الكتاب: مسار الشيعة (المجموعة)
المؤلف: الشيخ المفيد
الجزء:
الوفاة: ٤١٣
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٦
المطبعة: الصدر
الناشر: مكتب آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم
ردمك:
ملاحظات: طبعة حجرية / اسم المجموعة : مجموعه نفيسه / بإهتمام : السيد محمود المرعشي

مسار الشيعة
تأليف
الشيخ الجليل الأقدم العلامة النبيل،
محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد ره
المتوفى سنه 413
1

مسار الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما بصرنا من حكمته وهدانا إليه من سبيل رحمة
ويسره من طاعاته ومن به علينا من الفوائد المثمرة لدوام نعمته
في جنته وصلى الله على صفوته من بريته محمد والأئمة الطاهرين
من عترته وسلم تسليما وبعد فقد وقفت أيدك الله تع
على ما ذكرت من الحاجة إلى مختصر في تاريخ أيام مسار الشيعة
واعمالها من القرب في الشريعة وما خالف ذلك في معناه ليكون
الاعتقاد بحسب مقتضاه ولعمري ان معرفة هذا الكتاب
2

* (مقدمة الكتاب) *
من حلية أهل الايمان ومما يقبح اغفاله باهل الفضل والايمان
ولم لا يزل الصالحون من هذه العصابة حرسها الله عن مردو
الأيام يراعون التواريخ لإقامة العبادات فيها والقرب القربات والطاعات
بالطاعات واستعمال ما يلزم العمل به للأيام المذكورات وإقامة
حدود الدين في فرق ما بين أوقات المسار والاخران وقد كان
بعض مشايخنا من أهل العلم رسم في هذا العلم طرفا يسيرا لم يأت
به على ما في النفس من الايثار واخل بجمهور ما يراد لما كان عليه
من الاختصار وانا بمشية الله وعونه مثبت في هذا الكتاب
أبوابا يحتوى على ما سلف لما ذكرناه ويتضمن من الزيادة ما
يعظم الفائدة به لمن تأمله وعرف معناه وإذا انتهيت في كل فضل
منه إلى ذكر الاعمال شرحت منها عنها ما كان القول مفيدا له على
الايجاز بهنت كل اعزب الخير الايجاز ونقيت في كل عمل فوق الخير عنه بالشرح والتفصيل و
3

* (شهر رمضان المبارك) *
أجملت منه ما يكثر القول فيه ويؤدى إلى الملال والتطويل
ليزدا الناظر لنفسه في استخراجه من الأصول إذا وقفت وقف
على حقيقته بفحوى النطق والدليل بصره واقدم فيما ارتبه من
ذكر الشهور شهر رمضان لتقديمه في محكم القران ولما فيه من
العبادة والقربات والمؤنة ولكونه عند آل الرسول عليه وعليهم السلام،
أول الشهور في ملة الاسلام وبرهان فصول حصول الأشهر الحرم جميعا
في كل سنة على ما قرره البيان النبيان واتفق عليه الاخبار من انفراده وحده من انفراد رجب
واتصال ما عداه منها من غير تباين وانفصال وبعد وجودها
في سنة واحدة على خلاف هذا النظام تطويل واتبع القول فيما بالى
من الأشهر على الانسان إلى خاتمة ذلك على التمام وبالله استعين
شهر رمضان هذا الشهر سيد الشهور
على الأثر المنقول عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وهو
4

* (شهر رمضان المبارك) *
ربيع المؤمنين بالخبر الظاهر عن العترة الصادقين عليهم السلام
وكان الصالحون يسمونه المضمار يسمونه المضمار وفيه تفتح أبواب الجنان و
تغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين وقد وصفه الله
بالبركة في الذكر الحكيم واخبر بانزاله فيه القران المبين وشهد
بفضل ليلة منه على الف شهر يحسبها العادون. * -
أول ليلة منه تجب النية فيه للصيام ويستحب
استقبالها بالغسل عند وجوب الشمس والتطهير لها من الأدناس
وفى أولها دعاء الاستهلال عند رؤية الهلال وفيها الابتداء
بصلاة نوافل ليالي شهر رمضان وهى الف ركعة من أول الشهر
إلى آخره بترتيب معروف في الأصول عن الصادقين من آل محمد
عليهم السلام ويستحب فيها الابتداء فيه بقراءة جزو من القرآن ويتلى من بعده
إلى آخره ثلاث مرات على التكرار ويستحب أيضا فيها مباضعة
5

* (شهر رمضان المبارك) *
النساء على الحل دون الحرام ليزيل الانسان بذلك عن نفسه
الدواعي إلى الجماع في صبيحتها من النهار ويسلم له صومه على الكمال
وفيها دعاء الاستفتاح وهو مشروح في كتاب الصيام. *
أول يوم منه يبتدء بفرض الصيام وبعد صلاة الفجر
فيه دعاء مخصوص موظف مشهور عن الأئمة من آل محمد عليهم السلام
وفى السادس منه أنزلت التورية على موسى بن عمران ع
وفيه من سنة احدى ومأتين من الهجرة كانت البيعة لسيدنا
أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وهو يوم شريف يتجدد فيه
سرور المؤمنين ويستحب فيه الصدقة والمبرة للمساكين و
الاكثار لشكر الله من الشكر لله عز اسمه على ما اظهر فيه من حق آل محمد عليهم السلام و
ارغام المنافقين وفى يوم العاشر منه سنة عشر من
البعثة وهى قبل الهجرة بثلث سنين توفيت أم المؤمنين خديجة
6

