الكتاب: المزار
المؤلف: الشيخ المفيد
الجزء:
الوفاة: ٤١٣
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: السيد محمد باقر الأبطحي
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبعت بموافقة اللجنة الخاصة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد

كتاب المزار
مناسك المزار
تأليف
الإمام الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم
أبي عبد الله، العكبري، البغدادي
(336 - 413 ه‍)
1

كتاب المزار
مناسك المزار
تأليف
الإمام الشيخ المفيد
محمد بن النعمان ابن المعلم
أبي عبد الله، العكبري، البغدادي
(336 - 413)
تحقيق آية الله السيد محمد باقر الأبطحي
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء
حقا لا أدري لمن أقدم (موسوعة المزارات) هذه؟
ألمن تكتحل النواظر إلى مشهده، ويصدح الحق في مزاره، نبيا كان أو
إماما؟ أم لمن هدمت مشاهدهم ومزاراتهم بمعاول الأحقاد والخيبرية والضغائن
الوهابية فصارت قفرا؟ أم لمن دفنت سرا وأخفيت قبرا، فكان ذلك حجة على الخصم
في حديث (من أحبها أو آذاها)؟
أم لمن قتلوه صبرا، فأوطأوا جسده الشريف بحوافر الخيل، ورضوا منه صدرا
وظهرا؟ فلا عجب من العلي الأعلى أن عظم له العزاء، وجعل في تربته الشفاء وتحت
قبته استجابة الدعاء، وفي قلوب من والاه قبرا يبكون عليه ليلا ونهارا.
أم لمن غيب عن أبصارنا طويلا، وبيت الله والمقام ينتظران ظهوره في هذا
المشهد العظيم جهرا؟ وهو يحضر الموسم كل سنة ويقف بعرفات مؤمنا على دعاء
المؤمنين سرا، وكان أولى الناس بإبراهيم خليل الله وبمحمد حبيب الله.
3

كما كان النبي صلى الله عليه وآله أولى الناس بإبراهيم، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم جميعا؟
فحقا لا أدري لمن...؟ ولكن أقول: لما كان الأجدر بنا والأحرى أن نزور إمامنا
الغائب المنتظر - من أهل بيت الله، وآل بيت النبوة والرسالة والإمامة - في بيت الله
(وفيه آيات بينات مقام إبراهيم) وهو يكون مؤذنا بأذان الله ورسوله إلى الناس يوم
الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين.
ثم يؤذن بأذان إبراهيم عليه السلام بالحج، ليأتوه زائرين له، وليشهدوا منافع
لهم ويذكروا اسم الله على بهيمة الأنعام، وليطوفوا بالبيت العتيق، وليتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى. فإليك، إليك يا بقية الله المنتظر يا من يقوم وينادي من مطلعه ومشرقه
في بيت الله الحرام الذي جعله قياما للناس، وهدى للعالمين: يا أيها الناس من
يحاجني في الله وآدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكتاب الله فأنا أولى
الناس بالله وآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكتاب الله.
4

التعريف بالمؤلف:
أما بعد: فلما كان من المتعارف عند تحقيق كتاب مخطوط - التعريف به
وبمؤلفه - ليكون القارئ الكريم على بصيرة بهما.
لكن ما عسى الكاتب أن يكتب والبيان أن يحيط في تعريف عشر معشار
شخصية الشيخ السديد ((المفيد) رضي الله عنه.
وأنى لنا ذلك وقد عجزت الأدباء قديما وحديثا، وكلت الخطباء، وحارت
العقول وأقرت بالعجز والتقصير في وصفه ومعرفة شأنه، فإن أمره في الفقه والعلم
والكلام والفضل والجلالة والزهد والعبادة والورع وجميع الفضائل والكمالات
أشهر من أن يذكر ومحاسنه وأوصافه الحميدة، وخصاله المحمودة أكثر من أن تحصر.
كيف لا وهو (رئيس علماء الشيعة، ومروج المذهب والشريعة)
(ملهم الحق ودليله ومنار الدين وسبيله، جم المناقب، حديد الناظر، حاضر
الجواب، دقيق الفطنة، واسع الرواية، خبير بالأخبار والرجال)
(كان أوفق أهل زمانه في الحديث وأعرفهم بالفقه والكلام..)
(كان يناظر أهل كل عقيدة فيظهر عليهم)
وصفوة المقال، أنه شيخ مشايخ الاسلام، وأن كل من تأخر عنه استفاد منه،
وهو أستاذه. (فهو خريت فن الحديث، وإمام الفقه، وشيخ الكلام، وأستاذ
المناظرة، ورافع كلمة الاسلام، وحامل راية المذهب الشريف، لا يأخذه في الله لومة
لائم)
(وكان شيخا ربعة، نحيفا، أسمرا، خشن اللباس)
(ما كان ينام من الليل إلا هجعة، ثم يقوم، ويصلي، أو يتلو كتاب الله، أو
يطالع، أو يدرس، أو..).
5

هذا غيض من فيض حياته القدسية ونترك الخوض في خضمها لأصحاب
الموسوعات الضخمة التاريخية، وأرباب المعاجم الرجالية.
ويكفيه عزا وفخرا ما أفاضه الباري تعالى ورسوله الأمين صلى الله عليه وآله على أهل العلم
جميعا، وهو في أعلى مراتبهم وأرفع منازلهم.
وما خصه به أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وما أفاضت عليه بضعة الرسول صلى الله عليه وآله الزهراء عليها السلام.
وفي ختامه مسك بذكر التوقيعين المباركين من حجة العصر وأمام الزمان
الإمام المهدي (عج) من نفحاته القدسية الخارجة من الناحية المقدسة، التي ستقف
عليها، والتي من حقها أن تكتب بأشرف حروف النور.
قال الله تبارك وتعالى:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل)
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام للشيخ المفيد في رؤيا رآها بعد منازعة
جرت بينه وبين تلميذه السيد المرتضى علم الهدى:
(يا شيخي ومعتمدي الحق مع ولدي)
وحكي أن الشيخ المفيد رأى في منامه كأن بضعة الرسول فاطمة الزهراء
عليها السلام دخلت عليه وهو في مسجد بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين
عليهما السلام فسلمتهما إليه وقالت له:
(يا شيخي علم ولدي هذين الفقه)
فانتبه متعجبا من ذلك، فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي فيها الرؤيا،
6

دخلت عليه - في المسجد - السيدة العلوية (فاطمة بنت الناصر) ومعها ولداها
الشريف الرضي، وعلم الهدى المرتضى، وقالت له:
(هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلمهما الفقه)
فبكى الشيخ المفيد وقص عليها الرؤيا، وتولى تعليمهما الفقه حتى أنعم الله
عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما، ما اشتهر في آفاق
الدنيا.
ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة - حرسها الله ورعاها - في أيام بقيت من
صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
قدس الله روحه ونور ضريحه، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز.
نسخته (1) للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين
فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا
ونبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك
على نطقك عنا الصدق -: أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا
إلى موالينا قبلك - أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته - فقف
أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من

(1) أورد في الاحتجاج: 2 / 322، وفي البحار: 53 / 174 ح 7 و 176 ح 8، وفي إلزام الناصب:
1 / 464، وفي العوالم: 26 / 124 ح 16 و 17، وروضات الجنات: 6 / 157 وفي خاتمة
المستدرك.
7

تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله.
نحن وإن كنا نائين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله
تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا
نحيط علما بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي
أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد
المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم
اللأواء (2) واصطلمكم (2) الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم (3) من فتنة قد أنافت (4) عليكم يهلك فيها من حم أجله (5) ويحمى عنها من أدرك أمله،
وهي إمارة لأزوف (6) حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون. اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها (7) عصب أموية، يهول بها فرقة
مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرضية،
إذا حل جمادي الأول من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما
يكون في الذي يليه
ستظهر لكم من السماء آية جلية، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في
أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق،
تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق.

(1) اللأواء: الشدة وضيق المعيشة.
(2) اصطلمه: استأصله.
(3) انتاشه من الهلكة: أنقذه.
(4) أناف على الشئ: طال وارتفع عليه.
(5) حم أجله: قرب.
(6) الأزوف: الاقتراب.
(7) حش النار: أوقدها وهيجها.
8

ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون
الأخيار ويتفق المريدي الحج من الآفاق ما يؤملونه منه على توفير عليه منهم واتفاق،
ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتساق.
فليعمل كل امرء منكم بما يقرب به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا
وسخطنا.
فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله
يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
- نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام -
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي
حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به، ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له
ضمناه أحدا، وأدما فيه إلى من تسكن إليه وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
وورد عليه كتاب آخر من قبله - صلوات الله عليه - يوم الخميس الثالث
والعشرين من ذي الحجة، سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخته: من عبد الله، المرابط في سبيله إلى ملهم الحق، ودليله.
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق
فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا وإله آبائنا الأولين
ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته
9

الطاهرين.
وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك - عصمك الله - بالسبب الذي وهبه الله لك من
أوليائه، وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا ينصب في
شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الإيمان.
ويوشك أن يكون هبوطا إلى صحصح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من
الزمان ويأتيك نبأ منا يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا
بالأعمال، والله موقفك لذلك برحمته.
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام - أن تقابل لذلك فتنة تسل نفوس قوم
حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون،
وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظم من رجس منافق مذمم، مستحل للدم
المحرم، يعمد بكيده أهل الإيمان ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من
وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء.
فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، وليتقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم
الخطوب.
والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من
الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيدك الله بنصره.
الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين:
أنه من اتقى ربه من إخوانك في الدين وأخرج مما عليه مستحقيه، كان آمنا
من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المظلة.
ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا
بذلك لأولاه وآخرته.
10

ولو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته - على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد
عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا. ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة
وصدقها منهم بنا، فما يحسبنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم.
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم.
وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوقيع باليد العليا
صلوات الله على صاحبها:
هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي، بإملائنا وخط ثقتنا، فاخفه عن
كل أحد، واطوه، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا
شملهم الله ببركتنا إن شاء الله الحمد الله والصلاة على سيدنا محمد، النبي، وآله
الطاهرين.
وذكر جماعة من العلماء أنه وجد مكتوبا على قبر الشيخ المفيد بخط الإمام
صاحب الأمر عليه السلام هذه الأبيات:
لا صوت الناعي بفقدك إنه * يوم على آل الرسول عظيم
إن كنت قد غيبت في جدث الثرى * فالعدل والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهدي يفرح كلما * تليت عليك من الدروس علوم
11

كتاب مزار المفيد وما أدراك ما الكتاب
نقدم اليوم إلى القراء أثرا نفيسا خالدا، وكنزا دفينا ثمينا لم يخرج إلى هذا
اليوم - بالرغم من مرور ما يقارب الألف سنة على رحيل مصنفه - بحلة مناسبة، بل
بقي مهملا على رفوف المكتبات كأمثاله من كنوز تراث الثقل الأصغر - عليهم السلام - و
مما يؤسف حقا أن كتابا بهذه الأهمية لم يطبع إلى الآن.
علما أنه منذ الوهلة الأولى لتأليفه تلاقفته أيدي العلماء من تلاميذه، أو ممن وفد
بعدهم.
ثم إنه اعتمد على هذا الكتاب واستفاد منه ونقل عنه:
1 - شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - المتوفى سنة 460 - أحد
أجلة تلاميذ الشيخ المفيد وأفخرهم، نقل مقاطع طويلة منه في كتابه: (تهذيب
الأحكام) الذي ألفه في شرح المقنعة كتاب أستاذه وشيخه المفيد - رحمه الله -.
2 - السيد النقيب غياث الدين عبد الكريم بن طاووس - المتوفى سنة 693 - في
كتابه القيم النادر: (فرحة الغري).
3 - الشيخ الجليل تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن العاملي الكفعمي -
المتوفى سنة 905 - في كتابيه (البلد الأمين، المصباح).
12

نسخ الكتاب
اعتمدنا في تحقيقنا لهذا السفر القيم على نسختين خطيتين:
النسخة الأولى: هي النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة (المشهد الرضوي
الشريف) تحت الرقم 450. وهي بخط النسخ الجيد.
أوقفتها للمكتبة بنت ميرزا رضا خان بن محمد حسن النائيني، حيث أوقفت
مكتبة والدها - الذي لبى نداء ربه في سنة 1350 - بتشويق من عمها مرتضى قلي خان
المتوفى سنة 1354، علما بأنه هو أيضا أوقف مكتبته لهذه المكتبة المباركة.
وقد استنسخت هذه النسخة في يوم السبت آخر محرم الحرام سنة 957. ولم
يذكر فيها اسم الناسخ. ورمزنا لها ب‍ (أ).
النسخة الثانية: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة جامع كوهر شاد في مشهد
المقدسة، تحت الرقم (1077)، وقد وافقت هذه النسخة سابقتها من حيث التصحيف
والسقط بل وحتى تاريخ الاستنساخ. ومن خلال نظرة سريعة على النسختين
احتملنا أن نسخة
(أ) هي الأصل الذي استنسخت هذه النسخة التي رمزنا لها ب‍ (ب).
منهج التحقيق بالإضافة إلى مقابلة متن الكتاب مع كلتا النسختين عمدنا إلى مقابلته مع
المصادر، والجوامع التالية:
1 - كامل الزيارات لابن قولويه باعتبار أن أغلب أخبار وزيارات هذا الكتاب
رواها الشيخ المفيد عن شيخه الجليل ابن قولويه.
2 - التهذيب وفرحة الغري، ومصباح الكفعمي، والبلد الأمين باعتبار أنها
13

أهم وأقدم المصادر التي عن هذا المزار.
3 - مقابلته مع مصباح المتهجد ومزار ابن المشهدي والشهيد وإقبال الأعمال
وغيرها.
بالإضافة إلى بحار الأنوار.
واعتمدنا طريقة التلفيق - بين النسختين الخطيتين وهذه المصادر - لإثبات
نص سليم للكتاب قدر الامكان، مشيرين في الهامش إلى الاختلافات اللفظية ومصادر
الأخبار، ونصوص الزيارات الواردة فيه، وشرح بعض الألفاظ اللغوية الصعبة و
بالإضافة إلى ذلك قمنا بترجمة بعض مشائخ المصنف - رحمه الله - وبعض الرواة
المذكورين في أسانيده، واضعين نصب أعيننا وضع الاسم الصحيح في المتن معتمدين
في ذلك على أمهات كتب التراجم والمعاجم الرجالية المعتبرة كرجال
النجاشي و
الطوسي والبرقي وغيرها.
سائلين المولى العزيز القدير أن نكون قد وفقنا لإخراج هذا الكتاب بمستوى
يروق لأهل التحقيق والمعرفة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله
الطاهرين.
شكر وتقدير:
وقد تم الكتاب.. لا بد لي أن أعرج إلى كل تلك الجهود الطيبة، النزيهة
والمعطاءة التي بذلت ليكون هذا (المزار) مثرية للمكتبة الإسلامية بنتاج شريف
فأذكرها مادحا، وأمدحها شاكرا، فلهم منا كل تقدير وثناء، ومن الله الإثابة لهذا
العناء
إنه بعباده بصير رحيم وكان الله شاكرا عليما.
السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي
14

نسخة (ب) أولا وآخرا
به نستعين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله
الطاهرين ورحمة الله وبركاته أما بعد وبالله التوفيق
فإني قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين بن علي صلوات الله
* * *
الملك الوهاب وصلى الله على
نبينا محمد وآله الطاهرين
وقد وقع الفراغ من كتابته
يوم السبت في آخر
محرم الحرام
سنة سبع وخمسين وتسع مائة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات.
15

116 (كتابخانه رضوان) 367 تأسيس ميرزا رضا خان نائيني *
قاضى نور در سال 1349 قمري
نسخة (أ) أولا وآخرا بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين
ورحمة الله وبركاته أما بعد وبالله التوفيق فإني قد اعتزمت على
ترتيب مناسك زيارة الإمامين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين
بن علي صلوات الله عليهما ووصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما
لا تنالهم شفاعتي ولا يرون حوضي تمت الكتاب
بعون الملك الوهاب وصلى الله على نبينا
محمد وآله الطاهرين وقد وقع
الفراغ من كتابته يوم السبت
في آخر محرم الحرام سنة
سبع وخمسين وتسعمائة 957
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
16

كتاب المزار
مناسك المزار
تأليف
الإمام الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم
أبي عبد الله، العكبري، البغدادي
(336 - 413 ه‍)
1

كتاب المزار
مناسك المزار
تأليف
الإمام الشيخ المفيد
محمد بن النعمان ابن المعلم
أبي عبد الله، العكبري، البغدادي
(336 - 413)
تحقيق آية الله السيد محمد باقر الأبطحي
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين ورحمة
الله وبركاته.
أما بعد - وبالله التوفيق - فإني قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة
الإمامين (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والحسين بن علي صلوات الله
عليهما) ووصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما، ويلزم من الفعل في
مشهديهما، وما يتبع ذلك في منازله، ويتعلق بأوصافه في مراتبه.
وأذكر على التقديم في صدره طرفا مما جاء به الأثر في فضله، فإني لم أجده
على الحدود التي أؤمها منه في شئ مما تقدم من مصنفات أصحابنا - رضوان الله
عليهم - وتأخر، وإن كان موجودا فيها على غيرها - مما يتعذر على القاصد
العمل بها لأجل الجمع بينها، ويصعب عليه الاتيان على النسق والنظام بها -
وهو اختلاف محالها من الأماكن، وتباين أجناسها من المواضع، واختلاط
المعني منها بخلافه، ومجاوزة الباب في الغرض لبعيده، ومباينة المناسب في
المواطن لقريبه.
فعمدت تلخيص ذلك على اختصار، وتحريت تأليفه للحفظ والتذكار،
وبالله أستعين، وعليه أتوكل، وهو حسبي، ونعم الوكيل.
3

(1) باب فضل الكوفة
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن [محمد بن] قولويه (1)، قال: حدثني أبي
رحمه الله، عن سعد بن عبد الله (2)، عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله الرازي
الجاموراني (3)، عن الحسين (4) بن سيف بن عميرة، عن أبيه سيف، عن أبي بكر

(1) جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، يكنى بأبي القاسم القمي، أستاذ الشيخ المفيد
رحمه الله، كان من الثقات والأجلاء في الحديث والفقه، روى عن أبيه وأخيه، له تصانيف كثيرة
على عدد أبواب الفقه، وله كتاب جامع الزيارات، توفي سنة 368 وقيل سنة 369، ودفن
في مقابر قريش بالقرب من الإمام الجواد عليه السلام، ودفن أيضا بجانبه الشيخ المفيد رحمه الله.
ترجم له في رجال النجاشي: 95 والطوسي: 458 وفهرسته: 42 رقم 13، والعلامة الحلي:
31 وابن داود: 65 رقم 326.
(2) في الأصل: سعيد بن عبد الله، وما أثبتناه هو الصحيح.
وهو سعيد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي، يكنى بأبي القاسم، قال عنه النجاشي:
شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها، كان قد سمع من حديث العامة شيئا، ولقي مولانا أبا محمد
العسكري عليه السلام، وهو جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة، توفي رحمه الله
سنة 299 وقيل 300، وقيل سنة 301 ه‍.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 133 والطوسي: 431 وفهرسته: 75 والحلي: 78، وابن داود:
247 رقم 208.
(3) في الأصل والتهذيب: محمد بن عبد الله الرازي.
وما أثبتناه هو الصحيح. راجع الخوئي: 14 / 289 و ج 15 / 58 و ج 16 / 284.
(4) في الأصل: الحسن، وهو الحسين بن سيف بن عميرة، أبو عبد الله النخعي.
ترجم له في رجال النجاشي: 44، وفهرست الطوسي: 55، رقم 198.
4

الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (1) عليه السلام قال: قلت له: أي بقاع الله (2)
أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله صلى الله عليه وآله؟
فقال: الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة.
فيها قبور النبيين المرسلين [وقبور غير المرسلين] (3) والأوصياء الصادقين
وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله تعالى نبيا إلا وقد صلى فيه.
وفيها (4) يظهر عدل الله، وفيها [يكون] (5) قائمه، والقوام 6 من بعده
وهي تكون منازل النبيين والأوصياء [و] الصالحين (7).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني (محمد بن الحسن بن علي بن
مهزيار،) (8) عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن (9) بن سعيد، عن

(1) في كامل الزيارات: عن أبي جعفر عليهما السلام.
(2) في الكامل: الأرض.
(3) من الكامل: وفي التهذيب: وغير المرسلين.
(4) في الكامل: ومنها.
(5) من الكامل والتهذيب.
(6) في الأصل: والقوم.
(7) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات 30 ح 11، عنه مختصر البصائر: 178، والبحار 53 / 148
ح 8 (قطعة) و ج 100 / 400 ح 17، ومستدرك الوسائل: 1 / 236 ح 5. ورواه الطوسي في
التهذيب: 6 / 31 ح 1 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 3 / 524 ح 10 و ج 10 / 282 ح 3، وجامع
الأحاديث: 4 / 551 ح 4.
(8) في الأصل: علي بن مهزيار، وفي التهذيب: محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، وما أثبتناه من
كامل الزيارات، راجع رجال الخوئي: 15 / 269.
(9) في التهذيب: الحسين. وهو الحسن بن سعيد بن مهران مولى علي بن الحسين عليهما السلام،
كوفي، أهوازي، يكنى بأبي محمد، ثقة، هو الذي أوصل علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم
الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما.
ويقال أنه صنف خمسين مصنفا، وشارك أخاه الحسين في كتبه الثلاثين. رجال النجاشي: 46
في ترجمة الحسين بن سعيد، والطوسي: وفهرست: 53، ورجال الحلي: 39، وابن داود:
73 رقم 419.
5

ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي، عن الصادق عليه السلام قال:
مكة حرم الله رسوله وحرم علي [بن أبي طالب] عليهما السلام،
الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم.
والمدينة حرم الله، وحرم رسوله، وحرم علي بن أبي طالب عليهما السلام،
الصلاة في مسجدها بألف صلاة (2)
والكوفة حرم الله رسوله وحرم علي بن أبي طالب عليهما السلام،
الصلاة في مسجدها بألف صلاة (2).
3 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني (محمد بن الحسين بن
مت الجوهري) (3)، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن محمد
ابن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن
أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين عليه السلام أتى مسجد الكوفة عمدا من
المدينة فصلى [فيه] (4) ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق (5).

(1) من التهذيب، وأضاف في كامل الزيارات: في مسجدها.
(2) كامل الزيارات: 29 ح 8، عنه البحار: 99 / 242 ح 10 و ج 100 / 400 ح 51.
والكليني في الكافي: 4 / 586 ح 1 بإسناده إلى خلاد القلانسي، عن أبي عبد الله عليه السلام.
والشيخ الطوسي في التهذيب: 6 / 31 ح 2، والصدوق في من لا يحضره الفقيه: 1 / 228
ح 680. عنهم الوسائل: 3 / 524 ح 12 وجامع الأحاديث: 4 / 503 ح 1 و 2.
ورواه ابن المشهدي في المزار الكبير: 38 ح 53 (مخطوط).
(3) في الأصل: محمد بن الحسن الجواهري، وما أثبتناه من الكامل والتهذيب.
راجع رجال الخوئي: 16 / 22 وص 29.
(4) من الكامل والتهذيب.
(5) كامل الزيارات: 27 ح 1، عنه البحار: 100 / 398 ح 41، ومستدرك الوسائل: 3 / 405
ح 11.
ورواه في التهذيب: 3 / 254 ح 20، و ج 6 / 32 ح 3 من طريقين إلى عمرو بن خالد، عنه
الوسائل: 3 / 523 ح 6 و 7 والبحار: 46 / 64 ح 24، رواه المشهدي في المزار الكبير: 38
ح 54 (مخطوط).
6

(2)
باب فضل مسجد الكوفة
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال عن
إبراهيم بن محمد، عن الفضل بن زكريا، عن نجم بن حطيم (1)، عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام قال: لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لأعدوا له الزاد و
الرواحل (2) من مكان بعيد، إن 3 صلاة فريضة فيه تعدل حجة و (صلاة نافلة) (4)
تعدل عمرة (5).
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن الحسن بن [عبد الله بن محمد
عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن] (6) عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن طريف (7)، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين علي بن أبي

(1) في الأصل حكيم، وما أثبتناه هو الصحيح من كامل الزيارات والتهذيب ورجال الطوسي:
138.
(2) في الكامل: الراحلة.
(3) في الكامل: وقال.
(4) في الكامل: نافلة فيه.
(5) كامل الزيارات: 28 ح 3، والمزار الكبير: 41 ح 66 (مخطوط)، عنهما البحار: 100 / 399 ح 45
و 46 والتهذيب: 6 / 32 ح 4 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 3 / 525 ح 14 وجامع الأحاديث:
4 / 527 ح 9
وأورده في جامع الأخبار: 81 مرسلا، عنه البحار: 83 / 376 ح 45.
(6) من الكامل والتهذيب.
(7) في نسخة - ب - والتهذيب ظريف.
هو: سعد بن طريف الحنظلي، ويقال له التيمي أو التميمي، أو الدئلي، أو سعد الإسكاف،
أو سعد الخفاف أو سعد بن ظريف الشاعر، وكلهم واحد كما ذكره أصحاب التراجم، وهو مولى
كوفي، كان قاضيا، وله كتاب، ذكره الطوسي في باب أصحاب علي بن الحسين وفي أصحاب الباقر
والصادق عليهم السلام.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 135 والطوسي: 92 رقم 17 و: 124 رقم 3 و: 203
رقم 3 و 17 وفهرسته: 76 رقم 311 وابن داود: 101 رقم 680، ورجال الخوئي: 8 / 68 رقم
5044.
7

طالب عليه السلام قال: النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى الله
عليه وآله وسلم، والفريضة [فيه] (1) تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وآله
وسلم، وقد صلى فيه ألف، نبي وألف وصي (2).
3 - وقال الصادق عليه السلام: ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى
في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري به قال له
جبرئيل: أتدري أين أنت (يا رسول الله الساعة) (3)؟
[قال: لا. قال:] (4) أنت مقابل [مسجد] (5) كوفان.
(قال: فاستأذن لي ربي حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين،) (6) فاستأذن الله عز
وجل فأذن له، [فهبط فصلى فيه ركعتين] (7)، وإن قبلته (8) لروضة من رياض

(1) من الكامل.
(2) كامل الزيارات: 28 ج 5، عنه البحار: 100 / 400 ح 48، وفي التهذيب: 6 / 32 ح 5، عنه
الوسائل: 3 / 525 ح 15، وجامع الأحاديث: 4 / 528 ح 10، وفي المزار الكبير: 77 (مخطوط).
وأورده في جامع الأخبار: 81 مرسلا عن أمير المؤمنين عليه السلام، عنه في البحار: 83 / 386
ح 45، وفي روضة الواعظين: 2 / 476.
(3) في الكامل: الساعة يا محمد.
(4) من الكامل:
(5) من الكامل.
(6) في الكامل فقال: استأذن ربك حتى أهبط فاصلي فيه.
(7) من الكامل.
(8) في نسخة - ب -: ميمنة. وفي الكامل: مقدمة.
8

الجنة، [وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة، وإن ميسرته روضة من رياض
الجنة] (1)، وإن مؤخره روضة من رياض الجنة، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل
بألف صلاته، وإن النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة (2)
ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا (3).
4 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن بن
علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن
ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي (4)، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول:
صلاة في مسجد الكوفة بألف (5) صلاة (6)

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) في الكامل: صلاة.
(3) في نسخة - ب -: حسبوا.
رواه في كامل الزيارات: 28 ضمن ح 6 بإسناده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه
السلام عنه البحار: 100 / 398 ح 40.
وفي التهذيب: 3 / 250 ح 8 و ج 6 / 32 ح 6 عن الصادق عليه السلام.
في المزار الكبير: 42 ح 69 (مخطوط).
ومثله في المحاسن: 1 / 56 ح 86 عنه البحار: 100 / 398 ح 39، والعياشي: 2 / 277 ح 6.
عنه المستدرك: 3 / 402 ح 6 والكافي: 3 / 490 ح 1 والغارات: 2 / 413 عنه البحار
: 83 / 359 ح 11.
وروى نحوه في أمالي الصدوق: 315 ح 4، وأمالي الطوسي: 2 / 43.
وأخرجه في الوسائل: 3 / 521 ح 3 و 4 عن الكافي والتهذيب والمحاسن وأمالي الصدوق وأمالي
الطوسي، جميعا بأسانيدهم عن هارون بن خارجة.
(4) تقدم هذا الاسناد في باب 1 ح 2.
(5) في الأصل: ألف.
(6) كامل الزيارات: 29 ح 7 و: 31 ح 15 عنه الوسائل: 3 / 528 ح 25، والبحار: 100 / 400
ح 49 و 50 وفي التهذيب: 6 / 33 ح 7، عنه الوسائل: 3 / 528 ح 25.
وأخرجه في جامع الأحاديث: 2 / 177 ح 25، عن الوسائل والتهذيب.
9

(3)
باب فضل الصلاة عند السابعة من أساطين المسجد
1 - محمد بن إسماعيل بن بزيغ (1)، عن أبي إسماعيل السراج قال: قال
معاوية بن وهب وأخذ بيدي فقال: قال لي أبو حمزة وأخذ بيدي قال: قال لي
الأصبغ بن نباتة وأخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال: هذا مقام أمير
المؤمنين عليه السلام.
قال: وكان الحسن عليه السلام يصلي عند الخامسة فإذا غاب أمير
المؤمنين عليه السلام صلى فيها الحسن وهي من باب كندة (2).
2 - وقال الصادق عليه السلام: الأسطوانة السابعة مما يلي باب كندة في

(1) محمد بن إسماعيل بن بزيغ أبو جعفر، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل له كتب
منها: كتاب ثواب الحج وكتاب الحج.
عده الشيخ الطوسي من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام.
وروي أنه لما ذكر في حضرة الرضا عليه السلام قال: (وددت أن فيكم مثله).
ترجم له في رجال النجاشي: 254 والطوسي: 360 و 386 و 405 وفهرسته: 139 وابن
داود: 161 و 165 والحلي: 139.
(2) رواه في الكافي: 3 / 493 ح 8 بالإسناد إلى محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن محمد ابن
إسماعيل بن بزيغ، التهذيب: 6 / 33 ح 8 عن محمد بن يعقوب، عنهما الوسائل: 3 / 530 ح 1
والبحار: 100 / 406 ح 64، وجامع الأحاديث: 2 / 178 ح 40.
وأورده في جامع الأخبار: 82 عن أبي حمزة الثمالي، عنه في البحار: 83 / 377 ومستدرك الوسائل
: 3 / 411 ح 5.
10

الصحن مقام إبراهيم عليه السلام، والخامسة مقام جبرئيل 1.

(1) رواه في الكافي: 3 / 493 ح 7 بإسناده إلى علي بن محمد، عن سهل، عن ابن أسباط، رفعه عن
أبي عبد الله عليه السلام، عنه البحار: 100 / 406 ح 65.
وفي التهذيب: 6 / 33 ح 9 مرسلا عن الصادق عليه السلام، عنهما الوسائل: 3 / 531 ح 5،
وجامع الأحاديث: 2 / 179 ح 42.
وأورده في جامع الأخبار: 82، عنه البحار: 83 / 377.
11

(4)
باب فضل مسجد السهلة
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أخي علي بن محمد بن
قولويه، عن (1) أحمد بن إدريس بن أحمد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن
موسى الخشاب (2)، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير (3)، عن
أبي عبد الله عليه السلام.
[قال:] (4) سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة
خرج؟ قال: نعم.
قال: فهل صلى في مسجد سهيل؟
قال (5): وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة؟ قال: نعم.
قال: (أما أنه) (6) لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة.

(1) في نسخة - ب -: بن. وهو تصحيف.
(2) في التهذيب: عن عمران بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان.
وفيه سقط واضح، إذ أن عمران هذا هو: عمران بن موسى بن الحسن بن عامر بن عبد الله بن
سعد الأشعري القمي، روى عن الحسن بن موسى الخشاب كما صرح بذلك النجاشي في رجاله:
33، وراجع رجال الخوئي: 13 / 165 رقم 9057 و 9058.
(3) في نسخة - ب -: كبير. وهو تصحيف.
(4) من الكامل.
(5) في الأصل: وقال.
(6) في الأصل: أما لو أنه.
12

فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة؟
قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج (1) منه إلى العمالقة.
وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، [وفيه مناخ الراكب] (2).
وفيه صخرة خضراء، فيها صور (3) (جميع النبيين) (4) وتحت الصخرة الطينة
التي خلق الله عز وجل منها النبيين.
وفيه (5) المعراج وهو الفاروق [الأعظم] (6) موضع منه، وهو ممر الناس و
هو من كوفان.
وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر، ويحشر من جانبه (7) سبعون ألفا
يدخلون الجنة بغير حساب (8).
2 - وقال الصادق عليه السلام: مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قام بأهله (9).

(1) في خ ل والكامل: يأتي.
(2) من الكامل.
(3) في نسخة - ب -: صورة.
(4) في الكامل الأنبياء.
(5) في الكامل: وفيها.
(6) ليس في الأصل.
(7) في نسخة - ب -: ويحشرون عن جاء به.
(8) كامل الزيارات: 29 ح 10، عنه البحار: 100 / 436 ح 8، ومستدرك الوسائل: 1 / 236
ح 4، وفي التهذيب: 6 / 37 ح 20، عنه الوسائل: 3 / 532 ح 1، والبحار: 7 / 116 ح 53.
(9) رواه في الكافي: 3 / 495 ح 2 بإسناده إلى محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي عن عثمان،
عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله عليه السلام.
عنه البحار: 100 / 439 ح 15.
وفي التهذيب: 3 / 252 ح 12 بإسناده إلى محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن الحسين بن سيف، عن عثمان، عن صالح بن أبي الأسود.
وغيبة الطوسي: 282 بإسناده إلى الفضل بن شاذان، عن عثمان بن عيسى، عن صالح بن
أبي الأسود.
وأخرجه في الوسائل: 3 / 533 ح 4 وجامع الأحاديث: 2 / 181 ح 1 عن الكافي وغيبة
الطوسي والتهذيب. والبحار: 52 / 331 ح 54 عن الغيبة والكافي.
وإثبات الهداة: 6 / 376 ح 72 عن غيبة الطوسي والتهذيب.
وأورده مرسلا في إرشاد المفيد: 409 عن الصادق عليه السلام.
وفي كشف الغمة: 2 / 463، والمزار الكبير: 47 ح 85 (مخطوط)، ومنتخب الأنوار
المضيئة:
191.
13

3 - وقال عليه السلام: إنه ما من مكروب يأتي السهلة فيصلي فيه
[ركعتين] (1) بين العشائين ويدعو الله تعالى إلا فرج كربه (2).
4 - وروي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من صلى في مسجد
السهلة ركعتين زاده الله عز وجل في عمره سنتين (3).

(1) من التهذيب وفي نسخة - ب -: و.
(2) التهذيب: 6 / 38 ح 21 مرسلا عن الصادق عليه السلام، عنه الوسائل: 3 / 32 ح 2،
والبحار: 100 / 440 ح 20، وجامع الأحاديث: 2 / 184 ح 17.
وفي المزار الكبير: 47 ضمن ح 85.
يأتي الحديث في باب 46 ح 1.
(3) المزار الكبير: 47 ح 89 (مخطوط)، عنه البحار: 100 / 436 ح 6، ومستدرك الوسائل: 1 / 237
ح 8 وجامع الأحاديث: 4 / 556.
14

(5)
باب فضل الفرات
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن بن
علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن (1) بن سعيد،
عن علي بن الحكم، (عن عرفة، عن ربعي) (2) قال: قال أبو عبد الله عليه
السلام:
شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى جل جلاله في كتابه (3) هو
الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، [والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله
وسلم] (4). (5)
2 - حدثني أبو القاسم [، عن محمد بن الحسن] (6)، عن محمد بن الحسن

(1) في التهذيب: الحسين. مرت ترجمته في باب 1 ح 2.
(2) في التهذيب: مخرمة بن ربعي، وهو تصحيف، راجع رجال الخوئي: 11 / 147 رقم 7659.
(3) إشارة إلى الآية المباركة: (فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة
أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين): 30.
(4) من الكامل.
(5) كامل الزيارات: 48 ح 11، عنه البحار: 13 / 136 ح 48 و ح 100 / 229 ح 14 والبرهان
3 / 226 ح 1.
وفي التهذيب: 6 / 38 ح 24، عنه الوسائل: 10 / 314 ح 4 ونور الثقلين 4 / 126 ح 62.
(6) من الكامل، وهو الصحيح.
لأن ابن قولويه لا يروي عن الصفار إلا بواسطة، كما أن محمد بن الحسن هذا، هو الوليد
أحد مشايخ ابن قولويه، وأحد الرواة عن الصفار.
راجع رجال الخوئي 15 / 280 رقم 10518 في ترجمة محمد بن الحسن بن الوليد، ورجال
النجاشي: 274، وفهرست الطوسي: 143 رقم 611 في ترجمة محمد بن الحسن الصفار.
15

الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل
عن حنان بن سدير (1)، عن حكيم بن جبير (2) الأسدي قال: سمعت علي بن
الحسين عليه السلام يقول: إن الله جل جلاله يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة
مثاقيل (3) من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا.
وما من نهر في شرق الأرض و [لا] (4) غربها أعظم بركة منه (5).
3 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين بن موسى،
عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن
نهيك عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار
ومعين) (6).
قال: الربوة: نجف الكوفة، والمعين: الفرات (7).

(1) في نسخة - ب -: أسد. وهو تصحيف.
(2) في نسخة - ب -: جبيري.
(3) كذا في المصادر. وفي نسختي الأصل: بيتا قيل. وهو تصحيف.
(4) ليس في نسخة - ب -.
(5) كامل الزيارات: 49 ح 12 بنفس الاسناد و: 48 ح 7 بإسناد من طريق آخر إلى حكيم ابن
جبير، باختلاف في الألفاظ، عنه البحار: 100 / 230 ح 16 و: 228 ح 11، ومستدرك الوسائل:
3 / 132 ح 2.
ورواه في التهذيب: 6 / 38 ح 22 بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عنه الوسائل:
10 / 313 ح 1، وفي الكافي: 6 / 389 ح 6 بإسناده إلى حنان بن سدير، عن أبيه، عن حكيم
عنه الوسائل: 17 / 212 ح 6، والبحار: 60 / 37 و ح 66 / 448 ح 6.
(6) المؤمنون: 50.
(7) كامل الزيارات: 47 ح 5، عنه البحار: 14 / 217 ح 19 و ح 100 / 228 ح 10، ومستدرك
الوسائل: 3 / 132 وفي التهذيب: 6 / 38 ح 23 بإسناده عن ابن قولويه، وأسقط في السند: (علي
بن إبراهيم، عن أبيه)، عنه الوسائل: 10 / 314 ح 3، والبرهان: 3 / 113 ح 3.
16

(6)
باب فضل الاغتسال في الفرات والشرب منه
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علي بن
مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن
الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي (1)، عن عبد الله بن سليمان قال:
لما قدم أبو عبد الله عليه السلام [إلى] (2) الكوفة في زمان أبي العباس جاء (3)
على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الفرات (4) ثم قال لغلامه: اسقني.
فأخذ كوز ملاح فغرف له (فسقاه (5) فشرب الماء وهو يسيل من شدقيه على) (6)
لحيته وثيابه، ثم استزاده فزاده، فحمد الله عز وجل، [ثم قال] (7):
نهر ما أعظم بركته أما إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة.

