الكتاب: تاج المواليد (المجموعة)
المؤلف: الشيخ الطبرسي
الجزء:
الوفاة: ٥٤٨
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٦
المطبعة: الصدر
الناشر: مكتب آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم
ردمك:
ملاحظات: طبعة حجرية / اسم المجموعة : مجموعه نفيسه / بإهتمام : السيد محمود المرعشي

تاج المواليد
في مواليد الأئمة ووفياتهم
تأليف
العلامة الطبرسي عليه الرحمة
المتوفى سنه 548
1

كتاب
تاج المواليد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده والصلاة على خير خلقه محمد وأهل بيته
الطيبين الأخيار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا وبعد لما رأيت رغبات جماعة من إخواننا
حاظهم الله إلى عمل مختصر في ذكر مولد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ومواليد الأئمة عليهم السلام مستوفرة و
حاجتهم إلى جمع ذلك على وجه من الاختصار والايجاز
ليسهل حفظه ويقرب مأخذه شديدة بدأت به مبوبا
2

إياه أربعة عشر بابا على عدة المعصومين من النبي ص إلى
صاحب الزمان عليه وعليهم السلام يتضمن كل باب منها
خمسة فصول الفصل الأول في الأسماء
والألقاب والكنى والثاني في وقت الولادة.
والثالث في مبلغ العمر وبيان مقداد ما صحب
بعضهم بعضا منه وما يليق بذلك والرابع
في وقت الوفاة والإشارة إلى سببها وتعيين مواضع القبور
والخامس في ذكر عدد الأولاد وأمهاتهم مستعينا
بالله تع ومتوكلا عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل. *
الباب الأول في ذكر النبي عليه السلام خمسة
فصول الفصل الأول في اسمه و
كنيته ولقبه. اسمه صلوات الله عليه وآله
3

محمد واحمد وكنيته أبو القاسم، وألقابه كثيرة
اشهره المصطفى، والرسول، والنبي، والمزمل، والمدثر
والشاهد، والمبشر، والنذير، والماحي، والعاقب
والحاشر، وخاتم النبيين، ونسبه: *
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن
غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان. لم يتجاوز عدنان في نسبه صلوات الله عليه
لقوله: إذا بلغ نسبي عدنان فامسكوا.
ولقوله عليه السلام أيضا: كذب النسابون ولظهور الاختلاف فيمن عدا
عدنان بين النسابين وأمه آمنة بنت وهب بن
4

عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب. * -
الفصل الثاني في وقت الولادة ولادته ع ولد صلوات
الله عليه وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع
عشر من شهر ربيع الأول بعد سنة الفيل بخمسين يوما
بمكة الفصل الثالث في مبلغ عمره و
بيان مقدار ما عاش مع كل واحد من أبيه وأمه وجده
وعمه وغير ذلك. عاش صلوات الله عليه وآله،
ثلثا وستين سنة، منها مع أبيه سنتين وأربعة
أشهر ومع أمه وجده عبد المطلب ثمانية سنين
وكفله أبو طالب من بين اخوته بعد وفاة عبد المطلب
وكان حاميه وناصره أيام حياته وتزوج بخديجة
بنت خويلد وهو ابن خمس وعشرين سنة ولها يومئذ
5

أربعون سنة ومكثت مع النبي صلى الله عليه وآله
وسلم اثنين وعشرين سنة وروى أنه صلوات الله عليه وآله
تزوجها وهو ابن إحدى وعشرين سنة وبعث
بمكة يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب وهو ابن
أربعين سنة ورميت الشياطين بالنجوم بعد مبعثه
بعشرين يوما. وانزل عليه القران يوم الاثنين لاحد
عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، وروى أن الله
تبارك وتعالى انزل القران كله في ليلة القدر إلى البيت
المعمور ثم أنزله من البيت المعمور إليه في مدة عشرين
سنة، وعرج به إلى السماء بعد البعثة بسنتين، وحصر
في الشعب بعد أن رمى الشياطين بالنجوم بخمس سنين
فمكث في الحصار ثلاث سنين، وتوفى أبو طالب وله
6

صلوات الله عليه ست وأربعون سنة وثمانية أشهر
وأربعة وعشرون يوما، وتوفيت خديجة لسبع سنين
من مبعثه، وقد أقام بمكة بعد البعثة ثلث عشرة
سنة على خوف وتقية من المشركين وقبل ان هاجر
صلوات الله عليه استتر في الغار ثلث أيام، وروى
ستة أيام والأول أصح ثم هاجر منها ودخل
المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من ربيع الأول،
وبقى بها عشر سنين إلى أن قبض صلوات الله عليه
الفصل الرابع في ذكر وفاته وموضع
قبره، توفى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم
الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة 11 إحدى وعشرة
من الهجرة، واختلف أهل بيته وأصحابه في الموضع
7

الذي يدفن فيه فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله تع
لم يقبض روح نبيه صلوات الله عليه الا في أطهر
البقاع ينبغي ان ندفنه هناك فرجعوا إلى قوله عليه السلام
واتفقوا على ذلك فدفنوه في حجرته بحيث قبض صلوات
الرحمن عليه الفصل الخامس في عدد
أولاده وأزواجه عليه كان لرسول الله عليه التحية
والسلام ولد له سبعة أولاد من خديجة ابنان
وأربع بنات: القاسم وعبد الله وهو الطاهر
والطيب، وفاطمة صلوات الله عليها وزينب و
أم كلثوم ورقية، وولد له إبراهيم من مارية
القبطية. اما فاطمة ع فتزوجها أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام أمر الله تبارك وتعالى نبيه ص
8

صلوات الله عليه بان يزوجها منه. واما زينب
فكانت عند أبي العاص بن الربيع بن عبد الغري بن
عبد شمس وماتت بالمدينة. * -
واما رقية فتزوجها عتبة بن أبي لهب وطلقها قبل
الدخول بها فتزوجها عثمان بن عفان فماتت بالمدينة
يوم بدر. واما أم كلثوم فتزوجها عتبة بن أبي لهب
وفارقها قبل ان يدخل بها فتزوجها عثمان بعد رقية
وتوفى القاسم والطاهر بعد النبوة، وولد إبراهيم
بالمدينة من مارية القبطية وهي الجارية التي
أهداها له ملك الإسكندرية، وعاش سنتين
وأشهرا ثم مات وروى أنه عاش ثمانية عشر شهرا
وقد تزوج صلوات الله عليه بثلث عشرة امرأة
9

ست منهن قرشيات، إحديهن خديجة بنت خويلد بن
أسد بن عبد العزى بن قصي والثانية أم سلمة
واسمها هند بنت أبي أمية والثالثة سورة بنت
زمعة والرابعة عايشة بنت أبي بكر والخامسة حفصة
بنت عمر والسادسة أم حبيبة بنت أبي سفيان،
والاخر يأت من قبائل شتى فمن قيس زينب بنت خزيمة
وميمونة بنت الحارث ومن أسد زينب بنت جحش
ومن كندة امامة بنت نعمان، وجويرية بنت الحارث
وصفية بنت حي بن اخطب من بني إسرائيل من أسارى
خيبر قد اتى بها أمير المؤمنين عليه السلام وأم شريك وهي التي
وهبت نفسها للنبي صلوات الله عليه وآله وقد ماتت
جملة من أزواجه في حياته صلوات الله عليه خديجة
10

وزينب بنت خزيمة، ولم يتزوج بمكة الا بخديجة رضي الله عنها
الباب الثاني في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام
خمسة فصول الفصل الأول في أسمائه
وشئ من ألقابه وكنيته عليه السلام اسم أول المعصومين
وخلفاء الله تعالى بعد رسول رب العالمين علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم وله عليه السلام أسماء كثيرة
وألقاب جمة في كتب الله المنزلة: التورية، و
الإنجيل، والزبور، والفرقان، أوردها أصحابنا
في كتبهم. وكنيته أبو الحسن ومن ألقابه الذي
انفرد به من بين الخلائق بتلقيب رسول الله صلى الله عليه وآله
إياه بذلك أمير المؤمنين، وقد أمر صلوات
الله عليه أصحابه بان يسلموا عليه بأمير المؤمنين
11

