الكتاب: معدن الجواهر
المؤلف: أبو الفتح الكراجكي
الجزء:
الوفاة: ٤٤٩
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: السيد أحمد الحسيني
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٣٩٤
المطبعة: مهر استوار - قم
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

معدن الجواهر
ورياضة الخواطر
3

معدن الجواهر ورياضة الخواطر
تأليف
أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي
تحقيق
السيد أحمد الحسيني
5

الطبعة الثانية
مطبعة مهر استوار - قم
1394 ه‍
6

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
7

تقديم
(1)
(الحكمة ضالة المؤمن) يأخذها متى وجدها ويتلقاها من الأفواه، ويجعلها مرآة
صافية يرى فيها عيوبه ونواقصه، ذلك لأنه دائم الجهاد في تهذيب النفس والتحلي
بالكلمات والتخلي عما يشينه، لا يدع فرصة لإضافة حسنة إلى محاسنه والازدياد في
مكارمه الأخلاقية إلا واقتنصها.
هكذا شأن المؤمن الذي قياده بيد عقله وقد سيطر على نفسه، فإنه يسير في طريقه
اللاحب بنور العقل مبتعدا عن الزلات ومجانبا مهاوي الشهوات، وهو يستفيد من تجاربه
ويستضئ بما أثر عن العظماء الماضين الذين خلفوا بعدهم هذه الكثرة الكاثرة من الحكم
المنثورة والطرائف المنظومة والعلم المأثور.
إن هذه الأزهار المبهجة والرياحين العطرة والورود الفواحة المنضدة في بساتين
الكتب والاسفار لمما تفتح للانسانية آفاقا من الخير والصلاح لو أدمن الناس على
قراءتها وحافظوا على العمل بها وطبقوها على أفعالهم وأقوالهم، وخاصة تلك التي أثرت
عن النبي العظيم والأئمة الهداة عليهم الصلاة والسلام، الذين هم مصابيح الظلام ومرشدو
البشر إلى ما فيه خير الدنيا وسعادة الآخرة.
(2)
ولقد أقبل علماء الاسلام على ما روي عن النبي والأئمة عليهم السلام، وما أثر
عن الفلاسفة والمفكرين من المسلمين وغير المسلمين اقبالا عظيما، فجمعوا تلك الكلم
والحكم في كتبهم ومؤلفاتهم بشتى الألوان والاشكال حسب أغراضهم وأذواقهم.
9

وكان من بين تلك الألوان جمع الحكم في أبواب متسلسلة بتسلسل الاعداد،
ففي الباب الأول ما كان واحدا وفي الباب الثاني ما كان اثنين وفي الباب الثالث ما كان ثلاثة... وهكذا.
ومن تلك المحاولات العلمية الطريفة هذا الكتاب الذي نقدمه إلى القراء الأعزاء،
ففيه عشرة أبواب تجمع طائفة من قصار كلمات النبي والأئمة عليهم السلام وبعض
ما نقل عن جماعة من الاعلام المسلمين وغير المسلمين.
والطريقة التي سار عليها المؤلف هي أنه يذكر أولا شيئا مما أثر عن النبي
الكريم صلى الله عليه وآله، ثم بعض حكم الأئمة عليهم السلام، ثم طائفة مما جاء
عن أعلام المسلمين، ثم طرائف مما نقل عن بعض الفلاسفة الماضين.
وهذا الكتاب مع صغره يجمع مقدارا لا بأس به من الأحاديث والكلمات ذلك
لأنه حذف الأسانيد ولم يعقب الحكم بتعاليق من المؤلف، وكأنه قصد أن يجمع
العدد الكبير من الأقوال في أقل حجم أمكن.
وهو بحق طرفة أدبية جليلة، ومصدر عظيم لموضوعات أخلاقية قيمة، يخرج
إلى عالم الطبع بهذه الصورة التي يراها القارئ الكريم، والتي لم نتمكن من
اكمالها في كل جوانبها، وذلك لعدم العثور على نسخ متعددة كما هو المتبع في
أمثال هذه الأعمال العلمية الفنية.
(3)
ومؤلفنا هو (1):
الشيخ الفقيه القاضي أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي،

(1) المصادر التي استقينا منها هذه الترجمة هي:
أ - أمل الآمل 2 / 287.
ب - روضات الجنات ص 552.
ج - الأعلام للزركلي 7 / 162.
د - رجال بحر العلوم 3 / 302 - 308.
ه‍ - لؤلؤة البحرين ص 337.
و - مرآة الجنان 3 / 70.
ز - لسان الميزان 5 / 300.
ح - بحار الأنوار 1 / 18 و 35.
ط - ريحانة الأدب 3 / 352.
ى - شذرات الذهب 3 / 283.
ك - مصفى المقال ص 375.
ل - هدية العارفين 2 / 70.
م - معالم العلماء ص 119.
ن - مستدرك وسائل الشيعة 3 / 497
س - الذريعة 1 / 57 و 2 / 16، 27، 34، 237 و 3 / 92، 171 و 4 / 210،
216، 359، 429، 11 / 298 و 16 / 393 و 17 / 214 و 18 / 161.
ع - الكنى والألقاب 3 / 108.
ف - الفوائد الرضوية ص 571.
10

من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين، رأس الشيعة، صاحب التصانيف
الجليلة، كان نحويا لغويا منجما طبيبا متكلما فقيها محدثا، أسند إليه جميع أرباب
الإجازات، من تلامذة الشيخ المفيد والشريف المرتضى والشيخ الطوسي، روى عنهم وعن آخرين من أعلام الشيعة والسنة، وروى عنه وقرأ عليه جماعة من علماء عصره.
كان نزيل الرملة، وأخذ عن بعض المشائخ في حلب والقاهرة ومكة وبغداد
وغيرها من البلدان، وتوفي بصور، ثاني ربيع الاخر سنة أربعمائة وتسع وأربعين هجرة.
وكتابه كنز الفوائد - كما يقول السيد بحر العلوم في رجاله - يدل على فضله،
وبلوغه الغاية القصوى في التحقيق والتدقيق والاطلاع على المذاهب والاخبار، مع
حسن الطريقة وعذوبة الألفاظ.
له مؤلفات كثيرة بلغت السبعين حسب عد بعض معاصريه، ومنها (كنز الفوائد)
و (الاستطراف في ذكر ما ورد من الفقه في الانصاف) و (الاستنصار في النص على
الأئمة الأطهار) و (الاعلام بحقيقة ايمان أمير المؤمنين وأولاده الكرام) و (البرهان
على صحة طول عمر صاحب الزمان) و (البيان عن جمل اعتقاد أهل الايمان) و
11

(التعريف بحقوق الوالدين) و (التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة) و (تفضيل
أمير المؤمنين عليه السلام) و (تهذيب المسترشدين) و (شرح جمل العلم للمرتضى)
و (الكر والفر في الإمامة) و (معارضة الأضداد باتفاق الاعداد) و (معدن الجواهر و رياضة الخواطر) و (معونة الفارض في استخراج سهام الفرائض) و (المنهاج في
معرفة مناسك الحاج) و (النوادر) و (وجوب الإمامة).
و (الكراجكي) بفتح الكاف واهمال الراء وكسر الجيم، نسبة إلى (الكراجك)
عمل الخيم، ولهذا وصفه بعض مترجميه بالخيمي، وضبطه بعضهم بضم الجيم
نسبة إلى (الكراجك) قرية على باب واسط ذكرها ياقوت في معجم البلدان 4 / 443،
ولكن هذا ليس بصحيح.
(4)
أما النسخة التي حققنا عليها هذا الكتاب فهي النسخة الوحيدة التي عثرنا
عليها في مجموعة عند الأخ العلامة الحجة سيدنا السيد محمود المرعشي النجفي،
وإليك وصفها:
هذه المجموعة تحتوي على الرسائل التالية:
1 - النكت الاعتقادية للشيخ المفيد.
2 - شرح واجب الاعتقاد لعبد الواحد بن الصفي النعماني.
3 - وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري.
4 - وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام.
5 - النفلية للشهيد الأول محمد بن مكي العاملي.
6 - معدن الجواهر ورياضة الخواطر للكراجكي.
7 - قصة الحولا مع زوجها ووصية النبي لها.
8 - أحاديث متفرقة من كتاب ليس له أول ولا آخر.
9 - منظومة ملحة الاعراب للحريري.
كتب هذه المجموعة علي بن حسين بن علي بن حسين بن الصائم الحسيني
العنقاني، برسم المولى السعيد الحاج زين الدين بن مفلح بن الحاج شهاب الدين
12

أحمد بن الركن الماروني، في نهار السبت مستهل جمادي الآخرة سنة 902،
(كما جاء في آخر كتاب شرح واجب الاعتقاد).
وفي هوامش أوراق بعض كتب المجموعة بلاغات، وخلالها تملكات بخطوط
مختلفة وتواريخ متفرقة، كما يوجد في الصفحة الأخيرة من كتاب النفلية انهاء كتبه الشهيد
الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي بتاريخ يوم الأحد تاسع عشر ربيع الاخر سنة
950، وكتب إلى جنبه الشيخ عباس القمي تصديقا بأنه خط الشهيد الثاني، وذلك
بتاريخ 1344 ه‍.
والنسخة بالرغم من أهميتها التاريخية كثيرة السقط والخطأ والتحريف كما
يظهر لمن يقرأ هذا المطبوع، وهي مع كونها بخط نسخ واضح تهمل كثيرا من
نقاط الكلمات ولا تتبع قواعد الاملاء الصحيح، ولهذا لاقينا بعض الصعوبة في قراءة جملة من الكلمات وربما لم نوفق إلى قراءتها بصورة صحيحة. ولولا عدم
عثورنا على نسخة أخرى لما أمكن الاعتماد عليها، ولكننا اضطررنا إلى جعلها أصلا
والرجوع إلى الكتب الحديثية وتصحيح ما أمكن التصحيح عليها أو ترجيح ما ظننا
أنه الأرجح، ولعلنا نعثر في المستقبل على نسخة ممتازة فتخرج الكتاب في طبعة
جيدة أخرى.
(5)
وختاما أقدم شكري وتقديري إلى الأخ العلامة الحجة السيد محمود المرعشي
نجل سماحة آية الله سيدنا المفدى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام
ظله الوارف على رؤوس المسلمين.
أشكره على ما تفضل به علي من إعارة نسخته الثمينة، شأنه دائما في تيسير ما
يحتاج إليه رواد العلم والتحقيق...
فإليه والى كل من آزرني أقدم شكري وتحياتي.
قم 12 شعبان 1392 ه‍.
السيد أحمد الحسيني.
13

الصفحة الأخيرة من كتاب (النفلية) وفيها خط الشهيد الثاني والمحدث القمي
14

الصفحة الأولى من كتاب (معدن الجواهر)
15

الصفحة الأخيرة من كتاب (معدن الجواهر)
16

كتاب معدن الجواهر ورياضة الخواطر
تصنيف الشيخ الفاضل أبي الفتح
محمد بن علي الكراجكي قدس الله روحه ونور
ضريحه بمحمد وآله الطاهرين وأصحابه
المنتجبين وسلم تسليما
كثيرا آمين رب
العالمين
17

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد ولى الكرم ومولى النعم وفاتق الأذهان لاظهار الحكم ومطلق
الألسن بأنواع الكلم وصلواته على المبعوث رحمة للأمم وكاشفا للظلم سيدنا محمد رسول الله أفضل العرب والعجم وخير من أرشد واعلم وعلى آله الطاهرين وسلم.
هذا كتاب جمعت فيه من جواهر الألفاظ ودررها وعيون المعاني وغررها،
ما فيه نفع لمن انتفع وعلم لمن وعى وجمع جعلته فصولا مبوبة في عشرة اقسام
مرتبة على ترتيب توالى الآحاد ونظم تأليف الاعداد وقد سلك غيري هذا النمط
فاختصر وفي هذا الكتاب زيادة ما ذكر وعلى كل باذل استطاعته والعلم
لا يدرك غايته
19

* (باب ما جاء في واحد) * قال سيدنا الله صلى الله عليه وآله أيها الناس ان ربكم واحد وان
أباكم واحد لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على
أسود (1) ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى قال الله ان أكرمكم عند الله أتقاكم (2).
وقال صلى الله عليه وآله: خصلة من لزمها اطاعته الدنيا والآخرة وربح الفوز
بقرب الله تعالى في دار السلام. قيل: وما هي رسول الله قال التقوى. قال:
من أراد أن يكون أعز فليتق الله ثم تلا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه
من حيث لا يحتسب (3).
وقال صلى الله عليه وآله: فقيه واحد الاسلام أشد على الشيطان (4) من الف عابد.
وقال صلى الله عليه وآله الكلمة الواحدة من الحكمة يسمعها الرجل فيقولها أو يعمل بها خير من عبادة سنة.
وقال صلى الله عليه وآله: خلة من ضمنها لي ضمنت له على الله عز وجل الخيرة جميع أموره. قيل: وما هي يا رسول الله قال؟: الرضا فإنه ما يرضى
رجل (5) بقضاء الله إلا جعل الله له الخيرة.
وقال صلى الله عليه وآله خلة من كانت فيه أدرك منزله الصائم القائم المجاهد
في سبيل الله قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: حسن الخلق.
وقال صلى الله عليه وآله لا يجزى ولد والده إلا بشئ واحد وهو ان يجده
مملوكا فيشتريه ويعتقه.
وقال رجل له صلى الله عليه وآله علمني يا الله خصلة تجمع لي خير

(1) ليس في الأصل وصحح في الهامش، وانظر الدر المنثور 6 / 97.
(2) سورة الحجرات: 13.
(3) سورة الطلاق: 3.
(4) إبليس خ ل.
(5) أحد خ ل.
21

الدنيا والآخرة قال: لا تكذب قال الرجل: فكنت خلال يكرهها الله تعالى
فتركتها خوفا من أن يسألني سائل هل عملت كذا فافتضح أو اكذب فأكون قد خالفت
رسول الله فيما دلني عليه.
وجاء عن أمير علي عليه السلام أنه قال: خصله من عمل بها كان من
أقوى الناس قيل: وما هي يا أمير قوله المؤمنين قال: التوكل الله عز وجل.
وقال عليه السلام أفضل العبادة واحد وهو العفاف.
وقال رجل لاحد الأئمة عليهم السلام: يا بن رسول الله علمني ما يجمع لي
خير الدنيا والآخرة ولا تطل على. قال عليك بشئ واحد وترك الغضب.
وروى عنهم عليهم السلام: ان أصل خير في الدنيا (1) شئ واحد وهو الخوف من الله عز وجل.
وقيل لبعضهم: ما أعجب الأشياء قال: شئ واحد وهو قلب عرف الله
ثم عصاه.
وقال بعض العلماء: أشقى الناس رجل واحد وهو من كفى أمر دنياه ولم
ويهتم بدينه.
وقال اغنى الناس رجل واحد وهو من عين نصيبه من الله عز وجل.
وقيل لبعضهم: من أعظم الناس قدرا؟ قال: رجل واحد وهو من يجعل
الدنيا لنفسه خطرا. وقيل: هو الذي لا يبالي بالدنيا في يد من كانت وأجود الناس
رجل واحد وهو من جاد من قلة واخذ ذلك من قول النبي صلى الله عليه وآله
أفضل الصدقة جهد المقل. وأسوء الناس حالا رجل واحد وهو من لا يثق بأحد
لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء نظره وأصبر الناس رجل واحد وهو الذي
لا يفشى سره إلى صديقه مخافة يقع بينهما فيفشيه. وأعجز الناس رجل واحد
وهو المفرط في طلب الاخوان. واعز الأشياء شئ واحد وهو أخ يوثق بعقله
ويسكن إلى غيبه.
وقال أحد الفضلاء: أحب الأشياء إلي شئ واحد وهو الافضال على الاخوان. وقيل لاخر: أي الأشياء به أشد فرحا. فقال شئ واحد وهو قوتي

