثنا المعتمر بن سليمان عن القاسم بن الفضل (4)
المراغي عن رجل من أهل حجر (5)
عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يعيش سبعا أو تسعا) (6).

(1) الفتن 1: 376 / 1121، وأخرجه في عقد الدرر: 238.
(2) الفتن 1: 376 / 1122، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 371 - 372 / 20770.
(3) الفتن 1: 376 / 1123، وأخرجه في عقد الدرر: 17 عن أبي سعيد الخدري.
(4) في الأصل: الفضيل، وما أثبتناه من المصدر.
(5) كذا في الأصل، وفي المصدر المطبوع بدلها نقاط، وأشار في الهامش: كلمة غير مقروءة
بالأصل. وفي النسخة الخطية من المصدر: هجر.
(6) الفتن 1: 377 / 1124، وأخرجه أحمد في مسنده 3: 410 / 10839 وفيه: (يملك
سبعا أو تسعا).
165

223 - وروى عدة أحاديث مختلفة الاسناد: أن مدة ولايته سبع
سنين (1).
الباب 179
فيما ذكره نعيم عن
مدة المهدي سبع أو ثمان أو تسع
224 - حدثنا نعيم، حدثنا محمد بن مروان العجلي عن عمارة بن أبي
حفصة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون المهدي في أمتي إن قصر
فسبع، وإلا فثمان أو تسع) (2).
225 - وروى حديثا أن المهدي يملك سبع سنين وشهرين أياما (3).
226 - وفي رواية عن سليمان بن عيسى - وكان علامة في التن - قال:
بلغني أن المهدي يملك أربع عشرة سنة (4).

(1) راجع: الفتن 1: 359 / 1041 و 376 / 1123 و 377 / 1125.
(2) الفتن 1: 377 / 1127 وفيه: (... فسبعا وإلا فثمان وإلا فتسعا) وأخرجه في عقد الدرر:
238، ويأتي في الحديث رقم 405 نقلا عن كتاب الفتن للسيلي.
(3) الفتن 1: 378 / 1130.
(4) الفتن 1: 392 - 393 / 1181.
166

الباب 180
فيما ذكره نعيم من تعريف ابن
عباس لمعاوية بالمهدي، وأنه يملك أربعين سنة
227 - حدثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية عن الوليد بن هاشم
المعيطي (عن أبان بن الوليد المعيطي) (1) سمع ابن عباس يحدث معاوية،
يقول: يلي رجل منا (2) في آخر الزمان يملك أربعين سنة تكون الملاحم
سبع (3) سنين بقين من خلافته فيموت بالأعماق (4) غما، ثم يليها رجل منهم
ذو شأمتين (5)، فعلى يديه يكون الفتح (6)، يعني فتح الروم بالأعماق (7).

(1) أضفناها من المصدر.
(2) في المصدر: منهم.
(3) في المصدر: لسبع.
(4) الأعماق - ولعله جاء بلفظ الجمع - المراد به: العمق، وهي كورة قرب دابق بين حلب
وأنطاكية. معجم البلدان 1: 222.
(5) الشأمة: الخال. النهاية - لابن الأثير 2: 436 (شأم).
(6) في المصدر زيادة: يومئذ.
(7) الفتن 1: 404 - 405 / 1219.
167

الباب 181
فيما ذكره نعيم عن
المنادي باسم من يبايعه الناس
228 - حدثنا نعيم، قال الوليد: وأخبرني جراح عن أرطأة، قال:
فيجتمعون وينظرون لمن يبايعون، فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتا ما قاله إنس
ولا جان: بايعوا فلانا باسمه، ليس من ذوي ولا ذو، ولكنه خليفة يماني (1).
الباب 182
فيما ذكره نعيم من انتقاص
الاسلام وحدوث من يجمع أهله
229 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة ويحيى بن اليمان
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي، قال: (ينقص الدين حتى
لا يقول أحد: لا إله إلا الله، وقال بعضهم: لا يقال: الله الله، ثم يضرب يعسوب (2) الدين بذنبه، ثم يبعث الله قوما قزع كقزع الخريف، إني لأعرف
اسم أميرهم ومناخ ركابهم) (3).

(1) الفتن 1: 389 / 1171.
(2) قال السيد الرضي في نهج البلاغة - بشرح محمد عبده -: 607: اليعسوب: السيد العظيم
المالك لأمور الناس يومئذ.
(3) الفتن 1: 390 - 391 / 1175، وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في مصنفه 8: 599 / 45،
وأخرج بعضه السيد الرضي في نهج البلاغة - بشرح محمد عبده - 607، ويأتي في الحديث
رقم 500 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
168

الباب 183
فيما ذكره نعيم من أن ملك خليفة من بني هاشم أربعون سنة،
ويفتح قسطنطينية ورومية
230 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية عن
محمد بن الحنفية، قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض
عدلا، يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله، يملك أربعين سنة،
تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثم يغدرون به،
ثم يجتمعون له بالعمق، فيموت غما، ثم يلي بعده رجل من بني هاشم، ثم
تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه، ثم يسير إلى رومية فيفتحها
ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود، ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها،
ويخرج الدجال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم فيصلي خلفه (1).

(1) الفتن 1: 399 / 1200.
169

الباب 184
فيما ذكره نعيم من بعث المهدي - ولم يسمه -
الجيش، فيملك الهند، ويأتي بملوكها ويأخذ كنوزها
فيجعلها حلية لبيت المقدس، وخروج الدجال
231 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه عن كعب،
قال: يبعث ملك في بيت المقدس جيشا إلى الهند فيفتحها ويأخذ كنوزها
فيجعله حلية لبيت المقدس، ويقدمون عليه بملوك الهند مغللين، يقيم ذلك
الجيش في الهند إلى خروج الدجال (1).
الباب 185
فيما ذكره نعيم من بعث
المهدي - ولم يسمه - الجيش، فيملك
الهند وما بين المشرق والمغرب
232 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه عن كعب،
قال: يبعث ملك في بيت المقدس جيشا إلى الهند فيفتحها فيطأ أرض الهند
ويأخذ كنوزها، فيصيره ذلك الملك حلية لبيت المقدس، ويقدم عليه ذلك
الجيش (بملوك الهند) (2). مغللين، ويفتح له ما بين المشرق والمغرب،

(1) الفتن 1: 402 / 1215، وأخرجه في عقد الدرر: 219.
(2) أضفناها من المصدر.
170

وما يكون مقامهم في الهند إلى خروج الدجال (1).
الباب 186
فيما ذكره نعيم من فتح البلاد
والقسطنطينية وكثرة غنائمها
نذكر أسناد الحديث والمراد منه، لأنه طويل.
233 - حدثنا نعيم، قال: أخبرنا (أبو) (2) عمر صاحب لنا من أهل
البصرة، حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن الحسن عن محمد بن ثابت عن
أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم، ثم ذكر الحديث، وقال ما هذا لفظه:
(ولا ينزلون على مدينة ولا حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم،
وينزلون على الخليج، ويمد الخليج حتى يفيض، فيصبح أهل القسطنطينية
يقولون: الصليب مد لنا بحرنا والمسيح ناصرنا، فيصبحون والخليج يابس،
فتضرب فيه الأخبية، ويحسر البحر عن القسطنطينية، ويحيط المسلمون
بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم
ولا جالس، فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة، فيسقط ما بين
البرجين، فتقول الروم: إنما كنا نقاتل العرب والآن نقاتل ربنا، وقد هدم لهم
مدينتنا وخربها لهم، فيمكثون بأيديهم، ويكيلون الذهب بالأترسة (3)،

(1) الفتن 1: 409 / 1235، وأخرجه في عقد الدرر: 219.
(2) أضفناها من المصدر.
(3) الأترسة جمع ترس: وهو ما يتوقى به من السلاح. الصحاح 3: 910، لسان العرب 2:
171

ويقسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء، ويتمتعوا بما
في أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقا، ويفتح الله القسطنطينية على
أيدي أقوام هم أولياء الله، يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل
عليهم عيسى بن مريم فيقاتلون معه الدجال) (1)
الباب 187
فيما ذكره نعيم من حديث
نزول عيسى بن مريم وصلاته
خلف خليفة المسلمين، وحديث الدجال
234 - حدثنا نعيم، حدثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن
عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الدجال، فقالت له أم شريك: فأين المسلمون يومئذ
يا رسول الله؟ قال: (ببيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم وإمام المسلمين
يومئذ رجل صالح، فيقال: صل الصبح، فإذا كبر ودخل فيها نزل عيسى بن
مريم، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه، فرجع يمشي القهقري (2)، فيتقدم، فيضع
عيسى يده بين كتفيه ثم يقول: صل فإنما أقيمت لك، فيصلي عيسى وراءه،
ثم يقول: افتحوا الباب، فيفتحون الباب، ومع الدجال يومئذ سبعون ألف
يهودي، كلهم ذو ساج (3) وسيف محلى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب

28 (ترس).
(1) ا لفتن 1: 417 - 421 / 1252.
(2) القهقري: الرجوع إلى خلف. الصحاح 2: 801 (قهر).
(3) الساج: الطيلسان الأخضر، وقيل: الطيلسان المقور ينسج كذلك. النهاية - لابن الأثير -
172

الرصاص وكما يذوب الملح في الماء ثم يخرج هاربا، فيقول عيسى: إن لي
فيك ضربة لن تفوتني بها، فيدركه فيقتله، فلا يبقى شئ مما خلق الله يتوارى
به يهودي إلا أنطقه الله عز وجل، لا حجر ولا شجر ولا دابة إلا قال: يا عبد الله
المسلم هذا يهودي فاقتله، إلا الغرقد (1) فإنها من شجرهم فلا تنطق، ويكون
عيسى في أمتي حكما عدلا، وإماما مقسطا، ويدق (2) الصليب، ويقتل
الخنزير (3) ويضع الجزية (4) ويترك الصدقة، ولا يسعى على شاه (5)، وترفع
الشحناء والتباغض، وتنزع حمة (6) كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم
الحنش (7) فلا يضره، وتلقى الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون في الإبل كأنه
كلبها، والذئب في الغنم كأنها كلبها، وتملا الأرض من الاسلام، ويسلب
الكفار ملكهم، ولا يكون ملك إلا الاسلام، وتكون الأرض كفاثور (8) الفضة،

(1) 2: 432 (سيج).
(1) الغرقد: شجر عظام، أو هي العوسج إذا عظم، واحده، غرقدة. القاموس المحيط 1:
610 (غرقد).
(2) دق الشيء: أي صار دقيقا. الصحاح 4: 1475 (دقق) ولعل المراد: أنه يكسر الصليب
بحيث لا يبقى من جنسه شئ، راجع سنن ابن ماجة 2: 1362 (الهامش).
(3) لعل المراد: يحرم أكله، أو يقتله بحيث لا يوجد في الأرض ليأكله أحد، أنظر: سنن ابن ماجة
2: 1362 (الهامش).
(4) أي: يحمل الناس على دين الاسلام، فلا يبقى ذمي تجري عليه الجزية. النهاية - لابن
الأثير - 5: 197 (وضع).
(5) الشاة جمع شاة. القاموس المحيط 4: 411، والمراد: يترك زكاتها فلا يكون لها ساع.
النهاية - لابن الأثير - 2: 370 (سعى).
(6) حمة كل دابة: أي سمها. الصحاح 5: 1906 (حمم).
(7) الحنش: الحية، ويقال: الأفعى. الصحاح 3: 1002، لسان العرب 3: 358 - 359
(حنش).
(8) الفاثور: الخوان. وقيل: وهو طست أو جام من فضة أو ذهب. النهاية - لابن الأثير - 3:
412 (فثر).
173

وتنبت نباتها كما كانت على عهد آدم، يجتمع النفر على القطف (1) فيشعبهم، ويجتمع النفر على الرمانة (2)، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون
الفرس بالدريهمات) (3).
الباب 188
فيما ذكره نعيم في صلاة عيسى
خلف المهدي ولم يسمه، وأن عيسى يقول:
إنما بعثت وزيرا ولم أبعث أميرا
235 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو
عن شريح بن عبيد عن كعب، قال: يهبط المسيح عيسى بن مريم عند
القنطرة البيضاء (4) على باب دمشق الشرقي إلى طرف الشجر، تحمله
غمامة، واضع يديه على منكب ملكين، عليه ريطتان (5) مؤتزر بإحداهما مرتد

(1) القطف: العنقود، واسم للثمار المقطوفة. الصحاح 4: 1417. القاموس المحيط 3:
268 - 269 (قطف).
(2) في نسخة من كتاب الفتن - لابن حماد - وسنن ابن ماجة زيادة: فتشبعهم.
(3) الفتن 2: 566 - 567 / 1589، وأخرجه ابن ماجة في سننه 2: 1359 - 1362 / 4077
بتفاوت، ويأتي في الحديث رقم 420 نقلا عن فتن السليلي.
(4) في المصادر - ما عدا الفتن لابن حماد -: المنارة البيضاء.
وقال الحافظ ابن كثير في نهاية البداية والنهاية 1: 176: هذا هو الأشهر في موضع نزوله
أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق - إلى أن قال - وقد جدد بناء المنارة في زماننا في سنة
إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض - إلى أن قال - ولعل هذا يكون من دلائل النبوة
الظاهرة.
(5) الربطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لفقين - أي: طبقتين - وقيل: هي كل ثوب
رقيق لين. النهاية - لابن الأثير - 2: 289، الصحاح 3: 1128 (ريط).
174

بالأخرى، إذا أكب رأسه يقطر منه كالجمان (1)، فيأتيه اليهود فيقولون: نحن
أصحابك، فيقول: كذبتم، ثم يأتيه النصارى فيقولون: نحن أصحابك،
فيقول: كذبتم بل أصحابي: المهاجرون بقية أصحاب الملحمة، فيأتي مجمع
المسلمين حيث هم، فيجد خليفتهم يصلي بهم، فيتأخر للمسيح حين يراه،
فيقول: يا مسيح الله صل بنا، فيقول: بل أنت فصل بأصحابك، فقد رضي
الله عنك، فإنما بعثت وزيرا ولم أبعث أميرا، فيصلي بهم خليفة المهاجرين
ركعتين مرة واحدة وابن مريم فيهم (2). وذكر تمام الحديث.
236 - وقال في حديث آخر بإسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي
صلى الله عليه وآله: (فيهبط عيسى فيرحب به الناس ويفرحون بنزوله
لتصديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقول للمؤذن: أقم
الصلاة، ثم يقول له الناس: صل بنا، فيقول: انطلقوا إلى إمامكم فليصل
بكم، فإنه نعم الامام، فيصلي بهم إمامهم، فيصلي معهم عيسى (3) وذكر
تمامه وحديث الدجال.

(1) الجمان: اللؤلؤ الصغار. وقيل: هو حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ. النهاية - لابن الأثير -
1: 301 (جمن).
(2) الفتن 2: 567 - 568 / 1590، وراجع: صحيح مسلم 8: 198، وسنن ابن ماجة 2:
1357 / 4075، وسنن الترمذي 4: 512 / 2240، والمعجم الكبير - للطبراني - 1:
217 / 590، وكنز العمال 14: 337 / 38861، ويأتي نحوه في الحديث رقم 290.
(3) الفتن 2: 568 / 1591.
175

الباب 189
فيما ذكره نعيم من أن
المهدي من ولد فاطمة عليها السلام
237 - قال نعيم: وحدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد
التنوخي عن الزهري، قال: المهدي من ولد فاطمة (1).
الباب 190
فيما ذكره نعيم من أن المهدي
من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام
238 - حدثنا نعيم: حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن أبي إسحاق
عن عاصم عن علي، قال: (هو رجل مني) (2).

(1) الفتن 1: 375 / 1114، وتقدم عن كعب في الحديث رقم 202، وأخرجه عن أم سلمة:
ابن ماجة في سننه 2: 1368 / 4086، والحاكم النيسابوري في مستدركه 4: 557،
والطبراني في المعجم الكبير 23: 267 / 566.
(2) الفتن 1: 369 / 1084.
176

الباب 191
فيما ذكره نعيم في أن ابن عباس
قال لمعاوية: يبعث الله منا أهل البيت المهدي
239 - حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عبد الله عن الوليد بن هشام
المعيطي عن أبان ابن الوليد قال: سمعت ابن عباس - وهو عند معاوية -
يقول: يبعث الله منا أهل البيت المهدي (1).
الباب 192
فيما ذكره نعيم من أن المهدي وأئمة
الهدى من أهل بيت النبوة، وبهم يختم
240 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولا
يحدث عن علي بن أبي طالب، قال: قلت: يا رسول الله المهدي منا أئمة
الهدى أم من غيرنا؟ قال: بل منا، بنا يختم الدين، كما بنا فتح، وبنا
يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين
قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة، كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة
الشرك) (2).

(1) الفتن 1: 370 / 1087.
(2) الفتن 1: 370 / 1089، وأخرجه السلمي الشافعي في عقد الدرر: 25، والهيثمي في
مجمع الزوائد 7: 316 - 317، وعن ابن حماد في كنز العمال 14: 598 - 599 /
39682، ويأتي في الحديث رقم 455 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
177

الباب 193
فيما ذكره نعيم بإسناده عن عائشة
عن النبي عليه السلام أنه من عترته
241 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن شيخ عن الزهري عن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي،
كما قاتلت أنا على القرآن (1)) (2).
الباب 194
فيما ذكره نعيم: أنه رجل
من عترته يقاتل على سنته
كما قاتل عليه السلام على الوحي
242 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة (عن أبي الصديق
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم) (3) قال: (هو رجل
من أمتي (4) يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي) (5).

(1) في المصدر: (الوحي) بدل (القرآن).
(2) الفتن 1: 371 / 1092، وأخرجه في عقد الدرر: 16 - 17.
(3) أضفناها من المصدر.
(4) في الأصل: (عترتي) بدل (أمتي)، وما أثبتناه من المصدر.
(5) الفتن 1: 371 / 1093 وفيه إلى قوله: أمتي.
178

الباب 195
فيما ذكره نعيم أيضا:
أنه من عترة النبي صلى الله عليه وآله
243 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد وقال أبو رافع عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هو من عترتي) (1).
الباب 196
فيما ذكره نعيم في أنه
يخرج من قبل المشرق لو استقبلته
الجبال لهدها، وأنه من ولد الحسين
244 - حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله بن عمرو، قال: يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو
استقبلته الجبال لهدها (2)، واتخذ فيها طرقا (3).

(1) الفتن 1: 371 / 1094.
(2) في المصدر: لهدمها.
(3) الفتن 1: 371 - 372 / 1095.
179

الباب 197
فيما ذكره نعيم: أن المهدي
هو الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه
245 - حدثنا نعيم عن غير واحد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد
عن رجل عن عبد الله بن عمرو، قال: المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن
مريم، ويصلي خلفه عيسى (1).
الباب 198
فيما ذكره نعيم عن النبي صلى الله
عليه وآله، أنه قال: (هو رجل مني)
246 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن عمرو
ابن دينار عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(هو رجل مني) (2).

(1) الفتن 1: 373 / 1103، وأخرجه في عقد الدرر: 230.
(2) الفتن 1: 373 / 1106.
180

الباب 199
فيما ذكره نعيم عن النبي صلى الله عليه وآله،
أنه قال: (المهدي منا أهل البيت).
247 - حدثنا نعيم، حدثنا القاسم بن مالك المزني عن ياسين بن
سيار، قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن الحنفية، قال: حدثني أبي،
حدثني علي بن أبي طالب، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المهدي منا أهل البيت) (1).
فصل
248 - وذكر نعيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو، قال: ملاحم الناس
خمس، قد مضت ثنتان، وثلاث في هذه الأمة: ملحمة الترك، وملحمة
الروم، وملحمة الدجال، ليس بعد ملحمة الدجال ملحمة (2).
249 - وروى في حديث آخر عن عبد الله بن عمرو، قال: الملاحم
ثلاث: مضت ثنتان وبقيت واحدة وهي ملحمة الترك بالجزيرة (3).

(1) الفتن 1: 376 / 1118، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 8: 678 / 190 بإضافة
(يصلحه الله في ليلة) وكذلك في مسند أحمد 1: 136 / 646، وسنن ابن ماجة 2:
1367 / 4085، وحلية الأولياء 3: 177، وأخرجه أيضا في عقد الدرر: 21 عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله.
(2) الفتن 1: 548 / 1538.
(3) الفتن 2: 682 - 683 / 1924.
181

فصل
250 - وذكر نعيم بإسناده عن (أبي سلمة بن) (1) عبد الرحمن، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليهبطن الدجال خوز وكرمان (2) في ثمانين ألفا
كان وجوهم المجان المطرقة، يلبسون الطيالسة (3)، وينتعلون الشعر) (4).
فصل
251 - وذكر نعيم بإسناده عن كعب: ليخرجن الترك خرجة لا ينهنهم (5)
شئ دون القطيعة، فيهم ذبح الله الأعظم (6).

(1) أضفناها من المصدر.
(2) كذا في الأصل والمصدر. ووردت في المصادر بتفاوت:
ففي مسند أحمد ومسند أبي يعلى، ومجمع الزوائد كما في المتن، وفي نهاية البداية
والنهاية: حوران وكرمان، وفي مصنف ابن أبي شيبة: كور كرمان.
وقال ابن الأثير في النهاية موضحا لها ومشيرا لهذا الاختلاف: (خوز كرمان) وروي:
(خوز وكرمان) والخوز: جيل معروف، وكرمان: صقع معروف في العجم. ويروى بالراء
المهملة، وهو: أرض فارس، وصوبه الدارقطني. وقيل: إذا أضفت فبالبراء، وإذا عطفت
فبالزاي.
أنظر: مسند أحمد 3: 6 / 8248، مسند أبي يعلى 10: 380 - 381 / 5976،
مجمع الزوائد 7: 345، نهاية البداية والنهاية 1: 143 - 144، مصنف ابن أبي شيبة 8:
654 / 47، النهاية - لابن الأثير - 2: 87 (خوز) ومعجم البلدان 2: 400 (حور) و 404
(خوز) و 4: 454 (كرمان).
(3) الطيالسة، جمع طيلسان، وهو: ضرب من الأكسية. الصحاح 3: 944، لسان العرب
8: 183 (طس).
(4) الفتن 2: 679 / 1913.
(5) ينهنهم: يمنعهم ويكفهم. النهاية - لابن الأثير - 5: 139 (نهنه).
(6) الفتن 2: 680 / 1915.
182

فصل
252 - وذكر نعيم بإسناده عن حذيفة، قال لأهل الكوفة: ليخرجنكم
منها قوم صغار الأعين، فطس (1) الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة،
ينتعلون الشعر، يربطون خيولهم بنخل (جوخاء) (2) ويشربون من فرض (3)
الفرات (4).
فصل
253 - وذكر نعيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو، قال: أتيناه، فقال:
ممن؟ فقلت (5): من أهل العراق، فقال: والله الذي لا إله إلا هو ليسوقنكم
بنو قنطوراء (6) من خراسان وسجستان سوقا عنيفا حتى ينزلوا بالأبلة (7)،
ولا يدعوا بها نخلة إلا ربطوا بها فرسا، ثم يبعثون إلى أهل البصرة: إما أن
تخرجوا من بلادنا وإما أن ننزل عليكم، قال: فيتفرقون ثلاث فرق: فرقة تلحق

(1) الفطس: انخفاض قصبة الانف وانفراشها. النهاية - لابن الأثير - 3: 458 (فطس).
(2) جوخاء: موضع بالبادية بين عين صيد وزبالة في ديار بني عجل. معجم البلدان 2: 178.
(3) الفراض: فوهة النهر. الصحاح 3: 1097 (فرض).
(4) الفتن 2: 670 / 1916.
(5) في المصدر: ممن أنتم؟ فقلنا.
(6) قنطوراء: جارية كانت لإبراهيم الخليل عليه السلام، ولدت له أولادا منهم الترك والصين.
النهاية - لابن الأثير - 4: 113 (قنطر).
(7) الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى المدينة
البصرة، وهي أقدم من البصرة. معجم البلدان 1: 77، النهاية - لابن الأثير - 1: 16
(أبل).
183

بالكوفة، وفرقة بالحجاز، وفرقة بأرض العرب البادية، ثم يدخلون البصرة،
فيقيمون بها سنة، ثم يبعثون إلى الكوفة: إما أن ترحلوا عن بلادنا وإما أن ننزل
عليكم، فيفترقون ثلاث فرق: فرقة تلحق بالشام، وفرقة بالحجاز، وفرقة بالبادية
أرض العرب، وتبقى العراق لا يجد أحد فيها قفيزا ولا درهما.
قال: وذلك إذا كانت إمارة الصبيان، فوالله لتكونن، رددها ثلاث
مرات (1).
فصل
254 - وذكر نعيم بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، حمر الوجوه، صغار
الأعين، فطس الانف (2)، كأن وجوههم المجان المطرقة) (3).
فصل
255 - وذكر نعيم بإسناده عن أبي هريرة، قال: أول ما يزوى من أقطار
أرضها (العرب) لقوم حمر الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة (4).
256 - قال ابن وهب: وأخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي هريرة

(1) الفتن 2: 680 - 681 / 1918، ويأتي نحوه عن قتن السليلي في الحديث رقم 373.
(2) الانف: جمع الانف. لسان العرب 1: 236 (أنف).
(3) الفتن 2: 681 / 1919، وأخرجه أحمد في مسنده 3: 345 / 10480، والحاكم في
مستدركه 4: 474 - 475، وأخرجه عن عدة مصادر في كنز العمال 14: 205 / 38404.
(4) الفتن 2: 681 / 1920.
184

مثله، وكان عمر يقول: للمسلمين عدو (1) وجوههم كالدرق (2)، أعينهم
كالودع (3)، فاتركوهم كما (4) تركوكم (5).
فصل
257 - وذكر نعيم بإسناده في حديث عن تبيع، قال: إذا دخلت الرايات
الصفر مصر فغلبوا عليها وقعدوا على منبرها، فيلحفر أهل الشام أسرابا (6) في
الأرض فإنه البلاء (7).

(1) كذا في الأصل، وفي المصدر: يقول للمسلمين: تجدوا.
(2) الدرق: ضرب من الترسة، الواحدة: درقة، تتخذ من الجلود، وقيل: الدرقة: الحجفة،
وهي ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. الصحاح 4: 1341 (حجف) و 1473
(درق) ولسان العرب 4: 333 (درق).
(3) في الأصل: كالوزغ، وكذلك في الحديث رقم 272، وما أثبتناه من المصدر المطبوع
والنسخة الخطية المحفوظة في المتحف البريطاني.
والودع، جمع ودعة، وهي - المنقاف - عظم دويبة تكون في البحر، عبارة عن خرز بيض
جوف في بطونها شق كشق النواة.
لسان العرب 14: 286 (نقف) و 15: 249 (ودع).
(4) في المصدر: ما.
(5) الفتن 2: 682 / 1921.
(6) الأسراب، جمع سرب، وهو: المسلك في خفية وبيت في الأرض. النهاية - لابن الأثير -
2: 356، الصحاح 1: 147 (سرب).
(7) الفتن 2: 711 / 1995.
185

الباب 200
فيما ذكره نعيم من أخبار
النار الحادثة في أواخر الزمان
258 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن حجاج بن
شداد عن أبي صالح الغفاري عن أبي هريرة، قال: (تخرج نار) (1) حتى
تضيء أعناق الإبل ليلا ب‍ (حسمى جذام) (2) من نارهم (3).
أقول: فهذا الحديث قد تضمن: أنه تضيء أعناق الإبل ولم يذكر
ب‍ (بصرى) (4) فيمكن أن تكون الناس التي تجددت بالحجاز هذه النار، فإنها
كانت تضيء بها أعناق الإبل.
فصل
في حديث آخر عن النار التي تضيء بها أعناق الإبل ب‍ (بصرى).
259 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن

(1) ورد بدل ما بين القوسين في المصدر: تحرق.
(2) حسمى جذام: أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان، تنزلها قبيلة جذام.
معجم البلدان 2: 258 - 259، النهاية - لابن الأثير - 1: 386، الصحاح 5: 1899
(حسم).
(3) الفتن 2: 440 / 1266.
(4) بصرى: موضع بالشام من أعمال دمشق، وهي كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما
وحديثا. معجم البلدان 1: 441.
186

ابن عمر عن كعب، قال: يوشك نار تخرج باليمن تسوق الناس إلى الشام،
تغدو (1) إذا غدوا، وتقيل (2) إذا قالوا، وتروح (3) إذا راحوا، تضيء منها أعناق
الإبل ب‍ (بصرى) فإذا سمعتم ذلك فاخرجوا إلى الشام (1).
فصل
في ظهور نار الحجاز التي تضيء بها أعناق الإبل ب‍ (بصرى) عن
الزهري.
260 - ذكر نعيم بإسناده، قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري:
تخرج نار من الحجاز تضيء أعناق الإبل ب‍ (بصرى) (5).
فصل
في النار من عدن.
261 - وذكر نعيم بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في آخر

(1) الغدوة: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، وهو نقيض الرواح. الصحاح 6: 2444
(غدا).
(2) القائلة: الظهيرة. الصحاح 5: 1808 (قيل).
(3) الرواح: ما بين زوال الشمس إلى الليل. الصحاح 1: 368 (روح).
(4) الفتن 2: 628 / 1754، وفي مصنف عبد الرزاق 11: 376 / 20787 عن ابن طاووس
عن أبيه: تخرج نار من اليمن تسوق الناس تغدو وتروح وتريح.
(5) الفتن 2: 632 / 1764، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 376 / 20788، وفيه:
بأرض الحجاز، بدل من الحجاز، وفي صحيح البخاري 8: 128 / 7118، وصحيح مسلم
8: 180، وكنز العمال 14: 344 / 38883 عن النبي صلى الله عليه وآله بتفاوت يسير،
ويأتي في الحديث رقم 423 نقلا عن فتن السليلي.
187

حديث: (وتحشرهم نار من عدن مع القردة والخنازير، تبيت معهم أينما باتوا،
وتقيل معهم أينما قالوا، ولها ما سقط منهم) (1).
فصل
في النار من المشرق.
262 - وذكر نعيم في حديثه عن أرطأة قال: تكون نار ودخان في
المشرق أربعين ليلة (2).
فصل
في النار من عدن أيضا.
263 - رواه نعيم بإسناده عن عمر بن الخطاب، قال يوما بمكة: يا أهل
اليمن هاجروا قبل الظلمتين، أما إحداهما: فالحبشة يخرجون حتى يبلغوا
مقامي هذا، والأخرى: نار تخرج من عدن تسوق الناس والدواب والوحش
والسباع ودقاق (3) الدواب وجلالها (4)، إذا قامت قاموا، وإذا تحركت ساروا
- قال: وقال كعب: إذا عثر انسان أو دابة قالت له النار: تعست (5)
وانتكست (6) لو شئت هاجرت قبل اليوم - حتى تنتهي إلى (بصرى) فتقيم

(1) الفتن 2: 632 - 633 / 1764، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 11: 377 / 20790،
والحاكم في مستدركه 4: 486 - 487، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6: 66، وأخرجه عن
عدة مصادر في كنز العمال 14: 346 / 38887.
(2) الفتن 2: 633 / 1768.
(3) دقاق الدواب: أي صغيرها. النهاية - لابن الأثير - 2: 127.
(4) جلال الدواب: أي عظيمها. الصحاح 4: 1659 (جلل).
(5) التعس: الهلاك. الصحاح 3: 910 (تعس).
(6) النكس: عود المرض بعد النقه، يقال للرجل: تعسا ونكسا. الصحاح 3: 986،
188

أربعين عاما لا يصطلي بها أحد إلا كتب جهنمي، وحتى يسأل الكافر،
فيقول: هذه النار التي كنا نوعد، فكيف أنتم إذا رأيتم تلك الآية العظيمة،
فينظر الناظر منكم إلى مشارق الأرض، فيراها توهج (1) ثم ينظر إلى مغاربها، فيراها
بزروعها خضرا، يتناكحون ويلقحون، أفتراكم تاركي أعمالكم التي تعملون
اليوم وأنتم تنظرون إلى تلك الآية العظمى؟ ورب الكعبة لتعلمن أعمالكم
وأنتم تنتظرون إليها (2).
الباب 201
فيما ذكره نعيم من حديث الترك
264 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن
عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو، قال: يوشك بنو قنطوراء أبي كبكر (3)
يخرجون فيسوقون أهل خراسان سوقا عنيفا حتى يربطوا خيولهم بنخل الأبلة،
فيبعثون إلى أهل البصرة: إما أن تلحقوا بنا وإما أن تخلوها لنا، فيلحق بهم
ثلث، وبالأعراب ثلث، وثلث بالشام (4).

القاموس المحيط 2: 373 (نكس).
(1) توهج: أي تتقد. الصحاح 1: 348 (وهج).
(2) الفتن 2: 624 / 1743، وأخرجه عن فتن ابن حماد في كنز العمال 14: 100 / 38049
إلى قوله: مقامي هذا.
كذا في الأصل بدون نقاط. وفي المصدر: ابن كركرا.
(4) الفتن 2: 674 / 1896.
189

فصل
في حديث آخر في البرد الشديد الذي يحدث عليهم.
265 - وذكر نعيم في حديث عن كعب، قال: تنزل الترك (آمد)
وتشرب من الدجلة والفرات، ويسعون في الجزيرة، وأهل الاسلام من الحيرة
لا يستطيعون لهم شيئا، فيبعث الله عليهم ثلجا بغير كيل، فيه صر من ريح
شديدة وجليد، فإذا هم خامدون، فإذا أقاموا أياما قام أمير أهل الاسلام في
الناس فيقول: يا أهل الاسلام ألا قوم يهبون أنفسهم لله، فينظرون ما فعل
القوم؟ فينتدب عشرة فوارس، فيجيزون إليهم، فإذا هم خامدون، فيرجعون
فيقولون: إن الله قد أهلكهم وكفاكم، هلكوا من عند آخرهم (1).
فصل
266 - وذكر نعيم بإسناده في حديث آخر عن كعب، قال: ليردن الترك
الجزيرة حتى تسقى خيلهم من الفرات، فيبعث الله عليهم الطاعون فيقتلهم،
قال: فلا يفلت منهم إلا رجل واحد (2).
فصل
267 - وذكر نعيم في حديث آخر عن الحكم بن عتيبة، قال: يخرجون

(1) الفتن 2: 676 / 1901.
(2) الفتن 2: 676 / 1902.
190

فلا ينهنهم دون الفرات شئ أصاب (1) ملاحمهم، وفرسان الناس يومئذ قيس
عيلان (2)، فيستأصلهم، لا ترك بعدها (3).
فصل
268 - وذكر نعيم في حديث آخر عن مكحول عن النبي صلى الله عليه
وسلم: (للترك خرجتان: خرجة منها خراب آذربيجان، وخرجة يخرجون في
الجزيرة، يحتقبون (4) ذوات الحجال، فينصر الله المسلمين، فيهم ذبح الله
الأعظم، لا ترك بعدها) (5).
فصل
269 - وذكر نعيم في حديث آخر عن عبد الله بن عمر، سمعته يقول:
يوشك بنو قنطوراء يسوقون أهل خراسان وأهل سجستان سوقا عنيفا حتى يربطوا
دوابهم بنخل الأبلة، فيبعثون إلى أهل البصرة: أن خلوا لنا أرضكم أو ننزل
بكم، فيفترقون على ثلاث فرق: فرقة تلحق بالعرب، وفرقة بالشام، وفرقة
بعدوها، وأمارة ذلك إذا طبقت الأرض إمارة السفهاء (6).

(1) في الأصل: أصحاب. وما أثبتناه من المصدر.
(2) عيلان اسم أبي قيس بن عيلان، وقيل: كان اسم فرس له، فأضيف إليه، ويقال للناس
(إلياس) بن مضر بن نزار: قيس عيلان. الصحاح 5: 1779، لسان العرب 9: 503
(عيل).
(3) الفتن 2: 677 / 1904.
(4) يحتقبون: يحتملون. النهاية - لابن الأثير - 1: 412، الصحاح 1: 114 (حقب).
(5) الفتن 2: 677 / 1905، وعنه كنز العمال 11: 275 / 31504 نحوه.
(6) الفتن 2: 677 / 1906.
191

فصل
270 - وذكر نعيم في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (أرض يقال لها: البصرة أو البصيرة، يأتيهم بنو قنطوراء حتى ينزلوا بنهر
- يقال له: دجلة - ذي نخل، فيتفرق الناس ثلاث فرق: فرقة تلحق بأصلها،
فهلكوا، وفرقة تأخذ على أنفسها، فكفروا، وفرقة تجعل عيالاتها خلف
ظهورها، فيقاتلونهم، فيفتح الله على بقيتهم) (1).
فصل
271 - وذكر نعيم في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (فيفترقون ثلاث فرق: فرقة تمكث، وفرقة تلحق بآبائها منابت الشيح (2)
والقيصوم (3)، وفرقة تلحق بالشام، وهي خير الفرق) (4).
فصل
272 - وذكر نعيم بإسناده في حديث آخر عن محمد بن كعب القرظي

(1) الفتن 2: 677 - 678 / 1907.
(2) الشيح: نبت سهلي يتخذ من بعضه المكانس، له رائحة طيبة وطعم مر، وهو مرعى للخيل
والنعم، ومنابته القيعان والرياض. لسان العرب 7: 254 (شيح).
(3) القيصوم: نبت من نبات السهل، طيب الرائحة من رياحين البر، ورقه هدب، وله نورة
صفراء، وهي تنهض على ساق وتطول. لسان العرب 11: 198 (قصم).
(4) الفتن 2: 678 / 1908.
192

عن أبي هريرة، قال: أعينهم كالودع، ووجوههم كالحجف (1)، لهم وقعة بين
دجلة والفرات، ووقعة بمرج (2) حمار، ووقعة بدجلة حتى يكون الجواز أول
النهار بمائة دينار للعبور إلى الشام ثم يزيد آخر النهار (3).
فصل
273 - وذكر نعيم بإسناده عن بريدة عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم، يقول: (يسوق أمتي قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، كأن
وجوههم الحجف حتى يلحقوهم بجزيرة العرب ثلاث مرات، أما السابقة
الأولى فينجو من هرب، والثانية يهلك بعض وينجو بعض، وتصطلم (4)،
الثالثة، وهم الترك، والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري (5) مسجد
المسلمين، فكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاث (و) (6) متاع السفر، للهرب
مما سمع من أمر الترك (7).

(1) الحجف، جمع حجفة وهو الترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. النهاية - لابن
الأثير - 1: 345، الصحاح 4: 1341 حجف).
(2) المرج: الأرض الواسعة ذات نبات كثير، تمرج فيها الدواب، أي: تخلى تسرح مختلطة
كيف شاءت. النهاية - لابن الأثير - 4: 315.
(3) الفتن 2: 678 / 1909.
(4) الاصطلام: الاستئصال والقطع. الصحاح 5: 1967، النهاية - لابن الأثير - 3: 49
(صلم).
(5) السواري، جمع ا لسارية، وهو الأسطوانة. وقيل: أسطوانة من حجارة أو آجر. الصحاح
6: 2376، النهاية - لابن الأثير - 2: 365، لسان العرب 6: 254 (سرا).
(7) الفتن 2: 678 - 679 / 1910.
193

فصل
274 - وذكر نعيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو، قال: يوشك بنو
قنطوراء أن يخرجوكم من أرض العراق، قلت: ثم نعود؟ قال: أنت تشتهي
ذلك؟ قلت: أجل، قال: نعم تكون لكم سلوة (1) من عيش (2).
فصل
275 - وحدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة، حدثني كعب بن
علقمة، حدثني حسان بن كريب أنه سمع ابن ذي الكلاع يقول: كنت عند
معاوية، فجاءه بريد من (أرمينية) من صاحبها، فقرأ الكتاب، فغضب، ثم
دعا كاتبه فقال: اكتب إليه جواب كتابه، يذكر: أن الترك أغاروا على
أطراف (3) أرضك فأصابوا منها، ثم بعثت رجالا في طلبهم، فاستنقذوا الذي
أصابوا، ثكلتك أمك فلا تعد (4) لمثلها ولا تحركنهم بشيء، ولا تستنقذ منهم
شيئا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنهم
سيلحقون (5) بمنابت الشيح) (6).

(1) أي: نعمة ورفاهية ورغد يسليكم عن الهم. النهاية - لابن الأثير - 2: 397 (سلا) وفيه
عن ابن عمر.
(2) الفتن 2: 679 / 1911، وأخرجه باختلاف يسير في بعض الألفاظ الحاكم في مستدركه
4: 475.
(3) في المصدر: طرف.
(4) في المصدر: فلا تعودن.
(5) في المصدر: سيلحقونا.
(6) الفتن 2: 682 / 1922.
194

فصل
276 - وذكر نعيم بإسناده عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (للترك خرجتان: إحداهما يخربون أذربيجان، والثانية يشرعون منها
على شط الفرات) (1).
فصل
277 - وذكر نعيم بإسناده عن كعب، قال: يشرع الترك على نهر
الفرات فكأني بذوات المعصفرات يصطففن على نهر الفرات (2).
فصل
278 - وذكر نعيم بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(فيرسل الله على جثثهم الموت - يعني دوابهم - فترجلهم، فيكون فيهم ذبح
الله الأعظم لا ترك بعدها) (3).