(1) في نسخة - ب -: السلمي. وما في المتن صحيح كما في رجال النجاشي: 125، وفهرست
الطوسي: 70 رقم 280 ورجال السيد الخوئي 7 / 175. و (المسلي) نسبة إلى (مسلية) قبيلة من
مذحج.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) في نسخة - أ -: فجاء.
(4) في خ ل والكامل والتهذيب: الكوفة.
(5) خ ل: فأسقاه.
(6) في الكامل: به فأسقاه فشرب والماء يسيل من شدقيه وعلى.
وفي التهذيب: فغرف منه وسقاه وشرب الماء وهو يسيل على.
وفي نسخة - ب -: فشرب وهو يسيل على
(7) ليس في نسخة - ب -
17

أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافيته.
[أما] (1) لولا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برئ (2) (3)
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن الحسن [بن
أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمود بن عيسى عن
الحسن] (4) بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون
العجلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أظن أحدا يحنك بماء
الفرات إلا أحبنا أهل البيت.
وسألني كم بينك وبين [ماء] (6) الفرات؟ فأخبرته [فقال] (6): لو كنت عنده
لأحببت أن آتيه طرفي النهار (7).

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) في نسخة - ب -: أبراه.
(3) رواه في كامل الزيارات: 48 ح 9 عنه البحار: 100 / 229 ح 1 ومستدرك الوسائل: 3 / 132
ح 4، ورواه في التهذيب: 6 / 38 ح 25، عنه الوسائل: 10 / 315 ح 5 وعن كل الزيارات.
(4) من الكامل.
(5) من الكامل.
(6) ليس في نسخة - ب -.
(7) كامل الزيارات: 47 ح 4 بهذا الاسناد، وفي ص 49 ح 13 بإسناده عن علي بن الحسين بن موسى
ابن بابويه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عنه البحار:
100 / 228 ح 9 و 104 / 114 ح 29 و 30، ومستدرك الوسائل: 15 / 139 ح 3 وفي التهذيب
6 / 39 ح 26 بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عنهما الوسائل: 10 / 314 ح 2. وروى صدره
في الكافي: 6 / 388 ح 1 بإسناده إلى محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام.
وروى ذيله في ح 4 بإسناده إلى علي بن الحسين، عن أبي عبد الله عليه السلام.
عنه الوسائل: 17 / 211 ح 1، والبحار: 66 / 448 ح 3.
18

(7)
باب زيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله
بن [أبي] (1) خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي،
عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله قال: بينما الحسين بن علي عليهما السلام في حجر رسول الله
صلى الله عليه وآله إذ رفع رأسه
فقال: يا أبت ما لمن زارك بعد موتك؟
قال: يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة.
ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (2).
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن يحيى
العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن

(1) من الكامل والتهذيب، وهو الصحيح، وفي نسخة - ب -: (سعيد) بدل (سعد)
تقدمت ترجمته في باب 1 ج 1.
(2) كامل الزيارات: 10 ح 1، عنه البحار: 100 / 142 ح 16، وفي التهذيب: 6 / 20 ح 1، وفيه
(الحسن) بدل (الحسين)، وص 40 ح 2.
عنهما الوسائل: 10 / 257 ح 17، وعن المقنعة: 7 مرسلا. ورواه في المزار الكبير: 3 ح 10
(مخطوط)، عن سعد بن عبد الله. وأورده في روضة الواعظين: 201، وجامع الأخبار: 27
مرسلا.
يأتي الحديث في المزار الثاني باب 9 ح 1.
19

منيع بن الحجاج، عن يونس، عن (1) أبي وهب القصري (2) قال: دخلت المدينة
فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين
عليه السلام.
قال: بئس ما صنعت لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من
يزوره الله تعالى مع الملائكة (وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون) (3)؟!
قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك.
قال: فاعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله من الأئمة كلهم
وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا (4).
3 - حدثني أبو القاسم عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن
عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: إني أشتاق إلى
الغري
قال: وما شوقك (5) إليه؟

(1) في نسخة - ب - والمزار الكبير: بن. راجع جامع الرواة: 2 / 421 ورجال السيد الخوئي: 16 / 13
و ج 22 / 70.
(2) في نسخة - ب -: العضري. وفي الكامل: البصري. راجع المصدرين السابقين.
(3) في الكامل: ويزوره الأنبياء مع المؤمنين.
(4) كامل الزيارات: 38 ح 1، عنه البحار: 39 / 92 ح 6 (قطعة) والبحار: 100 / 257 ح 3،
بإسناده عن أبيه ومحمد بن يعقوب.
وفي التهذيب: 6 / 20 ح 2 والكافي: 4 / 579 ح 3 بإسنادهما عن محمد بن يحيى، عنهم الوسائل
10 / 293 ح 2، وفي المزار الكبير: 3 ح 11 (مخطوط).
وأورده في المختصر: 89، عنه البحار: 25 / 361 ح 19، وفي فرحة الغري: 74 بالإسناد إلى
أبي وهب القصري.
(5) كذا في (خ ل) والكامل والتهذيب. وفي الأصل: يشوقك.
20

فقلت: إني أحب (أمير المؤمنين عليه السلام وأحب أن أزوره) (1).
فقال لي: هل تعرف فضل زيارته؟ قلت: لا يا بن رسول الله فعرفني
ذلك
قال: إذا زرت أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم أنك زائر عظام آدم وبدن
نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقلت: إن آدم هبط بسرنديب في مطلع الشمس وزعموا أن عظامه في
بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟!
قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة أن
يطوف بالبيت أسبوعا، فطاف بالبيت كما أوحى إليه، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه
فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام فحمله في جوف السفينة حتى طافا [
بالبيت] (2) ما شاء الله أن يطوف، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها
قال الله عز وجل للأرض: (ابلعي ماءك) (3) فبلعت ماءها [من مسجد الكوفة] (4)
كما بدأ الماء منه، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة.
فأخذ نوح التابوت، فدفنه في الغري (5) وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله
[عليه (6) موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه إبراهيم خليلا
واتخذ عليه محمد حبيبا، وجعله للنبيين مسكنا، والله ما سكن [فيه] (7) أحد
(بعد

(1) في نسخة - أ - أزور أمير المؤمنين صلوات الله عليه. وفي نسخة - ب - أن أزور أمير المؤمنين
عليه السلام
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) هود: 44.
(4) ليس في نسخة - ب -
(5) في (خ ل) والكامل: بالغري.
(6) ليس في نسخة - ب -.
(7) من الكامل والمزار الكبير.
21

آبائه (1) الطيبين) (1) آدم ونوح [أكرم من] (2) أمير المؤمنين عليه السلام.
فإذا زرت (3) جانب النجف فزر عظام آدام وبدن نوح وجسم علي بن
أبي طالب عليه السلام، فإنك زائر الآباء الأولين، ومحمدا صلى الله عليه وآله
وسلم خاتم النبيين، وعليا سيد الوصيين، وإن (5) زائره تفتح له أبواب السماء عند
دعوته، فلا تكن عن الخير نواما. (6)

(1) خ ل: آبائي.
(2) في نسخة - ب -: بعد آبائه الطاهرين (الطيبين خ ل).
(3) ليس في نسخة - ب -.
(4) في الكامل: أردت.
(5) (خ ل): فإن.
(6) عنه مصباح الكفعمي: 479 (حاشية).
ورواه ابن طاووس في فرحة الغري: 72 بإسناده إلى المفيد، عنه البحار: 100 / 259 ح 5.
ورواه في كامل الزيارات: 38 ح 2 بطريقين: أحدهما: بإسناده عن محمد بن يعقوب، عن
أبي علي الأشعري، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، والآخر: عن محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري، عنه البحار: 11 / 268 ح 18 (قطعة) و ح 82 / 66 ح 1 (قطعة) و ج 100 / 258 ح 4،
ومستدرك الوسائل: 2 / 309 ح 5، وجامع الأحاديث: 3 / 393 ح 1.
ورواه في التهذيب: 6 / 22 ح 8 بإسناده عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 299 ح 1،
والبرهان: 2 / 219 ح 15
ورواه في المزار الكبير: 4 ح 12 (مخطوط) بإسناده إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
22

(8)
باب فضل كربلاء
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد بن جعفر
القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي سعيد، عن بعض
رجاله، عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين عليه السلام:
اتخذ الله [أرض] (1) كربلاء [حرما] (2) آمنا مباركا قبل أن يخلق أرض
الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى
الأرض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من
رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون - أو قال:
أولو العزم من الرسل -
وأنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب (3) لأهل الأرض يغشى
نورها (4) أبصار الجنة وهي تنادي:
(أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد
شباب أهل الجنة) (5).

(1) من الكامل.
(2) من الكامل.
(3) أضاف في الكامل: الدري بين الكواكب.
(4) في الأصل: نور.
(1) عنه مصباح الكفعمي: 508 (حاشية).
ورواه في كتاب أبي سعيد العصفري: 17 بإسناده عن رجل، عن أبي الجارود، عنه البحار:
57 / 202 ح 147 ومستدرك الوسائل: 10 / 322 ح 3.
ورواه في كامل الزيارات: 268 ح 5 بهذا الاسناد.
وبسند آخر عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد
بن علي، عن عباد أبي سعيد العصفري.
عنه الوسائل: 10 / 403 ح 3 والمستدرك المذكور ص 323 ح 4، والبحار: 101 / 108 ح 10
و 12.
ورواه في المزار الكبير: 137 ح 148 بالإسناد إلى ابن قولويه مثله.
23

2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز
عن محمد بن الحسين [بن] (1) أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق
بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لموضع قبر الحسين بن
علي عليهما السلام حرمة معروفة (2) من عرفها واستجار بها أجير.
قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك.
فقال: امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه
وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه، [وخمسة
وعشرين ذراعا من خلفه] (3) وخمسة
وعشرين ذراعا من ناحية رأسه
وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج
فيه بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك [ولا نبي] (4) في السماوات ولا في الأرض
إلا وهم يسألون الله جل وعز (5) في زيارة قبر الحسين عليه السلام ففوج ينزل وفوج
يعرج (6).

(1) من الكامل وهو الصحيح. راجع رجال السيد الخوئي: 15 / 324 والحديث السابق.
(2) في الكامل معلومة.
(3) من الكامل، وفي التهذيب: (قدامه) بدل من (مما يلي وجهه) مع تقديم وتأخير.
(4) من الكامل.
(5) وأضاف في الكامل: أن يأذن لهم.
(6) عنه مصباح الكفعمي: 508 (حاشية). ورواه في كامل الزيارات: 272 ح 4 بهذا الاسناد، وفي ص 271 ح 1 بإسناده عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه عبد الله بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب (قطعة منه).
ورواه في الكافي: 4 / 588 ح 6 بإسناده عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد، وأحمد بن
محمد، عن الحسن بن محبوب.
وفي ثواب الأعمال: 119 ح 42 بإسناده عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب. عنها البحار: 101 / 110 ح 19.
ورواه في التهذيب: 6 / 71 ح 3 عن ابن قولويه، عنه وعن الكامل وعن الكافي الوسائل:
10 / 400 ح 4 و 5.
ورواه في المزار الكبير: 138 ح 149 (مخطوط) بالإسناد إلى ابن قولويه.
وأورده مرسلا في مصباح المجتهد: 509.
وأورد قطعة منه في روضة الواعظين: 477 مرسلا. يأتي الحديث في باب 61 ح 3.
24

3 - وقال الصادق عليه السلام: حريم قبر الحسين عليه السلام خمسة
فراسخ من أربعة جوانب القبر (1).

(1) كامل الزيارات: 272 ح 3 بإسناده عن حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن
منصور.
وفي مصباح المتهجد: 509 عن منصور بن العباس. عنهما البحار: 101 / 111 ح 27
ومستدرك الوسائل: 10 / 320 ح 2.
وفي التهذيب: 6 / 71 ح 1 بالإسناد إلى ابن قولويه، والفقيه: 2 / 579 ح 3167، عنهما
الوسائل: 10 / 399 ح 1 وص 401 ح 8.
وأخرجه في جامع الأحاديث: 12 / 546 ح 10 عن التهذيب والكامل والفقيه.
وفي المزار الكبير: 138 ح 150 عن الصادق عليه السلام.
يأتي الحديث في باب 61 ح 1.
25

(9)
باب وجوب زيارة الحسين صلوات الله عليه
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن
رحمهما الله، الحسن بن متيل، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن
ابن علي بن فضال، (عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزار) (1) عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:
مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام فإن إتيانه مفترض على
كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عز وجل (2)

(1) من كامل الزيارات والتهذيب وفي الأصل: إبراهيم بن عمر الخزاز. ولم نعثر له على ترجمة
وإبراهيم بن عثمان المكنى بأبي أيوب الخزاز الكوفي، ثقة، كبير المنزلة، له كتاب نوادر روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، عده الطوسي والبرقي من أصحاب الصادق عليه السلام،
وعده المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام، الرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا
والأحكام، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق لذم واحد منهم.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 16 والطوسي: 146، وفهرسته: 8، والحلي: 5 رقم 13،
والكشي: 366 رقم 679، والبرقي: 27 باسم (أبي أيوب الخزاز) والخوئي: 1 / 128.
(2) كامل الزيارات: 121 ح 1 عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، ومحمد بن الحسن،
عن محمد بن الحسن الصفار جميعا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.
ورواه في ص 150 ح 1 عن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد الله، ومحمد بن يحيى العطار
وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،
عن أبي أيوب... عنه الوسائل: 10 / 345 ح 1 وص 346 ح 4 والبحار: 101 / 3 ح 8 و 12.
وفي التهذيب: 6 / 42 ح 1 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن
الوليد، عن الحسن بن متيل الدقاق وغيره من الشيوخ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي...
ومثله في الفقيه: 2 / 582 ح 3177 عن الحسن بن علي بن فضال، وأمالي الصدوق: 123
ح 10 عنه في البحار: 101 / 1 ح 1. وفي المقنعة: 72 مرسلا، عنهم الوسائل: 10 / 321 ح 8.
وروى مثله مرسلا في إرشاد المفيد: 283 عن الصادق عليه السلام، عنه الوسائل: 10 / 346
ح 5 والمزار الكبير: 139 ح 152.
وأورد مثله مرسلا عن الصادق عليه السلام في روضة الواعظين: 232.
26

2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله جميعا،
عن الحسن بن متيل،
عن الحسن بن علي الكوفي، علي بن حسان الهاشمي،
عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر عليه السلام قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين
بن علي عليهما السلام لكان تاركا حقا من حقوق [الله وحقوق] (1) رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله عز وجل واجبة على كل
مسلم (2)

(1) من الكامل.
(2) كامل الزيارات: 122 ح 4، عنه الوسائل: 10 / 346 ح 3، والبحار: 101 / 3 ح 10.
وفي التهذيب: 6 / 42 ح 2 عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن محمد بن علان، عن حميد بن
زياد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يزيد، عن علي بن الحسن، عن عبد الرحمان بن كثير عنه
الوسائل: 10 / 333 ح 1، والبحار: 101 / 3 ح 11.
ورواه في المزار الكبير: 139 ح 153 بالإسناد إلى عبد الرحمان بن كثير.
وأورده في مصباح الكفعمي: 491 (حاشية) عن الصادق عليه السلام.
27

(10)
باب حد وجوبها في الزمان على الأغنياء والفقراء
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني جعفر بن محمد بن
إبراهيم بن عبيد الله (1) الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن محمد بن أبي عمر (2)
عن [أبي أيوب] (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) في الأصل والكامل: عبد الله، وما أثبتناه هو الصحيح.
قال عنه الشيخ الطوسي في رجاله: 460 رقم 18:
(جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام العلوي الحسيني الموسوي المصري، روى عنه
التلعكبري وفي النسخ: (عبد الله)، وذكر بعض أرباب المعاجم أن ذلك اشتباه، لأن
العلويين الذين قطنوا مصر وملكوها هم بنو عبيد الله بن موسى بن جعفر عليه السلام دون
عبد الله).
ترجم له في تنقيح المقال: 1 / 222 ورجال السيد الخوئي: 4 / 103.
(2) محمد بن أبي عمير يكنى أبا محمد، واسم أبي عمير: زياد بن عيسى، بغدادي الأصل والمقام،
لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث وكناه في بعضها أبا محمد، وروى عن
الرضا عليه السلام، وأدرك الجواد عليه السلام.
جليل القدر، عظيم المنزلة، فقيه، عالم، أوثق الناس عند الخاصة والعامة.
قال عنه الجاحظ: فخر قحطان على عدنان، كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها، توفي
سنة
217.
تجد ترجمته في رجال النجاشي 250 ورجال الطوسي: 388 رقم 26 وفهرسته: 142، ورجال
العلامة الحلي: 140 رقم 17، ورجال ابن داود: 159 رقم 1272.
(1) ليس في الأصل وما أثبتناه من الكامل. مع أن (ابن أبي عمير) لا يروي عن الصادق عليه
السلام.
وهو إبراهيم بن عثمان الخزاز. تقدمت ترجمته في ص 25 باب 9 ح 1 فراجع.
28

حق على الغني أن يأتي قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين.
وحق على الفقير أن يأتيه في السنة مرة (1).

(1) كامل الزيارات: 293 ح 1 بنفس الاسناد.
ورواه في ص 293 ح 5 بإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
بعض أصحابه، عن ابن أبي ناب، عن أبي عبد الله عليه السلام. عنه الوسائل: 10 / 417 ح 1
والبحار: 101 / 12 ح 2 و 3.
وفي التهذيب: 6 / 42 ح 3 بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن
محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، وذكر ابن رئاب بدل (ابن ناب) عنه
الوسائل: 10 / 340 ح 1 والبحار: 101 / 13 ح 4.
29

(11)
باب ثواب من زار الحسين عليه السلام راكبا وماشيا ومناجاة الله لزائره (1)
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله
[و محمد بن يحيى وعبد الله] (2) بن جعفر [الحميري] (3) وأحمد بن إدريس جميعا عن
الحسن (4) بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار
النهاوندي، عن أبي سعيد (5)، عن الحسين بن (ثوير بن) (6) أبي فاختة قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة
الحسين بن علي صلوات الله عليهما إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة
(وحط بها) (7) عنه سيئة، وإن كان راكبا كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط بها
عنه سيئة حتى صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين (8).
فإذا (9) قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه

(1) العنوان بياض في نسخة - ب -.
(2) من الكامل والتهذيب.
(3) من الكامل والتهذيب.
(4) في بقية المصادر: الحسين.
(5) في التهذيب: إسماعيل.
(6) في نسخة - ب -: ثون. وهو تصحيف وسقط. راجع رجال السيد الخوئي: 5 / 210.
(7) في خ ل والكامل: ومحى.
(8) في الكامل: المصلحين المنتجبين. وفي التهذيب: المفلحين.
(9) في (خ ل) والكامل: حتى إذا.
30

ملك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ويقول لك:
استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى (1). (2)
2 - حدثني أبو القاسم عن أبيه، عن سعد بن عبد الله [ومحمد بن يحيى] (3)
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير
الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن الرجل ليخرج إلى قبر الحسين صلوات الله عليه، فله إذا خرج من أهله
بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لا يزال (4) يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا أتاه
ناجاه الله تعالى فقال:
(عبدي سلني أعطك، ادعني أجبك، أطلب مني أعطك، سلني حاجة
أقضها لك).
[قال] (5): وقال أبو عبد الله عليه السلام، وحق على الله تعالى أن يعطي ما بذل (6).

(1) أضيف في الأصل - بخط آخر -: بعلمك.
(2) كامل الزيارات: 132 ح 1، عنه البحار: 101 / 72 ح 17.
وفي التهذيب: 6 / 43 ح 4 بإسناده عن سعد بن عبد الله.
وفي ثواب الأعمال: 116 ح 31 بإسناده عن محمد بن موسى المتوكل، عن محمد بن يحيى.
عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن عبيد الله...
وأخرجه في البحار: 101 / 27 ح 36 عن الثواب والتهذيب.
عنهما الوسائل: 10 / 341 ح 1، وجامع الأحاديث: 12 / 431 ح 1. وأورده مرسلا الكفعمي في المصباح: 491 عن الصادق عليه السلام. وجامع الأخبار: 30.
(3) من الكامل.
(4) (خ ل) والكامل: لم يزل.
(5) ليس في نسخة - ب -.
(6) كامل الزيارات: 132 ح 2.
وروي مثله في ص 152 ح 2 بإسناده عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه الوسائل: 10 / 342 ح 2.
وفي ثواب الأعمال: 117 ح 32 بإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله..
عنه الوسائل: 10 / 327 ح 28، عنهما البحار: 101 / 24 ح 21.
وأورده مرسلا في جامع الأخبار: 30.
31

(12)
باب ما جاء في زيادة العمر بزيارته عليه السلام ونقصانه بتركها
1 - حدثني أبو القاسم، عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن
علي ابن زكريا، عن الهيثم بن عبد الله، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه
السلام عن أبيه عليه السلام قال: قال الصادق عليه السلام:
إن أيام زائري الحسين بن علي عليهما السلام (لا تعد من آجالهم) (1). (2)
2 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن جعفر،
عن أبيه، عن محمد بن عبد الحميد (3)، عن يوسف بن عميرة، عن منصور بن
حازم، قال: سمعناه يقول:
من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين عليه السلام أنقص (4) الله من عمره

(1) (خ ل): لا تحسب من أعمارهم، وفي الكامل أثبت الفقرتين.
(2) كامل الزيارات: 136 ح 1، عنه البحار: 101 / 47 ح 10.
ورواه في التهذيب: 6 / 43 ح 5 عن ابن قولويه، عنهما الوسائل: 10 / 322 ح 9.
(3) أضاف في هامش الأصل: عن عبد الغفار.
ولم نجد ما يؤيد ذلك، فإن محمد بن عبد الحميد يروي مباشرة عن سيف بن عميرة وبدون
واسطة.
راجع رجال السيد الخوئي: 8 / 365 - 370 و ح 16 / 226 - 229.
(4) في نسخة - ب -: نقص.
32

حولا ولو قلت: إن أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا وذلك
أنكم (1) تتركون زيارته، فلا تدعوها يمد الله في أعماركم ويزد في أرزاقكم وإذا
تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم.
فتنافسوا في زيارته فلا تدعوا ذلك فإن الحسين بن علي عليهما السلام
شاهد لكم [في ذلك] (2) عند الله وعند رسوله و (عند علي وفاطمة) (3) (3) عليهم السلام (4).

(1) خ ل: لأنكم.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) في الكامل: عند فاطمة وعند أمير المؤمنين.
(4) كامل الزيارات: 151 ح 2، عنه البحار: 101 / 47 ح 11.
ورواه في التهذيب: 6 / 43 ح 6 عن ابن قولويه.
عنهما الوسائل: 10 / 334 ح 4 وجامع الأحاديث: 12 / 466 ح 15.
وأورده في المزار الكبير: 139 ح 157.
33

(13) باب ما جاء في تفريج الكرب بزيارته عليه السلام
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني حكيم بن داود، عن
سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمد، عن علي بن المعلي، عن إسحاق بن
داود (1) قال: أتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال: إني قد ضربت على كل
شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت: أنزل مكة
فقال: لا تفعل، فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة.
فقلت: ففي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله: قال هم شر
منهم.
قلت: فأين أنزل؟ قال: عليك بالعراق: الكوفة، فإن البركة منها على اثني
عشر ميلا هكذا وهكذا، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا فرج
الله عنه (2). 2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن
عبيد (3) الله الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام

(1) (خ ل): يزداد، وفي كامل الزيارات: زياد.
راجع رجال السيد الخوئي: 3 / 44 رقم 1141 وص 72.
(2) كامل الزيارات: 169 ح 9، عنه البحار: 99 / 377 ح 9 و ح 100 / 404 ح 60.
(3) في الأصل: عبد.
تقدمت الإشارة لذلك في ترجمته في باب 10 ح 1 فراجع.
34

إن إلى جانبكم لقبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته وقضى حاجته (1) -
يعني قبر الحسين بن علي عليهما السلام -.

(1) كامل الزيارات: 167 ح 1.
ورواه في ص 190 ح 3 بإسناده إلى سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي
عبد الله عليه السلام، زاد فيه: (عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض، شعثا غبرا يبكونه إلى
يوم القيامة، فمن زاره شيعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوه جنازته).
عنه البحار: 101 / 45 ح 1 و 2.
35

(14)
باب ما جاء في تمحيص الذنوب بزيارته عليه السلام
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي وعلي بن الحسين
ومحمد بن الحسن رحمهم الله، عن محمد بن يحيى العطار عن حمدان بن سليمان
النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن
عبد الرحمن (1)، عن قدامة (2) بن مالك، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من زار الحسين بن علي عليهما السلام [محتسبا] (3) لا أشرا ولا بطرا ولا رياء
ولا سمعة محصت ذنوبه كما يمحص الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس، ويكتب

(1) في الكامل: يونس بن عبد الله، وليس بصحيح، بناء على أن السيد الخوئي نفي في رجاله:
20 / 264 - 266 وجود راو باسم يونس بن عبد الله. فراجع. ويونس بن عبد الرحمان مولى علي
بن يقطين، يكنى أبا محمد، كان وجها في الأصحاب، متقدما، عظيم المنزلة ثقة، له تصانيف،
رأى جعفر الصادق عليه السلام ولم يرو عنه، وروى عن الرضا عليه السلام وكان يشير إليه في
العلم والفتيا، وقال عليه السلام في حقه لأحد أصحابه: خذ عن يونس بن عبد الرحمان. وأنه عليه
السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات وقال عنه الإمام العسكري عليه السلام: أعطاه الله بكل
حرف نورا يوم القيامة، وهو أحد الأربعة الذين يقال فيهم: انتهى إليهم علم الأنبياء عليهم
السلام، وهم سلمان الفارسي، وجابر وسعيد، ويونس بن عبد الرحمان.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 348 ورجال الطوسي: 394 وفهرسته: 181، ورجال ابن
داود: 207 ورجال الحلي: 184 ورجال السيد الخوئي: 20 / 235.
(2) في الأصل: خدامة، ولم يعد في كتب الرجال بهذا الاسم من أصحاب الصادق عليه السلام
أو غيره فلعله تصحيف. وما أثبتناه هو الصحيح من كامل الزيارات.
راجع جامع الرواة: 2 / 23، ورجال السيد الخوئي: 14 / 84.
(3) من الكامل.
36

له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدمه عمرة (1).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني: [محمد بن الحسن بن الوليد، عن] (2)
محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن زائر الحسين صلوات الله عليه تجعل ذنوبه جسرا [على] (3) باب داره ثم
يعبرها (4)، كما يخلف أحدكم الجسر (5) وراءه إذا عبر (6).

(1) كامل الزيارات: 144 ح 1، عنه الوسائل: 10 / 389 ح 7 والبحار: 101 / 19 ح 3.
ورواه في المزار الكبير: 140 ح 160.
(2) من الكامل. وهو الصحيح. راجع باب 5 ج 2 وتعليقنا عليه.
(3) ليس في الكامل. وفي نسختي الأصل: معا. ولكن شطب عليها في نسخة - أ -.
وما أثبتناه من الفقيه والثواب والبحار.
(4) في بقية المصادر: عبرها.
(5) أضاف في نسخة - ب -: معا.
(6) كامل الزيارات: 152 ح 1 عنه مستدرك الوسائل: 2 / 200 ح 10.
وفي ثواب الأعمال: 116 ح 30 بإسناده عن محمد بن الحسن...
عنهما البحار: 101 / 26 ح 32.
وفي الفقيه: 2 / 581 ح 3172، عنه الوسائل: 10 / 324 ح 16 وعن ثواب الأعمال.
37

(15)
باب ما جاء في ثواب زيارته عليه السلام
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صدقة، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال:
من زار الحسين عليه السلام كتب الله له ثمانين حجة مبرورة (1).
2 - حدثني أبو القاسم، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين
الزيات عن محمد بن، سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي
قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه
كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة وكمن حمل على ألف فرس في سبيل الله
تعالى (2) مسرجة ملجمة (3).

(1) كامل الزيارات: 162 ح 6، عنه البحار: 101 / 42 ح 78، ومستدرك الوسائل: 10 / 274
ح 26. ورواه في ثواب الأعمال: 118 ح 39 بإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
بن الحسين، عنه الوسائل: 10 / 350 ح 12، والبحار: 101 / 34 ح 35.
(2) أضاف في نسخة - ب - بلغ مقابلة. وكانت مثبتة في نسخة - أ - ولكن شطب عليها.
(3) كامل الزيارات: 164 ح 1 بهذا الاسناد.
وبسند آخر عن أبيه ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب مثله، عنه البحار: 101 / 43 ح 81 و 83.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 44 ح 9 ابن قولويه.
ورواه في الكافي 4 / 581 ح 5 بإسناده عن محمد بن الحسين...
وفي ثواب الأعمال: 112 ح 13 بإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين...
عنهم الوسائل: 10 / 355 ح 1. وأخرجه في البحار: 101 / 43 ح 82 عن الثواب.
وأورده مرسلا في مصباح الكفعمي: 499 (حاشية) وروضة الواعظين: 233، وجامع
الأخبار: 29.
38

(16) باب فضل زيارة أول من رجب
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن
عقبة عن بشير الدهان، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
من زار الحسين بن علي عليهما السلام
أول يوم من رجب غفر الله له
البتة (1).

(1) كامل الزيارات: 172 ذ ح 11 وص 182 ذ ح 2، عنه الوسائل: 10 / 364 ذ ح 3،
والبحار: 101 / 89 ح 20.
وفي التهذيب: 6 / 48 ح 22 بإسناده عن سعد بن عبد الله.
وأورد مسار الشيعة: 70 مرسلا، عنهما الوسائل: 10 / 363 ح 1.
وفي مصباح المتهجد: 557، ومصباح الزائر: 354، والاقبال: 649 مرسلا.
عنهم وعن التهذيب والبحار: 101 / 97 ح 21.
وأورده مرسلا في مصباح الكفعمي: 491 (حاشية).
39

(17)
باب زيارة النصف من رجب
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبو علي محمد بن همام
عن أبي عبد الله جعفر بن مالك (1)، عن الحسن بن محمد الابزاري (2)،
عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (3) البزنطي قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام في أي شهر نزور (4) الحسين عليه
السلام؟

(1) في الأصل: أبي عبد الله بن جعفر بن محمد بن مالك، وما أثبتناه هو الصحيح من كامل الزيارات
والتهذيب. راجع رجال السيد الخوئي: 4 / 119.
(2) في الأصل: محمد بن الحسن الابزاري، وفي نسخة - ب -: الحسن بن محمد بن الاتراري.
وما أثبتناه هو الصحيح كما في الكامل والتهذيب وكتب التراجم. راجع رجال السيد الخوئي:
5 / 109.
(3) في الأصل: نصير. وهو: أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد مولى السكوني، يكنى أبا جعفر، وقيل:
أبا علي المعروف بالبزنطي، وترجم له النجاشي باسم أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر، كوفي
ثقة، جليل القدر، له كتب، لقي الإمام الرضا عليه السلام، وكان عظيم المنزلة عنده، وعده
الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.
وهو من الستة الذين أقروا لهم بالفقه والعلم، وهم: يونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن يحيى
بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد ابن محمد بن
أبي نصر. توفي سنة 221 ه‍.
تجد ترجمته في: رجال النجاشي: 58، ورجال الشيخ: 344 و: 366، وفهرسته: 19 ورجال
ابن داود: 42 رقم 118 ورجال العلامة الحلي: 13، ورجال السيد الخوئي: 2 / 235.
(4) في نسخة - ب -: تزور.
40

قال: في النصف من رجب والنصف من شعبان (1).

(1) كامل الزيارات: 182 ح 1 بهذا الاسناد.
وبإسناده عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر مثله وفيه: (أي الأوقات أفضل
أن تزور فيه الحسين). عنه البحار: 101 / 96 ح 14 و 15 و ح 16 عن مصباح المتهجد: 561
وأخرجه في التهذيب: 6 / 48 ح 23 عن ابن قولويه.
ورواه في إقبال الأعمال: 657 بطريقين: الأول: إلى محمد بن أحمد بن داود القمي في كتابه
المسمى بكتاب الزيارات بإسناده إلى حسن بن محبوب. والآخر: إلى أحمد بن هلال. عنهم
الوسائل: 10 / 364 ح 2.
وأخرجه في البحار: 101 / 97 ح 24 عن الاقبال.
41

(18)
باب فضل زيارته النصف من شعبان
1 - حدثني أبو القاسم بن محمد قال: حدثني أبي رحمه الله، عن
سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني، عن أحمد بن هلال، عن محمد
ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال:
من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي [وأربعة] (1) وعشرون ألف نبي فليزر
قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام في النصف من شعبان
فإن أرواح النبيين عليهم السلام تستأذن (2) الله عز وجل في زيارته فيؤذن
لهم [منهم خمسة أولو العزم من الرسل.
قلنا: من هم؟
قال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم
أجمعين.
قلنا له: ما معنى (أولو العزم)؟.
قال: بعثوا إلى شرق الأرض وغربها، جنها وإنسها]. (3)

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) (خ ل): يستأذنون.
(3) ليس في نسخة - ب -.
رواه في كامل الزيارات: 179 ح 2 بطريقين: الأول عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن
عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد
بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام.
والطريق الثاني: عن الحسن بن محبوب، عن أبي
حمزة، عن علي بن الحسين عليه السلام.
ورواه في إقبال الأعمال: 710 بإسناده إلى محمد بن أحمد بن داود القمي بإسناده إلى الحسن بن
محبوب. عنه الوسائل: 10 / 367 ح 8 والبحار: 11 / 58 ح 61.
وفي التهذيب: 6 / 48 ح 24 بإسناده عن سعد بن عبد الله...، عنه الوسائل: 10 / 364
ح 1، ومدينة المعاجز: 286.
وأخرجه في البحار: 101 / 93 ح 2 و 3 و 4 عن الكامل والاقبال والتهذيب.
ورواه في المزار الكبير: 167 ح 224، ومصباح المتهجد: 576 عن أبي بصير.
وأورده مرسلا في مصباح الكفعمي: 498 (حاشية).
42

2 - حدثني أبو القاسم، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
بعض أصحابه عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى: زائري (1) الحسين
ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم عند الله ربكم ومحمد نبيكم (2)
3 - وقال الصادق عليه السلام زائر الحسين بن علي صلوات الله عليهما في
النصف من شعبان تغفر له ذنوبه، (ولا تكتب) (3) عليه سيئة في سنة حتى يحول
عليه الحول فإن زار في السنة المقبلة غفر الله ذنوبه (4).

(1) في نسخة - ب -: زائر.
(2) كامل الزيارات: 179 ح 1 بإسناده عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب جميعا عن علي بن
إبراهيم...
وفي ص 180 ح 3 بإسناده عن أبيه وجماعة من مشايخه عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن
الحسين، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل، عن هارون بن خارجة.
عنه البحار: 101 / 94 ح 5 و 6، ومستدرك الوسائل: 10 / 289 ح 3.
ورواه في التهذيب: 6 / 49 ح 25 عن ابن قولويه، والكافي: 4 / 589 ح 9 بإسناده عن علي بن
إبراهيم، ومصباح المتهجد: 577 عن هارون بن خارجة، والفقيه: 2 / 582 ح 3178.
ومسار الشيعة: 38 مرسلا، عنهم الوسائل: 10 / 365 ح 2 وجامع الأحاديث: 2 / 423
ح 7.
(3) في الأصل: ولا تكتب له، وفي الكامل: ولن يكتب، وما في المتن من (خ ل)
(4) كامل الزيارات: 180 ح 5 عن داود الرقي، عن الباقر عليه السلام، عنه: 101 / 94
ح 9. وفي أمالي الطوسي: 1 / 46 بإسناده عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن
محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن رواة، عن داود الرقي، عنه البحار: 97 / 87
ح 10.
وفي مصباح المتهجد: 576 عن محمد بن مارد التميمي، عن الباقر عليه السلام.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 366 ح 4 عن المصباح والأمالي.
ورواه في بشارة المصطفى: 77 بإسناده عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه عن أبي
جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي...
وأورده مرسلا عن الصادق عليه السلام في مصباح الكفعمي: 498 (حاشية).
43

4 - وقال الصادق عليه السلام: من زار أبا عبد الله عليه السلام ثلاث
سنين متواليات [لا فصل فيها] (1) في النصف من شعبان غفر له ذنوبه (2).

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) كامل الزيارات: 180 عن صافي البرقي، عن الصادق عليه السلام، عنه البحار: 101 / 94
. ح 7
وفي مصباح المتهجد: 576 مرسلا، عنه الوسائل: 10 / 365 ح 3.
وأخرج مثله باختلاف في البحار: 97 / 87 ح 11 عن أمالي الطوسي ولم نجده فيه.
وأورده مرسلا في مصباح الكفعمي: 498 (حاشية).
44

(19)
باب فضل زيارته ليلة الفطر
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن جماعة من مشايخه، عن محمد بن
يحيى العطار، عن الحسين بن أبي سيارة (1) المدائني، عن يعقوب بن يزيد، عن
ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: من زار قبر الحسين بن علي صلوات الله
عليهما ليلة من ثلاث [ليال] (2) غفر [الله] (3) له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
[قال:] (4) قلت: أي الليالي جعلت فداك؟
قال: ليلة الفطر أو (5) ليلة الأضحى أو (6) ليلة النصف من شعبان (7).