* (شهر رمضان المبارك) * بنت خويلد رضي الله عنها وأسكنها جنات النعيم وفى
الثاني عشر منزل الإنجيل نزول وأرضاها على عيسى بن مريم وهو يوم
المواخاة التي آخى فيه ص ع بين صحبه أصحابه واخى بينه وبين على
على عليهما السلام وفى ليلة النصف منه يستحب الغسل و
التنفل بمائة ركعة يقرأ في كل ركعة منها الحمد مرة وقل هو الله
أحد عشر مرات خارجة عن الألف الركعة التي ذكرناها فيما تقدم
فقد ورد الخبر في فضله امر جسيم وفى يوم النصف منه
سنة ثلاث من الهجرة كان مولد سيدنا أبى محمد الحسن بن علي
عليهما السلام وفى مثل هذا اليوم سنة خمس وتسعين ومائة ولد سيدنا
أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام وهو يوم سرور المؤمنين و
يستحب فيه الصدقة والتطوع بالخيرات والاكثار من شكر الله تع
على ظهور حجته وإقامة دينه بخليفته في العالمين وابن بنت
7

* (شهر رمضان المبارك) *
نبيه سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله وفى ليلة
سبع عشرة منه كانت ليلة بدر وهى ليلة الفرقان
ليلة مسرة لأهل الاسلام ويستحب فيها الغسل كما ذكرنا في
أول ليلة من الشهر من شهر رمضان وفى يوم سبعة عشر منه
كانت الوقعة بالمشركين سدر ونزول الملائكة بالنصر من الله تع
لنبيه صلى الله عليه وآله وحصلت الدائرة على أهل الكفر و
الطغيان وظهر الفرق بين الحق والباطل وكان بذلك عز
أهل الايمان وذل أهل الضلال والعدوان ويستحب الصدقة
فيه ويستحب فيه الاكثار من شكر الله تع على ما أنعم به على أهل
الحق من البيان وهو يوم عيد وسرور لأهل السلام وفى
ليلة تسع عشرة منه يكتب وقد الحاج وفيها
ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الضربة التي
8

* (شهر رمضان المبارك) *
قضى فيها نحبه وفيها غسل كالذي ذكرناه من الأغسال ويصلى
فيها من الألف ركعة مأة ركعة على التمام ويستحب ففيها كثرة
الاستغفار والصلاة على نبي الله محمد بن عبد الله عليه وآله السلام
والابتهال إلى الله تع في تحديد العذاب على ظالميهم من ساير الأنام و
الاكثار من لعنة العنة على قاتل أمير المؤمنين عليه السلام وهى ليلة يتجدد فيها
حزن أهل الايمان وفى يوم العشرين منه سنة ثمان من الهجرة كان
فتح مكة وهو يوم عيد لأهل الاسلام ومسرة بنصر الله تعالى
نبيه لنبيه صلى الله عليه وآله وانجازه له ما وعده والا بانة عن حقه
وباطل وأطال عدوه ويستحب فيه التطوع بالخيرات ومواصلة الذكر
لله تع والشكر لله على جميل الانعام وفى ليلة اهدى وعشرين
منه كان الاسراء برسول الله ص وفيها رفع الله عيسى بن مريم ع
وفيها قبض موسى بن عمران ع وفى مثلها قبض وصيه يوشع بن نون
9

* (شهر رمضان المبارك) *
وفيها كانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام سنه 4 أربعين من الهجرة
وله يومئذ ثلاث وستون سنة وهى الليلة التي يتجدد فيها
اخران آل محمد عليهم السلام وأشياعهم والغسل فيها كالذي ذكرته وصلاة
مائة ركعة كصلاة ليلة تسع عشرة حسب ما قدمناه والاكثار من
الصلاة على محمد واله وال محمد والاجتهاد في الدعاء على ظالميهم ومواصلة
اللعنة على قاتل أمير المؤمنين ع ومن طرق على ذلك ومن له طرق وسنه واثره
ورضيه من سائر الناس وفى ليلة ثلاث وعشرين
منه انزل الله عز وجل على نبيه الذكر وترجى فيها ليلة القدر
وفيها غسل عند وجوب الشمس وصلاة مأة ركعة يقرأ في كل
ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشر مرات انا أنزلناه في ليلة القدر
ويحيى هذه الليلة بالصلاة والدعاء ويستحب ان يقرأ في هذه
الليلة خاصة سورة العنكبوت والروم قال ع في ذلك ثوابا عظيما
10

