الكتاب: عمدة الطالب
المؤلف: ابن عنبة
الجزء:
الوفاة: ٨٢٨
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: تصحيح : محمد حسن آل الطالقاني
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٣٨٠- ١٩٦١ م
المطبعة:
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف
ردمك:
ملاحظات:

عمدة الطالب
في
أنساب آل أبي طالب
جمال الدين أحمد بن علي الحسيني
المعروف بابن عنبة
المتوفى سنة 828 هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
" كل سبب ونسب متقطع يوم
القيامة الا سببي ونسبي "
حديث نبوي
تأليف
النسابة الشهير السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسنى
المعروف بابن عنبة والمتوفى سنة 828 ه‍
الطبعة الثانية
1380 ه‍ - 1961 م
عنى بتصحيحه
محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف
1

كلمة المصحح
عرف الوجيه محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي صاحب المكتبة والمطبعة
الحيدرية في النجف الأشرف بحرصه الشديد على نشر آثار السلف الصالح من
أساطين الدين وعلماء المسلمين، فقد نشر كثيرا من نفائس المؤلفات ومهام الاسفار
مما لم يطبع بالمرة أو طبع وندر وجوده، وقد أسدى بذلك خدمة كبيرة للمكتبة
العربية عامة والهيئة في النجف خاصة، إذ لولا اهتمامه باحيائها ونشرها
لضاعت كما ضاعت مآت الكتب من قبل.
ولا يزال هذا الرجل النشط مجدا في نشر الآثار الجليلة على نفقته الخاصة
مع قلة المساعدين وندرة المشجعين، والذي ألاحظه ويلاحظه كل من له صلة
أو معرفة به ان كل المثبطات لم تستطع أن تضعف همته أو تقف حاجزا دون
رغبته الجامحة وروح التضحية عنده، فالكتاب العراقي مظلوم في بلاده ظلامة
ليس لها نظير في بابها، والعراق على العموم بلد عقوق ونكران جميل، ومثل هذه
الأمور تصدم الانسان عادة وتقلل من رغبته في الخدمة، اما الذين يعملون رغم
كل ذلك ويضحون بكل غال ورخيص في سبيل الخدمة باخلاص، قانعين برضا
ضمائرهم، ومكتفين بما تسجله لهم الأجيال القادمة ويخطه التاريخ في صفحاته
فهم قليلون جدا ولا يتجاوزون عدد الأصابع كثيرا.
ولا أراني مبالغا لو قلت بأن صاحب المطبعة الحيدرية من أولئك الافراد
القلائل، فهو وإن كان تاجرا يعمل ليربح الا أنه لم يكن ليحصر عمله ويجند
2

نفسه وامكانياته في هذا النوع من التجارة لو لم يكن صاحب معرفة وشعور
وعقيدة، والا فما أكثر التجار والأثرياء في هذه المدينة. ولماذا لا نراهم
يفكرون فيما يفكر به أو يعملون شيئا مما عمل؟!.
لقد سبق لي وأن أشرت إلى جهود الأخ محمد كاظم في هذا الميدان في
بعض أعداد مجلتي (المعارف) وقلت بأن ما قامت بنشره مكتبته قد ناف على
150 كتاب بين صغير وكبير. وفى خلال ثلاث سنوات مضت قام بطبع مجموعة
مهمة من كتب التاريخ والأدب. أذكر منها (مناقب آل أبي طالب) لابن
شهرآشوب في ثلاث مجلدات ضخام. و (الكنى والألقاب) للشيخ عباس القمي
في ثلاث مجلدات ضخام أيضا، و (تاريخ الكوفة) للسيد حسين البراقي
و (تنزيه الأنبياء) للسيد المرتضى و (الفهرست) للشيخ الطوسي، و (النور المبين)
للسيد نعمة الله الجزائري. و (الأرض والتربة الحسينية) للامام كاشف الغطاء
ولديه تحت الطبع كتب قد أشرفت على التمام.
وهذا الكتاب (عمدة الطالب) من أهم وأوثق ما في أيدينا من كتب النسب
وكان قد طبع في الهند طبعات رديئة شوهها الغلط والسقط. وقد اهتم به فأخرجه
عام 1385 ه‍ فجاء روعة في فنه واخراجه وضبطه. ومنذ سنوات عزت نسخه
وندر وجودها في الأسواق فبادر إلى إعادة طبعه من جديد رغبة في تيسيره
للباحثين وجعله في متناول أيدي أهله.
وقد رغب إلى الأخ الكريم في الوقوف على تصحيحه فعز على أن لا أنزل
عند رغبته رغم ما أنا فيه من زحمة الأعمال وتراكمها كما يعرفه جيدا. فأعمالي
موزعة على مطبعته ومطبعة أخرى في النجف غير الاشغال الأخرى التي
تستأثر بكثير من وقتي وراحتي. وإذا كان هناك ما يستحق أن نصرف عليه
الوقت ونضحي براحتنا من أجله فهو هذا العمل وأمثاله مما يخلد ذكره ويبقى
3

أثره مدى الزمن، وما عداه فتضييع للوقت وخسارة لا يمكن التعويض عنها
بشئ.
وبعد فإنه ليسرني بل يشرفني أن أوفق إلى اكمال هذا الكتاب وأن لا
يحدث لي ما يعيقني عن ذلك وغيره من أعمال الخير، فما ندري ما تخبئه لنا الاقدار
وتجرنا إليه الظروف، والله المسؤول أن يصوننا من المكاره ويوفقنا إلى ما فيه
رضاه انه نعم المجيب.
ملاحظة:
ان كل ما يجده القارئ من التعليقات والفوائد في هوامش الكتاب بتوقيع
(م ص) فهو لمصحح الطبعة الأولى في النجف، وهو سماحة العلامة الكبير
السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه الله. ولذلك اقتضى التنبيه.
محمد حسن آل الطالقاني
صاحب مجلة (المعارف)
4

مقدمة الكتاب
بقلم علامة كبير
تمهيد في أهمية النسب:
النسب أساس الشرف، وجذم الفضيلة، ومناط الفخر، ومرتكز لواء
العظمة ومنبثق روائها، وبه يعرف الصميم من اللصيق، والمفتعل من العريق
فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ، ويزوى عن حومته من أقصته الرذائل
جاءت الحنيفية البيضاء باكرام الشريف، وتحرى المنابت الكريمة في الزواج
وأداء حق الرسالة بالمودة في القربى، إلى غيرها من الاحكام، وكلها منوطة
بمعرفة الأنساب.
النسب مجلبة للعز، ومدعاة للقوة، فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل
منهم أنه تلفهم جامعة النسب فان قلب كل منهم يحن للآخر، ونفسه تنزع
للاحتكاك به والتزلف إليه، وإدنائه منه والاخذ بناصره، والقيام بصالحه ودفع
الضيم عنه وسد إعوازه، ولا تدور هذه الهاجسة في خلد أي منهم إلا ويجد مثلها
من صاحبه، قضية الجبلة البشرية، وقد أكد ذلك دين الاسلام فأمر بصلة
الأرحام ووعد لها المثوبات الجزيلة، وتوعد على قطعها لئلا تتخاذل الأيدي
وتتدابر النفوس فيفشل الانسان في حاجياته ورقيه، ويفشل في مؤنه واقتصاده
ويفشل في علمه وأدبه، ويفشل في دنياه وآخرته، وهل تعرف الأرحام
الموصولة إلا بمعرفة القبائل والأفخاذ والفصائل التي هي موضوع علم النسب؟
وقد أمر الله سبحانه نبيه الأعظم صلى الله عليه وآله في بدء بعثته أن ينذر عشيرته
5

الأقربين ليكونوا ردء له دعوته وحصنا عن عادية العتاة من قومه، ومن
ذلك قول المردة من قوم شعيب (ع) يوم عتوا عن أمره: ولولا رهطك
لرجمناك. كما حكاه عنهم القرآن الكريم، ففي متشج الأواصر مناخ العزة ومرتبض
الشوكة ومأوى الهيبة، قال الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام في وصيته لابنه
الإمام الحسن عليه السلام: " أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير
وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول، ولا يستغنى الرجل عن عشيرته
وإن كان ذا مال، فإنه يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهي أعظم الناس
حيطة من ورائه وألمهم لشعثه، وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلت به
مصيبة، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه
أيد كثيرة ".
وفى مشتبك الأنساب سر من أسرار التكوين نوه به القرآن الكريم بقوله
عز من قائل: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". فما هذا التعارف؟ فهل يريد
أنهم يتعارفون فيما بينهم فيعرف كل فرد أنه تجمعه وافراد القبيلة واشجة نسب
فيوجب كل على نفسه النهوض بما عليه من رعاية حقوق العشيرة من التعاضد
والمناصرة؟ أو أنه يعرف كل من القبائل القبيلة الأخرى فيرعى النواميس
الثابتة بين العشائر، ويتحامى عن الجور على أي من أفرادها والبخس لحقه بما هما
من جزئيات هاتيك النواميس، أو حذار بادرة القبيلة المضامة أو المضام فرد منها
وفى كل من الوجهين قوام العظمة، واستقرار الأبهة، وجمام النفوس، ولا
بأس بان يراد كل منهما فتكون الآية من جوامع الكلم (والقرآن كله جوامع
الكلم)،
إن في معرفة النسب مندفعا إلى مكارم الأخلاق كما أن فيها مزدجرا عن
الملكات الرذيلة فمتى عرف الانسان في أصله شرفا، وفى عوده صلابة، وفى
منبته طيبا - ولا أقل من أن يحسب هو في نفسه خطرا باتصال نسبه إلى أصل
6

معلوم - فإنه يأنف عن تعاطى دنايا الأمور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته
من التشويه وحذرا على ذكره من شية العار، وتنزيها لسلفه من سوء الأحدوثة
وربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الأصل ومنعة النسب
أو تنديد حامته له بالصاقه النقص والعيب بهم باجتراحه السيئات وربما كاشفوه
على منعه عن المخازي وهذا الامام السبط الحسين " ع " يوبخ زبانية الالحاد بقوله:
(يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا
أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعرابا) فقد أنكر الإمام عليه السلام
عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء وركبوه من الطريق
الوعر وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوي الأحساب، أو مشابها
لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل
والاحتفاء بالشرفاء والاحتفال بأمرهم ورعاية الحرمات وحفظ العهود وخفر
الذمم، وأمرهم بالرجوع إلى أحسابهم والسير على ما يلائم خطر أنسابهم
ولكن هل وجد داعية الشرف لقيله مجيبا أو لهتافه واعيا؟ لا، لأنه لم يكن بين
القوم شريف قط فمن خليفة للعواهر، ومن أمير للمومسات، ومن قائد للبغايا
وتحت الرايات كل ابن خنا وحلف الشهوات ألقح الفجور منابتهم بمائه الآسن
وحملت البغيات ومنهم كل ابن جماعة، ولولا ذلك لما حبذوا قطيعة رحم رسول الله
صلى الله عليه وآله، تلك القطيعة الممقوتة التي لم يسبق بمثليها أشقى الأولين
ولا لحقهم إلى شرواها أشقى الآخرين، فاحتقبوها خزيا سرمدا وجنوا ثمرة
غراسهم عذابا أبدا.
وجاء في فقه الشريعة أن دية قتل الخطأ مع شروطه العشرة على العاقلة وهم
الأب والمتقرب به من الرجال والأولاد فيكون الرجل رهن الانفعال منهم
لمنتهم عليه بدفع الدية فلا يعود إلى مثله، أو أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون رقباء
عليه حتى يردعوه عن مثله ولا يدعوه يتورط في ما يحدوه إلى لدته، وهذه إحدى
7

فوائد الأنساب والحاكم إذا عرفها ألزمهم الحكم، وفى باب المواريث فوائد جمة
تشبه هذه، وزبدة المخض أن علم الأنساب من أهم ما يجب على العالم أن يتطلبه
للدين والدنيا، للشرف والفضيلة، للأخلاق والتهذيب.
ولهذه كلها وما يماثلها من فضائل النسب وفوائد المعرفة به بادر العلماء منذ
القرون الأولى لتدوينه علما برأسه وكثر فيه التأليف، غير أن أول من أفرده
بالتدوين هو النسابة أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى 206 ه‍
كما اعترف به الجلبي في (كشف الظنون) ج 1 ص 157 فإنه صنف فيه خمسة
كتب: 1 - المنزلة 2 - الجمهرة 3 - الوجيز 4 - الفريد 5 - الملوك، والكلبي تعلم
العلم عن الإمام الصادق عليه السلام كما في (رجال النجاشي) ص 305 وأخذ شيئا
من الأنساب عن أبيه أبى النضر محمد بن السائب كما ذكره ابن النديم في
(الفهرست) ص 140 نقلا عن محمد بن سعد كاتب الواقدي، وكان أبو النضر
من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام كما في (رجال الشيخ الطوسي)
مخطوط وتوفى سنة 146 ه‍ وأخذ أبو النضر نسب قريش عن أبي صالح عن
عقيل بن أبي طالب (رض) وذكر ابن النديم فهرست كتب الكلبي الكثيرة
التي أكثرها في الأنساب ص 140 من فهرسته، وأوردها أيضا النجاشي في فهرسته
ص 305 وقد فات سيدنا الحجة المرحوم السيد حسن الصدر الكاظمي في (تأسيس
الشيعة الكرام لفنون الاسلام) أن يذكر أول من ألف في علم الأنساب من
الشيعة وهو النسابة الكلبي هذا ثم لحق هشاما مؤلفو الفريقين فأكثروا وأجادوا
إلا أن لخصوص النسب الهاشمي شرفا وضاحا لا يجارى، وشاوا بعيدا لا
يلحق، وكرامة ظاهرة لا تدرك، وحسبه من المفاخر والمآثر قول النبي الأعظم
صلى الله عليه وآله وسلم: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي "
وأكد صلى الله عليه وآله في الاصحار بشرف آله الأنجبين بأساليب من البيان وأنحاء من
من القول حتى جعل ودهم أجر رسالته فأوجبه على أمته جمعاء، فهو من فرائض
8

الدين الحنيف وأهم واجباته، وبه فسر قوله لما بعث أمير المؤمنين عليا عليه السلام
لينادي عنه باللعن على ثلاثة أحدهم (من خان أجيرا على أجرته) فكان هو الأجير
على بث الدعوة الإلهية، وأجر رسالته محبة سلالته، وتضافرت الاخبار عنه
صلى الله عليه وآله في الامر بحبهم وألحض على الاخذ بصالحهم، وسد
إعوازهم، وإقامة أمرهم، وإكبار مقامهم، والاحتفاء بهم، وقضاء حاجتهم
وجعل ذلك كله يدا عنده مشكورة لمن عمل بشئ منها، وللأشراف من آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم سهم ذوي القربى المنصوص به في الذكر الحكيم واليهم
يعود سهم مشرفهم الأعظم بعد عود سهم الله تعالى إليه، فهي ضرائب مقررة
جعلها الله لهم بعد أن أربى بهم عن أخذ الصدقات الواجبة أو مطلقا لأنها أوساخ
يجب أن يترفع عن التلمظ بها آل محمد صلى الله عليه وآله.
فالعمل بآي من هذه الفرائض يستدعى الوقوف على الأنساب ومعرفة
الصميم من الدخيل، وقد حمل ذلك علماء الإمامية على الاكثار من التأليف في
خصوص البيت الهاشمي وأنسابهم، واستساغوا له المتاعب بين جفلة وهبوط
واغتراب وإقامة وضرب في الأرض للحصول على الغاية والاشراف على البيوت
والقبائل وأنسابهم ومن يمت بهم أو يذاد عنهم، حرصا على الابقاء على هذه
الشجرة الطيبة التي (أصلها ثابت وفرعها في السماء) منزهة عما عسى أن يلم بها من
أدناس الملتصقين وتحقيقا لموضوع فرائض صدع بها النبي الأمين صلى الله عليه
وآله وسلم، وقد أحصى من ألف في أنساب الطالبيين العلامة البارع السيد
شهاب الدين الحسيني نزيل قم المشرفة في كتاب مفرد سماه (طبقات النسابين)
فجاءت عدتهم تقارب خمسمائة رجل. وتجد ذكرهم مثبوتا على صفحات كتاب
(الذريعة إلى تصانيف الشيعة) لشيخنا الامام العلامة الطهراني.
ومن أهم هاتيك الكتب كتاب (عمدة الطالب) الذي تزفه (المكتبة الحيدرية)
إلى القراء الكرام، وليست هذه بباكورة من خدماتها للعلم والأدب فهي لم تبرح
9

وجهدها المتواصل وسعيها المتتابع وعزمها الفتى ومنتها القوية مصروفة إلى نشر
الآثار المهمة والكتب القيمة في أبهج حلة وأجمل زي،
وإن مما يقدر لها نهوضها بإعادة طبع هذا الكتاب الثمين الذي أتت
الطبعات الأولى - الهندية - على بهجته وذهبت بنضارته وأخمدت ضوءه وكادت
أن تودي به بأغلاطها الشائنة وسقطها المخل، فما كان من الجائز الركون إليها
لاحتمال الغلط في كل سطر والسقط في كل صفحة فأتيح لهذه المكتبة الحصول
على ثلاث نسخ مخطوطة صحيحة تعد من ذخائر المكتبات الراقية.
1 - نسخة صحيحة متقنة في مكتبة العلامة المصلح الحجة الشيخ محمد الحسين
ابن العلامة الشيخ على ابن العلامة الشيخ محمد رضا آل الفقيه الأوحد المصلح
بين الدولتين الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف العطاء ابن
الفقيه الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه الله، ولم نعرف تاريخ كتابتها لنقصانها
من آخرها وقد تمم نقصانها بخطه المرحوم الشيخ على المذكور ولكن الذي يظهر
من كتابتها أنها اختطت في عصر المؤلف أو قريب من عصره، وفيها زيادات
مهمة لم تكن في النسختين الأخريين.
2 - نسخة صحيحة في مكتبة العلامة الكبير ناشر ألوية الفضل والأدب
الأستاذ الشيخ محمد طاهر السماوي النجفي، كتبها ناسخها عبد القادر العلوي
السبزواري وقد طمس تاريخ كتابتها من آخرها غير أن الذي يترجح في النظر انها
اختطت في القرن التاسع أو العاشر وقد سمح بها - رحمه الله - للمكتبة الحيدرية
كما أنه يرجع إليه الفضل في ظهور هذه المطبوعة بحلة قشيبة وصحة واتقان
ولا زالت المكتبة تستمد منه الآراء في مطبوعاتها القيمة فيمدها بآرائه الصائبة
ونظرياته المقدرة ومعلوماته الواسعة، وإنها لتقدر له جهوده العظيمة وهمته
السامية فجزاه الله عن العلم وأهله خيرا.
3 - نسخة بخط العلامة الكبير السيد حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم
10

ابن أبي القاسم بن عيسى الحسيني الحائري فرغ من نسخها في اليوم 29 من شهر
ربيع الأول سنة 893 ه‍، وقد زينها بتعليقاته الثمينة وفوائده النفيسة، وذكر في
آخرها أنه كتبها على نسخة كتبت على نسخة بخط المؤلف فرغ من كتابتها غرة
شهر رمضان سنة 812 ه‍ أي قبل وفاته ب‍ 16 سنة، وكانت من ممتلكات السيد
محمد كاظم الشريف الحسيني الحسنى العريضي النجفي الحائري كتب بآخرها صورة
تملكه - 29 جمادى الثانية سنة 1164 - وله عليها تعليقات ثمينة كتبها بخطه في
مواضع عديدة نقل أكثرها المصحح في الهامش، وهي تمتاز عن النسختين الأوليتين بالصحة والاتقان، وقد نقل الأكثر من تعليقاتها المهمة المصحح
لهذه المطبوعة في الهامش ورمز إليها - عن هامش المخطوطة - وكانت هذه المخطوطة
الثمينة في مكتبة العلامة الكبير الحجة المرحوم الشيخ عبد الرضا ابن الفقيه
الشيخ مهدى آل الفقيه الأكبر الشيخ راضي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن
آل الفقيه الورع الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه الله، وقد سمح بها للمكتبة
ولداه الفاضلان الأديبان الشيخ محمد كاظم والشيخ محمد جواد خدمة لنشر العلم
وإن المكتبة الحيدرية تشكرهما على هذه الخدمة الجليلة وتقدر لهما هذه الهمة العالية
جزاهما الله عن العلم خيرا.
وقد جاء الكتاب - بحمد الله - غاية في الاتقان والصحة، وممن يجب شكره
وتقديره العلامة البارع منبثق أنوار الفضل والشرف السيد محمد صادق
آل بحر العلوم لوقوفه على تصحيح الكتاب والنظر فيه، والتعليق عليه تعاليق
مهمة أبقاها مأثرة له خالدة ويدا مسداة إلى الطالبين أجمع، وإن خدماته الجمة
للعلم والأدب في تعاليقه على الكتب القيمة المطبوعة وغيرها، وتقييد أنظاره
الراقية ونتائج اطلاعه الواسع فيها كلها مقدرة مشكورة وفقه الله تعالى لنشر
العلم والأدب.
11

ترجمة المؤلف:
هو جمال الدين (1) أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة
الأصغر بن علي عنبة الأكبر (2) ابن محمد - المهاجر من الحجاز إلى العراق -
ابن يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد الشهير بابن الرومية، ابن داود
الأمير ابن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن
الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
ذكر نسبه بنفسه في هذا الكتاب، كما أن النسابة النجفي عميد الدين الحسيني ذكره
وكتابه هذا واعتمد عليه، وكذلك كل من تعرض لذكره، وترجمه بحاثة العصر
شيخنا العلامة الكبير الشيخ آغا بزرك الطهراني النجفي في (الضياء اللامع في
القرن التاسع) وفرق كتبه على أبواب كتابه " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " وفى
كتاب (الكنى والألقاب) تأليف شيخنا البحاثة الثقة الشيخ عباس القمي النجفي
ج 1 ص 355 أنه " سيد جليل علامة نسابة صهر السيد تاج الدين بن معية

(1) بهذا لقبه السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين على الحسيني النجفي
النسابة في (المشجر الكشاف) المطبوع بمصر، أما جرجى زيدان في (تاريخ
آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174 فقد ذكر أن نسخة من الكتاب في
(المكتبة الخديوية) بمصر كتب عليها كمال الدين، ولكن الأصح في لقبه هو
الأول وهو المطرد في المعاجم وما كتب على النسخة الخديوية من الأغلاط
كذكرها في نسبه أنه حسيني وهو حسنى بلا خلاف، وأنه ابن عنبسة بالسين
وهو المعروف بابن عنبة بالباء بلا ريب، كما أن ابن عتبة بالتاء الفوقانية في
مطبوعة بمباي من أغلاطها الكثيرة.
(2) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عنب: عنبة الأكبر جد
قبيلة من اشراف بنى الحسن بالعراق ونواحي الحلة. (الكاتب)
12

النسابة شيخ الشهيد الأول، وتلميذه كان من علماء الإمامية بل هو من عظمائها
تلمذ على السيد ابن معية اثنتي عشرة سنة فقها وحديثا ونسبا وأدبا وغير ذلك
آثاره:
ينص جرجي زيدان في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174
على اثنين منها، الأول (بحر الأنساب) في نسب بني هاشم مرتب على مقدمة
وخمسة فصول منه نسخة في (المكتبة الخديوية) في 276 صفحة في آخرها كتابة
بخط السيد مرتضى الزبيدي صاحب (تاج العروس) تفيد أنه اطلع عليها وذكر
هذا الكتاب شيخنا في (الذريعة) ج 3 ص 32 عن (فهرس المكتبة الخديوية)
والثاني (عمدة الطالب) وأنه فرغ من تأليفه سنه 814 ه‍ وقدمه لتيمور
لنك، منه نسخة في (الخزانة التيمورية) في 353 صفحة، ويقول الجلبي في
(كشف الظنون) ج 2 ص 133 بعد أن ذكر الكتاب ونسبه إليه: " أخذه من
مختصر شيخه أبى الحسن علي بن محمد على الصوفي النسابة، ومن تأليف شيخه أبى
نصر سهل بن عبد الله البخاري، وضم إليهما فوائد علقها من عدة أماكن موشحا
ذاكرا لاخبار الولادة والوفاة ". ثم ذكر شيئا من مقدمته إلى أن قال: " وأهداه
إلى تيمور ".
وقد عرفت عند ذكر نسخة ابن مساعد أن المؤلف فرغ من كتابها سنة
812 ه‍ لا سنة 814، كما أنه ذكر في مقدمة الكتاب أنه الفه بالتماس جلال الدين
الحسن الزاهد النقيب النسابة ابن عميد الدين علي بن عز الدين الحسن بن
عز الشرف محمد بن أبي الفضل على نقيب النقباء الحسيني المذكور في هذا الكتاب
ولعل الذي قدمه لتيمورلنك هو (عمدة الطالب الصغرى) الذي هو مختصر
للأول كما ذكر بعض الاعلام الخبيرين، وقد ذكر هذا الكتاب المختصر الجلبي في
13

(كشف الظنون) وإن نسبه إلى غير مؤلف الأول - راجع ج 2 ص 133 - وذكره
أيضا شيخنا في (الكنى والألقاب) وقال: " رأيت نسخة منه " كما أنه ذكر كتابا
فارسيا في الأنساب ولعله (كتاب أنساب آل أبي طالب) الذي ذكره شيخنا في
(الذريعة) ج 3 ص 375 وأنه على نهج (عمدة الطالب)، وكأنه ترجمة له إلى
الفارسية بتغيير يسير رآه سيدنا العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في (مكتبة
العلامة النوري) أو أنه كتاب " التحفة الجمالية " الفارسي المذكور في (الذريعة)
ج 3 ص 424 واحتمل اتحاد الكتابين، أو أنه (تحفة الطالب) وقد ذكره شيخنا
في (الذريعة) ص 448 من هذا الجزء أيضا ونقله عن (المشجر الكشاف).
ولادته ووفاته:
ولد المترجم في حدود سنه 748 ه‍ لأنه في كتابه هذا أنه أدرك أستاذه
السيد تاج الدين محمد بن جلال الدين أبى جعفر القاسم ابن معية النسابة الحسنى
شيخا وتخرج عليه قريبا من اثنتي عشرة سنة وصاهره على ابنته، وقد كانت وفاة
أستاذه ابن معية سنه 776 ه‍ فيكون أول قراءته عليه سنه 764 ه‍ تقريبا وفى
مجارى الطبيعة أن يكون أخذه عنه بعد بلوغه مبالغ الرجال عند مشارفته السادسة
عشرة من سنى عمره، فتصادف ولادته ما ذكرناه من التاريخ تقريبا، وتوفى في
سابع صفر سنة 828 ه‍ عن عمر يقدر بالثمانين، وكانت وفاته بكرمان من بلاد
إيران، وعمدة مشايخه هو ابن معية المذكور، وأما النسابة أحمد بن محمد المهنا
بن علي بن المهنا الحسيني العبيدلي الذي أدرك آية الله العلامة الحلي وشارك السيد
ابن معية في التلمذة على جلال الدين أبى القاسم علي بن عبد الحميد بن فخار النسابة
فهو وإن كان في طبقة مشايخ المترجم لكنه لم يقرأ عليه وإنما نقل في كتابه هذا
عن مؤلفاته كالمشجر وغيره.
الكاتب
10 - 6 - 1358 ه‍
14

فائدة
تقسيم النسب:
قال السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب
حلب وابن نقبائها في مقدمة كتابه (غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية
المحفوظة من الغبار) - بعد أن ذكر أن العرب كان فن علم النسب غالبا عليهم
وفاشيا فيهم -: ووضع النسب بين دفتين ينقسم إلى نوعين مشجر ومبسوط فأما
المشجر.
فلم أدر من ألقى عليه رداءه ولكنه قد سل عن ماجد محض
قلت ذلك لأني لا اعرف من وضعه واخترعه، والتشجير صنعة مستقلة
مهر فيها قوم وتخلف آخرون، فمن الحذاق فيها الشريف قثم بن طلحة الزيدي
النسابة كان فاضلا يكتب خطا جيدا قال: شجرت المبسوط وبسطت المشجر وذلك
هو النهاية في ملك رقاب هذا الفن.
ومن حذاق المشجرين: عبد الحميد الأول بن عبد الله بن أسامة النسابة
الكوفي. كتب خطا أحسن من خط العذار، وشجر تشجيرا أحسن من الأشجار
بأنواع الثمار.
ومن حذاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسابة صنف الكتاب الحاوي
لأنساب الناس مشجرا في مجلدات تتجاوز العشرة...
وأما المبسوط فقد صنف الناس فيه الكتب الكثيرة المطولة فممن صنف
فيه أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجة
العبيدلي النسابة صاحب (مبسوط نسب الطالبيين) والمبسوطات أكثر من
15

المشجرات... والفرق بين المشجر والمبسوط هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن
الأسفل ثم يترقى أبا فأبا إلى البطن الاعلى، والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الاعلى
ثم ينحط ابنا فابنا إلى البطن الأسفل.
كيفية ثبوت النسب عند النسابة:
لذلك ثلاثة طرق (إحداها) أن يرى خط نسابة موثوق به ويعرف خطه
ويتحققه فحينئذ إذا شهد خط النسابة بشئ عمل عليه (وثانيها) أن تقوم عنده
البينة الشرعية وهي شهادة رجلين مسلمين حرين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة
أو تزكية فحينئذ يجب العمل بقولهما (وثالثها) أن يعترف عنده مثلا أب بابن
وإقرار العاقل على نفسه جائز فيجب أن يلحقه بقول أبيه.
أوصاف صاحب النسب:
يجب أن يكون تقيا لئلا يرتشى على الأنساب (كما قيل عن أبي الحرب
ابن المنقذي النسابة قالوا: كان يرتشى على النسب). وصادقا لئلا يكذب فينفي
الصريح ويثبت اللصيق، ومتجنبا للرذائل والفواحش ليكون مهيبا في نفوس
الخاصة والعامة فإذا نفى أو أثبت لا يعترض عليه. وقوى النفس لئلا يرهب من
بعض أهل الشوكة فيأمره بباطل أو ينهاه عن حق فأن لم يكن قوى النفس زلت
قدمه، ومن صفاته المستحسنة أن يكون جيد الخط فان التشجير لا يليق به إلا
الخط الحسن.
محمد صادق آل بحر العلوم
الطباطبائي
16

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، ورفع بعض
الأنام على بعض فصيره أفخم قدرا، وأعظم ذكرا، وأحل نبيه محمدا المختار
من شريف النسب في المجد الصراح، واصطفاه للايثار بمنيف الحسب وسرة
البطاح، وأطلع شمس فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع، ووصل حسبه ونسبه
يوم القيامة بعدم الانقطاع فهذا أكرم البرية نفسا وآلا، وأفضلها حالا ومآلا
وأتم العالم جمالا، وأكمله تفصيلا واجمالا، فصل اللهم عليه صلاة تجارى سابق
فخره. وتبارى باسق قدره، وعلى آله المتفرعين من دوحة نبوته، المترفعين
إلى ذروة الشرف بمنحة نبوته، وعلى أصحابه المغترفين من شرب العناية، المعترفين
بنشر القبول من مهب الرعاية، ما أضحك مدمع السحاب ثغور الروض، واتصل
حبلا العترة والكتاب حتى يردا على الحوض.
أما بعد: فان علم النسب علم عظيم المقدار، ساطع الأنوار، أشار
الكتاب الإلهي إليه فقال سبحانه وتعالى: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".
وحث النبي الأمي عليه، فقال: " تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم "، لا سيما
نسب آل الرسول عليه السلام، لوجوب توخيهم بالاجلال والاعظام، كما
وضح فيه البرهان، ودل عليه القرآن، وكيف لا وهم خيرة الله التي اختارها
ورفع في البلاد والعباد منارها، ولم تزل أنسابهم التي إليها يعتزون على تطاول
الأيام مضبوطة، وأحسابهم التي بها يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل
17

محوطة " إلا أنى رأيت أوان تغربي في أكثر البلاد التي وطئتها تشابها عظيما
بين الهجان والهجين. وتساويا شديدا بين اللجين (1) واللجين. يكابر الدعي
العلوي فلا ينكر عليه، ويتنازعان الشرف فما من عارف بشأنهما يرجعان إليه
وكثيرا يتعصب في الظاهر للدعي، توصلا بذلك إلى الطعن في آل النبي (ع)
وكم من قائل، لو عرفت سيدا صحيح النسب لتبركت بترابه، ووضعت خدي
تواضعا على عتبة بابه، هذا لعمر الله محض اللجاج، والعناد الذي لا يطمع له
في علاج، هذه بيوتات العلوية العارية عن العار متوافرة، وقبايل الفاطمية
الطاهرة عن الغبار متكاثرة، وقد قام بتصحيح اتصالهم في زمان علامون من
الأمة، ونهض بتنقيح حالاتهم في كل أوان فهامون من الأئمة. فحركتني العصبية
وبعثتني النفس الأبية. على أن أصنف في أنساب الطالبيين كتابا يجمع بين الفروع
والأصول، ويضم الأجذام إلى الذيول، ويستوعب شعب هذا العلم ويستقصيها
ولا يغادر من فوائده صغيرة ولا كبيرة إلا ويحصيها. والأيام بذلك المطلب
تماطل، وتحول دون ما أحاول، حتى بعد ذلك الفن عهدي. ولم يبق منه غير
أثارة عندي، وكيف لا وأنا في زمان ظاهر الغباوة مجاهر العلم والشرف
بالعداوة. قد ارتفعت فيه إرادة العلم من القلوب. وعد النسب الفاطمي من
أعظم العيوب، بحيث أشرفت أنوار الشرف أنوار الشرف على الانطماس. وآذنت آثار
دروس العلم بالاندراس، فالتمس منى أعز الناس على، وأكرمهم لدى وهو
المولى الأعظم، والماجد الأكرم. مرتضى ممالك الاسلام. مبين مناهج
الحلال والحرام، ناظم درر المواهب. في سلوك الرغايب، ومقلد جيد
الوجود بوشاح المناقب، ملاذ قروم آل أبي طالب، في المشارق والمغارب
مفيض لجج الحقايق بجواهر المطالب، على الأباعد والأقارب. الغنى

(1) الأول بضم اللام وفتح الجيم كالحسين بمعنى الفضة. والثاني
بفتح اللام وكسر الجيم كالأمير زبد أفواه الإبل. م ص
18

عن الاطناب في الألقاب، بكمال النفس وعلو الجناب:
تجاوز قدر المدح حتى كأنه بأحسن ما يثنى عليه يعاب
المؤيد بكواكب العز والتمكين، نور الحقيقة والدين، جلال الدين
الحسن (1) بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد
ابن علي بن علي بن الحسن بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن
عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين المعصوم بن الحسين بن علي
بن أبي طالب عليه السلام زيدت فضائله وإفضاله، أن أهز صارم الصريمة
وأوجه وجه العزيمة إلى جمع مختصر يجمع نسب الطالبية وقواعده، ويحوى
خفى أسراره ويضبط معاقده، منبها على ما وقفت عليه من خلاف مشيرا إلى
ما كان من نفى أو غمز بانصاف، أنقل كلام الرواة كما وقع إلى، وأتحرى نصوص
الثقات كما يجب على، لم أتعمد إثباتا لمنفي ولا نفيا لثابت، ولم أقصد من عندي
إيضاحا لخفي ولا طعنا في غير متهافت، بل اعتمد على الحق الصريح، وأتحرى
الصدق في إبطال وتصحيح، فجاء بحمد الله كتابا نفيس المطالب، كما يفرح الطالب
في أنساب آل أبي طالب. قرب إلى إيجاز الألفاظ إطناب المعاني واحتوى على
مهمات الضوابط مع سهولة المباني. يحتاج المبتدى إلى مطالعته. ولا يستغنى
المنتهى عن مراجعته، وحيث وجب التوفيق بين المسمى واسمه انتخب له اسما
علما منى بأنه نعم علما موافقا فسميته (عمدة الطالب) في نسب آل أبي طالب
ثم أهديته إلى الحضرة العلية. علما منى بأنه نعم الهدية فإنه لا ينبغي لاحد بعده
و (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده). وأنا أرجو أن يتلقاه من
القبول قبائل وييسر منه إلى السؤل وسائل:

(1) جلال الدين الحسن كان كريما زاهدا وله فضائل كثيرة. وكان
يسكن جزيرة بنى مالك وله عقب من ولده ناصر الدين محمد. ذكره في الكتاب
في أعقاب زين العابدين عليه السلام تحت عنوان (ذكر جلال الدين حسن الزاهد)
19

وما أنا بالباغي على الحب رشوة ضعيف هوى يبغي عليه ثواب
وما شئت إلا أن أدل عواذلي على أن رأيي في هواك صواب
وأعلم قوما خالفوني ويمموا سواك بأني قد ظفرت وخابوا (1)
فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب، وما أجدر هناك
المحل المنيف بأن يحقق لديه الانتساب، وقد رتبته على مقدمة وثلاثة أصول
وجعلت كل أصل فصولا إعانة للسالك على الوصول، وهذا أوان الشروع في
المرام، متوكلا على الملك العلام، إنه بإغاثة من توكل عليه كفيل وهو سبحانه
حسبنا ونعم الوكيل، أما:
المقدمة
ففي اسم أبى طالب ونسبه، أما اسمه فقيل، إنه عمران. وهي رواية ضعيفة
رواها أبو بكر محمد بن عبد الله العبسي الطرطوسي النسابة. وقيل: اسمه كنيته (2)
ويروى ذلك عن أبي على محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر الأعرج ابن عبد الله بن جعفر قتيل الحرة ابن أبي القاسم محمد بن علي بن أبي طالب النسابة
وله مبسوط في علم النسب، وزعم! انه رأى خط أمير المؤمنين علي عليه السلام
في آخره: (وكتب علي بن أبو طالب).
(مصحف بخط علي عليه السلام احترق)
وقد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط

(1) هذه الأبيات لأبي الطيب المتنبي من قصيدة يمدح بها كافور
وأنشده إياها في شوال سنة 349 ه‍ وهي آخر ما أنشده ولم يلقه بعدها، ومن
هذه القصيدة البيت السابق (تجاوز قدر المدح حتى كأنه.. الخ).
(2) في (الإصابة) لابن حجر عن الحاكم إن أكثر المتقدمين على أن
اسمه كنيته.
20

أمير المؤمنين علي عليه السلام احترق حين احترق المشهد سنة خمس وخمسين
وسبعمائة، يقال إنه كان في آخره: وكتب علي بن أبو طالب. ولكن حدثني
السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسنى
النسابة، وجدي لامي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين
ابن حديد الأسدي رحمه الله: أن الذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي
طالب، ولكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه
علي عليه السلام. (1)
وقد رأيت أنا مصحفا بالمذار في مشهد عبيد الله بن علي بخط
أمير المؤمنين عليه السلام في مجلد واحد في آخره بعد تمام كآبة القرآن المجيد:
" بسم الله الرحمن الرحيم كتبه علي بن أبي طالب ". ولكن الواو تشتبه بالياء
في ذلك الخط كما حكياه لي عن المصحف بالمشهد الغروي، واتصل بي بعد ذلك
أن مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذي فيه، والصحيح أن اسم
أبى طالب عبد مناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى إليه
برسول الله صلى عليه وآله وسلم وقوله: أوصيك يا عبد مناف بعدي بواحد بعد أبيه فرد
وقوله:
وصيت من كنيته بطالب عبد مناف وهو ذو تجارب
وكان أبو طالب مع شرفه وتقدمه جم المناقب غزير الفضائل، ومن
أعظم مناقبه كفالته رسول الله صلى الله عليه وآله قيامه دونه ومنعه إياه
من كفار قريش حتى حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بني هاشم عدا أبى

(1) ومنشأ الاشتباه هو أن كلا من الواو والياء يكتب بالخط الكوفي
مربعا، غير أن رأس الياء منفتح ورأس الواو منضم، ولعله انطمست مربعة
رأس الياء فاشتبهت بالواو فقرأها القارئ واوا والله الأعلم. م ص
21

لهب، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يوادوهم
وعلقوها في الكعبة (1) والقصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر، ومن
أشعاره في ذلك:
ألا أبلغا عنى على ذات رأيها * قريشا، وخصا من لوى بنى كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب
وله من أخرى:
تريدون أن نسخو بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم
وترجون منا خطة دون نيلها * ضراب وطعن بالوشيج المقوم
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه * وأسيافنا في هامكم لم تحطم
إلى غير ذلك، ولما اجتمعت قريش على عداوة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وسألت أبا طالب أن يدفعه إليهم وتحالفوا على ذلك وخشي أبو طالب
دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكة الشريف
ويذكر مكانه منها، ويذكر فيها أشراف قريش وهو مع ذلك بخبرهم وغيرهم أنه
غير مسلم رسول الله صلى عليه وآله وسلم ولا تاركه لشئ ابدا، وهي طويلة
جدا (2) منها:
كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل

(1) ولما علقوها بالكعبة أرسل الله إليها دابة من الأرض فأكلت
ما كان فيها من قطيعة وعقوق وأبقت ما كان فيها من (بسمك اللهم) فأعلم
جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله بحالها وأعلم النبي أبا طالب فجذل بذلك وأخبر به
قريشا فقالوا له هذا سحر فعله محمد وزادهم طغيانا ونفورا.
(2) تبلغ مائة وأحد عشر بيتا تجدها مثبتة في ديوانه المطبوع، قال ابن
كثير: " هي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى "، وقد ذكرها أكثر
المؤرخين وإن زاد بعضهم منها ونقص آخر. م ص
22

ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل
ومن قوله لابنيه على وجعفر:
إن عليا وجعفرا ثقتي عند ملم الخطوب والكرب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخي لامي من بينهم، وأبى
إلى غير ذلك ومن مناقبه: انه استسقى بعد وفاة أبيه عبد المطلب (1) فسقى
وأم أبى طالب فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران (2) بن مخزوم (3) بن
مرة بن كعب بن لوى بن غالب. وفاطمة هذه أيضا أم عبد الله بن عبد المطلب والد
رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يشركهما في ولادتها غير الزبير بن
عبد المطلب وقد انقرض الزبير، وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أبو طالب
وولده دون باقي بنى عبد المطلب، وأما نسبه: فهو ابن عبد المطلب، واسمه شيبة
ويقال، شيبة الحمد، وقد قيل: إن اسمه عامر، والصحيح الأول، ويقال: سمى شيبة
لأنه ولد وفى رأسه شعرة بيضاء. ويكنى أبا الحارث، ويلقب الفياض لجوده، وإنما
سمى عبد المطلب لان أباه هاشما مر بيثرب في بعض أسفاره فنزل على عمرو بن
زيد، وقيل زيد بن عمرو بن خداش بن أمية بن لبيد بن غنم بن عدي بن النجار وراوي
الأول يقول: عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار
وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمر بن الخزرج وهو المعتمد، فرأى ابنته سلمى

(1) أنظر (السيرة الحلبية) ج 1 ص 128 و (تاريخ الخميس) ج 1
ص 287.
(2) أثبته الديار بكري في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 180 (عمرو) وأما
ابن هشام في (السيرة) وابن قتيبة في (المعارف) فأثبتاه كما هنا،
(3) يوافقه على ذكر هذا النسب المحب الطبري في (ذخائر العقبى)
ص 55 وأما ابن هشام في السيرة فزاد (يقظة) بين مخزوم ومرة. م ص
23

فخطبها إليه فزوجه إياها وشرط عليه أنها إذا حملت أتى بها لتلد في دار قومها وبنى
عليها هاشم بيثرب ومضى بها إلى مكة فلما أثقلت أتى بها إلى يثرب في السفرة التي
مات فيها، وذهب إلى الشام فمات هناك بغزة من أرض الشام.
وولدت سلمى عبد المطلب وشب عند أمه فمر به رجل من بنى الحارث بن
عبد مناف وهو مع صبيان يتناضلون فرآه أجملهم وأحسنهم إصابة وكلما رمى
فأصاب قال: أنا ابن هاشم سيد البطحاء، فأعجب الرجل ما رأى منه ودنا إليه وقال:
من أنت؟ قال: أنا شيبة بن هاشم، أنا ابن سيد البطحاء بن عبد مناف.
قال: بارك الله فيك وكثر فينا مثلك. قال: ومن أنت يا عم؟ قال: رجل من قومك.
قال: حياك الله ومرحبا بك. وسأله عن أحواله وحاجته فرأى الرجل منه
ما أعجبه فلما أتى مكة لم يبدأ بشئ حتى أتى عبد المطلب بن عبد مناف فأصابه
جالسا في الحجر فخلا به وأخبره خبر الغلام وما رأى منه فقال المطلب: والله لقد
أغفلته. ثم ركب قلوصا ولحق بالمدينة وقصد محلة بنى النجار فإذا هو بالغلام في
غلمان منهم فلما رآه عرفه وأناخ قلوصه وقصد إليه فأخبره بنسبه (بنفسه خ ل)
وانه قد جاء للذهاب به، فما كذب ان جلس على عجز الرحل وركب المطلب
القلوص ومضى به، وقيل: بل كانت أمه قد علمت بمجيئ المطلب ونازعته فيه
فغلبها عليه ومضى به إلى مكة وهو خلفه، فلما رأته قريش قامت إليه وسلمت
عليه وقالوا: من أين أقبلت؟ قال من يثرب. قالوا: ومن هذا الذي معك؟
قال: عبد ابتعته. فلما اتى محله اشترى له حلة ألبسه إياها وأتى به مجلس بنى
عبد مناف، فقال: هذا ابن أخيكم هاشم. وأخبرهم خبره فغلب عليه المطلب لقول
عمه إنه عبد ابتعته، وساد عبد المطلب قريشا وأذعنت له سائر العرب بالسيادة
والرياسة وأخباره مشهورة مع أصحاب الفيل وفى حفر زمزم وفى سقياه حين
استسقى مرتين مرة لقريش ومرة لقيس (1) إلى غير ذلك من فضائله واخباره.

(1) أنظر القصة في (السيرة الحلبية) ج 1 ص 133.
24

وأشعاره تدل على أنه كان يعلم أن سبطه محمدا نبي (1) وهو ابن (هاشم) واسمه
عمرو ويقال له عمرو العلى، ويكنى أبا نضلة، وإنما سمى هاشما لهشمه الثريد للحاج
وكانت إليه الوفادة والرفادة، وهو الذي سن الرحلتين رحلة الشتاء إلى اليمن
والعراق ورحلة الصيف إلى الشام، ومات بغزة من أرض الشام، وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
وكان هاشم يدعى القمر ويسمى زاد الركب وقد سمى بهذا آخرون (2)
من قريش أيضا، وهو ابن (عبد مناف) واسمه المغيرة، وإنما سمته عبد مناف
أمه: ومناف اسم صنم كان مستقبل الركن الأسود، وكان يدعى القمر لجماله
ويدعى السيد لشرفه وسؤدده، وهو ابن (قصي) واسمه زيد، وإنما سمى قصيا
لان أمه فاطمة بنت سعد بن شبل الأزدية من أزد شنؤه، تزوجت بعد أبيه
كلاب بن ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي، فمضى بها إلى قومه، وكان
زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه وحملت زيدا معها لأنه كان فطيما فسمى
قصيا، لأنه أقصى عن داره وشب في حجر ربيعة بن حزام بن سعد لا يرى إلا
أنه أبوه إلى أن كبر فتنازع مع بعض بين عذرة فقال له العذري: الحق بقومك

(1) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 270 و (السيرة الحلبية) ج 1 ص 129
كان عبد المطلب يخبر أهله وقومه بما يكون للنبي من ملك شامل ونبوة عامة فيقول
حينما يجيئ النبي صلى الله عليه وآله ليجلس على بساط عبد المطلب ويريد أعمامه أن ينحوه:
" دعوا ابني هذا إن له شانا وإنه ليؤنس ملكا ".
(2) وهم ثلاثة مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وزمعة بن الأسود
ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله
ابن عمرو بن مخزوم والد أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله سموا بذلك لأنه لم يكن
يتزود معهم أحد في سفر يطعمونه ويكفونه الزاد ويغنونه. م ص
25

فإنك لست منا!. قال: وممن انا؟ قال: سل أمك تخبرك. فسألها فقالت: والله
أنت أكرم منهم نفسا ووالدا ونسبا، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك آل الله
في حرمه وعند بيته، فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل.
ولما صار إلى مكة تزوج إلى حليل بن حبشة الخزاعي ابنته جى وكان حليل
يلي أمر الكعبة، وعظم أمر قصي حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم
وأجلاهم عن الحرم وصارت إليه السدانة والرفادة والسقاية، وجمع قبائل قريش
وكانت متفرقة في البوادي فاسكنها الحرم ولذلك سمى مجمعا قال الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر
وبنى دار الندوة، وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا تجتمع فيه
قريش إلا فيها، فصار له مع السدانة والرفادة والسقاية النداوة واللواء، وهو
ابن (كلاب) واسمه حكيم، وإنما سمى كلابا لأنه كان يحب الصيد فجمع كلابا
كثيرة يصطاد بها وكانت إذا مرت على قريش قالوا هذا كلاب بن مرة يعنون
حكيما فغلبت عليه وفيه يقول الشاعر:
حكيم بن مرة ساد الورى * ببذل النوال وكف الأذى
أباح العشيرة إفضاله * وجنبها طارقات الردى
وهو ابن (مرة) بن كعب بن (لوى) بن (غالب) بن (فهر) وهو في كثير
من الأقوال جماع قريش فكل من ولده فهو قرشي، وهو ابن (مالك) وهو
جامع قريش في قول آخر، وهو ابن (النضر) واسمه قيس، وإنما سمى النضر
لوضاءته وجماله، وهو جامع قريش في أصح الأقوال، وإنما سميت هذه القبيلة قريشا
لتجمعها والتجمع والتقرش بمعنى واحد وقيل: لابل لجمعها لأنهم كانوا تجارا.
وقيل: بل التقرش التفحص والتفتيش، وكان النضر أو ابنه مالك أو فهر يتفحص
عن الرجال المحتاجين والمضطرين ليعينهم، وقيل: بل كان دليلهم إلى الشام رجل
26

منهم يقال له قريش بن يخلد، وكانت قافلتهم إذا قدمت قيل قدم قريش ثم
غلبت على القبيلة، والقول الأشهر: أنهم سموا باسم دابة في البحر عظيمة
لا تذر شيئا الا أتت عليه يسميها أهل الحجاز القرش وتصغر وذلك لشدة هذه
القبيلة وشوكتها، وفى ذلك يقول الشاعر (1):
وقريش هي التي تسكن البحر * بها سميت قريش قريشا
سلطت بالعلو في لجة البحر * على ساكني البحور جيوشا
يأكل الغث والسمين ولا يترك * فيها لذي الجناحين ريشا
هكذا في الأنام حي قريش * يأكلون الأنام أكلا كشيشا
ولهم آخر الزمان نبي * يكثر القتل فيهم والخموشا
تملأ الأرض خيله برجال * يحشرون المطي حشرا كميشا
وهو ابن (كنانة) ويكنى أبا قيس، وهو ابن (خزيمة) بن (مدركة)
واسمه عمرو، وإنما سمى مدركة لان إبلا لهم نفرت فتفرقت فذهب عمرو
في إثرها فأدركها فسمى مدركة، وصاد أخوه عامر أرنبا فطبخه فسمى طابخة
وانقمع أخوهما عمير في البيت فسمى قمعة، وخرجت أمهم خلف ابنيها تسعى
فقال لها أبوهم: مالك تخندفين؟ فسميت خندف، والخندفة نوع من المشي، وكان
مدركة يكنى أبا الهذيل، وقيل: أبا حزيمة. وهو ابن (الياس) بن (مضر)
ويقال لعقبه: مضر الحمراء (2) وربما قيل له ذلك أيضا، بل هو الأصل في
هذه التسمية ولها قصة عجيبة مشهورة تركناها خوف الإطالة، وهو ابن (نزار)

(1) هو المشمرج الحميري كما في (تاج العروس) مادة قرش م ص
(2) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 198: الوجه فيه أن نزارا لما حضرته
الوفاة قسم بين بنيه أمواله فأعطى مضرا القبة وكانت من أدم حمراء، وفي (تاريخ
اليعقوبي) ج 1 ص 255 طبع ليدن أعطى مضرا ناقته الحمراء وما أشبهها من الحمرة
27

ابن (معد) بن (عدنان) إليه انتهى النبي صلوات الله وسلامه عليه في الانتساب
ثم قال صلى الله عليه وآله: كذب النسابون. (1)
وفيما بعد عدنان وإبراهيم عليه السلام اختلاف كثير، وقد اشتهر فيما
بين النساب: أنه ابن أد بن أدد بن اليسع ابن الهميسع بن سلامان بن النبت بن
حمل بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم. وروى الكلبي: أنه ابن أدد بن هميذع بن
سلامان بن عوض ين ثور بن قوال بن أبي بن العوام بن ناشد بن حذار بن
تدلاس بن تدلاف بن صالح بن حاجم بن ناخش بن ماحى بن عبقي بن عبقر
ابن عبيد بن الدعا بن أحمد بن سنتين بن تيرز بن بحرز بن ملحس بن أرغون
ابن عبق بن ريسان بن عبصر بن اقتاد بن ابهامي بن مقصر بن ناحث بن رازخ
ابن شما بن مزى بن عوض بن عرام بن قيذار. وعن بعض أهل الكتاب ان بورخ
بن باريا كاتب أرميا قال: قال عدنان بن أدد بن هميذع بن هميسع بن سلامان بن
عوض بن لواري بن شوخي بن نعماني بن كداني بن قلدساني بن يدلافي بن طهبي
بن بحش بن معحاكي بن عاوني بن عافادي بن ابداعي بن همداني بن بشناني بن
بتراني بن عراني بن ملحاني بن رعواني بن عاقاني بن ديشاني بن عاصاري بن ميادي
ابن ثاماني بن مقصاري بن فاحث بن رازخ بن شما بن يزي بن صفا بن جعم
ابن قيذار.
وقد روى غير ذلك، ففي هاتين الروايتين قد بلغ ما بين عدنان وإبراهيم

(1) ولعل السر في قوله صلى الله عليه وآله: كذب النسابون. كثرة وقوع
الاضطراب في الأسماء بعد عدنان لما فيها من التخليط والتغيير في الألفاظ
وعواصة تلك الأسماء، لان النسابين أخذوه من الكتب العبرانية مضافا إلى
قلة الفائدة في تحصيلها، وقد روى عنه صلى الله عليه وآله أنه كان إذا انتهى إلى معد بن
عدنان أمسك وقال: كذب النسابون، قال تعالى. " وقرونا بين ذلك كثيرا " وهذا هو السر في كثرة وقوع الاختلاف بين النسابين فيما بعد عدنان م ص
28

على نبينا وعليه الصلاة والسلام أربعين رجلا، وفى الرواية الأولى تسعة رجال
وربما روى ستة رجال إلى أكثر من ذلك، فربما وصل إلى خمسة عشر والى
عشرين، ويشبه أن تكون الروايات التي دلت على ما قل عن الأربعين مختصرة
أو مصنوعة، فان بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم وبين عدنان عشرين أبا
وبضعا، فروايات المقلين تقتضي أن يكون بين رسول الله صلى عليه وآله وسلم
وبين إبراهيم " ع " أقل من أربعين أبا، وبعضها يوجب أقل من ثلاثين، وبين
وفاة إسماعيل عليه السلام ومولد رسول الله صلى عليه وآله وسلم ألفان
وستمائة وبضع عشرة سنة، وتناسق هذه الولادات في مقدار هذه المدة مستنكر
فان أحالوا على طول الاعمار اعتبرنا من ضبط نسبه من بني إسرائيل وهم رؤوس
رجالاتهم الذين تنتهى أنسابهم إلى سليمان بن داود عليهما السلام، فان تلك
الأنساب محفوظة مدونة رواية وكتابة متواترا، فقد وجدنا بين من لحق عصر
رسول الله صلى الله عليه وآله منهم وبين إبراهيم عليه السلام بضعا وستين
أبا، وهذا الاعتبار يوجب أن يكون بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين إبراهيم (ع)
هذا القدر أو ما يقاربه لان الطرافة والعقود - وإن كانا يتفقان بقدر العادة -
فيهما مضبوطة، وإنما يقع مثل ذلك أيضا في الواحد من القبيلة وفى القبيلة من
الأمة كما وقع لعبد الصمد بن عبد الله بن عباس، فإنه أدرك أولاد الرشيد وهو
هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومتى روى
في نسب عدنان روايات يوجب بعضها اتفاق ولادات بنى إسماعيل وإسحاق
وأوجبت الأخرى بعد التفاوت الخارج عن العادة، فالموافق لا محالة أولى
بالتقديم ولعل الاختلاف الواقع في الأسماء الواقعة في الروايتين اللتين توجبان
أن بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السلام وبين عدنان
أربعين أبا لاختلاف اللغتين، ويقوى هذا أيضا اعتبارات أخر تركناها للاختصار
29

نسب إبراهيم الخليل عليه السلام
وأما نسب إبراهيم خليل الرحمن على نبينا وعليه السلام إلى نوح " ع "
ففيه ثلاث روايات أشهرها: أنه ابن (تارخ) بن ناحور بن شروغ بن فالغ بن
عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح صاحب السفينة. ثم اختلف فيما بين
نوح وآدم على نبينا وعليه السلام على خمسة أقوال أشهرها أنه نوح بن مشخد
ابن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن اليارذ بن مهلائيل ابن قينان بن أنوش بن
شيث بن آدم على نبينا وعليه السلام. فهذا ما أردنا ذكره في هذه المقدمة.
وقد كان أبو طالب أولد أربعة بنين طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا رضوان
الله عليهم أجمعين، وكان كل منهم أكبر من الآخر بعشر سنين فيكون طالب
أسن من على بثلاثين سنة. وبه كان يكنى أبوه وأمهم أجمع فاطمة بنت أسد ابن
هاشم بن عبد مناف بن قصى، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكانت جليلة القدر
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوها أمي، ولما توفيت صلى عليها
ودخل قبرها وترحم عليها. أما طالب فأكرهته قريش على الخروج إلى بدر ففقد
فلم يعرف له خبر، ويقال إنه أكره فرسه بالبحر حتى غرق وهو القائل حين
أخرجته قريش كرها:
يا رب إما خرجوا بطالب * في مقنب من هذه المقانب
فليكن المطلوب غير الطالب * والرجل المغلوب غير الغالب
إلى آخره، وليس لطالب عقب ولكل من إخوته عقب متصل ذكرناه في
أصل فصارت الأصول ثلاثة:
30

الأصل الأول
في ذكر عقب (عقيل) بن أبي طالب، ويكنى أبا يزيد، وكان أبو طالب
يحبه حبا شديدا ولذا قال له رسول الله صلى عليه وآله وسلم: إني لأحبك
حبين حبا لك، وحبا لحب أبى طالب. (1) وكان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب
وقريش، وكان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمله، وخرج إلى بدر فأسر وفداه
عمه العباس، وفارق أخاه عليا أمير المؤمنين في أيام خلافته وهرب إلى معاوية
وشهد صفين معه غير أنه لم يقاتل ولم يترك نصح أخيه والتعصب له.
فروى أن معاوية قال يوم صفين: لا نبالي وأبو يزيد معنا. فقال عقيل:

(1) ولد عقيل بعد ولادة النبي صلى الله عليه وآله بعشر سنين، وكان أكبر من
على بعشرين سنة ومن جعفر بعشر سنين وأصغر من طالب بعشر سنين، ولقد
أهمل أكثر المؤرخين إسلامه وأرخه ابن حجر في (الإصابة) بما بعد الحديبية
ولا بدع إن أهملوا مثله وقد طعنوا في أبيه من قبل، ونحن إذا قرأنا في
(تاريخ الطبري) ج 2 ص 282 قول النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: " إني قد عرفت
رجالا من بني هاشم قد خرجوا إلى بدر كرها فمن لقى منكم أحدا منهم فلا يقتله "
يمكننا أن نستفيد إيمان عقيل بالنبوة قبل الهجرة غير أن سياسته قريشا اضطرته
إلى التستر والاستخفاء، كيف لا وهو يشاهد أباه وأمه وأخوته مصدقين بالنبوة
خاضعين للدعوة الآلهية وهم أعضاد الحنيفية البيضاء وحضنة الدين المبين، فلم
يكن الغصن الباسق من ذلك الدوح اليانع بدعا من أصله الكريم، ولا حائدا عن
خطة رجالات بيته الرفيع، ولو تنازلنا عن ذلك لدلنا ابن قتيبة في (المعارف)
ص 68 على اسلامه يوم بدر بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله توفى سنة 60 من الهجرة.
م ص
31

وقد كنت معكم يوم بدر فلم أغن عنكم من الله شيئا، وكان عقيل حاضر الجواب
وله في ذلك أخبار كثيرة وأضر في آخر عمره.
(والعقب) منه ليس إلا في محمد بن عقيل، فأما مسلم بن عقيل قتيل
الكوفة فمنقرض (والعقب) من محمد بن عقيل في رجل واحد وهو أبو محمد
عبد الله (1) كان فقيها محدثا جليلا وأمه زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين
علي عليه السلام وأمها أم ولد، وكان لمحمد بن عقيل ولدان آخران هما القاسم
وعبد الرحمن أعقبا ثم انقرضا (وأعقب) عبد الله بن محمد من رجلين محمد، وأمه
حميدة بنت مسلم بن عقيل، وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب " ع " ومسلم
أمه أم ولد (أما) محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل فأعقب من خمسة رجال
القاسم وعقيل وعلى وطاهر وإبراهيم (أما) القاسم بن محمد فكان عالما فاضلا
ويقال له القاسم الجيزي (وأعقب) من ولديه عبد الرحمن بن القاسم وعقيل بن
القاسم (فمن) ولد عبد الرحمن بن القاسم محمد المرقوع بن عبد الرحمن، له عقب
يقال لهم بنو المرقوع بطبرستان و (أما) عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن
عقيل وكان صاحب حديث ثقة جليلا فولد القاسم وأحمد وعبد الله ومسلما
(فولد) القاسم بن عقيل بن محمد محمدا ابن الأنصارية كان له أربعة ذكور
منهم علي بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد، يقال له ابن القرشية (أعقب)
بمصر ولدين أحدهما أبو عبد الله الحسين كان صبيا عفيفا وخلف أربعة ذكور
والآخر أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر اسمه عبد الله ويكنى أبا الحسين مات بها
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

(1) جزم الترمذي في جامعه بصدقه ووثاقته لذا خرج حديثه كما احتج
به أحمد بن حنبل وإسحاق والحميدي والبخاري وأبو داود وابن ماجة القزويني
كما عن (تهذيب التهذيب) ج 6 ص 15 وعده الشيخ الطوسي من رجال الإمام الصادق
(ع) وأصحابه، وكفاه فضلا وتقدما، توفى بعد سنع 140 ه‍ م ص
32

كان له أربعة ذكور.
منهم علي بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد، يقال له ابن القرشية (أعقب)
بمصر ولدين أحدهما أبو عبد الله الحسين كان صبيا عفيفا وخلف أربعة ذكور
والآخر أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر اسمه عبد الله ويكنى أبا الحسين مات بها
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
(ومن) ولد أحمد بن عقيل بن محمد وجعفر ابنا عبد الله بن جعفر بن أحمد
ابن عقيل المذكور كانا باليمن (وولد) عبد الله بن عقيل بن محمد ابنا وكان نسابة
ويكنى أبا جعفر (ولد) خمسة ذكور وهو على ومحمد والحسن وأحمد وعقيل
(أما) الثلاثة الأول فلم يذكر لهم عقب وعسى هم درجوا أو انقرضوا (وخلف)
أحمد بن عبد الله بن عقيل - وكان نسابة أيضا بنصيبين - ثلاثة ذكور عليا وحسينا
وإبراهيم (وأما) عقيل بن عبد الله بن عقيل، وكان نسابة مشجرا فاضلا يكنى
أبا القاسم (فولد) ولدين أحدهما محمد وقع إلى قم والآخر عبد الله الأصفهاني كان
له ولدان أحدهما القاسم، ويكنى أبا أحمد مات بفسا (1) عن ولدين هما محمد
وعبد الله ابنا القاسم بن عبد الله الأصفهاني، والآخر أبو محمد جعفر العالم
النسابة شيخ شبل بن تكين النسابة، مات سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة، وله عقب
كانوا بحلب وبيروت ومصر.
(وولد) مسلم بن عقيل بن محمد، محمدا كان أمير المدينة ويعرف بابن المزنية
قتله ابن أبي الساج (وله عقب) منهم أبو القاسم مسلم بن أحمد بن محمد أمير المدينة
المذكور، كان متأدبا حسن الصورة، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة وله عقب (وأما)
علي بن محمد بن عبد الله فأعقب من عبد الله والحسن لهما عقب (وأما) طاهر بن
محمد بن عبد الله فأعقب من محمد وعلى كان لهما أولاد بمصر (وأما) إبراهيم بن

(1) فسا بالفتح والقصر مدينة بفارس بينها وبين شيراز أربع مراحل.
(مراصد الاطلاع)
33

محمد بن عبد الله فكان له عقب بفارس (وأما) مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل
ابن أبي طالب فأعقب من ثلاثة رجال عبد الرحمن ومحمد وعبد الله، يعرف بابن
الجمحية، وقد كان سليمان بن مسلم أعقب أيضا ولكنه انقرض (فمن ولده)
عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن جعفر بن عبد الرحمن بن
مسلم المذكور، وقع إلى طبرستان (ومنهم) أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عمر مائة سنة ومات عن
ولد اسمه على ويكنى أبا القاسم (ومن) ولد محمد بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن
عقيل عبد الله بن الحسين بن محمد بن مسلم كانت له بقية بالكوفة (ومن) ولد
عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، الأمير همام بن جعفر بن إسماعيل
ابن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، كان له بقية بنصيبين
يقال لهم بنو همام.
(ومن) بنى عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد، إبراهيم الملقب دخنة بن عبد الله
بن مسلم المذكور، له أعقاب (منهم) بنو الغلق وهو إبراهيم بن علي بن إبراهيم
دخنة، كانوا بنصيبين، وقد قال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد العلوي العمرى
النسابة أن شيخ الشرف العبيدلي النسابة ذكر في إبراهيم دخنة غمز أو لم يثبته (ومنهم) عيسى
الأوقص، وسليمان ابنا عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد لهما عقب (منهم)
محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن مسلم يلقب
بقمرية مات بمصر عن ولد، وكذا أخوه عقيل بن علي بن محمد، كان له ولد
بمصر (ومنهم) الحسن بن عقيل بن محمد بن الحسين بن أحمد بن سليمان المذكور
له بقية بالمدينة (ومنهم) يحيى بن الحسين بن أحمد بن سليمان المذكور كان له أيضا
بقية بالمدينة (ومنهم) عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن مسلم له بقية بالكوفة يقال
لهم بنو جعفر كانت منهم فاطمة النائحة بالحلة معروفة ببنت الهريش، رآها شيخي
النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى النسابة رحمه الله (ومن) بنى
34

عيسى الأوقص بن عبد الله بن مسلم العباس بن عيسى الأوقص، ولى القضاء
للداعي الكبير الحسن بن زيد الحسنى على جرجان، وكان قد أولد بكرمان، قال
الشيخ العمرى ومن بنى الأوقص قوم بطبرستان وخراسان، وهذا آخر ولد
عقيل بن أبي طالب وهم قليلون.
الأصل الثاني
في ذكر عقب جعفر بن أبي طالب، وكان جعفر يكنى أبا عبد الله، وأبا
المساكين لرأفته عليهم وإحسانه إليهم، وكان قد هاجر إلى الحبشة فيمن هاجر
إليها ورجع منها فوصل إلى رسول الله يوم فتح خيبر فقال صلى الله عليه وآله، ما أدرى
بأيهما أنا أشد فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟. ولهذا يقال لجعفر ذو
الهجرتين يعنى هجرة الحبشة وهجرة المدينة، ولما جهز النبي صلى الله عليه وآله أصحابه إلى موتة
من أرض الشام أمر عليهم زيد بن حارثة فان قتل فجعفر بن أبي طالب (1) فان
قتل فعبد الله بن رواحة فاستشهد الثلاثة الامراء، ولما رأى جعفر الحرب قد
اشتدت والروم قد غلبت اقتحم عن فرس له أشقر ثم عقره، وهو أول من
عقر في الاسلام وقاتل حتى قطعت يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى وقاتل إلى أن
قطعت اليسرى أيضا فاعتنق الراية وضمها إلى صدره حتى قتل، ووجد به
نيف وسبعون وقيل نيف وثمانون ما بين طعنة وضربة ورمية، ورأي النبي
صلى الله علية وآله مصرعه ومصرع أصحابه، وقال: " زارني جعفر في نفر من

(1) ينافيه جلالة جعفر وحزمه وإصابته في الرأي وبسالته ومثله
لا يتقدم عليه أحد، ويشهد لتقديمه في الامارة في هذه الغزوة دون غيره ما في
(تاريخ اليعقوبي) ج 2 ص 66 طبع ليدن سنة 1883 م كان جعفر هو المقدم
ثم زيد ثم عبد الله بن رواحة. م ص
35

الملائكة له جناحان يطير بهما ". ولهذا يقال لجعفر ذو الجناحين والطيار في الجنة
وكان مقتله سنة ثمان من الهجرة، وقيل سنة سبع، وحزن عليه النبي صلى الله عليه وآله
حزنا شديدا ودفن جعفر وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة في قبر واحد
وعمى القبر (أولد) جعفر بن أبي طالب ثمانية بنين وهم عبد الله وعون ومحمد الأكبر
ومحمد الأصغر وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وعبد الله الأكبر وأمهم أجمع
أسماء بنت عميس الخثعمية (أما محمد) الأكبر فقتل مع عمه أمير المؤمنين علي (ع)
بصفين، وأما عون ومحمد الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليه السلام يوم
الطف، وأما عبد الله الأكبر فهو أبو جعفر الجواد أحد أجواد بني هاشم الأربعة
وهم الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وهو الرابع، ولم يبايع رسول الله طفلا
غيره وغير ابني بنته الحسن والحسين وعبد الله بن العباس، وعاش تسعين سنة
وقيل غير ذلك وروى عنه أنه قال: أتى رسول الله - ص - بنعي أبينا جعفر
فدخل علينا وقال لامنا أسماء بنت عميس أين بنو أخي؟ فدعانا وأجلسنا بين يديه
وذرفت عيناه فقال أسماء: هل بلغك يا رسول الله عن جعفر شئ؟ قال: نعم
استشهد رحمه الله فبكت وولولت وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فلما كان بعد ثلاثة
أيام دخل علينا صلوات الله عليه ودعانا فأجلسنا بين يديه كأننا أفراخ وقال:
لا تبكين على أخي - يعنى جعفرا - بعد اليوم. ثم دعا بالحلاق فحلق رؤوسنا وعق
عنا ثم أخذ بيد محمد، وقال: هذا شبيه عمنا أبى طالب، وقال لعون: هذا شبيه
أبيه خلقا وخلقا. وأخذ بيدي فشالهما، وقال: اللهم احفظ جعفرا في أهله
وبارك لعبد الله في صفقته فجاءته أمنا تبكى وتذكر يتمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟ " وأعقب " من ولد جعفر بن أبي
طالب محمد الأكبر ولد عبد الله والقاسم وبنات " فولد " القاسم بنتا أمها بنت
عمه عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت
رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عبد مناف خرجت
36

ابنة القاسم بن محمد جعفر المذكور إلى طلحة بن عمر بن عبد الله بن معمر التيمي
فولدت له إبراهيم بن طلحة كان يقال له: ابن الخمس يعنون أمهاته الخمس المذكورات
وولد عون بن جعفر بن أبي طالب شهيد الطف ابنا اسمه مساور له ذيل لم يطل
وانقرض محمد الأكبر وعون، ودرج الخمسة الاخر أعنى أولاد جعفر ما عدا
عبد الله الأكبر (والعقب) من جعفر الطيار في عبد الله الأكبر الجواد وحده
ليس له عقب إلا منه، وكان عبد الله قد ولد (1) بأرض الحبشة، وله في الجود
أخبار كثيرة تركناها حذر التطويل، ويروى انه ليم في جوده فقال:
لست أخشى قلة العدم ما اتقيت الله في كرمى