وأخبر انه لم يكن قبله ولن يكون بعده أمير غيره، و
مما لقب به عليه السلام أيضا المرتضى والولي والوصي،
والوزير وغير ذلك مما يطول. وقد كناه النبي صلى الله عليه وآله
أيضا بابى السبطين وأبى الريحانتين
وأبى تراب الفصل الثاني في ذكر ولادته عليه السلام
ومسقط رأسه ولد عليهم السلام بمكة في بيت الله الحرام
يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة 30 ثلثين من
عام الفيل ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت
الله تعالى سواه اكراما من الله تعالى وأمه فاطمة
بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها،
وكانت كالأم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قد ربى في حجرها وكان شاكرا لبرها وآمنت به في الأولين
12

وهاجرت معه في المهاجرين ولما قبضها الله تع إليه
كفنها النبي صلوات الله عليه وآله بقميصه ليدرأ
به عنها هو أم الأرض وتوسد في قبرها لتأمن من
ضغطة القبر ولقنها الاقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين
عليه السلام لتجيب به عند المسائلة بعد الدفن تخصيصا منه
صلوات الله عليه بهذا الفضل العظيم إياها لمنزلتها
من الله تع ومنه عليه السلام، والخبر بذلك مشهور وقد نشأ
عليه السلام في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أول
من امن بالله عز وجل ورسوله من أهل البيت و
الأصحاب وأول ذكر دعاه النبي صلى الله عليه
وآله إلى الاسلام فأجاب وكان ذلك بالغد من البعثة
مع صغر سنه وقد وردت الرواية بان جماعة من
13

أصحاب رسول الله اتوا النبي صلوات الله عليه وآله
ذات يوم وقدحوا في اسلام أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا
انه لم يقع الموقع الصحيح لأنه صدر عنه وهو صغير السن
فقال النبي عليه التحية والسلام: إنما مثل على ع
كمثل عيسى ويحيى في أنهما قد أوتيا الحكم صبيين،
فارتدت أنفاسهم ورجعوا خائبين ومن خصائص
الأئمة عليهم السلام انهم قد أوتوا الحكم في حال الصبي وانهم
قد ولدوا مطهرين مختونين على ما صح عنهم عليهم السلام في
الروايات الا انهم عليهم السلام قالوا لكنا نمر الموسى على الموضع
إصابة للسنة واتباعا للخيفية الفصل الثالث
في مقدار عمره عليه السلام وتفصيل ذلك عاش عليه السلام ثلثا
وستين سنة. منها عشر سنين قبل البعثة، واسلم
14

وهو ابن عشر وكانت مدة مقامه مع رسول الله صلوات
الله عليهما بعد البعثة ثلثا وعشرين سنة. منها ثلث
عشرة سنة بمكة قبل الهجرة في امتحان وابتلاء متحملا عنه
أكبر الأثقال وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة يكافح
عنه المشركين ويقيه بنفسه عن أعدائه في الدين حتى
قبض الله تع نبيه إلى جنته ورفعه في عليين صلوات
الله وله يومئذ ثلث وثلاثون سنة، وأقام بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو ولى امره وصيه
ثلثين سنة وغصب حقه منها ومنع من التصرف
فيه أربعا أربعا وعشرين سنة وأشهرا وكان عليه السلام
مستعملا فيها التقية والمداراة وولى الخلافة خمس
سنين وأشهرا ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين
15

والقاسطين والمارقين كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله
ثلث عشرة سنة من أيام نبوته ممنوعا من احكامها
خائفا ومحبوسا وهاربا ومطرودا غير متمكن من جهاد
الكافرين ولا مستطيع دفعا عن المؤمنين. ثم هاجر
وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للمشركين مبتلى
بالمنافقين إلى أن قبضه الله تع إليه. * -
الفصل الرابع في ذكر وفاته وموضع
قبره عليه السلام مضى صلوات الله عليه ليلة الجمعة
الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 أربعين
من الهجرة قتيلا بالسيف قتله عبد الرحمن بن ملجم
المرادي أشقى الآخرين لعنة الله عليه في مسجد الكوفة
وذلك أنه خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلاة الصبح
16

ليلة تسع عشرة وكان ابن ملجم اللعين ارتصده من
أول الليل لذلك. فلما مر به في المسجد وهو مستخف
بأمره فماكر باظهار النوم ثار إليه وضربه على أم رأسه
بالسيف وكان مسموما فمكث عليه السلام يوم تسع عشر وليلة
العشرين ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث
الأول من الليل ثم قضى نحبه صلوات الله عليه شهيدا ولقى
ربه تع مظلوما ولسبب قتله شرح طويل لا يحتمله هذا
الموضع وتولى الحسن والحسين عليهما السلام غسله وتكفينه بأمره ع
وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة ودفن هناك ليلا
قبل طلوع الفجر ودخل قبره الحسن والحسين ومحمد بنو على
عليهم السلام وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه وعفى اثر قبره بوصية
منه عليه السلام فلم يزل قبره عليه السلام مخفيا لا يهتدى إليه في دولة
17

بنى أمية حتى دل عليه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
في دولة بنى العباس قال الجماعة المعقبون من ولد
علي عليه السلام خمسة الحسن والحسين عليهما السلام ومحمد بن الحنفية
وعمر بن الثعلبية والعباس بن الكلابية. *
الفصل الخامس في ذكر عدد أولاده عليه السلام
كان لأمير المؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون ولدا ويقال
ثلث وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى: الحسن والحسين عليهما السلام
والمحسن الذي أسقط وزينب الكبرى وزينب الصغرى
المكناة بأم كلثوم رضي الله عنهما أمهم فاطمة البتول
سيدة نساء العالمين ومحمد المكنى بابى القاسم أمه
خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية وعمر، ورقية،
كانا توأمين وأمهما أم حبيب بنت ربيعة والعباس ع
18

وجعفر وعثمان وعبد الله استشهدوا مع أخيه الحسين
صلوات الله عليه ورضى عنهم بطف كربلاء أمهم أم البنين
بنت حزام بن خالد بن دارم ومحمد الأصغر المكنى بابى بكر
وعبيد الله الشهيدان مع أخيهم الحسين صلوات الله عليه
بالطف رضي الله عنهما أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية
ويحيى أمه أسماء بنت عروة الخثعمية وأم الحسن، و
رملة أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي و
نفيسة، وزينب الصغرى، ورقية الصغرى، وأم
هاني، وأم الكرام، وجمانة المكناة بأم جعفر، وامامة
وأم سلمة، وميمونة، وخديجة وفاطمة رضى الله
عنهن لأمهات شتى وكان عليه السلام لم يتزوج بامرأة
أخرى مدة حياة فاطمة الزهراء عليها السلام اعظاما لقدرها ومنزلتها
19

الباب الثالث في ذكر الزهراء عليها السلام خمسة فصول
الفصل الأول في اسمها وكنيتها و
لقبها ع روى عن الصادق عليه السلام أنه قال لفاطمة عليها السلام
تسعة أسماء عند الله تعالى: فاطمة، والصديقة
والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية والمرضية
والمحدثة، والزهراء، وكنيتها: أم أبيها، وقد
لقبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء
العالمين وقد دعيها أيضا بتولا، فسئل صلوات
الله عليه عن معناه فقال: هي المرأة التي لم تحض
ولم تر حمرة قط وان الحيض مكروه في بنات الأنبياء
عليهم السلام وقد روى عنهم عليهم السلام ان سبيل أمهات الأئمة عليهم السلام
سبيل فاطمة عليها السلام في ارتفاع الحيض عنهن. وهذا مما
20

تميزت به أمها أئمتنا عليهم السلام من سائر النساء لأنه لم يصح
في واحدة من جميع النساء حصول الولادة مع ارتفاع
الحيض عنها سواهن تخصيصا لهن لمكان أولادهن
المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين الفصل
الثاني في وقت ولادتها عليها السلام. ولدت فاطمة عليها السلام
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة في العشرين
من جمادى الاخر سنه 5 خمس من البعث، وبعد الاسراء
بثلث سنين، وأمها خديجة بنت خويلة وقد ذكرناها
فيما تقدم الفصل الثالث في مبلغ عمره ها
عاشت صلوات الله عليها ثماني عشرة سنة، أقامت بمكة
مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثماني سنين، ثم هاجرت
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وزوجها النبي عليه الصلاة
21