(1) والآخرة خ ل.
22

على مكافأة من أحسن إلى. وقيل له: ما أفضل الأعمال؟ قال: شئ واحد وهو ادخال السرور على
قلب مؤمن.
وسئل حكيم عن البخل والجبن والحرص؟ فقال: الجميع طبيعة واحدة ويجمعهن شئ واحد وهو سوء الظن.
وقيل: ما أضر بالانسان من شئ واحد وهو لجاجته في الباطل وشئ
أقعد به عن مكرمة من شئ واحد وهو صغر همته.
وقال بعض الحكماء: امتحنت خصال الناس فوجدت أشرفها خصلة واحدة
وهي صدق اللسان فمن عدم الصدق من منطقه فقد فجع بأكرم أخلاقه. وأقبح
القبائح شئ واحد وهو الكذب. وابتداء منازل الحمد شئ واحد وهو السلامة
من الذم. وأعظم ما على الانسان من الضرر شئ واحد وهو قلة علمه بعيوبه.
وقيل لحكيم: ما أجل ما أفادك الدهر؟ فقال شئ واحد وهو العلم.
وقال أبو ذر جمهر: قد يغرس الحكيم جزءا واحدا من الحكمة يعيش بها ملوك كثيرة. وقيل: أي الخصوم ألد؟ فقال: خصم واحد وهو العمل السئ.
قيل: فما الأشياء؟ قال شئ واحد وهو ثمرة العمل الصالح.
وقيل لبعض الزهاد: دلنا على عظه واحدة تكون أبلغ العظات. فقال: النظر محلة الأموات.
وقال له رجل: أوصني. فقال: أوصيك بشئ واحد ان الليل والنهار يعملان
فيك فاعمل فيهما.
وقيل: إنما لك من عمرك يوم واحد لأن أمسك قد خلا وغدك لم يأت فإن صبرت ليومك حمدت امرك وقويت على غدك وان عجزت عن يومك ذممت
امرك وضعفت عن غدك.
وقال بعضهم: إنما بيني وبين الملوك واحد أما أمس فلا يجدون لذته
23

ولا أجد شدته وانى وإياهم من غد على وجل وإنما هو اليوم وما عسى أن يكون اليوم.
وقال: إنما ينتفع المرء عمره بالساعة التي هو فيها مع سرعة تقضيها
فما أخيب امرى باع الخلود في النعيم بساعة وشيكة التصرم عائدة بأعظم الندم.
وأوصى حكيم ولده فقال: يا بني احذر خصلة واحدة تسلم واتبع خصلة واحدة
تغنم: لا تدخل مداخل السوء تتهم واشكر تدم لك النعم. واعلم أن العز في خصلة
واحده وطاعة الله والذل في خصلة واحدة وهي معصية الله والغنا في خصلة
واحدة وهو الرضا بقسم الله والفقر في خصلة واحدة وهي استقلال نعم الله.
والناس يا بني يتفاضلون بشئ واحد وهو العقل ويتميزون بشئ واحد وهو العلم
ويفوزون بشئ واحد وهو العمل ويسودون بشئ واحد وهو الحلم. فعليك
يا في دينك بشئ واحد وهو الازدياد وفي دنياك بشئ واحد وهو الاقتصاد.
وقال حكيم آخر لتلميذه: اعلم أنه ليس أنصح لك من صديق واحد وهو عقلك
ولا أغش عدو واحد وهو جهلك ولا أصدق من وافد واحد واجلك ولا
اكذب من موعد واحد وهو أملك. فاحفظ دينك ودنياك بخصلة واحدة وهي العفاف
وأغلب طارق النوائب بشئ واحد وهو حسن الصبر وأرح قلبك بشئ واحد وهو
وترك الحسد وتزين بين الناس بشئ واحد وهو الكرم وتودد إليهم بشئ واحد
وهو حسن الخلق واعلم أن أعلى منازل أهل الايمان درجة واحدة فمن بلغ إليها
فقد فاز وظفر وهو أن تنتهى سريرته في الصلاح إلى لا يبالي بها إذا ظهرت
و يخاف عقباها إذا استترت
24

* (باب ذكر ما جاء في اثنين) * سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: العلماء رجلان رجل اخذ بعلمه فهو
ناج ورجل تارك لعلمه فهو هالك.
وقال صلى الله عليه وآله: العلم علمان: علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم
على اللسان فذاك حجة الله على العباد. والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان.
وقال صلى الله عليه وآله: لا خير في العيش لرجلين: عالم مطاع ومستمع واع (1).
وقيل منهومان يشبعان: طالب علم وطالب دنيا.
وقال صلى الله عليه وآله: يهرم ابن آدم ويشب فيه اثنتان: الحرص وطول الامل.
واخذ حجرين فالقى بين يديه حجرا وقال: هذا أمل آدم والقى خلفه حجرا وقال: هذا اجله فهو يرى أمله ويرى اجله.
وقال صلى الله عليه وآله: الا أخبركم بأشقى الأشقياء؟ قالوا: بلى يا رسول
الله. قال: من اجتمع عليه شيئان: فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
وقال صلى الله عليه وآله خصلتان فوقهما من الخير شئ: الايمان بالله
والنفع لعباد وخصلتان ليس فوقهما من الشر شئ الاشراك بالله والضرر لعباد الله.
وقال صلى الله عليه وآله: الناس اثنان فواحد استراح وآخر أراح فاما
الذي استراح فعبد أطاع في حياته ثم مات فأفضى إلى رحمة الله ونعيم مقيم
وأما الذي أراح فعبد عصى الله في حياته ثم مات فأفضى عقاب وعذاب وهوان
اليم ولا يستوى من أفضى رحمة الله ومن أفضى إلى غضب الله.
وقال صلى الله عليه وآله: المؤمن بين مخافتين: بين اجل قد مضى لا يدرى
ما الله صانع فيه وأجل قد بقي لا يدرى ما الله قاض فيه.
وقال صلى الله عليه وآله: لأبي ذر الا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان؟ فقال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق وطول

(1) كذا في الأصل، وفي الخصال ص 41 (أو مستمع).
(2) المفهوم بالشئ: المولع به، وفي أصل اللغة هو الذي لا يشبع من الطعام.
25

الصمت فوالذي نفس محمد بيده ما عملت الخلائق بمثلهما وخصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق.
وقال للاسبح العبدي: ان فيك خصلتين يحبهما ورسوله: الحلم والحياء.
وقال صلى الله عليه وآله: خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ومن
لم يكونا لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا: من نظر في دينه من فوقه فاقتدى
به ونظر في دنياه إلى من دونه فحمد الله على ما فضله عليه به.
وقال صلى الله عليه وآله من كف عن شيئين وقاة الله شيئين: من كف لسانه
عن اعراض المسلمين وقاه الله عثرته ومن كف غضبه وقاة عذابه.
وقال: اتقوا الله في الضعيفين: المرأة واليتيم.
وقال صلى الله عليه وآله نعمتان مغبون فيهما كثير الناس: الصحة والفراغ
وسئل عن أكثر يدخل في النار؟ فقال الأجوفان البطن والفرج.
قال أمير المؤمنين عليه السلام الناس في الدنيا رجلان: رجل ابتاع نفسه فاعتقها ورجل باع نفسه فأوثقها.
وقال عليه السلام أفضل العبادة شيئان: الصبر وانتظار الفرج.
وقال عليه السلام: قصم ظهري رجلان: عالم متهتك وجاهل متنسك هذا
يضل (1) الناس عن علمه بتهتكه ويدعوهم إلى جهله بتنسكه.
وقال عليه السلام: أشد بلاء وأعظمهم عناء من بلى بشيئين: بلسان مطلق وقلب مطبق فهو لا يحمد ان سكت ولا يحسن ان نطق.
وقال عليه السلام: لن يعدم الأحمق خلتين: كثره الالتفات وسرعة الجواب
يعنى سرعته (2) بغير عرفان.
وقال عليه السلام: يهلك رجلان: محب غال ومبغض قال (3).

(1) يصد خ ل.
(2) تسرعه خ ل.
(3) الغالي: المتصلب في الدين حتى يتجاوز الحد والمقدار، وأصل اللغو الارتفاع
ومجاوزة القدر في كل شئ. والقالي: المبغض.
26

وقال الحسن بن علي عليه السلام: المروءة في شيئين: اجتناب الرجل ما يشينه
واختياره ما يزينه.
وقال الصادق عليه السلام لسفيان الثوري: يا سفيان خصلتان من لزمهما دخل الجنة
قال: وما هما يا رسول الله؟ قال: احتمال ما يكره إذا أحبه الله وترك ما يحب
إذا أبغضه الله فاعمل بهما وشريكك.
وقال الباقر عليه السلام: ما من خطوه أحب من خطوتين: خطوة يشد بها صفا في سبيل الله وخطوة ذي رحم قاطع وما من جرعة أحب الله من جرعتين:
جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر. ومن قطرة أحب
إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل وقطرة دمع في سواد الليل لا يريد بها
إلا عز وجل.
وقال عليه السلام: الخرق شيئان: العجلة قبل الامكان والدالة على السلطان.
وسئل أحد الأئمة عليهم السلام (1) عن تفسير الحسنتين المذكورتين في الله
عز وجل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة (2) ان الحسنة في الدنيا شيئان
طيب المعاش وحسن الخلق والحسنة في الآخرة شيئان رضوان الله والجنة.
وقال رجل لأحدهم: عظني يا بن رسول الله فقال لا تحدث نفسك بشيئين بفقر
ولا بطول عمر فإنه حدث نفسه بالفقر بخل ومن حدث نفسه بطول العمر حرص.
ووعظ أبو ذر الغفاري رحمة الله رجلا فقال له: ان لك في مالك شريكين
الحادث والوارث فإن استطعت ان لا تكون أخسر (3) الشركاء فافعل.
ولقى حكيم حكيما فقال له: عظني وأوجز. عليك بشيئين: لا يراك الله من حيث نهاك ولا يفقدك حيث امرك.
ووجدت هذا الفصل عن الصادق عليه السلام.
وقال لقمان لابنه: يا بني أنهاك عن شيئين الكسل والضجر فإنك إذا كسلت: لم تؤد حقا وإذا ضجرت لم تصبر على حق

(1) وعن أحد خ ل.
(2) سورة البقرة: 201.
(3) اخس خ ل.
27

ووعظ رجل رجلا فقال: استعملوا عباد الله الصبر حالتين: اصبروا على عمل لا غنى بكم عن ثوابه واصبروا عمل لا صبر لكم على عقابه.
وقيل اثنان يستحقان البعد: من لا يؤمن بالمعاد ومن لا يضبط نفسه عن
المحارم والعبد بين شيئين لا يصلحهما إلا شيئان هو بين نعمه وذنب لا يصلحهما إلا
الحمد والاستغفار.
وقيل لراهب يبكيك؟ قال شيئان قله اعتداد (1) الزاد وطول سفر المعاد.
وشيئان يزيدان في الحسنات وهما الهم والحزن. وشيئان يزيدان في السيئات وهما
الأشر والبطر (2).
وقيل لعابد: كيف أصبحت؟ قال: بين نعمتين: رزق موفور وذنب مستور
وقيل: ان للدنيا فضيلتين: هي أفصح المؤذنين وأبلغ الواعظين.
وقال بعض الحكماء: أروح الأشياء للبدن شيئان: الرضا بالقضاء والثقة بالقسم.
وقيل: الموت موتان موت الأجساد وموت الأنفس فاما موت الأجساد فعند
مفارقة الروح وأما موت الأنفس فعند مفارقة العقل لها.
وقيل ينبغي للعاقل يتخذ مرآتين فينظر من إحداهما في مساوئ نفسه فيتصاغر
بها ويصلح ما استطاع منها وينظر من الأخرى في محاسن فيتحلى بها ويكتسب
ما استطاع منها.
وقيل من أخلاق المؤمن شيئين هما (3) لا يشمت بالمصاب ولا
ينابز بالألقاب.
وقيل: المروءة شيئان الانصاف والتفضل. وشيئان يعمران الديار ويزيدان في
الاعمار: حسن الخلق وحسن الجوار وقيل: إذا قدم شيئان سقط شيئان قدمت المصيبة سقطت التعزية وإذا قدم
الإخاء سقط الثناء.