(1) في الكامل: سارة، وفي نسخة - ب - والتهذيب: سيار، راجع رجال السيد الخوئي: 5 / 181
وص 184
(2) ومن الكامل.
(3) ومن الكامل.
(4) من الكامل.
(5) في الكامل والتهذيب: و.
(6) في الكامل والتهذيب: و.
(7) كامل الزيارات: 180 ح 6 بإسناده إلى عبد الرحمان بن الحجاج أو غيره اسمه الحسين...
عنه البحار: 101 / 89 ح 23، ومستدرك الوسائل: 2 / 211 ح 1.
ورواه في التهذيب: 6 / 49 ح 27، بإسناده إلى ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 371 ح 1.
45

(20)
باب فضل زيارته يوم عرفة
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن عبد المؤمن
عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد
بن جعفر بن إسماعيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان عن
يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع
القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وعتق ألف
ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله،
وسماه الله عبدي الصديق آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه
الله من فوق عرشه، وسمي في الأرض كروبيا (1). (2)
2 - حدثني أبو القاسم، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن
عيسى (3)، عن

(1) كذا في التهذيب ومصباح المتهجد والبحار. وفي الأصل: كروبا.
والكروبيون: هم سادات الملائكة.
(2) كامل الزيارات: 172 ح 10، عنه البحار: 101 / 88 ح 18، ومستدرك الوسائل: 2 / 210
ح 9.
وعن مصباح المتهجد: 497.
وفي التهذيب: 6 / 49 ح 28، عنه الوسائل: 10 / 359 ح 2.
وأورده مرسلا في إقبال الأعمال: 332 إلى قوله: (آمن بوعدي)، وروضة الواعظين: 233
ومصباح الكفعمي. 501 عن الصادق عليه السلام.
(3) هو محمد بن عيسى بن يقطين من أصحاب الرضا والهادي والعسكري عليهم السلام.
راجع رجال السيد الخوئي: 17 / 123 - 136.
46

محمد بن سنان، عن أبي سعيد (1) القماط، عن بشار (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال:
من كان معسرا فلم تتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد الله عليه
السلام وليعرف (3) عنده فذلك يجزيه عن (4) حجة الاسلام.
أما إني لا أقول يجزي ذلك عن (5) حجة الاسلام إلا لمعسر، فأما الموسر إذا
كان قد حج حجة الاسلام فأراد أن يتنفل بالحج أو (6) العمرة ومنعه من ذلك

(1) في الأصل والتهذيب: إسماعيل، وهو اشتباه. فإن أبا سعيد القماط: يطلق عليه اسمين لأخوين
هما: خالد بن سعيد، وصالح بن سعيد وكلاهما يرويان عن الصادق عليه السلام، وكل منهما له
كتاب، وهما كوفيان، ثقتان.
قال السيد الخوئي في رجاله: ولا يخفى أن أبا سعيد القماط، وإن كان كنية لصالح بن سعيد
أيضا، إلا أنه إذا أطلق ينصرف إلى أخيه خالد بن سعيد،
ويدل عليه ما في الكافي: 1 / 70 ح 8 ففيه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، فإن ذكر
صالح بن سعيد مع أبي سعيد القماط يدل على أن المعروف بهذه الكنية غيره، وإن لم يكن لهذا النزاع
أثر، فإن كلا منهما ثقة.
راجع رجال النجاشي: 114 وص 150، ورجال العلامة الحلي: 65، ورجال السيد الخوئي:
7 / 28 رقم 4186 و ج 9 / 72 و 73، وجامع الرواة: 1 / 291 وص 406.
(2) في الأصل والكامل: يسار، ولم نجد له ترجمة، وما أثبتناه من التهذيب وكتب الرجال فقد ورد في
بعضها باسم: بشار بن يسار العجلي الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام، ثقة. قال علي
بن الحسن: هو خير من أبان، وليس به بأس، له أصل.
راجع رجال الشيخ: 156 رقم 22 وفهرسته: 40 رقم 120، ورجال ابن داود: 56
رقم 243.
وجامع الرواة: 1 / 121، ورجال السيد الخوئي: 2 / 300 ح 1707 وص 302 رقم 1720
(3) معناه: أن يكون حاضرا عند قبره عليه السلام يوم عرفة.
(4) في الأصل: من.
(5) في الأصل: من.
(6) في نسخة - ب: و.
47

شغل دنيا أو عائق فأتى الحسين عليه السلام (1) في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء
حجته وعمرته (2) وضاعف الله له من ذلك أضعافا مضاعفة.
[قال:] (3) قلت: كم تعدل حجة؟ وكم تعدل عمرة؟ قال: لا يحصى
ذلك.
[قال:] (4) قلت: مائة؟ قال: ومن يحصي ذلك؟
قلت: ألف؟ قال: وأكثر
ثم قال: (وإن تعدوا نعمة الله
لا تحصوها) (5). (6)
3 - وروى إسماعيل بن ميثم التمار، عن الباقر عليه السلام قال:
من بات (7) ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتى يعيد وينصرف وقاه
الله فيها شر سنته (8).
4 - وروى بشير (9) الدهان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لم أحج
عام قبل (10) ولكن عرفت (11) عند قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة.

(1) في الكامل: قبر الحسين عليه السلام.
(2) في الكامل: الحج والعمرة.
(3) من الكامل.
(4) من الكامل.
(5) النحل: 18.
(6) كامل الزيارات: 173 ح 12، عنه البحار: 101 / 89 ح 21، ومستدرك الوسائل: 2 / 220
ح 11، وفي التهذيب: 6 / 50 ح 29، عنه الوسائل: 10 / 360
ح 3 والبحار المذكور ح 22.
(7) في نسخة - ب -: يأت.
(8) كامل الزيارات: 269 ح 9 عن ميثم، عنه البحار: 101 / 90 ح 25 عن ابن ميثم وفي
مصباح المتهجد: 498 عن ابن ميثم، عنه الوسائل: 10 / 362 ح 13 والبحار المذكور ص 91
ح 34.
(9) في نسخة - ب -: يسير. وكذا في الموضعين التاليين. وهو تصحيف.
(10) في نسخة - ب -: أول.
(11) في نسخة - ب -: عرفة.
48

فقال: يا بشير من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كانت له ألف حجة
مبرورة وألف عمرة مبرورة وألف غزوة مع نبي مرسل أو (1) إمام عادل لا
عند (2) عدو لله تعالى.
قال: قلت: جعلت فداك ما كنت أرى ههنا ثوابا مثل ثواب الموقف.
قال: فنظر إلي مغضبا وقال: يا بشير من اغتسل في الفرات ثم مشى
إلى قبر الحسين عليه السلام كانت له بكل خطوة حجة مبرورة مع مناسكها (3).

(1) في نسخة - أ -: و.
(2) في الأصل: لا عدا.
(3) روي مثله باختلاف الألفاظ:
كامل الزيارات: 169 ح 1 بإسناده عن محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، عن خاله محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان.
عنه مستدرك الوسائل: 10 / 281 ح 1.
وفي أمالي الصدوق: 123 ح 11، وثواب الأعمال: 115 ح 25 بإسناده عن أبيه، عن
سعد ابن عبد الله، عن محمد بن الحسين.
وفي أمالي الطوسي: 1 / 204 بإسناده إلى المفيد، عن الصدوق.
عنهم، البحار: 101 / 85 ح 1 و 2 و 3.
وفي الكافي: 4 / 580 ح 1 بإسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين...
ورواه في التهذيب: 6 / 46 ح 16 عن محمد بن يعقوب، وفي الفقيه: 2 / 580 ح 3169.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 358 ح 1 عن الكافي والفقيه وأمالي الصدوق والثواب وأمالي
الطوسي.
ورواه في المزار الكبير: 133 ح 140 بإسناده إلى بشير الدهان باختلاف.
وأورد مثله في: روضة الواعظين: 232، وجامع الأخبار: 29 مرسلا.
49

(12)
باب فضل الجمع بين زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة
عرفة في سنة واحدة
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد
الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن (1) بن راشد، عن يونس بن ظبيان قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: من زار الحسين بن علي صلوات الله عليهما
ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف
حجة مبرورة، وألف عمرة
متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا
والآخرة (2).

(1) في الكامل: الحسين، وما أثبتناه هو الصحيح.
والحسن بن راشد المكنى أبا علي، بغدادي، ثقة، من أصحاب الجواد عليه السلام، وهو جد
القاسم بن يحيى، له كتاب الراهب والراهبة. وهو ليس الحسن بن راشد الطفاوي الضعيف الذي
يروي عن الصادق والكاظم عليهما السلام، وإن كانا في طبقة واحدة أو
متقاربة.
ترجم له في رجال الطوسي: 400 رقم 8 وفهرسته: 53 رقم 185 و 190 ورجال ابن داود: 73
رقم 412، ورجال النجاشي: 29.
(2) كامل الزيارات: 180 ح 7 بإسناده عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه، عن سعد بن
عبد الله، عنه البحار: 101 / 90 ح 24 وص 95 ح 11 والمستدرك: 2 / 211 ح 2.
ورواه في التهذيب: 6 / 51 ح 34 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 371 ح 2.
وأخرجه في جامع الأحاديث: 12 / 409 ح 2 عن الكامل والتهذيب.
وأورده في مصباح الكفعمي: 498 (حاشية) مرسلا.
50

(22)
باب فضل زيارته عليه السلام يوم عاشوراء
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن عبد الله بن
جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان
كمن زار الله عز وجل في عرشه (1).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي وأخي وجماعة من مشايخي رحمهم
الله عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي المدائني قال: أخبرني محمد بن
سعيد
البلخي (2)، عن قبيصة (3)، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة

(1) كامل الزيارات: 174 ح 3، عنه مستدرك الوسائل: 2 / 211 ح 3.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 51 ح 35 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 371 ح 1.
وأورده في إقبال الأعمال: 567 من كتاب الزيارات لمحمد بن داود القمي بإسناده إلى محمد بن
أبي عمير، عنه البحار: 98 / 105 ح 12.
عنهما جميعا البحار: 101 / 105 ح 11 و 12.
وأورده في مصباح المتهجد: 538 عن زيد الشحام، وفي مسار الشيعة: 25 مرسلا.
ورواه في المزار الكبير: 143 ح 174 بالإسناد إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري.
(2) في الكامل: البجلي، راجع رجال السيد الخوئي: 16 / 124.
(3) في الكامل: قبيصة.
51

ملطخا بدمه كأنما
قتل معه في عصره (1).
وقال: من زار قبر الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد
بين يديه (2).
3 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبو علي محمد بن همام، عن جعفر
بن محمد بن مالك الفزاري، عن أحمد بن علي بن (عبيد الله) (3) الجعفي، عن
حسن (4) ابن سليمان، عن الحسين بن راشد (5)، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت (6) له الجنة (7).

(1) في الكامل: عرصته، وفي مصباح المتهجد وإقبال الأعمال: عرصة كربلاء.
(2) كامل الزيارات: 173 ح 1، عنه البحار: 101 / 104 ح 7، ومستدرك الوسائل: 10 / 291
ح 1.
وفي المزار الكبير: 143 ح 176 بإسناده إلى ابن قولويه.
وفي مصباح المتهجد: 538 عن جابر، عنه إقبال الأعمال: 558، وأخرجه في البحار:
101 / 103 ح 4، عن المتهجد والاقبال وفي ج 98 / 340 ح 2.
وفي مسار الشيعة: 25 مرسلا، عنه وعن مصباح المتهجد، الوسائل: 10 / 372 ح 3 و 4.
وأورده مرسلا في مصباح الكفعمي: 482 (حاشية)
(3) في نسخة - ب -: عبد الله. وفي الكامل والتهذيب: عبيد. راجع رجال السيد الخوئي: 2 / 169
رقم 697.
(4) في الكامل والتهذيب: حسين، راجع رجال السيد الخوئي: 5 / 271 رقم 3421.
(5) كذا في الأصل والتهذيب، وفي الكامل: أسد. وقد عد كلاهما من أصحاب الإمام الجواد عليه
السلام، كما في: رجال الشيخ: 400 وص 413 ورجال البرقي: 56 ورجال السيد الخوئي:
5 / 201 وص 237.
(6) في الأصل: وجب.
(7) كامل الزيارات: 173 ج 2، عنه مستدرك الوسائل: 2 / 211 ح 2.
ورواه في التهذيب: 6 / 51 ح 36، عنهما البحار: 101 / 104 ح 8.
ورواه في إقبال الأعمال: 568 بالإسناد إلى محمد بن داود بإسناده عن حريز.
وأورده في مصباح المتهجد: 538، عنه وعن التهذيب.
وأورده في مصباح الكفعمي: 482 (حاشية) مرسلا.
52

(23)
باب فضل زيارة الأربعين
1 - روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام أنه قال:
علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين، وزيارة الأربعين،
والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1).

(1) مصباح المتهجد: 551، عنه الوسائل: 3 / 42 ح 29 والبحار: 82 / 292 ح 21، و ج 85 / 75
ح 7.
وفي مصباح الزائر: 347، والمزار الكبير: 143 ح 178 بالإسناد إلى أبي هاشم الجعفري.
وأورده في روضة الواعظين: 234، ومصباح الكفعمي: 489 (حاشية).
ورواه في التهذيب: 6 / 52 ح 37 وفيه: (صلاة الخمسين)، عنه الوسائل: 3 / 396 ح 1
و ج 10 / 373 ح 1، والبحار: 101 / 106 ح 17، وجامع الأحاديث: 4 / 98 ح 25.
53

(24)
باب فضل زيارته ليلة القدر
1 - أبو الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم (1) - نادى مناد تلك الليلة
من بطنان العرش:
إن الله تعالى قد غفر لمن أتى الحسين عليه السلام في هذه الليلة (2).

(1) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الدخان: 4
(2) رواه في إقبال الأعمال: 212 بإسناده عن أحمد بن علي بن شاذان وإسحاق بن الحسن قالا:
أخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم عن مندل،
عن أبي الصباح الكناني... عنه الوسائل: 10 / 370 ح 6 والبحار: 101 / 100 ح 32.
ورواه في كامل الزيارات: 184 ح 5 بإسناده عن صندل، عن أبي الصباح الكناني... عنه
البحار: 101 / 96 ح 18.
وأورده في التهذيب: 6 / 49 ح 26 عن أبي الصباح الكناني، عنه البحار: 101 / 97 ح 19.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 368 ح 1 عن الكامل والتهذيب.
وفي المزار الكبير: 143 ح 179 بالإسناد عن أبي الصباح الكناني.
54

(25)
باب فضل الزيارة في كل شهر
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن أحمد بن
إدريس، [عن العمركي] (1) عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: ما لمن زار الحسين عليه السلام في كل شهر من الثواب؟
قال: له من الثواب [مثل] (2) ثواب مائة ألف شهيد مثل (3) شهداء بدر (4).

(1) ليس في الأصل والتهذيب. أثبتناه من كامل الزيارات.
وأسند عنه في الكامل أيضا ص 11 ح 4 بإسناده إلى ابن إدريس، ومحمد بن يحيى، عنه.
وهو العمركي بن علي بن محمد البوفكي و (بوفك) قرية من قرى نيشابور، شيخ من
الأصحاب، ثقة، له كتاب الملاحم، وكتاب نوادر، يقال إنه اشترى غلمانا أتراكا بسمرقند
للعسكري عليه السلام.
ترجم له النجاشي: 233، وابن داود: 147، وجامع الرواة: 1 / 645
(2) ليس في الكامل والتهذيب.
(3) في الأصل: من.
(4) كامل الزيارات: 183 ح 4، عنه البحار: 101 / 37 ح 51.
ورواه في التهذيب: 6 / 52 ح 38، عنه الوسائل: 10 / 341 ح 4.
وفي المزار الكبير: 143 ح 180 بالإسناد إلى أحمد بن إدريس... عنه البحار المذكور ص 17
ح 24.
وأورده في مصباح الكفعمي: 490، والبلد الأمين: 275 مرسلا.
55

(26)
باب انتقاص الدين بترك زيارته عليه السلام
1 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني الحسن بن عبد الله [بن (1) محمد بن
عيسى] (2)، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر (3) عليه السلام قال:
من لم يأت قبر الحسين عليه السلام من شيعتنا كان
منتقص الإيمان،
منتقص الدين (4).
2 - حدثني أبو القاسم، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي
المغراء (5)، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) في الكامل: عن. وما أثبتناه هو الصحيح، لأن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى هو أحد
مشائخ ابن قولويه، وأبيه عبد الله بن محمد بن عيسى وعمه أحمد بن محمد بن عيسى هما من الرواة
عن الحسن بن محبوب.
راجع رجال السيد الخوئي: 5 / 95 و 96.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) في نسخة - ب -: أبي عبد الله جعفر بن موسى.
(4) كامل الزيارات: 193 ح 1، وزاد فيه: (وإن دخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة)
وهذه الزيادة مثبتة في الحديث التالي.
عنه الوسائل: 10 / 336 ح 10 والبحار: 101 / 4 ح 13.
(5) في نسخة - ب - والكامل والتهذيب: المعزا.
وهو حميد بن المثنى العجلي الكوفي، وثقه محمد بن علي بن بابويه والنجاشي.
روى عن الصادق وأبي الحسن عليهما السلام، وعده الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب
الصادق عليه السلام، واختلفوا في كنيته على النحو المتقدم.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 102، والشيخ الطوسي في رجاله: 179 وفي فهرسته: 60،
ورجال الحلي: 58، ورجال البرقي: 21 وجامع الرواة: / 285 و ج 2 / 418 ورجال السيد
الخوئي: 6 / 294 و ج 22 / 53.
56

قال: من لم يأت قبر الحسين صلوات الله عليه حتى يموت كان
منتقص الدين، منتقص الإيمان، وإذا دخل (1) الجنة كان
دون المؤمنين فيها (2).

(1) في نسخة - ب -: وادخل.
(2) كامل الزيارات: 193 ح 2.
ورواه في التهذيب: 6 / 44 10 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 335 ح 5.
وأخرجه في البحار: 101 / 4 ح 14 عن الكامل والتهذيب.
وأورده في مصباح الكفعمي: 499 (حاشية) مرسلا.
57

(27)
باب العزم على الخروج إلى الزيارة
واختيار الأيام لذلك
فإذا عزمت إن شاء الله تعالى على الخروج فاختر يوما وليكن اختيارك
واقعا على أحد ثلاثة أيام من الأسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم
الخميس (1).
1 - فأما السبت فإنه روي، عن الصادق عليه السلام أنه قال:
من أراد سفرا فليسافر في يوم السبت فلو أن حجرا زال من مكانه في يوم
السبت لرده الله إلى مكانه (2).
2 - وأما يوم الثلاثاء فإنه روي عنه عليه السلام أنه قال:
سافروا في يوم الثلاثاء واطلبوا الحوائج فيه، فإنه اليوم الذي ألان الله عز
وجل فيه الحديد لداود عليه السلام (3).

(1) عنه مصباح الكفعمي: 183.
ومثله باختلاف في المزار الكبير: 6 باب 2، عنه البحار: 100 / 103.
(2) إضافة إلى المصادر السابقة، رواه في:
جمال الأسبوع: 170 بإسناده إلى الفضل بن الحسن الطبرسي.
(3) عنه مصباح الكفعمي: 183.
وفي المزار الكبير: 6 ح 26، عنه البحار: 100 / 104 ح 9.
وفي جمال الأسبوع: 176 بإسناده إلى الفضل بن الحسن الطبرسي، عن الأئمة المهديين عليهم
السلام.
وأورده في دعوات الراوندي: 293 ح 47.
وأخرجه عن جمال الأسبوع والدعوات في البحار: 76 / 227 ح 19 و 20.
58

3 - وأما يوم الخميس فإنه روي عنه عليه السلام أنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغزو (1) بأصحابه في يوم الخميس،
فيظفر، فمن أراد سفرا فليسافر يوم الخميس.
واتق الخروج في يوم الاثنين فإنه اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله
عليه وآله وانقطع الوحي وابتز أهل بيته الأمر، وقتل فيه الحسين
عليه السلام وهو يوم نحس.
واتق الخروج يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي خلقت فيه أركان النار وأهلك
فيه الأمم الطاغية (3).
واتق الخروج يوم الجمعة قبل الصلاة فإنه
4 - روي عن الرضا عليه السلام أنه قال:
ما يؤمن من سافر في يوم الجمعة قبل الصلاة أن لا يحفظه الله تعالى في
سفره ولا يخلفه في أهله ولا يرزقه من فضله
واتق الخروج يوم الثالث من الشهر فإنه يوم نحس وهو اليوم الذي سلب
فيه آدم وحواء عليهما السلام لباسهما.
واتقه يوم الرابع منه فإنه يخاف على المسافر فيه نزول البلاء.
واتقه يوم الحادي والعشرون منه فإنه فيه كمثل ذلك من النحس.
واتقه اليوم الخامس والعشرين منه فإنه يوم نحس أيضا وهو اليوم الذي
ضرب الله تعالى فيه أهل مصر مع فرعون بالآيات.

(1) في الأصل: يغزي.
(2) عنه مصباح الكفعمي: 183 - 184.
ورواه في المزار الكبير: 6 ح 27، عنه البحار: 100 / 104 ح 10.
59

وإن اضطررت للخروج في واحد مما عددنا فاستخر الله تعالى وسله
العافية والسلامة وتصدق بشئ واخرج على اسم الله عز وجل (1).

(1) عنه مصباح الكفعمي: 184 باختلاف يسير.
وأخرج قطعات منه عن المصباح في الوسائل: 5 / 86 ح 5 والبحار: 89 / 201 ح 51، و
جامع الأحاديث: 6 / 57 ح 4.
وفي المزار الكبير: 7 ح 28، عنه البحار: 100 / 104 ح 11.
60

(28)
باب الفعل والقول عند الخروج
فإذا أجمع رأيك على الخروج وأردته فتوضأ وضوء الصلاة واجمع أهلك.
ثم قم إلى مصلاك فصل ركعتين فإذا فرغت منهما وسلمت فقل:
(اللهم إني أستودعك الساعة نفسي وأهلي ومالي وديني ودنياي
وآخرتي وخاتمة عملي، اللهم أحفظ الشاهد منا والغائب، اللهم احفظنا
واحفظ علينا
اللهم اجعلنا في جوارك، اللهم لا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا
من عافيتك
وفضلك) (1)

(1) روي مثله باختلاف، في المزار الكبير: 7 ضمن ح 28، عنه البحار: 76 / 261 ح 57 وأورده
باختلاف في مصباح الكفعمي: 186 (قطعة).
61

(29)
باب القول على باب منزلك
فإذا وضعت رجلك على بابك للخروج فقل:
(بسم الله آمنت بالله، توكلت على الله ما شاء الله، لا قوة إلا
بالله).
ثم قم على الباب فاقرأ فاتحة الكتاب أمامك وأقرأها عن يمينك وأقرأها عن
شمالك، ثم قل:
(اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي، وبلغني
وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل، يا أرحم الراحمين) (1).

(1) روي مثله باختلاف في المزار الكبير: 9 ح 29 (قطعة)، عنه البحار: 76 / 263 ح 57.
62

(30)
باب القول عند الركوب (1)
فإذا أردت الركوب فقل حين تركب:
(الحمد لله الذي هدانا للاسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا
بمحمد صلى الله عليه وآله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين،
وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين)

(1) العنوان في نسخة - ب - بياض.
63

(31)
باب اختيار أوقات السير
فإذا أردت السير فليكن مسيرك في طرفي النهار، وانزل في وسطه، وسر في
آخر الليل، ولا تسر في أوله، فإنه
1 - روي عن الصادق عليه السلام أنه قال:
إن الأرض تطوى في (1) آخر الليل (2).
2 - وقال الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتق الخروج بعد نومة
فإن لله دواب يبثها يفعلون ما يؤمرون (3).

(1) في الأصل: من.
(2) المصدر السابق
(3) المصدر السابق.
64

(32)
باب ذكر الله تعالى في السير والدعاء
ثم سر، وقل في مسيرك: (اللهم خل سبيلنا، وأحسن عاقبتنا) (1)
وأكثر من التكبير والتحميد والاستغفار (2).

(1) في الأصل: عافيتنا.
وفي المزار الكبير: أحسن تسييرنا وأحسن عاقبتنا.
(2) المصدر السابق.
65

(33)
باب القول في صعود الآكام والقناطر وعبر الجسور
فإذا صعدت أكمة أو علوت تلعة أو أشرفت من قنطرة فقل:
(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، والحمد لله رب
العالمين، اللهم لك الشرف على كل شرف).
فإذا بلغت إلى جسر فقل حين تضع قدميك عليه:
(بسم الله اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم) 1.

(1) المصدر السابق.
66

(34)
باب القول عند الاشراف على القرية
فإذا أشرفت على القرية التي تريد دخولها فقل:
(اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع
وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت، ورب الرياح وما ذرت، ورب
البحار وما جرت إني أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها، وأعوذ بك من
شرها وشر ما فيها.
اللهم يسر لي ما كان فيها من خير ووفق لي ما كان فيها من
يسر، وأعني على حاجتي يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، أدخلني
مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا
نصيرا) (1)

(1) المصدر السابق.
67

(35)
باب الدعاء عند خوف السبع والهوام
فإذا خفت سبعا فقل:
(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم يا ذارئ ما في
الأرض كلها بعلمه والسلطان القاهر على كل شئ دونه، يا عزيز يا
منيع، أعوذ بك وبقدرتك من كل شئ يضر، من سبع أو هامة أو
عارض أو سائر الدواب يا خالقها بفطرته أدأرها عني واحجزها ولا
تسلطها علي، وعافني من شرها وبأسها يا الله يا عظيم، احفظني بحفظك
من مخاوفي، يا رحيم) (1).

(1) المصدر السابق.
68

(36)
باب الدعاء عند الخوف الشياطين
وإذا خفت شيطانا فقل:
(يا الله الذي لا إله إلا هو الأكبر القائم بقدرته على جميع عباده،
والممضي مشيته لسابق قدره، الذي عنت الوجوه كلها لعظمته، أنت تكلأ
عبادك وجميع خلقك من شر ما يطرق بالليل والنهار، من ظاهر وخفي،
ومن عتاة مردة خلقك الضعيفة حيلهم (1) عندك، لا يدفع أحد عن نفسه
سوءا دونك ولا يحول أحد دون ما تريد من الخير، وكل ما يراد و [ما] (2)
لا يراد في قبضتك وقد جعلت قبائل الجن والشياطين يرونا ولا نراهم، وأنا
لكيدهم خائف وجل فآمني من شرهم وبأسهم، بحق سلطانك يا عزيز
يا منيع) (3).

(1) في نسخة - أ -: هيلهم، تصحيف. وما أثبتناه من المزار الكبير.
(2) من المزار الكبير.
(3) المصدر السابق.
69

(37)
باب [القول] (1) عند الخوف الأعداء واللصوص
وإذا خفت عدوا أو لصا فقل:
(يا آخذا بنواصي خلقه، السافع (2) بها إلى قدرته (3)، المنفذ فيها حكمه
وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا، وكلهم ضعيف عند غلبته،
وثقت بك يا سيدي عند قوتهم (بضعفي (4)، وبقوتك على من كادني) (5)،
فسلمني منهم.
اللهم فإن حلت بيني وبينهم فذاك أرجوا 8، وإن أسلمتني إليهم
غيروا ما بي من نعمتك، يا خير المنعمين صل على محمد وآل محمد، ولا

(1) كذا استظهرها في هامش نسخة - ب -. وفي الأصل بياض.
(2) في الأصل: الشافع وما أثبتناه من المزار الكبير والبلد الأمين ومصباح الكفعمي.
قوله: السافع بها: أي الآخذ بها.
مثله قوله تعالى: (لنسفعا بالناصية): لنأخذنه بناصيته إلى النار.
(3) في البلد الأمين: قدره.
(4) في المزار الكبير: لضعفي.
(5) في البلد الأمين ومصباح الكفعمي: (إني مكيود لضعفي، ولقوتك على من كادني تعرضت لك).
وزاد في المصباح: (إليك).
(6) في النسخة - ب -: أرجوه.
70

تجعل تغير نعمك على يد أحد سواك، ولا تغيرها (1) أنت [بي] (2)، فقد
ترى الذي يراد بي فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب، يا الله رب
العالمين) (3).

(1) في الأصل: ولا تغير ما.
(2) من البلد والمصباح.
(3) المصدر السابق
وأورد مثله مرسلا في البلد الأمين 507، عنه البحار: 95 / 311 ح 1 (قطعة)
وفي الجنة الواقية: 191.
71

(38)
باب اختيار المنازل
فإذا أردت النزول في موضع فاختر من بقاع الأرض أحسنها لونا وألينها
تربة وأكثرها عشبا، ولا تنزل على ظهر الطريق ولا بطن واد:
1 - فإنه روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله:
إياك والتعريس على ظهر الطريق وبطون الأدوية فإنها مأوى الحيات ومدارج
السباع (1).

(1) المصدر السابق.
72

(39)
باب القول والفعل عند نزول المنزل
وإذا أردت النزول في المنزل فقل حين تنزله:
(اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين)
ثم صل ركعتين وقل:
(اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من شرها، اللهم أطعمنا
من جناها وأعذنا من وباها، حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها
إلينا) (1).

(1) المصدر السابق.
وأخرجه الكفعمي في المصباح: 411، والبلد الأمين: 164 عن المزار.
وأخرجه في البحار: 91 / 383 ح 12 (قطعة) عن البلد الأمين.
وأورده أيضا في المصباح: 192 مرسلا، والطبرسي في الآداب الدينية: 37، عنه البحار:
76 / 261 ذ ح 56.
73

(40)
باب القول والفعل عند الرحيل من المنزل
فإذا أردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله جل اسمه بالحفظ والكلاء
وودع الموضع وأهله، فإن لكل موضع أهلا من الملائكة وقل:
(السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين ورحمة الله وبركاته) (1).

(1) المصدر السابق.
74

(41)
باب الفعل والقول عند دخول الكوفة
فإذا أتيت الكوفة فاغتسل (1) قبل دخولها، فإنها حرم الله وحرم رسوله
وحرم أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فإذا دخلتها فقل حين تدخلها:
(بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله
عليه وآله اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين)
ثم امش وأنت تكبر الله تعالى وتهلله وتحمده وتسبحه حتى تأتي المسجد فإذا
أتيته فقف على بابه، واحمد الله كثيرا، وأثن عليه بما هو أهله، وصل على النبي
صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام، ثم ادخل فصل ركعتين تحية
للمسجد، وصل بعدهما ما بدا لك، ثم امض فاحرز رحلك (2) وتوجه إلى أمير
المؤمنين علي عليه السلام على طهرك وغسلك وعليك السكينة والوقار حتى تأتي
مشهده صلوات الله عليه (3).

(1) أضاف في مصباح المتهجد: من الفرات.
(2) حرز المال: بمعنى ضمه وجمعه.
(3) روي مثله في مصباح المتهجد: 515 مرسلا، عنه البحار: 100 / 317 ح 25.
75

(42)
باب الفعل والقول عند إتيان المشهد
فإذا أتيته فقف على بابه وقل:
(الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر (1) و
الحمد لله على هدايته لدينه والتوفيق لما دعا إليه من سبيله (2).
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل مقامي هذا مقام من
لطفت له بمنك في إيقاع مرادك فارتضيت له قرباته في طاعتك، وأعطيته
(به غاية) (3) مأموله ونهاية سؤله، إنك سميع الدعاء قريب مجيب
اللهم إنك أفضل مقصود، وأكرم مأتي، وقد أتيتك متقربا
إليك بنبيك نبي الرحمة وأخيه أمير المؤمنين عليهما السلام فصل على محمد
وآل محمد ولا تخيب سعيي وانظر إلي - نظرة (4) تنعشني بها، واجعلني
عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين).
ثم ادخل وقدم رجلك اليمنى على اليسرى وقل:
(بسم الله وبالله وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه

(1) أضاف في نسخة - ب -: الله أكبر.
(2) في نسخة - ب -: سبله.
(3) (خ ل): بدعائه.
(4) في نسخة - ب -: بنظرة.
76

وآله، اللهم اغفر لي
وارحمني).
ثم امش حتى تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقل:
(السلام على [سيدنا] (1) رسول الله [محمد بن عبد الله] (2) أمين
الله على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل،
والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته.
السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله
وخليفته [و] (3) القائم بالأمر (4) من بعده، وسيد الوصيين ورحمة الله
وبركاته.
السلام على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء
العالمين.
السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق
أجمعين السلام على الأئمة الراشدين، السلام على الأنبياء والمرسلين،
السلام على الملائكة المقربين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).
ثم امش حتى تقف على القبر (5)

(1) من (خ ل).
(2) (خ ل): بأمره
(3) من (خ ل).
(5) (خ ل) بأمره
(4) المصدر السابق.
(5) المصدر السابق.
77

(43)
باب شرح الزيارة
فإذا وقفت عليه فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:
(السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا
ولي الله السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله
[السلام عليك يا حجة الله] (1)، السلام عليك يا عمود الدين، السلام
عليك يا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله
خاتم النبيين (2)، السلام
عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا حجة الله على الخلق أجمعين،
السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه
مسؤولون،
السلام عليك أيها الصديق الأكبر، السلام عليك أيها الفاروق الأعظم
السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا خليل الله وموضع سره
وعيبة علمه وخازن وحيه، بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين يا حجة الخصام
بأبي أنت وأمي يا باب المقام.
أشهد أنك حبيب الله وخاصة الله وخالصته، أشهد أنك عمود
الدين ووارث علم الأولين والآخرين، وصاحب الميسم والصراط

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) قوله: (خاتم النبيين) بياض في نسخة - ب -.
78

المستقيم.
وأشهد أنك [قد] (1) بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما
حملت، ورعيت ما استحفظت وحفظت ما استودعت، وحللت حلال
الله، وحرمت حرام الله، وأقمت أحكام الله ولم تتعد حدود الله،
وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين.
وأشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف
ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته،
وجاهدت في الله حق جهاده، ونصحت لله ولرسوله (2)، وجدت بنفسك
صابرا محتسبا، وعن دين الله مجاهدا، ولرسوله صلى الله عليه وآله موقيا،
ولما عند الله طالبا، وفيما وعد الله راغبا، و مضيت على الذي كنت عليه
شهيدا [وشاهدا] (3) ومشهودا، فجزاك الله عن رسوله صلى الله عليه وآله
وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء.
لعن الله من خالفك ولعن الله من ظلمك ولعن [الله] من
افترى عليك وغصبك، و [لعن الله] (4) من قتلك، ولعن [الله] من بايع (5)
على قتلك، ولعن [الله] من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم براء
لعن الله أمة خالفتك، وأمة جحدت ولايتك، وأمة تظاهرت (6) عليك،

(1) من (خ ل).
(2) في نسخة - أ -: ورسوله.
(3) ليس في نسخة - ب -.
(4) ليس في نسخة - ب -.
(5) في البحار: تابع.
(6) كذا في خ ل. وفي الأصل: ظاهرت.
79

وأمة قتلتك أمة حادت عنك و [أمة] (1) خذلتك، الحمد لله الذي جعل
النار مثواهم وبئس الورد المورود.
اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك
وأصلهم حر نارك اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات
والعزى وكل ند يدعي من دونك (2) وكل ملحد مفتر، اللهم العنهم
وأشياعهم وأتباعهم وأولياءهم وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا لا انقطاع له
[ولا منتهى] (3) ولا أجل
اللهم إني أبرء إليك من جميع أعدائك، وأسألك أن تصلي على
محمد وآل محمد، وأن تجعل لي لسان صدق في أوليائك وتحبب إلي
مشاهدهم حتى تلحقني بهم وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم تحول إلى عند رأسه صلوات الله عليه وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين والمسلمين لك بقلوبهم،
والناطقين بفضلك، والشاهدين على أنك صادق [أمين] 1 صديق عليك
يا مولاي [يا أمير المؤمنين] 2 ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى
روحك وبدنك.

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) في الأصل: دون الله، وما أثبتناه من (خ ل).
(3) ليس في نسخة - ب -.
(4) من نسخة - ب -.
(5) ليس في نسخة - ب -
80

أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، أشهد لك الله
يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء، أشهد أنك جنب (1) الله، وأنك
باب الله، وأنك وجه الله الذي يؤتى منه، وأنك سبيل الله، وأنك عبد
الله وأخو رسول الله، أتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله، وعند
رسوله صلى الله عليه وعلى أهل بيته أتيتك متقربا إلى الله تعالى بزيارتك
في خلاص نفسي، متعوذا من نارا استحقها مثلي بما جنيت على نفسي،
أتيتك انقطاعا إليك وإلى ولدك الخلف من بعدك على الحق، فقلبي لكم
مسلم وأمري (2) لكم متبع ونصرتي لكم معدة.
أنا عبد الله ومولاك في طاعتك، الوافد إليك، ألتمس بذلك كمال
المنزلة عند الله.
وأنت يا مولاي من أمرني الله تعالى بصلته، وحثني على بره ودلني
على فضله، وهداني لحبه ورغبني في الوفادة إليه، وألهمني طلب الحوائج
عنده.
أنتم أهل بيت (لا يشقى) 5 من تولاكم، ولا يخيب من أتاكم،
ولا يخسر من يهواكم (4)، ولا يسعد من عاداكم، لا أجد أحدا أفزع إليه
خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة ودعائم الدين وأركان الأرض
والشجرة الطيبة.

(1) (خ ل): حبيب.
(2) في الأصل: وقولي، وما أثبتناه من (خ ل) وبقية المصادر.
(3) في الأصل: يسعد، وما أثبتناه من (خ ل).
(4) كرر بعدها في (خ ل): ولا يخيب من أتاكم.
81

اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وآل رسولك واستشفاعي
بهم.
اللهم أنت (1) مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين وولايته ومعرفته
فاجعلني ممن ينصره وينتصر به، ومن علي ينصرك لدينك (2) في الدنيا
والآخرة.
اللهم إني أحيا على ما حيى عليه مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته الطاهرين وأموت على ما مات عليه
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته الطاهرين [اللهم اختم
لي بالسعادة والمغفرة والخير] (3).)
ثم انكب على القبر فقبله، وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر (4).

(1) (خ ل): إنك.
(1) في نسخة - ب -: ودينك.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) المصدر السابق. وأورده في مصباح الكفعمي: 476 مرسلا: مثله.
82

(44)
باب صلاة الزيارة
وانفتل إلى القبلة فتوجه إليها وأنت في مقامك عند الرأس فصل ركعتين
تقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب وسورة الرحمن، وفي الثانية الحمد وسورة يس
ثم تتشهد وتسلم.
فإذا سلمت فسبح تسبيح الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلوات الله
عليهما واستغفر وادع ثم اسجد شكرا لله تعالى وقل في سجودك:
(اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت، وعليك توكلت.
اللهم أنت ثقتي ورجائي فاكفني ما أهمني وما لا يهمني، وما أنت
أعلم به مني، عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، صل على محمد وآل
محمد وقرب فرجهم).
ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل:
(ارحم ذلي بين يديك وتضرعي إليك ووحشتي من العالم (1)
وأنسي بك يا كريم يا كريم).
ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل:
(لا إله إلا أنت حقا حقا، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، اللهم
إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا كريم يا كريم).