والسلام بعد مقدمه المدينة بسنة وهي بنت تسع
سنين من أمير المؤمنين عليه السلام بأمر الله تع وله عليه السلام يومئذ
أربع وعشرون سنة، وولدت فاطمة عليها السلام الحسن و
لها إحدى عشرة سنة، والحسين عليهما السلام بعد الحسن بعشرة
أشهر وثمانية عشرة يوما، وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله
ولها يومئذ ثماني عشرة سنة الا ثلاثة أشهر
وبقيت بعده خمسة وسبعين يوما الفصل
الرابع: في وقت وفاتها وموضع قبرها عليها السلام
توفيت الزهراء عليها السلام في الثالث من جمادى الاخر سنه 11
إحدى عشرة من الهجرة، وتولى أمير المؤمنين صلوات الله
عليه غسلها، وصلى عليها هو والحسن والحسين عليهما السلام
وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان
22

وبريدة ونفر من بني هاشم في جوف الليل ودفنها أمير المؤمنين
عليه السلام سرا بوصية منها اليد، فاختلف الناس في موضع
قبرها، فقال قوم: انها مدفونة في البقيع، وقال قوم
انها دفنت في بيتها، وقال آخرون: انها في الروضة
بين قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ومنبره والأصح
والأقرب انها مدفونة في الروضة أو في بيتها، فمن
استعمل الاحتياط إذا أراد زيارتها وزارها في المواضع
الثلاثة كان أولى وأصوب والله أعلم الفصل
الخامس في ذكر أولادها عليها السلام كان لفاطمة عليها السلام
خمسة أولاد ذكر وأنثى: الحسن والحسين عليهما السلام، و
زينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم رضي الله عنهما
وولد ذكر قد أسقطته فاطمة عليها السلام بعد النبي
23

عليه التحية والسلام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله
سماه وهو حمل محسنا الباب
الرابع في ذكر الإمام الثاني وهو الحسن بن علي
عليهم السلام خمسة فصول الفصل الأول
في اسمه وكنيته ولقبه عليه السلام اسمه الحسن بن
علي بن أبي طالب وابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت
رسول الله محمد سيد المرسلين صلوات الله عليه أحد
ابني رسول الله وسبطيه وريحانته وهو واخوه سيدا
شباب أهل الجنة الملقب بالمجتبى والتقى المكنى
بابى محمد صلوات الله عليه الفصل الثاني
في ذكر ولادته عليه السلام. ولد الحسن بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنه 3
24

ثلث من الهجرة وجائت به أمه فاطمة ع إلى النبي صلى
الله عليه وآله يوم السابع من مولده في خرقة من حرم
الجنة نزل بها جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فسماه النبي صلى الله عليه وآله حسنا و
عق عنه كبشا الفصل الثالث
في مبلغ عمره عليه السلام، عاش صلوات الله عليه وآله سبعا
وأربعين، ويقال تسع وأربعين سنة وأشهرا كان مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام ثماني سنين و
سبعا وثلثين سنة مع أمير المؤمنين عليهما السلام وسنة مع أخيه
الحسين عليهما السلام. وكانت مدة خلافته عشر سنين، ووقعت
المهادنة بينه وبين معاوية بعد مضى ستة أشهر
وثلث أيام من خلافته، وإنما صالحه عليه السلام خوفا على
25

نفسه وحقنا لدماء المؤمنين من شيعة أبيه عليهما السلام.
الفصل الرابع في وقت وفاته وموضع
قبره عليه السلام، مضى صلوات الله عليه لليلتين بقيتا من
صفر سنه 50 خمسين من الهجرة مسموما سمته زوجته بنت
الأشعب بن قيس الكندي بأمر معاوية بن أبي سفيان ارسل
إليها ودسها وسوغها المال وفى رواية تقبل مأة ألف دينار
وتزويجها من ابنه يزيد، وضمن لها ان يرسل
إليها، فسقته جعدة السم ولم يزوجها من يزيد،
فبقي الإمام أبو محمد الحسن عليه السلام أربعين يوما مريضا، و
جاء في الروايات ان الإمام الحسين عليه السلام دخل على أخيه ع
فقال لقد سقيت السم مرارا، فما سقيت مثل هذه المرة
لقد لفظت قطعة من كبدي فقال له الحسين عليه السلام ومن سقاك
26

فقال وما تريد منه ان يكن هو فالله أشد نقمة وان لم
تكن هو فما أحب ان يؤخذ بي برئ ومضى لسبيله في صفر
سنه 50 خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة
وروى الطبراني في " معجمه " ان الحسن توفى في شهر ربيع
الأول سنه 49 تسع وأربعين وتولى اخوه ووصيه الحسين
عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة
بنت أسد بالبقيع الفصل الخامس في عدد
أولاده، قيل كانوا خمسة عشر: الحسن وزيد
وعمرو والحسين وعبد الله وإسماعيل ومحمد،
ويعقوب وجعفر وطلحة وحمزة وأبو بكر،
والقاسم، وكان المعقب منهم الحسن وزيد
وقيل أحد عشر ذكرا وثلث بنات، والله أعلم.
27

الباب الخامس في ذكر الامام أبى عبد الله
الحسين عليه السلام وفيه خمسة فصول: * -
الفصل الأول في اسمه وكنيته ولقبه
اسمه الحسين بن سيدة نساء العالمين فاطمة البتول
ابنة خير الأولين والآخرين أحد ابني رسول الله ص
وسبطيه وريحانتيه وقرتي عينيه وهو واخوه
سيد شباب أهل الجنة الملقب بالطيب، والوفي
والزكي والسيد، وكنيته أبو عبد الله لاغير *
الفصل الثاني في ذكر ولادته عليه السلام،
ولد بالمدينة بخمس خلون من شعبان سنه 4 أربع
من الهجرة، وكانت والدته الطهر البتول عليها السلام،
علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن عليه السلام بخمسين ليلة
28

هكذا صح النقل فلم يكن بينه وبين أخيه سوى هذه
المدة ولما ولد واعلم النبي صلى الله عليه وآله اخذه
واذن في اذنه وقيل اذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى
الفصل الثالث في مبلغ عمره:
عن أم الفضل الهلالية برواية الأوزاعي انها
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انى
رأيت رؤيا قال: خيرا. قالت انها شديدة، قال
اقصصيها، قالت رأيت كان عضوا من أعضاءك
انقطع فوقع في حجري، قال خيرا رأيت تلد فاطمة
غلاما فاضعه في حجرك. وامامته، فد ليلها
النص من أبيه وجده ووصية أخيه وامامته
بعد وفاة أخيه ثابتة وطاعته للخلائق لازمة
29

وان لم يدع إلى نفسه للتقية التي كان عليها والهذبة
بينه وبين معاوية، فالتزم الوفاء. فلما مات معاوية
وانقضت المدة كانت تمتع الحسين عليه السلام من الدعوة
إلى نفسه أظهر امره بحسب الامكان وأبان عن حقه
للجاهلين ودعى عليه السلام إلى الجهاد وشمر للقتال. *
الفصل الرابع في وقت وفاته وموضع
قبره عليه السلام. قتل يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم
يوم السبت وروى أنه كان يوم الاثنين عند الزوال
سنه 61 إحدى وستين بكربلاء، قتله عمر بن سعد بن أبي
وقاص عليه اللعنة، وكان أميرا للجيش من قبل
عبيد الله بن زياد بن أبيه لعنه الله، وعبيد الله
كان واليا على العراق من جهة يزيد بن معاوية لاخذ
30

البيعة منه عليه السلام أو لقتله وجميع أصحاب الحسين عليه السلام
كانوا اثنين وسبعين نفسا من بنى عبد المطلب ومن
ساير الناس منهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون
راجلا قتلوا جميعا ثم حملوا بأجمعهم لعنهم الله.
على قتل الحسين صلوات الله عليه وأمروا الرماة برميه
فرموه بالسهام حتى صار عليه السلام كالقنفذ وجرحوه في
بدنه ثلاثمأة وبضعة وعشرين موضعا بالريح والسيف
والنبل والحجارة حتى آل الامر إلى أن أحجم عليه السلام عنهم و
ضعف عن قتالهم ثم طعنه سنان بن انس النخعي برمحه
فصرعه وابتداد إليه خولي بن يزيد الأصبحي ليجتز رأسه
فارعد. فقال له شمر بن ذي الجوشن لعنه الله تع
فتب الله في عضدك مالك ترعد ونزل إليه عن دابته
31