(1) اعداد خ ل.
(2) الأشر: المرح، وقيل أشد البر. والبطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى.
(3) في الأصل (شيئان).
28

وقال بعض العقلاء: الناس رجلان: عالم فلا أماريه وجاهل أجاريه.
وقال آخر: النبل شيئان: صديق أماريه وعدو أداجيه (1).
وقيل: ان العرب تستدل بشيئين اللحظة واللفظة وشيئان لا ينفكان عن الكذب
كثره المواعيد وشدة الاعتذار وما تقربت المرأة إلى الله تعالى بمثل شيئين طاعة
زوجها ولزوم بيتها وأطيب الروائح ريحان (2) ريح جسد تحبه وريح ولد تمر به.
وقيل: عذابان لا يعرف قدرهما من ابتلى بهما: السفر الشاسع والبنا الواسع.
وقيل لرجل: ما اللذة؟ فقال: شيئان ترك الحيا واتباع الهوى. فقيل له: (3)
هذه لذه لا تنفك من شيئين: عاجل العار وآجل النار.
وقيل: ليس يحتمل الشر إلا رجلان: رجل آخره يرجو ثوابا ورجل دنيا (4)
يصون حسبا.
وقال عبد الملك بن مروان يوما لعبد الله بن زيد بن خالد: ما مالك؟ فقال: شيئان
لا عيلة على معهما: الرضا عن الله والغنا عن فلما. نهض من عنده قيل
له: هلا أخبرته بمقدار مالك؟ قال: خشيت من أحد شيئين: أما أن يكون قليلا فيحقرني
وأما أن يكون كثيرا فيحسدني.
ورؤى على رجل جبه صوف فقيل له: ما حملك على لبسها؟ فسكت فقيل له: لم سكت؟ فقال انا بين حالتين: أخاف أن أقول زهدا فأزكي نفسي وأكره
أن أقول فقرا فاذم ربى
وأوصى حكيم ولده فقال: يا بني ان أردت الخلاص فعليك بشيئين: لا تضع عندك إلا في حقه ولا تأخذ ما ليس لك إلا بحقه تحصن يا بني من الساعي عليك (5)
بشيئين بالمداراة وحسن المعاشرة فإنك لا تعدم أحد شيئين: أما صداقة تحدث
بينكما تؤمنك شره وأما فرصة تظفرك (6) به. ولا تلاعب رجلين فتكون مفتونا:

(1) النبل: النجابة والفضل. والمماراة: المجادلة. وأداجيه: أداريه وأساتره العداوة.
(2) في الأصل (ريحتان).
(3) في الأصل (فقال له العاقل)، ثم صحح كما ذكرنا.
(4) في الأصل (ورجلا دينا).
(5) عن الباغي خ ل.
(6) تمكنك فتظفر خ ل.
29

الشريف فيحتقرك واللئيم فيجترئ عليك. وكن أشد حذرا من رجلين: الصديق
الغادر والعدو الفاجر.
واختبر أخاك عند حالتين: نائبه تنوبك ونعمة تحدث له فإنهما الحالتان اللتان تختبر بهما الاخوان فتكشف خيارهم النظرة والاغتباط وشرارهم عن الجفوة والحسد وتعرف عدوك بشيئين إذا رأى بك نعمة بهت وإذا ظهر
منك على عثرة شمت.
وقد نظرت يا بني فلم أجد الدنيا أقل من شيئين. درهم
حلال ينفق في حقه واخ الله يسكن إلى غيبه فعليك باخلاق الفاضلين في أمور
والدنيا والدين. والزم الشرف وهو شيئان: كف الأذى وبذل الندى.
وعليك بالسخاء
وهو سخاءان: سخاوة نفس المرء يملك وسخاوة نفسه عما في أيدي الناس.
واعلم الكرم شيئان: التقوى وطيب النفس واللؤم شيئان: الفجور وخبث
النفس. والجود شيئان: التبرع بالمال والعطية قبل السؤال. والعجز عجزان:
التقصير في تناول أمر وتيسر والجد في طلبه وقد تعذر. والصبر صبران: صبر على
ما تكره فيما يلزمك الرأي وصبر عما تحب يدعوك إليه الهوى.
30

* (باب ذكر ما جاء في ثلاثة) * روى أن في بعض كتب الله تعالى: من عافيته من ثلاثة أكملت نعمتي عليه: من أغنيته عن مال أخيه وعن سلطان يأتيه وطبيب يستشفيه.
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة تجب لهم الرحمة: غنى قوم
افتقر وعزيز قوم ذل وعالم تتلاعب به الجهال وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق
والمنان ومدمن الخمر ومدمنها هو الذي متى وجدها شربها.
وقال عليه السلام: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم يستيقظ والصغير حتى يبلغ والمجنون حتى يفيق.
وقال عليه السلام: حبب إلى من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وقرة عيني
في الصلاة.
وقال عليه السلام: ان الله كره لكم ثلاثا: العبث في الصلاة والرفث في
الصيام والضحك في المقابر
وقال عليه السلام: ان الله تعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره ثلاثا يرضى لكم أن
تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من
ولاه الله امركم ويكره كثره القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
وقال عليه السلام: ان أشد ما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خلال: أن
تتأولوا القرآن غير تأويله وتتبعوا زلة العالم وأن يظهر فيهم المال فيطغوا.
وسأنبئكم بالمخرج ذلك أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأما
العالم فلا تتبعوا زلته يعنى لا تقتدوا به وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة (1).
وقال صلى الله عليه وآله: ما من عبد إلا وله ثلاثة اخلاء: فاما خليل فيقول

(1) متن الحديث هنا فيه شئ من الارتباك، وقد ورد في الخصال ص 164 هكذا: إنما أتخوف
على أمتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن على غير تأويله، أو يتبعوا زلة العالم،
أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، وسأنبئكم عن المخرج من ذلك: أما القرآن فاعملوا
بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما العالم فانتظر فيئته ولا تتبعوا زلته، وأما المال فان المخرج
منه شكر النعمة وأداء حقه.
31

ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس فذلك ماله وأما خليل فيقول انا معك فإذا
اتيت باب الملك ذهبت وتركتك فذاك أهله وحشمه وأما خليل فيقول معك
حيث دخلت وحيث خرجت فذاك عمله فيقول كنت لاهون الثلاثة على.
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا ذر رحمة عليه بثلاث فقال: نبه
بالفكر قلبك وجاف عن النوم جنبك واتق الله ربك.
وقال: أكثروا من ذكر ثلاث تهن عليكم المصائب: أكثروا من ذكر الموت
ويوم خروجكم من القبر وقيامكم بين يدي ربكم عز وجل.
وقال عليه السلام: ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فالمهلكات شح مطاع وهوى
متبع واعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات فخشية في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر والعدل في الرضا والغضب.
وقال عليه وعلى آله السلام: ومن وقى شر ثلاثة فقد وقى الشر كله لقلقه وقبقبه وذبذبه لقلقه لسانه وقبقبه بطنه وذبذبه فرجه.
وقال صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه فقد تمت مروءته: من تفقه في
دينه واقتصد في معيشته وصبر على النائبة إذا نابته.
وقال صلى الله عليه وآله: ثلاث والذي نفسي بيده كنت لحالف عليهن:
لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ويعفو عبد عن مظلمة يبتغى بها وجه الله تعالى
الا رفعه الله تعالى بها يوم القيامة ولا يفتح عبد على نفسه باب مسالة إلا فتح عليه
باب فقر فاستعفوا.
وقال صلى الله عليه وآله: عرض على أول ثلاثة يدخلون وأول ثلاثة يدخلون الجنة وأول
ثلاثة يدخلون النار: فأول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد وعبد أحسن عبادة الله ونصح
لسيده ورجل فقير كثير العيال عفيف متعفف وأول ثلاثة يدخلون النار أمير
متسلط ليس بمقسط وفقير فجور وذو ثروة من المال يؤدي حق ماله.
وعاد صلى الله عليه وآله سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال له: شفاك
الله من علتك وعافاك في مده اجلك يا سلمان ان لك في مرضك ثلاث خصال:
أول خصلة ذكر الله تعالى إياك والثانية يكفر عنك خطاياك والثالثة انه نبهك بالدعاء
فادع يا سلمان فإنك تشفى وتعافى.
وقال صلى الله عليه وآله: ان العبد لا يخطئه من الدعاء أحد ثلاث: أما
32

ذنب يغفر وأما خير معجل وأما خير يؤجل.
وقال صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يعادون صاحب الدمل والرمد والضرس.
وقال صلى الله عليه وآله: المجالس بالأمانة ثلاث مجالس مجلس سفك فيه دم حرام ومجلس استحل فرج حرام ومجلس استحل فيه مال بغير حقه.
ونزل عليه صلى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة وهي ثلاثة
فقال خذ العفو وأمر بالعرف واعرض الجاهلين (1).
وهو أن تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك.
وقال عليه السلام: ثلاثة يجلبن الفقر: الاكل على جنابة والمرأة الصخابة (2)
واليمين الفاجرة وثلاثة إذا كانوا في بيت لم يلجه ملك ما دام منهم شئ:
كلب وخيانة وصورة ذي روح.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال يا العلم ان لكل شئ
علامة بها يشهد له وعليه وللدين ثلاث علامات الايمان بالله وبكتبه ورسله وللعلم
ثلاث علامات المعرفة بالله عز وجل وبما يحب ويكره وللعمل ثلاث علامات
الصلاة و الزكاة والصوم وللمتكلف ثلاث علامات ينازع فوقه ويقول ما لا يعلم
ويتعاطى مالا ينال وللظالم ثلاث علامات يظلم فوقه بالمعصية ومن دونه
بالغلبة ويظاهر الظلمة وللمنافق ثلاث علامات يخالف لسانه قلبه وقوله فعله وسريرته
علانيته وللمرائي (3) ثلاث علامات يكسل إذا وحده وينشط إذا كان مع غيره
ويحرص على كل أمر يعلم فيه المدحة وللغافل ثلاث علامات اللهو والسهو والنسيان.
وروي عنه عليه السلام أنه قال المعروف ثلاث خصال قال: هو
أزكى الزرع وأوثق الحصون وأفضل الكنوز. غير أنه لا يصلح إلا بثلاث
خصال: تعجيله وتصغيره وستره. فإنك إذا عجلته أهلته وإذا صغرته عظمته وإذا سترته تممته.
وقال عليه السلام: المؤمن المصيب يفعل ثلاثا: من يترك الدنيا قبل أن

(1) سورة الأعراف: 199.
(2) الصخب والسخب: الصيحة واضطراب الأصوات للخصام.
(3) في الأصل (وللمرأى).
33

تتركه ويبنى قبره ان يدخله ويرضى ربه قبل ان يلقاه
وقال عليه السلام: ثلاث من لم يكن فيه لم يجد طعم الايمان حلم يرد به
جهل كل جاهل وورع يحجزه عن المحارم وخلق يدارى به الناس
وكان عليه السلام قد منع الناس بالكوفة من القعود على الطريق فكلموه في
ذلك فتركهم بعد أن شرط عليهم ثلاث خصال: غض الابصار ورد السلام
وارشاد الضال.
وروي عن زين العابدين عليه السلام أنه قال ثلاث منجيات للمؤمن كف لسانه عن واغتيابهم وشغله بما ينفعه لدنياه وآخرته وطول بكائه
على خطيئته.
وقال الباقر عليه السلام: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث عيون: عين
سهرت سبيل الله وعين فاضت من خشية الله وعين غضت محارم الله.
وقال الصادق عليه السلام: ثلاثة معهن غربه: كف الأذى والأدب
ومجانبة الريب.
وقال عليه السلام: من غضب عليك ثلاث مرات ولم يقل فيك سوءا فاتخذه
لنفسك خليلا.
وروي عن العالم عليه السلام (1) أنه قال: الخير كله في ثلاث خصال: في
النظر والسكوت والكلام: فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو لهو وكل سكوت ليس
فيه فكر فهو سهو وكل كلام ليس فيه ذكر (2) فهو لغو.
وروي عنه عليه السلام أنه قال: ثلاث خصال من كن فيه أو واحده منهن كان في ظل
عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: من أعطى الناس من نفسه ما سائلهم لها ومن لم
يقدم رجلا حتى يعلم أن ذلك لله عز وجل فيه (3) رضى ومن لم يعب أخاه بعيب
حتى ينفى ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينفي عنها عيبا الا بدا له عيب وكفى بالمرء شغله عن الناس.
وروي عن المسيح عليه السلام أنه ذم المال فقال: فيه ثلاث خصال. قيل: وما هي

(1) يريد الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام، أنظر جامع الرواة 2 / 462.
(2) في الأصل (فكر) وانظر الخصال ص 98.
(3) الزيادة من الخصال ص 81.
34

يا روح الله؟ قال: يكسبه المرء غير حله فان هو كسبه من حله منعه من حقه
فان هو وضعه في حقه شغله اصلاحه عن عبادة ربه.
وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: أبكتني ثلاث وأضحكتني
ثلاث فأما الثلاث المبكيات: ففراق رسول الله صلى الله عليه وآله والهول عند غمرات الموت
والوقوف بين يدي الله عز وجل. وأما المضحكات فغافل بمغفول عنه وطالب
دنياه والموت يطلبه وضاحك ملء لا يدري ضحكه رضى لله عز وجل أم سخط.
ووعظ أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه عمر بن الخطاب فقال له عليك يا عمر
بثلاث: ارض بالقوت وخف الفوت واجعل صومك الدنيا وفطرك الموت.
وقال عبد الله بن عباس رحمه الله: ان الله تعالى حرم أذى ثلاثة: كتابه الذي هو حكمته نطق وانزله وبيته الذي جعله مثابة للناس وامنا وعترة رسول الله
صلى الله عليه وآله. فأما الكتاب فمزقتم وخرقتم وأما البيت فخربتم وهدمتم وأما العترة فشردتم وقتلتم.
وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يقول الله تعالى: لولا رجال خشع
وصبيان رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا.
وقال معاوية بن أبي سفيان لخالد بن المعتمر: علام حبك لعلى أبي طالب؟
فقال: أحبه على ثلاث: حلمه إذا غضب وصدقه إذا قال ووفائه إذا وعد.
ذكر أن إبليس لعنه الله قال: إذا أنا ظفرت من ابن آدم بثلاث لم أطالبه بغيرهن:
إذا أعجب (1) بنفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه.
وقال الأحنف: مهما كان عندي فيه من أناة (2) فلا أناة عندي في ثلاث: في
الصلاة إذا حضرت حتى أؤديها لوقتها وفي الميت إذا مات ان أواريه وفي المرأة
إذا جاءها كفؤها ان أزوجها.
وقالت الفرس: ثلاث خلال ينبغي للعاقل ان يضيعهن (3) بل يجب ان يحث
عليهن نفسه وأقاربه ومن اطاعه: عمل يتزوده لمعاده وعلم طب يذب به (4) عن

(1) ليس بواضح في الأصل.
(2) الأناة التروي في الامر.
(3) في الأصل (أن يضعهن).
(4) الزيادة منا لاكمال الجملة.
35

جسده وصناعة يستعين بها في معاشه.
وقيل: لو ثلاث خصال ما وضع ابن آدم رأسه لشئ ابدا ومعهن
لوباب (1) الموت والمرض والفقر.
وقيل: إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال: فقهه في الدين وزهده
في الدنيا وبصره عيوبه.
وقال بعض الحكماء لرجل: الا أعلمك ثلاثة أبواب من الحكمة تنتفع بها؟
قال: بلى. قال أعلمك علما لا تتعايى فيه العلماء سئلت عما لا تعلم فقل الله
ورسوله أعلم وأعلمك علما تتعايى فيه الأطباء وهو إذا أكلت طعاما فارفع
يدك وأنت تشتهيه وأعلمك حكما لا تتعايى فيه الحكماء وهو إذا جلست إلى
قوم فلا تبدأهم بالكلام حتى تسمع يقولون فإن خاضوا في خير خضت معهم
وإن كان ذلك قد سلمت من شرهم.
وقال بوذرجمهر (2): ما ورثت الاباء الأبناء خيرا من ثلاثة أشياء: الأدب
النافع والاخوان الصالحون والثناء الجميل.
وقال العباس بن عبد المطلب لابنه: يا بني لا تعلم العلم لثلاث خصال: لتمارى
به ولترائى ولتباهى به ولا تدعه لثلاث خصال: لرغبه في الجهل ولزهد
في العلم ولاستحياء من التعلم
وقال عباس رحمة الله عليه: قال لي انى (3) أرى أمير المؤمنين يدنيك
دون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قال: فاحفظ عنى ثلاثا: لا تتحدثن كذبا
ولا تغتابن عنده أحدا ولا تفشين سرا
وروي أن بعض الملوك استصحب علي بن زيد الكاتب فقال له على:
انى (4) أصحبك على ثلاث خلال. قال ما هي؟ قال: لا تهتك له (5) سترا
ولا تشتم له (6) عرضا ولا تقبل في قول قائل حتى ترى. قال: هذه لك فمالي

(1) كذا في الأصل.
(2) في الأصل (ابن جمهر).
(3) كذا في الأصل، ولعله قال لي أبى).
(4) في الأصل (أن).
(5 - 6) كذا في الأصل، والظاهر أن يكون (لي).
36