(1) (خ ل): الناس.
83

ثم عد إلى السجود فقل (شكرا شكرا) مائة مرة.
وتقوم تصلي أربع ركعات تقرأ فيها بمثل ما قرأت في الركعتين ويجزيك
أن تقرأ ب‍ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أو (سورة الاخلاص) ويجزيك إن عدلت عن
ذلك إلى ما تيسر من القرآن تكمل بالأربع ست ركعات: الركعتان الأولتان منها
لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، والأربع لزيارة آدم ونوح عليهما السلام.
ثم تسبح تسبيح الزهراء فاطمة وتستغفر لذنبك وتدعو بما بدا لك.
ثم تحول إلى الرجلين فتقف وتقول:
(السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته أنت أول
مظلوم وأول مغصوب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، أشهد
أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب
جئتك زائرا عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك
ألقى (1) على ذلك ربي
إن شاء الله،
ولي ذنوب كثيرة فاشفع لي عند ربك فإن لك
عند الله مقاما
معلوما وجاها [واسعا] (2) وشفاعة، وقد قال الله عز وجل
(ولا يشفعون
إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (3).
صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى الأئمة من ذريتك
صلاة لا يحصيها إلا هو، وعليكم أفضل السلام ورحمة الله وبركاته).
واجتهد في الدعاء فإنه موضع مسألة، وأكثر من الاستغفار فإنه موضع

(1) أضاف في نسخة - أ -: الله.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) (الأنبياء: 28.
84

مغفرة واسأل (1) الحوائج فإنه مقام إجابة،
فإن أردت المقام في المشهد أو ليلتك فأقم وأكثر من الزيارة والصلاة
والتحميد والتسبيح والتكبير والتهليل وذكر الله تعالى بتلاوة القرآن والدعاء
والاستغفار (2).
فإذا أردت الانصراف فودع أمير المؤمنين صلوات الله.

(1) في نسخة - ب - وسل.
(2) المصادر السابقة.
85

(45)
باب الوداع
تقف على القبر كوقوفك في ابتداء زيارتك، تستقبله بوجهك، وتجعل القبلة بين
كتفيك وتقول:
(السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته أستودعك الله
وأسترعيك وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسل (1) وبما جاءت به (2) ودلت عليه فاكتبنا مع الشاهدين.
اللهم (3) إني أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي.
أشهد أنكم الأئمة - وتسميهم واحدا بعد واحدا - وأشهد أن من
(قتلكم وحاربكم) (4) مشركون ومن (رد عليكم) (5) في أسفل درك [من) (6)
الجحيم.
أشهد أن من حاربكم لنا أعداء ونحن منهم براء، وأنهم حزب
الشياطين وعلى من قتلكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن شرك

(1) في الأصل والكامل: وبالرسول، وما أثبتناه من بقية المصادر.
(2) أضاف في الكامل: ودعت إليه...
(3) أضاف في الكامل: (لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فإن توفيتني قبل ذلك فإني... الخ).
(4) في الكامل: (قتلهم وحاربهم)، وكذا في الموضع الأخرى بصيغة الغائب.
(5) في الكامل: رد عليهم ورد علمهم.
(6) من نسخة - ب -.
86

فيه ومن سره قتلكم.
اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآله -
وتسميهم - ولا تجعل هذا آخر العهد من زيارته، فإن جعلته فاحشرني
مع هؤلاء الأئمة المسلمين.
اللهم وذلل قلوبنا لهم بالطاعة والمناصحة والمحبة وحسن المؤازرة
والتسليم) (1).

(1) المصادر السابقة.
ومثله ما رواه في كامل الزيارات: 46 ح 1 بإسناده عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد في
كتاب الجامع، يروى عن أبي الحسن عليه السلام. عنه البحار: 100 / 266 ح 8.
وفي التهذيب: 6 / 30، وفرحة الغري: 85 مرسلا
87

(46)
باب [فضل الصلاة] في المسجد بالكوفة
فإذا رجعت فامض إلى الجامع فصل عند السابعة منه ركعتين، ثم صل
بعدهما ما بدا لك، وصل عند الخامسة واجتهد أن لا يفوتك فيه فريضة ما دمت
هناك وأكثر من النوافل فيه.
وامض إلى مسجد السهلة فصل فيه، واجتهد أن يكون فيه بين العشائين
فتصلي فيه وتدعو.
1 - فإنه روي عن الصادق عليه السلام - وقد قدمنا ذلك (1) - أنه ما أتاه
مكروب قط فصلى في هذا الوقت ودعا إلا فرج الله كربه.
وامض إلى مسجد غنى فصل فيه، وامض إلى مسجد الحمراء فصل فيه.
واجتنب الصلاة هناك مساجد فإن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام عن الصلاة فيها:
مسجد الأشعث بن قيس، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد
سماك ابن مخرمة، شبث بن ربعي، ومسجد التيم (2).

(1) تقدم الحديث بتخريجاته في باب 4 ح 3.
(2) روي ذلك: في الكافي: 3 / 490 ح 3 عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام.
وفي التهذيب: 6 / 39 ذ ح 26 مرسلا،
وفي الخصال: 301 ح 76 بإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين...
عنه الوسائل: 3 / 520 ح 3 و 4 وجامع الأحاديث: 2 / 545 ح 3.
وأخرجه في البحار: 100 / 438 ح 12 عن الخصال.
وأورده مرسلا في مصباح المتهجد: 520.
88

فإن لم يكن لك نية في الرجوع إلى البلد بعد الزيارة أو (1) خشيت أن لا
يمكنك من المقام ما تمكن به من الصلاة في المساجد التي عددناها بعد الرجوع
فصل فيها قبل المضي إلى المشهد إن شاء الله تعالى.

(1) في نسخة - أ -: و.
89

(47)
باب الصلاة يوم الغدير ودعائه
وإن حضرت مشهد أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في يوم الغدير أو
مسجد الكوفة أو حيث حللت من البلاد فاغتسل في صدر النهار منه، فإذا بقي
للزوال نصف ساعة فصل ركعتين تقرأ في كل ركعة منهما (فاتحة الكتاب) مرة
واحدة و (قل هو الله أحد) عشر مرات و ((إنا أنزلناه في ليلة القدر) عشر مرات
و (آية الكرسي) عشر مرات ويجزيك من ذلك (فاتحة الكتاب) و (سورة
الاخلاص) مرة واحدة.
فإذا سلمت فدعوت فقلت:
(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا
فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، وبنا وآتنا ما وعدتنا على
رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد) (1).
اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا وأشهد ملائكتك وأنبياءك
وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك (2) بأنك أنت الله الذي لا إله إلا
أنت المعبود فلا معبود (3) سواك، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا،

(1) اقتباس من سورة آل عمران 193 - 194.
(2) في خ ل: وأرضيك.
(3) في خ ل: نعبد.
90

وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك، وأشهد أن عليا أمير
المؤمنين عبدك ووليهم ومولاهم ومولانا.
ربنا سمعنا وأجبنا (1) وصدقنا المنادي رسولك صلى الله عليه وآله إذ
نادى بنداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك،
وحذرته وأنذرته إن لم يبلغ ما أمرته به أن تسخط عليه، و [إنه إن] (2) بلغ
رسالاتك عصمته من الناس، فنادى مبلغا عنك وحيك ورسالاتك:
(ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فعلي وليه ومن
كنت نبيه فعلي أميره).
ربنا فقد (3) أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلى الله عليه وآله
عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب عليه السلام المهدي عبدك
الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل على أمير المؤمنين ومولاهم
ووليهم عليه السلام، ربنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي
الأنام وصراطك المستقيم وحجتك البيضاء
وسبيلك الداعي إليك على
بصيرة هو ومن اتبعه، وسبحان الله عما يشركون.
وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرت في
كتابك فإنك قلت وقولك الحق (وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي

(1) في نسخة - أ -: وجئنا.
(2) ليس في نسخة - ب -. وفي نسخة - أ -: لما. وما أثبتناه من خ ل.
(3) كذا في خ ل. وفي الأصل: قد.
91

حكيم (1).
اللهم فإنا نشهد بأنه عبدك والهادي من بعد نبيك، النذير المنذر،
وصراطك المستقيم، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وحجتك
البالغة ولسانك المعبر عنك في خلقك، وإنه القائم بالقسط في بريتك
وديان دينك، وخازن علمك وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه، وميثاق
رسولك عليهما السلام من جميع خلقك وبريتك شاهدا بالاخلاص
لك (والوحدانية والربوبية) (2) بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا
عبدك ورسولك، وأن عليا أمير المؤمنين جعلته وليك، والاقرار بولايته تمام
توحيدك (3) وكمال دينك، وتمام نعمتك على جميع خلقك وبريتك فقلت
وقولك الحق
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا) (4).
اللهم فلك الحمد بولايته (5) وإتمام نعمتك علينا بالذي جددت من
عهدك وميثاقك، وذكرتنا ذلك وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق
بعهدك وميثاقك، ومن أهل الوفاء بذلك ولم تجعلنا من أتباع المغيرين
والمبدلين والمنحرفين (6) والمبتكين آذان الأنعام والمغيرين خلق الله، ومن

(1) الزخرف: 4.
(2) في الأصل: بالوحدانية، وما أثبتناه من (خ ل).
(3) (خ ل): وحدانيتك.
(4) المائدة: 3.
(5) في نسخة - ب -: بمولاته.
(6) في مصباح الشيخ (المحرفين) خ ل.
92

اللذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل
والصراط المستقيم.
اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمكذبين بيوم الدين
من الأولين والآخرين.
اللهم فلك الحمد على إنعامك علينا بالهدى الذي هديتنا به إلى
ولاة أمرك بعد نبيك الأئمة الهداة الراشدين، الذين جعلتهم أركانا
لتوحيدك وأتباع الهداة من بعد النذير المنذر، وأعلام الهدى، ومنار
القلوب والتقوى والعروة الوثقى، وكمال دينك، وتمام نعمتك، ومن بهم
وبموالاتهم رضيت لنا الاسلام دينا، ربنا فلك الحمد، آمنا وصدقنا بمنك
علينا بالرسول النذير المنذر، والينا وليهم، وعادينا عدوهم، وبرئنا من
الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.
اللهم فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف
الميعاد يا من هو كل يوم في شأن إذ أتممت نعمتك علينا بمولاة أوليائك
المسؤول عنهم عبادك فإنك قلت (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) 1
وقلت قولك الحق (وقفوهم إنهم مسؤولون) (2) ومننت علينا
بشهادة الاخلاص وبولاية أوليائك الهداة بعد النذير المنذر السراج
المنير وأكملت لنا بهم (3) الدين، وأتممت علينا النعمة، وجددت لنا

(1) التكاثر: 8.
(2) الصافات: 24.
(3) في نسخة - ب -: به.
93

عهدك، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ في ابتداء خلقك إيانا، وجعلتنا من أهل
الإجابة، ولم تنسنا ذكرك فإنك قلت
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) 4 بمنك ولطفك، بأنك أنت الله
لا إله إلا أنت ربنا ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي أمير المؤمنين عبدك
الذي أنعمت به علينا وجعلته آية لنبيك صلى الله عليه وآله وآيتك
الكبرى وصراطك المستقيم والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون
وعنه معرضون (2) ويوم القيامة عنه مسؤولون.
اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم،
فليكن من شأنك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في يومنا
الذي أكرمتنا به، وذكرتنا فيه عهدك وميثاقك، وأكملت ديننا، وأتممت
علينا نعمتك، وجعلتنا بمنك من أهل الإجابة، والبراءة من أعدائك
وأعداء أوليائك المكذبين بيوم الدين.
فأسألك يا رب تمام ما أنعمت، وأن تجعلنا من الموقنين، ولا تلحقنا
بالمكذبين، واجعل لنا قدم صدق مع المتقين، واجعل لنا من المتقين إماما
يوم تدعو كل أناس بإمامهم، واحشرنا في زمرة الهداة [المهديين] (3) من
بعد نبيك الأئمة الصادقين واجعلنا من البراء من الذين هم دعاة إلى النار
ويوم القيامة هم من المقبوحين، وأحينا على ذلك ما أحييتنا واجعل لنا

(1) الأعراف: 172.
(2) (خ ل): مسؤولون.
(3) من التهذيب.
94

مع الرسول سبيلا،
واجعل لنا قدم صدق في الهجرة إليهم، واجعل محيانا خير المحيا،
ومماتنا خير الممات، ومنقلبنا خير المنقلب على موالاة أوليائك ومعاداة
أعدائك حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا جنتك برحمتك يا
أرحم الراحمين، والمثوى من جوارك في دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها
نصب ولا يمسنا فيها لغوب.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما
وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
اللهم واحشرنا مع الأئمة الهداة من آل رسولك نؤمن بسرهم
وعلانيتهم وشاهدهم وغائبهم.
اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم
به على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالوفاء
بعهدك الذي عهدته إلينا، والميثاق (3) الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك،
والبراءة من أعدائك أن تتم علينا نعمتك، ولا تجعله مستودعا واجعله
مستقرا، ولا تسلبناه أبدا، ولا تجعله مستعارا، وارزقنا مرافقة وليك الهادي
المهدي إلى الهدى، وتحت لوائه، وفي زمرته شهداء صادقين على بصيرة
من دينك، إنك على كل شئ قدير) (4).

(1) اقتباس من سورة فاطر: 53.
اقتباس من سورة آل عمران: 193 - 194.
(3) في (خ ل): بالميثاق.
(4) روى مثله باختلاف في:
التهذيب: 3 / 143 ح 1 بإسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى
الهمداني، عن علي بن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدي، عن الصادق عليه السلام.
وأخرج قطعات منه في الوسائل: 5 / 224 ح 1، والبحار: 35 / 318 ح 12، وإثبات الهداة
: 3 / 303 ح 100، وغاية المرام: 101 ح 43، واللوامع: 374، وفي جامع الأحاديث
: 7 / 398
ح 1 مجملا.
ورواه مرسلا في مصباح المتهجد: 521 باختلاف. وأخرج قطعة منه في البحار: 35 / 58
عن التهذيب والمصباح.
وأورد مثله باختلاف الألفاظ في إقبال الأعمال: 476 نقلا من كتاب محمد بن علي الطرازي
بإسناده إلى أبي الحسن عبد القاهر بواب مولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر وأبي جعفر محمد بن
علي عليهما السلام، عن أبي الحسن بن حسان الواسطي...
95

(48)
باب [في زيارة] (1) الحسين بن علي صلوات الله عليه وشرائطها (2)
فإذا خرجت من الكوفة متوجها نحو مشهد الحسين بن علي صلوات الله
عليهما أو من منزلك أو من حيث توجهت، فكن على السنن التي قدمنا
وصفها (3) من الصمت إلا من ذكر الله تعالى، وما يتعلق به من الكلام المحمود
واهجر اللهو واللعب، وتجنب (4) الملاذ من الطعام والشراب، واقتصر على المقيم
للرمق مما عداه.
1 - وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا زرت الحسين عليه
السلام فزره وأنت حزين، مكروب، شعث، مغبر، جائع، عطشان، فإن الحسين
عليه السلام قتل حزينا
مكروبا شعثا مغبرا جائعا عطشانا.

(1) في نسخة - أ - بياض.
(2) هذا هو المناسب. وفي الأصل: وشرائطه.
(3) في الأصل: الذي قدمنا وصفه.
(4) في نسخة - ب -: واجنب.
96

واسأله الحوائج، وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (1).
2 - وروي عنه عليه السلام أنه قال: بلغني أن قوما زاروا الحسين عليه السلام فحملوا
معهم السفر فيها الجداء (2)، والأخبصة (3)، وأشباهه، ولو زاروا
قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا (4)
3 - وروي عنه عليه السلام أنه قال: يزورون (5) خير من أن لا يزوروا،
ولا يزورون خير من أن يزوروا.

(1) كامل الزيارات: 131 ح 3 عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين وغيرهم رحمهم الله، عن سعد بن
عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن علي بن الحكم، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه الوسائل: 10 / 414 ح 2.
وفي التهذيب: 6 / 76 ح 20 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد...
وفي الكافي: 4 / 587 ح 2 عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد...
وفي ثواب الأعمال: 114 ح 21 عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد
بن محمد.. عنه البحار: 101 / 115 ح 40.
وعنها جميعا الوسائل: 10 / 424 ح 2. وأخرجه في البحار: 101 / 140 ح 2 و 3 و 4 عن الكامل
والثواب والتهذيب، وجامع الأحاديث: 12 / 506 ح 1 و 2 عن الكامل والتهذيب والكافي
(2) جمع الجدي: وهو ولد المعز. وفي الكامل: الحلاوة.
(3) الأخبصة جمع الخبيص: حلواء من التمر.
(4) كامل الزيارات: 129 ح 1 عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه رحمهم الله عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله
عليه السلام.
وفي ص 130 ح 3 عن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن محمد
وفي ثواب الأعمال: 115 ح 23، والفقيه: 2 / 281 ح 2453 بإسناده عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد...
وأخرجه في الوسائل: 10 / 425 ح 4، والبحار: 101 / 141 ح 7 و 8 و 9 عن الكامل والثواب.
وفي الوسائل: 8 / 309 ح 1 عن الكامل والفقيه.
(5) في الكامل: تزورون، وكذا في بقية المواضع بصيغة المخاطب.
97

فقال له المفضل بن عمر - رحمة الله عليه -: قطعت ظهري.
فقال: تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا، وتأتونه أنتم
بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا 2.

(1) كامل الزيارات: 130 ح 4 بإسناده عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن الحسن بن مهزيار
عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، عن المفضل بن عمر، وص 131
ح 2 بإسناده عن محمد بن أحمد بن الحسين...
عنه الوسائل: 8 / 309 ح 2 و ج 10 / 425 ح 5 والبحار: 101 / 141 ح 10.
98

(49)
باب ورود كربلاء وموضع النزول منها والغسل
فإذا وردت إن شاء الله أرض كربلاء فأنزل منها (1) بشاطي العلقمي، ثم
اخلع ثياب سفرك، واغتسل منه غسل الزيارة [مندوبا] (2) وقل وأنت تغتسل:
(بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وطهر قلبي، وزك عملي، ونور
بصري واجعل غسلي هذا طهورا، وحرزا وشفاء من كل داء وسقم وآفة
وعاهة، ومن شر ما أحاذر، إنك على كل شئ قدير.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغسلني من الذنوب كلها
والآثام والخطايا، وطهر جسمي وقلبي من كل آفة تمحق بها ديني، واجعل
عملي خالصا لوجهك، يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعله شاهدا يوم حاجتي
إليه وفقري وفاقتي إنك على كل شئ قدير).
واقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك، ثم توجه إلى المشهد
على ساكنة السلام، وعليك السكينة والوقار، وأنت متحف خاضع، ذليل تكبر

(1) في الأصل: بها
(2) من المزار الكبير
99

الله تعالى وتحمده
وتسبحه وتستغفره وتكثر من الصلاة على نبيه محمد وآله
الطاهرين عليهم السلام (1).

(1) عنه البحار: 101 / 206 ح 33 وعن المزار الكبير: 151 ضمن ح 217 (مخطوط).
(2) في المزار الكبير والبحار:
100

(50)
باب [القول عند ورود] المشهد
فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه وكبر أربعا ثم قل:
(اللهم إن هذا مقام كرمتني (1) به وشرفتني، اللهم فاعطني فيه
رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسولك صلى الله عليه وآله). أكرمتني.
ثم أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل:
(بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله
عليه وآله الطاهرين. اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين).
ثم امش حتى تدخل إلى الصحن، فإذا دخلته (2) فكبر أربعا، وتوجه إلى
القبلة وارفع يديك، وقل:
(اللهم إني إليك توجهت، وإليك خرجت، وإليك وفدت،
ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك [إليك] (3) تقربت.
اللهم فلا تمنعني خير ما عندك بشر (4) ما عندي.
اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيأتي، وحط عني خطيئاتي (5)،

(1) في المزار الكبير والبحار: أكرمني.
(2) في نسخة - ب -: دخلت.
(3) من المزار الكبير والبحار.
(4) في المزار الكبير والبحار: لشر.
(5) في نسخة - ب -: خطيئتي.
101

واقبل حسناتي).
ثم اقرأ الحمد، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وإنا أنزلناه في ليلة القدر،
وآية الكرسي، وآخر الحشر - لو أنزلنا إلى آخر السورة -، ثم صل ركعتين تحية
المشهد.
فإذا فرغت وسبحت] (1) فقل (1):
(الحمد لله الواحد في الأمور كلها، خالق الخلق لم يعزب عنه شئ من
أمورهم، عالم كل شئ بغير تعليم.
صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه وسلامه
وسلام جميع خلقه على محمد المصطفى وأهل بيته، [الحمد لله الذي
بنعمته تتم الصالحات] (2)، الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فضل محمد
وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت
يا سيدي أكرم مأتي، وأكرم مزور، وقد جعلت لكل آت تحفة، فاجعل
تحفتي بزيارة قبر وليك وابن نبيك (3)، وحجتك على خلقك، فكاك رقبتي
من النار.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل مني عملي، واشكر
سعيي، وارحم مسيري من أهلي بغير من مني عليك، بل لك المن علي
أن جعلت لي السبيل إلى زيارة وليك، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) في خ ل: وليك.
وفي المزار الكبير: بنت نبيك.
102

بلغتني.
اللهم قد رجوتك فلا تقطع رجائي، وقد أملتك فلا تخيب
أملي (1)، واجعل مسيري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي، ورضوانا تضاعف
به حسناتي، وسببا لنجاح طلباتي، وطريقا لقضاء حوائجي يا أرحم
الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل سعيي مشكورا، وذنبي
مغفورا وعملي مقبولا، ودعائي مستجابا، إنك على كل شئ قدير.
اللهم إني أردتك فأردن، وأقبلت بوجهي إليك فلا تعرض عني،
وقصدتك فتقبل مني، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وارحم تعرضي
إليك، ولا تخيبني يا أرحم الراحمين) (2).

(1) أضاف في نسخة - أ -: ولا تقطع رجائي.
(2) عنه التهذيب: 6 / 56.
وعنه أيضا البحار: 101 / 207 وعن المزار الكبير: 151 - 153 ضمن ح 217.
103

(51)
باب القول عند معاينة الجدث
ثم امش حتى تعاين الجدث، فإذا عاينته فكبر أربعا، واستقبل وجهه بوجهك
واجعل القبلة بين كتفيك، وقل:
(اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، يا ذا
الجلال والاكرام.
السلام على رسول الله أمين الله على وحيه وعزائم أمره،
الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، وعليه
السلام ورحمة الله وبركاته.
السلام على أمين الله، أمير المؤمنين عبد الله وأخي رسول الله،
الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد
الغر المحجلين.
السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق
أجمعين
السلام على أئمة الهدى الراشدين.
السلام على الطاهرة الصديقة فاطمة سيدة نساء العالمين.
السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله
104

المردفين، السلام
على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله
الزوارين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله
الذين هم في هذا المشهد بإذن الله مقيمون).
105

(52)
باب القول عند الوقوف على الجدث
ثم امش حتى تقف عليه، فإذا وقفت فاستقبله بوجهك على الحد المرسوم لك عند
المعاينة وقل:
السلام عليك يا وراث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وراث
نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك
يا وراث موسى كليم الله السلام عليك يا وراث عيسى روح الله.
السلام عليك يا وراث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وراث
وصي رسول الله، السلام عليك يا وراث الحسن الرضي.
السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي
البر التقي السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت
برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، [السلام عليك يا ثار
الله وابن ثاره والوتر الموتور] (1).
أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق
جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين.
لعن الله أمة ظلمتك، وأمة قاتلتك، [وأمة قتلتك] (2)، وأمة

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) ليس في نسخة - ب -
106

أعانت عليك
وأمة خذلتك، وأمة دعتك فلم تجبك، وأمة بلغها ذلك
فرضيت به، وألحقهم بدرك الجحيم.
اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، واستحلوا
حرمك وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك، وسفكوا دماء أهل بيت
نبيك وأظهروا الفساد في أرضك، واستذلوا عبادك المؤمنين.
اللهم ضاعف عليهم (1) العذاب الأليم، واجعل لي لسان صدق
في أوليائك المصطفين، وحبب ألي مشاهدهم، وألحقني بهم، واجعلني
معهم في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم تضع يدك اليسرى على القبر، وأشر بيدك اليمنى إليه وقل:
السلام عليك يا بن رسول الله، إن لم تكن أدركت نصرتك
(يدي فها أنا ذا) (2) وافد إليك ببصري (3)، قد أجابك قلبي وسمعي
وبصري وبدني ورأيي وهواي على التسليم لك، وللخلف الباقي من
بعدك، والأدلاء على الله من ولدك فنصرتي لكم معدة حتى يحكم الله
بأمره وهو خير الحاكمين.
ثم ارفع يديك إلى السماء وقل:
اللهم إني أشهدك (4) أن هذا القبر قبر حبيبك وصفوتك من
خلقك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء،

(1) كذا في (خ ل) والمزار الكبير والتهذيب والبحار. وفي الأصل: لهم.
(2) في نسخة - ب -: يذيقها فذا.
(3) في المزار الكبير والبحار: بنصري. وفي التهذيب: بنصرتي.
(4) في المزار الكبير والتهذيب والبحار: أشهد.
107

وجعلته حجة لك على خلقك، وأعذر في الدعاء (1)، وبذل مهجته فيك
ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك والارتياب إلى باب
الهدى والرشاد.
وأنت يا سيدي بالمنظر الأعلى ترى ولا ترى، وقد توازر عليه في
طاعتك من خلقك من غرته الدنيا، وباع آخرته (2) بالثمن الأوكس (3)،
وأسخطك وأسخط رسولك صلواتك عليه وآله وأطاع من عبادك أهل
الشقاق والنفاق، وحملة الأوزار، والمستوجبين النار.
اللهم العنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما.
ثم حط يدك اليسرى وأشر باليمنى منهما إلى القبر وقل:
السلام عليك يا وارث الأنبياء، السلام عليك يا وصي الأوصياء،
السلام عليك وعلى آلك وذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة،
والنور والصراط المستقيم.
بأبي أنت وأمي، ما أجل مصيبتك وأعظمها عند الله و [ما] أجل
مصيبتك وأعظمها عند رسول الله، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند
أنبياء الله، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند الملاء الأعلى، وما أجل
مصيبتك وأعظمها عند شيعتك [خاصة].
بأبي [أنت] وأمي يا بن رسول الله، أشهد أنك كنت نورا في
الظلمات وأشهد أنك حجة الله وأمينه، وخازن علمه، ووصي وصي نبيه.

(1) في المزار الكبير والتهذيب والبحار: فأعذر في الدعوة.
(2) كذا في (خ ل) والمزار الكبير والتهذيب والبحار. وفي الأصل: الآخرة.
(3) الأوكس: الأنقص، ورجل أوكس: خسيس قليل الحظ.
108

وأشهد أنك قد بلغت ونصحت وصبرت على الأذى في جنبه،
وأشهد أنك [قد] قتلت وحرمت وغصبت وظلمت.
وأشهد أنك قد جحدت واهتضمت وصبرت في ذات الله تعالى،
وأنك قد كذبت ودفعت عن حقك، وأسئ إليك فاحتملت.
وأشهد أنك الإمام الراشد الهادي، هديت وقمت بالحق وعملت
به.
وأشهد أن طاعتك مفترضة، وقولك الصدق، ودعوتك الحق،
وأنك دعوت إلى الحق، وإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فلم
تجب، وأمرت بطاعة الله فلم تطع.
وأشهد أنك من دعائم الدين وعموده، وركن الأرض وعمادها.
وأشهد أنك والأئمة من أهل بيتك كلمة التقوى، وباب الهدى،
والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا (1).
وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله وأشهدكم إني بكم مؤمن،
ولكم تابع
في ذات نفسي، وشرائع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي إلى
ربي.
وأشهد أنك أديت عن الله وعن رسوله صادقا، وقلت أمينا،
ونصحت لله ولرسوله مجتهدا، ومضيت على يقين، لم تؤثر ضلالا على
هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، فجزاك الله عن رعيتك (2) خيرا،

(1) كذا في (خ ل) وفي الأصل: من في الدنيا.
(2) في البحار: رعيته.
109

وصلى [الله] عليك صلاة
لا يحصيها غيره، وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته.
اللهم إني أصلي عليه كما صليت عليه وصلى عليه ملائكتك
وأنبياؤك ورسلك وأمير المؤمنين والأئمة أجمعون، صلاة كثيرة متتابعة
مترادفة يتبع بعضها بعضا في محضرنا هذا وإذا غبنا، وعلى كل حال،
صلاة لا انقطاع لدوامها (1) ولا نفاد.
اللهم بلغ روحه وجسده في ساعتي هذه وفي كل ساعة تحية مني
كثيرة وسلاما، آمنا بالله وحده، واتبعنا (2) الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.
السلام عليك يا بن رسول الله، أتيتك بأبي وأمي، زائرا وافدا
إليك متوجها بك إلى ربك وربي لتنجح (3) بك حوائجي، ويعطيني (4) بك
سؤلي، فاشفع لي عنده، وكن لي شفيعا، فقد جئتك هاربا من ذنوبي
متنصلا إلى ربي من سيئ عملي، راجيا في موقفي هذا الخلاص من عقوبة
ربي، طامعا أن يستنقذني ربي
بك من الزلل والردى.
أتيتك يا مولاي وافدا إليك إذ رغب عن زيارتك أهل الدنيا،
وإليك كانت رحلتي، ولك عبرتي وصرختي، وعليك أسفي، ولك
نحبتي (5) وزفرتي، وعليك تحيتي وسلامي، ألقيت رحلي بفنائك مستجيرا

(1) في بقية المصادر.
(2) في نسخة - ب -: واتبعت.
(3) في المزار الكبير والبحار: لينجح لي.
(4) في نسخة - ب -: وتعطي.
(5) في نسخة - أ - نحيبي.
110

بك وبقبرك مما أخاف من عظيم جرمي.
وأتيتك زائرا ألتمس ثبات القدم في الهجرة [إليك] (1)، وقد تيقنت
أن الله جل ثناؤه بكم ينفس الهم، وبكم يكشف الكرب، وبكم يباعد
نائبات الزمان الكلب، وبكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث،
وبكم ينزل الرحمة، وبكم يمسك الأرض أن تسيخ بأهلها، وبكم يثبت
الله جبالها على مراسيها.
وقد توجهت إلى ربي بك يا سيدي في قضاء حوائجي ومغفرة ذنوبي
فلا أخيبن من بين زوارك، فقد خشيت ذلك إن لم تشفع لي، ولا ينصرفن
زوارك يا مولاي إلا بالعطاء والحباء، والخير والجزاء، والمغفرة والرضا
وأنصرف أنا مجبوها بذنوبي، مردودا علي عملي قد خيبت لما سلف مني فإن
كانت هذه حالي فالويل لي ما أشقاني وأخيب سعيي، وفي حسن ظني بربي
وبنبيي وبك يا مولاي وبالأئمة من ذريتك ساداتي أن لا أخيب.
فاشفع لي إلى ربي ليعطيني أفضل ما أعطى أحدا من زوارك،
والوافدين إليك، ويحبوني ويكرمني، ويتحفني بأفضل ما من به على أحد
من (2) زوارك [و] الوافدين إليك.
ثم ارفع يديك إلى السماء وقل:
اللهم قد ترى مكاني وتسمع كلامي، وترى مقامي وتضرعي
وملاذي بقبر وليك وحجتك وابن نبيك، وقد علمت يا سيدي حوائجي،

(1) من بقية المصادر.
(2) كذا في بقية المصادر، وفي الأصل: من أحد.
111

ولا يخفى عليك حالي.
وقد توجهت إليك بابن رسولك وحجتك وأمينك، وقد أتيتك
متقربا به إليك وإلى رسولك، فاجعلني عندك وجيها في الدنيا والآخرة
ومن المقربين، فأعطني في زيارتي أملي، وهب لي مناي، وتفضل علي
بسؤلي (1) ورغبتي، واقض لي حوائجي ولا تردني خائبا، ولا تقطع رجائي
ولا تخيب دعائي، وعرفني الإجابة في جميع ما دعوتك من أمر الدين
والدنيا [والآخرة] (2).
واجعلني من عبادك الذين صرفت عنهم البلايا والأمراض والفتن
والأعراض، ومن الذين تحييهم في عافية، وتميتهم في عافية، وتدخلهم
الجنة في عافية، وتنجيهم (3) من النار في عافية، ووفق لي بمن منك صلاح
ما أؤمل في نفسي وأهلي وولدي وإخواني ومالي وجميع ما أنعمت به علي
يا أرحم الراحمين.
ثم انكب على القبر وقل:
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك حجة الله وأمينه،
وخليفته في عباده، وخازن علمه، ومستودع سره بلغت عن الله ما أمرت [به] (4)
ووفيت وأوفيت، ومضيت على يقين شهيدا وشاهدا ومشهودا وصلوات الله ورحمته عليك.
أنا يا مولاي وليك اللائذ بك في طاعتك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك

(1) كذا في الأصل والتهذيب. وفي (خ ل) والمزار الكبير والبحار: بشهوتي
(2) من البحار والتهذيب.
(3) في التهذيب والبحار: تجيرهم.
(4) من التهذيب والبحار.
112

وكمال المنزلة في الآخرة بك.
أتيتك بأبي وأمي ونفسي ومالي وولدي زائرا، بحقك عارفا متبعا للهدى
الذي أنت عليه، موجبا لطاعتك، مستيقنا فضلك، مستبصرا بضلالة من
خالفك، عالما به، متمسكا بولايتك وولاية آبائك وذريتك الطاهرين، ألا لعن الله
أمة قتلتكم وخالفتكم، وشهدتكم فلم تجاهد معكم
وغصبتكم حقكم.
أتيتك يا بن رسول الله مكروبا، وأتيتك مغموما، وأتيتك مفتقرا إلى
شفاعتك، ولكل زائر حق على من أتاه، وأنا زائرك ومولاك وضيفك النازل بك
والحال بفنائك، ولي حوائج من حوائج الدنيا والآخرة، بك أتوجه إلى الله في
نجحها وقضائها.
فاشفع لي عند ربك وربي في قضاء حوائجي كلها، وقضاء حاجتي العظمى
التي إن أعطانيها لم يضرني (1) ما منعني، وإن منعنيها (2) لم ينفعني ما أعطاني،
فكاك رقبتي من النار والدرجات العلى، والمنة علي - بجميع سؤلي ورغبتي وشهوتي
وإرادتي ومناي وصرف جميع المكروه والمحذور عني وعن أهلي وولدي وإخواني
ومالي وجميع ما أنعم علي.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم ارفع رأسك وقل:
الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه، ورزقني معرفة فضله
والاقرار بحقه، والشهادة بطاعته، ربنا آمنا بما أنزلت، واتبعنا الرسول
فاكتبنا مع الشاهدين.
السلام عليك يا بن رسول الله، لعن الله قاتليك، ولعن (3)

(1) في نسخة - ب -: التي إن أعطيتنيها لم يضر بي.
(2) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل: منعتني.
(3) أضاف في البحار والتهذيب لفظ الجلالة، وكذا في المواضيع الآتية.
113

خاذليك، ولعن سالبيك، ولعن من رماك، ولعن من طعنك، ولعن
المعينين عليك، ولعن
السائرين إليك، ولعن من منعك شرب ماء
الفرات، ولعن من دعاك وغشك
وخذلك، ولعن الله ابن آكلة الأكباد،
ولعن الله ابنه الذي وترك، ولعن الله أعوانهم وأتباعهم وأنصارهم
ومحبيهم، ومن أسس لهم، وحشا قبورهم نارا. والسلام عليك بأبي أنت
وأمي ورحمة الله وبركاته.
ثم انحرف عن القبر وحول وجهك إلى القبلة، وارفع يديك إلى السماء وقل:
اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و
جائزته،
ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا رب كانت تهيئتي [وتعبئتي] (1) وإعدادي
واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليك وفدت، وبزيارته إليك تقربت رجاء رفدك
وجوائزك ونوافلك وعطاياك وفواضلك.
اللهم وقد رجوت كريم عفوك، وواسع مغفرتك، فلا تردني خائبا فإليك
قصدت، وما عندك أردت، وقبر إمامي الذي أوجبت علي طاعته زرت فاجعلني
به عندك وجيها في الدنيا والآخرة، وأعطني به جميع سؤلي، واقض
لي به جميع
حوائجي، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وارحم ضعفي وقلة حيلتي، ولا
تكلني إلى نفسي، ولا إلى أحد من خلقك.
مولاي فقد أفحمتني ذنوبي، وقطعت حجتي، وابتليت بخطيئتي، وارتهنت
بعملي، وأوبقت نفسي، ووقفتها موقف الأذلاء المذنبين المجترئين عليك التاركين
أمرك (2)، المغترين بك، المستخفين بوعدك، وقد أوبقني (3) ما كان من قبح (4)

(1) من البحار والمزار الكبير.
(2) كذا في بقية المصادر وفي الأصل: المغيرين.
(3) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل: أوثقني.
(4) في بقية المصادر: قبيح.
114

جرمي وسوء نظري لنفسي، وارحم تضرعي وندامتي، وأقلني عثرتي وارحم
عبرتي، واقبل معذرتي، وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي،
وبعفوك على جرمي، فإليك أشكو ضعف عملي، فارحمني يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لي فإني مقر بذنبي، معترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي
أستكين بالفقر مني يا سيدي، فاقبل توبتي، ونفس كربي، وارحم خشوعي
وخضوعي وأسفي على ما كان مني، ووقوفي عند قبر وليك وذلي بين يديك، فأنت
رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، فلا تردني خائبا، وتقبل عملي، واستر
عورتي، وآمن روعتي، ولا تخيبني، ولا تقطع رجائي من بين
خلقك يا سيدي.
اللهم قد قلت في كتابك المنزل على نبيك صلى الله عليه
وآله (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون
جهنم داخرين) (1) يا رب وقولك الحق، وأنت الذي لا تخلف الميعاد،
فاستجب لي يا رب، فقد سألك السائلون وسألتك، وطلب الطالبون
وطلبت منك، ورغب الراغبون
ورغبت إليك، وأنت أهل ألا تخيبني ولا
تقطع رجائي، فعرفني الإجابة
يا سيدي، واقض لي حوائج الدنيا
والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم انصرف (2) إلى عند الرأس فصل ركعتين: تقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب
وسورة يس (3)، وفي الثانية: فاتحة الكتاب وسورة الرحمن (4).
فإذا سلمت فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ومجد الله كثيرا واستغفر

(1) غافر: 60.
(2) في بقية المصادر: انحرف.
(3) في نسخة - ب -: الرحمن.
(4) في نسخة - ب -: يس.
115

لذنبك وصل على رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم ارفع يديك [إلى السماء] (1) وقل:
اللهم إنا أتيناه مؤمنون به، مسلمون له، معتصمون بحبله، عارفون
بحقه مقرون بفضله، مستبصرون بضلالة من خالفه، عارفون بالهدى
الذي هو عليه.
اللهم إني أشهدك، وأشهد من حضر من ملائكتك، إني بهم
مؤمن، وإني بمن قتلهم كافر.
اللهم اجعل لما أقول (2) بلساني حقيقة في قلبي وشريعة في عملي.
اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت، وأثبتني فيمن
استشهد معه.
اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا، سبحانك يا حليم عما يعمل
الظالمون في الأرض، يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل
عليهم تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما أوتي (3) إلى أهل صلواتك
وأحبائك من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت لانتقمت
منهم ولكنك ذو أناة، وقد أمهلت الذين اجترؤوا عليك وعلى رسولك
وحبيبك فأسكنتهم (4) أرضك وغذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه،

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) في (خ ل) والمزار الكبير: ما أقوله.
(3) كذا في الأصل والمزار الكبير، وفي البحار والتهذيب: أتى.
(4) كذا في (خ ل) والمزار الكبير والبحار. وفي الأصل والتهذيب: وأسكنتهم.
116

ووقت هم صائرون إليه ليستكملوا العمل فيه، الذي قدرت، والأجل
الذي أجلت، في عذاب ووثاق، وحميم وغساق، والضريع والاحراق،
والأغلال والأوثاق. وغسلين
وزقوم وصديد مع طول المقام، أيام
لظى (1) في سقر التي لا تبقي ولا تذر في الحميم والجحيم، والحمد لله
رب العالمين.
ثم استغفر لذنبك وادع بما أحبب. فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في
سجودك:
اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع
خلقك: أنك [أنت] (2) الله لا إله إلا أنت ربي، والاسلام ديني، ومحمد
نبيي، وعلي إمامي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن
علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن
علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي، والخلف الباقي، عليهم
(أفضل الصلوات، أئمتي بهم) (3) أتولى، ومن عدوهم أتبرأ.
اللهم إني أنشدك دم المظلوم - ثلاثا -، اللهم إني أنشدك بإيوائك
على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم أن تصلي على محمد وعلى
المستحفظين من آل محمد، اللهم إني أسألك اليسر بعد اليسر - ثلاثا -

(1) في البحار: وفي أيام لظى و. وفي المزار الكبير: أيام اللظى.
وفي التهذيب: أيام لظى و.
(2) من بقية المصادر.
(3) كذا في (خ ل) والبحار.
وزاد في التهذيب: (والتسليم) بعد (الصلوات). وفي السلام اني لهم.
117

ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل:
يا كهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق [علي] (1) الأرض بما رحبت ويا
بارئ خلقي رحمة بي وقد كان عن خلقي غنيا صل على محمد وآل محمد وعلى
المستحفظين من آل محمد - ثلاثا -.
ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل:
يا مذل كل جبار، و [يا] معز كل ذليل صل على محمد وآل محمد وفرج
عني.
ثم قال:
يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام - ثلاثا -.
ثم عد إلى السجود وقل: شكرا شكرا مائة مرة، وسل حاجتك (2).