* (شهر شوال) *
ولها دعاء من جملة الدعاء الموسوم لليالي شهر رمضان وهى
ليلة عظيمة الشرف كثيرة البركات وفى آخر ليلة منه تختم نوافل
شهر رمضان ويستحب فيها ختم القرآن ويدعى فيها بدعاء
الوداع وهى ليلة عظيمة البركة كثيرة الخيرات. * -
شهر شوال أول ليلة منه فيها غسل عند
وجوب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان
وفيها دعاء الاستهلال وهو عند رؤية الهلال وفيها ابتداء
التكبير عند الفراغ من فرض المغرب وانتهاؤه عند الفراغ
من صلاة العيد من يوم الفطر فيكون ذلك في عقيب اربع
صلوات وشرحه ان يقول المصلى عند التسليم من كل فريضة
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر
على ما هدانا وله الشكر على ما أولانا فبذلك ثبت السنة
11

* (شهر شوال) *
عن رسول الله ص وجائت الاخبار بالعجل به عن الصادقين
من عترته الأطهار عليهم السلام ومن السنة في هذه الليلة ما وردت
الاخبار بالترغيب والحص عليه ان يسجد الانسان بعد فراغه من
فريضة المغرب ويقول في سجوده يا ذا الطول يا ذا الحول يا
مصطفيا محمدا وناصره صل على محمد وال محمد واغفر لي كل ذنب
أذنبته ونسيته انا وهو عندك في كتاب مبين ثم يقول:
أتوب إلى الله مأة مرة ولينو عند هذا القول ما تاب منه
من الذنوب وندم عليه انشاء الله تع ويستحب ان يصلى في
هذه الليلة ركعتين يقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب مرة واحدة
وسورة الاخلاص الف مرة وفى الثانية بالفاتحة وسورة الاخلاص
مرة واحدة فان الرواية جاءت بان من صلى هاتين الركعتين
في ليلة الفطر لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب الا غفره له،
12

* (شهر شوال) *
وتطابقت الآثار عن أئمة الهدى ع بالحث على القيام في هذه الليلة
والانتصاب للمسألة والاستغفار والدعاء والسؤال وروى أن
أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينام فيها ويحييها بالصلاة والدعاء
والسؤال وقيل يقول في هذه الليلة يعطى الأجير اجرته أول
يوم من شوال وهو يوم عبد الفطر وانما كان عيد المؤمنين
بمسرتهم لقبول اعمالهم وتكفير سيئاتهم ومغفرة ذنوبهم وما
جاءت به البشارة من عند ربهم جل اسمه من عظيم الثواب لهم على
صيامهم وقربتهم بهم واجتهادهم وفى هذا اليوم غسل وهو علامة
التطهير من الذنوب والتوجه إلى الله تع في طلب الحوائج ومسألة
القبول ومن السنة فيه من الطيب ولبس افخر أجمل الثياب والخروج
إلى الصحراء والبروز للصلاة تحت السماء ويستحب ان يتناول
الانسان فيه شيئا من المأكول قبل الصلاة وأفضل ذلك الشكر
13

* (شهر شوال) *
ويستحب تناول شئ من تربة الحسين فان فيه منها شفاء من كل داء
ويكون ما يؤخذ منها مبلغا يسيرا وصلاة العيد في هذا اليوم فريضة
مع الامام وسنة على الانفراد وهى ركعتان بغير اذان ولا إقامة
ووقتها عند انبساط الشمس بعد ذهاب حمرتها وفى هاتين الركعتين
اثنتا عشرة تكبيرة منها سبع في الأولى مع تكبيرة الافتتاح والركوع
وخمس في الثانية مع تكبيرة القيام والقراء فيها عند آل الرسول عليهم السلام
قبل التكبير والقنوت فيها بين كل تكبيرتين بعد القراءة وفى هذا
اليوم فريضة اخراج الفطرة ووقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ
من صلاة العيد فمن لم يخرجها من ماله وهو متمكن من ذلك
قبل مضى وقت الظهر فقد ضيع فرضا واكتسب مأثما ومن أخرجها
من ماله فقد أدى الواجب وان تعذر عليه يوقت وجود الفقراء
والفطرة زكاة واجبة نطق بها القرآن سنها وبينها النبي صلى الله عليه وآله
14

* (شهر شوال) *
وبها يكون تمام الصيام وهى من الشكر لله تع على قبول
وهى تسعة أرطال بالبغدادي من التمر وهو قدر الصاع أو صاع
من الحنطة والشعير والأرز والذرة والزبيب حسب ما يغلب
على استعماله في كل صقع من الأقوات وأفضل ذلك التمر على ما
جاءت به الاخبار ولى هذا اليوم بعينه وهو أول يوم من شوال
سنه 41 احدى وأربعين من الهجرة أهلك الله تع أحد فراعنة هذه
الأمة عمرو بن العاص وأراح منه أهل الاسلام وتضاعفت به
المسار وفى يوم النصف منه سنه 3 ثلاث من الهجرة كانت
واقعة أحد وفيها استشهد أسد الله وأسد رسوله وسيد شهداء
وقته وزمانه عم رسول الله صلى الله عليه وآله حمزة بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف رضي الله عنه وأرضاه وفيه بان كان التمييز بين
الصابرين مع نبيه صلى الله عليه وآله والمنهزمين من المستضعفين
15