عندك؟ قال ثلاث لا أفشي لك سرا ولا ادخر عنك نصحا ولا أوثر عليك أحدا.
قال: نعم الصاحب استصحبت أنت.
ومن كلام لقمان لابنه: يا بني ثلاثة لا تعرفهم عند ثلاثة: لا تعرف الحليم
إلا عند الغضب ولا الشجاع عند الحرب ولا أخاك إلا عند الحاجة.
وقال آخر: حق أخيك عليك أن تحمل له ثلاثا: ظلم الغضب وظلم
الدالة وظلم الهفوة.
وقال أرسطاطاليس (1) بلغني: عنك انك عتبتني فقال له: ما بلغ من قدرك
عندي أن أدع لك خلة ثلاث: أما علما أعمل فيه فكري أو عملا صالحا
لاخرتي أو لذة في غير ذات محرم أعلل بها نفسي.
وأوصى حكيم ولده فقال: يا بني احفظ عنى ثلاثة وقر أباك تطل أيامك
وقر أمك ترى لبنيك بنينا ولا تحد النظر إلى والديك فتعقهما.
واعلم يا بني أن الأيام ثلاثة: أمس يوم ماض لم يكن وغد يوم منتظر
كان قد أتى واليوم مقيم بغنيمة الأكايس لتزود الخيرات وتقطعه الفجرة بالأماني
مع أنها ليست أيام ولكنها ساعات وليست بساعات ولكنها أوقات أقل من
ارتداد الطرف.
وفي كتب الحكمة انها ثلاثة أيام أمس موعظة وأجل واليوم غنيمة وعمل
وغد اجتهاد وأمل
واعلم أن الناس في الدنيا بين ثلاثة أحوال حسنات وسيئات ولذات وفي
الآخرة بين ثلاثة أحوال درجات ودركات ومحاسبات فمن عمل في الدنيا بالحسنات
نال في الآخرة الدرجات ومن ترك في الدنيا السيئات نجا الآخرة من الدركات
ومن هجر في الدنيا اللذات خلص الآخرة من المحاسبات.
واعلم يا بني ان انصف من جمع ثلاثا تواضعا عن رفعه وزهدا
عن قدرة وانصافا قوة وعليك بالقنوع ففيه ثلاث خلال: صيانة النفس

(1) كذا في الأصل، ولعله (وقال رجل لارسطاطاليس).
37

وعز القدر وطرح مؤن الاستكبار ولا تضع المعروف ثلاثة: اللئيم فإنه
بمنزلة السبخة والفاحش فإنه يرى أن الذي صنعت إليه إنما هو مخافة لفحشه
والأحمق فإنه يعرف ما أسديت إليه.
واعلم أن الشكر ثلاث منازل: هو لمن فوقك بالطاعة ولنظيرك بالمكافأة
ولمن دونك بالافضال ولا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة: لا من كذاب فإنه
يقربها (1) بالقول ويباعدها بالفعل ولا من أحمق فإنه يريد ينفعك فيضرك
ولا ممن له أكلة من جهة رجل فإنه يؤثر أكلته على حاجتك وإياك يا بني والكذب
فان المرء لا يكذب إلا من أحد ثلاثة أشياء: أما لمهانة نفسه لسخافة رأيه
أو لغلبة جهله واحذر مشاورة ثلاثة الجاهل والحاسد وصاحب الهوى.
واعلم أن ثلاثة أفضل ما كان لا غناء بهم عن ثلاثة: أحزم ما يكون الرجل
لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي وأعف ما تكون المرأة لا غنى بها عن الزوج
وأوفر ما تكون الدابة لا غنى عن الوسط. وثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم:
من استشارك فانصح له ومن ائتمنك على أمانة فأدها ومن كان بينك وبينه
رحم فصلها
وقيل لاعرابي: ما تفتنهم (2) من أميرك؟ فقال: ثلاث خلال: يفضى بالعشوة
ويطيل النشوة (3) ويقبل الرشوة.
وقيل لثلاثة مجتمعين: السرور فقال الأول منهم السرور مجتمع في ثلاث: امرأة حسناء ودار قرور (4) وفرس مرتبط.
وقال الثاني: السرور مجتمع ثلاث: لواء منشور وجلوس على السرير
والسلام أيها الأمير. وقال الثالث: السرور مجتمع في ثلاث: رفع الأولياء
وحط الأعداء وطول البقاء مع القدرة والنماء.

(1) في الأصل (فإنها يقى بها).
(2) كذا في الأصل، ولعله (ما تتهم).
(3) العشوة بفتح العين: ركوب الامر على غير بيان. والنشوة بفتح النون: السكر
أو أوله.
(4) القرور بضم القاف: الثابت، وكأنه يريد الدار التي هي ملك الانسان.
38

باب
ذكر ما جاء في أربعة
روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال أربعة لا تكون الا بأربعة:
لا حسب إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل الا بنية ولا عبادة إلا بيقين.
وقال صلى الله عليه وآله: أربعة ينظر إليهم يوم القيامة ويزكيهم: من
فرج عن لهفان كربه ومن أعتق نسمة مؤمنة ومن زوج عزبا ومن أحج صرورة (1) وقال صلى الله عليه وآله أربع من عجل لهن (2) إذا أصبح اجرى الله له
نهرا في الجنة: من أصبح صائما وعاد مريضا وشيع جنازة وتصدق على مسكين
وقال: أربع تزيد الرزق: حسن الخلق وحسن الجوار وكف الأذى
وقلة الضجر.
وقال صلى الله عليه وآله لأمير قوله المؤمنين عليه السلام: أنهاك على عن أربع:
عن الحسد والبغي والكبر والغضب.
وقال عليه السلام: أربعة أشياء تلزم كل ذي حجى أمتي قيل. وما هي
يا رسول الله؟ فقال: استماع العلم وحفظه والعمل به ونشره.
وقال: أربع كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق
حديث وحسن خليقة وعفة طعمة
وقال صلى الله عليه وآله: أربع من كنوز البر كتمان الحاجة وكتمان
الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان الوجع.
وقال عليه السلام: أربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب
والاصرار على الذنب والحرص على الدنيا.
وقال عليه السلام: أربع خصال من كن فيه ادخله الله جنته ونشر عليه رحمته:
من آوى اليتيم ورحم المسكين واشفق على والديه ورفق بمملوكه

(1) الصرورة: الذي لم يحج بعد.
(2) في هامش النسخة (من عمل بهن - ظ).
39

وقال صلى الله عليه وآله من الهم أربعة أشياء الصدق كلامه والانصاف
من نفسه وبر والديه وصلة رحمه أنسئ في اجله ووسع عليه في رزقه ومتع
بعقله وسهل عليه في ساقته (1) ولقن حجته في قبره.
وقال: أربعة من قواصم الظهر: أخ تصله ويقطعك وزوجة تأمنها وتخونك
وجار ان علم خيرا ستره وان علم شرا أذاعه وفقر داخل لا يجد صاحبه منه مداويا.
وقال عليه وعلى آله السلام: أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير
والوجع القليل منه (2) كثير والفقر القليل منه كثير: والعداوة القليل منها كثير.
وقال عليه السلام: العلوم أربعة: الفقه للأديان والطب للأبدان والنحو
للسان والنجوم لمعرفة الأزمان.
وقال عليه السلام: الفضائل أربعة: أولها الحكمة وقوامها في الفكر وثانيها
العفة وقوامها في الشهوة وثالثها القوة وقوامها في الغضب ورابعها العدل
وقوامه في الاعتدال.
وقيل له عليه السلام: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ينعت (3)
الاسلام؟ قال: نعم سمعته يقول: بني الاسلام أربعة أركان الصبر واليقين
والجهاد والعدل (4) فللصبر أربع شعب الشوق والشفقة والزهادة والترقب
فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق النار رجع عن المحرمات
ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ومن ترقب الموت سارع إلى الخيرات.
واليقين أربع شعب: تبصرة الفطنة وتأويل الحكمة ومعرفة العبرة وسنة

(1) يريد به الموت، فإن السوق بفتح السين هو النزع، كأن روح الانسان تساق
لتخرج من بدنه، ويقال له (السياق) أيضا.
(2) في الأصل (منها).
(3) أي يصفه، فإن النعت هو الوصف، وأكثر ما يستعمل للوصف بما طاب وحسن.
(4) ذكر في الكافي 2 / 42 حديثا بهذا المضمون أوله بعد الاسناد (عن أبي جعفر عليه السلام
قال: سئل أمير المؤمنين عن الايمان ف‍ قال: إن الله عز وجل جعل الايمان على أربع دعائم،
على الصبر واليقين والعدل والجهاد...). وصححنا النسخة على هذا الحديث للشبه التام
بين ألفاظهما.
40

الأولين فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة (1) ومن تأول الحكمة عرف العبرة (2)
ومن عرف العبرة (2) اتبع السنة ومن اتبع السنة فكأنما من الأولين وللجهاد
أربع شعب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدق في المواطن وبغضة
الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم انف
المنافق وأمن كيده (3) ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه واحرز دينه
ومن أبغض الفاسقين فقد غضب لله عز وجل ومن غضب لله غضب الله له.
وللعدل أربع (4) شعب عرض الفهم (5) وزهرة العلم ومعرفة شرائع الحكمة وورود
روضة الحلم (6) فمن غاص الفهم لبس جميل العلم ومن وعى زهره العلم
عرف شرائع الحكمة ومن عرف شرائع الحكمة ورد روضة الحلم ومن ورد
روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاشر الناس وهم منه في راحة.
وقال عليه السلام: الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم
فاسألوه ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذاك مسترشد فأرشدوه ورجل
لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك جاهل فارفضوه ورجل يدري ولا يدري انه يدري
فذاك نائم فانبهوه.
وقال عليه السلام: القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة: قاض
قضى بالباطل وهو لا يعلم باطل فهو في النار وقاض قضى بالباطل وهو يعلم
باطل فهو في النار وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم حق فهو في النار وقاض
قضى بالحق وهو يعلم أنه حق فهو في الجنة
وقال عليه السلام: أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحة والغنى
والعلم والتوفيق وأربع كن فيه يبدل الله سيئاته حسنات: الصدق والحياء
والشكر وحسن الخلق

(1) الزيادة من الكافي.
(2) في الأصل (العثرة) والتصحيح من الكافي.
(3) الزيادة من الكافي.
(4) في الأصل (أربعة).
(5) كذا في الأصل، ولعله (غوص الفهم) بقرينة ما يذكر، وفي الكافي (غامض الفهم).
(6) في الأصل (روضة الحلمة)، والتصحيح من الكافي.
41

وقال عند وفاته لولده الحسن عليه السلام: يا بني احفظ عني أربعا (1) قال:
وما هن يا أبتي؟ قال: اعلم أغنى الغناء العقل وأكبر الفقر الحمق وأوحش
الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق.
وقال عليه السلام: ما أحق باللبيب أن يكون له أربع ساعات في النهار: ساعة
يحاسب فيها نفسه وينظر ما اكتسب لها وعليها في ليلته ويومه وساعة يرفع فيها
حاجته إلى ربه وساعة يفضي لإخوانه وثقاته الذين يصدونه عن عيوبه
وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذتها مما يحمد ويحل وان الساعة لمرغوبة
على هذه الساعات الاخر وان استجمام القلوب وتوديعها زيادة في قوتها.
وروي عن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: أكثروا الاختلاف إلى المساجد
فلن يعد منكم خلال أربع: آية محكمة وعلم مستفاد وترك الذنب أما حياءا
وأما خشية واخ مستفاد.
وقال عليه السلام: احذروا كثرة الحلف فإنما يحلف لخلال أربع
أما لمهانة يحسها من نفسه تحثه (3) على الضراعة تصديق الناس إياه وأما لغو
المنطق فيتخذ الايمان حسوا (4) وصلة لكلمة وأما لتهمة عرفها من الناس فيرى انهم
لا يقبلون قوله إلا باليمين واما ارساله لسانه من غير تثبت. وقال عليه السلام مصائب الدنيا أربع: موت الوالد وموت الولد وموت
الأخ وموت المرأة.
فموت الوالد قاصم الظهر وموت الولد صدع الفؤاد وموت
الأخ قص الجناح وموت المرأة حزن ساعة
وروي عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: ان الله عز وجل اخفى أربعة
في أربعة: اخفى رضاه في الحسنات فلا يستصغرن أحد منكم حسنة لأنه لا يدري فيم
رضى الله تعالى واخفى سخطه السيئات فلا يستصغرن أحدكم سيئة فإنه لا يدري
فيم سخط الله وأخفى أولياءه في الناس فلا يستصغرن أحدكم أحدا فإنه يوشك

(1) في الأصل (أربع).
(2) في الأصل (استحمام).
(3) في الأصل (يحثه).
(4) كذا في الأصل ولعله (حشوا).
42

أن يكون وليا لله وأخفى اجابته في الدعاء فلا يستصغرن أحدكم دعوة فإنه لا يدري
لعل دعاه مستجاب.
وقال علي بن الحسين عليه السلام: لا تقومن إلا لاحد أربعة مأمول خيره
ومرجو عونه ومرغوب علمه ومرهوب شره.
وقال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: وجدت علم الناس كله في أربعة:
أولها ان تعرف ربك وثانيها ان تعرف صنع بك وثالثها ان تعرف ما أراد منك
ورابعها ان تعرف ما يخرجك من دينك.
وقال عليه السلام لاحد أصحابه: اضمن (1) لي أربعة خلال بأربعة أبيات في
الجنة: أنفق ولا تخاف فقرا (2) وافش السلام في العالم واترك المراء وان
كنت محقا وانصف الناس من نفسك.
وقال: أربع من كن فيه كمل اسلامه ولو كان بين قرنه إلى قدمه خطايا غفرها
الله له: الصدق والحياء والأمانة وحسن الخلق.
وروي عن العالم عليه السلام: من أشرب قلبه حب الدنيا التاط (3) قلبه منها
بأربع: شغل لا ينفك عناه وأمل لا يدري منتهاه وحرص يبلغ مداه وهم لا يعرف انقضاه.
وكتب يوسف عليه السلام على باب السجن الذي كان فيه أربع كلمات: هذه
محل البلوى وقبور أهل الدنيا وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء.
وروي أن سليمان بن داود عليه السلام قال: أربعة أشياء لا تطيقهن الأرض: عبد ملك ونذل شفع وأمة ورثت مولاها وعجوز قبيحة تزوجت صبيا.
وقيل: ان ملاك السلطان أربع خلال: العفاف الجاني والقرن (4) عن
المحسن والشدة على المسئ وصدق اللسان. وأربعة أشياء لا يأنف منها شريف
وإن كان أميرا قيامه في منزله وخدمته لضيفه وقيامه فرسه ولو كان له مائة

(1) الكلمة مشوشة في الأصل.
(2) في الأصل مخروم، والتصحيح من حديث في الخصال ص 223.
(3) التاط: ادعاه وليس له، التصق بقلبه.
(4) كذا في الأصل.
43

عبد وخدمته للعالم الذي أخذ منه علمه وأربعة تستحيي من الختم عليهن لنفاستها
ونفي التهمة عنها والاحتياط فيها: المال والجوهر والطيب والدواء.
وذكر أن ذا القرنين وجد لوحا من ذهب تحت حائط المدائن فيه أربعة
أسطر: السطر الأول عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح السطر الثاني
عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن السطر الثالث عجبت لمن يوقن بالنار كيف
يضحك السطر الرابع عجبت لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
قيل: ولزم حكيم باب بعض ملوك العجم دهرا فلم يصل فتلاطف الحاجب
في ايصال رقعه إليه ففعل فكتب أربعة أسطر: السطر الأول الضرورة
والأمل أقدماني عليك السطر الثاني العدم لا يكون معه صبر السطر الثالث
الانصراف بغير فائدة شماتة الأعداء السطر الرابع فاما نعم مثمرة واما لا مريحة
فلما قرأ السطر الأول وقع كل سطر منها عشرة آلاف درهم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: أربعة لا أقدر على مكافأتهم: رجل بدأني
بالسلام ورجل وسع لي في المجلس ورجل عثرت قدماه في المشي حاجتي
واما الرابع فلا يكافئه عني الا الله عز وجل قيل: وما هو؟ قال: رجل نزل به أمر
فبات ليلته مفكرا (1) بمن ينزله ثم رآني اهلا لحاجته فأنزلها بي.
وقالت كليلة: تقسمت الناس أربعة الرغبة في المال والشهوة للذات
والطلب للذكر والعمل للمعاد فالثلاثة متاع وشيك الفناء باقي التبعة والرابعة
تنظم الثلاث بغير تبعة غنى كالرضى عن الله تعالى ولا لذه كالتقوى ولا ذكر
أشرف من طاعة الله.
وحفظ عن الحسن البصري أربعة خلال: عش ما شئت فإنك ميت واجمع
ما شئت فإنك تاركه وأحب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه.
وقيل لبعضهم: علام بنيت امرك؟ فقال: على أربع خصال: علمت أن رزقي
لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي وعلمت ان عملي لا يعمله غيري فانا مشتغل به وعلمت
ان اجلي أدري متى يأتي فأنا مبادره وعلمت اني لا أغيب عين فانا مستحي منه.