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) المصادر السابقة.
118

(53)
باب زيارة علي بن الحسين
ثم امض إلى عند الرجلين فقف على علي بن الحسين عليهما السلام وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك
يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله عليك وعلى أهل
بيتك وعلى
عترة آبائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،
وعذب الله قاتلك بأنواع العذاب، والسلام عليك ورحمة الله
وبركاته (2).

(1) في نسخة - ب - بياض.
(2) المصادر السابقة.
119

(54)
باب زيارة الشهداء ثم أومئ إلى ناحية الرجلين بالسلام على الشهداء فإنهم (1) هناك وقل:
السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار
أشهد
أنكم أنصار الله جل اسمه وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة، صبرتم (2) واحتسبتم
ولم تهنوا، ولم تضعفوا، ولم تستكينوا حتى لقيتم الله عز وجل على سبيل الحق،
ونصرة كلمة الله تعالى التامة، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما.
أبشروا رضوان الله عليكم بوعد (3) الله الذي لا خلف له، الله تعالى مدرك
بكم ثأر ما وعدكم إنه (4) لا يخلف الميعاد.
أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى
الله عليه وآله وابن رسوله صلى الله عليه وآله فجزاكم الله عن
الرسول (5) وابنه وذريته أفضل الجزاء
الحمد لله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون (6).

(1) كذا في البحار والتهذيب والمزار الكبير و (خ ل). وفي الأصل: فهم
(2) في الأصل وصبرتم.
(3) في بقية المصادر: بموعد.
(4) خ ل: إن الله.
(5) خ ل: رسوله.
(6) المصادر السابقة.
120

(55)
باب زيارة العباس بن علي صلوات الله عليه
ثم امش حتى تأتي مشهد العباس بن علي بن عليهما السلام، فإذا أتيته فقف على باب
السقيفة وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين، وعباده
الصالحين وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي
وتروح عليك يا بن أمير المؤمنين.
أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي صلى
الله عليه وآله المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي
المبلغ، والمظلوم المهتضم، فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين،
[وعن فاطمة] (1)، وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء بما صبرت
واحتسبت وأعنت، فنعم عقبى الدار.
لعن الله من قتلك، [ولعن الله من ظلمك] (2)، ولعن [الله] (3)
من جهل حقك واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء
الفرات.

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) من بقية المصادر.
121

أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم (ما وعدكم) (1).
جئتك يا بن أمير المؤمنين وافدا إليكم، وقلبي مسلم الكم وتابع،
وأنا الكم تابع، ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله بأمره وهو خير
الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبإيابكم (2) من
المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين.
قتل (3) الله أمة قتلتكم بالأيدي والألسن.
ثم ادخل وانكب على القبر وقل:
السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير
المؤمنين وللحسن والحسين صلى الله عليهم والسلام عليك ورحمة الله
وبركاته ومغفرته ورضوانه، وعلى روحك وبدنك.
أشهد وأشهد الله أنك مضيت على ما مضى به البدريون
والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في
نصرة أوليائه الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، وأكثر
الجزاء، وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة
أمره.
أشهد أنك قد بالغت 4 في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود،

(1) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل وعده
(2) في نسخة - ب -: وبآبائكم.
(3) في البحار والمزار الكبير: لعن.
(4) كذا في (خ ل) وبقية المصادر.
وفي الأصل: بلغت.
122

فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أروح السعداء، وأعطاك من
جنانه أفسحها منزلا وأفضلها غرفا، ورفع ذكرك [في] (1) العليين وحشرك
مع النبيين (2) والصديقين، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
أشهد أنك لم تهن ولم تنكل. وأنك مضيت على بصيرة من أمرك
مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله
وأوليائه في منازل المخبتين (3)، فإنه أرحم الراحمين.
ثم انحرف إلى عند الرأس، فصل ركعتين، ثم صل بعدهما ما بدا لك، وادع الله
كثيرا، [وقل عقيب الركعات:
(اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تدع لي في هذا المكان المكرم
والمشهد المعظم ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربا إلا كشفته،
ولا مرضا إلا شفيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا رزقا إلا بسطته ولا خوفا
إلا أمنته، ولا شملا إلا جمعته، ولا غائبا إلا حفظته وأديته، ولا حاجة من
حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها
يا أرحم الراحمين).
ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين وقل:
السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين، السلام
عليك يا بن سيد الوصيين، السلام عليك يا بن أول القوم اسلاما،

(1) من بقية المصادر. إشارة إلى الآية المباركة: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين). المطففين: 18.
وفي خ ل: في العالمين.
(2) في الأصل: النبي.
(3) المخبتين، الخاشعين.
123

وأقدمهم إيمانا وأقومهم
بدين الله وأحوطهم على الاسلام.
أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنعم الأخ المواسي،
فلعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله أمة استحلت
منك المحارم وانتهكت فيك حرمة الاسلام، فنعم الصابر المجاهد،
المحامي الناصر، والأخ الدافع عن أخية، المجيب إلى طاعة ربه،
الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل، والثناء الجميل، فألحقك
الله بدرجة آبائك في دار النعيم.
اللهم إني تعرضت لزيارة أوليائك رغبة في ثوابك، ورجاء لمغفرتك،
وجزيل إحسانك، فأسألك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين، وأن
تجعل رزقي بهم دارا، وعيشي بهم قارا، وزيارتي بهم مقبولة، وحياتي بهم
طيبة وأدرجني إدراج المكرمين، واجعلني ممن ينقلب من زيارة مشاهد
أحبائك منجحا، قد استوجب غفران الذنوب، وستر العيوب، وكشف
الكروب، أنك أهل التقوى، وأهل المغفرة] (1). (2)

(1) المزار الكبير والبحار.
(2) عنه البحار: 101 / 218 وعن المزار الكبير: 162.
124

(56)
باب وداع العباس بن علي فإذا أردت وداعه فقف عند الرأس (1) وقل:
أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله
وبكتابه وبما جاء [به] (2) من عند الله.
اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي
قبر ابن أخي رسولك صلى الله عليه وآله، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني،
واحشرني معه ومع آبائه في الجنان، وعرف بيني وبينه وبين رسولك
وأوليائك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وتوفني على الإيمان بك،
والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة عليهم السلام،
والبراءة من عدوهم فإني رضيت بذلك، وصل على محمد وآل محمد.
وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات وتخير من الدعاء ما شئت.
ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه السلام وأكثر من الصلاة فيه والزيارة والدعاء،

(1) في (خ ل) والبحار والمزار الكبير ومصباح المتهجد: القبر.
(2) من بقية الصادر.
125

وليكن رحلك بنينوى أو (1) الغاضرية، وخلوتك للنوم والطعام والشراب هناك.
فإذا أردت الرحيل فودع الحسين صلوات الله عليه (2).

(1) في بقية المصادر: و.
(2) المصدرين السابقين.
وأورده أيضا الشيخ في التهذيب: 6 / 70 ومصباح المتهجد: 505. مرسلا مثله.
126

(57)
باب الوداع
والوداع أن تأتي القبر فتقف عليه كوقوفك في أول الزيارة، وتستقبله بوجهك
وتقول:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي
جنة من العذاب وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك، ولا مستبدل بك
سواك، ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، (وقد جدت بنفسي
للحدثان) (1)، وتركت الأهل والأولاد والأوطان، فكن لي [شافعا] (2) يوم
حاجتي وفقري وفاقتي، يوم لا يغني عني والدي ولا ولدي ولا حميمي ولا
قريني (3).
أسأل الله الذي قدر وخلق أن ينفس بكم كربي، وأسأل الله الذي
قدر على فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي، وأسأل

(1) في الأصل: (وجدت بنفسي الحدثان).
وفي المزار الكبير: (وجدت بنفسي للحدثان).
وفي التهذيب: (جدت بنفسي للحدثان).
وما أثبتناه من مصباح المتهجد والبحار.
(2) من مصباح المتهجد والبحار.
(3) في بقية المصادر: قريبي.
127

الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله سندا لي، وأسأل الله الذي نقلني
إليك من رحلي وأهلي أن يجعله ذخرا لي، وأسأل الله الذي أراني مكانك
وهداني للتسليم عليك ولزيارتي إياك أن يوردني حوضكم، ويرزقني
مرافقتكم في الجنان مع آبائك الصالحين.
السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك وعلى محمد بن عبد الله،
حبيب الله وصفوته، وأمينه ورسوله، وسيد المرسلين (1).
السلام على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين، وقائد الغر
المحجلين، السلام على الأئمة الراشدين المهديين، السلام على من في
الحائر منكم ورحمة الله [وبركاته] (2).
السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين الذين هم بأمر
(ربهم قائمون) (3)، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمد الله
رب العالمين.
ثم أشر إلى القبر بمسبحتك اليمنى وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده
الصالحين يا بن رسول الله عليك السلام، وعلى روحك وبدنك، وعلى
ذريتك، ومن حضر [ك] من أوليائك، استودع الله وأسترعيك، واقرأ

(1) كذا في (خ ل) والمزار الكبير والبحار.
وفي الأصل ومصباح المتهجد والتهذيب: النبيين.
(2) من بقية المصادر.
(3) في البحار: مصباح المتهجد: الله مقيمون. وفي التهذيب: الله ربهم قائمون.
128

عليك السلام. آمنا بالله وبرسوله وبما جاء [به] (1) من عند الله، اللهم
اكتبنا مع الشاهدين.
ثم ارفع يديك إلى السماء وقل:
اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تجعله آخر العهد من زيارتي
ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، اللهم وانفعني بحبه يا رب
العالمين.
اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فإن جعلته يا رب فاحشرني
معه ومع آبائه وأوليائه، وإن أبقيتني يا رب فارزقني العود إليه، ثم العود
[إليه] (2) برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، اللهم صل على محمد
وآل محمد ولا تشغلني عن ذكرك بإكثار من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها،
وتفتنني زهرات زينتها، ولا بإقلال يضر بعملي كده، ويملأ صدري همه،
وأعطني من ذلك غنى عن شرار (3) خلقك، وبلاغا أنال به رضاك يا رحمن.
السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر أبي عبد الله عليه السلام.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر مرة، والأيسر مرة، وألح في الدعاء والمسألة (4).

(1) من البحار ومصباح المتهجد والتهذيب.
(2) من البحار ومصباح المتهجد والمزار الكبير.
(3) كذا في (خ ل) بقية المصادر، وفي الأصل: أشرار.
(4) عنه البحار: 101 / 203 - 204 وعن مصباح المتهجد: 506.
وفي التهذيب: 6 / 67، والمزار الكبير: 162 - 163.
129

(58)
باب وداع الشهداء رحمة الله عليهم.
ثم حول (1) وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم في
صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيك وحجتك على خلقك
وجهادهم معه.
اللهم اجمعنا (2) وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين، وحسن
أولئك رفيقا.
أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام.
اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين.
ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك.
وقف قبل الباب متوجها إلى القبلة وقل:
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، وبحرمة محمد وآل
محمد، وبالشأن الذي جعلته لمحمد وآل محمد، أن تصلي على محمد وآل

(1) كذا في بقية المصادر، وفي الأصل: تحول.
(2) في نسخة - ب -: اجعلنا.
130

محمد، وأن تتقبل عملي، وتشكر سعيي، وتعرفني الإجابة في جميع
دعائي، ولا تخيب سعيي
ولا تجعله آخر العهد مني، وارددني إليه ببر
وتقوى، وعرفني بركة زيارته في الدين والدنيا، ووسع (1) علي من فضلك
الواسع الفاضل المفضل الطيب وارزقني رزقا واسعا، حلالا كثيرا عاجلا،
صبا صبا من غير كد ولا نكد ولا من من أحد من خلقك، واجعله واسعا
من فضلك، كثيرا من عطيتك، فإنك قلت (واسألوا الله من فضله) (2)
فمن فضلك أسأل، ومن عطيتك أسأل، ومن كثير ما عندك أسأل، ومن
خزائنك أسأل، ومن يدك الملأى (3) أسأل، فلا تردني خائبا، فإني ضعيف
فضاعف لي وعافني إلى منتهى أجلي، واجعل لي في كل نعمة أنعمتها على
عبادك أوفر النصيب، واجعلني خيرا مما أنا عليه، واجعل ما أصير إليه خيرا
لي مما ينقطع عني، واجعل سريرتي خيرا من
علانيتي.
وأعذني من أن يرى الناس في خيرا ولا خير في، وارزقني من
التجارة أوسعها رزقا، وآتني يا سيدي وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة
خلقك ولا تجعل لأحد من العباد فيه منا غيرك، واجعلني ممن استجاب
لك، وآمن بوعدك، واتبع أمرك ولا تجعلني أخيب وفدك وزوار ابن
نبيك، وأعذني من الفقر. ومواقف (4) الخزي في الدنيا والآخرة.

(1) في نسخة - ب -: وأوسع
(2) النساء: 32.
(3) في الأصل: الملاء، وما أثبتناه من بقية المصادر.
(4) في نسخة - ب -: ومرافق.
131

واقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما ينقلب به أحد من
زوار أوليائك، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم، وإن لم تكن استجبت
لي، وغفرت لي، ورضيت عني، فمن الآن فاستجب لي، واغفر لي،
وارض عني قبل أن تنأى (1) عن ابن نبيك داري، فهذا أوان انصرافي، إن
كنت أذنت لي غير راغب عنك ولا عن أوليائك، ولا مستبدل بك
ولا بهم.
اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن
شمالي حتى تبلغني أهلي، فإذا بلغتني فلا تبرأ مني، وألبسني وإياهم درعك
الحصينة واكفني [مؤنة نفسي، ومؤنة عيالي، و] (2) مؤنة جميع خلقك،
وامنعني من أن يصل إلى أحد من خلقك بسوء فإنك ولي ذلك،
والقادر عليه، وأعطني جميع ما سألتك، ومن علي به، وزدني من فضلك
يا أرحم الراحمين (3).

(1) كذا في البحار والتهذيب ومصباح المتهجد.
وفي الأصل والمزار الكبير: ثنائي.
(2) من مصباح المتهجد والتهذيب، وفي البحار: مؤنة عيالي.
(3) إضافة إلى المصادر السابقة،
أورده في مزار الشهيد: 102 - 117 (مخطوط) باختلاف يسير، وزاد في آخره: ثم أنصرف وأنت
تحمد الله وتسبحه وتهلله وتكبر، إن شاء الله.
132

(59)
باب فضل الصلاة في مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه
قد كنا دعونا فيما تقدم إلى الاكثار من الصلاة في مشهد أبي عبد الله عليه
السلام لفضل ذلك وعظم ثوابه (1)، ويجب أن يؤدي الفرائض بأسرها، والنوافل
كلها طول المقام هناك فيه، وأفضل المواضع للصلوات منه عند رأس الإمام عليه
السلام
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: [حدثني] جعفر بن محمد بن
إبراهيم، عن عبد الله (2) بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال لرجل:
يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة أن تأتي قبر الحسين صلوات الله
عليه فتصلي عنده أربع ركعات، ثم تسأل حاجتك، فإن الصلاة الفريضة عنده
تعدل حجة، (وصلاة النافلة عنده) (3) تعدل عمرة (4).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله عن

(1) في نسخة - ب -: وعظمه وثوابه.
(2) في الكامل والتهذيب والبحار: عبيد الله.
وتقدم ذكره في أسانيد باب 10 ح 21 وباب 13 باسم (عبد الله).
راجع رجال السيد الخوئي: 10 / 380 و ج 11 / 71.
(3) الكامل: والنافلة، وفي البحار والتهذيب: والصلاة النافلة.
(4) كامل الزيارات: 251 ح 1، عنه البحار: 101 / 82 ح 7.
ورواه في التهذيب: 6 / 73 ح 10 عنه الوسائل: 10 / 406 ح 3.
133

سعد بن عبد الله، وعن أبي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي ابن أبي
حمزة، عن الحسين بن محمد، عن عبد الكريم أبي علي (1)، عن المفضل بن عمر
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام - في حديث طويل في زيارة الحسين عليه
السلام -:
ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من
حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله
ألف مرة مع نبي مرسل (فذكر الحديث) (2).
3 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن محمد
ابن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، قال:
وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد، عن
هارون بن مسلم، عن أبي علي الحراني قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما
لمن زار [قبر] (3) الحسين صلوات الله عليه؟
قال: من أتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات كتبت (4) له
حجة وعمرة.
قال: قلت له: جعلت فداك، وكذلك لكل من أتى قبر إمام مفترضة
طاعته؟ قال: نعم (5).

(1) في الكامل: الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي. راجع رجال السيد الخوئي ج 10 / 65.
(2) كامل الزيارات: 207 ح 5 - (مجملا) بإسناده إلى المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي، عن الصادق
عليه السلام. وفي ص 251 ح 2 (قطعة منه). عنه البحار: 101 / 82 ح 8، ومستدرك الوسائل:
10 / 326 و 6.
ورواه في التهذيب: 6 / 73 ح 9 عن ابن قولويه بهذا الاسناد عنه الوسائل: 10 / 406 ح 2.
(3) من الكامل والتهذيب والمزار الكبير.
(4) في الكامل والتهذيب: كتب الله.
(5) كامل الزيارات: 251 ح 3 بهذا الاسناد.
وبإسناده عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أبي القاسم، عن أبي على الخزاعي، فيه
(وكذلك لكل من أتى قبر إمام مفترض طاعته) بدل (نعم).
عنه الوسائل: 10 / 408 ح 9.
ورواه في التهذيب: 6 / 79 ح 4 بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن
محمد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن هارون بن مسلم، عن أبي عبد الله الحراني. عنه
الوسائل:: 10 / 258 ح 20،
وأخرجه في البحار: 100 / 120 ح 19 و 20 عن الكامل والتهذيب.
ورواه في المزار الكبير: 5 ح 16 بإسناده إلى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة...
عنه البحار: 101 / 83 ح 11.
وفيهما اختلاف ذيل الحديث بمثل ما مر في الكامل.
يأتي مثله في المزار الثاني باب 11 ح 3 وباب وص 199 باب 18 ح 2.
134

4 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن (1) محمد بن
عيسى عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن شعيب
العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلت له:
من أتى قبر الحسين (صلوات الله عليه) ما له من الثواب والأجر - جعلت
فداك -؟
قال: يا شعيب ما صلى عنده أحد صلاة (2) إلا قبلها الله منه، ولا دعا عنده
أحد دعوة إلا استجيبت له عاجلة وآجلة.
فقلت: جعلت فداك زدني.
قال: يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي عليهما السلام: قد غفر
لك يا عبد الله، فاستأنف العمل (3) عملا جديدا (4).

(1) في الأصل: عن، وما أثبتناه هو الصحيح. راجع ص 55 باب 26 ح 1.
(2) في الكامل: الصلاة.
(3) في البحار: اليوم.
(4) كامل الزيارات: 252 ح 4، عنه الوسائل: 10 / 422 ح 4 والبحار: 101 / 83 ح 9 ومستدرك
الوسائل 10 / 328 ح 7 وص 347 ح 4
135

(60)
باب فضل إتمام الصلاة في الحرمين وفي المشهدين (1) على ساكنهما
السلام
الأصل في صلاة السفر التقصير، لطفا من الله جل اسمه لعباده، ورحمة
لهم وتخفيفا عنهم، وجاءت آثار لا شبهة في طريقها، ولا شك في صحتها بإتمام
الصلاة في الأربعة مواطن لشرفها وتعظيمها، فكان التقصير فيها على الأصل
للرخصة جائزا والاتمام أفضل.
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي وأخي وعلي بن
الحسين رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، [عن محمد بن سنان] (2)، عن عبد الملك القمي، عن إسماعيل
ابن جابر، عن عبد الحميد - خادم إسماعيل بن جعفر - عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: تتم الصلاة في أربعة مواطن:
في المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين عليه
السلام (3).

(1) كذا في خ ل. وفي الأصل: فالمشهدين.
(2) ليس في الأصل والكامل والمزار الكبير، وما أثبتناه هو الصحيح من التهذيب والاستبصار لأن
الحسين بن سعيد يروي مباشرة عن محمد بن سنان، وهو لا يروي مباشرة عن عبد الملك ومحمد
بن سنان يروي عن عبد الملك القمي.
راجع رجال السيد الخوئي: 5 / 250 وص 252 و ج 16 / 156.
(3) رواه في كامل الزيارات: 249 ح 3.
وفي الكافي: 4 / 587 ح 5 عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد...
وفي مصباح المتهجد: 509 عن خادم إسماعيل بن جعفر.
عنه الوسائل: 5 / 546 ح 14. وأخرجه البحار: 89 / 76 ح 1 عن الكامل والمتهجد.
ورواه في التهذيب: 5 / 431 ح 143 والاستبصار: 2 / 335 عن محمد بن علي بن محبوب عن
أحمد بن محمد.
وأخرجه في جامع الأحاديث: 7 / 83 ح 2 عن الكافي والتهذيب.
ورواه في المزار الكبير: 145 ح 187. بالإسناد إلى ابن قولويه، عنه البحار: 101 / 83 ح 12.
136

2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني محمد بن همام بن سهيل، عن جعفر
ابن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثنا محمد بن حمدان المدائني، عن زياد
القندي قال:
قال لي أبو الحسن عليه السلام أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما
أكره لنفسي، أتم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين عليه السلام (1).
3 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخي
رحمهم الله، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسن (2)، عن محمد بن
سنان، عن حذيفة بن منصور قال: حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام
يقول:
تتم الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله،
ومسجد الكوفة، وحرم الحسين عليه السلام (3).

(1) رواه في كامل الزيارات: 250 ح 6 بهذا الاسناد مثله.
وفي مصباح المتهجد: 509 عن زياد القندي، عنهما البحار: 89 / 77 ح 2 (قطعة منه).
ورواه في التهذيب: 5 / 430 ح 141 بهذا الاسناد.
وص 431 ح 145 بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان عن جعفر بن محمد بن مالك...
عنهما جميعا الوسائل: 5 / 546 ح 13 وجامع الأحاديث: 7 / 84 ح 6.
ورواه في المزار الكبير: 145 ح 188، بالإسناد إلى محمد بن همام... عنه البحار: 101 / 84
. ح 13
(2) في الكامل والتهذيب والاستبصار والكافي: الحسين.
(3) كامل الزيارات: 250 ح 8، عنه مستدرك الوسائل: 1 / 545 ح 5.
وفي مصباح المتهجد: 509 عن حذيفة، عنهما البحار: 89 / 78.
ورواه في الكافي 4 / 586 ح 3 عن علي بن محمد بن الحسين، عنه الوسائل: 5 / 548 ح 23
وعن مصباح المتهجد.
وأخرجه في التهذيب: 5 / 431 ح 144 والاستبصار: 2 / 335 ح 5 عن محمد بن يعقوب.
137

4 - حدثني أبو القاسم قال: أخبرني علي بن حاتم القزويني قال: حدثنا
أحمد (1) بن أبي عبد الله الأسدي قال: حدثني القاسم الصحاف، عن عمرو (2)
ابن عثمان، عن عمرو بن المرزوق قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصلاة في الحرمين [وفي الكوفة] (3) وعند قبر
الحسين عليه السلام فقال: أتم الصلاة فيها (4).
5 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله عن
الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد الآدمي، عن محمد بن عبد الله، عن صالح
بن عقبة، عن أبي شبل (5) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أزور قبر الحسين
عليه السلام؟
قال: زر الطيب وأتم الصلاة عنده.

(1) في كامل الزيارات: محمد.
راجع رجال السيد الخوئي: 11 / 317 و ج 14 / 283 و 287 و 289.
(2) في الأصل. عمر. وما أثبتناه من الكامل وكتب الرجال.
وهو عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز الأزدي الكوفي، يكنى أبا علي، ثقة، صحيح الحكايات
له كتب، منها: كتاب الجامع في الحلال والحرام.
راجع رجال النجاشي: 220 وفهرست الشيخ الطوسي: 111، ورجال العلامة الحلي. 121
(3) من الكامل.
(4) كامل الزيارات: 250 ح 7، عنه الوسائل: 5 / 550 ح 30 والبحار: 89 / 77 ح 3.
(5) أبو شبل: قال عنه النجاشي: هو عبد الله بن سعيد الأسدي، كوفي، ثقة، له كتاب وذكره الشيخ
الطوسي في الفهرست في باب الكنى وقال: أبو شبل، له كتاب.
راجع رجال النجاشي: 165 وص 357 وفهرست الشيخ: 191، ورجال السيد الخوئي:
10 / 204.
138

قلت: أتم الصلاة [عنده] (1)؟ قال: أتم.
قلت: بعض أصحابنا يرى (2) التقصير. قال: إنما يفعل ذلك الضعفة (3).

(1) من الكامل.
(2) في الكامل: يروى.
(3) كامل الزيارات: 248 ح 1 بهذا الاسناد.
وبإسناد آخر عن محمد بن يعقوب، عنه البحار: 89 / 76 ح 1.
ورواه في الكافي: 4 / 587 ح 6 عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد..
وأخرجه في التهذيب: 5 / 431 ح 142 والاستبصار: 2 / 335 ح 3 عن محمد بن يعقوب.
وأخرجه في الوسائل: 5 / 545 ح 12 عن التهذيب والكافي.
وفي جامع الأحاديث: 7 / 92 ح 36 عن التهذيب والكافي والاستبصار.
ورواه في المزار الكبير: 145 ح 192 بالإسناد إلى ابن قولويه، عنه البحار: 101 / 84 ح 14.
139

(61)
باب فضل الحائر وحرمته وحده (1)
وحده خمسة فراسخ من أربع جنبات قبره عليه السلام، ومن دونه مواطن
بعضها أشرف من بعض لدنوها من محله عليه السلام من المكان وقربها منه.
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني حكيم بن داود رحمه
الله، عن سلمة بن الخطاب، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد الله عليه
السلام قال:
حريم (2) قبر الحسين عليه السلام خمس فراسخ من أربع جوانب القبر (3).
2 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي رحمه الله تعالى وجماعة مشايخي
عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن محمد بن
إسماعيل البصري، عن زرارة (4)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
حرمة قبر الحسين عليه السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر (5).

(1) العنوان في نسخة - ب - بياض.
(2) في الكامل: حرم.
(3) تقدم الحديث بكامل تخريجاته واتحاداته في باب 8 ح 3.
(4) في الكامل والتهذيب: عمن رواه.
(5) كامل الزيارات: 271 ح 2 وفيه: من أربعة جوانبه. عنه مستدرك الوسائل: 10 / 320 ح 3.
ورواه في التهذيب: 6 / 71 ح 2 عن ابن قولويه. عنهما الوسائل: 10 / 399 ح 2.
ورواه في مصباح المتهجد: 509 عن محمد بن عيسى اليقطيني.
وأخرجه في البحار: 101 / 111 ح 25 عن الكامل والمتهجد.
140

3 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إن لموضع قبر الحسين بن علي عليهما السلام حرمة معروفة من عرفها واستجار
بها أجير.
قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك،
قال: امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه،
وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه، وخمسة
وعشرين ذراعا من ناحية رأسه.
وموضع قبره منذ (1) يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج منه
بأعمال زواره إلى السماء، فليس ملك ولا نبي في السماوات ولا في الأرض إلا وهم
يسألون الله عز وجل [أن يأذن لهم] (2) في زيارة قبر الحسين عليه السلام، ففوج
ينزل وفوج يعرج (3).
4 - ورواه عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول:
قبر الحسين عليه السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة
من رياض الجنة (4)

(1) في الأصل: من. وما أثبتناه من (خ ل) والكامل.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) تقدم الحديث بكامل تخريجاته واتحاداته في، باب 8 ح 2.
(4) كامل الزيارات: 272 ح 5 بإسناده عن أبيه وجماعة مشايخه عن سعد بن عبد الله، عن هارون ابن
مسلم، عن عبد الرحمان بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام.
وعن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن إسحاق بن عمار، عن أبي
عبد الله عليه السلام. عنه البحار: 101 / 111 ح 29 و 30 ومستدرك الوسائل: 2 / 217 ح 4.
ورواه مرسلا عن عبد الله بن سنان في مصباح المتهجد: 509 عنه البحار المذكور ح 31.
وفي التهذيب: 6 / 72 ح 4، عنه الوسائل: 10 / 401 ح 6.
وأورده مرسلا في روضة الواعظين: 477.
141

5 - وقال عليه السلام: موضع قبر الحسين صلوات الله عليه ترعة من ترع
الجنة (1).
وكان أقصى الحرم على الحديث الأول خمسة فراسخ، وأدناه من المشهد
فرسخ، وأشرف الفرسخ خمسة وعشرون ذراعا، وأشرف الخمسة والعشرين
ذراعا، عشرون ذراعا، وأشرف العشرين ذراعا ما شرف به وهو الجدث نفسه
وشرف الجدث الحال فيه صلوات الله عليه

(1) كامل الزيارات: 271 ذ ح 1 بإسناده عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن
الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام.
وفي ثواب الأعمال: 120 ذ ح 43 بإسناده عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب.. والفقيه: 2 / 579 ح 3166.
أخرجه في البحار: 101 / 110 ذ ح 23، ومستدرك الوسائل: 10 / 324 ذ ح 8 عن الكامل
والثواب. وفي الوسائل: 10 / 324 ح 15 عن الفقيه.
ورواه مرسلا في مصباح المتهجد: 510.
142

(62)
باب فضل طين قبر الحسين صلوات الله عليه
1 - حدثني أبو القاسم، قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال:
في طين قبر الحسين عليه السلام الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر (1).
2 - وقال عليه السلام: لو أن مريضا من المؤمنين يعرف بحق أبي عبد الله
الحسين عليه السلام وحرمته وولايته، أخذ له من طين قبر الحسين عليه السلام
مثل رأس الأنملة كان له دواء (2).
3 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: طين قبر الحسين فيه شفاء وإن أخذ

(1) كامل الزيارات: 275 ح 4.
ورواه مرسلا في مصباح المتهجد: 510 عن محمد بن سليمان البصري، عنهما البحار:
101 / 123 ح 18.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 174 ح 11 عن ابن قولويه.
ورواه في الفقيه: 2 / 599 ح 3204، عنهما الوسائل: 10 / 410 ح 7 وص 411 ح 10.
وأورده مرسلا في روضة الواعظين: 478.
(2) كامل الزيارات: 278 ح 8 عن محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاد، عن أبي بكر الحضرمي،
عن أبي عبد الله عليه السلام.
وص 279 ج 6 بإسناده عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين..، عنه الوسائل: 10 / 415
ح 4، والبحار: 101 / 125 ح 29.
ورواه في مصباح المتهجد: 510 عن أبي بكر الحضرمي.
143

على رأس ميل (1).
4 - وقال عليه السلام: من أصابته علة (فتداوى من طين) (2) قبر الحسين
عليه السلام شفاه الله من تلك العلة، إلا أن تكون علة السام (3).
5 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن
الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
حنكوا أولادكم بتربة الحسين عليه السلام فإنها أمان (4).
6 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن
سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث أبو الحسن
الرضا عليه السلام من خراسان رزم ثياب 2 وكان بين ذلك طين.

(1) كامل الزيارات: 275 ح 5 عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن شيخ من أصحابه
عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه الوسائل: 10 / 402 ح 9.
وأورده في مكارم الأخلاق: 167 مرسلا، عنهما البحار: 101 / 124 ح 20 و 21.
(2) في الكامل: فبدأ بطين.
(3) كامل الزيارات: 275 ح 6 مرسلا عن الصادق عليه السلام.
عنه الوسائل: 10 / 412 ح 13 والبحار: 101 / 124 ح 22.
(4) كامل الزيارات: 278 ح 2، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه
السلام.
عنه مستدرك الوسائل: 2 / 620 باب 27 ح 2.
ورواه في مصباح المتهجد: 510 عن أبي العلاء.
وفي مصباح الزائر: 309 مرسلا.
عنه البحار: 101 / 124 ح 24 وص 136 ح 79.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 74 ح 12 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 410 ح 8.
وأورده مرسلا في دعوات الراوندي: 185 ح 513 وروضة الواعظين: 478.
وأخرجه في البحار: 104 / 115 ح 35 عن الكامل والدعوات.
(5) كذا في باقي المصادر. وفي الأصل والكامل: ثياب رزم، والرزمة ما جمع وشد معا في
شئ واحد
يقال: رزمة ثياب. والجمع رزم.
144

فقلت للرسول: ما هذا؟.
قال: طين قبر الحسين عليه السلام، ما كان (1) يوجه شيئا من الثياب ولا
غيره إلا ويجعل فيه الطين ويقول: هو أمان بإذن الله تعالى (2).
7 - حدثني أبو القاسم [قال]: حدثني أبي ومحمد بن الحسين (3) وعلي بن
الحسين رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
رزق الله بن العلا، عن سليمان بن عمرو (4) السراج، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر على قدر سبعين باعا [في
سبعين باعا] (5). (6)

(1) كذا في (خ ل) والكامل. وفي الأصل: لا يكاد.
(2) كامل الزيارات: 278 ح 1، عن البحار: 101 / 124 ح 23 ومستدرك الوسائل: 8 / 218
باب 33 ح 1.
وروى نحوه في التهذيب: 8 / 40 ح 40 والاستبصار: 3 / 279 ح 7 عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عنه الوسائل: 10 / 410 ح 6.
(3) كذا في نسخة - أ -. وفي نسخة - ب - والكامل: الحسن.
(4) كذا في الأصل والكافي. وفي الكامل: عمر. راجع رجال السيد الخوئي: 8 / 276 و 278.
(5) ليس في نسخة - ب - والكامل ص 279 وبقية المصادر.
(6) كامل الزيارات. 279 ح 2 بهذا الاسناد.
وفي ص 281 ح 6 بإسناده عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن
محمد ابن عيسى، ورواه في الكافي: 4 / 588 ح 5 عن أحمد بن محمد، عن رزق الله بن أبي العلاء.
عنهما مستدرك الوسائل: 10 / 333 ح 10.
ورواه في التهذيب: 6 / 74 ح 13 عن ابن قولويه.
عنه وعن الكافي الوسائل: 10 / 400 ح 3.
ورواه في مصباح المتهجد: 510، ومصباح الزائر: 309 مرسلا.
عنهما - عدا التهذيب - البحار: 101 / 130 ح 50 و 51 و 52 و 53 و 55.
145

(63)
باب مقدار ما يؤخذ منه للانتفاع
1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن (1) عن علي بن فضال، عن أبيه، عن بعض
أصحابه (2)، عن أحدهما عليه السلام قال:
إن الله تعالى خلق آدم من الطين، فحرم الطين
على ولده.
قال: فقلت: ما تقول في طين قبر الحسين عليه السلام؟
قال: يحرم (3) على الناس أكل لحومهم، ويحل لهم (4) أكل لحومنا، وليكن (5)
اليسير (6) منه مثل الحمصة (7).