فذبحه كما يذبح الكبش عليهم لعنة الله. وعدة من
قتل معه صلوات الله عليه من أهل بيته وعشيرته
ثماني عشر نفسا، فمن أولاد أمير المؤمنين عليه السلام العباس ع
وعبد الله، وجعفر، وعثمان، وعبيد الله، و
أبو بكر ومن أولاد الحسين عليه السلام: على، وعبد الله
ومن بنى الحسن عليه السلام القاسم، وأبو بكر، وعبد الله
ومن أولاد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)
محمد، وعون، ومن أولاد عقيل بن أبي طالب عبد الله
وجعفر، وعقيل، وعبد الرحمن، ومحمد بن أبي سعيد بن
عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وهؤلاء ثماني عشرة
نفسا من بني هاشم قتلوا معه وهم كلهم مدفونون
مما يلي رجل الحسين عليه السلام في مشهده حفر لهم حفرة والقوا
32

جميعا فيها وسوى عليهم التراب الا العباس بن علي رضي الله عنه
فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة وقبره ظاهر
وليس لقبور اخوته وأهله الذين سميناهم اثر وإنما يزودهم
الزائر من عند قبر الحسين عليه السلام ويومى إلى الأرض الذي
نحو رجله بالسلام وعلي بن الحسين عليهما السلام في جملتهم
ويقال انه أقربهم إلى الحسين عليه السلام فاما أصحاب الحسين ع
الذين قتلوا معه من سائر الناس، فإنهم دفنوا حوله
وليس يعرف لهم اجداث على الحقيقة والتفصيل غير أنه
لاشك في أن الحائر محيط بهم رضي الله عنهم وأرضاهم
واما رأس الحسين عليه السلام فقال بعض أصحابنا
انه رد إلى بدنه بكربلاء من الشام وضم إليه،
وقد وردت رواية بان الصادق عليه السلام لما بلغ الغري
33

ومعه ابنه إسماعيل وجماعة من أصحابه نزل عن دابته
في موضع منها وصلى ركعتين ثم قال لإسماعيل قم
وزر رأس أبى عبد الله عليه السلام فقال له بعض من كان،
يا بن رسول الله أليس رأسه عليه السلام بعث إلى الشام
قال الصادق عليه السلام بلى الا ان فلانا من موالينا وسمى
رجلا سرقه وجاء به إلى هذا الموضع ودفنه. * -
عقبه عليه السلام جميعهم من على زين العابدين عليه السلام
الفصل الخامس في عدد أولاده عليه السلام
كان للحسين عليه السلام ستة أولاد: علي بن الحسين الأكبر
الإمام عليه السلام أمه شهربانو بنت كسر بن يزدجرد، و
علي بن الحسين الأصغر قتل مع أبيه عليه السلام بالطف من
كربلاء أمه أم ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود
34

الثقفية وجعفر بن الحسين ع أمه قضاعية، وكان
وفاته في حياة أبيه الحسين عليه السلام، ولا بقية له.
وعبد الله بن الحسين ع قتل مع أبيه صغيرا قد جاء به
سهم وهو في حجر أبيه فذبحه وقد تقدم ذكره فيما مضى
وسكينة بنت الحسين ع وأمها رباب بنت امرء القيس بن عدي
وهي أم عبد الله بن الحسين أيضا وفاطمة بنت
الحسين أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تيمية
الباب السادس
في ذكر الامام الرابع وهو علي بن الحسين عليه السلام،
خمسة فصول: الفصل الأول في اسمه
وكنيته ولقبه عليه السلام. اسم الامام الرابع عليه السلام
علي بن الحسين، وكنيته أبو محمد، ويقال أيضا
35

أبو الحسن، ولقبه زين العابدين ويقال أيضا
سيد العابدين والسجاد وذو الثفنات وإنما لقب
به لان مساجده قد صارت كثفنة البعير من كثرة
صلاته عليه السلام الفصل الثاني في وقت ولادته ع
ولد زين العابدين عليه السلام يوم الجمعة، ويقال يوم الخميس
في النصف من جمادى الاخر سنه 38 ثمان وثلثين من الهجرة
وكانت أمه شهربان بنت يزدجرد بن شهريار ملك فارس
ويقال ان اسمها كان شهربانو، وكان أمير المؤمنين عليه السلام
ولى حريث بن جابر الحنفي جائيا من المشرق، فبعث إليه
بنتي يزدجرد بن شهريار كسرى وفى رواية كان الأسارى
في زمن عمر بن الخطاب وأراد بيعهما، فقال علي عليه السلام
ليس البيع على أبناء الملوك فاختارت الحسين عليه السلام
36

وتزوجها، وولادة زين العابدين عليه السلام بالمدينة
الفصل الثالث في مبلغ عمره ع
عن الزهري قال كنا عند جابر فدخل عليه الحسين فقال
كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل عليه
الحسين ع فضمه إلى صدره وقبله واقعده إلى جنبه ثم
قال يولد لابني هذا ابن يقال له على إذا كان يوم القيامة
نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين،
فيقوم فيه علي بن الحسين ع عاش سبعا وخمسين سنة
الفصل الرابع في وقت وفاته ع:
بقي مع جده أمير المؤمنين عليه السلام سنتين، ومع عمه
الحسن عليه السلام اثنتي عشرة سنته، ومع أبيه ثلثا وعشرين
سنة وبعد أبيه عشرين سنة، وتوفى بالمدينة سنه 95
37

خمس وتسعين من عشر محرم الحرام، وإقامته عشرون
سنة، ودفن بالبقيع مع عمه الحسن عليهما السلام.
الفصل الخامس في أولاده، قيل كان
له تسعة أولاد ذكورا ولم يكن له أنثى: محمد الباقر ع
وزيد الشهيد بالكوفة وعبد الله وعبيد الله والحسن
والحسين وعلى وعمر وفى رواية محدث الشام
له خمسة عشر ولدا، وقال رحمه الله فانظر إلى بركة
العدل بان جعل الله تبارك وتع الأئمة المهديين
من نسل الحسين ع من بنت كسرى دون سائر زوجاته
وهذه الرواية في كتابه المسمى " بكفاية الطالب "
الباب السابع
في ذكر الإمام محمد الباقر عليه السلام وفيه خمسة فصول
38

الفصل الأول في ذكر نسبه واسمه
وكنيته هو باقر العلم وجامعه وشاعر العلم ورافعه
واما نسبه أبا واما فأبوه الإمام علي بن الحسين ع و
أمه فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي ع وتدعى أم الحسن
وقيل أم عبد الله واما اسمه فمحمد، وكنيته أبو جعفر
وله ثلاثة ألقاب باقر العلم، والشاكر. والهادي
وأشهرها الباقر وسمى بذلك لتبقره في العلم
وهو توسعه فيه الفصل الثاني
في بعض مناقبه، عن عطاء المكي قال ما رأيت
العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي
بن الحسين، ولقد رأيت الحكم بن عيينة مع جلالته
في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه وكان
39

جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي شيئا قال
حدثني وصى الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن
علي بن الحسين ع وعن أبي جعفر قال سمعت جابر بن
عبد الله يقول أنت خير البرية وجدك سيد شباب
أهل الجنة وجدتك سيدة نساء العالمين وقال امرني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان أقرءك السلام
والباقر ع قد ولد من هاشميين علوي من علويين صلوات
الله عليه الفصل الثالث
في مقدار عمره ع، عاش صلوات الله عليه سبعا
وخمسين سنة مع جده الحسين أربعا، ومع أبيه
زين العابدين تسعا وثلثين سنة، وكانت مدة إمامته
ثماني عشرة سنة يختلف إليه الخاص والعام ويأخذون
40