(1) في الأصل (مفكر).
44

وقال الأحنف بن قيس: أربع: من كن فيه كان كاملا ومن تعلق بخصلة منهن
كان صالحا: دين يرشده أو عقل يسدده أو حسب يصونه أو حياء يحجزه.
وقيل: الرجال أربعة: جواد وبخيل ومقتصد ومسرف. فاما الجواد الذي
يوجه نصيب دنياه ونصيب آخرته في أمر آخرته والبخيل الذي لا يعطى واحدة
منهما حقها والمقتصد الذي يلحق بكل واحده قسطها والمسرف الذي يجمعهما لدنياه.
وقال بعضهم: الثياب أربعة السخاء ثوب جمال والكرم ثوب حياء
والتذمم ثوب وقار وانجاز الوعد ثوب مروءة.
وقيل أربعة يهددن (1) البدن وربما قتلن: دخول الحمام البطنة واكل
القديد الحار (2) ومجامعة العجوز والتجربة النفس بالمصارعة (3) وهو
النكاح على البطنة.
وأوصى حكيم ولده فقال: خذ يا بني بأربعة واترك أربعة.
فقال: وما هن؟ فقال:
خذ حسن الحديث إذا حدثت وحسن الاستماع إذا حدثت وأيسر المروءة إذا
خولفت وبحسن البشر إذا لقيت.
واترك محادثة اللئيم ومنازعة اللجوج
ومماراة السفيه ومصاحبة الماقت.
واحذر أربع خصال فثمرتهن أربع مكروهات: اللجاجة والعجلة والعجب والشره فأما اللجاجة فثمرتها الندامة واما العجلة
فثمرتها الحيرة واما العجب فثمرته البغضة وأما الشره فثمرته الفقر.
وكن من أربعة على حذر: من الكريم إذا أهنته ومن العاقل إذا أهجته ومن الأحمق إذا
مازحته ومن الفاجر إذا صاحبته. واحتفظ من أربع نفسك تأمن ينزل بغيرك:
العجلة واللجاج (4) والعجب والتواني واعلم أنه من أعطي أربعة لم يمنع
أربعا: من أعطي الشكر لم يحرم المزيد ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول ومن
وأعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة ومن أعطي المشورة يمنع الصواب.
وأقبل بعض العلماء على تلميذه فقال: أربعة ترقى إلى أربعة: العقل إلى الرياسة

(1) أي يضعفن البدن ويذهبن بقواه.
(2) الكلمة مشوشة في الأصل.
(3) في الأصل (بالمضارعة).
(4) في الأصل (والالجاج).
45

والرأي إلى السياسة والعلم إلى التصدير والعلم التوقير. وأربعة تدل على
أربعة: العفة على الديانة والصحة على الأمانة والصمت على العقل والعدل
على الفضل. وأربعة تفضي إلى أربعة: السعاية إلى الدناءة والإساءة على الرداءة
والخلف على البخل والسحق (1) الجهل وأربعة لا تنفك من أربعة: الجهول
من الغلط والفضول من السقط والعجول من الزلل والملول العلل وأربعة
تتولد من أربعة الشره من الممازحة والبغض من المكادحة (2) والوحشة من
الخلاف والنبوة (3) الاستخفاف وأربعة تزال بأربعة النعمة بالكفران
والقدرة بالعدوان والدولة بالاغفال والحظوة بالادلال وأربعة لا تنتصف من أربعة شريف من دني وسيد غوي (4) وبر من فاجر ومنصف من جاهل
وأربعة تؤدي أربعة: الصمت إلى السلامة والبر إلى الكرامة والجود إلى
السيادة والشكر إلى الزيادة. وأربعة تعرف بأربعة: الكاتب بكتابه والعالم بجوابه
والحكيم بأفعاله والحليم باحتماله وأربعة لا بقاء لها: مال يجمع حرام.
وحلال يعقد من الأنام (5) ورأي يعري من العقل وبلد يخلو من العدل وأربعة لا يزول
معها ملك: حفظ الدين واستكفاء الأمين وتقدم الحزم وامضاء العزم وأربعة لا يثبت معها
ملك: غش الوزير وسوء التدبير وخبث النية وظلم الرعية وأربعة لا يطمع
فيها عاقل: غلبة القضاء ونصحه الأعداء وتعسر الحلف (6) ورضي الخلق
وأربعة لا يخلو منها جاهل: قول بلا معنى وفعل بلا جدوى وخصومة بلا طائل ومناظرة بلا حاصل وأربعة لا مرد لها: القول المحلى والسهم المرمي والقدر
الجاري والزمن الماضي وأربعة تولد المحبة: حسن البشر وبذل البر وقصد
الوفاق وترك النفاق. وأربعة من علامات الكرم: بذل الندى وكف الأذى وتعجيل

(1) كذا في الأصل.
(2) الكدح: السعي والحرص في الأعمال الدنيوية والأخروية.
(3) النبوة: التجافي والتباعد.
(4) في الأصل (من عوى).
(5) كذا في الأصل.
(6) كذا في الأصل.
46

المثوبة وتأخير العقوبة وأربعة من علامات اللؤم: افشاء السر واعتقاد الغدر
وغيبة الأحرار وأذية الجار وأربعة من علامات الايمان: حسن العفاف والرضا
بالكفاف وحفظ اللسان واعتقاد الاحسان وأربعة من علامات النفاق: قلة الديانة
وكثرة الخيانة وغش الصديق ونقض المواثيق.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من يوم يمضي عنا ويضحك أربع على
أربع. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال يضحك الاجل على الامل والقضاء على القدر
والتقدير على التدبير والقسم على الحرص
47

باب
ذكر ما جاء في خمسة
روى النبي صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب (1)
الآية. فقال: مفاتح الغيب خمسة وهي لا يعلم متى يأتي المطر الا الله عز وجل
ولا يعلم ما تغيض الأرحام الا الله عز وجل ولا يعلم ما تكسب نفس غدا إلا الله عز وجل
ولا يعلم نفس بأي أرض تموت الا الله عز وجل ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله تعالى.
وقال صلى الله عليه وآله: خمسة في كتاب الله تعالى كن فيه كن عليه قيل:
وما هي يا رسول الله النكث والمكر والبغي والخداع والظلم فأما
النكث فقال الله عز وجل فمن نكث (2) فإنما ينكث نفسه (3) وأما المكر
فقال الله تعالى ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله (4) وأما البغي فقال الله تعالى
يا أيها الناس إنما بغيكم (5) على أنفسكم وأما الخداع الله تعالى يخادعون
الله والذين آمنوا وما يخدعون (6) أنفسهم وما يشعرون (7) وأما الظلم فقال الله
تعالى وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (8).
وقال عليه السلام: خمسة يفسدون القلب. قيل وما هن يا رسول الله؟ قال:
ترادف الذنب على الذنب ومجاورة الأحمق وكثرة مناقشة النساء وطول ملازمة المنزل على سبيل الانفراد والوحدة والجلوس مع الموتى. قيل يا رسول الله وما

(1) سورة الأنعام: 59.
(2) في الأصل (ومن نكث).
(3) سورة الفتح: 10.
(4) سورة فاطر: 43.
(5) سورة يونس: 23.
(6) في الأصل (وما يخادعون).
(7) سورة البقرة: 9.
(8) سورة البقرة: 58.
48

الموتى؟ قال كل عبد مترف فهو ميت وكل لا يعمل لاخرته فهو ميت.
وقال لا تجلسوا إلا عند من يدعوكم من خمس خمس من الشك إلى اليقين
ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة إلى النصيحة ومن الرياء إلى الاخلاص
ومن الرغبة إلى الزهد.
وقال عليه السلام خمس خصال لا يجتمعن إلا في قلب مؤمن حقا حتى توجب له الجنة: النور في القلب والفقه في الاسلام والورع في الدين والمودة في الناس
وحسن السمت في الوجه.
وقال عليه السلام لا يزول ابن آدم يوم القيامة حتى يسال خمس: عن عمره
فيم أفناه وعن شبابه فيم ابلاه وماله فيم أنفقه ومن أين اكتسبه وما عمل
فيما علم.
وقال عليه السلام خمسه من خمسه محال الحزم (1) الفاسق محال والكبر
من الفقير محال والنصيحة من العدو محال والمحبة من الحسود محال والوفاء
من النساء محال.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: لا خمسة ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم وهم النائمون عن العتمات والغافلون عن الغدوات واللاعبون
بالشامات والشاربون القهوات (2) والمتفكهون بشتم الاباء والأمهات.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: خذوا عني خمسا فوالله لو رحلتم بالمطي
إليها فأبطأتموها قبل أن تجدوا مثلها: لا يرجو أحد (3) إلا ربه ويخاف الا
ذنبه ولا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم ولا يستحي
الجاهل ان يتعلم والصبر من الايمان بمنزله الرأس من الجسد

(1) في الأصل (الحرم).
(2) العتمات جمع العتمة: الثلث الأول من الليل، وكأنه أراد صلاة العشاء أو صلاة الليل،
والغدوات جمع الغداة: ما بين الفجر وطلوع الشمس، وكأنه أراد صلاة الصبح، والشامات
جمع الشامة، وهي السيف. والقهوات جمع القهوة، وهي الخمر.
(3) في الأصل (أحدا).
49

وقال عليه السلام من كرم المرء خمس خصال: ملكه لسانه واقباله على شانه وبكاؤه على ما مضى من زمانه وحفظه لقديم إخوانه وحنته إلى أوطانه.
وقال عليه السلام معاشر التجار تجنبوا خمسة أشياء: مدح البائع وذم المشتري
واليمين على البيع وكتمان العيب والربا يصح لكم الحلال وتخلصوا بذلك
من الحرام.
وجاء عن أبي جعفر عليه السلام خمس خصال قال: من كذب ذهب جماله ومن
ساء خلقه عذب نفسه وكثرت همومه ومن تظاهرت عليه النعمة فليكثر من الشكر ومن
كثرت همومه فليكثر الاستغفار ومن ألح عليه الفقر فليقل لا حول ولا قوه الا
بالله العلي العظيم.
وقال أبو عبد الله عليه السلام خمس خصال من لم تكن فيه فلا ترجوه: من يعرف
الكرم في طبعه والديانة في خلقه والصدق لسانه والنبل في نفسه ومخافة
من ربه.
وقال عليه السلام خيار العباد من تجتمع فيه خمس خصال: الذين إذا أحسنوا
استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا
غضبوا غفروا.
وعن عبد الله بن عباس أنه قال خمسة تورث خمسه: ما فشت (1) الفاحشة في
قوم قط أخذهم الله بالموت وما طفف قوم بالميزان إلا اخذهم بالسنين
وما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا وما جار قوم في الحكم الا كان القتل
بينهم وما منع قوم الزكاة إلا منعتهم الأرض بركاتها.
وقال بعض الحكماء الناس خمسة أصناف: صنف طلبوا فهم للدنيا ملومين (2) غير مأجورين وصنف طلبوا الآخرة فهم مأجورين (2) غير ملومين وصنف تركوها
لخفه الحساب فهم أكياس وصنف تركوها اعظاما لله تعالى حين ذمها لهم و مخافه شغلهم بها عن الله تعالى فهؤلاء ملوك الدنيا والآخرة وصنف تركوها لطلب الراحة

(1) في الأصل (مانشت).
(2) كذا في الأصل.
50

والعز فهم غير ملومين.
وقال حكيم آخر يجب العاقل في دنياه خمسة أشياء: أن يهجر الحرص
والأمل ويواصل العلم والعمل وان يتحرز من ارتكاب الزلل وان يلاحظ قدوم
الاجل وأن يكون واقفا بين منزلة الرجاء والأمل (1).
وقال بعض الحكماء رأيت أمور الناس خمسة أوجه: الأول القضاء والقدر والثاني
الاجتهاد والحرص والثالث الخلقة والرابع الجوهر والخامس الوراثة فالذي
بالقضاء والقدر على خمسة أقسام الأهل والولد والمال والسلطان والعمر. والذي
بالاجتهاد على خمسة أقسام الصنعة والعلم والعمل والجنة والنار والذي بالخلقة
خمسة أقسام الأكل والشرب والنوم واليقظة والنكاح والذي بالجوهر على خمسة أقسام
الخير والتواصل والكرم والصدق وأداء الأمانة والذي بالوراثة خمسة أقسام
الجسم والهيئة والجمال والشرف والذهن. ولا يكون الرجل عالما حتى يتم له خمسة
أشياء: غريزة محتملة للتعليم وعناية تامة وكفاية قائمة واستنباط لطيف ومعلم ناصح. وقيل: خمسة لا تشبع خمسة: عين من نظر وأذن من خبر وأنثى من
ذكر وأرض من مطر وعالم من اثر.
وقيل: انس المرء خمسة أشياء: الزوجة الموافقة والولد البار والصديق المصافي (2). وقيل: انس العالم في كتاب يقرؤه وانس العابد انفراده بعبادته. وخمس
إذا أفرط فيهن المرء هلك النساء وشرب الخمر ولعب الشطرنج والنرد ونحوها
والصيد ومخالطة الجهال.
وقال ابن المقفع (3) خمسة مسطون (4) في خمسة مستذمون عليها: الواهن
المفرط إذا فاته العمل والمنقطع عن إخوانه إذا نابته النوائب والمتمكن من