(1) في الأصل: الحسين، وما أثبتناه من كامل الزيارات والتهذيب وكتب الرجال.
هو علي بن الحسن بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن، يكنى أبا الحسن، ثقة، فقيه أصحابه
في الكوفة وكثير العلم، واسع الرواية والأخبار، جيد التصانيف له ثلاثون كتابا.
عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام.
تجد ترجمته في رجال النجاشي: 195، رجال الشيخ الطوسي: 419 وص 433 وفهرسته
: 98،
ورجال العلامة الحلي: 93 ورجال السيد الخوئي: 11 / 352 وص 360.
(2) في (خ ل) والكامل: أصحابنا.
(3) في الأصل: حرم، وما أثبتناه من (خ ل) والكامل والتهذيب.
(4) في الكامل: عليهم.
(5) في الكامل والتهذيب: ولكن.
(6) في (خ ل): الشئ.
(7) كامل الزيارات: 285 ح 3، عنه البحار: 60 / 154 ح 12 ومستدرك الوسائل: 10 / 337 ح 1
و ج 16 / 204 ح 3.
وفي مصباح المتهجد: 510 عن الحسن بن علي بن فضال، ومصباح الزائر: 310. عنها
البحار: 101 / 130 ح 46
وأخرجه في التهذيب: 6 / 74 ح 14 عن ابن قولويه، عنه الوسائل: 10 / 414 ح 1
146

(64)
باب
1 - يروى أن رجلا سأل الصادق عليه السلام فقال: إني سمعتك تقول:
إن تربة الحسين عليه السلام من الأدوية المفردة، وإنها لا تمر بداء إلا
هضمته.
فقال: قد كان ذلك، أو: قد قلت ذلك - فما بالك (1)؟
قال: [إني] (2) تناولتها فما انتفعت بها.
قال: أما إن لها دعاء، فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكد ينتفع بها.
قال: فقال له: ما أقول (3) إذا تناولتها؟
قال: تقبلها قبل كل شئ، وضعها على عينيك، ولا تتناول منها أكثر من
حمصة فإن من تناول منها أكثر [من ذلك] (4) فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا، فإذا
تناولت فقل:

(1) في نسخة - ب -: فمالك.
(2) من مصباح المتهجد والزائر.
(3) في الأصل: تقول، وفي مصباح المتهجد: يقول، وما أثبتناه من (خ ل) ومصباح الزائر.
(4) من مصباح الزائر /
147

(اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها، وأسألك بحق
النبي (1) الذي خزنها، وبحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي على على محمد
وآل محمد وأن تجعله (2) شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف، وحفظا
من كل سوء).
فإذا قلت ذلك فاستدرها (3) في شئ واقرأ عليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)
فإن الدعاء الذي تقدم لأخذها هو الاستئذان عليها، وقراءة (إنا أنزلناه في ليلة
القدر) ختمها (4).

(1) من مصباح الزائر و (خ ل مصباح المتهجد): الملك.
(2) في مصباح الزائر: تجعلها.
(3) استدار الشئ: أحاط به.
وفي مصباحي المتهجد والزائر: فاشددها.
(4) رواه مرسلا في مصباح المتهجد: 511، ومصباح الزائر: 309، عنهما البحار: 101 / 135 ح 73.
وأخرجه عن مصباح المتهجد في الوسائل: 16 / 397 ح 7.
وأورده مرسلا في دعوات الراوندي: 186 ح 515.
148

(65)
باب [ما يقول الرجل إذا أخذ من طين قبر الحسين عليه السلام] (1)
1 - حدثني أبو القاسم قال: حدثني أبي وجماعة، عن سعد بن عبد الله عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل البصري، (عن بعض رجاله) (2)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، فإذا
أكلته فقل:
(بسم الله [و] بالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا
وشفاء، من كل داء، إنك على شئ قدير) (3).

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) في الأصل: عن رجاله عن مشايخي.
(3) كامل الزيارات: 284 ح 1.
ورواه في مصباح المتهجد: 510 عن يونس بن ظبيان وزاد فيه: (اللهم رب التربة
المباركة، ورب الوصي الذي وارثه صل على محمد وآل محمد اجعل هذا الطين شفاء من كل
داء وأمانا من كل خوف).
عنهما البحار: 101 / 129 ح 40 وص 134 ضمن ح 70، ومستدرك الوسائل: 10 / 341
ح 6 وأورده مرسلا في مكارم الأخلاق: 167 و 422 عن الصادق عليه السلام، عنه البحار:
95 / 34.
149

(66)
باب فضل السبحة والتسبيح بها
1 - روى عبد الله بن إبراهيم بن محمد الثقفي، [عن أبيه، عن الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام] (1):
إن فاطمة عليها السلام كانت مسبحتها (2) من خيط من صوف مفتل معقود
عليه عدد التكبيرات، فكانت بيدها عليها السلام تديرها، تكبر وتسبح إلى أن
قتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام، فاستعملت تربته وعملت التسابيح
فاستعملها الناس.
فلما قتل الحسين عليه السلام وجدد على قاتله العذاب عدل بالأمر عليه،
فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية (3).
2 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من أدار الحجير من تربة
الحسين عليه السلام، فاستغفر ربه مرة واحدة كتب له بالواحدة سبعون مرة، وإن
أمسك السبحة في يده، ولم يسبح بها ففي كل حبة سبع مرات (4).

(1) المزار الكبير والبحار.
(2) في المزار الكبير والبحار: سبحتها.
(3) رواه في المزار الكبير: 149 ح 207، عنه البحار: 101 / 133 ح 64.
وأورده مرسلا في مكارم الأخلاق: 295، عنه الوسائل: 4 / 1032 ح 1 والبحار: 85 / 333
ح 16. وفي مصباح الكفعمي: 508 (حاشية).
(4) المزار الكبير: 149 / ح 208 ومصباح المتهجد: 512، عنهما الوسائل: 4 / 1033 ح 4، والبحار
85 / 334، و ج 101 / 136 ح 77.
وأورده في مصباح الكفعمي: 508 (حاشية).
150

3 - وروى أبو القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال:
من أدار الحجير من التربة وقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر مع كل حبة منها، كتب له بها ستة آلاف حسنة، ومحي عنه ستة آلاف
سيئة، و
رفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها (1).
4 - وفي كتاب الحسن بن محبوب أن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن
استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين عليهما السلام والتفاضل بينهما
فقال عليه السلام
المسبحة (2) التي من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح بيد الرجل من غير
أن يسبح.
قال: وقال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وفي يده السبحة منها، فقيل له
في ذلك فقال: أما إنها أعود علي، - أو قال: أخف علي - (3).
5 - وروى: أن الحور العين إذا أبصرن واحدا من الأملاك يهبط إلى الأرض
لأمر ما، يستهدين التسبيح والتربة 4 من قبر الحسين عليه السلام (5).
6 - وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: التسبيح (6) الزرق في أيدي
شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل. إن الله تعالى أوحى إلى موسى

(1) المزار الكبير: 149 ح 209، عنه البحار: 101 / 133 ح 65.
(2) في المزار الكبير: السبحة.
(3) المزار الكبير: 149 ح 210، عنه البحار: 101 / 133 ح 66.
وأورده في مكارم الأخلاق: 295 باختلاف، عنه الوسائل: 4 / 1033 ح 2 والبحار:
85 / 333.
(4) في نسخة - ب -: والترب.
(5) المزار الكبير: 149 ح 211، عنه البحار: 101 / 134 ح 67.
وأورده في مكارم الأخلاق: 295، عنه الوسائل: 4 / 1033 ح 3، والبحار: 85 / 333.
(6) في المزار الكبير: السبح.
151

بن عمران عليه السلام أن مر بني إسرائيل أن يجعلون في أربعة جوانب أكسيتهم
الخيوط الزرق يذكرون بها إله السماء (1).
7 - وروى عبيد (2) الله بن علي الحلبي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام قال: لا يخلو المؤمن من خمسة: مسواك، ومشط، وسجادة
ومسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق (3).

(1) المزار الكبير: 150 ح 212، عنه البحار: 101 / 134 ح 68.
(2) في الأصل ومصباح المتهجد والمزار الكبير: عبد، وما أثبتناه هو الصحيح من كتب التراجم
وهو عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي، يكنى أبا علي، كوفي، كان يتجر هو وأبوه وإخوته
إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى حلب.
وآل أبي شعبة بيت كبير في الكوفة، أخيار، كانوا جميعهم ثقات مرجوعا إليهم فيما يقولون وروى
جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام.
وهو أول من صنف للإمامية، وعرض كتابه على الصادق عليه السلام فصححه واستحسنه وقال
عنه: ليس لهؤلاء في الفقه مثله.
تجد ترجمته في: رجال النجاشي: 171، ورجال الشيخ الطوسي: 229 وفهرسته: 106 ورجال
ابن داود: 125، ورجال العلامة الحلي: 112، ورجال السيد الخوئي: 11 / 89: 96 وغيرهم.
(3) المزار الكبير: 150 ح 213، وفي مصباح المتهجد: 512، عنه الوسائل: 4 / 1033 ح 5 وفي
البحار: 101 / 136 ح 76.
وفي مكارم الأخلاق: 295 عنه وعن المصباح البحار: 85 / 334 ح 17.
152

(67)
باب دعاء يوم عرفة
وإذا حضرت مشهد الحسين عليه السلام يوم عرفة أو عرفات نفسها، أو حيث
حللت من البلاد، فاغتسل قبل الزوال، وابرز تحت السماء وادع بهذا الدعاء:
(اللهم أنت الله رب العالمين، وأنت الله الرحمن الرحيم، وأنت
الله الدائب (2) في غير وصب ولا نصب، ولا تشغلك رحمتك عن عذابك،
ولا عذابك عن رحمتك
خفيت من غير موت، وظهرت فلا شئ فوقك،
وتقدست في علوك، وترديت بالكبرياء في الأرض وفي السماء، وقويت في
سلطانك، ودنوت من كل شئ في ارتفاعك، وخلقت الخلق بقدرتك،
وقدرت الأمور بعلمك، وقسمت الأرزاق بعدلك، ونفذ في كل شئ
علمك، وحارت الأبصار دونك، وقصر
دونك طرف كل طارف، وكلت
الألسن عن صفاتك، وغشي بصر كل ناظر نورك، وملأت بعظمتك أركان
عرشك، وابتدأت الخلق على غير مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى
صنعة شئ منه.
ولم تشارك في خلقك، ولم تستعن بأحد في شئ من أمرك، ولطفت

(1) وهو الدعاء المعروف بدعاء الموقف لعلي بن الحسين عليهما السلام.
(2) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل: القائم.
153

[في عظمتك، وانقاد] (1) لعظمتك كل شئ، وذل لعزك كل شئ.
أثني عليك يا سيدي، وما عسى أن يبلغ في مدحتك ثنائي مع قلة
عملي وقصر رأيي، وأنت يا رب الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك وأنا
المملوك وأنت الرب وأنا العبد، وأنت الغني وأنا الفقير، وأنت المعطي وأنا
السائل، وأنت الغفور وأنا الخاطئ، وأنت الحي الذي لا يموت وأنا خلق
أموت.
يا من خلق الخلق ودبر الأمور، فلم يقايس شيئا بشئ [من] (2)
خلقه، ولم يستعن على خلقه بغيره، ثم أمضى الأمور على خلقه بغيره،
ثم أمضى الأمور على قضائه، وأجلها إلى أجل، قضى فيها بعدله،
وعدل فيها (بفضله، وفصل) (3) فيها بحكمه، وحكم فيها بعدله (4)،
وعلمها بحفظه، ثم جعل منتهاها إلى مشيته ومستقرها إلى محبته، ومواقيتها
إلى قضائه، لا مبدل لكلماته، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه (5)، ولا
مستراح عن أمره، ولا محيص لقدره (6)، ولا خلف لوعده
ولا متخلف عن
دعوته، ولا يعجزه شئ طلبه، ولا يمتنع من أحد أراده، ولا يعظم عليه

(1) ليس في نسخة - ب -.
(2) من إقبال الأعمال والمصباحين والمزار القديم.
(3) في نسخة - ب -: بفضله. وفي مصابيح المتهجد والاقبال: بفضله وفضل.
(4) في خ ل: بعلمه
(5) في خ ل والكفعمي والمزار القديم: لفضله.
(6) كذا في الأصل ومصباح المتهجد والمزار القديم.
وفي خ ل والكفعمي: عن قضائه.
154

شئ فعله، ولا يكبر عليه شئ صنعه، ولا يزيد في سلطانه طاعة مطيع
ولا تنقصه معصية عاص، ولا يبدل القول لديه، ولا يشرك في حكمه
أحدا.
الذي ملك الملوك بقدرته، واستعبد الأرباب بعزه، وساد العظماء
بجوده وعلا السادة بمجده، وانهدت الملوك لهيبة، وعلا أهل السلطان
بسلطانه وربوبيته، وأباد الجبابرة بقهره، وأذل العظماء بعزه، وأسس الأمور
بقدرته وبنى المعالي بسؤدده، وتمجد بفخره، وفخر بعزه، وعز بجبروته،
وعم بنعمته ووسع كل شئ برحمته.
إياك أدعو، وإياك أسأل، ومنك أطلب، وإليك أرغب.
يا غاية المستضعفين، ويا صريخ المستصرخين، ومعتمد
المضطهدين، ومنجي المؤمنين، ومثيب الصابرين، وعصمة الصالحين،
وحرز العارفين وأمان الخائفين، وظهر اللاجين، وجار المستجيرين،
وطالب الغادرين، ومدرك الهاربين، وأرحم الراحمين، وخير الناصرين،
وخير الفاصلين، وخير الغافرين (1)، وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين.
لا يمتنع من بطشه شئ، ولا ينتصر من عقوبته، ولا محيص عن
قدره، ولا يحتال لكيده، ولا يدرك علمه، ولا يدر أملكه، ولا يقهر عزه،
ولا يذل استكباره ولا يبلغ جبروته، ولا تصغر عظمته، ولا يضمحل
فخره، ولا يتضعضع ركنه، ولا ترام قوته، المحصي لبريته، الحافظ أعمال
خلقه، ولا ضد له، ولا ند له، ولا ولد له، ولا صاحبة له، ولا سمي له،

(1) في نسخة - ب -: العارفين.
155

ولا قريب له، ولا كفوا له، ولا شبه (1) له، ولا نظير له ولا مبدل لكلماته،
ولا يبلغ مبلغه، ولا يقدر شئ قدرته، ولا يدرك شئ أثره ولا ينزل شئ
منزلته، ولا يدرك شئ أحرزه، ولا يحول دونه شئ.
بنى السماوات فأتقنهن وما فيهن بعظمته، ودبر أمره فيهن بحكمته،
وكان كما هو أهله، لا بأولية قبله، ولا بآخرية بعده، وكان كما ينبغي له
يرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى، يعلم السر والعلانية، ولا تخفى عليه
خافية وليس لنقمته واقية، يبطش البطشة الكبرى، ولا تحصن منه
القصور، ولا تجن منه الستور، ولا تكن منه الجدور، ولا تواري منه
البحور، وهو على كل شئ قدير، وهو بكل شئ عليم.
يعلم هماهم الأنفس وما تخفي الصدور، ووساوسها وبنات (2)
القلوب ونطق الألسن، ورجع الشفاه، وبطش الأيدي، ونقل الأقدام،
وخائنة الأعين والسر وأخفى، والنجوى وما تحت الثرى، ولا يشغله شئ
عن شئ، ولا يفرط في شئ ولا ينسى شيئا لشئ.
أسألك يا من عظم صفحه، وحسن صنعه، وكرم عفوه، وكثرت
نعمه، ولا يحصى إحسانه وجميل بلائه، أن تصلي على محمد وآل محمد،
وأن تقضي لي حوائجي التي أفضيت بها إليك، وقمت بها بين يديك،
وأنزلتها بك، وشكوتها إليك، مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني،
وتقصيري فيما نهيتني عنه.

(1) في بقية المصادر: شبيه.
(2) في بقية المصادر: ونبات: وبنات القلوب. الهموم.
156

يا نوري في كل ظلمة، ويا أنسي في كل وحشة، ويا ثقتي في كل
شدة (1)، يا رجائي في كل كربة، ويا وليي في كل نعمة، ويا دليلي في
الظلام.
أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء، فإن دلالتك لا تنقطع، لا
يضل من هديت، ولا يذل من واليت، أنعمت علي - فأسبغت، ورزقتني
فوفرت، ووعدتني (2) فأحسنت، وأعطيتني فأجزلت، بلا استحقاق لذلك
بعمل مني، ولكن ابتداء منك بكرمك وجودك، فأنفقت نعمتك في
معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت عمري فيما لا تحب،
فلم تمنعك جرأتي عليك، وركوبي ما نهيتني عنه، ودخولي فيما حرمت علي
أن عدت علي بفضلك، ولم يمنعني عودك علي بفضلك أن عدت في
معاصيك.
فأنت العائد بالفضل، وأنا العائد بالمعاصي، وأنت يا سيدي خير الموالي
لعبيده، وأنا شر العبيد، فتجيبني، وأسألك فتعطيني، وأسكت
عنك فتبتدءني، وأستزيدك فتزيدني.
فبئس العبد أنا لك يا سيدي ومولاي،، وأنا الذي لم أزل أسئ وتغفر
لي ولم أزل أتعرض للبلاء وتعافيني، ولم أزل أتعرض للهلكة وتنجيني،
ولم أزل أضيع في الليل والنهار في قلبي فتحفظني، فرفعت خسيستي (3)،

(1) كذا في خ ل وفي الأصل: شديدة.
(2) (خ ل): توعدتني.
(3) أي دنائتي.
157

وأقلت عثرتي، وسترت عورتي، ولم تفضحني بسريرتي، ولم تنكس برأسي
عند (1) إخواني، بل سترت علي القبائح العظام، الكبار،
وأظهرت حسناتي القليلة الصغار منا منك وتفضلا وإحسانا وإنعاما
واصطناعا، ثم أمرتني فلم أئتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ولم أشكر
نعمتك، ولم أقبل نصيحتك، ولم أؤد حقك، ولم أترك معاصيك.
بل عصيتك بعيني، ولو شئت أعميتني، فلم تفعل ذلك بي.
وعصيتك بسمعي، ولو شئت أصممتني، فلم تفعل ذلك بي.
[وعصيتك بيدي، ولو شئت لكنعتني (2)، فلم تفعل ذلك بي.
وعصيتك برجلي، ولو شئت لجذمتني فلم تفعل ذلك بي] (3).
وعصيتك بفرجي، ولو شئت عقمتني، فلم تفعل ذلك بي.
وعصيتك بجميع جوارحي، فلم يك هذا جزاءك مني.
فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقر بذنبي، الخاضع لك بذلي،
المستكين لك بجرمي، مقر لك بجنايتي، متضرع إليك (4)، راج لك في
موقفي هذا تائب (من جريرتي) (5) ومن اقترافي، مستغفر لك من ظلمي
لنفسي، راغب إليك في فكاك رقبتي من النار، مبتهل إليك في العفو عني

(1) في الأصل: عندك.
(2) كنع يده: أشلها وأيبسها.
(3) ليس في نسخة - ب -.
(4) في الأصل: لك.
(5) في بقية المصادر: إليك من ذنوبي.
والجريرة: الذنب والجنابة.
158

من المعاصي طالب إليك أن تنجح لي حوائجي، وتعطيني فوق رغبتي، أن
تسمع ندائي وتستجيب دعائي، وترحم تضرعي وشكواي، وكذلك
العبد الخاطئ يخضع لسيده، ويخشع لمولاه بالذل.
يا أكرم من أقر له بالذنوب، وأكرم من خضع له وخشع، ما أنت
صانع بمقر لك بذنبه، خاشع بذله، فإن (1) كانت ذنوبي قد حالت
بيني وبينك أن تقبل علي بوجهك وتنشر علي رحمتك، وتنزل علي
شيئا (2) من بركاتك أو ترفع لي إليك صوتا أو تغفر لي ذنبا، أو تتجاوز عن
خطيئة.
فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك، وعز جلالك، متوجه
إليك، ومتوسل إليك، ومتقرب إليك وبنبيك صلى الله عليه وآله أحب
خلقك إليك، وأكرمهم لديك، وأولاهم بك، وأطوعهم لك، وأعظمهم
منك منزلة، وعندك مكانا وبعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين،
الذين افترضت طاعتهم، وأمرت بمودتهم، وجعلتهم ولاة أمرك بعد نبيك
صلواتك عليه وآله.
يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، قد بلغ مجهودي، فهب لي
نفسي لساعة الساعة برحمتك.
اللهم لا قوة لي على سخطك، ولا صبر لي على عذابك، لا غناء،

(1) خ ل: وإن.
(2) خ ل
159

بي (1) عن رحمتك، تجد من تعذب غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك، و (2)
لا قوة لي على البلاء، ولا طاقة لي على الجهد.
أسألك بحق محمد نبيك صلى الله عليه وآله، وأتوسل إليك بالأئمة
الذين اخترتهم لسرك، وأطلعتهم على خفيك (3)، واخترتهم بعلمك،
وطهرتهم وأخلصتهم (4) واصطفيتهم وأصفيتهم هداة مهديين،
وأئتمنتهم على وحيك وعصمتهم عن معاصيك، ورضيتهم لخلقك،
وخصصتهم بعلمك، واجتبيتهم بكلامك، وحبوتهم وجعلتهم حججا
على خلقك وأمرت بطاعتهم، ولم ترخص لأحد في معصيتهم،
وفرضت طاعتهم على من برأت.
وأتوسل إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار وفدك.
اللهم صلي على محمد وآل، وارحم صراخي، واعترافي بذنبي
وتضرعي، وارحم طرحي رحلي بفنائك، وارحم مسيري إليك، يا أكرم
من سئل، يا عظيما يرجى لكل عظيم، اغفر لي ذنبي العظيم، فإنه لا
يغفر [الذنب] (5) العظيم إلا العظيم.
اللهم إني أسألك فكاك رقبتي من النار، يا رب المؤمنين لا تقطع
رجائي يا منان من به علي يا أرحم الراحمين، يا من لا يخيب سائله لا تردني

(1) في خ ل ومصباح المتهجد والكفعمي: لا غنى لي.
(2) كذا في خ ل وبقية المصادر. وفي الأصل: رب.
(3) في الأصل: خفيتك.
(4) في الأصل: فأخلصهم. وما أثبتناه من خ ل وبقية المصادر.
(5) من نسخة - ب -.
160

خائبا يا عفو أعف، يا تواب [تب علي و] (1) اقبل توبتي.
يا مولاي حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن
منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أعطني فكاك رقبتي من النار.
اللهم بلغ روح محمد وآل محمد عني تحية وسلاما، وبهم اليوم
فاستنقذني، يا من أمر بالعفو، يا من يجزي على العفو، يا من
رضي العفو يا من يثيب على العفو، العفو العفو (يقولها عشرين مرة).
أسألك اليوم العفو، وأسألك من كل خير أحاط به علمك.
هذا مكان البائس الفقير، هذا مكان المضطر إلى رحمتك هذا
مكان المستجير بعفوك من عقوبتك، هذا مكان العائذ بك منك، أعوذ
برضاك من سخطك، ومن فجأة (1) نقمتك، يا أملي، يا رجائي، يا خير
مستعان (2)، يا أجود المعطين، يا من سبقت رحمته غضبه.
يا سيدي ومولاي وثقتي ورجائي ومعتمدي، ويا ذخري، ويا
ظهري وعدتي وغاية أملي ورغبتي، وغياثي يا وارثي، ما أنت صانع بي
في هذا اليوم الذي قد فزعت فيه إليك الأصوات.
أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد. وأن تقلبني فيه مفلحا
منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه، واستجبت دعاءه وقبلته،
وأجزلت حباءه وغفرت ذنوبه، وأكرمته ولم تستبدل به سواه، وشرفت

(1) ليس في نسخة - ب.
(2) في نسخة - ب -: فجاءة.
(3) في بقية المصادر: مستغاث.
161

مقامه، وباهيت به من هو خير منه، وقلبته بكل حوائجه، وأحييته بعد
الممات حياة طيبة، وختمت له بالمغفرة وألحقته بمن تولاه.
اللهم إن لكل وافدا جائزة، ولكل زائرا كرامة، ولكل سائل لك
عطية ولكل راج لك ثوابا، ولكل ملتمس ما عندك جزاء، ولكل راغب
إليك هبة، ولكل من فزع إليك رحمة، ولكل (راغب فيك) (1) زلفى،
ولكل متضرع إليك إجابة، ولكل مستكين إليك رأفة، ولكل نازل بك
حفظا، ولكل متوسل إليك عفوا، وفدت إليك، ووقفت بين يديك
في هذا الموضع الذي شرفته رجاء لما عندك، ورغبته إليك، فلا تجعلني
اليوم أخيب وفدك وأكرمني بالجنة، ومن علي بالمغفرة، وجملني بالعافية،
وأجرني من النار وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب، وادرأ عني شر
فسقة العرب والعجم وشر (2) شياطين الإنس والجن.
اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تردني خائبا، وسلمني ما بيني
وبين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك واسقني من
حوضهم مشربا رويا لا أظمأ بعده أبدا، واحشرني في زمرتهم، وتوفني في
حزبهم، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة، فإني رضيت بهم هداة.
يا كافي كل شئ، ولا يكفي منك (3) شئ صل على محمد وآل

(1) في خ ل ومصباح الكفعمي وإقبال الأعمال والمزار القديم: من رغب إليك.
وفي مصباح المتهجد والبحار: من رغب فيك.
(2) كذا في خ ل وبقية المصادر، وفي الأصل: من
(3) في خ ل وبقية المصادر: منه.
162

محمد، واكفني شر ما أحذر، وشر ما لا أحذر، ولا تكلني إلى أحد سواك،
وبارك لي فيما رزقتني، ولا تستبدل بي غيري، ولا تكلني إلى أحد من خلقك،
ولا إلى رأيي فتعجزني، ولا إلى الدنيا فتلفظني، ولا إلى قريب ولا بعيد،
تفرد بالصنع لي يا سيدي ومولاي.
اللهم أنت أنت، انقطع الرجاء إلا منك، في هذا اليوم تطول علي
فيه بالعافية والرحمة والمغفرة.
اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة، ورب كل حرم ومشعر (عظمت
قدره) (1) وشرفته [و] بالبيت الحرام، والشهر الحرام، وبالحل والاحرام،
والركن والمقام، صل على محمد وآل محمد، وأنجح لي كل حاجة بما فيه
صلاح ديني ودنياي وآخرتي، واغفر لي ولوالدي، ومن ولدني من
المسلمين، وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء، وعرفهما
بدعائي ما تقر أعينهما
فإنهما قد سبقاني إلى الغاية، وخلفتني بعدهما،
فشفعني، في نفسي وفيهما، وفي جميع أسلافي من المؤمنين في هذا اليوم
يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وفرج عن آل محمد، واجعلهم
أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، وانصرهم وانتصر بهم، وأنجز لهم ما
وعدتهم، وبلغني فتح آل محمد، واكفني كل هول دونه، ثم أقسم اللهم
لي فيهم نصيبا خالصا، يا مقدر الآجال، يا مقسم الأرزاق، افسح لي في

(1) كذا في خ ل وفي الأصل: عظمته
163

عمري، وابسط لي في رزقك (1).
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأصلح لنا إمامنا واستصلحه،
وأصلح على يديه، وآمن خوفه وخوفنا عليه، واجعله اللهم الذي تنتصر
به لدينك اللهم املأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، وامنن
به على فقراء المسلمين وأراملهم ومساكينهم، واجعلني من خيار مواليه
وشيعته، أشدهم حبا، وأطوعهم له طوعا، وأنفذهم لأمره، وأسرعهم
إلى مرضاته، وأقبلهم لقوله، وأقومهم بأمره، وارزقني الشهادة بين يديه
حتى ألقاك وأنت عني راض.
اللهم إني خلفت الأهل والولد وما خولتني، وخرجت إليك وإلى
هذا الموضع الذي شرفته رجاء ما عندك، ورغبة إليك، ووكلت ما خلفت
إليك فأحسن علي فيهم (2) الخلف، فإنك ولي ذلك من خلقك.
لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم،
سبحان الله والحمد لله رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع،
وما فيهن وما تحتهن
ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين (3).

. (1) في بقية المصادر: رزقي.
(2) في خ ل: منهم.
(3) رواه في مصباح المتهجد: 477 دعاء زين العابدين عليه السلام.
عنه مصباح الكفعمي: 663، وإثبات الهداة: 2 / 474 ح 392 (قطعة منه).
وأورده ابن طاووس في إقبال الأعمال: 358، عنه البحار: 89 / 228 والحر العاملي في
الصحيفة السجادية الثانية: 137.
وأوردناه في الصحيفة السجادية الجامعة: 337 دعاء 149 بتخريجاته وبياناته.
164

بسم الله الرحمن الرحيم
عرفت - أدام الله عزك - موقع مختصر مناسك زيارة الإمامين صلوات الله
عليهما منك.
وإيثارك رسم زيارة سائر الأئمة عليهم السلام من بينهما وبعدهما، وزيارة
سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها.
وأن أقدم على ذلك ذكر زيارة النبي صلى عليه وآله إذ كان عليه السلام
المقدم فضلا.
وأثبت ما جاء في زيارة قبور الشيعة وشرحها، مرتبا ذلك على ذكر طرف من
الأثر الوارد في فضائله وعظم ثوابه.
لتضيفه - أيدك الله - إلى المختصر وتجمعه بأسره في مجلد فيكون
كتابا كافيا مع إيجازه.
وقد صرت إلى ما أحببت من ذلك بتوفيق الله تعالى ومعونته وهو حسبي
في أموري كلها، وعليه توكلي في جميع عزماتي على طاعته وكفى بالله وكيلا.
167

باب (1) [مختصر فضل] زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله
1 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله (1) القريشي، عن محمد بن الأشعث
عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، [عن أبيه] (2)
جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي [بن الحسين] (3)
عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر
إلي في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلي بالسلام فإنه يبلغني (4).

(1) في الأصل والمزار الكبير: عامر، وما أثبتناه من التهذيب وكتب الرجال.
قال آغا بزرك الطهراني في كتابه أعلام القرن الرابع ص 5: إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي
الراوي عن محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر كتاب الأشعثيات - كما في أسانيد التهذيب -
فهو في طبقة التلعكبري وسهل الديباجي وأبي المفضل الشيباني ممن يروون عن ابن الأشعث.
(2) راجع رجال السيد الخوئي: ح 1 / 147.
(2) ليس في الأصل.
(3) ليس في نسخة - ب - والمزار الكبير.
(4) كامل الزيارات: 14 ح 17 عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن سليمان، عن
موسى بن محمد ابن
موسى، عن جعفر بن محمد الأشعث. عنه البحار: 100 / 143 ح 29.
ورواه في الجعفريات: 76 بإسناده عن عبد الله، عن محمد بن الأشعث.
وفي التهذيب: 6 / 3 ح 1 عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي أحمد إسماعيل بن عيسى ابن
محمد المؤدب، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي.
وفي المزار الكبير: 3 ح 6 (مخطوط) بإسناده إلى علي عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله.
وفي المقنعة: 72 مرسلا، وأخرجه في الوسائل: 10 / 263 ح 1 عن التهذيب والمقنعة. وأورده
مرسلا في مصباح الكفعمي: 474 (حاشية) وجامع الأخبار: 23.
168

2 - أخبرني أبو القاسم بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة
من أصحابه، عن سهل [بن زياد، عن محمد] (1) بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار [قبر] (2) رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال:
كمن زار الله في (3) عرشه (4).
3 - أخبرني أبو القاسم بن قولويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب
عن أبان، [عن] (5) السدوسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [قال] (6) رسول الله صلى الله عليه وآله: من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم

(1) من الكافي والتهذيب والكامل والمزار الكبير.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) في الكافي والتهذيب والمزار الكبير: فوق.
(4) كامل الزيارات: 147 ح 1 (قطعة) عن أبيه وعلي بن الحسين، وجماعة مشايخه عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل وروى قطعة منه في ص 15 ح 20 و 150
ح 4 بطريقتين، عنه البحار: 100 / 144 ح 31 و 32 عن التهذيب: ورواه في الكافي: 4 / 585
ح 5 (قطعة) عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين. وفي التهذيب: 6 / 4
ح 6 عن محمد بن يعقوب، وفي المقنعة: 72 مرسلا. عنهم الوسائل: 10 / 262 ح 6.
(5) ليس في الأصل، وليس في أصحابنا رجل باسم أبان السدوسي.
هو أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليه
السلام، وعده الشيخ الطوسي من أصحاب الصادق عليه السلام، له كتاب، وهو من الستة الذين
أجمعت العصابة على تصديقهم وهم: جميل بن دراج، عبد الله بن مسكان، عبد بن بكير، حماد
ابن عيسى، حماد بن عثمان، وأبان بن عثمان تجد ترجمته في رجال الشيخ: 152 وجامع الرواة:
1 / 12 ورجال السيد الخوئي 1 / 15 وص 32.
(6) ليس في الأصل.
169

القيامة (1).
4 - أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن بندار
عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبي يحيى (2)
الأسلمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من أتى مكة حاجا وليم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني
وجبت
له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة (3).

(1) كامل الزيارات: 12 ح 1 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى...
وص 13 ح 10 عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب و ح 13
عن حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان وص 14 ح 16
عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله... عنه البحار: 100 / 142 ح 18 و 19
. و 20
و 21.
ورواه في الكافي: 4 / 548 ح 3 عن أحمد بن محمد.
وفي التهذيب: 6 / 4 ح 4 عن محمد بن الحسن بن الوليد... عنهما الوسائل 10 / 261 ح 2.
وأورده مرسلا في المقنعة: 72.
(2) كذا في الأصل والتهذيب والمزار الكبير. وفي خ ل الكافي والكامل: حجر. راجع رجال السيد
الخوئي: 21 / 126 و 22 / 83. وفي علل الشرائع والفقيه: إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي.
والظاهر أنه: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم، مدني، روى عن أبي جعفر
وأبي عبد الله عليهما السلام، وعده الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الصادق عليه السلام.
رجال البرقي: 27، رجال الطوسي: 144 وفهرسته: 3، ورجال النجاشي: 12 ورجال السيد
الخوئي: 1 / 60 و 67 و 136.
(3) كامل الزيارات: 13 ح 9 (قطعة) عن محمد بن الحسن بن الوليد، ومحمد بن يعقوب،
عنه البحار. 100 / 140 ح 6.
ورواه في الكافي: 4 / 548 ح 5 (قطعه) عن علي بن محمد بن بندار...
والتهذيب: 6 / 4 ح 5 عن محمد بن يعقوب.
ورواه في علل الشرائع: 460 ح 7 والفقيه: 2 / 565 ح 3157 (قطعة) بإسناده عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن عباد بن سليمان الديلمي...
عنه الوسائل: 10 / 261 ح 3، وأخرجه في البحار المذكور ح 5 عن العلل.
170

5 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد
ابن يحيى، عن سلمة، عن علي بن يوسف بن عميرة، عن طفيل (1) بن مالك
النخعي عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أبيه، عن النبي
صلى الله عليه وآله قال:
من أتاني زائرا (2) في حياتي أو بعد موتي، كان في جواري يوم القيامة (3).

(1) كذا في الأصل والتهذيب.
وفي الكامل: الفضل. لم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال.
والطفيل بن مالك بن مقداد النخعي الكوفي، عده الشيخ والبرقي من أصحاب الإمام
الصادق عليه السلام.
راجع رجال الشيخ: 221، ورجال البرقي: 42، ورجال السيد الخوئي: 9 / 167
و ج 13 / 339.
(2) في الكامل والتهذيب: من زارني.
(3) كامل الزيارات: 13 ح 11 عن حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب..
عنه البحار: 100 / 143 ح 26.
وفي التهذيب: 6 / 3 ح 2 عن محمد بن يعقوب.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 262 ح 5 عن الكافي ولم نجده فيه، والظاهر أنه اشتباه وقع بدل
التهذيب.
وأخرجه في الوسائل المذكور ص 263 ح 8 عن المقنعة: 72 مرسلا.
171

(2)
باب مختصر شرح زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه،
عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر 1 قال:
قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: كيف السلام على رسول
الله صلى الله عليه وآله عند قبره؟ فقال: قل:
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام
عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا حجة
الله.
أشهد أنك قد نصحت لأمتك، وجاهدت في سبيل الله وعبدته
مخلصا حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته.
اللهم صل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل
إبراهيم إنك حميد [مجيد] (2) (3).

(1) في الأصل: نضر، وما أثبتناه هو الصحيح. راجع باب 17 ح 39
(2) ليس في نسخة - أ -.
(3) كامل الزيارات: 18 ح 6.
وروى مثله في ص 20 ح 10 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى
ويعقوب بن يزيد، وموسى بن عمر، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر.
عنه البحار: 100 / 155 ح 25 و 28، ومستدرك الوسائل: 10 / 193 ح 7.
ورواه في الكافي: 4 / 552 ح 3 عن عدة من أصحابه.
وفي التهذيب: 6 / 6 ح 2 عن محمد بن يعقوب، عنهما الوسائل: 10 / 268 ح 3.
وأورده في مصباح الكفعمي: 474، والبلد الأمين: 277
172

(3)
مختصر زيارة أخرى له عليه السلام:
1 - إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام:
كيف تقول: في السلام 1 على النبي صلى الله عليه وآله؟
قال: قلت: الذي نعرفه ورويناه.
قال: أفلا أعلمك ما هو أفضل من هذا؟ فقلت: بلى جعلت فداك.
فكتب 2 لي وأنا قاعد 3 عنده بخطه قرأه علي. قال:
إذا وقفت على قبره صلى الله عليه وآله فقل:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك [رسول الله، وأشهد
أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك محمد] 4 خاتم النبيين،

(1) في نسخة - ب -: التسليم.
(2) في نسخة - ب -: فكتبه.
(3) في خ ل: واقف.
(4) ليس في نسخة - ب -.
173

وأشهد أنك قد بلغت رسالاته (1)، ونصحت لأمتك، وجاهدت في سبيل
ربك، وعبدته حتى أتاك اليقين وأديت الذي عليك من الحق.
اللهم صل على محمد وآل محمد عبدك ورسولك ونجيك (2)،
وأمينك من خلقك، وصفيك، وخيرتك من خلقك أفضل ما صليت على
أحد من أنبيائك ورسلك.
اللهم سلم (3) على محمد وآل محمد كما سلمت (4) على نوح في
العالمين، وامنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهارون،
وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد
مجيد.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وترحم على محمد وآل محمد.
اللهم رب البيت الحرام، ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام
ورب البلد الحرام، ورب المشعر الحرام، بلغ
روح محمد وآله صلى الله عليه وعليهم مني السلام (5).

(1) في خ ل: رسالة ربك. وفي الكامل: رسالات ربك.
(2) في خ ل الكامل: نجيبك.
(3) في الأصل: صل.
(4) في الأصل: صليت.
(5) كامل الزيارات: 17 ح 5 عن الحسن بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد...
عنه البحار: 100 / 154 ح 24، ومستدرك الوسائل: 2 / 191 ح 5.
174

(4)
زيارة أخرى أيضا
1 - روي عن الصادق عليه السلام أنه كان علي بن الحسين عليهما السلام
إذا سلم على النبي صلى الله عليه وآله أسند ظهره إلى القبر، ثم قال:
اللهم إليك الجئ أمري، وبقبر نبيك أسند ظهري، وبقبلتك التي رضيت لمحمد
صلى الله عليه وآله استقبلت بوجهي.
اللهم لا تبدل اسمي، ولا تغير جسمي، ولا تستبدل بي غيري، أصبحت
وأمسيت لا أملك لنفسي خير ما أرجو (1)، ولا أدفع عنها شر ما (2) أحذر عليها إلا
بك وحدك لا شريك لك.
اللهم ردني منك بخير إنه لا راد لفضلك (3).
اللهم زيني (4) بالتقوى، وجملني بالنعم والعافية، واغمرني بالعافية،
وارزقني شكر العافية، إنك على كل شئ قدير (5).