عنه معالم دينهم حتى صار في الناس علما يضرب به الأمثال
وكان في أيام إمامته بقية ملك الوليد بن عبد الملك
وملك سليمان بن عبد الملك، وملك عمر بن عبد العزيز
وملك يزيد بن عبد الملك، وملك هشام بن عبد الملك
وفى ملك هشام استشهد عليه السلام. *
الفصل الرابع في وقت وفاته ع
وفى موضع قبره ع توفى الباقر عليه السلام في ذي الحجة
ويقال في شهر ربيع الأول ويقال في شهر ربيع الاخر
والأول أشهر بالمدينة سنه 114 أربع عشرة ومائة
ودفن ببقيع الفرقد إلى جانب تربة أبيه زين العابدين
وعمه الحسن بن علي عليهم السلام الفصل الخامس
في عدد أولاده، عدد أولاد الباقر عليه السلام سبعة نفر:
41

أبو عبد الله جعفر الإمام عليه السلام وكان يكنى به، وعبد الله
أمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وإبراهيم
وعبيد الله وبط أمهما أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة
الثقفية، وعلى وزينب لام ولد وأم سلمة لام
ولد وقيل إن لأبي جعفر عليه السلام لم يكن من الإناث
الا أم سلمة وان زينب كان اسمها والأول أصح *
الباب الثامن
في ذكر الامام السادس وهو الصادق جعفر بن محمد
عليه السلام خمسة فصول الفصل الأول في
اسمه وكنيته ولقبه عليه السلام: اسمه جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
وكنيته أبو عبد الله ولقبه الصادق. *
42

الفصل الثاني في وقت ولادته عليه السلام
ولد الصادق عليه السلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر
ويقال يوم الاثنين لثلث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع
الأول سنه 80 ثمانين من الهجرة، وكانت أمه أم فروة بنت
القاسم كما ذكرناه فيما تقدم الفصل الثالث
في مقدار عمره، عاش صلوات الله عليه خمسا وستين
سنة، منها مع جده زين العابدين عليه السلام اثنتي عشرة سنة
ومع أبيه الباقر عليه السلام إحدى وثلثين سنة، وكانت مدة إمامته
أربعا وثلثين سنة. وقد نقل عنه الناس على اختلاف مذهبهم
ودياناتهم من العلوم ما سارت به الركبات وانتشر ذكره
في البلدان وقد جمع أسماء الرواة عنه كانوا أربعة آلاف
رجل وكان في أيام إمامته بقية ملك هشام بن عبد الملك
43

وملك الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك، و
ملك إبراهيم بن الوليد، وملك مروان بن محمد الحمار، ثم
صارت المسودة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنه 132 اثنين
وثلثين ومائة، فملك أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن
عبد الله بن عباس المعروف بالسفاح أربع سنين وثمانية
أشهر وأياما، ثم ملك اخوه عبد الله المعروف بابى جعفر المنصور
إحدى وعشرين سنة واحد عشر شهرا وأياما، وبعد عشرين
سنة من ملكه استشهد ولى الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
الفصل الرابع في وقت وفاته وموضع قبره
توفى الصادق عليه السلام يوم الاثنين النصف من رجب ويقال
توفى في شوال سنه 148 ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، ودفن
بالبقيع مع أبيه وجده علي بن الحسين بن علي ع وعمه
44

الحسن بن علي عليه وعليهم السلام الفصل الخامس
في عدد أولاده، وكان لأبي عبد الله الصادق عشرة أولاد
إسماعيل، و عبد الله، وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وموسى عليهم السلام واسحق
ومحمد لام ولد يقال لها حميدة البربرية، وعباس وعلى
وأسماء، وفاطمة، لأمهات أولاد شتى. * -
الباب التاسع
في ذكر الامام السابع موسى بن جعفر عليهما السلام خمسة فصول
الفصل الأول في اسمه وكنيته ولقبه
اسم الإمام موسى بن جعفر، وكنيته أبو الحسن ويقال له
أبو الحسن الأول ويكنى أيضا بابى إبراهيم وأبى على
ولقبه الكاظم والعبد الصالح الفصل الثاني
45

في وقت ولادته، ولد بالابواء موضع بين مكة والمدينة
يوم الثلاثاء، وفى رواية أخرى يوم الأحد لسبع ليال خلون
من صفر سنه 128 ثماني وعشرين ومائة من الهجرة، وأمه
حميدة البربرية أخت صالح البربري وكانت يكنى أم ولد
الفصل الثالث في مقدار عمره
عاش موسى عليه السلام خمسا وخمسين سنة، منها مع أبيه الصادق ع
عشرين سنة، وكان محبوسا في أيام إمامته مدة طويلة
من جهة الرشيد عشر سنين وشهرا وأياما ثم ملك بن
المهدى موسى بن محمد المعروف بالهادي سند وشهرا و
أياما، ثم ملك هارون بن محمد المعروف بالرشيد ثلثا
وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما وبعد مضى
خمس عشرة سنة من ملك استشهد ولى الله موسى عليه السلام
46

الفصل الرابع في وقت وفاته وموضع
قبره ع، توفى ببغداد يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنه 183
ثلث وثمانين ومائة مسموما ومظلوما على الصحيح من الاخبار
في حبس السندي بن شاهك سقاه السم السندي بأمر الرشيد
ودفن عليه السلام في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش
الفصل الخامس في عدد أولاده ع
وكان لأبي الحسن موسى عليه السلام سبعة وثلاثون ولدا ذكر أو أنثى
منهم علي بن موسى الرضا عليه السلام، وإبراهيم، والعباس، والقاسم
لأمهات أولاد، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسن
لام ولد، واحمد، ومحمد، وحمزة، لام ولد، وعبد الله
وإسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن، والفضل، و
سليمان لأمهات أولاد، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى
47

ورقية، وحكيمة، وأم أبيها، ورقية الصغرى، وكلثم،
وأم جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعلية
وآمنة، وحسنة، وبريهة، وعايشة، وأم سلمة
وميمونة وأم كلثوم. * -
الباب العاشر
في ذكر الامام الثامن وهو علي بن موسى الرضا عليه السلام
خمسة فصول الفصل الأول في اسمه
ولقبه وكنيته ع، اسم الامام الثامن علي بن موسى
بن جعفر، وكنيته أبو الحسن، ولقبه الرضا عليه السلام
ويقال له أبو الحسن الثاني الفصل الثاني
في وقت ولادته ع، ولد يوم الجمعة، ويقال يوم الخميس
لاحدى عشر ليلا خلت من ذي القعدة سنه 148 ثمان وأربعين و
48

ومائة من الهجرة، وأمه أم ولد يقال لها أم البنين، وكان
اسمها سكن النوبية ويقال خيزران المرسية ويقال
شهدة والأصح خيزران الفصل الثالث
في مقدار عمره عليه السلام، عاش الرضا عليه السلام خمسا وخمسين سنة
وكان عليه السلام مع أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام خمسا وثلثين سنة
ولم يعاصر جده الصادق عليه السلام لأنه مات قبل ولادة الرضا ع
بأشهر، وقد روى أن الرضا عليه السلام ولد بعد مضى الصادق
عليه السلام بأربع سنين، وان عمره كان تسعا وأربعين سنة
وستة أشهر، والأشهر هو الأول، وكان مدة إمامته ع
عشرين سنة، وكان في أيام إمامته بقية ملك الرشيد
ثم ملك بعد الرشيد ابنه محمد المعروف بالأمين وهو
ابن زبيدة ثلاثة سنين وخمسة وعشرين يوما، ثم
49

خلع الأمين وحبس واجلس عمه إبراهيم بن شكله أربعة
عشر يوما ثم اخرج محمد بن زبيدة من الحبس وبويع له ثانية
وجلس في الملك سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما
ثم ملك عبد الله بن هارون المأمون عشرين سنة وثلاثة و
عشرين يوما، فاخذ البيعة في ملكه لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام
بعهد المسلمين من غير رضاه ثم غدر به فقتله بالسم بطوس
من ارض خراسان، فمضى إلى كرامة الله صلوات الله عليه
الفصل الرابع في وقت وفاته وموضع
قبره ع، وكان وفاة الرضا عليه السلام يوم الاثنين لثلث ليال
بقين من صفر سنه 203 ثلث ومأتين من الهجرة، ويقال:
توفى في شهر رمضان، والأول هو الأصح، ومضى عليه السلام
مسموما مظلوما من قبل المأمون كما قدمنا ذكره، ثم
50