(1) في الأصل (والأجل).
(2) كذا في الأصل، وهي ثلاثة أشياء.
(3) في الأصل (ابن المقنع).
(4) كذا في الأصل.
51

عدوه ثم يفوته بسوء تدبيره إذا ذكر عجزه والمفارق الزوجة الصالحة إذا ابتلي
بالطالحة والجري على الذنب إذا حضره الموت.
وقال الأشتر لأصحابه في وصيته أوصيكم بخمسة أشياء راحة أنفسكم ودوام
سروركم واجتماع صلاح أموركم: أولها الرضا بالقسم والثاني القمع لفاحش
الحرص والثالث (1) التنزه المنافسة والحسد والرابع التعزي (2) من مفتون
به أدبر ومرجو إذا فات والخامس ترك السعي لا يتفق نجحه (3) وتمامه
فإنه من لم يرض بما قسم طالت معتبته ومن فحش حرصه ذلت نفسه ومن أبى
الا المنافسة والحسد لمن فوقه لم يزل مغموما طول عمره ومن طال أساه على ما
ادبر عنه فإنه لم يزل مغموما لا منفعة له فيه وقد حمل نفسه عناءا طويلا من النهى
أحزانا ليس للراحة منها غاية ومن سعى فيما لا تمام كانت عاقبته الحسرة والندامة.
وأوصى حكيم ولده يا بني توق خمس خصال تأمن الندم: العجلة قبل الاقتدار
والتثبط مع سقوط الاعذار وإذاعة السر قبل التمام والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد
والعمل بالهوى وميل الطباع.
واحذر خمسا فان سلامة أصحابها من العجب: صحبة السلطان وركوب البحار
وايتمان النساء على الاسرار ومصادقة الاسقاط والتجربة في النفس بما يخاف الضرر
واعلم يا بني انه من تزود في هذه الدنيا بخمسة أشياء بلغته البغية وآنسته عند
الوحشة: كف الأذى وحسن الخلق ومجانبة الذنب وجميل العمل وحسن الأدب.
واحذر بني المقام في بلد ليس فيه خمسة: سلطان قاهر وقاض عادل وسوق قائم ونهر جار وطبيب عالم.
واعلم أن المحرقات خمسة: وهي النار تطفأ بالماء والسم يطفأ بالدواء والحزن
يطفأ بالصبر والعشق يطفأ بالفرقة ونار العداوة وهي التي لا تخبو أبدا

(1) في الأصل (والثالثة).
(2) الكلمة ليست واضحة في الأصل.
(3) الجملة مشوشة في الأصل.
52

باب
ذكر ما جاء في ستة
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله اضمنوا لي ستة من أنفسكم اضمن
لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا
فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا أيديكم.
وقال صلى الله عليه وآله أوصيكم بست (1) خصال: اصدقوا فان الصادق على
شفا منجاة وإلا قولوا خيرا تعرفوا به واعملوا الخير تكونوا من أهله وأدوا الأمانة
إلى من ائتمنكم وصلوا من قطعكم وعودوا بالفضل على من جهل عليكم.
وقال عليه السلام ست خصال (2) يعرف في الجاهل: الغضب غير شر والكلام من
غير نفع والعطية في موضعها وافشاء السر والثقة بكل أحد لا يعرف صديقه
عدوه وقال عليه السلام ما عصي الله عز وجل بستة أشياء: حب الدنيا وحب الرياسة
وحب الطعام وحب المال وحب النساء وحب النوم.
وقال عليه السلام الا اني أخاف عليكم ستة أشياء: امارة السفهاء والرشوة في
الحكم وسفك الدماء (...) (4) يتخذون القرآن مزامير في أصواتهم وكثرة الفتوى بغير علم.
وقال عليه السلام ستة لا تفارقهم الكآبة: الحقود والحسود وحديث عهد بغنى وغنى يخشي من الفقر وطالب زينة يقصر عنها قدره وجليس لأهل الأدب
وليس منهم.
وقال عوف بن مالك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في غزاة تبوك وهو في فيئة

(1) في الأصل (بستة).
(2) في الأصل (ستة).
(3) كذا في الأصل وهي خمس.
(4) بياض في الأصل.
53

فسمع وكز رجل فقال: من هذا؟ فقلت: عوف بن مالك. فقال: ادخل يا عوف.
فدخلت فإذا به يتوضأ وضوءا بالغا. فقال: لي يا عوف أعدد ستة بين يدي توعدون
أولهن موت نبيكم. قال عوف: فوخمت من ذلك وخمة (1) شديدة. فقال قل واحدة
فقلت: واحدة. فقال: وفتح بيت المقدس. قلت: اثنتين. قال: وفتنة تكون فيكم تعم
بيوتات العرب. قلت: ثلاث قال: وموت يقع فيكم كعقاص الغنم (2) والخامسة يفشو
المال فيكم حتى أن أحدكم ليعطى المائة دينار فيضل لها ساخطا والسادسة هدنة
تكون بينكم وبين الأصفر (3) فيجتمعون على ثمانين راية تحت كل راية اثنا
عشر ألفا.
وقال سلمان الفارسي رحمة عليه: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله بست (4) خصال
لا أدعهن كل حال: أوصاني ان لا انظر إلى من هو فوقى وانظر إلى من هو
دوني وان أحب الفقراء وأدنو وان أقول الحق وإن كان مرا وان أصل رحمي
وان مدبرة ولا اسال الناس شيئا وان أكثر من قول لا حول وقوة إلا بالله
العلي العظيم.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: سته أشياء لم يتبينها أحد قبلي ولم يبينها
أحد بعدي (5): الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين التصديق
والتصديق هو الاقرار والاقرار هو العمل والعمل هو النية.
وروي عنه عليه السلام أنه قال: لا خير في صحبه من تجتمع فيه ست (6)
خصال: ان حدثك كذب وان حدثته كذبك وان ائتمنته خانك وان ائتمنك
اتهمك وان أنعمت عليه كفرك وان أنعم عليك من عليك.

(1) وخم: إذا استثقل الشئ فلم يستعذبه، ويمكن أن يكون (فوجمت من ذلك وجمة)،
والوجوم اشتداد الحزن حتى يمسك عن الكلام.
(2) العقاص: الدوارة التي في بطن الشاة.
(3) قال في سفينة البحار 2 / 35: بنو الأصفر الروم، لان أباهم الأول كان أصفر اللون.
(4) في الأصل (بستة).
(5) الكافي 2 / 38 روى هذا الحديث هكذا: لأنسبن الاسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي
ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك، إن الاسلام...
(6) في الأصل (ستة).
54

وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: المروة ست (1) خصال ثلاثة
في السفر وثلاثة في الحضر فاما اللواتي في الحضر فتلاوة كتاب الله عز وجل
وعمارة مساجده واتخاذ الاخوان وأما اللواتي في السفر فبذل الزاد واكرام الرفيق
وحسن الخلق.
وقال عليه السلام يهلك الله ستة بستة: العرب بالعصبية والدهاقين بالكبر
والتجار بالخيانة والفقهاء بالحسد وأهل الرساتيق بالجهل وأهل الرياسة
والامارة بالجور.
وعن العالم عليه السلام أنه قال: خذ من ستة قبل ستة: خذ من شبابك قبل
هرمك ومن صحتك قبل سقمك ومن قوتك قبل ضعفك ومن غناك قبل فقرك
ومن فراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك.
ومما روي عن الصادقين عليهم السلام: ان من كانت له إلى الله حاجة فليطلبها
في ستة أوقات: عند الاذان وعند زوال الشمس وبعد المغرب وفي الوتر
وبعد صلاة الفجر وعند نزول الغيث.
وحفظ عنهم عليهم السلام: ان ستة لا تحجب لهم عن الله دعوه: الامام المقسط
والوالد البار لولده والولد الصالح لوالده والمؤمن لأخيه بظهر الغيب والمظلوم
يقول الله تعالى لانتقمن لك ولو بعد حين والفقير المنعم إذا كان مؤمنا.
وقال لقمان لابنه في وصيته: يا بني أحثك على ست خصال ليس منها خصلة
إلا تقربك رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه: الأولة (2) تعبد الله لا تشرك
به شيئا الثانية الرضا بقدر تعالى فيما أحببت أو كرهت والثالثة تحب في
الله وتبغض في الله والرابعة تحب للناس تحب لنفسك والخامسة كظم الغيظ
والاحسان إلى أساء إليك والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى.
وستة تحتاج إلى ستة أشياء: حسن الظن يحتاج القبول والحسب
يحتاج إلى الأدب والسرور يحتاج الامن والقرابة تحتاج إلى الصداقة والشرف يحتاج التواضع والنجدة تحتاج إلى الجد

(1) في الأصل (في ستة).
(2) الأولى - خ ل.
55

وقال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة أعداء: نفسه ودنياه والشيطان
والجاهل والمنافق والكافر فاما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه
الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما
والكافر فيريد قتله.
وقال الهند: ستة: أشياء لا ثبات ظل الغمام والأشجار وخله الأشرار والمال
الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب.
ومن أحسن البيان قول أحد العلماء: ان عمارة منوطة بستة أحوال:
أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب
التناسل معها وثانيها الحنو على الأولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية
وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الامل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش
والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الاجل الذي به يصح انبساط الامل
ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا
بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم إلى
بعض فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة
وسادسها وجود السلطان الذي لولا هيبته وكفه لأيدي العتاة بسطوته لأهلك بعض الناس
بعضا وكان ذلك داع إلى الخراب والفناء.
ووصى حكيم ولده فقال: يا بني اعلم أن أصعب ما على الانسان ستة أشياء:
أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك
عن القول فيما لا يعينه.
وست (1) خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة: الثبات حدوث النعمة
الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس إلى العقل عند دواعي
الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار.
واعلم أن النبل ستة أشياء: مؤاخاة الأكفاء ومداراة الأعداء والحذر السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة.
واعلم أن السخي من كانت فيه ست (2) خصال: ان مسرورا ببذله متبرعا

(1) في الأصل (وستة).
(2) في الأصل (ستة).
56

بعطائه لا يتبعه منا ولا أذى ولا يطلب عليه عوضا دنيا يرى أنه لما فعله مؤد له فرضا
ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا.
فأما حق النعمة عليك فتشتمل ست (1) خصال: المعرفة بها وذكر ما: يناسى منها عندك ومعرفة موليها وان ينسبها إليه وأن يحسن لباسها وان يقابل
مسديها بالشكر عليها.
وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الأدب: الأولى ألا
تنازع فوقك والثانية (2) أن لا تتعاطى ما لا تنال الثالثة أن لا تقول مالا تعلم الرابعة
أن لا يخالف لسانك في قلبك الخامسة ان لا يخالف قولك فعلك السادسة
أن لا تدع الامر إذا أقبل و أن لا تطلبه إذا أدبر.
واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أم الندامات وان فيها ست خصال:
يقول صاحبها قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع
قبل أن يقدر ويحمد قبل أن يجرب ويذم قبل أن يحمد. وهذه الخلال تكون
في أحد إلا صحب الندامة وعدم السلامة.
واعلم أن ستة أشياء ينفين الحزن: استماع العلم ومحادثة الأصدقاء والمشي في الخضرة والجلوس على الماء الجاري والتأسي بذوي المصائب وممر الأيام.
وستة أشياء من مات فيها فهو قاتل نفسه: من أكل طعاما قد أكله مرارا فلم يوافقه
ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ومن أكل قبل أن يستبرئ ما أكل ومن رأى
بعض أخلاط جسده هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالأدوية
المسكنة وأن أطال حبس الحاجة إذا هاجت به ومن أقام بالمكان الوحش وحده.
واعلم أن من رضي بستة أشياء صفت له دنياه وصح دينه: من رضي ببلده
ومنزله وزوجته ومعيشته وقسم الله له من رزقه وما يقضيه الله عليه ان آلمه
وخالف أمله.

(1) في الأصل (ستة).
(2) في الأصل (والثاني).
57

باب
ذكر ما جاء في سبعة
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة يظلهم الله تعالى في ظله لا يوم
لا ظل إلا ظلة: امام عادل وشاب (1) نشأ في العبادة عبادة الله عز وجل ورجل كان قلبة متعلقا (2) بالمسجد إذا خرج حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله اجتمعا
ذلك وافترقا عليه ورجل ذكر الله عز وجل وهو خال (3) ففاضت عيناه
ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال نفسها فقال إني أخاف الله رب العالمين
ورجل تصدق بصدقه أخفاها أنفق بيمينه عن شماله.
وعن الامام بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: أوصاني ربي بسبعة أشياء: أوصاني بالاخلاص له في السر والعلانية وأن
أعف عمن ظلمني وأعطي من حرمني (4) وأوصل من قطعني وأن يكون صمتي
تفكرا ونظري عبرا (5).
وقال سلمان الفارسي رضي عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول: من ولي سبعة المسلمين من بعدي فلم يعدل فيهم ولم يسر فيهم بسنتي لقي
الله وهو عليه غضبان.
وقال عليه السلام: اني لعنت السبعة الذين (6) لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة
وهم: الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله تعالى والمخالف لسنتي والمستحل
ما حرم الله والمحرم أحل الله تعالى والمتسلط بالجبرية والمستأثر المسلمين بفيئهم.
وقال البراء بن عازب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بسبع ونهانا عن

(1) في الأصل (وشب).
(2) في الأصل (متعلق). (3) في الأصل (خاليا)، وفي الخصال ص 343 (ورجل ذكر الله عز وجل خاليا).
(4) في الأصل (من أحرمني).
(5) كذا في الأصل وهي خمسة لا سبعة.
(6) في الأصل (الذي).
58

سبع: أمرنا بإعادة المريض واتباع الجنائز وافشاء السلام وإجابة الداعي وتسميت
العاطس ونصرة المظلوم وبر القسم ونهانا عن آنية الفضة والتختم بالذهب وعن
المنشرة (1) وعن لبس الحرير والديباج والوشي - وهو المضلع - والإستبرق.
وقال ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة أشياء يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته: رجل غرس نخلا وحفر بئرا وأجرى
نهرا وبني مسجدا وكتب مصحفا وورث علما وخلف ولدا صالحا يستغفر
له بعد وفاته.
وقال صلى الله عليه وآله: سبعة أشياء آفة لسبعة أشياء: آفة السماحة المن وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة العبادة
الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الحسب الفخر.
وقال الصادق عليه السلام: كمال الأدب والمروءة سبع (2) خصال: العقل
والحلم والصبر والرفق والصمت وحسن الخلق والمداراة
وقال الصادق عليه السلام الكبائر سبع (2) فينا أنزلت ومنا استحلت: فاولها الشرك بالله وثانيها قتل النفس التي حرم الله وثالثها أكل مال اليتيم ورابعها
عقوق الوالدين وخامسها قذف المحصنة وسادسها الفرار من الزحف وسابعها
انكار حقنا أهل البيت.
وقال الرضا عليه السلام سبعة أشياء الاستهزاء من استغفر بلسانه ولم يندم
بقلبه فقد استهزأ بنفسه ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه ومن سأل الله
الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه ومن تعوذ بالله من النار ويترك
الشهوات فقد استهزأ بنفسه ومن ذكر الموت ولم ويستعد له فقد استهزأ بنفسه ومن ذكر
الله خاليا ولم يشتق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه (4)