(1) الفتن 2: 683 / 1925، وأخرجه عنه في كنز العمال 11: 276 / 31510، وفيه (على
ثني الفرات).
(2) الفتن 2: 683 / 1926.
(3) الفتن 2: 683 / 1927، وأخرجه عنه في كنز العمال 11: 277 ذيل الحديث 31510
بتفاوت.
195

فصل
279 - وذكر نعيم عن ابن مسعود قال: كأني بالترك على براذين
مخذمة (1) الأذان حتى يربطوها بشط الفرات (2).
فصل
280 - وذكر نعيم بإسناده قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص:
أوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا بكم (3) من أرض العراق، قال: قلت: ثم
نعود؟ قال: ذلك أحب إليك، ثم تعودون فتكون لكم بها سلوة من
عيش (4).
فصل
281 - وذكر نعيم بإسناده عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا أقواما وجوههم كالمجان
المطرقة، وأن تقاتلوا قوما نعالهم من الشعر، قد رأينا الأول، وهم الترك،

(1) أي: دواب مقطعة الأذان. النهاية - لابن الأثير - 2: 16 (خذم) الصحاح 5: 2078
(برذن).
(2) الفتن 2: 683 / 1928، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 475، وعبد الرزاق في مصنفه
11: 380 / 20798 بتفاوت.
(3) كذا في الأصل، وفي المصدر: يخرجوكم.
(4) الفتن 2: 683 / 1929، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 475.
196

ورأينا هؤلاء، وهم الأكراد، قال الحسن: فإذا كنت في أشراط الساعة فكأنك
قد عاينته (1).
فصل
282 - وذكر نعيم بإسناده عن جابر بن عبد الله قال: قال حذيفة: يوشك
أهل العراق أن لا يجبى إليهم درهم ولا قفيز (2) يمنعهم عن ذلك العجم،
ويوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي (3) يمنعهم من ذلك
الروم (4).
فصل
283 - وذكر نعيم بإسناد آخر - غير ما قدمناه - عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم
المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر) (5).

(1) الفتن 2: 684 / 1930.
(2) القفيز: مكيال. الصحاح 3: 892، النهاية - لابن الأثير - 4: 90 (قفز).
(3) المدي: مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا. النهاية - لابن الأثير - 4: 310،
الصحاح 6: 2490 (مدى).
(4) الفتن 2: 684 / 1931، وأخرجه في صحيح مسلم 8: 185، ومسند أحمد 4: 259 /
13997، ويأتي في الحديث رقم 391 نقلا عن فتن السليلي.
(5) الفتن 2: 684 - 685 / 1933، وأخرجه بتفاوت في صحيح البخاري 4: 210 /
3587، وصحيح مسلم 8: 184، وسنن ابن ماجة 2: 1371 / 4096، وسنن الترمذي
4: 497 / 3215، ومسند أحمد 2: 475 / 7222 و 3: 110 - 111 / 8921 و 344 /
10479.
197

فصل
284 - وروى نعيم بإسناد آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ذل (1) الأنف، صغار الأعين، كأن
وجوههم المجان المطرقة (2).
فصل
285 - فيما ذكره نعيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن بكير
عن القاسم بن محمد عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، قال: في (سنة) (3)
سبع وستين الغلاء، وثمان وستين الموت، وفي تسع وستين الخلاف (4)، وفي
سبعين ومائة يسلبون ثم يرتاج بعد السبعين برجل من أهلي، حتى يضعف
العطاء، وتضعف الثمرة في زمانه، وتوعد (5) الناس في التجارة، فقال
حذيفة، ما بال أهل ذلك الزمان (يا رسول الله) (11)؟ قال: (رحمة ربكم
(3) أضفناها من المصدر.
(4) في المصدر: اختلاف.
(5) كذا في الأصل بدون نقاط، وفي المصدر: ويرغب.
(6) أضفناها من المصدر. (*)

(1) الذلف - بالتحريك -: قصر الانف وانبطاحه. وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. والذلف
- بسكون اللام -: جمع أذلف. النهاية - لابن الأثير - 2: 165.
(2) الفتن 2: 685 / 1934، وأخرجه بتفاوت في صحيح البخاري 8: 210 / 3587، وسنن
أبي داود 4: 112 / 4304، وسنن ابن ماجة 2: 1372 / 4097، ومسند أحمد 3:
345 / 10480.
198

ودعوة نبيكم) (1).
فصل
286 - وذكر نعيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن غالب بن عبيد الله
عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن جبير بن نفير، قال: قيل: يا رسول الله
أخبرنا بما يكون، فقال: (أخبركم أن بعد نبيكم اختلافا بسنين يسيرة، فأما
الثلاث والثلاثون والمائة فالحليم لا يفرح بولده، والخميس والمائة تظهر
الزنادقة، والستين والمائة ادخروا طعام حولين، والست والستين النجاة
النجاء (2)، والسبعين والمائة يسلب الملوك ملكها إلى الثمانين، إلى التسعين
البلاء على أهل المعاصي، والاثنين والتسعين ومائة الحصب بالحجارة
وخسف ومسخ وظهور الفواحش، والمائتين القضاء عذاب يفجأ الناس في
أسواقهم) (3).
فصل
287 - وذكر نعيم، قال: حدثني يحيى بن سعيد عن فلان بن حجاج
عن يحيى بن أبي عمرو عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (اختلاف أصحابي بعدي بخمس وعشرين سنة، يقتل بعضهم

(1) الفتن 2: 693 / 1966.
(2) النجاء النجاء: أي أنجوا بأنفسكم، وهو مصدر منصوب بفعل مضمر، أي: أنجوا النجاء.
النهاية - لابن الأثير - 5: 25 (نجا).
(3) الفتن 2: 694 / 1967.
199

بعضا، الخمس والعشرين والمائة جزع شديد، وتقتل بنو أمية خليفتها (1)،
ثلاث وثلاثين ومائة يربي أحدكم جرو (2) كلب خير من ولد يربيه، الخمسين
والمائة ظهور الزنادقة، الستين والمائة جوع سنة أو سنتين، فمن أدرك ذلك
فليدخر من الطعام، وينقض شهاب من المشرق إلى المغرب، وهدة يسمعها
كل أحد، سنة ست وستين ومائة: من كان له دين متفرق فليجمعه، ومن
كانت له بنت فليزوجها، ومن كان عزبا فليصبر على (3) التزويج، ومن كانت له
زوجة فليعزل عنها، السبعين والمائة يسلب الملوك ملكها، الثمانين:
البلاء، التسعين: الفناء، المائتين: القضاء) (4).
الباب 202
فيما ذكره نعيم مما جرت حال بني أمية عليه.
288 - حدثنا نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن
المنذر، قال: حدثني تبيع عن كعب، قال: ملك بني أمية مائة عام، لبني
مروان من ذلك نيف وستون عاما، عليهم حائط من حديد لا يرام حتى ينزعوه
بأيديهم ثم يريدون سده فلا يستطيعون (5)، كلما سدوه من ناحية انهدم من
ناحية أخرى حتى يهلكهم الله، يفتحون بميم ويختمون بميم، فينقضي دوران

(1) في الأصل: خليفة ما. وما أثبتناه من المصدر.
(2) جرو كلب، أي ولد كلب. الصحاح 6: 2301 (جرا).
(3) كذا في الأصل، وفي المصدر: عن.
(4) الفتن 2: 694 / 1968.
(5) في الأصل: فلا يستطيعونه.
200

رحاهم، ويسقط ملكهم، ولا يسقط ملكهم حتى يخلع خليفة منهم
(فيقتل) (1) ويقتل حملاه، ويقبل حمار الجزيرة الأصهب - معه الشيطان
وشرار الناس - من الجوف - وهو مروان - فيكون على يديه هدم الأكاليل - يعني
هدم المدن - وتكون على يديه الرجفة (2).
الباب 203
فيما ذكره نعيم في قول النبي صلى الله عليه وآله:
(إن أمته تسلك مسلك الأمم في ضلالها من فارس والروم).
289 - قال: حدثنا نعيم، قال: حدثنا ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن
سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(ستأخذ أمتي أخذ الأمم قبلها شبرا بشبر) فقال رجل: كما فعلت فارس
والروم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهل الناس إلا
أولئك؟!) (3).

(1) أضفناها من المصدر.
(2) الفتن 2: 695 / 1971، وتقدم في الحديث رقم 25.
(3) الفتن 2: 711 / 1993، وأخرجه بتفاوت في صحيح البخاري 8: 191 / 7319، وعن
البخاري في كنز العمال 14: 207 / 38415. ومسند أحمد 2: 623 / 8109 و 642 /
8228، ويأتي نحوه في الحديث رقم 380 نقلا عن كتاب الفتن للسليلي.
201

الباب 204
فيما ذكره نعيم من أن عيسى إذا نزل
لا يشم ريحه كافر إلا مات، ويصلي وراء المهدي ولم يسمه.
290 - حدثنا نعيم، حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عمن حدثه عن
كعب، قال: ينزل عيسى بن مريم عند المنارة (التي) (1) عند باب دمشق
الشرقي وهو شاب أحمر معه ملكان قد لزم مناكبهما، لا يجد نفسه ولا ريحه
كافر إلا مات، وذلك أن نفسه يبلغ مد بصره فيدرك نفسه الدجال، فيذوب
ذوبان الشمع فيموت، ويسير ابن مريم إلى من في بيت المقدس من المسلمين
فيخبرهم بقتله، ويصلي وراء أميرهم صلاة واحدة، ثم يصلي لهم ابن مريم،
وهي الملحمة، ويسلم بقية النصارى، ويقيم عيسى ويبشرهم بدرجاتهم في
الجنة (2).

(1) أضفناها من المصدر.
(2) الفتن 2: 572 / 1599، وتقدم نحوه في الحديث رقم 235.
202

الباب 205
فيما ذكره نعيم من تنعم
هذه الأمة بعد نزول عيسى عليه السلام
291 - حدثنا نعيم، حدثنا أبو عمر النمري عن ابن لهيعة عن عبد
الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث بن (1) عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نزل عيسى بن مريم
وقتل الدجال تمتعوا حتى تحيوا ليلة طلوع الشمس من مغربها وحتى تمتعوا بعد
خروج الدجال أربعين سنة، لا يموت أحد ولا يمرض، ويقول الرجل لغنمه
ولدوابه: إذهبوا فارعوا في مكان كذا وكذا، وتعالوا ساعة كذا وكذا، وتمر
الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ولا تكسر بظلفها عودا، والحيات
والعقارب ظاهرة لا تؤذي أحدا ولا يؤذيها أحد، والسبع على أبواب الدور
تستطعم لا تؤذي أحدا، ويأخذ الرجل الصاع أو المد من القمح أو الشعير
فيبذره على وجه الأرض بلا حراث ولا كراب (2)، فيدخل المد الواحد سبعمائة
مد) (3)

(1) في المصدر: (عن) بدل (ابن).
(2) كرب الأرض: أي قلبها للحرث. الصحاح 1: 211 (كرب).
(3) الفتن 2: 579 / 1619.
203

الباب 206
فيما ذكره نعيم من حديث الحبشة وهدم الكعبة.
292 - روى نعيم بإسناده عن علي، قال: (استكثروا من الطواف بهذا
البيت، فكأني برجل أصلع (1) أصمع (2) حمش (3) الساقين، معه مسحاة
يهدمها) (4).
فصل
293 - وروى نعيم في حديث آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال: (يخرب الكعبة ذو السويقتين (5) من الحبشة) (6).

(1) الأصلع: الذي انحسر شعر مقدم رأسه. النهاية - لابن الأثير - 3: 47، الصحاح 3:
1244، (صلع).
(2) الأصمع: الصغير الاذن. النهاية - لابن الأثير - 3: 53، الصحاح 3: 1245 (صمع).
(3) حمش الساقين: أي دقيقهما. النهاية - لابن الأثير - 1: 440 (حمش).
(4) الفتن 2: 668 / 1874، ويأتي نحوه في الحديث رقم 441 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى
زكريا.
(5) السويقة: تصغر السابق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صغر الساق،
لان الغالب في سوق الحبشة الدقة والحموشة. النهاية - لابن الأثير - 2: 423 (سوق).
(6) الفتن 2: 668 / 1872، وأخرجه في صحيح البخاري 2: 193 / 1591، و 194 /
1596، وصحيح مسلم 8: 183، وسنن النسائي 5: 216، ومسند أحمد 2: 442 /
7013، وسنن البيهقي 4: 340، والمستدرك - للحاكم - 4: 453، وأخرجه أيضا عن عدة
مصادر في كنز العمال 14: 221 / 38479 و 251 / 38610.
204

فصل
294 - وروى نعيم في حديث آخر بإسناده عن أبي هريرة يحدث أبا قتادة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تأتي الحبشة فيخربون البيت خرابا
لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه) (1).
فصل
295 - وذكر نعيم في حديث آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال: (كأني أنظر إلى أصلع أفدع أفحج (2) على ظهر الكعبة
يضربها بالكرزنة (3) (4).

(1) الفتن 2: 671 / 1880، وأخرجه بتفاوت يسير في مصنف ابن أبي شيبة 8: 612 /
136، ومسند أحمد 2: 566 / 7850، والمستدرك - للحاكم - 4: 452 - 453، وعنها
في كنز العمال 14: 273 / 38699.
(2) في المصدر: أفيدع أفيحج. وهما مصغر أفدع أفحج. وفي الأصل: (أفلج) بدل أفحج.
والفدع: زيغ بين القدم وبين عظم الساق، وكذلك في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن
أماكنها.
والفحج: تباعد ما بين الفخذين. النهاية - لابن الأثير - 3: 420 (فدع) و 415
(فحج).
(3) الكرزين: الفأس. النهاية - لابن الأثير - 4: 162 (كرزن).
(4) الفتن 2: 671 / 1882، ونحوه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله، في صحيح
البخاري 2: 194 / 1595، ومسند أحمد 1: 377 / 2011، وسنن البيهقي 4: 340،
وحلية الأولياء 8: 387، وعنها في كنز العمال 12: 204 / 34673.
205

فصل
296 - وذكر نعيم في حديث آخر عن عبد الله بن عمرو، قال: تهدم
الكعبة مرتين، ويرفع الحجر في المرة الثالثة (1) (2).
فصل
297 - وذكر نعيم في حديث آخر عن عبد الله بن عمرو، قال: هم
الذين يستخرجون كنوز فرعون بمدينة يقال لها: (منف) (3) ويخرج إليهم
المسلمون، فيقاتلوهم، ويغنمون تلك الكنوز حتى يباع الحبشي بعباءة (4).
فصل
298 - وذكر في حديث آخر عن عبد الله بن عمرو، قال: كأني أنظر إلى
حبشي أقرع حمش السابقين جالس على الكعبة بمسحاته وهو يهدم (5) (6).

(1) ورد في هامش الأصل: هذا من معجزات صاحب النبوة صلوات الله عليه، هدمها ابن الزبير
وبناها، وهدمها الحجاج وبناها، وقد بقي رفع الحجر في الثالثة.
(2) الفتن 2: 671 / 1884.
(3) (منف): اسم مدينة فرعون بمصر. معجم البلدان 5: 213.
(4) الفتن 2: 674 / 1894.
(5) في المصدر: وهي تهدم.
(6) الفتن 2: 675 / 1900.
206

فصل
299 - وذكر في حديث آخر عن عبد الله بن عمرو، سمعه يقول: لكأني
أنظر إلى الكعبة يهدمها رجل من الحبشة أصيلع أفيدع (1).
قال مجاهد: فلما هدمها ابن الزبير جئت لأنظر أرى ما قال فيه،
فلم أر مما قال شيئا (2).
الباب 207
فيما ذكره نعيم
من حديث الدابة المذكورة في القرآن الشريف.
300 - حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن طلحة بن عمرو عن عبد الله بن
عبيد بن عمير الليثي عن أبي الطفيل عن أبي سريحة، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (للدابة ثلاث خرجات من الدهر: تخرج خرجة في
أقصى اليمن، فيفشو ذكرها (زمانا طويلا) (3) في أهل البادية، فلا يدخل
ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تمكث زمانا طويلا بعد ذلك، ثم تخرج خرجة
أخرى قريبا من مكة، فيفشو ذكرها بالبادية، ثم تمكث زمانا طويلا، ثم بينما

(1) الفتن 2: 668 / 1873.
(2) الفتن 2: 668 / ذيل الحديث 1873.
(3) ما بين القوسين لم يرد في المصادر.
207

الناس ذات يوم في أعظم المساجد عند الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله
مسجدا، مسجد الحرام لم يرعهم (1) إلا ناحية المسجد تربو (2) (ما) (3) بين
الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج إلى المسجد فانفض (4)
الناس لها شتى ومعا، ويثبت لها عصابة من المسلمين، وعرفوا أنهم لن
يعجزوا الله، خرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب وبدت (5)
لهم، فجلت (6) وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية، ثم ولت في
الأرض، لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها
بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان الآن تصلي؟!، فيقبل عليها
بوجهه، فتسمه (7) في وجهه، ثم تذهب، فيتجاور الناس في ديارهم،
ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال، ويعرف الكافر من
المؤمن، حتى أن الكافر ليقول للمؤمن: يا مؤمن اقضني حقي، ويقول
المؤمن للكافر: يا كافر اقضني حقي) (8).

(1) أي: لم يشعروا، كأنها فاجأتهم بغتة من غير موعد ولا معرفة، فراعهم ذلك وأقرعهم. النهاية
- لابن الأثير - 2: 278 (روع).
(2) أي: تزداد. النهاية - لابن الأثير - 2: 192، الصحاح 6: 2349 (ربا).
(3) أضفناها من المصدر.
(4) أي: تفرق. الصحاح 3: 1098 (فضض).
(5) في المصادر: فبدت.
(6) جلت وجوههم: أي صقلتها ونورتها. الصحاح 6: 2304 (جلا).
(7) تسمه في وجهه: أي تترك فيه علامة. النهاية - لابن الأثير - 5: 186، الصحاح 5: 2051
(وسم).
(8) الفتن 2: 661 - 662 / 1851، وأخرجه في المستدرك 4: 484، والمعجم الكبير 3:
173 - 174 / 3035، وعقد الدرر: 313 - 314.
208

الباب 208
فيما ذكره نعيم في حديث آخر
عن الدابة عن حذيفة.
301 - حدثنا نعيم بإسناده عن حذيفة، قال: إن للدابة ثلاث
خرجات: تخرج في بعض البوادي، ثم تنكمن - يعني تكمن - وخرجة في
بعض القرى حتى تذكر، فيهريق الأمراء فيها الدماء، ثم تنكمن، فبينما
الناس عند أشرف المساجد وأعظمها وأفضلها حتى ظننا أنه يسمي المسجد
الحرام وما سماه، إذ رفعت لهم الأرض، فانطلق الناس هرابا، وتبقى عصابة
من المسلمين، فيقولون: إنه لا ينجينا (1) من أمر الله شئ، فتخرج عليهم
الدابة، فتجلو وجوههم مثل الكوكب الدري، ثم تنطلق فلا يدركها طالب
ولا يفوتها هارب، وتأتي الرجل وهو يصلي، فتقول: والله ما كنت من أهل
الصلاة، فيلتفت إليها، فتخطمه (2)، قال: وتجلو وجه المؤمن وتخطم
الكافر.
قال: فقيل له: ما الناس يومئذ يا حذيفة؟ قال: جيران في الرباع (3)،

(1) في المصدر: لن ينجينا.
(2) تخطمه: أي تسمه، من خطمت البعير، إذا كويته خطا من الانف إلى أحد خديه، وتسمى
تلك السمة الخطام. النهاية - لابن الأثير - 2: 50 (خطم).
(3) الرباع: الدور. الصحاح 3: 1211 (ربع).
209

شركاء في الأموال، أصحاب في الاسفار (1).
الباب 209
فيما ذكره نعيم في عدة أحاديث من وصف الدابة
302 - ذكر في حديث منها عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا،
وتخطم أنف الكافر بالخاتم) (2).
303 - وذكر نعيم في حديث: أن الدابة ذات زغب (3) وريش، لها أربع
قوائم، تخرج في بعض أودية (تهامة) (4).
304 - وذكر نعيم في حديث آخر عن الشعبي، قال: دابة الأرض
زباء (5) ذات وبر ينال رأسها السماء (6).

(1) الفتن 2: 666 - 667 / 1868.
(2) الفتن 2: 665 / 1861، وأخرجه في سنن ابن ماجة 2: 351 - 352 / 4066 وسنن
الترمذي 5: 340 / 3187، والمستدرك - للحاكم - 4: 485، ومسند أحمد 2: 572 /
7877، وعن عدة مصادر في كنز العمال 14: 343 / 38878.
(3) الزغب: صغار الريش أول ما يطلع. النهاية - لابن الأثير - 2: 304 (زغب).
(4) الفتن 2: 665 / 1862، وأخرجه في عقد الدرر: 315.
(5) الزبب: كثرة العشر، يعني أنها جمعت بين الشعر والوبر. النهاية - لابن الأثير - 2: 293
(زبب).
(6) الفتن 2: 665 / 1863.
210

305 - وفي حديث آخر: تخرج الدابة من صدع (1) في الصفا حضر (2)
الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها (3).
الباب 210
فيما ذكره نعيم من أن ملك الأشرار
مائة وعشرون سنة بعد الأخيار
306 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد
الرحمن بن ثروان عن العريان بن الهيثم، قال: سمعت عبد الله بن عمرو،
يقول، إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة لا يدري أحد من الناس متى
أولها (4).

(1) الصدع: الشق. الصحاح 3: 1241 (صدع).
(2) الحضر بالضم: العدو. النهاية - لابن الأثير - 1: 398 (حضر).
(3) الفتن 2: 664 / 1859، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 8: 619 / 179.
(4) الفتن 2: 644 / 1802.
211

الباب 211
فيما ذكره نعيم فيما يمكن أن يكون
المراد بهذه المائة وعشرين سنة.
307 - حدثنا نعيم، حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن خيثمة
عن عبد الله بن عمر (1)، قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها
عشرين ومائة سنة (2).
الباب 212
فيما ذكره نعيم من حديث غريب في خروج الدابة،
وأنها تقتل إبليس، وتصفو الدنيا لأهلها بالعدل.
308 - قال: حدثنا نعيم، حدثنا أبو عمر عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب
ابن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم، قال: (خروج الدابة بعد طلوع الشمس، فإذا
خرجت قتلت الدابة إبليس وهو ساجد، ويتمتع المؤمنون في الأرض بعد ذلك

(1) في المصدر: عبد الله بن عمرو.
(2) الفتن 2: 656 / 1849.
212

أربعين سنة لا يتمنون شيئا إلا أعطوه ووجدوه، فلا جور ولا ظلم وقد أسلم
الأشياء لرب العالمين طوعا وكرها، والمؤمنون طوعا، والكفار كرها، والسبع
والطير كرها حتى أن السبع لا يؤذي دابة ولا طيرا، ويلد المؤمن فلا يموت حتى
يتم أربعين سنة بعد خروج دابة الأرض، ثم يعود فيهم الموت، فيمكثون
بذلك ما شاء الله، ثم يسرع ا لموت في المؤمنين، فلا يبقى مؤمن، فيقول
الكافر: قد كنا مرعوبين من المؤمنين، فلم يبق منهم أحد، وليس يقبل منا
توبة فما لنا لا نتهارج (1)، فيتهارجون في الطريق تهارج البهائم ثم يقوم أحدهم
بأمه وأخته وابنته، فينكح في وسط الطريق يقوم عنها واحد وينزل عليها آخر
لا ينكر ولا يغير، فأفضلهم يومئذ من يقول: لو تنحيتم عن الطريق كان
أحسن، فيكونون بذلك حتى لا يبقى أحد من أولاد النكاح، ويكون جميع
أهل الأرض أولاد السفاح، فيمكثون بذلك ما شاء ا لله، ثم يعقم الله أرحام
النساء ثلاثين سنة فلا تلد امرأة، ولا يكون في الأرض طفل، يكونون كلهم
أولاد الزنا، شرار الناس، وعليهم تقوم الساعة) (2).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس: هذا آخر
ما علقناه من كتاب الفتن لنعيم بن حماد الممدوح في الاصدار والايراد.
وكان آخر الفراغ منه يوم الاثنين خامس عشر من المحرم سنة ثلاث
وستين وستمائة في داري بالحلة، وقد حضرت من بغداد قاصدا لزيارة مولانا
الحسين (3) ومولانا علي صلوات الله جل جلاله على أرواحهما المعظمة
النبوية، وأقمت بالحلة أياما لمهمات دينية، فمن وقف على شئ مما ذكرناه

(1) الهرج: كثرة النكاح، ويتهارجون تهارج البهائم: أي يتسافدون. النهاية - لابن الأثير - 5:
257 (هرج).
(2) الفتن 2: 663 - 664 / 1857، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4: 521 - 522.
(3) وإنما قدمت ذكر مولانا الحسين على مولانا علي عليهما السلام، لأني زرت - لما وصلت من
بغداد إليهما - الحسين أولا ثم مولانا عليا صلوات الله عليهما. هامش الأصل.
213

ورآه يخالف الحق الذي كنا رويناه أو عرفناه فالدرك على من رواه ونحن بريئون
من الملامة في الدنيا ويوم القيامة، فإننا قصدنا كشف ما أشار إليه، فإن
المصنف نعيم بن حماد ما هو من رجال شيعة أهل بيت ا لنبي صلوات الله عليه
وآله.
والحمد لله رب العالمين، وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله
الطاهرين.
* * *
214

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي
الفاطمي: أحمد الله جل جلاله بلسان حالي ولسان حال كل حال، منذ
شملتني نعمه جل جلاله، ومع دوام نعمائه فيما لا يزال على الدوام والاتصال
والمضاعفة إلى ما لا نهاية له من الحمد على أبلغ صفاته في الكمال.
وأشهد أن لا إله إلا هو، شهادة مكملة الاخلاص، ومحملة لما وهب
المنعم بها من خلص الاختصاص.
وأشهد أن جدي محمدا صلوات الله عليه وآله أشرف وأعرف من اتصف
بأسرارها وأنوارها وهدي إلى علو منارها.
وأشهد أن نوابه عليهم السلام في حفظ ناموسها وشعارها، وصيانتها
عمن يهجم على التحيل في كشف شموسها وأقمارها، يجب أن يكونوا سائرين
على مراكب القوة، وفي مواكب النبوة، وعليهم خلع العصمة والجلالة
وسلاح صاحب الرسالة لتقوى هممهم على ما قوي عليه، ويسيروا على منهاجه
دافعين لخطر من يريد منعهم مما قصدوا إليه ليتم تصديق ما نطق به القرآن المصون
215

في قوله جل وجلاله: (والله متم نوره ولو كره الكافرون) (1).
وبعد فإنني عازم على أن أعلق في هذه الأوراق ما وجدته على سبيل
الاتفاق في كتاب الفتن تأليف السليلي ابن أحمد بن عيسى بن شيخ الحسائي
من رواة الجمهور من نسخة أصلها في المدرسة المعروفة بالتركي بالجانب
الغربي من البلاد الواسطية، تأريخ كتابتها سنة سبع وثلاثمائة، ودرك
ما تضمنته على الرواة، وأنا بريء من خطره، لأنني أحكي ما أجده بلفظه
ومعناه إن شاء الله تعالى، وهذا أول الأبواب:
الباب 1
فيما نذكره من مقدار الزمان من كتاب الفتن السليلي:
309 - قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا محمد بن
حميد الرازي، قال: أخبرنا يحيى بن واضح، قال: أخبرنا يحيى بن
يعقوب عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: الدنيا جمعة من
جمع الآخرة سبعة آلاف سنة، فقد مضى ستة آلاف سنة ومئة سنة، وليأتين
عليها مئون من السنين ليس عليها موحد (2).
310 - وروى بإسناده عن كعب الأحبار: أن الدنيا ستة آلاف سنة (3)

(1) الصف: 8.
(2) تأريخ الطبري 1: 10، وعنه في كنز العمال 6: 161 / 15222، وفي نهاية البداية والنهاية
1: 22 (الدنيا جمعة من جمع الآخرة).
(3) تاريخ الطبري 1: 10.
216

311 - وروى عن وهب: أنها ستة آلاف سنة (1).
312 - وروى في حديث رفعه إلى ابن زمل الجهني، قال: قلت لرسول
الله صلى الله عليه وآله: رأيت إني لزمت طريقا فمضيت فيه، وذلك الطريق
ينتهي على مرج حتى آتي أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر
فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
(أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة، فالدنيا سبعة
آلاف وأنا في آخرها) (2).
الباب 2
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
في قول النبي عليه السلام: (إن الاسلام بدأ غريبا،
وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء).
313 - رواه بإسناده إلى عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله
قال: (إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء) (قيل:
ومن الغرباء؟ قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس) (3).

(1) تأريخ الطبري 1: 10، وفيه: وقال آخرون.
(2) كنز العمال 14: 191 / 38333 وفيه (الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا).
(3) مسند أحمد 5: 25 / 16249، و 1: 657 - 658 / 3775، سنن ابن ماجة 2: 1319 -
1320 / 3986، الفتن - لابن حماد - 1: 189 / 507.
217

الباب 3
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
في أن العلم ينفد، ولا نعني بقاء الكتاب.
314 - قال: حدثنا أبو علي الحسن بن الحباب المقري، قال: حدثنا
عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الوليد بن
أبي مالك عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله
عليه وآله قال: (خذوا العلم قبل أن ينفد) قالوا: وكيف ينفد وفينا كتاب
الله؟ فغضب لا يغضبه الله، ثم قال: (ثكلتكم أمهاتكم، أولم تكن التوراة
والإنجيل في بني إسرائيل، ثم لم تغن عنهم شيئا؟ إن ذهاب العلم ذهاب
حملته) قالها ثلاثا (1).
الباب 4
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في مدح العقل.
315 - ذكر بإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لما
خلق الهل العقل قال له: قم، فقام، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له:

(1) المعجم الكبير - للطبراني - 8: 232 / 7906، سنن الدارمي 1: 189 / 240.
218

أقبل، فأقبل، فقال له تبارك وتعالى: ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك
ولا أكرم علي منك، فبك آخذ وبك أعطي وبك أعرف، لك الثواب وعليك
العقاب) (1).
الباب 5
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
في أنه يأتي زمان يعرج فيه بعقول الناس.
316 - وذكر بإسناده عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: (يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا ترى أحدا ذا
عقل) (2).

(1) المعجم الكبير - للطبراني - 8: 283 / 8086، مجمع الزوائد 8: 28، الكامل - لابن
عدي - 2: 390 و 6: 14 بتفاوت يسير.
(2) الفتن - لابن حماد - 1: 62 / 107 بتفاوت يسير، وتقدم نحوه في الحديث رقم 10.
219

الباب 6
فيما نذكره من عذاب القبر والجريدتين
مع الأموات من كتاب الفتن للسليلي.
317 - قال: حدثنا أبو الليث، قال: حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي،
قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش عن مجاهد عن طاووس عن
ابن عباس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله بقبرين، فقال: (إنهما
ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الاخر
فكان لا يستبرئ من بوله) وأخذ جريدة رطبة، فشقها بنصفين، ثم غرز في كل
قبر واحدة، فقيل: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: (لعلهما أن يخفف
عنهما ما لم تيبسا) (1).
الباب 7
فيما نذكره من أن الصحابة أنكروا قلوبهم
بعد دفن النبي صلى الله عليه وآله، من كتاب الفتن للسليلي.
318 - قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال:

(1) سنن النسائي 4: 106، مسند أحمد 1: 373 / 1981.
220

حدثنا الصلت بن مسعود، قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس
ابن مالك، قال: إنا لفي دفن رسول الله صلى الله عليه وآله، فما نفضنا أيدينا
حتى أنكرنا قلوبنا.
الباب 8
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما ذكر
أنه جاء في إمامة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام،
وأيامه وآياته ودلائله منها في حديث الناكثين والقاسطين
والمارقين، وأنه لا يسأل عن شئ إلى القيامة إلا أخبر به.
319 - قال: حدثنا ابن عقيل الأنصاري، قال: حدثنا عمران بن
موسى، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا الطنافسي، قال:
سمعت ابن حميد الملائي، قال: سمعت عبد الرحمن بن حميد، قال:
سمعت عمرو الملائي يقول: سمعت زر بن حبيش، قال: سمعت علي بن
أبي طالب عليه السلام يقول: (أنا فقأت (1) عين الفتنة، ولولاي ما قوتل أهل
الجمل ولا أهل صفين ولا أهل النهروان، سلوني قبل أن تفقدوني: إما ميتا
وإما مقتولا بل قتلا، ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم من أعلاها، والذي فلق
الحبة وبرأ النسمة لا تسألوني فيما بيني وبين قيام الساعة عن فئة تضل مائة أو
تهدي مائة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها) (2).

(1) فقأ العين: قلعها أو بخقها، والبخق: العور بانخساف العين. القاموس المحيط 1: 134
(فقأ) الصحاح 1: 63 (فقأ) و 4: 1448 (بخق).
(2) قطعة منه في فتن ابن حماد 1: 40 / 45 ونهج البلاغة 2: 177، والغارات 1: 5.
221

320 - وبإسناده عن عبد الله بن شريك عن علي قال: (أمرني رسول
الله أن أقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، ولو أمرني برابعة لقاتلتهم) (1).
الباب 9
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي:
إن الأمة ستغدر بعلي بن أبي طالب.
321 - قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا محمد بن عبيد
البخاري، قال: حدثنا ربيع بن سهل الفزاري، قال: حدثنا سعيد بن عبيد
الطائي عن علي بن ربيعة المالكي، قال: سمعت عليا على منبر الكوفة وهو
يقول: (عهد إلي النبي الأمي أن الأمة ستغدر بي) (2).
ورواه في ترجمة أبي موسى الأشعري عن النبي عليه السلام أن الأمة
ستغدر بعلي عليه السلام، برواية كاملة.

(1) قطعة منه في المناقب - للخوارزمي -: 194، وكنز العمال 11: 292 / 31552 و 31553.
(2) أخرجه الحاكم في مستدركه 3: 140 عن أبي إدريس الأودي عن الإمام علي (عليه السلام):
(إن ما عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله) أن الأمة ستغدر بي بعده) وكذلك في كنز العمال
11: 297 / 31561، ويأتي قريبا منه في الحديث رقم 338.
222

الباب 10
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
من تحذير عائشة عما عملت بالبصرة
322 - بإسناده المتصل عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: (ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ يقتل عن يمينها وعن
شمالها فيام (1) من الناس) (2).
الباب 11
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
من أن مروان قتل طلحة يوم الجمل.
323 - ذكر بإسناده عن قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم
يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته، فجعل الدم يدفع الدم ويسيل، فإذا

(1) الفيام: جماعة من الناس. لسان العرب 10: 371 (فيم).
(2) قطعة منه في فتن ابن حماد 1: 83 - 84 / 188 - 189، ومصنف عبد الرزاق 11: 365 /
20753، وتقدمت قطعة منه في الحديثين رقم 18 و 19 نقلا عن كتاب الفتن لابن حماد 1:
83 - 84 / 188 و 189.
223

أمسكوه استمسك وإذا تركوه سال، فقال: دعوه، قال: فجعلوا إذا أمسكوا
فم الجرح انتفخت ركبته، فقال: دعوه، فإنه سهم أرسله الله، فمات،
فدفنوه على شاطئ (الكلاء) (1) فرأى بعض أهله أنه قال: ألا تريحوني من هذا
الماء، فإني قد غرقت ثلاث مرات، قال: فنبشوه فإذا قبره أخضر كأنه
السلق (2)، فنزحوا عنه الماء ثم استخرجوه فإذا مما يلي الماء من لحيته ووجهه
قد أكلته الأرض، فاشتروا له دارا من دور أبي بكرة، فدفنوه فيها (3).
الباب 12
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما رواه
من اعتراف الزبير بنهي النبي عليه السلام عن حرب علي عليه
السلام.
324 - وذكر بإسناده عن أبي جرو المازني، قال: سمعت عليا وهو
يناشد الزبير يوم الجمل يوم تواقعا وهو يقول: (أنشدك بالله يا زبير أما سمعت
رسول الله يقول: إنك تقاتلني وأنت لي ظالم؟) قال: بلى ولكني نسيت (4).

(1) الكلاء: كل مكان ترفأ فيه السفن، وساحل كل نهر، وهو اسم محلة مشهورة وسوق بالبصرة.
معجم البلدان 4: 472.
(2) السلق: بقلة. القاموس المحيط 3: 358، لسان العرب 6: 336 (سلق).
(3) انظر: الاستيعاب 2: 768 - 769 (باب طلحة).
(4) أنظر: مروج الذهب 2: 371، والمناقب - للخوارزمي -: 179، وكنز العمال 11: 332 /
31659 و 31660، وتأتي الإشارة إليه في ذيل الحديث رقم 480 نقلا عن كتاب الفتن لابي
يحيى زكريا.
224

الباب 13
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
في أن معاوية قال: إنه ما حارب إلا للولاية.
325 - وذكره بإسناده عن سعيد بن سويد قال: جاء معاوية فخطب
الناس، فقال: يا أهل الكوفة ألا ترونني إني ما قاتلتكم على أن تصوموا أو
على أن تصلوا، إنما قاتلتكم على أن أتأمر عليكم وقد أمرني الله عليكم على
رغم أنفكم (1).
الباب 14
فيما نذكره من شهادة عائشة على معاوية
أنه الفئة الباغية، من كتاب الفتن للسليلي.
326 - وذكر بإسناده عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله،
قال لعمار: (تقتلك الفئة الباغية) (2).

(1) أنظر: مختصر تاريخ دمشق 25: 43، وشرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16: 46.
(2) أنظر: صحيح مسلم 8: 186، ومختصر تاريخ دمشق 18: 55، ووقعة صفين: 324،
وكنز العمال 11: 344 / 31698.
225

الباب 15
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن عدد من
خرج مع مولانا علي عليه السلام من أهل بدر
وبيعة الرضوان وأويس القرني
327 - وذكر بإسناده عن سعيد بن جبير، قال: كان مع علي عليه
السلام ثمانمائة من الأنصار وتسعمائة من (أهل) بيعة الرضوان.
328 - وروى في حديث آخر بإسناده عن أبي إسرائيل عن الحكم،
قال: شهد مع علي ثمانون بدريا، وخمسون ومائتان ممن بايع تحت
الشجرة.
329 - وذكر في حديث بإسناده أن أويس القرني كان مع مولانا علي عليه
السلام يوم صفين (1).
الباب 16
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن ضلال الخوارج.
330 - وذكر بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: بينا رسول الله

(1) وقعة صفين: 324.
226

صلى الله عليه وآله يقسم قسما، فقام ذو الخويصرة رجل من بني تميم،
فقال: يا رسول الله أعدل، فقال: (يا ويحك، فمن يعدل عليك إذا لم أعدل؟)
فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنق المنافق، قال: (لا، فإن له
أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من
الدين مروق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ، وينظر إلى
رصافه (1) فلا يوجد فيه شئ وينظر إلى نضيه (2) فلا يوجد فيه شئ، وينظر إلى
قذذه (3) فلا يوجد فيه شئ سبق الفرث والدم، يخرجون على حين فرقة من
الناس، آيتهم رجل أدعج (4)، إحدى يديه كثدي المرأة والبضعة (5) تدردر (6).
قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول
هذا، وأشهد أني كنت مع علي عليه السلام حين قاتلهم، فالتمس في
القتلى، فأوتي به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وآله (7).