دفنه في دار حميد بن قحطبة الطائي في قرية يقال لها
سناباد على دعوة من نوقان بأرض طوس، وفيها قبر
هارون الرشيد، وقبر الرضا عليه السلام بين يديه في قبلته
الفصل الخامس في ذكر ولده عليه السلام
لم يترك الرضا عليه السلام ولدا الا ابنه الامام أبا جعفر محمد بن
علي عليه السلام، وكان سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وشهرا
وأمه أم ولد يقال لها سبيكة. * -
الباب الحادي عشر
في ذكر الامام التاسع، وهو التقى محمد بن علي الرضا
عليهما السلام خمسة فصول الفصل الأول
في اسمه وكنيته ولقبه ع، اسم الامام التاسع محمد
وكنيته أبو جعفر وربما يقال له أبو جعفر الثاني
51

ولقبه التقى، والمنتجب، والمرتضى، عليه السلام
الفصل الثاني في وقت ولادته ع:
ولد عليه السلام بالمدينة ليلة الجمعة لسبع عشر ليلة
خلت من شهر رمضان، ويقال للنصف منه،
وفى رواية أخرى انه ولد يوم الجمعة لعشر ليال خلون
من رجب سنه 195 خمس وتسعين ومائة، وكانت أمه
أم ولد، اسمها درة فسماها الرضا عليه السلام خيزران
وكانت من أهل بيت مارية القبطية، ويقال ان
أمه نوبة واسمها سبيكة الفصل الثالث
في مقدار عمره ع، عاش عليه السلام خمسا وعشرين سنة
مع أبيه الرضا عليه السلام سبع سنين وأشهرا، وكانت
مدة خلافته لأبيه وامامته من بعده سبع عشرة سنة
52

وكان المأمون مشعوفا بابى جعفر عليه السلام لما قد رأى من
فضله مع صغر سنه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب
وكمال العقل ما لم يساره فيه أحد من أهل ذلك الزمان
فزوجه بابنته أم الفضل وحملها معه إلى المدينة
وكان متوفرا على الكرامة وتعظيمه واجلاله قدره و
كان في أيام إمامته عليه السلام بقية ملك المأمون ثم ملك
المعتصم ثماني سنين وأشهرا وهو الذي بنى مدينة سر من رأى
وجلب الأتراك، وفى أول ملكه استشهد ولى الله
صلوات الله عليه الفصل الرابع
في وقت وفاته وموضع قبره عليه السلام، توفى أبو جعفر الثاني
عليه السلام ببغداد في ذي القعدة سنه 220 عشرين ومأتين،
ودفن في مقابر قريش في ظهر جده أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
53

الفصل الخامس في عدد أولاده ع
وكان لأبي جعفر عليه السلام من الأولاد على الإمام عليه السلام،
وموسى، ولم يخلف ذكر غيرهما، ومن البنات حكيمة
وخديجة، وأم كلثوم ويقال ان له من البنات
غير من ذكرناه، فاطمة، وامامة. *
الباب الثاني عشر
في ذكر الامام العاشر وهو النقي علي بن محمد عليه السلام
خمسة فصول الفصل الأول في اسمه
وكنيته ولقبه عليه السلام، اسم الامام العاشر علي عليه السلام
وكنيته أبو الحسن، وربما يقال له أبو الحسن الثالث
ولقبه النقي، والعالم، والفقيه، والأمين، و
يقال له العسكري، والدليل، والنجيب أيضا. *
54

الفصل الثاني في وقت ولادته عليه السلام:
ولد ع بصريا من مدينة الرسول صلوات الله عليه وآله
يوم الثلاثاء في رجب ويقال في النصف من ذي الحجة
ويقال ولد لليلة بقين منه سنه 212 اثنتي عشرة ومأتين
من الهجرة، وكانت أمه أم ولد يقال لها سمانة
الفصل الثالث في مقدار عمره ع
عاش عليه السلام إحدى وأربعين سنة وسبعة أشهر مع أبيه
أبى جعفر عليه السلام ثماني سنين، وكانت مدة إمامته ثلثا
وثلثين سنة وأشهرا، وكانت في أيام إمامته بقية
ملك المعتصم ثم ملك الواثق خمس سنين وتسعة
أشهر ثم ملك المتوكل أربع عشرة سنة ثم ملك ابنه
المنتصر بن المتوكل ستة أشهر ثم ملك أحمد بن محمد بن
55

المعتصم المستعين وتسعة أشهر ثم ملك الزبير بن المتوكل
وهو المعتز ثماني سنين وستة أشهر، وفى آخر ملكه
استشهد ولى الله علي بن محمد عليه السلام الفصل الرابع
في وقت وفاته وموضع قبره ع، توفى علي بن محمد عليه السلام يوم
الاثنين بسر من رأى لثلث ليال خلون من رجب سنه 254
أربع وخمسين ومأتين من الهجرة، وكان سبب شخوصه
من المدينة إلى سر من رأى استدعاء المتوكل إياه،
ودفن عليه السلام في داره بسر من رأى الفصل الخامس
في عدد أولاد عليه السلام، وكان لأبي الحسن عليه السلام خمسة أولاد
أبو محمد الحسن الإمام عليه السلام، والحسين، ومحمد، وجعفر
المعروف بجعفر الكذاب المدعى للإمامة الملقب:
بزق الخمر، وابنته عائشة. * -
56

الباب الثالث عشر
في ذكر الامام الحادي عشر وهو الزكي الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام خمسة فصول الفصل الأول في اسمه
وكنيته ولقبه ع، اسم الامام الحادي عشر الحسن بن علي
بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام. وكنيته أبو محمد، ولقبه
الهادي، والسراج، والعسكري، وكان عليه السلام وأبوه
علي بن محمد وجده محمد بن علي كل واحد منهم يعرف في زمانه
بابن الرضا الفصل الثاني في وقت ولادته
ولد بالمدينة يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع
الأول، ويقال ولد في شهر ربيع الاخر سنه 232 اثنتين
وثلثين ومأتين من الهجرة وأمه أم ولد يقال لها حدث
الفصل الثالث في مقدار عمره ع
57

عاش عليه السلام ثمانيا وعشرين سنة اثنتين وعشرين سنة
مع أبيه علي بن محمد عليهم السلام، وكانت مدة إمامته ست سنين
وكان في سنى إمامته بقية ملك المعتز أشهرا ثم
ملك المهتدى يومين ثم ملك المقتدى أحد عشر شهرا و
ثمانية عشر يوما ثم ملك احمد المعتمد بن جعفر المتوكل
ثلثا وعشرين سنة واحد عشر شهرا وبعد مضى خمسين
من ملكه قبض الله تع إليه الحسن بن علي عليهما السلام. *
الفصل الرابع في وقت وفاته و
موضع قبره ع. مضى الحسن بن علي عليهما السلام يوم الجمعة
لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنه 260 ستين
ومأتين بسر من رأى، ودفن في داره بها في البيت الذي
دفن فيه أبوه عليهما السلام وقال قوم من أصحابنا ان أبا محمد
58

الحسن بن علي العسكري عليه السلام مضى مسموما، وكذلك
أبوه علي بن محمد وجده محمد بن علي والصادق والباقر
وزين العابدين عليهم السلام، خرجوا أيضا من الدنيا مسمومين
واستدلوا على صحة ذلك بما روى عن الصادق عليه السلام
وعن الرضا عليه السلام أيضا من قولها: والله ما منا الا
شهيد مقتول ولم يثبت بصحة ما قالوه دليل قاطع
ولا يثبت عنهم عليهم السلام فيه رواية توجب العلم والله أعلم
بذلك الفصل الخامس
في ذكر ولده عليه السلام، اما الحسن بن علي العسكري عليه السلام
فلم يكن له ولد سوى صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام
ولم يخلف ولدا ع غيره ظاهرا وباطنا، وإنما خلفه عليه السلام
غائبا مستترا وخائفا منتظرا لدولة الحق، وكان عليه السلام
59