(1) في الأصل: خيرا أرجو، وما أثبتناه من خ ل وكامل الزيارات والكافي والمزار الكبير.
(2) كذا في خ ل وبقية المصادر. وفي الأصل: اصرف عنها مما.
(3) كذا في خ ل وبقية المصادر. وفي الأصل: لقضائك.
(4) كذا في خ ل والكامل. وفي الأصل والمزار الكبير: ثبتني، وفي الكافي: كرمني.
(5) روى مثله في: كامل الزيارات: 16 ح 3 عن أبي عبد الرحمان محمد بن أبي أحمد بن الحسن العسكري،
عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن علي بن الحسين بن علي بن عمر
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه أبي الحسن موسى ابن جعفر، عن
أبيه، عن جده عليهم السلام.
ومثله باختلاف في ص 19 ح 8 عن محمد بن الحسن بن مهزيار.
عنه الوسائل: 10 / 267 ح 2 والبحار: 100 / 153 ح 20 و 21، ومستدرك الوسائل:
10 / 191 ح 3.
وروي مثله أيضا باختلاف، في الكافي: 4 / 551 ح 2 عن أبي علي الأشعري، عن الحسين ابن
علي الكوفي، عن علي بن مهزيار.
ورواه مرسلا في المزار الكبير: 19، عنه البحار: 100 / 179.
وأوردناه في الصحيفة السجادية الجامعة: 589 دعاء 254 (مثله) بتخريجاته وبياناته.
175

(5)
مختصر وداع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
يجب أن يغتسل لوداع رسول الله صلى الله عليه وآله كما يغتسل لابتداء
زيارته، ثم يأتي الزائر قبره فيقف عليه ويقول:
السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك صلى الله عليه وآله،
فإن توفيتني قبل ذلك، فإني أشهد في مماتي على ما أشهد عليه في حياتي،
لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله
عليه وآله.
اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد من زيارة رسولك، وارزقني
زيارته أبدا ما أحييتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه، واجمع بيني وبينه في
جنات النعيم يا أرحم الراحمين.
176

(6)
[باب مختصر فضل زيارة فاطمة عليها السلام] (1)
1 - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين
ابن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده قال:
دخلت على فاطمة عليها السلام (فابتدأتني بالسلام، ثم قالت: ما غدا
بك) (2)؟ قلت: طلب البركة.
فقالت: أخبرني أبي وهو ذا، هو أنه من سلم علي ثلاثة أيام أوجب
[الله] له الجنة.
قال: فقلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم، وبعد موتنا (3).

(1) في الأصل بياض.
(2) كذا في التهذيب والمناقب. وفي نسخة - أ -: فابتدأتني بالسلام ما غدا بك ثم قالت.
وفي نسخة - ب -: ما غدا بك ثم قال.
(3) التهذيب: 6 / 9 ح 11 عن محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوتي، عن علي بن
سليمان الزراري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن
يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده.
عنه الوسائل: 10 / 287 ح 1 والبحار: 100 / 194 ح 9، ورواه في المزار الكبير: 3 ح 9
بإسناده عن الحسين بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده.
وأورده - عن يزيد بن عبد الملك.
177

(7)
باب زيارتها عليها السلام
تقف على قبرها بالبقيع، وهو القبر الذي فيه ولدها الحسن عليه السلام
وتقول:
السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك،
فوجدك لما امتحنك به صابرة، ونحن لك أولياء ومصدقون، ولكل ما أتى
به أبوك صلى الله عليه وآله، وأتى به وصيه عليه السلام مسلمون.
ونحن نسألك اللهم إذ كنا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا لهم
بالدرج العليا لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتهم عليه السلام (1).

(1) روي مثله باختلاف يسير في التهذيب: 6 / 9 ح 12 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن
وهبان البصري، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن الحسن السيرافي، عن
العباس ابن الوليد بن
العباس المنصوري، عن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن محمد العريضي، عن أبي جعفر عليه
السلام.
عنه الوسائل: 10 / 287 ح 2 والبحار: 100 / 194 ح 11.
178

(8)
مختصر زيارة أخرى لها عليها السلام
1 - وقد روي أن قبرها عليها السلام عند أبيها رسول الله صلى الله عليه
وآله، فإذا أردت زيارتها فقف بالروضة وقل:
السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله، السلام على ابنتك
الصديقة الطاهرة السلام عليك يا فاطمة [بنت رسول الله صلى الله عليه
وآله] (1) يا سيدة نساء العالمين، أيتها
البتول الشهيدة الطاهرة، لعن الله
مانعك إرثك، ودافعك عن حقك، والراد عليك قولك، لعن الله
أشياعهم وأتباعهم وألحقهم بدرك الجحيم، صلى الله عليك وعلى أبيك
وبعلك وولدك الأئمة الراشدين وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته (2).

(1) من نسخة - ب -
(2) البلد الأمين: 278 عنه البحار: 100 / 197 ح 14.
179

(9)
باب مختصر فضل زيارة سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام
1 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام (قال:
بينا (1)) الحسن عليه السلام. في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ رفع رأسه
فقال:
يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟
قال: يا بني، من زارني (2) بعد موتي فله الجنة.
ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة.
ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (3).

(1) في نسخة - أ -: في حجر قال. وفي نسخة - ب -: قال: كان.
(2) في نسخة - ب -: أتاني زائرا.
(3) تقدم الحديث بكامل تخريجاته في باب 7 ح 1 من المزار الأول. وفيه (الحسين) بدل
(الحسن).
180

(10)
باب مختصر زيارته عليه السلام
1 - أخبرني أبو القاسم، عن أبيه،
قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم (1)
قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن عمر بن علي، عن عمه، عن عمر بن يزيد -
بياع السابري - رفعه قال:
كان محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) يأتي قبر الحسين بن علي عليهما السلام
فيقول:
السلام عليك (يا بقية) (2) المؤمنين، وابن أول المسلمين، وكيف
لا تكون كذلك وأنت سليل الهدى، وحليف التقى (3)، وخامس
أصحاب (4) الكساء، غذتك يد الرحمة، وربيت في حجر الاسلام،
ورضعت من ثدي الإيمان، فطبت حيا
وطبت ميتا، غير أن الأنفس غير
طيبة (5) بفراقك (6)، ولا شاكة في حياتك (7) يرحمك الله.

(1) كذا في الأصل، ولم يعهد لابن قولويه روايته عن حكيم بن داود بواسطة أبيه علما أن كليهما من
مشايخه
(2) في الكامل: يا بن أمير.
(3) في خ ل والكامل: التقوى.
(4) في الكامل: أهل.
(5) في الكامل: راضية.
(6) في نسخة - ب -: لفراقك.
(7) في نسخة - أ -: الجنان لك، وفي نسخة - ب - و خ ل: الحياة لك.
181

ثم يلتفت إلى الحسين عليه السلام فيقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى أبي محمد الحسن
السلام (1).

(1) كامل الزيارات: 53 ح 1، عنه البحار: 100 / 205 ح 2.
ورواه في التهذيب: 6 / 41 ح 1 عن ابن قولويه.
182

(11)
باب مختصر فضل زيارة سيدنا علي بن الحسين زين العابدين وأبي (1)
جعفر محمد بن علي باقر العلم، وأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
عليهم السلام
1 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد رحمه الله، عن محمد بن يعقوب
الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين (2)، عن محمد بن إسماعيل
عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار أحدكم (3)؟
قال: كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

(1) العنوان هنا بياض نسخة - أ -، وإلى قوله (سيدنا) بياض في نسخة - ب -.
(2) في الأصل: الحسن.
وهو محمد بن الحسن بن أبي الخطاب. وما أثبتناه من الكامل والكافي والتهذيب والعلل
والعيون.
(3) في الكامل والتهذيب والكافي: أحدا منكم، وفي العلل والعيون: واحد منكم.
(4) كامل الزيارات: 150 ح 3 عن محمد بن يعقوب.
وبطريق آخر ح 4 عن أبيه، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد الآدمي، عن محمد بن
الحسين (قطعة).
وفي الكافي: 4 / 579 ح 1 عن محمد بن يحيى وص 585 ذ ح 5 عن عدة من أصحابه.
وفي التهذيب: 6 / 79 ح 5 وص 93 ح 1 عن محمد بن يعقوب.
وفي عيون الأخبار: 2 / 262 ح 31، وعلل الشرائع: 460 ح 6، والفقيه: 2 / 578
ح 3163. وص 581 ح 3175 عن أبيه، عن محمد بن يحيى... وفي المزار الكبير: 5 ح 14
(مخطوط) بإسناده إلى محمد بن يعقوب.
وأخرجه في البحار: 100 / 117 ح 5 و 6 عن الكامل وعيون الأخبار.
وفي ص 119 ح 15 و 16 و 17 عن الكامل والكافي.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 256 ح 15 عن الكافي والتهذيب والعيون والعلل.
ورواه مرسلا في المقنعة: 74.
183

2 - وفي رواية الوشاء، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال:
سمعته يقول: (إن لكل إمام عهدا في أعناق (1) أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء
بالعهد، وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما
رغبوا فيه، كانت (2) أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة) (3).

(1) كذا في الأصل والمزار الكبير، وفي بقية المصادر: عنق.
(2) في بعض المصادر: كان.
(3) كامل الزيارات: 122 ج 2 عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا عن أحمد بن
إدريس، عن عبيد الله بن موسى، عن الوشا.
وبإسناده عن محمد بن يعقوب مثله.
ورواه في الكافي: 4 / 567 ح 2 عن أبي علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى..
وفي عيون الأخبار: 2 / 260 ح 24 وعلل الشرائع: 459 ح 3 والفقيه: 2 / 577 ح 3160. عن
محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن
بن علي الوشا.
وفي التهذيب: 6 / 78 ح 3 وص 93 ح 2 عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد ابن
السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن عبد الله بن موسى عن
الحسن بن علي الوشا.
وأورده مرسلا في المزار الكبير: 5 ح 15، وفي المقنعة: 74 وص 76 وفي روضة الواعظين:
242.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 253 ح 5 عن الفقيه والمقنعة وعيون الأخبار وعلل الشرائع والكافي
والتهذيب.
وأخرجه في ص 346 ح 2 عن كامل الزيارات.
وأخرجه في البحار: 100 / 116 ح 1 و 2 و 3 و 4 عن الكامل والعيون والعلل والكافي
على الترتيب.
تأتي الرواية في باب 18 ح 1.
184

أخبرني الشريف (1) أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي، عن
أحمد بن محمد بن سعيد - ابن عقدة - قال: أخبرني
أحمد بن يوسف قال (2):
حدثنا هارون بن مسلم قال حدثني أبو عبد الله الحراني قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟
قال: من أتاه وزاره، فصلى عنده ركعتين كتب الله له حجة مبرورة، فإن
صلى أربع ركعات كتب له حجة وعمرة.
قلت جعلت فداك وكذلك لكل من زار إماما مفترض الطاعة؟
قال: وكذلك لكل من زار إمام مفترض (3) طاعته (4).

(1) في نسخة - ب -: الشيخ.
(2) وزاد في الأصل: قال.
(3) في الأصل: مفترضا. وما أثبتناه من التهذيب.
(4) تقدم مثله في ص 134 باب 59 ح 3 من المزار الأول، ويأتي في ص 201 باب 18 ح 2.
185

(12)
باب مختصر زيارتهم عليهم السلام
تقول:
(السلام عليكم يا خزان علم الله، وحفظة سره، وتراجمة وحيه،
أتيتكم يا بني رسول الله عارفا بحقكم، مستبصرا بشأنكم، معاديا
لأعدائكم، مواليا لأوليائكم، بأبي أنتم وأمي، صلى الله على أرواحكم،
وأبدانكم.
اللهم إني أتولى آخرهم كما توليت أولهم، وأبرأ من كل وليجة دونهم
آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى، وكل ند يدعي من
دون الله) (1).

(1) أورده الكفعمي في المصباح: 475، عنه البحار: 100 / 206 ح 7 وفي البلد الأمين: 279.
186

(13)
زيارة أخرى لهم مختصرة عليهم السلام
تجعل القبور بين يديك وتقول:
السلام عليكم أئمة الهدى، السلام عليكم أهل البر والتقوى،
السلام عليكم أيها الحجج (1) على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها
القوام (2) في البرية بالقسط السلام عليكم أهل الصفوة، السلام عليكم
آل رسول الله، السلام عليكم أهل
النجوى، السلام عليكم العروة
الوثقى.
أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم
وأسئ إليكم فعفوتم (3)، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، وأن
طاعتكم علينا وعلى كل الخلق مفروضة، وأن قولكم الصدق، وأنكم
دعوتم فلم تجابوا، وأمرتم فلم تطاعوا، وأنكم دعائم الدين، وأركان
الأرض، لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب مطهرة، وينقلكم في
أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية
الجهلاء ولم تشرك فيكم فتن

(1) في خ ل والكامل: الحجج، وفي الأصل والتهذيب والمتهجد والكافي: الحجة.
وفي المزار الكبير: على الحجج، وما أثبتناه من البحار.
(2) في خ ل والكامل والفقيه: القوامون.
(3) خ ل والمصادر الأخرى: فغفرتم.
187

الأهواء، طبتم (وطاب منشأكم) (1)، ومن - بكم علينا ديان الدين،
فجعلكم (2) في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه وجعل صلواتنا
عليكم رحمة لنا، وكفارة لذنوبنا إذ اختاركم لنا، فطيب (3) خلقنا بما من به
علينا من ولايتكم، وكنا عنده مسمين بعلمكم، معترفين
بتصديقنا إياكم.
وهذا مقام من أسرف وأخطأ واستكان، وأقر بما جنى، وقد رجا
بمقامه الخلاص، وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى، فكونوا
لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا، واتخذوا آيات الله
هزوا واستكبروا عنها.
ثم قل (4):
يا من هو قائم (5) لا يسهو، ودائم لا يلهو، ومحيط بكل شئ لك
المن بما وفقتني وعرفتني ما (6) صد عنه كثير من عبادك، واستخفوا (7) بحقه،
ومالوا إلى سواه.
فكانت المنة (8) منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به، فلك الحمد إذ كنت

(1) في خ ل والمتهجد والكافي: طاب منبتكم، وفي المزار الكبير: وطهرتم.
(2) في نسخة - ب -: فجعلتم.
(3) خ ل: وطيب.
(4) ليس في بعض المصادر. وفي الأصل: ثم قال.
وفي المزار الكبير: ثم ترفع رأسك وتقول.
(5) في التهذيب ومصباح المتهجد: ذاكر.
(6) في نسخة - ب -: لما.
(7) في نسخة - ب -: واستخلفوا.
(8) (خ ل): منة.
188

عندك في (مقامي هذا) (1) مذكورا مكتوبا، فلا تحرمني
ما رجوت، ولا تخيبني فيما دعوت.
وادع لنفسك بما أحببت، وصل في المسجد لكل إمام ركعتين (2).
فإذا أردت وداعهم عليهم السلام فقل:
السلام عليكم أئمة الهدى ورحمة الله وبركاته.
أستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما
جئتم به ودللتم عليه، فاكتبنا مع الشاهدين (3).

(1) (خ ل): مقامه.
(2) رواه باختلاف الألفاظ في: كامل الزيارات: 53 ح 2 عن حكيم بن داود، عن سلمة، عن عبد الله
بن أحمد بن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن بعض أصحابنا، عن أحدهم (خ ل
أحدهما) عليهم السلام.
عنه البحار: 100 / 203 ح 1.
ورواه في الكافي: 4 / 559، وفي مصباح المتهجد: 496 والتهذيب: 6 / 79، والفقيه:
2 / 575 والمزار الكبير: 26 ح 42.
(3) مصباح المتهجد: 496 والتهذيب: 6 / 80.
وأورد مثله في مصباح الكفعمي: 476، عنه البحار: 100 / 206 ذ ح 7.
189

(14)
باب مختصر فضل زيارة سيدنا أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر
محمد بن علي بن موسى عليهما السلام
1 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد
ابن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد الحضيني (1)، عن (علي بن
عبد الله بن مروان) (2)، عن إبراهيم بن عقبة قال (3):
كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة [قبر] (4) أبي
عبد الله عليه السلام، وعن زيارة [قبر] (5) أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام،
فكتب إلي -:
أبو عبد الله عليه السلام المقدم وهذا أجمع وأعظم أجرا (6).

(1) في نسخة - ب -: الخضيبي. وهو تصحيف. راجع جامع الرواة: 1 / 597 ورجال السيد
الخوئي: 12 / 184.
(2) في الأصل: علي بن مرزوق، وفي عيون الأخبار: علي بن محمد بن مروان، ولم نعثر لهما على ترجمة.
وما أثبتناه من الكامل والتهذيب والكافي. وترجم له الشيخ الطوسي في رجاله: 433 رقم 13 قال:
علي بن عبد الله بن مروان بغدادي من أصحاب العسكري عليه
السلام. وراجع رجال السيد
الخوئي: 12 / 90.
(3) أضاف في نسخة - ب -: قال.
(4) من الكامل.
(5) من الكامل
(6) كامل الزيارات: 300 ح 11.
والكافي: 4 / 583 ح 3 عن محمد بن يحيى والتهذيب: 6 / 91 ح 1 عن محمد بن يعقوب وعيون
الأخبار: 2 / 261 ح 25 عن محمد بن علي بن ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار.
وأورده مرسلا في المقنعة: 75، وروضة الواعظين: 289، وجامع الأخبار: 38.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 447 ح 1 عن الكافي والتهذيب والمقنعة وعيون الأخبار
والبحار: 102 / 2 ح 7 و 8 و 9، ومستدرك الوسائل: 10 / 362 ح 1 عن الكامل والعيون والكافي
والتهذيب.
190

2 - وفي رواية ابن سنان (1) قال: قلت للرضا عليه السلام:
ما لمن زار أباك؟ قال: له الجنة، فزره (2).
3 - وفي رواية الحسين بن يسار (3) الواسطي قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: ما لمن زار قبر أبيك؟
قال: زره.
قلت فأي شئ فيه من الفضل؟
قال: فيه من الفضل كفضل من زار والده - يعني رسول الله صلى الله عليه
وآله -.
قلت: جعلت فداك، فإن خفت ولم (يمكني أن أدخل) (4).
قال: فسلم من وراء الحائر (5). (6)

(1) في نسخة - ب -: ابن سلام. وهو تصحيف.
(2) التهذيب: 6 / 82 ح 3، عن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن
أبيه عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن ميسر،
بالإسناد عن ابن سنان. وأورده مرسلا في جامع الأخبار: 33.
(3) عنه الوسائل: 10 / 428 / ح 3، والبحار: 102 / 2 ح 5. ورواه في المزار الكبير: ح 17 (مخطوط)
بالإسناد عن ابن سنان. وأورده مرسلا في جامع الأخبار: 33.
(3) في التهذيب: الحسين بن بشار الواسطي. والظاهر أنهما واحد، راجع رجال السيد الخوئي
: 5 / 205 - 208.
(4) في الكامل: يمكن لي الدخول داخلا.
(5) في خ ل والكامل: الجدار، وفي التهذيب: الجسر.
(6) كامل الزيارات: 299 ح 5 بإسناده عن أبيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا عن سعد
ابن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي، وفي التهذيب: 6 / 82
ح 4 عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن جعفر المؤدب، عن محمد ابن أحمد بن
يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار الواسطي، عنهما البحار:
102 / 4 ح 17 و 18،
وفي المزار الكبير: 5 ح 18 (مخطوط) مرسلا.
وأورده في المقنعة: 74، وفي جامع الأخبار: 33 مرسلا.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 428 ح 4 عن التهذيب والمقنعة.
191

4 - وفي رواية زكريا بن آدم القمي، عن الرضا عليه السلام:
إن الله تعالى نجا بغداد لمكان (1) قبر أبي الحسن (2) عليه السلام فيها (3).

(1) كذا في البحار، وفي الأصل والتهذيب والمناقب والمزار الكبير: بمكان.
(2) في التهذيب: قبور الحسينيين.
(3) التهذيب: 6 / 82 ح 5 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن أبي جعفر أحمد ابن
بندار، عن منصور بن العباس، عن جعفر الجوهري، عن زكريا ابن آدم القمي.
عنه الوسائل: 10 / 428 ح 5، والبحار: 102 / 2 ح 6، وفي المزار الكبير: 5 ح 19
عنه الوسائل: 10 / 428 ح 5، والبحار: 102 / 2 ح 6، وفي المزار الكبير: 5 ح 19 (مخطوط)
مرسلا، وأورد مثله ابن شهرآشوب في المناقب: 3 / 442 عن زكريا بن آدم. عنه البحار: 102 / 2 ح 4.
(4):
192

(15)
باب مختصر زيارتهما عليهما
تقف على قبر أبي الحسن موسى عليه السلام، وتستقبله بوجهك وتقول:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله في ظلمات الأرض (1).
أشهد أنك قد بلغت عن الله ما حملت، وحفظت ما استودعت،
وحللت حلال الله، وحرمت حرام الله، وأقمت حدود الله، وتلوت
كتاب الله، وصبرت على الأذى في جنب الله محتسبا، وعبدته مخلصا حتى
أتاك اليقين.
أبرأ إلى الله وإليك من أعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت
عليه، عارفا بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربك.
ثم قبل التربة، وضع خدك الأيمن عليها، وتحول إلى عند الرأس وقل:
(السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه).
وتصلي ركعتين، ثم تحول إلى عند الرجلين، فتدعو بما أحببت وتزور أبا
جعفر عليه السلام بهذه الزيارة، وترتيب العمل فيها على الترتيب الذي ذكرنا إن

(1) (خ ل) الأرضين.
193

شاء الله (1).
فإذا أردت الانصراف فودعهما عليهما السلام، وتقف على قبر كل واحد منهما
وتقول:
السلام عليك يا ولي الله، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام،
آمنا بالله وبالرسول، وبما جئتم به، ودللتم عليه، اللهم فاكتبنا مع
الشاهدين (2).

(1) عنه البحار: 101 / 11 ح 7، وعن مزار الشهيد: 157 (مخطوط) وعن المزار الكبير: 225 ضمن
ح 252
(2) التهذيب: 6 / 83 عنه البحار: 102 / 9 ح 4.
194

(16)
باب فضل زيارة مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام 1 - أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار
عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان (1) بن إسحاق النيسابوري قال:
دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له: ما لمن زار قبر أبيك
بطوس؟
فقال: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2)
2 - وفي رواية إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال:
قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري، وشط (3) مزاري، أتيته
يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها:
إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان (4).

(1) في كامل الزيارات، حمدان الدسوائي، وفي الفقيه وعيون الأخبار: حمدان الديواني والكل وارد.
راجع رجال السيد الخوئي: 6 / 247 وص 252.
(2) كامل الزيارات: 304 صدر ح 3 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري
وص 305 ح 6 (قطعة منه) عن أبيه ومحمد بن يعقوب.
عنه البحار: 102 / 40 ح 41، وص 41 ح 44.
ورواه في الكافي: 4 / 585 ح 3 عن محمد بن يحيى...، عنه الوسائل: 10 / 432 ح 1.
ورواه في المزار الكبير: 5 ح 20 بإسناده عن علي إبراهيم الجعفري، وفي ص 229 ح 257،
بإسناده عن محمد ابن يحيى... (قطعة منه) وأخرجه في الوسائل: 10 / 440 ح 28 عن المقنعة:
75.
(3) في الكامل: شطون وكلاهما بمعنى: البعد.
(4) كامل الزيارات: 304 ح 4 عن أبيه، عن سعد، عن علي بن الحسين النيسابوري الدقاق عن أبي
صالح شعيب بن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي.
وبطريق آخر عن سعد، عن صالح بن محمد الهمداني، عنه البحار: 102 / 40 ح 42
ومستدرك الوسائل: 2 / 224 ح 3. ورواه في التهذيب: 6 / 85 ح 5 عن محمد بن أحمد بن داود، عن
أبيه، عن محمد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري..
ورواه الصدوق في عيون الأخبار: 2 / 255 ح 2 عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق
ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الله الوراق والحسين بن إبراهيم بن هشام المكتب عن محمد
بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي، عن حمدان الديواني.
وفي الأمالي: 106 ح 9، والخصال: 167 ح 220 عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد ابن
أبي عبد الله الكوفي...، والفقيه: 2 / 584 ح 3189 عن حمدان الديواني، وفي المقنعة: 75
مرسلا
عنها الوسائل: 10 / 433 ح 2. وأخرجه في البحار: 102 / 34 ح 13 عن الخصال والأمالي
والعيون. وفي إثبات الهداة: 6 / 42 ح 24 عن الفقيه. ورواه في المزار الكبير: 6 ح 21
(مخطوط) عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي.
وأورده مرسلا عن الرضا عليه السلام في روضة الواعظين: 280.
195

وفي رواية علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام:
ما لمن زار قبر الرضا عليه السلام؟ قال: الجنة والله (1).

(1) رواه في كامل الزيارات: 306 ح 8.
وثواب الأعمال: 123 ح 2 عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس
بن معروف، عن علي بن مهزيار..، عنهما الوسائل: 10 / 440 ح 26، والبحار: 102 / 39
ح 37.
196

(17)
باب مختصر زيارته عليه السلام
تقف على القبر فتصلي على رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين والأئمة واحدا واحدا إلى آخرهم عليهم السلام، ثم
تجلس عند رأسه عليه السلام فتقول:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين.
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث
نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك
يا وارث موسى كليم الله
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.
السلام عليك يا وارث محمد رسول (1) الله، السلام عليك يا وارث
أمير المؤمنين ولي الله، السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيدي
شباب أهل الجنة، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين زين (2)
العابدين، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين
والآخرين، السلام عليك يا وارث جعفر ابن محمد الصادق البار (3)،

(1) خ ل: حبيب.
(2) في خ ل وبقية المصادر: سيد.
(3) أضاف في الكامل: التقي النقي، وأضاف في عيون الأخبار: الأمين.
197

السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر بن محمد العبد الصالح
الأمين (1).
السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي (2)
[البار] (3) التقي.
أشهد أنك [قد] (4) أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت
بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله [مخلصا] (5) حتى أتاك اليقين.
السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، إنه حميد مجيد.
ثم تنكب على القبر، فتقبله وتضع خدك الأيمن عليه، وتقول:
اللهم إليك صمدت من أرضي، وقطعت البلاد رجاء رحمتك، فلا تخيبني
يا مولاي، ولا تردني بغير قضاء حاجة من حوائجي، وارحم تقلبي على قبر ابن (6)
رسولك صلى الله عليه وآله.
بأبي أنت وأمي أتيتك زائرا وافدا، عائذا مما جنيت على نفسي،
واحتطبت على ظهري، فكن شفيعا لي إلى الله عز وجل يوم فقري وفاقتي، فلك
عند الله مقام محمود، وأنت (عنده وجيه) (7).

(1) في عيون الأخبار: الحليم.
(2) (خ ل): الرضى
(3) من الكامل والعيون والفقيه.
(4) من بقية المصادر
(5) من بقية المصادر.
(6) في الكامل: ابن أخي نبيك ورسولك.
وفي العيون والبحار والتهذيب: ابن أخي رسولك.
(7) في الكامل: وجيه في الدنيا والآخرة.
وفي العيون والتهذيب والبحار: عند الله وجيه.
198

ثم ارفع يدك اليمنى، وابسط اليسرى [على القبر] (1) وقل:
اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وموالاتهم، وأتولى آخرهم كما
توليت (2) أولهم، وأبرأ من كل وليجة دونهم.
اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، واتهموا (3) نبيك، وجحدوا آياتك
[وسخروا بإمامك] (4)، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد عليهم
السلام.
اللهم إني أتقرب إليك باللعنة عليهم (5) وبالبراءة منهم في الدنيا
والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم تحول إلى عند رجليه وقل:
صلى الله عليك يا أبا الحسن، صلى الله على روحك وبدنك،
ولعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين (6).
ثم ارجع إلى عند رأسه فصل ركعتين، وصل بعدهما ما بدا لك إن شاء الله
فإذا أردت الانصراف فقف على قبره عليه السلام وودعه، تقول:
السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، أنت لنا

(1) من نسخة - أ -.
(2) في الكامل والتهذيب وعيون الأخبار: بما توليت به.
(3) كذا في خ ل وبقية المصادر. وفي الأصل: وهزموا.
(4) من بقية المصادر.
(5) في الأصل: لهم، وما أثبتناه من خ ل.
(6) كامل الزيارات: 312، والفقيه: 2 / 604 ضمن ح 3210.
وفي التهذيب: 6 / 88 ح 1 (قطعة)، وعيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 270 من كتاب
(الجامع) لمحمد بن الحسين بن أحمد بن الوليد القمي. وأخرجه في البحار: 102 /
46 ح 1 و 2 عن
الكامل والعيون.
199

جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك، ولا مستبدل
بك، ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وقد جدت نفسي
للحدثان، وتركت الأهل والأوطان، فكن لي شافعا يوم فقري وفاقتي
وحاجتي، يوم لا يغني عني حميمي ولا قريبي.
أسأل الله الذي قدر رحيلي (1) إليك أن ينفس بك كربي، وأسأله
أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي، (وأسأله أن يجعل زيارتي لك ذخرا
لي عنده، وأسأل الله الذي هداني للتسليم عليك 2) أن يوردني
حوضكم، ويرزقني مرافقتكم في الجنان برحمته.
السلام عليك يا صفوة الله، السلام (على رسول الله) (3) محمد بن
عبد الله خاتم النبيين، السلام على أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وخليفة
رسول رب العالمين، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل
الجنة من الخلق أجمعين، السلام على الأئمة الراشدين، السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين.
ثم ادع لنفسك ولوالديك ولإخوانك، واسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منك إن
شاء الله (4).

(1) في التهذيب: رحلتي، وفي العيون: على رحيلي، وفي البحار: على رحلتي.
(2) في التهذيب والعيون: (إليك، وأسأل من أبكى عيني عليك أن يجعله لي ذخرا، وأسأل الله الذي
أراني مقامك وهداني للتسليم عليك).
وفي البحار والمزار الكبير: (إليك، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا،
وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك وزيارتي إياك)).
(3) في الأصل: عليك يا رسول الله. وما أثبتناه من (خ ل).
(4) التهذيب: 6 / 89، وعيون الأخبار: 2 / 270، والمزار الكبير: 230 ح 259 (مخطوط).
وأخرجه في البحار: 102 / 48 ح 3 عن العيون.
200

(18)
باب مختصر فضل زيارة السيدين أبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد
الحسن بن علي العسكريين عليهما السلام
1 - قد تقدمت الرواية (1) عن الرضا عليه السلام: (إن لكل إمام عهدا في
عنق شيعته، وأن من تمام الوفاء بالعهد، وحسن الأداء، زيارة قبورهم، فمن
زارهم راغبا في زيارتهم كانوا شفعاءه يوم القيامة).
2 - وتقدم أيضا (2) عن أبي عبد الله عليه السلام: (من زار إماما مفترض
الطاعة بعد وفاته، وصلى عنده أربع ركعات، كتب [الله] له حجة وعمرة).
3 - وروى عبد الرحمن بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في محيانا، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا،
ومن تولى محبنا فكأنما أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كانت
مكافأته على جدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
4 - وروى محمد بن سليمان قال: حدثني الصادق ابن الصادقين علي بن
محمد العسكري عليه السلام:
إن تربتنا كانت واحدة، فلما كان أيام الطوفان افترقت التربة، فصارت

(1) في ص 159 باب 11 ح 2.
(2) في ص 134 باب 59 ح 3 من المزار الأول. وص 183 وباب 11 ح 3 من هذا المزار.
(3) المزار الكبير: 6 ح 23، عنه البحار: 100 / 124 ح 34، ومستدرك الوسائل: 10 / 183 ح 6.
وأورده في جامع الأخبار: 39 عن الصادق عليه السلام.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 260 ح 24 عن المقنعة: 76.
201

قبورنا شتى، والتربة (1) واحدة (2).
ومن الوفاء للسيدين (أبي الحسن، وأبي محمد عليهما السلام) بالعهد، زيارة
قبورهما، والتقرب إلى الله وإليهما بقصدهما، والتعظيم لحقهما،
وبزيارتهما يستفاد من الثواب ما يستفاد من زيارة آبائهما عليهم السلام.
5 - وروى محمد بن همام عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثني
الحسين (3) بن روح رضي الله عنه قال:
قال أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام قبري بسر من رأى أمان لأهل
الجانبين (4).

(1) في الأصل: تربة.
(2) التهذيب: 6 / 109 ح 10 عن محمد بن أحمد بن داود القمي، عن الحسن بن علي الدقاق عن
إبراهيم بن الزيات، عن محمد بن سليمان زرقان وكيل الجعفري اليماني.
(3) في الأصل: الحسن.
(4) في سند الحديث إرسال، لأن الحسين بن روح لم يدرك الحسن العسكري عليه السلام، أو حدث
سقط في المتن، يدل على ذلك أن الحديث الذي رواه في التهذيب: 6 / 93 ح 3 عن محمد بن همام، عن
الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسين بن روح، عن محمد بن زياد عن أبي محمد الحسن بن علي
عليه السلام. عنه الوسائل: 10 / 448 ح 2 والبحار: 102 / 59 ح 1.
ورواه في المزار الكبير: 6 ح 24 (مخطوط) بإسناده إلى محمد بن زياد، عن أبي هاشم
الجعفري،
عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام.
202

(19)
باب مختصر زيارتهما عليهما السلام (1)
تغتسل ثم تأتي مشهديهما عليهما السلام، فتقف على قبريهما وتقول:
السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله،
السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما (يا من
بدا لله في شأنكما، يا أميني الله، أتيتكما زائرا لكما، عارفا بحقكما) (2)،
مؤمنا بما آمنتما به، كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلا لما أبطلتما.
أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتكما الصلاة على
محمد وآله، وأن يرزقني (مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين.
وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما،
ويعرف -) (3) بيني وبينكما، ولا يسلبني حبكما وحب آبائكما الصالحين، وأن
لا يجعله آخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما، ويجمع بيني وبينكما في
الجنة برحمته.
ثم تنكب على كل واحد من القبرين، فتقبله وتضع خدك الأيمن عليه، وترفع

(1) العنوان بياض في نسخة - ب -.
(2) في الكامل: (يا من بدا لله في شأنكما، السلام عليكما يا حبيبي الله، السلام عليكما يا إمامي
الهدى، أتيتكما عارفا بحقكما، معاديا لأعدائكما، مواليا لأوليائكما).
(3) في الأصل: شفاعتكما ولا يفرق. وفي الكامل: شفاعتكما ويعرف.
203

رأسك وتقول:
اللهم ارزقني حبهما (1)، وتوفني على ملتهما (2)، اللهم العن ظالمي آل
محمد حقهم، وانتقم منهم،
اللهم العن الأولين منهم والآخرين، وضاعف عليهم
العذاب
الأليم. [(وبلغهم وأشياعهم ومحبيهم ومتبعيهم (3)) أسفل درك
الجحيم] (4) إنك على كل شئ قدير.
اللهم عجل فرج (وليك وابن نبيك) (5)، واجعل فرجنا مع فرجهم يا
أرحم الراحمين (6).
ثم تصلي عند الرأس أربع ركعات، وتصلي بعدهما ما بدا لك، وتدعو لنفسك
ولوالديك ولجميع إخوانك المؤمنين إن شاء الله.
فإذا أردت الانصراف فودعهما عليهما السلام، تقول:
السلام عليكما يا وليي الله، استودعكما الله، وأقرأ عليكما
السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئتما به، ودللتما عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين (7).

(1) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل: حبهم.
(2) كذا في (خ ل) وبقية المصادر. وفي الأصل ولايتهم.
(3) في الكامل: (وبلغ بهم وبأشياعهم وأتباعهم ومحبيهم ومتبعيهم).
وفي الفقيه: (وبلغ بهم وبأشياعهم ومحبيهم وشيعتهم).
(4) ليس في نسخة - ب -
(5) في (خ ل): ابن نبيك وابن وليك.
وفي الكامل والفقيه والبحار: وليك وابن وليك.
(6) كامل الزيارات: 314 عنه البحار: 102 / 61 ح 5.
وفي التهذيب: 6 / 94 عن محمد بن الحسن بن الوليد، وفي الفقيه: 2 / 607 ح 3211 مرسلا.
(7) التهذيب: 6 / 95 وأضاف: (ثم اسأل الله العود إليهما، وادع بما أحببت إن شاء الله)
204

(20)
باب زيارة جامعة لسائر الأئمة عليهم السلام
ويجزئك في جميع المشاهد على ساكنيها السلام أن تقول:
السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه،
السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام
على معادن حكمة الله، السلام مساكن ذكر الله، السلام على عباد
الله المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون.
السلام على مظهري (1) أمر الله ونهيه، السلام على (الأدلاء على
الله) (2) السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين (3)
في طاعة الله.
السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد
عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله،
ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله.

(1) في الأصل، مظاهري، وفي الكامل: مظاهر، وما أثبتناه من التهذيب والبحار والعيون والفقيه.
(2) في خ ل والكامل والكافي والفقيه: الدعاة إلى الله.
(3) في مصباح الكفعمي والبلد الأمين: الممحضين. والمحض: كل شئ خلص حتى لا يشوبه شئ
يخالطه.
وفي خ ل والكامل والعيون والفقيه: المخلصين.
205

وأشهد [الله] أني (سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم) (1)،
مؤمن بما آمنتم به، كافر بما كفرتم به، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم،
مؤمن بسركم وعلانيتكم، ومفوض في ذلك كله إليكم، والحمد لله رب
العالمين.
لعن الله عدوكم من الجن والإنس وضاعف عليهم العذاب الأليم (2).
ثم تدعو لنفسك ولمن أحببت إن شاء الله (3).