(1) الرصاف: هو عقب يلوى على مدخل النصل النهاية - لابن الأثير - 2: 227 (رصف).
(2) النضي: نصل السهم. وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا. النهاية - لابن الأثير -
5: 73 (نضا).
(3) القذذ: ريش السهم، واحدتها: قذة. النهاية - لابن الأثير - 4: 28 (قذذ).
(4) الدعج: السواد في العين وغيرها، والمراد: رجل أسود. النهاية - لابن الأثير - 2: 119
(دعج).
(5) البضعة: القطعة من اللحم. النهاية - لابن الأثير - 1: 113 (بضع).
(6) تدردر: تتحرك، تجيء وتذهب، والأصل: تتدردر، فحذفت إحدى التاءين. النهاية - لابن
الأثير - 2: 112 (دردر).
(7) صحيح مسلم 3: 112، صحيح البخاري 4: 215 - 216 / 3610، كنز العمال 11:
307 / 31589، المناقب - للخوارزمي - 259 / 242.
227

الباب 17
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في عذر
مولانا الحسن في صلح معاوية، وبشارته بالمهدي.
331 - وذكر بإسناده عن الشعبي عن سفيان بن أبي ليلى (1) أنه أتى
الحسن بن علي بالمدينة حين انصرف من عند معاوية، فوجده بفناء داره،
فلما انتهى إليه قال: السلام عليك يا مذل المؤمنين (2)، فقال، (انزل
يا سفيان ولا تعجل كيف قلت يا سفيان؟) قال: قلت: السلام عليك يا مذل
المؤمنين (3)، قال: (وما ذكرك لهذا؟) فذكرت الذي كان من تركله للقتال
ورجوعه إلى المدينة، قال: (يا سفيان حملني عليه إني سمعت عليا يقول:
لا تذهب الليالي ولا الأيام حتى يجتمع (أمر) (4) هذه الأمة على رجل واسع
السرم ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع، لا يموت حتى لا يكون له في الأرض
عاذر (5) ولا في السماء ناصر، وإنه لمعاوية، وإني قد عرفت أن الله بالغ أمره)
فنودي بالصلاة، فقال: (هل لك يا سفيان في المسجد؟) قال: قلت:
نعم، قال: فخرجنا نمشي حتى مررنا على حالب له، فحلب ناقة له، فتناول
فشرب قائما، وسقاني وقال: (ما جاء بك يا سفيان؟) قال: قلت: حبكم
والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق، قال: (فأبشر يا سفيان إني سمعت

(1) في الأصل: سفيان بن أبي الليل. وفيما عدا شرح نهج البلاغة: سفيان بن الليل.
(2 و 3) في الأصل: أمير المؤمنين. وما أثبتناه من المصدر.
(4) زيادة من المصادر.
(5) أي: أثر. النهاية - لابن الأثير - 3: 198 (عذر).
228

عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يرد علي الحوض من أهل
بيتي ومن أحبني من أمتي كهاتين - وسوى بين إصبعيه (1) - ولو شئت لقلت:
كهاتين (2)، ما لأحدهما فضل على الاخر، أبشر يا سفيان، فإن الدنيا تسع
البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله) (3).
332 - وذكر في حديث آخر عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال:
(إني أرى الناس يقولون: إن الحسين بن علي بايع معاوية طائعا غير مكره،
وأيم الله ما فعلت حتى خذلني أهل العراق، ولولا ذلك ما بايعته ولا نعمة (4)
عين).
الباب 18
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من تعريف
مولانا علي عليه السلام باجتماع الناس على معاوية،
وأنه يقاتل ليبلي عذرا عند الله عز وجل.
333 - وذكر بإسناده عن عتاب بن جعفر عن عبد الرزاق بن همام عن أبيه

(1) أي: السبابة والوسطى، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
(2) أي: السبابتين، كما في شرح نهج البلاغة.
(3) أورده بمعناه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 16: 44 - 45، وأخرج بعضه أيضا في
ص 16، وقطعة منه في فتن ابن حماد 1: 116 / 267 و 164 / 422، ومختصر تأريخ
دمشق 25: 43، وتقدم نحوه عن فتن ابن حماد في الحديث رقم 15.
(4) نعمة عين: أي قرة عين. يعني لا أقر عيني بطاعته واتباع أمره. النهاية - لابن الأثير - 5:
84.
229

عن مينا، قال: سمع علي ضوضاء (1)، فقال: (ما هذا؟) قالوا: هلك
معاوية، قال: (كلا والذي نفسي بيده لا يموت حتى يجتمع هذا الامر في يده
هكذا، وأشار ثلاثة وتسعين، عقد عتاب بيده، وقال هكذا.
قال عبد الرزاق: فقيل لعلي عليه السلام: فعلى ما نقاتله؟ قال:
(أبلى عذرا فيما بيني وبين الله عز وجل) (2).
قلت أنا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقتال الناكثين
والقاسطين والمارقين، ومعاوية أحدهم، فهل كان يجوز له أن يترك قتالهم كما
أنزل الله جل جلاله القرآن وأمر بالايمان من يعلم أنه لا يؤمن؟
الباب 19
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من أمر
رسول الله صلى الله عليه وآله بقتل معاوية إذا ادعى الامارة.
334 - وذكر بإسناده عن محمود بن لبيد، قال: حدثني نفر من قومي
من بني عبد الأشهل شهدوا بدرا، قالوا: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله،
ومعنا معاوية، فأشار بإصبعه إلى بطنه وقال: (إن هذا سيطلب الامارة يوما،
فإذا رأيتموه فعل ذلك فابقروا بطنه) (3).
335 - وذكر حديثا آخر بإسناده عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله

(1) الضوضاء: أصوات الناس وجلبتهم. لسان العرب 8: 103 (ضوا).
(2) أورد نحوه ابن شهرآشوب في المناقب 2: 259.
(3) أنظر: معاني الاخبار: 346 (باب معنى استعانة ا لنبي صلى الله عليه وآله...).
230

صلى الله عليه وآله: (إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه) (1).
336 - وذكر حديثا آخر عن مولانا علي عليه السلام أنه قال: (معاوية
فرعون هذه الأمة وعمرو بن العاص هامانها).
الباب 20
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في
ذم أبي موسى الأشعري ومدح أهل البيت.
337 - قال: وجدت في كتابي (2): حدثنا محمد، قال: حدثنا أبو
الصلت، قال: حدثنا خالد بن مخلد القطواني، قال: حدثنا سليمان بن
بلال عن عبد الحميد بن أبي الخنساء عن زياد بن يزيد بن فروة عن أبيه،
قال: سمعت سلمان الفارسي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: (إن أمتي ستفترق على ثلاث فرق: فرقة منها على الحق لا ينقص
الباطل منه شيئا، يحبون أهل بيتي، مثلهم مثل صاحب (3) الذهبة الحمراء
أوقد عليها صاحبها فلم تزدد إلا خيرا، وفرقة منها على الباطل لا ينقص الحق
منهم شيئا، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل صاحب خبث الحديث
أوقد عليه فلم يزده إلا شرا، وفرقة منهم مدهدهون (4) فيما بين هؤلاء وهؤلاء على

(1) أنظر: وقعة صفين: 216، ومختصر تأريخ دمشق 25: 46.
(2) كذا في الأصل، ولعلها: كتاب.
(3) في الأصل: صاحبة.
(4) أي: مذبذبون. ودهدهت الحجارة ودهديتها: إذا دحرجتها. لسان العرب 4: 422
(دهده).
231

ملة السامري لا يقولون لا مساس، ولكن يقولون: لا جهاد، وإمامهم أبو
موسى الأشعري.
أقول أنا: يعني - عليه السلام - أبا موسى والجماعة الذين تخلفوا
بالمدينة عن بيعة مولانا علي عليه السلام، ولم يسيروا معه إلى جهاد أعدائه.
الباب 21
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن النبي
صلى الله عليه وآله: أن الأمة ستغدر بعلي عليه السلام
بعد وفاته، غير ما قدمناه (1).
338 - وذكر بإسناده عن سالم الحنفي، قال: قال علي عليه السلام
وهو في الرحبة جالس: (انتدبوا) فانتدب في مائة، قال: ثم قال: (ورب
السماء والأرض) مرتين (لقد حدثني خليلي أن أمته ستغدر بي من بعده عهدا
معهودا وقضاء مقضيا، وقد خاب من افترى) (2).
339 - وروى بإسناده عن أنس بن مالك قال: كنت أنا وعلي بن أبي
طالب مع النبي صلى الله عليه وآله في بعض حيطان المدينة، فمررنا
بحديقة، فقال علي: (ما أحسن هذه الحديقة يا نبي الله!) قال:
(حديقتك في الجنة أحسن منها) ثم مررنا بحديقة أخرى، فقال علي:
(ما أحسن هذه الحديقة يا نبي الله!) قال: (حديقتك في الجنة أحسن

(1) تقدم في الحديث 321.
(2) انظر: كنز العمال 11: 297 / 31562.
232

منها) ثم وضع النبي رأسه على ها هنا - وأشار بيده إلى منكبه - ثم بكى، فقال
علي: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: (ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك
حتى يفارقوني أو يفقدوني) (1).
الباب 22
فيما نذكره من كتاب الفتن أيضا للسليلي
في تعريف مولانا علي عليه السلام لأصحابه لما تجري الحال
عليه من قتل طلحة والزبير، والعسكر الذي ينصرونه من الكوفة.
340 - وذكر بإسناده عن أبي بكر بن عياش عن الأجلح بن عبد الله
الكندي عن أبيه عن ابن عباس، قال: أقبلنا من المدينة ونحن سبعمائة
راكب، فإنا لنسير ذات يوم إذ قال بعض القوم: إنا أكلة رأس، أين نسير؟
إلى قوم كلهم يقاتل عن دم عثمان، فانتشر الكلام فيهم.
قال ابن عباس: فأتيت عليا وقلت: ألا ترى أن الناس قد فشا فيهم هذا
الكلام؟: إنما نحن أكلة رأس، نسير إلى مائة ألف كلهم يقاتل عن دم عثمان،
فخطب الناس عند ذلك، فقال في خطبته: (ألا ترون والذي نفسي بيده
ليقتلن طلحة والزبير، وليهزمن أهل البصرة، وليخرجن إليكم من أهل الكوفة
خمسة آلاف وستمائة أو خمسمائة) وشك الأجلح.

(1) أنظر: المستدرك - للحاكم - 3: 139، وكنز العمال 13: 176 / 36523، ومجمع
الزوائد 9: 118، ومسند أبي يعلى 1: 426 - 427 / 565، ويأتي في ذيل الحديث رقم
480 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
233

قال: فسرنا فوالله لذلك نسير إذ نظرت إلى سواد قد أقبل وإلى رجل قد
شخص، فقلت: لو استقبلت هذا الرجل، فاستقبلته فسألته كم أنتم؟ قال:
خمسة آلاف وستمائة رجل، قال: وإذا رجلان قد برزا فسألتهما فأخبرانا
بذلك.
الباب 23
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
فيما أخبر به مولانا علي عليه السلام من أن خالد بن عرفطة
لا يموت حتى يحمل راية ضلالة فكان كذلك
341 - وذكر بإسناده عن يونس بن النعمان عن أم حكيم بنت عمرو بن
شيبان الجدلية، قالت: سمعت عليا وقد جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين
استغفر لخالد بن عرفطة، فإنه قد مات بأرض تيماء (1)، فقال: (كذبت والله
ما مات ولا يموت حتى يدخل من هذا الباب، يحمل راية ضلالة) وأشار إلى
ناحية باب الفيل.
قالت أم حكيم: فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى دخل
بها من الباب الذي أشار إليه علي حتى ركزها وسط المسجد ومعاوية نازل
بالقبلة (2).

(1) أرض تيماء: مضلة مهلكة. لسان العرب 2: 71 (تيم).
(2) انظر: شرح نهج البلاغة 2: 286 - 287، والمناقب - لابن شهرآشوب - 2: 270.
234

الباب 24
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
من تعريف الله جل جلاله للنبي صلى الله عليه وآله بما جرت
حال مولانا الحسين عليه السلام عليه.
342 - وذكر بإسناده عن أم سلمة، قالت: كان النبي صلى الله عليه
وآله في بيتي، قال: (لا يدخل علي أحد) فدخل الحسين، فسمعت نشيج (1)
النبي صلى الله عليه وآله يبكي، فدخلت فإذا حسين في حجره يمسح رأسه
ويبكي، فقلت: والله ما علمت به حين دخل فقال: (إن جبرئيل كان معنا
في البيت، فقال: أتحبه؟ فقلت: أما من حب الدنيا فنعم، قال: إن أمتك
ستقتله بأرض يقال لها: كربلاء) فتناول جبرئيل من تربتها، فأراه النبي
صلى الله عليه وآله، فلما أحيط بالحسين قال: (ما اسم هذه الأرض؟)،
قالوا: كربلاء، قال: (صدق الله، أرض كرب و بلاء) (2).

(1) النشيج: صوت معه توجع وبكاء، كما يردد الصبي بكاءه في صدره. النهاية - لابن الأثير -
5: 52 - 53 (نشج).
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3: 108 - 109 / 2819، وعنه في مجمع الزوائد 9:
188 - 189.
235

الباب 25
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
من تعريف مولانا علي عليه السلام لأصحابه لما
اجتاز بكربلاء بقتل الحسين في موضع منها فكان كذلك.
343 - وذكر بإسناده المتصل عن عطاء بن السائب عن ميمون عن
شيبان، قال: أقبلنا مع علي بن أبي طالب من صفين حتى نزلنا كربلاء وهو
على بغلة له، فنزل عن البغلة فأخذ كفا من تحت حافر البغلة فشمها ثم قبلها
ووضعها على عينيه وبكى وقال: (وأي حبيب يقتل في هذا الموضع، كأني
أنظر إلى ثقل من آل رسول الله قد أناخوا بهذا الوادي فخرجتم إليهم
فقتلتموهم، ويل لكم منهم وويل لهم منكم، ما أعلم شهداء أفضل منهم إلا
شهداء خلقهم مع محمد صلى الله عليه وآله ببدر) وقال: (ائتوني برجل
حمار أو فك حمار) فأتيته برجل حمار ميت، فأوتده في موضع حافر البغلة،
فلما قتل الحسين صلوات الله عليه جئت فاستخرجت رجل الحمار من موضع
دمه عليه السلام، وإن أصحابه لربضة (1) حوله (2).

(1) الربضة: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة. النهاية - لابن الأثير - 2: 185 (ربض).
(2) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير 3: 111 / 2826، والهيثمي في مجمع الزوائد 9:
191، وانظر وقعة صفين: 140 - 142، وشرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 3: 169 -
171، ومختصر تأريخ دمشق 7: 147.
236

الباب 26
فيما نذكره من كتاب الفتن المذكور
في تعريف مولانا علي للحسين عليهما السلام بما جرت حاله
عليه.
344 - وذكر بإسناده المتصل عن عبد الله بن نجي الكندي عن أبيه،
قال: كنا مع علي بن أبي طالب، فرجعنا من صفين، فلما حاذى نينوى نادى
علي: (اصبر أبا عبد الله بشط الفرات) فالتفت إليه الحسين، فقال:
(وما ذاك يا أمير المؤمنين؟) قال علي: (دخلت على النبي صلى الله عليه
وآله وعيناه تدمعان، فقلت: ما بال عينيك تدمعان بأبي وأمي، فقال: قام من
عندي جبرئيل قبيل ساعة فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، ثم قال:
هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب ثم
ناولنيها، فلم أملك عيني أن فاضتا) (1).

(1) أخرج نحوه أحمد في مسنده 1: 137 / 649، والطبراني في المعجم الكبير 3: 105 -
106 / 2811، والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 187، وانظر: وقعة صفين: 140 -
142، وشرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 3: 169 - 171.
237

الباب 27
فيما نذكره من كون بني أمية كانوا
أعداء بني هاشم وأهل بيت النبوة، وكانوا مع ذلك عارفين
بالمهدي ومذكورا في أيامهم وفي أيام معاوية.
فذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ، وهو من علماء
الجمهور، وقد ذكرت ثناءهم عليه في كتاب الأنوار الباهرة، فقال في كتاب
عيون أخبار بني هاشم وقد صنفه للوزير علي بن عيسى بن الجراح وجدته
ورويته من نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته، فقال ما هذا لفظه:
خبر في ذكر المهدي والامام.
345 - قال: وبإسناده أن معاوية أقبل يوما على بني هاشم، فقال:
إنكم تريدون أن تستحقوا الخلافة بما استحققتم به النبوة ولما تجتمعا لاحد،
ولعمري إن حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس، إنكم تقولون: نحن
أهل بيت الله، فما بال محلها ونبوته في غيرنا، وهذه شبهة لها تمويه، وإنما
سميت الشبهة شبهة، لأنها تشبه الحق حتى تعرف، وإنما الخلافة تتقلب في
أحياء قريش برضى العامة وشورى الخاصة، فلم يقل الناس: ليت بني هاشم
ولونا، ولو أن بني هاشم ولونا لكان خيرا لنا في ديننا ودنيانا، فلا هم اجتمعوا
عليكم، ولا هم إذا اجتمعوا على غيركم يمنعوكم، ولو زهدتهم فيها أمس لم
تقاتلوننا عليها اليوم، وقد زعمتم أن لكم ملكا هاشميا ومهديا قائما والمهدي
عيسى بن مريم، وهذا الامر في أيدينا حتى نسلمه إليه، ولعمري لئن ملكتم
ما ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم، ثم سكت.
238

فقام فيهم عبد الله بن عباس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما
قولك: إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة، فإذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبم
نستحق؟
وأما قولك: إن النبوة والخلافة لم تجتمعا لاحد، فأين قول الله عز
وجل: (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) (1)
فالكتاب: النبوة، والحكمة: السنة، والملك: الخلافة، نحن آل
إبراهيم، أمر الله فينا وفيهم واحد، والسنة فينا وفيهم جارية.
وأما قولك: إن حجتنا مشتبهة، فهي والله أضوأ من الشمس، وأنور من
القمر، وإنك لتعلم ذلك، ولكن ثنى عطفك (2) وصعر (3) خدك، قتلنا أخاك
وجدك وعمك وخالك، فلا تبك على عظام حائلة (4) وأرواح زائلة في الهاوية
ولا تغضبن لدماء أحلها الشرك ووضعها الاسلام، فأما ترك الناس أن يجتمعوا
علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم، وكل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه
وزال باطله.
وأما قولك: إنا زعمنا أن لنا ملكا مهديا، فالزعم في كتاب الله شك،
قال الله سبحانه وتعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي
لتبعثن) (5) فكل يشهد أن لنا ملكا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ملكه الله
فيه، وأن لنا مهديا لو لم يبق إلا يوم واحد بعثه لامره يملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت جورا وظلما، لا يملكون يوما إلا ملكنا يومين، ولا شهرا إلا ملكنا

(1) النساء: 54.
(2) عطفا الرجل: جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، يقال: ثنى فلان عني عطفه: إذا أعرض
عنك. الصحاح 4: 1405 (عطف).
(3) صعر خده وصاعره: أي أماله من الكبر. الصحاح 2: 712 (صعر).
(4) عظم حائل: أي متغير قد غيره البلى. النهاية - لابن الأثير - 1: 463 (حول).
(5) التغابن: 7.
239

شهرين، ولا حولا إلا ملكنا حولين.
وأما قولك: إن المهدي عيسى بن مريم، فإنما ينزل عيسى على
الدجال، فإذا رآه ذاب كما تذوب الشحمة، والامام رجل منا يصلي عيسى
خلفه لو شئت سميته.
وأما ريح عاد وصاعقة ثمود فإنهما كانتا عذابا وملكنا رحمة.
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس مصنف هذا
الكتاب: ولم يذكر أن معاوية أقدم على رد عبد الله بن عباس عن هذا
الجواب.
الباب 28
فيما نذكره أيضا من كتاب محمد بن جرير الطبري،
الذي سماه عيون أخبار بني هاشم، ومناظرة عبد الله بن
عباس لمعاوية في إثبات أمر المهدي.
فقال ابن عباس لمعاوية ما هذا لفظه:
346 - أقول: إنه ليس حي من قريش يفخرون بأمر إلا وإلى جانبهم
من يشركهم فيه إلا بني هاشم، فإنهم يفخرون بالنبوة التي لا يشاركون فيها
ولا يساوون بها ولا يدافعون عنها، وأشهد أن الله تعالى لم يجعل من قريش
محمدا إلا وقريش خير البرية، ولم يجعله من بني هاشم إلا وهاشم خير
قريش، ولم يجعله من بني عبد المطلب إلا وهو من خير بني هاشم، ولسنا نفخر
عليكم إلا بما تفخرون به على العرب، وهذه أمة مرحومة، فمنها نبيها ومهديها
ومهدي آخرها من أولها، لان بنا فتح الامر وبنا يختم، ولكم ملك معجل ولنا
ملك مؤجل، فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك، لأنا أهل
240

العاقبة، والعاقبة للمتقين.
الباب 29
فيما نذكره من كتاب الفتن لابي صالح السليلي
- الذي تأريخ كتابته سنة سبع وثلاثمائة - أن كعبا ذكر
أن المهدي مذكور في التوراة.
فقال السليلي ما هذا لفظه:
347 - أخبرنا دويرية الدينوري الحناط، قال: أخبرنا أحمد المغازلي،
قال: أخبرنا ضمرة، قال: أخبرنا ابن شوذب عن أبي المنهال عن أبي زياد
عن كعب، قال: إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار التوراة ما عمله ظلم
ولا عيب (1).
أقول: وقد ذكر السليلي في كتابه أن عمر بن عبد العزيز كان يعرف
المهدي وأنه سأل عنه بعض الديرانيين من النصارى (2)، فصار المهدي مذكورا
في التوراة والإنجيل أو في ملتهما برجال الجمهور.
فصل
فيما رأيته من أصول الشيعة من مدح عمر بن عبد العزيز.
348 - قال: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام - وأنا عنده - عن عمر بن

(1) أخرجه ابن حماد في الفتن 1: 357 / 1034.
(2) يأتي في الحديث رقم 354.
241

عبد العزيز، فقال: أهو من الشجرة الملعونة؟ فقال: (لا تقل لعمر بن عبد
العزيز إلا خيرا، ما صنع إلينا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ما صنع إلينا عمر بن عبد العزيز).
349 - ومن الأصل المذكور عن أبي جعفر عليه السلام قال: (يبعث
عمر بن عبد العزيز أمة واحدة) (1).
وكتب في آخر هذا الأصل: تم كتاب موسى بن القاسم البجلي.
ورأيت في كتاب الفهرست للنجاشي ما هذا لفظه: موسى بن القاسم
ابن معاوية البجلي أبو عبد الله، يلقب المجلي ثقة ثقة جليل واضح الحديث
حسن الطريق له كتب (2). ثم سماها النجاشي.
وقد ذكرنا هذا لنثبت المدح لعمر بن عبد العزيز جزاه الله جل جلاله عنا
خير الجزاء.
وذكر ابن الأثير في تأريخه في ترجمة خلافة عمر بن عبد العزيز عند ذكر
سيرته ما هذا لفظه:
350 - قال محمد بن علي الباقر: (إن لكل قوم نجيبة، وإن نجيبة بني
أمية عمر بن عبد العزيز، وإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة) (3).
فصل
ورأيت في كتاب حماد بن عثمان ذي الناب - وهو من أصول أصحابنا -
في مدح عمر بن عبد العزيز ما هذا لفظه:
351 - وعنه عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

(1) بهامش النسخة الخطية: كذا في الأصل بألف في (واحدة).
(2) رجال النجاشي: 405 / 1073.
(3) الكامل في التأريخ 5: 62، وفيه: (وحده) بدل (واحدة).
242

إن عمر بن عبد العزيز قسم غلة فدك بيننا، وأعطى الكبير والصغير منا سواء،
فكتب إليه زيد بن الحسن أن أبي أعطى كما تعطي أصغر صبي فينا، فكتب
إليه عمر: يا زيد بن الحسن لقد كنت ما ترى إنك تعيش حتى ترى رجلا من
بني أمية يصنع بك هذا.
352 - وكتب عامل المدينة إلى عمر: إن في ولد علي من ليس من ولد
فاطمة، فكتب إليه عمر: لا تعطها إلا ولد علي من فاطمة (1).
353 - (قال:) إن سهل بن عبد العزيز أخا عمر قال له: أي شئ
تصنع؟ إن هذا طعن على الخلفاء قبلك، فقال له عمر: دعني فإني كنت
عاملا على المدينة، فسمعت ذلك وسألت عنه حتى علمت أن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) قال: (من آذى فاطمة فقد آذاني) (2).
الباب 30
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أن المهدي
كان مذكورا في أمة عيسى عليهما السلام
354 - وذكر في ترجمة عمر بن عبد العزيز، قال: حدثنا أحمد بن
الحسين، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا خالد بن خراش،
قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو يحيى إمام بني جلندى بالموصل،

(1) انظر شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16: 278.
(2) انظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 16: 278، وصحيح البخاري 4: 252 /
3714 و 264 / 3767، والمستدرك - للحاكم - 3: 158، وسنن البيهقي 7: 64 و 10:
201، وكنز العمال 12: 108 / 34222 و 34223.
243

قال: أرسل عبد العزيز بن مروان إلى ديراني، فقال: انظر هل ترى في ولدي
خليفة؟ فقال: نعم، هذا لعمر بن عبد العزيز، قال: فلما استخلف عمر
أرسل إلى الديراني، قال: فقال: إنا نقول: إن منا مهديا فهل تراني ذلك
المهدي؟ فقال له: لا، ولكنك رجل صالح، فقال عمر: الحمد لله الذي
جعلني رجلا صالحا.
الباب 31
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
أن مولانا عليا عليه السلام عرف من حضره بما جرى
لزيد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
355 - وذكر السليلي في كتاب الفتن بإسناده أشار إليه: أن أمير المؤمنين
صلوات الله عليه وقف بالكوفة في الموضع الذي صلب فيه زيد بن علي،
فبكى حتى اخضلت (1) لحيته، وبكى الناس لبكائه، فقيل له: يا أمير
المؤمنين مم بكاؤك؟ فقد أبكيت أصحابك، فقال: (أبكي إن رجلا من ولدي
يصلب في هذا الموضع لا أرى فيه حسه (2) من رضي أو ينظر إلى عورته).
356 - قال: ففي الخبر: إن هشام بن عبد الملك صلبه مكشوف
السوأة، فنزل بطنه فغطت سوأته، رحمة الله عليه.

(1) بلت، يقال: خضل واخضل: إذا ندي. النهاية - لابن الأثير - 2: 43 (خضل).
(2) كذا في الأصل بدون نقاط.
244

الباب 32
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من رواية عبد الله بن عمرو
لما يكون في الاسلام من أن القاتل والمقتول في النار
حتى يظهر من يملأ الأرض قسطا وعدلا.
357 - قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا ابن حميد، قال:
حدثنا الحكيم، قال: أنبأنا خلاد بن أسلم الصفار عن عبد الله بن عيسى عن
عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: تكون فتنة يقال لها:
(السبيطة) قتلاها في النار، فقلت: وهما مسلمان؟ قال: وهما مسلمان، قلت: لم؟ قال: لأنهم تغالبوا
على أمر الدنيا ولم يتغالبوا على أمر الله، فقلت: قد كان ذلك، قال: متى
لله أبوك؟ فقلت: فتنة عثمان، قال: كلا والذي بعث محمدا بالحق حتى
يدخل على العرب كلهم حجرها وحتى يأتي الرجل القبر فيقول: يا ليتني كنت
مكانك، وحتى تملا الأرض ظلما وجورا، قلت (1): ثم مه؟ قال: ثم يبعث
الله رجلا يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يعيش بضع سنين،
فقلت: وما البضع؟ قال: زعم أهل الكتاب أنه تسع أو سبع.

(1) بهامش النسخة الخطية: قال.
245

الباب 33
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
في ذم بني أمية وأنهم شر القبائل
358 - وذكر بإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
شر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة) (1).
359 - وروى عدة أحاديث عن عمر بن الخطاب وعن مولانا علي وعن
ابن عباس في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا
قومهم دار البوار * جهنم يصلونها) (2) أنهم بنو المغيرة وبنو أمية، وأن بني
المغيرة قتلوا يوم بدر، وأن بني أمية متعوا إلى حين (3).

(1) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 71 - 72.
(2) إبراهيم: 28 و 29.
(3) أنظر: تفسير الكشاف 2: 377، وتفسير القرطبي 9: 364، والمستدرك - للحاكم - 2:
352، والدر المنثور - للسيوطي - 5: 41.
246

الباب 34
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
في ذمة لدولة بني أمية ودولة بني العباس، وكشفهما
بآل محمد عليهم السلام برواية الأوزاعي.
360 - قال: حدثنا أبو سهل عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد
المؤمن أبو بكر المراغي، قال: حدثنا الحجاج عن أبي عتبة عن الأوزاعي عن
عبيدة بن أبي لبابة، قال: كان ابن الديلمي من حفاظ الناس، قال: سيملك
بنو أمية بضعا وثمانين سنة، ثم يسلبهم الله ملكهم برايات تقبل من المشرق
سود، فتمكث الرايات السود حتى تعم بليتها كل مؤمن، ثم يكشفها الله بآل
محمد صلى الله عليه وآله، وذلك حيث يلقي الله بأسهم بينهم، وهي إمارة
السفهاء والصبيان التي حدث النبي صلى الله عليه وآله أنه (ليس لها حرمة أمر
ولا عهد ولا ميثاق، زمانهم زمان مدبر جائر) (1).

(1) أنظر بشأن ذم النبي صلى الله عليه وآله، لامارة السفهاء: مسند أحمد 4: 265 /
14032، والمستدرك - للحاكم - 1: 78 - 79 و 4: 127 و 422.
247

الباب 35
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
في عدد الاثني عشر إماما من قريش
361 - قال: حدثنا الباغندي محمد بن محمد، قال: حدثنا عبد
السلام بن عبد الحميد الآملي، قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا
سماك بن حرب عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(لا تقوم الساعة حتى يلي من أمتي اثنا عشر أميرا) يعني من قريش (1).
الباب 36
فهي نهي مولانا علي عليه السلام أولاده أن يخرج أحد
منهم قبل المهدي، وأن من خرج منهم قبله فإنما هو جزور.
362 - قال: حدثنا أبو سهل، قال: حدثنا محمد بن عبد المؤمن،
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: أخبرنا هدية بن عبد الوهاب
عن عبد الحميد عن عبد الله بن عبد العزيز، قال: قال لي علي بن أبي طالب
وخطب بالكوفة، فقال: (يا أيها الناس ألزموا الأرض من بعدي، وإياكم

(1) أنظر: مسند أحمد 6: 94 / 20325، والمعجم الكبير - للطبراني - 2: 197 / 1800 -
1801.
248

والشذاذ من آل محمد، فإنه يخرج شذاذ آل محمد، فلا يرون ما يحبون،
لعصيانهم أمري، ونبذهم عهدي، وتخرج راية من ولد الحسين تظهر بالكوفة
بدعاية الأمية (1)، ويشمل الناس البلاء، ويبتلي الله خير الخلق حتى يميز
الخبيث من الطيب، ويتبرأ الناس بعضهم من بعض، ويطول ذلك حتى يفرج
الله عنهم برجل من آل محمد، ومن خرج من ولدي فعمل بغير عملي وسار بغير
سيرتي فأنا منه بريء، وكل من خرج من ولدي قبل المهدي فإنما هو جزور،
وإياكم والدجالين من ولد فاطمة، فإن من ولد فاطمة دجالين، ويخرج دجال
من دجلة البصرة، وليس مني، وهو مقدمة الدجالين كلهم).
أقول: هذا حديث صريح بنهي مولانا علي عليه السلام ولده أن يخرج
أحد منهم قبل المهدي عليه السلام.
الباب 37
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في أن أولاد علي
ابن أبي طالب عليه السلام لا تصبح لهم خلافة ولا ملك،
ونهيه عليه السلام لهم عن الخروج لذلك.
363 - ذكر بإسناده عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب، أنه قال لولده: (لا تطلبوا هذا
الامر، فإنه لا يطلبه منكم أحد إلا قتل دونه).
قال عيسى بن عبد الله: حدثت بهذا الحديث المهدي بالري أيام

(1) في هامش النسخة: الأموية.
249

إبراهيم بن عبد الله، فكتب به إلى أبي جعفر.
364 - وذكر بإسناده إلى عثمان بن عفان أنه قال: إن هذا الامر لا يليه
أحد من ولد علي.
365 - وذكر بإسناده إلى علي بن عبد الله، قال: سمعت داود بن
علي يحدث عن أبيه علي بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
(لا يملك أحد من ولد علي) (1).
366 - وذكر بإسناده في حديث آخر بإسناد آخر: أن عثمان بن عفان
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب: (لن
يليها أحد من ولدك).
367 - وذكر في حديث آخر بإسناده عن أم سلمة، قالت: كنت بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، ذات يوم، فتذاكروا الخلافة، فقالوا:
ولد فاطمة، فقال صلى الله عليه وآله: (لن يصلوا إليها أبدا، ولكنها تكون
في ولد عمي صنو أبي) يعني العباس (2).
368 - وذكر في حديث آخر بإسناده عن سهل بن حبيب، قال: كنا عند
يزيد الرقاشي، فجاءه قتل زيد بن علي، فبكى ثم قال: حدثني أنس بن
مالك أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: (لا يليها أحد من ولد
فاطمة).

(1) أنظر: تأريخ بغداد 11: 253، وفيه: (لا يملك أحد من ولدك).
(2) انظر: كنز العمال 11: 706 / 33435.
250

الباب 38
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن عبد الله بن
العباس في ذم دولتهم، والامر بالدعاء عليهم.
369 - قال: حدثنا عمر، قال: حدثنا عبد المؤمن، قال: حدثنا
الحجاج عن هارون عن مقاتل عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: لنا أهل البيت
رايات سود لا ترد حتى تخرج من خراسان كالليل سوادا في أسنتها (1) النصر،
وفي أوساطها اللعن، وفي أزجتها (2) الكفر، من قاتلهم قاتلوه، ومن فر منهم
أدركوه، ومن تحصن منهم أنزلوه، ومن شايعهم أفتنوه، ومن خالفهم أفقروه،
الداعي عليهم يومئذ دعوة كمن رمى بسهم في سبيل الله.
الباب 39
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن دولة بني العباس،
ودولة الترك، وحديث الذي يملأ الأرض عدلا.
370 - قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا أبو بكر محمد

(1) سنان الرمح: حديدته التي تركب عاليته. لسان العرب 6: 19 (زجج) و 398 (سنن).
(2) الزج: حديدة تركب في أسفل الرمح يركز به الرمح في الأرض. الصحاح 1: 318، لسان
العرب 6: 19 (زجج).
251

ابن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: حدثنا
الخليل بن سالم البزاز، قال: حدثني عمي العلاء بن رشيد، قال: حدثنا
عبد الواحد بن زيد عن الحسن عمن خبره أن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال لابن عباس: (يا ابن عباس قد سمعت أشياء مختلفة، ولكن حدث أنت
رضي الله عنك) قال: نعم، قال: أول فتنة بعد المائتين إمارة الصبيان،
وتجارات كثيرة وربح قليل، ثم موت العلماء والصالحين، ثم قحط شديد،
ثم الجور وقتل أهل بيتي الظماء بالزوراء، ثم الشقاق نفاق الملوك وملك
العجم، فإذا ملكتكم الترك فعليكم بأطراف البلاد وسواحل البحار والهرب
الهرب، ثم تكون في سنة خمسين ومائتين وخمس ثلاث فتن في البلاد: فتنة
بمصر، الويل لمصر، والثانية بالكوفة، والثالثة بالبصرة فويل للبصرة، وهلاك
البصرة من رجل ينتدب لها لا أصل له ولا فرع، فيصير الناس فرقتين: فرقة
معه، وفرقة عليه، فيمكث فيدوم عليهم سنين، ثم يولى عليكم خليفة فظ غليظ
يسمى في السماء: القتال، وفي الأرض الجبار، فيسفك الدماء ثم يمزج
الدماء بالماء، فلا يقدر على شربه، ويهجم عليهم الاعراب، وعند هجوم
الاعراب قتل الخليفة، فيفشو الجور والفجور بين الناس، وتجيئكم آيات
متتابعات كأنهن نظام منظومات انقطعن فتتابعن، فإذا قتل الخليفة الذي عليكم
فتوقعوا خروج آل أبي سفيان، وأمارته عند هلاك مصر، وعند هلاك مصر
يخسف بالبصرة خسف بكلائها وبأرجائها (1)، وخسفان آخران بسوقها ومسجد
جامعها، ثم بعد ذلك طوفان الماء، فمن نجا من السيف لم ينج من الماء إلا
من سكن ضواحيها وترك باطنها، وبمصر ثلاث خسوف وست زلازل وقذف من
السماء، ثم من بعد ذلك الكوفة، ويكون السفياني بالشام، فإذا صار جيشه
بالكوفة بويع لخير آل محمد صلى الله عليه وآله تحت الكعبة، فيتمنى الاحياء

(1) الرجا، مقصورا: ناحية الموضع. لسان العرب 5: 164 (رجا).
252

عند ذلك أن أمواتهم في الحياة، يملاها عدلا كما ملئت جورا.
وقد ذكر مصنف كتاب الفتن، السليلي: أن هذه الفتن جميعها كانت
في خلافة بني العباس، ولعمري قد كان ما يقاربها، وقد حدث بعد وفاته فتن
ما يقتضي أن يكون الحديث أشار إليها، وبقي منها ما لم يقع إلى الآن،
أجراها الله جل جلاله على السلامة والأمان.
الباب 40
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
من نهي مولانا علي عليه السلام عن سكنى البصرة.
371 - قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد، قال:
حدثنا أحمد، قال: حدثنا الحسن بن علي عن القاسم بن عمران عن سالم
عن محمد بن علي عن أبيه عن جده، قال: لا ترغبوا في سكنى البصرة،
فإنها تظهر بها عين تغرقها وما حولها حتى لا يرى منها إلا مسجدها كأنه جؤجؤ (1)
سفينة (2).
* (همش) * (1) الجؤجؤ: الصدر. النهاية - لابن الأثير - 1: 232 (جؤجؤ).
(2) انظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 4: 53، ونهج البلاغة 1: 47 - 48. (*)
253

الباب 41
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
فيما جرى على البصرة ويجري.
ونحن نذكر منه ما بقي في الحديث من حوادثها.
372 - يقول فيه: ثم قال الحسن: وقع السيف وقع السيف، فكم من
عين باكية وكم من حرمة مستحلة وكم من غم نازل، ثم قال: هلك الضعيف
هلك الضعيف، ثم قال: تجيئكم ريح صفراء من قبل القبلة، فتدوم ثلاثة
أيام وليلتين حتى يصير الليل من شدة الصفرة مثل النهار المضيء، وبعده
يكون غرق البصرة، ثم توقعوا آيات متواليات من السماء منظومات كنظم
الخرز، فأول الآيات: الصواعق، ثم الريح الصفراء، ثم ريح دائم وصوت
من السماء يموت فيه خلق، ويكون بواسط هلاك كثير، وتكون بالكوفة
عجائب، وبالأهواز زلازل، فتكون بيوتهم قبورهم، ثم تنقطع السبل،
فلا يخرج أحد من مدينة إلى مدينة.
الباب 42
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما ذكروه
عن بني قنطوراء، وما يجري على البصرة منهم.
373 - قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبد المؤمن،
254

قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري،
قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن
أبيه عن أخيه ربيعة بن جوشن أنه لقي عبد الله بن عمرو في بيت المقدس،
فقال: ممن أنتم؟ فقال: من أهل العراق، فقال: من أيهم؟ قلنا: من أهل
البصرة، قال: أما فاستعدوا يا أهل البصرة، قلنا: مما نستعد؟ قال:
المزاود (1) والقرب، وخير المال يومئذ أجمال مصال (2) يحمل عليها الرجل
أهله، ويميرهم (3) عليه، وفرس وقاح (4) شديد، فوالله ليوشكن أن يغبط الرجل
بخفة الحال كما يغبط اليوم بكثرة الأهل والمال، فقلنا: ممن ذلك؟ قال:
يوشك أن ينزل بكم بنو قنطوراء ينزلون بشاطئ دجلة فيربطون بكل نخلة فرسا،
فيخرجونكم حتى يلحقونكم بركبة (5) والثني (6)، قال: فقلنا: ما بنو قنطوراء؟
قال: فقال: الله أعلم، أما الاسم فهكذا نجده في الكتاب، وأما النعت
فنعت الترك (7).

(1) المزاود، جمع مزود، وهو: ما يجعل فيه الزاد، والزاد: طعام يتخذ للسفر. الصحاح 2:
481، النهاية - لابن الأثير - 2: 317 (زود).
(2) كذا في النسخة بدون نقطة، وشاة ممصل وممصال: يتزايل لبنها في العلبة قبل أن يحقن.
القاموس المحيط 4: 68 (مصل).
(3) الميرة: الطعام يمتاره الانسان، وقد مار أهله يميرهم ميرا. الصحاح 2: 821 (مير).
(4) وقاح: صلب. الصحاح 1: 416 (وقح).
(5) الركبة: تطلق على عدة أماكن: بين مكة والطائف، وبين مكة والعراق، جبل بالحجاز،
وغيرها. أنظر: معجم البلدان 3: 63.
(6) الثني من كل نهر أو جبل: منعطفه، ويقال: الثني اسم لكل نهر. ويوم الثني لخالد بن الوليد
على الفرس قرب البصرة مشهور. معجم البلدان 2: 86.
(7) تقدم نحوه عن فتن ابن حماد في الحديث رقم 253.
255

الباب 43
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من حديث
أهل البصرة مع بني قنطوراء نذكر إسناده ليكون دركه عليه.
374 - قال: حدثنا عمر، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد،
قال: حدثنا فضيل بن عبد الله محمد بن يحيى الأزدي وسيار بن زيد عن
يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، قال: حدثني سعيد بن
جمهان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال: ذكر رسول الله صلى الله
عليه وآله، أرضا يقال لها: البصرة إلى جنبها نهر يقال له: دجلة، ونخل
كثير، فينزل بهم بنو قنطوراء، فيفترق الناس: فرقة تلحق بأصلها فيهلكون،
وفرقة تأخذ على أنفسها فيكفرون، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم
يقاتلون، قتلاهم شهداء، يفتح الله على أيديهم (1).