(1) كانت ولادته بعد النبوة بثلاث سنين وكان عمره يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله
إلى المدينة عشر سنين، ومات سنة 80 عن تسعين سنة ودفن بالمدينة أو بالابواء
واشتهر بالجود حتى لقب بقطب السخاء، وأنما كثر خيره واتسع ماله بدعاء
النبي له يوم رآه يساوم بشاة فقال: " اللهم بارك له في صفقته ". ولازم عمه
عليا (ع) فاستفاد منه علما وتبصرا في دقائق الأمور فحضر معه صفين وعقد له
يوم الجمل على عشرة آلاف، وحظي بعده بإماميه الحسن والحسين (ع) وكم مرة
استماله معاوية فما وجد إلا رجلا صلب الايمان عارفا بالحق والهدى مائلا عن
سفاسف الملحدين فكثرت فيه القالة وتوسع أتباع الهوى في الحط من قدره
بأحاديث لا نصيب لها من الحقيقة، ويكفينا في القناعة بذلك ما يحدثه ابن الأثير
في (الكامل) في حوادث سنة 60 ج 4 ص 37 من قوله لغلامه لما ورد نعى ابنيه
وقال هذا ما لقينا من الحسين فحذفه بالنعل وقال له: " يا بن اللخناء أتقول هذا
للحسين؟ والله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه والله إنه لمما يسخى بنفسي عنهما
ويهون على المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمى مواسيين له صابرين معه
وإن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدى ". وكان تأخره عن حضور الطف ذهاب بصره. م ص
37

كلما أنفقت يخلفه لي رب واسع النعم
ومات عبد الله بالمدينة سنة ثمانين وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان
ودفن بالبقيع، وقيل: مات بالابواء سنة تسعين وصلى عليه سليمان بن عبد الملك
أيام خلافته ودفن بالابواء. وقال شيخنا أبو الحسن العمرى: مات عبد الله في
زمان عبد الملك بن مروان وله تسعون سنة، (فولد) عبد الله عشرين ذكرا
وقيل أربعة وعشرين منهم معاوية بن عبد الله كان وصى أبيه وإنما سمى معاوية
لان معاوية بن أبي سفيان طلب منه ذلك فبذل له مائة ألف درهم، وقيل ألف
الف (ومنهم) على الزينبي أمه زينب بنت علي بن أبي طالب (ع) وأمها فاطمة
بنت رسول الله (ومنهم) إسحاق العريضي أمه أم ولد (ومنهم) إسماعيل الزاهد
قتيل بنى أمية، وهؤلاء الأربعة هم المعقبون من ولد عبد الله بن جعفر (أما)
معاوية بن عبد الله الجواد فأعقب من عبد الله بن معاوية الشاعر الفارس، وكان
قد ظهر سنة خمس وعشرين ومائة في أيام مروان الحمار ودعا إلى نفسه وبايعه
الناس وعظم أمره واتسعت مقدرته وملك الجبل بأسره، وكان أبو جعفر المنصور
الدوانيقي عامله على أبذج وبقى على حاله إلى سنة تسع وعشرين ومائة فأوقع عليه
أبو مسلم المروزي الحيل حتى أخذه وحبسه بهراة ولم يزل محبوسا إلى سنة ثلاث وثمانين
ومائة، وقبره بهراة في المشرق يزار إلى الآن، رأيت قبره سنة ست وسبعون
وسبعمائة وكان لمعاوية محمد ويزيد وعلى وصالح أيضا، فمن ولد صالح بن معاوية
ابن الجواد (1) ومن ولد علي بن معاوية (2) وقد نص الشيخ أبو الحسن العمرى
وشيخه شيخ الشرف العبيدلي على انقراض معاوية بن عبد الله بن الجواد بن جعفر
ابن أبي طالب وأنه لم يبق له بقية، وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن
طباطبا الحسنى: بل له بقية من ولده بأصفهان وغيرها من الجبال. قال: ورأيت

(1) كذا في الأصل وفى العبارة نقص
(2) كذا في الأصل وفى العبارة نقص. م ص
38

مع الصوفية رجلا صوفيا من أهل أصفهان له ذؤابتان يذكر أنه من ولد محمد بن
صالح بن معاوية بن عبد الله الجواد ولم يتسع لي الزمان في مسألته عن سلفه وما
بقي من قومه وأهل بيته هذا كلامه والعجب منه كيف يرد كلام شيخ الشرف
بحكاية رجل ذكر أنه من ولد محمد بن صالح بن معاوية. فأما الآن فالظاهر أنه
لم يبق منهم أحد: فقد نص على انقراض معاوية النقيب تاج الدين محمد بن معية
الحسنى وغيرة من النسابين المتأخرين (وأما) إسماعيل (1) بن عبد الله بن جعفر
فمن ولده عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل المذكور، وهو الشاعر
الملقب بكلب الجنة (وعقب) إسماعيل بن عبد الله الجواد قليل جدا، قال أبو
عبد الله بن طباطبا: له بقية بجرجان وقال الشيخ العمرى: لم يبق من أولاد
إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار اليوم الا امرأة صوفية ببغداد أمها بنت
النبطية المغنية وأبوها أبو الحسين بن عبد الوهاب بن علي بن الحسين بن محمد بن
عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار، إذا
ماتت انقرض ولد إسماعيل من العراق. وقد نص النقيب تاج الدين رحمه الله

(1) إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان من ثقات التابعين
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (ع) قتل سنة 145 وقد قارب
التسعين، كما ذكره ابن حجر في (التقريب) ومن الغريب ما ذكره في الكتاب
آنفا من أن إسماعيل هذا قتيل بن أمية ومن المعلوم انقراض بنى أمية يومئذ
واستظهر العلامة المامقاني في (تنقيح المقال) أن في العبارة تصحيف (بنى أخيه)
ببني أمية لأنه قتله بنو أخيه معاوية بن عبد الله بن جعفر لما أبى أن يبايع محمد بن
عبد الله بن الحسن المثنى فإنهم دخلوا عليه في الحبس ووطئوه حتى قتلوه، ثم أطلق
الإمام الصادق عليه السلام من الحبس وكان محبوسا معه، أنظر القصة بطولها
في (أصول الكافي) للكليني في باب ما يفصل به بين المحق والمبطل في أمر الإمامة
م ص
39

على انقراض إسماعيل (فعقب) عبد الله الجواد الباقي من اثنين على الزينبي
وإسحاق العريضي لا عقب له من غيرهما " والعقب " من إسحاق العريضي بن الجواد
ونسبته إلى العريض وهو موضع بقرب المدينة وله ذيل إلى الآن - من ثلاثة
رجال محمد وجعفر والقاسم الأمير باليمن الجليل. أمه أم حكيم بنت القاسم
الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهو ابن خالة الإمام جعفر الصادق " ع " وفى ولده
البقية من بنى العريضي وانقرض أخواه محمد وجعفر (أعقب) القاسم الأمير
من سبعة رجال جعفر وإسحاق وعبد الرحمن وعبد الله وأحمد وزيد وحمزة (أما)
جعفر بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولده محمد وفيه العدد، وإسحاق
والقاسم، وعن أبي نصر سهل البخاري وعبد الله (فالعقب) من محمد بن جعفر
ابن القاسم الأمير في إبراهيم والحسن وعلى " أما " إبراهيم بن محمد فقال شيخ
الشرف أبو الحسن محمد العبيدلي رحمه الله: أعقب من ولده القاسم
ابن إبراهيم قال أبو عبد الله بن طباطبا: وهو سهو إنما عقبه من عيسى ويحيى وأحمد
والقاسم الذي ذكره شيخ الشرف هو ابن عيسى بن إبراهيم من ولده نقيب البطيحة
أيام الأمير عمران بن شاهين، وهو أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم بن عيسى
ابن إبراهيم أسود عاقل فيه خير هذا كلام ابن طباطبا، ولكن الشيخ العمرى
موافق لشيخ الشرف فإنه قال: أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم بن إبراهيم بن
محمد وقال: هو نقيب عمان كان أسود الجلد فاضلا ولعل هذا الشريف تولى نقابة
الموضعين أعنى البطيحة وعمان أحداهما بعد الأخرى (ومنهم) موهوب بن
عبد الله بن عباس بن عيسى له ولد بالحجاز (ومنهم) الحسن بن عيسى بن
إبراهيم له عقب (وأما) يحيى بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فله عقب من
ابنه جعفر كانوا ببخارا (وأما) أحمد بن إبراهيم بن محمد فله عدة أولاد (وأما)
الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فأعقب من ولده محمد بوادي القرى
وعبد الله ببخارا، له بقية عقب من ابنه إسماعيل بن عبد الله (وأما) عبد الله
40

ابن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فلا أدرى حال عقبه (وأما) إسحاق بن القاسم
الأمير بن العريضي فلم يذكر عقبه وكذا عبد الرحمن وأحمد وزيد بنو القاسم الأمير
بن العريضي (وأما) عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ستة رجال
محمد وعبد الرحمن وزيد وأحمد وجعفر وإسحاق (أما) محمد بن عبد الله بن القاسم
الأمير فكان بالمدينة، وله عقب وبقية بالصعيد وكان منهم قوم بكرمان (ومن)
ولده الشويخ جعفر بن الحسن بن يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور (ومن)
ولده أيضا أحمد الأطروش البيع في سوق البزازين ببغداد بن يحيى بن أحمد بن
يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور، قال أبو عبد الله بن طباطبا: له ولد ببغداد
قال: ومن ولد يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور قوم بكرمان. (ومن) ولد
محمد بن عبد الله المذكور زيد بن محمد له عقب منهم أبو الفضل جعفر بطبرستان
وأخوه الحسين بن زيد له عقب في اخوة لهم، وحمزة بن محمد بن عبد الله
المذكور له ولد (وأما) زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب
من ولده الحسن ومنه في احمد ومنه في جماعة منهم محمد بن أحمد بن الحسن بن
زيد المذكور (فمن) ولده أبو علي أحمد بن محمد المذكور الرئيس بقزوين كان ذا مال
ونعمة ورياسة، وولده ذو الشرفين أبو طاهر محمد بن أحمد كان سلطان قزوين
(ومن) ولده محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد بن الحسين بن محمد له أولاد
وأخوه علي بن محمد له أولاد ولهم أولاد، والحسن بن محمد له ولد (ومن)
بنى أحمد بن الحسن بن زيد، سيار بن أحمد، له ولد، وإسحاق بن أحمد، له
ولد، منهم أمير ومحمد، له عقب، وعلى له عقب (ومن) بنى أحمد بن الحسن
ابن زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير، الحسن بن أحمد، له أولاد وزيد بن
أحمد له أبو هاشم محمد، له أولاد (ومن) بنى أحمد بن الحسن بن زيد
جعفر بن أحمد المذكور، له عدد من الأولاد، ولهم أعقاب وهم أبو هاشم محمد
وأبو هاشم إسماعيل، والفضل بن زيد، ومحمد بن زيد وأبو الحسن، وأبو عبد الله
41

محمد، وأبو طاهر محمد وأبو الفرح المحسن، وأبو يعلى محمد بن أحمد بن الحسن
بن زيد، له عقب من على، ويسار، وأبى على أحمد (أما) علي بن أبي يعلى
فولده أبو عمارة حمزة، له ولد وأبو علي احمد له ولد (وأما) يسار بن أبي
يعلى فله أولاد (منهم) ناصر بن يسار، له ولد (وأما) أحمد بن أبي يعلى فله
ولد، قال أبو عبد الله طباطبا هم ببغداد (ومن) بنى أحمد بن الحسن بن زيد
ابن عبد الله بن القاسم الأمير، أبو عبد الله الحسين بن أحمد المذكور له عقب
من أبى على أحمد، له أبو القاسم على، له ولد بجرجان، ومن ابن سراهنك بن
الحسين له ولد ببلخ، ومن ولد أحمد بن الحسن بن زيد، القاسم بن أحمد المذكور
له ولد، وحمزة بن أحمد المذكور، له ولد.
قال ابن طباطبا، وسائر ولد زيد بن عبد الله بن القاسم بن العريضي بقزوين
إلا من شذ منهم أو خرج عنها. (وأما) أحمد بن عبد الله بن القاسم الأمير بن
العريضي فأعقب من القاسم بنصيبين والحسن بآذربايجان. وزيد (أما) زيد بن
أحمد فولده أبو طالب احمد في حران ولأبي طالب أحمد عقب، ومحمد (وأما)
جعفر بن عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من عبد الرحمان والقاسم
ابن عبد الرحمان المذكور يلقب شوشان ولده بنصيبين، ولشوشان أولاد، وعلى
ابن عبد الرحمان المذكور له عقب كان منهم بالأهواز (ومن) أبى جعفر عبد الله
ابن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن العريضي (ومن) أبى محمد سليمان بن جعفر
(ومن) علي بن جعفر له عقب بالبصرة والأهواز (ومن) إسماعيل بن جعفر
ولده بالري ومن القاسم بن جعفر، ويسمى قساما. من ولده الشيخ المقدم
بالكرخ أبو الحسن طاهر بن محمد بن القاسم المذكور.
قال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد العمرى: له بقية بقزوين في الجاه والعدد
(وأما) عبد الرحمن وإسحاق أبناء عبد الله بن القاسم فما وقفت لهما على عقب (وأما)
حمزة بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولديه محمد وأحمد الملقب أحمر
42

عينه، فمن ولد أحمر عينه أبو علي محمد السمين الأزرق الشيخ القمي بن أحمد بن الحسين
ابن احمد أحمر عينه ببغداد له عقب (ومنهم) أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن أحمد
أحمر عينه كان نقيب الطرم وخلف ولدا (ومن) ولد محمد بن حمزة بن القاسم
الأمير، طاهر بن الحسن بن محمد بن حمزة له عقب - (آخر بنى إسحاق العريضي)
ابن عبد الله الجواد بن جعفر بن أبي طالب (والعقب) من على الزينبي بن
عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب أحد أرحاء آل أبي طالب الثلاثة
(واحدتها) بنو موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب (والثانية) بنو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي
بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " (والثالثة) بنو جعفر
السيد بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي هذا (وعقبه) من رجلين محمد الأريس
(الرئيس خ ل) وإسحاق الأشرف، وأمهما لبابة (1) بنت عبد الله بن العباس
ابن عبد المطلب (أما محمد الأريس - الرئيس خ ل - فأعقب من أربعة رجال
إبراهيم وفيه العدد والبيت، وأبى الكرام عبد الله. وعيسى ويحيى (أما) إبراهيم
الاعرابي فكان من أجلاء بني هاشم وأمه امرأة من قريش، وفيه يقول أبو محمد
عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يرثيه:
موت إبراهيم جدي هدني وأشاب الرأس منى واشتعل
وأعقب من عشرة رجال وهم جعفر السيد، ويحيى وهاشم ومحمد
وعبد الرحمن وصالح وعلى وقاسم وعبد الله وعبيد الله (فولد) جعفر السيد

(1) خلف زيد بن الحسن السبط على لبابة بعد العباس بن علي بن أبي
طالب " ع " فأولدها نفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت له
ولدا، وكان زيد يفد إلى الوليد فيجلس على السرير معه ويكرمه الوليد لمكان
ابنته عنده ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة، وخلف على لبابة بعد زيد
بن الحسن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له القاسم. م ص
43

ابن إبراهيم الاعرابي ثلاثة عشر رجلا محمد العالم ويعقوب وإبراهيم ويوسف
وعيسى الخليصي وإسماعيل وموسى وعبد الله الغرش وداود وسليمان واحمد
والحسين وهارون (أعقب) الجميع، ولكن الثلاثة الأخر لا يعدون في المعقبين
ولعلهم انقرضوا بل نص شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي
وأبو عبد الله الحسين ابن طباطبا. على أن عقب جعفر السيد من العشرة الأول
(فالعقب) من محمد العالم بن جعفر السيد في داود وإبراهيم وإدريس وعيسى
وصالح وموسى (أما) داود فأكثر اخوته عقبا، من ولده محمد الصعنون بن
داود، وأبو حشيشة موسى بن محمد بن داود (ومنهم) عبد الله بن داود. من
ولده أبو الرجال أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المذكور. وعبد الله بن
يوسف بن عبد الله المذكور (قال) أبو الحسن العمرى: هو أكرم العرب له
أولاد وأخوة لهم أولاد (منهم) عيسى ويعقوب وإسماعيل وإبراهيم ومحمد
وإسحاق بنو يوسف بن عبد الله (ومن) ولد عبد الله بن داود، محمد بن يعقوب
ابن إبراهيم بن عبد الله بن داود يلقب عجزه يقال لولده بنو عجزه (ومنهم)
حجاف واسمه موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله يعرف عقبه ببنى حجاف
(ومنهم) إسحاق بن عبد الله بن داود، له عقب (ومنهم) صالح بن عبد الله بن
داود، أعقب (ومنهم) إدريس بن عبد الله بن داود. قال شيخ الشرف محمد
ابن أبي جعفر العبيدلي: له عدد وبقية حسنة. قال أبو عبد الله بن طباطبا: أولد
عقيل بن إدريس له أولاد ولأولاده أولاد، ويعقوب له أولاد وعبد العزيز له
ولد ومحمد له ولد وإبراهيم له ولد، ومشفع له عقب. وأبو بكر له أولاد
واحمد له ولد وأبو سعيد له أولاد، وأبو الدنيا له ولد وعبد الواحد وسليمان
وإسحاق وإسماعيل (ومنهم) يحيى بن عبد الله بن داود له عقب (ومنهم) عينا
- عيسى خ ل - بن عبد الله بن داود أعقب أيضا (ومنهم) سليمان بن عبد الله بن
داود له عقب (ومن) بنى داود بن محمد العالم بن جعفر السيد، أحمد بن داود
44

ابن محمد العالم له عقب فيهم عدد (ومنهم) سليمان بن داود بن محمد أولد. وقال
أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسنى: قال أبو صقر الجعفري: لم يبق من ولد
سليمان غير يحيى بن مسلم بن موسى بن سليمان له ولد (ومنهم) محمد الجبلي بن داود
له عدد (ومنهم) محمد الطويل بن داود له إبراهيم ومطرق لهما أولاد.
(ومنهم) محمد البصري ابن داود أعقب (ومنهم) جعفر بن داود أعقب
من ثلاثة عبد الله الأعز الأعسر - خ ل - والقاسم له أولاد، وصبرة له ولد بالبصرة
(ومنهم) إبراهيم بن داود أعقب (ومنهم) هارون بن داود له أولاد وبقية
(وأما) إبراهيم بن محمد العالم بن جعفر السيد، فأعقب من جماعة (منهم) أيوب
ابن إبراهيم له عدد (ومنهم) يحيى بن إبراهيم المعروف بالعقيقي له بقية بأسوان
ودمشق والمغرب (ومنهم) جعفر بن إبراهيم، له عقب فيهم عدد (ومن) ولده
عبد الله البطين بن جعفر، له فخذ منهم ببغداد علي بن داود بن جعفر بن عبد الله
البطين المذكور. قال ابن طباطبا: له ولد ببغداد (وأما) إدريس بن محمد العالم
ابن جعفر السيد ويكنى بابى ذرقان (رزقان خ ل). فأعقب من جماعة (منهم)
العباس بن إدريس له عدد جم " منهم " العباس المعروف بقليب " قبيب خ ل "
وهو ابن عبد الصمد بن الحسن بن العباس بن إدريس كان بالموصل " ومنهم "
القاسم الكبيش بن الحسن بن العباس بن إدريس، له ولد وفيه عدد وعقب " منهم "
على الجيلي " الجبلي خ ل " بن العباس بن إدريس، له عقب، ومنهم أحمد بن علي
الجيلي وهو أمير الجحفة " ومن " بنى إدريس بن محمد العالم، أحمد بن إدريس، له
عقب فيهم عدد " ومنهم " له أولاد " ومنهم " يوسف المحدث ابن إدريس روى الحديث وحدث
عنه ابن أبي سعد الوراق، له أولاد " ومنهم " علي بن إدريس له أولاد فيهم
عدد، ولإدريس أعقاب غير هؤلاء أيضا " وأما " عيسى بن محمد العالم بن جعفر
السيد " فله أعقاب (واما) صالح بن محمد العالم بن جعفر السيد فأعقب من جماعة
منهم حمزة بن صالح له عقب وعدد، وإسحاق بن صالح له عقب فيهم كثيرة
45

ومحمد بن صالح له عدد (وأما) موسى بن محمد العالم بن جعفر السيد ويلقب الهراج
فله عقب يعرفون ببنى الهراج " والعقب " من يعقوب بن جعفر السيد بن إبراهيم
الاعرابي - وهو صاحب الجار وأميرها وقتله بنو سليم - في القاسم بن الأمير
قتله بنو سليم أيضا " ويقال " لولده بنو القواسم، وهم بطن كثيرة في بنى الطيار
" أعقب " من على ومحمد وجعفر بنى القاسم، ولكل من هؤلاء الثلاثة فخذ " فمن "
بنى علي بن القاسم بن يعقوب، خليفة بن علي بن إسحاق بن علي بن القاسم المذكور
له عقب كثير، وللقواسم بقية بمصر " والعقب " من إبراهيم بن جعفر السيد بن
إبراهيم الاعرابي في جعفر بن إبراهيم، ومنه في إبراهيم وموسى وهارون
وعبد الله واحمد، قال الشيخ العمرى: لإبراهيم بن جعفر السيد بقية ببغداد
وقال ابن طباطبا: منهم ببغداد أبو يعلى " 1 " محمد بن الحسن بن حمزة بن
جعفر بن العباس بن إبراهيم بن جعفر بن إبراهيم بن جعفر السيد أطروش فقيه
على مذهب الإمامية له ولد وعمه الحسين بن حمزة له ولد وعقيل بن حمزة
بجرجان " والعقب " من يوسف بن جعفر السيد ابن إبراهيم الاعرابي - وهو

(1) كان أبو يعلى الجعفري فقيها متكلما جليلا في الطائفة صهر الشيخ المفيد رحمه الله وخليفته في مجلسه وله الرواية عنه، توفى ببغداد ودفن في داره
وبعد أن أطراه النجاشي في (الفهرست) ذكر كتبه، وترجمه ابن حجر في
(لسان الميزان) ج 5 ص 135 وأرخا وفاته بشهر رمضان سنة 463 وهذا لا
يوافق وفاة النجاشي سنة 450 كما في (الخلاصة) كما لا يصح ما استصوبه التفريشي
في (نقد الرجال) من تعيينها بسنة 433 لأنه تولى مع النجاشي تغسيل علم الهدى
السيد المرتضى المتوفى سنة 436 فيجب إذا أن تكون وفاته بين سنة 436 وسنة
450، ولكن يحتمل قويا أن تكون وفاته سنة 463 كما ذكرها ابن حجر في الميزان
وقد كتبها الكاتب على هامش كتاب النجاشي وأدخلها النساخ في الأصل اشتباها
ومثل ذلك واقع كثيرا. م ص
46

أبو الأمراء - في ولديه أبى على محمد وفيه العدد وإبراهيم وكانا أميرين جليلين
(فمن) ولد أبى على محمد بن يوسف (المحمديون) بالحجاز وغيرها أبو عبد الله
محمد بن محمد صاحب المروة، وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن يوسف صاحب
خيبر، وإسحاق بن محمد بن يوسف أمير المدينة وهو الذي بنى سورها ووقعت
بينه وبين بنى على الفتنة العظيمة، وله بقية بوادي القرى (منهم) محمد المدعو
ضبرة بن الحسن بن الحسن بن إسحاق بن محمد بن يوسف، قال الشيخ العمرى:
له بقية ومن ولد الأمير أبى على محمد بن يوسف الأمير عبد الله بن الأمير إدريس بن
الأمير إسحاق بن الأمير أحمد بن الأمير سليمان بن إسماعيل بن محمد بن يوسف
قال العمرى: ولده أمراء وادى القرى إلى يومنا، ولأخويه سليمان وإسماعيل
بقية. " ومنهم " مفرح بن إسحاق بن أحمد بن سليمان بن محمد بن يوسف، له
عدة أولاد وبقية بالحجاز، وكذا لأخويه الحسن وعلى الأعرج أمير خيبر
وأخوهم أحمد بن إسحاق أمير خيبر أبو أمراء خيبر، له ولبنيه توجه " والعقب "
من عيسى الخليصي بن جعفر السيد بن إبراهيم الاعرابي - وهم كثيرون يعرفون
بالخليصيين - في عبد الله بن عيسى، وفيهم العدد والكثرة، وأحمد بن عيسى
كان له ولد ببرذعة في " صح " والحسين له ولد في " صح " فمن ولد عبد الله بن
الخليصي محمد بن عبد الله وفيه العدد والكثرة، وعيسى بن عبد الله له عقب فيهم
عدد، وإبراهيم ولده بطبرستان " ومن ولد " محمد بن عبد الله - بنو الخليصي -
بالعراق وغيرها " منهم " عبد الله الطويل بن محمد بن عبد الله بن عيسى الخليصي
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: له بقية بالموصل إلى يومنا هذا (ومنهم) ميمون
العابد بن صالح بن عبد الله بن صالح بن محمد بن عبد الله بن عيسى الخليصي. قال
العمرى، له بقية بالبصرة إلى يومنا. (وأما) عيسى بن عبد الله الخليصي فأعقب
من محمد بن عيسى له عقب وعدد. وجعفر وعبد الله وإبراهيم وسليمان ولهم
اخوة في (صح) (والعقب) من إسماعيل بن جعفر السيد - على ما قال أبو عبد الله
47

محمد بن معية (1) الحسنى النسابة رحمه الله - من أربعة رجال محمد الأكبر العالم
المحدث، وإبراهيم المقتول - وأمهما رقية بنت موسى الجون - وعلى الشعراني
صاحب الجار، وأحمد المليح، وذكر ابن طباطبا من معقبي ولده محمد الأصغر
وعساه انقرض (وأما) محمد العالم بن إسماعيل بن جعفر فاتصل عقبه من سبعة
رجال على وموسى وعبيد الله واحمد المدني وعبد العزيز ويحيى وعبد الله (وأما)
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر السيد فولد جماعة (منهم) موسى بن إبراهيم وفيه
العدد (من ولده) أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن موسى المذكور كان ببغداد
لا بقية له، وعلى الشاعر بن يعقوب، فخذ والقاسم فخذ وكان عالما شاعرا
(ومنهم) داود " 2 " بن موسى بن إبراهيم له عقب " ومنهم " القاسم صاحب

(1) اشتهر السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين الحلى الديباجي الحسنى
بابن معية أم جده الثاني عشر، ومعية بنت محمد بن جارية بن معاوية بن زيد بن
حارثة الكوفية الأنصارية، وضبطها في " اللؤلؤة " بضم الميم وفتح المهملة وتشديد
الياء. تلمذ على العلامة الحلي وولده الفخر في جماعة كثيرة ذكرهم في اجازته
للشهيد الأول، ومنها نعرف جلالته وجهده في طلب العلوم، وأطراه صهره
صاحب (عمدة الطالب) وقد قرأ عليه أكثر مصنفاته ولازمه نحوا من اثنتي عشرة
سنة، وروى عنه الشهيد الثاني بالإجازة للشهيد الأول وولديه على ومحمد وأختهما
أم الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ، توفى بالحلة ثامن ربيع الثاني سنة 776
وحمل إلى مشهد علي بن أبي طالب عليه اسلام أنظر (روضات الجنات)
و (لؤلؤة البحرين) والفائدة الثالثة من (خاتمة مستدرك الوسائل).
" 2 " من أولاد داود هذا المهدى بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
ابن الحسين بن علي بن الحسين بن أبي القاسم سليمان بن داود المذكور، انتقل
إلى بيهق وله بها عقب والله أعلم " كذا عن هامش الأصل المخطوط وقد أقحمه
في المتن في النسخة المطبوعة اشتباها ". م ص
48

الجار بن يعقوب بن موسى بن إبراهيم، له عقب وعدد (ومنهم) داود بن إبراهيم
ابن إسماعيل بن جعفر له ولد واخوة، قال ابن طباطبا: قال الدمشقي الجعفري
إن ولد داود بن إبراهيم كانوا بمصر فانقرضوا، (ومنهم) جعفر بن موسى بن
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر السيد فخلف أعقابا (منهم) بنو شكر بصعيد مصر
(زعم النسابة المصري: أنهم ولد شكر بن عبد الله المعروف بابن سعدى وهو
ابن محمد بن جعفر المذكور وهم جماعة لهم بقية إلى الآن بالصعيد (ومنهم)
أبو جميل حسان بن جعفر المذكور له أعقاب (منهم) بنو ثعلب بمصر هم ولد
ثعلب بن يعقوب بن سليمان بن أبي جميل المذكور (أعقب) ثعلب المذكور ويكنى
أبا الفرو - الفوز خ ل - من خمسة رجال، هم قطب الدين حسام، وعز العرب
فارس، وحسام الدين عبد الملك، وفخر الدين أبو المفيد إسماعيل، وعلى أكبر
اخوته. حج فخر الدين أميرا على حاج مصر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ولهم
جميعهم أعقاب بمصر إلى الآن (ومنهم) يعقوب بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر
السيد. له عقب (منهم) محمد المعروف بابن خندية (فخندية خ ل) وهو ابن
يعقوب بن محمد بن القاسم صاحب الجار بن يعقوب المذكور (ومنهم) إسحاق بن
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر السيد له عقب (منهم) داود بن إبراهيم بن إسحاق
المذكور قال العمرى: كان سيدا مقدما بمصر وله ولد يلقب برغوثا. " وأما " عيسى
ابن علي الشعراني بن إسماعيل بن جعفر فأعقب من أبى عبد الله محمد وأبى محمد
عبد الله. واحمد وإسماعيل، ويعقوب، قال الدمشقي: انقرض يعقوب بن عيسى
ولكل من الباقين أعقاب وانتشار " وأما " أحمد بن إسماعيل بن جعفر فأعقب
من إسماعيل، ولإسماعيل هذا احمد وإبراهيم (والعقب) من موسى بن جعفر
السيد بن إبراهيم الاعرابي - وهو المشهور بالخفافي (بالخفاقي خ ل) - من
الحسين ولده بمصر ومن الحسن ولده بالمغرب والمدينة، وعلى " فمن " ولد
الحسين بن موسى عبد الله بن الحسين، عقه بمصر (ومن) ولد الحسن بن موسى
49

على الملقب بقطاة بن يوسف بن الحسن المذكور، وولده بالقيروان، وأولاد
الحسن بالمغرب في نسب القطع في " صح " وكان لعلي بن الخفافي احمد، له ولد،
والحسن (والعقب) من عبد الله القرشي (القرش خ ل) بن جعفر السيد بن
إبراهيم الاعرابي، وله ذيل طويل في محمد وعلى وحمزة وإسحاق (فمن) ولد
إسحاق بن عبد الله علي بن أبي الحديد الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن إسحاق
المذكور، كان أحد السادة الصلحاء وولى أبوه أبو الحديد نقابة الموصل، ولا بقية له
(وأما) حمزة بن عبد الله القرشي في طبرستان في " صح ".
(وأما) علي بن عبد الله القرشي كان شاعرا ويعرف بالمتمنى لقوله شعرا:
ولما بدا لي أنها لا تحبني وأن هواها ليس عنى بمنجل
تمنيت أن تهوى سواي لعلها تذوق مرارات الهوى فترق لي
" فمن " ولده حمزة المكفوف بن محمد بن علي بن عبد الله المذكور، وعقبه
بمصر (وأما) محمد بن عبد الله فولده جعفر، له أولاد بمصر (منهم)
عبد الله ساطوره، ومحمد له عقب، والقاسم في آخرين بمصر " والعقب " من
داود بن جعفر السيد في محمد المعروف بالحصيني، ومنه في إبراهيم له أولاد
" منهم " الحبشي " الحبش خ ل " محمد بن إبراهيم (والعقب) من سليمان بن جعفر
السيد في جماعة (منهم) محمد بن سليمان أمه زينب بنت عيسى بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب - آخر ولد جعفر السيد بن إبراهيم الاعرابي بن
محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب - (وأما) يحيى بن إبراهيم
الاعرابي فأعقب من إبراهيم وجعفر ويحيى، قال الدمشقي الجعفري في كتابه
ولد يحيى يعرفون بآل أبى الهياج. (وأما) عبد الله بن إبراهيم الاعرابي فولد محمدا
وجعفرا أمهما جعفرية لم أجد غير ذلك (وأما) عبيد الله بن إبراهيم الاعرابي فأعقب
من إبراهيم وفيه العدد، ومحمد وعلى (فمن) ولد إبراهيم بن عبيد الله عبيد الله بن محمد
ابن علي بن إبراهيم المذكور، له بقية بدمشق (منهم) الرهم وهم أبو طالب محمد بن
50

أبى الحسين بن عبيد الله بن الحسين المشهور بن أبي الفضل جعفر بن أبي الحسين عبيد
الله المذكور، وذو الجلال بن أبي طالب المحسن بن الحسين بن أبي الحسن القاسم
ابن عبيد الله المذكور، كان من ذوي الاقتدار والرياسات، ويعرف بان الجعفري
وكان قد روسل به الأمير صالح بن الرويقلية أمير حلب وملكها فأغضبه في
بعض ما خاطبه به فقال له صالح " يا نغل " فقال الشريف " النغل يعرف بأمه وانا
اعرف بابن الجعفري " فاستشاط صالح وعرف خطأه وأمسك عن جوابه.
(وعقب) علي بن عبيد الله في (صح) (وأما) محمد بن عبيد الله بن إبراهيم
الاعرابي، فولده إبراهيم له عقب بالمغرب (في صح) وولده عبد العزيز (1)
ابن إبراهيم الاعرابي، احمد بالري ومحمدا وعليا، ولم أقف على أعقاب هاشم
ومحمد وعلى وصالح والقاسم بنى إبراهيم الاعرابي - آخر بنى إبراهيم الاعرابي
ابن محمد الرئيس بن علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب -
(وأما) أبو الكرام عبد الله بن محمد الرئيس بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار
فولد ثلاثة أعقبوا وهم داود وفيه العدد، وإبراهيم، ومحمد أبو المكارم الأصغر
يلقب بأحمر عينه، وفى عقبه كثرة وعدد، وهو حامل رأس النفس الزكية أبى
عبد الله محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن علي بن أبي طالب " ع " وكان
مع المنصور الدوانيقي في قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله المحض (2) " أعقب "

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا والصحيح عبد الرحمن كما ذكره هو آنفا
عند تعداد أولاد إبراهيم الاعرابي العشرة ولعله يسمى باسمين فلاحظ.
(2) وفى ذلك يقول داود بن مسلم يخاطب النفس الزكية ويؤنب ابن أبي الكرام:
يا بن بنت النبي زارك زور * لم يكن ملحفا ولا سآلا
حمل الجعفري منك عظاما * عظمت عند ذي الجلال جلالا
فإذا مر عابر لسبيل * يجمع القاطنين والقفالا
بهت الناس ينظرون إليه * مثل ما تنظر العيون الهلالا
(عن نسخة مخطوطة) ويريد بالجعفري ابن أبي الكرام. م ص
51

داود بن أبي الكرام من على وفيه غدد وكثرة، وسليمان، ومحمد. هذا ما قاله
شيخ الشرف العبيدلي وأبو الحسن العمرى. وقال ابن طباطبا: أعقب (أما)
علي بن داود فأعقب من ولده أبى عبد الله الحسين الثائر بقزوين وقبره بها، له
عقب كثير بمراغة والكوفة والشاش وقزوين والأهواز، ومن محمد بن علي
" فالعقب " من الحسين الثائر بقزوين في أحمد يعرف بالفامي، والحسين
انقرض وحمزة ولده بالشاش، ومحمد ولده بمراغة عن ابن طباطبا (فمن) ولد
أحمد الفامي عبيد الله، له عقب بقزوين، والحسين له ولد بالأهواز، وأبو
عبد الله جعفر بفارس وطاهر وجعفر لهما عقب (وأما) سليمان بن داود بن أبي
الكرام، فعقبه من جعفر واحمد، له ولد (منهم) أحمد بن جعفر بن سليمان
بطبرستان له أولاد (وأما) محمد بن داود بن أبي الكرام، فعقبه من عبد الله
وحده، وذكر أبو نصر البخاري: أن فتنة وقعت بجرجان بسبب رجل ذكر أنه
علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن داود. وأن جماعة من الطالبيين يشهدون بصحة
نسبه وآخرين يدفعونه. قال ابن طباطبا: وهذا الرجل لا أصل له. (فمن) ولد
عبد الله بن محمد بن داود، سليمان بن عبد الله الملقب شاشان، وقيل ساسان بن
عبد الله بن محمد أحمر عينه (وعقب) عبد الله بن داود من داود، قال ابن طباطبا:
وعقب إبراهيم بن أبي الكرام من عبد الله بن إبراهيم. وإسماعيل، وجعفر
ومحمد له ولد بمصر (وعقب) محمد بن أبي الكرام المعروف بأحمر عينه في إبراهيم
وعبد الله وداود، قال ابن طباطبا: وزاد غير شيخ الشرف على ولده القاسم
بسمرقند. - انقضى ولد أبى الكرام عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر
الطيار - (وأما) عيسى بن محمد الرئيس بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار فأعقب
من محمد المطبقي وحده ولم يذكر له ولد غيره وعقبه كثير بالعراق وغيرها
(أعقب) من إبراهيم والعباس واحمد وإسحاق وعلى ويحيى (فالعقب) من إبراهيم
52

ابن محمد المطبقي في جعفر المستجاب الدعوة واحمد وعلى لم يذكره شيخ الشرف
(1) وذكره ابن طباطبا والعقب من جعفر المستجاب في أبى أحمد حمزة، وأبى
الفضل العباس، وأبى القاسم الحسين، وأبي إسحاق محمد (أما) أبو أحمد حمزة فأعقب
من أبى محمد على الشيخ له بقية ببغداد، والحسن أولد ببغداد ثم انقرض (وأما)
أبو الفضل العباس بن جعفر المستجاب الدعوة فمن ولده أبو الفضل أحمد بن
الحسين الأحول القصير ابن علي بن العباس المذكور، لم يبق له بقية، وانقرض
ولد العباس (واما) أبو القاسم الحسين بن المستجاب الدعوة فأعقب من أبى
الحسن على وأبى عبد الله محمد (أما) أبو الحسن علي بن الحسين بن المستجاب
الدعوة فقال ابن طباطبا: (2) لم يبق منه غير غلام وهو ابن أبي العلا محمد
الأعور بن زيد بن علي بن الحسين بن المستجاب الدعوة. (وأما) أبو عبد الله
محمد بن الحسين المستجاب الدعوة فله عقب (وأما) أبو إسحاق محمد بن المستجاب
الدعوة فله أبو محمد الحسن وأبو الحسين على (أما) أبو الحسين على فقال ابن
طباطبا: بقيت له بنت ببغداد. (وأما) أبو محمد الحسن فمن ولده على يعرف

(1) شيخ الشرف هو أبو الحسين محمد بن أبي جعفر بن أبي الحسن
على الجواد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن
الحسين الأصغر بن الإمام على السجاد عليه السلام، ويعرف بشيخ الشرف
العبيدلي نسبة إلى عبيد الله الأعرج، قرأ عليه الشريف الرضى والمرتضى وصاحب
(المجدي) العمرى وتصانيفه في النسب تقرب من مائة كتاب بلغ من العمر 99
سنة وتوفى سنة 435.
(2) ابن طباطبا هو الشريف النسابة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي
طالب بن القاسم بن أبي الحسن محمد بن القاسم بن علي بن الحسن بن إبراهيم
طباطبا، لقيه أبو الحسن العمرى صاحب (المجدي) وقرأ عليه وكاتبه في الأنساب
وذكره صاحب الكتاب في عقب إبراهيم الملقب بطباطبا. م ص
53

بقتادة بن أبي طالب المحسن بن أحمد بن الحسن المذكور، له عقب (والعقب)
من أحمد بن إبراهيم بن محمد المطبقي المتصل الباقي في أبى الخطاب زيد بن القاسم
ان محمد بن أحمد المذكور (من ولده) بنو طورى وهم ولد أبى العز زيد الملقب
بطورى بن الحسن بن أبي الخطاب المذكور جماعة ببغداد والحلة والحائر (وأما)
علي بن إبراهيم بن محمد المطبقي فقال ابن طباطبا: أولد أبا الفضل محمدا وأبا
عبد الله محمدا (منهم) على الضرير بن أبي هاشم عيسى بن أبي الفضل محمد. له عدد
وفى جعفر، وفي علي، وفى العباس. قال ابن طباطبا: لم يذكره شيخ الشرف وهو
سيدهم، والعقب الكثير منه وفى عيسى، لم يذكره شيخ الشرف أيضا (أما) أحمد
ابن محمد بن العباس فأعقب من حمزة وعيسى (منهم) أبو العباس محمد بن حمزة
كان فقيها بباب الشعير (1) من بغداد يعرف بابن ميمونة (وأما) جعفر بن محمد
ابن العباس فله ولد (منهم) عبد الله بن محمد بن العباس له ولد (وأما) علي بن
محمد بن العباس فمن ولده حمزة بن أحمد بن علي المذكور (وأما) العباس بن محمد
ابن العباس (فعقبه) من أحمد، ومنه في أبى الحسين محمد الأكبر، وأبى على
محمد الأصغر، وأبى الحسن محمد الأوسط، وأبى جعفر محمد (فأما) أبو الحسين
محمد الأكبر فمن ولده ميمون بن جعفر بن أبي الحسين المذكور بالكوفة، له
عقب وأخوة (وأما) أبو علي محمد الأصغر (فمن ولده) أحمد الجرز بن علي
ابن أبي على له أبو الطيب محمد وعلى ومحمد (ومنهم) علي بن حمزة بن علي
ابن أبي على (وأما) أبو جعفر محمد فله ولد، ولم يذكر ابن طباطبا عقب أبى
الحسن الأوسط (وأعقب) أحمد بن محمد المطبقي من حمزة (وأعقب) حمزة
من أحمد والقاسم (فمن) ولد أحمد بن حمزة، حمزة يلقب بالدبير بن القاسم

(1) باب الشعير محلة كانت ببغداد بين دار القز والحريم نسب إليها
جماعة من الاعلام المحدثين. م ص
54

ابن حمزة بن أحمد المذكور (ومن ولد) القاسم بن حمزة، حمزة بن علي بن
الحسين بن حمزة بن القاسم قال ابن طباطبا: له بقية. (وأما) إسحاق وعلى
ويحيى أولاد محمد المطبقي بن عيسى فما وقفت لهم على عقب (وأما) يحيى بن محمد
الرئيس بن علي بن عبد الله الجواد فأعقب من جعفر وإبراهيم والعباس " أما "
جعفر فأعقب من محمد وأعقب محمد من ولديه عبد الله، والقاسم لهما أولاد هم في
(صح) (وأما) إبراهيم بن يحيى فعقبه من أحمد، ومحمد، وعون (وأما)
العباس بن يحيى. فولده يحيى، توفى بمصر سنة 257 ولم يخلف غير بنت - آخر
ولد محمد الرئيس بن علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب
- وأما إسحاق الأشرف بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار فأعقب
من سبعة رجال، وهم جعفر، وحمزة ومحمد العنطواني، وعبد الله الأكبر، وعبد الله
الأصغر، وعبيد الله والحسن (فالعقب) من جعفر بن إسحاق الأشرف، في
عبد الله فخذ كثير، وعبد الله الأصغر، له عقب بمصر ونصيبين، وعلى المرجا
له عقب بمصر، ومحمد قال ابن طباطبا: له بقية بسمرقند (فأما) عبد الله الأكبر
ابن جعفر بن الأشرف فأعقب من محمد يدعى العمشليق وأعقب العمشليق من
على، وأحمد والحسن، والحسين (أما) علي بن العمشليق فأعقب من أبى عيسى
محمد الشاهد بالكوفة، وأبى الطيب محمد، وأبى عبد الله محمد وأبى محمد
الحسن " أما " أبو عيسى محمد الشاهد، فولده أبو القاسم جعفر، يلقب ذرق
البط. وأبو الحسن أحمد، لهما عقب (وأما) أبو الطيب محمد، فله أولاد منهم على
له ولد (وأما) أبو عبد الله محمد، فله أولاد منهم أبو طالب أحمد، له أولاد
وأخوة (وأما) أبو محمد الحسن، فله أولاد منهم على له ولد واخوة (1) له

(1) كذا في النسخة المطبوعة ولعل فيه سقطا وقد زاد في النسخة
المخطوطة بعد لفظة الاخوة قوله: (فولده القاسم بن الحسين الأفطس)، وكتب
عليه (كذا) فراجع. م ص
55

عقب بالبصرة وغيرها (وأما) على المرجا بن جعفر بن الأشرف، فعقبه بمصر
وهم من ابنه إسماعيل، وكان لإسماعيل عدة أولاد منهم محمد كناسة (1) (وأما)
محمد العنطواني بن إسحاق الأشرف، فمن ولده الحقافي " الحقاقي خ ل "، وهو
الحسين بن علي بن محمد العنطواني، له عقب، وعبد الله الأصغر، وعبيد الله
والحسن أولاد إسحاق الأشرف بن علي الزينبي ما وقفت لهم على بقية (والعقب)
من حمزة بن إسحاق الأشرف بن علي الزينبي من محمد وحده، ومنه في الحسن
الصدري، نسب إلى الصدر مرضع بقرب المدينة، وعبد الله، وداود، وإبراهيم
وصالح (أما) صالح بن محمد بن حمزة، فذكر الدمشقي أنه انقرض. وقال ابن
طباطبا: هم في (صح). و (أما) إبراهيم بن محمد بن حمزة فولده بالمغرب، منهم
زيادة الله، ومظهر، ومحمد، له ولد وهو من نسب القطع في (صح) (وأما)
داود بن محمد بن حمزة فأعقب من إسحاق وإسماعيل لهما أعقاب (وأما) عبد الله
ابن محمد بن حمزة فأعقب من يحيى الفأفاء. واحمد وعلى. لهم أعقاب (وأما)
الحسن الصدري بن محمد بن حمزة. فله عقب كثير أعقب من جماعة " منهم " زيد
والقاسم. وجعفر. ومحمد. وعبد الله وداود، واحمد. وطاهر وإسحاق
وإبراهيم. ويحيى. وحمزة. وبليق وأبو الفوارس " فمن " ولد زيد بن الحسن
الصدري أبو عبد الله محمد. يعرف بالجمالان بن عبد الله بن الحسن بن زيد. له
ولد ببغداد. وبنو جمالان بالحلة يزعمون: أنهم من ولد محمد بن زيد هذا.
وقد قيل: ان نسبهم مفتعل. والله أعلم " ومن " ولد القاسم بن الصدري محمد الفافا
له عقب بفارس. وأحمد له عقب " ومن " ولد داود الصدري أبو الحسن
إسماعيل بن داود المذكور. يلقب اللطيم. وله ثلاثة ذكور " ومنهم " أبو القاسم
محمد مات في بيت المقدس قال الشيخ أبو الحسن العمرى: له بقية. " ومنهم "

(1) في بعض النسخ كباسة بالباء الموحدة بعد الكاف وفى بعضها كنانة
بنونين بينهما الألف. م ص
56

الحسين بن يحيى بن إسحاق بن داود، مات بمصر، وله ذيل (وأما) أحمد بن
الصدري، فله جماعة أولاد بمصر (وأما) أبو الطيب طاهر بن الصدري فله
جعفر قاضى طبرستان، له جماعة ببلاد الجبل، وعلي بن طاهر له عقب ببلاد
الجبل، ولهما أخوة في (صح) وأخوهما الحسن، له عقب بالجبل (ومن) ولد
إسحاق بن الصدري الحسين بن يحيى بن إسحاق، مات بمصر، وله ذيل (ومنهم)
أبو الهياج محمد بن إسحاق، كان لما مات أسن آل أبي طالب، وله عقب بمصر
(وأما) بليق بن الصدري فله عيسى، ولد بقزوين وما وقفت على عقب الباقين
من أولاد الحسن الصدري، والله أعلم بحالهم - (آخر ولد الحسن الصدري بن
محمد بن حمزة، وهم آخر ولد حمزة بن الأشرف، وهم آخر بنى الأشرف ابن علي
الزينبي، وهم آخر ولد عبد الله الجواد بن جعفر (1) وهم آخر ولد جعفر الطيار
ابن أبي طالب) - وبنو الطيار بادية كثيرة حدثنا الشيخ تاج الدين أبو عبد الله
محمد بن القاسم بن معية الحسنى النسابة عن رجل منهم ورد الحلة أيام حكم الأمير سليمان
ابن مهنى بن عيسى أمير طي بها أنه قال: نحن بنو جعفر الطيار بادية مع آل مهنى
بحو من أربعة آلاف فارس نحفظ أنسابنا وننكح في أعراب طي ولا ننكحهم.
لكن أكثرهم يجهلون أنسابهم ولا يعرفون اتصالهم ويكتفون أنهم من ولد
جعفر الطيار وهم يعرفون بعضهم بعضا، ويفرقون بينهم وبين من لا ينتهى إليهم
هذا ما حكاه الشيخ قدس الله روحه.

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر سلسلة العلوية): كل جعفري
في الدنيا فمن ولد عبد الله بن جعفر إذ لم يصح لجعفري عقب إلا من عبد الله بن
جعفر، والذين ينتسبون إلى عون ومحمد ابني جعفر لا يصح نسبهم أصلا، والذين
ينتسبون إلى عبد الله الجواد بن جعفر من غير أولاد معاوية بن عبد الله وعلي بن
عبد الله وإسحاق بن عبد الله وإسماعيل بن عبد الله هؤلاء الأربعة فلا يصح لهم
نسب ولا أعرف منتسبا إلى غيرهم. م ص
57

الأصل الثالث
في ذكر عقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وكان أصغر
اخوته وبينه وبين أخيه طالب ثلاثون سنة كاملة، كان كل واحد من بنى أبى طالب
الأربعة أصغر من الآخر بعشر سنين، طالب أكبرهم، ثم عقيل، ثم جعفر، ثم
على، ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين
من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود (1) في بيت الله الحرام سواه
إكراما له وتعظيما من الله تعالى واجلالا لمحله في التعظيم، وأمه فاطمة بنت أسد
ابن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها، وكان قد ولد وأبوه غائب (2) فسمته

(1) اتفق على ذلك أكثر المؤرخين المحققين من الفريقين منهم الحاكم
النيسابوري في (المستدرك) على الصحيحين ج 3 ص 483 وابن طلحة الشافعي
في (مطالب السئول ص 11، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)
ص 14 والشاه ولى الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في (إزالة الخفا) وسبط
ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 8، والصفوري الشافعي في (نزهة
المجالس) ج 2 ص 204 والشبلنجي في (نور الابصار) ص 73، وعبد الحميد
الدهلوي في (سير الخلفاء) باللغة الهندية ج 8 ص 2. والحافظ الكنجي الشافعي
مفتى العراقين في (كفاية الطالب) ص 260، والسيد محمد شكري الآلوسي في
(شرح عينية عبد الباقي أفندي العمرى) والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 4
والأربلي في (كشف الغمة) ص 19. وغيرهم كثيرون ولم يخالف إلا الشاذ
ممن لا يعبأ به.
(2) التاريخ الصحيح يوحى إلينا أنه كان بمكة حين الولادة وأن قريشا
جاءت إلى أبى طالب تسأله عما رأته من عجائب فأعلمهم، يكون في هذه الليلة من
ولادة ولى الله وسيد الوصيين وولى المتقين، وأما تسميته عليا فذلك شئ سمعته
فاطمة من الهاتف وهي في البيت الحرام. م ص
58

فاطمة بنت أسد باسم أبيها فلما قدم أبو طالب سماه عليا، ومن هاهنا يسمى
أمير المؤمنين على حيدر لان حيدرة من أسماء الأسد، وقد ذكر ذلك في شعره
يوم خيبر فقال عليه السلام: انا الذي سمتني أمي حيدرة. ويكنى أبا الحسن وأبا
تراب وكانت أحب كنيته إليه لان رسول الله صلى الله عليه وآله كناه بها، وسبب (1)
ذلك أنه صلى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة الزهراء " ع " فقال لها: أين ابن عمك؟
فقالت: رأيته غضبانا وخرج. فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد يطلبه فوجده
نائما قد ألصقت الحصى بجبينه فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله ينفض الحصى عنه ويقول:
قم أبا تراب قم أبا تراب. رباه رسول الله صلى الله عليه وآله فجمع الله له أسباب الخير في
ذلك، وذلك أن قريشا أجدبت ذات سنة وكان أبو طالب فقيرا لا مال له فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس عمه: ألا نذهب إلى أبى طالب لنخفف عنه بعض
عياله فقال: نعم فذهبا إليه فقالا: جئنا لنخفف عنك فقال: إذا تركتما لي
عقيلا فاصنعا ما شئتما وكان يحب عقيلا حبا شديدا فأخذ العباس جعفرا وأخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " ع " فلم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه
ولم يزل علي (ع) عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى هاجر. وقد روى كثير من أئمة
الحديث أنه لا خلاف في أن أول من أسلم علي بن أبي طالب " ع " وإنما الخلاف

(1) في الحديث الصحيح عن عمار بن ياسر " رض " أن النبي صلى الله عليه وآله
كناه بأبي تراب في غزوة العشيرة في السنة الثانية من الهجرة أواخر جمادى
الآخرة، فإنه رآه نائما على التراب فقال له: اجلس أبا تراب، ثم اخبره بمن يضربه
على رأسه أنظر (تاريخ الطبري) ج 2 ص 262 و (مسند أحمد بن حنبل) ج 4
ص 263 و (السيرة الحلبية) ج 2 ص 135 و (تاريخ الخميس) ج 1 ص 410
و (الرياض النضرة) ج 2 ص 154. م ص
59

في سنة يوم أسلم، وفضائله أشهر من أن نحصى وقد أفرد فيها المصنفات، ومضى
شهيدا ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله سحر ليلة التاسع عشر من رمضان سنة
أربعين، وتوفى ليلة الحادي والعشرين منه وشرح ذلك مذكور في المطولات (1).
ولقد كان أمير المؤمنين " ع " في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن " ع " وليلة
عند الحسين " ع " وليلة عند عبد الله بن جعفر " رض " لا يزيد على ثلاث لقم
ويقول: أحب ان ألقى الله وأنا خميص. فلما كانت الليلة التي ضرب فيها أكثر
الخروج والنظر إلى السماء ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت وانها الليلة التي

(1) أما الخلاف في سنه " ع " يوم أسلم فمن الغريب وقوعه وكثرة
الجدال فيه مع أنه لم يعلم اشتراط الاسلام بالبلوغ أول البعثة، ومع التنازل فلقد
قبل النبي الكريم صلى الله عليه وآله إسلامه وهو ولى الحكم واليه فصل الخطاب، على أن
المحب الطبري الشافعي في كتاب (ذخائر العقبى) ص 58 يحكى لنا القول باسلامه
في الخامسة عشرة أو السادس عشرة، وعلى كل فهذه الذات الطاهرة لم تخضع
لصنم ولم تعرف قيمة اللات والعزى طرفة عين أبدا منذ يوم الولادة إلى حين
الارتحال عن الدنيا. ويكفيها شرفا وفخرا سواء كان يوم البعثة ابن عشرا وأكثر.
وأما فضائله عليه السلام فيكفينا في القناعة بذلك ما يحدث به الهيتمي في
(الصواعق) المحرقة) ص 72 عن أحمد وإسماعيل القاضي والنيسابوري والنسائي
" ما جاء لاحد من الصحابة من الفضائل مثل ما جاء لعلى ". وينص ابن حجر في
(الإصابة) بترجمة على على: " أن بنى أمية جدوا في إخماد نور فضائله فلم يزده
إلا ظهورا وانتشارا ". ويروى الخوارزمي في (المناقب) عن ابن عباس: " لو
إن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما أحصوا فضائل
على ". ويقول ابن أبي الحديد في (شرخ النهج) ج 2 ص 449: " لو فخر
أمير المؤمنين بنفسه وتعديد فضائله وساعده فصحاء العرب كافة لما أحصوا
معشار ما نطق به الرسول في أمره " م ص.
60

وعد الله فلما كان وقت السحر وأذن المؤذن بالصلاة خرج فصاح به أوز كان
للصبيان في صحن الدار، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال: دعوهن فإنهن نوائح
فقالت ابنته زينب: مر جعدة فليصل بالناس فقال: مروا جعدة فليصل بالناس.
ثم قال: لا مفر من القدر، وأقبل يشد ميزره ويقول (1):
أشدد حيازيمك للموت * فان الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديكا
وخرج فلما دخل المسجد أقبل ينادى: الصلاة الصلاة فشد عليه ابن
ملجم لعنة الله عليه فضربه على رأسه بالسيف فوقعت ضربته في موضع الضربة
التي ضربه إياها عمرو بن عبد ود يوم الخندق، وقبض على عبد الرحمن المغيرة
ابن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ضربه على وجهه فصرعه وأقبل به إلى
الحسنين (ع) فامر أمير المؤمنين بحبسه وقال: أطعموه واسقوه فان أعش فأنا
ولى دمى وأن أمت فاقتلوه ضربة بضربة. وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله
أنه قال: قاتل على أشقى هذه الأمة وقبض ليلة الأحد ليلة أحد وعشرين من
رمضان وله يومئذ ثلاث وستون سنة، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن
العباس ودفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح (وقد اختلف الناس
في موضع قبرة والصحيح أنه في الموضع المشهور (2) الذي يزار فيه اليوم.

(1) البيتان لأبي عمر وأحيحة بن الجلاح الأوسي الأنصاري (شاعر
جاهلي) تمثل بهما الإمام عليه السلام ولهما ثالث وهو:
فان الدرع والبيضة * يوم الروع يكفيكا
ذكر ذلك سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 100
(2) وقد دل على قبره أبناؤه وهم أعرف بقبر أبيهم فان أهل البيت أدرى
بما فيه، واعتمادا على ذلك نشاهد المؤرخين معترفين بان قبره في الموضع المشهور
اليوم، وممن نص على ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج 3 ص 158 والحموي في
(معجم البلدان) بمادة النجف والغري، والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب)
ص 323 وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 138 وابن طلحة الشافعي
في (مطالب السؤل) ص 63، وابن أبي الحديد في (شرح النهج) ج 1 ص 364
و ج 2 ص 45 وص 495 وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 103
61

فقد روى: أن عبد لله بن جعفر سئل: أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال:
خرجنا به حتى إذا كنا بظهر النجف دفناه هناك. وقد ثبت أن زين العابدين
وجعفر الصادق وابنه موسى عليهم السلام زاروه في هذا المكان، ولم يزل القبر
مستورا لا يعرفه إلا خواص أولاده ومن يثقون به بوصية كانت منه " ع " لما
عمله من دولة بنى أمية من بعده واعتقاداته وما ينتهون إليه فيه من قبح الفعال
والمقال بما تمكنوا من ذلك: فلم يزل قبره عليه السلام مخفيا حتى كان زمن الرشيد
هارون بن محمد بن عبد الله العباسي فإنه خرج ذات يوم إلى ظاهر الكوفة يتصيد
وهناك حمر وحشية وغزلان، فكان كلما ألقى الصقور والكلاب عليها لجات إلى
إلى كثيب رمل هناك فترجع عنها الصقور، فتعجب الرشيد من ذلك ورجع إلى
الكوفة وطلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمنين
علي عليه السلام.
فيحكى أنه خرج (1) ليلا إلى هناك ومعه علي بن عيسى الهاشمي، وأبعد
أصحابه عنه وقام يصلى عند الكثيب ويبكى ويقول: والله يا ابن عم انى لأعرف
حقك، ولا أنكر فضلك. ولكن ولدك يخرجون على ويقصدون قتلى وسلب
ملكي. إلى أن قرب الفجر وعلي بن عيسى نائم فلما قرب الفجر أيقظه هارون
وقال: قم فصل عند قبر ابن عمك. قال: وأي ابن عم هو؟ قال: أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب، فقام علي بن عيسى فتوضأ وصلى وزار القبر، ثم إن هارون

(1) أنظر الحكاية بطولها في (فرحة الغري) لابن طاووس ص 51 - ص
52 وفي (كفاية الطالب) للحافظ الكنجي الشافعي ص 323 م ص
62

أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله، إلى أن كان زمن
عضد الدولة فنا خسرو بن بويه (1) الديلمي فعمره عمارة عظيمة وأخرج على
ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافا، ولم تزل عمارته باقية إلى سنة ثلاث وخمسين
وسبعمائة، وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش، فاحترقت تلك العمارة
وجددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن، وقد بقي من عمارة عضد الدولة
قليل، وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق، وكان لأمير المؤمنين (ع)
في أكثر الروايات ستة وثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى (2)
وروى: خمسة وثلاثون.

(1) كان السلطان عضد الدولة معاصرا للشيخ المفيد رحمه الله وأخذ العلم
عنه، ولد بأصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة 324 وتوفى ببغداد يوم
الاثنين ثامن شوال سنة 372 ه‍. وكانت ولايته على العراق خمس سنين ونصف
سنة، وأوصى أن يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة فدفن وكتب
على قبره: " هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبى شجاع بن ركن الدولة أحب
مجاورة هذا الامام المعصوم لطمعه في الخلاص يوم تأنى كل نفس تجادل عن
نفسها وصلواته على محمد وآله الطاهرين ". وتعد عمارة عضد الدولة للقبر
الشريف العمارة الثالثة، والعمارة الرابعة له حدثت سنة 760 بعد احتراق عمارة
عضد الدولة.
(2) وقد عدد بنات الامام " ع " أبو الحسن العمرى في (المجدي) كما
يلي 1 - أم كلثوم. من فاطمة " ع " واسمها رقية خرجت إلى عمر بن الخطاب
فأولدها زيدا 2 - زينب الكبرى خرجت إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
فأولدها عليا وعونا وعباسا 3 - رملة. خرجت إلى عبد الله بن أبي سفيان بن
الحرث بن عبد المطلب 4 - أم الحسن. خرجت إلى جعدة بن هبيرة المخزومي
5 - أمامة. خرجت إلى الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب
6 - فاطمة خرجت إلى أبي سعيد بن عقيل 7 - خديجة. خرجت إلى ابن كريز من
بنى عبد شمس 8 - ميمونة خرجت إلى عبد الله الأكبر بن عقيل 9 - رقية الصغرى
خرجت إلى مسلم بن عقيل 10 - زينب الصغرى خرجت إلى محمد بن عقيل
11 - أم هاني، فاختة، خرجت إلى عبد الرحمن بن عقيل 12 - نفيسة.
وهي أم كلثوم الصغرى، خرجت إلى عبد الله بن عقيل الأصغر، والباقيات من بناته
عليه السلام لم يذكر لهن خروج. م ص
63

وحكى الشيخ العمرى: أنه وجد بخط شيخ الشرف العبيدلي النسابة ما صورته
قال محمد بن محمد - يعنى نفسه - مات من أولاد على " ع " الذكور وهم تسعة عشر
ستة في حياته وورثه منهم ثلاثة عشر قتل منهم بالطف ستة والله أعلم. (والعقب)
من أمير المؤمنين على " ع " في خمسة رجال الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية
والعباس شهيد الطف، وعمر الأطرف فلنذكر أعقابهم في خمسة فصول.
الفصل الأول
في ذكر عقب السبط الشهيد أبى محمد الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
وأمه وأم أخيه الحسين " ع " فاطمة الزهراء البتول عليها السلام، وأمها خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، قال أبو الحسن علي بن
محمد العمرى النسابة: حدثني أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد
الصوفي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب " ع " الملقب
بالموضح - وكان ثقة جليلا - أن الحسن بن علي " ع " ولد لثلاث من الهجرة
وتوفى سنة اثنتين وخمسين وعمره ثمان وأربعون سنة. وقال الشريف النسابة
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن
ابن الحسن بن علي بن طالب " ع " المعرف بن معية صاحب (المبسوط):
64

ولد الحسن بن علي بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما، ومات بالمدينة
سنة تسع وأربعين من الهجرة. وذكر أبو الغنائم الحسن البصري: أن مولد
الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقبض سنة خمسين، وكان
عمره إذا ذاك سبعا وأربعين سنة. وروى الشيخ المفيد رحمه الله قال: ولد الحسن
(ع) ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وجاءت به فاطمة إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان
جبرئيل عليه السلام، نزل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسماه حسنا وعق عنه كبشا.
وروى ذلك أيضا جماعة منهم: أحمد بن صالح التميمي عن عبد الله بن عيسى
عن جعفر بن محمد عليه السلام، وسقته جعدة السم فبقي مريضا أربعين يوما ومضى
لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وكانت
خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه
عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف - رض - بالبقيع.
وروى عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله أحاديث، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يحبه وأخاه حبا شديدا ويحملهما على عاتقه، وكان يشبه جده في نصفه الاعلى
وكان جوادا وله في ذلك أخبار مشهورة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال
له: ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وهو أحد أصحاب
الكساء (1) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، رآه أبوه في بعض

(1) أورد الحافظ مفتى العراقين محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في (كفاية
الطالب) ص 227 بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وآله قال: نزلت هذه
الآية على النبي " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "
في بيت أم سلمة، فدعا النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وحسنا وحسينا وجللهم بكساء وعلي (ع)
خلف ظهره ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "
قالت أم سلمة: وانا معهم يا نبي الله؟ فقال: أنت على مكانك وأنت على خير
أخرجه الترمذي في (جامعه) والطبراني في (معجمه الأكبر) ثم إن الحافظ
رواه بطرق عديدة، وهذا الحديث كاد أن يلحق بالأحاديث المتواترة وقد
أورده الفريقان بطرقهم العديدة، منهم ابن عساكر في (تاريخه) ج 4 ص 204
- 206 والفقيه المحدث عبد الرزاق الرستغني في (رموز الكنوز) والفخر الرازي
في (تفسيره) ج 6 ص 783، والنيشابوري في ج 3 في (تفسير سورة الأحزاب)
ومسلم في (صحيحه) ج 2 ص 31 والنبهاني في (الشرف المؤيد) ص 10، والسيوطي
في (الدر المنثور) ج 5 ص 199 وفى (الخصائص الكبرى) ج 2 ص 264
وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج 4 ص 207، والمحب الطبري في (الرياض
النضرة) ج 2 ص 188، وأورد ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) ص 58 - 86
الحديث المذكور بألفاظ مختلفة، وقال: إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي
وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده، وجعلها الآية الأولى
من الآيات الأربع عشرة الواردة في أهل البيت عليهم السلام. م ص
65

أيام صفين وهو يتسرع إلى الحرب، فقال: أيها الناس املكوا عنى هذين
الغلامين فانى أنفس بهما عن القتل وأخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وآله.
وبويع بعد وفاة أبيه بيومين ووجه عماله إلى السواد والجبل ثم خرج إلى معاوية
في نيف وأربعين ألفا، وسير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف
وأخذ على الفرات يريد الشام، وسار الحسن (ع) حتى أتى ساباط المدائن فأقام
بها أياما وأحس في أصحابه فشلا وغدرا فقام فيهم خطيبا فقال: تسالمون من
سالمت وتحاربون من حاربت؟. فقطعوا عليه كلامه وانتهبوا رحله حتى أخذوا
رداءه من على عاتقه " فقال " لا حول ولا قوة الا بالله ثم دعا بفرسه فركب
حتى إذا كان في مظلم سابط طعنه رجل من بنى أسد يقال له سنان بن الجراح بمعول
فجرحه جراحة كادت أن تأتى على نفسية، فصاح الحسن صيحة وخر مغشيا عليه
وابتدر الناس إلى الأسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته وقد نزف وضعف
66

فعصبوا جراحته وأقبلوا به إلى المدائن فأقام يداوى جراحته وخاف أن يسلمه
أصحابه إلى معاوية لما رأى من فشلهم وقلة نصرتهم، فأرسل إلى معاوية وشرط عليه
شروطا إن هو إجابة إليها سلم إليه الامر، منها: أن له ولاية الامر بعده فان حدث
به حدث فللحسين. ومنها: أن له خراج دار الحرب من أرض فارس وله في
كل سنة خمسين ألف ألف. ومنها: ان لا يهيج أحدا من أصحاب على، ولا
يعرض لهم بسوء. ومنها: أن لا يذكر عليا إلا بخير.
ويروى أن معاوية كتب كتابا شرط فيه للحسن شروطا، وكتب الحسن
كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد
شروطه له أكثر مما اشترطها لنفسه، فطالبه بذلك فقال: قد رضيت بما اشترطته
فليس لك غيره ثم لم يف بشئ من الشروط، ومضى الحسن مسموما. يقال من
زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ويذكرون لذلك (1) سببا الله أعلم به، ولما
ثقل مرضه قام إلى الخلاء ثم رجع فقال: لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل
هذه المرة، ولقد لفظت قطعة من كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معي.
فقال الحسين: ومن سقاك هو فقال: وما تريد منه؟ قال: أقتله. قال: إن يكن
هو الذي أظن فالله حسبه وإن يكن غيره فما أحب أن يؤخذ برئ. وقد كان
أوصى إلى أخيه أن يدفنه مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله فان خاف أن يراق في
ذلك ولو محجمة دم دفنه بالبقيع، فلما أراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى

(1) روى ابن عساكر الشافعي في (التاريخ) في ترجمته (ع) ج 4 ص
226 عن محمد بن المرزبان أن جعدة بنت الأشعث بن قيس كانت متزوجة بالحسن
فدس إليها يزيد أن سمى الحسن وأنا أتزوجك ففعلت فلما مات الحسن بعثت إلى
يزيد تسأله الوفاء بالوعد فقال لها: لم نرضك للحسن فكيف نرضاك لأنفسنا؟ وذكر
مثله ابن حجر في (الصواعق) ص 83 - 84، وسبط ابن الجوزي في (تذكرة
الخواص) ص 121 ناسبا ذلك إلى ابن عبد البر والسدي م ص
67

خفيف أن تكون فتنة فدفنه بالبقيع، وشرح ذلك مذكور (1) في التواريخ المبسوطة
(وولد) أبو محمد الحسن - في رواية شيخ الشرف العبيدلي - ستة عشر
ولدا منهم خمس بنات واحد عشر ذكرا، هم زيد والحسن المثنى والحسين وطلحة
وإسماعيل وعبد الله وحمزة ويعقوب وعبد الرحمان وأبو بكر وعمر. وقال الموضح
النسابة: عبد الله هو أبو بكر. وزاد (القاسم) وهي زيادة صحيحة (وأما) البنات
فهن أم الحسين (الخير خ ل) رملة، وأم الحسن (2) وفاطمة وأم سلمة وأم
عبد الله، وزاد الموضح رقية فهن في روايته ست بنات، وجملة أولاده في روايته
سبعة عشر وقال أبو نصر البخاري: أولد الحسن بن علي ثلاثة عشر ذكرا وست
بنات. (أعقب) من ولد الحسن أربعة زيد، والحسن، والحسين الأثرم، وعمر
إلا أن الحسين الأثرم وعمر انقرضا سريعا وبقى عقب الحسن من رجلين لاغير
زيد والحسن المثنى (فعقب) الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن (ع)
وستة من ولد الحسين (ع) وقد روى عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال:
سيكون من ولدى عدد نقباء بني إسرائيل ونظم ذلك بعض الشعراء فقال:

(1) روى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص 269 عن شرحبيل
قال: كنت مع الحسين بن علي (ع) وأخرج بسرير الحسن وأرادوا أن يدفنوه
مع النبي صلى الله عليه وآله فخاف أن تمنعه بنو أمية فلما انتهوا به إلى المسجد قامت بنو أمية
فقام عبد الله بن جعفر فقال إني سمعته يقول: إن منعوكم فادفنوني مع أمي.
وروى مثل ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 122.
(2) قال أبو الحسن العمرى في المجدي: خرجت أم الحسن وهي
لام ولد إلى عبد الله بن الزبير، وخرجت أم عبد الله وهي لام ولد إلى
زين العابدين (ع) فولدت له حسنا وحسينا والباقر وعبد الله، وخرجت أم
سلمة وهي لام ولد إلى عمر بن زين العابدين، وخرجت رقية إلى عمرو بن المنذر
ابن الزبير بن العوام. م ص
68

فموسى بلا عقب وأحمد معقب * وناهيك بالعقب الكرام الأعاظم
فستة أسباط الحسين، وستة * من الحسن الهادي، وكل لفاطم
ففي ذكر عقب الحسن بن علي عليه السلام مقصدان:
المقصد الأول
في ذكر عقب أبى الحسين بن زيد بن الحسن (ع) وهو سبط واحد، وكان
زيد يكنى أبا الحسين، وقال الموضح النسابة: أبا الحسن وكان يتولى صدقات (1)
رسول الله صلى الله عليه وآله وتخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه إلى العراق، وبايع بعد
قتل عمه الحسين عبد الله بن الزبير لان أخته الامه وأبيه كانت تحت عبد الله
ابن الزبير. قاله أبو النصر البخاري. فلما قتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته ورجع
إلى المدينة وله في ذلك مع الحجاج قصة، وكان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا
عاش مائة سنة، وقيل خمسا وتسعين، وقيل تسعين، ومات بين مكة والمدينة
بموضع يقال له حاجر وأم زيد فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن

(1) ولى زيد بن الحسن الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك فنازعه
فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية فوفد زيد على الوليد بن عبد الملك
وأعلمه بأن لعبد الله في العراق شيعة وهو يدعو إلى نفسه. فكبر ذلك على
الوليد فكتب إلى عامله أن يولى زيد بن الحسن الصدقات ويرسل إليه أبا هاشم
عبد الله فلما وصل الشام حبسه الوليد وطال حبسه فسعى علي بن الحسين (ع)
في اطلاقه وعرف الوليد افتراء زيد عليه وأعلمه القصة فأطلقه، أنظر (تاريخ
ابن عساكر) ج 5 ص 46 توفى زيد بالبطحاء على ستة أميال من المدينة سنة
120 وحمل إلى البقيع، وتجد له ترجمة مفصلة في (ارشاد المفيد) في باب ذكر
ولد الحسن بن علي (ع) وذكره ابن حجر في (تهذيب التهذيب) ج 3 ص 406 م ص
69

ثعلبة الخزرجي الأنصاري (والعقب) منه في ابنه الحسن بن زيد، ويكنى أبا
محمد، كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي وعمل له على غير المدينة أيضا
وكان مظاهرا لبني العباس (1) على بنى عمه الحسن المثنى، وهو أول من لبس
السواد من العلويين وبلغ من السن ثمانين سنة، وتوفى - على ما قال ابن الخداع -
بالحجاز سنة ثمان وستين ومائة وأدرك زمن الرشيد، ولا عقب لزيد إلا منه
وكان لزيد ابنة اسمها نفيسة خرجت إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت
منه ماتت بمصر ولها هناك قبر يزار " وهي التي تسميها أهل مصر (الست نفيسة)
ويعظمون شأنها ويقسمون بها، وقد قيل: إنما خرجت إلى عبد الملك بن مروان
وإنها ماتت حاملا منه، والأصح الأول، وكان زيد يفد على الوليد بن عبد الملك
ويقعده على سريره ويكرمه لمكان ابنته، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة
وقد قيل إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد، وإنها كانت تحت
إسحاق بن جعفر الصادق، والأول هو الثبت المروى عن ثقات النسابين، وأم
الحسن بن زيد أم ولد يقال لها زجاجة وتقلب رقرقا (أعقب) أبو محمد الحسن
ابن زيد بن الحسن من سبعة رجال القاسم وهو أكبر أولاده ويكنى أبا محمد
وأمه أم سلمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) وكان زاهدا عابدا ورعا إلا أنه كان مظاهرا لبني العباس على بنى عمه الحسن المثنى
وعلى ويكنى أبا الحسن أمه أم ولد، مات في حبس المنصور ويلقب بالسديد " قال

(1) وجه المنصور الدوانيقي إلى الحسن بن زيد - وهو واليه على الحرمين -
أن أحرق على جعفر داره. فألقى النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبد الله (ع)
يتخطى النار ويمشى فيها ويقول انا ابن أعراق الثرى، انا ابن إبراهيم خليل الله.
أنظر (مناقب ابن شهرآشوب) ص 315 - 316، وانظر في (مقاتل الطالبيين)
ص 145 طبع النجف خبر وشايته عند المنصور في ابن عمه محمد بن عبد الله بن
الحسن المثنى. م ص
70

ابن خداع النسابة: كان يتظاهر بالنصب. وزيد يكنى أبا طاهر، أمه أم ولد
نوبية، وإبراهيم يكنى أبا إسحاق أمه أم ولد وعبد الله يكنى أبا زيد وأبا محمد
أيضا أمه أم ولد تدعى جريدة كذا قال أبو نصر البخاري. ثم قال في موضع
آخر من كتابه: أمه أم الرباب بنت بسطام والله أعلم، وإسحاق يكنى أبا الحسن
كان أعور يلقب الكوكبي، وأمه أم ولد بحرانية وكان مع الرشيد، قيل: إنه كان
يسعى بآل أبى طالب إليه، وكان عينا للرشيد عليهم، وسعى بجماعة من العلويين
إليه وقتلوا برأيه وغضب الرشيد عليه آخر الامر وحبسه ومات في حبسه
وكان لا يفارقه السواد ليلا ولا نهارا، وإسماعيل يكنى أبا محمد، وأمه أم ولد وهو
أصغر أولاد الحسن بن زيد قال أبو نصر البخاري. ومن الناس من يثبت العقب
لخمسة منهم وهم القاسم وعلى وزيد وإسحاق وإسماعيل، فهؤلاء الخمسة معقبون بلا
خلاف، والخلاف في إبراهيم هل بقي عقبه، وفى عبد الله هل أعقب أم لا ثم
ذكر في بعض من نفى الخلاف عنه خلافا كما سيأتي، وقال الشيخ تاج الدين:
أعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال، ثلاثة منهم مكثرون، وهم القاسم وفيه
العدد والبيت، وإسماعيل، وعلى السديد وأربعة مقلون، وهم إسماعيل وزيد
وعبد الله وإبراهيم. (أما) أبو محمد القاسم بن الحسن بن زيد فأعقب من ثلاثة
عبد الرحمان الشجري ومحمد البطحاني وحمزة، هكذا قال شيخ الشرف العبيدلي
ثم قال: وعقب حمزة في (صح) وقال العمرى: وبقزوين والديلم قوم ينسبون
إلى علي ومحمد ابن حمزة بن القاسم، وعقب حمزة في (صح) وإنما أعقب القاسم
ابن محمد البطحاني وعبد الرحمان الشجري، وقال تاج الدين النقيب: عقب القاسم
يرجع إلى رجلين محمد البطحاني وعبد الرحمان الشجري، وهو الصحيح وسيجئ إن شاء الله
تعالى فان عقب حمزة إذا كانوا في (صح) في زمن شيخ الشرف العبيدلي والعمرى فمن أين لهم البينة الصريحة بالثبوت اليوم هيهات؟
فالعقب من محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد، ويروى بفتح الباء
71

منسوبا إلى البطحاء وبضمها منسوبا إلى بطحان واد بالمدينة. قال العمرى: وأحسب أنهم نسبوه إلى أحد هذين الموضعين لادمانه الجلوس فيه، وكان محمد
البطحاني فقيها وأمه ثقفية (وأعقب) من سبعة رجال القاسم الرئيس بالمدينة
وإبراهيم وموسى وعيسى وهارون وعلى وعبد الرحمان " أما " عبد الرحمان بن
محمد البطحاني فقال الشيخ أبو الحسن " 1 " العمرى: قال أبو جعفر شيخنا - يعنى
شيخ الشرف العبيدلي - ما ذكر له الكوفيون عقبا. وقال أبى - يعنى أبا الغنائم
محمد بن الصوفي العمرى النسابة - وجدت في مشجرة بن عدي الدارع البصري أولد
عبد الرحمان بن محمد البطحاني ولدين هما جعفر وعلى " فأما " على فأعقب محمدا
لا غير " وأما " جعفر فأعقب أحمد وحده وأعقب أحمد ثلاثة طاهرا بطبرستان
وعيسى بالري، وكوچك بآمل. قال أبو الحسن العمرى: وما يعلم لعبد الرحمان
البطحاني إلى يومنا هذا ولد فإذا كان ذلك كذلك في زمانه ففي هذا الزمان أولى.
وقد وجدت ممن انتسب إليه ناصر الدين عليا بن المهدى بن محمد بن الحسين
ابن زيد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمان بن محمد البطحاني المدفون
بسوق قم في المدرسة الواقعة بمحلة سورانيك ومحمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمان
ابن محمد البطحاني لم يذكره واحد من النسابين وإنما ذكروا ما ذكرت لك والله

(1) هو نجم الدين أبو الحسن بن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن
محمد ملقطة بن أحمد الكوفي بن علي الضرير بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد الله
ابن محمد بن عمر الأطرف بن الإمام على أمير المؤمنين عليه السلام صاحب
" المجدي " في الأنساب الذي ينقل عنه كثيرا في " الكتاب " وله أيضا " المبسوط و " الشافي " و " المشجر " في الأنساب، وكان ساكن البصرة ثم انتقل منها إلى
الموصل سنة 423، وتزوج هناك وأولد بها وكان ممن لقى المرتضى علم الهدى
يروى عن والده النسابة أبى الغنائم وعن شيخ الشرف العبيدلي وعن أبي عبد الله
الحسين بن محمد بن طباطبا النسابة، وكان حيا سنة 443 ه‍. م ص
72

أعلم.
وأما على البطحاني فكان له خمسة بنين القاسم قال أبو الغنائم العمرى: أولد
بالكوفة وقال غيره: أولد بطبرستان. والحسن الأطروش، وعلى أولد بجرجان
ومحمد أولد بطبرستان، والحسين أعقب، قال ابن طباطبا: ولده علي بن الجندي
كوفي، له ذكور وإناث، منهم بدمشق ومنهم بآذربايجان. وأما هارون بن
البطحاني فولده خمسة رجال هم محمد وعلى والحسن والحسين والقاسم. أما محمد
ابن هارون فكان سيدا متوجها بالمدينة من ولده داود الأصغر بن محمد بن
هارون أولد بالدينور، والحسن بن محمد له أولد بالمدينة، وحمزة بن محمد أولد
بالري وطبرستان وعيسى بن محمد له ولد اسمه حمزة، والحسين ابن محمد، ولده
أبو عيسى على يعرف بابن عزيزة ويقال لولده بنو عزيزة كانوا بالكوفة، وقال
ابن طباطبا: أبو عيسى علي بن عزيزة هو ابن الحسين بن هارون. ومن ولد
الحسين بن محمد، هارون الأقطع بن الحسين بن محمد، له عقب بالري، منهم
الشريفان الجليلان أبو الحسين (1) أحمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير

(1) المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين
محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن الإمام على
ابن أبي طالب " ع " كان من أئمة الزيدية، ولد بآمل طبرستان ونشأ في طلب
العلم وأخذ عن خاله أبى العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد
ابن سليمان بن داود بن الحسن بن علي " ع " وبرع في الأصول والفقه وله فيهما
المصنفات. خرج أولا سنة 380 في أيام الصاحب بن عباد وعارضه أبو الفضل
الناصر فقتل من عسكر المؤيد ثمانين رجلا وأخذ هو أسيرا وحمل إلى بغداد
وبعد أيام خلى سبيله ثم عاد إلى الري ثم إلى آمل وتوقف هناك حتى كثرت مكاتبات
أهل الجبل والديلم في بذل النصر له، توفى بلنجا من نواحي ديلمان يوم عرفة سنة
411 ه‍ عن تسع وتسعين سنة وصلى عليه السيد مانكديم الخارج بعده بلنجا الملقب
بالمستظهر بالله، ومشهده بلنجا مشهور يزار، وقام بعده أخوه الناطق بالحق
أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون المولود سنة 340 وقد اشتغل على خاله أبى
العباس المذكور وعلى الشيخ أبى عبد الله البصري وشيوخ أخر، وله تأليفات في
أصول الدين والفقه، وقد سار سيرة آبائه إلى أن توفى بجرجان من طبرستان
سنة 424 ه‍، أولد رجلا واحدا وهو أبو هاشم محمد أمه أم الحسن بنت يحيى بن
الداعي الحسن بن القاسم الحسنى م ص
73

العلم له مصنفات في الفقه والكلام بويع له بالديلم ولقب بالسيد المؤيد، وأخوه
أبو طالب يحيى بن الحسين كان عالما فاضلا له مصنفات في الكلام، بويع له أيضا
ولقب السيد الناطق بالحق، ويعرفان بابنى الهاروني ولهما أعقاب (وأما) على
والحسن والحسين والقاسم أولاد هارون البطحاني فما وقفت لهم على عقب (وأما)
عيسى بن البطحاني فكان رئيسا بالكوفة متوجها (والعقب) من ولده في رواية
البصريين أربعة رجال حمزة الأصغر، وأبو تراب على النقيب. وأبو عبد الله
الحسين، وأبو تراب محمد (أما) حمزة بن عيسى بن البطحاني، لولده القاسم
ميمون الأعرج، وعلى وولدهما بالري وطبرستان (وأما) أبو تراب على النقيب
ابن عيسى بن البطحاني " فعقبه من داود أبى على، لم يعقب من أولاد أبى تراب
غيره، وأعقب داود من أربعة رجال: حمزة بخجند، ومحمد، وأحمد،
وأبى عبد الله الحسين المحدث. قال الشيخ أبو الحسن العمرى:
طعن فيه أهل نيسابور وقال أبى الغنائم النسابة، إنه ثبت نسبه عندي وله عقب
بنيسابور سادات علماء نقباء متوجهون. وأعقب من أبى الحسن محمد المحدث بنيسابور
كان رئيسا جليلا، ومن أبى على محمد وأبى الحسين محمد بمرو، وأما أبو الحسن محمد
المحدث، فولده أبو محمد الحسن النقيب، كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور. وكانت
إليه نقابة النقباء بخراسان، وأبو عبد الله الحسين، وأبو البركات إسحاق، وهو
هبة الله، ولد له بعد أن جاوز تسعين سنة، وأما أبو الحسن النقيب، فولده
74

أبو القاسم زيد كان إليه النقابة بعد أبيه، وأبو المعالي إسماعيل النقيب بعد أخيه
ولكل منهما ولد.
فمن ولد أبى القاسم زيد ذخر الدين أبو القاسم زيد بن تاج الدين أبى محمد
الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسن بن زيد المذكور، كان نقيب نيسابور، وله
عقب، وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد فابنه يكنى بأبي الفتوح يعرف بالرضى
وأما أبو البركات إسحاق هبة الله، فله ولد، وأما أبو علي محمد بن أبي عبد الله الحسين
ابن داود فله أبو الفضل أحمد الفقيه الحنفي المدرس بنيسابور، له ولد " وأما
أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الحسين بن داود فله ولد وأما أحمد بن داود
ابن أبي تراب على النقيب، فولده زيد، وعلى وأبو علي، أما أبو علي بطبرستان
فله أبو هاشم محمد، له ولد، وأما علي بن أحمد بن داود فله عدة أولاد، منهم
أبو زيد، وأبو حرب، وأبو القاسم مهدى، وأما أبو زيد بن علي بن أحمد بن داود
فولده محمد كباكي بن أبي زيد له ولد، وسراهنك له ولد، وعلى له ولد.
وأما أبو عبد الله محمد بن داود بن أبي تراب، فله الحسن له أولاد، والحسين
له أولاد، وأما حمزة بن داود بن أبي تراب فولده بخجند. وأما أبو تراب محمد
ابن عيسى بن البطحاني، فله احمد، ولده ببلخ زيد بن أحمد، والحسن ببلخ،
وعيسى بن أبي تراب محمد، والقاسم بن أبي تراب، ولكل عقب.
وأما أبو عبد الله الحسين بن عيسى بن البطحاني، فله ثلاثة أولاد وهم محمد
المعروف بشيشديو، والقاسم، وعلى. أما محمد شيشديو، فله عدد من الأولاد
متفرقون في البلاد، منهم على الأكبر المكارى يعرف بخربندة، وعلى الروياني
وحمزة، والحسين، وسراهنك، وأحمد، وعلى، ولكل منهم عدد من الأولاد
ولهم أعقاب كثيرة، وكان أبو نصر البخاري يذكر بنى شيشديو بغمز والله أعلم
وأما القاسم بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فله عقب بآمل، وأما علي بن الحسين
ابن عيسى بن البطحاني فأولد ثلاثة، أحدهم بقم، والآخر بالري، والثالث
75

براوند، ولم يذكر منهم ابن طباطبا سوى الحسن بن علي براوند - هذا آخر ولد
عيسى بن محمد البطحاني -.
وأما موسى بن البطحاني وكان أحد سادات المدينة وكان له عشرة بنين
الحسن بن موسى " مات في الحبس بالمدينة قال أبو الغنائم العمرى: ولم يترك
غير بنت. وقال أبو المنذر علي بن الحسين النسابة، ولد الحسن بن موسى ابنا
اسمه احمد، وإبراهيم بن موسى له ولد، وزيد بن موسى له أيضا ولد، ويحيى بن
موسى له ولد، وأحمد بن موسى أولد بطبرستان. ومحمد الأصغر بن موسى أولد
بخراسان وغيرها، وعلي بن موسى مات بالحبس، وله ولد بمكة اسمه محمد أعقب
والحسين بن موسى أولد بالمدينة، ومحمد بن موسى قيل أعقب، وحمزة بن موسى
كان سيدا متوجها بالمدينة وعقبه من ابنه أبى زيد الحسن بن حمزة المعروف بابن
الزبيرية، له عدة أولاد بمصر وغيرها من البلاد. ومن ولده محمد بن الحسن
ابن داود بن الحسن بن حمزة الملقب بعمر، كان أنكره أبوه وقتا ثم اعترف به
وله ولد مكشوط والله أعلم بحاله. قال ابن طباطبا: لموسى بن البطحاني بقية بالحجاز
يعرفون بالزبيريين ولم يبق من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بالحجاز
غيرهم. أما إبراهيم بن البطحاني ويعرف على ما قيل بالشجري وكان رئيسا بالمدينة
قال شيخ الشرف العبيدلي: أعقب في بلدان شتى وفيهم مجانين عدة وبله ونقص
وسفهاء، ومنهم قد يدان أبو محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن إبراهيم بن البطحاني
بالكوفي، تزوج يهودية وهو ميناث. ومنهم محمد الأطروش بن حمزة بن محمد
ابن إبراهيم بن البطحاني، له ولد وأخوه أبو الحسن على يدعى بطاجان (1) معتوه
له أولاد، ومنهم محمد المجنون بطبرستان بن محمد بن إبراهيم البطحاني، ومنهم
زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن البطحاني، من ولده الوزير

(1) يدعى طنجيرا (المجدي)
76

أبو الحسن ناصر (1) بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن الناصر
ابن زيد المذكور، الرازي المنشأ المازندراني المولد.
ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذي كان نقيب
الري وقم وآمل، وهو من بنى عبد الله الباهر، وكان محمد ابن النقيب يحيى المذكور
معه، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت إليه النقابة
الطاهرية، ثم فوضت إليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب
المذكور ثم كملت له الوزارة، وهو أحد الأربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن
الخليفة الناصر لدين الله، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على
السادة بالعراق، إلى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا
يحتوى على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره: إن
العبد ورد هذا البلد وليس له شئ يلبسه ويركبه، وهذا المثبت في هذا الثبت إنما
استفدته من الصدقات الامامية. والتمس أن يصان في نفسه وأهله، فورد الجواب
عليه. إنا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار إليك من مالنا وتربيتنا وهو
موفر عليك، وذكر له أن أمرا اقتضى له أن يعزل. فسأل أن ينقل إلى دار الخلافة
ليأمن من سعى الأعداء وتطرقهم إليه بشئ من الباطل فنقل هناك وبقى مصونا إلى
وفاته، وقد قيل في سبب عزله أقوال منها: أن الخليفة الناصر ألقى إليه رقعة ولم
يعلم صاحبها وفيها هذه الأبيات،
ألا مبلغ عنى الخليفة أحمدا * توق وقيت الشر ما أنت صانع

(1) ناصر بن مهدي الملقب نصير الدين، وزير من الأفضل الوجوه
وذوي الرأي، تقلد الوزارة للخليفة الناصر ببغداد سنة 492 وحمدت سيرته ولم
يطق تحكم المماليك بدار الخلافة فجعل يشردهم فأكثروا من القول فيه فعزله الخليفة
سنة 604 واعتذر إليه وأكرمه فأقام موقرا محترما إلى أن توفى ببغداد في جمادى
الأولى سنة 617 م ص
77

وزيرك هذا بين شيئين فيهما * فعالك، يا خير البرية ضائع
فإن كان حقا من سلالة أحمد * فهذا وزير في الخلافة طامع
وإن كان فيما يدعى غير صادق * فأضيع ما كانت لديه الصنائع
ومنها: أنه كان لا يوفى الملك صلاح الدين بن أيوب ماله من الألقاب
وكان صلاح الدين هو الذي أزال الدولة العبيدلية من مصر وخطب للخليفة الناصر
بالخلافة هناك. فيقال: إن بعض رسله إلى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لأجله
قال عندي رسالة أمرت لا أؤديها إلا مشافهة في خلوة فلما خلا به قال: العبد
يوسف بن أيوب يقبل الأرض ويقول: تعزل الوزير، ابن مهدي وإلا فعندي
باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا أخرج واحدا منهم وأدعو له بالخلافة
في ديار مصر والشام. فكان هذا سبب عزل الوزير، وكان جبارا مهيبا وجد
ذات يوم رقعة في دواته فاستعبرها ولم يعلم من طرحها فإذا فيها شعر:
لا قاتل الله يزيدا ولا مدت يد السوء إلى نعله
فإنه قد كان ذا قدرة على اجتثاث العود من أصله
لكنه أبقى لنا مثلكم أحياء كي يعذر في فعله
فقامت عليه القيامة فاجتهد فلم بعرف من ألقاها، وقد كان الوزير أعقب ولكن انقرض
وأما القاسم بن البطحاني الفقيه الرئيس فأعقب ولكن انقرض
وأما القاسم بن البطحاني الفقيه الرئيس فأعقب من خمسة رجال عبد الرحمان
والحسن البصري، ومحمد، واحمد، وحمزة. ولم يذكر الشيخ تاج الدين حمزه من
من المعقبين، ونص أبو عبد الله بن طباطبا على أن عقب القاسم من أربعة ولم يذكر
حمزة قال: فمن هؤلاء انتشر ولد القاسم بن محمد وليس نلقى أحدا من ولده أما احمد
ابن القاسم، فعقبه من طاهر الذي قتله صاحب الزنج ذكر علي بن إبراهيم الجوني (1)

(1) علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الحسن الجواني - نسبه
إلى الجوانية قرية من قرى المدينة - ولد بها ونشأ بالكوفة ومات بها، له كتاب
(أخبار الحسين صاحب فخ) وكتاب (أخبار يحيى بن عبد الله بن الحسن) ويروى
عنه أبو الفرج الأصفهاني سماعا ومن كتابه، ذكره النجاشي في (الفهرست)
والعلامة في (الخلاصة) ويأتي له ذكر (في الكتاب) في عقب الإمام زين العابدين
عليه السلام م ص
78

المحدث الناسب أنه معقب وله بقية، منهم القاسم بن طاهر، ومحمد بن طاهر، وإبراهيم
وزيد قال أبو عبد الله بن طباطبا: وذكر أبو الفضل ناصر بن إبراهيم بن حمزة
ابن الداعي أنه ولد القاسم بن طاهر، وشهد بذلك علوي، وأثبت نسبه
عندي لذلك وله خبر فيه طول، والقاسم بن أحمد بن القاسم ولده الحسين
وللحسين هذا أولاد، قال ابن طباطبا: ذكره بعض النساب وأثبته. وقال أبو
نصر البخاري: أحسبه انقرض والله أعلم. وأما محمد بن القاسم فأعقب من
ثلاثة، وهم إبراهيم، وعبد العظيم، وأبو علي الحسين الخطيب. أعقب إبراهيم
ابن محمد بن القاسم من ثلاثة أبى العباس أحمد بالكوفة، وأبى الحسين زيد قال
ابن طباطبا: ولده اليوم بالموصل. وأبى الحسن على ولده بالري وطبرستان فمن
ولد أبى العباس احمد، أبو عبد الله محمد المعتزلي الأديب الفاضل صاحب أبى
عبد الله البصري كان له ولدان، أحدهما أبو الحسين على يلقب أنيس الدولة مات
بمصر وله ابن ببغداد، وهو أبو عبد الله محمد الأديب، قال ابن طباطبا: كان له
ولد مات ولا ولد له إلى الآن. والآخر أبو الحسن محمد له بقية من ابنه بالكوفة
قاله ابن طباطبا. ومنهم إبراهيم بن أبي العباس أحمد ويعرف بمبارك، له ابنان
أحدهما أبو القاسم الحسين، له ولد بالموصل، والآخر أبو الفوارس على له
ولد ببغداد، ومن ولد أبى الحسين، زيد بن إبراهيم بن محمد بن حمزة الطويل
الطرافي بالموصل له أولاد، وأبو علي بن عبيد الله بن زيد له بالموصل أولاد
ومن ولد علي بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله محمد بن علي له عقب بطبرستان
وأعقب عبد العظيم بن محمد بن القاسم من محمد يعرف بتقية، له أولاد بسمرقند
79

وأعقب أبو علي الحسين الخطيب بن محمد بن القاسم من أبى على أحمد الخطيب
بما مطير.
وأما الحسن البصري (1) بن القاسم بن البطحاني فعقبه من أبى جعفر
محمد، والحسين أبى عبد الله، أما الحسين بن الحسن البصري فعقبه من أبى الحسن
على الرئيس بهمدان، وأبى إسماعيل على الشهيد بهمدان بن الحسن البصري المذكور.
أما أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن البصري، فولده أبو عبد الله الحسين
وأبو جعفر محمد، والحسن. أما أبو عبد الله الحسين فمن ولده أبو الحسين على
ابن الحسين الأطروش الرئيس بهمدان من أهل العلم والفضل والأدب، صاهر
الصاحب الجليل كافى الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عباد على ابنته، وكان الصاحب
يفتخر بهذه الوصلة ويباهي بها، ولما ولدت ابنته من أبى الحسين ابنه عبادا
ووصلت البشارة إلى الصاحب قال:
أحمد الله لبشر * جاءنا عند العشى
إذ حباني الله سبطا * هو سبط للنبي
مرجبا ثمت أهلا * بغلام هاشمي
وقال في ذلك قصيدة أولها:
الحمد لله حمدا دائما أبدا * قد صار سبط رسول الله لي ولدا
ولما توفى الصاحب رثاه أبو الحسين صهره، فقال:
ألا إنها أيدي المكارم شلت * ونفس المعالي إثر فقدك سلت
حرام على الظلماء إن هي قوضت * وحجر على شمس الضحى إن تجلت

(1) ولد الحسن المعروف بالبصري ابن القاسم، الحسن مات دارجا
بالبصرة، وأبا الحسن عليا درج، وأبا عبد الله الحسين المعروف بأخي المسمعي
من الرضاعة. قال أبى، أولد بهمذان وغيرها. وأبا جعفر محمدا بالدر أورد
(صح). قال أبى: وبهمذان أيضا (عن المجدي لأبي الحسن العمرى)
80

ودرج عباد المذكور، وعقب أبى الحسن علي بن الحسين بن الحسن البصري
من ولده الأمير أبى الفضل الحسين بن علي، ويلقب الراضي وأمه أيضا بنت
الصاحب إسماعيل بن عباد.
أعقب أبو الفضل الحسين من تسعة رجال ولهم ذيل طويل، منهم شرف
شاه بن عباد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الفضل الحسين هذا، يعرف بكلستانه
له عقب بأصفهان ذوو جلالة ورياسة وتقدم، منهم السيد الجليل شرف الدين
حيدر بن محمد بن حيدر بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن شرف شاه
المذكور، رأيته بأصفهان وتوفى بها في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبع
مائة. وله أولاد وعقب، ومنهم السيد العالم الفاضل المصنف الجليل مجد الدين
عباد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن شرف شاه المذكور، تولى قضاء
إصفهان على عهد السلطان أولجايتو محمد بن أرغون، وله ابن اسمه يحيى، وليحيى
ابن هو السيد العالم الفاضل مجد الدين عباد، توفى السيد مجد الدين
عباد بن يحيى بعد سنة التسعين وسبعمائة وترك ولدين، ابنا هو نظام الدين
أبو الفتح، وبنتا اسمها همايون، أمها فاطمة بنت محمد بن محمد، اصفهانية
رذلة، من بيت خامل، ولا يخلو هذان الولدان من غمز. لا أقول غير هذا.
وأما أبو إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن البصري، فمن ولده أبو الحسين
محمد الصوفي الواعظ ببخارا. له ولد. وأما أبو جعفر محمد ابن الحسن البصري
فأعقب أيضا. وأما عبد الرحمان بن القاسم البطحاني وكان سيدا متوجها بالمدينة
فأعقب (1) من خمسة رجال الحسن أعقب ببخارا والسند وهمدان، وجعفر

(1) قال أبو الحسن العمرى في المجدي: ولد عبد الرحمان بن القاسم
ابن البطحاني ثمانية رجال وأربع عشرة امرأة. ويقال لولده بنو عبد الرحمان
أسماؤهن ميمونة، وأم الحسن، وأم على. وفاطمة. وأم القاسم. وحمدنة. وأم كلثوم
وميمونة، وأسماء ونفيسة. وصفية، وفاطمة الصغرى. وزينب. وخديجة
والرجال عيسى. ومحمد الأكبر. ومحمد الأصغر. والحسن. وجعفر. والحسين
وعلى. وعبد الله. ثلاثة منهم لم يعقبوا. وأعقب الحسن ببخارا والسند وهمدان
وجعفر أعقب ببغداد وقزوين فمن ولد جعفر. عبد الله الأطروش الحسنى نزل
الجعافرة من بغداد ابن علي بن عبد الله بن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمان بن
القاسم البطحاني.
81

أعقب ببغداد وقزوين، ومحمد الأكبر ويكنى أبا جعفر أعقب بقزوين وطبرستان
والحسين ويكنى أبا عبد الله ويلقب البرسي أعقب بالكوفة ونصيبين والدينور
وعلى.
فمن ولد الحسين البرسي أبو الحسن البرسي، له أولاد بالموصل، وحمزة
ابن الحسين. قال ابن طباطبا: له ولد ببرس من سواد الكوفة، وعبد الرحمان بن
الحسين له ولد بالموصل. من ولده محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين
البرسي. أولد بنصيبين جماعة تفرقوا بالشام. وأقام بعضهم بنصيبين. قال الشيخ
أبو الحسن علي بن محمد العمرى النسابة: رأيت بآمد سنة ثلاثين وأربع مائة
شيخا ستيرا مقبول الشهادة يكتب الشروط. زعم أنه أبو الحسن على ويعرف
بسعادة ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البرسي. فسألته
عن صحة ما ادعاه فاخرج لي خطوط الشهود والقضاة بنصيبين وديار بكر وشهادات
العلويين وغيرهم وسألت بعض العدول من خطة بها. فقال: صح نسبه. فأثبته
في مشجرتي وكتبت له حجة في يده. ونسبا مشجرا بخطى. وكان سعادة هذا
يلقب بالقبع مات سنة أربعين وأربعمائة وخلف عدة من الأولاد. ثم إني
اجتمعت مع الشريف القاضي أبى السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن
عبيد الله بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد زيد
الشهيد وهو إذ ذاك نقيب العلويين بالرملة فسألني عن نسب سعادة فأخبرته أنه
ثبت عندي فقال: على هذا كنا ثم فسد نسبه ولم يثبت. وحكى حكايات في بابه
82

وأبطل نسبه. (1)
ومن ولد الحسين البرسي بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحاني. مرجا
ابن أحمد بن محمد بن علي العالم بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسين البرسي
المذكور وأخوته الحسن. ومفضل. ومحمد. بنو أحمد بن محمد بن علي العالم
فمن بنى مرجا بن أحمد بنو نتيشة، وهو محمد بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن
مرجا المذكور وهم جماعة بالمشهد الغروي، وبنو فضائل بن أحمد بن مرجا
المذكور وهم جماعة كثيرة بالغرى أيضا، ومن بنى مفضل بن أحمد بنو الحداد بمشهد
الكاظم " ع " ببغداد، وهو أبو طالب محمد الحداد بن مهدي بن القاسم بن مفضل
المذكور.
وأما على (2) بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحاني فولد ثلاثة عيسى
وعبد الله أعقبا في رواية أبى المنذر النسابة، والقاسم أعقب (3) من ولده
الداعي الجليل (4) أبو محمد الحسن بن القاسم المذكور ملك الديلم وكان أحد
أئمة الزيدية، وقد قيل: إن الداعي هذا شجري وأنه الحسن بن علي بن عبد الرحمان
الشجري ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبن طالب " ع "

(1) إلى هنا آخر كلام أبى الحسن العمرى صاحب (المجدي) نقله
صاحب الكتاب ملخصا. م ص
(2) هو المقتول بوارمين في ولاية عبد الله بن عزيز أيام المهتدى ومشهده
بوارمين ظاهر (عن هامش النسخة المخطوطة)
(3) والحسين بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمان بن القاسم مات في حبس
ابن طاهر في نيسابور سنة 230 ه‍ وقبره ببلاجرد، ذكر ذلك أبو نصر سهل بن
عبيد الله البخاري (عن هامش النسخة المخطوطة)
(4) كانت وفاة الداعي الصغير الحسن بن القاسم سنة 316 (عن هامش
الأصل) م ص
83

وعليه أبو نصر البخاري، والناصر الكبير الطبرستاني، والأول هو الذي صححه
أبو الحسن العمرى، وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوى القول الثاني ويقول
إن العجم أخبر بحاله والله أعلم. وكان له أخ يلقب ثروان (عثروان خ ل) كان
أبوه القاسم ينفيه. ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستاني:
وأعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال منهم أبو عبد الله
محمد ولى نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمي وحسنت
سيرته، وكان قد ورد من بلده إلى معز الدولة وهو إذ ذاك بالأهواز قبل دخوله
بغداد. وقصد لتعلم العلم والفقه والكلام فبلغ من ذلك طرفا، وبايعه بعد دهر
قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه وقيده زمانا طويلا وقبض على
أولئك الديلم ومن كان دخل في البيعة فنفاهم وشردهم، ثم أنفذا أبا عبد الله إلى
فارس إلى أخيه عماد الدولة علي بن بويه إلى أبى طالب النوبندجاني (1) فحبسه
في قلعة أكوسان مدة سنة وشهرين، وجعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه
فشفع فيه إبراهيم بن كاسك الديلمي فأطلق على أن يلبس القبا والد شتى ويخرج به
إبراهيم إلى كرمان فعفل وخرج إلى كرمان، وكان مع إبراهيم إلى أن أسره أمير
كرمان أبو علي بن الياس فأفلت أبو عبد الله من الحرب ومضى إلى منوجان إلى
مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه
وأنفذه إلى عمان فأقام بها وبايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان
فقبض عليه ونفاه إلى البصرة، فقام بها مختفيا في أيام أبى يوسف الزيدي
وبايعه من كان هناك من الجبل والديلم فبلغ ذلك الزيدي فطلبه وأخذه وأقطعه
بخمسة آلاف درهم ضياعا وأسكنه داره، وأقام بالبصرة سنين. ثم استأذن للحج
وخرج إلى الأهواز ومنها إلى بغداد ومنها إلى الحج. وعاد فأقام ببغداد ولزم
أبا الحسن الكرخي وتفقه عليه وبلغ في الفقه مبلغا عظيما. ودرس الكلام قبل

(1) في نسخة مخطوطة (البويندخاني) بدل النوبندجاني م ص
84

ذلك وبعده على أبى عبد الله الحسين بن علي البصري. والفقه أيضا فبرع فيهما
حتى أصاب منزلة يصلح أن يعلم ويفقه ويدرس. وكان يستفتى دائما ببغداد في
الحوادث فيجيب بخطه أحسن جواب بأجود عبارة إلا أنه إذا تكلم بانت العجمة
في كلامه للمنشأ والتربية بطبرستان.
ولما كانت سنة ثماني وأربعين وثلاثمائة راسله معز الدولة في الدخول عليه
فأبى ذلك واعتذر بانقطاعه إلى العلم. فلم يرض ذلك منه وألخ عليه فاشترط أن
يدخل عليه بطيلسان فاذن له فلبس الطيلسان فدخل عليه فأكرمه وطرح له مخدة
وسأله أن يتقلد النقابة على أهله فأبى، فما فارقه إلى أن أجاب وخرج منه حضرته
متقلدا لها فما توفرت على الطالبيين أموالهم وأرزاقهم وبساتينهم كما توفرت عليهم
أيام نقابته. وعلت حاله عند معز الدولة حتى أنه باكره يوما وهو نائم فقال له
الحجاب الأمير نائم فاجلس في زبير تك حتى ينتبه وتدخل عليه. وانتبه الأمير
ولبس ثيابه وأراد الركوب في الماء فوجد أبا عبد الله فقال: من أي وقت أنت
هاهنا؟ فأعلمه فشتم الحجاب وجزت عليهم منه المكاره وأمر أن لا يحجب عنه
أي وقت جاء وعلى أي حال كان، فكان بعد ذلك يجيئ والأمير نائم فلا يجرأ
أحد أن يجبه فيدخل حتى يبلغ موضع منامه، فإذا عرف ذلك رجع فجلس بعيدا
حتى ينتبه فيكون أول داخل.
ومرض معز الدولة فاستدعى أبا عبد الله بن الداعي وسأله أن يقرأ عليه
فجاء ومعه جماعة من الطالبيين فقرأوا عليه وأبو عبد الله من بينهم يقرأ ويمسح
يده على وجهه، فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة يده التي كان يمرها على وجهه
وهي اليمنى فقبلها استشفاء بها، وكان معز الدولة قد أقطعه أقطاعا من السواد
بخمسة آلاف درهم في كل سنة، وكان يتأول في أخذه أنه يحقهم من بيت المال.
وكان أبو عبد الله شبيه الخلقة بأمير المؤمنين " ع "، كان أسمر رقيق اللون
كبير العينين أكحلهما جعد اللحية وافرها واسع الجبهة ربعة من الرجال. كثير
85

التبسم في جبهته غضون غليظ الحاجبين أصلع لطيف الأطراف أسيل الخدين
حسن الوجه. قال التنوخي وأظنني سمعت منه أن مولده سنة أربع وثلاثمائة.
وكانت الكتب من بلاد الديلم تأتيه دائما يستنهضونه في اللحاق ليبايعوه ويعطوه
ويطيعوه فيخاف أن يستأذن معز الدولة فلا يأذن له أو يعلم غرضه فيحبسه. فلما
خرج معز الدولة لقتال ناصر الدولة بن حمدان واستخلف ببغداد ابنه عز الدولة
باختيار. ركب أبو عبد الله يوما إلى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف
بين قوم من الطالبين خطابا ظاهرا استقصارا لفعله. فامتعض من ذلك وأزرى
على المخاطب له وخرج مغضبا وقد تحرك بذلك على ما كان يعمل الحيلة فيه من
الخروج وعاد إلى منزله ورتب قوما بدواب خارج بغداد من الجانب الشرقي
وكان ينزل في باب الشعير على شاطئ دجلة من الجانب الغربي. وأظهر أنه متشك
(متنسك خ ل) وحجب الناس عنه. فلما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة 393 ه‍
ثلاث وخمسين وثلاثمائة خرج متخفيا. واستصحب ابنه الأكبر وخلف عياله
ومن بقي من ولده وزوجته وكلما تحويه داره وتشتمل عليه نعمته، وعليه جبة
صوف بيضاء وفى صدره مصحف منشور وقد علقه وسيف قد علق حمائله في عنقه
حتى لحق بهوسم من بلاد الديلم، وهذا زي الطالبيين إذا ظهروا دعاة إلى الله
تعالى، وأطاعته الديلم وبايعوه بالإمامة وأقام فيهم يدعو إلى سبيل ربه، ويقيم
الحدود بنفسه، ويتقشف التقشف التام لا يأكل إلا خبز الأرز والسمك
وما يجرى مجراهما بعد أن خرج إلى هذا من العيش الرغيد والنعمة العظيمة.
ويلقب بالمهدي لدين الله القائم بحق الله، وكان قد عمل على تجهيز العساكر
إلى طرسوس من ذلك الطريق ليستخلصها من الروم، وأجابته الديلم على ذلك
فعاجله بالافساد رجل من العلويين يقال له ميركا بن أبي الفضل الثاير، وكان
طمع في الامر فاسر أبا عبد الله وحبسه في قلعة فغضبت الديلم وأغتضب من ذلك
حتى الحنبلية من الديلم. وهم فرقة عظيمة نحو من خمسين ألفا يعرفون بأصحاب أبى
86

جعفر الئومي الحنبلي، فإنهم امتعضوا لأبي عبد الله لما شاهدوا من فضله وإن
كانوا لا يرون رأيه، وسارت الجيوش لقتال ميركا فلما رأى أنه لا قبل له بهم أنزل
أبا عبد الله من القلعة واعتذر إليه ولم يعرف سبب ذلك، وسأله أن يصاهره
ويهاديه فأجابه أبو عبد الله إلى ذلك فزوجه ميركا بأخته وأطلقه فعاد إلى هو سم
ورجع أمره إلى ما كان عليه وأقام بهوسم شهورا ثم اعتل ومات، ويقال: إن
ميركا أنفذ إلى أخته سما فسقته إياه وكانت وفاته سنة 359 تسع وخمسين وثلاثمائة.
وكان لأبي عبد الله من الولد أبو الحسن على وأبو الحسين أحمد، مات
قبل أبيه، وخلف ابنا صغيرا وأم أولاده سيدة بنت علي بن العباس بن إبراهيم
بن علي بن عبد الرحمان بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب " ع "، وكان علي بن العباس هذا قاضيا بطبرستان زمن الداعي الصغير وله
تصانيف كثيره في الفقه.
وأما أبو جعفر محمد الأكبر بن عبد الرحمان بن القاسم بن البطحاني فأعقب
بقزوين وطبرستان، ومن ولده (1) محمد دراز كيسو بن حمزة بن محمد المذكور
له عقب منتشر كثيرهم بآمل، وأما جعفر بن عبد الرحمان بن القاسم فأعقب
ببغداد وقزوين، من ولده أبو محمد عبد الله، وأبو منصور محمد ابنا علي بن
عبد الله الأطروش بن عبد الله بن جعفر المذكور، قال ابن طباطبا: لهما بقية
ببغداد، وأما الحسن بن عبد الرحمان بن القاسم البطحاني فولده ببخارا والسند
والمولتان، أعقب من محمد وعلى والحسين - آخر ولد القاسم بن البطحاني، وهو آخر
ولد محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب " ع " -.

(1) من قوله: ومن ولده، إلى قوله: بآمل. لم يوجد في بعض النسخ
المخطوطة. م ص
87

وأما عبد الرحمان الشجري فأعقب من خمسة (1) رجال - ونسبته إلى
الشجرة قريبة من المدينة ويكنى أبا جعفر وأمه أم ولد - أحدهم الحسن وأمه
أم ولد، وكان عقبه بما وراء النهر، والحسين السيد بالمدينة وأمه حسينية، وله
عقب ولم يكثر. ومحمد الشريف بالمدينة أمه سكينة بنت عبد الله بن الحسين
الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " وعلى السيد المتوجه بالمدينة
وأمه أم الحسن (2) بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب " ع " وجعفر كان شريفا سيدا بالمدينة وأمه أم ولد، ولم يعده شيخ
الشرف العبيدلي من المعقبين ولا ذكر الشيخ أبو الحسن العمرى له عقبا، وكذا
أبو عبد الله بن طباطبا، أما محمد الشريف بن عبد الرحمان الشجري فأعقب من
حمزة في قول الشيخ العمرى، ولم يعده شيخ الشرف العبيدلي، ولا الشريف ابن
طباطبا في المعقبين، ونص بعضهم على أنه لم يعقب، وعبيد الله وله عدد، والحسن
والحسين. هذا ما قاله السيد أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسنى، ثم قال:
وقيل: وعبد الرحمان واحمد (3) وقيل: وجعفر. هذا كلامه.
أما عبيد الله بن محمد بن الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة فأولد وأكثر
وعقبه من أحمد، والحسن ومحمد الأعلم، أما أحمد بن عبيد الله، فولده جماعة
لهم أعقاب منهم إسماعيل بن أحمد له أعقاب بآمل منهم. أبو جعفر النقيب
الناسب كان بآمل، وعلى الزاهد أخوه، والحسين أخوهما، ولا بقية لهم، وأبو
عبد الله محمد بن إسماعيل له بقية. والحسن بن إسماعيل له ولد، وعلي بن إسماعيل

(1) وله أربع بنات وهن أم القاسم خرجت إلى عباسي، وأم الحسين
وأم الحسن، وزينب خرجت إلى القاسم بن البطحاني (قاله العمرى في المجدي)
(2) وهي أم أختيه زينب وأم القاسم (قال في المجدي).
(3) قال العمرى واحمد له عقب قليل، وقد جعل من أولاد محمد الشريف
المذكور عيسى ومحمد وقال: لم يذكر لهما عقب. م ص
88

يقال لابنه زيد الأعرج، وفيه شك نسأل عنه إن شاء الله تعالى، كذا قال ابن
طباطبا. وجعفر بن أحمد بن عبيد الله، له أولاد أعقب منهم أحمد. وأبو القاسم
على، ومحمد، ويحيى، أما أحمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فبقية ولده
في أبى الحسن علي بن أبي طالب بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن جعفر المذكور
قال ابن طباطبا وهو كثير الفضائل والعلوم له قدم ثابت في كل علم، حفظ وتصرف
وله معرفة جيدة بالنسب. كان نقيبا بطبرستان وآمل حرسه الله تعالى وكثر في
العشيرة أمثاله وله أولاد، وأخوه محمد له ولد، هذا كلامه.
وأما أبو القاسم علي بن جعفر بن أحمد فأعقب من أبى طالب محمد ولده
بجيلان، وأما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله، فولده زيد إمام المسجد
بطبرستان، وأما يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فله ولد، وحمزة بن
أحمد بن عبيد الله بن محمد بن الشجري، من ولده أبو الحسن محمد الرازي الملقب
بشهدانق، له عقب بقزوين والري، وزيد بن أحمد بن عبيد الله
ولده بهوسم، وهو محمد بن زيد له عقب، والحسين وأحمد وأبو علي عبيد الله
وقيل عبد الله بن أحمد بن عبيد الله ولده ببخارا منهم أبو القاسم محمد بن عبيد الله
ومهدى وعلى وزيد لهم أولاد وأعقاب ببخارا، وأما محمد الأعلم بن عبيد الله
ابن الشجري فأعقب من يحيى، والحسين، وصالح، أما يحيى فمن ولده إسماعيل بن أبي
على الحسن كوجك بن يحيى، له عدة أولاد لهم أعقاب، ومنهم الحسن الملقب
زرين كمر، وأبو محمد القاسم الملقب مانكديم ابنا علي بن محمد بن جعفر
ابن يحيى بن محمد الأعلم لهما عقب ومنهم الحسين بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد
الأعلم، له عقب، وزيد بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم، له عقب. وزيد
ابن محمد بن يحيى بن محمد الأعلم، له ولد، وأما الحسين بن محمد الأعلم فمن ولده
محمد بن الحسين بن محمد الأعلم، قال ابن طباطبا: رأيته ببغداد يتفقه على مذهب
89

أبي حنيفة في مجلس أبى الحسين القدوري. وله اخوة، وأما صالح بن محمد الأعلم
فمن ولده أبو القاسم زيد بن أبي طالب الحسن بن زيد بن صالح، يلقب المسدد
بالله بويع له بالديلم وله ولد بقزوين.
وأما الحسن بن عبيد الله بن محمد الشجري فعقبه من أبى جعفر محمد وحده
وأعقب أبو جعفر محمد من ثلاثة الحسن والقاسم وإسماعيل - انقضى ولد عبيد الله
ابن محمد بن الشجري - وأما الحسن بن محمد بن الشجري (1) ويلقب شعر ألف
فولده أبو القاسم محمد، وأبو محمد جعفر، ولده بالنوبة، وأبو الحسن محمد ولده
ببخارا، وله أولاد غير هؤلاء، قال البخاري، وغيره: منهم بالنوبة وخراسان
وغير ذلك. فمن ولده أبو هاشم المجدور وفيه خير وصلاح، وأبو طالب حمزة
ابنا علي بن يحيى صاحب الزواريق بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم
محمد بن الحسن بن محمد بن الشجري، لكل منهما ولد، وأكثرهم بالري وطبرستان
ومنهم حمزة بن محمد بن صاحب الزواريق يحيى بن هارون. له بقية كانت بالكوفة
ومنهم أبو محمد جعفر بن الحسن بن محمد بن الشجري، ولده بالنوبة، ومنهم
أبو جعفر عبد الرحمان بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد، له أولاد ببخارا
وغيرها، وله غير هؤلاء أيضا.
وأما الحسين بن محمد الشجري فعقبه في يحيى وأبى محمد على، وأبى الحسن
محمد، وعبد الله، وإبراهيم، وجعفر، وأبى الغيث محمد. مات في الحبس بسر

(1) قال العمرى في (المجدي): الحسن يلقب شعر أنف له قدر، من ولده
أبو عبد الله محمد الملقب زغينة، أولد بالبصرة الحسين المعروف بابن مرة بن
محمد بن الحسن شعر أنف بن محمد بن عبد الرحمان الشجري، ومن ولد شعر
أنف قوم بالصغد والهند وبخارا والنوبة وخراسان ومصر والملتان والعراق
ومنهم المثقوب وهو يحيى بن هارون بن محمد بن شعر أنف، هذه رواية أبى
منذر والكوفيين..... م ص
90

من رأى، منهم أحمد بن علي بن الحسين بن أبي الغيث محمد، له ولد ببخارا يعرفون
ببنى كاسكين، ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجري أبو نقشة سعد الله
ابن مفضل بن محسن المناخلي بن زيد بن محمد المزرزر بن زيد الملقب كشكه بن
يحيى بن الحسين المذكور، له عقب يقال لهم: (بنو أبى نقشة). وأخوه الحسين
المناخلي بن مفضل المذكور، من ولده (بنو شكر) بالمشهد الغروي، وابن ابنه
الود، وهو الود بن محمد بن سعد الله المذكور، يقال لولده بنو الود - آخر ولد
محمد الشجري -.
وأما على السيد بن عبد الرحمان الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة
فأعقب من جماعة انتشر عقبه من ثلاثة. وهم إبراهيم العطار، والحسن، وزيد
أما إبراهيم العطار فعقبه بطبرستان منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم
ختن الحسن بن زيد الداعي الكبير. وكان قد استولى على الامر بعده بطبرستان
حتى زحف إليه محمد بن زيد فقتله وملكها، ومن ولده علي بن العباس بن إبراهيم
قاضى طبرستان له أولاد ولأخويه عقب منتشر، وهما أبو القاسم الحسين وأبو علي محمد.
وأما الحسن بن علي السيد بن عبد الرحمان الشجري فأعقب بالري والكوفة
وغيرها واليه نسب الداعي الصغير من قال إنه شجري، ومنهم الشيخ أبو عبد الله
الحسين بن طباطبا الحسنى قال: هو أبو محمد الحسن (1) بن القاسم بن الحسن
ابن علي بن عبد الرحمان الشجري وأعقب من أبى عبد الله محمد النقيب الخليفة
بالديلم، وأبى الفضل يحيى، كان عظيم القدر والمحل بآمل وطبرستان. وإبراهيم
أعقب أبو عبد الله النقيب الخليفة من ولده أحمد، وأعقب أحمد إسماعيل وكان
لإسماعيل ابنا ناقصا (2) ببغداد، وولده على كان بمصر في جملة الديلم، وأعقب

(1) وكان الحسن هذا يلقب نزوان، وكان أبوه القاسم بن الحسن ينكره
ذكر ذلك أبو الحسن بن الناصر الكبير (عن هامش النسخة المخطوطة).
(2) كذا في ثلاث نسخ مخطوطة والصحيح (ابن ناقص) م ص
91

أبو الفضل يحيى بن الداعي الصغير أبا محمد الحسن له ولد، وأبا عبد الله محمدا
وأبا الحسن عليا، وأبا زيد صالحا، له أبو حرب محمد بن صالح، ومهدى والحسين
وعلى، وأعقب إبراهيم بن الداعي الصغير، أبا طالب حمزة له أولاد لهم عقب
وأبا حرب مهديا له بنت.
وأما زيد بن علي السيد بن الشجري فله أعقاب فيهم عدد وانتشار، فمن
ولده أبو الحسن على المعروف بابن المقعدة بن زيد المذكور، أعقب من ثمانية رجال
وعقبه كثير، وأما جعفر بن الشجري فأعقب رجلين هما أبو جعفر محمد كان سيدا
بالمدينة، وأحمد الرئيس الأصغر، فمن ولد أبى جعفر محمد كركورة وهو أحمد بن
محمد المذكور له عقب يقال لهم (بنو كركورة) أكثرهم بالري ونواحيها، ومنهم
عبد الله بن محمد، من ولده أبو عبد الله مهدي بن الحسن بن محمد بن زيد بن أحمد
ابن علي بن عبد الله بن محمد المذكور، له ولد بطبرستان، ومنهم الحسين (الحسن
خ ل) بن محمد كان بسمرقند وأعقب، ومنهم المظلوم (المظلوم خ ل) صاحب
الشامة، وهو جعفر بن محمد بن الحسن بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمد بن
جعفر بن الشجري. منهم، قوم بصنعاء اليمن شهد لهم بنو الناصر أحمد بن يحيى
الهادي بنسبهم - آخر ولد جعفر بن الشجري، وهم آخر ولد القاسم بن الحسن
ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " -.
وأما إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ويكنى
أبا محمد، ويلقب بحالب الحجارة بالحاء المهملة (1) وهو أصغر أولاد الحسن
ابن زيد بن الحسن المعقبين، وأمه أو ولد، أعقب من رجلين محمد، وعلى النازوكي
أما محمد بن إسماعيل فعقبه يرجع إلى ولده الداعي محمد بن زيد بن محمد المذكور
وبقية في المهدى الحسن بن زيد بن محمد الداعي، وكان الداعي محمد بن زيد
وأخوه الحسن قد ملكا طبرستان، ملكها أولا الحسن، ولقب بالداعي الكبير

(1) وقد روى بالجيم. م.
92

والداعي الأول، وأمه بنت عبد الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " وكان ظهوره بطبرستان سنة خمسين ومائتين
وتوفى سنة سبعين ومائتين، ولم يعقب، واستولى على الامر بعده ختنه على
أخته أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمان الشجري بن
القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " وكان أخ الداعي
محمد بن زيد بجرجان، فلما وصل إليه الخبر زحف إلى أبى الحسين من جرجان
سنة إحدى وسبعين ومائتين فقتله، وملك طبرستان وأقام بها سبع عشرة سنة
وسبعة أشهر، واستولى على تلك الديار حتى خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور
ثم حاربه محمد بن هارون السرخسي صاحب إسماعيل بن أحمد الساماني فقتله (1)
وحمل رأسه وابنه زيد بن محمد إلى بخارا ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج
محمد بن الصادق " ع " وكان أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني الكاتب المصنف
المعتزلي يكتب له ويتولى أمره.
وأما علي بن إسماعيل بن الحسن بن زيد ويعرف بالنازوكي فله عقب كثير
منهم بنو طيرخوار وهو أبو العباس الحسن بن علي بن أحمد الأفقه بن علي
النازوكي، ومنهم محمد المعروف (2) بابن علية النازوكي، من ولده علي بن الحسين
أميركا القمي الملقب بشكنبة بن علي بن محمد المذكور، له عقب بالشام وطرابلس
ودمشق، وأما على السديد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)
ويكنى أبا الحسن وأمه أم ولد وعقبه من ابنه عبد الله على. أمه أم ولد، قال
أبو نصر سهل بن داود البخاري: يقال إن عبد الله بن علي استلحقه الحسن بن علي

(1) وكانت شهاده محمد بن زيد الداعي سنة 287 ه‍. (عن هامش الأصل)
(2) قال البيهقي: وأبو شجاع من أولاد محمد بن علية بن علي ورد من الري
إلى بيهق في شهور سنة 488 ه‍. وله أعقاب كثيرة ببيهق والله أعلم.
(عن هامش المخطوطة)
93

زيد وهو جده بعد موت ابنه على بالقيافة، ذلك أن أباه عليا هلك في حياة أبيه
الحسن بن زيد، وأم عبد الله جارية بيعت ولم يعلم أنها حامل، فلما توفى علي بن
الحسن بن زيد ردها المشترى إلى أبيه الحسن بن زيد فولدت عبد الله فشك فيه
فدعا بالقافة فألحقوه به، واسم الجارية هيفاء. فولد عبد الله بن علي السديد
عبد العظيم السيد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالري وقبره يزار، وأولد
عبد العظيم محمد بن عبد العظيم كان زاهدا كبيرا وانقرض محمد بن عبد العظيم ولا
عقب له.
وأما أحمد بن عبد الله بن السديد فقال العمرى الكبير النسابة: أعقب.
وقال أبو اليقظان: ما أعقب. وقال شيخنا أبو الحسن العمرى: والذي عليه
العمل أنه أعقب من ولده السبيعي. وهو أبو محمد القاسم بن الحسين نقيب
الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي السديد، نسب إلى محلة بالكوفة
يقال لها السبيعية، وله عقب بها يقال لهم: (السبيعيون). وكان القاسم السبيعي
من أعيان العلويين، ومن ولده يحيى بمصر، ولى قضاء بعض تلك البلاد، ومن
ولد القاسم بن أحمد بن عبد الله، الحسن بن علي بن القاسم بن أحمد قال أبو نصر
البخاري: له عقب بالحجاز. ومن ولده أحمد بن عبد الله دردار بن أحمد
وولده محمد الأبهري، له عقب كثير بأبهر وغيرها، لهم جلالة ورياسة، ومن ولد
أحمد بن عبد الله، محمد بن أحمد وله بأبهر ولد، وهو أبو علي عبد الله شاطورة
له أعقاب كثيرة بأبهر وزنجان وطبرستان وهمدان، وعقبه من ابنه أبى عبد الله
محمد، والمنتسبون إليه من رؤساء أبهر وغيرها ينتسبون إلى محمد بن عبد الله
الدردار والأصح المعتمد أنهم من ولد شاطورة، منهم السيد رضى الدين
أبو عبد الله محمد بن علي بن عرب شاه، وهو حمزة بن أحمد بن عبد العظيم
ابن عبد الله فقوم ينسبون عبد الله هذا أنه ابن محمد الأبهري بن أحمد بن عبد الله
دردار، وقوم يقولون هو ابن محمد بن عيسى بن محمد عبد الله شاطورة، وقد
94

نسبهم بعض الناس - أعنى رؤساء أبهر - إلى محمد بن زيد بن عبد الله الأصغر
ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " ولا يصح نسبهم هناك.
وكان رضى الدين المذكور نقيب أبهر وله فضل، وابنه ناصر الدين مطهر
ابن رضى الدين محمد المذكور تولى نقابة المشهدين والحلة والكوفة أشهرا، والحسن
ابن عبد الله بن علي السديد، قال الشيخ أبو الحسن العمرى: عقبه في (صح).
وقال أبو عبد الله بن طباطبا: والحسن بن عبد الله يعرف المهفهف ولى أموال
فدك للمعتضد وانقرض ولا بقية له، وبالري وما والاها قوم ينتسبون إليه
وهو غلط عظيم منهم في أنسابهم قال: وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى في غير هذا
الموضع وأخرج أنسابهم على صحتها. هذا كلامه، ومحمد بن عبد الله بن علي
السديد، قال أبو الحسن العمرى: يقال له المهفهف ولا يعرف له بقية. قال ابن
طباطبا: وقال قوم وولده بأبهر وزنجان. وأما إسحاق بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " وهو الكوكبي فيما قال أبو نصر البخاري
وغيره، لبياض كان على عينيه، ويكنى أبا الحسن وأمه أم ولد بخارية، لم
يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا. وقال أبو نصر البخاري: ولد حسنا وحسينا
وهارونا. وذكر له الشيخ أبو الحسن العمرى: إسماعيل واخا له هارون قال:
وولد هارون ابنا قتله ابن الليث الصفار أمه قمية. هذا كلام أبى الحسن العمرى،
وقال ابن طباطبا: ولد هارون والحسن، أما هارون فله جعفر ولجعفر أولاد
ثلاثة لهم عقب في كتب النسب وهم محمد ولده بآمل وطبرستان، وأحمد له ولد
اسمه محمد وهو الخطيب ولده يعرفون بالخطيبيين، والحسن له ولد هو أحمد، له
عقب، هذا كلامه. وقال أبو نصر البخاري: ولد الحسن بن إسحاق بن الحسن
بالمغرب ابنا وامرأتين وقتل الحسن بن إسحاق، وولد هارون بن إسحاق، جعفر
ابن هارون بن إسحاق، ومحمد بن جعفر بن هارون بن إسحاق، هو الذي قتله رافع
ابن الليث بآمل ومشهده ظاهر بتبرك به وبزيارته. ثم قال: لا يخرج ولده جملة.
95

من النساب ويقولون إسحاق ليس له ولد. قال الناصر الكبير: ما أقول في ولد
إسحاق خيرا ولا شرا.
وأما زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " ويكنى
أبا طاهر فلم يذكر له الشيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي عقبا
وقال ابن طباطبا: ولده طاهر ولطاهر محمد، وهما في (صح) قال أبو الحسن
العمرى: ولد زيد طاهرا، أمه أسماء بنت إبراهيم المخزومية، وعليا أمه أم ولد
فولد طاهر بن زيد بن الحسن عليا ومحمدا، فولد محمد بن طاهر حسنا بصنعاء اليمن
أمه منها، وله بها ولد. هذا كلامه، ووافقه على ذلك السيد أبو الغنائم الزيدي
النسابة: وقال أبو نثر البخاري: يقال إنه - يعنى طاهر بن زيد - أعقب من
محمد بن طاهر وهو من أم ولد بالحجاز. ومنهم خلق كثر بالبصرة. ثم قال
بعد ذلك: لا يصح لطاهر بن زيد ولد ذكر، قال: وذكر أحمد بن عيسى بن
الحسين بن علي وهو أحد علماء العلوية بالنسب: أنه سمع طاهر بن زيد عند
موته يقول: لا عقب لي. والمنتمون إلى طاهر يقولون نحن بنو طاهر بن الحسن
ابن محمد بن طاهر بن زيد والله بحالهم أعلم.
وأما عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
ويكنى أبا زيد وأبا محمد أيضا، وأمه أم ولد تدعى خريدة، ولم يذكره شيخ الشرف
العبيدلي له ولدا، قال شيخنا العمرى: ولد عبد الله خمسة عليا، والحسن، ومحمدا
وزيدا، وإسحاق. وقال: إن زيدا ولد وكذا إسحاق قالوا وقد أولد الحسن، هذا
كلامه، وقال الشيخ أبو نصر البخاري: كان زيد بن عبد الله أشجع أهل زمانه
وكان مع أبي السرايا الخارج بالكوفة فهرب إلى الأهواز فأخذه النار عيسى
فضرب عنقه صبرا، ولم يذكر البخاري من ولد عبد الله غيره، وقال فولد زيد
ابن عبد الله محمدا، وعليا، وحسنا، وعبد الله، أمهم علوية، وولد العمرى
يعنى النسابة الكبير ولا غيره أولاد محمد بن زيد بن عبد الله
96

(1) ولم يثبتوا له نسبا. وقال أيضا: فأما أبو زيد عبد الله بن الحسن بن زيد
ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب " ع " فما أعرف حاله ولا أشهد بصحة
نسبه - يعنى محمد بن زيد بن عبد الله - والله أعلم بحاله.
وأما إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
ويكنى أبا إسحاق وأمه أم ولد، فلم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا غير القاسم
ابن محمد بن داود بن محمد بن الحسن بن إبراهيم المذكور، وقال أبو عبد الله بن
طباطبا: إن إبراهيم بن الحسن بن زيد عقبه من إبراهيم بن إبراهيم، ولإبراهيم
ابن إبراهيم الحسن ومحمد، أما الحسن فولد محمدا بنصيبين، ولمحمد ابن اسمه
طاهر، ولطاهر داود ولداود محمد وأحمد لهما عقب، وأما محمد بن إبراهيم
فولده الحسن وعلى ابنا محمد بن إبراهيم ولكل منهما عقب، وقال أبو الحسن
العمرى: ولد محمد بن إبراهيم بنصيبين. ومن ولد محمد بن إبراهيم بن الحسن
ابن زيد، محمد بن الحسن بن محمد المذكور، مات في الحبس بمكة، وقال أبو نصر
البخاري ولد إبراهيم بن إبراهيم محمدا والحسن. أما محمد فولد حسنا، وعبد الله،
وأحمد، أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
بن أبي طالب ثم قال: فأولاد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بخراسان، ثم قال
العمرى في كتابه: لا يصح لعبد الله بن محمد بن إبراهيم عقب ولا نسب والله أعلم
. آخر ولد إبراهيم بن الحسن بن زيد. وهم آخر ولد الحسن بن زيد. وهم

(1) كذا في الأصل، والظاهر أن العبارة: (ولم يذكر العمرى النسابة
ولا غيره أولاد محمد، الخ) (كذا عن هامش نسخة مخطوطة) وفى نسخة
مخطوطة أخرى صحيحة ذكر بعد قوله علوية (وولد محمد بن زيد بن عبد الله
حسنا وعليا وعبد الله أمهم مخزومية وهم بالحجاز) ثم قال: بعد ذلك لم يخرج
العمرى يعنى النسابة الكبير ولا غيره الخ. م ص
97

آخر ولد زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام (1)
المقصد الثاني
في عقب أبى محمد الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب " ع " ويكنى أبا محمد وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو
ابن جابر بن عقيل بن سمى بن مازن بن فزارة بن ذبيان، وكانت تحت محمد بن
طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي
بن أبي طالب " ع " فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز
رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبق في المدينة قيسي
إلا دخل تحتها، ثم قال: أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا: لا. فلما رأى الحسن (ع)
ذلك سلم إليه ابنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت
له: يا أبه أين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين على " ع " وابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فقال: إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا، فلما صاروا في نخل
المدينة إذا أبا لحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها
فردها إلى المدينة: وكان قد خطب إلى عمه الحسين (ع) إحدى بناته فأبرز إليه
فاطمة وسكينة وقال: يا ابن أخي اختر أيهما شئت. فاستحى الحسن وسكت

(1) وأما عمرو القاسم وعبد الله بنو الحسن بن علي " ع " فإنهم قتلوا بين
يدي عمهم الحسين بالطف. وعبد الرحمان بن الحسن خرج مع عمه الحسين " ع "
إلى الحج فتوفى بالابواء وهو محرم. وطلحة بن الحسن كان جوادا كريما.
(عن هامش الأصل)
98

فقال الحسين: قد زوجتك فاطمة (1) فإنها أشبه الناس بأمى فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله. وقال البخاري: بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين " ع "
وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين على " ع " ونازعه فيها
زين العابدين علي بن الحسين " ع " ثم سلمها له. فلما كان زمن الحجاج سأله عمه
عمر بن علي أن يشركه فيها فأبى عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير
الحجاج ذات يوم قال: يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك وبقية ولد أبيك فأشركه
معك في صدقات أبيه. فقال الحسن: والله لا أغير ما شرط على فيها ولا أدخل
فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين " ع " قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من
فاطمة دون غيرهم من أولاده. فقال الحجاج: إذن أدخله معك. فنكص عنه
الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن
مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليجئ ابن أم الحكم وهي بنت مروان وأبوه
ثقفي فقال: له سأستأذن لك عليه وأرفدك عنده. وكان يحيى قد خرج من عند
عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال: يا يحيى لم رجعت وقد خرجت
آنفا؟ فقال: لأمر لم يسعني تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين. قال: وما
هو؟ قال هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له، وإن
له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا
أذى. فامر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره
ثم قال: لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيى: وما يمنعه من ذلك أماني
أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة. فغضب الحسن من هذا

(1) وكانت فاطمة تزوجت بعد الحسن المثنى عبد الله بن عمر بن عمرو
ابن عفان الأموي وهو الشاعر المشهور الذي يقال له العرجي، فولدت له
أولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن، ويقال له: الديباج والقاسم
ورقية بنو عبد الله بن عمر ذكره أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) م ص
99

الكلام وقال له: بئس الرفد رفدت، ليس كما زعمت، ولكنا قوم تقبل علينا
نساؤنا فيسرع إلينا الشيب. فقال له عبد الملك ما الذي جاء بك يا أبا محمد؟ فذكر
له حكاية عمه عمرو أن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده. فكتب عبد الملك
إلى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل
معه من لم يدخله على، وكتب في آخر الكتاب:
إنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل
واضطرب القوم بأحلامهم * نقضي بحكم فاصل عادل
لا نجعل الباطل حقا ولا * نلفظ دون الحق بالباطل
نخاف أن تسقه أحلامنا * فنخمل الدهر مع الخامل
وختم الكتاب وسلمه إليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما، فلما خرج من
عند عبد الملك لحقه يحيى ابن أم الحكم فقال له الحسن: بئس والله الرفد رفدت
ما زدت على أن أغريته بي فقال له يحيى: والله ما عدوتك نصيحة ولا يزال
يهابك بعدها ابدا. ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة.
وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين " ع " وأثخن بالجراح
فلما أرادوا أخد الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن
خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري: دعوه لي فان وهبة الأمير عبيد الله بن زياد " لع "
لي وإلا رأى رأيه فيه. فتركوه له فحمله إلى الكوفة، وحكوا ذلك لعبيد الله بن
زياد. فقال: دعوا لأبي حسان بن أخته. وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق
بالمدينة. وكان عبد الرحمان بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قتل عبد الرحمان
توارى الحسن حتى دس إليه الوليد (1) بن عبد الملك من سقاه سما فمات

(1) الصحيح: سليمان بن عبد الملك. لان الحسن هذا قد دس إليه السم سنة
سبع وتسعين والوليد مات سنة ست وتسعين وبويع بعده أخوه سليمان، فالذي
دس إليه السم هو سليمان دون الوليد، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن
عند موته خمسا وثلاثين سنة لا يصح لأنه مات بعد والده بثمان وأربعين سنة
فكيف يكون عند موته ابن خمس وثلاثين؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة
تقديما وتأخيرا وأن الصحيح (أن عمره كان عند موته ثلاثا وخمسين سنة) لا
خمسا وثلاثين.
100

وعمره إذا ذلك خمس وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض، وإبراهيم الغمر
والحسن المثلث، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي " ع " ومن داود، وجعفر
وأمهما أم ولد رومية تدعى جيبة (1) فعقبه خمسة أسباط تذكر في خمسة معالم:
المعلم الأول
في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
وإنما سمى المحض لان أباه الحسن بن الحسن " ع " وأمه فاطمة بنت الحسين " ع "
وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بني هاشم في زمانه. وقيل له: بما صرتم
أفضل الناس؟ قال: لان الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون
من أحد، وكان قوى النفس شجاعا وربما قال من الشعر شيئا فمن شعره:
بيض غرائر ما هممن بريبة * كظباء مكة صيدهن حرام
يحسبن من لين الكلام زوانيا * ويصدهن عن الخنا الاسلام
ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرا على أبى سلمة الخلال الكوفة ستر
أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بن ولد على والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا

(1) وهي التي علمها الإمام الصادق " ع " الدعاء المعروف بدعاء أم داود
وكان به خلاص ابنها داود من الحبس، وكان للحسن المثنى ابن آخر اسمه محمد
وبنتان رقية وفاطمة أمهم رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل العدوي. ولا بقية
لمحمد بن الحسن المثنى (قاله في مناهل الضرب) م ص
101

ثم قال: أخاف أن لا يتفقوا. فعزم على أن يعزل بالامر إلى ولد على من الحسن
والحسين، فكتب إلى ثلاثة نفر، منهم جعفر بن محمد علي بن الحسين " ع "
وعمر بن علي بن الحسين، وعبد الله بن الحسن، ووجه بالكتب مع رجل من
مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد " ع " فلقيه ليلا وأعلمه أنه رسول
أبى سلمة وأن معه كتابا إليه منه، فقال: وما انا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري؟
فقال الرسول: تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت. فقال جعفر " ع " لخادمه:
قدم منى السراج. فقدمه فوضع عليه كتاب أبى سلمة فأحرقه، فقال: ألا تجيبه؟
فقال: قد رأيت الجواب. فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن بن الحسن
فقبل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد " ع " فقال له: أي أمر جاء بك يا أبا محمد
لو أعلمتني لجئتك؟ فقال: أمر يجل عن الوصف، قال: وما هو يا أبا محمد؟ قال:
هذا كتاب أبى سلمة يدعوني لأمر يجل عن الوصف، قال: وما هو يا أبا محمد؟ قال:
هذا كتاب أبى سلمة يدعوني لأمر ويراني أحق الناس به، وقد جاءته شيعتنا
من خراسان. فقال له جعفر الصادق " ع ": ومتى صاروا شيعتك؟ أنت وجهت
أبا سلمة إلى خراسان وأمرته بلبس الواد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه؟
كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال: عبد الله أن
كان هذا الكلام منك لشئ. فقال جعفر " ع ": قد علم الله أنى أوجب على نفسي
النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل، فان هذه الدولة
ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لاحد من آل أبي طالب، وقد جاءني مثل ما جاءك.
فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال
ما أعرف كاتبه فأجيبه، ومات عبد الله المحض في حبس أبى جعفر الدوانيقي مخنوقا.
وروى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب (مقاتل الطالبيين) عمن لم يحضرني
اسمه (1) الآن، قال: كنا جلوسا مع فلان (2) وذكر اسم الذي كان يتولى