(1) كذا في خ ل وبعض المصادر، وفي الأصل: (إني حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم).
وفي الكافي: (سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم).
(2) وزاد في مصباح الكفعمي: (وأبرأ إلى الله منهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
(2) عنه مصباح الكفعمي: 505.
وأورده في البلد الأمين: 297.
ورواه في كامل الزيارات: 315 ح 1 بإسناده عن محمد بن الحسين بن مت الجوهري عن محمد
بن أحمد بن يحيى بن عمران، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان، عن الرضا عليه السلام.
وفي عيون الأخبار: 2 / 271 ح 1 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن علي بن حسان.
وفي الفقيه: 2 / 608 ح 3212 عن علي بن حسان.
وفي الكافي: 4 / 578 ح 2 عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن هارون بن مسلم.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 102 ح 2 عن محمد بن يعقوب.
وأورده في مقصد الراغب: 193 (مخطوط).
وأخرجه في الوسائل: 10 / 431 ح 2 عن الكافي والتهذيب والفقيه وعيون الأخبار.
وفي البحار: 102 / 26 ح 1 و 2 و 3 عن الكامل والعيون الكافي.
206

(21)
باب فضل التطوع بالزيارة عن الأئمة عليهم السلام،
وعن أهل الإيمان
1 - روى أحمد بن محمد، عن داود الصيرفي (1) قال: قلت لأبي الحسن
العسكري عليه السلام: إني زرت أباك وجعلت أجر ذلك لك،
فقال لي:
لك من الله أجر وثواب (على ذلك، ومحمدة منا) (2). (3)
2 - وروى أصحابنا، عن بعض العلماء من أهل البيت عليهم السلام أنه
سئل (4) عن الرجل يصلي ركعتين، أو يصوم يوما، أو يحج، أو يعتمر، أو يزور

(1) في التهذيب الصرمي.
ترجم له في رجال الشيخ: 415 رقم 3، وعده من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام وقال:
داود الصيرفي يكنى أبا سليمان.
والصرمي: هو داود بن مافنة الصرمي يكنى أبا سليمان، كوفي، روى عن الرضا عليه السلام.
وبقي إلى أيام أبي الحسن صاحب العسكر، وله مسائل إليه.
وعده البرقي من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام.
وهو غير داود الصرمي من أصحاب السجاد عليه السلام.
راجع رجال النجاشي: 123، ورجال البرقي: 59، ورجال ابن داود: 91، وفهرست
الشيخ: 68. ورجال السيد الخوئي: 7 / 130 و 138 و 139، وجامع الرواة: 1 / 305 و 309.
(2) في التهذيب: عظيم ومنا المحمدة.
(3) التهذيب: 6 / 110 ح 15 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن عبد الله عن
أحمد بن محمد، عن داود الصرمي، عنه الوسائل: 10 / 464 ح 1 والبحار: 102 / 256 ح 3.
(4) في نسخة - أ -: عن سائل، وفي نسخة - ب -: سائل، وما أثبتناه من المزار الكبير والبحار.
207

رسول الله صلى الله عليه وآله، أو أحد الأئمة عليهم السلام، ويجعل ثواب ذلك
لوالديه، أو لأخ له في الدين، أفيكون له على ذلك ثواب؟
فقال: إن ثواب ذلك يصل إلى من يجعله من غير أن (ينقص عليه) (1) من أجره
شئ (2).

(1) في المزار الكبير: ينقص.
(2) المزار الكبير: 252 ح 271 عن بعض العلماء الصادقين عليهم السلام
عنه البحار: 102 / 259 ح 6، ومستدرك الوسائل: 2 / 231 ح 1.
208

(22)
باب ثواب الحج والزيارة عن الإخوان بالأجر
1 - روى أصحابنا أن أبا عبد الله عليه السلام أنفذ (1) إلى بعض شيعته
فقال له:
خذ هذه الدراهم، وامض فحج بها عن إسماعيل ابني، يكون لك تسعة
أسهم من الثواب، ولإسماعيل سهم واحد (2).
2 - وقد أنفذ أبو الحسن العسكري عليه السلام زائرا عنه إلى مشهد أبي
عبد الله الحسين عليه السلام فقال:
إن لله تعالى مواطن يحب أن يدعى فيها (3) فيجب، وإن حائر الحسين عليه
السلام من تلك المواطن (4).

(1) في الأصل: انفعد، وما أثبتناه من خ ل والمزار الكبير.
(2) المزار الكبير: 250 ح 296، عنه البحار: 102 / 257.
(3) ليس في نسخة - ب -، وفي نسخة - أ -: فيه. وما أثبتناه من المزار الكبير.
(4) المصدر السابق.
209

(23)
باب ما يقول الزائر عن غيره بالأجر
وإذا خرجت زائر عن أخ لك بأجر فلتقل عند فراغك من غسل الزيارة:
اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب (1) أو لغوب فأجر
- فلان ابن فلان - فيه وأجرني في قضائي عنه.
فإذا سلمت على الإمام فأنسق التسليم عليه، فإذا بلغت إلى آخره فقل:
السلام عليك يا مولاي من - فلان بن فلان - [فإني] (2) أتيتك زائرا
عنه فاشفع له ولي عند ربك.
وادع بما أحببت إن شاء الله (3).
فإذا فرغت من تلك الزيارة والصلاة فزر عن نفسك وعن جميع من تحب إن شاء
الله تعالى.

(1) السغب: الجوع. وفي التهذيب: شعث.
(2) ليس في نسخة - ب -.
(3) التهذيب: 6 / 105، عنه البحار: 102 / 255 ح 2.
210

(24)
باب ما يقول الزائر عن أخيه تطوعا
فإذا زرت عن أبيك وأخيك وأمك تطوعا فسلم على الإمام على نسق
التسليم، فإذا فرغت فصل ركعتين، فإذا سلمت منهما فاسجد وقل في سجودك:
اللهم لك صليت يا رب، ولك ركعت، ولك سجدت لأنه لا
ينبغي الصلاة إلا لك لأنك أنت الله رب العالمين.
اللهم وقد جعلت ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هذه، وهاتين
الركعتين هدية مني إلى - فلان بن فلان - فتقبل ذلك مني، وأجرني عليه
خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين إنك على كل شئ قدير (2).

(1) في الأصل: وأجرني.
(2) أورد مثله باختلاف يسير في الألفاظ في المزار الكبير: 251 ضمن ح 270، عنه البحار:
102 / 258 ضمن ح 4.
211

(25)
باب حكم من أراد أن يزور عن أبويه وأخوانه
ما يقول إذا أراد ذلك
1 - أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن علي بن محمد بن الأشعث (1)
عن علي بن إبراهيم الحضرمي، عن أبيه قال:
رجعت من مكة فأتيت أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد، وهو (2)
قاعد فيما بين القبر والمنبر، فقلت: يا بن رسول الله إني إذا خرجت إلى مكة (فربما
لقيني الرجل فيقول لي) (3): طف عني أسبوعا وصل عني ركعتين، فاشتغل، عن
ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له.
قال: إذا أتيت مكة وقضيت نسكك، فطف أسبوعا وصل ركعتين
ثم قل:
اللهم إن هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وأمي، وعن زوجتي

(1) وفي الكافي: علي بن محمد الأشعث، وفي التهذيب: علي بن محمد بن الأشعث، راجع رجال السيد
الخوئي: 12 / 138.
(2) في الأصل: وهم، وما أثبتناه من خ ل.
(3) في الكافي والتهذيب والبحار: ربما قال لي الرجل.
(4) في البحار: فربما شغلت.
(5) أي سبع مرات.
212

وولدي وحامتي (1)، وعن جميع أهل بلدي من المؤمنين، وعن أخواني
وأخواتي في مشارق الأرض ومغاربها، حرهم وعبدهم، أبيضهم
وأسودهم.
فلا تشاء أن تقول للرجل (إني طفت وصليت عنك) إلا كنت صادقا.
فإذا أتيت قبر النبي صلى الله عليه وآله، فقضيت ما يجب عليك، فصل
ركعتين، ثم قف عند رأسه فقل:
السلام عليك يا نبي الله من أبي وأمي وزوجتي وولدي وحامتي (2)
وجميع أهل بلدي من المؤمنين وإخواني، عبدهم وحرهم، وأبيضهم
وأسودهم،
فلا تشاء أن تقول للرجل: (إني قد أقرأت رسول الله صلى الله عليه وآله
عنك السلام) إلا كنت صادقا (3).
هذا - يرحمك الله - الحكم في زيارة الأئمة عليهم السلام، والقول عندهم
كذلك فإذا فعلت ذلك، فلا تشاء أن تلقى الرجل من إخوانك فتقول له::
(قد قرأت مولانا السلا عنك) إلا كنت صادقا.

(1) حامت الرجل: أقرباؤه وخاصته.
(2) في خ ل: وخاصتي.
(3) الكافي: 4 / 316 ح 8 عن محمد بن يحيى. وأخرجه عنه في التهذيب: 6 / 109
عنهما الوسائل: 8 / 144 ح 1 و ج 10 / 230 ح 1 وص 280 ح 1، وجامع الأحاديث:
10 / 322 ح 1. وأورده في مصباح الكفعمي: 507 (حاشية).
213

(26)
باب حكم من بعدت شقته أو تعذر عليه قصد المشاهدة وهو يريد
الزيارة، وكيف يصنع، وكيف يقول
1 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن عدة
من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن الحسين (1) بن ثوير أبي فاختة قال:
كنت أنا ويونس بن ظبيان، والمفضل بن عمر، وأبو سلمة السراج جلوسا
عند أبي عبد الله عليه السلام، وكان المتكلم يونس، وكان أكبرنا سنا. فقال له:
جعلت فداك إني كثيرا ما أذكر الحسين عليه السلام فأي شئ أقول؟
قال: قل (صلى الله عليك يا أبا عبد الله) تعيد ذلك (ثلاثا) فإن السلام
يصل إليه من قريب ومن بعيد (2)
- وروى أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، قال:

(1) في الأصل: الحسن. وما أثبتناه من الكامل والكافي وكتب الرجال.
والحسين بن ثوير (ثور النجاشي والفهرست) بن أبي فاختة سعد (سعيد) بن حمران مولى أم
هانئ بنت أبي طالب، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، هاشمي، ثقة.
راجع رجال النجاشي: 44، رجال الشيخ الطوسي: 169، وفهرسته: 59، رجال ابن داود:
79، رجال البرقي: 27، رجال العلامة الحلي: 52، جامع الرواة: 1 / 235 رجال السيد
الخوئي: 5 / 210،
(2) كامل الزيارات: 197 ح 2 (قطعة)، والكافي: 4 / 575 صدر
ح 2، عنه التهذيب:
6 / 103 ح 2، والوسائل: 10 / 385 ح 1، والبحار: 101 / 170 ح 14،
ورواه في الفقيه: 2 / 594 ح 3199.
214

قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بعدت بأحدكم الشقة، ونأت به الدار،
فليعل على منزله، وليصل ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإن ذلك يصل.
وتسلم على الأئمة عليهم السلام من بعيد كما تسلم عليهم من
قريب، غير أنك لا (1) تقول (أتيتك) بل تقول موضعه (قصدتك بقلبي
زائرا إذ عجزت عن حضور مشهدك، ووجهت إليك بسلامي لعلمي بأنه
يبلغك، صلى الله عليك فاشفع لي عند ربك)، ثم تدعو بما أحببت (2)،

(1) في نسخة ب: ما.
(2) روى صدره في: كامل الزيارات 286: ح 1 عن أبيه، عن سعد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، وص 188 ح 6 عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن أبي أحمد، عمن رواه.
والكافي: 4 / 587 ح 1 عن عدة من أصحابه.
والفقيه: 2 / 599 ح 3202 عن ابن أبي عمير، عن هشام.
ورواه في التهذيب. 6 / 103 ح 1 وص 367 ح 8، ومستدرك الوسائل: 2 / 227 باب 75
ح 1 عن الكامل. وأخرجه في البحار: 370 ح 13 عن التهذيب.
وفي الوسائل: 10 / 452 ح 1 و 2 عن الفقيه والكافي والتهذيب.
وأورده مرسلا في المقنعة: 76. مرسلا.
215

(27)
باب فضل زيارة قبور الشيعة (رحمهم الله)
1 - أخبرني أبو القاسم، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسن عن محمد بن مهران، عن علي بن عثمان الرازي قال:
سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول:
من لم يقدر على زيارتنا فليزر (صالحي إخوانه) (1) يكتب له ثواب زيارتنا.
ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه، يكتب له ثواب
صلتنا (2).
2 - وأخبرني أبو القاسم قال: حدثني أبي ومحمد بن يعقوب وجماعة

(1) في الكامل وثواب الأعمال: صالحي موالينا، (وكذا في الموضع التالي).
(2) كامل الزيارات: 319 ح 1 عن أبي العباس محمد بن جعفر الرزاز القرشي، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الرازي.
و ح 2 بإسناده عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن محمد بن
عبد الله بن مهران، عن عمرو بن عثمان...
ورواه في ثواب الأعمال: 124 ح 1 عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن
أحمد بن محمد بن عيسى بإسناد ذكره عن الصادق عليه السلام وفي التهذيب: 6 / 104 ح 1.
أخرجه في البحار: 102 / 295 ح 1 و 2 عن الكامل، وفي ج 74 / 354 ح 29 عن ثواب الأعمال.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 458 ح 10 عن التهذيب وثواب الأعمال.
وأورده مرسلا في المقنعة: 76، والمزار الكبير: 253 ح 273 (قطعة)، ومصباح الكفعمي:
507.
216

مشايخي، [عن محمد بن يحيى] (1) عن محمد بن أحمد بن يحيى قال:
كنت بفيد (2) فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: فقال لي علي بن بلال: [قال] (3) لي صاحب هذا القبر، عن الرضا عليه
السلام قال:
من أتى قبر أخيه [المؤمن] (4) فوضع (5) يده على القبر وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة
القدر) سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر (6).

(1) من الكامل والكافي والتهذيب.
(2) فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة ينزل بها الحاج. قال الزجاجي: سميت بفيد ابن
حام، وهو أول من نزلها. راجع معجم البلدان للحموي: 4 / 282.
(3) من بقية المصادر.
(4) من الكامل والتهذيب. وأضاف في التهذيب: من أي ناحية.
(5) في الكامل والبحار والكافي: ثم وضع، وفي التهذيب: يضع.
(6) رواه في كامل الزيارات: 319 ح 3 بهذا الاسناد، عنه البحار: 102 / 295 ح 3.
وفي الكافي: 3 / 229 ح 9 عن محمد بن يحيى، عنه الوسائل: 2 / 881 ح 1 والبحار:
7 / 302 ح 58.
وأخرجه في التهذيب: 6 / 104 ح 1 عن محمد بن يعقوب، عنه الوسائل: 2 / 881 ح 2.
وأورده مرسلا في دعوات الراوندي: 271 ح 772، عنه البحار: 82 / 54.
ورواه عن أحدهما عليهما السلام في كامل الزيارات: 320 ح 4، عنه البحار: 102 / 295 ح 4
ومستدرك الوسائل: 1 / 131 ح 2، وجامع الأحاديث: 1 / 385 ذ ح 2.
ورواه عن أبي جعفر عليه السلام في رجال الكشي: 564 ح 66، وفي رجال النجاشي:
254 عنهما الوسائل: 2 / 881 ح 3 و 4، وجامع الأحاديث: 1 / 385 ح 2.
وروى نحوه الصدوق في الفقيه: 1 / 181 ح 541، عنه الوسائل: 2 / 881 ح 5.
والهداية: 28 عن الرضا عليه السلام
وروى نحوه أيضا في ثواب الأعمال: 236 ح 1، عنه الوسائل 2 / 882 ح 6 وجامع الأحاديث:
3 / 385 ح 3.
وأورد نحوه في جامع الأخبار: 196، ومصباح الكفعمي: 10 (حاشية).
217

(28)
باب شرح زيارة قبورهم وصفة العمل بذلك
فإذا أردت زيارة قبر أخيك المؤمن فاستقبل القبلة وضع يدك على القبر
وقل:
اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، [وآمن
روعته] (1) واسكن إليه من رحمتك رحمة (2) يستغني بها عن رحمة سواك.
وألحقه بمن كان يتولاه.
ثم اقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات (3).
1 - أخبرني أبو القاسم، عن الحسن بن عبد الله (4)، عن أبيه، عن الحسن
ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، قال:
مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل
الكوفة من الشبعة، فقلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك هذا قبر رجل من
الشيعة،
قال: فوقف عليه وقال: اللهم ارحم غربته، إلى آخر الكلام الذي

(1) من مصباح الزائر والكفعمي والمزار الكبير.
(2) (خ ل): ما.
(3) مصباح الزائر: 629، عنه البحار: 102 / 299 ح 25، ومستدرك الوسائل: 2 / 230 ح 1.
وأورده في المزار الكبير: 253 ح 275، وفي مصباح الكفعمي: 9 عن الصادق عليه السلام.
(4) في الأصل: عبيد الله.
وما أثبتناه كما في الكامل وخاتمة المستدرك ص 523 في ذكر مشايخ ابن قولويه.
218

شرحناه. (1)
2 - أخبرني أبو القاسم قال: حدثني محمد بن الحسن (2) بن مت الجوهري
عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن أبان، عن (3)
عبد الرحمان بن أبي عبد الله قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام: كيف أضع يدي على قبور المسلمين (4)؟
فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل (5) القبلة (6).

(1) كامل الزيارات: 321 ح 10، عنه البحار: 102 / 297 ح 14.
ورواه في الكافي: 3 / 229 ح 6 عن عدة من أصحابه، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب..
وفي ص 200 ح 9 عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن أبان، عن
عبد الله بن عجلان.
وفي التهذيب: 6 / 105 ح 1 عن الحسن بن محبوب.
وأخرجه عنهما في الوسائل: 2 / 862 ح 2 و 3، وجامع الأحاديث: 3 / 533 ح 26 والوسائل:
10 / 462 ح 2 عن التهذيب.
وأورده مرسلا في دعوات الراوندي: 271 ح 773 عن عمرو بن أبي المقدام، عنه البحار
: 82 / 55.
(2) في الكامل: الحسين، وكلاهما وارد كما ذكره أيضا في خاتمة المستدرك ص 523.
(3) في الأصل: بن.
وذكر الشيخ في رجاله: 151 رقم 183 من أصحاب الصادق عليه السلام: أبان بن
عبد الرحمان المكنى أبا عبد الله البصري، وليس بابن عبد الله. وما أثبتناه من الكامل وكتب الرجال.
وهو عبد الرحمان بن أبي عبد الله البصري، أصله كوفي، واسم أبي عبد الله ميمون من أصحاب
الصادق عليه السلام، ثقة.
راجع رجال الشيخ الطوسي: 230 رقم 127، ورجال ابن داود: 128، ورجال العلامة
الحلي: 113.
(4) في الكامل: المؤمنين.
(5) في نسخة - أ -: مقابله.
(6) كامل الزيارات: 320 ح 5، عنه البحار: 102 / 295 ح 5، ومستدرك الوسائل: 2 / 370 ح 1.
وجامع الأحاديث: 1 / 385 ح 4.
219

(29)
باب النوادر
1 - أخبرني الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر رضي الله عنه،
عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن علي بن الحسن بن فضال، أخيه أحمد عن (1)
العلاء بن يحيى أخي مغلس، عن عمر (2) بن زياد، عن عطية الابزاري
قال:
سمعت أبا عبد الله يقول:
لا تمكث جثة نبي ولا وصي [نبي] (3) في الأرض أكثر من أربعين يوما (4).
2 - أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار
عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن [أبي] (5) الحلال، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال:

(1) في الأصل: بن، وما أثبتناه من التهذيب، والخطأ واضح، لأن أخاه أحمد بن علي بن الحسن بن
فضال، وليس أحمد بن العلا بن يحيى.
راجع رجال السيد الخوئي: 2 / 80.
(2) في التهذيب: عمرو.
(3) من التهذيب والبحار.
(4) عنه التهذيب: 6 / 106 ح 1. وأخرجه في البحار: 100 / 130 ح 17 عن التهذيب.
(5) من بصائر الدرجات والكافي والتهذيب.
وفي الكامل: ابن الجلال، وفي بعض النسخ: أبي الجلال.
وزياد بن أبي الحلال، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله، له كتاب، عده الشيخ من أصحاب
الإمامين الباقر والصادق عليهم السلام، وعده البرقي من أصحاب الصادق عليه السلام.
رجال النجاشي: 130، رجال الشيخ الطوسي: 124 وص 168، وفهرسته: 73، ورجال
البرقي: 32، ورجال السيد الخوئي: 7 / 302.
220

ما من نبي ولا وصي [نبي] (1) يبقى في الأرض بعد
موته أكثر من ثلاثة أيام
حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما تؤتى مواضع آثارهم، ويبلغهم
السلام من بعيد، ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب (2)

(1) من الكامل والكافي والتهذيب والبحار.
(2) رواه في كامل الزيارات: 329 ح 3 عن محمد بن يعقوب، وبصائر الدرجات: 445 ح 5 عن أحمد
ابن محمد... والكافي: 4 / 567 ح 1 عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد... والتهذيب: 6 / 106 ح 2 عن محمد بن أحمد بن داود القمي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن
الصفار..
والفقيه: 2 / 577 ح 3161 عن علي بن الحكم.
وأخرجه الوسائل: 10 / 254 ح 6 عن الفقيه والكافي والتهذيب.
وفي البحار: 11 / 67 ح 22 عن الكافي، و ح 22 / 550 ح 3 عن بصائر الدرجات
ج 27 / 299 ح 3 عن الكامل والبصائر، و ج 100 / 129 ح 13 و 14 عن الكامل والتهذيب.
قال المجلسي (رحمه الله) في البحار: 97 / 130:
يمكن الجمع بين هذا الخبر وما سبق بأن يكون رفع الأكثر بعد الثلاثة ويمكث بعضهم إلى
أربعين ثم يرفع، أو بأنه يرفع كل منهم بعد الثلاثة ثم يرجع إلى قبره ثم يرفع
بعد الأربعين.
ثم إن في هذين الخبرين إشكالا من جهة منافاتهما لكثير من الأخبار الدالة على بقاء أبدانهم في
الأرض كأخبار نقل عظام آدم عليه السلام ونقل عظام يوسف عليه السلام وبعض الآثار الواردة
بأنهم نبشوا قبر الحسين عليه السلام فوجدوه في قبره، وأنهم حفروا في الرصافة بئرا فوجدوا فيها
شعيب بن صالح وأمثال تلك الأخبار كثيرة.
فمنهم من حمل أخبار الرفع على أنهم يرفعون بعد الثلاثة ثم يرجعون إلى قبورهم كما ورد في
بعض الأخبار أن كل وصي يموت يلحق بنبيه ثم يرجع إلى مكانه.
ومنهم من حملها على أنها صدرت لنوع من المصلحة تورية لقطع أطماع الخوارج والنواصب الذين
كانوا يريدون نبش قبورهم وإخراجهم منها وقد عزموا على ذلك
مرارا فلم يتيسر لهم.
ويمكن حمل أخبار نقل العظام على أن المراد نقل الصندوق المتشرف بعظامهم وجسدهم في
ثلاثة أيام أو أربعين يوما أو أن الله تعالى ردهم لتلك المصلحة وعلى هذا الأخير تحمل
الأخبار الأخر والله يعلم.
وقال الشيخ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوايد: 258: إنا لا نشك في موت الأنبياء عليهم
السلام، غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه وأنهم يكونون فيها أحياء
منعمين إلى يوم لقيامة وليس ذلك بمستحيل في قدرة الله تعالى.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أنا أكرم على الله من يدعني في الأرض أكثر
من ثلاث، وهكذا عندنا حكم الأئمة عليهم السلام،
قال النبي صلى الله عليه وآله: لو مات نبي بالمشرق وما وصيه بالمغرب لجمع الله بينهما.
وليست زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها ولكن لشرف الموضع فكانت غيبة الأجسام فيها ولعبادة أيضا
ندبنا إليها إلى آخر ما قال رحمه الله والله يعلم.
221

3 - وذكر (محمد بن أحمد) (1) بن داود القمي في كتابه (الزيارات) قال:
أخبرني محمد بن علي بن الفضل قال: أخبرني علي بن الحسين بن
يعقوب في (2) بني
خزيمة قراءة عليه: قال: حدثني جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي (3) قال: حدثنا
علي بن (بزرج الخياط) (4) قال: حدثنا عمرو بن اليسع (5) قال: قال: جاءني

(1) في الأصل: أحمد بن محمد، والصحيح ما أثبتناه.
وقال النجاشي في رجاله: 298: محمد بن أحمد بن داود بن علي أبو الحسن، شيخ هذه الطائفة
وعالمها، وشيخ القميين في وقته وفقيههم، ورد بغداد وأقام بها، حدث وصنف كتبا منها كتاب
المزار... مات سنة 378 ه‍. ودفن بمقابر قريش. وقال الشيخ الطوسي في
الفهرست: 136،
له كتب منها كتاب المزار الكبير، أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة منهم الشيخ المفيد رحمه الله.
وذكر كتابه (الزيارات) أغا بزرگ الطهراني في الذريعة: 12 / 78 و ج 20 / 320.
وراجع رجال العلامة الحلي: 162.
(2) في التهذيب: من. وأضاف في فرحة الغري: حي.
(3) في الأصل: جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي.
وفي التهذيب: جعفر بن محمد بن يوسف الأزدي.
وما أثبتناه من فرحة الغري وكتب الرجال.
قال النجاشي: 95: جعفر بن محمد بن يوسف الأودي أبو عبد الله، شيخ من أصحابنا الكوفيين
ثقة، روى عنه ابن محمد بن عقدة، له كتاب المناقب.
(4) في التهذيب: يزرج الخياط، وفي فرحة الغري: بدرج الجاحظ.
(5) في الأصل: عمر بن الشعبي، وفي التهذيب: عمرو، وما أثبتناه من فرحة الغري وكتب الرجال، قال النجاشي في رجاله: 221 والشيخ الطوسي في الفهرست: 112: عمرو بن اليسع كوفي، له
كتاب، راجع رجال السيد الخوئي: 13 / 147.
222

سعد (1) الإسكاف فقال:
يا بني تحمل الحديث؟ فقلت: نعم، فقال: حدثني أبو عبد الله عليه
السلام قال: إنه لما أصيب أمير المؤمنين عليه السلام قال للحسن والحسين عليهما
السلام:
غسلاني وكفناني وحنطاني واحملاني على سريري، واحملا مؤخره تكفيا
مقدمه، فإنكما ستنتهيان إلى قبر محفور، ولحد ملحود، ولبن موضوع فالحداني
وأشرجا اللبن علي، وارفعا لبنة مما يلي رأسي فانظرا ما تسمعان.
فأخذا اللبنة من عند رأسه بعد ما أشرجا عليه اللبن، فإذا ليس في القبر
شئ، وإذا هاتف يهتف: أمير المؤمنين كان عبدا صالحا فألحقه الله بنبيه صلى
الله عليه وآله وكذلك يفعل بالأوصياء بعد الأنبياء، حتى لو أن نبيا مات في
المشرق (2) ومات وصيه في المغرب (3) لألحق (4) الله الوصي بالنبي (5).
4 - أخبرني الشريف الفاضل أبو عبد الله محمد بن طاهر، عن
أحمد بن سعيد، قال:
أخبرني الحسين بن القاسم بن (الحسن الحسين) (6) بن أصولة سنة ثمان
وتسعين ومائتين، قال: حدثني الحسن بن محمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا

(1) في الأصل: سعيد، (تقدمت) ترجمته في باب 2 ح 2.
(2) في فرحة الغري: الشرق.
(3) في فرحة الغري: الغرب.
(4) في الفرحة والبحار: ألحق.
(5) فرحة الغري: 30، والتهذيب: 6 / 106 ح 3 عن محمد بن أحمد بن داود القمي..
عنهما البحار: 42 / 213 ح 14، ومستدرك الوسائل: 2 / 316 ح 6 وإثبات الهداة: 5 / 2
ح 297، وجامع الأحاديث: 1 / 401 ح 7.
وأخرجه من مدينة المعاجز: 177 ح 493 عن التهذيب.
(6) هكذا في الأصل، والظاهر أنها عن الحسين بن أصولة، أو بن الحسين بن أصولة. ولم نعثر لهما على
ترجمة في ما عندنا من كتب الرجال.
223

حسن بن محمد النخعي قال: حدثنا إسماعيل بن ديان الكوفي، عن إبراهيم بن
درهم النخعي، عن أبي مريم الأنصاري، عن محمد بن علي، عن حذيفة بن
اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الأوصياء مع الأنبياء حيث كانوا، لو أن نبيا مات بالمغرب ومات وصيه
بالمشرق لأمر الله تعالى الأرض أن تنقله إليه (1).
5 - أبو معمر الهلالي قال: حدثني أبو قرة رجل من أصحاب زيد بن
علي كان من الموالي وكنا نعده من الأخيار قال:
انطلقت أنا وزيد بن علي نحو الجبانة فصلى ليلا طويلا، ثم قال لي:
(أبا قرة أتدري أي موضع هذا؟، قال: قلت: لا. قال: نحن بقرب أمير المؤمنين
عليه السلام) (2) يا أبا قرة نحن في روضة من رياض الجنة (3).
6 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: نحن (4) نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ
به ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل (5) - يعني قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام -.

(1) أورده في كنز الكراجكي: 258 ح 16، مرسلا، عنه البحار: 100 / 131.
(2) في الفرحة والبحار هكذا: (يا أبا قرة حدثني في أي موضع نحن (هذا البحار)؟ قال: فقلت: لا
أدري.
قال: نحن قرب قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام).
(3) رواه ابن طاووس في فرحة الغري: 114 بإسناده عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد
ابن بكران، عن الحسن بن محمد الفرزدق البزاز، عن حميد الحجال، عن محمد ابن حبيش:
عن عبد الرحمان بن القاسم، عن أحمد بن عبد الله العامري، عن أبي معمر الهلالي. وقال: وذكره الشيخ
المفيد في مزاره غير مسند.
عنه البحار: 100 / 237 ح 6.
(4) في نسخة - ب -: إنا نحن.
(5) رواه ابن طاووس نقلا عن الشيخ الطوسي في التهذيب: 6 / 34
ح 14 بإسناده عن المفيد عن محمد بن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عمر
ابن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام.
قال ابن طاووس في آخره: وقال: ذكره الشيخ المفيد في مزاره ولم يسنده وقال: يعني قبر أمير المؤمنين عليه السلام.
وأخرجه في الوسائل: 10 / 295 ح 5 عن التهذيب.
224

7 - محمد بن همام، عن علي بن محمد بن رباح (1) أن محمد بن العباس
حدثه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن علي بن ميمون الصائغ قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام يا علي بلغني أن أناسا من شيعتنا تمر بهم
السنة والسنتان وأكثر من ذلك لا يزورون الحسين بن علي عليهما السلام.
قلت: جعلت فداك إني لأعرف أناسا كثيرا بهذه الصفة.
قال: أما والله لحظهم أخطأوا، وعن ثواب الله زاغوا، وعن جوار محمد
صلى الله عليه وآله [في الجنة] (2) تباعدوا (3). قلت: فإن أخرج عنه رجلا جزى
ذلك عنه؟
قال: نعم، وخروجه لنفسه أعظم أجرا، وخير له عند ربه (4).

(1) في الأصل: دراج. وما أثبتناه من التهذيب وكتب التراجم.
قال الشيخ الطوسي: علي بن محمد بن رباح النحوي، يكنى أبا القاسم، له كتاب النوادر.
وعده في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا: علي بن محمد بن رباح النحوي، روى
عنه ابن همام.
راجع رجال الشيخ: 486 رقم 59، وفهرسته: 97 رقم 404.
(2) من التهذيب.
(3) وأضاف في كامل الزيارات: (قلت: جعلت فداك في كم الزيارة؟ قال: يا علي إن قدرت أن تزوره
في كل شهر فافعل، قلت: لا أصل إلى ذلك، لأني أعمل بيدي وأمور الناس بيدي، ولا أقدر أن
أغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا، قال: أنت في عذر ومن كان يعمل بيده، وإنما عنيت من لا
يعمل بيده ممن إن خرج في كل جمعة هان ذلك عليه، أما إنه ما له عند الله من عذر، ولا عند رسوله
من عذر يوم القيامة).
(4) وأضاف في الكامل: (يراه وبه ساهر الليل، له تعب النهار، ينظر الله إليه نظرة توجب له الفردوس
الأعلى مع محمد وأهل بيته، فتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله). ورواه في التهذيب: 6 / 45 ح 12 /
عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام...
عنه الوسائل: 10 / 334 ح 3 والبحار: 101 / 51 ح 4.
ورواه في كامل الزيارات: 295 ح 11 عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري بإسناده رفعه
إلى علي بن ميمون الصائغ.. عنه الوسائل: 10 / 418 ح 8 والبحار: 101 / 12 ح 1.
225

8 - وروى أبو الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
كم بينكم وبين قبر الحسين عليه السلام؟ قال: قلت: (يوم وشئ) (1)
قال: فقال: لو كان منا على مثل (2)
الذي هو منكم لاتخذناه هجرة (3).
9 - وروى محمد بن حكيم (4) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
من أتى قبر الحسين عليه السلام ثلاث مرات في كل سنة: أمن من
الفقر (5).

(1) في الكامل والثواب: يوم للراكب ويوم وبعض يوم للماشي.
(2) في التهذيب: مثال
(3) التهذيب: 6 / 46 ح 14 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسين بن سفرجلة الكوفي
عن علي بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عمران، عن محمد بن منصور، عن حرب بن الحسين، عن إبراهيم
الشيباني، عن أبي الجارود. عنه الوسائل: 10 / 340 ح 2، والبحار: 101 / 115 ح 39.
ورواه في الكامل. 293 ح 10 بطريقين باختلاف يسير:
الأول: عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن ناجية عن محمد بن علي، عن عامر بن كثير السراج النهدي، عن أبي الجارود...
والآخر عن جماعة من مشايخه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن ناجية.
ورواه باختلاف يسير أيضا في ثواب الأعمال: 114 ح 19 عن أبيه، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس...
وأضافا في نهاية الحديث: (أي نهاجر إليه).
وأخرجه في الوسائل: 10 / 341 ح 5 عن ثواب لأعمال، والبحار: 101 / 16 ح 20 و 21 و 22
عن الكامل وثواب الأعمال.
(4) محمد بن حكيم الخثعمي، يكنى أبا جعفر، كوفي، له كتاب، عده النجاشي والشيخ الطوسي من
أصحاب الإمامين الصادق وأبي الحسن الكاظم عليهما السلام.
راجع رجال النجاشي: 276، ورجال الشيخ: 285 وص 358 وفهرسته: 149، ورجال
السيد الخوئي: 16 / 37.
(5) رواه في التهذيب: 6 / 48 ح 21 عن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علان، عن
حميد بن زياد، عن أحمد بن محمد بن رباح، عن محمد بن يزيد بن المتوكل، عن أحمد بن الفضل،
عن علي بن يحيى، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه السلام، عنه الوسائل: 10 / 340، والبحار: 101 / 17 ح 23.
226

10 - أخبرني أبو القاسم، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن بعض أصحابه يرفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام قال: (قلت: نكون) (1) بمكة، أو بالمدينة، أو بالحائر (2)
أو (بالمواضع التي يرجى فيها الفضل) (3)
فربما (خرج الرجل فيتوضأ) (4) فيجئ
آخر، فيصير مكانه؟
فقال: من سبق إلى مكان (5) فهو أحق به يومه وليلته (6).
11 - وروى ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري [عن أبي عبد الله عليه
السلام] (7) قال:
من خرج من مكة، أو المدينة، أو مسجد الكوفة، أو حائر الحسين عليه
السلام قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة: أين تذهب لا ردك الله (8).

(1) في الأصل: فقلت له يكون. وما أثبتناه من الكامل والكافي والتهذيب والبحار.
(2) في الكافي: الحيرة، وفي البحار: الحير.
(3) في التهذيب: في الموضع الذي جاء فيه الخير.
(4) في الكامل: يخرج الرجل ليتوضأ. وفي الكافي والتهذيب كما في الأصل، وفيهما: يتوضأ.
(5) في بقية المصادر: موضع.
(6) كامل الزيارات: 331 ح 10 بهذا الاسناد.
وفي ص 330 ح 4 عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عنه البحار: 83 / 355
ح 8 و: 104 / 254 ح 7 و 8، ومستدرك الوسائل: 3 / 425 ب 44 ح 2
ورواه في التهذيب: 6 / 110 ح 11 عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا يرفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام.
وفي الكافي 4 / 546 ح 33 عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد...
وأخرجه في الوسائل: 10 / 463 ح 1، والبحار: 100 / 129 ح 10 و 12 عن الكامل
والتهذيب.
(7) من الوسائل.
(8) التهذيب: 6 / 107 ح 4، عن ه الوسائل: 10 / 426 ح 1، 100 / 132 ح 19.
227

12 - محمد بن أبي السريري (1)، عن عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة
ابن زيد (2)، عن أبي عامر وعظ أهل الحجاز، عن الصادق عليه السلام، عن
أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام (3):
يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة
وعرصة (4) من عرصاتها. وإن الله تعالى جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة
من عباده تحن إليكم وتتحمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم، ويكثرون
المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي، وهم زواري، وجيراني غدا في الجنة.
يا علي من عمر قبوركم (5) وتعاهدها، فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء
بيت المقدس، ومن زار قبوركم (6) عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة
الإسلام وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه.
فأبشر، وبشر أوليائك ومحبيك من النعم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية

(1) في نسخة - ب - والتهذيب وفرحة الغري: السري. راجع رجال السيد الخوئي: 14 / 276.
(2) في نسخة - أ -: سويد. وفي نسخة - ب - بن سويد.
وفي فرحة الغري. بن يزيد، وما أثبتناه من التهذيب وكتب التراجم.
راجع رجال النجاشي: 233، ورجال السيد الخوئي: 12 / 268.
(3) بعدها في التهذيب وفرحة الغري: (والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما
لمن زار قبورنا وتعاهدها؟ فقال لي:...).
(4) في الأصل: وعرصات. وما أثبتناه من التهذيب والفرحة والبحار.
(5) في نسخة - أ -: قبورهم.
(6) في نسخة - أ - قبورهم.
228

بزناها، أولئك شرار أمتي لا تنالهم شفاعتي، ولا يردون حوضي (3).

(1) في البحار: بزنائها.
(2) في التهذيب والفرحة: لا نالتهم. وفي البحار: لا أنالهم الله.
(3) التهذيب: 6 / 22 ح 7 عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي بن الفضل، عن الحسين
بن محمد بن الفرزدق، عن علي بن موسى بن الأحول، عن محمد بن أبي السري. وفي فرحة
الغري: 76 بطريقين: الأول: بإسناده عن محمد بن داود كما مر في التهذيب.
والثاني: بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن زكريا بن
طهمان، عن إسحاق بن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثير عن
أبي عبد الله عليه السلام. وأخرجه في الوسائل: 10 / 298 ح 1 وإثبات الهداة: 1 / 487 ح 90
عن التهذيب وأخرجه في البحار 100 / 120 ح 22 و 23 و 24 و 25، عن التهذيب وفرحة الغري.
229