(1) أنظر: مسند أحمد 6: 20 / 19900، وسنن أبي داود 4: 113 / 4306، وتفسير
القرطبي 11: 58، وكنز العمال 14: 218 / 38461، ويأتي في الحديث رقم 481 نقلا
عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
256

الباب 44
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا
من التحذير من الطماطم.
375 - قال بإسناده عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال: جاءت
الطماطم، جاءت الطماطم، جاءت الطماطم، يضربون رقابكم، ويأكلون
فيئكم، ويستوطنون بلادكم، ويهتكون ستوركم، و يستعبدون خياركم،
ويذلون أشرافكم، خاب العبيد، جارت العبيد، ترفل في الحديد، مشوهة
ألوانهم، غليظة رقابهم، سيوفهم مذكرة، وعصيهم مبشرة، وأسياطهم
مثمرة، لهم أشد على أمتي من فرعون على بني إسرائيل.
الباب 45
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في طول دولة الترك
كدوامها لفرعون، وأن زوالهم لما يقع بينهم، وأنهم يوصلون
أمرهم إلى ولد النبي صلى الله عليه وآله.
376 - قال: حدثنا عمر، قال: حدثنا عبد المؤمن، قال: حدثنا
الحجاج عن الهذيل عن مالك بن عبد الله عن عثمان بن معدان عن عمران بن
سليم قال: يوشك بنو حفصة - يعني الأتراك - أن يخرجوا إلى العراق فيقهرون
كل أبيض وأسود، وتدوم لهم الدنيا كدوامها لفرعون حتى إذا استمكنوا وامتنعوا
257

وتعززوا وتجبروا منع الله عنهم القطر، فانتقم لبعضهم من بعض لسوء رعيتهم
وقتلهم المسلمين، لباسهم لباس أهل الكفر حتى تلقى بينهم العداوة والبغضاء
حتى تبترهم وتشردهم حتى يضع الملك في ولد النبي صلى الله عليه وآله،
وهم أولى الناس به، وأحق أن يقوموا بالعدل من غيرهم.
فصل
ورأيت في كتاب المبتدأ تأليف وهب بن منبه عند ذكر موسى وفرعون
ما يقتضي أن دولة فرعون نحو أربعمائة سنة، وأن بني إسرائيل كانوا منها مائة
وخمسين سنة في بلاء مع فرعون قبل نبوة موسى عليه السلام.
فصل
ورأيت في مجموع قالبه طويل يسمى السفينة أحضره عندنا السيد أحمد
ابن مهنا في عمر فرعون ما هذا لفظه:
عاش فرعون ثلاثمائة سنة منها مائتان وعشرون سنة لا يرى فيها ما يقذي
عينه، ودعاه موسى عليه السلام ثمانين سنة.
فصل
وذكر ياقوت الحموي في المجلد الرابع عشر من معجم البلدان ما هذا
لفظه: فلما هلك كان بعده فرعون موسى عليه السلام، وقيل: كان من العرب
من بلي، وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته، ملكها خمسمائة عام ثم غرقه الله
وأهلكه، وهو الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من
258

العمالقة (1).
فصل
ورأيت في حديث أبي بكر بن عبد الرحمن القاضي بإسناده عن أبي
إسحاق عن الأسود، قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين ألا تعجبين من رجل
من الطلقاء ينازع رجلا من أهل بدر الخلافة؟ فقالت: لا تعجب إن فرعون قد
ملك بني إسرائيل أربعمائة سنة، والملك يعطيه الله البر والفاجر.
وأحاديث القاضي عندنا الآن في آخر مجلد أوله كتاب الديات لظريف
ابن ناصح.
الباب 46
فيما نذكره من معرفة وقت هلاك العرب من كتاب الفتن أيضا.
377 - بإسناده قال: والله لقد علمت متى يهلك العرب، يهلك العرب
إذا ساس أمورهم من لم يدرك الجاهلية وأهلها، فيأخذ من أخلاقهم وأحلامهم
ولم يدرك محمدا صلى الله عليه وآله، فيصده الاسلام.

(1) معجم البلدان 5: 140.
259

الباب 47
فيما نذكره من الكتاب
في أن هلاك الأمة إذا أحدثوا أعمالا
378 - بإسناده عن أبي مسعود، قال: كنا عند رسول الله صلى الله
عليه وآله، فقال: (إن هذا الامر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا
أعمالا، فإذا أحدثتموها بعث الله عليكم أقواما، أو قال: شر خلقه،
فيلتحوكم (1) كما يلتحى القضيب) (2).
الباب 48
فيما نذكره من معجز للنبي صلى الله عليه وآله،
لما يجري على جامع براثا.
379 - قال: حدثني الحسن بن جعفر الصيمري قال: حدثني طرخان
ابن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب، قال: حدثنا

(1) يقال: لحوت الشجرة ولحيتها والتحيتها: إذا أخذت لحاءها وهو قشرها. النهاية - لابن الأثير -
4: 243 (لحا).
(2) انظر: مسند أحمد 5: 96 - 97 / 16621، ومصنف ابن أبي شيبة 8: 695 / 65،
ومجمع الزوائد 5: 193، وكنز العمال 14: 80 / 37990، ويأتي في الحديث رقم
545.
260

القعنبي عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال: هدم المنافقون
مسجدا بالمدينة ليلا، فاستعظم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تنكروا ذلك فإن هذا
المسجد يعمر، ولكن إذا هدم مسجد براثا بطل الحج) قيل له: وأين مسجد
براثا هذا؟ قال: (في غربي الزوراء من أرض العراق صلى فيه سبعون نبيا
ووصيا، وآخر من يصلي فيه هذا) وأشار بيده إلى مولانا علي بن أبي طالب
عليه السلام.
قال السليلي مصنف الكتاب: فرأيت مسجد براثا وقد هدمه الحنبليون،
وحفروا قبورا فيه، وأخذوا أقواما قد حفر لهم قبور فغلبوا أهل البيت ودفنوهم
فيه إرادة تعطيل المسجد وتصييره مقبرة، وكان فيه نخل فقطع، وأحرق جذوعه
وسقوفه، وذلك في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، فعطل من سنته الحج، وقد
كان خرج سليمان بن الحسن - يعني القرمطي - في أول هذه السنة، فقطع
على الحاج وقتلهم وعطل الحاج، ووقع الثلج ببغداد فاحترق نخلهم من البرد
فهلك (1).
فأخبرني مولاي ناقد أن أبا عمرو قاضي بغداد قال له: احترق لي بقرية
على ثلاث فراسخ ببغداد يقال لها: (صرصر) مائة ألف نخلة.
قال السليلي: فأي شأن أحسن وأي أمر أوضح من هذا؟

(1) انظر: تأريخ الطبري 11: 103 - 107.
261

الباب 49
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
عن النبي صلى الله عليه وآله: أن أمته
تسلك سبيل فارس والروم.
وفيه عدة أحاديث:
380 - قال: حدثنا عبد الله بن الصقر أبو العباس السياري، قال:
حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبي
ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
(لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ الأمم والقرون الماضية قبلها شبرا بشبر
وذراعا بذراع) فقال رجل: يا رسول الله كما فعلت فارس والروم؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: (وهل الناس إلا أولئك؟!) (1)
381 - ورواه السليلي بطريق آخر أن النبي صلى الله عليه وآله قال:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب
لاتبعتموهم) قال: قلت: يا رسول الله من اليهود والنصارى؟ قال: (فمن إلا
اليهود والنصارى) (2).

(1) انظر: صحيح البخاري 8: 191 / 7319، مسند أحمد 2: 623 / 8109 و 642 /
8228 و 3: 57 / 8587، وكنز العمال 14: 207 / 38415، وتقدم نحوه في الحديث
رقم 289 نقلا عن فتن ابن حماد 2: 711 / 1993.
(2) انظر: صحيح البخاري 4: 174 / 3456 و 8: 191 / 7320، سنن ابن ماجة 2:
1322 / 3994، مسند أحمد 3: 203 / 9515 و 312 / 10263، المعجم الكبير
262

ورواه من أربع طرق غير ما ذكرناه بأسانيد مختلفة إلى النبي صلى الله
عليه وآله، ومعناها متفق.
الباب 50
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
عن كعب في الملاحم بالبصرة.
وهو طويل نقتصر منه على حديث بني قنطوراء.
382 - قال: ويخرق أكبرها براية ودعوة تخالف الرايات والدعوات،
فيسير قوم عراض الوجوه صغار الأعين يقال لهم: بنو قنطوراء بن كنكر،
فيجلون أهلها إلى منابت الشيح، ثم تداعى العرب بآبائها، فيكون لهم غير
وقعة، ثم إن السباع لتخترق في الطريق من قلة من بها من الناس، ثم يكون
خسف وقذف وزلازل ببغداد، وهي أسرع الأرضين خرابا، ثم يبتدئ الخراب
بمصر، فإذا رأيت الفتنة بالشام فالموت الموت، ويتحرك بنو الأصفر،
فيصيرون إلى بلاد العرب، فتكون بينهم وقائع.

للطبراني - 6: 186 / 5943 و 204 / 6017، المستدرك - للحاكم - 1: 37، وكنز
العمال 11: 133 / 30923.
263

الباب 51
فيما نذكره من ملاحم البصرة من كتاب الفتن للسليلي
383 - بإسناده عن حذيفة بن اليمان، قال: كأني أنظر إلى نساء قريش
مردفات وقد شدت ذؤابتيها بنخل العراق مما يلي البصرة، ينادين بالويل
والعويل، ويقع السبي في الأطراف، فالويل لأهل ذلك الزمان ماذا يمر عليهم
من الأهوال والافزاع والزلازل، والويل خاصة لمن كان له مال ظاهر، وطوبى
لمن راض نفسه وعياله ولم يعرف أنه صاحب ذهب وفضة.
الباب 52
فيما نذكره من ملاحم عظيمة تجري على الاسلام
من كتاب الفتن نذكر إسنادها وما نحتاج
إليه منها، وحديث المهدي.
384 - فقال، حدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن عبد
المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثني أبو عمرو عن عبد الله
ابن منصور العبسي عن عباد العمري عن عبد الكريم الجزري عن سالم بن أبي
الجعد عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم
ذكر الملاحم، وقال في آخرها: (ويباع الأحرار للجهد الذي يحل بهم،
يقرون بالعبودية الرجال والنساء، ويستخدم المشركون المسلمين، ويبيعونهم
264

في الأمصار، لا يتحاشى لذلك بر ولا فاجر، يا حذيفة لا يزال ذلك البلاء على
أهل ذلك الزمان حتى إذا أيسوا وقنطوا وأساؤا الظن أن لا يفرج عنهم إذ بعث الله
رجلا من أطائب عترتي وأبرار ذريتي عدلا مباركا زكيا لا يغادر مثال ذرة، يعز
الله به الدين والقرآن والإسلام وأهله، ويذل به الشرك وأهله، يكون من الله
على حذر، لا يغتر بقرابته، لا يضع حجرا على حجر، ولا يقرع أحدا في
ولايته بسوط إلا في حد، يمحو الله به البدغ كلها، ويميت به الفتن كلها،
يفتح الله به كل باب حق، ويغلق به كل باب باطل، يرد الله به سبي
المسلمين حيث كانوا قلت: فسم لنا هذا العبد الذي قد اختاره الله لامتك
وذريتك، فقال: (اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، لو لم يبق من الدنيا
إلا يوم واحد لجعل الله مقدار ما يكون فيه جميع ما ذكرت).
الباب 53
فيما نذكره بإسناده عن سلمان:
أن الناس يخرجون من الدين أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا،
من كتاب الفتن للسليلي.
385 - قال: حدثنا علي بن العباس البجلي بالكوفة، قال: حدثنا
أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا جعفر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة،
قال: قال سليمان يوم القادسية - وأبصره كثرة الناس -: ترونهم يدخلون في دين
الله أفواجا، والذي نفسي بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.
265

الباب 54
فيما نذكره من الملاحم عن مولانا علي عليه السلام،
من كتاب الفتن أيضا نقتصر على ما قد
تخلف منها، وحديث المهدي.
386 - قال: حدثنا عمر، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد،
قال: حدثني محمد بن القاسم عن محمد بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمد
عليه السلام أنه قال: (إن لنا بالبصرة وقعة عظيمة، وقد قال أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب عليه السلام) وذكر ما جرى من حديث علي بن محمد صاحب
الزنج وغيره، ثم قال: (وتعود دار الملك إلى الزوراء، وتصير الأمور شورى،
من غلب على شئ فعله، فعند ذلك خروج السفياني، فيركب في الأرض
تسعة أشهر يسومهم سوء العذاب، فويل لمصر وويل للزوراء وويل للكوفة
والويل لواسط، كأني أنظر إلى واسط وما فيها مخبر يخبر، وعند ذلك خروج
السفياني، ويقل الطعام، ويقحط الناس، ويقل المطر، فلا أرض تنبت،
ولا سماء تنزل، ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد
عيسى بن مريم، ثم خروج الدجال من بعد ذلك يخرج الدجال من
(ميسان) (1) نواحي البصرة فيأتي (سفوان) (2) ويأتي (سنام (3) فيسحرهما

(1) ميسان: اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط، قصبتها ميسان. معجم
البلدان 5: 242.
(2) سفوان: ماء على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة. معجم البلدان 3: 225.
(3) سنام: جبل مشرف على البصرة إلى جانبه ماء كثير السافي، وهو أول ماء يرده الدجال من مياه
العرب. معجم البلدان 3: 260.
266

ويسحر الناس فيمثلان كالثريد - وما هما بثريد - من الجوع والقحط، إن ذلك
لشديد، ثم طلوع الشمس من مغربها إلى قيام الساعة أربعين عاما، والله أعلم
ما وراء ذلك).
الباب 55
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا عدة أحاديث
هي معجزات لخاتم النبوات عليه أفضل السلام،
في تعريف أهل الاسلام: أنهم يقاتلون قوما صفاتهم الترك.
387 - قال: حدثنا أبو الليث الفرائضي، قال: حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا جرير بن
حازم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: (تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم
الشعر، تقاتلون قوما صغار الأعين عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان
المطرقة) (1).
388 - ورواه بإسناد آخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، يتخذون الدرق جننا، صغار
الأعين عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة) (2).

(2) انظر: صحيح البخاري 4: 211 / 3592، وسنن البيهقي 9: 176، وعنهما في كنز العمال
14: 206 / 38410، وتقدم نحوه في الحديث رقم 131.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 4: 210 / 3587، ومسلم في صحيحه 8: 184، وأبو
داود في سننه 4: 112 / 4304، والترمذي في سننه 4: 497 / 2215.
267

389 - ورواه بإسناد آخر قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله
ست سنوات أعقل ما كنت أسمعه، فسمعته يقول: (قريبا بين يدي الساعة
تقاتلون قوما نعالهم الشعر صغار الأعين حمر الوجوه كأن وجوههم المجان
المطرقة) (1).
أقول: في هذه الأحاديث من المعجزات ما تجدد بين أهل الاسلام
وبين الترك من الحادثات، وفيها صفتهم كأنه مشاهد لهم، عليه أفضل
الصلوات، وفيها أن ذلك يكون قريبا من الساعة، فليغتنم كل من صدقه
صلوات الله عليه وآله وسلم، الطاعة بغاية الاستطاعة.
الباب 56
فيما نذكره من معجزة للنبي صلى الله عليه وآله
فيما جرت حال العجم والعرب عليه، وأن العرب تملكهم
ثم يملكهم العجم كما انتهت حالهم إليه، من كتاب الفتن أيضا.
390 - قال: فحدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن
المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال:
حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة بن
جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يوشك أن تملا أيديكم من
العجم، ثم يجعلهم الله أسدا لا يفرون، فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون

(1) مسند أحمد 3: 246 - 247 / 9796، وصحيح البخاري 4: 211 / 3591، وفيهما:
ثلاث سنين.
268

فيئكم) (1).
الباب 57
فيما نذكره من معجزة للنبي صلى الله عليه وآله
فيما ذكره من غلبة العجم على دخل العراق،
من كتاب السليلي في الفتن.
391 - فقال: حدثني عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد،
قال: حدثنا أحمد، قال: حدثني عبد الله بن عبد الوهاب عن عبد الوهاب عن
الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله عن حذيفة، قال: يوشك أهل
العراق أن لا يجبى إليهم درهم ولا قفيز، يمنعهم من ذلك العجم، ويوشك
أهل الشام أن لا يجبى إليهم درهم ولا قفيز، يمنعهم من ذلك الروم (2).

(1) مسند أحمد 5: 638 / 19615، 654 / 19734 - 19737، المعجم الكبير
- للطبراني - 7: 221 - 222 / 6921، مجمع الزوائد 7: 310، حلية الأولياء 3: 24 -
25، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4: 519 عن حذيفة بن اليمان، والهيثمي في مجمع
الزوائد أيضا 7: 310 عن أنس بن مالك، والمتقي الهندي في كنز العمال 11: 188 /
31165 عن حذيفة وابن عمرو وسمرة بن جندب.
(2) صحيح مسلم 8: 185، مسند أحمد 4: 259 / 13997، المستدرك - للحاكم - 4:
454، وتقدم في الحديث رقم 282 نقلا عن فتن ابن حماد 2: 684 / 1931.
269

الباب 58
فيما نذكره من خطبة مولانا علي عليه السلام،
المعروفة باللؤلؤة، ذكر السليلي أنه
خطب بها قبل خروجه من البصرة
بخمسة عشر يوما يذكر فيها ملوك بني العباس وما بعدهم،
نقتصر منها على ما بعدهم، وفيه ذكر المهدي.
392 - فقال فيها بعد تسمية ملوك بني العباس: (وثمت الفتنة الغبراء
والقلادة الحمراء، وفي عنقها قائم الحق، ثم أسفر عن وجه بين أجنحة
الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدراري، ألا وإن لخروجه علامات
عشرة، فأولهن طلوع الكوكب المذنب، ويقارب من المحاذي، وأي قرب،
ويتبع به هرج وشغب، فتلك أول علامات المغيب، ومن العلامة إلى العلامة
عجب، فإذا انقضت العلامات العشر ظهر فيها القمر الأزهر، وتمت كلمة
الاخلاص على التوحيد بالله رب العالمين) (1) هذا آخر ما ذكره منها.

(1) انظر: كفاية الأثر: 213 - 217.
270

الباب 59
فيما نذكره من خطبة أخرى لمولانا علي عليه السلام،
ذكرها السليلي عقيب هذه الخطبة.
نقتصر منها على ما بقي من الملاحم، خطب بها على منبر الكوفة.
393 - فقال عليه السلام بعد التحميد العظيم والثناء على الرسول
الكريم: (سلوني، سلوني في العشر الأواخر من شهر رمضان قبل أن
تفقدوني) ثم ذكر الحوادث بعده، وقتل الحسين صلوات الله عليه، وقتل زيد
ابن علي رضوان الله عليه، وإحراقه وتذريته في الرياح، ثم بكى عليه السلام
وذكر زوال ملك بني أمية وملك بني العباس ثم ذكر ما يحدث بعدهم من
الفتن، وقال: (أولها السفياني وآخرها السفياني) فقيل له: وما السفياني
والسفياني؟ فقال: (السفياني صاحب هجر، والسفياني صاحب الشام).
وذكر السليلي أن السفياني الأول أبو طاهر سليمان بن الحسن
القرمطي.
ثم ذكر ملوك بني العباس، وذكر أن الذي يخبر به عن النبي صلوات الله
عليه وآله، وذكر شيعته ومحبه ومدحهم، وقال: (هم عند الناس كفار وعند
الله أبرار، وعند الناس كاذبون وعند الله صادقون، وعند الناس أرجاس، وعند
الله نظاف، وعند الناس ملاعين وعند الله بارون، وعند الناس ظالمون وعند
الله عادلون، فازوا بالايمان وخسر المنافقون) وهذا صورة ما جرى حال شيعته
عليه.
271

الباب 60
فيما نذكره من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله،
وفتنة الزوراء والكوفة والمدينة، وشعيب بن صالح، والمهدي.
394 - وذكر إسناد هذا الحديث إلى معاذ بن جبل، ثم قال: بينما أنا
وأبو عبيدة بن الجراح وسلمان جلوس ننتظر رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ
خرج علينا في الهجير (1) مرعوبا متغير اللون، فقال، (من ذا؟ أبو عبيدة،
معاذ، سلمان؟) قلنا: نعم يا رسول الله، فذكر الفتن، ثم قال: (تدخل
مدينة الزوراء، فكم من قتيل وقتيلة ومال منتهب وفرج مستحل، رحم الله من
آوى نساء بني هاشم يومئذ وهن حرمتي، ثم تنتهي إلى وكر الشيطان بذي
العرس (2)، فيخرج إليهم فتيان من مجالسهم، عليهم رجل يقال له: صالح،
فتكون الدابرة على أهل الكوفة، ثم تنتهي إلى المدينة فتقتل الرجال وتبقر
بطون النساء من بني هاشم، فإذا حضر ذلك فعليكم بالشواهق (3) أو خلف
الدروب، وإنما ذلك حمل امرأة، ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح
- سقى الله بلاد شعيب - بالراية السوداء المهدية بنصر الله وكلمته حتى يبايع
المهدي بين الركن والمقام).
قال السليلي: وذكر الحديث، ولم ينقله في كتاب الفتن.

(1) الهجير: اشتداد الحر نصف النهار. النهاية - لابن الأثير - 6: 246 (هجر).
(2) كذا في الأصل بدون نقاط.
(3) الشاهق: الجبل المرتفع. الصحاح 4: 1505 (شهق).
272

الباب 61
فيما نذكره عن السليلي من كتاب الفتن في تحقيق
حديث المهدي في الكتب السالفة،
وعن جده محمد صلوات الله عليهما.
فقال السليلي في كتاب الفتن:
395 - حدثنا عمر، قال: حدثنا هارون السهروردي، قال: حدثني
شفاعة بن نهشل، قال: أخبرنا سويد بن سعيد عن همام بن إسماعيل عن أبي
قبيل المعافري عن شعيب الحنائي وكان قد قرأ الكتب، قال: والله لو شئت
لحدثتكم باسم المهدي وصفته ومن أين يخرج، ولكن أجد في الكتاب: ملعون
من أخبر به قبل أن يخرج.
وأما الحديث عن جده محمد صلوات الله عليهما، فذكر أيضا السليلي
في كتاب الفتن:
396 - قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا هدية، حدثنا عمر
ابن عبد الوهاب، حدثنا خالد، حدثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي
ومطر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه ذكر المهدي، فقال: (تملا الأرض ظلما وجورا، ثم يخرج رجل من
عترتي يملكها سبعا أو تسعا فيملاها قسطا وعدلا) (1).

(1) مسند أحمد 3: 410 / 10839 و 481 / 11268، المستدرك - للحاكم - 4: 558، وتقدم
بعضه في الحديث رقم 222 نقلا عن فتن ابن حماد 1: 377 / 1124.
273

الباب 62
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
في صفة المهدي برواية رجالهم.
397 - قال: حدثنا أحمد بن الحسن البصري، قال حدثني جعفر بن
أبي عثمان بن مسلم، قال: أخبرنا أبو العوام العطار عن قتادة عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(يخرج رجل من عترتي أجلى الجبهة أقنى الانف، يملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا، يعيش سبع سنين) (1).
398 - قال: وسمعت عفان مرة أخرى يقول: يعيش هكذا. وأشار
بخمس من اليسرى وإصبعين من اليمنى (2).

(1) انظر بشأن ما يتعلق بمدة ملكه عليه السلام: عقد الدرر: 39، والفتن - لابن حماد - 1:
359 / 1041 و 376 / 1123 و 377 / 1125، وقد تقدم ذلك نقلا عن فتن ابن حماد
في الحديث رقم 179.
وما يتعلق بصفاته عليه السلام: عقد الدرر: 33، ومصنف عبد الرزاق 11: 372 /
20773، والمستدرك - للحاكم - 4: 557، وسنن أبي داود 4: 107 / 4285، والفتن
- لابن حماد - 1: 364 / 1063 و 1064، وقد تقدم ما يتعلق بصفاته عليه السلام نقلا عن
فتن ابن حماد في الحديث رقم 189 و 190.
(2) المستدرك - للحاكم - 4: 557.
274

الباب 63
فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن
من دلائل خروجه عليه السلام.
399 - قال: حدثنا خالد بن شعيب البلخي، قال: حدثنا عبد
الرحمن بن صالح، قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن موسى الجهني، قال:
حدثني عمرو بن قيس الماصر، قال: حدثني مجاهد عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وآله، قال: (لا يخرج المهدي حتى تقتل ا لنفس
الزكية، فإذا قتلت ا لنفس الزكية غضب عليهم أهل السماء وأهل الأرض،
فأتى الناس المهدي وزفوها إليه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها،
فيملأ الأرض قسطا وعدلا، وتمطر السماء مطرا، وتخرج الأرض نباتها،
وتنعم أمتي في ولايته نعمة له تنعم بمثلها قط) (1).
الباب 64
فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن
من اسم المهدي وعدله عليه السلام، برجالهم.
400 - قال: حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، قال: حدثنا علي بن

(1) مصنف ابن أبي شيبة 8: 679 / 199، ويأتي في الحديث رقم 513 نقلا عن كتاب الفتن
275

المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عثمان (بن عبد الله) (1) بن
شبرمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: (يخرج رجل من عترتي (2) يواطئ اسمه اسمي، وخلقه
خلقي، يملاها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا) (3).
الباب 65
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي برجالهم:
في أنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد يتضمن
ملك الذي يملاها عدلا وقسطا.
فقال ما هذا لفظه:
401 - حدثنا القاسم بن خلف، قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى،
قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عثمان بن عبد الله، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم
حتى يملك ترجل يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي، واسم أبيه اسم أبي،
يملاها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا) (4).
(4) سنن أبي داود 4: 106 / 4282، المعجم الكبير - للطبراني - 10: 135 / 10222، كنز
العمال 14: 267 / 38676. (*)

لابي يحيى زكريا.
(1) أضفناها من المعجم الكبير.
(2) في المصدر: أهل بيتي.
(3) المعجم الكبير - للطبراني - 10: 136 / 10229، وعنه في كنز العمال 14: 273 /
38702.
276

الباب 66
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي
برجالهم عن منادي السماء.
فقال ما هذا لفظه:
402 - حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى،
قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى عن المغيرة بن عبد
الرحمن عن أمه وكانت امرأة قديمة، قال: قلت لها لما كانت فتنة ابن الزبير:
والله إن هذه لفتنة يهلك فيها الناس، قالت: كلا يا بني ولكن تكون بعدها فتنة
يهلك فيها الناس لا يستقيم أمرهم على أحد حتى ينادي مناد من السماء:
عليكم بفلان بن فلان (1).

(1) أخرجه ابن حماد في الفتن 1: 338 / 976، وقد تقدم في الحديث رقم 141.
277

الباب 67
فيما نذكره من الوقت الذي يخرج فيه المهدي،
والموضع الذي يكون منه خروجه عليه السلام،
من كتاب الفتن للسليلي برجالهم.
فقال ما هذا لفظه:
403 - حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثني محمد بن عثمان
الأسدي، قال: أخبرنا عبد الله بن موسى، قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد عن
سمير، قال: يظهر في رمضان صوت، وفي شوال همهمة، أو مهمة، وفي
ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة يسلب الحاج، وفي المحرم،
ولو أخبرتكم بما في المحرم، قلنا له: وما بالمحرم؟ قال: ينادي مناد من
السماء: ألا إن فلانا خيرة الله من خلقه، ألا فاسمعوا له وأطيعوا (1).
404 - وقال: حدث بعض أصحابنا، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد
المالكي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: أخبرنا إسماعيل بن
عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (يخرج
المهدي من قرية يقال لها: كرعة) (2).

(1) أخرجه ابن حماد في الفتن 1: 226 / 630.
(2) الكامل - لابن عدي - 5: 295، معجم البلدان 4: 452، وفيهما: (يخرج المهدي من
قرية باليمن يقال لها: كرعة).
278

الباب 68
فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن
مما جاء في دولة المهدي، وذكر مدة عمره.
فقال ما هذا لفظه:
405 - حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا ابن حميد، قال: أخبرنا
الحكم قال: أخبرنا خلاد بن مسلم الصفار وعمرو بن قيس عن زيد العمي
عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وآله: قال: (يكون المهدي في عمره () 1) إن قصر عمره فسبع وإلا فثمان وإلا
فتسع، تنعم أمتي في دنياه نعما لم تنعم مثله قط، البر منهم والفاجر ترسل
السماء عليهم مدرارا، ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها، والمال كدوس يأتيه
الرجل فيحثو له (2).

(1) كذا بخط المصنف رحمه الله، وفي المصادر: (في أمتي).
(2) انظر: سنن أبي داود 4: 107 - 108 / 4286 - 4288، سنن الترمذي 4: 506 /
2232، المصنف - لابن أبي شيبة - 8: 676 / 184، الفتن - لابن حماد - 1: 376 -
377 / 1121 - 1128، وتقدم صدره في الحديث رقم 224، نقلا عن كتاب الفتن لنعيم بن
حماد.
279

الباب 69
فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن من أن المهدي
من أهل بيت النبوة يملاها قسطا وعدلا، برجالهم.
قال ما هذا لفظه:
406 - حدثنا محمد بن أحمد الداني البجلي، حدثنا محمد بن خلف
العطار، قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن شعبة عن عاصم عن زر عن
عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تذهب الأيام
والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا) (1).
الباب 70
فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن
من فتوح المهدي عليه السلام، وفيه غلط من الراوي.
407 - قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: أخبرنا عصام بن رواد بن

(1) انظر: المعجم الكبير - للطبراني - 10: 134 / 10220، سنن الترمذي 4: 505 /
2230، سنن أبي داود 4: 106 - 107 / 4282، مسند أحمد 1: 622 / 3563 و 710 /
4087، حلية الأولياء 5: 75، كنز العمال 14: 263 / 38655.
280

الجراح العسقلاني، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد
الثوري، قال: حدثنا المنصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، قال:
سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا كان
رأس الخمسين والثلاثمائة - وذكر كلمة - نادى مناد من السماء: ألا يا أيها
الناس إن الله قد قطع مدة الجبارين والمنافقين وأتباعهم، وولاكم الجابر خير
أمة محمد، إلحقوه بمكة فإنه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله).
قال عمران بن الحصين: صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله،
فقال النبي صلى الله عليه وآله: (إنه رجل من ولدي، كأنه من رجال بني
إسرائيل، يخرج عند جهد من أمتي وبلاء، عربي اللون ابن أربعين سنة، كأن
وجهه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، يملك عشرين
سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلها: قسطنطينية ورومية، يخرج إليه الابدال
من الشام وأشباههم، كأن قلوبهم زبر الحديد، رهبان بالليل، ليوث بالنهار،
وأهل اليمن حتى يأتونه فيبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكة متوجها
إلى الشام، يفرح به أهل السماء والأرض والطير في الهواء والحيتان في
البحر) (1).
فصل
قوله في الحديث: (إن المنادي يكون على رأس خمسين وثلاثمائة)
خلاف لما وقفنا عليه، ولم نجد تعيين سنة منادي السماء.
وكذلك إن اسمه أحمد بن عبد الله، فإنه مخالف للمحقق من

(1) سنن الداني (مخطوط) الجزء الخامس، باب ما روي في الوقيعة التي تكون بالزوراء أو
ما يتصل بها من الوقائع والملاحم والآيات والطوام. وبعضه في الفتن - لابن حماد - 1:
365 / 1067، وكنز العمال 14: 586 / 39660.
281

الروايات، وله مدخل في التأويلات، ولكننا نقلناه كما وجدناه، تأدية
للأمانات، وسيأتي الحديث خاليا من تعيين سنة للنداء.
الباب 71
فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في أنطاكية والمهدي.
408 - بإسناده عن الشعبي عن تميم الداري، قال: قلت: يا رسول
الله إني مررت بمدينة من مدينة الأعاجم يقال لها: أنطاكية، فلم أر مدينة أكبر
منها، ما تمر بها سحابة إلا أفرغت عليها، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: (إن في غار في جبلها رضراضا (1) من ألواح موسى وكسر عصاه ورضراضا
من تابوت السكينة، فليس تمر بها سحابة شرقية ولا غربية ولا جوفية ولا قبلية
إلا أحبت أن تلقي من بركتها، ولا تمضي الأيام والليالي حتى يأتيها رجل من
أهل بيتي، اسمه على اسمي، واسم أبيه على اسم أبي، خلقه خلقي،
وخلقه خلقي، يملاها عدلا كما ملئت جورا) (2).

(1) رضاض الشيء: فتاته. لسان العرب 5: 230 (رضض).
(2) تاريخ بغداد 9: 471 / 5101.
282

الباب 72
فيما ذكره السليلي: أن الخزي في الدنيا
لأعداء الله، وقتل المهدي لهم.
409 - قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: أخبرنا موسى بن هارون،
قال: أخبرنا عمرو، قال: حدثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى: (لهم
في الدنيا خزي) (1) أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي وفتحت
قسطنطينية قتلهم، فذلك الخزي (2).
الباب 73
فيما ذكره السليلي من خراب الزوراء.
410 - بإسناده عن ابن عباس، قال: تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها
الناس، فيفزعون إلى علمائهم، فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير تسود
وجوههم وتزرق أعينهم.

(1) البقرة: 114.
(2) تفسير القرطبي 2: 79.
283

الباب 74
فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن
فيما يتجدد من الملاحم في شهر رمضان وغيره.
411 - قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا كامل بن طلحة،
قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن
ثابت البناني عن أبيه عن الحارث الهمداني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وآله، قال: (إذا كانت صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال،
وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم،
وما المحرم، هيهات هيهات يقتل الناس فيه قتلا) قيل: يا رسول الله
وما الصيحة؟ قال: (هدة تكون في النصف من شهر رمضان يوم الجمعة
ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة، فتكون هدة توقظ النائم
وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل
والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة في ليلة الجمعة، فإذا صليتم
الفجر من يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا
أبوابكم، وسدوا الكوى، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، وإذا أحسستم
بالصيحة فخروا لله سجدا، وقولوا: سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا،
فإنه من فعل ذلك نجا، ومن برز لها هلك) (1).

(1) الفتن - لابن حماد - 1: 228 / 638، عقد الدرر: 103، وتقدم في الحديث رقم 72 نقلا
عن فتن ابن حماد.
284

الباب 75
فيما ذكره السليلي في الهدة في شهر رمضان أيضا.
412 - قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا عثمان بن عمر الدباغ،
قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا مسلمة بن علي عن قتادة عن سعيد
ابن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: (تكون
هدة في شهر رمضان، توقظ النائم وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في
شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، يسلب الحاج، وتنتهك المحارم في
المحرم، ثم يكون صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في شهر ربيع،
والعجب كل العجب بين جمادي ورجب) (1).
الباب 76
فيما رواه السليلي عن مولانا علي عليه السلام في المهدي.
413 - قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب الادمي، قال: أخبرنا محمد
ابن هارون السهروردي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الأنصاري من

المستدرك - للحاكم - 4: 517، الفتن - لابن حماد - 1: 225 - 226 / 628، كنز العمال
14: 279 / 38724.
285

ولد عمير بن الحمام، قال: أخبرنا علي بن شهرام، قال: حدثنا موسى بن
إبراهيم، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه عن جده، قال: (دخل
الحسين بن علي على علي بن أبي طالب عليه السلام وعنده جلساؤه، فقال:
هذا سيدكم سماه رسول الله صلى الله عليه وآله سيدا، وليخرجن رجل من
صلبه شبهي، شبهه في الخلق والخلق، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت
ظلما وجورا، قيل له: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال، هيهات إذا خرجتم
عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها) (1).
الباب 77
فيما ذكره أبو صالح السليلي
في صفة أصحاب المهدي عليه السلام.
414 - فقال: حدثنا ابن أبي الثلج، قال: أخبرنا عيسى بن عبد
الرحمن، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن موسى الجوي، قال: أخبرنا عمرو بن
أبي المقدام عن عمران بن ظبيان عن أبي تحيى الحكيم بن سعد، قال:
سمعت عليا عليه السلام يقول: (أصحاب المهدي شباب لا كهل فيهم) (2).