(1) رواه عن عمر عن أبي زيد عن عيسى عن عبد الرحمان بن عمران بن أبي فروة
(2) هو أبو الأزهر مولى المنصور الدوانيقي.
102

حبس عبد الله - فإذا برسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة
فأعطاها ذلك الرجل كان يتولى الحبس لعبد الله واخوته وبنى أخيه، فقرأها
وتغير لونه وقام متغير اللون مضطربا وسقطت الرقعة منه لاضطرابه، فقرأناها فإذا
فيها: إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله
المذله، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم
ثم قال: ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم؟ فقلنا هو والله خير من أظلت هذه
وأقلت هذه. فضرب أحد يديه على الأخرى وقال: قد والله مات. وتوفى عبد الله
وهو ابن خمس وسبعين سنة (1) وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين على " ع "
بعد أبيه الحسن، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسين " ع " ولهما في ذلك
حكايات لا تليق بهذا المختصر.
وأعقب عبد الله المحض من ستة رجال، محمد ذي النفس الزكية، وإبراهيم
قتيل باخمرى، وموسى الجون، وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن
الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب، ومن يحيى صاحب الديلم
وأمه قريبة (فرثية خ ل) بنت ركيح بن أبي عبيدة، بنت أخي هند بنت أبي
عبيدة، ومن سليمان، وإدريس وأمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية، فالعقب
من محمد ذي النفس الزكية، ويكنى أبا عبد الله، وقيل أبا القاسم، ويلقب المهدى
وهو المقتول بأحجار الزيت، وقال أبو نصر البخاري: حملت به أمه (2) أربع
سنين. ونقل ذلك الدنداني النسابة عن جده وكان يرى رأى الاعتزال، وحكى
أبو الحسن العمرى: أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة. وولد سنة

(1) قتل عبد الله في محبسه بالهاشمية سنة 145 ه‍ ذكره أبو الفرج
الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين). م ص
(2) هذا لا يوافق مذهب الإمامية وغيرهم اللهم الا الشافعية
(عن هامش المخطوطة)
103

مائة بلا خلاف، وقيل: مات سنة خمس وأربعين في رمضان، وقيل: في الخامس
والعشرين من رجب. وقال البخاري: وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا.
وإنما لقب المهدى للحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المهدى من ولدى
اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى. وتطلعت إليه نفوس بني هاشم وعظموه، وكان
جم الفضائل كثير المناقب، وحكى الشيخ أبو الفرج الأصفهاني (1): أن
الصادق " ع " أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب. فقيل له في ذلك فقال: ويحك
هذا مهدينا أهل البيت!.
وكان المنصور قد بايع له ولأخيه إبراهيم مع جماعة من بني هاشم، فلما
بويع لبني العباس اختفى محمد وإبراهيم مدة خلافة السفاح، فلما ملك المنصور
وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما
فيحكى: أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له: يقتل رجلان من آل محمد خير
من أن يقتل ثمانية. فقال لهما: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما
أن تمونا كريمين. ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه إبراهيم على الظهور في
في يوم واحد، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم إلى البصرة، فاتفق أن إبراهيم
مرض فحرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة، ولما خلص من مرضه وظهر
أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب. ويقال: بل أتاه وهو قد توجه
إلى الكوفة لحرب المنصور فقال:
سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا فان بها ما يدرك الطالب الوترا
إلى آخره (2) ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض

(1) أنظر أخبار محمد ذي النفس الزكية في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج
الأصفهاني ص 160 - 192 من طبع النجف م ص
(2) الأبيات التي بعده:
ولست كمن يبكى أخاه بعبرة يعصرها من ماء مقلته عصرا
ولكن أروى النفس منى بغارة تلهب في قطري كتابتها جمرا
وإنا أناس لا تفيض دموعنا على هالك منا وإن قصم الظهرا
(عن هامش الأصل)
104

أصحابه فقال له: ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى؟ فقال: وأين ظهر؟ قال: بالمدينة.
فقال: غلبت عليه ورب الكعبة. قال: وكيف؟ قال: لأنه خرج بحيث
لا مال ولا رجال فعاجله بالحرب فأرسل إليه عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله
ابن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرق أصحابه عنه حتى
بقي وحده، فلما أحس بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى
الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحتراق، ثم خرج
فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنه روى
عن رسول الله صلى الله وآله وسلم أنه قال: تقتل بأحجار الزيت من ولدى
نفس الزكية. وكان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه
ولذلك تغير المنصور عليه فقال إنه خلع أكتافه.
وأعقب محمد النفس الزكية (1) من ابنه أبى محمد عبد الله الأشتر الكابلي
وحده، وكان قد هرب بعد قتل أبيه إلى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج
وحمل رأسه إلى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي " ع " فصعد به
المنبر وجعل يشهره للناس. وقال أبو نصر البخاري: بالموصل قوم ينتسبون

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): ولد محمد بن عبد الله
النفس الزكية عبد الله وعليا، أمهما سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي
والطاهر أمه بنت فليح بن محمد بن منذر بن زبير، والحسن بن محمد بن عبد الله
- من أم ولد - وعلي بن محمد بن عبد الله جيئ به من مصر فحبس في بغداد وتوفى بها
ولا عقب له، والحسن بن محمد قتل يوم فخ ولا عقب له، والطاهر بن محمد لا عقب
له، وبالموصل قوم ينتسبون إليه أدعياء.
105

إلى طاهر بن محمد ذي النفس الزكية وهم أدعياء ولا عقب له من طاهر. وقال
الأشناني أبو الحسن نسابة البصرة ومشجرها: أولد طاهر بن محمد محمدا وعليا
يعرفان ببنى الضائع (الصايغ خ ل) وليس لهما في الشرف حظ. وذكر أن أحدهما
أشهد على نفسه أنه عامي. وأما إبراهيم بن محمد ذي النفس الزكية فأعقب من محمد
إبراهيم وانقرض بعد أن خلف عدة أولاد، قال أبو نصر البخاري: لم نجد
أحدا انتسب إلى إبراهيم بن النفس الزكية. قال شيخنا أبو الحسن العمرى: فعلى
هذا يبطل نسب الطبلي وهو الفاتك بن حمزة بن الحسن بن الحسين بن إبراهيم بن
محمد ذي النفس الزكية، وكان الطبلي ببخارا وجرت له خطوب ولاحظ له في النسب.
والعقب من محمد النفس الزكية في عبد الله الأشتر الكابلي لا غير، كما ذكرنا
ومنه في محمد الكابلي بن عبد الله بن محمد، مولده كابل وانتقل عنها بعد قتل أبيه وقال
الشيخ أبو نصر البخاري، قتل عبد الله الأشتر بالسند وحملت جاريته وصبي معها
يقال له محمد بعد قتله (1) وكتب أبو جعفر المنصور إلى المدينة بصحة نسبه.
وقال: كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزار مرد أمير السند بذلك. ثم قال
الشيخ أبو نصر البخاري: وروى عن جعفر الصادق " ع " أنه قال: كيف يثبت
النسب بكتابة رجل إلى رجل وهماهما؟ ذكر ذلك أبو اليقظان ويحيى بن الحسن
العقيقي وغيرهما والله أعلم ثم قال أبو نصر البخاري: وقال آخرون أعقب وصح
نسبه. فولد محمد بن عبد الله الأشتر خمسة بنين. طاهرا وعليا وأحمد وإبراهيم
والحسن الأعور الجواد (أما) طاهر فانقرض وأما على فقال الشيخ أبو الحسن
العمرى: انقرض وقال أبو نصر البخاري: الأشترية من أولاد على والحسن

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا من الكتاب، والذي ذكره أبو نصر
البخاري في (سر السلسلة): " فأما عبد الله بن محمد فهو الأشتر قتل بالسند
وحملت جاريته وصبي معها ولد بعد قتله يقال له محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله
ابن الحسن بن الحسن، وكتب أبو جعفر المنصور الخ " م ص
106

ابني محمد بن عبد الله، فأولاد الحسن قد كثروا وأولاد على دون ذلك. ثم
قال: قال أبو اليقظان انقرضوا يعنى أولاد علي بن محمد الأشتر والله أعلم. وأما
أحمد فدرج وأما إبراهيم فقال شيخنا العمرى: أولد بطبرستان وجرجان.
وعقب محمد بن عبد الله الأشتر الذي لا خلاف فيه من الحسن الأعور
الجواد، كان أحد أجواد بني هاشم الممدوحين المعدودين. ويكنى أبا محمد، قيل
قتلته طي في ذي الحجة سنة 251 ه‍. وقال ابن الشعراني النسابة المعروف بابن
سلطين: قتل الحسن أيام المعتز وعقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله
الأشتر من أربعة رجال (1) وهم أبو جعفر محمد نقيب الكوفة، وأبو عبد الله
الحسين نقيب الكوفة أيضا، وأبو محمد عبد الله، والقاسم. وذكر ابن طباطبا
أبا العباس أحمد بن الحسن الأعور أيضا، أما أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ابن
الحسن الأعور فكان سيدا نقيبا وقتل بفيد وله بقية بواسط، منهم أبو العلى عبد الله،
وأبو السرايا الحسن، وأبو البركات محمد بنو أبى جعفر محمد بن أحمد بن أبي جعفر محمد
النقيب المذكور، ومنهم السيد العالم المحدث بهمدان أبو طالب علي بن الحسين بن
الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور، وأما أبو عبد الله
الحسين نقيب الكوفة بعد أخيه ابن الحسن الأعور، فكان له عقب بالكوفة
يعرفون ببنى الأشتر انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم إلى المائة السادسة، وأما بنو
أبى محمد عبد الله بن الحسن الأعور فهم بخراسان وآمل واستراباد، وقد كثر فيهم
الأدعياء، وكان من ولده بجرجان ناصر بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله

(1) وللحسن الأعور عدة بنات من جملتهن أم على وقد خرجت إلى
يوسف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الجعفري، وأم كلثوم
وقد خرجت إلى إسماعيل بن محمد الجعفري وخديجة تعرف ببنت ملك خرجت
إلى أيوب بن محمد الجعفري، وثلاث أخوات إلى ثلاثة إخوة جعافرة.
(المجدي للعمري)
107

المذكور، وله بها ولد، وكان عبد الله بن الأعور قد أعقب من ثلاثة رجال على
والقاسم وأحمد. أما على فله ولدان الحسن وأبو جعفر محمد، ولدهما بجرجان
ونيسابور وطبرستان، منهم أبو الفضل علي بن أبي هاشم محمد بن أبي الفضل
عبد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن الأعور، مولده نيسابور في
آخرين من اخوته وبنى عمه وبنى إخوته.
وأما القاسم بن الحسن الأعور، فذكر أن ولده بطبرستان، وأولاده محمد
وعلى وعبد الله والحسن والحسين، قال ابن طباطبا: وما وقع إلى نبأ من أخبارهم
ولا عرفني أحد عقبا لهم والله بحالهم أعلم. فمن ذكر أنه من ولد القاسم احتاج إلى
بينة عادلة تقوم له بصحة دعواه، وأما أبو العباس أحمد بن الحسن الأعور
فولده أبو جعفر محمد بن أحمد والحسن والحسين ولأبي جعفر محمد (1) وأحمد
وعلى وقيل هما بجرجان، قال أبو عبد الله بن طباطبا: ولم يقع إلى أحد من ولد
أحمد ولا عرفني أحد لهم عقبا باقيا. فمن ذكر أنه من ولده احتاج إلى بينة عادلة
تقوم له بصحة دعواه.
قلت: والظاهر أنه انقرض، ولهذا لم يعده الشيخ النقيب تاج الدين بن
معية في المعقبين - (آخر ولد محمد النفس الزكية) -
والعقب من إبراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب " ع " يكنى أبا الحسن، وكان يرى مذهب الاعتزال وكان
شديد الأيد، فيحكى: أنه كان واقفا مع أخيه محمد وأبيه وإبل لهم تورد وفيها
ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الإبل ترد، فقال محمد لإبراهيم وهو ملتف في
شملة: إن رددتها فلك كذا وكذا: فوثب إبراهيم فقبض على ذنبها فشردت وتبعها
إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم. فقال عبد الله لابنه: بئس ما صنعت

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعل الصحيح (ولأبي جعفر محمد، أحمد
وعلى قيل هما بجرجان). م ص
108

عرضت أخاك للتلف. فلما كان بعد ساعة أقبل إبراهيم متلفا بشملته، فقال له
محمد: ألم أقل لك إنك لا تقدر على ردها؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه وقال: أما
يعذر من جاء بهذا؟
وكان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة: يقال إنه كان أيام اختفائه
بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبي فطلب منه دواوين العرب ليطالعها
فأتاه بما قدر عليه فأعلم إبراهيم على ثمانين قصيدة، فلما قتل إبراهيم استخرجها
المفضل وسماها (المفضليات) وقرئت بعده على الأصمعي فزاد فيها، وظهر
إبراهيم ليلة الاثنين غرة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة وبايعه
وجوه الناس، منهم بشير الرحال، والأعمش سليمان بن مهران، وعباد بن
منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة، والمفضل بن محمد، وسعيد بن الحافظ
في نظرائهم ويقال إن أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا وكان قد أفتى الناس بالخروج
معه، فيحكى أن امرأة أتته فقالت: إنك أفتيت ابني بالخروج مع إبراهيم فخرج
فقتل فقال لها. ليتني كنت مكان ابنك وكتب إليه أبو حنيفة. أما بعد فانى
قد جهزت إليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها، ولولا أمانات للناس
عندي للحقت بك، فإذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل
صفين، أقتل مدبرهم وأجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل
فان القوم لهم فئه. ويقال أن هذا الكتاب وقع إلى الدوانيقي وكان سبب تغيره على
أبي حنيفة.
وكان إبراهيم قد يلقب بأمير المؤمنين وعظم شأنه وأحب الناس ولايته
وارتضوا سيرته، فقلق الدوانيقي لذلك قلقا عظيما، وندب إليه عيسى بن موسى
من المدينة إلى قتاله وسار إبراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى - قرية قريبة من
الكوفة - وانهزم عسكر عيسى بن موسى، فيحكى أن إبراهيم نادى: لا يتبعن أحد
منهزما، فعاد أصحابه فظن أصحاب موسى أنهم انهزموا فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا
109

أصحابه إلا قليلا. وقيل بل انهزم بعض عسكر عيسى على مسناة ملتوية فلما صاروا
في عكسها ظن أصحاب إبراهيم أنهم كمين قد خرج؟ عليهم، ورفع إبراهيم البرقع
عن وجهه فجاءه سهم غائر فوقع على جبهته فقال: الحمد لله أردنا أمرا وأراد الله
غيره أنزلوني وكان آخر امره، ولما اتصل بالمنصور انهزام عسكره وهو
بالكوفة اضطرب اضطرابا شديدا وجعل يقول: فأين قول صادقهم أين لعب
الغلمان والصبيان؟ ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر، وجيئ برأس إبراهيم فوضعه
في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن علي " ع " واقف على رأسه عليه
السواد فخنقته العبرة، والتفت إليه المنصور وقال: أتعرف رأس من هذا؟
فقال: نعم:
فتى كان تحميه من الضيم نفسه * وينجيه من دار الهوان اجتنابها
فقال المنصور: صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون على ولوددت
انه فاء إلى طاعتي.
وكان قتل إبراهيم - على ما قال أبو نصر البخاري - لخمس بقين من ذي
القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثماني وأربعين سنة، وقال أبو الحسن
العمرى: قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة، وحمل بن أبي الكرام الجعفري
رأسه إلى مصر. وعقب إبراهيم من ابنه الحسن لا عقب له من غيره وباقي أولاده
بين دراج ومنقرض، وأم الحسن أمامة بنت عصمة العامرية من بنى جعفر بن كلاب
وكان وجيها مقدما طلبت له زوجته أمانا من المهدى لما حج فأعطاها إياه، وكان
المنصور الدوانيقي قد بالغ في طلبه وطلب عيسى بن زيد بعد قتل إبراهيم فلم يقدر عليهما
وأعقب الحسن بن إبراهيم من عبد الله وحده، وأمه مليكة بنت عبد الله
ابن أشيم تميمية من بنى مالك بن حنظلة، فأعقب عبد الله بن الحسن بن إبراهيم
من رجلين، إبراهيم الأزرق، ومحمد الاعرابي وأمهما أم ولد، أما إبراهيم الأزرق
ابن عبد الله بن الحسن بن إبراهيم فولده بينبع يقال لهم: بنو الأزرق وأعقب
110

من رجلين أبى على أحمد، وأبى حنظلة داود لهما عقب منتشر، وعقب أحمد بن
الأزرق يرجع إلى أبى الحسين أحمد النسابة صاحب الخاتم، وأبى عبد الله سليمان
ابني أبى حنظلة محمد بن أحمد المذكور، وعقب داود يرجع إلى أبى سليمان محمد
الملقب حزيمات (جويمات خ ل) والحسن ابني داود، فمن ولد الحسن بن داود
رزق الله الملقب بخندريس بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد
ابن عبد الله بن الحسن المذكور، له عقب وله عم اسمه الحسن أعقب من الحسين الملقب
زينخا، له أيضا عقب، ومن بنى محمد حزيمات سليمان بن سليمان بن محمد حزيمات
المذكور له عقب، ومن بنى إبراهيم بن عبد الله بقية بينبع والعراق وخراسان
وما وراء النهر.
وأما محمد الاعرابي بن عبد الله بن الحسن بن إبراهيم، فعقبه من إبراهيم
قال الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسنى رحمه الله: وعقب إبراهيم بن
محمد قليل. وعد أحمد صاحب الخاتم من بي إبراهيم الأزرق، وهو قول شيخ
الشرف العبيدلي، وأما ابن طباطبا وأبو الحسن العمرى فقالا: إن أحمد صاحب
الخاتم ابن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد الحجازي المعروف بالاعرابي
فعقب إبراهيم قتيل باخمرى متفرق من إبراهيم الأزرق، الحجازي، وقيل:
إن لعبد الله بن الحسن بن إبراهيم قتيل باخمرى ولدا اسمه على أعقب وهو باطل
قال أبو نصر البخاري: المنتسبون إلى عبد الله بن الحسن بن إبراهيم قتيل باخمرى من
جهة علي بن عبد الله لا يصح لهم نسب. قال: وذكر أحمد بن عيسى في أنسابه
أن عبد الله بن الحسن كتب في وصيته: (ولا عقب لي إلا من محمد وإبراهيم
وأما على فلا أعرفه ولا رأيت أمه) - آخر بنى إبراهيم قتيل باخمرى -
والعقب من موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب " ع " ويكنى أبا الحسن، وقيل أبا عبد الله، وكان أسود اللون
فلقبته أمه هند الجون، وكانت ترقصه وهو طفل وتقول.
111

إنك أن تكون جونا أفرعا يوشك أن تسودهم وتبرعا
وكان موسى شاعرا ولما قبض المنصور على أبيه وأهله أخذه فضربه ألف
سوط ثم قال له: أتعلم ما هذا؟ هذا سجل قاض عليك منى. ثم قال له: انى مرسلك
إلى الحجاز لتأتيني بخبر أخويك محمد وإبراهيم. فقال موسى: إنك ترسلني إلى
الحجاز والعيون ترصدني فلا يظهران لي. فكتب إلى والى الحجاز أن لا يتعرض
له، فخرج إلى الحجاز وهرب إلى مكة فلما قتل أخوه حج المهدى محمد بن المنصور
في تلك السنة فقال له في الطواف قائل: أيها الأمير لي الأمان وأدلك على موسى
الجون بن عبد الله؟ فقال المهدى: لك الأمان إن دللتني عليه. فقال: الله أكبر
أنا موسى بن عبد الله. فقال المهدى: من يعرفك ممن حولك من الطالبية؟ فقال:
هذا الحسن بن زيد، وهذا موسى بن جعفر، وهذا الحسن بن عبيد الله بن العباس
ابن علي، فقالوا جميعا. صدق هذا موسى بن عبد الله بن الحسن. فخلى سبيله، وعاش
موسى إلى أيام الرشيد، ودخل ذات يوم فلما قام من عنده عثر بطرف البساط
فسقط، فضحك الرشيد، فالتفت إليه موسى وقال: يا أمير المؤمنين انه ضعف
صوم لا ضعف سكر. ومات بسويقة، وفى ولده العدد والامرة بالحجاز وعقبه
من (1) رجلين، عبد الله الشيخ الصالح، ويلقب بالرضا أيضا وكان المأمون قد

(1) قال العمرى في المجدي: (ولد موسى بن عبد الله الملقب بالجون
اثنى عشر ولدا منهم تسع بنات - كذا عبارة العمرى في (المجدي) ولم يذكر التاسع -
هن: زينب خرجت إلى محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري فولدت له إبراهيم
وعيسى وداوود وموسى، وفاطمة وأم كلثوم، قال ابن دينار: خرجت إلى ابن أخي
المنصور، ورقية كان لها خطر خرجت إلى إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم
الجعفري فولدت له محمدا درج، وخديجة وصفية وأم الحسن أمهن طليحة
ومليكة خرجت إلى ابن عمها، والرجال ثلاثة، منهم محمد درج؟ ولم يعقب وإبراهيم، وعبد الله). م ص
112

عين عليه وعلى علي بن موسى بن جعفر " ع " فخرج عبد الله على وجهه هاربا من
بنى العباس إلى البادية ومات بها، وله شعر وقد روى الحديث، ومن إبراهيم بن
الجون، وأمهما أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر
وأم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمان عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وأمها
أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
أما إبراهيم بن الجون فأعقب من يوسف الأخيضر وحده أمه قطبية بنت
عامر من بنى الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأعقب يوسف الأخيضر
ابن إبراهيم بن موسى الجون من ثلاثة الأمير أبو عبد الله صاحب اليمامة يعرف
بالأخيضر الصغير، وأبو الحسن إبراهيم، وأبو جعفر أحمد، وكان له أولاد
أخر منهم الحسن بن يوسف ظهر بالحجاز وقتله بنو العباس بمكة. ومنهم إسماعيل
ابن يوسف ظهر بالحجاز وغلب على مكة أيام المستعين وغور العيون واعترض الحاج
فقتل منهم جمعا كثيرا، ونهبهم ونال الناس بسببه بالحجاز جهد كثير، ثم مات
على فراشه فجأة في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين ولا عقب له، وقام
أخوه محمد بن يوسف بعد وفاته وأزرى على فعله في السفك والنهب والفساد
فأرسل المعتز بالسفاح الأسروشي في عسكر ضخم فهرب محمد منهم وسار إلى
اليمامة فملكها وملكها أولاده بعده فهم هناك يقال لهم الأخيضريون، وبنو يوسف
أيضا. وولد الأمير أبو عبد الله محمد بن يوسف صاحب اليمامة اثنى عشر ابنا
أعقب منهم ثلاثة، وهم يوسف الأمير وفيه البيت والعدد، وإبراهيم. وأبو
عبد الله محمد بن محمد قتيل القرامطة، قتل هو وبنو أخيه إسماعيل وإبراهيم وإدريس
الأكبر والحسين بنو يوسف الأخيضر سنة ست عشرة وثلاثمائة في موضع
واحد حامى بعضهم عن بعض، وقد كان صالح بن يوسف أعقب وانتشر عقبه
ولكنه انقرض.
أما يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن إبراهيم بن الجون
113

فأعقب من ثلاثة رجال إسماعيل قتيل القرامطة ويكنى أبا إبراهيم، وأبو محمد
الحسن، وأبو عبد الله محمد يدعى زغيبا أما أبو عبد الله محمد زغيب بن يوسف
ابن محمد فنقبه كثير منتشر، وأما أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد فأعقب من
رجلين، وهما أبو جعفر أحمد أمير اليمامة، وعبد الله الملقب فروخا أعقب أبو
جعفر أحمد أمير اليمامة من رجلين وهما أبو عبد الله محمد الأمير، وأبو المقلد جعفر
يلقب عبرية، له عقب كثير، أما أبو عبد الله محمد الأمير بن أبي جعفر أحمد بن
الحسن بن يوسف فأعقب من ولديه أحمد وعبد الله لكل منهما ولد، وأما أبو المقلد
جعفر بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من خمسة رجال محمد الأمير
وعلى والحسن، ومقلد، وجعفر بن جعفر (1) " وأعقب " عبد الله الملقب فروخا
من رجلين إبراهيم الملقب بعيثار وعيسى، لهما أولاد وأولاد أولاد، فمن ولد
إبراهيم بن عبد الله فروخ عيثار بن المنفقية (المنتفقية خ ل) وهو ابن الحسن
ابن إبراهيم بن فروخ، ونقل الشيخ أبو الحسن العمرى عن أبي الحسن الأشناني
النسابة في الحسن بن إبراهيم غمزا والله أعلم.
وأما أبو إبراهيم إسماعيل قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر
وقد ولى إسماعيل أمر اليمامة، قال الشيخ أبو الحسن العمرى: ووجوه الأخيضريين
اليوم من ولد إسماعيل. وأعقب من رجلين صالح أمير اليمامة، وأحمد الملقب حميدان
يكنى أبا جعفر، وقال ابن طباطبا: أبا الضحاك. أما صالح بن إسماعيل فله محمد
أبو صالح، ولمحمد بن صالح عبد الله يعرف بالجوهرة، وله ولد وإخوه وأما

(1) لم يذكر الخامس من الاخوة أولاد أبى المقلد في النسخ التي بأيدينا
قال العمرى في (المجدي): (أبو المقلد جعفر بن الأمير أحمد أبى جعفر ابن
الحسن بن يوسف الأمير وأولاده الامراء. الأمير محمد قتله أخوه الأمير جعفر
والأمير حسن ومنهم كرزاب بن علي بن عبرية قتل عمه الأمير جعفر بعمه محمد
وأخت كرزاب المعروفة بصباح العافية) هذا كلامه ولم يذكر بقية الاخوة.
114

أبو جعفر أحمد الملقب حميدان، فله عقب كثير يقال لهم: بنو حميدان. ومنهم
بنو الدكين وهو أبو الفضل بن حميدان، وبنو الألف وهو أبو العسكر بن حميدان
ومنهم الحسن بن حميدان أعقب من ولده معيد بن الحسن، وذو الوقار الفقيه
العالم المتكلم الضرير المكنى بأبي الصمصام في قول من يصح نسبه بن محمد بن المعيد
هذا والله أعلم. ومنهم محمد بن حميدان له بقية بالعراق - آخر ولد يوسف الأمير
ابن محمد بن يوسف الأخيضر بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " -.
أما إبراهيم بن محمد بن يوسف الأخيضر فأعقب - على ما قال ابن طباطبا -
من أربعة رجال (1) وهم صالح أعقب من رجلين محمد له أولاد وأولاد أولاد
وإبراهيم له ولدان محمد وأحمد ولهما أولاد، وحميدان اسمه احمد، ومحمد. فمن بنى
أحمد حميدان صالح الدنداني القصير ابن نعمة بن محمد بن أحمد المذكور، لقيه
أبو نصر البخاري، ورآه العمرى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ومنهم سليمان ويسمى سالما بن إسماعيل بن أحمد المذكور، أولد وأنكره ولده بنو الأخيضر.
وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف قتيل القرامطة فأعقب من ولديه
يوسف ورحمة أبو يوسف، لهما أولاد، أما رحمة بن محمد بن محمد فولده أحمد بن
رحمة له أولاد باليمامة وخرج إلى خراسان، وأما أبو الحسن إبراهيم بن يوسف
الأخيضر بن إبراهيم فأعقب من رجل واحد وهو رحمة أمه فاطمة بنت إسحاق
ابن سليمان بن عبد الله بن الجون، وأعقب رحمة من أحمد بن رحمة ومحمد بن
رحمة لهما أولاد وانتشار، ومن الحسين بن رحمة له أولاد ولأولاده أولاد،
ومن إسماعيل بن رحمة، له أولاد ولأولاده أولاد.
أما أبو جعفر أحمد بن يوسف الأخيضر بن إبراهيم فأعقب رجلين
يوسف وعبد الله، أما عبد الله فعقبه بالحجاز، وأعقب من رجل واحد هو

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الرابع م ص
115

محمد بن عبد الله، وعقب يوسف باليمامة كان من إبراهيم ومحمد وهو الذي يقال
له الفرقاني نودي عليه ببغداد وتبرأ من النسب فوجه إليه أخوه إبراهيم بن
يوسف رسولا قاصدا فحمله إلى اليمامة، قال الشيخ العمرى: وهذا يدل على صحة
نسبه وله عقب هناك وقال الشيخ أبو عبد الله بن طباطبا الحسنى: سألت أهل
اليمامة من العلويين عن هذا البيت فلم يعرفه أحد منهم ولا ذكروا بقية لهم. حدثني
الشيخ المولى السعيد العلامة النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى
أن إبراهيم بن شعيب اليوسفي حدثه أن بنى يوسف الأخيضر مع عامر وعايد نحو
من ألف فارس يحفظون شرفهم ولا يدخلون فيهم غيرهم، ولكنهم يجهلون
أنسابهم ويقال لهم بنو يوسف - آخر ولد يوسف الأخيضر وهم آخر ولد إبراهيم
ابن الجون والله أعلم -.
أما عبد الشيخ الصالح ابن الجون وعقبه أكثر بنى الحسن عددا وأشدهم
بأسا وأحماهم ذماما، فأعقب من خمسة رجال وهم موسى الثاني، وسليمان، وأحمد
المسور ويحيى السويقي، وصالح. أما صالح بن عبد الله بن الجون فهو أقل (1) اخوته عقبا
أعقب من ولده أبى عبد الله محمد الشاعر، ويقال له الشهيد كان قد خرج على
الحاج أيام المتوكل وأخذ وحبس بسر من رأى وطال حبسه، ومدح المتوكل
بعدة قصائد وعمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة وهي (2):
طرب الفؤاد وعاودت أحزانه * وتلعب شغفا به أشجانه
وبدا له من بعد ما اندمل الهوى * برق تألق موهنا لمعانه

(1) قال العمرى في (المجدي): أما صالح بن عبد الله بن موسى الجون
فولد بنتا يقال لها دلفاء وثلاثة بنين درجوا، ومحمدا يقال له الشهيد قبره ببغداد
ويكنى أبا عبد الله وكان شاعرا مجودا.
(2) أنظر القصيدة في (مقاتل الطالبيين) في أخبار محمد بن صالح بن
عبد الله بن الجون م ص
116

يبدو كحاشية الرداء ودونه * صعب الذرى متمنع أركانه
فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق * نظرا إليه ورده سبحانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه * والماء ما سحت به أجفانه
إلى آخرها، وكانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن، وذلك إن
إبراهيم ابن المدبر أحد وزراء المتوكل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغنى بها
في مجلس المتوكل فلما سمعها المتوكل سأل عن قائلها فأخبره إبراهيم الوزير أنها
لمحمد بن صالح وتكفل به فأخرجه المتوكل من السجن ولم يمكنه من الرجوع إلى
الحجاز فبقي بسر من رأى إلى أن مات، وحكى الشيخ تاج الدين في كتابه (هداية
الطالب) مسندا عن محمد بن صالح أنه قال: خرجنا على القافلة قافلة الحاج التي جمع
عليها قال فقتلنا من كان فيها من المقاتلة وغلبنا عليها فدخل أصحابي القافلة يغنمون
ما فيها ووقفت أبا على تل هناك فكلمتني امرأة في هودج وقالت: من رئيس هؤلاء
القوم؟ فقلت لها: وما تريدين منه؟ قالت: إني قد سمعت أنه رجل من أولاد
رسول الله صلى الله عليه وآله ولى إليه حاجة. فقلت لها: هو هذا يكلمك. فقالت أيها الشريف
اعلم أنى ابنة إبراهيم بن المدبر ولى في هذه القافلة من الإبل والمال والأقمشة ما يجل
وصفه معي في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة وأنا أسألك بحق جدك
رسول الله وأمك فاطمة الزهراء أن تأخذ جميع ما معي حلالا لك وأضمن لك
أيضا مهما شئت من المال أقترضه من التجار بمكة وأسلمه إلى من أردت ولا تمكن
أحدا من أصحابك أن يعرض لي ولا يقرب من هودجي هذا، قال: فلما سمعت
كلامها ناديت في أصحابي: ألا من أخذ شيئا يرده. فتركوا ما أخذوا وخرجوا إلى
فقلت لها: جميع ما معك من المال والجواهر وجميع ما في هذه القافلة هبة منى لك.
ثم ذهبت انا وأصحابي ولم نأخذ من تلك القافلة قليلا ولا كثيرا، قال: فلما قبض
على وحملت إلى سر من رأى وحبست دخل على السجان ذات ليلة فقال بباب
السجن نساء يستأذن في الدخول عليك، فقلت في نفسي لعلهن بعض نساء أهلي
117

المقيمين بسر من رأى فأذنت لهن فدخلن إلى وتلطفن بي وحملن معهن شيئا من أطيب
الطعام وغيره وبذلن للسجان شيئا من المال وسألته في التخفيف عنى وفيهن امرأة تفوقهن
هي تولت ذلك، فسألتها من هي؟ فقالت: أو ما تعرفني؟ فقلت: لا. فقالت! انا ابنة إبراهيم
ابن المدبر التي وهبت لها القافلة، ثم خرجن ولم تزل تلك المرأة تتفقدني وتتعهدني
في مدة مقامي في السجن وكانت هي السبب في توصل أبيها إلى خلاصي وتكلم
الناس في حال هذه المرأة وحال الشريف محمد بن صالح بعد خلاصة من السجن
وأراد الشريف أن يتزوجها فخطبها إلى أبيها إبراهيم فقال للرسول والله انى لاعلم
أن لي في هذا شرفا ومنزلة وما كنت أطمع في مثله ولكن الناس قد تكلموا فيهما
وانا أكره القالة فلما بلغ ذلك الشريف قال:
رموني وإياها بشنعاء هم بها * أحق، أدال الله منهم فعجلا
بأمر تركناه وحق محمد * عيانا، فاما عفة أو تجملا
ثم إن إبراهيم بن المدبر زوجها له، وكان الشيخ تاج الدين رحمه الله يقول:
إن قبره ببغداد وهو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد وقبره يزار. قال:
وما يقال من أنه قبر محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) فغير صحيح. وما
كان الله ليرزقه شيئا من الفضل مع ما فعل مع عمه موسى الكاظم " ع " وكان قد
سعى به إلى الرشيد حتى قتل قلت: هكذا يقول رحمه الله، ولكني وجدت
أن محمد بن صالح توفى بسر من رأى ولم ينقله أحد إلى بغداد قطعا والله سبحانه
أعلم، وأعقب أبو عبد الله محمد بن صالح من ابنه عبد الله ليس له عقب من
غيره، فأعقب عبد الله بن محمد من ابنه الحسن الشهيد قتيل جهينة وحده
فأعقب الحسن الشهيد من ثلاثة رجال هم أبو الضحاك عبد الله، وأحمد
وسليمان يقال لبنى عبد الله آل أبي الضحاك، منهم آل حسن وهو حسن بن زيد بن أبي
الضحاك، وآل هذيم وهو هذيم بن مسلم بن زيد بن أبي الضحاك وأما يحيى بن
عبد الله بن موسى الجون، ويلقب السويقي ويقال لولده السويقيون فأعقب
118

من رجلين أبى حنظلة إبراهيم، وأبى داود محمد السويقي، أما أبو حنظلة إبراهيم
فأعقب من رجلين سليمان، والحسن كذا قال الشيخ العمرى، وأكثر عقبه
بالحجاز، وقال ابن طباطبا: العقب من أبى حنظلة إبراهيم بن يحيى، في الحسن
وسليمان، له أولاد باليمامة (منهم) صالح بن موسى بن الحسين بن سليمان بن
إبراهيم بن يحيى المذكور، كان نازلا على ابن مزيد الأسدي، وكان شيخا ذا عقل
ودين وله ولدان إبراهيم ويحيى ولكل منهما أولاد، وادعى انسان كان من المتفقهة
بالأردن قاضيا بزعر من بيت المقدس نسبه وكتبوا إلى يسألون عنه فأجبت
بأنه في دعواه قد تمرض وأن هذا شيخ من شيوخ بنى حسن من البادية ولا أعلم
بعد ذلك من أمر المدعى شيئا، وأما أبو داود محمد بن يحيى السويقي فقال الشيخ
تاج الدين أعقب من ثمانية رجال وقال أبو عبد الله بن طباطبا: أعقب من
سبعة هم يحيى ويوسف الخيل والعباس وعبد الله وداود وعلى والقاسم (وزاد)
النقيب تاج الدين أبا جعفر احمد، وقد عده الشيخ أبو الحسن العمرى معقبا
فمن بنى القاسم بن محمد بن يحيى ويكنى بابى محمد، أبو جعفر احمد وأبو
عبد الله محمد، ولهما عقب، ومن بنى العباس بن محمد بن يحيى، يحيى بن
العباس، وله عقب كثير وهو فارس من فرسان بنى حسن قال شيخ الشرف:
أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي: رأيت يحيى هذا طويلا اسود قوى القلب قتل
في البطائح بنشابة رماه بها الأكراد ليلا وأولد بالعراق عدة أولاد منهم: أبو الغنائم
يحيى بن يحيى، له جعفر بن أبي الغنائم ومنهم محمد بن يحيى له يحيى بن محمد بن يحيى، ومن
بنى على وهو أبو الحسن الشاعر بن محمد بن يحيى، أبو طالب محمد والحسين وأحمد
لهم أولاد وأعقاب، وكان لعلى الشاعر، الحسن أيضا لم أعرف له عقبا، ومن بنى
داود بن محمد بن يحيى ويكنى أبا الحمد، على الملقب كزرا، وكثير، وداود
ابن سليمان ابن أبي الحمد لهم أعقاب يقال له آل أبي الحمد، ومنهم الحسن بن
محمد بن داود بن سليمان بن أبي الحمد، له عقب بينبع ومن ولد عبد الله بن محمد
119

ابن يحيى ويكنى أبا محمد، ويلقب الغلق، وله عقب يقال لهم بنو الغلق، أبو الحسين
عبد الله يقال له الكوسج بن أبي الحسين بن يحيى النسابة بن عبد الله هذا وجه
من وجوه بنى حسن وفرسانهم، قال ابن طباطبا: وهو الغلق، ومن ولد يحيى
ابن محمد بن يحيى ويلقب الكلح أبو الحريش، نعمة بن يحيى، بطل شجاع وميمون
وسبظم بنو يحيى بن محمد بن يحيى قال العمرى وانقرض يحيى ومن ولد يوسف الخيل
ابن محمد بن يحيى، أحمد وعبد الله ويوسف المكنى أبا السفاح بنو يوسف الخيل
فمن بنى أحمد بن يوسف الخيل الفدكي يقال لولده آل الفدكي واخوه محمد المبعوج بن أحمد
بن يوسف يقال لولده آل المبعوج، وداود بن يوسف بن أحمد بن يوسف
الخيل، ولده يقال لهم آل داود الأعمى وهم بالحجاز واليمن، وأما أحمد بن
المسور بن عبد الله بن موسى الجون وإنما لقب المسور لأنه كان يعلم في الحرب
بسوار يلبسه، ويقال لولده الأحمديون وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة
فأعقب من ثلاثة محمد الأصغر وصالح وداود فأعقب محمد الأصغر بن
أحمد المسور من ثلاثة على الغمقي (1) وجعفر الكشيش ويحيى السراج، أما
على الغمقي وهو منسوب إلى الغمق منزل بالبادية كان ينزله وولده يعرفون
بالغميقيين ويقال لهم الغموق أيضا وهم عدد كثير بالحجاز والعراق، فأعقب
رجلين الحسن وعقبه من إسحاق المطرفي بن الحسن يقال لولده آل المطرفي، منهم
مسلم بن إسحاق، يقال له ابن المعلمية ومن أحمد على الغمقي أعقب من عبد الله
الأمير ظهر أيام الراضي وله عقب منتشر، فمن ولده علي بن إدريس بن عبد الله
المذكور، قتله (2) القصرى الحائري وخلق أربعة أولاد منهم موسى بن القاسم
ابن عبد الله المذكور مات (بميافارقين) سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ومن بنى
الغمقي آل عرفة وآل جماز بن إدريس وآل سلمة، والسيد فضل بن المطرفي

(1) في نسخة المجدي (العمقي) بالعين المهملة.
(2) في المجدي سماه المصيري الجابري م ص
120

كان شاعرا خليعا سافر وغاب خبره، أما جعفر الكشيش وعقبه
يعرفون ببنى كشيش أكثرهم بينبع ونواحيها وفيهم عدد، وأما يحيى السراج
ابن محمد الأصغر بن أحمد المسور فعقبه يعرفون ببنى السراج فله عدة أولاد
منهم علي بن أحمد بن يحيى السراج، وعبد الله وموسى ابنا الحسين بن أحمد بن
يحيى السراج، وأما صالح بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون فأعقب
من ابنه موسى وأعقب موسى بن صالح من أربعة رجال هم أحمد وميمون وصالح
ونافع بنو موسى المذكور، منهم الحسن بن موسى بن صالح (1) وعبد الله بن
ميمون بن صالح، وأعقب داود بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون
من ستة رجال الحسين وعلى الأزرق وإدريس الأمير وأبو الكرام عبد الله
وجعفر والحسن الأصغر المترف، فمن ولد على الأزرق بن داود الحسن بن علي
يكنى أبا القاسم. ويقال لولده آل الفنيد، وذكر ابن طباطبا أن الفنيد هو
أحمد بن علي الأزرق، ومن بنى إدريس الأمير، الحسن البيتح والحسين النسابة
ابنا إدريس لهما عقب وداود بن إدريس أعقب من عشرة رجال، وعبد الله بن
إدريس من ولده الحسين والحسن وسالم ورشيد وراشد بنو حمزة بن عبد الله
هذا يقال لهم آل حمزة والقاسم بن إدريس له عقب ومن بنى أبى الكرام
عبد الله بن داود بن أحمد المسور وولده يقال لهم الكراميون، وكان له عدة
أولاد، منهم يحيى وعلى وأحمد ومحمد وموسى: ومن بنى جعفر بن داود بن
أحمد المسور، أحمد الشاعر الشجاع الجواد، وأخوه أبو محمد القاسم الأمير
أعقب القاسم بن جعفر من ثمانية رجال، ومن ولده كيثم بن مالك بن القاسم
أعقب من ستة عشر ولدا ومن بنى الحسن المترف بن داود بن أحمد المسور
أحمد الشاعر الجواد الشجاع واخوه الجواد، ويقال لولده المتارفة، وأعقب من

(1) يعنى صالح بن موسى بن صالح، وكذا صالح جد عبد الله بن
ميمون فإنه ابن موسى بن صالح بن أحمد المسور م ص
121

رجلين على المترف وأحمد المترف، فمن بنى احمد المترف بن الحسن المترف
المفاضلة ولد مفضل بن أحمد منهم يحيى وخصيب ابنا جعفر بن أحمد بن مفضل
ابن احمد لهما عقب، ومنهم موسى وعلى وعطية بنو محمد بن جعفر المذكور ومنهم
خليفة وعلى وأبو السعود يحيى ويدعى مسعودا بنو ثابت بن يحيى بن جعفر
المذكور، لهم أعقاب، وبقية على المترف من رجلين الحسن ومن ولده الحرشان
وهم ولد علي بن الحسن بن علي المترف، ومنهم سوار بن محمد بن عبد الله بن الحسن
المذكور له عقب بالحلة منهم آل مسلم بن حسن بن مفلح بن سوار، وأحمد (1)
ابن علي المترف من ولده الليول ولد أبى الليل بن عبد الله بن أحمد هذا، منهم
عطية وعطوة ابنا سليمان بن محمد بن يحيى بن أبي الليل لهما عقب بالحلة. قال
الشيخ العمرى: وكان من الأحمديين بالموصل شيخ حجازي يقال له الحسن
ابن ميمون الأحمدي له بالموصل ولد إلى اليوم في جرائد النقباء ولم يثبت في
المشجرات فولده إذا في (صح) وما للحسين (2) بن داود بن علي عقب.
وأما سليمان بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون وكان سيدا وجيها،
وولده في بادية بالمخلاف، وسمعت أنهم قد بنوا هناك مدنا وقد أبرزوا الجدران ومع
ذلك فباديتهم كثيرة وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل وشدة باس ونجدة وفرسان العرب
وفتاكها ينتجعون القطن، أهل نعم وشاة وخيل وعبيد وإما يبارون الريح سخاءا
ولهم منع الجار وحفظ الذمار، فأعقب سليمان من رجل واحد وهو ابنه داود
وأعقب داود بن سليمان من خمسة رجال أبو الفاتك عبد الله، والحسين الشاعر
والحسن المحترق، وعلى ومحمد المصفح فولد محمد المصفح بن داود ثمانية أولاد

(1) أحمد هذا أحد الرجلين اللذين ذكر آنفا انهما بقية علي بن المترف
فهو أخو الحسن المتقدم، فلا تشتبه.
(2) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعل الصحيح (وما ظفرت للحسين بن
داود على عقب).
122

وهم عبد الله وزيد واحمد وعبيد الله وموسى وإسحاق وإبراهيم أبو الحسين والحسن
الشاعر، ولبعضهم أعقاب وقال ابن طباطبا: العقب من محمد المصفح له فرع
وذيل، وموسى له عدد واحمد في (صح) وإسحاق وإبراهيم والحسن. هذا كلامه
وولد علي بن داود بن سليمان بادية حول مكة وعقبه في الحسين العابد الشبيه، وأبى
المجيب الحسن واحمد، قال أبو عبد الله بن طباطبا: فمن ولد أبى عبد الله الحسين
العابد الشبيه، محمد والقاسم وجعفر، لمحمد محمد وللقاسم محمد أيضا ومن ولد أبى
المجيب الحسن، يوسف بن القاسم بن الحسن، وبنو عمه، ومن بنى نعمة بن علي
ابن داود - ولم يذكره ابن طباطبا وذكره الشيخ أبو الحسن العمرى - حسان بن أحمد
بن نعمة واحمد ومحمد وعبد الله وعقب بنى يوسف بن نعمة، ومن بنى
سعيد بن علي بن داود ولم يذكره ابن طباطبا وذكره عيره محمد ويحيى ابنا علي بن علي بن سعيد وولد الحسن المخترق بن داود بن سليمان بادية حول مكة، وكان له
أربعة أولاد محمد واحمد وعلى وإبراهيم أما إبراهيم بن الحسن المحترق، وكان
له الحسن، درج ومحمد ميناث وللثلاثة الاخر أعقاب وولد الحسين الشاعر بن
داود بن سليمان، عبد الله أبا الهند الشاعر والحسن يلقب زنجية، وميمون ويحيى
وداود، أما داود بن الحسين الشاعر فميناث وأعقب الباقون وولد أبو الفاتك
عبد الله بن داود ابن سليمان ويقال لولده الفاتكيون وفيهم رياسة وتقدم وعاش
أبو الفاتك مائة وخمسا وعشرين سنة وأعقب من ثمانية رجال إسحاق ومحمد
وأحمد وصالح وجعفر والقاسم والنسابة وداود وعبد، الله قال الشيخ تاج الدين:
أعقابهم بالمخلاف من اليمن. ونقلت من خط السيد العالم عبد الحميد بن التقى النسابة
الحسنى: انهم بمخلاف ابن طوق من خرص إلى جبل ابن فيل من اليمن وهم عالم
عظيم وقد ملكوا هناك. أما إسحاق بن أبي الفاتك فكان فارس بنى حسن في زمانه وجوادهم وشجاعهم
وله عدد، ومن ولده محمد وعلى وإدريس والقاسم لهم عقب، وأما محمد بن أبي
123

الفاتك، فله عدة أولاد، منهم أحمد وعبد الله وإسحاق وعبد الرحمان والحسن
وعامر والمطاع، فمن بنى عبد الرحمان بن محمد بن أبي الفاتك، أبو الوفا أحمد بن
عبد الرحمان، يقال لولده بنو الحجازي كانوا ببغداد وطرابلس وغيرهما، وأما
أحمد بن أبي الفاتك ويكنى أبا جعفر وكان مقدما على جماعة وعاش مائة وسبعا
وعشرين سنة، وله عقب كثير رؤساء ونقباء، فولده عشرة رجال على وسليمان
وعبد الله وداود وموسى وأبو طالب والعباس والقاسم ومحمد وعلى الأصغر.
أما علي بن أحمد بن أبي الفاتك فولده عدة أولاد أعقب منهم خمسة أولاد
هم على والحسن الأكبر والحسين وعيسى والحسن الأصغر، فمن بنى الحسن
الأكبر بن علي، مسلم بن الحسن بن علي المذكور، له عقب بخراسان، منهم محمد
ابن علي بن أحمد بن مسلم بن الحسن بن علي المذكور، كان بأصفهان سنة إحدى
وتسعين وأربعمائة، والحسين بن علي بن أحمد بن أبي الفاتك، ويقال له الزاهد
له عقب يقال لهم آل الزاهد، وأعقب من ثلاثة رجال إبراهيم ومحمد والحسن
وأما محمد بن أحمد بن أبي الفاتك فولد ستة رجال، أحمد ومسلم وعلى والقاسم
ومحمد وإسحاق، وأما صالح بن أبي الفاتك فله علي بن صالح وقال ابن طباطبا:
ولد صالح في (صح) نسأل عنهم إن شاء الله تعالى. وأما جفر بن أبي الفاتك فله
عدد، ومن ولده على الأعرج ويحيى وهضام بن جعفر بن أبي الفاتك، يقال
لولده آل هضام، وأما القاسم النسابة بن أبي الفاتك فله محمد بن القاسم، له عقب
وعدة أخوة معقبون. منهم الحسن وحمزة وعيسى وهياج وسراج وإدريس
والحسين ومحمد وأما داود بن أبي الفاتك ففيه العدد، ومن ولده موسى الفارس
وحسين الهدار وحسن الكلب ومحمد وداود وعيسى بنو داود بن أبي الفاتك
لهم أعقاب، وأما عبد الرحمان بن أبي الفاتك فعاش مائة وعشرين سنة، وكان
له أحد وعشرون ولدا أعقب منهم أحد عشر ولدا فمنهم إسماعيل بن عبد الرحمان
ولد محمد بن إسماعيل كان بنيسابور ثم خرج إلى بلخ وطخارستان، ومنهم أبو
124

الطيب داود بن عبد الرحمان، ولده يقال لهم آل أبي الطيب وهم عدد كثير
يسكنون المخلاف من اليمن وقد تقسموا عدة أفخاذ وبطون منهم بنو وهاس وبنو
على وبنو شماخ وبنو مكثر وبنو حسان وبنو هضام وبنو قاسم وبنو يحيى، هؤلاء
كلهم أولاد أبى الطيب لصلبه إلا مكثر وشماخ فإنهما أولاد أولاده.
وأعقب وهاس بن أبي الطيب من ستة رجال، محمد وحازم ومختار ومكثر
وصالح وحمزة، ولحمزة بن وهاس هذا صارت مكة شرفها الله تعالى بعد وفاة
الأمير تاج المعالي شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن
محمد الأكبر بن موسى الثاني، وقامت الحرب بن بنى موسى الثاني وبين بنى
سليمان مدة سبع سنين حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله
ابن أبي هاشم، وملكها بعده جماعة من أولاده كما سيأتي إن شاء الله تعالى، ولم
يملكها أحد من بنى سليمان سوى حمزة بن وهاس فأعقب حمزة بن وهاس من
أربعة رجال عمارة ومحمد وأبى غانم يحيى وعيسى أمير المخلاف، قتله أخوه أبو
غانم يحيى وتأمر بالمخلاف بعده وهرب ابنه علي بن عيسى - وهو بضم العين
وفتح اللام على صيغة التصغير - وأقام بمكة وكان عالما فاضلا شاعرا جوادا
ممدوحا، وكان في أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنف له كتاب (الكشاف)
ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه، وللشريف أبى الحسن علي بن عيسى بن حمزة
في مدح الزمخشري قوله يخاطبه:
جميع قرى الدنيا سوى القرية التي * تبوأها دارا فداء زمخشرا
وحسبك أن تزهى زمخشر بامرئ * إذا عد من أسد الشرى زمخ الشرى
وللشريف علي بن عيسى عقب وولد أبو غانم يحيى بن حمزة بن وهاس
حمزة ومطاعا وغانما، فمن ولد غانم بن يحيى، أحمد المؤيد أمير المخلاف بن قاسم
ابن غانم المذكور واخوته المرتضى على وأبو طالب، بنو قاسم بن يحيى بن
حمزة، لهم أعقاب، وربما كان قد انقرض بعضهم.
125

وأما موسى بن عبد الله بن الجون، ويعرف بالثاني، ويكنى أبا عمر
وكان سيدا راوي الحديث، قال الشيخ أبو نصر البخاري: مات بسويقة. وقال
الشريف أبو جعفر محمد بن معية الحسنى النسابة: قتل سنة ست وخمسين ومائتين.
وهو الصحيح روى المسعودي المؤرخ في كتابه (مروج الذهب): أن سعيدا
الحاجب حمل موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب " ع " من المدينة في أيام المعتز، وكان من الزهاد وكان معه
ابنه إدريس بن موسى فلما صار سعيد بناحية زبالة من العراق اجتمع خلق كثير
من العرب من بنى فزارة وغيرهم لاخذ موسى الثاني من يده، فسمه سعيد فمات
هناك وخلصت بنو فزارة ابنه إدريس من سعيد، وأما موسى الثاني أمه أمامة
بنت طلحة بن صالح بن عبد الله بن عبد الجبار بن منظور بن زبان بن سيار الفزاري
وولده يقال لهم الموسويون وفيهم الامرة بالحجاز فولد ثمانية عشر ولدا ذكرا
وهم عيسى وإبراهيم والحسين الأكبر وسليمان وإسحاق وعبد الله واحمد وحمزة
وإدريس ويوسف ومحمد الأصغر ويحيى وصالح والحسين الأصغر والحسن وعلى
وداود ومحمد الأكبر، أما عيسى فلم يعقب وأما الحسين الأكبر فلم يذكر له ولد
وأما إبراهيم وسليمان وإسحاق وعبد الله وأحمد وحمزة ومحمد الأصغر الملقب
بالعربي والحسين الأصغر فانقرضوا.
وأما يوسف بن موسى الثاني - ويلقب بالحرف، قال الشيخ العمرى:
وجدته بخط الأشناني بالحاء المهملة - فلم يذكره أبو الغنائم الزيدي في المعقبين
ولا وجدت له ذيلا يزيد على البطن الثالث والظاهر أنه منقرض، وبقى عقب
موسى الثاني من سبعة رجال إدريس ويحيى وصالح والحسن وعلى وداود ومحمد
الأكبر، أما إدريس بن موسى الثاني وكان سيدا جليلا وهو لام ولد مغربية تسمى
أم المجيد. ومات سنة ثلاثمائة، فعقب من ثلاثة رجال، وهو الأمير أبو الرفاع
عبد الله، وإبراهيم أبو الشويكات، والحسن، فمن ولد الأمير أبى الرفاع عبد الله
126

أبو عبد الله محمد بن عبد الله كان أميرا بجدة، ومن ولد محمد هذا عبد المنتقم
واخوه أبو الفتح المسلط نقيب البطائح ابنا محمد بن عبد الله المذكور، ومن بنى
إبراهيم أبى الشويكات، بسطام بن إدريس بن إبراهيم أبى الشويكات، ومن
بنى الحسن بن إدريس، علقمة بن الحسن له عقب يقال لهم آل علقمة. وعقب
إدريس بن موسى الثاني أكثرهم بالحجاز.
وأما يحيى بن موسى الثاني ويقال له يحيى الفقيه فأعقب من خمسة رجال
يوسف وموسى وعبد الله الديباج ومحمد وأحمد بنى يحيى الفقيه. فمن
ولد يوسف ين يحيى الفقيه أبو الشمحوط الحسن بن يوسف
المذكور، له أولاد ومن ولد موسى ين يحيى الفقيه أبو الهدار يحيى
الفقيه العالم الورع بن علي بن موسى المذكور، ومنهم موسى بن إدريس بن
موسى المذكور ومنهم عبد الله بن محمد بن يحيى الملقب بمرفد بن إبراهيم بن موسى
المذكور، ومن ولد عبد الله الديباج بين يحيى الفقه محمد بن عبد الله المذكور، ومن
ولد محمد بن يحيى الفقيه محمد بن يحيى الحبيب بن محمد المذكور ومن ولد أحمد
ابن يحيى الفقيه، أبو الليل موسى بن علي بن موسى بن أحمد المذكور، يقال
لولده آل أبي الليل، وأما صالح بن موسى الثاني ويلقب الإرب وقال ابن طباطبا:
الأرت. فأعقب من ابنه محمد وما سواه في (صح) وكان لمحمد ثلاثة بنين على
وعبد الله ورحمة، وأما الحسن بن موسى الثاني وكان سيدا شريفا فأعقب من
ثلاثة أحمد ومحمد وزيد أبناء الحسن بن موسى الثاني، وولدهم بينبع ونواحيها
بادية. أما أحمد بن الحسن بن موسى الثاني فأعقب من الحسن والحسين، فمن ولد
الحسن بن أحمد، أحمد بن أبي الكوكب محمد بن الحسن المذكور، وأما محمد بن
الحسن بن موسى الثاني فأعقب من صالح الأمير فارس بنى حسن في زمانه، يقال
لولده الصالحيون وهم بالحجاز.
فالعقب من صالح الأمير الفارس في محمد والحسين ومعمر وموهوب
127

المعروف بالتركي فارس بنى حسن، فأعقب موهوب هذا من ستة رجال، فمن
ولده ناجى بن فليتة بن الحسن بن سليمان بن موهوب المذكور، أعقب أربعة
وهم حسين وعلى ومحمد (1) بنو ناجى لهم أعقاب بوادي الصفراء، ومنهم بدر
ابن محمد بن سليمان بن موهوب التركي، يقال لولده آل بدر. وأما زيد بن
الحسين بن موسى الثاني ويقال لولده الزيود ولهم بقية بالحجاز والعراق، فأعقب
من ثلاثة أبى الفضل العباس ومحمد ويحيى بنى زيد، فمن ولد زيد هذا أبو خلاط
الحسين بن يحيى ولد زيدا وعليا وعبد الله وأحمد. وذكر له الشيخ تاج الدين
رحمه الله تعالى ولدا خامسا، ومنهم محمد وعبد الله ابنا فاتك بن ليل بن عبد الله
ابن أبي خلاط، ومن ولد محمد بن زيد، سالم وعبد الله ابنا محمد المذكور، لهما
عقب، ومن ولد أبى الفضل العباس بن زيد، عبد الله ومحمد المعروف بحبابر ابنا
أبى الفضل العباس، فولد عبد الله بن العباس أبا الليل ويحيى وولد محمد المعروف
بحبابر بن العباس الحسين المصرحي ويحيى ويدعى عشرقة وناجية وعليا. وأما
علي بن موسى الثاني فأولد خمسة رجال عبد الله العالم وعيسى والحسين وعبد الله
الأصغر والآخر لم نجده في النسخة التي نقلنا منها، وعقبه من الثلاثة الأول فمن
ولد عبد الله العالم على ويوسف والحسن الأشل بنو عبد الله العالم، لهم أعقاب
ومن ولد عيسى بن علي بن موسى الثاني، الحسين وعلى وخليفة بنو عيسى بن علي
أعقبوا، ومن ولد الحسين بن علي بن موسى الثاني، داود وعبد الله وأحمد
ويوسف بنو الحسين، ولاحمد ولد اسمه محمد.
وأما داود الأمير بن موسى الثاني وهو ابن الكلابية وأمه محبوبة بنت
مزاحم الكلابية وكان أميرا جليلا وانتشر عقبه وهم بوادي الصفراء إلا من
انتقل منهم، فعقبه من رجلين محمد، والحسن، وكان له موسى بن داود وأعقب
ولكنه انقرض. ونص الشيخ عبد الحميد بن التقى على انقراضه، ويقال للثلاثة

(1) لم يذكر الرابع من ولد ناجى في الأصل فليراجع م ص
128

بنو الرومية أمهم أم ولد رومية. أما الحسن بن داود فأعقب ثلاثة رجال
أبا الليل عبد الله ومحمدا وسليمان، أما محمد فلم أجدله عقبا، وأما أبو الليل وسليمان
فأعقبا، فمن بنى سليمان بن الحسن، أبو الوفا أحمد بن سليمان ويدعى وفا، ويقال
لولده بنو وفا، منهم محمد بن علي بن يحيى بن وفا، يقال لولده بنو محمد، والحسن
ابن علي بن وفا، له ذيل، وأما محمد بن داود الأمير بن موسى الثاني وفى ولده
العدد، فأعقب من خمسة رجال وهم على وعبد الله الصلصيل وأحمد وأبو الليل
الحسن ويحيى، فمن ولد علي بن محمد بن داود، معمر ويحيى، له عقب ولم أجد
لمعمر عقبا، وولد عبد الله الصلصيل يقال لهم الصلاصلة، أعقب منهم سالم والحسن
فأعقب الحسن من محمد وعبد الله فأعقب عبد الله بن الحسن من محمد وتاجي
يقال لمحمد بن عبد الله الصلصيل، ويعرف ولده بالصلصيليين، منهم فايز وسالم
ابنا حريز بن حسين بن أحمد بن محمد الصلصيل، وبنو هذيم بن حسن بن عبد الله
ابن محمد الصلصيل، وبنو عالي بن أحمد بن محمد بن مكتوم بن محمد الصلصيل
وأعقب سالم بن عبد الله من فليتة، وكان له على أيضا لم أجد له عقبا.
ومن ولد أحمد بن محمد بن داود بن موسى الثاني، على الشرقي وعبد الله
وجعفر والحسن، فولد على الشرقي ويقال لولده آل الشرقي، من ثمانية رجال
منهم نزار بن الشرقي، يقال لولده آل نزار، ومن ولد عبد الله بن أحمد عطية
ابن عبد الله يقال لولده آل عطية، وأعقب جعفر بن أحمد محمدا، فولد محمد
شكرا وعليا وأحمد، وولد الحسن ين أحمد، عطية ومعضاد، ومن ولد أبى
الليل الحسن بن محمد بن الرومية، على يعرف بدبيس بن أحمد بن الحسن
المذكور، له عقب يقال لهم الدبسة، وعقبه من رجلين محمد ومحمود ابنا دبيس
وأعقب يحيى بن محمد ابن الرومية من ثلاثة رجال محمد وأحمد وعلى، وجدت
لعلى الفضل والحسن وأما أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين رزق الله وعبد الله
يقال لبنى رزق الله الرزاقلة، منهم بنو الرزقي بالحلة والفقيه ابن مطرف.
129

وأعقب عبد الله بن أحمد بن يحيى من خمسة رجال، منهم الحسين بن
عبد الله له بقية بالحلة، منهم السيد بن عمير، ومنهم يحيى بن عبد الله أعقب
ويقال لولده آل يحيى، ومنهم سالم بن عبد الله، أعقب من أربعة رجال منهم
صخر بن سالم، يقال لولده الصخور، وأعقب محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية
من رجلين، يحيى وعبد الله، فممن ولد عبد الله بن محمد، محمد الوارد من الحجاز
إلى العراق ابن يحيى ابن عبد الله هذا، أعقب من رجلين على عنبة وحمضي
قال ابن المرتضى الموسوي النسابة: أمهما عابدية وهما جدي آل عنبة بالحلة
والحائر وغيرهما. ومن بنى على عنبة بن محمد الوارد، عنبة الأصغر بن علي عنبة
المذكور، وهو جد (جامع هذا المختصر الجامع) أحمد بن علي بن الحسين بن علي
بن مهنى بن عنبة الأصغر. وكان لمحمد الوارد أخ اسمه ذباب ذكره السيد
جمال الدين أحمد بن مهنى العبيدلي النسابة في مشجرته وذكر له عقبا، وقد نسبوا
إلى عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد ابن الرومية المذكور الشيخ الجليل الباز الأشهب
محيي الدين (عبد القادر الكيلاني) فقالوا: هو عبد القادر بن محمد بن جنكي دوست
ابن عبد الله المذكور. ولم يدع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا أحد من أولاده
وإنما ابتدأ بها ولد ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن عبد القادر ولم
يقم عليها بينة ولا عرفها له أحد، على أن عبد الله بن محمد بن يحيى رجل حجازي
ولم يخرج عن الحجاز وهذا الاسم - أعنى جنكي دوست - أعجمي صريح كما تراه، ومع
ذلك كله فلا طريق إلى إثبات هذا النسب إلا بالبينة الصريحة العادلة وقد أعجزت
القاضي أبا صالح واقترن بها عدم موافقة جده عبد القادر وأولاده له والله
سبحانه أعلم.
ولبنى داود بن موسى حكاية جليلة مشهورة بين النسابين وغيرهم مروية
مسندة وهي مذكورة في ديوان ابن عنين، وهي أن أبا المحاسن نصر الله بن عنين
الدمشقي الشاعر توجه إلى مكة شرفها الله تعالى، ومعه مال وأقمشة فخرج عليه
130

بعض بنى داود فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه، فكتب إلى الملك العزيز
ابن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل يطلبه ليقيم
بالساحل المفتتح من أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن
وحرضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا وأول القصيدة:
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا * وجزت في الجود حد الحسن والحسنا
وما تريد بجسم لا حياة له * من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا
ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه * فما يساوى إذا قايسته عدنا
وإن أردت جهادا فارو سيفك من * قوم أضاعوا فروض الله والسننا
طهر بسيفك بيت الله من دنس * ومن خساسة أقوام به، وخنا
ولا تقل إنهم أولاد فاطمة * لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا
قال: فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليها السلام وهي
تطوف بالبيت فسلم عليها فلم تجبه فتضرع وتذلل وسأل عن ذنبه الذي أوجب
عدم جواب سلامه فأنشدته الزهراء عليها السلام:
حاشا بنى فاطمة كلهم * من خسة تعرض أو من خنا
وإنما الأيام في غدرها * وفعلها السوء أساءت بنا
أإن أسا من ولدى واحد * جعلت كل السب عمدا لنا؟
فتب إلى الله فمن يقترف * ذنبا بنا يغفر له ما جنى
وأكرم بعين المصطفى جدهم * ولا تهن من آله أعينا
فكل ما نالك منهم عنا * تلقى به في الحشر منا هنا
قال أبو المحاسن نصر الله بن عنين: فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا وقد
أكمل الله عافيتي من الخراج والمرض فكتبت هذه الأبيات وحفظتها وتبت إلى
الله تعالى مما قلت وقطعت تلك القصيدة، وقلت:
عذرا إلى بنت نبي الهدى * تصفح عن ذنب مسيئ جنى
131

وتوبة تقبلها من أخي * مقالة توقعه في العنا
والله لو قطعني واحد * منهم بسيف البغى أو بالقنا
لم أر ما يفعله سيئا * بل أره في الفعل قد أحسنا
وقد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهي مشهورة رواها لي الشيخ تاج
الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى، وجدى لامي الشيخ فخر الدين أبو جعفر
محمد بن الشيخ الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الأسدي، كلاهما عن
السيد السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفتوح، عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين
صاحب الواقعة، وقد ذكرها الباد راوي في كتاب (الدر النظيم) وغيره من
المصنفين.
وأما محمد الأكبر بن موسى الثاني - ويقال له الثاير على أنه خرج بالمدينة
في أيام المعتز - فأعقب من خمسة رجال وهو عبد الله الأكبر والحسين الأمير
وعلى والقاسم الحراني والحسن الحراني، أما الحسن الحراني فولده قليل أعقب
من سليمان ومحمد، وأعقب سليمان من هاشم وحده، وأعقب هاشم من يحيى
ويسمى سليمان أيضا، وأعقب يحيى سليمان من حسن وعبد الله، قال أبو الغنائم
الزيدي النسابة: لم يبق من بنى الحسن الحراني غيرهما. وذلك في سنة ثلاث
وثلاثين وأربعمائة، وأما القاسم بن محمد، ويقال لولده الحرانيون وهم كثيرون
فأعقب من أربعة رجال على كتيم، وأبى الطيب أحمد، ومحمد، وإدريس، فمن
ولد إدريس بن القاسم الحراني، أبو دريد الحسن بن إدريس له ذيل طويل
ومن ولد محمد بن القاسم الحراني، أبو الليل يحيى بن محمد أعقب من خمسة رجال
وأعقب أبو الطيب أحمد بن القاسم الحراني من ستة رجال، ويقال لولده آل كتيم.
وأما علي بن محمد الثاير، ويقال لولده بنو على فأعقب من أربعة رجال
سليمان وأحمد العابد والحسين ومحمد، فمن بنى سليمان بن علي، شهم بن أحمد بن
عيسى بن علي بن إبراهيم بن سليمان المذكور، له عقب يقال له آل شهم، ومقر
132

(مقن خ ل) بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن سليمان، يقال
لولده آل مقر (مقن خ ل) وهم بالحلة، ومن بنى أحمد العابد بن علي بن
الثاير، الحسن الأصم بن علي بن أحمد العابد رئيس الطالبيين بينبع، له عقب يقال
لهم الصمان. ومنهم عثمان الأسود بن أحمد المذكور أنكره أبوه ثم اعترف به
التزاما بقول القافة فهو إذا في (صح) ومن بنى الحسين بن علي بن الثاير، عيسى
التمار بن علي بن يحيى بن الحسين المذكور، ومن بنى محمد بن علي بن الثاير، على
ابن صالح بن إسماعيل بن محمد المذكور، واخوته الحسن والحسين بن عبد الله.
وأما الحسين الأمير بن محمد الثاير - وكانت في ولده الامرة بالحجاز -
فأعقب من ثلاثة أبى هاشم محمد الأمير وأبى جعفر محمد الأمير وأبى الحسن
على، أما أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الثاير فأعقب من رجلين عبد الله
والحسن أميري السرين فمن ولد الحسن، يحيى أمير السرين ابن الحسن كان جبارا
قتل ولده بالعقوبة على طلبه الامارة، وله عقب، وأما أبو جعفر محمد الأمير
ابن الحسين بن محمد الثاير، فأعقب من رجلين الحسن المحترق - وقيل الحسين
اسمه - والأمير أبى محمد جعفر (1) أول من ملك مكة من بنى موسى الجون
وهو مبدأ تمكن الاشراف من حكومتها. وكان ذلك بعد الأربعين والثلاثمائة
وكان حاكم مكة أنكجور التركي من قبل العزيز بالله الفاطمي، فقتله الأمير أبو محمد
جعفر وقتل من الطليحة والهذيلية والبكرية خلقا كثيرا واستوت له تلك النواحي
وبقيت في يده نيفا وعشرين سنة. وكان له عدة أولاد منهم عبد الله القود أرسله
أبوه إلى مصر بعد أن قتل أنكجور يفاديه فعفا عنه وانقرض القود فلم يبق له
عقب. وادعى إليه بمصر رجل فقال: انا عليان بن جماعة بن موسى بن مصعب
ابن ضاحي بن نعيمان بن عاصم بن عبد الله القود. لم يصح نسبه وله عقب بمصر
وقد كان نقيب مصر المعروف بابن الجواني النسابة قد دفع عليان وأبطل نسبه

(1) كانت وفاة الأمير أبى محمد جعفر سنة 370 ه‍.
133

ثم أثبت بعد ذلك في جرايد الطالبيين بمصر ظلما وعدوانا والله المستعان.
ومنهم الأمير عيسى بن جعفر (1) ملك الحجاز بعد أبيه، ومنهم الأمير
أبو الفتوح الحسن بن جعفر الشجاع الشاعر الفصيح، ملك الحجاز بعد أخيه
عيسى، وكان أبو الفتوح قد توجه إلى الشام في ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة
ودعا إلى نفسه، ويلقب الراشد بالله، ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي
وأخذ البيعة على بنى الجراح بإمرة المؤمنين، وحسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما
في الكعبة من آلة الذهب والفضة، وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم الإسماعيلي
أحد العبيديين الذين غلبوا مصر، فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة وفتح
خزائن الأموال ووصل بنى الجراح بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة
وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح وظهر له ذلك منهم، وبلغه أن قوما
من بنى عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها فخاف على نفسه ورضى من الغنيمة
بالإياب وهرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه. وكان ذلك في سنة اثنتين
وأربعمائة ثم إن أبا الفتوح وصل الاعتذار والتنصل إلى الحاكم وأحال بالذنب على
المغربي فصفح الحاكم عنه وبقى حاكما على الحجاز إلى أن مات في سنة ثلاثين وأربعمائة.
فولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر، شكرا واسمه محمد، ويكنى أبا عبد الله
ويلقب تاج المعالي، حكم بمكة بعد أبيه: وكان أميرا جليلا جوادا، ومن أخباره
أنه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق والجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم
صاحبها أن لا يبيعها الا بعشرين فرسا جوادا وعشرين غلاما وعشرين جارية وألفى
دينار ذهبا ومائة ألف درهم وكذا وكذا ثوبا إلى غير ذلك، فأرسل الأمير تاج
المعالي شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذي طلبه صاحبها ليشتريها له فوافق
وصول غلام الأمير تاج المعالي شكر إلى منزل ذلك الرجل وقد ظعن أهله وجماعته
وبقى هو وحده لغرض كان له فوافاه عشاء فأضافهم تلك الليلة وقام بما ينبغي له