* (شهر ذي القعدة) *
والمنافقين وظهر لأمير المؤمنين عليه السلام فيه من البرهان ما نادى به
جبرئيل عليه السلام في الملائكة المقربين ومدحه في فضله بفضله في عليين
وابان رسول الله صلى الله عليه وآله لأجله عن منزلته في النسب
والدين وهو يوم يجنب فيه المؤمنون كثيرا من الملاذ لمصاب
رسول الله ص بعمه وأصحابه المخلصين وما لحقه من الأذى والألم
بفعل المشركين. * -
شهر ذي القعدة هو شهر حرام معظم في
الجاهلية والاسلام في اليوم الثالث والعشرون
منه كانت وفاة سيدنا أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس
من ارض خراسان سنه 203 ثلث ومأتين من الهجرة وفى اليوم
الخامس والعشرين منه نزلت الكعبة وهو أول
يوم رحمة نزلت وفيه دحا الله تع سبحانه الأرض تحت الكعبة
16

* (شهر ذي الحجة) *
وهو يوم عظيم من صامه كتب الله الكريم له صيام ستين سنتين
شهرا على ما جاء به الأثر عن الصادقين عليهم السلام.
* - شهر ذي الحجة هو أكبر اشهر الحرم
وأعظمها وفيه الاحرام بالحج وإقامة فرضه ويوم عرفة ويوم النحر
وأول يوم منه لسنتين من الهجرة زوج رسول
الله ص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء البتول عليها السلام وفى اليوم الثالث سنة
تسع من الهجرة نزل جبرئيل ع برد أبى بكر عن أداء سورة براءة
وتسليمها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وكان ذلك غرلا لأبي بكر من السماء
وولاية لأمير المؤمنين ع من السماء وفى اليوم الثامن
منه وهو يوم التروية ظهر فيه مسلم بن عقيل داعيا إلى سيدنا
أبى عبد الله الحسين عليه السلام وفى هذا اليوم عند زوال الشمس ينشئ
17

* (شهر ذي الحجة) *
المتمتع بالعمرة إلى الحج فإذا أزالت الشمس ولم يكن طاف بالبيت
سبعا وقصر فقد فاتته المتعة على أكثر الروايات وفى اليوم
التاسع منه وهو يوم عرفة تاب الله سبحانه على آدم ع
وفيه ولد إبراهيم الخليل ع وفيه نزلت توبة داود ع وفيه ولد عيسى بن
مريم ع وفيه يكون الدعاء بالموقف بعد صلاة العصر إلى غروب
الشمس على ما جاء به سنة النبي ص وفيه أيضا يستحب زيارة
الحسين بن علي عليه السلام والتعريف بمشهده لمن لم يتمكن من حضور
عرفات ومن السنة فيه لأهل الأمصار ان يخرجوا إلى الجبان
ويجتمعوا هناك للدعاء وفيه استشهد مسلم بن عقيل وفى
اليوم العاشر منه عند الأضحى والسخر بعد صلاة
العيد فيه سنة لمن أمكنه والذبح والصدقة باللحوم على الفقراء
والمتجملين من أهل الاسلام والأضحية فيه لأهل منى وفى
18

* (شهر ذي الحجة) *
ثلث أيام بعده وهى أيام التشريق وليس لأهل الأمصار ان
يتجاوزوا بالأضحية فيه إلى غيره من الأيام وفيه صلاة العيد على ما
شرحناه ومن السنة فيه تأخير تناول الطعام حتى يحصل الفراغ
من الصلاة ويجب وقت الأضحية كما بيناه ويقدم فيه صلاة
العيد على الوقت الذي يصلى فيه صلاة يوم الفطر لأجل الأضحية
على ما وصفناه والتكبير من بعد الظهر به اعقاب في عقيب عشرة صلوات
لسائر أهل الأمصار وفى خمس عشرة صلوات لأهل منى وهو إلى أن ينفر
الناس شرح التكبير في هذه الأيام وهو ان يقول المصلى في عقب
كل فريضة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ويستحب
فيه التكبير للرجال والنساء وفى اليوم النصف منه
اشتد الحصار بعثمان بن عفان وأحاط بداره طلحة والزبير في
19

* (شهر ذي الحجة) *
المهاجرين والأنصار وطالبوه بخلع نفسه وأشرف بذلك
على الهلاك وفى اليوم الثامن عشر سنة عشر من
الهجرة عقد رسول الله ص لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
العهد بالإمامة في رقاب الأمة كافة وذلك بغدير ختم عند مرجعه
من حجة الوداع حين جمع الناس فخطبهم ووعظهم ونعى إليهم
نفسه ص ثم قررهم على فرض طاعته حسب ما نطق به القرآن وقال
لهم على اثر ذلك: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله
ثم نزل فامر الكافة بالتسليم عليه ما مرة المؤمنين تهيئة له
بالمقام فكان أول من هناه بذلك عمر بن الخطاب فقال له
بخ بخ لك بابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن و
مؤمنه وقال في ذلك اليوم حسان بن ثابت شعرا يهنيه بالإمامة
20