(1) انظر: سنن أبي داود 4: 108 / 4290، جامع الأصول 11 - 49 - 50 / 7814، كنز
العمال 13: 647 / 37636، والفتن - لابن حماد - 1: 374 - 375 / 1113، وفيها
جميعا (الحسن) بدل (الحسين).
(2) الغيبة - للنعماني - 315 / 10، الغيبة - للطوسي - 476 / 501، نحوه.
286

الباب 78
فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن
من فتوح المهدي أيضا، ومنادي السماء، وذبح السفياني.
415 - فقال: حدثنا الهيثم بن خلف، قال: أخبرنا علي بن المنذر،
قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا قيس عن أبي الحصين عن أبي
صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تذهب
الدنيا حتى يخرج رجل مني، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى
ذلك اليوم حتى يفتح القسطنطينية والديلم (1).
وروى حديثا آخر بظهوره ومبايعته وفتوحه.
416 - وذكر حديثا آخر، فقال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا
سليمان بن داود (2)، قال: أخبرنا داود العسقلاني، قال: أخبرنا سفيان بن
سعيد عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن ح راش، قال: سمعت حذيفة بن
اليمان في حديث قد تقدم (3).
قال: ثم ذكر السفياني وذكر خروجه وقصصه، إلى أن يبلغ: فيضرب
أعناق من فر إلى بلد الروم بباب دمشق، فإذا كان ذلك نادى مناد من السماء:
ألا أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم،

(1) سنن ا بن ماجة 2: 928 - 929 / 2779، الجامع الصغير - للسيوطي - 2: 438 /
7491، الصواعق المحرقة: 165.
(2) وردت في النسخة الخطية بعدها كلمة غير مقروءة.
(3) تقدم في الحديث رقم 407.
287

وولاكم خير أمة محمد، فألحقوه بمكة فإنه المهدي، واسمه أحمد بن
عبد الله.
ثم ذكر أنهم يجتمعون بالسفياني إلى جانب بحيرة الطبرية، فما يكون
إلا كأكلة رأس حتى يهزموا أصحاب السفياني، فيقتلونهم، ويذبح السفياني
إلى جانب بحيرة الطبرية، وذكر نحو ثلاث قوائم في فتوحه عليه السلام (1)،
من أرادها وقف عليها من كتاب الأصل، ففيها أشياء عجيبة جليلة تقتضي أن
مدة ملك المهدي طويلة أضعاف ما ذكروه.
الباب 79
فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن
من عدد رجال المهدي عليه السلام بذكر بلادهم.
417 - فقال: حدثنا الحسن بن علي المالكي، قال: حدثنا أبو النضر
عن ابن حميد الرافعي، قال: حدثنا محمد بن الهيثم البصري، قال: حدثنا
سليمان بن عثمان النخعي، قال: حدثنا سعيد بن طارق عن سلمة بن أنس
عن الإصبع بن نباتة، قال: خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام خطبة،
فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم، فقال له أبو خالد الكلبي (2):
صفه لنا يا أمير المؤمنين، فقال علي عليه السلام: (ألا إنه أشبه الناس خلقا
وخلقا وحسنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ألا أدلكم على رجاله

(1) عقد الدرر: 35 و 83، سنن الداني، الجزء الخامس، باب ما روي في الوقيعة التي تكون
بالزوراء وما يتصل بها من الوقائع...
(2) ورد في هامش النسخة الخطية: كذا في الأصل، ولعله أبو خالد الكابلي.
288

وعددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: (سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله، قال: أولهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة) وجعل علي عليه
السلام يعدد رجال المهدي، والناس يكتبون، فقال: (رجلان من البصرة،
ورجل من الأهواز، ورجل من عسكر مكرم (1)، ورجل من مدينة تستر، ورجل
من دورق (2)، ورجل من الباسيان (3)، واسمه علي، وثلاثة من بشم (4): أحمد
وعبد الله وجعفر، ورجلان من عمان: محمد والحسن، ورجلان من سيراف:
شداد وشديد، وثلاثة من شيراز: حفص ويعقوب وعلي، وأربعة من
أصفهان: موسى وعلي وعبد الله وغلفان، ورجل من إيذج (5)، واسمه يحيى،
ورجل من المرج العرج، واسمه داود، ورجل من الكرخ، واسمه عبد الله،
ورجل من بروحس (6)، اسمه قديم، ورجل من نهاوند، واسمه عبد الرزاق،
ورجلان من الدينور: عبد الله وعبد الصمد، وثلاثة من همدان: جعفر
وإسحاق وموسى، وعشرة من قم أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله
صلى الله عليه وآله، ورجل من خراسان اسمه دريد، وخمسة من الدنن (7)،

(1) عسكر مكرم: بلد مشهور من نواحي خوزستان منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني
جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، وقيل في نسبته غير ذلك. انظر: معجم
البلدان 4: 123.
(2) دورق: بلد بخوزستان، وهو قصبة كورة سرق، يقال لها: دورق الفرس. معجم البلدان 2:
483.
(3) باسيان: قرية بخوزستان، وقال الإصطخري: هي مدينة وسطة في الكبر، عامرة يشق النهر
فيها فتصير نصفين. معجم البلدان 1: 322.
(4) بشم: موضع بين الري وطبرستان شديد البرد، وموضع ببلاد هذيل. معجم البلدان 1: 428.
(5) إيذج: كورة وبلد بين خوزستان وإصبهان. معجم البلدان 1: 288، وهي الآن تعرف
ب‍ (إيذه) انظر: فرهنك معين 5: 206.
(7) دنن: اسم بلد بعينه،. وقال أبو زياد الكلبي: دنن: ماء قرب نجران. معجم البلدان 2:
289

أسماؤهم على أسماء أهل الكهف، ورجل من آمد، ورجل من آمل، ورجل من
جرجان، ورجل من هراة، ورجل من بلخ، ورجل من قراح (1)، ورجل من
عانة (2)، ورجل من دامغان، ورجل من حرحس (3)، وثلاثة من
السمسار (4)، ورجل من ساوة، ورجل من سمرقند، وأربعة وعشرون من
الطالقان، وهم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله في خراسان كنوز
لا ذهب ولا فضة ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله، ورجلان من قزوين،
ورجل من فارس، ورجل من أبهر، ورجل من برجان (5) من جموح، ورجل من
ساج (6)، ورجل من صريح (7)، ورجل من أردبيل، ورجل من بريل (8)، ورجل
من تدمر (9)، ورجل من أرمينية، وثلاثة من المراغة، ورجل من خوي، ورجل
من سلماس، ورجل من دبيل (10)، ورجل من تدلس (11)، ورجل من

478.
(1) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان 4: 315: في بغداد عدة محال عامرة الآن آهلة،
يقال لكل واحدة منها: قراح، إلا أنها تضاف إلى رجل تعرف باسمه.
(2) عانة: تطلق على البلد المشهور، المشرف على الفرات قرب حديثة النورة، بين الرقة
وهيت، وتطلق أيضا على بلد بالأردن. معجم البلدان 4: 72.
(3 و 4) كذا في الأصل بدون نقاط.
(5) برجان: بلد من نواحي الخزر. معجم البلدان 1: 372.
(6) ساج: مدينة مشهورة بين كابول وغزنين. معجم البلدان 3: 170.
(7) كذا في الأصل بدون نقاط.
(8) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان 1: 407: أحسبها مدينة بالأندلس.
تدمر: مدينة قديمة مشهورة في برية الشام، بينها وبين حلب خمسة أيام. معجم البلدان 2:
17.
(10) دبيل: موضع يتاخم أعراض اليمامة، وقيل: هو رمل بين اليمامة واليمن، ويطلق على مدينة
بأرمينية تتاخم أران. معجم البلدان 2: 438 - 439.
(11) كذا في الأصل بدون نقاط، فإن كان المقصود منها: بدليس، فهي بلدة من نواحي أرمينية
قرب خلاط. معجم البلدان 1: 358.
وإن كان المقصود منها: تدليس، فهي مدينة بالمغرب الأقصى على البحر المحيط.
290

نشوز (1)، ورجل من بركرى، ورجل من أرجيش (2)، ورجل من
منازجرد (3)، ورجل من خلاط (4)، ورجل من قاليقلا (5)، وثلاثة من واسط
وعشرة من الزوراء، وأربعة من الكوفة، ورجل من القادسية، ورجل من
سورا (6)، ورجل من الصراة (7)، ورجل من النيل، ورجل من صيداء،
ورجل من جرجان، ورجل من القصور، ورجل من الأنبار، ورجل من
عكبرى، ورجل من حبار (8)، ورجل من تبوك، ورجل من الجامدة (9)،
وثلاثة من عبادان، وستة من حديثة الموصل (10)، ورجل من الموصل، ورجل
من معلثايا (11)، ورجل من نصيبين (12)، ورجل من أردن، ورجل من فارقين،

معجم البلدان 2: 17.
(1) نشور: قرية من قرى الدينور. معجم البلدان 5: 286.
(2) أرجيش: مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبرى قرب خلاط. معجم البلدان 1: 144.
(3) منازجرد: بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعد من أرمينية. معجم البلدان 5: 202.
(4) خلاط: قصبة أرمينية الوسطى. معجم البلدان 2: 380 - 381.
(5) قاليقلا: مدينة من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة. معجم
البلدان 4: 299.
(7) سورا: موضع بالعراق من أرض بابل، قريب من الوقف والحلة المزيدية. معجم البلدان
3: 278.
(7) الصراة: نهران ببغداد: الصراة الكبرى والصراة الصغرى. معجم البلدان 3: 399.
(8) كذا في الأصل بدون نقاط.
(9) الجامدة: قرية كبيرة جامعة من أعمال واسط بينها وبين البصرة. معجم البلدان 2: 95.
(10) حديثة الموصل: بليدة على دجلة بالجانب الشرقي قرب الزاب الأعلى، وفي بعض الآثار:
أن حديثة الموصل كانت هي كورة قصبة الموصل. معجم البلدان 2: 230.
(11) معلثايا: بليد، له ذكر في الاخبار المتأخرة قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل. معجم
البلدان 5: 158.
(12) نصيبين: مدينة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها وبين سنجار
تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستة أيام. معجم البلدان 5: 288.
291

ورجل من لامد (1)، ورجل من رأس عين (2)، ورجل من الرقة (3)، ورجل
من حران (4)، ورجل من بالس (5)، ورجل من منبج (6)، (و) ثلاثة من
طرسوس (7)، ورجل من القصر (8)، ورجل من أذنة (9)، ورجل من خمرى،
ورجل من عرار (10)، ورجل من قورص، ورجل من أنطاكية، وثلاثة من
حلب، ورجلان من حمص، وأربعة من دمشق، ورجل من سورية، ورجلان
من قسوان، ورجل من قيمون (11)، ورجل من اصورنة (12)، ورجل من كرار (13)،

(1) في هامش النسخة الخطية: لعلها أمد.
(2) رأس عين: مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وبينها وبين
نصيبين خمسة عشر فرسخا، وقريب من ذلك بينها وبين حران، وهي إلى دنيسر أقرب.
معجم البلدان 3: 14.
(2) الرقة: مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام. معجم البلدان 3
58 - 59.
(4) حران: مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر، بينها وبين الرها يوم،
وبين الرقة يومان، وهي على طريق الموصل والشام والروم. معجم البلدان 2: 235.
(5) بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة. معجم البلدان 1: 328، وتأتي أيضا في نفس
الحديث.
(6) قال الحموي في معجم البلدان 5: 205: هو بلد قديم، وما أظنه إلا روميا.
(7) طرسوس: مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. معجم البلدان 4: 28.
(8) القصر: يطلق على عدة مواضع، وفي الأعم الأغلب يكون مضافا كالقصر الأبيض وقصر
أبي الخصيب وغيرهما. أنظر: معجم البلدان 4: 354 - 365.
(9) أذنة: يطلق على بلد من الثغور قرب المصيصة، وعلى جبل يقع شرقي جبل توز. معجم
البلدان 1: 132 - 133.
(10) عرار: واد بنجد، له ذكر في الشعر العربي. معجم البلدان 4: 93.
(11) قيمون: حصن قرب الرملة من أعمال فلسطين. معجم البلدان 4: 424.
(12 و 13) كذا في الأصل بدون نقاط.
292

ورجل من أذرح (1)، ورجل من عائر (2)، ورجل من لاكار (3) ورجلان من بيت
المقدس، ورجل من الرملة (4)، ورجل من بالس (5)، ورجلان من عكار (6)،
ورجل من صور، ورجل من عرفات، ورجل من عسقلان، ورجل من غزة،
وأربعة من الفسطاط، ورجل من بس (7)، ورجل من دمياط (8)، ورجل من
المحلة (9)، ورجل من الإسكندرية، ورجل من برقة (10)، ورجل من
طنجة (11)، ورجل من أفرنجة (12)، ورجل من القيروان (13)، وخمسة من
السوس الأقصى (14)، ورجلان من قبرس، وثلاثة من حميم، ورجل من
قوس (15)، ورجل من عدن، ورجل من علاقي (16)، وعشرة من مدينة الرسول

(1) أذرح: اسم بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء. معجم البلدان 1:
129.
(2) عائر: جبل في المدينة. معجم البلدان 4: 73.
(3) كذا في الأصل.
(4) الرملة: مدينة بفلسطين كانت رباطا للمسلمين. معجم البلدان 3: 69.
(5) تقدم في نفس الحديث.
(6 - 7) كذا في الأصل بدون نقاط.
(8) دمياط: مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل. معجم البلدان
2: 472.
(9) في هامش الأصل: لعلها الحلة. والمحلة: مدينة مشهورة بالديار المصرية. معجم
البلدان 5: 63.
(10) برقة: اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية، واسم مدينتها:
انطابلس. معجم البلدان 1: 388.
(11) طنجة: بلد على ساحل بحر المغرب مقابل الجزيرة الخضراء. معجم البلدان 4: 43.
(12) أفرنجة: مدينة عظيمة مجاورة لرومية في شمال الأندلس. معجم البلدان 1: 228.
(13) القيروان: مدينة عظيمة بأفريقية. معجم البلدان 4: 420.
(14) السوس الأقصى: كورة بالمغرب مدينتها طرقلة. معجم البلدان 3: 281.
(15) قوس: واد من أودية الحجاز. معجم البلدان 4: 413.
(16) العلاقي: حصن في بلاد البجة في جنوبي أرض مصر، به معدن التبر بينه وبين مدينة أسوان
في أرض فياحة. معجم البلدان 4: 145.
293

صلى الله عليه وآله، وأربعة من مكة، ورجل من الطائف، ورجل من
الدبر (1)، ورجل من الشيروان، ورجل من زبيد (2)، وعشرة من صبرا (3)،
ورجل من الأحساء، ورجل من القطيف، ورجل من هجر، ورجل من
اليمامة).
قال عليه الصلاة والسلام: (أحصاهم لي رسول الله صلى الله عليه
وآله، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم الله من مشرقها إلى
مغربها في أقل مما يتم الرجل عشاءه عند بيت الله الحرام، فبينا أهل مكة
كذلك فيقولون أهل مكة: قد كبسنا السفياني، فيشرفون أهل مكة، فينظرون
إلى قوم حول بيت ا لله الحرام، وقد انجلى عنهم الظلام ولاح لهم الصبح
وصاح بعضهم ببعض النجاح، وأشرف الناس ينظرون وقراؤهم يفكرون).
قال أمير المؤمنين عليه السلام: (كأني أنظر إليهم والزي واحد، والقد
واحد، والحسن واحد، والجمال واحد، واللباس واحد، كأنما يطلبون شيئا
ضاع منهم، فهم متحيرون في أمرهم حتى يخرج إليهم من تحت ستارة الكعبة
في آخرها رجل أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وحسنا
وجمالا، فيقولون: أنت المهدي؟ فيخرجهم ويقول: أنا المهدي، فيقول:
بايعوا على أربعين خصلة واشترطوا عشر خصال).
قال الأحنف: بأبينا وما تلك الخصال؟ فقال أمير المؤمنين عليه الصلاة
والسلام: (يبايعون على أن لا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا، ولا ينتهكوا

(1) الدبر: جبل بين تيماء وجبلي طيء. والدبر: قرية من نواحي صنعاء باليمن. معجم البلدان
2: 437.
(2) زبيد: اسم واد به مدينة يقال لها: الحصيب، ثم غلب عليها اسم الوادي، فلا تعرف إلا
به، وهي مدينة مشهورة باليمن أحدثت في أيام المأمون. معجم البلدان 3: 131.
(3) كذا في الأصل بدون نقاط.
294

حريما (1)، ولا يشتموا مسلما، ولا يهجموا منزلا، ولا يضربوا أحدا إلا
بالحق، ولا يركبوا الخيل الهماليج (2)، ولا يتمنطقوا بالذهب، ولا يلبسوا
الخز، ولا يلبسوا الحرير، ولا يلبسوا النعال الصرارة، ولا يخربوا مسجدا،
ولا يقطعوا طريقا، ولا يظلموا يتيما، ولا يخيفوا سبيلا، ولا يحبسوا بكرا،
ولا يأكلوا مال اليتيم، ولا يفسقوا بغلام، ولا يشربوا الخمر، ولا؟؟ (3)
أمانة، ولا يخلفوا العهد، ولا يكبسوا طعاما من بر أو شعير، ولا يقتلوا
مستأمنا، ولا يتبعوا منهزما، ولا يسفكوا دما، ولا يجهزوا على جريح،
ويلبسون الخشن من الثياب، ويوسدون التراب على الخدود، ويأكلون ا لشعير،
ويرضون بالقليل، ويجاهدون في الله حق جهاده، ويشمون الطيب،
ويكرهون النجاسة، ويشرط لهم على نفسه أن لا يتخذ حاجبا، ويمشي حيث
يمشون، ويكون من حيث يريدون، ويرضى بالقليل، ويملا الأرض بعون
الله عدلا كما ملئت جورا، يعبد الله حق عبادته، يفتح له خراسان، ويطيعه
أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه من اليمن فرسان همدان وخولان، وجده (4)
يمده بالأوس والخزرج، ويشد عضده بسليمان، على مقدمته عقيل، وعلى
ساقته الحارث، ويكثر الله جمعه بهم، ويشد ظهره بمضر، يسبرون أمامه
الفتن، وتحالفه بجيلة وثقيف ونخع وعلاف (5)، ويسير بالجيوش حتى ينزل
وادي الفتن (6)، ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفا، فيقول له: أنا أحق منك

(1) في الأصل كتبت فوق كلمة (حريما): (محرما).
(2) الهماليج، جمع الهملاج من البراذين: الذي يمشي مشية الهملجة، وهي شبيهة للهرولة،
الصحاح 1: 351، مجمع البحرين 2: 337 (هملج).
(3) كذا في الأصل بدون نقاط.
(4) الجد: الحظ. لسان العرب 2: 198 (جدد).
(5) علاف: أبو قبيلة. لسان العرب 9: 356 (علف).
(6) كذا في الأصل بدون نقاط.
295

بهذا الامر، فيقول له: هات علامة، هات دلالة، فيومئ إلى الطير فيسقط
على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب، فيسلم إليه
الحسني الجيش، ويكون الحسني على مقدمته، وتقع ا لصيحة بدمشق إن
أعراب الحجاز قد جمعوا لكم، فيقول السفياني لأصحابه: ما يقول هؤلاء
القوم؟ فيقال له: هؤلاء أصحاب ترك (1) وإبل ونحن أصحاب خيل وسلاح،
فاخرج بنا إليهم).
قال الأحنف: ومن أي قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام:
(هو من بني أمية وأخواله كلب وهو عنبسة بن مرة بن كليب بن سلمة بن عبد الله
ابن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد
شمس، أشد خلق الله شرا، وألعن خلق الله حدا، وأكثر خلق الله ظلما،
فيخرج بخيله وقومه ورحله وجيشه ومعه مائة ألف وسبعون ألفا فينزل بحيرة طبرية
ويسير إليه المهدي عن يمينه جبرئيل، وعن شماله ميكائيل، وعزرائيل
أمامه، فيسير بهم في الليل، ويكمن بالنهار، والناس يتبعونه من الآفاق
حتى يواقع السفياني على بحيرة الطبرية، فيغضب الله على السفياني ويغضب
خلق الله لغضب الله تعالى، فترشقهم (2) الطير بأجنحتها والجبال بصخورها
والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم،
ولا يبقى على الأرض غيره وحده، فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي
أغصانها مدلاة على بحيرة الطبرية، ويملك مدينة دمشق، ويخرج ملك الروم
في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف، فيفتح (طرسوسا) بأسنة
الرماح وينهب ما فيها من الأموال والناس، ويبعث الله جبرئيل عليه السلام إلى
(المصيصة) ومنازلها وجميع ما فيها فيعلقها بين السماء والأرض، ويأتي ملك

(1) الترك جمع، والمرد: التركة، وهي: البيضة من الحديد. الصحاح 4: 1577، لسان
العرب 2: 31 و 32 (ترك).
(2) الرشق: الرمي. لسان العرب 5: 221 (رشق).
296

الروم بجيشه حتى ينزل تحت (المصيصة) فيقول: أين المدينة التي كان
يتخوف الروم منها والنصرانية؟ فيسمع فيها صعق الديوك ونباح الكلاب وصهيل
الخيل فوق رؤوسهم) وذكر الحديث.
أقول أنا: وهذا لفظ ما ذكره السليلي نقلناه كما وجدناه.
الباب 80
فيما ذكره السليلي من حديث آخر بدولة المهدي
وبذله للأموال حثوا، ومقدار سبعة
أشهر بين فتح القسطنطينية والدجال.
418 - قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا ابن حميد، قال:
حدثنا هارون عن عمرو بن أبي قيس عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك
الليلة حتى يملك هذه الأمة رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه
اسم أبي، يملاها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يقسم المال
بالسوية، ويعيد الله الغنى في قلوب هذه الأمة، فيجيء الرجل فيسأله،
فيقول: انطلقا به إلى السادن - يعني الخازن - فيحثو له في حجره، قال:
يقول: حسبي، ما وسع أمة محمد، فيرده، فيقول: لا حاجة لي فيه،
فيقال له: إنا لا نرجع في شئ أمضيناه، فيمكث تسعا أو سبعا ثم لا خير في
عيش الحياة بعده) (1).

(1) أنظر: مسند أحمد 3: 426 - 427 / 10933، و 451 / 11092، ميزان الاعتدال 3:
297

419 - وذكر في حديث أسنده إلى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله
عليه وآله قال: (الملحمة العظمى فتح قسطنطينية وخروج الدجال في سبعة
أشهر) (1)
الباب 81
فيما نذكره من أحاديث الدجال
ومن أي موضع يخرج وخروجه ونزول عيسى بن مريم وصلاته
خلف المهدي وصلاح الدنيا وزوال الأكدر منها.
أقول: إن الذي رواه السليلي في أحاديث الدجال من الفتن فإنها إنما
تحدث وقد ظهر المهدي عليه السلام ويكون عيسى عليه السلام، وفيهما كفاية
عن ذكر كل ما يقال، ولكنما نذكر ما ينتهي أمر الدجال إليه مع المهدي وعيسى
ابن مريم عليهما السلام.
فنقول: ذكر أبو صالح السليلي في كتاب الفتن، حدثنا، هذا إسناده:
420 - أخبرناه ديرونه (2) الحناط الدينوري، قال: أخبرنا أحمد بن
وردان المغازلي، قال: أخبرنا ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، قال: أخبرنا
يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة

(1) 97، الصواعق المحرقة: 166، كنز العمال 14: 361 / 38653.
(1) الفتن - لابن حماد - 2: 524 - 525 / 1474، سنن الترمذي 4: 509 - 510 / 2238،
سنن ابن ماجة 2: 1370 / 4092، سنن أبي داود 4: 110 / 4295، وفي الأخيرين:
(الكبرى) بدل (العظمى).
(2) كذا في الأصل بدون نقاط.
298

الباهلي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم خطبة، فكان
آخر خطبته، وذكر ما حدثهم عن الدجال.
ثم قال: (وإمام الناس يومئذ رجل صالح، فيقال له: صل الصبح،
فإذا كبر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه،
فيرجع يمشي القهقري ليتقدم عيسى بن مريم عليهما السلام، فيضع عيسى
يده بين كتفيه، فيقول له: صل فإنما أقيمت لك الصلاة، فيصلي عيسى
وراءه، ثم يقول: فيفتحون الباب ومع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي ذو ساج
وسيف محلى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النار أو الثلج
في الماء، ثم يخرج هاربا، فيقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تفوتني بها،
فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله ولا يبقى شئ مما خلق الله يتوارى به
يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا دابة إلا قال: يا عبد الله
المسلم هذا كافر فاقتله، إلا الغرقة فإنها من شجرهم ولا تنطق، ويكون
عيسى في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا، فيدق الصليب ويقتل الخنزير
ويضع الجزية ويترك الصدقة ولا يسعى على شاة، ولا تبقى بقرة، وترفع
الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم الحنش
فلا يضره، وتلقى الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون في الإبل كأنه كلبها،
ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملا الأرض من الاسلام، ويسلب
الكفار ملكهم، ولا يكون الملك إلا لله وللإسلام، وتكون الأرض كفاثور
الفضة تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم، يجتمع ا لنفر على القثاء
فتشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الفرس بدريهمات) (1)
هذا آخر الحديث، يعني أن الناس يستغنون عن الجهاد، ويرغبون في صفات
الزهاد.

(1) الفتن - لابن حماد - 2: 566 / 1589، سنن ابن ماجة 2: 1359 - 1362 / 4077،
وتقدم في الحديث رقم 234 نقلا عن فتن ابن حماد.
299

الباب 82
في أن الدجال يخرج من خراسان ويتبعه أقوام
كأن وجوههم المجان المطرقة.
روينا من كتاب تذييل محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد فيما نقلته
في المجلد الأول من كتاب (التحصيل) في ترجمة محمد بن حمزة بن محمد
بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهما السلام، أبي سليمان العلوي من أهل قزوين قدم بغداد حاجا.
421 - ثم ذكر بإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(يخرج الدجال من قبل المشرق من مدينة يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كان
وجوههم المجان المطرقة) (1).
أقول: وقد مضى في الكراس الخامس من كتاب نعيم بن حماد عن
النبي صلى الله عليه وآله: (ليهبطن الدجال خوز وكرمان في ثمانين ألفا كأن
وجوههم المجان المطرقة يلبسون الطيالسة وينتعلون الشعر) (2).

(1) مسند أحمد 1: 8 / 13، سنن ابن ماجة 2: 1353 - 1354 / 4072، سنن الترمذي
4: 509 / 2237، المستدرك - للحاكم - 4: 527، تأريخ بغداد 14: 68، الفتن
- لابن حماد - 2: 533 / 1508.
(2) تقدم في الحديث رقم 250.
300

الباب 83
فيما ذكره أبو صالح السليلي في أن الرجل
الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه من ولد النبي عليهم السلام.
422 - قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا سليمان بن داود
البصري، قال: أخبرنا داود العسقلاني، قال: أخبرنا سفيان بن سعيد
الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن
اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، فذكر حديث الفتن
بطوله.
ثم قال: (قد أفلحت أمة أنا أولها وعيسى آخرها، فيصلي خلف رجل
من ولدي فإذا صليت الغداة، قام عيسى حتى يجلس في المقام (وذكر متابعته
وأن مقامه في الدنيا أربعون سنة (1).
الباب 84
فيما ذكره السليلي من حديث النار بالحجاز من كتاب الفتن.
423 - قال: حدثنا ابن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا أحمد بن

(1) سنن الداني: الجزء الخامس، باب ما روي في الوقيعة التي تكون بالزوراء وما يتصل بها من
الوقائع والملاحم والآيات والطوام.
301

صالح، قال: أخبرنا عنبسة، قال: أخبرنا يونس عن ابن شهاب، قال:
حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أخبره رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال: (إنها لا تقوم الساعة حتى تظهر نار بأرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل
ببصرى) (1).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس: هذا آخر
ما رأينا ذكره من كتاب الفتن لابي صالح السليلي، وكان آخر تعليقه يوم
الخميس الثالث عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وستمائة، وصلى الله
على سيد البرية محمد النبي وعترته الطاهرة الهادية المهدية.

(1) صحيح البخاري 8: 128 / 7118، صحيح مسلم 8: 180، مصنف عبد الرزاق 11:
376 / 20788، كنز العمال 14: 344 / 38883، وتقدم قريب منه في الحديث رقم 260
نقلا عن فتن ابن حماد 2: 632 / 1764.
302

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي
الفاطمي: أحمد الله جل جلاله الذي ابتدأ جل جلاله بالمتن، والهداية إلى
الدروع الواقية والجنن، ومن علينا بجدنا محمد رسوله صلوات الله عليه في
إحياء ما درس من السنن، وجعل من جملة معجزاته وكراماته تعريفه عليه
السلام بما حدث بعده من الفتن، وما يختص به عترته عليهم السلام من
العداوة والحسد والمحن، ووعدهم على الصبر والرضى على أجمال أهل
الأحقاد والإحن، بالأعلى والأغلى من الثمن، والسكنى معه في جواره في دار
قراره ومساره، صلى الله عليه وآله الحافظين لأسراره صلاة تزيد في علو
مناره، وضياء أنواره.
أما بعد: فإنني ذكرت في خطبة هذا الكتاب (التشريف بالمنن في
التعريف بالفتن) ما حضرني من السبب الباعث على جمع جواهره وإظهار
سرائره، وحيث قد تكمل ما هدانا الله جل جلاله إليه، ودلنا عليه من كتاب
(الفتن) لنعيم بن حماد، وكتاب (الفتن) لابي صالح السليلي كما قدمناه،
فها نحن نذكر ما نختار بالله جل جلاله من كتاب الفتن لابي يحيى زكريا،
303

ونقصد نقل لفظه ومعناه، فنقول:
الباب 1
فيما نذكره من كتاب الفتن تأليف أبي يحيى
زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز، تأريخ
كتابته يوم الأربعاء سلخ ربيع الأول
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة من وقف النظامية.
424 - بإسناده عن أبي زيد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم الفجر وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم
صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد
المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا
أحفظنا (1).

(1) قريب منه في فتن ابن حماد 1: 27 / 1.
304

الباب 2
في أن خير الأولاد البنات بعد أربع وخمسين ومائة،
وخير النساء بعد تسع وستين ومائة العواقر.
425 - وبإسناده عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير
أولادكم بعد أربع وخمسين ومائة البنات، وخير نسائكم بعد تسع وستين ومائة
العواقر، وسنة ثمان وستين ومائة تقاضى دينك، وسنة تسع وستين ومائة اقض
دينك، وسنة تسعين الهرج) فقال بعض القوم: يا رسول الله ما النجاة
وما الخلاص؟ قال: (الهرب حتى تقوم الساعة) (1).
الباب 3
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ذهاب عقول الرجال.
426 - فروى بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بين
يدي الساعة الهرج) قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: (القتل) قالوا:
يا رسول الله أكثر مما يقتل الآن؟ قال: (إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكن يقتل
الرجل جاره ويقتل أخاه ويقتل ابن عمه) قالوا: يا رسول الله ومعنا عقولنا؟

(1) الفتن - لابن حماد - 2: 710 / 1992 بتفاوت.
305

قال: (تنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم من الناس قوم يحسب
أكثرهم أنهم على شئ) (1).
قال أبو موسى: وأيم الله ما أرى لي ولكم منها مخرجا إلا نخرج منها كما
دخلناها.
الباب 4
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن: أن الناس
يصيرون كالبهائم وتكون خمس فتن
427 - قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: قلت لابي
أسامة: حدثكم الأعمش عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي،
قال: (جعل الله في هذه الأمة خمس فتن: فتنة خاصة وفتنة عامة ثم فتنة
خاصة ثم فتنة عامة ثم تجيء فتنة سوداء مظلمة يصير الناس فيها كالبهائم) فأقر
به أبو أسامة وقال: نعم (2).
ورواه بإسناد آخر عن محمد بن الحنفية عن مولانا علي عليه السلام (3).

(1) أخرج بعضه نعيم بن حماد في الفتن 1: 47 - 48 / 68.
(2) المستدرك - للحاكم - 4: 437، مصنف عبد الرزاق 11: 356 - 357 / 20733، مصنف
ابن أبي شيبة 8: 599 / 49، وتقدم في الحديث رقم 3 نقلا عن فتن ابن حماد 1: 52 /
77.
(3) المستدرك - للحاكم - 4: 504 - 505.
306

الباب 5
فيما نذكره من كتاب الفتن لزكريا
عن النبي صلى الله عليه وآله لما جرت حال أمته عليه.
428 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن المبارك
الدمشقي، قال: حدثنا صدقة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن جابر، قال:
حدثنا شيخ يكنى (أبا) (1) عبد السلام عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم
تداعى (2) عليكم تداعى الأكلة على قصعتها) قال قائل منهم: من قلة نحن
يومئذ؟ قال: (بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء (3) كغثاء السيل، ولينزعن الله من
عدوكم المهابة منهم وليقذفن في قلوبكم الوهن) قال قائل: يا رسول الله وما
الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت) (4).
ورواه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله، ورواه عن ثوبان
بإسناد آخر.

(1) أضفناها من سنن أبي داود.
(2) تداعى: تجتمع، ويدعو بعضهم بعضا. النهاية - لابن الأثير - 2: 120 (دعا).
(3) الغثاء: ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. النهاية - لابن الأثير - 3:
343 (غثا).
(4) سنن أبي داود 4: 111 / 4297، مسند أحمد 6: 375 / 21891، حلية الأولياء 1:
182، كنز العمال 11: 132 / 30916، ويأتي في الحديث رقم 544.
307

الباب 6
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
من النهي عن اتباع أصحاب الرأي.
429 - رواه بإسناده عن عمر بن الخطاب، قال: أيها الناس إياكم
وأصحاب الرأي، فإن أصحاب الرأي أعداء السنة، أعيتهم السنة أن
يحفظوها، وتفلتت (1) منهم أن يعوها، فسئلوا فاستحيوا أن يقولوا: لا نعلم،
فإياكم وإياهم.
ورواه من طرق أخرى بنحو هذه المعاني.
الباب 7
فيما ذكره زكريا عن النبي صلى الله عليه وآله:
من افتراق أمته ثلاثا وسبعين فرقة، منها فرقة واحدة ناجية.
430 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يوسف،
قال: حدثنا سفيان، وحدثنا علي بن سلمة اللبقي، قال: حدثنا (أبو (2) داود الحفري،
قال: حدثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن

(1) التفلت: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث. النهاية - لابن الأثير - 3: 467
(فلت).
(2) أضفناها من سنن الترمذي.
308

عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو
كان من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت
على ثنتين وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في
النار إلا ملة واحدة) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه
وأصحابي) (1).
431 - وفي حديث آخر: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي
اليوم).
ورواه نحوه من عدة طرق.
الباب 8
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من أحاديث النار ذكر عدة
أحاديث في النيران التي تكون قبل يوم
القيامة تحشر الناس إلى المحشر
432 - وذكر حديث آخر بإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (يوشك أن تخرج نار من (حبس سيل) (2) تضيء بها أعناق الإبل
ببصرى، وتسير سير بطء الإبل، تقيم بالليل وتسير بالنهار حتى يقول الناس:

(1) سنن الترمذي 5: 26 / 2641، كنز العمال 11: 115 / 30837.
(2) حبس سيل: اسم موضع بحرة بني سليم، بينها وبين السوارقية مسيرة يوم. النهاية - لابن
الأثير - 1: 330، معجم البلدان 2: 213 (حبس).
309

غدت النار فاغدوا، وراحت النار فروحوا، من أدركته أكلته (1)) (2).
433 - وروى حديثا عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: (لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار تضيء لها
أعناق الإبل ببصرى) (3).
434 - وروى حديثا آخر عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقوم الساعة حتى تبعث نار من رومان (4)،
فتضيء منها أعناق الإبل ببصرى) (5).
الباب 9
فيما ذكره من الهدة في شهر رمضان.
435 - بإسناده عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: (تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم، وتفزع
اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم
يسلب الحاج في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون
صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين
جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تغل مائة ألف) (6).

(1) في النسخة الخطية: أدركت أكلت.
(2) مسند أحمد 4: 469 / 15231.
(3) الكامل - لابن عدي - 5: 63.
(4) رومان: موضع في بلاد العرب. معجم البلدان 3: 97.
(5) المعجم الكبير - للطبراني - 3: 172 - 173 / 3032.
(6) المستدرك - للحاكم - 4: 517 - 518، عقد الدرر: 107، كنز العمال 14: 279 /
310

رواية أخرى:
436 - وروى بإسناد آخر إلى حماد بن سلمة عن أبي الحكم، قال:
تكون هدة في رمضان، وفي شوال تحارب القبائل، وفي ذي الحجة يسلب
الحاج، وفي المحرم وما المحرم - حتى قالها ثلاث مرات - يقتل كل جبار عنيد
عند مجتمع الأنهار، والعجب كل العجب بين جمادى ورجب.
رواية أخرى.
437 - وروى في حديث آخر عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (رمضان قلب السنة، فإذا سلم رمضان سلمت السنة
كلها).
438 - وروى بإسناده عن كثير بن مرة الحضرمي، قال: آية الحديث
في رمضان، قيل: وما آية الحدث؟ قال: عمود من نار تطلع من قبل المشرق
في السماء، فإذا رأيتها فأعد لأهلك طعام سنة (1).
الباب 10
فيما ذكره زكريا من انتفاخ الأهلة عند اقتراب الساعة.
439 - روى بإسناده عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة) (2).

(1) 38724، وتقدم في الحديث رقم 79 نقلا عن فتن ابن حماد 1: 225 - 226 / 628.
(1) أمالي الشجري 2: 27، ونحوه في فتن ابن حماد 1: 227 / 634.
(2) مجمع الزوائد 3: 146، الكامل - لابن عدي - 4: 289 و 318، كنز العمال 14: 220 /
38469، وفيها: (من اقتراب الساعة...).
311

440 - وفي حديث آخر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن
من اقتراب الساعة أن يرى الهلال ليلته، فيقال: لليلتين، وأن يمر الرجل
المسجد فلا يصلي فيه ركعتين) (1).
الباب 11
فيما ذكره زكريا من هدم الكعبة ومنع الحج.
441 - وروى بإسناده عن سويد، قال: سمعت عليا يقول: (حجوا
قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدمها حجرا
حجرا) قال: فقلت له: شيئا برأيك تقول، أو شيئا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال: (لا) (2) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكن
سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم) (3).

(1) مجمع الزوائد 3: 146، ووردت الجملة الأخيرة من الحديث في المعجم الكبير - للطبراني -
9: 296 - 297 / 9488 - 9489، وكنز العمال 9: 129 / 25335.
(2) ضفناها من المصادر.
(3) المستدرك - للحاكم - 1: 448 - 449، سنن البيهقي 4: 340، حلية الأولياء 4: 131 -
132، كنز العمال 5: 9 / 11819، وتقدم نحوه في الحديث رقم 292 نقلا عن فتن ابن
حماد 2: 668 / 1874.
312

الباب 12
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
في فتح قسطنطينية على يد رجل من أهل البيت عليهم السلام
442 - بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو لم يبق من
الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي يملك القسطنطينية) (1).
443 - ورواه بإسناد آخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم
أبيه اسم أبي، يفتح القسطنطينية وجبل الديلم) (2).
الباب 13
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
من اتباع أمة النبي صلى الله عليه وآله لبني إسرائيل في الضلال.
444 - بإسناده عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، قال: كنا قعودا
حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة، فقال: (لتسلكن
سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، ولتأخذن بمثل أخذهم، إن شبرا
فشبر، وإن ذراعا فذراع، وإن باعا (3) فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم

(1) سنن ابن ماجة 2: 928 - 929 / 2779، كنز العمال 14: 266 / 38674.
(2) ورد بعضه في المستدرك للحاكم 4: 442.
(3) الباع: مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما. لسان العرب 1: 538 (بوع).
313

فيه) (1). وذكر هذا المعنى في أحاديث جماعة بأسانيد مختلفة.
الباب 14
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من الرايات السود
والذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما،
من أهل بيته عليه وعليهم السلام.
445 - بإسناده عن عبد الله، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إذ مر فتية من قريش فتغير لونه، فقلنا: يا رسول الله
إنا لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، قال: (إنا أهل بيت اختار الله لنا
الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي هؤلاء سيصيبهم بعدي بلاء وتطريد وتشريد
حتى يخرج قوم من ها هنا - وأومأ بيده نحو المشرق - معهم رايات سود،
يسألون الحق فلا يعطونه، ويسألون فلا يعطون، فيقاتلون ويصبرون،
فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملاها
قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فمن أدركهم فليأتهم ولو حبوا على
الثلج) (2).
وروى نحوه من عدة طرق.

(1) المعجم الكبير - للطبراني - 17: 13 / 3، المستدرك - للحاكم - 1: 129.
(2) سنن ابن ماجة 2: 1366 / 4082، المستدرك - للحاكم - 4: 464، المعجم الكبير
- للطبراني - 10: 85 / 10031، كنز العمال 14: 267 - 268 / 38677 وتقدم في
الحديث 111 نقلا عن فتن ا بن حماد 1: 310 - 311 / 895 بتفاوت في اللفظ.
314

الباب 15
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
عن النبي صلى الله عليه وآله من طلوع الجور بعده
446 - وذكر بإسناده عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لا يمكث الجور بعدي إلا قليلا حتى يظهر، فكلما
ظهر من الجور شئ ذهب من العدل مثله حتى يلد الرجل في الجور فلا يعرف
غيره) قيل: يا رسول الله فمن أهل العدل؟ قال: (نحن أهل البيت) قيل:
فمن أهل الجور؟ قال. (هم إخوتنا من بني أمية الذين بسطت لهم
الدنيا) (1).
447 - وروى حديثا آخر بإسناد آخر عن معقل بن يسار، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطلع قرن الجور بعدي قريبا، فلا يطلع
من قرن الجور شئ إلا مات من العدل مثله، ثم لا يطلع من قرن الجور شئ
إلا مات من العدل مثله، ثم لا يطلع من قرن الجور شئ إلا مات من العدل
حتى يولدوا لا يعرفون إلا الجور، ولا يعملون إ لا به، ثم إن الله تبارك وتعالى
يعطف على خلقه، فيأمر قرن العدل أن يطلع رأسه، فلا يطلع من قرن العدل
شئ إلا مات من الجور مثله، ثم لا يطلع من قرن العدل شئ إلا مات من
الجور مثله حتى يولد قوم لا يعرفون إلا العدل ولا يعملون إلا به).

(1) ورد نحوه في مسند أحمد 5: 662 / 19797، ومجمع الزوائد 5: 196، وكنز العمال
11: 189 / 31171.
315

الباب 16
فيما ذكره زكريا من غلبة الأعاجم على العرب.
448 - وذكر بإسناده عن سمرة بن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: (يوشك أن يملا الله أيديكم من الأعاجم ثم يجعلهم أسدا
لا يفرون، فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم).
449 - ورواه بإسناد آخر عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (يوشك الله أن يملا أيديكم من العجم ويجعلهم أسدا
لا يفرون فيضربون رقابكم ويأكلون فيئكم) (2).
الباب 17
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
من ذم بني أمية، وأنهم يغيرون سنة النبي عليه السلام.
450 - روى بإسناده عن أبي ذر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه

(1) مجمع الزوائد 7: 310، مسند أحمد 5: 638 / 1965، و 654 / 19734، المعجم
الكبير - للطبراني - 7: 221 - 222 / 6921، حلية الأولياء 3: 24 - 25، كنز العمال
11: 188 / 31165.
(2) المستدرك - للحاكم - 4: 519، مجمع الزوائد 7: 311، كنز العمال 11: 188 / 31165،
وتقدم نحو هذا الحديث والذي قبله في الحديث رقم 59 نقلا عن فتن ابن حماد 1: 242 / 686.
316

وسلم يقول: (إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية) (1).
451 - وروى حديثا آخر عن عبد الله: أن لكل دين آفة، وآفة هذا الدين
بنو أمية.
وروى في ذمهم أحاديث جماعة يغني عنها ثبوتها ما وقع منهم، وذم
القرآن الشريف لهم في قوله تعالى: (والشجرة الملعونة في القرآن) (2).
الباب 18
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
من خروج المهدي وما بشر رسول الله صلى الله عليه وآله، به.
452 - قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي بالكوفة، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) (3).
453 - ورواه من طريق آخر عن النبي صلى الله عليه وآله: أنه قال:
(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني) أو
قال: (من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي) (4).

(1) كنز العمال 14: 198 / 38368، وفيه: (أول من بدل سنتي رجل من بني أمية هو يزيد).
(2) الاسراء: 60، وانظر: تفسير القرطبي 10: 286، والدر المنثور 5: 309 - 310.
(3) سنن الترمذي 4: 505 / 2230، سنن أبي داود 4: 106 - 107 / 4282، مسند أحمد
1: 622 / 3563، حلية الأولياء 5: 75، كنز العمال 14: 263 / 38655.
(4) سنن أبي داود 4: 106 - 107 / 4282، كنز العمال 14: 267 / 38676.
317

454 - ورواه من طريق آخر عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل
بيتي يوافق اسمه اسمي) (1).
(الباب 19
فيما ذكره زكريا من أن المهدي
وأئمة الهدى من أهل بيت النبوة وبهم يختم).
455 - قال زكريا في كتاب الفتن: حدثنا محمد بن يحيى، قال:
حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولا
يحدث عن علي بن أبي طالب، قال: (قلت: يا رسول الله منا أئمة الهدى
أم من غيرنا؟ قال: بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من
ضلالة الفتن كما استنقذوا من ضلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في
الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك) (2).
456 - وروى زكريا حديثا آخر، فقال: حدثنا محمد بن يحيى، قال:
حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشركم بالمهدي
يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل) (3).

(1) الكامل - لابن عدي - 7: 168 / 2074.
(2) الفتن - لابن حماد - 1: 370 / 1089، عقد الدرر: 25، مجمع الزوائد 7: 316 -
317، كنز العمال 14: 598 - 599 / 39682، وتقدم في الحديث رقم 240.
(3) مسند أحمد 3: 451 / 11092، مجمع الزوائد 7: 313، ميزان الاعتدال 3: 97 /
318

الباب 20
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
في أن المهدي من أهل البيت عليهم السلام.
457 - قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا أبو داود
الحفري وأبو نعيم الملائي: أن ياسين العجلي حدثهم، وحدثنا محمد بن
يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ياسين العجلي عن إبراهيم بن
محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: (المهدي منا أهل البيت
يصلحه الله في ليلة) (1).
458 - قال زكريا في كتاب الفتن: وحدثنا عبد القدوس العطار، قال:
حدثنا عمرو بن عاصم، قال: حدثنا عمران القطان، قال: حدثنا قتادة عن
أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المهدي منا أهل البيت) (2).
459 - وقال زكريا أيضا في كتاب الفتن: حدثنا محمد بن يحيى،
قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن
(1) مصنف ابن أبي شيبة 8: 678 / 190، حلية الأولياء 3: 177، نهاية البداية والنهاية - لابن
كثير - 1: 38، الصواعق المحرقة: 163، الفتن - لابن حماد - 1: 361 / 1053،
و 376 / 1118، تهذيب التهذيب 11: 152 / 294، ميزان الاعتدال 4: 359 /
9444.
(2)
الفتن - لابن حماد - 1: 376 / 1118، عقد الدرر: 21، المستدرك - للحاكم - 4:
557. (*)

5719.
319

يزيد عن عبد الله بن زرير الغافقي سمع عليا يقول: (هو رجل من عترة النبي
صلى الله عليه وسلم) (1).
460 - وذكر زكريا في كتاب الفتن، قال: حدثني أبو زائدة زكريا بن
يحيى بن أبي زائدة الكوفي، قال: حدثنا عون بن عمارة عن سليمان التيمي
عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس، قال: المهدي من قريش، قالوا: من
أي قريش؟ قال: من بني هاشم من ولد فاطمة (2).
الباب 21
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من صفة المهدي.
461 - قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن
عاصم، قال: حدثنا عمران القطان، قال: حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن
أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي
رجل أشم (3) الانف أقنى أجلى) (4).