قد اخفى مولده وستر امره لصعوبة الوقت وشدة طلب
سلطان الزمان له واجتهاده في البحث عن امره ولما
شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه وعرف
من انتظارهم له، فلم يظهر ولده عليهما السلام في حياته الا
لجماعة من الثقات وأهل الأمانة من شيعته ولا عرفه الجمهور
بعد وفاته الا من اختص به على ما سنذكره انشاء الله
الباب الرابع عشر
في ذكر الإمام الثاني عشر وهو القائم المهدى
عليه وعلى ابائه الصلاة والسلام خمسة فصول
الفصل الأول في اسمه وكنيته
ولقبه عليه السلام: الإمام الثاني عشر صلوات الله
عليه اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله
60

وكنيته كنية رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يحل
لاحد ان يسميه باسمه ولا ان يكنى بكنيته قبل خروجه
من الغيبة لما قد ورد النهى عن ذلك، وإنما يعتبر عنه ع
بأحد ألقابه، ومن ألقابه صلوات الله عليه المختصة
به الحجة، والقائم، والمهدى، والخلف الصالح
وصاحب الزمان، والمنتظر، وقد عبر عنه وعن
حسبته عليه السلام بالناحية المقدسة الفصل
الثاني في وقت ولادته ع، ولد عليه السلام بسر من رأى
ليلة النصف من شعبان قبل طلوع الفجر سنه 255 خمس و
خمسين ومأتين من الهجرة قد اتاه الله سبحانه في حال
الطفولية والصبي الحكمة وفصل الخطاب كما اتاهما
يحيى صبيا وجعله إماما وهو طفل قد اتى عليه خمس سنين
61

كما جعل عيسى بن مريم عليه السلام في المهد نبيا، وقد سبق النص
عليه في ملة الاسلام من النبي صلى الله عليه وآله ثم
من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من الأئمة الطاهرين
عليهم السلام واحدا بعد واحد إلى ابنه الحسن عليه السلام ونص عليه
أبوه عليه السلام عند ثقاته وشيعته والنصوص عليه صلوات
الله عليه متواترة على وجه لا يتخالج فيها الشك
لاحد انصف من نفسه لا يحتمل ذكرها هيهنا، و
كانت أمه عليه السلام أم ولد، اسمها نرجس وهي بنت
ليشوعا بن قيصر ملك الروم من أولاد الحواريين من
قبل الامام وكان اسمها عند أبيها مليكة ولها قصة
عجيبة لا يسعها هذا الكتاب الفصل الثالث
في تفصيل ما مضى من عمره عليه السلام وذكر طرف من العلامات
62

الكائنة قبل خروجه والإشارة إلى شئ من سيره بعد قيامه
مقدار ما مضى من عمر صاحب الزمان صلوات الله عليه
مأتان وأربع وخمسون سنة لأنه ولد سنه 255 خمس
وخمسين ومأتين وتاريخ اليوم سنة 509 تسع وخمسمائة
وكان منها مع أبيه أبى محمد عليه السلام خمس سنين يعرضه
فيها كل وقت وحين على خواصه وامنائه الموثوق
بهم من الشيعة الإمامية لزوال الشبهة وحصول
اليقين لهم وانتشار الخبر بوجود صاحب الامر صلوات الله عليه
وفيهم قد عرضه عليه السلام في مجلس واحد على أربعين نفسا
منهم حتى حصل لهم العلم بوجوده عينه وتحققوه
وشاهد وامنه الآيات والبراهين، فظلت أعناقهم
لها خاضعين، فلما قبض أبو محمد عليه السلام وهو ابن
63

خمس سنين، ثار جعفر بن علي أخو أبى محمد وجاء بظاهر
تركة أخيه عليه السلام، وسعى في حبس جواري أبى محمد عليه السلام
واعتقال حلائله وشيع على أصحابه وأمصارهم
ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته وأغير
بالقوم حتى أخافهم وشورهم وجرى على مخلفي أبى محمد
عليه السلام بسبب ذلك أمر عظيم من حبس وتهديد و
استخفاف وذل، فلم يظفر السلطان منهم بطائل
ثم جاء إلى الشيعة الإمامية، واجتهد في الصيام
عندهم مقام أخيه أبى محمد عليه السلام فلم يقبل أحد منهم
ذلك ولا اعتقد فيه ما دام وتعرض له، مضى إلى
سلطان الوقت والشمس مرتبة أخيه وبذل مالا
جليلا وتقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به فلم ينتفع
64

بشئ من ذلك ولجعفر اخبار كثيرة في هذا المعنى لا يحتملها
هذا الموضع واما غيبته صلوات الله عليه
فقد تواترت الاخبار بها قبل ولادته واستفاضت
بدولته قبل غيبته وهو صاحب السيف من أئمة
الهدى عليهم السلام، والمنتظر لدولة الايمان، والقائم بالحق
وله قبل قيامه غيبتان إحديهما أطول من الأخرى
كما جاءت به الاخبار عن آبائه الصادقين عليهم السلام،
فاما الغيبة الصغرى، فمنذ ولد صلوات الله عليه
إلى أن قطعت السفارة بينه وبين شيعته و
عدم السفراء بالوفاة، واما الطولى فهي بعد الأولى
وفى آخرهما يقوم بالسيف صلوات الله عليه، وكان
مدة غيبة الأولى وهي زمان السفارة أربعا وسبعين سنة
65

منها خمس سنين مع أبيه عليه السلام وتسع وستون سنة
بعد أبيه قد كان يعرف فيها اخباره ويقتفى آثاره
ويهتدى إليه بوجود سفير بينه وبينهم وباب قد
دل الدليل القاطع على صدقه وصحة بابيته و
سفارته وهي المعجزة التي كانت تظهر على يد كل واحد من
الأبواب، وعدد الأبواب وهم السفراء أربعة:
أولهم أبو عمر وعثمان بن سعيد العمرى رضي الله عنه
وارضاه وكان أسديا وكان يتجر في السمن
ومن اجل ذلك قيل له السمان، وكان رضي الله عنه
بابا وثقه لأبيه وجده علي بن محمد عليهم السلام من قبل
ثم تولى البابية من قبل صاحب الامر عليه السلام،
وظهرت المعجزات الكثيرة على يديه من قبله عليه السلام
66

وعلى أيدي الباقين من السفراء رضي الله عنهم بعد والسيل
والليل وكذلك يخرج على أيديهم التوقيعات وجوابات
مسائل الشيعة وتصل على أيديهم أيضا الأخماس والصدقات
إلى صاحب الامر عليه السلام لتفرقها في أهلها ويضعها في
مواضعها على هذا، مضى لسبيله أبو عمر وعثمان بن
سعيد رضي الله عنه ثم قام ابنه أبو جعفر محمد بن
عثمان مقامه بنص أبى محمد عليه السلام ونص أبيه عثمان
عليه بأمر صاحب الزمان عليه السلام وسد مسده في جميع
ما ينط به وفوض إليه القيام بذلك، ثم مضى
على منهاج أبيه رضي الله عنهما في جمادى الاخر سنه 305
خمس وثلاثمائة، ويقال سنه 304 أربع وثلاثمائة،
ثم قام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بنى
67

نوبخت بنص أبى جعفر محمد بن عثمان عليه واقامه
مقام نفسه بأمر الإمام عليه السلام، وعاش رضي الله عنه
سفيرا كما قد ذكرناه إحدى وعشرين سنة، ومات رضي الله عنه
في شعبان سنه 326 ست وعشرين وثلاثمائة، وقام
مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمرى بنص أبى القاسم
الحسين بن روح عليه ووصيه إليه رضي الله عنه
وقام بالامر على منهاج من مضى وتقدم عليه من الأبواب
الثلاثة، وعلى ذلك أربع سنين، فلما استكمل أيامه
وقرب اجله اخرج إلى الناس توقيعا نسخة: *
بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمرى،
أعظم الله اجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك
وبين ستة أيام فاجمع امرك ولا توص على أحد يقوم
68

مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة
فلا ظهور الا بعد اذن الله تع ذكره وذلك بعد طول
الأمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي
شيعتي من يدعى المشاهدة، الا فمن ادعى المشاهدة
قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فانشخوا هذا
التوقيع وخرجوا من عنده، فلما كان اليوم السادس
عادوا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له من وصيك؟
فقال لله أمر هو بالغه وقبض، فهذا آخر كلام سمع
منه رضي الله عنه، وكان وفاته في سنه 329 تسع وعشرين
وثلاثمائة، ووقعت بعد مضى السمرى الغيبة الثانية
وهي أطولها وأئمتها وقد اتى عليها ومضى منها إلى هذا التاريخ
69