* (شهر ذي الحجة) *
وقال بعده الشعراء ونزل على النبي ص عند خاتمة كلامه في الحال:
اليوم أكملت ولكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا وهو يوم عيد عظيم بما أظهره الله من حجته و
آياته من خلافته وصى نبيه وما أوجبه من العقد في رقاب
بريته ويستحب صيامه شكر الله تع على جليل النعمة فيه ويستحب
ان يصلى قبل الزوال ركعتان يتطوع العبد بهما ثم بحمد الله تعالى
بعدهما ويصلى على محمد واله والصدقة فيه مضاعفة وادخال
السرور فيه على أهل الايمان يحط الأوزار وفى هذا اليوم بعينه من
سنه 34 اربع وثلثين من الهجرة قتل عثمان بن عفان وله يومئذ
اثنان وثلاثون سنة واخرج من الدار فالقى على بعض مزابل المدينة
لا يقدم أحد على مواراته خوفا من المهاجرين والأنصار حتى حتيل
لدفنه بعد ثلث فاخذ سرا ودفن في حش كوكب هي مقبرة كانت لليهود
21

* (شهر ذي الحجة) *
بالمدينة فلما ولى معاوية بن أبي سفيان وصلها مقابر أهل الاسلام
وفى هذا اليوم بعينه بايع الناس أمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان
ورجع الامر إليه في الظاهر والباطن واتفقت الكافة إليه طوعا
واختيارا وفى هذا اليوم فلج موسى بن عمران على السحرة واخزى الله تع
فرعون وجنوده من أهل الكفر والضلال وفيه نجى الله تع إبراهيم ع
من النار وجعلها عليه بردا وسلاما كما نطق به القران وفيه نصب
موسى يوشع بن نون وصيه ونطق بفضله على روس الاشهاد وفيه
اظهر عيسى بن مريم ع وصيه شمعون الصفا ع وفيه اشهد سليمان بن داود ع
ساير رعيته على استخلافه أصف بن برخيا ع ودل على فضله بالآيات
والبينات وهو يوم عظيم كثير البركات وفى اليوم الرابع
والعشرين منه باهل رسول الله صلى الله عليه وآله
بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة صلى الله عليهم
22

* (شهر ذي الحجة) *
نصارى نجران رجاء بذكر المباهلة به وبزوجته وبولديه محكم
التبيان وفيه تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه ونزلت بولايته
آي القرآن وفى ليلة الخامس والعشرون منه
تصدق أمير المؤمنين ع وفاطمة ع على المسكين واليتيم والأسير
بثلاثة أقراص كانت قوتهم من الشعير وآثروهم على أنفسهم
وأوصلا الصيام وفى اليوم الخامس والعشرون
منه نزل في أمير المؤمنين ع وفاطمة والحسن والحسين هل اتى على
الانسان وفى اليوم السادس والعشرين
منه سنه 23 ثلث وعشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب
وفى اليوم السابع والعشرين منه سنه 212
اثنتي عشرة ومأتين من الهجرة كان مولد سيدنا أبى الحسن
علي بن محمد العسكري عليه السلام وفى اليوم التاسع والعشرين
23

* (شهر محرم) * منه سنه 23 ثلث وعشرين من الهجرة قبض عمر بن الخطاب
شهر محرم وهو شهر حرام وكانت الجاهلية
تعظمه وثبت ذلك في الاسلام أول يوم منه استجاب الله
دعوة زكريا ع وفى اليوم الثالث منه كان خلاص يوسف ع
من الجب الذي ألقاه اخوته فيه على ما جاءت به الاخبار ونطق به
القرآن وفى اليوم الخامس منه كان عبور موسى بن عمران
من البحر وفى اليوم السابع منه كلم الله موسى بن عمران ع
على جبل طور سينا وفى اليوم التاسع منه اخرج الله تع
ويونس بن متى ع من بطن الحوت وفجاه وفى اليوم العاشر منه
قتل سيدنا أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام من سنه 61 احدى
وستين من الهجرة وهو يوم يتجدد فيه اخران محمد وال محمد ع
وشيعتهم وجائت الرواية عن الصادقين عليهم السلام باجتناب الملاذ
24

* (شهر محرم) *
فيه وإقامة تبيين سنن المصائب والامساك عن الطعام والشراب
إلى أن تزول الشمس والتغذي بعد ذلك بما يتغذى أصحاب المصائب
كالألبان وما أشبهما دون اللذيذ من الطعام والشراب ويستحب
فيه زيارة المشاهد والاكثار من الصلاة على محمد واله والابتهال
إلى الله باللعنة على أعدائهم وظالميهم وروى أن من زار قبر الحسين عليه السلام يوم
عاشوراء فكأنما زار الله في عرشه وروى أن من زاره وبات عنده ليلة
عاشورا حتى يصبح حشره الله تع ملطخا بدم الحسين عليه السلام في جملة الشهداء
معه وروى أن من زاره في هذا اليوم غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر وروى أنه من أراد ان يقضى حق رسول الله ص وحق أمير المؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فليزر قبر الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء
وفى اليوم السابع عشر انصرف أصحاب الفيل عن
مكة وقد نزل عليهم العذاب وفى ليلة احدى وعشرين
25