(1) الفتن - لابن حماد - 1: 373 / 1104.
(2) الفتن - لابن حماد - 1: 368 / 1082.
(3) الشمم: ارتفاع قصبة الانف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلا. النهاية - لابن الأثير - 2:
502 (شمم).
(4) سنن أبي داود 4: 107 / 2485، مصنف عبد الرزاق 11: 372 / 20773، الجامع
الصغير 2: 672 / 9244، المستدرك - للحاكم - 4: 557، الفتن - لابن حماد - 1:
364 / 1062 - 1065، نهاية البداية والنهاية - لابن كثير - 1: 39، كنز العمال 14:
264 / 38665.
320

الباب 22
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن
مما يكون مكتوبا في راية المهدي.
462 - قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا أبو هاشم
الرفاعي، قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن نوف،
قال: مكتوب في راية ا لمهدي: البيعة لله (1).
الباب 23
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن أيضا:
أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (بنا يفتح وبنا يختم،
وإنه يكون منه من يملأ الأرض عدلا) وذكر صفته.
فقال زكريا في كتاب الفتن أيضا:
463 - حدثنا محمد بن السري، قال: حدثنا هشام بن خالد الأزرق،
قال: حدثنا الوليد عن ابن لهيعة، قال: أخبرني إسرائيل بن عباد عن ميمون

(1) الفتن - لابن حماد - 1: 356 / 1026، وتقدم في الحديث رقم 171 نقلا عن كتاب الفتن
لابن حماد.
321

عن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بنا فتح الامر وبنا
يختم، وبنا استنقذ الله الناس في أول الزمان، وبنا يكون العدل في آخر
الزمان، وبنا تملا الأرض عدلا كما ملئت جورا، ترد المظالم إلى أهلها برجل
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) ووصف صفته، وذكر ثقلا في لسانه وضرب
فخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام.
الباب 24
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن أيضا
من صفة العدل في زمان المهدي.
464 - قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبو معاوية عن موسى
الجهني عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في أمتي المهدي يملاها قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا، وتمطر السماء مطرا كعهد آدم، وتخرج الأرض بركتها،
وتعيش أمتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك في زمان قط) (1).
465 - وذكر زكريا أيضا، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا
عبد الرزاق أملاه علي من كتابه، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا
المعلى بن زياد، قال: حدثنا العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق الناجي
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملا

(1) قريب منه ما في سنن ابن ماجة 2: 1366 / 4083، والمستدرك - للحاكم - 4: 558،
وكنز العمال 14: 274 / 38706.
322

الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى به ساكن السماء، يقسم
المال صحاحا) قلنا: وما الصحاح؟ قال: (بالسوية بين الناس، فيملا الله
قلوب أمة محمد غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي من له في مال
حاجة؟) قال: (فلا يقوم من الناس إلا رجل فيقول: أنا، فيقول له: ائت
السادن - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول
له: أحث - يعني خذ - حتى إذا جعله في حجره وأبرزه (ندم) (1) فيقول: كنت
أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم) قال: (فيرده فلا يقبل منه،
فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه) قال: (فيكون ذلك سبع سنين أو ثمان
سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده) أو قال: (لا خير في الحياة
بعده) (2).
الباب 25
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في صفة عمر المهدي وموته.
466 - قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن
عاصم، قال: حدثنا عمران القطان، قال: حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي
سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي منا يعيش
هكذا) وبسط يساره وإصبعين من يمينه: المشيرة والابهام، وعقد ثلاثة (3).

(1) أضفناها من مسند أحمد.
(2) مسند أحمد 3: 426 - 427 / 10933، الصواعق المحرقة: 166، كنز العمال 14:
261 - 262 / 38653.
(3) المستدرك - للحاكم - 4: 557.
323

467 - وذكر زكريا أيضا، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا
أبو معاوية عن موسى الجهني عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (يكون في أمتي المهدي إ ن
طال عمره ملك عشر سنين، وإن قصر عمره ملك سبع سنين أو ثمان سنين).
468 - وذكر زكريا أيضا في كتاب الفتن، قال: حدثنا محمد بن
يحيى، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا موسى عن زيد العمي عن
أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري (عن النبي صلى الله عليه
وسلم) (1)، قال: (من أمتي المهدي، فإن قصر عمره أو طال عمره عاش
سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطا وعدلا، وتنبت
الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم ينعموا
مثلها) (2).
469 - وذكر زكريا أيضا في كتاب الفتن، قال: حدثنا محمد بن
يحيى، قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني عن عمران بن حذير، قال:
حدثني السميط عن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (المهدي
اسمه اسمي، ويخرج وهو ابن إحدى وخمسين أو ثنتين وخمسين، يكون على
الناس سبع سنين) (3).

(1) أضفناها من المصادر.
(2) مصنف عبد الرزاق 11: 371 - 372 / 20770، المستدرك - للحاكم - 4: 465، الفتن
- لابن حماد - 1: 377 / 1127.
(3) الفتن - لابن حماد - 1: 365 / 1066 و 368 / 1088.
324

الباب 26
فيما ذكره زكريا عن صفة عطاء المهدي
470 - قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد
عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له:
السفاح، ويكون عطاؤه المال حثيا) (1).
أقول: قوله: (السفاح) خلاف أحاديث كثيرة رواها هو وغيره، وعيسى
يكون ذكر السفاح نفسه وما عرفنا أن السفاح من بني العباس كان يعطي المال
حثيا.
471 - وذكر زكريا، قال: حدثني محمد بن خالد الشيباني، قال:
حدثني عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا الهيثم عن شريك عن ليث عن
طاووس، قال: المهدي سمح بالمال شديد على العمال رحيم
بالمساكين (2).

(1) مسند أحمد 3: 498 / 1348، تأريخ بغداد 10: 48، الفتن - لابن حماد - 1: 362 /
1056، و 365 / 1070، و 402 / 1213.
(2) ورد نحوه في كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 356 - 357 8 1031.
325

الباب 27
في طلوع آية مع الشمس قبل ظهور المهدي.
472 - وذكر زكريا في كتاب الفتن، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد
الخزاعي، قال: حدثنا أبو وهب عن ابن المبارك عن معمر عن ابن طاووس
عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع
الشمس آية (1).
الباب 28
فيما ذكره زكريا: أن المهدي هو
الذي ينزل عليه عيسى بن مريم.
473 - قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد البصري، قال: حدثنا
عمرو بن عاصم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن عبد الله بن
عمرو ذكر المهدي، فقال أعرابي: هو معاوية بن أبي سفيان، فقال عبد الله بن
عمرو: لا ولا كرامة، بل هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم (2).

(1) مصنف عبد الرزاق 11: 373 / 20775، عقد الدرر: 106، وتقدم في الحديث رقم
211 نقلا عن كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 332 / 951.
(2) ورد بعضه في كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 373 / 1103، وعقد الدرر: 230.
326

الباب 29
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن: أن من مات
وليس في عنقه بيعة لامام مات ميتة جاهلية.
روى في هذا المعنى سبعة أحاديث بأسانيد متصلة، نذكر منها بإسناده
حديثين: أحدهما عن مولانا علي عليه السلام، والاخر عن معاوية عن النبي
صلى الله عليه وآله.
أما الحديث الذي رواه عن مولانا علي عليه السلام، فإنه قال:
474 - حدثنا أحمد بن الوحيد، قال: حدثنا محمد بن الأزهر عن يزيد
عن العوام عن أبي صادق، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من
مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية).
وأما الحديث الذي رواه عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله
عليه وآله، فإنه قال:
475 - حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا سعيد بن
سلميان، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن
معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات بغير إمام
مات ميتة جاهلية) (1).
ورواه كما ذكرنا الإشارة إليه عن معاوية (2) أيضا بطريق آخر.

(1) مسند أحمد 5: 61 / 16434، كنز العمال 1: 103 / 464.
(2) المعجم الكبير - للطبراني - 19: 388 / 910.
327

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن ابن عمر (1)، وعن
معاذ بن جبل، وعن أبي ذر.
الباب 30
فيما ذكره زكريا من أمر النبي صلى الله عليه وآله
بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
وقد ذكر فيه أحاديث جماعة نذكر منها حديثا واحدا بإسناده.
476 - قال: حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني بالكوفة، قال: حدثنا
الربيع بن سهل الفزاري عن سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة الوالبي
عن علي، قال: (عهد إلى النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أني مقاتل بعده،
ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين) (2).
الباب 31
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من أمر النبي
صلى الله عليه وآله بقتل معاوية إذا صعد منبره الشريف.
477 - قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن بشير عن

(1) حلية الأولياء 3: 224، كنز العمال 6: 65 / 14863.
(2) المستدرك - للحاكم - 3: 139 و 140 نحوه.
328

مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال: (إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقرعوا رأسه
بالسيف) (1).
وذكر أيضا حديثا آخر من أمر النبي صلى الله عليه وآله بقتل معاوية إذا
صعد منبره:
478 - قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثني أبي عن الحكم بن
ظهير عن عاصم عن زر عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) (2).
وذكر حديثا ثالثا في أمر النبي صلى الله عليه وآله لامته بقتل معاوية إذا
صعد منبره:
479 - فقال: حدثنا سفيان، قال: حدثني أبي عن سفيان الثوري عن
يونس أو إسماعيل بن مسلم عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) (3).

(1) الكامل - لابن عدي - 5: 300، و 6: 422 نحوه.
(2) مختصر تأريخ دمشق 25: 46، الكامل - لابن عدي - 2: 209، ميزان الاعتدال 1:
572 / 2178.
(3) الكامل - لابن عدي - 5: 98 و 103.
329

الباب 32
فيما ذكره زكريا من أمر النبي لعلي عليهما السلام
بقتال من قاتله من أهل الاسلام
روى في ذلك أحاديث كثيرة نذكر بعضها.
480 - قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا جرير عن
الأعمش، قال: وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا جرير عن الأعمش
وأبي عن فطر عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما
قاتلت على تنزيله) قال: فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: (خاصف
النعل) وكان قد أعطاها عليا يصلحها (1).
قال إسماعيل عن أبيه: قال رجل لعلي بن أبي طالب: أنشدك بالله أركان
في النعل حديث؟ قال: اللهم إنك تعلم أنه كان مما يسر إلى نبيك).
وذكر الحديث السبع حدائق، وأن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي
عليه السلام: (لك في الجنة خير منها) وبكى عليه السلام، فقال: (مم
بكاؤك؟) قال: (لضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي) (2).

(1) المستدرك - للحاكم - 3: 122 - 123، مسند أحمد 3: 501 / 11364، مصنف ابن
أبي شيبة 7: 497 - 498 / 19، مسند أبي يعلى 2: 341 - 342 / 1086، كنز العمال
11: 613 / 32967 و 13: 107 / 36351، مجمع الزوائد 9: 133.
(2) المستدرك - للحاكم - 3: 139، مسند أبي يعلى 1: 426 - 427 / 565، كنز العمال
13: 176 / 36523، مجمع الزوائد 9: 118، وتقدم في الحديث رقم 339 نقلا عن
كتاب الفتن للسليلي.
330

وذكر منها حديث نهي النبي عليه السلام لعائشة عن قتال مولانا علي عليه
السلام، وأنها تنبحها كلاب الحوأب (1).
وذكر حديث قتال طلحة والزبير واعتراف بخطئه ورجوعه (2).
وذكر عدة أحاديث في ذم الخوارج، ومدح من قتلهم، وكرامات لمولانا
علي عليه السلام، وأن الخوارج كلاب أهل النار (3).
وذكر الاحتجاج على الخوارج، وهو شئ قد أجمع المسلمون عليه،
فلا حاجة الآن إلى ذكر أحاديثه والمبالغة فيما اشتملت عليه، وقد صنفنا كتابا
سميناه كتاب (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين)
ضمناه عن رجالهم أو شيوخهم مائة وسبعة وتسعين حديثا، ونكمل بعد ذلك
مائتي حديث وستة عشر حديثا في تسمية بأمير المؤمنين، وفي تسميته بإمام
المتقين ثمانية عشر حديثا، وفي تسميته يعسوب المؤمنين خمسة وعشرين
حديثا، وانكشف ما كان مستورا من ثبوت إمامة مولانا علي عليه السلام بعد
سيد المرسلين على المسلمين، وفيه بلاغ إلى حين، والحمد لله رب
العالمين.

(1) مصنف عبد الرزاق 11: 365 / 2753، كنز العمال 11: 334 / 31668، وتقدم في
الحديث رقم 19 نقلا عن كتاب الفتن لابن حماد 1: 84 / 189.
(2) مروج الذهب 2: 371، المناقب - للخوارزمي - 179، كنز العمال 11: 332 /
31659، 31660، وتقدم في الحديث رقم 324 نقلا عن كتاب الفتن للسليلي.
(3) أنظر: المناقب - للخوارزمي -: 259 - 263، وكنز العمال 11: 196 / 31203، و 201 -
208 / 31226 - 31258.
331

الباب 33
فيما ذكره زكريا من أحاديث بني قنطوراء، وحديث البصرة.
481 - ذكر بإسناده في كتاب الفتن قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم أرضا يقال لها: البصرة أو البصيرة إلى جنبها نهر يقال له: دجلة ذو نخل
كثير، فينزل به بنو قنطوراء، فيفترق الناس ثلاث فرق: فرقة تلحق بأصلها
وهلكوا، وفرقة تأخذ على نفسها وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف
ظهورهم فيقاتلون، قتلاهم شهداء يفتح الله على أنفسهم (1).
وذكر حديثا آخر نذكره بإسناده، لأنه معجزة للنبي صلوات الله عليه
وآله.
482 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا الخزاعي، قال: حدثنا
حماد عن علي بن زيد عن وردان بن عبد الله، قال: كنا في آخر غزوة سلمة بن
زياد وفينا رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: يوشك أن يطوى ملك العرب، قالها ثلاثا، فقيل: ومن يطويه؟ قال:
بنو قنطوراء، قوم عراض الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن
وجوههم المجان المطرقة حتى ينزلوا قرية قريبة من أرض العرب بل هي من
أرض العرب يقال لها: جبانة اللوز، فيقاتلهم العرب قتالا شديدا، فيقول
الترك: ادفعوا إلينا إخواننا من العجم ولا نقاتلكم، فتقول العرب للموالي:

(1) انظر: مسند أحمد 6: 20 / 1990، سنن أبي داود 4: 113 / 4306، تفسير القرطبي
11: 58، كنز العمال 14: 218 / 38461، وتقدم في الحديث رقم 374 نقلا عن كتاب
الفتن للسليلي.
332

الحقوا بإخوانكم، فيقول الموالي: ويحكم إلى الكفر بعد الاسلام؟ قال:
فيأتيهم الموالي، فتقاتلهم قتالا شديدا، فيهزمهم الله حتى لا يبقى منهم
مخبر، ويجيء الموالي بالغنائم، فتقول العرب للموالي: أحذونا (1) مما
غنمتم، فيقولون: والله لا نحذيكم وقد خذلتمونا.
الباب 34
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من تعريف جبرئيل
للنبي عليهما السلام بقتل الحسين عليه السلام، وتربته.
روى أحاديث متفرقة، ويحيل بإسناده على كتاب الفتن العتيق فإنها
فيه، إلا ما يكون حديثا مستطرفا.
483 - فقال بإسناده عن صالح بن أربد النخعي، قال: قالت أم
سلمة: دخل الحسين بن علي على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة
على الباب، فتطلعت فرأيت في كف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يقلبه
وهو نائم على بطنه، فقلت: يا رسول الله تطلعت فرأيت في كفك شيئا تقلبه
والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل، فقال: (إن جبرئيل أتاني بالتربة التي
يقتل عليها وأخبرني أن أمتي يقتلونه) (2).
484 - وروى زكريا أيضا بإسناده عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سافر
مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق
إلى صفين، فنادى علي: (صبرا أبا عبد الله صبرا بشط الفرات) قلت: ومن

(1) حذاه حذوا: أعطاه. لسان العرب 3: 99 (حذا).
(2) مصنف ابن أبي شيبة 8: 632 / 258، كنز العمال 13: 657 / 37668.
333

ذا أبو عبد الله؟ قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه
تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل
قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال:
فقال هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من
تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا) (1).
ونذكر حديث كعب بإسناده، لأنه غريب.
485 - وذكر زكريا، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا
لفضل بن دكين، قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني، قال
مر علي على كعب، فقال: إن من ولد هذا رجلا يقتل في عصابة لا يجف
عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم، فمر حسن،
فقالوا: هو هذا، قال: لا، فمر حسين، فقالوا: هو هذا، فقال: نعم (2).
486 - وذكر زكريا في كتاب الفتن أيضا، قال: حدثنا إسحاق بن
موسى، قال: حدثنا المقدمي، قال: حدثنا جعفر، قال: حدثتني خالتي
أم سالم بنت مسلم، قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرنا كالدم على
البيوت والجدر، فبلغنا أنه كان بالشام والكوفة وخراسان (3).
487 - وذكر زكريا حديثين عن ابن عباس أنه قال: رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في المنام ومعه قارورة فيها دم، قلت: ما هذا الدم يا رسول الله؟
قال: (دم الحسين وأصحابه قد أتعبني منذ اليوم وأنا ألتقطه).
قال ابن عباس: فحفظت وعددت فإذا هو اليوم الذي قتل الحسين (4)،

(1) مجمع الزوائد 9: 187، مسند أحمد 1: 137 / 49، مسند أبي يعلى 1: 298 /
363، تهذيب التهذيب 2: 300.
(2) مجمع الزوائد 9: 193، تهذيب التهذيب 2: 301.
(3) مختصر تأريخ دمشق 7: 150، الصواعق المحرقة: 194.
(4) مختصر تأريخ دمشق 7: 152، مجمع الزوائد 9: 193 - 194، أسد الغابة 2: 23،
334

488 - وذكر حديثا آخر بإسناده عن هرثمة بن سلمى، قال: خرجت مع
علي مخرجه إلى صفين، فمروا بكربلاء، فصلى بنا العصر إلى شجرة، فلما
انصرف رفع ترابا إلى أنفه فشمه، ثم قال: (ويحك من تربة ليقتلن عليك
أقوام يدخلون الجنة بغير حساب) فلما انصرف انصرفت معه، وكانت امرأتي
شيعة لعلي، فقلت لها: يا هذه ألا تعجبين من صديقك أبي الحسن، مر
بكربلاء فصلى بنا العصر فلما انصرف رفع ترابا إلى أنفه فشمه، ثم قال:
(ويحك من تربة ليقتلن عليك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب) فقالت: والله
ما قال إلا ما قد قيل له، ثم قضي أنني خرجت مع عبيد الله على الخيل ونسيت
الحديث حتى مررت بالشجرة التي صلى إليها علي، فكأني أنظر إليه،
فضربت خاصرة فرسي حتى صرت إلى الحسين فقصصت عليه القصة،
فقال: (يا هرثمة علينا أم معنا؟) قلت: لا عليك ولا معك، قال:
(ولم؟) قلت: إني تركت خلفي ذرية ضعفاء أخاف من ابن زياد عليهم،
فقال: (أما فالحق بهم فإنه لا يسمع واعيتنا رجل لا يجيبنا إلا أكبه الله في
النار) (1).
489 - وذكر زكريا في كتاب الفتن حديثا، فقال: حدثنا الحسين بن
عمرو العنقزي، قال: حدثنا أبو غسان عن عبد السلام بن حرب عن عبد
الملك بن كردوس حاجب عبيد الله بن زياد، قال: دخلت القصر مع عبيد الله
ابن زياد، فاضطرم القصر نارا، فجعل عبيد الله يتقي بكمه عن وجهه، ثم
قال: لا تخبر بهذا أحدا (2).
490 - وذكر حديثا آخر، قال: حدثنا العنقزي، قال: حدثنا شهاب

تهذيب التهذيب 2: 306.
(1) مختصر تأريخ دمشق 7: 148، وقعة صفين: 140 - 141، شرح نهج البلاغة - لابن أبي
الحديد 3: 169 - 170، تهذيب التهذيب 2: 301.
(2) مجمع الزوائد 9: 196.
335

ابن عباد، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير، قال:
رأيت رؤوس عبيد الله وأصحابه قد نصبت في الرحبة، فجاءت حية تخلل
الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله ثم خرجت ثم جاءت، فقالوا: قد
جاءت قد جاءت، فدخلت فلم تخرج (1).
491 - وذكر زكريا في كتاب الفتن حديثا آخر، فقال: حدثنا أحمد بن
سعيد الدارمي، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا مهدي بن
ميمون، قال: حدثني مروان مولى هند، قال: حدثني بواب ابن زياد،
قال: لقد نظرت إلى حيطان دار الامارة يوم جيء برأس الحسين وكأنها تسيل
دما (2).
وذكر حديثا في أحجار بيت المقدس بعد قتل الحسين صلوات الله
عليه، قال:
492 - حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا
حماد عن معمر، قال: إن أول ما عرف الزهري أنه كان عند عبد الملك بن
مروان، فسأل جلساءه من منكم من يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم
قتل الحسين؟ فلم يكن عند أحد منه علم، فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب
يومئذ منها حجر إلا وجدوا تحت دما عبيطا (3).
493 - وذكر زكريا حديثا آخر في ذلك، فقال: حدثنا علي بن سلمة،
قال: حدثنا أسباط عن أبي بكر الهذلي عن الزهري، قال: لما قتل الحسين

(1) سنن الترمذي 5: 660 / 3780، أسد الغابة 2: 22، جامع الأصول 10: 25 /
6557، الصواعق المحرقة: 198.
(2) مختصر تأريخ دمشق 7: 150، الصواعق المحرقة: 194.
(3) مختصر تأريخ دمشق 7: 150، مجمع الزوائد 9: 196، الصواعق المحرقة، 195،
تهذيب التهذيب 2: 305.
336

ابن علي لم تقلب ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط (1).
494 - وذكر زكريا، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال:
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب، قال: ما قلب حجر بالشام
يوم قتل الحسين إلا عن دم (2).
495 - وذكر زكريا أيضا، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا
محمد بن القاسم، قال: حدثنا هشام بن سعد عمن حدثه عن سعيد بن
المسيب: أن عبد الملك بن مروان كتب إليه: هل تعلم آية كانت يوم قتل
الحسين بن علي؟ قال سعيد: نعم، ما قلبت حصاة في بيت المقدس يوم
قتل الحسين إلا وجد تحتها دم عبيط (3).
496 - وروى زكريا في (باب جوامع في الفتن) قال: حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا أبو تميلة عن الحسين بن واقد، وحدثنا
الدوري، قال: حدثنا علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إذا أقبل الحسن
والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، قال: فنزل من المنبر
ورفعهما، ثم قال: (صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) (4) نظرت إلى
هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حمدي ورفعتهما) (5).

(1) مختصر تأريخ دمشق 7: 150، مجمع الزوائد 9: 196.
(2) الصواعق المحرقة: 194، مجمع الزوائد 9: 196.
(3) مختصر تأريخ دمشق 7: 150.
(4) التغابن: 15.
(5) سنن أبي داود 2: 29 / 1109، سنن النسائي 3: 108، 192، سنن الترمذي 5:
658 / 3774، سنن البيهقي 3: 218، تفسير القرطبي 18: 143، مختصر تأريخ دمشق
7: 122، الصواعق المحرقة: 191، تهذيب التهذيب 2: 300.
337

الباب 35
فيما نذكره من كتاب الفتن لزكريا عن النبي
صلوات ا لله عليه وآله: أن الناس دخلوا في دين الله
أفواجا وسيخرجون منه أفواجا.
قال ما هذا لفظه:
497 - قال: حدثنا علي بن سلمة اللبقي، قال: حدثنا أبو أسامة،
قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أبو
عمار، قال: حدثني جار كان لجابر بن عبد الله، قال: قدمت من سفر
فجاءني جابر، فسلم علي، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا،
فجعل جابر يبكي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يقول: (إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا، وسيخرجون منه أفواجا (1)).
الباب 36
فيما نذكره من كتاب زكريا في الفتن في أن
أهل مكة يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدا.
498 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا ابن عفان، قال:

(1) مسند أحمد 4: 303 / 14286، مجمع الزوائد 7: 281، كنز العمال 11: 124 /
30874.
338

حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب أخبره أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (سيخرج أهل مكة منها ثم لا يعبر
بعدهم إلا قليل حتى تعمر وتمتلئ ثم يخرجون منها ولا يعودون فيها أبدا) (1).
ورواه بطريق آخر في ترجمة أخبار جوامع عن النبي صلى الله عليه
وآله.
الباب 37
فيما نذكره عن زكريا من كتاب الفتن أن مولانا
عليا عليه السلام لما أخبر أصحابه بحاله وغلبة
بني أمية رحل جماعة منهم إلى معاوية.
499 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو صالح، قال:
حدثنا حرملة بن عمران عن سعيد بن أبي سالم الجيشاني، قال: سمعت أبا
سالم يقول: كنا مع علي بن أبي طالب بالكوفة، فقال يوما من الأيام ونحن
عنده: (إني سبط من الأسباط أقاتل على حق ليقوم ولن يقوم والامر لهم، فإذا
كثروا فتنافسوا فقتلوا قتيلهم بعث الله عليهم أقواما من أهل المشرق، فقتلهم
بددا وأحصاهم عددا، والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين، ولا يملكون
سنتين إلا ملكنا أربعا، وما من ثلاثمائة تخرج إلى يوم القيامة، ألا لو شئت
لسميت لكم سائقها وناعقها) قال: فقلت لبعض أصحابي: (فما المقام وقد

(1) مسند أحمد 1: 40 / 153 و 4: 309 - 310 / 14325، كنز العمال 14: 218 /
38459، مجمع الزوائد 3: 298.
339

أخبر أن الامر لهم، قالوا: لا شئ، قال: فاستأذنا إلى مصر، فأذن لمن
شاء، وأعطى كل رجل منا ألف درهم، وأقام معه طائفة منا (1).
الباب 38
فيما ذكره زكريا في ترجمة أخبار جوامع عن مولانا
علي عليه السلام، في الإشارة إلى المهدي عليه السلام.
500 - قال: حدثنا علي بن الحسن الذهلي، قال: حدثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي بن أبي طالب،
قال: (ينقص الاسلام حتى لا يقال: لا إله إلا الله، فإذا فعل ذلك ضرب
يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث الله قوما يجتمعون كما تجتمع قزع
الخريف، والله إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم) (2).
الباب 39
من كتاب الفتن فيما رواه من خلو المدينة
من أهلها، عن النبي صلى الله عليه وآله.
501 - قال: حدثنا أيوب عن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن موسى

(1) تقدم بعضه في الحديث رقم 23 نقلا عن كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 127 / 304.
(2) مصنف ابن أبي شيبة 8: 599 / 45، وعنه في كنز العمال 14: 557 / 39591، وتقدم
في الحديث رقم 229 نقلا عن كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 390 - 391 / 1175.
340

عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: (ليسيرن راكب في جنب وادي المدينة فليقولن: لقد كان في هذه مرة
حاضر من المؤمنين كثير) (1).
502 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليتركن أهلها مرطبة (2))
قالوا: فمن يأكلها؟ قال: (عافية (3) الطير والسباع) (4).
503 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليأتين على المدينة
زمان ينطلق الناس منها إلى الآفاق يلتمسون الرخاء فيجدون الرخاء ثم يأتون
فيحملون أهاليهم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وإنما
المدينة كالكير (5) لا يقربها إن شاء الله الطاعون والدجال، والملائكة يحرسونها
على نقابها وأبوابها).
قال جابر: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
(لا يحل لاحد أن يحمل فيها سلاحا لقتال) (6).

(1) مسند أحمد 4: 300 / 14268، و 310 / 14326، مجمع الزوائد 4: 15.
(2) الرطب: كل ما لا يدخر ولا يبقى، كالفواكه والبقول والأطبخة. النهاية - لابن الأثير - 2:
232 (رطب).
(3) العافية: كل طالب رزق من انسان أو بهيمة أو طائر. النهاية - لابن الأثير - 3: 266 (عفا).
(4) مسند أحمد 4: 300 - 301 / 14269.
(5) الكير: كير الحداد، وهو المبني من الطين، وقيل: هو الزق الذي ينفخ به بالنار. النهاية
- لابن الأثير - 4: 217 (كير).
(6) مسند أحمد 4: 301 / 14270 و 388 / 14811، مجمع الزوائد 3: 301 - 302.
341

الباب 40
(فيما رواه زكريا) في خراب مصر من كتاب الفتن.
504 - (عن ابن عمر) (1) أنه قال: والله إني لأعلم السبب الذي
تخرجون به من مصر، فقلت له: ما يخرجنا منها؟ أعدو؟ فقال: لا، ولكن
يخرجكم نيلكم هذا يغور فلا تبقى منه قطرة حتى يكون فيه الكثبان من
الرمل.
الباب 41
فيما رواه زكريا من خروج أهل الكوفة
منها حتى لا يملكون صاعا ولا مدا
505 - قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال:
حدثنا عقبة عن عطاء بن السائب عن أبيه، قال: دخلت على عبد الله بن عمر
في حائطه، فقال: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، أو من أهل
العراق، قال: فحلف والله لا يستثني ليخرجن منها حتى لا يملكون منها صاعا
ولا مدا (2).

(1) لم ترد في الأصل، وأثبتناها من الطبعة السابقة لهذا الكتاب.
(2) نحوه في مصنف ابن أبي شيبة 7: 554 / 15 و 8: 672 - 673 / 166 وفيه في الموضعين
عن عبد الله بن عمرو.
342

الباب 42
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ترجمة أخبار جوامع
في المهدي، وأنه يمكن أن يأتي من المشرق أو من المغرب.
506 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال:
حدثنا الوليد بن جميع، قال: قال محمد بن الحنفية: يا أبا الطفيل ألزم هذا
المسجد، وكن حمامة من حمامه حتى يأتيك أمرنا، فإن أمرنا إذا جاء ليس به
خفاء كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء، وما يدريك إن قال الناس: إنه يأتي
من المشرق فيأتي الله به من المغرب، وما يدريك إن قال الناس: إنه يأتي من
المغرب فيأتي الله به من المشرق، وما يدريك لعله سيهدى إلينا كما تهدى
العروس.
الباب 43
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ترجمة
أخبار جوامع عن ثبوت أمر المهدي.
507 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق عن ابن
عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: وافقت من ابن
عباس يوما طابت فيه نفسه، قال: قلت: يا أبا عباس حدثني عن المهدي،
343

قال: إني لأرجو أن لا تنقضي الليالي والأيام حتى يبعث الله منا أهل البيت
غلاما شابا، أو قال: فتى شابا لم يلبس الفتن ولم تلبسه، فيقيم أمر الله،
قال: قلت: يا أبا عباس أعجز عنها كهولكم وترجوها لشبابكم؟ قال: إن الله
يفعل ما يشاء (1).
الباب 44
فيما ذكره زكريا بإسناده عن سعيد بن المسيب:
إن المهدي من ولد فاطمة عليهما السلام، من
ترجمة أخبار جوامع من كتاب الفتن.
508 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال:
حدثنا معمر عن قتادة، قال: قلت لابن المسيب: المهدي حق؟ قال:
حق، قلت: من قريش هو؟ قال: نعم، قلت: من أي قريش؟ قال: من
بني هاشم، قلت: من أبي بني هاشم؟ قال: من عبد المطلب، قلت: من
أي عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة (2).

(1) كنز العمال 14: 585 - 586 / 39658، مصنف ابن أبي شيبة 8: 678 / 187، الفتن
- لابن حماد - 1: 369 / 1086.
(2) الفتن - لابن حماد - 1: 368 / 1082، عقد الدرر: 23، وتقدم في الحديث رقم 201
نقلا عن كتاب الفتن لابن حماد.
344

الباب 45
فيما ذكره زكريا في ترجمة أخبار جوامع من كتاب الفتن.
509 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يزيد بن هارون،
قال: حدثنا سليمان التيمي عن سيار عن ابن عباس، قال: لو لم يبق من
الدنيا إلا ليلة، أو قال: يوم، لخرج المهدي.
الباب 46
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ترجمة أخبار
جوامع من تعيين النبي عليه السلام اثني عشر خليفة.
510 - قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن
زريع، قال: حدثنا عبد الله بن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني
عشر خليفة ينصرون على من ناوأهم) ثم تكلم بكلمة خفية صمنيها (1) الناس
سألت أبي عنها، قال: فقال: (كلهم من قريش) (2).

(1) أي: شغلوني عن سماعها، فكأنهم جعلوني أصم. النهاية - لابن الأثير - 3: 54 (صمم).
(2) صحيح مسلم 6: 3 - 4، مسند أحمد 6: 109 / 20432، كنز العمال 12: 32 / 33850.
345

الباب 47
فيما ذكره أيضا من تعيين اثني عشر خليفة.
511 - قال: حدثنا مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا هداب بن خالد
الأزدي، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب، قال: سمعت
جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت
لابي: ما قال؟ قال: (كلهم من قريش) (1).
الباب 48
فيما ذكره أيضا زكريا في ترجمة أخبار
جوامع في اثني عشر أميرا.
512 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن
المهدي عن سفيان عن عبد الملك - يعني ابن عمير - عن جابر بن سمرة،
قال: جئت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا يزال هذا
الامر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لابي:
ما قال؟ قال: كلهم من قريش) (2).

(1) صحيح مسلم 6: 3، مسند أحمد 6: 95 / 20327.
(2) مسند أحمد 6: 106 / 20416.
346

الباب 49
فيما ذكره زكريا عن المهدي وخروجه.
513 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عبيد
الطنافسي، قال: حدثنا موسى الجهني عن عمرو بن قيس الماصر، قال:
قلت لمجاهد: عندك في شأن المهدي شئ؟ فإن هؤلاء الشيعة
لا نصدقهم، قال: نعم عندي فيه شئ مثبت، حدثني رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم: أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية،
فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض، فيأتي
الناس المهدي فيزفونه كما تزف العروس ليلة عرسها، فهو يملأ الأرض قسطا
وعدلا، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها (1).
الباب 50
فيما ذكره زكريا أيضا في كتاب الفتن
في أخبار جوامع من ذكر المهدي.
514 - قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعلى بن عبيد،
قال: حدثنا الأجلح عن عمار بن أبي معاوية عن سالم بن أبي الجعد، قال:

(1) مصنف ابن أبي شيبة 8: 679 / 199، وتقدم في الحديث رقم 399 نقلا عن كتاب الفتن
للسليلي.
347

جلست إلى عبد الله بن عمر وعبد الله بن صفوان وهما جالسان في الحجر، فقال
عبد الله بن عمر: ممن الرجل؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: فكن
من أهل الكوفة، قال: قلت: فإني منهم، قال: هم أسعد الناس
بالمهدي، فقال عبد الله بن صفوان: والله ما جهلهم (1).
الباب 51
فيما ذكره زكريا في ترجمة باب الجواسيس
مما امتحن به الصحابة والاهمال للنواميس.
515 - فقال: حدثنا علي بن الحسن ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا
عبيد الله بن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن حذيفة بن اليمان:
أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من يطلع ا لقوم أدخله الله الجنة)
قال: فما قام منا رجل، ثم عاد، فقال مثلها، فما قام منا رجل، ثم عاد الثالثة
فقال مثل ما قال، ثم قال: (ألا رجل يجعله الله رفيقي في الجنة يطلع القوم
فإني لا آمره أن يقاتل) فما قام منا رجل، اجتمع علينا الخوف والجوع والبرد
والعرى، فقال لي: (قم يا حذيفة ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني) قال: فقمت
فجلست بين ظهرانيهم وهم حول نار لهم، فقال أبو سفيان: لينظر رجل من
جليسه، فأخذت بيدي الذي عن يميني وعن يساري، فقلت: من أنتما؟
فقالا: فلان وفلان، قال: وبعث الله عليهم الريح فلم تدع لهم خباء ولا رمحا
إلا وضعته في الأرض، ثم رمت وجوههم بالحصى والنار التي كانوا عليها، ثم

(1) انظر: مصنف ابن أبي شيبة 7: 554 / 14، وطبقات ا بن سعد 6: 10، وفيه: عبد الله
ابن عمرو.
348

قام أبو سفيان فركب جمله فجعل يزجره وهو بحسب أنه مطلق وهو معقول،
قال حذيفة: فما أشاء أن أضعه حيث شئت إلا وضعته، فذكرت عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فكففت عنه حتى صاح فيهم، ألا ترحل الاثقال
وتعقب الخيل، قال: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فلم
يصبح بها ديار (1).
الباب 52
فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من
دعاء يسلم من دعا به من الاخطار.
516 - روى بإسناده عن ابن عباس، قال: من نزل به غم أو هم أو
كرب، أو خاف من سلطان ظلما، فدعا بهذه الدعوات استجيب له، قال:
تقول: (أسألك بلا إله إلا أنت رب السماوات السبع ورب العرش العظيم،
وأسألك بلا إله إلا أنت رب العرش الكريم، وأسألك بلا إله إلا أنت رب
السماوات السبع وما فيهن إنك على كل شئ قدير) ثم تسأل حاجتك (2).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس العلوي
الفاطمي: وهذا آخر ما علقناه من الثلاث المجلدات في الفتن وما يتجدد من
المحن والإحن، فكل ما صدق فيها الخبر الخبر والعيان الأثر، فهو من آيات
الله جل جلاله الباهرة ومعجزات رسوله صلوات الله عليه وآله المتظاهرة،
وتعظيما لعترته الطاهرة، وزيادة في دلائل سعادة الدار الآخرة، وما ظهر أن

(1) انظر: مسند أحمد 6: 543 / 22823.
(2) انظر: سنن ابن ماجة 2: 1278 / 3883، وسنن الترمذي 5: 495 / 3435.
349

الخبر خلاف ما تضمنه معناه فيكون الدرك على من ابتدأ الغلط فيما رواه، إن كان
تعمد، فعليه درك الاعتماد، وخشية خطر يوم المعاد، وغضب المطلع على
أسرار العباد، وإن كان عن غير عمد منه، فعسى الله جل جلاله أن يعفو عنه
، فمن وقف على شئ مما ذكرناه فليعلم أننا قصدنا كشف ما رأيناه، ولا درك
علينا فيما علقناه، وصلى الله على جدنا محمد رسوله صلوات الله عليه وآله
صلاة تبلغ من حقه أقصاه ورضاه ورضى من اصطفاه، وصلى الله على آله
الطاهرين، والحمد لله رب العالمين.
* * *
350

بسم الله الرحمن الرحيم
(قال السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد
الطاووس رضي الله عنه): رأيت ورويت من الجزء الأول من كتاب المشيخة
للحسن بن محبوب، من خطبة لمولانا علي عليه السلام، يقول في أواخرها
ما هذا لفظه:
517 - (ولقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال لي:
يا علي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة والفئة المارقة، أما والله يا معشر
العرب لتملان أيديكم من الأعاجم، ولتتخذن منهم الأعبد، وأمهات الأولاد،
وضرائب النكاح حتى إذا امتلأت أيديكم منهم، عطفوا عليكم عطف الضراغم
التي لا تبقي ولا تذر، فضربوا أعناقكم، وأكلوا ما أفاء الله عليكم، وورثوكم
أرضكم وعقاركم، ولكن لن يكون ذلك منهم إلا عند تغيير من دينكم، وفساد
من أنفسكم، واستخفاف بحق أئمتكم، وتهاون بالعلماء من أهل بيت نبيكم،
فذوقوا بما كسبت أيديكم، وما الله بظلام للعبيد) (1).