(1) كانت وفاة الأمير عيسى بن جعفر سنة 384 ه‍ (عن هامش الأصل)
134

ولهم، فلما أصبحوا حكى له الغلام غرضه الذي جاء لأجله وعرض عليه المال
وطلب الفرس، فقال له ذلك البدوي: إنك لم تذكر لي ما جئت له ساعة وصولك
لأترك لك الفرس فإنكم أمسيتم عندي وليس عندي غيرها فذبحتها لكم. ثم
أحضر جلد الفرس ورأسها وقوائمها وذنبها وما بقي من لحمها، فلما رأى غلام
الأمير تاج المعالي ذلك قال: إني ما جئت وأرسلني الأمير إلا لأجل الفرس وقد
وصلت إلى فدونك الثمن. ودفع إليه ما كان حمله لشراء الفرس ثم رجع إلى مكة
فلما سمع الأمير تاج المعالي بوصوله خرج لتلقيه فرحا بالفرص فلما رآه وسأله
أخبره بما صنع الرجل، فقال له: وما صنعت بالمال الذي أرسلته معك؟ فأخبره
أنه دفعه إلى صاحب الفرس فأقسم الأمير تاج المعالي أنه لو جاء بشئ منه لقتله.
ولم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلا بنتا يقال لها تاج الملوك، قال الشيخ
أبو الحسن العمرى: قال لي أبو الحسن محمد بن سعدان المعروف بابن صاحب
الفتوح إنه يقال لامها بنت الصيرفي، وانقرض الأمير أبو الفتوح، بل أبوه
وجده الأمير أبو جعفر محمد أيضا، وكان قد انتسب إلى الأمير شكر دعى
اشتهر أمره بالحجاز والعراق، قال الشيخ أبو الحسن العمرى: كان من هذا
الذي يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبي الفتوح فوجد جارية لهم ببلد حربي ومع
الجارية ولد لها لا يعرف أبوه، فأخذه منها ورباه وأدبه ثم نهض به إلى الدريزي
فقال: هذا ولد الأمير شكر وسماه جعفرا. فزوده ونفقه بجملة دنانير وأنفذ
معه من أوصله إلى مكة شرفها الله تعالى، فلما دخل على شكر قال له: أيها الأمير
وجدت جاريتك فلانة ببلد حربي معها هذا الولد وذكرت أنه منك ولم آمن أن
تكون صادقة فأنفقت عليه مالي وجئتك به، فان كانت صادقة فقد فعلت عظيما
وان كانت كاذبة فما ضرك من ذلك شئ؟ فقال شكر: كذبت والله والله ما أعرفه
وجزاه خيرا وجعل ما أخذه من الدريزي على الصبي وعلى من معه.
ثم إن النساء العلويات نظرن إلى الصبي وقلن لواسطته حدثنا حديثه وجعلن
135

يعتبن على الأمير تاج المعالي ثم كثرت القالة في ذلك الصبي فقال له شكر: إن
رأيتك في بلادي ضربت عنقك. فأخذه الرجل ومضى معه عبيدة ومستضعفون
من آل أبي طالب فجمع جمعه وانحدر بالصبي والجماعة معه كلما مر بقوم قال:
هذا ابن تاج المعالي شكر قد أنفذه أبوه حتى يجيئ بأمه. فأخذه كل سفينة غصبا
وتحصل له مال حتى حصل بسواد عكبرا، قال الشيخ العمرى: وانا إذ ذاك
ببغداد فقدم وفد من الحجاز فيهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرار الأسود
الطاهري الحسيني فعرفوني القصة بالشرح. ثم توجهت إلى عكبرا فلم أصادفه
فعرفت النقيب بعكبرا الشريف أبا الغنائم ابن أخي البصري المعروف بابن بنت
الأزرق، فقال: هذه القصة غلقة وأنت تمضى والحجة ربما تعذرت على فأطلقت
خطى بفساد نسب هذا الصبي، وألزمت نفسي جريرة تأديبه، وتوجهت إلى
الموصل، وورد على كتاب نقيب عكبرا أبى الغنائم الحسنى: أن الصبي وافى في
جماعة فقبض عليه وحدده وتفرقت الجماعة عنه، ثم أنه رشا والى عكبرا مبلغا
عظيما حتى خلصه عضبا وغاب خبر الدعي وخبر صاحبه فقيل إنهما ماتا والله أعلم
هذا كلام العمرى.
وفى الجملة فقد انقرض الأمير تاج المعالي شكر وانقرض بانقراضه
الأمير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثاير، فمن ادعى إليه فهو كذاب مفتر
ولما مات الأمير تاج المعالي شكر سنة أربع وستين وأربعمائة بقيت مكة شاغرة
فملكها حمزة بن وهاس السليماني، وقامت الحرب بين بنى موسى وبين بنى سليمان
ابن موسى الثاني ابني عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون قريبا من سبع سنين
ثم خلصت للأمير محمد بن حعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم وبقيت في
أولاده مدة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما أبو هاشم محمد بن الحسين الأمير بن محمد الثاير، وولده يقال لهم
الهواشم، يقال لهم والامراء أيضا، وهم ببطن مر، فأعقب من عبد الله وحده
136

وأعقب عبد الله من أبى هاشم محمد وحده، وأعقب أبى هاشم
محمد بن عبد الله بن أبي هاشم، من أربعه رجال أبى الفضل جعفر
وعلى، وعبد الله والحسين الأصغر، فأعقب أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم
الأمير محمدا تاج المعالي (1) أمه من بنى أبى الليل الحسن الموسوي الداودي
ولى مكة بعد حمزة بن وهاس، قال الشيخ تاج الدين: وقد كان أبوه وجده
أميرين بمكة قبله، ولعلهما وليا قبل تاج المعالي شكر. هكذا قال رحمه الله.
وأقول: أن حرب بنى سليمان وبنى موسى كانت سجالا فلعلهما ملكاها في
أثناء الحرب، وقد نص الشيخ أبو الحسن العمرى على أنهما كانا أميرين بمكة ولا
أدرى فيه إلا ما ذكرت فأما انهما كان أميرين بينبع والله أعلم فلا بحث فيه، وكذا
كان عبد الله وأبوه أبو هاشم محمد وجده الحسن أمراء بينبع والله أعلم، وكان أبو
الفضل جعفر بن أبي هاشم الأصغر في أول ولايته يخطب للخلفاء المصريين فكوتب
من جانب العالم العباسي في قطع خطبتهم فأجاب إلى ذلك، وأقام الدعوة للعباسيين
وكسر الألواح التي كانت عليها ألقاب المصريين من حول الكعبة، ومن الحجر
وقبة زمزم، وأرسلها إلى بغداد، وذكر العمرى انه كان يلقب مجد المعالي.
فمن ولده الأمير شميلة بن محمد بن جعفر بن أبي هاشم الأصغر، كان عالما
فاضلا محدثا رحلا في الحديث وعمر أكثر من مائة سنة، وكان قد أولد بخراسان
ولكن لم يعلم أعقبوا أم درجوا والله أعلم، ومنهم فضل بن محمد، وعقبه في
(صح) ومع ذلك هذا قد انقرض، ومنهم أبو فليتة (1) قاسم بن محمد بن جعفر

(1) كانت وفاة أبى فليتة قاسم بن محمد بن جعفر سنة سبع عشرة وخمس
مائة ووفاة فليتة سنة سبع وعشرين وخمسمائة، ووفاة تاج الدين هاشم بن فليتة
سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ووفاة قطب الدين عيسى بن فليتة سنة سبعين
وخمسمائة، ووفاة الأمير قاسم بن هاشم سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ووفاة
الأمير مكثر بن عيسى سنة ستمائة. (عن هامش الأصل)
137

ابن أبي هاشم الأصغر ولى مكة بعد أبيه، وأولد جماعة منهم الأمير الشجاع
الفارس فليتة بن قاسم أمير الحجاز بعد أبيه، ومحمد بن قاسم أمير السرين قتله
هاشم بن فليتة، والأمير يحيى، والأمير عيسى ابنا قاسم، فولد الأمير فليتة عدة
رجال منهم الأمير تاج الدين وعمدة الدين هاشم، أخذ مكة سيفا من اخوته
وعمومته، وكان أخواه يحيى وعبد الله قد نازعاه الملك فغلبهما عليه، ومنهم الأمير
قطب الدين عيسى بن فليتة، ولى مكة بعد أن طرد عنها ابن أخيه قاسم بن هاشم
فمن أولاد الأمير تاج الدين هاشم بن فليتة أمير الحجاز قاسم ولى بعد أبيه إلى
أن طرده عمه قطب الدين عيسى واستولى على مكة شرفها الله، ومن ولد قطب
الدين عيسى بن فليتة مكثر بن عيسى، ولى مكة بعد أبيه ونازعه اخوته ثم استمر
له الملك إلى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فقام عليه ابن أخيه منصور بن داود
ابن عيسى واستولى على مكة إلى أن غلب عليه الأمير قتادة بن إدريس، كذا
قال الشيخ تاج الدين، ووجدت في تاريخ عبد الله بن حنظلة البغدادي: أن قتادة
أخذ مكة من مكثر بن عيسى سنة سبع وتسعين وخمسمائة والله سبحانه وتعالى أعلم
ومن ولد علي بن أبي هاشم الأصغر، بركة ومكثر ابنا الحسين بن علي
المذكور، فمن ولد بركة آل بركة، ومن بنى مكثر المكاثرة بالحجاز والعراق، منهم
آل مطاعن بالحلة، وكانوا ثلاثة محمد وإدريس وأبو القاسم، انقرض محمد بن
مطاعن، وولد أبى القاسم بن السيد ناصر الدين مهدي بن أبي القاسم بن مطاعن
باق إلى اليوم أبقاه الله تعالى.
ومن الهواشم الذين يقال لهم الامراء، بنو مالك، منهم محمد بن مالك
ابن بركة السيد الجليل الوجيه توفى عن سن عالية، وبنت واحدة خرجت إلى
ابن عمه مبارك بن علي بن مالك فولدت له خمسة بنين، وللشريف مبارك بن علي
أخ اسمه يحيى توفى عن ولد اسمه علي بن يحيى. وهم بخراسان أعنى أولاد الشريف
مبارك بن علي بن مالك الهاشمي. ومن ولد عبد الله بن أبي هاشم الأصغر، سروى
138

ابن عبد الله يقال لولده آل سروى. وكان للحسين بن أبي هاشم الأصغر
جعفر لم أجد له غيره.
وأما عبد الله الأكبر بن محمد الثاير ويكنى أبا محمد فأعقب من ثلاثة
رجال، أبى جعفر محمد المعروف بثعلب وأحمد وعلى أمهما بنت رحال السلمى، أما
أبو جعفر محمد ثعلب بن عبد الله الأكبر بن محمد الثاير، ويقال لولده الثعالبة
فأعقب من عبد الله وحده، وأعقب عبد الله بن ثعلب من خمسة رجال الحسن
وأحمد وعلى ويحيى ومحمد، أما أحمد بن عبد الله بن ثعلب، ويقال لولده بنو أحمد
فكان منهم جماعة بمصر وبصعيدها، وأما علي بن عبد الله بن محمد ثعلب ويعرف بابن
السلمية فأعقب من ثلاثة رجال أبى عبد الله سليمان والحسين الشديد ويحيى، أما
يحيى بن علي فأعقب من عيسى بن يحيى، ويقال لولده بنو عيسى فأعقب عيسى
ابن يحيى من عشرة رجال منهم سبيع بن عيسى، وولده بطن بمكة ومنهم سلامة
ابن (1) رهط السيد جمال الدين يوسف بن غانم، وكان للسيد جمال الدين
يوسف ابن واحد هو السيد شرف الدين علي بن غانم، وولد السيد شرف الدين
على ثلاثة ذكور، وهم السيد نور الدين غانم، وعميد الدين عبد المطلب ومحمد.
درج محمد وانقرض السيد نور الدين غانم من الذكور ولم تبق له إلا بنت واحدة
أمها أم ولد، توفى السيد غانم بهرموز وكانت هي بشيراز فتزوجها بعض السادة
بشيراز، وأما السيد عميد الدين فلا أعلم أم لا، فإن لم يكن أعقب فقد
انفرض السيد جمال الدين يوسف بن غانم.
وأما الحسين الشديد بن علي بن محمد ثعلب، ويقال لولده الأشداء فمن
ولده محمد الشديد وأحمد الشديد ابنا الحسين المذكور، لهما أعقاب وأما أبو عبد الله
سليمان بن علي بن السلمية فأعقب من ثلاثة منهم الحسين بن سليمان بن علي المذكور
وفى ولده الامرة بالحجاز من عهد المستنجد بالله إلى الآن، ومن ولده السيد

(1) كذا في الأصل وفى بعض المخطوطات سلامة بن عيسى (م ص)
139

جعفر بن أبي البشر الضحاك بن الحسين المذكور، وهو السيد الفاضل النسابة
إمام الحرم وهو صاحب الحكاية مع التقى بن أسامة الحسيني.
حدثني الشيخ النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسنى باسناده
إلى السيد العالم عبد الحميد بن التقى أسامة النسابة، قال: حدثني أبو التقى عبد الله بن
أسامة، قال: حججت أنا وجدك عدنان بن المختار فبينما نحن ذات ليلة في المسجد
الحرام وإذا بجماعة مجتمعة على شخص، ورأينا الناس يعظمون ذلك ويجتمعون
عليه، فسألنا عنه من هو؟ قيل: جعفر بن أبي البشر إمام الحرم. فقال لي السيد
عدنان - وكان رجلا مسنا قد ضعف -: إني لاضعف عن الذهاب إليه والسلام
عليه فقم أنت فسلم عليه. فقمت فأتيته وسلمت عليه وقبلت رأسه وقبل صدري
لأنه كان رجلا قصيرا، ثم قال لي: من أنت؟ فقلت: بعض بنى عمك بالعراق
فقال: أعلوي أنت؟ فقلت: نعم. فقال: أحسني أم حسيني أم محمدي أم عباسي
أم عمرى؟ فقلت: حسيني. فقال: إن الحسين الشهيد أعقب من زين العابدين
علي بن الحسين " ع " وحده، وأعقب زين العابدين من ستة رجال محمد الباقر
وعبد الله الباهر، وزيد الشهيد، وعمر الأشرف، والحسين الأصغر، وعلى
الأصغر، فمن أيهم أنت؟ فقلت: من ولد زيد الشهيد. فقال: إن زيدا أعقب
من ثلاثة رجال الحسين ذي الدمعة، وعيسى، ومحمد فمن أيهم أنت؟ فقلت: أنا من
ولد الحسين ذي الدمعة. قال: فان الحسين ذا الدمعة أعقب من ثلاثة يحيى، والحسين
القعدد، وعلى، فمن أيهم أنت؟ فقلت: أنا من ولد يحيى. قال: فان يحيى بن
ذي الدمعة أعقب من سبعة رجال القاسم، والحسن الزاهد وحمزة، ومحمد الأصغر
وعيسى، ويحيى، وعمر، فمن أيهم أنت؟ فقلت: أنا من ولد عمر بن يحيى قال:
فان عمر بن يحيى أعقب من رجلين أحمد المحدث، وأبى منصور محمد، فمن أيهما
أنت؟ قلت: لأحمد المحدث. قال: فان أحمد المحدث أعقب من الحسين النسابة
النقيب، وأعقب الحسين النسابة من رجلين زيد ويحيى، فمن أيهما أنت؟ قلت:
140

من يحيى بن الحسين. قال: فان يحيى بن الحسين أعقب من رجلين أبى على عمر
وأبى محمد الحسن، فمن أيهما أنت؟ قلت: من ولد أبى على عمر بن يحيى. قال:
فان أبا على عمر بن يحيى أعقب من ثلاثة أبى الحسين محمد، وأبى طالب محمد
وأبى الغنائم محمد فمن أيهم أنت؟ قلت من ولد أبى طالب محمد بن أبي على عمر
ابن يحيى قال: فكن ابن أسامة!. قال فقلت أنا ابن أسامة.
وهذه الحكاية تدل على حسن معرفة هذا الشريف بأنساب قومه واستحضاره
لأعقابهم، وللشريف جعفر بن أبي البشر عقب، ومن بنى الحسين بن سليمان
ابن علي ابن السلمية، الشريف الأمير أبو عزيز قتادة (1) بن إدريس بن مطاعن
ابن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين المذكور، ملك الحجاز سيفا، وطرد الهواشم
عنها سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقتل الأمير محمد بن مكثر بن فليتة، والامارة
في ولده إلى الآن، وكان قتادة جبارا فاتكا فيه قسوة وتشدد وحزم، وكان
الناصر العباسي أو أبوه المستنصر قد استدعى الأمير قتادة إلى العراق ووعده
ومناه، فأجابه وسار من مكة إلى أن وصل العراق فلما قارب الصعود من النجف
جبن، فلما وصل المشهد الشريف الغروي خرج أهل الكوفة لتلقيه وكان من
جملة من خرج في غمار الناس قوم معهم أسد قد ربطوه في سلسلة، فلما رآه قتادة
تطير من ذلك وقال: لا أدخل بلادا تذل فيها الأسد. ثم رجع من فوره إلى
الحجاز، وكتب إلى الخليفة الناصر لدين الله الأبيات:
بلادي وإن جارت على عزيزة * ولو أنني أعرى بها وأجوع
ولى كف ضرغام إذا ما بسطتها * بها أشترى يوم الوغى وأبيع
معودة لثم الملوك لظهرها * وفى بطنها للمجد بين ربيع
أأتركها تحت الرهان وأبتغي * لها مخرجا إني إذا لرقيع؟
وما أنا إلا المسك في غير أرضكم * أضوع وأما عندكم فأضيع

(1) كانت وفاة الأمير قتادة بن إدريس سنة 618 ه‍ (عن هامش الأصل)
141

ولقتادة أخوة وعمومة لهم أعقاب، وأعقب هو من تسعة رجال ويقال
لعقبه القتادات. فمن ولده الأمير حسن (1) بن قتادة ولى مكة بعد أبيه. وفى
أيام حكومته وقعت فتنة بين أهل مكة وقافلة العراق انجلت عن قتل حاكم القافلة
فأخذ الشريف حسن بن قتادة رأسه وعلقه في ميزاب الكعبة، ثم سكنت الفتنة
وأرسل الشريف حسن يعتذر إلى دار الخلافة، ومنهم الأمير راجح (2) ابن
قتادة أمير مكة بعد أخيه الحسن وكان الأقشب مسعود بن كامل قد تغلب على
مكة وقتا ثم طرد عنها الأمير راجح بن قتادة، وكان شجاعا بطلا ثم شاركه في
حكومة مكة بعد أخيه أبو سعد الحسن (3) بن علي بن قتادة ثم خلصت لأبي
سعد، وكان شجاعا بطلا وأمه أم ولد حبشية.
فيحكى أن أبا سعد في بعض حروبه للغزو ولغيرهم - وأمرهم لا أتحققه الآن
إلا أن غالب ظني أن تلك الحرب كانت مع الغزو - وأتوه بجمع كثير هائل، فلما
ترائى الصفان جاءته أمه على بعير في هودج وأمرت من استدعاه لها، فما أجابها
قالت له: إنك قد وقفت موقفا إن ظفرت فيه أو قتلت قال الناس ظفر بن
رسول الله أو قتل ابن رسول الله، وإن هربت قال الناس هرب ابن السوداء
فانظر أي الامرين تحب أن يقال لك. فقال: جزاك الله خيرا فلقد نصحت
وأبلغت. ثم ردها فقاتل قتالا لم يسمع بمثله. حتى ظفر، وملك مكة بعد أبي سعد
الحسن بن علي بن قتادة ابنه نجم الدين محمد (4) أبو نمى بن أبي سعد، وفي ولده

(1) كانت وفاة الأمير حسن بن قتادة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
(2) كانت وفاة راجح سنة أربع وخمسين وستمائة.
(3) كانت وفاة الأمير أبى سعد الحسن بن علي بن قتادة سنة إحدى
وخمسين وستمائة.
(4) كانت وفاة الأمير أبى نمى نجم الدين محمد بن أبي سعد الحسن سنة إحدى وسبعمائة. (عن هامش الأصل)
142

الامارة إلى الآن.
وكان في غاية النجدة ونهاية الشجاعة، شارك أباه في إمارة مكة صبيا وذلك
أن راجح بن قتادة في بعض حروبه مع ابن أخيه أبى سعد استنجد أخواله من
بنى حسين فخرجوا لمدده في سبعمائة فارس ورئيسهم الأمير عيسى الملقب بالحرون
فارس بنى حسين في زمانه، وسمع بخروجهم أبو سعد وابنه أبو نمى بينبع فأرسل
إليه يطلبه وعمر أبى نمى يومئذ سبع عشرة سنة أو أزيد بقليل، فخرج من ينبع
قاصدا إلى مكة فصادف القوم سائرين إليها فلما صادفهم حمل عليهم وهم سائرون
فهزمهم ورجعوا إلى المدينة. مغلوبين، وفى ذلك يقول النقيب تاج الدين أبو عبد الله
جعفر بن محمد بن معية الحسنى، وهو إذ ذاك لسان بنى حسن بالعراق من قصيدة
يذكر فيها تلك الواقعة ويمدح أبا نمى ويحسن أفعاله:
ألم يبلغك شأن بنى حسين * وفرهم وما فعل لحرون؟
يصول بأربعين على مئين * وكم من فئة ظلت تهون
فلما قدم أبو نمى على أبيه بمكة أشركه في ملكها فلم يزل حاكما على الحجاز مع
أبيه وبعده إلى أن مات وقد أناف على التسعين، وقد أخرج من مكة مرارا
وحارب العساكر المصرية فظفر بهم، وكان من الشجاعة بحيث لم ير مثله في عصره
وكان له ثلاثون ذكرا منهم الأمير أبو الغيث (1) بن أبي نمى قتله أخوه (2)
حميضة ومنهم الأمير عطيفة حكم بمكة شرفها الله وكذا أخوه حميضة ثم قبض
عليه وحمل إلى مصر فاعتقل بها ثم هرب إلى العراق وتوجه إلى السلطان اولجايتو
ابن أرغون فأكرمه اكراما عظيما، وبذل له عسكرا يذهب به إلى مكة ومنها إلى
الشام أو إلى الشام أولا لأنه وعده أن يملكها له وأحس أولجايتو منه شجاعة

(1) كان قتل الأمير أبى الغيث بن أبي نمى سنة عشرين وسبع مائة،
(2) كانت وفاة الأمير حميضة بن أبي نمى سنة عشرين وسبعمائة، ووفاة
الأمير عطيفة بن أبي نمى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. (عن هامش الأصل)
143

عظيمه وهمة عالية فعين له عشرة آلاف فارس وأمر عليهم الأمير طالب الدلنقدي
الأفطسي، وساروا من البصرة إلى القطيف متوجهين إلى أطراف الشام، وأرسل
الشريف حميضة إلى أمراء العرب من كل قوم فأجابوه، وأهم ذلك أهل الشام
فالتجأوا إلى أمراء طئ وقومهم وهم عرب كثيرون ليس في العرب مثلهم كثرة
وتمولا، وأمراؤهم آل فضل أمراء العرب، وأنفق وفاة السلطان أولجايتو
وكاتب الوزير رشيد الدين الطبيب ذلك العسكر أن يتفرقوا لعداوة كانت له مع
السيد طالب، فتفرق ذلك العسكر وثارت بهم الاعراب الذين جمعهم السيد
حميضة مع أعراب طئ فنبهوهم، وحارب السيد حميضة في ذلك اليوم حربا لم
يسمع بمثله. فيحكى عن السيد طالب الدلنقدي أنه قال: ما زلت أسمع بحملات
علي بن أبي طالب " ع " حتى رأيتها من السيد حميضة معاينة.
ومنهم السيد عز الدين زيد الأصغر بن أبي نمى ملك سواكن، وكانت
لجده لامه وهي من بنى الغمر بن الحسن المثنى، ثم سم هناك وأخرج من سواكن
فقد العراق وكان قد قدمه مرة أخرى قبل أن يملك سواكن، وتولى النقابة
الطاهرية بالعراق، وكان زيد كريما جوادا وجيها وتوفى بالحلة ودفن بالمشهد
الشريف الغروي بظهر النجف، وليس لزيد بن أبي نمى عقب، ومن ولد أبى
نمى شميلة بن أبي نمى وكان شاعرا شجاعا فمن شعره:
ليس التعلل بالآمال من شيمي * ولا القناعة بالاقلال من همى
ولست بالرجل الراضي بمنزله * حتى أطا الفلك الدوار بالقدم
والبيت الأول من شعر أبى الطيب المتنبي غيره الشريف يسيرا، ومن
ولد شميلة بن أبي نمى، محمد بن حازم بن شميلة بن أبي نمى فارس شجاع شديد الأيد
وأمه بنت السيد حميضة بن أبي نمى، ورد العراق وتوجه إلى تبريز ولاقى السلطان
السعيد أويس بن الشيخ حسن فأكرمه وأنعم عليه ثم رجع إلى الحجاز وتوفى
هناك.
144

ومن ولد أبى نمى سيف بن أبي نمى، وهو أصغر أولاده وآخر من بقي
من ولد أبيه، أدرك أولاد أولاد أولاد أولاد بعض أخوته وله عقب، منهم
أحمد بن سيف المذكور وهو الآن بخراسان، وأمه بنت علي بن مالك الهاشمي
الحسنى أخت الشريف مبارك بن سيف بن علي، واليه وفد الشريف أحمد وبقى
بخراسان، ومن ولد أبى نمى عضد الدين أبو محمد عبد الله الفارس البطل الشجاع
غضب عليه أبوه فأرسله إلى بعض بلاد اليمن وأمر حاكمها أن يحصره في دار
ولا يمكنه من الخروج ففعل ذلك وكان يكرمه ويزوره ويقوم بكل ما يحتاج إليه
ولكنه لا يمكنه من الخروج.
وكان قد اتخذ له بابا عليه شباك من حديد يجلس خلفه وينظر إلى الطريق
فقبض عليه ذات ليلة واجتذ به فقلعه وخرج من الدار، فاحتال حاكم البلد حتى
رده ثم راسل أباه بما كان منه وأخبره أنه يخاف منه وطلب العفو من القبض
عليه، فاستدعاه أبوه ثم جهزه إلى العراق وأطلق له أوقاف مكة بها فورد العراق
وتوجه إلى السلطان غازن بن أرعون فأجله إجلالا عظيما، وأنعم عليه وأقطعه
إقطاعا نفيسا بولاية الحلة بالصدرين منه - موضع يقال له الزاوية فيه عدة قرى
جليلة - وأقام الشريف بالحلة عريض الجاه نافذ الامر إلى أن مات، وأعقب
من ولده الشريف شمس الدين محمد وحده، فأعقب الشريف شمس الدين محمد
أحمد وأبا الغيث، أمهما بنت السيد زيد بن أبي نمى بنت عمه، ودر جامعا بشيراز
وتوجه إليها أحدهما بعد الآخر في أيام حكومة الأمير أبي إسحاق بن الأمير محمود
شاه، ودفنا بمشهد السادة المجاور لمشهد علي بن حمزة بن الإمام موسى الكاظم " ع "
وعليا السيد الجليل نور الدين كان عميد السادات بالعراق عريض الجاه ساكن
النفس كريم الأخلاق حليما متجاوزا، أعقب جماعة منهم السيد شمس الدين محمد
ابن علي أمه شمية بنت الشريف شهاب الدين أحمد بن رميثة بن أبي نمى، وأمها
بنت الشرف بنت الشريف عضد الدين عبد الله بن أبي نمى، له أولاد، ومنهم
145

السيد حسب الله بن علي بن محمد، ومغامس وغيرهم كثرهم الله تعالى.
ومن ولد أبى نمى السيد رميثة (1) واسمه منجد ويكنى بأبي عرادة
ويلقب أسد الدين، ملك مكة وطالت إمرته بها وفى ولده الامارة إلى الآن دون
ساير أولاد أبى نمى، وكان له عدة أولاد، منهم الشريف شهاب الدين أبو
سليمان أحمد بن رميثة كان قد توجه في زمن أبيه إلى العراق وذهب إلى السلطان
أبي سعيد ابن السلطان أولجايتو بن أرغون فأكرمه وأحسن مثواه، فأقام عنده
ثم توجه صحبة القافلة وحج في تلك السنة الوزير غياث الدين محمد بن الرشيد
وجماعة من وجوه العراق وأركان المملكة، وكان الشريف شهاب الدين أحمد
قد أعد رجالا وسلاحا ودراهم مسكوكة باسم السلطان أبي سعيد فلما بلغوا إلى
عرفات وزالت الشمس وتهيأ الناس للوقوف لبس رجاله السلاح وقدموا المحمل
العراقي - وهو محمل السلطان أبي سعيد - مع أعلامه على المحمل المصري وأصعدوه
جبل عرفات قبله، وأوقفوه أرفع منه ولم تجر بذلك عادة منذ انقضاء الدولة
العباسية.
ولم يكن للمصريين طاقة على دفعه فالتجأوا إلى الشريف رميثة أبيه فاستنجد
بنى حسن والقواد فتخاذلوا عنه لمكان ابنه احمد ومحبتهم إياه ولاحسانه إليهم
قديما وحديثا، وامر الشريف أحمد أن يتعامل بتلك الدراهم المسكوكة باسم أبي سعيد
فتعومل بها في الموسم خوفا منه وعاد إلى السلطان مصاحبا للقافلة العراقية
فأعظمه السلطان أبو سعيد إعظاما عظيما وأحله مقاما كريما وفوض إليه أمر
الاعراب بالعراق، فأكثر فيهم الغارة والقتل وكثر أتباعه وعرض جاهه وأقام
بالحلة نافذ الامر عريض الجاه كثير الأعوان إلى أن توفى السلطان أبو سعيد
فأخرج الشريف أحمد الحاكم الذي كان بالحلة وهو الأمير علي بن الأمير طالب
الدلقندي الحسيني الأفطسي وتغلب على البلد وأعماله ونواحيه وجبى الأموال وكثر

(1) كانت وفاة السيد رميثة سنة ست وأربعين وسبعمائة (عن هامش الأصل)
146

في زمانه الظلم والتغلب، فلما تمكن الشيخ حسن بن الأمير حسين أقبوقا الجلايري من
وجه إليه العساكر مرارا فأعجزه لمراوغته مرة ومقاومته أخرى، ثم إن الشيخ
حسن توجه إليه بنفسه في عسكر ضخم وعبر الفرات من الأنبار وأحاط بالحلة
فتحصن الشريف أحمد بها فغدر به أهل المحلة التي كان قد اعتمد عليها، وخذله
الاعراب الذين جاء بهم مددا وتفرق الناس عنه حتى بقي وحده، وملك عليه
البلد فقاتل عند باب داره في الميدان قتالا لم يسمع بمثله وقتل معه أحمد بن فليتة
الفارس الشجاع وأبوه فليتة، ولم يثبت معه من بنى حسن غيرهما، وابتليا وقاتلا
حتى قتلا.
ولما ضاق به الامر توجه إلى محلة الأكراد وقد كان نهبها مرارا وقتل
جماعة من رجالها، إلا أنهم لما رأوه قد خذل أظهر واله الوفاء وواعدوه النصر
وتعهدوا له أن يحاربوا دونه في مضايق دروب البلد حتى يدخل الليل ثم يتوجه
حيث شاء، وكان الحزم فيما أشاروا لكنه خالفهم وذهب إلى دار النقيب قوام
الدين بن طاوس الحسنى وهو يومئذ نقيب نقباء الاشراف، فلما سمع الأمير
الشيخ حسن بذلك ارسل إليه شيخ الاسلام بدر الدين المعروف بابن الشيخ المشايخ
الشيباني، وكان مصاهرا للنقيب قوام الدين بن طاوس فآمن الشريف وحلف
له وأعطاه خاتم الأمان وأرسل به إلى الأمير الشيخ حسن فركب الشريف معه
إلى الأمير الشيخ حسن وهو نازل خارج البلد ولم يكن الشريف أحمد يظن
أو يخطر بباله ان الشيخ حسن يقدم على قتله، ولعمري لقد كان الشيخ حسن
يهاب ذلك لجلالة الشريف ونسبه ولمكان أبيه بمكة شرفها الله تعالى وخوفا من
قبح الأحدوثة والتقلد بدم مثل ذلك السيد، إلا أن بعض بنى حسن أغراه بذلك
وخوفه عواقبه وأنه ما دام حيا لا يصفو العراق له فلما ذهب مع الشيخ بدر الدين
وكان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحس بالشر فقال الشيخ بدر الدين: ما هذا؟
قال: لا أدرى إنما كنت رسولا وفعلت ما أمرت به. هذا كله والشريف غير
147

آيس من نفسه، فلما دخل على الأمير الشيخ حسن أوصل الاعتذار فأظهر الأمير
الشيخ حسن القبول منه وطالبه بأموال البلاد في المدة التي حكم فيها وهي قريب من
ثماني سنوات أو أزيد، فأجاب بأنه أنفقها. فعذب تعذيبا فاحشا حتى كان يملا
الطشت من الجمر ويوضع على صدره فكان لا يجيب إلا: أنى أنفقت بعضها عند
بعض الناس ودفنت بعضها في الأرض. لا يزيد على ذلك، فأراد الشيخ حسن
إطلاقه فحذره بعض خواص الشريف فاحتال في قتله بان جاؤوا بالأمير أبى بكر
ابن كنجاية، وكان الشريف قد قتل أباه الأمير محمد بن كنجاية واعترف بالقتل
وكان قتله في بعض حروبه، فأمر أبا بكر أن يقتله قصاصا بأبيه فاستعفي فلم يعف
فضرب عنق الشريف بسبع ضربات ثم حمل إلى داره فغسل وذهب الشيخ حسن
بنفسه وأمرائه فصلى عليه ودفن في داره ثم نقل إلى المشهد الغروي، وانقطعت
قافلة العراق عن الحج مدة حياة الشريف رميثة. فلما توفى وملك ابنه عز الدين
أبو سريع عجلان احتال بعض الاتباع وأولاد مولديهم وهو حسن بن تركي
وكان شهما جلدا، وتقبل بالسعي في الصلح واستصحب الشيخ سراج الدين عمر
ابن علي القزويني المحدث وتوجها إلى الشام ثم مضيا مع قافلة الشام إلى الحجاز، وهكذا
كان يحج من أراد الحج من العراق في تلك المدة، فلما ورد الحجاز تكلما في الصلح
فأجابهما السيد عجلان إلى ما أرادا، وأرسل معهما ابنه خرصا إلى بغداد وصحبهم
من كان قد حج من أهل العراق على طريق الشام، فلما وصل السيد خرص بن
عجلان إلى الشيخ حسن أكرمه إكراما يتجاوز الوصف وبذل له ما كان قد تقرر
عليه الصلح من الأموال، وما كان قد اجتمع من الأوقاف المكية في تلك
المدة وهي سبع سنوات. وأضاف إلى ذلك أشياء أخر، وكان للشريف أحمد
إبنان هما أحمد ومحمود فقرر لهما من مال الحلة في كل سنة مبلغ عشرين ألف دينار
تحمل إليهما في كل سنة إلى الحجاز، ولم تزل مستمرة يأخذها محمود واحمد وفيهما
يقول الشاعر:
148

وأحمد أحمد الرجلين عندي * ولست أنا لمحمود بذام
وأعرف للكبير السن حقا * ولكن الشهامة للغلام
أما أحمد بن أحمد بن رميثة فدرج وأما محمود بن الشريف أحمد بن رميثة فولد
محمدا رأيته بمكة شرفها الله تعالى سنة ست وثلاثين وسبعمائة شابا، وكان ابن عمه
الشريف شهاب الدين أحمد بن عجلان قد جعله شحنة على مكة.
وأعقب محمد (1) بن محمود بن أحمد غلاما طفلا مات عنه وهو صغير
بلغني أنه يقارب الخمس سنين أو فوقها بقليل، وليس لمحمد ولد غيره وقد ادعى
إلى محمد بن محمود دعى انتسب قبل ذلك إلى غيره ممن لا يثبت له نسب ثم ادعى
انه ابن محمد هذا، ولكنه يخفى هذه السنة عمن يعرف حاله والعجب أنه أسن من
محمد بن محمود، وكذبه وافتراؤه أشهر من أن ينبه عليه وأظهر من أن يحتاج إلى
اظهار، ولكن الزمان زمان سوء ولولا أنه قد أطال المقام بهذه الديار أعني كرمان
وفارس ويزد وقد استوطنها وأولد بها وظن كثير من أغبياء الجهال أنه علوي
صحيح النسب من حكام مكة، لنزهت قلمي عن ذكره، ولكن على كل نفس ما كسبت.
ومن ولد السيد رميثة بن أبي نمى بقية (2) بن رميثة له عقب، والسيد
مغامس، له أيضا عقب، والسيد مبارك بن رميثة، رأيته بالعراق حين قدمها
وافدا على السلطان أويس بن الشيخ حسن وله أيضا اعقاب، ومن ولد السيد
رميثة بن أبي نمى السيد عز الدين أبو سريع عجلان (3) بن رميثة، ملك الحجان

(1) كانت وفاة الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة سنة ثلاث
وثمانمائة وكان جوادا شاعرا.
(2) كانت وفاة السيد بقية بن رميثة سنة اثنتين وستين وسبع مائة ووفاة
أخيه السيد مغامس سنة ثلاث وستين وسبعمائة (عن هامش الأصل)
(3) كانت وفاة الأمير عز الدين عجلان بن رميثة سنة سبع وسبعين
وسبعمائة، ووفاة ابنه شهاب الدين أبى سليمان أحمد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة
وابنه الذي قام بالامر بعده وفتك به عن قريب هو محمد بن أحمد بن
عجلان ولقبه كمال الدين.
149

بعده ونازعه أخوه وكانت الحرب بينهما سجالا حتى صفت له بعده، وأعقب جماعة
منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد، ملك مكة في زمان أبيه سلم إليه
أبوه عجلان مكة وأسباب الملك من السلاح وغير ذلك واعتزل عجلان إلى
أن مات، وكان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابة
الاشراف والقواد من دونهم، وكانت القوافل في زمانه آمنة من السراق
والقطاع ولم يكن لسارق عنده هوادة إن كان شريفا نفاه وإن كان غيره قتله
أو قطع أعضاءه، وطال حكمه وعظم أمده واستشعر سلطان مصر منه الاستبداد
فطلبه مرارا فاعتذر إليه، وكان قبل وفاته عدة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم
تحت ثيابه ولا يحج لعدم تمكنه من لبس ثياب الاحرام فاحتالوا عليه بكتاب
سموه وأرسلوه إليه فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه ودماغه
وظهرت البثور بوجهه ومات رحمه الله، وفتكوا من بعده بابنه الذي قام بعده
نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة وغاب بين الناس فلم يعرف.
ومن بنى عجلان بن رميثة بن أبي نمى محمد بن عجلان (1) له ولد ومنهم على
ابن عجلان، حكم بمكة أيضا ومنهم الشريف حسن بن عجلان، وهو ملك الحجاز
اليوم، نقل إلى عنه أنه حسن السيرة وله شعر حسن أبقاه الله تعالى وكثر أهله
وانتسب إلى الشريف عجلان بن رميثة رجل اسمه كبيش وقبله عجلان وأبوه رميثة
أيضا وأمه امرأة من عامة أهل مكة شرفها الله تعالى، فيها ما فيها، وأهل مكة

(1) كانت وفاة الأمير محمد بن عجلان سنة اثنتين وثمانمائة، وقد قتل
الأمير علي بن عجلان سنة 797 ه‍ وكانت وفاة الشريف حسن بن عجلان بمصر
سنة تسع وعشرين وثمانمائة بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بسنة.
(عن هامش الأصل)
150

متفقون على حكاية يحكونها لا يصح معها نسب كبيش ولا يتصل بعجلان وإن كان
قد قبله والله بها أعلم
وقد رأيت كبيشا هذا بمكة جليل القدر، كان إليه أمر ساحل جدة وكان
أبوه يوصى به واخوه يجله والناس يخاطبونه بالشريف، ولكبيش عقب وكان
في غاية النجدة والشجاعة - آخر بنى محمد الأكبر وهو آخر بنى موسى الثاني، وهم
آخر بنى عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام -.
والعقب من يحيى صاحب الديلم (1) بن عبد الله المحض بن الحسن بن علي
بن أبي طالب عليه السلام ويقال له الابتثي (الاثبتي خ ل) وكان يحيى قد
هرب إلى بلاد الديلم وظهر هناك واجتمع عليه الناس وبايعه أهل تلك الأعمال
وعظم أمره وقلق الرشيد لذلك وأهمه وانزعج منه غاية الانزعاج، فكتب إلى
الفضل بن يحيى البرمكي: أن يحيى بن عبد الله قذاة في عيني فاعطه ما شاء واكفني
أمره. فسار إليه الفضل في جيش كثيف وأرسل إليه بالفرق والتحذير والترغيب
والترهيب، فرغب يحيى في الأمان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى
وجاء به إلى الرشيد، فيقال: إنه صار إلى الديلم مستجيرا فابتاعه صاحب الديلم
من الفضل بن يحيى بثمانية آلاف درهم ومضى يحيى إلى المدينة فأقام بها إلى أن سعى
به عبد الله بن مصعب (2) بن ثابت بن عبد لله بن الزبير إلى الرشيد، فقال له:
إن يحيى بن عبد الله أرادني على البيعة له. فجمع الرشيد بينهما بعد أن استقدم

(1) كانت وفاة يحيى صاحب الديلم في حبس الرشيد سنة خمس وسبعين
ومائة، كذا أرخه الامام المهدى بالله في كتابه المسمى، (بالبحر الزخار الجامع
لمذاهب علماء الأمصار).
(عن هامش الأصل)
(2) عبد الله بن مصعب هذا هو جد الزبير بن بكار النسابة.
(عن هامش الأصل)
151

يحيى من المدينة فلما اجتمعا قال الزبيري ليحيى: سعيتم علينا وأردتم نقض دولتنا.
فالتفت إليه يحيى وقال: من أنتم؟ فغلب الرشيد الضحك حتى رفع رأسه إلى
السقف لئلا يظهر منه، ثم قال يحيى: يا أمير المؤمنين أترى هذا المشنع على؟
خرج والله مع أخي محمد بن عبد الله جدك المنصور وهو القائل من أبياته:
قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا إن الخلافة فيكم يا بنى حسن
وليس سعايته يا أمير المؤمنين حبا لك ولا مراعاة لدولتك، ولكن والله
بغضا لنا جميعا أهل البيت، ولو وجد من ينتصر به علينا جميعا لفعل وقال باطلا
وأنا مستحلفه فان حلف إني قلت ذلك فدمي لأمير المؤمنين حلال فقال الرشيد:
إحلف له يا عبد الله. فلما أراده يحيى على اليمين تلكأ وامتنع فقال له الفضل: لم تمتنع
وقد زعمت آنفا أنه قال ذلك؟ قال عبد الله: فانى أحلف له. فقال له يحيى قل:
(تقلدت الحول والقوة دون حول الله وقوته إلى حولي وقوتي إن لم يكن ما حكيته
عنك صحيحا حقا). فحلف له فقال يحيى: الله أكبر حدثني أبي عن أبيه عن
جده عن علي بن أبي طالب " ع " عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
قال: ما حلف أحد بهذه اليمين كاذبا الا عجل الله له العقوبة بعد ثلاث. والله
ما كذبت وها أنا يا أمير المؤمنين بين يديك فتقدم بالتوكيل بي، فان مضت
ثلاثة أيام ولم يحدث على عبد الله بن معصب حدث فدمي لأمير المؤمنين حلال،
فقال الرشيد للفضل: خذ بيد يحيى فليكن عندك حتى أنظر في أمره. قال الفضل:
فوالله ما صليت العصر من ذلك اليوم حتى سمعت الصائح من دار عبد الله بن
مصعب فأمرت من يتعرف خبره فعرفت أنه قد أصابه الجذام، وأنه قد تورم
واسود. فصرت إليه فما كدت أعرفه لأنه صار كالزق العظيم، ثم اسود حتى صار
كالفحم، فصرت إلى الرشيد فعرفته خبره فما انقضى كلامي حتى أتى خبر وفاته
فبادرت الخروج وأمرت بتعجيل أمره والفراغ منه، وتوليت الصلاة عليه ودفنته
فلما دلوه في حفرته لم يستقر فيها حتى انخسفت به وخرجت منها رائحة مفرطة في النتن
152

فرأيت أحمال شوك تمر في الطريق فقلت: على بذلك الشوك. فأتيت به فطرحته
في تلك الوهدة فاستقر حتى انخسفت الثانية، فقلت: على بألواح الساج. فطرحتها
على موضع قبره ثم طرح التراب عليها وانصرفت إلى الرشيد فعرفته ذلك فأمرني
بتخلية يحيى بن عبد الله وأحضروه وسأله: لم عدلت عن اليمين المتعارفة بين الناس؟
قال: لأنا روينا عن جدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: من
حلف بيمين مجد الله فيها استحيى الله من تعجيل عقوبته، وما من أحد حلف
بيمين كاذبة نازع الله فيها حوله وقته إلا عجل الله تعالى له العقوبة قبل ثلاثة.
ويروى أن عبد الله بن مصعب لما حلف اليمين المذكورة لم يتمها حتى
اضطرب وسقط لجنبه واخذوا برحله وهلك، ثم إن الرشيد صبرا أياما وطلب
يحيى واعتقل عليه فأحضر يحيى أمانه فأخذه الرشيد وسلمه إلى أبى يوسف
القاضي فقرأه وقال: هذا الأمان صحيح لا حيلة فيه. فاخذه أبو البختري من
يده وقرأه ثم قال هذا أمان فاسد من جهة كذا وكذا. وأخذ يذكر شبها فقال
له الرشيد: فخرقه فأخذ السكين فخرقه ويده ترعد حتى جعله سيورا. وأمر
بيحيى إلى السجن فمكث فيه أياما ثم أحضره وأحضر القضاة والشهود ليشهدوا
على أنه صحيح لا بأس به ويحيى ساكت لا يتكلم، فقال له بعضهم: مالك لا تتكلم؟
فأومى إلى فيه: أنه لا يطيق الكلام. فأخرج لسانه وقد اسود، فقال الرشيد:
هو ذا يوهمكم انه مسموم. ثم أعادة إلى السجن فلم يعرف بعد ذلك خبره، فقيل
إنه قتله جوعا وإنه وجد في بركة عاضا على حمئة وطين. وقال شيخ الشرف
العبيدلي بن الرشيد عليه أسطوانة. وقيل حبسة في دار السندي بن شاهك في بيت
نتن وردم عليه الباب حتى مات، ويقال إنه القى في بركة فيها سباع قد جوعت فلاذت
به وهابت الدنو منه. فبنى عليه ركن بالجص والحجر وهو حي وفى غدر الرشيد بيحيى
يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدة يعد فيها مساوى بنى العباس:
يا جاهدا في مساويهم يكتمها * غدر الرشى بيحيى كيف ينكتم؟.
153

ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت * عن ابن فاطمة الأقوال والتهم
فأعقب يحيى صاحب الديلم بن عبد الله من محمد بن يحيى وحده، ويقال
له الابتثي (الاثبتي خ ل) وولده الابتثيون وهم جماعة بالحجاز والعراق، وأمه
خديجة بنت إبراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو
ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب، والعقب منه في
رجلين هما عبد الله واحمد، أمهما فاطمة بنت إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى.
أما أحمد بن محمد الابتثي فأعقب من ابنه يحيى وحده وأعقب يحيى من
ابنه عيسى وحده، وأعقب عيسى من على وسليمان - وعلى الملقب ثعلبا - ويحيى
الملقب فطيسا، والحسين، وجدت للأولين أولادا والحسين في (صح) وعقب
أحمد بن محمد الابتثي قليل، وأما محمد بن عبد الله بن محمد الابتثي فأعقب من ثلاثة محمد
وسليمان وإبراهيم، وأما محمد بن عبد الله بن محمد الابتثي فأعقب من سبعة يحيى
والحسين وداود وإدريس وصالح وعلى وأحمد، فمن ولد يحيى بن محمد بن عبد الله
إبراهيم صاحب البشرى وهي قرية وعين، في آخرين (1) ولإبراهيم أولاد
وعدد، ومن ولد الحسين بن محمد بن عبد الله 2) له ولد، ومن ولد داود بن
محمد بن عبد الله داود بن أبي البشر عبد الله بن داود هذا، في آخرين (3) وإدريس

(1) قال العمرى في (المجدي): (ولد محمد بن عبد الله بن محمد الابتثي
ثلاث بنات وثلاثة بنين درجوا، ويحيى بن محمد، من ولده الحسين البشراني وإبراهيم
ابنا يحيى بن محمد، ومن أولاد يحيى صالح نسبوا إليه عدة أولاد. وفى كتاب أبى
المنذر درج، وقال مرة أخرى عقبه في (صح).
(2) كذا في النسخ التي بأيدينا وفيه نقص، وكان الحسين بن محمد هذا
سيدا زاهدا عابدا عديم المال في غاية من الفقر والمسكنة مع عفة وقناعة.
(3) قال العمرى في " المجدي ": داود بن محمد أولد وأكثر فمن ولده
داود بن أبي البشر عبد لله بن داود... كان له ولدان ببلييس). م ص
154

ابن محمد بن عبد الله له ولد ومن ولد صالح بن محمد بن عبد الله، علي بن صالح
الشاعر له عقب، وعقب علي بن محمد بن عبد الله في (صح) منهم أبو القاسم على
ابن علي، وقع إلى المغرب وقتل هناك ولا بقيه له بالحجاز. قال ابن طباطبا:
لا أدرى له ولد بالمغرب أم لا فهو في جملة نسب القطع أسوة نظرائه. وعقب
أحمد بن محمد بن عبد الله ويدعى الصالح ويلقب الصويلح في (صح).
وأما سليمان بن عبد الله بن محمد الابتثي ويكنى أبا القاسم، ويقال إن اسمه
محمد، فأولد جماعة كثيرة وعقبه في سليمان بن سليمان، ويقال إنه هو الذي يسمى
محمدا، ويكنى أبا القاسم، أعقب أبو القاسم محمد بن سليمان بن عبد الله من أحد
عشر رجلا وهم أبو عبد الله محمد، ويوسف، والحسين، وأحمد، وموسى، وعلى
والحسن، وداود، وحمزة، وأيوب، وإدريس وذكر له الشيخ تاج الدين محمد بن
معية الحسنى يحيى أيضا ومن ولده صاحب الشامة سليمان بن يحيى بن سليمان محمد بن أبي
القاسم سليمان بن عبد الله المذكور، له عقب الآن بالعراق وغيرها.
وأما إبراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثي. فأعقب من ثلاثة عبد الله الشيخ
المكفوف، ومحمد، وأبى الحسين أحمد. قال البخاري: وهو أبو الحسين
إبراهيم بن إبراهيم فمن ولد عبد الله المكفوف بن إبراهيم، عتيبان بن علي بن
الحسن بن علقمة بن الضرير المكفوف، ومنهم الصوفي الأسود (1) بن الحسن
ابن علي بن عبد الله بن إبراهيم المذكور، وابنه أبو طاهر حمزة الجبلي (2) يعرف

(1) سماه العمرى وغيره ميمونا.
(2) كذا في الأصل بالجيم ثم الباء، وضبطه العمرى في (المجدي) الحنبلي
بالحاء المهملة ثم النون بعدها الباء. ولقبه بالناصب وقال: مات ببغداد وله في
النصب حكايات. ثم قال: إن لهذا الناصب ابن عم يقال له محمد بن عبد الله بن
الحسن بن علي أمه علوية وكفلته نصرانية اسمها مريم فيعرف بها خاف ببغداد
فخرج إلى الشام وأولد.
155

بالسيبي ويقال لولده بنو السيبي كانوا ببغداد والموصل، منهم فخذ يقال لهم: بنو
الصناديقي كانوا ببغداد أيضا، ومن ولد محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد
الابتثي، الحسين الأعرج بن محمد المذكور، كذا قال شيخ الشرف. وقال
ابن طباطبا: ولم أر للحسين الأعرج غير بنت.
ومن ولد أبى الحسين أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثي - وهو
الذي سماه البخاري إبراهيم - الورق وهو محمد بن يحيى بن أبي الحسين أحمد
المذكور، قال البخاري: ونقل شيخ الشرف العبيدلي أن الورق هو أحمد بن
إبراهيم بن عبد الله بن محمد الابتثي والله أعلم. والعقب من سليمان بن عبد الله المحض
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا محمد وقتل (1)
بفخ، من ابنه محمد هرب بعد قتل أبيه ودخل المغرب إلى عمه إدريس وأعقب
هناك، وكان له عبد الله وأحمد وإدريس وعيسى وإبراهيم والحسن والحسين
وحمزة وعلى، وهم في نسب القطع أي انقطعت أخبارهم عنا واتصالهم عنا. قال
الشيخ أبو الحسن العمرى: قال أبو الحسين يعنى شيخ الشرف محمد بن أبي الحسين
العبيدلي النسابة: لم أسمع لهذا الفخذ خبرا إلى هذه الغاية. ثم قال العمرى، وروى
الناس غير هذا، ولا شك أن بنى سليمان بن عبد الله بالمغرب إلى الآن وهم أقل
من ولد إدريس بن عبد الله المحض.

(1) فخ بفتح أوله وتشديد ثانية واد بمكة، قيل هو واد الزاهر قتل به
الحسين بن علي بن الحسن العلوي يوم التروية سنة 169 ه‍ وقتل معه جماعة من
أهل بيته، وفيه دفن عبد الله بن عمرو جماعة من الصحابة. قاله في (مراصد الاطلاع)
وسليمان هذا أمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن
هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وهي التي كلمت أبا جعفر المنصور
لما حج وقالت: يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد الله بن الحسن فقراء لا شئ
لهم. فرد عليهم ما قبضته من أموالهم. قاله أبو الفرج في (المقاتل). م ص
156

قال الموضح النسابة: كان عبد الله بن محمد بن سليمان ورد الكوفة وروى
الحديث وكان ذا قدر جليل وولد محمدا وإدريس، وأم عبد الله فاطمة، وولد
الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن سليمان، الحسين
وإبراهيم أحدهما بالمدينة، هذا كله عن الموضح. قال الشيخ أبو الحسن العمرى:
قال أبو الغنائم الحسين فيما وجدته من مسوداته بخطه: سألت ابن خداع نسابة مصر
عن ولد سليمان فقال: ولد سليمان بن عبد الله المحض داود مات سنة ثلاث وستين
ومائتين، وولد سليمان بن داود خمسة الحسين والحسن المحترق وعليا ومحمدا
وأبا الفاتك، مات بالحجاز سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. قال العمرى: وما
وجدت في كتاب ابن خداع شيئا من هذا، ويجب أن يكون هذا ولد سليمان بن
عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى وقد توهم الكاتب، وقال الشيخ
أبو الحسن العمرى أيضا: أوقفني أبو الغنائم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد
الأعرج بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه السلام نقيب
عكبرا - صديقي - على رقعة فيها أبو العشاير المؤمل بن معالى بن علي بن حمزة بن
محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
ويعرف بابن معالى، فسألني عن الرجل وقال: هو من أهل البصرة؟ فقلت:
ما أعرف من هذا نسبه ولا أدرى كيف هذا النسب. فشهد الحاجب أبو الفضل
ابن أبي محمد بن فضاله صاحب ابن مأكولا الوزير أنه علوي صحيح النسب من
البصرة، وأنه ابن عم الشريف أبى حرب وأطلق خطه بذلك سنة إحدى وثلاثين
وأربعمائة. ويجب أن يسأل عن هذا الرجل ويكشف حاله - آخر ولد سليمان
ابن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
والعقب من إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله وشهد فخا مع الحسين بن علي العابد
صاحب فخ، فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم هناك بعد أن
157

ملك، وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم إلى الدين فأجابوه
وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم، ودعا سليمان بن جرير الرقي
متكلم الزيدية وأعطاه سما فورد سليمان بن جرير إلى إدريس متوسما بالمذهب
فسر به إدريس بن عبد الله ثم طلب منه غرة ووجد خلوة من مولاه راشد
فسقاه السم وهرب، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته
وعاد وقد مضى إدريس (1) لسبيله.
وأعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده، وكان إدريس بن
إدريس (2) لما مات أبوه حملا وأمه أم ولد بربرية، ولما مات إدريس ابن عبد الله
وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته أم إدريس فولدته بعد أربعه أشهر. قال
الشيخ أبو نصر البخاري: قد خفى على الناس حديث إدريس لبعده عنهم ونسبوه
إلى مولاه راشد وقالوا إنه احتال في ذلك لبقاء الملك له، ولم يعقب إدريس بن
عبد الله، وليس الامر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار
العلماء وممن له معرفة بالنسب، حكى أنه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمه
وولادة إدريس بن إدريس. قال: وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا.
أحسن وجها، وقال الرضا بن موسى الكاظم عليه السلام: إدريس بن إدريس
ابن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله. وقال أبو هاشم داود
ابن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار: أنشدني إدريس بن إدريس
لنفسه:
لو مال صبري بصير الناس كلهم * في روعتي وضل في جزعي

(1) كانت بيعة إدريس بن عبد الله في شهر رمضان سنة 172 واستمر
بالامر إلى أن توفى ست سنين إلا سته أشهر.
(2) كانت وفاة إدريس بن إدريس الحسنى صاحب المغرب سنة أربع
عشرة ومائتين. (عن هامش الأصل)
158

بأن الأحبة فاستبدلت بعدهم * ها مقيما وشملا غير مجتمع
كأنني حين يجرى الهم ذكرهم * على ضميري مجبول على الفزع
تأوى همومي إذا حركت ذكرهم * إلى خوارج جسم دائم الجزع
فأعقب إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض من ثمانية (1) رجال القاسم
وعيسى وعمر. وداود، ويحيى، وعبد الله، ويحيى، وعبد الله، وحمزة، وقد
قيل إنه أعقب من غير هؤلاء أيضا ولكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك
إلى الآن.
أعقب داود بن إدريس بن علي ما قال صاحب السفرة بفاس وبشتاية
وصدفية جماعة هم بها مقيمون، وقال الموضح النسابة: هم بالنهر الأعظم من
المغرب. وأعقب حمزة بن إدريس بن إدريس بالسوس الأقصى، وأعقب عمر بن
إدريس بن إدريس بمدينة الزيتون فمن ولده عيسى بن إدريس بن عمر الذي بنى
جبل الكوكب وهو مدينة المغرب، ومنهم حمود وهو أحمد بن ميمون بن
أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر، أعقب من رجلين القاسم الملقب بالمأمون
وعلى الملقب (2) بالناصر لدين الله، ملك الأندلس وقلع بنى مروان عنها

(1) لم يذكر الثامن في الأصل والظاهر أنهم فقط (كذا عن هامش
المخطوطة) وقد أدخلت هذه العبارة في متن المطبوعة اشتباها. والذين أولدهم
إدريس بن إدريس أحد عشر رجلا وبنتين رقية وأم محمد، والذي أعقب منهم
سبعة والذي ملك الامر منهم في بلاد المغرب محمد، واستمر بالامر ثمان سنين
ثم توفى في شهر ربيع الأول سنة 221 ه‍ وقام بعده أولاده ثم أحفاده وكان
آخرهم الحسن بن القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن إدريس الذي تولى الملك
سنة 348 وقتل سنة 375 وبموته انقرضت دولة الأدارسة من بلاد المغرب وقد
ملكوا الامر 200 سنة تقريبا
م ص
(2) كانت وفاة الناصر لدين الله علي بن حمود سنة ثمان وأربعمائة، ووفاة
يحيى المغيلي سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ووفاة أخيه إدريس المتأيد بالله
سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
159

وأعقب على الناصر لدين الله ملك الأندلس، يحى الملقب بالمغيلي وإدريس الملقب
بالمتأيد وليا الخلافة بالمغرب، فأعقب يحيى المغيلي إدريس الملقب (1) بالمعالي
والحسن الملقب بالمستنصر دعى لهما بالخلافة هناك، وأعقب القاسم المأمون بن أحمد
حمود بن ميمون وكان قد ولى بعد أخيه، محمدا الملقب بالمهتدي ملك الجزيرة
الخضراء بالمغرب، ومن ولد عمر بن إدريس، علي بن عبد الله بن محمد بن عمر
قال العمرى: له عقب يعرفون بالفواطم.
وأما يحيى بن إدريس بن إدريس فكان له بلد صدفية بالمغرب، ومن ولده
علي بن عبد الله التاهرتي بن المهلب بن يحيى بن إدريس، وربما نسب التاهرتي إلى محمد
ابن إدريس بن إدريس، قال الشيخ العمرى: وليس ذلك بعيدا والذي يلوح من كلامه
أنه صحيح النسب اعتمادا على أنه كتب في السفرة ويجب أن يكون ما كتب في
السفرة صحيحا حتى تجيئ حجة تبطله، ولعلى التاهرتي أولاد منهم بمصر ومنهم
بخراسان، وهذا على التاهرتي هو الذي ورد رسولا عن صاحب مصر إلى السلطان
محمود بن سبكتكين؟؟؟ معه على تصانيف الباطنية، ونفاه عن النسب الحسن
ابن طاهر بن مسلم العبيدلي فخلى بينه وبينه فقتله، ثم أنه طلب تركته فلم يعط منها
شيئا. وقد حكى قصته صاحب اليميني في كتابه وجزم على أنه دعى فاسد النسب
لما كان من نفى الحسن بن طاهر له، وقد عرفت أن الظاهر أنه علوي والله أعلم.
وأعقب عيسى بن إدريس بن إدريس ببلد ملكانه، فمن ولده القاسم كنون
ابن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن إدريس، وعبد الله بن إدريس بن

(1) قيل إن إدريس الملقب بالمعالي مات سنة ست وأربعين وأربعمائة
وكنت وفاة الحسن المستنصر بالله سنة أربع وثلاثين وأربعمائة،
(عن هامش الأصل)
160

إدريس أحد النساك مات بفاس. وعقبه بالسوس الأقصى وأعمالها، والقاسم
ابن إدريس بن إدريس، أولد وأكثر فمن ولده أبو طالب الناسك بن أحمد بن
عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم المذكور، وكان من أهل الفضل وهو الذي
عمل السفرة بسببهم، ومنهم الشيخ الشاعر الضرير بمصر الحسن بن يحيى بن
القاسم كنون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم المذكور، وبنو إدريس كثيرون وهم
في نسب القطع يحتاج من يعتزى إليهم إلى زيادة وضوح في حجته لبعدهم عنا
وعدم وقوفنا على أحوالهم.
المعلم الثاني
في ذكر عقب إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السلام، ولقب الغمر لجوده، ويكنى أبا إسماعيل وكان سيدا شريفا روى
الحديث وهو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره (1) وقبض عليه أبو جعفر
المنصور مع أخيه وتوفى في حبسه سنة خمس وأربعين ومائة وله تسع وستون
سنة، وقال ابن خداع: مات قبل الكوفة بمرحلة وسنه سبع وستون سنة.
وكان السفاح يكرمه. فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد الله المحض
عن أبنيه محمد وإبراهيم، فشكا عبد الله ذلك إلى أخيه إبراهيم الغمر، فقال له
إبراهيم: إذا سألك عنهما فقل: عمهما إبراهيم أعلم بهما فقال له عبد الله: وترضى
بذلك؟ قال: نعم. فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال: لا علم لي بهما وعلمهما
عند عمهما إبراهيم. فسكت عنه ثم خلا بإبراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له:

(1) قبره قريب من كرى سعد بن أبي وقاص المعروف على يسار المحجة
الحديدية للذاهب إلى شريعة الكوفة وهو مزار معروف حتى اليوم.
161

يا أمير المؤمنين أكلمك كما يكلم الرجل سلطانه أو كما يكلم ابن عمه؟ فقال: بل
كما يكلم الرجل ابن عمه. فقال يا أمير المؤمنين أرأيت إن كان الله قد قدر أن
يكون لمحمد وإبراهيم من هذا الامر شئ أتقدر أنت وجميع من في الأرض على
دفع ذلك؟ قال: لا والله. قال: ورأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شئ أيقدران
ولو أن أهل الأرض معهما على شئ منه؟ قال: لا. فما لك تنغص على هذا الشيخ
النعمة التي تنعمها عليه؟ فقال: السفاح: والله لا ذكرتهما بعد هذا. فلم يذكر شيئا
من أمرهما حتى مضى لسبيله.
والعقب من إبراهيم الغمر في إسماعيل الديباج (1) وحده، ويكنى أبا
إبراهيم، ويقال له الشريف الخلاص، وشهد فخا، والعقب منه في رجلين الحسن
التج (2) وإبراهيم طباطبا. أما الحسن التج بن إسماعيل الديباج ويكنى أبا على

(1) كان لإبراهيم الغمر أولاد غير إسماعيل الديباج إلا أنهم لا بقية لهم
وعدة بنات، أما البنون فهم يعقوب ومحمد الأكبر ومحمد الأصغر وإسحاق وعلى
وأما البنات فهن رقية وخديجة وفاطمة وحسنة وأم إسحاق، أما يعقوب وأمه
زميحة بنت عبد الله بن أبي أمية المخزومي فمات دارجا، وأما محمد الأصغر ويلقب
بالديباج الأصغر، وهو لام ولد تدعى عافية، فقبض عليه المنصور وأمر به
فدفن حيا وبنيت عليه أسطوانة ومات دارجا أيضا، وأما إسحاق شقيق يعقوب
وأمهما أم ولد فأولد عبد الله وحده، ومات عبد الله عن بنت تدعى فاطمة خرجت
إلى يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطراف، ونص العمرى على انقراضه
وأما على وأمه أم ولد تدعى مذهبه ويكنى أبا قرمة فشهد فخا قال أبو اليقظان:
لا بقية له. وقال العمرى: أولد حسنا وقيل حسينا ويلقب المطوق أقام بمصر
ومن نسله الحسين بن محمد بن أحمد المقتول بسميساط ابن المطوق.
(2) التج بالتاء المثناة من فوق والجيم المشددة، ويعرف الحسن التج
هذا بابن الهلالية. م ص
162

وشهد فخا وحبسه الرشيد نيفا وعشرين سنة حتى خلاه المأمون وهلك وهو ابن
ثلاث وستين فأعقب الحسن التج من ابنه الحسن بن الحسن وحده ويلقب التج
أيضا، ويقال لولده بنو التج، وأعقب الحسن بن الحسن بن الديباج من أبى جعفر
محمد، يقال له أيضا التج وولده الآن آل التج بمصر.
ومن أبى القاسم على المعروف بابن معية وهي أمه وبها يعرف عقبها، وهي
معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع
ابن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمر بن عوف بن الأوس
كوفية ينسب إليها ولدها، قال أبو عبد الله بن طباطبا: وهي أم أولاده، ولعمري
أن آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم وقد صرح النقيب تاج الدين في كثير من
تصانيفه أنها أم علي بن الحسن بن الحسن، والشيخ العمرى قال: إن أمه يعنى
عليا - معية الأنصارية بها يعرف ولده وذكر ابن خداع أن أصلها من بغداد.
والعقب من أبى القاسم علي بن الحسن بن الحسن بن الديباج من رجلين
أبى طاهر الحسن، وأبى عبد الله الحسين الخطيب، وكان له ولد ثالث هو أبو جعفر
محمد النسابة صاحب المبسوط، أخذ عنه شيخ الشرف العبيدلي انقرض عقبه وبقى
عقب علي بن معية من الأولين المذكورين، أما أبو طاهر الحسن بن علي بن معية
فكان له عقب كثير بالكوفة، منهم السيد العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن
محمد بن جعفر بن أبي طاهر الحسن المذكور، إليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة
وله ولأخويه أبى الحسن على وأبى الفوارس ناصر عقب منهم بنو المناديلي
انقرضوا بنو العجعج، منهم السيد سعد الدين موسى بن العجعج رأيته شيخا
وهو ميناث.
وأما أبو عبد الله الحسين الخطيب بن علي بن معية وهم يدعون بنى معية
فأعقب من رجلين أبى القاسم على وأبى أحمد عبد العظيم، أعقب عبد العظيم من محمد
يعرف بميمون ومن على له ولد بالري، ومن أحمد بن عبد العظيم، له ولد ولمحمد
163

ميمون بن عبد العظيم الحسين بن محمد ميمون، له أولاد بالري منهم مهدى
ومانكيرم، وأعقب أبو القاسم علي بن الحسين الخطيب بن علي بن معية من
رجلين هما أبو عبد الله محمد، وأبو عبد الله الحسين الفيومي، أما أبو عبد الله محمد
ابن أبي القاسم علي بن الحسين الخطيب، فأعقب من أبى الطيب الحسن قتله
بنو أسد، قال ابن طباطبا: وله أولاد ستة برامهرمز والأهواز والبصرة. ومن
أبى القاسم عبد الله الشعراني، له ولد، ومن أبى محمد إبراهيم، له أولاد بالأهواز
هذا كله عن ابن طباطبا، وكان له أبو طالب أحمد كان شديد التوجه وحج
فأنفق مالا واسعا، فقيل إن رجلا من الاشراف جلس إليه بمكة وهو يشكو
جور السلطان، فأدخل العلوي الحجازي يده في ثيابه وقال له: ثيابك هذه الرقاق
هي التي أضلتك سبيلك والعز معه الشقاء. وقال العمرى: وكان لأبي طالب
عدة من الولد جميعهم أصدقائي مات أكثرهم وهذا أبو طالب أحمد عرفه بهاء
الدولة بن بويه الديلمي، وكان أبو طالب رئيسا بالبصرة وله أحوال حسنة، قال ابن طباطبا: وله بقية بالبصرة،
وأما أبو عبد الله الحسين الفيومي بن علي بن الحسين بن معية فأعقب من
ابنه أبى الطيب محمد، وأعقب أبو الطيب محمد بن الحسين الفيومي من أبى عبد الله
الحسين القصرى نزل قصر ابن هبيرة فنسب إليه، وكان لأبي عبد الله الحسين
القصرى عدة أولاد منهم أبو الحسن علي بن الحسين القصرى قتله أحمد بن عمار
العبيدلي، من ولده بنو البديوي وهو أبو عبد الله محمد البديوي بن أبي المعالي هبة الله
ابن أبي الحسن على المذكور، كان لهم بقية بالعراق. ومنهم النقيب ظهير الدولة
أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصرى، وهو الزكي الأول وعقبه
ينقسم فرقتين، بنو قريش بن أبي الحسين بن أبي الفتح على النقيب بن رضى الدين بن
الزكي الأول المذكور، منهم السيد سيد عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش
المذكور، سافر إلى خراسان ثم منها إلى الهند واستوطن دهلي، وله بها عقب.
164

والى بنى النقيب أبى منصور الحسن الزكي الثالث بن النقيب أبى طالب
الزكي الثاني بن أبي منصور الحسن الزكي الأول يعرفون ببنى معية ذوي جلالة
ورياسة ونقابة وتقدم، أعقب النقيب أبو منصور الحسن الزكي الثالث من
رجلين محمد، والقاسم النقيب جلال الدين أبى جعفر، أما محمد بن الزكي الثالث
فأعقب من ولده النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بنى حسن بالعراق
حدثني الشيخ تاج الدين محمد قال: حدثني أبي عن خاله النقيب تاج الدين جعفر
المذكور أنه حدثه قال لهجت بقول الشعر وانا صبي فسمع والدي بذلك
فاستدعاني وقال يا جعفر قد سمعت انك تهذي بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى
أسمع فقلت ارتجالا:
ودوحة تدهش الابصار ناضرة * تريك في كل غصن جذوة النار
كأنما فصلت بالتبر في حلل * خضر تميس بها قامات أبكار
فاستدناني وقبل ما بين عيني، وأمر لي بفرس وثياب نفيسة ودراهم أمر
باحضارها في الحال، ووهب لي ضيعة من خاصة ضياعه، وقال: يا بنى استكثر
من هذا فانا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وأنواع التكلفات ومما
لا يتمكن منه ويجيئ بن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع إلى
الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة.
وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل إليه في كل
سنة وكان قد أضر وبنى موضعا سماه الزوية واعتكف فيه دائما فأرسلوا إليه بعض
السنين - وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجويني - بفرس
كبير السن أعور فكتب إلى صاحب الديوان بهذين البيتين:
أهديتم الجنس إلى جنسه * بزرك كور لبزرك وكور (1)
وما لكم في ذلك من حيلة * سبحان من قدر هذى الأمور