* (شهر صفر) *
سنه 3 ثلاث من الهجرة كان نقل فاطمة إلى أمير المؤمنين عليه السلام
وزفافها ولها يومئذ ستة عشر سنة وروى تسع سنين
وفى يوم الخامس والعشرين سنه 94 اربع وتسعين
كانت وفاة أبى محمد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام. *
شهر صفر أول يوم منه سنه 121 احدى وعشرين
ومأة كان مقتل زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام وهو يوم ويتجدد
فيه اخر ان آل محمد عليهم السلام وفى الثالث منه سنه 64 اربع و
ستين من الهجرة احرق مسلم بن عقبة ثياب باب الكعبة ورمى
حيطانها بالنيران فتصدعت وكان عبد الله بن الزبير متحصنا بها
وابن عقبة يومئذ يحاربه فحاربه من قبل يزيد بن معاوية لع وفى
العشرين منه كان رجوع حرم سيدنا ومولانا أبى عبد الله
الحسين من الشام إلى مدينة الرسول وهو اليوم الذي ورد جابر بن عبد الله
26

* (شهر ربيع الأول) *
الحرام الأنصاري صاحب رسول الله ص ورضى الله عنه وأرضاه
من المدينة إلى كربلا لزيارة قبر أبى عبد الله الحسين عليه السلام فكان أول
من زاره من المسلمين ويستحب زيارته ع ولليلتين بقيتا سنه
سنه 10 عشر من الهجرة كانت وفاة سيدنا رسول الله ص وفى مثلها
سنه 50 خمسين من الهجرة كانت وفاة سيدنا أبى محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ع
شهر ربيع الأول أول يوم ليلة منه هاجر رسول الله
من مكة إلى المدينة سنه 13 ثلث عشر من مبعثه ص وكانت ليلة الخميس
وفيها كان مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على فراش
رسول الله صلى الله عليه وآله ومواساته له ص بنفسه حتى نجا ص من عدوه
فخاف بذلك أمير المؤمنين ع شرف الدنيا والدين وانزل الله تع
لذلك في القران المبين وهى ليلة الفخر فيها لمولانا أمير المؤمنين
ويجب فيها مسرة أوليائه المخلصين وفى صبيحة هذه الليلة صار المشركون
27

* (شهر ربيع الأول) * إلى باب الغار عند ارتفاع النهار لطلب النبي ص ع فستره الله تعالى عنهم
وقلق أبو بكر بن أبي قحافة وكان معه في الغار بمصيرهم إلى بابه وظن أنهم
سيدركونه فحزن لذلك وجزع فسكته النبي ص ورفق به وقوى
نفسه بما وعده من النجاة منهم وتمام الهجرة له وفى هذا اليوم يتجدد
سرور الشيعة بنجاة رسول الله ص من أعدائه وما أظهره الله تع
من آياته وما أيده به من نصره وهو يوم حزن للناصبية لاقتدائهم
بابى بكر في ذلك واجتنابهم المسرة في وقت اخر انه وفى الليلة الرابعة
منه كان خروج النبي ص من الغار متوجها إلى المدينة فأقام رسول
الله ص بالغار وهو في جبل عظيم خارج مكة غير بعيد منها اسمه ثور
ثلاثة أيام وثلث ليال وسار منه فوصل المدينة يوم الاثنين ثاني
عشر من شهر ربيع الأول عند زوال الشمس منه وفى اليوم الرابع
منه سنه 260 ستين ومأتين كانت وفاة سيدنا أبى محمد الحسن بن
28

* (شهر ربيع الأول) *
علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام وله يومئذ ثمان وعشرين سنة
ومصير الخلافة إلى القائم بالحق وفى اليوم العاشر منه
تزوج النبي ص ع خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها
وأرضاها لخمس وعشرين سنة من مولده صلى الله عليه وآله وكان
لها يومئذ أربعون سنة وفى مثله لثمان سنين من مولده كانت
وفاة جده عبد المطلب رضي الله عنه وهى سنة ثمان من عام الفيل
وفى اليوم الثاني عشر منه كان قدوم النبي ص المدينة
مع زوال الشمس وفى مثله سنه 132 اثنتين وثلثين ومأة من الهجرة
كان هلاك الملحد الملعون يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ضاعف
الله عليه العذاب الأليم وكان سنه يومئذ ثماني وثلثين سنة
وهو يوم يتجدد فيه سرور المؤمنين وفى اليوم السابع
عشر منه كان مولد سيدنا رسول الله عند طلوع الفجر
29