(1) تقدم نحوه في الحديث رقم 59 نقلا عن كتاب الفتن - لابن حماد - 1: 242 / 686،
والحديث رقم 448 و 449 نقلا عن كتاب الفتن لابي يحيى زكريا.
351

فصل
ورأيت في تاريخ ابن الأثير في تاريخ سنة اثنتين وعشرين ما يقتضي أن
ملك الصين حكم للعرب بالظهور على من ينازعهم ما لم يغيروا دينهم
وشرائعهم، فقال ما هذا لفظه:
ولما عبر خاقان ويزدجرد النهر لقوا رسول يزدجرد الذي أرسله إلى
ملك الصين، فأخبرهم أن ملك الصين قال له: صف لي هؤلاء القوم الذين
أخرجوكم من بلادكم، فإني أراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم، ولا يبلغ أمثال
هؤلاء القليل منكم مع كثرتكم إلا لخير عندهم وشر فيكم، فقلت: سلني عما
أحببت، فقال: أيوفون بالعهد؟ قلت: نعم، قال: وما يقولون لكم قبل
القتال؟ قال: قلت؟ يدعوننا إلى واحدة من ثلاث: إما دينهم، فإن أجبنا
أجرونا مجراهم، أو الجزية، أو المنعة والمنابذة، قال: وكيف طاعتهم
أمراءهم؟ قلت: أطلوع قوم لمرشدهم، قال: فما يحلون وما يحرمون؟
فأخبرته، فقال: هل يحلون ما حرم عليهم أو يحرمون ما حلل لهم؟ قلت:
لا، قال: فإن هؤلاء القوم لا يزالون على الظفر حتى يحلوا حرامهم ويحرموا
حلالهم.
ثم قال: أخبرني عن لباسهم، فأخبرته، وعن مطاياهم، فقلت:
الخيل العراب، ووصفتها له، قال: نعمت الحصون، ووصفت له الإبل
وبروكها وقيامها بحملها، فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق، وكتب معه
إلى يزدجرد أنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجند أوله بمرو، وآخره بالصين،
الجهالة بحق الملوك علي، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك لو
يحاولون الجبال لهدوها، ولو خلالهم سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف،
352

فسالمهم وارض منهم بالمسالمة، ولا تهيجهم إن لم يهجوك (1).
أقول أنا: فلم يقبل يزدجرد النصيحة، وأنف من المسألة، فحصل فيما
حصل فيه تصديقا لصاحب الرسالة حيث حكم بانقراض ملكهم.
فصل
ومن المجموع الذي لمحمد بن الحسين المرزبان: ذكر بشر بن
الحارث أنه رأى أمير المؤمنين عليه السلام في المنام، فقال: تقول شيئا لعل
الله تعالى أن ينفعني به، فقال: ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء،
وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله، قال: فقلت: تزيدني يا أمير
المؤمنين؟ فولى وهو يقول:
قد كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تصير ميتا
تبني بدار الفناء بيتا * فابن لدار البقاء بيتا (2)
518 - ومن المجموع عن الصادق عليه السلام أنه قال لشيعته: (كيف
أنتم إذا بقيتم شيئا من دهركم لا ترون إمام، واستوت أقدام بني عبد المطلب
كأسنان المشط، فبينا أنتم كذلك إذ أطلع ا لله لكم نجمكم، فاحمدوا الله
واشكروه).
519 - وقال عليه السلام: (إذا رفع العلم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج
من تحت أقدامكم) (3).
520 - وروى الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين عليه

(1) الكامل في التاريخ 3: 36 - 37.
(2) ديوان الإمام علي: 53.
(3) الكافي 1: 341 / 24 نحوه عن أبي الحسن الثالث عليه السلام.
353

السلام، فوجدته متفكرا ينكت (1) في الأرض، فقلت: ما لي أراك متفكرا أرغبة
في الأرض أم رغبة عنها؟ قال: (لا والله ما رغبت فيها قط، ولكن في مولود
يكون، وهو الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت
جورا وظلما، و (تكون له) (2) حيرة وغيبة يضل فيها قوم ويهتدي فيها
آخرون) (3).
521 - ومن المجموع: وعن موسى بن جعفر عليه السلام: (إذا فقد
الخامس من ولدي سلبت الرحمة من قلوب شيعتنا حتى يظهر القائم، فالله الله
في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد، فإنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة يرجع
فيها كثيرون ممن يقولون بهذا الامر) (4).
522 - وعن الرضا عليه السلام (لابد للناس من فتنة صماء، وذلك عند
فقدان الشيعة الرابع من ولدي) (5).
فصل
ومن طريف ما وجدت في هذا المجموع لمحمد بن الحسين المرزبان
في سبب كهانة سطيح.
قال: زوجة عمران بن عامر أخي عمرو بن عامر طريفة بنت الخير
من أهل (ردمان) (6) رأت في منامها أن مأرب سيغرق ويخرب بالغرق، فقالت

(1) النكت: قرعك الأرض بعود أو بإصبع. لسان العرب 14: 277 (نكت).
(2) أضفناها من المصدر.
(3) الكافي 1: 338 / 7، كمال الدين 1: 288 - 289، الباب 26، الحديث 1.
(4) الكافي 1: 336 / 2، كمال الدين 2: 359 - 360، الباب 34، الحديث 1، علل
الشرائع 1: 244 / 4، كفاية الأثير: 268 نحوه.
(5) كمال الدين 2: 370 - 371، الباب 35، الحديث 3 و 4، وفيه: (الثالث من ولدي).
(6) ردمان: موضع باليمن. معجم البلدان 3: 40.
354

لزوجها: إن ما رأيت في الغيم أذهب عني النوم، رأيت غيما برق ثم رعد ثم
صعق ثم احترق، فما وقع على شئ من الأرض إلا أحرق، فما بعد هذا إلا
الغرق، فأتى عليهم سيل العرم.
قال: وطريفة هذه لما حضرتها الوفاة تفلت في فم سطيح، فانتقلت
كهانتها فيه، وقبرها بأصل عقبة جحفة.
ومن المجموع: قال: (عين أبي نيزر) من صدقات أمير
المؤمنين صلوات الله عليه بأعراض (1) المدينة، وأبو نيزر هذا عبد حبشي كان
لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، يعمل في هذه العين (2).
523 - ومن المجموع: أتي عمر برجل قد ضربه آخر بشيء، فقطع
من لسانه قطعة قد أفسدت بعض كلامه، فلم يدر ما فيه، فحكم علي عليه
السلام: أن ينظر ما أفسد من حروف (أ ب ت ث) وهي ثمانية وعشرون
حرفا، فيؤخذ من الدية بقدرها.
524 - ومن المجموع: قال: سئل أبو حنيفة عن لا شئ ما هو؟ فلم
يدر ما يجيب، فأرسل رجلا ومعه حمار فاره، وقال له: أعرضه على جعفر
الصادق، فإذا قال لك: بكم؟ فقل له: بلا شئ، وانظر ما يقول: ففعل
الرجل ذلك، فقال له: (بكم؟) قال: بلا شئ، فقال: (قد أخذناه
يا غلام، امض إلى السراب، قال الله تعالى: (حتى إذا جاءه لم يجده
شيئا) (3) (4).
525 - ومن المجموع: أتي أمير المؤمنين عليه السلام بسحاقتين،
فأقرتا، فقال: (ما أرى هاهنا شيئا يدخل في شئ) ثم قال: (لا تبلغوا

(1) العرض: ناحية البلد. لسان العرب 9: 142 (عرض).
(2) انظر: معجم البلدان 4: 175 - 176.
(3) النور: 39.
(4) الاختصاص: 190، وعنه البحار 47: 239.
355

بهما الحد ولكن اجلدوهما مائة إلا سوطا أو سوطين).
526 - ومن المجموع: قال شريح القاضي: كنت أقضي لعمر بن
الخطاب، فأتاني يوما رجل، فقال: يا أبا أمية إن رجلا أودعني امرأتين
إحداهما حرة مهيرة والأخرى سرية، فجعلتهما في دار وأصبحت اليوم وقد ولدتا
غلاما وجارية، وكلتاهما تدعي الغلام وتنتفي من الجارية، فاقض بينهما
بقضائك، فلم يحضرني شئ فيهما، فأتيت عمر فقصصت عليه القصة،
فقال: فبما قضيت بينهما؟ قلت: لو كان عندي قضاؤهما ما أتيتك، فجمع
عمر جميع من حضره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وأمرني
فقصصت عليهم ما جئت به، وشاورهم فيه، فكلهم رد الرأي إلي وإليه، فقال
عمر: لكن أعرف حيث مفزعها (1) وأين منزعها (2)، قالوا: كأنك أردت ابن أبي
طالب، قال: نعم وأين المذهب عنه؟ قالوا: فابعث إليه يأتيك، فقال:
لا، ثم شجنة (3) من هاشم وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، وفي بيته يؤتى
الحكم (4)، فقوموا بنا إليه، فأتينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فوجدناه في
حائط له يركل (5) فيه على مسحاة ويقرأ (أيحسب الانسان أن يترك سدى) (6)
ويبكي، فأمهلوه حتى سكن، ثم استأذنوا عليه، فخرج إليهم وعليه قميص

(1) أي: موضع الاستغاثة، لان الفزع في الأصل: الخوف، فوضع موضع الإغاثة والنصر.
النهاية - لابن الأثير - 3: 443 (فزع).
(2) المنزعة: ما يرجع إليه الرجل من أمره ورأيه وتدبيره. الصحاح 3: 1290 (نزع).
(3) شجنة: أي قرابة مشتبكة، وأصل الشجنة: عروق الشجر المشتبكة. النهاية - لابن الأثير -
2: 447، الصحاح 5: 2143 (شجن).
(4) الحكم: الحاكم. وفي المثل: في بيته يؤتي الحكم. الصحاح 5: 1905 (حكم) مجمع
الأمثال 2: 442.
(5) الركل: الضرب بالرجل الواحدة، وتركل الرجل بمسحاته: إذا ضربها برجله لتدخل في
الأرض. الصحاح 4: 1712 - 1713 (ركل).
(6) القيامة: 36.
356

قد نصف أردانه (1)، فقال يا أمير المؤمنين ما الذي جاء بك؟ فقال: أمر
عرض، وأمرني، فقصصت عليه القصة، فقال: (فبم حكمت فيها؟) قلت:
لم يحضرني فيها حكم، فأخذ بيده من الأرض شيئا، ثم قال: (الحكم فيها
أهون من هذا) ثم استحضر المرأتين وأحضر قدحا ثم دفعه إلى إحداهما، فقال:
(احلبي فيه) فحلبت فيه، ثم وزن القدح ودفعه إلى الأخرى، فقال:
(احلبي فيه) فحلبت فيه، ثم وزنه، فقال لصاحبة اللبن الخفيف: (خذي
ابنتك) ولصاحبة اللبن الثقيل: (خذي ابنك) ثم التفت إلى عمر فقال:
(أما علمت أن الله تعالى حط المرأة عن الرجل، فجعل عقلها وميراثها دون
عقله وميراثه، وكذلك لبنها دون لبنه؟) فقال له عمر: لقد أرادك الحق يا أبا
الحسن، ولكن قومك أبوا، فقال: (خفض عليك أبا حفص (إن يوم
الفصل كان ميقاتا) (2) (3).
يقول علي بن موسى بن طاووس: ورأيت في كتاب (من قدمه علمه)
تأليف هلال بن المحسن الصابي في حديث طويل عن بعض الكتاب وقد سئل
عن هذه المسألة: أن مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام سبق إلى الجواب
عنها، وذكر عن اللبن ما ذكره عليه السلام.
ومن المجموع: قال: مات مولى للمهدي وخلف ضياعا كثيرة
وأثاثا ومتاعا ولم يدع إلا ابنة واحدة، فأمر المهدي نوح بن دراج القاضي أن
ينظر في أمر الميراث ليحرز له النصف، فقضى نوح أن المال كله للابنة،
وسلمه إليها، فبلغ ذلك المهدي فغضب ودعا نوحا، وقال له: ما حملك على
ما صنعت؟ فقال له: قضيت بقضاء علي بن أبي طالب، فإنه قضى للابنة
بالمال كله، فقيل له في ذلك، فقال: (أعطيتها النصف بفريضة الله،

(1) الردن: أصل الكم. الصحاح 5: 2121 (ردن).
(2) النبأ: 17.
(3) كنز العمال 5: 830 - 832 / 14508.
357

وأعطيتها الاخر بقول الله تعالى: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله) (1)) فقال له المهدي: لتأتيني من يعلم ذلك أو لأفعلن، فقال: يا أمير
المؤمنين سل الفقهاء والقضاة عن هذا، فإن كنت كاذبا فافعل ما شئت، فكتب
المهدي إلى شريك وابن أبي ليلى وجماعة من فقهاء الكوفة ممن يتولى القضاء
وغيرهم، فاحضروا ببغداد، فسألهم عما قال نوح، فصدقوه، ورووا ذلك له
عن علي بن أبي طالب بأسانيد كثيرة، فقال لنوح: قد أجزت حكمك في هذه
المرة، فإن عدت قتلتك.
527 - ومن المجموع، قال: زوج علي عليه السلام عمر بن الخطاب
ابنته أم كلثوم بغير شاهدين، إنما بعث بها إليه، فقال لها: (قولي له: قد قضى
أبي حاجتك) فلما أتت عمر ضرب بيده إليها، فقالت: ما لك؟ قال لها:
أنا زوجك، قالت: أفلا استأمر في نفسي؟ فرفع يده (2).
أقول: هذا آخر لفظ الخبر.
* * *
وهذا الحديث الأول كنا قد ذكرنا معناه في المجلد الذي حملناه إلى
السلطان على يد العلاء صاحب الديوان، فلا نكتبه، بل نكتب الذي بعده.
قد ذكرنا عند حديث مدة ملك فرعون من هذا الكتاب على
الحاشية (3) من كتب الفتن أول منتخب المنن ما أن رأينا المكاتبة به إلى صاحب
الديوان الممالك المعظمة الشمسي، فنذكر أن من أسباب طول مدة مملكة
فرعون وتأخير دعاء موسى وهارون عليهما السلام عليه: ما رويناه في بعض

(1) الأنفال: 75، الأحزاب: 6.
(2) انظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 12: 106.
(3) أي: الحاشية التي أضافها المصنف بخطه المبارك في الورقة 142.
358

تفاسير قوله تعالى: (ربنا إنك آتيت فرعون) (1) الآية، وأنه أوحى إليهما أن
فرعون يؤمن البلاء ويرفق بالعباد ويحب الأيادي، فأطلت في عمره لذلك،
ولا يضرني أنه يدعي الإلهية.
ونذكر ما رأيناه في المجلد الثامن من (معجم البلدان) في
ترجمة (سردوس) أن فرعون استعمل هامان على حفر خليج (سردوس) فلما
ابتدأ حفره أتاه أهل كل قرية يسألونه أن يجري الخليج تحت قريتهم ويعطونه
مالا، فكان يذهب به إلى هذه القرية من نحو المشرق ثم يرده إلى قرية دبر
القبلة، ثم يرده إلى قرية في المغرب، ثم يرده إلى قرية في القبلة، ويأخذ
من كل قرية مالا، حتى اجتمع له في ذلك مائة ألف دينار، فأتى بذلك يحمله
إلى فرعون، فسأله فرعون عن ذلك، فأخبره بما فعل في حفره، فقال له
فرعون: ويحك إنه ينبغي للسيد أن يعطف على عباده، ويفيض عليهم،
ولا يرغب في ما في أيديهم، رد عليهم أموالهم، فرد على أهل كل قرية ما أخذ
منهم جميعه، فلا يعلم في مصر خليج أكثر عطوفا من (سردوس) لما فعله
هامان في حفره.
وقال ابن زولاق: لما فرغ هامان من حفر خليج (سردوس) سأله فرعون
عما أنفقه عليه، فقال: أنفقت عليه مائة ألف دينار أعطانيها أهل القرى،
فقال له: ما أحوجك إلى من يضرب عنقك، أآخذ من عبيدي مالا على
منافعهم؟! ردها عليهم، ففعل (2).
ورأيت في معجم البلدان لياقوت الحموي في ترجمة (تبت) ما هذا
لفظه:
وقرأت في كتاب: أن (تبت) مملكة متآخمة لمملكة الصين،
وتتآخم من إحدى جهاتها لأرض الهند، ومن جهة المشرق لبلاد الهياطلة، ومن

(1) يونس: 88.
(2) معجم البلدان 3: 210.
359

جهة (المغرب) (1) لبلاد الترك، ولهم مدن وعمائر كثيرة ذوات سعة وقوة،
ولأهلها حضر وبدو، وبواديهم ترك لا تدرك كثرة، ولا يقوم لهم أحد من بوادي
الأتراك، وهم معظمون في أجناس الترك، لان الملك كان فيهم قديما، وعند
أحبارهم أن الملك سيعود إليهم.
ولبلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها، ولا يزال الانسان
بها ضاحكا مستبشرا لا تعرض له الأحزان والأفكار والغموم، يتساوى في ذلك
كهولهم وشيوخهم وشبانهم، ولا تحصى عجائب ثمارها وزهرها ومروجها
وأنهارها، وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره.
ثم قال: حتى أن الميت إذا مات عندهم لا يداخل أهله كثير حزن كما
يلحق غيرهم.
وذكر أن تبع الأقرن سار من اليمن حتى عبر نهر جيحون وطوى مدينة
بخارى، وأتى سمرقند وهي خراب، فبناها وأقام عليها، ثم سار نحو
الصين، فسار في بلاد الترك شهرا.
ثم قال: إنه بنى هذه المدينة وسماها (تبت) وأسكن فيها ثلاثين ألفا
من أصحابه (2).
528 - ومن مجموع محمد بن الحسين بن المرزبان عن النبي
صلى الله عليه وآله: (لا يبغي على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه) (3).
529 - ومن المجموع: قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يحدث
نساءه، فقالت امرأة منهن: يا رسول الله كان هذا حديث خرافة، فقال: (وهل

(1) أضفناها من المصدر.
(2) معجم البلدان 2: 10.
(3) كنز العمال 5: 333 / 13093 و 13094 و 11: 19 / 30449 و 30450، مجمع الزوائد
5: 233، و 6: 258.
360

تدرين ما خرافة؟ إن خرافة رجل من عذرة (1) أسرته الجن، فمكث فيهم حينا،
ثم أطلقوه، فكان يحدث الناس بما رأى منهم، فكان الناس يقولون: حديث
خرافة).
ومن المجموع قال: دخل علي بن الحسين عليهما السلام على
عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - وعنده وجوه الناس، فلما قام من عنده قال
عمر: من أشرف الناس؟ فقالوا: أنتم أيها الأمير، لكم الشرف في الجاهلية
والخلافة في الاسلام، قال: كلا والله، ولكن أشرف الناس هذا الذي قام من
عندي آنفا، وإنما أشرف الناس من أحب الناس أن يكونوا منه ولم يجب أن
يكون من أحد، وهذه صورة هذا الرجل.
ومن مجموع محمد بن الحسين المرزبان الذي قدمنا ذكره فيما
قال: إنه من شعر مولانا علي، فقال: وله عليه السلام:
وإذا ابتليت بعسرة فالبس لها * ثوب اليسار فإن ذلك أحزم
لا تشكون إلى العباد فإنما * تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
قال: وله عليه السلام:
النفس تجزع أن تكون فقيرة * والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت * فجميع ما في الأرض لا يكفيها (2)
قال: وله عليه السلام:
ما أحسن الدنيا وإقبالها * إذا أطاع الله من نالها
من لم يواس الناس من ماله * عرض للادبار إقبالها (3)
530 - ومن المجموع قال: لما وجد الحسن بن علي عليهما السلام
فترة من أنصاره... وكتب معاوية في طلب الصلح إليه وإلى أصحابه خطب

(1) عذرة: قبيلة من اليمن. لسان العرب 9: 109 (عذر).
(2) ديوان الإمام علي: 148.
(3) تذكرة الخواص: 168.
361

خطبة منها:
(ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتلهم بالسلامة
والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى
صفين، دينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم دنياكم أمام دينكم، ألا وإنا لكم
كما كنا ولستم كما كنتم لنا، أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له،
وقتيل بالنهروان تطلبون منا ثأره، والباكي خاذل، والباقي ثائر، ومعاوية يدعونا
إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت، رددناه وحاكمناه إلى الله
بظبات السيوف، وإن أردتم الحياة، قبلناه، وأخذنا لكم بالرضى) فناداه
الناس من كل جانب: البقية البقية يا بن رسول الله (1).
531 - ومن المجموع الذي ذكرناه: قال الحسين عليه السلام لعبد الله
ابن عباس في كلام دار بينهما: (إني مقتول بالعراق، ولان اقتل هناك أحب
إلي من أن يستحل دمي في حرم الله وحرم رسوله).
ومن المجموع في ذم مولانا الحسين عليه السلام لعمرو بن العاص في
وجهه ما هذا لفظه:
532 - قال الحسن لعمرو: (أنت كالكلب لا يحمد منه رأس
ولا ذنب، قديمك مذموم، وحديثك بالشر موسوم، ولدت على فراش
مشترك، اختصم فيك خمسة، فغلب عليهم ألأمهم حسبا، وأخبثهم
منصبا، وأنت للأبتر شانئ محمد، وأنت الراكب إلى النجاشي لانتقاص
جعفر وتعريضه للتلف، وأنت الهاجئ رسول الله بسبعين بيتا حتى قال: اللهم
العنه بكل بيت لعنة، وأنت الملهب المدينة نارا على عثمان، والهارب إلى
فلسطين، والبائع بعد من معاوية بدنياه الدين) (2).

(1) أسد الغابة 2: 14، مختصر تأريخ دمشق 7: 35 - 36، أعلام الدين: 292 - 293، وعنه
البحار 44: 21 / 5.
(2) انظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 6: 291.
362

ومن المجموع: كان معاوية يقول: ما دخل الحسن إلي إلا
أردت أن يتعجل خروجه خشية من وقوع السيف علي عند كلامه.
533 - ومن المجموع: قال يوما رسول لمعاوية للحسن عليه السلام:
أسأل الله أن يحفظك ويهلك هؤلاء القوم، فقال رفقا: (لا تخن من ائتمنك،
وحسبك أن تحبني لحب رسول الله ولأبي وأمي، ومن الخيانة أن يثق بك قوم
وأنت عدو لهم وتدعو عليهم).
534 - ومن المجموع المذكور: قال: ومن كلام الحسين عليه
السلام: (كان أبي علما لمن جهل، مذكرا لمن غ فل، لا يلفظ إلا الحق وإن
أمر، ولا يسيغ الباطل وإن حلا، شد عضده، وجاهد وحده، وآزر أخاه،
وقتل عداه (1)، وكشف عن وجهه الكربات، وخاض دونه الغمرات، فلما
اختار الله لنبيه دار أنبيائه، كرهته قريش، فأهملهم إهمال الراعي لإبله، فبايع
الناس أبا بكر، فمنحه وده، وبذل له نصحه، ولما استخلف عمر، كرهه
قوم، ورضيه آخرون، فكان أبي فيمن أحب بيعته، ولم يكره خلافته، ثم
بايع الناس عثمان وهم لا يستغنون عن مشورته وحضوره، ثم قتل عثمان، فلم
ير أحدا يقوم مقامه، ولو رآه لسلم الامر إليه، ولم ير حريصا عليه، فتسلم
الامارة لإقامة حدود عطلت، والدلالة على معارف أنكرت وجهلت، وانفتقت
عليه أعلام النفاق ورايات الشقاق، و... الدنيا، وتزينت بأحسن زينتها،
فلم يزل يفتق ما رتقوا، ويرتق ما فتقوا حتى قبضه الله على خير حالاته وأفضل
ساعاته).
أقول: إن ك ان هذا الحديث صحيحا، فمعنى قوله عليه السلام: إن
مولانا عليا عليه السلام لم يكره بيعة عمر، لأنه كان يعلم أن البلاد تفتح على
يديه، وأن قريشا لا تريده عليه السلام، ولا توافق عليه، ألا ترى إلى قول

(1) العدى: اسم للجمع، أي: الأعداء. لسان العرب 9: 95 (عدا).
363

الحسين عليه السلام: (فأهملهم إهمال الراعي لإبله) يعني أن أباه عليا عليه
السلام كان هو الامام والراعي للأمة، ولكنه تركهم، لعدم الناصر، كما تركهم
عيسى عليه السلام، ورفعه الله جل جلاله إلى السماء.
فصل
535 - ورويت في المجلد الرابع من كتاب التحصيل فيما رويناه عن
محمد بن النجار في ترجمة رضية بنت أبي علي من كتاب التذييل بإسناده إلى
جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ليكون في وده - يعني العباس بن عبد المطلب - ملوك يلون أمر أمتي يعز (1)
الله بهم الدين) (2).
أقول: إن كان الحديث صحيحا، فلعل معناه يحدثون ما يقتضي أن
الله جل جلاله يسلط عليهم من يعز بهم الدين.
فصل
ورأيت في مجلد أوله الرسالة العزية للمفيد، وفي آخره أخبار
وحكايات.
536 - منها: بإسناد أصحابنا عن الصادق عليه السلام قال: (يقوم
القائم يوم عاشوراء) (3).

(1) في النسخة كأنها: يغير، وكذا في كلام المؤلف، الآتي، وما أثبتناه من المصدر.
(2) كنز العمال 11: 701 / 33400، و 706 / 33440.
(3) كمال الدين 2: 653 - 654 / 19، الارشاد - للمفيد - 2: 379، الغيبة - للطوسي -:
452 / 458.
364

537 - ومنها: بإسنادهم عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (إذا
جاوز السفياني الشام فكأني بقيس (1) لا يمنع ذنب (2) تلعة (3)، فعند ذلك فرج
هذه الأمة) (4).
فصل
ورأيت في المجلد الثالث من تأريخ ابن الأثير في حوادث سنة خمس
عشرة من الهجرة.
قال، وسار هرقل، فنزل ب‍ (شمشاط) (5) فلما أراد المسير منها
علا على نشز (6) ثم التفت إلى الشام، فقال: السلام عليك يا سورية سلام
لا اجتماع بعده ولا يعود إليك رومي أبدا إلا خائفا حتى يولد المولود المشؤوم،
ويا ليته لا يولد، فما أحلى فعله وأمر فتنته على الروم (7).
أقول: ما أعلم من أراد بالمولود المشؤوم، فينظر في ذلك، والظاهر
أنه الذي يفتح قسطنطينية.

(1) قيس: أبو قبيلة من مضر، وهو قيس عيلان، واسمه الناس بن مضر بن نزار. الصحاح 3:
968 (قيس).
(2) أذناب المسايل: أسافل الأودية. النهاية - لابن الأثير - 2: 170 (ذنب).
(3) التلعة، جمعها تلاع، وهي مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية. الصحاح 3: 1192
(تلع).
(4) المستدرك - للحاكم - 4: 520، عقد الدرر: 73، كنز العمال 14: 272 / 38698.
(5) شمشاط: مدينة بالروم على شاطئ الفرات. معجم البلدان 3: 362.
(6) النشز: المكان المرتفع. الصحاح 3: 899 (نشز).
(7) الكامل في التاريخ 2: 494.
365

فصل
ورأيت في المجلد الثالث عشر من معجم البلدان في بيان
(مدينة النحاس) أنه لما بعث عبد الملك بن مروان موسى بن نصير عامله على
المغرب لقصدها، وعجز عن فتحها، رأى على جانب من سورها كتابة
بالحميرية، فأمر بانتساخها، فكانت:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن * يرجو الخلود وما حي بمخلود
لو أن حيا ينال الخلد في مهل * لنال ذلك سليمان بن داود
سألت له العين عين القطر فائضة * فيه عطاء جليل غير مصرود
وقال للجن أنشوا فيه لي أثرا * يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي
فصيروه صفاحا ثم ميل به * إلى البناء بإحكام وتجويد
وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا * فصار صلبا شديدا مثل صيخود
وصب فيه كنوز الأرض قاطبة * وسوف تظهر يوما غير محدود
لم يبق من بعدها في الأرض سابغة * حتى تضمن رمسا بطن أخدود
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا * مضمنا بطوابيق الجلاميد
هذا ليعلم أن الملك منقطع * إلا من الله ذي التقوى وذي الجود (1)
أقول: وهذا اليوم الذي ذكر أنه تظهر فيه هذه الكنوز لم يعينه، وقد يعين
في أخبار غيره.

(1) معجم البلدان 5: 80 - 81، وعن مقتضب الأثر: 43 - 44 البحار 51: 164 - 165.
366

فصل
أحضر الولد أبو منصور ابن عمي رقعة - وذكر أنها بخط الفقيه أحمد
الموصلي كتب فيها أنه نقلها من كتاب عتيق - فيها ما هذا صورته:
538 - روى جويرية بن قدامة السعدي عن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام، قال: شهدت مع مولاي علي عليه السلام النهروان،
فحين فرغنا من القتال نزلنا (و) نزل بأرض بابل، وكادت الشمس تغيب ولم
يصل، فقلت: يا مولاي لم لا تصلي؟ فقال: يا (يا جويرية هذه أرض أصيبت
مرتين، وهي متوقعة الثالثة) فلما عبرنا غابت الشمس، فرأيت مولاي عليه
السلام قد تكلم بين شفتيه بكلام إما بالعربية أو بالسريانية، فرجعت الشمس،
فقال: (يا جويرية أذن) فأذنت وصلينا، فلما فرغنا اشتبكت النجوم،
فقلت: لا مولاي قد ذكرت المرتين، فمتى تكون الثالثة؟ قال: (يا جويرية
إذا عقد الجسر بأرضها وطلع النجم... من المشرق هنا لك يقتل على جسرها
كتائب) (1)
فصل
وذكر أنه وجد على ظهر كتاب تأريخه سنة ست و خمسين
وخمسمائة، وكان مخرما، يقول فيه ما نقل من أحكام جاماسب الحكيم من
الفارسية إلى اللفظ العربي إن القرانات القمرية اثنا عشر قرانا كل قران ستون
سنة، وفي كل ثلاث مثلثات يقع للعالم حكم، وفي القران العاشر عند انتهائه

(1) انظر: بصائر الدرجات: 218 - 291 / 3، وعنه البحار 41: 178 / 14.
367

ودخول أمد يسير من القران الحادي عشر يظهر بنو قنطوراء، وتملك العباد،
وتخرب البلاد، فإذا كان انتهاء الحادي عشر قتل بنو قنطوراء بني الأصفر،
وملكوا الزوراء، وذهبت بيضة الاسلام، وملكوا على الدنيا كافة شرقا وغربا،
وإذا كان الثاني عشر - وهو آخر القرانات القمرية المحكوم عليها - تضمحل
الأديان كلها في الدنيا كلها، وإذا كان ذلك ظهر الخائف، وهو ابتداء دولته،
وأول التاريخ المذكور، وآخر التاريخ الأول، ونزل عيسى من السماء، وتجدد
الأديان، ويعبد الرحمن، أعاذنا الله من تلك الأوقات من السماء، وتجدد
الأديان، ويعبد الرحمن، أعاذنا الله من تلك الأوقات الرديئة، وكفانا من
البلايات، وكتب محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنماطي.
539 - ورأيت في كراس بخط الولد المذكور: أن مولانا عليا عليه
السلام ذكر في خطبة: (ألا وكم تجري قبل ذلك في العالم من أعجوبات،
وكم تظهر فيه من آيات لا مرية فيها، وهي من أكبر العلامات، كنفور بني
قنطوراء، وملكهم العراق وأطراف الشامات، وتلعبهم بالاخوان والأخوات من
المستورين والمستورات.
540 - قال: ومن كتاب ثواب الاعمال: قال: أخبرنا أحمد بن محمد
عن إسماعيل بن ميمون عن نباتة عن حذيفة بن اليمان عن جابر الأنصاري عن
النبي صلى الله عليه وآله، أنه كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذا هبط
عليه جبرئيل عليه السلام، فقال له: السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية
والاكرام بالاسلام، فقال له النبي عليه السلام: (يا أخي جبرئيل
وما الاسلام؟) قال: هي الخمسة الأنهر: سيحون وجيحون والفراتان ونيل
مصر، وقد ج علت هذه الخمسة الأنهر لك ولأهل بيتك وشيعتك، ويقول:
وعتي وجلالي كل من شرب منها قطرة واحدة، وقام الخلائق للحساب يوم
الحساب لن أدخل الجنة أحدا إلا من رضيت عنه وجعلته من مائها في حل،
فعند ذلك تهلل (1) وجه النبي عليه السلام، وقال: (يا أخي لوجه ربي الحمد

(1) أي: استنار وظهرت عليه أمارات السرور. لسان العرب 15: 121 (هلل).
368

والشكر) فقال له جبرئيل: أبشرك يا رسول الله بالقائم من ولدك لا يظهر حتى
يملك الكفار الخمسة الأنهر، فعند ذلك ينصر الله أهل بيتك على أهل
الضلال، ولم يرفع لهم راية أبدا إلى يوم القيامة، فسجد النبي صلى الله عليه
وآله، شكرا لله، وأخبر المسلمين، وقال لهم: (بدأ الاسلام غريبا وسيعود
كما بدأ) فسئل عن ذلك، فقال: (هي الخمسة الأنهر التي جعلها الله لنا أهل
البيت، وهي: سيحون وجيحون والفراتان ونيل مصر، إذا ملكت الكفار
الخمسة الأنهر ملك الاسلام شرقا وغربا، وذلك الوقت ينصر الله أهل بيتي
على أهل الضلال، ولم يرفع الله لهم راية أبدا إلى يوم القيامة).
ومن الكراس بخطه:
541 - بعض الثقات من أصحابنا روى أن مولانا زين العابدين علي بن
الحسين عليه السلام وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعد ما
صلى فيه، وقال: (هي هي يا نجف) ثم بكى، وقال: (يا لها من طامة)
فسئل عن ذلك، فقال: (إذا ملا نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار
بالحجاز في الأحجار والمدر، وملكت بغداد التتر، فتوقعوا ظهور القائم
المنتظر) (1).
542 - قال: وروي عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه
سئل عن ظهور قائم أهل البيت عليهم السلام، فتنهد (2) وقال: (يا لها من
طامة - وبكى - إذا حكمت في الدولة الخصيان والنسوان والسودان، وأخذت
الامارة الشبان والصبيان، وخرب جامع الكوفة من العمران، وانعقد (3)
الجسران، فذلك الوقت زوال ملك بني عمي العباس، وظهور قائمنا أهل

(1) الصراط المستقيم 2: 259.
(2) تنهدت: تنفست صعداء. تاج العروس 9: 245 (نهد).
(3) في الأصل: وانعقدت.
369

البيت عليهم السلام) (1).
فصل
فيما نذكره من كتاب المناقب لابن شهرآشوب - قدس الله جل جلاله
روحه - في علامات الظهور.
ذكر: منها: خسف يكون ببغداد وخسف... وخسف قرية
(جابية) بالشام، وخسف بالبصرة، ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو
ثلاثة أيام أو سبعة أيام، ونار تظهر من أذربيجان لا يقوم لها شئ، وخراب
الشام، وعقد الجسر مما يلي الكرخ ببغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في أول
النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، واختلاف صنفين من العجم، وسفك
دماء كثيرة بينهم، وغلبة العبيد على بلاد الشام، ونداء من السماء يسمعه أهل
الأرض كل أهل لغة بلغتهم، وينادي باسمه واسم أبيه، ووجه وصدر يظهران
للناس في عين الشمس، وأربعة وعشرون مطرة متصلة في جمادي الآخرة
وعشرة أيام من رجب، فتحيى بها الأرض من بعد موتها، وتعرف بركاتها،
وتزول بعد ذلك كل عاهة (2).
فصل
وذكر ابن شهرآشوب طالع النبي صلى الله عليه وآله، وما يدل عليه،
فقال ما هذا لفظه:

(1) الصراط المستقيم 2: 258.
(2) ما كتبه ابن شهرآشوب فيما يتعلق بصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه، ضمن كتابه
(المناقب) قد سقط من الطبعة المتوفرة منه.
370

وقال أبو الحسن القاشاني: طالع النبي عليه السلام: الميزان (1)
وعطارد في برج ثابت، وصاحب سهم الغيب في برج ثابت، والمشتري في
برج نفسه، يدل على أن نبوته تبقى إلى يوم القيامة، وتكون شريعته على
الزيادة، وإذا مضى من وقت مفارقته من هذه الدائرة خمسمائة سنة أو...
الروم على يدي أولاده على ما ذكر يعقوب بن إسحاق الكندي وأبو معشر
البلخي ويحيى بن أبي منصور، وخطوطهم عند الخلفاء.
وقال الكندي: كانت الزهرة في برج العقرب مع عطارد، وهو برج
القران، و... شريعته إلى القيامة، والملك ينتقل مرة ثم يرجع.
ثم قال: الاختلاف الواقع في طالعه في الملك هو استيلاء بني أمية
وبني العباس، وينتقل إلى أقوام جبلية فارسية، لان دينه باق، ولأجل أن زحل
دليل أولاده تحت الشعاع أوجب أن أولاده يصيبهم في بدء الامر خوف وقتل،
فإذا مضى من وفاته خمسمائة سنة ترجع الدولة إلى الطالبية، ويظفرون على
الكفار والملحدين، ويظهر عدل، ويكون العالم كله على دين حسن.
فصل
وقال أبو معشر: قد حكم جاماسب وزرادشت قبل مبعث النبي
عليه السلام بألف سنة وزيادة بطالع القرآن: أن الشريعة باقية إلى يوم القيامة،
وحكما بأن الملك يتغير ويذهب عن يد أهل بيته في ابتداء موته وبعد موته على
رأس ثلاثمائة وستين سنة عن يد أصحابه، ثم يرجع إليهم بعد خمسمائة سنة،
ويستولي الطالبيون على العالم، ويظهرون عدلا وإنصافا.
وقال عبد رجل:

(1) انظر: المناقب 1: 138.
371

ووديعة من سر آل محمد * أودعتها وجعلت من أمنائها
فإذا رأيت الكوكبين تقارنا * في الجدي بين صباحها ومسائها
فهناك يطلب ثأر آل محمد * وتراثها بالسيف من أعدائها
فصل
فيما ذكره ابن شهرآشوب عن أيوان كسرى.
فروى محمد بن شهرآشوب في المجلد الثاني من المناقب - من النسخة
التي جعلها مجلدين، وإذا كانت ثمان مجلدات، فيكون في المجلد الثامن
في باب إمامة القائم عليه السلام - ما هذا لفظه:
543 - وقال محمد بن علي النوشجاني: (لما) أخبر يزدجرد بيوم
القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل من الفرس خرج يزدجرد هاربا في أهل
بيته، فوقف بباب الإيوان، فقال: السلام عليك أيها الإيوان، ها أنا ذا
منصرف عنك، وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه.
قال سليمان الديلمي: فسألت الصادق عليه السلام: عن معنى قوله:
أو رجل من ولدي، قال: (ذلك قائمكم السادس من ولدي، وقد ولده يزدجرد
ابن شهريار من قبل أم علي بن الحسين: شهربانوه بنت يزدجرد، فهو ولده
(من) الحسين) (1).
قال: وقد قدمنا ذكر نحو قول قيصر ملك الروم عند مفارقته للشام أن
كسرى قال لما فارق ملكه وأيوانه ما يناسب ذلك.
أقول أنا: وفي هذا الحديث آيات (2):

(1) لم نجده في المناقب، وانظر: المقتضب: 40، وعنه البحار 51: 163 - 164.
(2) لعلها: آثار.
372

منها: أن الصادق عليه السلام أخبر أن القائم هو السادس من ولده، كما
جرت الحال عليه، فلا بد أن يكون علم ذلك من جانب الله وعن آبائه
الطاهرين، وإلا كيف كان يعلم أنه يكون له عقب متصل إلى السادس من
ولده؟
ومنها: تصديق النقل لما يحدد للسادس من ولده عليه السلام من اعتقاد
أنه القائم، ولم يعتقد ذلك في أحد من آبائه قبله.
ومنها: بقاء الإيوان إلى الآن، وقد هدم جميع دور كسرى وآثارها.
ومنها: معرفة كسرى بطريق النجوم أو غيرها بتجديد ذلك، وتصديق
أهل بيت النبوة في اعتقادهم (فلله الحجة البالغة) (1).
فصل
544 - ورويت في المجلد الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة
إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث من تذييل محمد بن النجار بالاسناد
المذكور فيه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله عن رسول الله
صلى الله عليه وآله، قال: (يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى
الأكلة إلى قصعتها) قيل: أو من قبلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم كثير،
ولكن غثاء كغثاء السيل، ولتنزعن المهابة منكم، وليقذفن الوهن في قلوبكم)
قالوا: وما الوهن؟ قال، (حب الدنيا وكراهية الموت) (2).
وذكر هذا الحديث وأمثاله أحمد بن المنادي في كتاب (الملاحم).