(1) كذا في الأصل، والظاهر أنها (الميثرة) وهي الغطاء الوثير الذي يوضع على الدابة
وهي كناية عن الترف في الدواب وكيفية ركوبها - أنظر الخصال ص 340 ومجمع البحرين 3 / 509.
(2) في الأصل (سبعة).
(3) في الأصل (سبعة).
(4) كذا في الأصل وهي ستة أشياء.
59

وروي عن العالم عليه السلام أنه: قال سبعة من كن فقد كمل حقيقة
الايمان وفتحت له أبواب الجنان من أسبغ وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله
وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر الله تعالى وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه.
وقال صلى الله عليه وآله: سبعة أشياء تدل على عقول أصحابها: المال يكشف عن
مقدار عقل صاحبه والحاجة تدل عقل صاحبها والمصيبة تدل على عقل صاحبها
إذا نزلت به (1) والغضب يدل على عقل صاحبه والكتاب يدل عقل صاحبه
والرسول يدل على عقل من أرسله والهدية تدل مقدار عقل مهديها.
وقيل: سبعة أشياء لا قوام إلا بسبعة المرأة بزوجها والولد بوالده
والمتأدب بمؤدبه والرعيأ بالملك والملك بالعقل والعقل بالتثبت وطاعة
الله بمخالفة الهوى.
وينبغي أن يكون للملك سبعة أشياء: وزير يثق به ويفضي إليه سره وحصن
يلجا إليه حاجته وفرس إذا فزع إليه نجاه وسيف إذا بارزته الأعداء يخيبه
وذخيرة خفيفة الممل إذا نابته نائبة وجدها وحضينة (2) إذا دخل إليها أذهبت همه
وطباخ إذا يشته الطعام صنع له ما يشتهيه.
وتبع رجل حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فقال: أتيتك تعلمني مما
علمك الله.
فقال له اسأل. فقال: أخبرني عن السماء وما أثقل منها وعن الأرض
وما أوسع منها وعن البحر وما أغنى منه وعن الحجر وما أقسى منه وعن النار
وما أحر منها وعن الثلج وما أبرد منه وعن اليتيم وما أضعف منه فقال: البهتان على البرئ أثقل من السماوات السبع (3) والحق أوسع من الأرض وقلب
القنوع أغنى من البحر وقلب الكافر أقسى الحجر وصدر الحريص أحر من
النار وصدر الواثق بالله أبرد الثلج والنمام أضعف من اليتيم (4) وأوصى حكيم ولده فقال: اعلم يا بني أنه لا خير في سبعة إلا بسبعة: لا خير في
قول إلا بفعل ولا في منظر (5) إلا بمخبره ولا في ملك الا بجود ولا في صداقة

(1) في الأصل (بها).
(2) الحضينة الزوجة، تسمى بذلك لأنها تحتضن.
(3) في الأصل (السماء الرابع).
(4) روى هذا الحديث في الخصال ص 348 مع شئ من الاختلاف اليسير.
(5) في الأصل (في مناظره).
60

إلا بوفاء ولا في فقه إلا بورع ولا في عمل إلا بنية ولا في حياه إلا بصحة وأمن.
واعلم أن سبعة أشياء تؤدي إلى فساد العقل: الكفاية التامة والتعظيم والشرف
واهمال الفكر والانفة من التعليم وشرب الخمر وملازمة النساء ومخالطة الجهال.
وسبعة أشياء ولدي لا تحسن بك ان تهملهن: زوجتك ما وافقتك ومعيشتك
ما كفتك ودارك ما وسعتك وثيابك سترتك ودابتك ما حملتك وصاحبك
ما أنصفك وجليسك ما فهم عنك.
واعلم أن لولدك عليك سبعة حقوق: تتخير أمه واسمه وظئره (1) وتعلمه
كتاب الله عز وجل والخط والحساب والسباحة.
وليس صديقك صديقك إلا في سبعة أشياء في أهلك وولدك وعلتك
ونكبتك وغيبتك وقلتك وبعد وفاتك

(1) الظئر: المرضعة، سميت بذلك لأنها تعطف على الرضيع.
61

باب
ذكر ما جاء في ثمانية
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله: ثمان خصال من عمل بها أمتي
حشره الله تعالى جملة (1) النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. قيل: وما هي
يا رسول الله؟ قال: من زود حاجا أو أغاث ملهوفا أو أعتق مملوكا وربى يتيما
وأهدى ضالا وأطعم جائعا وأروى عطشانا وصام يوما شديد الحر.
وقال صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بأشبه الناس (2) بي خلقا؟ قالوا: بلى
يا الله. قال: من اجتمع فيه ثمان خصال: من كان أحسنكم خلقا وأعظمكم
حلما وأبركم بقرابته وأشدكم حبا لإخوانه دينه وأصبركم على الحق
وأكظمكم الغيظ وأحسنكم عفوا وأشدكم من نفسه انصافا.
ولعن النبي من النساء ثمانية: النامصة والمتنمصة
والواشرة والمؤتشرة (3) والواشمة والمتوشمة والواصلة والمستوصلة. فأما النامصة
فهي التي (4) تنتف الشعر من الوجه والمنماص المنقاش والمتنمصة هي التي
يفعل ذلك بها والواشرة هي التي تحدد أسنانها حتى يكون لها أشر وهي رقة في أطراف الأسنان تفعله المرأة الكبيرة ليرى أنها شابه والمؤتشرة التي يفعل ذلك
بها والواصلة تصل الشعر بالشعر والمستوصلة التي يفعل ذلك بها والواشمة
التي تغرز خدها بالابر بظاهر الكف والمعصم حتى يؤثر فيه ويحشوه بالكحل
ليتزين والمتوشمة التي يفعل ذلك بها.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: اني لا أسلم على ثمانية ولا أصافحهم ولا
أعود مرضاهم ولا أشهد جنائزهم وهم: اليهودي والنصراني والمجوسي

(1) كذا في الأصل، ولعله (مع جملة).
(2) الزيادة منا لاكمال الجملة.
(3) في الأصل (والمتوشرة).
(4) في الأصل (الذي).
62

والمتفكه بشتم الأمهات والقاذف المحصنات وهو على مائدة يشرب عليها
خمرا وقاطع الرحم والمتبرئ من ولاء أهل البيت عليهم السلام.
وقال عليه السلام: عباد الله عليكم بثمان خصال: ارحموا الأرملة واليتيم
وأعينوا الضعيف والغارم والمكاتب والمسكين وانصروا المظلوم وأعطوا
المفروض
وقال عليه السلام: ثمانية ان أهينوا لا يلومن إلا أنفسهم: الجالس مائدة
لم يدع إليها والمتأمر على رب البيت والخير من أعدائه ومبتغي الفضل
من اللئام والداخل اثنين في حديثهما ولم يأمراه به والمستخف بالسلطان
والجالس مجلسا ليس له بأهل والمقبل بحديثه على من لا يستمع منه.
وعن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال: (...) (1) ثمانية أشياء: الحلم زينة والوفاء مروة والصلة نعمة والاستكبار صلف والعجلة سفه والسفه
ضعف والغلق فرط ومجالسة أهل الفسق ريبة.
وعن الصادق عليه السلام أنه قال: ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار
عند الهزاهز وصبر عند البلوى وشكر عند الرخاء وقنوع بما رزق الله عز وجل
وأن لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء (2) وأن ويكون بدنه منه في تعب والناس
منه في راحه.
وقال عليه السلام: إذا أحب الله تعالى عبدا الهمه العمل بثمان خصال: غض
البصر عن المحارم والخوف من الله جل ذكره والحياء والحلف (3) الصبر
والأمانة والصدق والسخاء.
وقال عليه السلام من رزقه الله ثمان خصال أسبغ عليه النعمة وأكمل له الكرامة: مسكنا واسعا ومكسبا فاضلا وخادما موافقا وبلدا آمنا وجارا مسالما وأخا
مؤمنا وزوجة صالحة وتمم ذلك بالسعادة والعافية.
وقال عليه السلام لاحد أصحابه وقد المسير: ان المأمور به من ذلك ثمانية

(1) بياض في الأصل.
(2) في الأصل (الأصدقاء) والتصحيح من الخصال ص 406.
(3) كذا في الأصل.
63

أشياء: سر سنتين بر والديك سر سنه صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين
شيع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخاك في الله سر خمسة
أميال أنصر مظلوما سر ستة أميال أغث ملهوفا.
وروي العالم عليه السلام أنه قال: ثمانية أشياء من كن فيه أدخله الله
الجنة ونشر عليه الرحمة: من آوى اليتيم وبر والديه وأحسن تربية ولده ورفق
بمملوكه ورحم الضعيف وأنصف من نفسه وأحسن مع كل أحد بشره ووسع
في نفقته.
وروي عن أحد الأئمة عليهم السلام انهم قالوا: ثمانية لا تقبل لهم صلاه ولا
تجاب لهم دعوة: العبد إذا أبق حتى يعود إلى مولاه والمرأة الناشزة عن زوجها وهو
ساخط عليها ومانع الزكاة والجارية المدركة تصلى بغير خمار وامام قوم
يصلى بهم وهم له كارهون وعاق والديه والسكران وجاحد حق أهل البيت.
وروي ان من أخلاق الأنبياء والأئمة عليه السلام ثمانية أشياء: البر والسخاء
والصبر عند الشدة والقيام بحق المؤمن والسواك واستعمال الحناء والتعطر
والنكاح.
وقال لؤي بن غالب لامرأته: أي بنيك أحب إليك قالت أحبهم إلى
الذي (2) اجتمع فيه ثمان خصال: لا يخامر عقله جهله ولا يخالط حلمه
سفهه ولا يلوى لسانه غي ولا يفسد يقينه ظن ولا يغير بره عقوق ولا يقبض
يده بخل ولا يكدر صنعه من ولا يرد اقدامه جبن قال وهو قالت ولدك كعب.
وقيل: من اجتمعت فيه ثمان خصال أنعم الله عليه أولها الرفق وثانيها
أن يعرف نفسه فيحفظها وثالثها إذا صحب الملوك جرى على ما يرضيهم
ورابعها إذا كان على أبواب الملوك أن يكون أديبا ملق اللسان وخامسها أن يكون
لسره وسر غيره حافظا وسادسها أن يكون على لسانه قادرا وسابعها ان يعرف
موضع سره أصدقائه ومن يصلح منهم ان يطلعه عليه إذا احتاج ذلك

(1) الزيادة من الخصال ص 407.
(2) في الأصل (التي).
64

وثامنها ان لا يتكلم في محفل بما لا يسأل عنه لا يستثنيه (1) مما لا يامن الندم
على اظهاره.
وقال بعض الزهاد لاحد القضاة: قد كنت أحب لك الخلاص من التعرض
للحكم الناس فإذا قد بليت به فيجب عليك ان تنفي نفسك ثمان خصال:
يجب (2) ان لا تكره اللوائم ولا تحب المحامد ولا تخاف العذل ولا تأنف من
المشاورة إذا عالما ولا تتوقف عن القضاء إذا كنت بالحق عارفا وتقضي
وأنت غضبان ولا تتبع الهوى ولا تسمع شكوى ليس معه خصمه.
وأوصى حكيم ولده فقال: تحصن بني من ثمان بثمان: بالعدل في المنطق
من ملامة الجلساء وبالروية في القول من الخطاء وبحسن اللفظ من البذاء وبالانصاف
من الاعتداء وبلين الكتف من الجفاء وبالتودد من ضغائن الأعداء والمقاربة
من الاستطالة وبالتوسط في الأمور بالطخ (3) العيوب.
واعلم أن من منه ثمانية كان له من الله ثمانية: من اتقى تعالى وقاه
ومن توكل عليه كفاه ومن اقرضه وفاه ومن سأله أعطاه ومن عمل بما يرضيه
رضاه ومن صبر محارمه حباه ومن أنفق في سبيله جازاه (4) وثمانية أشياء تنفع الا بثمانية: العقل إلا بالورع ولا الحفظ الا بالعمل
ولا شدة البطش إلا بقوة القلب ولا الجمال إلا بالحلاوة ولا السرور الا بالأمن
ولا الحسب الا بالأدب ولا الحفظ بالكفاية ولا المروة الا بالتواضع.
وقيل: ان الأذلاء ثمانية: الكذاب والغريب والعليل والجرب والمديون والفقير بين الأغنياء والجاهل بين العلماء ومن ترادفت عليه المصائب

(1) كذا في الأصل.
(2) في الأصل (تحب).
(3) كذا في الأصل.
(4) كذا في الأصل وهي سبعة أشياء.
65

باب
ذكر ما جاء في تسعة
روي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الاسلام تسعة أسهم وقد خاب من
لا سهم له فيها: أولها شهادة ان لا اله إلا وحده وثانيها الصلاة وهي الفطرة
وثالثها الزكاة والفريضة ورابعها الصوم وهو جنة من النار وخامسها الحج
وسادسها الجهاد وهو عز الاسلام وسابعها الامر بالمعروف وهو الوفاء وثامنها
النهى عن المنكر وهو العدل وتاسعها (...) (1) وهو الشريعة والطاعة والعصمة (2)
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا حدث في الناس تسعة أشياء
كانت معها تسعة أشياء: إذا كثر الربا كثر موت الفجاء وإذا طففوا المكيال أخذهم
الله تعالى بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعتهم الأرض بركاتها وإذا ارتكبوا
المحارم طرقتهم الآفات وإذا جاروا في الحكم شملهم الله تعالى بالظلم والعدوان
وإذا نقضوا العهد سلط عليهم عدوهم وقطعوا الأرحام جعلت الأموال بأيدي
الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف اضطرب عليهم أمورهم وإذا لم ينهوا عن
المنكر ملكتهم أشرارهم فحينئذ يدعو خيارهم فلا يستجاب وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الكبائر تسعة: أولها الشرك بالله
وهو أعظمهم وقتل النفس التي حرم إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا
وقذف المحصنات والفرار من الزحف وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام
وعمل السحر فمن لقي الله تعالى وهو برئ منهن كان معي في جنة مصاريعها
من الذهب.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (في) السواك تسع خصال:
هو مطهر الفم ومشدد اللثة ومذهب البلغم ومجلي البصر ومشهي الطعام

(1) بياض في الأصل.
(2) ذكر في الخصال ص 447 حديثا عن الباقر عن الرسول صلى الله عليه وآله
قريبا من هذا وفي أوله: (بنى الاسلام على عشرة أسهم...).
(3) الزيادة منا.
66

ومزيل الغمر (1) ومزيد في الحفظ ومرضاة الرب ومضاعف الحسنات.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: تسعة أشياء قبيحة وهي من تسعة أنفس أقبح:
ضيق الذرع من الملوك والبخل من الأغنياء والصبوة من الكهول والقطيعة
من الرؤساء والفجور من العلماء والكذب من القضاة والظلم من الولاة والزمانة
من الأطباء والبذاء من النساء.
وقال أبو عبد الله معمر بن المثنى (2) ارتجل أمير المؤمنين عليه السلام تسع
كلمات ارتجالا أيتمن (3) جواهر الحكمة وقطعن الأطماع عن اللحاق بواحدة
فمنهن ثلاث في المناجاة وثلاث في العلم وثلاث الأدب فاما اللواتي في
المناجاة قوله عليه السلام كفاني عزا أن تكون لي ربا وكفاني فخرا ان أكون لك
عبدا فأنت أحب (5) فوفقني لما تحب وأما اللواتي في العلم فقوله عليه السلام
المرء مخبوء تحت لسانه تكلموا تعرفوا ما خاب من عرف قدره وأما اللواتي
في الأدب فقوله عليه السلام أنعم من شئت تكن أميره واستغن عن من شئت
تكن نظيره واحتج إلى من شئت تكن أسيره
وروي عن الباقر عليه السلام: قال تسع (6) خصال خص الله بها رسله فامتحنوا أنفسكم فان كانت فيكم فاحمدوا الله تعالى عليها والا فاسألوه فيها وهم: اليقين
والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والشجاعة والتنزه.
وروي عن أهل البيت عليهم السلام أن للمؤمن على المؤمن تسعة حقوق:
يديم نصحته ويلبى دعوته ويحسن معونته ويرد غيبته ويقيل عثرته ويقبل
معذرته ويرعى ذمته ويعود مرضته ويشيع جنازته.