(1) بزرك وكور كلمتان فارسيتان بمعنى كبير وأعمى م ص
165

فركب صاحب الديوان إليه وقاد إليه فرسا آخر واعتذر منه، ومن
حكاياته أن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله:
أعرق والأعراق دساسة * إلى خؤول كخليع الدلا
مدحته وأنفس أمارة * بالسوء إلا ما وقى ذو العلى
فكنت كالمودع بطيخة * من عنبر حقة بيت الخلا
فلما بلغته هذه الأبيات أمر للشاعر بجائزة فجاءه الشاعر معتذرا وقال:
كيف أجازني النقيب على الهجو ولم يجزني على المدح؟ فقال النقيب: أنا لا
أعرف ما تقول ولكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه. فعرف الشاعر أنه لم يجزه
لاسترذال القصيدة وركاكة الشعر. وكان للنقيب تاج الدين إبنان أحدهما معتوه
والآخر مجد الدين محمد، وكان نجيبا وجيها توفى في حياة أبيه وانقرض النقيب
تاج الدين جعفر.
وأما النقيب جلال الدين أبو جعفر القاسم بن الزكي الثالث كان أحد
رجالات العلويين وكان صدر البلاد الفراتية بأسرها ونقيبها، وكان فيه كر
وإقدام وظلم على ما يحكى من أخباره، وبسببه نكب الخليفة الناصر لدين الله على
آل المختار العلويين وتولى هو تعذيبهم واستخرج أموالهم، وحكم في قوسان
وكان قد ضمنها بعير اختياره، وكان الوزير ناصر بن مهدي الحسنى البطحاني
ببغض النقيب زكى الدين ويقصده بالأذى، واشتدت البغضة والعداوة لما فعل
النقيب جلال الدين بآل المختار ما فعل، واستشعر منه خوفا عمل معه على هلاكه
واستيصاله فضمن قوسان بأضعاف ما كان مقدار ضمانها، وعزم النقيب زكى
الدين على الهرب فكره ذلك منه ابنه جلال الدين وتقبل بذلك الضمان، ولا طف
الوزير ثم خرج إلى قوسان فعسف الناس عسفا لم يسمع بمثله، فزرع ضياع الملاك
وغصب الأكرة وفعل بقوم كان له معهم عداوة ولهم قرية تسمى بالهور ما لم يسمع
بمثله حمل جميع ما حصل في تلك القرية وأحال عليهم بالخراج وعاملهم من التشدد
166

والإهانة بما لم يفعله حاكم بأحد قبله، وهم خواص الوزير وبطانته.
وحمل الغلات على تفاوت أجناسها إلى بغداد فحصلت في محرز هناك وتوجه
إلى بغداد فساعدته الاقدار على أن أرتفع سعر الحنطة من درهمين إلى أربعة
فدخل على الوزير وشكا عدم الحاصل وقلة الارتفاع وأنه لم يحصل ما يقوم بثلث
مال الضمان، وكان مائة وعشرين ألف دينار ذهبا، والتمس بأن تغلق أبواب
المناثر ولا يبيع أحد شيئا من الغلات والحبوبات مدة عشرة أيام فأجيب إلى
ما التمسه، وأحال عليه الوزير من يومه بحوالات توازى المبلغ المذكور، وكان
يؤدى إلى كل ذي حوالة شيئا يوما فيوما، وارتفع السعر في تلك الأيام فوصلت
الحنطة إلى ستة دراهم فلم يمض أسبوع حتى باع السيد جميع ما كان عنده ولم
يبق في مناثره شئ أصلا.
وقد وفى من الحوالات مائة ألف دينار، وأخذ لنفسه مثلها، فاحتال
ذات ليلة حتى دخل على الوزير وقت السحر وهو خال يكتب مطالعة الصباح التي
تعرض على الخليفة، وقد حمل المال معه وأوقفه على باب دار الوزير، فشكا
إلى الوزير حاله ووصف جده واجتهاده وذكر ما نال به الناس من الظلم وأنه مع
ذلك كله قد أدى مائة ألف دينار حصلها من قوسان والتمس أن يترك له العشرين
ألف دينار الباقية، فقال له الوزير: ليس لتخلية درهم واحد من مال أمير المؤمنين
سبيل، فقال النقيب: أيها الوزير هذه الدنانير على الباب وقد حصلت هذا
المقدار بتمامه، فان تقدم الوزير أن أدخلها إليه فهو الحاكم، وإن تقدم أن أؤديها
إلى أرباب الحوالات أديتها. فتبسم ثم قال: لا بل أمير المؤمنين يترك لك هذه
العشرين ألف دينار فقد علم أن ضمانك كان ثقيلا. قلت: ولا يسمع في كلام
متظلم فالوزير يعلم كيف حصلت هذه الأموال. قال: لك ذلك على أن لا تعود
إلى مثلها. قال: على ذلك ما دام الوزير أعزه الله لا يكلفني ضمانا ثقيلا لا يحصل
إلا بالجور والعسف والضرر العائد على الديوان في السنين المستقبلة. ثم صلح
167

الحال بينهم ظاهرا إلى أن عزل الوزير ولم يتعرض للنقيب زكى الدين ولا لابنه
إلا بالخير.
وكان مزيد الخشكري الشاعر قد هجا النقيب جلال الدين وذكر ظلمه وعسفه
وذكر الهور الذي قدمنا ذكره وأهله بقصيدة طويلة منها.
وكأنما الهور الطفوف وأهله * الشهداء وابن معية ابن زياد
وحذر من النقيب وأقسم ليقتله إن ظفر به واختبأ مزيد الخشكري وإنما
كان قد تجرأ على هجو النقيب ظنا أن الوزير يستأصله وأباه إما بالقتل أو بأن
يهربا إلى اليمن كعادتهما، وكانا قد هربا قبل ذلك وهرب معهما قوم من أهلهما
فأقاما بالبادية تارة بمكة أخرى وباليمن أوقاتا حتى استمال الخليفة الزكي الثالث
فرجع إلى العراق. فظن ابن الخشكري أن ما يقوله الوزير سيفعله البتة فلما صلح
أمر النقيب جلال الدين مع الوزير خاف ابن الخشكري خوفا شديدا ولم يجد
من يجيره من النقيب فدخل عليه ذات يوم وهو متلثم فسفر عن لثامه ولم يكن
النقيب رآه ولا عرفه قبل ذلك وأنشده قصيدته التي أولها:
سعود تدوم بشرب المدام * ببنت الكروم مع ابن الكرام
حسونا بكأس وطاس وجام * غدونا بنون وخاء ولام
فلما أتم القصيدة قال له النقيب - وكان قد سمع شعره قبل ذلك -: انى
لاسمع نفس مزيد. قال: إذا هو. ففكر النقيب ساعة وكان قد كتب إلى الخليفة
الناصر لدين الله ضراعة بارسال عشرة آلاف دينار ذهبا في عشرة أكياس فأمر
باخلاء كيس ودفع ما فيه إلى مزيد الخشكري وجعل القصيدة في الكيس وختم
عليها، فما نظر الخليفة إلى قوله ضحك وأمر باجرائها له وطلب مزيد الخشكري
فأمر له بجائزة أخرى ومدح مزيد الخليفة وصار مزيد من شعراء الخلافة
والأصل في ترتيبه قوله. (فكأنما الهور الطفوف) إلى آخره، وكان الناصر
كثيرا ما ينشد هذا البيت ويضحك.
168

فأعقب النقيب جلال الدين القاسم من رجلين زكى الدين الحسن، وفخر
الدين الحسين، انقرض زكى الدين الحسن وكان له الفقيه العالم الفاضل المدرس
رضى الدين محمد، انقرض وانقرض أبوه بانقراضه، وولد فخر الدين الحسين
جلال الدين أبا جعفر القاسم بن الحسين، كان جليل القدر فاضلا شاعرا ولم يل
السيد جلال الدين بن الحسين صدارة وامتنع وكان أبوه على قاعدة أبيه صدرا
نقيبا بالفراتية فعزل عن النقابة ومن شعره:
تقاعست دون ما حاولته الهمم * ولا سعت بي إلى داعى الندى قدم
ولا امتطيت جوادا يوم معركة * وخانني في الوغى الصمصامة الخذم
ولا بلغت من العلياء ما بلغ * الآباء قبلي ولا أدركت شأوهم
إن كنت رمت سلوا عن محبتكم * أو كنت يوما بظهر الغيب خنتكم
فما الذي أوجب الهجران لي فلقد * تنكرت منكم الأخلاق والشيم؟
أذاك من بخل بالوصل أم ملل * أم ليس يرعى لمثلى عندكم ذمم؟؟؟
وكان لجلال الدين أبى جعفر القاسم بن الحسين بن القاسم بن الزكي الأول
ابنان أحدهما زكى الدين (1) مات عن بنت وانقرض، والآخر شيخي المولى
السيد العالم الفقيه الحاسب النسابة المصنف تاج الدين محمد، إليه انتهى علم النسب
في زمانه وله فيه الاسنادات العالية والسماعات الشريفة، أدركته قدس الله روحه
شيخا وخدمته قريبا من اثنتي عشرة سنة، قرأت فيها ما أمكن حديثا ونسبا
وفقها وحسابا وأربا وتواريخ وشعرا إلى غير ذلك، وصاهرته رحمه الله على
ابنة له ماتت طفلة فأجاز لي أن ألازمه ليلا فكنت ألازمه ليالي من الأسبوع أقرا
فيها ما لا يمنعني فيه النوم.
فمن تصانيفه (كتاب في معرفة الرجال) خرج في مجلدين ضخمين، وكتاب
(نهاية الطالب في نسب آل أبي طالب) خرج في اثنى عشر مجلدا ضخما قرأت

(1) اسمه الحسن وكان سيدا جليلا.
م ص
169

عليه أكثره، وكتاب (الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة) أربع مجلدات في
أنساب الطالبيين مشجر قرأته عليه بتمامه، ومنها (الفلك المشحون في أنساب
القبائل والبطون) قرأت عليه كثيرا مما خرج منه ولم يبلغ من هذا الكتاب إلا
قريبا من الربع، ومنها كتاب (أخبار الأمم) خرج منه أحد وعشرون مجلدا
وكان يقدر إتمامه في مائة مجلد كل مجلد أربع مائة ورقة، ومنها كتاب (سبك
الذهب في شبك النسب) مختصر مفيد قرأته عليه بتمامه، ومنها كتاب (الجذوة
الزينية) مختصر قرأته عليه أول اشتغالي بعلم النسب لم أقرأ قبله إلا مقدمة مختصرة
لشيخ الشرف العبيدلي، ومنها كتاب (تبديل الأعقاب) ومنها (كشف الالتباس
في نسب بنى العباس) ومنها رسالة (الابتهاج في الحساب) وكتاب (منهاج
العمال في ضبط الأعمال) إلى غير ذلك من كتبه في الفقه والحساب والعروض
والحديث.
وكان يتولى إلباس لباس الفتوة (1) ويعتزى إليه أهله ويحكم بينهم بما
يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه، وهذا المنصب ميراث لآل معية من
عهد الناصر لدين الله وقد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك
وينقسم الناس بالعراق أحزابا كل ينتمى إلى أحدهم، فلما مات النقيب فخر الدين
ابن معية والنقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض ولم يكن
عوام العراق ولا خواصهم ليسلموا ذلك الامر إلى أحد من غير آل معية ما دام

(1) الفتوة بالضم والتشديد الكرم والسخاء، هذا لغة وفى عرف أهل
التحقيق أن يؤثر الخلق على نفسه بالدنيا والآخرة، وصاحب الفتوة يقال له
الفتى ومنه (لا فتى إلا على) وعبر عنها في الشريعة بمكارم الأخلاق... وأقدم
من تكلم فيها الإمام جعفر الصادق صادق عليه السلام ولهم في التعبير عنها ألفاظ
مختلفة والمال واحد، قاله في (تاج العروس) بمادة (فتى) ولباس الفتوة لباس
معروف يلبسه رجال الفتوة شعارا لهم. م ص
170

منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين.
وكان إليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد
غيره أو من يعزى إليه - فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نساب العراق
على تلمذته والاستفادة منه حتى أنى رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبى المظفر
ابن الأشرف الأفطسي اسم النقيب تاج الدين وقد كتب تحته: (قرأت عليه
واستفدت منه). وكان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت
النقيب تاج الدين: ما قرأ عليك أبو المظفر؟ فقال: لم يقرأ على شيئا ولا سمع
منى شيئا يعتد به بل ما يخطر ببالي إلا أنه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغرى
في الإيوان المقابل فوصل إلى مكان - ذكره النقيب ونسيته انا - قال فسألني عنه
فأخبرته. وكان متقدما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار إليه بالأصابع.
فأما روايته واتساعها ومعرفته بغوامض الحديث والحاقه بالأجداد فأمر
لم يخالف فيه أحد، ومن أشعاره قوله:
ملكت عنان الفضل حتى أطاعني * وذللت منه الجامح المتصعبا
وضاربت عن نيل لعالي وحوزها * بسيفي أبطال الرجال فما نبا
وأجريت في مضمار كل بلاغة * جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا
ولكن دهري جامح عن مراتبي * ونجمي في برج السعادة قد خبا
ومن غالب الأيام فيما يرومه * تيقن أن الدهر يضحى مغلبا
وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله
هذا المختصر، وتوفى (1) رحمه الله عن بنات - آخر بنى علي بن معية، وهو
ابن الحسن بن الحسن بن الديباج -
وأما أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسن بن الديباح ويقال لولده بنو التج

(1) كانت وفاته رحمه الله في الحلة ثامن ربيع الأول سنة 776 ه‍ ونقل
إلى مشهد الامام أمير المؤمنين عليه السلام. م ص
171

وهم بمصر فأعقب من رجلين أحمد، ولده بمصر، والحسين يقال له البربري
ويقال لولده بنو البربري، أما أحمد بن محمد فمن ولده صاحب العدة والعزة
بمصر ومات باليمن، وهو أبو الحسن محمد بن أحمد المذكور، له أولاد بمصر
قال العمرى: محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسن الديباج له ذيل بمصر
والعراق وتنيس من جملتهم بنو بنت الزويدي وهو أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم
ابن محمد بن أبي الحسن محمد المصري المذكور، وكان لأبي عبد الله الحسين هذا
ثلاثة ذكور، أبو تراب على، مات دارجا وإبراهيم بمصر له بنات، وزيد ولده
بتنيس، وكان لأبي الحسن محمد المصري صاحب العزة المذكور، أبو محمد القاسم
وكان باليمن أولاد متفرقون - آخر بنى الحسن التج بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم
الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام -،
وأما إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج ولقب (طباطبا) لان أباه أراد
أن يقطع له ثوبا وهو طفل فخيره بين قميص وقبا فقال: طباطبا - يعنى قباقبا
وقيل بل السواد لقبوه بذلك. وطباطبا بلسان النبطية سيد السادات. نقل ذلك
أبو نصر البخاري عن الناصر للحق، وكان إبراهيم طباطبا ذا خطر وتقدم
وأمه أم ولد، فأعقب من ثلاثة رجال القاسم الرسي وأحمد والحسن، وكان له
عبد الله بن إبراهيم أيضا كان له ذيل لم يطل، ومن ولده أحمد بن عبد الله خرج
بصعيد مصر سنة سبعين ومائتين فقتله أحمد بن طولون وانقرض عقبه وعقب
أبيه عبد الله بن إبراهيم أيضا.
ومن ولد إبراهيم طباطبا أيضا محمد بن إبراهيم، ويكنى أبا عبد الله أحد
أئمة الزيدية خرج بالكوفة داعيا إلى الرضا من آل محمد، وخرج معه أبو السرايا
السرى بن منصور الشيباني في أيام المأمون فغلب على الكوفة ودعى بالآفاق ولقب
بأمير المؤمنين وعظم أمره ثم مات فجأة (1) وانقرض عقبه، وكان من ولده

(1) مات في سنة تسع وتسعين ومائة، قيل سقاه أبو السرايا سما
فمات منه والله أعلم. (عن هامش الأصل)
172

محمد بن الحسين بن حعفر بن محمد هذا خرج إلى الحبشة فما يعرف له خبر، ومنهم
محمد بن جعفر بن محمد المذكور، قتلته الشراة بكرمان وصلب فأخذتهم الزلزلة
أربعين يوما حتى أنزل عن الخشبة فسكنت الزلزلة، وعقب إبراهيم طباطبا من
القاسم وأحمد والحسن، أما الحسن بن إبراهيم طباطبا فأعقب من رجلين على
وأحمد يلقب متوية، أما علي بن الحسن بن طباطبا فأمه أم ولد. قال أبو نصر
البخاري: استلحق وهو ابن أربع عشرة سنة فأولاده يسمون المستلحقة والله أعلم
فمن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الصوفي المصري بن أحمد
شيخ الأهل بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا يعرف بابن بنت زريق، وكان دينا
متصوفا ومات عن أولاد منهم رجل شاعر، ومنهم أبو إبراهيم إسماعيل بن
إبراهيم بن علي بن علي بن الحسن بن طباطبا، مات بمصر سنة سبع وثلاثين
وثلاث مائة وله بها ولد، ومنهم أبو الحسن الملقب بالجمل بن أبي محمد الحسن بن علي
بن الحسن بن طباطبا مات بمصر عن عدة أولاد وأخوة.
وأما أحمد المصري بن الحسن بن طباطبا الملقب متوية فله أبو الحسن محمد
الصوفي وأبو الحسن محمد الشجاع المستجد، وأبو جعفر محمد الرئيس، وأبو علي
محمد بنو أحمد المصري المذكور، لهم أعقاب منهم بنو المستجد، وبنو الكركي
وهو أبو الحسن علي بن محمد الصوفي المذكور، وبقيتهما بمصر.
وأما أحمد الرئيس بن طباطبا ويكنى أبا عبد الله فأعقب من رجلين أبى
جعفر محمد وأبى إسماعيل إبراهيم، وجمهور عقبه يرجع إلى أبى الحسن الشاعر
الأصفهاني وهو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور صاحب كتاب (نقد
الشعر) وغيره، ومن ولده القاسم، وأبو البركات محمد وأبو الحسين محمد
وأبو المكارم محمد بنو الشريف أبى الحسن محمد المذكور، فمن ولد القاسم
ابن محمد الشيخ الشريف النسابة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي طالب بن
173

القاسم هذا، قال أبو الحسن العمرى: لقيته وقرأت عليه وكاتبته في الأنساب.
ومن ولد أبى البركات، محمد بن محمد بن الحسن (1) وكان رفيق شيخ الشرف
النسابة إلى مصر له ذيل طويل بمصر، قاله الشيخ أبو الحسن العمرى، ومن ولد
أبى الحسن محمد بن أحمد الشاعر الأصفهاني أبو الحسين على الشاعر (2) بن أبي
الحسن محمد، له ذيل طويل منهم السيد العالم النسابة أبو إسماعيل إبراهيم بن
ناصر بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي الشاعر المذكور مصنف كتاب
(المتنقلة في علم النسب).
ومن ولد أبى إسماعيل إبراهيم بن أحمد بن طباطبا، القاسم بن إبراهيم بن القاسم
ابن أبي إسماعيل إبراهيم هذا كان شاعرا مطبوعا وكان يرد على ابن المعتز ومات
عن عدة من الولد، وأما القاسم الرسي (3) بن إبراهيم طباطبا، ويكنى أبا محمد

(1) الحسن هذا هو ابن أبي البركات محمد المذكور.
(2) إلى أبى الحسين الشاعر هذا ينتهى نسب العلامة الكبير الحجة السيد
محمد المهدى الملقب ب‍ (بحر العلوم) النجفي المتوفى سنة 1212 ه‍ فإنه رحمه الله
ابن المرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد بن شاه أسد الله بن جلال الدين
الأمير بن الحسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن إسماعيل بن عباد بن أبي
المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن أبي
الحسين على الشاعر المذكور الملقب بشهاب ابن أبي الحسن محمد الشاعر الأصفهاني
المتوفى سنة 322 ه‍ ابن احمد المكنى بأبي الفتوح المتوفى بأصبهان في محلة غازيان
ابن محمد المكنى بأبي جعفر المدفون عند جده بجميلان أصفهان ابن الرئيس
أحمد المكنى بأبي عبد الله ابن إبراهيم طباطبا المدفون بجميلان أصفهان ابن إسماعيل
الديباج المدفون بكلبهار من محلات أصفهان ابن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى
ابن الحسن السبط ابن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. م ص
(3) ذكر في (الحدائق الوردية في أحوال الأئمة الزيدية) أن القاسم
هذا بايعه أصحابه سنة 220 إلى أن توفى مختفيا في جبل الرس سنة 246 عن سبع
وسبعين سنة م ص
174

وكان ينزل جبل الرس، وكان عفيفا زاهدا له تصانيف ودعا إلى الرضا من
آل محمد، وله عدة أولاد متقدمون، فأعقب من سبعة رجال يحيى العالم الرئيس
والحسن، وإسماعيل، وسليمان، والحسين السيد الجواد، وأبو عبد الله محمد
وموسى، أما يحيى بن الرسي فكان رئيسا ينزل الرملة وكان له بها عقب، وأما
الحسن بن الرسي وكان بالمدينة سيدا رئيسا فأعقب من محمد وإبراهيم، فمن ولد
محمد بن الحسن بن الرسي، عليان بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الرسي، كان في مشهد المذار وهو مشهد عبيد الله بن علي بن أبي طالب " ع ".
ومن ولد إبراهيم بن الحسن بن الرسي، إبراهيم وعقبه من رجلين القاسم
الجمال، ومحمد فمن ولد القاسم الجمال، على يعرف بمعمر ويكنى بأبي خلاط، ومحمد
وإبراهيم والحسين بنو القاسم الجمال، ومن ولد محمد بن إبراهيم ابنه يحيى له عدة أولاد
وأما إسماعيل بن الرسي وكان رئيسا متقدما فعقبه من رجل واحد وهو ابنه أبو
عبد الله محمد الشعراني نقيب الطالبيين بمصر وولده نقباء سادة، وأعقب أبو عبد الله
محمد الشعراني بن إسماعيل بن الرسي من إسماعيل النقيب بمصر بعد أبيه، وأبى
القاسم أحمد النقيب بمصر بعد أخيه، وأبى الحسن على، وأبى الحسين يحيى
وأبى محمد جعفر، وأبى محمد عيسى، وأبى محمد القاسم، والعقب من إسماعيل
النقيب بعد أبيه ابن محمد الشعراني، من أبى العباس إدريس له أولاد، هم إسماعيل
وعبد الله، ومحمد.
والعقب من أبى القاسم (1) أحمد النقيب بعد أخيه ابن محمد الشعراني من

(1) كانت وفاة أبى القاسم أحمد النقيب في سنة خمس وأربعين وثلاث
مائة. ارخه ابن خلكان في تاريخه والسيوطي في (حسن المحاضرة).
(عن هامش الأصل)
175

إبراهيم، وإسماعيل، وعلى، وأبى الحسين عبد الله وأبى عبد الله محمد يلقب
بالقرقيس، ويحيى. فالعقب من إبراهيم بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من
أبى عبد الله الحسين النقيب كان بمصر، وأبى الحسن على النقيب كان بمصر
وأبى القاسم أحمد، أما أبو عبد الله الحسين النقيب بن إبراهيم بن أحمد بن محمد
الشعراني وكان جم الفضائل كثير المحاسن فولده طاهر وعلى وإسماعيل وإبراهيم
لهم أولاد، وأما أبو الحسن على النقيب بن إبراهيم فولده محمد ويحيى وعبد الله
وأما أبو القاسم أحمد بن إبراهيم فولده على وإبراهيم ومحمد، والعقب من أبى الحسين
عبد الله بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني فولداه محمد وأبو القاسم احمد وولد
محمد بن أبي الحسين عبد الله بن أحمد النقيب، القاسم القاضي بالشام والعقب من
محمد القرقيس بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من أبى عبد الحسين الله، له ولد
ومسلم، وأبى القاسم احمد، وإسماعيل وعبد الله، والعقب من إسماعيل بن أحمد
النقيب، في حمزة، له ولد وعلي بن أحمد النقيب له ابن اسمه الحسين والعقب
من أبى محمد جعفر بن الشعراني في أبى على الحسين، له على ويحيى وإبراهيم
والعقب من أبى الحسن علي بن الشعراني في أولاده أبى إسماعيل إبراهيم ومحمد
والحسن، والعقب من أبى الحسين يحيى بن الشعراني في ولده الحسين، له ولد
وعيسى بن الشعراني ميناث وقيل له محمد وعيسى، ولمحمد ولد.
وأما سليمان بن الرسي فمن ولده محمد وعلى والحسين والقاسم العدل بنو
محمد بن علي الفارس بن سليمان المذكور، ومن ولده إبراهيم بن سليمان المذكور
ولإبراهيم احمد ومحمد ابنا إبراهيم هذا، ومحمد هذا يلقب توزون بالبصرة، وأما
أحمد بن إبراهيم بن سليمان، فمن ولده موهوب أبو الحسن دلال الدقيق بالبصرة
ابن أبي الليل عبد الله بن أحمد بن إبراهيم المذكور وأما محمد بن إبراهيم المذكور
ابن سليمان فولده بنو توزون بالبصرة.
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: هم أصدقائي بالبصرة بقي منهم طفل هو
176

ولد أبى منصور جعفر بن أحمد بن محمد توزون المذكور، ومن بنى سليمان بن
الرسي، موسى القتيل بصنعاء وابنه أبو الحسن له ذيل منتشر. وأما أبو عبد الله
الحسين بن القاسم الرسي وكان سيدا كريما فأعقب من رجلين أبى الحسين يحيى
الهادي وأبى محمد عبد الله السيد العالم، أمهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن
سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
أما يحيى الهادي بن الحسين بن الرسي ويكنى أبا الحسين، كان إماما من أئمة الزيدية
جليلا فارسا ورعا مصنفا شاعرا، ظهر باليمن ويلقب بالهادي إلى الحق، وكان
يتولى الجهاد بنفسه ويلبس جبة صوف، له تصانيف كبار في الفقه قريبة من
مذهب أبي حنيفة، وكان ظهوره باليمن أيام المعتضد سنة ثمانين ومائتين وتوفى
هناك سنة ثمان وتسعين ومائتين وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وخطب له بمكة
سبع سنين، وأولاده أئمة الزيدية وملوك اليمن، فأعقب يحيى الهادي من ثلاثة
رجال الحسن الفيلي ينسب إلى الفيل جبل بصعدة، وأبى القاسم محمد المرتضى (1)
قام بالامر بعد أبيه، وأحمد الناصر قام بالامر بعد أخيه، أما الحسن الفيلي
ابن يحيى الهادي فقال الشيخ أبو الحسن العمرى: له ذيل لم يطل. واما أبو القاسم
محمد المرتضى بن يحيى الهادي فأعقب من جماعة: منهم على وإبراهيم والحسن الأتج
قال ابن طباطبا: والحسين. أما الحسن الأتج فله ولد بآمل، ومنهم أبو العساف
محمد وأبو هاشم الحسن ابنا يحيى بن الحسن الأتج المذكور، يقال لولده آل أبي
العساف كانوا بأصفهان إلى ما بعد الستمائة.

(1) كانت وفاة أبى القاسم محمد المرتضى سنة خمس عشرة وثلاث مائة
وهو من أئمة الزيدية وقيل مات سنة عشرين وثلاث مائة. وكذا عن هامش
الأصل، ولكن الذي ذكر في (رياض الفكر) انه توفى بصعدة سنة 310 وقام
بالامر بعده أخوه احمد الناصر وتوفى سنة 315 أو سنة 320، ولعل ما ذكر
في هامش الأصل اشتباه.
م ص
177

ومن ولد أبى الهاشم الحسن بن يحيى بن الحسن الأتج داعى النسابة واخوته
الرضى، وعبد الله، وعلى، بنو الحسن بن يحيى المذكور، لهم أعقاب بسارية
وخوزستان والري، وللمرتضى باليمن أيضا اعقاب. وأما أحمد الناصر بن
يحيى الهادي وهو الناصر لدين الله وكان من أكابر الأئمة الزيدية جم، الفضائل كثير
المحاسن وكان به نقرس فربما هاج وبه فمنعه من القتال واستمر به ذلك. قال الشيخ
أبو الحسن العمرى: بلغني ان ولده أبا الغطمش وثب عليه خصم له فقتله وكثر
عليه العدو فجالد حتى رجع فقال أبوه الناصر لدين الله:
إن لا أثب فقد ولدت من يثب كل غلام كالشهاب الملتهب
ومات سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وبقيت الإمامة في ولده. فأعقب من
جماعة منهم: محمد الوارد إلى حلب بن أحمد الناصر أعقب بحلب ومصر وغيرهما
ومنهم أبو الفضل الرشيد بن أحمد الناصر له بقية. قال الشيخ العمرى: هم بحلب
إلى يومنا. ومنهم: الحسين بن أحمد الناصر، له ولد باليمن، ومنهم أبو الغطمش
إبراهيم بن أحمد الناصر فارسهم وقد ذكر قريبا. ومنهم إسماعيل بن الناصر
أعقب بخوزستان. ومنهم أبو الحمد داود بن الناصر، كان من شيوخ أهله
وفضلائهم وكان بالعراق، وابنه القاضي المجلى أبو محمد بن أبي الحمد ورد
خوزستان وتقدم بها، وله بقية بالأهواز وواسط. ومنهم الحسن بن الناصر
قام بالامر بعد أبيه وله أولاد، وكان يلقب بالمنتجب لدين الله. ومنهم يحيى
ابن الناصر قاتل أخاه على الإمامة ويلقب بالمنصور كان فيه خير أنفذ رجلا من
أهله إلى بغداد أيام كان أبو عبد الله بن الداعي بها وذلك في أيام معز الدولة بن
بويه، وقال له: اختبر حاله يعنى أبا عبد الله بن الداعي فان رأيته أفضل منى وأولى
منى بالإمامة فاكتب إلى بذلك لابايع له وأدعو إليه. وولد المنصور يحيى بن
الناصر عدة أولاد، منهم على يلقب الحرب، وله ولد ببغداد، وابنه القاسم
بصعدة. ومنهم القاسم المختار بن الناصر ويكنى أبا محمد وكان بصعدة أحد كبار
178

أئمة الزيدية، له أعقاب: منهم محمد المستنصر بن القاسم المختار له أولاد منهم
إبراهيم المؤيد، وعبد الله المعتضد ويوسف له أعقاب - آخر ولد يحيى الهادي
ابن الحسين بن الرسي -.
وأما عبد الله العالم بن الحسين بن الرسي فله عقب كثير بالحجاز وعقبه
من جماعة منهم إسحاق بن عبد الله العالم، عقبه بادية بالحجاز، ومنهم يحيى بن
عبد الله. من ولده حمزة بن الحسن بن عبد الرحمان بن يحيى المذكور، ويقال
لولده بنو حمزة باليمن، منهم أئمة الزيدية هناك إلى الآن ومنهم شيخنا رضى الدين
الحسن بن قتادة بن مزروع بن علي بن مالك المدني النسابة، وكان حمزة هذا
يدعى النفس الزكية، وابنه علي بن حمزة يدعى العالم وابنه حمزة بن علي بن
حمزة يدعى المنتجب، وابنه سليمان بن حمزة الثاني يدعى التقى، وابنه حمزة
الثالث بن سليمان بن حمزة يدعى (1) وهو والد الامام عبد الله بن حمزة (2)
امام الزيدية وكان عالما وبقى الامر في يده تسع عشرة سنة وله عقب كثير، وكان
عبد الرحمان بن يحيى بن عبد الله يلقب الفاضل، وابنه الحسن يقال له الامام

(1) بياض في الأصل ولم يكن حمزة بن سليمان هذا من أئمة الزيدية
وقائما بالامر.
(2) كانت وفاة عبد الله بن حمزة - على ما ذكر في هامش الأصل - سنة
619 ولكن الذي ذكره في (رياض الفكر) الامام المهدى أحمد بن يحيى بن
المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن مفضل بن الحجاج المولود سنة 764 والقائم
بالإمامة سنة 793 والمتوفى سنة 836: أن وفاة عبد الله بن حمزة هذا بكوكبان
سنة 614، وكانت ولادته سنة 551 وقيامه بالامر يوم الجمعة ثالث عشر ربيع
الأول سنة 594 في المسجد الجامع في بلده هجرة. ولقبه بالمنصور بالله وعدد
له مؤلفات كثيرة وقال: لم يعقب من أولاده إلا عز الدين محمد، وشمس الدين أحمد
م ص
179

الراضي وابنة حمزة النفس الزكية على ما مر، وأما أبو عبد الله محمد بن الرسي
فأعقب من ثلاثة إبراهيم، وعبد الله الشيخ. وأبى محمد القاسم الرئيس، فمن ولد
إبراهيم بن محمد بن الرسي، زيد الأسود بن إبراهيم، استدعاه عضد الدولة بن
بويه من بيت المقدس وكان قد انقطع به وزوجه بأخته فلما توفيت زوجه
بابنته شاهان دخت، وولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة ورياسة منهم نقباء شيراز
وقضاتها، فمن ولده على والحسين ابنا زيد الأسود، فمن بنى الحسين بن زيد
الأسود، عزير بن العدل بن نزار بن زيد بن الحسين المذكور، وإخوة معقبون
ومنهم نقيب النقاء بالممالك الابي سعيدية وقاضي قضاتها قطب الدين أبو زرعة
محمد بن علي بن حمزة بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن
زيد بن الحسين بن زيد الأسود المذكور، له عقب، ومنهم السيد الأمير الجليل
الجواد المشهور فخر الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد
الأسود، له عقب، ومنهم القاضي شرف الدين محمد بن إسحاق بن جعفر بن
الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود، ولهم أعقاب وأنساب وهم
بشيراز أهل رياسة ونقابة وقضاء وجلالة وتقدم كثرهم الله تعالى.
ومن ولد عبد الله الشيخ بن محمد بن الرسي، أبو محمد الحسن الشاعر بن
عبد الله يقال له المنتجد به يعرف ولده، وأعقب القاسم الرئيس بن محمد بن
الرسي من ثمانية رجال فمن ولده بنو رمضان بن علي بن عبد الله بن مفرج بن
موسى بن علي بن القاسم بن محمد بن الرسي صحح نسبهم ابن ميمون النسابة منهم
نقيب النقباء تاج الدين علي بن محمد بن رمضان المذكور يعرف بان الطقطقي
ساعدته الاقدار حتى حصل من الأموال والعقار والضياع مالا يكاد يحصى.
ومن غرائب الاتفاقات التي حصلت له أنه زرع في مبادئ أحواله زراعة
كثيرة في أملاك الديوان وهو إذ ذاك صدر البلاد الفراتية، وأحرز ما تحصل
180

له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمها، وفضل حسابه مع الديوان وقد
بقي له بقية صالحة من الغلات، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج
الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالاعراض ثم بالاملاك، وكان يضرب
المثل بذلك الغلاء فيقال، غلاء ابن الطقطقي. نسب إليه لأنه لم يكن عند أحد شئ
يباع سواه، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة
فنزل ذات ليلة في حسابه فإذا هو قد باع أضعاف ما ادخر، فأمر بكشف شقوقها
فوجد الغلات قائمة الحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع
قليل كما هو عادة أمثالها.
وترقى أمره إلى أن كتب إلى السلطان أبا قاخان بن هلاكو في عزل صاحب
الديوان وإقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة، فوقع
كتابه إلى الوزير شمس الدين الجويني أخي صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا
وكتب فيه:
كم لي أنه منك مقلة نائم يبدي سباتا كلما نبهته
فكأنك الطفل الصغير بمهده يزداد نوما كلما حركته
وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله إلى أخيه فاستعد صاحب الديوان له
وتقرر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا إلى
موضع ظنوه مأمنا أمرهم بالمصير إليه صاحب الديوان، فخرج صاحب الديوان
إليه من ساعته إلى ذلك الموضع فقبض على أولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا
واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره.
وللنقيب تاج الدين عقب، وأما موسى بن الرسي وكان بمصر فمن ولده
على المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد موسى المذكور أعقب من سبعة
رجال وكان عقبه بمصر - آخر بنى الرسي وهم آخر بنى إبراهيم طباطبا، وهم آخر
بنى إسماعيل الديباج بن الغمر، وهم آخر بنى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن
181

ابن علي بن أبي طالب عليه السلام -.
المعلم الثالث
في ذكر عقب الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي
طالب عليه السلام ويكنى أبا على (1) وله عدة أولاد منهم أبو الحسن على
العابد (2) ذو الثفنات، استقطع أبوه عين مروان فكان لا يأكل منها تحرجا
وكان مجتهدا في العبادة، حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس وهو ساجد
فحركوه فإذا هو ميت. كذا قال أبو نصر البخاري، وقال الشيخ العمرى: مات
في الحبس مقتولا. وحكى الشيخ أبو الفرج الأصفهاني في كتاب (مقاتل الطالبيين):
أن بنى حسن (3) لما طال مكثهم في حبس المنصور وضعفت أجسامهم كانوا

(1) كانت وفاة الحسن المثلث سنة خمس وأربعين ومائة في حبس المنصور
وكان له يومئذ ثمان وستون سنة
(عن هامش الأصل)
(2) ويقال له أيضا على الخير وعلى الأغر، وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبد الله بن الحسن الزوج الصالح، وأمه أم عبد الله فاطمة بنت عامر
ابن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب
مات في حبس المنصور سنة 146 لسبع بقين من المحرم وهو ابن خمس وأربعين
سنة ذكره أبو الفرج في (المقاتل).
(3) كانوا خمسة عشر رجلا وقيل سبعة حبسوا بالهاشمية عند قنطرة
الكوفة في سرداب ما كانوا يعرفون فيه الليل والنهار ثم قتلوا بعضهم دفن حيا
وبعضهم بنى عليه أسطوانة وبعضهم سقى السم وبعضهم خنق، وقبرهم في موضع
الحبس وتعرف قبورهم بالسبعة. م ص
182

إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فإذا أحسوا بمن يجيئ إليهم لبسوها، ولم يكن
على العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من
رجلي حتى ألقى الله عز وجل فأقول: يا رب سل أبا جعفر فيما قيدني؟.
ومن ولد على العابد بن الحسن المثلث، الحسين بن علي وهو الشهيد
صاحب فخ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدى بن
المنصور بمكة، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور
فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة. وقيل سنة سبعين، وحملا رأسه
إلى الهادي فأنكر الهادي فعلمهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه، ونقل
أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليه السلام أنه قال لم يكن
لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.
ولم يعقب الحسين صاحب فخ، وعقب الحسن المثلث من أخيه الحسن بن
علي العابد لا عقب له من غيره وهو المكفوف الينبعي، وعقبه من ابنه عبد الله
ابن الحسن لا غير فمن ولده أبو الزوائد محمد وقيل موسى بن الحسن لقب بذلك
لأنه كان يزيد في الكلام والشعر، دخل أبو الزوايد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض
وقال الشيخ العمرى: له عقب بالنوبة والحجاز والعراق ومنهم محمد بن عبد الله
ابن الحسن المكفوف. ومن ولده محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: كان بدويا وله أولاد إلى يومنا بادية، منهم موسى
وركاب ومحمود بنو محمد بن الحسن ومنهم علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف
من ولده سيدان كان بدمشق، وله ولد واخوة منهم كثيم بن أبي القاسم سليمان
الجزار بالرملة بن أبي الصخر محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف
ومنهم عيسى بن علي بن أبي محمد جعفر بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف
له ولد قال الشيخ العمرى: ولهم ذيل إلى وقتنا بادية (1) وبنو الحسن المثلث

(1) البادية خلاف الحاضرة، والحاضرة القوم الذين يحضرون المياه
وينزلون عليها في حمراء القيظ فإذا برد الزمان ظعنوا عن إعداد المياه وبدوا
طلبا للقرب من الكلاء فالقوم حينئذ بادية بعد ما كانوا حاضرة. (تاج العروس)
183

قليلون جدا لم أر منهم أحدا إلى هذا التاريخ وليس بالحجاز ولا بالعراق لهم
بقية ولا رأى الشيخ تاج الدين أحدا منهم، قال: وعقبهم في بلاد العجم ومصر
إن كان لهم بقية هناك. قال: ولابد أن يكون لهم بقية إذ بهم تكمل أسباط
الفاطميين اثنى عشر سبطا كما وعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المعلم الرابع
في ذكر عقب جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)
ويكنى أبا الحسن، وكان أكبر أخوته سنا، وكان سيدا فصيحا يعد في خطباء
بني هاشم وله كلام مأثور، وحبسه المنصور مع اخوته ثم تخلص، وتوفى بالمدينة
وله سبعون سنة وعقبه من ابنه الحسن (1) بن جعفر وكان قد تخلف عن فخ
مستعفيا، وكان لجعفر بنت اسمها أم الحسن خرجت إلى جعفر بن سليمان بن علي
بن عبد الله بن العباس وهي أم ولده وتزوجت بعده عمر الأطرف بن علي
ابن أبي طالب عليه السلام، فأعقب الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام من ثلاثة رجال عبد الله وجعفر الغدار ومحمد
السيلق (2).
أما محمد السيلق فولده السيلقيون ببلاد العجم، وعقبه ينتهى إلى عبيد الله

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): أم الحسن اسمها
عائشة بنت عوف بن الحارث بن الطفيل الأزدية.
(2) كذا في النسخ التي بأيدينا وضبطه الزبيدي في (تاج العروس):
السليق كأمير م ص
184

ابن الحسن السيلق بن علي بن محمد السيلق، له أعقاب متفرقون بقزوين
والمراغة وهمدان وراوند، ويكنى عبد الله هذا أبا الفضل، فالذي من عقبه
بالمراغة أبو الهول داعى واخوته عبيد الله ويحيى وأحمد وحمزة ومسافر بنو أبى
جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد قتيل الديلم بهمدان ابن أبي الفضل عبيد الله
المذكور، وبالمراغة أيضا بنو عبيد الله بن أبي الحسين قتيل الديلم، وكانوا
ثلاثة إخوة ناصر الكبير واسمه احمد، وناصر الصغير واسمه أحمد أيضا توافقا
في الاسم واللقب، وأبو الفوارس الحسن يلقب الهادي، وولد لهؤلاء بالمراغة
أولاد قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة: ورأيت ببغداد عبيد الله بن علي بن أبي الفضل
عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق، في أيام نقابة أبى الحسن علي بن
أحمد العمرى شعرانيا يتصوف، وله ولد ببخارا وفى نفسي منه شئ فلنسأل
عنه إن شاء الله تعالى. هذا كلام شيخ الشرف.
ومن ولد أبى الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق السيد
العالم الفاضل المحدث الأديب المصنف ضياء الدين أبو الرضا فضل الله (1)
ابن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الفضل عبيد الله المذكور
وهو المشهور بفضل الله الراوندي، له عقب منهم السيد تاج الدين أبو ميرة
ابن كمال الدين أبن أبى الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا المذكور، ولد
رجلين ركن الدين محمدا، وعز الدين عليا. أما ركن الدين محمد فولد رجلين
مرتضى ولطيفا، أما مرتضى فولد مسعودا وولد مسعود مرتضى. وأما لطيف
فكان له ابنتان خرجت إحداهما إلى السلطان السعيد جلال الدين أبى الفوارس
شاه شجاع بن محمد بن المظفر رحمه الله فولدت له ابنه السلطان زين العابدين
وكان لها من غيره قبله أولاد.

(1) السيد فضل الله الراوندي ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست)
وعد مصنفاته ثم قال شاهدته وقرأت بعضها عليه. م ص
185

وأما عز الدين علي بن تاج الدين أبو ميرة فولد محمدا والحسين وأحمد
وولد الحسين محمدا وعليا وجعفرا وأما جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام فولد أبا الفضل محمدا
وأبا الحسن محمدا، وأبا أحمد محمدا، وأبا على محمدا، وأبا العباس محمدا
وجعفرا، وأبا الحسين محمدا، ظهر أبو الفضل محمد بن جعفر بالكوفة وأخذ
فمات في الحبس بسر من رأى، له وعقب، وأما أبو الحسن محمد بن جعفر
فيدعى أبا قيراط، وله عقب كثير منهم نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن
محمد الملقب بأبي قيراط أيضا ابن جعفر المحدث بن أبي الحسن محمد بن جعفر الغدار
وابنه عبيد الله يقال له الشيخ وابنه محمد الأزرق بن عبيد الله بن أبي قيراط، ولد
ببغداد، ومنهم آل أبي خصية بالجزائر (بالحائر خ ل) وهو أبو الغنائم بن سالم
ابن علي بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد السمين بن يحيى الضرير بن محمد المحدث
ابن جعفر المحدث، ووقع أبو علي محمد وأبو الحسن محمد ابنا جعفر الغدار إلى
المغرب، وروى لهما شبل بن تكين ولدا والله سبحانه وتعالى أعلم، وقال شيخ
الشرف العبيدلي: وقد رأيت بمصر أمثالا منهم أخذت منهم أنسابهم فهلكت
فيما أخذته منى بنو كلاب من كتبي.
وأما عبد الله بن الحسن بن جعفر (1) فعقبه من ابنه عبيد الله أمير
الكوفة، ولاه إياها المأمون العباسي فأعقب عبيد الله الأمير من أربعة رجال وهم
أبو جعفر محمد الأدرع، وأبو الحسن على باغر، وأبو سليمان محمد، وأبو الفضل
محمد، وقال أبو نصر البخاري: قال أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد
ابن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام في كتابه: إن عبيد الله بن عبد الله بن
الحسن بن جعفر لم يعقب إلا من صفية بنت عبيد الله. وقال غيره: أعقب من
ولده أبى جعفر الأدرع وأبى الحسن على باغر وأبى الفضل محمد وأبي سليمان محمد

(1) يعنى به جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام.
186

ثم قال: وبقاشان ونيسابور من ولد عبيد الله العدد الكثير. فمن ولد أبى الفضل
محمد بن عبيد الله، أبو القاسم الزاهد المتكلم علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم
الأحول بن أبي الفضل محمد المذكور، أقام برامهرمز وله بها عقب.
ومن ولد أبى سليمان محمد بن عبيد الله، بنو الكشيش وهو محمد بن علي بن أبي
سليمان المذكور أكثرهم بالشام، ومنهم محمد بن أحمد بن أبي سليمان محمد
المذكور قال البخاري: ولده بفارس. وأما أبو الحسن على باغر بن عبيد الله بن
عبد الله بن الحسن بن جعفر، وسبب تلقيبه بباغر أنه صارع باغر التركي غلام
المتوكل العباسي وكان شديد القوة وهو الذي فتك بالمتوكل فقهره العلوي فتعجب
الناس منه وسمى باسم ذلك التركي، وأمه شيبانية فأعقب من أربعة رجال وهم أبو علي
عبيد الله، وأبو الفضل محمد، وأبو هاشم محمد، وأبو الحسن على فمن ولد
أبى الحسن علي بن باغر، أبو عبد الله جعفر الأفوه بن أبي العباس أحمد بن أبي
الحسن علي بن باغر، له ولد وإخوة.
ومن ولد أبى هاشم محمد بن باغر وكان قد أعقب جماعة بقم والبصرة
ونصيبين وأصفهان، منهم أبو عبد الله أحمد بن أبي هاشم، وكان قد خلف على نقابة
ونزل بقم له بنصيبين عيسى بن أحمد، له أولاد، وبأصفهان أبو الحسين عبيد الله
ابن احمد له أولاد ومنهم أبو محمد الحسن بن أبي هاشم محمد، وله ولد بقم، أبو
الحسين عبيد الله بن أبي هاشم، له ولد بنصيبين ومن ولد أبى الفضل محمد بن باغر
أبو علي عبيد الله بن أبي الفضل المذكور، يقال لولده بنو الحسنية بالبصرة
ومنهم أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل، له أولاد لهم عقب، ومنهم أبو الحسن
الملاوي بن أبي الفضل له عقب أكثرهم بالشام، ومن ولد أبى على عبيد الله
ابن باغر، حمزة بن محمد بن عبيد الله المذكور له عقب يقال لهم آل حمزة وبقيتهم
يعرفون ببنى الشجري (1).

(1) الشجري منسوب إلى شجرة وهي قرية مشرفة على الوادي على
سبعة أميال من المدينة.
(عن هامش المخطوطة)
187

وكان حمزة بن محمد يشبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
ومن آل الشجري، السيد العالم أبو السعادات بن الشجري صاحب (الأمالي)
في النحو، انقرض عقبه ولأخيه بقية بالنيل والحلة ومن ولد عبيد الله بن باغر
أبو عبيد الله الحسين بن عبيد الله، يلقب باسقني ماء، وأبو الحسن علي بن
الحسين المذكور، كان نقيبا بارجان ومنهم أبو المختار الحسين، وأبو محمد الحسن
ابنا علي بن الحسين بن عبيد الله، كانا قد حجبا عضد الدولة بن بويه بشيراز
ولهما عقب بشيراز (بسيراف خ ل) ومنهم أبو زيد محمد بن أبي العباس أحمد
ابن عبيد الله الأمير أعقب من أبى القاسم على، ولأبي القاسم على خمسة
أبو الحسن محمد، وأبو زيد محمد، وأبو علي محمد، وأبو منصور محمد وأبو الفتح
محمد ولكل منهم عقب وانتشار.
أما أبو الفتح محمد بن علي بن أبي زيد فارس البصرة ولى النقابة به ا وأصابه
جرح مات فيه، وخلف ولدا كثير الصلاة سمح اليدين يعرف بأبي القاسم
قل أبو الحسن العمرى: وهو اليوم ببغداد وله أولاد ببغداد وسيراف، وأما
أبو منصور محمد بن أبي القاسم علي بن أبي زيد، فرآه الشيخ العمرى وكان
ذا حال حسنة وخلق طاهر ومات عن أولاد منهم الشريف أبو طالب كان كبير
النفس واسع الصدر يجود بما تحوى يداه وهو صديق الشيخ العمرى وآل أبي زيد
نقباء البصرة ومتوجهوها لهم بها بقية إلى الآن.
ومن ولد أبى جعفر محمد بن عبيد الله الأمير ويقال له الأدرع، قيل
لقب بذلك لأنه كانت له أدراع كثيرة قال الشيخ تاج الدين: قتل أسدا أدرع
فلقب بذلك، وكان رئيسا بالكوفة ومات بها ودفن بالكناسة وعقبه بالكوفة
وخراسان وما وراء النهر وغيرها، فمنهم الأخشيش وهو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد الأدرع وأخوه الملحوس وهو أبو عبد الله الحسين بن القاسم
188

له عقب يعرفون ببنى الملحوس وهم بالحلة وغيرها، وولد أبو محمد القاسم بن
الأدرع من الحسين الملحوس، ومن أبى جعفر محمد بن القاسم الواعظ، له ولد
بفرغانة وخجندة، وللملحوس أربعة، منهم أبو الحسين محمد والقاسم وأحمد
لهم أعقاب منتشرون، وعلى ميناث.
المعلم الخامس
في ذكر عقب داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع "
ويكنى أبا سليمان وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام نيابة عن أخيه
عبد الله المحض، وكان رضيع جعفر الصادق عليه السلام وحبسه المنصور
الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علمه الصادق (ع) لامه أم داود ويعرف
بدعاء أم داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب، وتوفى داود
بالمدينة وهو ابن ستين سنة وعقبه من ابنه سليمان بن داود، أمه أم كلثوم بنت
زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " وأعقب سليمان من ابنه
محمد بن سليمان، ويلقب البربري وخرج بالمدينة أيام أبى السرايا.
قال أبو نصر البخاري: فقتل.
وقال أبو الحسن العمرى: توفى في حياة أبيه وله نيف وثلاثون سنة.
وأعقب من أربعة رجال موسى وداود وإسحاق والحسن، أما موسى فولد
عدة بنين، وأما داود فقال الشيخ الشرف العبيدلي: كان كريما ولى صدقات
أمير المؤمنين عليه السلام ومات عن ذيل لم يطل. وأما إسحاق بن محمد بن سليمان
فمن ولده بنو قتادة كانوا بمصر، وهو حمزة بن زيد بن محمد بن إسحاق المذكور وأعقب
قتادة من رجلين الحسين ومحمد، وأما الحسن بن محمد، وأما الحسن بن محمد بن سليمان وفيه البيت والعدد فأعقب
من رجلين إسحاق وإبراهيم فمن ولد إبراهيم بن الحسن بن محمد بن سليمان بنو عجير
189

وهو القاسم بن إبراهيم وقيل إن عجيرا هو إبراهيم بن الحسن نفسه ومنهم الأديب
الدين الشجاع الكريم نقيب نصيبين أبو يعلى محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد
ابن القاسم بن إبراهيم المذكور، له عدة من الولد، وله اخوة لهم أولاد، ومنهم
المحسن بن حساس بن محمد بن القاسم، له أولاد لهم نسل ومنهم أبو عبد الله
الحسين ويكنى بأبي تغلب ويعرف بالتالد وابن أبي تراب عبيد الله بن القاسم
ابن إبراهيم، كان ذا وجاهة ورياسة وحال حسنة وولده كانوا رؤساء نصيبين.
ومنهم أبو تراب حيدرة بن إبراهيم بن القاسم بن إبراهيم له ولد اسمه
إبراهيم ويكنى أبا القاسم ويعرف بالدعيم له أولاد لهم أولاد، ومن ولد إسحاق
ابن الحسن بن محمد بن سليمان، على دقيس بن إسحاق المذكور له عقب بالعمق
ونواحيه من أرض الحجاز، ومنهم أبو عبد الله محمد الطاووس بن إسحاق المذكور
لقب بذلك لحسن وجهه وجماله، وولده كانوا بسوراء المدينة ثم انتقلوا إلى
بغداد والحلة وهم سادات وعلماء ونقباء معظمون، منهم السيد الزاهد سعد الدين
أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس
كان له أربعة بنين، شرف الدين محمد وعز الدين الحسن (1) وجمال الدين أبو
الفضائل أحمد العالم الزاهد المصنف ورضى الدين أبو القاسم على السيد الزاهد
صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق.
أما شرف الدين محمد فدرج، وأما عز الدين الحسن فأعقب مجد الدين
محمدا السيد الجليل، خرج إلى السلطان هلاكوخان وصنف له كتاب (البشارة)
وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب ورد إليه حكم النقابة

(1) كانت وفاة السيد عز الدين الحسن سنة أربع وخمسين وستمائة وأما
أخوه شرف الدين محمد فقتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست وخمسين وستمائة
وأخوهما السيد رضى الدين على مات سنة أربع وستين وستمائة، وأخوهم السيد
جمال الدين احمد مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة (عن هامش الأصل)
190

بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا، والسيد قوام الدين أحمد
ابن عز الدين الحسن أمير الحاج، درج أيضا وانقرض السيد عز الدين
وأما السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى فولده غياث الدين أبو المظفر
عبد الكريم السيد العالم النسابة، وولد غياث الدين عبد الكريم، رضى الدين
أبا القاسم على درج وانقرض السيد جمال الدين. وأما أبو القاسم رضى الدين
صاحب الكرامات فولد صفى الدين محمد الملقب بالمصطفى مات دارجا، والنقيب
رضى الدين عليا ولد النقيب قوام الدين احمد وولد النقيب قوام الدين، نجم الدين
أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه عمر، درج الأول فإن كان للآخر عقب
وإلا فقد انقرض آل طاووس - آخر بنى داود بن المثنى وهم آخر ولد الحسن
المثنى بن الحسن السبط، وهم آخر ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
الفصل الثاني
في ذكر عقب الحسين الشهيد ابن علي بن أبي طالب عليه السلام، ويكنى
أبا عبد الله ولد سنة أربع من الهجرة وقتل سنة إحدى وستين، وكان بين ولادة أخيه الحسن " ع " والحمل به خمسون يوما وقيل طهر واحد، وأرضعته أم الفضل
زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس، وكان معاوية قد نقض شرط
الحسن بن علي " ع " بعد موته وبايع لابنه يزيد لعنه الله وامتنع الحسين " ع "
من بيعته وأعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنه بايعه وبقى على ذلك حتى مات
وأراده يزيد لعنه الله على البيعة وكتب بذلك إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان
عامله على المدينة فلم يبايعه وخرج إلى مكة.
وتسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا إلى الحسين " ع " وعزوه من نفسه
فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب سلام الله عليه فبايعه ثمانية
191

عشر ألفا، فأرسل إلى الحسين يخبره بذلك فتوجه إلى العراق واتصل به خبر
قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك، فسار
حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة
فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا إلى يزيد بن معاوية لعنه الله، فلما صار إلى كربلا
منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وأرادوه
على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيد الله بن زياد لعنه الله فامتنع، واختار
المضي نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه
وأهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى وستين، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه
ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى الكوفة ثم منها إلى الشام، ووجد به يوم قتل
سبعون جراحا، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا.
واختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله
تعالى، وقيل خولي بن يزيد الأصبحي، والصحيح أنه سنان بن أنس النخعي
وفى ذلك يقول الشاعر:
فأي رزية عدلت حسينا * غداة تبيره كفا سنان
وكان هو وأخوه الحسن يخضبان بالوسمة، وولد أربعة بنين وبنتين (1)
وعقبه من ابنه على زين العابدين السجاد ذي الثفنات، وقد اختلف في أمه
فالمشهور أنها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد، وقيل
إن اسمها شهربانو، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين " ع "
وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "
ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين " ع " فأولدها
علي بن الحسين " ع " وأعطى الأخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فأولدها القاسم

(1) هم على الأكبر وعلى الأصغر وجعفر وعبد الله وفاطمة وسكينة
قتل على الأكبر بكربلا، وعبد الله هو المذبوح بها بالسهم (عن هامش المخطوطة)
192

الفقيه ابن محمد بن أبي بكر فهما ابنا خالة، وقال ابن جرير الطبري: اسمها غزالة
وهي من بنات كسرى. وقال المبرد: هي سلامة من ولد يزدجرد. وكانت عمة
أم يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك المرواني وأختها قاله المبرد. وقد منع
من هذا كثير من النسابين والمؤرخين وقالوا إن بنتي يزدجرد كانتا معه حين ذهب
إلى خراسان. وقيل إن أم زين العابدين " ع " من غير ولده.
وقد أغنى الله تعالى علي بن الحسين " ع " بما حصل له من ولادة
رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسي المولود من غير عقد
على ما جاءت به التواريخ، والعرب لا تعد للعجم فضيلة وان كانوا ملوكا ولو
اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا العجم على العرب ويفضلوا قحطان على
عدنان، ولكن ليس ذلك عندهم شيئا يعتد به. وقد لهج بعض العوام وكثير
من بنى الحسين " ع " بذكر هذه النسبة وقالوا: جمع علي بن الحسين " ع " بين
النبوة والملك. وليس ذلك بشئ ولو ثبت على ما عرفته.
ثم إن فاطمة بنت الحسين " ع " أم أولاد الحسن المثنى بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب " ع " وهي فيما يقال من أم على زين العابدين، فان كانت ولادة
كسرى فضيلة فقد حصلت لأولاد الحسن أيضا، على أن الحسن عليه السلام
كان إماما على أخيه الحسين " ع " يجب عليه طاعته، ولم يكن الحسين إماما للحسن
قط وهي الفضيلة التي يلتجئ إليها بنو الحسن إن عورضوا بتلك الولادة أو بغيرها
مما يقوله الامامية.
وكان علي بن الحسين عليه السلام يوم الطف مريضا ومن ثم لم يقاتل حتى
زعم بعضهم أنه كان صغيرا وهذا لا يصح، قال الزبير بن بكار: كان عمره يوم
الطف ثلاثا وعشرين سنة. وقال الواقدي: ولد علي بن الحسين " ع " سنة
ثلاث وثلاثين. فيكون عمره يوم الطف ثماني وعشرين سنة، وتوفى سنة
خمس وتسعين وفضائله أكثر من تحصى أو يحيط بها الوصف، قال أبو عثمان
193

عمرو بن بحر الجاحظ في رسالة صنفها في فضائل بني هاشم: وأما علي بن الحسين
ابن علي فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أر الشيعي إلا كالمعتزلي ولم
أر المعتزلي إلا كالعامي ولم أر العامي إلا كالخاصي ولم أجد أحدا يتمارى في
في تفضيله ويشك في تقديمه. والعقب منه في ستة (1) رجال محمد الباقر، وعبد الله
الباهر وزيد الشهيد، وعمر الأشرف، والحسين الأصغر، وعلى الأصغر وذكر
عقبهم في ستة مقاصد:
المقصد الأول
في ذكر عقب محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليه السلام ويكنى أبا جعفر، ولقب الباقر لما رواه عن جابر بن عبد الله
الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال له: يا جابر إنك
ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمى يبقر العلم بقرا فإذا رأيته فاقرأه
منى السلام. فما دخل محمد الباقر على جابر وسأله على نسبه فأخبره فقام إليه
واعتنقه وقال: جدك رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ عليك السلام. ووفد أخوه زيد
ابن علي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام: ما فعل أخوك البقرة؟ يعنى
الباقر " ع " فقال زيد: لشد ما خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله سماه الباقر وسميته
أنت البقرة لتخالفنه يوم القيامة يدخل هو الجنة وتدخل أنت النار. وأمه أم
عبد الله فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو أول من

(1) وله عليه السلام تسع بنات أم الحسن، وأم موسى، وكلثم وعبدة
ومليكة، وعلية، وفاطمة، وسكينة، وخديجة. وأحد عشر ذكرا محمد الباقر " ع "
والحسن وعبد الله، والحسين الأكبر، والقاسم، والحسين الأصغر وزيد وعمر
وسليمان، وعبد الرحمان، وعلى. (المجدي)
194

اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما السلام وفيه يقول الشاعر:
يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الا جبل
وفيه يقول مالك بن أعين هذه الأبيات:
إذا طلب الناس علم القران * كانت قريش عليه عيالا
وإن قيل هذا ابن بنت النبي * نال بذاك فروعا طوالا
نجوم تهلل للمد لجين * جبالا تورث علما جبالا
وكان واسع العلم وافر الحلم، وجلالة قدره أشهر من أن ينبه عليها، ولد
سنة تسع وخمسين بالمدينة في حياة جده الحسين عليه السلام وتوفى في ربيع
الآخر سنة أربع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وهو ابن خمسين وخمس
سنوات ودفن بالبقيع.
وأعقب من أبى عبد الله جعفر الصادق " ع " وحده (1) وأمه أم فروة
بنت القاسم الفقيه ابن محمد بن أبي بكر. وأمها أسماء بنت عبد الرحمان بن أبي
بكر، ولهذا كان الصادق " ع " يقول: ولدني أبو بكر مرتين ويقال له عمود
الشرف، ومناقبه متواترة بين الأنام مشهورة بين الخاص والعام وقصده المنصور
الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله منه وقد ولد سنة ثمانين وتوفى سنة ثمان
وأربعين ومائة، وقيل سنة سبع وأربعين، وأعقب جعفر الصادق " ع " من
خمسة رجال موسى الكاظم وإسماعيل، وعلى العريضي ومحمد المأمون، وإسحاق

(1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة): ولد محمد الباقر " ع "
أربعة بنين وبنتين درجوا كلهم إلا أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق " ع " إليه
انتهى نسبه وعقبه فكل من انتسب إلى الباقر " ع " من غير ولده الصادق " ع "
فهو كدأب دعى. وقال العمرى في (المجدي): ولد أم سلمة وزينب الصغرى
وجعفر الصادق " ع " وعبد الله أولد وانقرض، وعلى كانت له بنت، وزيد
وعبيد الله بن الثقفية درج. م ص
195

وليس له ولد اسمه ناصر معقب ولا غير معقب باجماع علماء النسب، وباسفزاز
من ولاية هراة خراسان قوم يدعون الشرف وينتسبون إلى ناصر بن جعفر
الصادق " ع " وهم أدعياء كذابون لا محالة، وهم هناك يخاطبون بالشرف على
غير أصل، والله المستعان، ويعرف هؤلاء القوم ببارسا وكذبهم أظهر من أن
ينبه عليه.
أما الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام ويكنى أبا الحسن وأبا
إبراهيم، وأمه أم ولد يقال لها حميدة المغربية وقيل نباتة، ولد عليه السلام
بالابواء سنة ثمان وعشرين ومائة، وقبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك
سنة ثلاث وثمانين ومائة وله يومئذ خمس وخمسون، وكان أسود اللون عظيم
الفضل رابط الجاش واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحمله، وكان
يخرج في الليل وفى كمه صرر من الدراهم فيعطى من لقيه ومن أراد بره، وكان
يضرب المثل بصرة موسى، وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة.
وقبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن أبي طالب (ع) في نومه
يقول له: يا موسى " هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم ". فانتبه من نومه وقد عرف أنه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من
بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل إلى الكاظم " ع " أذى، ولما ولى هارون الرشيد
الخلافة أكرمه وأعظمه ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه
من عنده فسلمه إلى السندي بن شاهك ومضى الرشيد إلى الشام فأمر يحيى بن خالد
السندي بقتله، فقيل إنه سم، وقيل بل غمر في بساط ولف حتى مات ثم أخرج
للناس وعمل محضرا أنه مات حتف أنفه، وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من
يأتي فينظر إليه ثم يكتب في المحضر ودفن بمقابر قريش.
وولد موسى الكاظم عليه السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين (1) بنتا وثلاثة

(1) أسماء بناته، أم عبد الله، وقسيمة، ولبابة، وأم جعفر، وأمامة
وكلثم، وبريهة، وأم القاسم، ومحمودة، وأمينة الكبرى، وعلية، وزينب
ورقية، وحسنة، وعائشة، وأم سلمة، وأسماء، وأم فروة، وآمنة. قالوا:
قبرها بمصر وأم أبيها، وحليمة، ورملة، وميمونة، وأمينة الصغرى، وأسماء الكبرى
وأسماء، وزينب، وزينب الكبرى، وفاطمة الكبرى، وفاطمة، وأم كلثوم
الكبرى، وأم كلثوم، الوسطى، وأم كلثوم الصغرى في رواية. وزاد الأشناني
عطفة وعباسة وخديجة الكبرى. وخديجة. (المجدي)
196

وعشرين ابنا، درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف، وهم عبد الرحمان، وعقيل
والقاسم ويحيى، وداود. ومنهم ثلاثة لهم إناث وليس لاحد منهم ولد ذكر
وهم سليمان، والفضل (1) وأحمد (2) ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف، وهم
الحسين، وإبراهيم الأكبر، وهارون وزيد، والحسن. ومنهم عشرة أعقبوا
بغير خلاف، وهم على، وإبراهيم الأصغر، والعباس، وإسماعيل، ومحمد، وإسحاق
وحمزة، وعبد الله، وعبيد الله، وجعفر. هكذا قال الشيخ أبو نصر البخاري
وقال الشيخ تاج الدين: أعقب الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا، منهم أربعة

(1) قبراهما في آواه زرتهما في شهر رمضان سنة 918 ه‍.
(2) وقد ذكر صاحب المشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات
آل طعمة في مشهد (كربلا) إلى سنة 1164 التي انتخب منها شيخنا أبو الحسن
مدرس الغري نور الله رمسه - لأحمد بن موسى الكاظم " ع " عمارتين من ولده
على، الأولى محمد بن علي يشتمل نسله على خمسة عشر رجلا والعمارة الثانية هبة
الله بن علي نسله على. وله نسلان النسل الأول يشتمل على اثنين وعشرين رجلا
ولد وولد ولد، النسل الثاني يشتمل على سبعة وعشرين رجلا ولد وولد ولد
تفصيلهم في تلك المشجرة والمنتخبة له عليه الرحمة. وابن عنبة مصنف هذا
الكتاب متأخر وصاحب المشجرة المذكورة قديم ولا شك أنه أطلع من ابن
عنبة وأقرب عهدا بمتقدمي هذا العلم. (عن هامش المخطوطة)
197

مكثرون، وهم على الرضا، وإبراهيم المرتضى، ومحمد العابد، وجعفر، وأربعة
متوسطون وهم زيد النار، وعبد الله، وعبيد الله، وحمزة، وخمسة مقلون وهم
العباس، وهارون، وإسحاق والحسن، والحسين.
وقد كان للحسين بن الكاظم " ع " عقب في قول الشيخ أبى الحسن العمرى
ثم انقرض، وقال أبو نصر البخاري قال العمرى وأبو اليقظان، إن الحسين بن
موسى الكاظم " ع " لم يعقب. وقال في موضع آخر: ولد الحسين بن موسى
الكاظم " ع " عبد الله من أم ولد يقال إنه أعقب ولا يصح لذلك. ونص الشيخ
تاج الدين على أن الحسين بن موسى منقرض لادراج. وقال ابن طباطبا: أعقب
الحسين بن موسى الكاظم عبد الله، وعبيد الله ومحمدا. وبالطبسين قوم يقولون
إنهم موسويون وإنهم من ولد الحسين بن موسى وكتبوا إلى كتبا وما أجبت عن
شئ منها. وقال أبو نصر البخاري: ما رأيت من هذا البطن أحدا قط.
والعقب من على الرضا (1) بن موسى الكاظم ويكنى أبا الحسن. (2) ولم
يكنى في الطالبيين في عصره مثله بايع له المأمون بولاية العهد، وضرب اسمه على
الدنانير والدراهم، وخطب له على المنابر ثم توفى بطوس ودفن بها، وعقبه من

(1) وكانت وفاة الإمام علي بن موسى الرضا " ع " في صفر سنة ثلاث
ومائتين بطوس، وقيل في ذي القعدة أو ذي الحجة، وكان له يوم مات خمسون
سنة، وكانت وفاة ابنه الامام أبى جعفر محمد الجواد " ع " في ذي الحجة سنة
عشرين ومائتين بسر من رأى وعمره خمس وعشرون سنة وأشهر، وكانت وفاة
ابنه الامام أبي الحسن على الهادي " ع " في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين
ومائتين بسر من رأى وعمره أربعون سنة، وكانت وفاة أبى محمد الحسن
العسكري " ع " في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة ستين ومائتين بسر من
رأى وعمره تسع وعشرون سنة. (عن هامش الأصل)
(2) له ثلاثة أولاد موسى ومحمد وفاطمة.
(المجدي)
198

ابنه أبى جعفر محمد الجواد أمه أم ولد (1) وكان جليل القدر عظيم المنزلة
وأعقب من رجلين هما على الهادي " ع " (2) وموسى المبرقع، أما على الهادي
فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى وكانت تسمى العسكر، وأمه أم ولد
وكان في غاية الفضل ونهاية النبل أشخصه المتوكل إلى سر من رأى فأقام بها إلى
أن توفى، وأعقب من رجلين هما الإمام أبو محمد الحسن العسكري " ع "، كان
من الزهد والعلم على أمر عظيم وهو ولد الإمام محمد المهدى صلوات الله عليه
ثاني عشر الأئمة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم، من أم ولد اسمها
نرجس، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذاب (3) لادعائه الإمامة
بعد أخيه الحسن ويدعى أبا كرين (أبا البنين خ ل) لأنه أولد مائة وعشرين
ولدا، ويقال لولده الرضويون نسبة إلى جده الرضا.
وأعقب من جماعة، انتشر منهم عقب ستة ما بين مقل ومكثر، وهم

(1) ولد الجواد محمدا وعليا وموسى والحسن وحكيمة وبريهة وأمامة
وفاطمة.
(2) ولد ثلاثة الحسن العسكري وجعفر الكذاب ومحمدا أبا جعفر
أراد محمد هذا النهضة إلى الحجاز فسافر في حياة أخيه حتى بلغ بلدا وهي قرية
فوق الموصل بسبعة فراسخ فمات بالسواد فقبره هناك عليه مشهد وقد زرته
(المجدي)
(3) كانت وفاة جعفر المشهور بالكذاب سنة 271 وقد اختلفت في
حقه الأقوال وأنه تاب أو بقي على إصراره على الافعال المنكرة والدعاوى
الكاذبة والحق أنه تاب، وقد روى ثقة الاسلام الكليني في (الكافي) عن محمد بن
عثمان العمرى توقيعا بخط صاحب الامر عليه السلام صريحا في توبته وان سبيله
سبيل اخوة يوسف ين يعقوب عليه السلام، توفى جعفر عن 45 سنة وقبره
في دار أبيه بسامراء. ص م
199