(1) الانعام: 149.
(2) سنن أبي داود 4: 111 / 4297، مسند أحمد 6: 357 / 21891، حلية الأولياء 1:
182، كنز العمال 11: 132 / 30916 وتقدم في الحديث رقم 428 نقلا عن كتاب الفتن
لابي يحيى زكريا.
373

فصل
545 - ورويت في المجلد الثالث من كتاب (التحصيل) في ترجمة
الضحاك بن محمد بن هبة الله بإسناده عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الامر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا،
فإذا فعلتم سلط الله عليكم شرار خلقه، فالتحوكم كما يلتحى القضيب) (1).
صدق صلوات الله عليه وآله، ولقد حذرهم مما يؤمهم مما جرى
عليهم، فلم يقبلوا، فكان الذنب لهم، كيف! خالفوه عليه السلام.
ورأيت أبياتا لبعض الشعراء في مدح مولود، وبعضها مقول:
(1) حملت به أم مباركة * وكأنها بالحمل ما تدري
حتى إذا ما تم تاسعها * ولدته أول (2) ليلة القدر
فأتين... أسرته * يرجى لحمل نوائب الدهر
والنور كلل وجهه فبدا * كالبدر أو أبهى من البدر
ونذرن حين رأين غرته * ما إن بقين وفين بالنذر
لله صوما (3) شكر أنعمه * والله أهل الحمد والشكر
وشهدن أن على شمائله * نص الاله عليه بالنصر
ونفوذ حكم وانبساط يد * يعطى له في البر والبحر

(1) انظر: مسند أحمد 5: 96 - 97 / 16621، ومصنف ابن أبي شيبة 8: 695 / 65،
ومجمع الزوائد 5: 193، وكنز العمال 14: 80 / 37990، وتقدم في الحديث رقم 378
نقلا عن كتاب الفتن للسليلي.
(2) كتبت في الأصل على كلمة (أول): (يشبه).
(3) كتبت في الأصل على جملة (لله صوما): (صوما دواما).
374

فصل
فيما رأينا من عدة أصحاب القائم عليه السلام، وتعيين مواضعهم من
كتاب يعقوب بن نعيم بن قرقارة الكاتب أبي يوسف.
قال النجاشي - الذي زكاه محمد بن النجار -: إن يعقوب بن نعيم
- المذكور - روى عن الرضا عليه السلام، وكان جليلا في أصحابنا ثقة (1).
ورأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها كتبت في حياته، وعليها خط
السعيد فضل الله الراوندي قدس الله روحهما، فقال ما هذا لفظه:
546 - حدثني أحمد بن محمد الأسدي عن سعيد بن جناح عن مسعدة
أن أبا بصير قال لجعفر بن محمد: هل كان أمير المؤمنين يعلم مواضع
أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد: (إي والله
يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم رجلا فرجلا، ومواضع منازلهم) فقال:
جعلت فداك فكل ما عرفه أمير المؤمنين فقد عرفه الحسن، وكل ما عرفه
الحسن فقد صار علمه إلى الحسين، وكل ما عرفه الحسين فقد صار علمه
إليكم، فأخبرني جعلت فداك بنعتهم فذاك نبتغي، فقال جعفر: (إذا كان يوم
الجمعة بعد الصلاة فأتني) فأتيته، فقال: (أين صاحبك الذي يكتب لك؟)
فقلت: شغله شاغل، وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي، فقال لرجل:
(اكتب له: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أملاه رسول الله صلى الله عليه
وآله على أمير المؤمنين، وأودعه إياه من تسمية أصحاب القائم وعدة من يوافيه
من المفقودين عن فرشهم، والسائرين إلى مكة في ليلة، وذلك عند استماع
الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والفقهاء

رجال النجاشي: 449 / 1213.
375

والحكام على الناس: المرابط السياح من طرابزيده الشرقي رجل، ومن
أهل الشام رجلان، ومن فرغانة رجل، ومن مرو الروذ رجلان، ومن الترمذ
رجلان، ومن الصامغان رجلان، ومن التيريان (1) أربعة رجال، ومن أفيون (2)
تسعة رجال، ومن طوس خمسة رجال، ومن قاريات رجلان، ومن الطالقان
أربعة وعشرون رجلا، ومن مرو اثنا عشر رجلا، ومن جبال الغور ثمانية
رجال، ومن نيسابور سبعة عشر رجلا، ومن سجستان ثلاثة رجال، ومن
بوشنج (3) أربعة رجال، ومن الري سبعة رجال، ومن هراة اثنا عشر رجلا، ومن
طبرستان أربعة رجال، ومن تل موزن (4) رجلان، ومن الرهاء (5) رجل، ومن قم
ثمانية عشر رجلا، ومن قومس (6) رجلان، ومن جرجان اثنا عشر رجلا، ومن
فلسطين رجل، ومن... ثلاثة رجال، ومن قزوين رجلان، ومن... رجل،
ومن همدان أربعة رجال، ومن بابل رجل، ومن... رجلان، ومن جابروان (7)
ثلاثة رجال، ومن...، ومن سنجار أربعة رجال، ومن قاليقلا رجل، ومن
شمشاط رجل، ومن حران (8) رجل، ومن الرقة (9) ثلاثة رجال، ومن

(1 و 2) كذا في الأصل.
(3) بوشنج: بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة. معجم البلدان 1: 508.
(4) تل موزن: بلد قديم بين رأس عين وسروج، وبينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال. معجم
البلدان 2: 45.
(5) الرهاء: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام، بينهما ستة فراسخ، سميت باسم الذي
استحدثها. معجم البلدان 3: 106.
(6) قومس: تعريب كومس: وهي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع في ذيل جبال
طبرستان، وقصبتها المشهورة: دامغان. معجم البلدان 4: 414.
(7) جابروان: مدينة بأذربيجان قرب تبريز. معجم البلدان 2: 90.
(8) حران: مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور، على طريق الموصل والشام والروم. معجم
البلدان 2: 235.
(9) الرقة: مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أميال، معدودة في بلاد الجزيرة.
معجم البلدان 3: 59.
376

الرافقة (1) رجلان، ومن حلب أربعة رجال، ومن قرينين (2) رجلان، ومن
تلس (3) رجل، ومن دمياط رجل، ومن أسوان (4) رجل، ومن تل سرار (6)
رجل، ومن الفسطاط (7) أربعة رجال، ومن القلزم (8) رجلان، ومن تستر
رجل، ومن برذعة (9) رجل، ومن فارس رجل، ومن يلبس (10) رجل، ومن
صنعاء رجلان، ومن مازن (11) رجل، ومن طرابلس رجل، ومن القيروان
رجلان، ومن أيلة (12) رجل، ومن وادي القرى رجل، ومن خيبر رجل، ومن
بدر رجل، ومن الحان (13) رجل، ومن أهل المدينة رجل، ومن الربذة رجل،

(1) الرافقة: بلد متصل البناء بالرقة، وهما على ضفة الفرات، وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع.
معجم البلدان 3: 15.
(2) القرينين: يطلق على جبلين بنواحي اليمامة، أو في بادية الشام، وعلى قريتين من قرى
مرو. والقرينين: موضع في ديار طيء يختص ببني جرم. معجم البلدان 4: 338.
(3) كذا في الأصل بدون نقاط، وبلبيس: مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق
الشام. معجم البلدان 1: 479.
(4) أسوان: مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقية. معجم
البلدان 1: 191.
(5) سلمية: بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، كانت تعد من أعمال
حمص. معجم البلدان 3: 240.
(6) كذا في الأصل بدون نقاط.
(7) الفسطاط: مدينة كبيرة معروفة في مصر بناها عمرو بن العاص. معجم البلدان 4: 264.
(8) القلزم: بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة والطور ومدين. معجم البلدان 4: 387.
(9) برذعة: بلد في أقصى أذربيجان. معجم البلدان 1: 379.
(10) كذا في الأصل بدون نقاط.
(11) مازن) ماء معروف. معجم البلدان 5: 41.
(12) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام.
(13) كذا في الأصل.
377

ومن الكوفة أربعة عشر رجلا، ومن الحيرة رجل، ومن كوثى ربا (1) رجل،
ومن طاه (2) رجل، ومن زبيد رجل، ومن برق (3) رجلان، ومن الأهواز
رجلان، ومن إصطخر (4) رجلان، ومن تداميل (5) رجل، ومن اللبان (6)
رجل...، ومن... رجل، ومن واسط رجل، ومن حلوان رجلان، ومن
البصرة ثلاثة رجال، وأصحاب الكهف سبعة رجال، والتاجران الخارجان من
عانة إلى أنطاكية، والمستأمنة إلى الروم، وهم أحد عشر رجلا، والنازلون
بسرنديب (7) والسمندر (8) أربعة رجال، والمفقود من مركبه بشلاهط (9) رجل،
ومن هرب من الشعب (10) إلى سندانية رجلان، والمتخلي بسقلية، والطواف
لطلب الحق من تخشب (11) رجل، والهارب من عشيرته من بلخ رجل،
والمحتج بالكتاب من سرخس على النصاب، فهؤلاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا،
يجمعهم الله عز وجل بمكة في ليلة واحدة، وهي ليلة الجمعة، فيصبحون

(1) كوثى ربا: موضع بسواد العراق، وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام. معجم البلدان
4: 487.
(2) كذا في الأصل.
(3) كذا في الأصل.
(4) إصطخر: بلدة بفارس، وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها، قيل: كان أول من
أنشأها إصطخر من طهمورت ملك الفرس. معجم البلدان 1: 211.
(5) كذا في الأصل بدون نقاط.
(6) اللبان: بلدة بأرض مهرة من أرض نجد بأقصى اليمن. معجم البلدان 5: 10.
(7) سرنديب: جزيرة عظيمة من بحر هركند بأقصى بلاد الهند. معجم البلدان 3: 216.
(8) سمندر: مدينة خلف باب الأبواب بثمانية أيام بأرض الخزر، بناها أنوشروان بن قباذ كسرى.
معجم البلدان 3: 253.
(9) شلاهط: بحر عظيم بعد بحر هركند مشرقا، فيه جزيرة سيلان. معجم البلدان 3: 357.
(10) الشعب والشعب: الطريق في الجبل، وما انفرج بين جبلين. ويطلق على جبل باليمامة،
وعلى واد بين مكة والمدينة يصب في وادي الصفراء. والشعب: جبل باليمن. معجم البلدان
3: 347 - 348.
(11) تخشب: مدينة من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند. معجم البلدان 5: 276.
378

بمكة في بيت الله الحرام لا يتخلف منهم رجل واحد، فينتشرون بمكة في أزقتها
ويطلبون منازل يسكنونها، فينكرهم أهل مكة، وذلك لم يعلموا بقافلة قد
دخلت من بلدة من البلدان لحج ولا لعمرة ولا تجارة، فيقول من يقول من أهل
مكة بعضهم لبعض: أما ترون قوما من الغرباء في يومنا هذا لم يكونوا قبل
هذا؟ ليس هم من أهل بلدة واحدة ولا من قبيلة واحدة ولا معهم أهل
ولا دواب، فبيناهم كذلك إذ أقبل رجل من بني مخزوم، فيتخطى رقاب
الناس، ويقول: رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة وأنا لها خائف وقلبي منها
وجل، فيقولون: سر بنا إلى فلان الثقفي، فاقصص عليه رؤياك، فيأتون
الثقفي، فيقول المخزومي: رأيت كهسان (1) انقضت من عنان السماء، فلم
تزل حتى انقضت على الكعبة ما شاء الله، وإذا فيها جراد ذو أجنحة خضر،
ثم تطايرت يمينا وشمالا لا تمر ببلد إلا أحرقته ولا بحصن إلا حطمته، فيقول
الثقفي: لقد طرقكم في هذه الليلة جند من جنود الله جل وعز، لا قوة لكم
بهم، فيقولون: أما والله لقد رأينا عجبا، ويحدثونه بأمر القوم، ثم ينهضون
من عنده، فيهمون بالوثوب بالقوم وقد ملا الله قلوبهم رعبا وخوفا، فيقول
بعضهم لبعض وهم يأتمرون بذلك: يا قوم لا تعجلوا على القوم، ولم يأتوكم
بمنكر ولا شهروا السلاح ولا أظهروا الخلاف، ولعله أن يكون في القوم الرجل
من قبيلتكم، فإن بدا لكم من القوم أمر تنكروه، فأخرجوهم، أما القوم
فمتنسكون، سيماهم حسنة، وهم في حرم الله جل وعز، الذي لا يباح من
دخله حتى يحدث فيه حادثة، ولم يحدث القوم ما يجب محاربتهم، فيقول
المخزومي وهو عميد القوم: أنا لا آمن أن يكون وراءهم مادة فإذا التأمت إليهم
انكشف أمرهم وعظم شأنهم، فتهضموهم وهم في قلة من العدد وغرة (2) بالبلد

(1) كذا في الأصل، وفي دلائل الإمامة: 560: كبة نار.
(2) الغرة: الغفلة. الصحاح 2: 768، لسان العرب 10: 45 (غرر).
379

قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوكم إلا وسيكون لهم شأن، وما أحسب
تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقا، فيقول بعضهم لبعض: إن كان من يأتيكم
مثلهم فإنه لا خوف عليكم منهم، لأنه لا سلاح معهم ولا حصن يلجأون
(إليه) وإن أتاكم جيش نهضتكم بهؤلاء، فيكونوا كشربة ظمآن، فلا يزالون
في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس فيضرب على آذانهم بالنوم،
فلا يجتمعون بعد انصرافهم إلى أن يقوم القائم، فيلقى أصحاب القائم
بعضهم بعضا، بنو أب وأم افترقوا غدوة واجتمعوا عشية).
فقال أبو بصير: جعلت فداك ليس على ظهرها مؤمن غير هؤلاء؟ قال:
(بلى ولكن هذه العدة التي يخرج فيها القائم، وهم النجباء، وهم الفقهاء، وهم
الحكماء، وهم القضاة الذين يمسح بطونهم وظهورهم فلا يشكل عليهم حكم) (1).
547 - قال: وحدثنا أحمد بن محمد الأسدي عن محمد بن مروان عن
عبد الله بن حماد عن سماعة بن مهران، قال: قال أبو بصير: سألت جعفر بن
محمد عن أصحاب القائم، فأخبرني بمواضعهم وعدتهم، فلما كان العام
الثاني عدت إليه، فقلت: جعلت فداك ما قصة المرابط والسياح؟ قال:
(هو رجل من أهل أصبهان من أبناء الدجالين له عود فيه سبعة أشياء، لا يعلمه
غيره، يخرج من بلده يسيح في البلاد ويطلب الحق فلا يلحق المخالف إلا
أراح منه، ثم ينتهي إلى طرابزيده (2)، وهي الحاجز بين الاسلام والروم،
فيصيب بها رجلا من النصاب كان يتناول أمير المؤمنين، فيقيم بها ويسرى
به).
(وأما الطواف لطلب الحق: فهو رجل من أهل تخشب، قد كتب

(1) دلائل الإمامة: 554 - 562.
(2) كذا في الأصل. وفي معجم البلدان 4: 27: طراربند: مدينة من وراء سيحون من أقصى
بلاد الشاش مما يلي تركستان، وهي آخر بلاد الاسلام مما يلي ما وراء النهر.
380

الأحاديث، وعرف الاختلاف، فلا يزال يطلب العلم حتى يعرف صاحب
الامر، ولا يزال كذلك حتى يأتيه صاحب الامر).
(والهارب من عشيرته: رجل من بلخ من أهل المعرفة، فلا يزال يعلو
أمره، ويدعو إلى الله قرابته وعشيرته حتى يهرب إلى الأهواز، فيقيم في بعض
قراها حتى يأتيه أمر الله جل وعز، ولا يلقى أحدا من المخالفين إلا حاجه من
كتاب الله وأثبت أمرنا).
(وأما المتخلي بسقلية: فإنه رجل من أبناء الروم من أهل قرية يقال
لها: قونية (1)، ويسلم سرا من الروم، فيخرج من بلدة إلى بلدة، وينتقل من
قرية إلى قرية، ومن مقالة إلى مقالة حتى يمن الله عليه بمعرفة الامر الذي
أسلم... وأتقنه دخل سقلية فأقام بها يعبد الله حتى يسمع الصوت
فيجيب).
(وأما الهاربان إلى سندانية من الشعب فرجلان: أحدهما من أكدر،
والاخر من أهل حباباء (2)، يخرجان إلى مكة، فلا يزالان بها يتجران حتى
يصلح متجرهما بقرية يقال لها: الشعب، فيصيران إليها، ويقيمان حينا من
الدهر، فإذا عرفوهما أهل الشعب، آذوهما، وأفسدوا كثيرا من أمرهما،
فيقول أحدهما لصاحبه: يا أخي قد آذونا في بلدنا حتى فارقناه وهربنا إلى
مكة، ثم خرجنا إلى الشعب ونحن نظن أن أهلها أقل نائرة (3) من أهل مكة،
فقد بلغوا بنا ما ترى، فلو صرنا إلى البلاد حتى يأتي الله جل وعز بعدل مليح

(1) قونية: من أعظم مدن الاسلام بالروم، وبها وبأقصرى سكنى ملوكها. معجم البلدان 4:
415.
(2) حباباء: جبل بنجد من سبعة أجبل تسمى الأكوام مشرفة على بطن الجريب. معجم البلدان
2: 210.
(3) نائرة: أي فتنة حادثة وعداوة. الصحاح 5: 127 (نور).
381

أو موت مريح، فيتجهزان ويخرجان إلى برقة (1)، ثم يتجهزان منها إلى
سندانية، فلا يزالان بها إلى الليلة التي يكون فيها ما يكون).
(وأما التاجران الخارجان إلى أنطاكية: فإنهما رجلان يقال لأحدهما:
سليم، والاخر سلم، ولهما غلام أعجمي يقال له: مسلم، وجاؤوا جميعا في
رفقة مع قوم تجار يريدون أنطاكية، فلا يزالون يسيرون حتى إذا كان بينهم وبين
أنطاكية أميال سمعوا الصوت، فيمضون نحوه كأنهم لم يطلبوا ما صاروا إليه،
ويذهلون عن تجارتهم، ويصبح القوم الذين كانوا معهم من أهل رفقتهم قد
دخلوا أنطاكية فيتفقدونهم، فلا يقفون لهم على أثر، ولا يعلمون لهم خبرا،
فيقول بعض القوم لبعض: هل تعرفون منازلهم؟ فيقول بعضهم: نعم نحن
نعرف منازلهم، ثم يبيعون ما كان لهم من التجارة، ويحملونه إلى أهاليهم،
فإذا أتوا أهاليهم، دفعوا إليهم أمتعتهم، فلا يلبثون إلا ستة أشهر حتى يوافوا
أهاليهم مع مقدمة القائم).
(وأما المستأمنة من المسلمين إلى الروم: فهم قوم ينالهم أذى من
جيرانهم وأهاليهم والسلطان، فلا يزال ذلك بهم حتى يأتوا ملك الروم،
فيقصون عليهم قصتهم، ويخبرونه بما هم فيه من أذى قومهم وأهل ملتهم،
فيؤمنهم، ويقطع لهم من أرض قسطنطينية، فلا يزالون بها، فإذا كان الليلة
التي يسرى بهم يصبح جيرانهم وأهل الأرض التي كانوا بها وقد فقدوهم وسألوا
عنهم من يليهم، فلا يجدون لهم أثرا، ولا يسمعون لهم خبرا، فيخبرون
ملك الروم بأمرهم، وأنهم قد فقدوا، فيوجه في طلبهم، ويضع عليهم العيون

(1) برقة: تطلق على صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية. وعلى قرية من
قرى قم من نواحي الجبل.
وبرقة: تطلق على موضع من نواحي اليمامة، وعلى موضع بالمدينة من الأموال التي كانت
صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى موضع كان فيه يوم من أيام العرب. أنظر:
معجم البلدان 1: 388 - 390.
382

على الدروب، فلا يأتي أحدهم بخبرهم، فيغتم لذلك حتى يأخذ جيرانهم،
ويقول: قوم أعطيتهم الأمان وآويتهم، تعديتم عليهم؟ لأقتلن من كان بقربهم
حتى يأتوا بهم أو بخبرهم وأين صاروا بأمر واضح لا شك فيه، فلا يزال أهل
مملكته معذبين ما بين محبوس وخائف ومضروب... حتى يبلغ خبر الملك
راهبا قد قرأ الكتب، فيقول لبعض جلسائه: إنه ما بقي في الأرض أحد يعلم
هذه الكتب غيري وغير رجل من اليهود بأرض بابل... فيبلغ الملك، فيحمله
من صومعته، فإذا دخل على الملك قال له الملك: أيها الرجل قد بلغني ما
تقول وترى ما أنا فيه فاصدقني، فإنهم إن كانوا قتلوا قتلت بهم من كان في
جوارهم شرقا وغربا ولو كان فيهم وزرائي وبطانتي، فقال الراهب: لا تعجل
أيها الملك، ولا تجر على القوم، فإنهم لم يقتلوا ولم يموتوا ولا حدث بهم
حدث يكرهونه، هؤلاء اختطفوا من أرض الملك إلى مكة لموافاة ملك الأمم
الأعظم الذي لم تزل الأنبياء تبشر به وتخبر عنه، فقال له الملك: ويحك ومن
أين لك هذا العلم وكيف أعلم بأنك صادق؟! فقال: أيها الملك إني لم أقل
إلا حقا، وإن عندي ما يتوارثه عالم عن عالم آخر مذ خمسمائة عام، فقال له
الملك: إن كان ما تقول حقا فأحضر الكتاب، فيوجه الملك ثقة من ثقاته،
فيأتيه بالكتاب، فيقرؤونه، فإذا فيه صفات القائم وأصحابه واسمه واسم
صاحبه، ومخرجهم، ثم قال: إنهم يظهرون على بلادك، فقال: ويحك لم
يخبرني أحد بهذا الخبر إلى اليوم، فقال الراهب: لولا ما تخوفت أن...
ذلك من الاثم في قتل قوم براء ما أخبرته هذا الخبر حتى يراه بعينه، فقال له
الملك: وترى إني أراه؟ فقال: نعم لا يحول الحول حتى تطأ خيله وسط
بلادك، ويكون القوم أدلاءه إلى بلادك، قال الملك: أفلا أوجه بمن يأتيني
بخبره وأكتب إليه كتابا؟ قال الراهب: أنت صاحبه الذي تسلم إليه طلبته،
ولابد أن تتبعه وتموت، ويصلي عليك رجل من أصحابه).
(وأما النازلون بسرنديب والسمندر أربعة رجال من أهل فارس يجولون)
383

في تجارتهم، فيتخذون سرنديب والسمندر وطنا حتى يسمعوا الصوت وينهضوا
إليه).
(والمفقود من مركبه بشلاهط: رجل من أهل يهودية أصبهان يخرج من
شلاهط يريد أيلة، فبينا هو يسير في البحر في جوف الليل إذ نودي فيخرج من
المركب، وينزل من البحر على أرض أصلب من الحديد وأوطأ من الحرير،
فينادي أهل مكة: اركبوا هذا صاحبكم، فيعود فينادي الرجل أنه لا بأس علي
والقوم جميعا بمكة، ولا يتخلف منهم واحد).
قال جعفر بن محمد عليه السلام: (فإذا قام القائم ولي هؤلاء القوم،
ويكونوا حكام الأرض).
وفي آخر خذا: تم الكتاب، والحمد لله، وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين.
ومن كتاب أبي المغرا من أصول الشيعة:
548 - حميد بن زياد، قال: حدثني عبيد الله بن أحمد وابن سقلاب
جميعا، قالا: حدثنا محمد بن أبي عمير عن أبي المغرا عن منصور بن
حازم، أنه سأل أبا عبد الله: عن حظيرة (1) بين دارين، فزعم أن عليا قضى
لصاحب الدار التي من قبله القماط (2) (3).
ورأيت في مجموع غير هذا ما هذا لفظه:

(1) الحظيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل يقيها البرد والريح. النهاية - لابن
الأثير - 1: 404 (حظر).
(2) القماط: وهي الشرط التي يشد بها الخص ويوثق من ليف أو خوص أو غيرهما. النهاية - لابن
الأثير 4: 108. (قمط).
والخص: بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه: خصائص وأخصاص، سمي به،
لما فيه من الخصاص، وهي الفرج والأنقاب. النهاية - لابن الأثير - 2: 37 (خصص).
(3) الكافي 5: 295 / 3، الفقيه 3: 100 / 1.
384

549 - قال عوانة: بلغ الحسن بن علي أن عمرو بن العاص ينتقص عليا
على منبر مصر، فكتب إليه: (من الحسن بن علي إلى عمرو بن العاص،
أما بعد، فقد بلغني أنك تقوم على منبر مصر على عتو (1) آل فرعون وزينة آل
قارون وسيماء أبي جهل تنتقص عليا، ولعمري لقد أوترت غير قوسك، ورميت
غير غرضك، وما أنت إلا كمن يقدح في صفاة (2) في بهيم (3) أسود، فركبت
مركبا صعبا، وعلوت عقبة كؤودا، فكنت كالباحث عن المدية لحتفه يا بن
جزار قريش، ليس لك سهم في أبيات سؤددها، ولا عائذ بأفنية مجدها،
ولا بفالج (4) قداحها (5)، لا أحسبك تحط بما تذكر غير قدرك الحقير ونسبك
الدخيل ونفسك الدنيئة الحقيرة التي آثرت الباطل على الحق، وقنعت بالشبع
والدني من الحطام الفاني، لقد مقتك الله، فأبشر بسخطه وأليم عذابه وجزاء
ما كسبت يداك، وما الله بظلام للعبيد).
ومن المجموع ما هذا لفظه:
550 - قيل: بينا عمر بن عبد العزيز جالس في مجلسه، دخل حاجبه
ومعه امرأة أدماء (6) طويلة حسنة الجسم والقامة، ورجلان متعلقان بها، ومعهم
كتاب من ميمون بن مهران، إلى عمر، فدفعوا إليه الكتاب، ففضه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، من ميمون

(1) العتو: التجبر والتكبر، لسان العرب 9: 43 (عتا).
(2) الصفاة: الصخرة الملساء. لسان العرب 7: 371 (صفا).
(3) قال ابن منظور في لسان العرب 1: 525: يقال لليالي الثلاث التي لا يطلع فيها القمر:
بهم، وهي جمع بهمة.
(4) الفلج: الظفر والفوز. وفلج سهمه وأفلج: فاز. لسان العرب 10: 314 (فلج).
(5) القدح - بالكسر -: السهم قبل أن ينصل ويراش. وجمعه: قداح. لسان العرب 11: 51
(قدح).
(6) الأدم من الناس: الأسمر. الصحاح 5: 1859 (أدم).
385

ابن مهران، سلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإنه ورد علينا أمر
ضاقت به الصدور، وعجزت عنه الأوساع (1)، وهربنا بأنفسنا عنه، ووكلناه إلى
عالمه، يقول عز وجل: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه
الذين يستنبطونه منهم) (2) وهذه المرأة والرجلان أحدهما زوجها والاخر أبوها،
وإن أباها يا أمير المؤمنين زعم أن زوجها حلف بطلاقها أن علي بن أبي طالب
عليه السلام خير هذه الأمة، وأولاها برسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه
يزعم أن ابنته طلقت منه، وأنه لا يجوز له في دينه أن يتخذه صهرا، وهو يعلم
أنها حرام عليه كأمه، وأن الزوج يقول له: كذبت وأثمت، لقد بر قسمي
وصدقت مقالتي، وإنها امرأتي على رغم أنفك وغيظ قلبك، فارتفعوا إلي
يختصمون في ذلك، فسألت الرجل عن يمينه، فقال: نعم قد كان ذلك،
وقد حلفت بطلاقها أن عليا عليه السلام خير هذه الأمة وأولاهم برسول الله
صلى الله عليه وآله، عرفه من عرفه، وأنكره من أنكره، فليغضب من
غضب، وليرض من رضي، وتسامع الناس بذلك، فاجتمعوا له، فإن كانت
الأسن مجتمعة، فالقلوب شتى، وقد علمت يا أمير المؤمنين اختلاف الناس
في أهوائهم، وتسرعهم إلى ما فيه الفتنة، فأحجمنا (3) عن الحكم لتحكم بما
أراك الله وإنهما تعلقا بها، وأقسم أبوها أن لا يدعها معه، وأقسم زوجها أن
لا يفارقها ولو ضربت عنقه إلا أن يحكم عليه بذلك حاكم لا يستطيع مخالفته
والامتناع منه، فرفعناهم إليك يا أمير المؤمنين أحسن الله توفيقك وأرشدك.
وكتب في أسفل الكتاب:
إذا ما المشكلات وردن يوما * فحارت في تأملها العيون

(1) الأوساع: جمع وسع، وهو الطاقة. الصحاح 3: 1298 (وسع).
(2) النساء: 83.
(3) حجمته عن الشيء: كففته عنه. الصحاح 5: 1894 (حجم).
386

وضاق القوم ذرعا عن نباها * فأنت لها أبا حفص أمين
... فيها فأنت بها عليم * وربك بالقضاء بها مبين
لأنك قد حويت العلم طرا * وأحكمك التجارب والشؤون
وخلفك الاله على الرعايا * فحظك فيهم الحظ الثمين
قال: فجمع عمر بني هاشم وبني أمية وأفخاذ قريش، فقال عمر لابي
المرأة: ما تقول أيها الشيخ؟ فقال: يا أمير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابنتي
وجهزتها إليه أحسن ما يجهز به مثلها حتى إذا أملت خيره ورجوت صلاحه حلف
بطلاقها كاذبا، ثم أراد الإقامة معها، فقال له عمر: يا شيخ لعله لم يطلق
امرأته فكيف حلف؟ قال الشيخ: سبحان الله إن الذي حلف عليه لأبين حنثا
وأوضح كذبا من أن يختلج في صدري منه شك مع سني وعلمي، لأنه زعم أن
عليا خير هذه الأمة بعد نبيها صلوات الله عليه، وإلا فامرأته طالق ثلاثا، فقال
للزوج: ما تقول؟ أهكذا حلفت؟ قال: نعم، فقيل: إنه لما قال: نعم،
كاد المجلس يرتج بأهله، وبنو أمية ينظرون إليه شزرا (1)، إلا أنهم لم ينطقوا
بشيء، كل ينظر إلى وجه عمر، فأكب عمر مليا ينكت الأرض بيده والقوم
صامتون ينظرون ما يقول، ثم رفع رأسه وأنشأ يقول:
إذا ولي الحكومة بين قوم * أصاب الحق والتمس السدادا
وما خير الامام إذا تعدى * خلاف الحق واجتنب الرشادا
ثم قال للقوم: ما تقولون في يمين هذا الرجل؟ فسكتوا، فقال:
سبحان الله قولوا، فقال رجل من بني أمية: هذا حكم في فرج، ولسنا نجترئ
على القول فيه وأنت عالم بالقول فيهم مؤتمن لهم وعليهم، قال عمر: قل
ما عندك، فإن القول ما لم يكن يحق باطلا أو يبطل حقا جائز علي في مجلسي
قال: لا أقول شيئا، فالتفت إلى رجل من أولاد عقيل بن أبي طالب، فقال

(1) نظر إليه شزرا، وهو نظر الغضبان بمؤخر العين. الصحاح 2: 696 (شزر).
387

له: ما تقول فيما حلف به هذا الرجل؟ فاغتنمها، فقال: يا أمير المؤمنين إن
جعلت قولي حكما وحكمي جائزا قلت، وإن يكن غير ذلك، فالسكوت أوسع
لي وأبقى للمودة، قال: قل وقولك حكم وحكمك ماض، فلما سمع ذلك
بنو أمية، قالوا: ما أنصفتنا يا أمير المؤمنين إذ جعلت الحكم إلى غيرنا ونحن
من لحمتك وأولي رحمك، فقال عمر: اسكتوا عجزا ولؤما، عرضت ذلك
عليكم آنفا فما اهتديتم (1) له، قالوا: لأنك ما أعطيتنا ما أعطيت العقيلي،
ولا حكمتنا كما حكمته، قال عمر: إن كان أصاب وأخطأتم وحزم وعجزتم
وأبصر وعميتم فما ذنب عمر؟ لا أبا لكم، أتدرون ما مثلكم؟ قالوا:
لا ندري، قال: لكن العقيلي يدري، ثم قال: ما تقول يا رجل؟ قال: نعم
يا أمير المؤمنين مثلهم كما قال الأول:
دعيتم إلى أمر فلما عجزتم * تناوله من لا يداخله عجز
فلما رأيتم ذلك أبدت نفوسكم * نداما وهل يغني من الحذر الحرز
فقال عمر: أحسنت وأصبت، فقل فيما سألتك عنه، قال: يا أمير
المؤمنين بر قسمه ولم تطلق امرأته، قال: وإني علمت ذلك، قال: نشدتك
الله يا أمير المؤمنين ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال
لفاطمة صلوات الله عليها وهو عندها في بيتها عائد له: (يا بنية ما علتك؟)
قالت: (الوعك (2) يا أبتاه) وكان علي عليه السلام غائبا في بعض حوائج النبي
عليه السلام، فقال لها: (أتشتهين شيئا؟) قالت: (نعم أشتهي عنبا وأنا
أعلم أنه عزيز وليس وقت عنب) قال: (إن الله قادر على أن يجيئنا به) ثم
قال: (اللهم ائتنا به مع أفضل أمتي عندك منزلة) فطرق علي عليه السلام
الباب ودخل ومعه مكتل قد ألقى عليه طرف ردائه، فقال له النبي عليه السلام:

(1) في المصدر: فما انتدبتم.
(2) الوعك: الحمى. النهاية - لابن الأثير - 5: 207 (وعك).
388

(ما هذا يا علي؟) قال: (عنب اشتريته لفاطمة) فقال: (الله أكبر الله
أكبر، اللهم كما سررتني بأن خصصت عليا بدعوتي، فاجعله شفاء ابنتي) ثم
قال: (كلي على اسم الله يا بنية) فأكلت، وما خرج رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم حتى استقلت وبرأت.
فقال عمر: صدقت وبررت، أشهد لقد سمعته ووعيته، يا رجل خذ بيد
امرأتك، فإن عرض لك أبوها فاهشم أنفه.
ثم قال: يا بني عبد مناف والله ما نجهل ما يعلم غيرنا، ولا بنا عمي في
ديننا، ولكنا كما قال الأول:
تصيدت الدنيا رجالا بفخها * فلم يدركوا خيرا بل استقبحوا الشرا
وأعماهم حب الغنى وأصمهم * فلم يدركوا إلا الخسارة والوزرا
قيل: فكأنما ألقم بني أمية حجرا، ومضى الرجل بامرأته.
وكتب عمر إلى ميمون بن مهران: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله
الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإني فهمت كتابك وورد الرجلان والمرأة، وقد
صدق الله يمينه (1) وأبر قسمه، وأثبته على نكاحه، فاستيقن ذلك واعمل
عليه، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).
ومن المجموع لبشار يمدح إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن
عليهم السلام:
أقول لبسام عليه جلالة * غدا أريحيا عاشقا للمكارم
من الفاطميين الدعاة إلى الهدى * جهارا ومن يهديك مثل ابن فاطم
سراج لعين المستضيئ وتارة * يكون ظلاما للعدو المزاحم
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم

(1) كذا، وفي المصدر: يمين الزوج.
(2) شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 20: 222 - 225.
389

لا تجعل الشورى عليك غضاضة * فان الخوافي قوة للقوادم
وما خير كف أمسك الغل أختها * وما خير سيف لم يؤيد بقائم
وخل الهوينا للضعيف ولا تكن * نؤوما فإن الحزم ليس بنائم
وحارب إذا لم تعط إلا ظلامة * شبا الحرب خير من قبول المظالم (1)
ومن المجموع: جاء أبو سفيان إلى باب رسول... على النظر في
أمره، فأنشد:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي
فما الامر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي
يا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي
وأي امرئ يرمي قصيا ورأيها * منيع الحمى والناس من غالب قصي
ثم قال:... الرذل، أم والله لئن شئتم لأملأنها عليكم خيلا ورجلا،
فقال علي صلوات الله عليه:... (2).
حكي أن امرأة ولدت عشرين ولدا في أربعة أبطن، وأنهم عاشوا، وأن
امرأة ولدت في الشهر السابع ثم وضعت بعد ذلك بشهرين ولدا آخر، وأن امرأة
ولدت بنتا بيضاء من رجل حبشي فأدركت، وزوجتها من رجل أبيض، فولدت له
أسود، كأن ذلك الزرع نزع إلى الجد الأول.

(1) ديوان شعر بشارة بن برد: 205 - 206.
(2) بياض في الأصل، وانظر: شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 6: 17 - 18، وفيه:
فقال علي لابي سفيان: (إنك تريد أمرا لسنا من أصحابه، وقد عهد إلي رسول الله صلى الله
عليه وسلم عهدا، فإنا عليه) فتركه أبو سفيان...
وفي ص 40 ورد هكذا: فقال، (يا أبا سفيان طالما كدت الاسلام وأهله، فما ضرهم
شيئا، أمسك عليك...).
(3) تقدم ذكره في ص 258.
390

وحكي أن الفضل بن ربيع وعبيد الله ويحيى والعباس أربعتهم لام
حملت بهم في بطن.
ومن المجموع:... لا يصيب أحدا إلا بذنب، ولا يولد مولود...
أبرص ولا عابد أبرص... وكان بجعفر بن يحيى برص في قفاه، فجمع
له... لهم فيهم أثر حتى ورد على يحيى... طبيب فعدد أشياء كثيرة قد
عولج بها... فقال له: إن سألتك عن شئ تصدقني؟... قال: نعم،
قال: فهذا داء يبتلى...
ومن المجموع قال:... أخاه إسحاق بميراثه من أبيهما إبراهيم...
إن تركناك وأمك حتى نأخذكما... حائط، فأوحى الله جل وعز إليه... في
آخر الزمان (1).
ورأيت في هذا المجموع:
551 - قال الصادق عليه السلام: (صحبة عشرين يوما قرابة) (2).
أقول أنا:
552 - وكنا روينا عن الصادق عليه السلام (مودة يوم خلة، ومودة شهر
قرابة، ومودة سنة رحم ماسة، من قطعها قطعه الله، ومن وصلها وصله الله).
ومن المجموع قال: خطب النبي السناء بنت الصلت، فبلغها، فسقطت
ميتة فرحا.
553 - ومن المجموع: روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
وسلامه: (لا تلحنوا فإن النصارى لحنث فكفرت، وذلك أنه... المسيح
عليه السلام فيما من به عليه أنه... فقالت النصارى... يا نبي الله).

(1) وردت بعد هذا السطر عبارة في هامش الأصل غير مقروءة وأكثرها بياض.
(2) في الكافي 6: 199 / 5: (صحبة عشرين سنة قرابة).
391

فلا عجب للأسد إن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وموت علي في حسام ابن ملجم (1)
ومن المجموع: قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله: أمر
رسول الله صلى الله عليه وآله بأديم وعلي عنده... وعلي يكتب حتى ملا
ظهر الأديم و... رسول الله صلى الله عليه وآله...
ومن المجموع المذكور ما هذا لفظه:
اجتماع الأصوات في بيوت العبادات بصفاء النيات تحل ما عقدته
الأفلاك.
ومن المجموع: قال: سمعت الشيخ أبا الفتح ابن الحلي - رحمه الله -
بحلب، يقول: أصل قول الناس: كأنما على رؤوسهم الطير: أن سليمان
ابن داوود عليهما السلام كان يقول للريح: أقلينا، وللطير: أظلينا، فتقله
الريح، وتظله الطير، ويغض جلساؤه أبصارهم ويسكتون... يسكتون
ويغضون هيبة للرئيس... هذا السبب فلا كلام... وبقولهم: كأن على
رؤوسهم الطير... أي: كأن... يتحركوا، فتطير عن رؤوسهم...
ومن المجموع من كلام طويل جرى بين عمرو بن العاص ومعاوية
أمتن... طينت عين الشمس بالطين نهارا وسترت... أبطلت حقا وحققت
باطلا وسخرت... معين، وأقمت أودك، وأطفأت... أحق من علي بهذا
الامر قرابة وإسلاما... منه وسوابق جمة، وهل كان أحد أقبح منك آثارا؟
فلو لقيت ربي بأحسن أعمالي لم ينجني ذلك مع تمهيدي باطلك وإبطالي حق
علي، فقال معاوية في جوابه: الويل يا عمرو لوليك منك، والويل لعدوك
منك، موتك سرور للعدو، وراحة للولي.

(1) هذان البيتان للفرزدق، ولم نجدهما في ديوانه، وأوردهما باختلاف يسير في البحار 42:
289 - 290 مع نسبتهما إلى الفرزدق.
392

ومن المجموع قال: حبس الرشيد هارون الحسن بن إسماعيل بن ميثم
بالرفض، فقال أبو حنيفة أو غيره: هو بمقالته حلال الدم، فأخرج من
الحبس، وجمع بينهما في مجلس الرشيد، فقال له: من خير الأمة بعد نبينا؟
فقال: علي بن العباس بن عبد المطلب، فقال: ويلك أمجنون أنت؟ وهل
للعباس ولد من صلبه يقال له: علي؟ قال: نعم، سمى الله في كتابه العم أبا،
فقال حاكيا عن بني يعقوب: (نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق) (1) (وما كان) (2) إسماعيل أبا ليعقوب، (وسمى الخالة) أما،
قال: (ورفع أبويه على العرش) (3) يعني أباه يعقوب (وخالته فإن) أم يوسف
كانت قد ماتت، وعلي أيها الرشيد (كان كذلك) فإن شئت فقدمه، وإن شئت
فأخره.
قال أبو حنيفة: ما (قولكم للحسن والحسين) إنهما ابنا رسول الله،
والله يقول: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) (4) (فقال: نعم (ما)
كان) محمد أبا زيد، ولا أبا أحد من رجالهم، ولكن كان أبا (ابني بنته، كما
ذكر الله عيسى) في القرآن، ونسبه إلى إبراهيم، وجعله من ذريته (في قوله:
(من ذريته) إلى قوله: (وعيسى) (5)).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: (لكل نبي ذرية، وذريتي من صلب
علي).
قال:... أخبرني عن العباس وعلي واختصاصهما إلى أبي بكر، من
كان منهما صاحب (باطل)؟...

(1) البقرة: 133.
(2) ما بين القوسين بياض في الأصل، وأثبتناه من الطبعة السابقة. وكذا الموارد الآتية.
(3) يوسف: 100.
(4) الأحزاب: 40.
(5) الانعام: 84 و 85.
393

قال: أخبرني عن الملكين اللذين تسوروا على داوود، من كان منهما
صاحب... صاحب باطل؟ قال: كانا محقين، فأرادا تنبيه داوود، قال:
فكذلك قل في العباس وعلي، فتبسم الرشيد، وقال: لا كان الله لمن نسب
إليك الكفر. (1)

(1) إلى هنا انتهت النسخة الخطية التي بخط المصنف السيد ابن طاووس رحمه الله، وقد انتهينا
من تحقيق الكتاب بعون الله تعالى في اليوم التاسع من شهر ربيع الثاني سنة 1416 ه‍.
والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، إنه نعم المولى ونعم النصير.
394