* (شهر ربيع الثاني) *
من يوم الجمعة في عام الفيل وهو يوم شريف عظيم البركة ولم لا يزل
الصالحون من آل محمد على قديم الأوقات يعظمونه ويعرفون حقه
ويرعون حرمته ويتطوعون بصيامه وروى عن أئمة الهدى ع انهم
قالوا من صام اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول وهو
مولد سيدنا رسول الله ص كتب الله سبحانه له صيام سنة و
يستحب فيه الصدقة وزيارة المشاهد والتطوع بالخيرات وادخال
السرور على أهله. * -
شهر ربيع الثاني اليوم العاشر منه سنه 232
اثنتين وثلاثين ومأتين كان مولد سيدنا أبى محمد الحسن بن
علي بن محمد بن علي الرضا ع وهو يوم شريف عظيم البركة وفى اليوم
الثاني عشر منه سنه 1 أول من الهجرة استقر فرض
صلاة الحضر والسفر. * -
30

* (شهر جمادى الأولى والآخرة) *
شهر جمادى الأولى يوم النصف منه سنه 38
ثمان وثلثين من الهجرة كان مولد سيدنا أبى محمد علي بن الحسين
زين العابدين عليه وآبائه السلام وهو يوم شريف يستحب فيه
الصيام والتطوع بالخيرات وفيه بعينه من هذا اليوم سنه 36 ستة
وثلثين كان فتح البصرة ونزول النصر من الله الكريم على أمير المؤمنين
شهر جمادى الآخرة اليوم الثالث منه سنه 11
احدى عشر من الهجرة كانت وفاة زهراء البتول فاطمة بنت
رسول الله وهو يوم يتجدد فيه اخران المؤمنين وفى النصف
منه سنة ثلث وسبعين من الهجرة كان مقتل عبد الله بن
الزبير بن العوام وله يومئذ ثلث وسبعون سنة وفى اليوم
العشرين منه سنة 2 اثنتين من المبعث كان مولده مولاتنا
الزهراء فاطمة بنت رسول الله ص وهو يوم شريف يتجدد فيه
31

* (شهر رجب) *
سرور المؤمنين ويستحب التطوع فيه بالخيرات والصدقة على
المساكين وفى اليوم السابع والعشرين منه
سنه 13 ثلث عشرة من الهجرة كان وفاة أبى بكر بن أبي مخافة
وولاية عمر بن الخطاب واقامه مقابه بنصبه عليه ووصيته بالأمراء له
شهر رجب هو آخر اشهر شهور الحرام في السنة على
الترتيب الذي قدمنا وبينا ان أول شهورها شهر رمضان
وهو شهر عظيم البركة شريف لم تزل الجاهلية تعظمه قبل مجيئ
الاسلام ثم تأكد شرفه وعظمه في شريعة النبي ص وهو الشهر
الأصم وانما سمى بذلك لان العرب لم تكن يغزوا فيه ولا ترى
الحرب وسفك الدماء وكان لا يسمع فيه حركة السلاح ولا
صهيل الخيل ولا أصوات الرجال في اللقاء والاجتماع ويستحب
صيامه فقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه كان يصومه ويقول
32

* (شهر رجب) *
شهر رجب شهري وشعبان شهر رسول الله وشهر رمضان
شهر الله عز وجل أول يوم منه كان مولد مولانا و
سيدنا أبى جعفر محمد بن علي الباقر ع روى جعفر الجعفي قال
ولد الباقر أبو جعفر محمد بن علي ع يوم الجمعة غرة رجب سنه 57
سبع وخمسين من الهجرة وروى أنه من صام من أوله سبطه
أيام متتابعات غلقت عنه سبعة أبواب النار فان صام مما
أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنان وان صام منه خمسة عشر بها
اعطى سؤله وان صام الشهر كله أعتق الله الكريم رقبته من انظار
وقضى له حوائج الدنيا والآخرة وكتب في الصديقين والشهداء
وهذا إذا كان الانسان مؤمنا مجتنبا للكبائر الموبقات كما قال
الله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين للعمرة والعمرة فيه لها فضل
كثير قد جاءت به الروايات والآثار ويستحب زيارة سيدنا
33

* (شهر رجب) *
أبى عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام في أول يوم منه فقد روى عن
الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه أنه قال من زار
الحسين بن علي ع في أول يوم من رجب غفر الله له البتة ومن لم
يتمكن من زيارة أبى عبد الله الحسين ع في هذا اليوم فليزر بعض
مشاهد الأئمة السادة عليهم السلام فإن لم يتمكن من ذلك فاليوم إليهم
بالسلم ويجتهد في اعمال البر والخيرات وفى اليوم الثالث
منه سنه 256 اربع وخمسين ومأتين من الهجرة كانت وفاة سيدنا
أبى الحسن علي بن محمد الهادي صاحب العسكر عليه السلام وله يومئذ
احدى وأربعون سنة وفى اليوم الثاني عشر منه سنه 6
ستين من الهجرة كان هلاك معاوية بن أبي سفيان لعنه الله
وسنه يومئذ ثمان وسبعون سنة وهو يوم مسرة لأهل الايمان
وحزن لأهل الكفر والطغيان وفى يوم النصف سنه
34