إسماعيل حريفا، وطاهر، ويحيى الصوفي، وهارون، وعلى وإدريس. فمن ولد
إسماعيل بن جعفر الكذاب، ناصر بن إسماعيل المذكور وأخوه أبو البقاء محمد
ومن ولد طاهر بن جعفر الكذاب أبو الغنائم بن محمد الدقاق بن طاهر بن محمد بن
طاهر المذكور، وأبو يعلى محمد الدلال بن أبي طالب حمزة بن محمد بن طاهر المذكور
ومن ولد يحيى الصوفي بن جعفر الكذاب أبو الفتح أحمد بن محمد بن المحسن بن
يحيى الصوفي المذكور وهو النسابة المعروف بابن المحسن الرضوي، وله أخ اسمه
على ويكنى أبا القاسم كان فاضلا دينا ويحفظ القرآن ويرمى بالنصب أعقب بمصر.
ومن ولد هارون بن جعفر الكذاب، علي بن هارون، وابناه الحسن
والحسين أعقبا بصيدا من بلاد الشام، ومن ولد علي بن جعفر الكذاب، محمد
نازوك بن عبد الله بن علي بن جعفر، به يعرف ولده، أعقب من جماعة منهم
أبو القاسم عبد الله ويحيى وعلى وعيسى ومحمد، يقال لأعقابهم بنو نازوك بمقابر
قريش وغيرها، فمن ولده أبى القاسم عبد الله، أبو محمد الدقاق بن عبد الله إليه
انتسب النسابة المصري فقال: انا الحسن بن علي بن سليمان بن مكي بن بدران بن
يوسف بن الحسن الدقاق بن عبد الله. قال الشيخ تاج الدين بن معية: وهو دعى
كذاب لاحظ له في النسب. وزعم بعض النسابين أن الحسن بن عبد الله بن محمد
نازوك يقال له الحسن كيا وأن له عقبا. وهو وهم باطل فان الشيخ أبا الحسن
العمرى ذكر الحسن وذكر عقب اخوته حتى ذكر البطن الرابع والخامس من
أولادهم وهذا من أقوى الأدلة على أنه لا بقية له.
ومن ولد إدريس بن جعفر الكذاب، القاسم وفى ولده العدد، ويقال
لهم القواسم نسبة إلى جدهم القاسم بن إدريس بن جعفر الكذاب، وأعقب القاسم
من جماعة منهم أبو العساف الحسين بن القاسم فمن ولده الجواشنة ولد جوشن
ابن أبي الماجد محمد بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور، ومنهم علي بن القاسم
من ولده الفليتات ولد فليتة بن علي بن الحسين المذكور، ومنهم البدور ولد بدر
200

ابن قائد أخ فليتة بن علي بن الحسين، ومنهم عبد الرحمان بن القاسم من ولده
ماجد بن عبد الرحمان يقال لولده المواجد، وهم بطون كثيرة منهم السيد عز الدين
يحيى بن شريف بن بشير بن ماجد بن عطية بن يعلى بن دويد بن ماجد المذكور
وأولاده بالحلة ومنهم فخذ يقال لهم بنو كعيب بالمشهد الشريف الغروي، هم ولد
محمد كعيب بن علي بن الحسين بن راشد بن المفضل بن دويد بن ماجد المذكور
ومنهم عياش ين القاسم، وأبو الماجد محمود بن القاسم بن أبي العساف الحسين
المذكور أعقبا.
وأما موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم " ع "
وهو لام ولد مات بقم وقبره بها، يقال لولده الرضويون وهم بقم إلا من شذ
منهم إلى غيرها، فأعقب من أحمد بن موسى المبرقع وحده، وزعم الشريف أبو
حرب الدينوري النسابة أن محمد بن موسى المبرقع أيضا معقب ورفع إليه نسب
بنى الخشاب، ومحمد بن موسى دارج عند جميع النسابين فنسب بنى الخشاب باطل
لا يصح البتة. فأعقب أحمد بن موسى المبرقع من محمد الأعرج وحده والبقية
في ولده لابنه أبى عبد الله أحمد نقيب قم - آخر ولد على الرضا بن موسى الكاظم
عليه السلام -.
وأما إبراهيم بن موسى الكاظم وهو الأكبر وأمه أم ولد نوبية اسمها نجية
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: ظهر باليمن أيام أبى السرايا. وقال أبو نصر
البخاري: إن إبراهيم الأكبر ظهر باليمن وهو أحد أئمة الزيدية وقد عرفت حاله
وأنه لم يعقب. وأعقب إبراهيم الأصغر المرتضى بن الكاظم عليه السلام من
رجلين موسى أبى سبحة (1) وجعفر، قال الشيخ أبو نصر البخاري: لا يصح
لإبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم " ع " عقب إلا من موسى بن إبراهيم وجعفر

(1) رأيت مكتوبا بخط على النسابة بن الحسن الرضا بن محمد بن علي
ابن أبي جعفر محمد بن السيد المرتضى رضي الله عنه، إنما سمى موسى سبحة لكثرة
تسبيحه بسبحة لون في يده والله سبحانه أعلم (عن هامش المخطوطة) وسبحة
بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة. م ص
201

ابن إبراهيم وكل من انتسب إليه من غيرهما فهو مدع كذاب مبطل. وقال الشيخ
أبو الحسن العمرى: أحمد بن إبراهيم المرتضى وقع إلى مرند وله بها بقية، وقال
أبو عبد الله بن طباطبا: أعقب إبراهيم المرتضى من ثلاثة موسى وجعفر وإسماعيل
ثم قال: العقب من إسماعيل بن إبراهيم بن الكاظم " ع " في رجل واحد وهو
محمد ومنه في جماعة، قال شيخ الشرف: ذكر البخاري أنهم انقرضوا. قال ابن
طباطبا: وهذا تسامح في القول وإطلاق للقول بما يوجب الاثم ويخرج عن
الدين.
ولمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أعقاب وأولاد منهم بالدينور وغيرها
رأيت منهم أبا القاسم حمزة بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد (1) بن إسماعيل
ابن إبراهيم بن الكاظم " ع " وكان نعم الرجل ومات بقرمسين وله اخوة وبنو
عم، هذا كلام ابن طباطبا. ونص الشيخ تاج الدين على أن إبراهيم لم يعقب إلا
من موسى وجعفر. أما موسى أبو سبحة بن المرتضى فله أعقاب وانتشار، والبيت
والعدد في ولده، أعقب من ثمانية رجال أربعة منهم مقلون وأربعة مكثرون أما

(1) وينسب إلى محمد بن إسماعيل السيد ذو الفقار، قال الشيخ العالم
المحدث نظام الدين محمد في كتابه (نظام الأقوال في معرفة الرجال): ذو الفقار
ابن محمد بن معبد بن حسن بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن يوسف بن محمد بن
إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الكاظم " ع "، أبو الصمصام المحدث الأعمى من
أجلة مشايخنا الامامية. قال ابن بابويه، في فهرسته: عالم دين روى عنه السيد
فضل الله الراوندي الحسنى وهو يروى عن النجاشي وعن الشيخ الطوسي وعن
محمد بن الحلواني تلميذ السيد المرتضى رضى الله تعالى عنهم.
(عن هامش الأصل)
202

المقلون فعبيد الله وعيسى وعلى وجعفر فأما داود فمنقرض، وأما المكثرون
فمحمد الأعرج واحمد الأكبر وإبراهيم العسكري والحسين القطعي، أما عبيد الله
ابن أبي سبحة فأعقب من الحسين والمحسن قال ابن طباطبا: لهما أولاد بالبصرة
والأبلة. وأما عيسى بن أبي سبحة فأعقب من أبى جعفر محمد بن عيسى وله الحسن
وعلى لهما أولاد بفارس.
وأما علي بن أبي سبحة فولده بالدينور وشيراز، قال شيخ الشرف العبيدلي:
من ولده أحمد الكاتب بن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن موسى أبى سبحة في
ديوان السلطان له جدة مجوسية وكان يضرب بالعود ومن ندماء بهاء الدولة.
هذا ما ذكره شيخ الشرف، وقال ابن طباطبا: أما علي بن أبي سبحة فولده أبو
محمد الحسن، وأبو الفضل الحسين أما أبو محمد الحسن فولده أبو علي الصبيح
محمد بشيراز، وأبو العباس أحمد وموسى، ولكل واحد منهم أعقاب وأما أبو
الفضل الحسين فولده طاهر وله أولاد بالدينور، وأما جعفر بن أبي سبحة
فولده بالري هم موسى وأبو الحسن محمد، وبالترمذ عيسى وأبو عبد الله محمد
الضرير، لعيسى وأبى عبد الله محمد عقب ولموسى ولد، وأما محمد الأعرج بن أبي
سبحة فأعقب من موسى الأصغر وحده، ويعرف بالأبرش، وأعقب
موسى الأبرش من ثلاثة أبى طالب المحسن، وأبى أحمد الحسين، وأبى عبد الله
أحمد أما أبو طالب المحسن فقال ابن طباطبا: له عقب منهم أحمد ولد بالبصرة.
وأما أبو أحمد الحسين بن موسى الأبرش فهو النقيب الطاهر ذو المناقب
كان نقيب نقباء الطالبيين ببغداد، قال الشيخ أبو الحسن العمرى: كان بصريا
وهو أجل من وضع على رأسه الطيلسان وجر خلفه رمحا أريد أجل من جمع
بينهما، وكان قوى المنة شديد العصبة يتلاعب بالدول ويتجرأ على الأمور وفيه
مواساة لأهله، ولاه بهاء الدولة قضاء القضاء مضافا إلى النقابة فلم يمكنه القادر بالله
وحج بالناس مرات أميرا على الموسم وعزل عن النقابة مرارا ثم أعيد إليها
203

وأسن وأضر في آخر عمره، وكان فيه مواساة لأهله. قال أبو الحسن العمرى:
حدثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن محمد ملقطة البصري المعروف بابن
الصوفي، قال وكان ابن عم جدي لحا، قال احتاج أبى أبو القاسم علي بن محمد
وكانت معيشته لا تفي لعياله. فخرج في متجر ببضاعة نزرة فلقى أبا أحمد الموسوي
- ولم يقل أبو الوفا أين لقيه - فلما رأى شكله خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرف
إليه بالعلوية والبصرية وقال خرجت في متجر. فقال له: يكفيك من المتجر لقائي.
قال العمرى: فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي.
وكان لأبي أحمد مع الملك عضد الدولة سير لأنه كان في حيز بختيار بن
معز الدولة، فقبض عضد الدولة عليه وحبسه في قلعة بفارس وولى على الطالبيين
أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمرى فبقي على النقابة أربع سنين، فلما مات
عضد الدولة خرج أبو الحسن العمرى إلى الموصل فولده بها اليوم، وأعيد
الشريف أبو أحمد إلى النقابة وتوفى سنة أربع مائة ببغداد وقد أناف على التسعين
ودفن في داره ثم نقل إلى مشهد الحسين عليه السلام بكربلا فدفن هناك قريبا
من قبر الحسين عليه السلام وقبره معروف ظاهر، ورثته الشعراء بمراث كثيرة
وممن رثاه ولداه الرضى والمرتضى، ومهيار الكاتب، وأبو العلاء أحمد بن سليمان
المعرى رثاه بالقصيدة الفائية (1) وهي في كتابه (سقط الزند) فولد الشريف
أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين عليا، ومحمدا.
أما على فهو الشريف الطاهر الاجل ذو المجدين الملقب بالمرتضى علم
الهدى، يكنى أبا القاسم، تولى نقابة النقباء وإمارة الحاج وديوان المظالم على قاعدة

(1) وهي قصيدة بليغة تبلغ 68 بيتا مطلعها:
أودى فليت الحادثات كفاف * مال المسيف وعنبر المستاف
الطاهر الآباء والأبناء * والأثواب والآراء والآلاف م ص
204

أبيه ذي المناقب وأخيه الرضى، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضى، وكانت
مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا ولغة وأدبا وغير ذلك، وكان متقدما
في فقه الامامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم، قال أبو الحسن العمرى: رأيته
فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال: وكان اجتماعي به سنة خمس وعشرين وأربعمائة
ببغداد وحضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعرى ذات يوم فجرى ذكر
أبى الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى وعاب بعض أشعاره، فقال أبو العلاء:
لو لم يكن له إلا قوله: (لك يا منازل في القلوب منازل) لكفاه. فغضب
الشريف وأمر بالمعرى فسحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك، فقال
لهم الشريف: أعلمتم ما أراد الأعمى؟ إنما أراد قوله في تلك القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنى كامل
وأمه وأم أخيه الرضى فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين
أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن
عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع "
وتولى النقابة وإمارة الحاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهرا، وكانت ولادته
سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وتوفى خامس عشر ربيع الأول سنة ست وثلاثين
وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ثم نقل إلى كربلا فدفن عند أبيه
وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة، وله مصنفات كثيرة في الفقه والكلام والأدب
ومن أشهرها كتاب (درر القلائد وغرر الفوائد) (1) وهو يدل على فضل
عظيم وقوة ذهن وقدرة تصرف وكثرة نقل وغزارة اطلاع، وله شعر فائق قد
دون (2) فمنه قوله في الغزل:

(1) وهو معروف ب‍ (أمالي السيد المرتضى) المطبوع بإيران ومصر.
(2) له ديوان كبير زهاء عشرين ألف بيت حافل بقصائده الممتعة لا زال
مخطوطا، يوجد في بعض مكتبات العراق. م ص
205

يا خليلي من ذؤابة بكر * في التصابي رياضة الأخلاق
عللاني بذكرهم تسعداني * واسقياني دمعي بكأس دهاق
وخذا النوم من عيوني فانى * قد خلعت الكرى على العشاق
فيقال إن بعض الظرفاء لما سمع هذا البيت قال: تكرم سيدنا الشريف
خلع مالا يملك على من لا يقبل.
وكان المرتضى يبخل ولما ترك مالا كثيرا. ورأيت في بعض التواريخ:
أن خزانته اشتملت على ثمانين ألف مجلد ولم أسمع بمثل هذا إلا ما يحكى عن
الصاحب إسماعيل بن عباد، كتب إلى فخر الدولة بن بويه وكان قد استدعاه
للوزارة فتعذر بأعذار منها أن قال: انى رجل طويل الذيل وإن كتبي تحتاج إلى
سبعمائة بعير، حكى الشيخ الرافعي: أنها كانت مائة ألف وأربعة عشر ألفا. وقد أناف
القاضي الفاضل عبد الرحمان الشيباني على جميع من جمع كتبا فاشتملت خزائنه على
مائة ألف وأربعين ألفا مجلدا، وكان المستنصر قد أودع خزانته في المستنصرية
ثمانين ألف مجلدا على ما قيل، والظاهر أنه لم يبق الآن منها شئ والله الباقي.
وأعقب المرتضى من ابنه أبى جعفر محمد بن علي المرتضى، النسابة الفاضل
صاحب كتاب (ديوان النسب) وغيره، أطلق قلمه ووضع لسانه حيت شاء كما
طعن في آل أبي زيد العبيدليين نقباء الموصل وهو شئ تفرد به لم يذكره أحد
سواه من النسابين. وحدثني الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية (1) الحسنى
قال: قال لي الشيخ علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي إنه
تفرد بالطعن في نيف وسبعين بيتا من بيوت العلويين لم يوافقه على ذلك أحد.
ثم قال لي النقيب تاج الدين: لا شك أنه تفرد بالطعن في بيوت العلويين فاما
هذا المقدار فإنه يكتب في مشجرته التي سماها ديوان النسب من سمع به ولم

(1) معية بضم الميم وفتح العين المهملة ثم تشديد الياء، بصيغة التصغير.
206

يتحققه بعد موصلا بالحمرة وليس ذلك منه بطعن إنما هو تشكيك لم يحققه بعد
إلا أنه تحقق فيه شيئا. ولا يخفى أن هذا اعتذار من النقيب عنه والله تعالى أعلم.
وكان للنسابة ابن اسمه احمد درج، وانقرض على المرتضى النسابة وانقرض
بانقراضه الشريف المرتضى علم الهدى بن أبي احمد الحسين الموسوي.
وأما محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش، فهو الشريف الاجل
الملقب بالرضى ذو الحسبين (1) يكنى أبا الحسن نقيب النقباء وهو ذو الفضائل
الشائعة والمكارم الذائعة، كانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف
ومراعاة للأهل والعشيرة، ولى نقابة الطالبيين مرارا، وكانت إليه إمارة الحاج
والمظالم كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب، ثم تولى ذلك بعد وفاته مستقلا
وحج بالناس مرات، وهو أول طالبي جعل عليه السواد وكان أحد علماء عصره
قرأ على أجلاء الأفاضل، وله من التصانيف كتاب (المتشابه) (2) في القرآن
وكتاب (مجازات الآثار النبوية) (3) وكتاب (نهج البلاغة) وكتاب (تلخيص
البيان عن مجازات القرآن) وكتاب (الخصائص) (4) وكتاب (سيرة والده

(1) لقبه بهاء الدولة ب‍ (الرضى ذي الحسبين) سنة 398 وهو بالبصرة -
كما أنه كان قد لقبه قبل ذلك اللقب سنة 388 ب‍ (الشريف الاجل) وفى سنة 392
صدر أمره من واسط بتلقيبه ب‍ (ذي المنقبتين) وفى سنة 401 أمر أن تكون
مخاطباته ومكاتباته بعنوان (الشريف الاجل) إضافة إلى مخاطبته بالكناية وهو
أول من خوطب بذلك من حضرة الملك.
(2) هو كتاب (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) الذي طبع الجزء
الخامس منه سنة 1355 ه‍.
(3) طبع ببغداد سنة 1328 ه‍ وهو كتاب ثمين في بابه.
(4) هو كتاب (خصائص الأئمة) يشتمل على محاسن أخبار الأئمة " ع "
وجواهر كلامهم وقد ذكره الجلبي في (كشف الظنون) أثناء كلامه عن (نهج
البلاغة) ولكنه لم يتم. وقد طبع بالمطبعة الحيدرية في النجف.
207

الطاهر) (1) وكتاب انتخاب شعر ابن الحجاج (2) سماه (الحسن من شعر
الحسين) وكتاب (أخبار قضاة بغداد) (وكتاب رسائله) ثلاث مجلدات وكتاب
(ديوان شعره) (3) وهو مشهور. قال الشيخ أبو الحسن العمرى: شاهدت
مجلدا من تفسير القرآن منسوبا إليه مليحا حسنا يكون بالقياس في كبر تفسير
أبى جعفر الطبري أو أكبر.
وشعره مشهور وهو أشعر قريش وحسبك أن يكون أشعر قبيلة في أولها
مثل الحارث بن هشام، وهبيرة بن أبي وهب، وعمر بن أبي ربيعة، وأبى ذهيل
ويزيد بن معاوية، وفى آخرها مثل محمد بن صالح الحسنى، وعلي بن محمد الحماني
وابن طباطبا الأصفهاني، وعلي بن محمد صاحب الزنج عند من يصح نسبه، وإنما
كان أشعر قريش لان المجيد منهم ليس بمكثر، والمكثر ليس بمجيد، والرضى
جمع بين الاكثار والإجادة،
قال أبو الحسن العمرى: وكان يقدم على أخيه المرتضى والمرتضى أكبر
لمحله في نفوس العامة والخاصة، ولم يكن يقبل من أحد شيئا أصلا، وكان قد
حفظ القرآن على الكبر فوهب له معلمه الذي علمه القرآن دارا يسكنها فاعتذر
إليه وقال: أنا لا أقبل بر أبى فكيف أقبل برك؟. فقال له: إن حقي عليك

(1) هو مجموع يشتمل على مناقب والده ومآثره وما تم على يده من
اصلاح عام، ألفه سنة 379 ه‍ وذلك قبل وفاة والده بإحدى وعشرين سنة.
(2) هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر المشهور المتوفى
سنة 391، توفى بالنيل وحمل إلى بغداد ورثاه الشريف بقصيدة مثبتة في ديوانه
(3) جمعه هو بنفسه بعد ما طلب منه جمعه، وقد أمر الصاحب بن عباد
بانتساخ جميع شعرة في زمانه.
208

أعظم من حق أبيك وتوسل إليه فقبلها منه.
وحكى أبو إسحاق محمد بن إبراهيم بن هلال الصابي الكاتب قال: كنت عند
الوزير أبى محمد المهدى ذات يوم فدخل الحاجب واستأذن للشريف المرتضى
فاذن له، فلما دخل قام إليه وأكرمه وأجلسه معه في دسته وأقبل عليه يحدثه حتى
فرغ من حكايته ومهماته، ثم قام فقام إليه وودعه وخرج، فلم تكن إلا ساعة
حتى دخل الحاجب واستأذن للشريف الرضى وكان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة
فألقاها، وقام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار وأخذ بيده وأعظمه
وأجلسه في دسته ثم جلس بين يديه متواضعا وأقبل عليه بمجامعه، فلما خرج
الرضى خرج معه وشيعه إلى الباب ثم رجع، فلما خف المجلس قلت: أيأذن
الوزير أعزه الله تعالى أن أسأله عن شئ؟ قال: نعم، وكأني بك تسأل عن زيادتي
في إعظام الرضى على أخيه المرتضى والمرتضى أسن وأعلم؟ فقلت: نعم أيد الله
الله الوزير. فقال إعلم إنا أمرنا بحفر النهر الفلاني وللشريف المرتضى على ذلك
النهر ضيعة فتوجه عليه من ذلك ستة عشر درهما أو نحو ذلك فكاتبني بعدة رقاع
يسأل في تخفيف ذلك المقدار عنه، وأما أخوه الرضى فبلغني ذات يوم أنه ولد له
غلام فأرسلت إليه بطبق فيه ألف دينار فرده وقال: قد علم الوزير أنى لا أقبل
من أحد شيئا. فرددته إليه وقلت: إني إنما أرسلته للقوابل. فرده الثانية وقال:
قد علم الوزير أنه لا تقبل نساءنا غريبة. فرددته إليه وقلت: يفرقه الشريف على
ملازميه من طلاب العلم. فلما جاءه الطبق وحوله طلاب العلم قال: ها هم حضور
فليأخذ كل أحد ما يريد فقام رجل وأخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة وأمسكها
ورد الدينار إلى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال: احتجت إلى دهن السراج
ليلة ولم يكن الخازن حاضرا فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة
لادفعها إليه عوض دهنه، وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضى في دار
قد اتخذها لهم سماها (دار العلم) وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه، فلما سمع الرضى
209

ذلك أمر في الحال بأن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع إلى كل منهم مفتاح
ليأخذ ما يحتاج إليه ولا ينتظر خازنا يعطيه، ورد الطبق على هذه الصورة
فكيف لا أعظم من هذا حاله.
وكان الرضى ينسب إلى الافراط في عقاب الجاني من أهله وله في ذلك
حكايات، منها أن امرأة علوية شكت إليه زوجها وأنه يقامر بما يتحصل له من
حرفة يعانيها وأن له أطفالا وهو ذو عيلة وحاجة، وشهد لها من حضر بالصدق
فيما ذكرت فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والامرأة
تنظر أن يكف والآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة، فصاحت الامرأة:
وأيتم أولادي كيف تكون صورتنا إذا مات هذا؟ فكلمها الشريف بكلام فظ
فقال: ظننت أنك تشكينه إلى المعلم. وكان الرضى يرشح إلى الخلافة وكان أبو إسحاق
الصابي يطمعه فيها ويزعم أن طالعه كان يدل على ذلك، وله في ذلك شعر أرسله
إليه، ووجدت في بعض الكتب أن الرضى كان زيدي المذهب وأنه كان يرى
أنه أحق من قريش بالإمامة، وأظن إنما نسب إلى ذلك لما في اشعاره من هذا
كقوله يعنى نفسه:
هذا أمير المؤمنين محمد * طابت أرومته وطاب المحتد
أو ما كفاك بأن أمك فاطم * وأباك حيدرة وجدك أحمد
وأشعاره مشحونة بذلك، ومدح القادر بالله فقال في تلك القصيدة:
ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المفاخر معرق
إلا الخلافة قدمتك وإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق
فقال له القادر بالله: على رغم أنف الشريف وأشعاره مشهورة لا معنى
للإطالة بالاكثار منها، ومناقبه غزيرة، وفضله مذكور.
ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وتوفى يوم الأحد السادس من المحرم
سنة ست وأربعمائة، ودفن في داره، ثم نقل إلى مشهد الحسين " ع " بكربلا
210

فدفن عند أبيه وقبره ظاهر معروف: ولما توفى جزع أخوه المرتضى جزعا
شديدا بلغ منه إلى أنه لم يتمكن من الصلاة عليه ورثاه هو وغيره من شعراء
زمانه، فولد الرضى أبو الحسن محمد، أبا أحمد عدنان يلقب الطاهر ذا المناقب
لقب جده أبى أحمد الحسين بن موسى، تولى نقابة الطالبيين ببغداد على قاعدة
جده وأبيه وعمه، قال أبو الحسن العمرى: هو الشريف العفيف المتميز في
سداده وصونه، رأيته يعرف علم العروض وأظنه يأخذ ديوان أبيه، ووجدته
يحسن الاستماع ويتصور ما ينبذ إليه. هذا كلامه، وانقرض الرضى وانقرض
بانقراضه وانقراض أخيه عقب أبى أحمد الموسوي.
وأما أبو عبد الله أحمد بن موسى الأبرش بن محمد بن موسى بن إبراهيم
المرتضى فأعقب من ثلاثة على بالبصرة له عز الشرف أحمد ولاحمد محمد، ومقلد
وأبو تراب. وأبو الحسن موسى بن أحمد، له ذيل قصير وأبو محمد الحسن بن
أحمد له أولاد منهم الحسين والحسن بن أحمد المذكور أعقب من أبى البركات
سعد الله نقيب سامراء، فمن ولد سعد الله النقيب الطاهر شرف الدين أبو تميم
معد بن الحسن بن معد بن سعد الله المذكور، كان شهما صارما تولى كثيرا من
الأعمال، وابنه النقيب قوام الدين الحسن نقيب النقباء أيضا وللحسن، المرتضى
ابن الحسن بن معد، ومن ولد سعد الله، أبو محمد الحسن بن سعد الله، أعقب
من رجلين وهما أبو البركات يحيى يلقب نجم الشرف وأبو المظفر هبة الله.
أما أبو البركات يحيى فأعقب من الأكمل، عقبه بالمشهد الغروي،
وأبى محمد الحسن، عقبه بالمشهد الكاظمي ببغداد.
وأما أبو المظفر هبة الله (1) وهو جد بنى الموسوي ببغداد وكانوا بيتا

(1) هذا هو صاحب كتاب (المجموع الرائق) المعروف وهو كتاب ثمين
في مجلدين كبيرين يشتمل على الاخبار الغريبة والفوائد الكلامية والمسائل
الفقهية والأدعية والأذكار والخطب والمناقب وأمثال ذلك، يحتوى على اثنى
عشر بابا كل مجلد ستة أبواب، ألفه سنة 703 ه‍ وقد ذكره الحر العاملي في
(أمل الآمل) وقال: كان عالما صالحا عابدا. وترجمه أيضا صاحب (رياض
العلماء) وقال: كان معاصرا للعلامة الحلى ومن في طبقته. م ص
211

جليلا إلا انهم أفسدوا أنسابهم وتزوجوا بمن لا يناسبهم، وأول من ابتدأ
ذلك جلال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هبة الله المذكور، وكان كريما سخيا
تولى نقابة مشهد موسى الكاظم " ع " وتولى نقابة الاشراف بالحلة، وتزوج (حياة)
المغنية المشهورة التي يقول فيها ابن الأهوازي لما ركبت الأرجوحة:
ظفرت من اللذات لما ترجحت * (حياة) بشئ لم يكن قط في ظني
وصارت على زعم الحواسد في الهوى * تجيئ إلى عندي وأدفعها عنى
وتزوج ابنه أبو عبد الله الحسين صفى الدين نقيب مشهد موسى شاهي
بنت محمود الطشت دار كانت مشببة بدار الخلافة، فولدت له أبا جعفر محمدا
يلقب التاج أنكره أبوه ثم اعترف به في كتاب إجازات صورتها: أجزت عنى
وعن ولدى الذي تحت حجري. وولد التاج أبو جعفر محمد، جلال الدين عليا
ونظام الدين سليمان، كان يبيع الكاغد بالحلة، أمهما عجمة بنت داود بن مبارك
التركي فيها ما فيها، وتزوج ابنه الآخر جلال الدين احمد - ويعرف باللبود سماه
بذلك ابن الأعرج النسابة ولذلك حكاية - (ست الشام) بنت النعمة الأربلية، فيها
ما فيها فولدت له مظفرا، وكان له على أمه (ستين) جارية رومية كانت للفلك الطبسي
تلقب بالعديمية ادعت أن عليا من جلال الدين اللبود فأخذه منه وتوفى وهو
صغير فلحق به والله أعلم.
وبالجملة فقد أكثر أهل هذا البيت من أمثال هذه الأفعال وتراهم ما بين
آكل الربا أو خمرى ساقط أو عواني قد أسعر الناس شرا، وما أحسن ما كتب
الشيخ تاج الدين عند نسبهم لما ذكر أفعالهم وبين انفصالهم وهو:
يعز على أسلافكم يا بنى العلى إذا نال من أعراضكم شتم شاتم
212

بنو لكم مجد الحياة فما لكم * أسأتم إلى تلك العظام الرمائم
ترى ألف بان لا يقوم بهادم * فكيف ببان خلفه ألف هادم؟
وأما أحمد الأكبر بن موسى أبى سبحة بن إبراهيم الأصغر بن موسى
الكاظم " ع " فأعقب من ثلاثة رجال، الحسين العرضي، وإبراهيم وعلى الأحول
فمن ولد على الأحول، رافع بن فضائل بن علي بن حمزة القصير بن أحمد بن حمزة
ابن علي الأحول المذكور، يقال لولده آل رافع كان منهم الفقيه صفى الدين
محمد (1) بن معد بن علي بن رافع المذكور، انقرض، ومنهم فضائل بن رافع
المذكور فمن ولده أبو القاسم على الملقب قويسم بن علي بن محمد بن فضائل المذكور
وله عقب بالغرى يعرفون ببنى قويسم، منهم حسين سقامة بن النضر بن يحيى
النظام بن قويسم، ساقط خمرى، وأمه مغنية، وله اخوان منها.
ومن ولد إبراهيم بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة، أبو أحمد بن محمد بن
إبراهيم المذكور، كان أزرق العينين ويقال لولده بنو الأزرق كان شيخا متقدما
ببغداد، ومن ولد الحسين العرضي بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة، علي بن الحسين
يعرف بابن طلعة، قال أبو عمر بن المنتاب درج وقال غيره أعقب، وحمزة
والقاسم (2) ابنا الحسين أعقبا، وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد

(1) محمد بن معد الموسوي صفى الدين يكنى أبا جعفر كان من مشايخنا
الامامية، يروى عنه السيد الإمام جمال الدين أحمد بن طاوس الحسنى وهو
يروى عن الشيخ الفقيه محمد بن محمد الحمداني (نظام الأقوال).
(عن هامش الأصل)
(2) رأيت في بعض المشجرات: أن احمد الرفاعي من أولاد القاسم
هذا وليس من أولاد محمد بن الحسين لأنه ذكر نسبه على الصفة المشروحة بعد
حتى وصل إلى القاسم ثم ذكر الحسين المذكور ولم يذكر محمدا والله أعلم.
(عن هامش المخطوطة)
213

ابن الرفاعي (1) إلى حسين بن أحمد الأكبر فقال: هو أحمد بن علي بن يحيى
ابن ثابت بن حازم بن علي بن الحسن بن المهدى بن القاسم بن محمد بن الحسين
المذكور، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولدا اسمه محمد. وحكى لي
الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدع هذا النسب وإنما
ادعاه أولاد أولاد أولاده والله أعلم.
وأما إبراهيم العسكري بن موسى أبى سبحة ويكنى أبا المحسن فعقبه كثير
منهم أبو طالب المحسن بن إبراهيم العسكري بشيراز صاحب حرة: وأبو عبد الله
الحسين خرفة، وأبو عبد الله إسحاق، وأبو جعفر محمد، والقاسم الأشج. فمن
ولد أبى طالب المحسن بن إبراهيم العسكري، أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن علي
ابن المحسن المذكور، خاطبه شرف الدولة بن عضد الدولة بالشريف الجليل
وولاه نقابة الطالبيين في سائر أعماله فهو يدعى نقيب النقباء، وله ولد لهم أولاد.
ومن ولد أبى عبد الله الحسين خرفة بن إبراهيم العسكري، أحمد الممتع
يقال لولده بنو الممتع، ومن ولد أبى عبد الله إسحاق بن إبراهيم العسكري
موسى وأحمد، ولدهما بآبة، والحسن وولده ببخارا، وأما ولد أبى عبد الله
إسحاق بن إبراهيم العسكري فأعقب من موسى وأحمد، والحسن، فأعقب
الحسن بن إسحاق بقم وسوادها، وأعقب أحمد بن إسحاق من الحسين وعلى
لهما أعقاب بقم وآبة، فمن بنى الحسين بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم العسكري
بنو محسن بالمشهد الغروي، وهو محسن بن علي بن الحسين بن حمزة بن محمد
ابن علي بن الحسين عزيزي بن الحسين المذكور.
وأعقب موسى بن إسحاق بن إبراهيم العسكري، أبا جعفر محمدا الفقيه

(1) كانت وفاة أحمد الرفاعي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وهو من
أجلاء مشايخ الطريقة وأصحاب الكرامات وكان عالما عاملا فقيها شافعيا.
(عن هامش الأصل)
214

بقم، وأبا عبد الله إسحاق، فمن ولد إسحاق بن موسى، مهدى الجوهري بن
إسحاق ببخارا، وأبو عبد الله الحسين بن إسحاق باستراباد، وأبو الحسين زيد
وأبو طالب محمد، بنو إسحاق. ولم يذكر الشيخ العمرى، ولا شيخ الشرف العبيدلي
وابن ميمون الواسطي، وابن طباطبا الأصفهاني، ونظراؤهم لمهدي الجوهري
ولدا سوى هادي الجوهري ببخارا، وقد درج حتى أن ابن قثم العباسي كتب
على إسحاق بن موسى بن إسحاق انقرض، وبأبرقوه جماعة كثيرة هم جل ساداتها
ينتسبون إلى إسماعيل بن مهدي الجوهري هذا، وقد ذكر السيد رضى الدين الحسن
ابن قتادة الحسنى المدني في مشجرته فقال: إسماعيل ابن مهدي الجوهري وذيله
وقال الشيخ تاج الدين: المهدى الجوهري عقب بأبرقوه وغيرها وقوله حجة
لا تدفع والله أعلم.
وأما الحسين القطعي بن موسى أبى سبحة بن إبراهيم المرتضى فله نسل
كثير وعقبه ينتهى إلى أبى الحسن على المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله
ابن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي، أعقب
على ابن الديلمية من ثلاثة رجال وهم أبو الحرث محمد والحسين الأشقر، والحسن
المدعو بركة، فأعقب أبو الحرث محمد بن علي ابن الديلمية من رجلين، أبى طاهر
عبيد الله، وأبى محمد عبد الله، اما أبو طاهر عبيد الله فأقام بالكرخ وكان عقبه
بها وانتقل أبو محمد عبد الله إلى الحائر فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله
وأعقب أبو محمد عبد الله من أربعة رجال، وهم على الحائري جد آل دخينة وهو
جعفر بن حمزة بن جعفر دخينة بن أحمد بن جعفر بن علي الحائري المذكور
والنفيس يقال لولده بنو النفيس بالحائر، وأبو السعادات محمد يقال لولده آل أبي
السعادات بالحائر، وأبو الحرث محمد من ولده آل زحيك، وهو يحيى
ابن منصور بن محمد بن أبي الحارث محمد المذكور، بالحائر أيضا، وانفصل
منهم إلى الكوفة بنو طويل الباع وهو محمد بن يحيى بن أبي الحارث محمد المذكور.
215

ومن عقب الحسين الأشقر بن علي ابن الديلمية، حيدر بن الحسن بن علي
بن علي بن الحسين المذكور، كان بمقابر قريش، ومن عقب الحسن بركة بن علي
بن الديلمية، علاء الدين علي بن محمد بن الحسين بن هبة الله بن علي بن الحسن
المذكور، كان بدمشق وله أولاد وأخوة، وأما جعفر بن إبراهيم المرتضى بن
الكاظم عليه السلام فأعقب من موسى، ومحمد، وعلى لهم أولاد، وأما أحمد بن
إبراهيم المرتضى فميناث وله في كتب النسب إسحاق وقد تقدم كلام العمرى فيه
وعقب إبراهيم المرتضى الظاهر اليوم، من موسى أبى سبحة وجعفر كما تراه.
والعقب من محمد العابد بن موسى الكاظم " ع " في إبراهيم المجاب وحده
ومنه في ثلاثة رجال، محمد الحائري، وأحمد بقصر ابن هبيرة، وعلى بالسيرجان
من كرمان، والبقية لمحمد الحائري بن إبراهيم المجاب، كذا قال الشيخ تاج الدين
وأعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال، وهم الحسين شيتي (1) واحمد، وأبو علي
الحسن بنو محمد الحائري، فأعقب الحسين شيتي من رجلين أبى الغنائم محمد
وميمون السخى القصير، فمن عقب أبى الغنائم محمد بن الحسين شيتي (آل شيتي)
و (آل فخار) ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد
ابن الشيخ شمس الدين فخار (2) بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي
الغنائم المذكور له عقب، و (آل نزار) وهم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد

(1) ضبطه في نسخة حسين بن مساعد الحائري بفتح الشين المعجمة
وفتح الياء المثناة التحتانية المشددة. م ص
(2) فخار بن معد الموسوي السيد السعيد العلامة المرتضى إمام الأدباء
والنساب والفقهاء شمس الدين، يكنى أبا على من أصحابنا الإمامية، روى عنه
المحقق السعيد جعفر بن سعيد صاحب (الشرايع) وهو يروى عن محمد بن
إدريس وعن ابن شهرآشوب المازندراني وشاذان بن جبريل القمي مات سنة
ثلاثين وأربعمائة (نظام الأقوال).
(عن هامش الأصل)
216

المذكور، ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شيتي (آل وهيب) وهم بنو
وهيب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور، و (آل باقي) وهم بنو باقي
ابن محمود بن وهيب المذكور، و (آل الصول) وهو علي بن مسلم بن وهيب.
وأعقب أحمد بن محمد الحائري ويقال لولده بنو احمد من على المجدور
وحده فأعقب على المجدور من رجلين، هبة الله وأبى جعفر محمد الخير العمال
فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور (آل أبي الفائز) بالحائر وهو محمد
ابن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور، (وبنو أبى مزن) وهو على ابن
حسن بن محمد بن أبي جعفر محمد المذكور، ومن ولد هبة الله بن علي المجدور
(آل الرضى وهو هبة الله بن علي بن هبة الله المذكور، (وآل الأشرف) وهو
ابن علي بن هبة الله المذكور، و (آل أبي الحارث) وهو محمد بن علي بن هبة الله
المذكور، وهؤلاء كلهم بالحائر.
وأعقب أبو علي الحسن بن محمد الحائري من ثلاثة، وهم أبو الطيب أحمد
وفى ولده العدد، وعلى الضخم، ومحمد وهو جد بنى الضرير، والضرير هو
محمد بن محمد المذكور، ومن ولد على الضخم (آل أبي الحمراء) وأبو الحمراء
هو محمد بن علي بن علي الضخم، وأما أبو الطيب أحمد بن أبي على الحسن بن محمد
الحائري فأعقب من ثلاثة وهم على أبو فويرة، ومعصوم، والحسن بركة، فمن
ولد على أبى فويرة (آل عوانة) وهو أبو مسلم بن محمد بن أبي فويرة
انقرضوا إلا من البنات بعد ذيل طويل و (آل بلالة) وهو الحسن بن عبد الله
ابن محمد بن أبي فويرة، بقيتهم بالحلة يعرفون ببنى قتادة، وهو محمد بن علي
ابن كامل بن سالم بن بلالة، وبنو أبى مضر وهو محمد بن أبي تغلب محمد بن أبي
فويرة، منهم (آل بشير) وهو ابن سعد الله بن الحسين بن هبة الله بن أبي
مضر، و (آل أبي مضر) وهم ولد أبى مضر محمد بن هبة الله بن أبي مضر
المذكور، و (آل حترش). وهم ولد حترش واسمه محمد بن أبي مضر محمد بن
217

هبة الله بن محمد أبى المضر المذكور و (آل أبي رية) وهو الحسين بن أبي مضر
الثاني المذكور، وكلهم بالحائر إلا من شذ منهم إلى غيره.
ومعصوم بن أبي الطيب هو جد (آل معصوم) بالحلة والحائر، والحسن
بركة بن أبي الطيب هو جد (آل الأخرس) بالحلة، والأخرس هو أبو الفتح
ابن أبي محمد بن إبراهيم بن أبي الفتيان بن عبد الله بن الحسن بركة، منهم الفقيه
شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح الأخرس وقومه
وادعى إلى أحمد بن علي بن محمد بن الأخرس دعى بطل نسبه ورأيته بعده
مصرا على دعواه وربما جازت على من لا يعرف حاله.
والعقب من جعفر بن موسى الكاظم عليه السلام (1) ويقال له الخواري
- ويقال لولده - الخواريون (2) والشجريون أيضا لان أكثرهم بادية حول
المدينة يرعون الشجر - في رجلين موسى والحسن. أما موسى بن جعفر بن موسى
الكاظم " ع " فأعقب من الحسن اللحق، قيل له ذلك لأنه ألحق بأبيه وهو صحيح

(1) قال العمرى في (المجدي): ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر
الصادق عليه السلام - يقال له الخواري وهو لام ولد - ثماني نسوة وهي حسنة
وعباسة وعائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة وأسماء وزينب وأم جعفر، ومن
الرجال ستة لم نذكر لهم ولدا وهم الحسين ومحمد وجعفر ومحمد الأصغر والعباس
وهارون، وثلاثة أعقبوا الحسن والحسين الأكبر وموسى. فأما الحسين الأكبر
فأولد خمسة ذكور وهم محمد وعلى وموسى والحسن والحسين، قال شيخنا أبو
الحسن: دخل محمد وعلى ابنا الحسين بن جعفر بن موسى الكاظم " ع " إلى
المدينة سنة سبعين ومائتين فنهباها وقتلا جماعة من أهلها. م ص
(2) يقال إن بالفرغ واديا يقال له خوار وربما كان نسبة جعفر
الخواري بن موسى الكاظم " ع " إلى هنالك، كذا بخط ابن عبد الحميد،
(عن هامش المخطوطة)
218

الولادة، وهو جد (آل المليط) بالحلة والحائر، وجدهم المليط هو محمد بن
مسلم بن محمد بن موسى بن علي بن جعفر بن لحسن اللحق: وأعقب الحسن بن
جعفر بن موسى الكاظم " ع " وفى ولده العدد، من رجلين أحدهما محمد المليط
قال شيخ الشرف العبيدلي: هو المليط الثائر بالمدينة. وقال أبو الحسن العمرى:
قتل ثمانية من بنى جعفر الطيار. وقال القاضي التنوخي في كتاب (نشوار المحاضرة):
كان بدويا ينزل آثال وهو منزل في طريق مكة.
وكان موصوفا بالشجاعة البارعة والفروسية الحسنة، ورد بغداد في أيام
نقابة أبى عبد الله بن الداعي وكان قديما يتعرض الحاج ويطالبهم بالخفارة فان
أعطوه وإلا أغار عليهم، وكان كأنه صاحب طرق بتلك النواحي لا تناله يد ولا
يتسلط عليه سلطان إلا أنه لم يدع إلا مذهب ولا ادعى إمامة، ثم تاب عن هذا
الفعل ودخل الحضرة وطرح نفسه على أبى عبد الله بن الداعي وسأله مسألة معز
الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام إلى الحرم وإقامة الحج، فأوجب
ابن الداعي قصده إياه وذمامه وسأل معز الدولة فقال له: إننا أقلدك ذلك وأسأل
الخليفة أن يعقد لك عليه ويخلع عليك، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل
فأنا لا أعرف هذا وهو رجل من أهل البادية وبالامس كان لصا، فان جنى جناية
على القافلة إلى أي شئ نرجع منه؟ فقال أبو عبد الله بن الداعي: أما أنا فلا أتقلد
هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي ويقلد الرجل وأنا أضمن له دركه وجناياته
فقلده ذلك صارفا لأبي عبد الله العلوي الكوفي وعقد له وخلع عليه، وحج في
تلك السنة وأقام الحج على أحسن حال وآمن مما يخاف، وما حمد الحجاج واليا
كما حمدوه قبله ولا بعده سنين.
وحكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتابه المذكور: أن
رجال كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي وكان يكاشف
بالالحاد إذا أمن على نفسه ويظهر الاسلام، فخرج متجرا على الموسم وأظهر
219

أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلا بخفارة
ومنعه أمير القافلة من ذلك، فهم بالغارة عليها وتحدث الناس بذلك فقال ابن
شاذان لأمير القافلة: أرسلني إليه برسالتك. وكان يعرفه طيبا، فقال له: أي
شئ تقول له؟ قال: أمضى وأقول له: يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من
البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة، فجاء أبوك إلينا فضرب أدمغتنا بالسيوف
وقال تعالوا حجوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة، وجئنا على أن نحج إليه
جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلا بدراهم لا تجب فإن لم تطيعوني لا أمكنكم
إن كان قد بالكم فالله أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك.
فضحك منه، وقال: هذا إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة
واصطلحا وسار الناس إلى حجهم.
ومن هذا المليط رهط المليطية والملطة أيضا، قال ابن طباطبا: فمن ولد
محمد الثائر أبو جعفر محمد المليط بن محمد أبى عبد الله بن محمد المليط بن الحسن بن
جعفر بن الكاظم عليه السلام. وعندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا
أبى جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير، فان الأول كان متقدما على
زمن ابن الداعي وكان بالمدينة وثار بها وقتل جماعة من بنى جعفر أيام الفتنة
وكاتبوا في عزله عنها، والثاني قبره ببغداد. قال ابن طباطبا: والملطة لهم عدد
وانتشار، ومنهم فرسان حمزة، ومنهم بالبصرة طائفة لهم قوة وشوكة شديدة.
وأكثر المطلة اليوم بالحجاز، ومنهم بالعراق قوم.
والثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم " ع " على الخواري (1)
وأعقب من إثنى عشر رجلا ما بين مقل ومكثر منهم موسى المعروف بالعصيم
ابن علي بن الحسين بن علي الخواري، له عقب وذيل طويل، منهم (آل فاتك)
ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور، يقال لهم الفواتك منهم على

(1) في بعض النسخ المخطوطة (الحوارى) بالحاء المهملة.
220

(نزار خ ل) بن فاتك انقرض عقبه، ومنهم عرادة ومنصور ابنا خلف بن
رايق كانا من وجوه السادات الحجازيين.
ومن بنى موسى بن علي الخواري، سلطان بن أحمد بن محمد بن علي بن صبرة
ابن موسى بن علي الخواري له خليفة من أم ولد، قيل إنه لغير (1) رشدة
ومنهم بنو عزيز بن خليفة وبنو سلطان بن خليفة، وبنو فتية بن شهوات بن
محمد بن خليفة بالحلة والله أعلم، ومنهم عباس بن موسى بن علي الخواري له ذيل
وغيرهم، ومن بنى على الخواري، عبد الله الأكبر بن علي الخواري له ذيل ومنهم
أبو الحسين يحيى بن الحسين بن علي الخواري، له ذيل وبقية وللحسين بن علي الخواري
عقب من غيره أيضا ومنهم، الحسن بن علي الخواري، له ذيل قال الشيخ العمرى:
وبقرية من الجفار يقال لها العريش، قوم يدعون نسب الخواريين وما أعرف
صدق دعواهم.
والعقب من زيد النار بن موسى الكاظم " ع " وهو لام ولد وعقد له محمد
ابن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " أيام أبى السرايا
على الأهواز، ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بنى العباس وأضرم
النار في نخيلهم وجميع أسبابهم، فقيل له زيد النار، وحاربه الحسن بن سهل
فظفر به وأرسله إلى المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون إلى أخيه
على الرضا " ع " ووهب له جرمه، فخلف على الرضا " ع " أن لا يكلمه أبدا
وأمر باطلاقه. ثم إن المأمون سقاه السم فمات. قال الشيخ أبو نصر البخاري:
زيد بن موسى لم يعقب وجماعة من المنتسبين إليه بأرجان البوم وهم على ما يزعمون
من ولد زيد بن علي بن جعفر بن زيد بن موسى وهو غير صحيح.

(1) الرشدة بفتح الراء وكسرها أيضا مع سكون الشين المعجمة ضد
الزنية، يقال هذا ولد رشدة. إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد
زنية. (تاج العروس)
221

وقال غير البخاري وعليه الشيخ العمرى وشيخ الشرف العبيدلي وأبو عبد الله
ابن طباطبا وغيرهم: أعقب زيد النار بن موسى الكاظم " ع " من أربعة رجال
الحسن ولده بالمغرب والقيروان، والحسين المحدث، وجعفر، وموسى الأصم
فمن ولد موسى بن زيد النار موسى خردل بن زيد بن موسى المذكور له عقب
منهم محمد ضغيب (1) بن محمد بن موسى خردل المذكور، يقال لولده بنو ضغيب
منهم بنو مكارم بالمشهد الغروي، وهم بنو محمد مكارم بن علي بن حمزة بن محمد
ضغيب وبالغري وبغداد قوم ينتسبون إلى علي بن محمد بن موسى خردل، ولم
يذكر عليا هذا أحد من النسابين ونسبهم مفتعل والله أعلم بالصواب.
ومن بنى جعفر بن زيد النار، زيد بن علي بن جعفر المذكور له عقب
بأرجان، وابنه أبو محمد الحسين نقيب أرجان، ومن بنى الحسين المحدث بن زيد
النار أبو جعفر محمد منقوش، ذكر النسابون: أنه لا بقية له. قال ابن طباطبا:
وورد انسان في نقابة أبى أحمد الموسوي إلى بغداد وذكر أنه جعفر بن زيد بن أبي
جعفر محمد منقوش فأثبته أبو أحمد وله أولاد وأخ بالري وقزوين والنيل
والبندجين، وعقب الحسين المحدث من زيد بن الحسين وحده، ومنه في محمد
ولمحمد أولاد بأرجان وغيرها منهم الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث،
وأخواه جعفر وزيد، وادعى إلى زيد بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث دعى، اسمه
جعفر، مبطل كذاب، له عقب بقزوين وله أخ اسمه هاشم أولد أيضا قال الشيخ
العمرى: هو على قول الشيخ أبى الحسن - يعنى شيخ الشرف النسابة - مبطل دعى
كذاب غير أنه ثبت في جريدة بغداد وأخذ مع أشرافها ولعله الذي تقدم ذكره.
قلت: الظاهر أنه هو الذي ذكره ابن طباطبا في ولد جعفر بن زيد النار
وذكر أن أبا احمد الموسوي أثبته، والله أعلم.

(1) في بعض النسخ المخطوطة (صعيب) بالصاد والعين المهملتين.
م ص
222

والعقب من عبد الله (1) بن موسى الكاظم " ع " وهو لام ولد، من
رجلين موسى ومحمد، أما محمد فعقبه في (صح) قال الشيخ العمرى: من ولده
العدل بالرملة علي بن الحسن الأحول بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله
ابن موسى الكاظم " ع ". وقال الشيخ أبو نصر البخاري: ولد عبد الله بن موسى
الكاظم " ع " موسى، ما أعقب إلا منه، فجميع أولاد عبد الله بن موسى من
موسى بن عبد الله. هذا كلامه. وكان موسى بن عبد الله بنصيبين وله ولد بها
وبغيرها، فمن ولده جعفر الأسود الملقب زنقاحا بن محمد بن موسى المذكور من
ولده معمر الضرير بن عبد الله بن زنقاح المذكور، يعرف بابن العمرية وبهذا
يعرف عقبه، ومنهم بنو ناصر وهم ولد ناصر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن
زنقاح، كانوا ببيارى ولهم بقيد.
ومن ولد موسى بن عبد الله بن الكاظم " ع "، علي بن الحسين بن محمد بن
موسى المذكور، يعرف بابن ربطة، له عقب كانوا بنصيبين والعقب من عبيد الله
ابن (2) موسى الكاظم وهو لام ولد، في ثلاثة رجال محمد اليماني والقاسم
وجعفر، وقد كان ابنه موسى أعقب وانتشر عقبه ثم انقرض، وأما علي بن

(1) قبره بقرية من قرى ساوة مشهور، زرته في رمضان سنه 918 ه‍
" كذا في هامش الأصل " وقد عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أخيه
الرضا عليه السلام. م ص
(2) ولد عبيد الله بن موسى الكاظم " ع " وهو لام ولد، ثلاث بنات
هن أسماء وزينب وفاطمة، ومن الرجال ثمانية هم محمد اليماني وجعفر والقاسم
وعلى وموسى والحسن والحسين وأحمد. فأما أحمد والحسن والحسين فلم يعقبوا
وأما موسى فانتشر له عقب ثم وجدت عليه أنه منقرض. وأما على فمن ولده أبو
المختار حمزة الفقيه، وأما القاسم فمن ولده ميمونة المعمرة ماتت ولها مائة سنة
وأما جعفر فأولد وانتشر عقبه، وأما محمد اليماني فأولد وانتشر عقبه (المجدي)
223

عبيد الله بن الكاظم " ع " فقال الشيخ العمرى: من ولده إن شاء الله أبو المختار
- حمزة - الفقيه المقرى بشيراز - بن الربيع بن محمد بن حمزة بن علي بن حمزة بن محمد
ابن علي بن عبيد الله بن الكاظم " ع " قال: وهذا أبو المختار ورد ومعه إبنان
يقال لهما الحسين وشيث لا أعلم كانا أخوى حمزة أو عميه وثبتوا في جريدة
شيراز وقاسموا الطالبيين بها ودفعهم كثير من العلويين لان في المشجرات لم
يثبت لمحمد بن علي بن عبد الله سوى ولد درج يقال له إبراهيم وبنات، ولم يعرف
لمحمد ولد له يقال له حمزة والله أعلم بصحة نسب حمزة. هذا كلامه.
فعقب عبيد الله بن موسى الكاظم " ع " في ثلاثة محمد والقاسم وجعفر
أما محمد اليماني بن عبد الله بن الكاظم " ع " وربما قيل اليمامي بالميم فأعقب من
إبراهيم وحده وأعقب إبراهيم من رجلين، هما أبو جعفر محمد، وأحمد الشعراني
قال ابن طباطبا: ولده بهمدان. فأعقب أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني
من أربعة رجال وهم أبو القاسم جعفر الجمال له عدد وبقية في مواضع شتى
وأبو القاسم عبد الله، وأبو طاهر إبراهيم - وقيل انقرض - وأبو الحسن على
فاما أبو القاسم جعفر الجمال فمن ولده أبو الفاتك المكي، وهو الحسين بن عبيد الله
ابن جعفر الجمال، ولعبيد الله بن الجمال عدد من الأولاد، وكذا لأبي الفاتك
المكي ومن ولده أبو علي إسماعيل، له أبو جعفر إبراهيم - وقيل محمد - الخطيب
والقاضي بمكة وكان جليلا كريما، له ولد بخراسان وعقب بمصر، ومنهم أبو
الحسن موسى بن جعفر الجمال ويعرف بابن الاعرابي ويقال له صاحب الطوق
غلب على نواحي آذربيجان، وله عقب كانوا بشماخى من بلاد شيروان، ومنهم
أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن جعفر الجمال، له عقب وجماعة بمصر
ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الجمال يلقب بحميمات، له عقب
أكثرهم بالحجاز، كذا قال الشيخ العمرى ومنهم أبو الفائز الحسين بن عبد الله
ابن جعفر الجمال، لحق بعضد الدولة بشيراز وأعقب بها.
224

ومن ولد عبد الله بن محمد بن إبراهيم ين محمد اليماني ويكنى أبا العباس أبو
البركات يحيى بواسط، وسليمان، وطاهر، وأبو طالب محمد ولهم أولاد وأعقاب
بواسط، قال ابن طباطبا: وفيهم غمز وطعن. وقال الشيخ العمرى: وربما تكلم
بعض النساب في يحيى وما علمت فيه إلا الخير. وابنه أبو عبد الله محمد بن يحيى
منقرض، قاله أبو عمرو بن المنتاب. ومن ولد أبى الحسن علي بن محمد بن إبراهيم
ابن محمد اليماني أبو القاسم الحسين بن الحسن الأحول بن علي بن محمد المذكور في
أخوين.
ومن ولد إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني أبو يعلى طاهر بن إبراهيم
له بمصر ولد، ومطهر وسالم وقد قيل إن إبراهيم انقرض والله أعلم، وأعقب
أحمد الشعراني بن إبراهيم بن محمد اليماني، من عبد الله بهمدان، وأبي إسحاق
إبراهيم، وأبى الحسين موسى، فمن ولده أبو المكارم مؤيد بن يحيى بن أحمد بن
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني، كان بمصر وله أولاد واخوة، ولعبد الله
ابن أحمد الشعراني عقب بهمدان.
وأما القاسم بن عبيد الله بن الكاظم " ع " فأعقب من موسى، ومن عبيد الله
أبى زرقان، ومن الحسين، قال أبو عبد الله بن طباطبا: ومن محمد ومن الحسن
أولد إبراهيم بالمراغة. وقال أبو المنذر: درج الحسن بن القاسم بن عبيد الله
قال الشيخ العمرى: فلما كان منذ سنين أحسبها سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قدم
من جزيرة ابن عمر - على الشريف النقيب بالموصل أبى عبد الله الملقب بالتقى
عميد الشرف، واسمه محمد بن الحسن المحمدي - رجل شاب على خديه خال
مليح الوجه واضح الجبهة ربع القامة، فذكر أنه حمزة بن الحسين بن علي بن
الحسن بن القاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم " ع " وأظهر كتبا بصحة دعواه
وشهادة القاضي أبى عبد الرحمان الطالقاني قاضى الجزيرة بامضاء الشهادات
وثبوتها عنده، فأحضرني النقيب بمحضر الاشراف وسألني عن قصة الرجل
225

فقلت: هذا أمر شرعي يتعين عليك العمل بما يتحقق فيه واكتب أنا بما تفعله
فقال لي: بل تكتب حتى أمضيه. فكتبت خطا متأولا إذا سئلت عنه أجبت عن
صحته وسقمه فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمدي وعدت إلى النقيب فأطلعته
على ما في نفسي، وأن أبا المنذر النسابة زعم أن الحسن بن القاسم درج وأن
خطى فيه تأول، واندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل، ثم إني قدمت الجزيرة
لحاجة لي فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول وأخوه في جماعة من
العامة يكبرون دخول حمزة في النسب، وقال: دخل في ولد أبى الأدنى وهذا
مما لا يصبر عنه. فأنفذت إليه فجاء وسألته عن شهوده فذكر أنهم يجيئون فقمت
والجماعة إلى القاضي أبى عبد الرحمان فاستحضر شخصين عدلين عدلهما عندي
القاضي فشهدا بصحة النسب وأن أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحة نسبه
عند قوم علويين نازعوه فثبت نسبه بالشهادة القاطعة، وأن هذا حمزة وأخاه
وأخته أولاد الحسين بن علي ولدوا على فراشه، وأن رجلا يقال له شريف
ابن علي أخو الحسين لأبيه. فلما رأيت ذلك أمضيت نسبه وأطلقت خطى
بصحته، وكاتبت النقيب التقى عميد الشرف المحمدي فأثبته وصح نسبه غير منازع
فيه.
وممن انتسب إلى محمد بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم " ع " أبو طالب
زيد نقيب عمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم بن عبيد الله
المذكور، قال الشيخ أبو الحسن العمرى: رأيته بعمان عند كونى بها سنة أربع
وعشرين وأربعمائة، يعرف بان الخباز له إخوة وأولاد يتظاهر بالتحرم وفى
داره مغنية مصطفاة، وكانت آمنه بنت أبي (1) زيد الحسنى تزوجها أحمد جد
أبيه على قاعدة ما أعرفها فأولدها محمدا، ودفع النساب أن يكون لمحمد بن
القاسم بن عبيد الله ولد اسمه أحمد، فممن دفع نسبه عند قراءتي عليه والدي

(1) في (المجدي) سمى أبها زيدا.
226

أبو الغنائم، والشريف أبو عبد الله بن طباطبا، ورأيت عليه خط شيخ الشرف
العبيدلي النسابة في كتابه المبسوط (كاذب مبطل) فعلى هذا بطل نسب ابن الخباز
نقيب عمان وولده واخوته (1).
وأما أبو زرقان عبيد الله بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم " ع " فأعقب
من القاسم ومحمد، للقاسم علي بن القاسم بن عبيد الله أبى زرقان كان ينزل الري
وله ولد منتشرون، قال الشيخ العمرى: ادعى إليه رجل اسمه أحمد بالعراق
وقويت دعواه حتى كشفه أبو المنذر الجزار الكوفي النسابة وأبطل نسبه وكان
أحمد هذا أحد رجال الزمان في الحيل والتلبيس فلم يغنه ذلك مع معرفة أبى المنذر
وتبصره شيئا، وكان مقيما على الدعوى وربما لقى فيها مكروها.
أما موسى بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم " ع " فمن ولده علي بن محمد
ابن موسى المذكور، يلقب بالسخط بواسط، له عقب وأخوه جعفر بن محمد
كان بسوراء، ومنهم القاسم بن موسى المذكور ولد عليا، له ولدان معقبان وهما
أبو جعفر وموسى.
وأما أبو القاسم جعفر بن عبيد الله بن الكاظم " ع " ويعرف بابن أم
كلثوم وهي عمته بنت الكاظم " ع " اشتهر بها لأنها ربته، وعقبه منتشر فأعقب
من رجل واحد وهو أبو الحسين محمد، ومنه في أبى الطيب أحمد، ومنه في علي
وأبى (2) عبيد الله بن جعفر أولاد أبى الحسين أحمد المعروف بابن دنيا بن
محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم " ع ". ومنهم الشريف أبو الحسن عبد الله
المعروف بابن دنيا، خلف نقابة الطالبيين بالبصرة وهو ابن جعفر بن أحمد بن
محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم " ع " مات عن بنات، ومنهم أبو الدنيا وهو
أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي الطيب أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله

(1) إلى هنا كلام العمرى صاحب (المجدي).
(2) في العبارة اضطراب ولعل فيها سقطا فليراجع. م ص
227

ابن الكاظم " ع " له عقب يعرفون ببنى أبي الدنيا أكثرهم بالحجاز.
والعقب من حمزة بن موسى الكاظم " ع " ويكنى أبا القاسم وهو لام
ولد، وكان كوفيا، وعقبه كثير ببلاد العجم من رجلين القاسم، وحمزة، وكان
له علي بن حمزة مضى دارجا وهو المدفون بشيراز خارج باب إصطخر، له مشهد
يزار، وأما حمزة بن حمزة بن الكاظم " ع " وأمه أم ولد، وكان متقدما
بخراسان وله عقب قليل بعضهم ببلخ وعقبه من ولده علي بن حمزة بن حمزة
منهم السيد علي بن حمزة بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن حمزة
ابن موسى الكاظم " ع "، وأخوه.
وأما القاسم بن حمزة بن الكاظم " ع " وفيه البقية ويعرف بالاعرابي
وأمه أم ولد فأعقب من محمد، وعلى، واحمد، فمن بنى محمد بن القاسم بن
حمزة، قيل وهو الاعرابي، أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن القاسم بن
حمزة بن الكاظم " ع " خدم ملوك آل ساسان وعاشر كتابهم ووزراءهم وله
شعر منه قوله:
فديت غزالي وهو ملكي حقيقة * يلذ به عيش إذا نابني هم
جميل محياه وكالدعص ردفه * لطيف سجاياه وليس له خصم
ولأبي الفتح البستي فيه:
أنا للسيد الشريف غلام * حيث ما كان فليبلغ سلامي
وإذا كنت للشريف غلاما * فانا الحر والزمان غلامي
ومنهم أحمد المجدور بن محمد بن القاسم بن حمزة، له عدة أولاد، منهم
إسماعيل، ومحمد المجدور، لهم أعقاب منهم نقباء طوس وساداتها ومنهم أبو جعفر
محمد بن موسى بن أحمد المجدور نقيب طبس سيد جليل شاعر ممدوح له عقب
وادعى إلى هذا البيت قوم يقال لهم الكوكبية أدعياء لاحظ لهم في النسب، ودعواهم
إلى محمد المجدور بن أحمد بن محمد بن القاسم، وانتسب إلى أحمد بن محمد
228

المذكور أربعة إخوة، هم الحسين وعبد الله وعلى والعباس وأعقبوا ونفاهم ابن
زيادة الأفطسي النسابة وكذب دعواهم، قال شيخ الشرف العبيدلي: وبنيسابور
قوم يزعمون أنهم من ولد محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم " ع " وهم
أدعياء.
ومن بنى محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم " ع " أحمد بن زيد الملقب
سياه بن جعفر بن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم " ع " كان
مقيما ببغداد وولد فيها أولادا منهم محمد المدعو بالزنجار، له ولد يقال لهم بنو
سياه، ومنهم أبو القاسم حمزة بن الحسين الملقب أبا زبيبة بن محمد بن القاسم بن
حمزة بن موسى الكاظم " ع " أنكر نسب حمزة أبوه الحسين أبو زبيبة وأجاز
نسبه نقيب همدان قال الشيخ العمرى: وأظن أن الشهادة وقعت على أبيه بالعقد
على أمه وأنه ولد على فراشه والله أعلم.
ومن ولد محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم " ع " صدر الدين (1)
حمزة الدفتر دار زمن السلطان أولجايتو سملت عينه في واقعة الوزير سعد الدين
الساوي وهو حمزة بن حسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن محمد بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن محمد المذكور.
والعقب من العباس بن موسى الكاظم " ع " من القاسم المدفون بشوشى
وحده، وهم قليل، قال ابن طباطبا: ومن موسى بن العباس. فأعقب القاسم بن
العباس بن الكاظم " ع "، من أبى عبد الله محمد، له عقب، قال ابن طباطبا:
ومن أحمد بن القاسم ولده بالكوفة وفى الحسين صاحب السلعة ابن القاسم
قال الشيخ رضى الدين حسن بن قتادة للحسين الرسي النسابة: سألت الشيخ جلال
الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشى
المعروف بالقاسم، فقال: سألت والدي فخارا عنه فقال: سألت السيد جلال

(1) قبره بتبريز بسرخاب يعظم ويزار.
(عن هامش المخطوطة)
229

الدين عبد الحميد التقى عنه فقال: لا أعرفه ولكنه مشهد شريف وقد زرته فقال
والدي: وأنا أيضا زرته ولا أعرفه، إلا أنى بعد موت السيد عبد الحميد وقفت
على مشجرة في النسب قد حملها بعض بنى كتيلة إلى السيد مجد الدين محمد بن
معية وهي جمع المحسن الرضوي النسابة وخطه، يذكر فيها: القاسم بن العباس
ابن موسى الكاظم " ع " قبره بشوشى في سواد الكوفة والقبر مشهور (1)
وبالفضل مذكور.
والعقب من هارون بن موسى الكاظم " ع " وهو لام ولد، قال الشيخ
أبو نصر البخاري: هارون بن موسى " ع " فمنهم من طعن في نسب المنتسبين إليه
وقالوا: ما أعقب هارون بن موسى وما بقي له عقب. وقال الشيخ أبو الحسن
العمرى، والشيخ أبو عبد الله بن طباطبا، وغيرهما: أعقب هارون بن
الكاظم " ع " من أحمد بن هارون وهو لام ولد. وأعقب أحمد بن هارون
من رجلين، محمد، وموسى أما موسى فقد كان أعقب عقبا يقال لهم بنو الأفطسية
واليها ادعى أبو القاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة الكوفي، فقال، أنا علي بن أحمد
بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم " ع " قال أبو الحسن
العمرى: فكتبت إلى الموصل إلى أبى عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم
بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن
أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا أشك فيه: إن الرجل كاذب مبطل
وإنه ادعى إلى بيوت عدة لم يثبت له نسب في جميعها وإن قبره بالري يزار على
غير أصل.