وهو سنه 509 تسع وخمسمائة كما قد ذكرناه فيما تقدم مأة
وثمانون سنة، ولم يوقت لاحد غايتها ولا نهايتها،
فمن عين لذلك وقتا فقد افترى كذبا وزورا الا انه قد
جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامه عليهم السلام وحوادث
يكون امام خروجه، فمنها: خروج السفياني، وقتل
الحسنى، واختلاف بنى العباس في ملك، وكسوف
الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر
في آخره على خلاف العادات، وخسف البيداء، و
خسف بالمشرق، وركود الشمس عند الزوال إلى وقت
العصر وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة
في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين
الركن والمقام، واقبال رايات سود من قبل خراسان
70

وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه الثامات،
ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع
نجم بالمشرق يضيئ كما يضئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد
يلتقى طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنشر في آفاقها
ونار تظهر بالمشرق طولا ويبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة
أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد، و
خروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم
وخراب الشام، ودخول رايات قيس إلى مصر، ورايات
كندة إلى خراسان. وورود خيل من المغرب حتى تربط
بفناء الحيرة. واقبال رايات سود من المشرف نحوها،
وشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة، وخروج
ستين كذابا كلهم يدعى النبوة. وخروج اثنى عشر من
71

آل أبي طالب كلهم يدعى الإمامة لنفسه، وعقد الجسر مما
يلي الكرخ بمدينة بغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في
أول النهار، وزلزلة حتى يخسف كثير منها، وخوف
أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفى غير أوانه
حتى يأتي على الزرع والغلات، وقلة ريع لما يزرعه الناس
واختلاف صنفين من العجم، وسفك دماء كثيرة فيما
بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم
ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير
ونداء يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم، فقيل
له. أعني الرضا عليه السلام أي نداء هو قال: ينادون في رجب
ثلاثة أصوات، صوت، الا لعنة الله على الظالمين
72

والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والصوت
الثالث: يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس يقول: ان الله
بعث فلانا فاسمعوا وأطيعوا، فعند ذلك يأتي الناس الفرج
وتود الأموات ان كانوا احياء ويشفى الله ويشف صدور
قوم مؤمنين، وموت احمر، وموت ابيض، والموت
الأحمر السيف، والأبيض الطاعون، وخروج رجل
بقزوين اسمه اسم النبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك
والمؤمن يملا الجبال خوفا، وهدم حائط مسجد الكوفة
مؤخذ مما يلي دار عبد الله بن مسعود، ومنا ينادى
باسم القائم عليه السلام ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان
فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب فلا يبقى راقد إلا قام،
ولا قائم الا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك
73

(في علائم ظهور الإمام القائم المهدى عجل الله فرجه) *
الصوت وهو صوت جبرئيل عليه السلام الروح الأمين، وأموات
ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون و
يتزاورون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة يتصل،
فتحنا بها الأرض من بعدها وتعرف بركاتها وتزول
بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام
فتعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه
لنصرته كما جاءت بذلك الآثار. فمن جملة هذه الاحداث
محتومة، ومنها مشترطة والله أعلم بما يكون، وإنما ذكرناها
على حسب ما ثبتت في الأصول وجائت الاخبار عنهم عليهم السلام:
ان صاحب الزمان عليه السلام يخرج في وتر من السنين تسع أوسع
أو خمس أو ثلث أو إحدى. ويقوم عليه السلام يوم السبت يوم عاشوراء
وإذا قام عليه السلام اتى المؤمن في قبره فيقال له. انه قد ظهر صاحبك
74

فان يشأ ان تلحق به فالحق وان يشأ يقيم في كريمة ربك،
فأقم به ويبايعه بين الركن والمقام ثلاثمائة وثلث عشر
عدة أهل بدر من النجباء والابدال والأخيار، كلهم شاب
لا كهل فيهم، ثم يصير إليه شيعته من أطراف الأرض
تطوى لهم طيا حتى يبايعوه، ويكون دار ملكه الكوفة وأكثر
مقامه صلوات الله عليه بها، ويأمر بحفر نهر من ظهر مشهد
الحسين عليه السلام يجرى إلى الغري حتى تنزل الماء في النجف ويعمل
على فوهته القناطر والأرجاء يطحن فيها بلا كراء، ويبنى
في ظهر الكوفة مسجد اله الف باب، ويتصل بيوت أهل الكوفة
بنهر كربلاء، ويعمر الرجل حتى يولد له الف ذكر لا يولد
فيهم، وتظهر الأرض كنوزها حتى يراها الناس على وجهها
ويطلب الرجل منهم من يصله ماله، ويأخذ زكاته فلا يجد
75

أحدا يقبل منه ذلك استغناء بما رزقهم الله من فضله
وحليته ونعته عليه السلام: أنه يكون شابا مربوعا
حسن الوجه حسن الشعر يسبل شعره على منكبيه، و
يعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، وسيرته
صلوات الله عليه ان يدعو الناس إلى الاسلام جديدا
وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور ويحكم بالعدل
ويرتفع في أيامه الجور، وآمنت به السبل، وتخرج
الأرض بركاتها، ويرد كل حق إلى أهله، ولا يبقى أهل
دين الا وهو يظهر الاسلام ويعترف بالايمان، ويحكم عليه السلام
في الناس بحكم داود وحكم محمد عليهم السلام، ويسير عليه السلام إلى الكوفة
فهدم بها أربعة مساجد، ولا يبقى على وجه الأرض مسجد له
شرف الا هدمها، وجعل المساجد كلها جمالا شرفة لها
76

ويكسر كل جناح خارج في الطريق، ويبطل الكنف والمواريب
إلى الطرفات، ولا يترك بدعة الا أزالها، ولا سنة الا أقامها
ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم، واما
مقدار ملكه عليه السلام، فقد روى عن الباقر عليه السلام
انه يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف
في كهفهم، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا
ويفتح الله له شرق الأرض وغربها ويقتل الناس حتى لا يبقى
الا دين محمد صلوات الله عليه وآله تمام الخبر ثم يتوجه
إلى الكوفة فينزلها وتكون دار ملكه كما قدمنا ذكره
الفصل الرابع في الإشارة إلى وقت
وفاته عليه السلام، وقت وفاته ع يكون قبل القيامة بأربعين
يوما يكون يكون فيها الفرج، وعلامة خروج الا موت و
77

قيام الساعة للحساب والجزاء، ويغلق باب التوبة، و
يسقط التكليف، فلا ينفع نفسا ايمانها لم يكن آمنت
من قبل الفصل الخامس في ذكر ولده ع
واما الولد لصاحب الزمان عليه السلام، فقد وردت الروايات
عنهم عليهم السلام بأنه يولد له الأولاد، وغير ممتنع أن يكون له في
هذا الوقت أهل وولد، وجايز أن يكون ذلك بعد خروجه
وفى أيام دولته ولا قطع على أحد الامرين والله أعلم.
قد وفينا بما وعدنا به في أول هذا المختصر من تضمين كل
فصل ما يليق به، والإشارة إلى شئ من النكت والطرف
على وجه الاجمال وتجنبا في ذلك الاهمال، ولم نأت بشئ
من الأسانيد فيه طلبا للاختصار ولشهرته بين الأصحاب
نسئل الله تع ان يجعله خالصا لوجهه ومقربا من ثوابه
78

ورحمته، وان يحشرنا في زمرة المصطفى ص وعترته، انه
خير المسؤولين وارحم الراحمين، ونحمده على ما وفق ويسر
ونسئله الصلاة على نبينا محمد عليه التحية والسلام
والمنتجبين الطيبين الطاهرين من أهل بيته، وهو
حسبنا ونعم الوكيل
تمت كتاب تاج المواليد، قد قابلت مع النسخة التي كانت
عندي لقدر الامكان والطاقة الا ما زاغ عنه النظر وخسأ
عنه البصر في يوم عاشوراء سنه 1088 ثمان وثمانين بعد الألف
في قصبة قرميسين المعروف بكرمانشاهان صانها الله من الحدثان وانا الأقل ابن جابر محمد
غفر الله ذنوبهما
كتبة أقل العباد عبد الرحيم الأفشاري الزنجاني 1397
79