لخمسة اشهر من الهجرة عقد رسول الله صلى الله عليه وآله
لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على ابنته فاطمة الزهراء
البتول صلوات الله عليها عقدة النكاح وكان فيه الاشهاد
له والاملاك وسنها يومئذ احدى عشر سنة وفى رواية ثلاث
عشر سنة ويستحب في هذا اليوم الصيام وزيارة المشاهد
على أصحابها السلام ويدعى فيها بدعاء أم داود وهو موعود موجود
في كتب أصحابنا على شرح لا يحتمله هذا الكتاب لما قصدناه من
الاختصار وفى هذا اليوم سنه 2 اثنتين من الهجرة حولت
القبلة من البيت المقدس إلى الكعبة وكان الناس في
صلاة العصر فتحولوا منها إلى البيت الحرام وفى اليوم
الثالث والعشرين
منه ولد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام سنه 30 من عام الفيل وكان ميلاده
35

* (شهر رجب) * في جوف الكعبة من البيت الحرام ولى اليوم الخامس و
العشرين منه سنة ثمان ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة
كانت وفاة سيدنا أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قتيلا في حبس
السندي بن شاهك متولي الشرطة للرشيد وسنه يومئذ
خمس وخمسون ستون سنة وهو يوم يتجدد فيه اخر ان آل محمد عليهم السلام
وفى اليوم السابع والعشرين منه كان
مبعث النبي صلى الله عليه وآله من صامه كتب الله له صيام
ستين سنة وروى عن الصادقين عليهم السلام انهم قالوا من
صلى في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب اثنتي عشرة
ركعة يقره في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة يس فإذا فرغ من
هذه الصلاة قرء في عقيبها فاتحة الكتاب ثلاث مرات و
المعوذتين والمعوذات الثلاث اربع مرات وقال سبحانه الله والحمد لله ولا اله الا
36

* (شهر شعبان) *
الله والله أكبر اربع مرات وقال: الله ربى
لا اشرك به شيئا اربع مرات ثم دعا استجيب له في كلما
يدعوا به الا ان يدعو بجايحة قوم مؤمنين أو قطيعة رحم وهو
يوم شريف عظيم البركة ويستحب فيه الصدقة والتطوع بالخيرات
وادخال السرور على أهل الايمان. * -
شهر شعبان هو شهر شريف عظيم
البركات وصيامه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله
في اليوم الثاني منه سنة اثنين من الهجرة نزل فرض
صيام شهر رمضان وفى اليوم الثالث منه ولد
أبو عبد الله الحسين عليه السلام وهو يوم الخميس وصيامه فيه
ثواب عظيم وفى ليلة النصف منه سنة اربع وخمسين
ومأتين من الهجرة كان مولد سيدنا أبى القاسم محمد بن الحسن
37

صاحب الزمان عليه وعلى آبائه الطاهرين السلام و
يستحب في هذه الليلة الغسل واحياؤها بالصلاة والدعاء
وفى هذه الليلة تكون زيارة سيدنا أبى عبد الله الحسين بن علي
عليهما السلام فقد روى عن الصادقين عليهما السلام انهم قالوا إذا
كان دليلة النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الاعلى يا زائري
قبر الحسين بن علي ع ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم ومحمد
نبيكم ومن لم يستطع زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام في هذه
الليلة فليزر غيره من الأئمة عليهم السلام فإن لم يتمكن من ذلك
أومى إليهم بالسلام وأحياها بالصلاة والدعاء وقد روى أن
أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينام في ثلاث ليال السنة ليلة
ثلث وعشرين من شهر رمضان ويقول إنها الليلة التي ترجى أن تكون
ليلة القدر وليلة الفطر ويقول في هذه الليلة
38

* (شهر شعبان) * يعطى الأجير اجره وليلة النصف من شعبان ويقول في هذه
الليلة يفرق كل امر حكيم وهى ليلة يعظمونه للمسلمون جميعا
وأهل الكتاب وقد روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال
إذا كان ليلة النصف من شعبان اذن الله للملائكة بالنزول
إلى الأرض من السماء وفتح فيها أبواب الجنان واستجاب استجيب فيها
الدعاء فليصل العبد فيها أربع ركعات يقرء أجيب في كل ركعة
فاتحة الكتاب مرة وسورة الاخلاص مائة مرة فإذا فرغ منها
بسط يديه للدعاء وقال في دعائه اللهم إني إليك
قصير ربك عائذ ومنك خائف ربك مستجير رب لا تبدل
اسمى ولا تغير جسمي ولا تجهد بلائي ولا تشمت بي
أعدائي وأعوذ بك منك جل ثناؤك وأعوذ بعفوك
من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ برحمتك
39

* (خاتمة الكتاب) *
من عذابك وأعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت
على نفسك وفوق ما يقول القاتلون صل على محمد وال محمد
وافعل بي كذا وكذا ويسئل حوائجه فان الله تعالى جواد كريم
وروى أن من صلى هذه الصلاة في ليلة النصف من شعبان
غفر الله تعالى له ذنوبه وقضى حوائجه وأعطاه سؤله كرما
* (منه على عباده ومنا منه عليهم) *
* (كتبه أقل خدمة أهل العلم الحاج عبد الرحيم) *
* (الافشارى بن المرحوم أبى الفضل) *
* (الزنجاني غفر الله) *
* (ذنوبهما) *
* (سنه 1393) * 1352
40