(1) الغمر بالتحريك: الدسم والزهومة والوسخ.
(2) نقلها في الخصال ص 420 عن عامر الشعبي.
(3) في الأصل (ارتحل أمير المؤمنين بتسع كلمات ارتحلا بثمان) والتصحيح من الخصال.
(4) في الأصل (ثلاثة) في المواضع الثلاث.
(5) في الأصل (كما تحب) والتصحيح من الخصال.
(6) في الأصل (تسعة).
67

وروي: ايمان العبد أن يكون فيه تسع خلال: يدخله الرضا في الباطل
ولا يخرجه الغضب عن الحق ويحمله القدرة على تناول ما ليس له وأن يمسك
الفضل من قوله ويخرج الفضل من ماله ويحسن تقديره في معيشته ويكون ذا
بقيه جميلة وحسن وسخاء النفس.
وقال بعض الحكماء: لا تسعة لمن لا (1) تسعة له: لا فعل لمن عقل له
ولا شرف لمن لا علم له ولا ثواب لمن عمل له ولا جزاء لمن لا دين له (2)
ولا دين لمن لا عفاف ولا صديق لمن لا خلق له ولا رأى لمن لا تثبت له
ولا رياسة لمن لا حلم له ولا خير فيمن لا كرم له.
وقال بعض الحكماء: تسع خصال تدعو إلى المحبة: الجود المحتاج
والمعونة للمستعين وحسن التفقد للجيران وطلاقة الوجه للاخوان ورعاية الغائب
فيمن يخلف وأداء الأمانة إلى المؤتمن واعطاء الحق في المعاملة وحسن الخلق
عند المعاشرة والعفو عند القدرة.
وتسعه لا ينامون: المدنف (3) ولا طبيب له والكثير المال يخاف ماله
والهائم بدم يسفكه والمتمني الشر للناس والعامل في غشهم والمحارب يخاف
البيات والشاب والغارم لا مال عنده
والعاشق لا يصل إلى (4) بغيته والمتطلع
للسوء من أهله والمقصود بالبهت.
وقيل لحكيم: النعمة؟ فقال: هي تسعة أشياء: في الغنى فانى رأيت الفقير لا
ينتفع بعيش والكون في الوطن فانى رأيت الغريب ينتفع بعيش والعز فاني
رأيت الذليل لا ينتفع بعيش والامن فاني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش والشباب
فاني رأيت الهرم ينتفع بعيش والصحيح فاني رأيت السقيم لا ينتفع بعيش
وحسن الخلق فاني رأيت السيئ الخلق لا ينتفع بعيش (و) وجود الزوجة الموافقة
فاني رأيت من لم يتفق ذلك لا ينتفع بعيش (5).

(1) الزيادة منا يقتضيها السياق.
(2) في الأصل (لا ديته له).
(3) المدنف: المريض.
(4) الزيادة منا يقتضيها السياق.
(5) كذا في الأصل وهي ثمانية أشياء.
68

وأوصى حكيم ولده فقال: اعلم يا بني أن العجب لتسعة (1) أشياء: لمن عرف
الله تعالى ولم يطعه ولمن رجا ثوابه ويعمل ولمن خاف عقابه ولم يحترز
ولمن عرف شرف العلم ورضي لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته إلى عمارة
الدنيا مع علمه بفراقه (2) لها ولمن عرف الآخرة وخرب مستقره مع علمه
بانتقاله إليها ولمن جرى في ميدان أمله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ولمن غفل
عن النظر عواقبه وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ولمن يهنيه دار الدنيا عيشه وهو
لا يدري إلى ما يصير أمره.
يا بني عليك بتسع خلال تسد في الناس وهو: العلم والأدب والفقه
والعفة والأمانة والوقار والحزم والحياء والحلم والكرم (3).
يا بني صن تسعه بتسعة: صن عقلك بالعلم وجاهلك بالحلم ودينك بمخالفة
الهوى ومروتك بالعفاف وعرضك بالكرم ومنزلتك بالتواضع ومعيشتك
بحسن التكسب ونهضتك بترك العجب ونعم الله عليك بالشكر.
واعلم يا بني أن الحكماء ذموا شيئا ذمهم لتسع: الكذب والغضب
والجزع والحسد والخيانة والبخل والعجلة وسوء الخلق والجهل. ولا
مدحوا شيئا مدحهم لتسع: الصدق والحلم والصبر والرضا بالقسم والوفاء
والكرم والتأيد وحسن الخلق والعلم.
واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب: البخيل والجبان والحريص
والحسود وذي الهوى والكثير العقود مع النساء ومعلم الصبيان والمبتلى بامرأة سليطة

(1) في الأصل (تسعة).
(2) في الأصل (لفراقه).
(3) كذا في الأصل وهي عشرة أشياء.
(4) كذا في الأصل وهي ثمانية.
69

باب
ذكر ما جاء في عشرة
قال النبي صلى الله عليه وآله: الايمان في عشرة أشياء: المعرفة والطاعة
والعلم والعمل والورع والاجتهاد والصبر واليقين والرضا والتسليم فأيها فقد
صاحبه فسد نظامه.
وقال عليه السلام: صفة العاقل أن يكون فيه عشر خصال: الأولى (...) (1)
جهد عليه الثانية ان يتجاوز عمن ظلمه الثالثة يتواضع لمن دونه الرابعة ان يسابق
إلى من قرب السير الخامسة إذا أراد ان يتكلم يفكر فإن كان خيرا تكلم فغنم
وإن كان شرا سكت فسلم السادسة إذا عرضت له الفتنة استعصم بالله تعالى وامسك
عنها يده ولسانه السابعة إذا رأى فضيلة انتهزها الثامنة لا يفارقه الحياء التاسعة لا
يبدي منه الخناء العاشرة لا يقعد به الحرص.
وقال عليه السلام: ما عبد الله تعالى إلا بالعقل ولا يتم عقل المرء حتى يكون
فيه عشرة خصال: الخير منه مأمول والشر عنه معزول يستقل كثير الخير من عنده
ويستكثر قليل الخير من غيره ولا يتبرم بطلب الحاجة ولا يسأم من طلب العلم طول
عمره والفقر أحب من الغنى والذل أحب إليه من العز نصيبه من الدنيا القوت
والعاشرة لا يرى أحدا من الناس الا هو خير مني.
وقال عليه السلام: ألا ان فضائل الأخلاق عشرة صدق الحديث وصدق
المودة ونصيحة الناس واعطاء السائل والمكافأة بالصنائع وأداء الأمانة وصلة الرحم والتذمم للجار وقرى الضيف والحياء وهو رأسهن.
وقال عليه السلام: العافية عشرة أشياء تسعة منها الصمت إلا عن ذكر الله
والعاشرة منها في ترك مجالسة السفهاء.
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أفضل توسل به المتوسلون عشرة
أشياء: الايمان بالله وبرسوله فهو كلمة الاخلاص والجهاد في سبيل الله فإنه حفظ
الملة وإقامة الصلاة فإنها الفطرة وإيتاء الزكاة فإنها فرائض الله تعالى والصوم
فإنه جنة من عذاب وحج البيت فإنه منقاة الفقر مدحض للذنب وصلة الرحم
فإنها مثراة المال ومنساة (2) في الاجل وصدقة السر فإنها تدفع الخطيئة وتطفئ غضب

(1) العبارة لا تقرأ في الأصل.
(2) في الأصل (منشأه).
70

الرب وصنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان والصدق فان
الله تعالى مع صدق.
ووصف عليه السلام اللسان بما يسبق إليه البيان فقال: أيها الناس ان في الانسان
عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد عن الضمير وحاكم يفصل به الخطاب وناطق
يرد به الجواب ومخبر يعرف به الصواب وشاهد يدرك به الحاجة وواصف يعرف
به الأشياء وواعظ ينهى عن (...) ومعين (2) يشكر به الاخوان وحاصل يجلى
به الضغائن ومونق يلهى به الاستماع.
وجاء الأئمة عليهم السلام ان النشوة (3) في عشرة أشياء: المشي
والركوب والارتماس في الماء والنظر إلى خضرة والأكل والشرب والنظر إلى
المرأة الحسناء والجماع والسواك وغسل الرأس بالخطمي ومحادثة الرجال.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ان تعالى جعل البركة عشرة
اجزاء فتسعة منها في التجارة وواحدة في سائر الأشياء وجعل الحلم عشرة أشياء
تسعة منها في قريش وواحدة في سائر الناس وجعل الكرم عشرة اجزاء فتسعة منها في العرب
وواحدة في سائر الناس وجعل الغي عشرة اجزاء فتسعة منها في العرب وواحدة في
سائر الناس وجعل الغى عشرة اجزاء فتسعة منها الأكراد وواحدة في
سائر الناس وجعل المكر عشرة اجزاء فتسعة منها في القبط وواحدة في سائر الناس
وجعل الجفاء عشرة أشياء فتسعة منها في البربر وواحدة سائر الناس وجعل
اللجاجة عشره أشياء فتسعة في الروم وواحدة في سائر الناس وجعل الصناعة
عشره أجزاء فتسعة منها في الصين وواحدة في سائر الناس وجعل الشهوة عشرة
اجزاء فتسعة منها في النساء وواحدة سائر الرجال وجعل العمل عشرة
اجزاء فتسعة منها في الأنبياء وواحدة في سائر الناس وجعل الحسد عشرة أجزاء فتسعة
منها في اليهود وواحدة في سائر الناس وجعل النكاح عشرة اجزاء فتسعة منها
في العرب وواحدة سائر الناس.
وقال بعضهم: صحبت حكيما فحفظت منه عشرة خصال: باحتمال المؤن

(1) كلمة لا تقرأ في الأصل.
(2) في الأصل (ومعن).
(3) في الأصل (السرة) والتصحيح من الخصال ص 443.
71

يجب السؤدد وبصالح الأخلاق تزكو الأعمال وبالافضال تعظم الاقدار وبالنصفة
تكثر الواصفون وبعذب المنطق يجب التقدم وبكثرة الصمت تكون الهيبة
وبحسن الخلق يطيب العيش وبحسن التأني تسهل المطالب وبإجالة الفكر يستفاد
الرأي وبلين كتف المعاشرة تدوم المودة.
وقال لقمان: ان أخلاق الحكيم عشرة خصال: الورع والعدل والفقه
والعفو والاحسان والتيقظ والتحفظ والتذكر والحذر وحسن الخلق والقصد (1).
وأوصى حكيم بعض الملوك لمن خلفه على ناحية فقال أوصيك بعشر (2)
خصال: أوصيك بتقوى فإنك ان تتقه يهديك ويكفيك ويرضى عنك ومتى
أرضى عبد (3) ربه أرضاه وآمرك ان لا تعجل فيما لا تخاف الفوت فان العجلة
ثوب ندم وإذا شككت فشاور يصح لك أمرك وإذا اتهمت فاستدل وإذا استلفيت
فاختبر وإذا وقلت فأصدق وإذا وعدت فلا تخلف وإذا وقعت حق فأنفذ
ولا يكن الافراط من شأنك في نوال ولا نكال فإنه في النوال يجحف بك وفي النكال
يوثمك واضبط حاشيتك فإنها ان ضبطتها ضبطت ناصيتك.
وأوصى حكيم ولده فقال: يا بني أوصيك بعشرة: لا تستكثر من عيب فإنه
من أكثر من شئ عرف به ولا تأسف على اثم فإنه شئ وقيته وأقلل مما يشين
تزدد مما يزين وإذا عرفت قبح أمر فتوقه وإياك ومخاطبة السفلة فإنهم يفرون ولا
يشكون تعاب باستصحابهم ولا تحمد على اصطناعهم ولا تتجاوز بالأمور حدودها
وإذا أنكرت أمرك فأمسك وجانب هواك فإنه أضر اتبعت واعمل بالحق فإنه
لا يضيق معه شئ ولا ينعت عاقل وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك.
واحفظ عني عشرة: اعلم أن الصدق قوة والكذب عجز والسر أمانة والجوار
قرابة والمعرفة صداقة والعمل تجربة والخلق عبادة والصمت زين والشح فقر والسخاء غنى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهر في أمتي عشر خصال ابتلاهم
الله بعشرة: إذا منعوا الزكاة ماتت المواشي وإذا منعوا الصدقات كثرت الأمراض

(1) كذا في الأصل وهي أحد عشر شيئا.
(2) في الأصل (بعشر).
(3) في الأصل (عبدا).
72

وإذا أكلوا الربا كثرت الزلات وإذا جارت السلاطين ابتلاهم بالعدو وإذا حكموا
بغير عدل ارتفعت البركات وتعدوا عن حدود الله سلط الله عليهم القتل وإذا
بخسوا الميزان سلط الله عليهم النقص (1).
وأوصى حكيم بعض أصحابه فقال: احفظ عني عشرة لا تقبل الرياسة على
أهل مدينتك البتة ولا تتهاون بالامر الصغير إذا كان ثقيل النماء ولا تلاج رجلا
غضبانا فإنك تقلقه باللجاج ولا تجمع في منزلك نفسين يتنازعان في الغلبة ولا
تفرح بسقطة غيرك فإنك تدري متى يحدث الزمان بك لا تبهج (2) في وقت
الظفر فإنك تعلم كيف يدور عليك الزمان ولا تهزأ بخطايا غيرك فإن المنطق لا
يملك قلق (3) الخطأ من الناس تنوع الصواب في جوهرك ولا تبذلن مودتك
جميعها لصديقك وصير الحق أبدا أمامك فإنك تسلم دهرك.
تمت هذه المقدمة المباركة والحمد لله رب العالمين

(1) كذا في الأصل وهي سبعة أشياء.
(2) في الأصل (ولا تفتح).
(3) كذا في الأصل.
73