(1) في (مراصد الاطلاع) و (تاج العروس) بمادة " شاش ": شوشة
قرية بأرض بابل أسفل من الحلة بقربها قبر ذي الكفل، بها قبر القاسم بن موسى
ابن جعفر الصادق " ع " من آل البيت ويتبرك به هذا ما ذكراه ولم يذكرا أن
هناك قبرا للقاسم بن العباس بن الكاظم عليه السلام. م ص
230

وأما محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم " ع " فأعقب من ثلاثة رجال
الحسن وجعفر وموسى، فمن ولد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون، جعفر بن
الحسن قاضى المدينة ونقيبها له عقب، قال العمرى: رأيت بعضهم بمصر. ومن
ولد الحسن بن محمد بن أحمد، أبو الحسن علي بن الحسن وله ولد بنيسابور، ومن
ولد جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم " ع " أبو الحسن على كان بنيسابور
ومنهم ببخارا أبو عبد الله هارون بن محمد بن جعفر، كان أحد أصحاب الأحوال
الحسنة، قال شيخ الشرف: ومضى هارون بن محمد بن جعفر إلى اليمن وله ولد
هناك.
ومن ولد موسى بن محمد بن أحمد بن هارون، أمير كابطوس، وهو على
ابن المحسن بن الحسين الجندي بن موسى المذكور، وبنو هارون بن الكاظم " ع "
قليلون، والعقب من إسحاق بن موسى الكاظم ويلقب الأمير وهو لام ولد
في العباس ومحمد والحسين وعلى، وقال ابن طباطبا: وفى موسى والقاسم.
أما العباس بن إسحاق بن الكاظم " ع " فأعقب من إسحاق المهلوس بن
العباس بن إسحاق، له عقب كانوا ببغداد منهم أبو طالب محمد بن الزاهد المعدل
الحداد، كان يعمل الحديد، وهو ابن علي بن إسحاق المهلوس، مات بعد أن عمى
وله ببغداد بقية يقال لهم بنو المهلوس قاله العمرى.
وأما محمد بن إسحاق بن الكاظم " ع " فأعقب من ولده عبد الله أبى القاسم
ولأبي القاسم عبد الله، أبو الحسين محمد، ولده ببلخ وأما الحسين بن إسحاق
ابن الكاظم " ع " فعقبه من الحسن بن الحسين، له أولاد منهم أبو جعفر محمد
الصوراني قبره بشيراز بباب إصطخر يزار، قاله ابن طباطبا والعمرى
وللصوراني عقب يقال لهم بنو الوارث، وهم ولد جعفر الوارث بن محمد الصوراني
المذكور قال العمرى: وبنو الحسين بن إسحاق منتشرون بالبصرة والمدينة والأهواز
وأما علي بن إسحاق بن الكاظم " ع " فله عقب كانوا بحلب قديما ثم انقرضوا
231

قال ابن طباطبا: وبمكة منهم أبو الحسن المفلوج محمد بن علي بن محمد بن علي بن
إسحاق المذكور، له ولد بالبصرة يعرف بحيدرة، والعقب من إسماعيل (1) بن
موسى الكاظم " ع " وهم قليلون، من موسى بن إسماعيل وحده فمن ولده جعفر
ابن موسى بن إسماعيل، يعرف بابن كلثم ويقال لولده الكلثميون وهم بمصر
منهم بنو السمسار، وبنو أبى العساف، وبنو نسيب الدولة، وبنو الوراق، وهم
بمصر والشام إلى الآن.
والعقب من الحسن بن موسى الكاظم " ع " وهم قليل جدا لا اعرف منهم
أحدا وربما كانوا قد انقرضوا، وقد عد الشيخ أبو نصر البخاري الحسن بن
موسى من الخلص من الموسوية الذين لا نجد أحدا يشك فيهم. ثم قال في موضع
آخر: والحسن بن موسى بن جعفر، ولد جعفر بن الحسن من أم ولد يقال إنه
أعقب ويقال غير ذلك. هذا كلامه. وقال ابن طباطبا وأبو الحسن العمرى:
أعقب الحسن بن موسى من جعفر وحده. وأعقب جعفر من ثلاثة محمد
والحسن وموسى، فمن ولد محمد، على العرزمي بن محمد من ولده أبو يعلى محمد
ابن الحسين - الملقب بالبلا قتل بطريق قصر ابن هبيرة - ابن الحسن الأحول
ابن علي العرزمي. وقال البخاري: لست أعرف أحدا من ولد الحسن بن موسى
الكاظم " ع " غير ولدى العرزمي وهما على والحسين ابنا الحسن بن علي العرزمي
ولم يبق لهما ذكر بالعراق. وقال ابن طباطبا: ذكر أن واحدا منهم بالشام ولا
أعرف حقيقة صورته، فصورة الحسن بن موسى الكاظم " ع " كصورة المنقرض
إلا أن تقوم بينة عادلة لمن يذكر أنه من ولده والله سبحانه وتعالى أعلم - آخر ولد

(1) قال العمرى في (المجدي) ولد إسماعيل بن موسى الكاظم " ع "
وهو لام ولد، جماعة ذكورا وإناثا، فمن ولده أبو جعفر محمد نقيب الموصل
أيام ناصر الدولة بن حمدان الرازي الملقب اسفيدباج بن موسى بن محمد الأصغر
ابن موسى بن إسماعيل بن الكاظم " ع " مات النقيب عن أولاد ذكور. م ص
232

الحسن بن موسى الكاظم " ع "، وهذا آخر بنى موسى الكاظم " ع ".
وأما إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ويكنى أبا محمد وأمه فاطمة
بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " ويعرف بإسماعيل
الأعرج، وكان أكبر ولد أبيه وأحبهم إليه كان يحبه حبا شديدا، وتوفى في
حياة أبيه بالعريض فحل على رقاب الرجال إلى بالبقيع (1) فدفن به سنة ثلاث
وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق " ع " بعشرين سنة، كذا قال أبو القاسم بن
خداع نسابة المصريين. فأعقب إسماعيل من محمد وعلى ابني إسماعيل، أما محمد
ابن إسماعيل فقال شيخ الشرف العبيدلي: هو امام الميمونية وقبره ببغداد. وقال
ابن خداع: كان موسى الكاظم عليه السلام يخاف ابن أخيه محمد بن إسماعيل
ويبره وهو لا يترك السعي به إلى السلطان من بنى العباس.
وقال أبو نصر البخاري: كان محمد بن إسماعيل بن الصادق " ع " مع عمه

(1) روى أن أبا عبد الله الصادق " ع " جزع على وفاته جزعا شديدا
وحزن عليه حزنا عظيما، وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء فامر بوضع سريره
على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه يريد
بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في
حياته، ولما مات إسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك
فيعتقده من أصحاب أبيه " ع " وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه
بل كانت من الأباعد فلما مات الصادق " ع " انتقل جماعة إلى القول بامامة موسى بن
جعفر " ع " وافترق الباقون منهم فرقتين، فرقة منهم رجعوا عن حياة إسماعيل
وقالوا بامامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الإمامة كانت لأبيه وأن الابن أحق
بمقام الإمامة من الأخ، وفريق منهم ثبتوا على حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ
وهذان الفريقان يسميان الإسماعيلية، ذكر ذلك الشيخ المفيد في (الارشاد)
والطبرسي في (إعلام الورى) في باب أولاد الصادق " ع ".
233

موسى الكاظم عليه السلام يكتب له السر إلى شيعته في شيعته في الآفاق، فلما ورد الرشيد
الحجاز سعى (1) محمد بن إسماعيل بعمه إلى الرشيد، فقال: أعلمت أن في
الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج؟ فقال الرشيد: ويلك أنا ومن؟ قال: موسى
ابن جعفر. وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم " ع " وحبسه
وكان سبب هلاكه، وحظي محمد بن إسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق
ومات ببغداد ودعا عليه موسى بن جعفر " ع " بدعاء استجابه الله تعالى فيه وفى
أولاده، ولماليم موسى بن جعفر " ع " في صلة محمد بن إسماعيل والاتصال مع
سعيه به قال: إني حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم: الرحم إذا قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت
فوصلت ثم قطعت قطعها الله تعالى وإنما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.
وأعقب محمد بن جعفر من رجلين إسماعيل الثاني وجعفر الشاعر
أما جعفر الشاعر بن محمد بن إسماعيل فمن ولده بنو البغيض وهو جعفر بن
الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع " وابنه
محمد الملقب بنعيش وهم عدد كثير بمصر، قال الشيخ أبو الحسن العمرى:
ومنهم من هو بالمغرب وربما كانوا قد أولدوا، فمن ثم يجب أن لا يكذب من
ينسب إليهم بل يطالبه بصحة دعواه وهم ثلاثة نفر، أحمد أبو الشلعلع، وجعفر
وإسماعيل، بنو محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع "
ومن بنى جعفر الشاعر بن محمد بن إسماعيل، علي بن محمد بن جعفر المذكور
قال ابن دينار الأسدي الكوفي: لم يعقب. وقال أبو القاسم الحسين بن خداع
المصري: أغرب علي بن محمد هذا ثم قدم إلى مصر سنة إحدى وستين وثلاثمائة

(1) ذكر الشيخ المفيد أن الساعي بعمه الكاظم (ع) إلى الرشيد هو على
ابن إسماعيل لا أخوه محمد وذكر قصة السعاية أنظر (الارشاد) باب ذكر السبب
في وفاته عليه السلام، م ص
234

ومعه إبناه حسين وجعفر ومع الحسين ولده نصر صغيرا: وإذا رآه ابن خداع
وهو مصري بطل قول ابن دينار وهو كوفي. وقال الشيخ أبو نصر البخاري:
أولاد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل لا شك في نسبهم، وأولاد جعفر بن محمد
ابن إسماعيل انا متوقف في تعاقبهم اليوم، وينتسب إليه قوم من أهل الشام
وهؤلاء أمراء مصر ينتسبون إليه.
قلت وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الذين استولوا على المغرب ومصر
ونفاهم. العباسيون وكتبوا بذلك محضرا شهد فيه جل الاشراف ببغداد، وانضم
إلى ذلك ما ينسب إليهم من الأحاديث وسوء الاعتقاد (1) وقد تأملت بعض
ما حكى من الطعن فيهم فوجدته لا يتمشى لكونه بناءا على أن المهدى أولهم
منسوب إلى أنه محمد بن إسماعيل بن الصادق (ع) لصلبه، وزمانه لا يحتمل
ذلك والشريف الرضى الموسوي مع جلالة قدره صحح في شعره نسبهم حيث
يقول:
ما مقامي على الهوان وعندي * مقول صارم وأنف حمى
أحمل الضيم في بلاد الأعادي * وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبى ومن جده جدي * إذا ضامني البعيد القصى
وقال ابن طباطبا: جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الصادق " ع " عقبه من
محمد يقال له الحبيب، وعقبه من الحسن المعروف بالبغيض، وعبد الله بالمغرب
وجعفر بالمغرب: وإسماعيل بالمغرب، وهم من أنساب القطع في (صح).
وأول الخلفاء العبيديين عبيد الله أبو محمد، وإحدى الروايات أنه ابن
محمد الحبيب بن جعفر بن محمد بن إسماعيل، ظهر بسلجماسة في أرض المغرب يوم

(1) قال ابن الجوزي في تاريخه، إن أول الخلفاء الفاطميين أبو محمد
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع ".
(عن هامش المخطوطة)
235

الاحد سابع ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين، وبنى المهدية وانتقل إليها في
شوال سنة سبع وثلاثمائة، وملك إفريقية من أعمال المغرب وسير ولده فملك
الإسكندرية والفيوم بعض أعمال الصعيد. وفى بعض الروايات أنه ابن جعفر
ابن الحسن بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر بن محمد بن إسماعيل. قال: وهو
جعفر البغيض. ثم ملك بعده ابنه القائم أبو القاسم محمد ثم ابنه المنصور أبو
ظاهر إسماعيل، ثم ابنه المعز أبو تميم معد بن إسماعيل، وهو أول من ملك
مصر وانتقل إليها في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ثم ابنه العزيز أبو منصور نزار
ابن معد ثم ابنه الحاكم (1) أبو علي المنصور بن نزار، ثم ابنه الظاهر أبو الحسن
على المنصور، ثم ابنه المستنصر أبو تميم معد بن علي، ثم ابنه المستعلى أبو ظاهر
إسماعيل، كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين. وقيل: أبو القاسم (2) أحمد بن
معد (3) ثم ابنه الأمير أبو الحسن على ابن الأمير أبى القاسم محمد بن المستنصر
في قول الشيخ تاج الدين وقيل: أبو علي منصور بن أحمد بن معد، ثم الحافظ
أبو الميمون عبد المجيد بن أبي القاسم محمد بن المستنصر، ثم ابنه الظافر أبو

(1) في أيام الحاكم بأمر الله هذا ظهرت عقيدة الدروز الذين يسكنون
جبال لبنان اليوم وهم فرقة كبيرة أولوا بسالة وشجاعة.
(2) أبو القاسم أحمد هذا هو الملقب بالمستعلى عند المؤرخين لا أبو ظاهر
إسماعيل الذي ذكره النقيب تاج الدين، وهو الذي بويع له بالخلافة في مصر
سنة 487 ه‍ بعد وفاة أبيه المستنصر أبى تميم معد بن علي وتوفى بالقاهرة سنة
495 ه‍ ومدة حكمه سبع سنوات، ثم بويع لابنه المنصور الآمر بأحكام الله
بعد وفاة أبيه أحمد المستعلى واستمر بالخلافة 29 سنة ثم قتله جماعة من
الباطنيين سنة 524 ه‍ ثم بويع بعده للحافظ عبد المجيد أبى الميمون المذكور
أنظر (تاريخ العلويين) لمحمد أمين غالب الطويل طبع اللاذقية سنة 1343 ه‍.
(3) لعل هنا سقطا، ويحتمل زيادة لفظة (ابنه) فليراجع م ص
236

منصور إسماعيل بن عبد المجيد، ثم ابنه الفائز أبو القاسم عيسى بن إسماعيل ثم
العاضد أبو محمد عبد الله بن أبي الحجاج يوسف بن الحافظ، وهو آخرهم
قبض عليه الصلاح بن أيوب سنة سبع وستين وخمسمائة وأخرج الملك منهم
بعد أن ملك هؤلاء الأربعة عشر، وكانت مدة ملكهم منذ قيام المهدى (1) إلى
أن قبض على العاضد مائتان وإحدى وسبعين سنة، منها بمصر مائتان وست سنين.
ومنهم المصطفى لدين الله نزار بن المستنصر بن معد بن علي بن الحاكم كان
صاحب دعوة الإسماعيلية، ومن ولده علاء الدين صاحب قلعة الموت، وهو ابن
جلال الدين حسن بن علاء الدين محمد بن أبي عبد الله حسين بن المصطفى لدين الله
نزار المذكور، وابنه ركن الدين خور شاه قتلته المغول، ولهم أعقاب كثيرة بمصر
والشام، منهم الشريف أبو الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن أبي القاسم
محمد بن المهدى عبيد الله بن محمد الحبيب، رآه الشيخ أبو الحسن العمرى بالقاهرة
وله ولد وولد ولد، وكان قد خرج يحيى (2) بن كردويه القرمطي في أيام المكتفى

(1) كانت وفاة عبيد الله الملقب بالمهدي في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ومات ابنه
القائم محمد سنة 433 ه‍ ومات ابنه المنصور إسماعيل سنة إحدى وأربعين، ومات ابنه
المعز أبو تميم معد سنة خمس وستين، ومات ابنه العزيز نزار سنة ست وثمانين، ومات
ابنه الحاكم المنصور سنة إحدى عشرة وأربعمائة، ومات ابنه الظاهر على سنة سبع
وعشرين ومات ابنه المستنصر معد سنة سبع وثمانين، ومات ابنه المستعلى أحمد سنة
خمس وتسعين، ومات ابنه الآمر منصور سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ومات الحافظ
عبد المجيد بن محمد بن المستنصر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ومات ابنه الظافر
إسماعيل سنة تسع وأربعين، ومات ابنه الفائز عيسى سنة خمس وخمسين، ومات
العاضد عبد الله بن يوسف بن الحافظ سنة سبع وستين وخمسمائة، وبه انقطعت
دولة الإسماعيلية بمصر. (عن هامش الأصل)
(2) كان قتل يحيى بن زكرويه سنة 290 ه‍ وقتل أخيه الحسين سنة 291
ومات أبوهما زكرويه سنة 294. (عن هامش الأصل)
237

العباسي وادعى أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع "
ودعا إلى نفسه فانهض المكتفى إليه محمد بن سليمان فحاربه وقتله فانتصب مكانه
أخوه الحسين بن كردويه، ويقال زكرويه وادعى أنه أحمد بن عبد الله بن محمد
المذكور صاحب الشامة ودعا إلى نفسه ويلقب بالمهدي المنصور، وعظم أمره
وملك الشام بكره وفعل في الاسلام ما شاع ذكره، وهزم محمد بن سليمان وقتل
أكثر جيشه فقلق المكتفى لذلك وشخص بنفسه إلى الرقة وأنجد محمد بن سليمان
بالرجال وأمده بالعدد والأموال، فجرت بينهما عدة وقائع حتى أسره ووزيره
ومائتي نفس من وجوه أصحابه بعد أن قتل منهم ما لا يحصى، وأدخل بغداد
وشهر بها ثم أحرقوا.
وأما إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع " فأعقب
من رجلين محمد واحمد، فمن ولد محمد بن إسماعيل الثاني، الحسن صبنوحة (1)
ابن محمد المذكور، من ولده بنو تمام بسورا وهم ولد أبى منصور تمام بن محمد
ابن هبة الله بن محمد بن محمد بن المبارك بن المسلم بن علي بن الحسين بن الحسين
بن الحسن صبنوحة، منهم جماعة ينزلون عذار الفرات عند زبيد. ومنهم بنو
البزاز بالحلة، وهم ولد بركة البزاز بن معمر بن مرجى البزاز بن معمر بن محمد
ابن زيد الضرير بن محمد صبنوحة بن الحسن بن الحسن صبنوحة المذكور، ومنهم
الجلال عبيد الله بن محمد العطار بالحلة ابن القاسم العطار ابن أبي العز محمد بن
الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن محمد بركة البزاز ميناث رأيته بالحلة.
ومن ولد أحمد بن إسماعيل الثاني، الحسين المنتوف وإسماعيل الثالث ابنا

(1) يمضى في بعض النسخ المخطوطة (صينوحة) بالصاد المهملة ثم الياء
التحتانية ثم النون والواو وبعدهما الخاء المعجمة، وفى (المجدي) ضبوخة بالضاد
المعجمة بعدها الباء الموحدة بعدها الواو ثم الخاء المعجمة. م ص
238

احمد، فمن بنى الحسين المنتوف جماعة كثيرة بمصر وغيرها، منهم نقيب الطالبيين
بمصر، أبو علي عماد الدولة الحسين بن حمزة بن علي الشجاع بن الحسين المحترق
ابن إسماعيل نقيب دمشق بن الحسين المنتوف، ومنهم نسيب الملك وهو عقيل بن علي
بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علي الأصم الملقب
علوشا بن الحسين المنتوف، ونسيب الملك هذا هو الذي ورد كتابه إلى الشيخ
السيد عبد الحميد بن التقى النسابة بالطعن في نسب ابن أسعد الجواني النقيب
النسابة بمصر.
وأعقب إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الثاني من أربعة رجال، وهم أبو
جعفر محمد، ومن ولده موسى المكحول بن أبي جعفر محمد، يقال لولده بنو
المكحول، منهم نور الدين إبراهيم بن تللوه النسابة بمصر، وتللوه هو يحيى بن
محمد بن موسى بن محمد بن أبي تميم بن يحيى بن إبراهيم بن موسى المكحول وهم
كثيرون، وأبو القاسم الحسين حماقات بن إسماعيل الثالث يقال لولده بنو حماقات
وعلى حركات وهو ابن إسماعيل الثالث وأحمد عاقلين (1) بن إسماعيل الثالث
فمن بنى عاقلين المحسن بن علي بن إسماعيل الأحول بن أحمد عاقلين له أربعة بنين
قال أبو الحسن الممرى: وله ذيل. ومن بنى على حركات أبو الحسن على الشاعر
بالأهواز صديق أبى الغنائم بن أبي جعفر الحسين، وهو ابن محمد الملقب سندى
ابن علي حركات، مات (2) في طريق مكة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة و
خلف عدة من الولد ببغداد وغيرها.
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: ورأيت له (3) بالبصرة ولدا اسمه تمام

(1) عاقلين بصيغة الجمع المذكر السالم، كذا ضبطه العمرى في (المجدي)
(2) يعنى على حركات، ذكره في (المجدي).
(3) يعنى لعلى الشاعر كما ذكر في (المجدي) وقال: إنه أولد بالأهواز
من بنت الصائغ عدة أولاد أكثرهم إناث. م ص
239

أمه عودة الكراعة جارية اللبودي، وكانت أمه تعضده وأبوه يعترف به تارة
وينكره أخرى، غير أنى رأيته في بعض الأوقات يأخذ مع العلويين، وكان له
شعر على صدره والناس كلهم يخاطبونه بالشرف، وذكر أنه ولد على الشاعر غير
أنه لغير رشدة. هذا كلامه.
وأما على (1) بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع " فأعقب من إسماعيل
ولده بالمغرب ومن محمد. أما محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق " ع "
فأعقب من أبى الحسن علي بن محمد وأعقب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن
إسماعيل، من على يلقب أبا الجن (2) له عقب كثير بدمشق والعراق منهم
الحسن السيبي بن علي نقيب الدينور بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن على سكن
السيب فنسب إليه. ومنهم أبو مفرج وهو معد بن الحسن بن حمزة نقيب الأهواز
ابن المحسن بن علي (3) نقيب الأهواز ومنهم بنو الزكي وهو أبو المعالي بن علي بن
عبد الرحمان بن علي بن عبد المحسن بن ظريف بن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور،
ومنهم بنو التقى وهو بن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور، ومنهم قضاة دمشق
ونقباؤها وهم من ولد العباس بن علي بن الحسن بن أبي الحسن على كان العباس هذا
قاضى دمشق وابنه الحسن قاضى دمشق أيضا، وابنه الآخر علي بن العباس قاضى بعلبك

(1) قال العمرى في (المجدي): تزوج علي بن إسماعيل فاطمة بنت عبد الله
ابن الصادق عليه السلام وأولدها رقية وزيدا، وله من أم ولد خديجة الصغرى
وعبد الله وإبراهيم، وله من غير هاتين الحسن والمحسن وطاهر وخديجة الكبرى
وبريهة وحكيمة وزينب والحسين، له ولد بالكوفة وأظنه درج وإسماعيل
الأقطع له ولد بالمغرب، ومحمد ابن المحمدية قبره ببغداد.
(2) قال العمرى: يلقب أبا الجن لجرأة كانت فيه فكانوا يقولون له:
أنت أبو الجن لا نتنفر من بيتك،
(3) وعلى هذا ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن المذكور، قاله العمرى.
240

ولهم أعقاب منهم شرف الملك أبو البشائر محمد بن أحمد بن أبي القاسم جعفر بن أبي
المجد نصر الله بن أبي القاسم جعفر، ولى الدولة بن عميد الدولة أبى محمد
الحسن بن أبي على العباس بن الحسن قاضى دمشق المذكور كان نقيب النقباء بدمشق
إلى سنة ست وثمانين وستمائة، ومنهم نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن أحمد
ابن نقيب النقباء أبى يعلى حمزة فخر الدولة بن الحسن قاضى دمشق المذكور. صنف
له الشيخ العمرى كتاب (المجدي) وكان لأبي الحسن أحمد المذكور ولد اسمه محمد
ويكنى أبا طالب بن أبي الحسن أحمد المذكور له ولد بشيراز، ولأبي الحسن محمد
أيضا. أعقب جعفرا ومحمدا الضرير، لهما عقب بمصر - آخر ولد إسماعيل بن
الصادق " ع " -.
وأما على العريضي (1) بن جعفر الصادق " ع " ويكنى أبا الحسن وهو
أصغر ولد أبيه مات أبوه وهو طفل، وكان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى
الكاظم، وعن ابن عم أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد، وعاش إلى أن أدرك
الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم " ع " ومات في زمانه، وخرج مع أخيه
محمد بن جعفر بمكة ثم رجع عن ذلك، وكان يرى رأى الامامية فيروى أن أبا
جعفر الأخير (2) وهو محمد بن علي بن موسى الكاظم " ع " دخل على العريضي

(1) عده الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله من أصحاب أبيه الصادق
وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا عليهم السلام، ووصفه في (الفهرست) بأنه
جليل القدر ثقة وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم " ع " سأله عنها
رواها الحميري في (قرب الإسناد) توفى سنة 210 ه‍.
(2) الذي رواه الكليني في باب النص على إمامة الجواد " ع " من
(أصول الكافي): أنه دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا " ع " مسجد الرسول
فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه فقال أبو جعفر " ع "
يا عم اجلس رحمك الله. فقال: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع
علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عم أبيه وأنت
تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا إذا كان الله عز وجل - وقبض على لحيته -
لم يؤهل هذا الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله
مما تقولون بل أنا عبد له،. أما الكشي في رجاله فقال: إن أبا جعفر " ع " لما
أراد النهوض قام علي بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما.
241

فقام له قائما وأجلسه في موضعه ولم يتكلم حتى قام، فقال له أصحاب مجلسه أتفعل
هذا مع أبي جعفر وأنت عم أبيه؟ فضرب بيده على لحيته وقال: إذا لم ير الله
هذه الشيبة أهلا للإمامة أراها أنا أهلا للنار. ونسبته إلى العريض (1) قرية
على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها، وأمه أم ولد، ويقال لولده العريضيون
وهم كثير فأعقب. من أربعة رجال محمد، واحمد الشعراني، والحسن وجعفر
الأصغر. أما جعفر الأصغر بن علي العريضي فأعقب من ولده على ولعلى أعقاب
في (صح) وأما الحسن بن العريضي فأعقب من ابنه عبد الله (2) له عقب
بالمدينة ومصر ونصيبين، والعقب من عبد الله بن الحسن بن علي العريضي، في علي
، وموسى. أما على فعقبه من أبى عبد الله الحسين وأبى القاسم احمد، وأبى
جعفر محمد، وأبى محمد الحسن، فمن ولد أبى عبد الله الحسين داود بن الحسن
ابن علي بن الحسين المذكور له عقب منهم بنو بهاء الدين بالمذار، وبهاء الدين هو

(1) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عرض: عريض كزبير
واد بالمدينة به أموال لأهلها واليه نسب الإمام أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين العريضي لأنه نزل به وسكنه، فأولاده العريضيون وبه يعرفون
وفيهم كثرة ومدد.
(2) عبد الله بن الحسن بن علي العريضي هذا قد رويت عنه أحاديث
كثيرة في (قرب الإسناد). م ص
242

علي بن أبي القاسم علي بن محمد بن زيد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن
محمد بن جعفر بن الحسن بن داود المذكور، ومنهم بنو فخار وهو محمد بن الحسن
ابن يحيى بن الحسن بن محمد بن علي بن جعفر بن داود المذكور، ومنهم بنو يحيى
وهو ابن محمد بن زيد بن الحسن بن داود المذكور، وغيرهم.
وأما احمد الشعراني بن العريضي فمن ولده محمد بن أحمد الشعراني، له
عقب منهم أحمد بن محمد المذكور، يعرف ولده ببنى الجدة ومنهم أبو طاهر أحمد
ابن فارس (1) أبى محمد بن الحسن الحجازي بن محمد بن أحمد الشعراني له عقب
ومن ولد أحمد الشعراني علي بن أحمد الشعراني له عقب، ومنهم الحسن بن أحمد
الشعراني أعقب من ابنه احمد صاحب السجادة، ولاحمد عقب، منهم الحسين
الجذوعي بن أحمد المذكور، من ولده زيد بن الحسين، وحمزة الداعي بن محمد
ابن الحسين الجذوعي، وعلى الأصم ابن الحسين، له ذيل، وأحمد بن الحسين
الجذوعي كان بقم، قال ابن طباطبا: له ولد بمرو.
ومن ولده إسماعيل بن أحمد بن الحسين الجذوعي، لم يذكره الشيخ العمرى
ولا أبو عبد الله بن طباطبا، ولا شيخ الشرف العبيدلي، وأضرابهم، وله عقب
بأبرقوه فيهم رياسة وتقدم، منهم السيد الجليل عميدهم وسيدهم تاج الدين نصرة
ابن كمال الدين صادق بن نظام الدين مجتبى بن شرف الدين محمد بن فخر الدين
مرتضى بن القاسم بن علي بن محمد بن الحسين الفقيه بقم ابن إسماعيل المذكور
وابنه قوام الدين مجتبى، وابنه فخر الدين بعقوب بن المجتبى قتل دارجا هو وأبوه
يوم قتل شاه منصور بن المظفر اليزدي، وانقرض تاج الدين إلا من البنات
وقتل تاج الدين بأبرقوه قتله غلام له أسود ظفر وقتل كمال الدين في واقعة
الملك الأشرف (2) لما دخل إلى أبرقوه، وكان لتاج الدين أخ اسمه مبارك

(1) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فارس بن محمد) بن الحسن (الخ)
(2) كان دخول الملك الأشرف أبرقوه وإغارته هناك سنة 743 ه‍
243

شاه يلقب جلال الدين كان رجلا جيدا وكان له إبنان أحدهما الحسين درج
والآخر الحسن كمال الدين، وللعريضيين أنساب السيد تاج الدين ذيل طويل
بأبرقوه وهم جماعة.
ومن بنى أحمد الشعراني عبيد الله بن أحمد الشعراني، ويكنى أبا محمد ويقال له
ابن الحسنية، له عقب منهم المحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله المذكور أعقب
المحسن هذا من رجلين أبى القاسم عبد المطلب، وأبى العشائر إسماعيل، لهما أعقاب
سادة نقباء معظمون بيزد وغيرها، وكان من ولد المحسن هذا أبو الكتائب نوح
ابن المحسن المذكور، قال الشيخ العمرى: ورد بغداد وبلده من سواد أصفهان
فمن ولد عبد المطلب بن المحسن، السيد جلال الدين حسين بن الأمير عضد الدولة
محمد بن أبي يعلى بن أبي القاسم المجتبى بن أبي محمد المرتضى بن سليمان بن
حمزة بن عبد المطلب المذكور، كان شاعرا بالفارسية محمودا مشهورا انتقل
من يزد إلى شيراز وأقام بها، وله عقب.
ومن بنى احمد، الشعراني، أبو طالب طاهر بن علي بن محمد بن علي
ابن عبيد الله بن أحمد الشعراني له أيضا عقب، ومنهم السيد الجليل النقيب القاضي
ثابت الوزارة صاحب الخيرات والمبرات والعمارات الجليلة بيزد وغيرها شمس
الدين محمد ابن السيد الجليل ركن الدين محمد بن قوام الدين محمد ابن النقيب الرئيس
النظام بن أبي محمد شرف شاه بن أبي المعالي عربشاه بن أبي محمد بن أبي الطيب
زيد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن عبيد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن
عبيد الله بن أحمد الشعراني، وهو ميناث.
وأما محمد بن علي العريضي فيكنى أبا عبد الله، وفى ولده العدد وهم
متفرقون في البلاد، ومنهم بالمدينة الشريفة أولاد يحيى (1) المحدث بن يحيى

(1) جعل العمرى في (المجدي) يحيى هذا ابن يحيى بن عيسى الرومي ولم
يذكر الحسين بينهما، قال: كان يحيى بن يحيى بن عيسى الرومي بن محمد بن علي
العريضي يعرف بابن العمرية، له منزل وخرج إلى المدينة فنزل دار الصادق
عليه السلام وله ولد. م ص
244

ابن الحسين بن عيسى الرومي الأكبر بن محمد المذكور، ومنهم أبو تراب على
ابن عيسى الأكبر المذكور، له عقب، منهم أبو الفوارس جعفر الناسب بن
حمزة الفقيه بن الحسين بن علي المذكور أولد، ومنهم موسى بن عيسى الأكبر
له عقب، ومنهم إسحاق بن عيسى الأكبر له أعقاب، ومنهم الحسين الجبلي بن
عيسى الأكبر له أعقاب منهم بيغرش من فراهان أبو يعلى مهدي بن محمد بن الحسين
أميركا بن علي بن الحسين المذكور، وله عقب ومنهم محمد بن محسن بن محمد بن
الحسين المذكور، له عقب. ومنهم عيسى كور بن محمد بن الحسين المذكور له
عقب، ومنهم أحمد الأتج بن أبي محمد الحسن الدلال بن محمد بن علي بن محمد
ابن أحمد بن عيسى الأكبر، كان يتجر في النفط فلقب النفاط له عقب، ومنهم
عيسى الأزرق الرومي الثاني بن محمد بن علي بن عيسى الأكبر له أعقاب
منهم بنو نواية، وهم بنو على - يعرف بأمه نواية - بن محمد بن أحمد بن محمد
ابن الحسن بن علي بن الحسن بن عيسى الثاني.
ومنهم بالعراق بنو المختص، وهو أبو منصور علي بن محمد بن علي بن علي
بن نواية المذكور، ومنهم السيد الفاضل الشاعر المادح لأهل البيت محمد
المعروف بابن الحاتم وهو ابن علي بن محمد بن علي بن علي بن نواية له عقب.
وأما محمد الديباج بن جعفر الصادق " ع " لقب بذلك لحسن وجهة ويلقب
أيضا المأمون وأمه أم ولد، وكان قد خرج داعيا إلى محمد بن إبراهيم طباطبا
الحسنى فلما مات محمد بن إبراهيم دعا محمد الديباج إلى نفسه وبويع له بمكة ثم
أخذ وجيئ به المأمون فعفا عنه ومات بجرجان وقبره بها، وله عقب كثير
متفرق إلا أنهم أقل من عقب أخويه على وإسماعيل (1) فأعقب من ثلاثة

(1) كان محمد الديباج من علماء الطالبيين وأعيانهم وزهادهم وكانت
إقامته بمكة بويع له لما ظهر الخلاف على المأمون العباسي سنة 199 ه‍ وتبعه الزيدية
الجارودية فاقبل عليهم إسحاق بن موسى العباسي فانهزموا، وخلع محمد نفسه
معتذرا بأنه ما رضى البيعة إلا بعد أن قيل له إن المأمون توفى. مات هو بجرجان
سنة 203 وصلى عليه المأمون ومن معه. م ص
245

رجال على الخارصي، والقاسم، والحسين. أما الحسين بن محمد الديباج. فقال الشيخ
العمرى: قال شيخ الشرف النسابة ما رأيت أحدا من ولده. وذكر أبى - يعنى
أبا الغنائم بن الصوفي النسابة - أن له عقبا. قلت: وقد رأيت في بعض المشجرات
محمدا وعليا، ولعلى الحسين، وللحسين محمدا.
وأما القاسم بن محمد الديباج، وهو الشبيه يقال لولده بنو الشبيه، فمن ولده
عبد الله بن القاسم الشبيه، له عقب بمصر. منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد الله المذكور، يلقب طيارة ويقال لولده بنو طيارة ومنهم أبو محمد الأعرج
بمصر، ومن ولد القاسم الشبيه علي بن القاسم يعرف ولده ببنى العروس وبنى
الخوارزمية وأكثرهم أيضا بمصر، ومنهم بجرجان علي بن محمد بن علي بن محمد
ابن علي المذكور قيل لم يعقب، ولكن الشيخ، السيد العالم رضى الدين الحسين
ابن قتادة المدني الحسنى النسابة ذكر له في مشجرته الحسن وعقيلا وأبا طالب
زيدا الزاهد، وذكر لزيد ثمانية أولاد ذكور ولا يظن بمثله مع علو منزلته في
العلم والتقوى أنه يثبت ما لا يصح، وعقب زيد الآن بكرمان وولايتها. ومن
ولد القاسم الشبيه، يحيى الزاهد بن القاسم، له عقب بمصر منهم بنو ماحى ولد
الحسين الناقص بن يحيى المذكور، عرفوا بماحى أم الحسين المذكور، ومنهم تقى الدين
الملقب بالحجة، وهو أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن قمر بن الحسن
ابن جعفر بن إدريس بن علي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسين
الناقص المذكور، وابنه شرف الدين أبو المناقب محمد، ذكرهما الشيخ جمال الدين
ابن الفوطي ومنهم أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى الزاهد له عقب.
246

وأما على الخارصي بن محمد الديباج فكان بالبصرة أيام أبى السرايا فلما جاء
زيد النار بن موسى الكاظم " ع " إلى البصرة خرج إليه على الخارصي وأعانه
وقال الشيخ أبو نصر البخاري: كان علي بن محمد بن جعفر قد أتفق رأيه ورأي
أبيه محمد بن جعفر على الخروج في سنة مائتين، واختار علي بن محمد أن يظهر
بالأهواز واستصحب ابن الأفطس وهو الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " وابن عمه زيد بن موسى الكاظم " ع " فلما
ظفر أصحاب المأمون بمحمد بن جعفر علم أنه لا يتم له الامر فخرج من البصرة
وخلف زيد بن موسى، وتوفى علي بن محمد ببغداد وقبره بها. وأعقب من
رجلين الحسن، والحسين. أما الحسن بن علي الخارصي بن محمد الديباج وكان
ينزل بالكوفة فعقبه من أبى الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن الحسن المذكور
له أعقاب ببغداد وغيرها،
وأما الحسين بن علي الخارصي بن محمد الديباج فأعقب من أبى طاهر احمد
ولده بشيراز، ومن على ولده بقم ومن أبى عبد الله جعفر الأعمى له عقب
من ولده أبى الحسين محمد المجدور يعرف بابن طباطبا لأجل أمه، وهو ابن
علي بن أبي عبد الله جعفر بن الحسين بن علي الخارصي، ومن محمد الجور قتله
المعتضد بالري. ومن عبد الله، ولده بقم وقزوين والري، وفى المحسن له أعقاب
منهم على طاوس بن محمد بن الحسن (1) بن الحسين بن علي الخارصي فمن ولد
علي بن الحسين بن علي الخارصي، القاضي النسابة المروزي، وهو أبو طالب
إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عزيزي بن الحسين بن
محمد الملقب مشكان بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي الخارصي
ومنهم أبو طالب المحسن الأسمر بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين الخارصي
له عقب ببغداد، ومن ولد أبى عبد الله جعفر الأعمى بن الحسين الخارصي

(1) كذا في النسخ ولعل الصحيح المحسن فليلاحظ.
247

بنو الباب الطاقي نسبة إلى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين
ابن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمال بن جعفر الأعمى المذكور، ومنهم
أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش
أولد، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم
أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور، ومنهم الجمل
وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر
الأعمى المذكور، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي، أبو طالب
المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.
وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقب بالجور. قال أبو نصر
البخاري: قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمى
بالجور لأنه كان يسكن البراري ويطوف بالصحارى خوفا من السلطان. فشبه
لأجل سكناه في البرية بالوحش، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب
بجور، وقيل سمى بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت أمه عنه فقالت: الجارية
هذا ابن هذا الكور - تعنى القبر وأشارت إلى قبره - هذا كلام البخاري. وقال
أبو الحسن العمرى: إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن
والله تعالى أعلم بصحة ما قالوا، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد
ابن عمار أنه قال: كتبت إلى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر
الصادق " ع " أسأله عن مسائل منها: ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كل
مسأله جوابها وكتب تحت هذه المسألة: وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا
فان صح هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام، وكان للجور أحد شعر ولدا
كل منهم اسمه جعفر وإنما يفرق بينهم بالكنى، ومنهم أبو البركات علي بن الحسين
ابن علي بن جعفر بن محمد الجور، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن
248

سبكتكين وذكره أبو نصر العتبى في كتاب اليميني (1) قال: جمع الله له بين
ديباجتي النظم والنثر، فنثره منثور الرياض جادته السحائب، ونظمه منظوم
العقود زانتها النحور والترائب، وله شعر حسن فمنه:
وأغيد سحار بألحاظ عينه * حكى لي تثنيه من البان أملودا
سلخت بذكراه عن الصبح ليله * أسامره والكأس والناي والعودا
ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها * كباسط كفيه ليقطف عنقودا
ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن إسماعيل بن الحسين بن علي بن
جعفر بن محمد الجور، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن
محمد الجور، ومنهم أبو عبد الله داعى بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد
الجور، قال أبو نصر البخاري: ليس كل أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية
إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر
الصادق " ع " هذا كلامه وقد كرره في موضع آخر، أما العمرى وابن طباطبا
فقالا: الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق " ع " والله
تعالى أعلم.
وأما إسحاق بن جعفر الصادق عليه اسلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن
وولد بالعريض، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى لله عليه وآله وسلم
وأمه أم أخيه موسى الكاظم " ع "، وكان محدثا جليلا وادعت فيه طائفة من
الشيعة الإمامية، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول: حدثني الثقة الرضا
إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر
الصادق " ع " عددا، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن فمن ولد
محمد بن إسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة
ابن محمد المذكور، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة

(1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 ه‍.
249

ابن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث، وولده الحسن
الأعرج، رآهما الشيخ رضى الدين الحسن بن قتادة الحسنى بالمشهد الشريف
الغروي. قال ابن طباطبا: انتقلوا من المدينة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الري
ومن ولد الحسن بن إسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرقوا بمصر ونصيبين، ومنهم
ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ومنهم إسحاق
ابن محمد بن الحسن بن إسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن
محمد بن الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن
المذكور، وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمرى: ولشدقم عقب يقال لهم بنو
شدقم بواسط والري.
وأما الحسين بن إسحاق المؤتمن فوقع إلى حران وولده بالرقة وحلب
منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد
له إخوة بالرقة، لهم أولاد وجمهور عقب إسحاق المؤتمن ينتهى إلى الشريف أبى
إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبى العلاء المعرى، وهو محمد الحراني بن أحمد
الحجازي بن محمد بن الحسين بن إسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمرى:
كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله
ابن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمرى، بنته خديجة المعروفة بأم
سلمة وكان أبو عبد الله الحسين العمرى متقدما بحران مستوليا عليها وقوى أمر أولاده
حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال: فأمد أبو عبد الله الحسين
العمرى أبا إبراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو إبراهيم وتقدم وخلف أولادا سادة
فضلاء، هذا كلامه. وعقب أبى إبراهيم المذكور المعروف الآن، من رجلين أبى عبد الله جعفر
نقيب حلب، وأبى سالم محمد ابني أبى إبراهيم ولأعقابهما توجه وعلم وسيادة، فمن
250

بنى أبى سالم محمد، بنو زهرة (1) هو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب على
ابن أبي سالم المذكور، وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدمون كثرهم الله
ومن بنى أبى عبد الله جعفر بن أبي إبراهيم، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين
أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب بن جعفر بن أبي
تراب زيد بن جعفر المذكور، وهو السيد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب
النوبي بدار الخلافة ببغداد، ورهطهم وبنو عمهم. (ومنهم) نقيب حلب أبو
إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور، قال أبو الحسن العمرى: صديقي
سنين جيد الصوت، وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله
أعقاب وذيل طويل.
ومن بنى حاجب الباب، السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب
المذكور صاحب كتاب (صرف المعرة عن شيخ المعرة) تعصب فيه لأبي العلاء
المعرى وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبو الفضل

(1) ومن سادات بنى زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء
السيد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد بن أبي على الحسن
ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي على الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب
علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي على أحمد بن أبي
جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن ابن الإمام أبى
عبد الله جعفر الصادق " ع "، وولده المعظم الممجد السيد المكرم شرف الملة
والدين أبو عبد الله الحسين، واخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد
وولداه السيد أبو طالب احمد شهاب الدين، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن
الذين كتب الامام العلامة حجة الأئمة على المسلمين جمال الملة والدين الحسن
ابن المطهر الحلي رحمه الله إليهم الإجازة التي هو طويلة مشهورة.
(عن هامش الأصل)
251

ابن أبي الغنائم مصعب بن أبي على عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا
السيد رضى الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي
بن محمد بن أبي على نقيب حلب عبد الله وغيرهم وبقيتهم بحلب - آخر ولد
إسحاق بن الصادق " ع " وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر، وهم آخر
ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام -.
المقصد الثاني
في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب " ع " ولقب الباهر لجماله، قالوا ما جلس مجلسا إلا بهر جماله وحسنه
من حضر، وولى صدقات النبي صلى الله عليه وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر " ع " وتوفى
وهو ابن سبع وخمسين سنة، وولى صدقات أمير المؤمنين على " ع " أيضا وعقبه
قليل، أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدثا من
أهل المدينة، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمر ثماني وخمسين سنة، وإنما
لقب الأرقط لأنه كان مجدورا، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمرى وقال أبو
نصر البخاري: من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب. وإنما
يطعنون لشئ جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد " ع " يقال إنه بصق في
وجه الصادق " ع " فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر وأما نسبه
فلا مطعن فيه، هذا كلامه.
فأعقب محمد الأرقط بن الباهر. من إسماعيل وحده خرج إسماعيل هذا
مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقب بالبنفسج ومحمد، فمن ولد
الحسين البنفسج، أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد، ومنهم عبد الله الأكبر بن
الحسين، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة
252

ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور
ومن بنى الحسين البنفسج، إسماعيل الدخ وعقبه ينتهى إلى عبد الله بن الحسين
ابن إسماعيل المذكور، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة
الأصم كان بالري وانتقل منها إلى قم، والآخر على الملقب دردارا بالري، وأكثر
ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا
وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب، ومنهم إسماعيل مايكديم بن محمد بن
إسماعيل بن علي دردارا، له عقب.
ومن ولد محمد بن إسماعيل بن الأرقط وفى ولده العدد، إسماعيل الناصب
قال أبو الحسن العمرى: كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرب بذلك إلى
ابن طولون. وابنه محمد بن إسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق
وأكثرهم بالشام ومصر، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن
ابن أحمد بن محمد الغريق المذكور، له ولد ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر
ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور، له أيضا ولد، ومن ولد
محمد بن إسماعيل بن الأرقط، أحمد الدخ بن محمد بن إسماعيل له عقب منهم
الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين
وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (1) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن
محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي
طالب " ع "، فخرج إليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من
قزوين وانهزم الحسين الكوكبي إلى طبرستان والتجأ إلى الداعي الحسن بن زيد
ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.
ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (2) في أيام المستعين أيضا

(1) كذا في النسخ والصحيح إحدى.
(2) كان ظهوره بمصر سنة 252 ه‍ قاله العمرى في (المجدي). م ص
253

فأخذ وحمل إلى سر من رأى بعد خطب وفى جملة عياله بنته زينب، فأقاموا
مدة مات فيها عبد الله وصار عياله إلى الحسن بن علي العسكري " ع " فبارك عليهم
ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة وماتت
زينب والحلقة في أذنها، وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة، وكانت سوداء
شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبى الحسن العمرى، وقال الشيخ أبو نصر البخاري:
ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال: فحاربه دينار بن عبد الله
فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم
قال: بمصر قوم ينتسبون إلى عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل لا يصح لهم
نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمرى: وشيخنا السيد، أعقب عبد الله
وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن
محمد طالوت بن عبد الله المذكور، ومنهم إسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي
بن عبد الله المذكور، ومنهم إبراهيم المعذل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم
الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.
ومن بي أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي، له عقب ومنهم
أبو الحسن على الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي
القاسم على نقيب قم - ابن محمد بن حمزة المذكور، له أعقاب، منهم نقباء الري
وملوكها، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد
المطهر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل، قتله خوارزم
شاه وانتقل ولده محمد إلى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسنى، ففوضت
نقابة الطالبيين ببغداد إلى السيد ناصر بن مهدي ثم فوضت إليه الوزارة فترك
أمر النقابة إلى محمد ابن النقيب عز الدين يحيى، ومنهم فخر الدين على - نقيب
قم - ابن المرتضى بن محمد بن المطهر بن أبي الفضل محمد المذكور.
ومن بنى محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب، ومن بنى
254

أحمد الدخ أبو جعفر محمد ابن احمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو
الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن
بويه، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف
أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور، المعروف
بابن خداع - وهي امرأة ربت جده الحسين بن جعفر فعرف بها - كان بمصر
وله (كتاب المعقبين) (1) وله عقب ومنهم أبو الحسن على الأشط بن الحسين
ابن جعفر المذكور له عقب، ومنهم إسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر
المذكور له عقب.
المقصد الثالث
في ذكر عقب زيد الشهيد ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب " ع " ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله
أكثر من أن يوصف (2) ويقال له حليف القرآن ويروى أن زيدا دخل على
هشام بن عبد الملك فقال له: " ليس في عباد الله أحد دون أن يوصى بتقوى
الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله ". فقال له
هشام: " أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت

(1) قال العمرى في المجدي: أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع إلى
ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
(2) أنظر كتاب (زيد الشهيد) للعلامة الخبير السيد عبد الرزاق
الموسوي المقرم، طبع النجف الأشرف، وهو خير كتاب الف في بابه فلقد
أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالامر حتى قتله، مع ذكر أولاده
وأحفاده وفوائد أخر لا يستغنى المؤرخ عنها. م ص
255

ابن أمة؟ ". فقال زيد: " لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله
تعالى وهو ابن أمة إسماعيل بن إبراهيم، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو ابن علي بن أبي طالب (ع) ". فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا
قهرمانه وقال: " لا يبيتن هذا في عسكري الليلة " فخرج أبو الحسين زيد يقول:
(لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا). فحملت كلمته إلى هشام فعرف أنه
يخرج عليه، ثم قال هشام: " ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟
ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم ".
وكان هشام بن عبد الملك قد بعث إلى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن
عبد الله بن عباس، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب " ع " لأنهم اتهموا
أن لخالد القسري عندهم مالا مودوعا، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم
إلى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا
فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي إلى القادسية فردوه
وبايعوه، فمن ثبت معه نسب إلى الزيدية ومن تفرق عنه نسب إلى الرافضة. قال
أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: إن زيدا لما رجع إلى الكوفة أقبلت الشيعة
تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل
من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان
والري وجرجان والجزيرة، وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين
بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة إحدى وعشرين ومائة فلما خفقت
الراية على رأسه قال: " الحمد الله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيى من
رسول الله " ص " أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في أمته بمعروف ولا أنهى
عن منكر ". وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه: " ما تقول في أبى بكر وعمر؟ "
فقال: " ما أقول فيهما إلا الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلا الخير ". فقالوا:

(1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.
256

" لست بصاحبنا ذهب الامام - يعنون محمد الباقر " ع " -، وتفرقوا عنه فقال:
" رفضونا القوم " فسموا الرافضة.
قال سعيد بن خيثم: تفرق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل
وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال: فصف أصحابه صفا بعد
صف حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوى عنقه، فجعلنا نضرب فلا نرى إلا النار
تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف
ابن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه، قال: فأنزلناه وكان رأسه في
حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكب عليه فقال: " يا أبتاه ابشر
ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله
عليهم ". فقال: " أجل يا بنى ولكن أي شئ تريد أن تصنع؟ ". قال: " أقاتلهم
والله ولو لم أجد إلا نفسي ". فقال: " افعل يا بني إنك على الحق وإنهم على الباطل
وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار ". ثم نزع السهم فكانت نفسه معه قال:
فجئنا به إلى ساقيه تجرى في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه
وأجرينا الماء عليه، وكان معنا غلام سندى فذهب إلى يوسف بن عمر فأخبره
فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا

(1) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير
في (الكامل) في حوادث سنة 122 ه‍ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب
مقتله.
(2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس)
والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمرى في (المجدي): بقي ست سنين مصلوبا
وقيل خمس سنين، وقيل أربع سنين، وقيل ثلاث سنين، وقيل سنتين، وقيل
سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا
حتى اتخذته الفاختة وكرا، أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص
257

ومضى هشام.
وكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر: " أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا
فاعمد إلى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه في اليم نسفا " فأنزله وحرقه ثم ذره
في الهواء، وقال الناصر الكبير الطبرستاني: لما قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة
ونصب عند قبر النبي صلى الله عليه وآله يوما وليلة. وكان قتله على ما قال الواقدي - سنة
إحدى وعشرين ومائة، وقال محمد بن إسحاق بن موسى: قتل على رأس مائة سنة
وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما. وقال الزبير بن بكار: قتل سنة اثنتين
وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه: قتل وهو
ابن ثمان وأربعين سنة. وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة
إحدى وعشرين ومائة. ووجدت عن بعضهم أنه قال: لما قتل زيد بن علي وصلب
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة مستندا إلى خشبة وهو يقول: " إنا لله وإنا
إليه راجعون أيفعلون هذا بولدي؟ ". وروى غير واحد أنهم صلبوه مجردا
فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثى زيد بمراث (1) كثيرة.
وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير أنه قال: قال عبد الرحمان
ابن سيابة: أعطاني جعفر بن محمد الصادق " ع " ألف دينار وأمرني أن أفرقها
في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كل رجل أربعة دنانير.
فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين " ع " أربعة بنين ولم يكن له أنثى

(1) رثاه جماعة من الشعراء، وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم
والمتقدم فيهم، الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن
عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين)
وكتاب (زيد الشهيد) أولها:
ألا يا عين لا ترقى وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين * صليب بالكناسة فوق عود
258

يحيى، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية، وهو ابن أمير المؤمنين
على " ع "، وأمها ريطة (1) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
ابن هاشم، ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف
ابن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج إلى نيسابور فسألوه المقام فقال: بلدة
لا ترتفع فيها لعلى راية. ثم خرج إلى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي
ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله، فكتب الوليد بن يزيد إلى نصر بن سيار الليثي
في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيده وحبسه، فقال
عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لما بلغه ذلك:
أليس بعين الله ما يفعلونه عشية يحيى موثقا في السلاسل؟
كلاب عوت لا قدس الله سرها فجئن بصيد لا يحل لآكل (2)
وكتب نصر بن سيار إلى يوسف بن عمر يخبره بذلك، وكتب يوسف إلى الوليد
ابن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلى سبيله فخلى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين
فخرج حتى نزل الجوزجان (3) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم
خمسمائة رجل فبعث إليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشد القتال ثلاثة
أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقى هو وحده فقتل (4) يوم الجمعة وقت

(1) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي، ذكر ذلك أبو
الفرج في (المقاتل). م ص
(2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين
الأول والرابع.
(3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو
الروذ وبلخ، ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع)
(4) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل
من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ
العنزي الذي قتله سلبه وقميصه، فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع
أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان
في وقت قتله... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسلوه
وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.
259

العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة، واحتز رأسه سورة بن
محمد وأخذ العنزي سلبه، وهذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما
وصلبهما.
وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه إلى الوليد بن يزيد لعنه الله
فبعث به الوليد بن يزيد إلى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت إليه
فقالت: " شردتموه عنى طويلا وأهديتموه إلى قتيلا، صلوات الله عليه وعلى
آبائه بكرة وأصيلا ".، فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، مروان
، ابن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر أمه، وقال: هذا بيحيى
ابن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري: كانت له بنت ترضع.
وعقب زيد بن علي بن الحسين " ع " في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (1)
وعيسى مؤتم الأشبال، ومحمد.
أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وأمه أم ولد وعمى في آخر عمره
فزوج ابنته من المهدى محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة

(1) لقب بذى الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه، قال أبو الفرج في
(المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال: قالت أمي لأبي ما أكثر
بكاءك؟ فقال: " وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء "، يعنى
السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى، قال العمرى في " المجدي ": ولد
ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفل به الصادق " ع "
بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا، ومات وله ست وسبعون سنة، وله
تسع بنات، ميمونة وأم الحسن وكلثم وفاطمة وسكينة وعلية وخديجة وزينب
وعاتكة، وثمانية عشر رجلا يحيى وعلى الأكبر وعلى والحسين وزيد وإبراهيم
ومحمد وعقبة ويحيى الأصغر واحمد وإسحاق والقاسم والحسن ومحمد الأصغر
وعبد الله وجعفر الأكبر وعمر وجعفر. م ص
260

وقيل سنة أربعين ومائة، قال أبو نصر البخاري: وهو الصحيح. وهو من
أصحاب الصادق جعفر بن محمد " ع " قتل أبوه وهو صغير فرباه جعفر بن محمد
فأعقب وفى ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت، والحسين
وكان قعددا، وعلى. أما يحيى أبو الحسين (1) بن ذي الدمعة وفى ولده البيت
والعدد، فأعقب من سبعة رجال، منهم ثلاثة مقلون، وهم القاسم، والحسن
الزاهد وحمزة، وأربعة مكثرون، وهم محمد الأصغر الإقساسي، وعيسى، ويحيى
ابن يحيى، وعمر بن يحيى.
أما القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه قليل جدا، منهم، أبو الفرعل
وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور، وأما
الحسن (2) الزاهد ابن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم
محمد بن يحيى ابن النقيب أبى طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد ابن الحسن

(1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر " ع "، وقيل خديجة بنت عمر
الأشرف، توفى يحيى ببغداد سنة 207 وصلى عليه المأمون وكانت له نباهة ويكنى
أبا الحسين، أولد ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وأنثى، منهم محمد الأكبر وعلى
وأحمد والحسين وحمزة والقاسم والحسن وعمر وعيسى ويحيى ومحمد الأصغر.
(2) كنيته أبو محمد وولد سبع بنات وستة رجال، أعقب منهم رجل
واحد وهو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى، فعلى هذا بطل نسب
آل أبي الوفاء لادعائهم إلى علي بن الحسن بن يحيى والله أعلم. (المجدي)
261

الزاهد المذكور كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب " ع " وهذه فضيلة حسنة. ورأيت بعض النسابين قد ذكر أن الأب كان
يلقن الابن منه إلى أمير المؤمنين على " ع "، وهذا مشكل لان الحسين ذا الدمعة
كان يوم قتل أبوه ابن سبع سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقن
القرآن من أبيه زيد، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك
المحمدية وضنك هي أم الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن إسحاق بن عبد الله
ابن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية، وهو ابن أمير المؤمنين على " ع "
والحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور، له
عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين، له عقب
ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسين، له عقب
بالحائر يعرفون ببنى ضنك، وقد قيل إنهم محمديون من بنى محمد ابن الحنفية
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومنهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد، له عقب بالموصل، ومنهم أحمد الخالصي
بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور
نزل الخالصة من الصدرين وهو أحد أعمال الحلة فنسب إليها، ويقال لولده بنو
الخالصي، وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا. انقرض المعرفون منهم بهذا
اللقب، وانفصل منهم بنو مكارم، وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي
ابن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي، ويقال لهم بنو مكارم بسورا
منهم محمد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جد السيد ابن مطلوب بسورا.
وأما حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة فله عقب كثير. فأعقب من على
وأعقب علي بن حمزة من الحسين. وأعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين وهما
أبو جعفر محمد الأسود الشاعر، وعلى يلقب دانقين، فمن ولد على دانقين بن
262

الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير، وهم ولد على الأمير بن محمد ورق الجوع
ابن يحيى بن الحسين السنيدي بن علي دانقين المذكور، ومنهم أبو الحسن على المصلى
ابن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور، له عقب ومنهم قاضى حمص
أبو علي إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور، وأولاده
أبو البركات عمر، وهو المعروف بالشريف عمر (1) بالكوفة، ومعد، وهاشم
وعمار، وعدنان، كان أبو البركات عالما وعلت سنه وتفرد برواية أشياء لم
يشاركه فيها أحد في زمانه، وكان يروى عن خاله عبد الجبار بن معية الحسنى
النسابة، وله عقب. ومن ولد أخيه معد بنو المهذب، وهو ابن معد المذكور
وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا، وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين
عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه (تلخيص مجمع الألقاب):
زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس
ابن يحيى بن أحمد ذنيب. وذكر: أنه رآه ببغداد وهو كيلاني حنبلي المذهب
والأكابر يطايبونه كيف أنه حنبلي. هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن
اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم
وأما محمد الأصغر الإقساسي بن يحيى بن ذي العبرة، ونسبته إلى الإقساس
قرية من قرى الكوفة، وولده سادة معظمون فأعقب من ثلاثة رجال محمد مات
أبوه وهو حمل سمى باسمه وعرف بالإقساسي، وعلى الزاهد وأحمد الموضح
ابن محمد الإقساسي فعقبه قليل قال شيخ الشرف العبيدلي، أعقب من أبى جعفر
محمد ويحيى وعلى. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور، درج
قال شيخنا السيد رضى الدين بن قتادة الحسنى الرسي النسابة: ورد في سنة نيف

(1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان علامة
أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب والنسب.
(عن هامش الأصل)
263

وسبعين وستمائة إلى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادعوا أنهم من ولد على
هذا وهم مبطلون. وأما على الزاهد بن محمد الإقساسي فأعقب من رجلين أبى
جعفر محمد بالكوفة وفى ولده البيت، ومن أبى الطيب أحمد أمه قرة العين
الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون إلى علي
الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور، وقد قال
الشيخ أبو الحسن العمرى في مبسوطه، إنه مات بالشام عن بنت ولم يترك
ذكرا والله تعالى أعلم.
وعقب أبى جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الإقساسي من رجلين أبى
القاسم الحسن الأديب، وأحمد الملقب صعوة، يقال لولده بنو صعوة وعقب
أبى القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من كمال الشرف أبى الحسن
محمد، ولاه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا
وفى ولده جلالة ورياسة، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد
قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن
حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر
ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب، ومنهم
حيدرة بن علي بن نصر الله بن علي بن كمال الشرف، له عقب وأما محمد بن محمد
الإقساسي فمن ولده بنو جوذاب وهو علي بن محمد المذكور، وبنو زبرج وهو
أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.
وأما عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة، وله عقب كثير منتشر فأعقب من
ستة رجال ما بين مقل ومكثر، وهم احمد، ومحمد الأعلم، والحسين الأحول
ويحيى، وزيد وعلى. أما أحمد بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ويكنى أبا العباس
فأولد جماعة، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده محمد الغلق بن أحمد
بن الحسن المذكور، يقال لولده بنو الغلق، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو
264

أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور، ومنهم
بنو الأبزر، وهو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين، لهم بقية بالحلة
ومن أبى العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن
علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن
الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا، ومنهم
عيسى بن محمد بن علي المسن، له عقب.
واما محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة، فمن ولده أبو القاسم على
المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الأعلم، وأخوه حمزة المعدل
بالأهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الأهواز ابن أبي البركات
محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور، ومن بنى
محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب، وأما الحسين الأحول
ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضى دمشق وأبو طاهر
محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضى الإسكندرية
بنو أبى عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب، منهم
السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة، وهو عبد الله بن الحسن قاضى
دمشق، له مبسوط في النسب.
وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة فأعقب من عيسى وطاهر
أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى
ويكنى أبا العباس فله عدة من الولد منهم على يعرف بابن مريم، وولده يعرفون
ببنى مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيد الله وأبو الحسين يحيى، قيل اسمه زيد
يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب، وأحمد بن طاهر، وقال بعض النساب هو
أحمد بن يحيى بن عيسى.
وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد
265

المذكور، قيل هو أبو الطيب، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور
وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي
طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب، كان ببغداد
ومقابر قريش، منهم علاء الدين على الأعرج بن إبراهيم بن أبي البدر محمد
ابن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد
الحطب المذكور انقرض.
ومن بنى علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة، زيد بن علي المذكور أبو
الحسين أعقب، ومن ولده السيد الفاضل المنتمى بن أبي زيد عبد الله بن علي
كمياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ
أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور، ومن بنى علي بن عيسى بن
يحيى بن الحسين ذي الدمعة، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي
الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور، يعرف بابن هيفاء له عقب
بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة، أعقب من ولده أبى طاهر محمد كان متوجها
بالحائر فمن ولد أبى طاهر محمد، أبو الحسن علي بن محمد، يقال لولده بنو هيفاء
وطاهر بن محمد، يقال لولده بنو عيسى لان عقبه من عيسى بن طاهر وحده
منهم أبو عبد الله الحسين المقرى بن محمد بن عيسى المذكور، يقال لولده بنو
المقرى وكلهم بالحائر (2).
وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة

(1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد
ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور
ومن بنى على الخ. م ص
(2) فمنهم بنو طوغان، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي
القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين المقرى بن محمد بن عيسى المذكور
منهم السيد الكامل الفاضل الحافظ كمال الدين حسين واخوته السيد عماد الدين
والسيد عبد الحق، والسيد محمد أولاد السيد العالم المدرس إما الحضرة الحسينية
الحائرية شمس الدين محمد يعرف بمساعد بن حسن بن مخزوم المذكور، ومنهم
السيد شمس الدين محمد وأخوه السيد شرف الدين يحيى مع أخوين آخرين
أولاد السيد زين الدين علي بن حسن بن مخزوم المذكور، وكان للسيد حسن بن
مخزوم والمذكور ابن اسمه محمد مات عن بنات وعن ابن اسمه حسن، مات حسن
دارجا كذا بخط حسين بن مساعد وقد كتبه على هامش نسخته من الكتاب الذي
كتبه بخطه، وقد أدرج بعض هذا الهامش في أصل النسخة المطبوعة لحسبان
أنه من الأصل، وكتب ابن مساعد بآخر ما كتبه من الهامش المذكور ما نصه
يقول العبد الكاتب حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم بن أبي
عبد الله الحسين بن محمد بن عيسى الحسيني إني ألحقت آل طوغان الذين هم من
بنى المقرى المذكور عند كتابتي لهذا المبسوط سنة 893 ليكون تجديدا لعهدهم
والحمد لله تعالى وحده).
266

رجال، أبو الحسن على كتيلة، وأبو عبد الله الحسين سخطه، وأبو الفضل
العباس، وأبو أحمد طاهر، والحسن، وموسى، وإبراهيم والقاسم وجعفر
أما جعفر بن يحيى بن يحيى فوجدت له موسى بن جعفر ولم أجد له غيره، وأما
القاسم بن يحيى بن يحيى فله محمد إيزار رطب في أخوين انقرضوا، وقال ابن
طباطبا: أرى له محمدا بن زيد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بشيراز وهو في
(صح)، وأما إبراهيم بن يحيى بن يحيى المكنى أبا طالب فله ولدان أحمد
وأبو جعفر محمد، أما أحمد بن إبراهيم فيعرف بأبي شيخ، وابنه محمد بن أحمد
يعرف بريرب، له عقب، وأما أبو جعفر محمد بن إبراهيم يعرف بدنه، وله
عقب بالبصرة وغيرها، وأما موسى بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبى عبد الله
أحمد بن موسى بن يحيى، ومنه في جماعة لهم أعقاب وبقية، منهم نواية وهو
267

أبو البركات بن محمد بن الحسين البازبار بن أحمد الأشتر بن موسى المذكور
ومنهم كركمة وهو أبو الحسن علي بن أحمد الأشتر المذكور، ومنهم كعب البقر
وهو محمد بن القاسم بن أحمد الأشتر المذكور.
وأما الحسن بن يحيى بن يحيى فمن ولده القاسم بن محمد بن محمد بن
الحسن بن جعفر بن يحيى بن علي بن الحسن المذكور له عقب بالعسكر وبتشتر
وقال شيخ الشرف العبيدلي: العقب من الحسن بن يحيى بن يحيى في أبى العباس
على وأبى الحسن محمد. قال، يجب أن يسأل عن عقبيهما. ولم يذكر غيرهما. وقال
الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا: ويحيى بن الحسن ولكل منهما عقب
وأما أبو أحمد طاهر بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبى الفضل احمد كان ناسكا
له عقب منهم طاهر ويعرف ولده ببنى كأس لان أمهم بنت ابن كأس الفقيه
القاضي الحنفي، ومنهم أبو طالب محمد يلقب جزيرة، وأبو محمد الحسن يلقب
كزبر (1) بنو أبى الحسين يحيى بن أبي الفضل احمد الناسك المذكور، فمن بنى
كزبر بنو أحمدين، وهو محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن ناصر بن محمد بن
الحسين بن أبي محمد كزبر، ومنهم بنو فليتة، وهو علي بن عدنان بن علي بن
ناصر المذكور، ومنهم هندي بن عدنان المذكور انقرض، ومنهم معد بن
الحسين بن ناصر المذكور، له عقب.
وأما أبو الفضل العباس بن يحيى بن يحيى فعقبه قليل، وكان له محمد، وأحمد
والحسين، وإبراهيم قال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر، إبراهيم
بالأحساء لا أعلم له بقية أم لا، فهو في (صح) وكان إبراهيم ومحمد ابنا أبى
الفضل العباس قد خرجا في ليلة الجمعة إلى مشهد أمير المؤمنين " ع " بالكوفة
فأسرتهما القرامطة ومضت بهما إلى هجر، فرجع محمد بن العباس إلى الكوفة من
الأسر في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وذكر أن له عندهم ابنا يسمونه

(1) كزبر بالباء الموحدة بعد الزاي، وفى بعض المخطوطات بالياء التحتانية.
268

نهارا واسمه عند أبيه العباس باسم أبيه، ولمحمد بن العباس ولد كان بمقابر قريش
وهو أبو الحسن على المعروف بابن صفية وهي جارية وهو ابن زيد بن محمد
ابن العباس. وقال الشيخ تاج الدين: أبو الحسن بن صفية هو ابن زيد بن محمد
ابن أحمد بن العباس المذكور له عقب وأما إبراهيم فلم يعرف له خبر، وكان
أخذهما في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأما أحمد بن العباس بن يحيى فمن
ولده محمد يلقب الفرو، له عقب بالأهواز.
وأما الحسين بن العباس بن يحيى فله ولدان زيد الأخيل ومحمد، وأما
أبو عبد الله الحسين سخطة بن يحيى بن يحيى فأعقب من ابنه أبى جعفر محمد، قيل
وهو سخطة، وقيل بل هو المحادنقي (المخادنقي خ ل) فأولادهما بذلك يعرفون
ببنى سخطة وبنى المحادنقي، ولهم بقية بالبصرة، منهم نقيب البصرة أبو الغنائم
مجد الدين محمد وأخوه فخر الدين أبو الحسن محمد، ومجد الدين أبو القاسم على
بنو النقيب بالبصرة أبى منصور الأعز محمد بن أبي الغنائم محمد بن النسابة
شيخ العمرى الحسين النشو بن علي (1) بن نعمة بن محمد المحادنقي بن الحسين
سخطة المذكور له أعقاب، ومن بنى المحادنقي أبو المرجى يحيى، وأبو الهيجاء
عبد الله ابنا أبى منصور محمد بن جعفر بن محمد المحادنقي المذكور لهما أعقاب.
وأما أبو الحسن على كتيلة بن يحيى بن يحيى وولده بطن قوية منقسمة عدة
أفخاذ فأعقب من خمسة رجال الحسين، وزيد، وأحمد الدب والحسن سوسة
والقاسم أما القاسم بن علي كتيلة فمن ولده أبو الحسن زيد بن محمد بن القاسم
المذكور، وهو القاضي نقيب أرجان وولى نقابة البصرة أيضا. وكان عالما فاضلا
نسابة ثابت القدم في علوم عدة، له عقب ومن ولده أبو الحسن محمد الأصغر
ابن زيد كان نقيبا على علوية أرجان وقتل في وقعة الدلام مع (2) أبى كاليجار

(1) في بعض المخطوطات (على نعمة) بدون لفظ (بن) بين على ونعمة.
(2) أبو كاليجار هذا هو صمصام الدولة بن عضد الدولة البويهي، بويع
له بالامارة بعد وفاة أبيه سند 372 وقتل بوقعة الديالمة في ذي الحجة سنة 388 ه‍
وعمره 35 سنة وسبعة أشهر.
269

وله ولد، وأما الحسن سوسة بن علي كتيلة، فعقبه قليل منهم أبو الغنائم محمد
ابن علي بن الحسن المذكور، قتله الحاكم الإسماعيلي بمصر، ومنهم يحيى بن زيد
ابن علي بن الحسن المذكور، ومنهم أحمد بن أبي الحسن على يلقب الغش (1)
ابن علي بن الحسن المذكور.
وأما أحمد الدب بن علي كتيلة، فعقبه أيضا قليل منهم الحسين بن القاسم
ابن حمزة نقيب الأهواز بن أحمد الدب المذكور، ومنهم أبو طاهر حسين بن أبي
الحسين محمد نقيب الأهواز بن أحمد الدب وأما زيد بن علي كتيلة، فعقبه
قليل أيضا منهم أبو الحسين زيد بن الحسين بن حمزة الحاجب بن أبي القاسم على
ابن زيد المذكور وأما الحسين بن علي كتيلة وفيه البقية فأعقب من ثلاثة رجال
وهم أبو الحسن محمد نقيب الكوفة، وأبو الحسين زيد الأسود، وأبو القاسم
على المعروف بالدخ (2) أما أبو القاسم على الدخ، فبه يعرف ولده هم قليل
منهم ناصر نقيب الكوفة ابن علي بن محمد بن الدخ المذكور، وأما أبو الحسن
محمد نقيب الكوفة فمن ولده بنو صاحب السدرة يقال لهم بنو السدري، وهو
علي بن يحيى بن أحمد بن محمد النقيب المذكور.
وأما أبو الحسين زيد الأسود بن الحسين بن علي كتيلة وفى ولده العدد،
وقد تقسم ولده عدة بطون فأعقب من عدة رجال منهم أبو الغنائم محمد بن زيد
الأسود، يقال لولده بنو الصابوني، وهم ولد أبى الفضل محمد الصابوني بن أبي
الحسن علي بن أبي الغنائم محمد المذكور وهو بالكوفة، ومنهم أبو الفوارس

(1) الغش بالغين المعجمة وفى بعض المخطوطات بالفاء.
(2) ضبطه حسين بن مساعد في نسخته المخطوطة من الكتاب بضم الدال
المهملة وتشديد الخاء المعجمة، وهو في اللغة الدخان وتفتح فيه الدال أيضا.
270

أحمد بن زيد الأسود، وعقبه يرجع إلى زين الشرف أبى القاسم يحيى بن أحمد بن
يحيى بن أبي الفوارس المذكور، ويقال لولده بنو زين الشرف، ومن بنى زين الشرف
الشنبك وهو أبو الحسين بن هاشم بن أحمد بن عدنان بن زين الشرف المذكور
به يعرف ولده وهم بالغرى.
ومن بنى زيد الأسود، أبو الهيجاء محمد بن زين الأسود، ويعرف
بهيجاء تفرق ولده عدة بطون منهم بنو مقبل بن أبي الحمراء الحسين بن أبي
الهيجاء المذكور، يقال لهم بنو أبى الحمراء وبنو هيجاء أيضا، ومنهم بنو أبى
عبد الله بن هيجاء لا يعرف إلا بكنيته، منهم أبو الحسين على، وأبو محمد
الحسن ابنا أحمد بن أبي عبد الله هذا، يقال لولدهما بنو الشوكية كذا قال
الشيخ تاج الدين في (سبك الذهب في شبك النسب). والذي في مشجرة السيد
رضى الدين بن قتادة الحسنى: وذكر السيد فخر الدين بن علي الأعرج الحسيني
أن بنى الشوكية أولاد أبى عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي عبد الله بن هيجاء
ومنهم بنو أبى الفضائل علي بن أبي عبد الله بن هيجاء يقال لهم بنو أبى الفضائل
منهم بنو المطروف بالغرى، وهو محمد بن هبة الله بن عمر بن أبي الفضائل على هذا
ومن بنى زيد الأسود أبو منصور أحمد بن هيجاء من ولده عدنان بن
معد بن عدنان بن أبي منصور هذا، له عقب يعرفون ببنى عدنان، ومنهم أبو
الفتح ناصر بن زيد الأسود أعقب من رجلين أبى الحسين زيد نقيب المشهد
وأبى على أحمد فأعقب أبو علي احمد من أبى الفتوح محمد - وقيل هبة الله -
لا غير، يعرف ولده ببنى أبى الفتوح، وانفصل منهم فخذ عرفوا ببنى السدرة
وهم ولد أبى طالب محمد بن أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي الفتوح
تزوج بنت عبد الله بن السدرة من ولد أبى الحسن محمد بن الحسين بن علي كتيلة
فولدت له أبا الفتح ناصرا فعرف عقبه ببنى السدرة نسبتهم إلى جدهم لامهم
منهم السيد شرف الدين بن سدرة، وهو محمد بن علي بن الحسن بن أبي الفتح
271

ناصر المذكور وأعقب أبو الحسين زيد النقيب من رجلين، أبى الحسين محمد
وأبى الفتح ناصر، أما أبو الحسين محمد ابن النقيب أبى الحسين زيد فهو جد
بنى حميد بالغرى، وهو عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمان بن علي بن أبي
الحسين محمد المذكور.
وأما أبو الفتح ناصر بن أبي الحسين زيد النقيب وعقبه الآن يعرفون
ببنى كتيلة، فأعقب من ثلاثة أبو محمد عبد الله، وأبو القاسم عبيد الله، مجد
الشرف، وأبو طالب هبة الله التقى. أما أبو محمد عبد الله بن أبي الفتح ناصر
فانقرض وكان من ولده مجد الدين الطويل بن عبد الله المذكور، وأما أبو القاسم
عبيد الله بن أبي الفتح ناصر فمن ولده السيد الزاهد الكريم رضى الدين أبو
الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله، والسيد العالم مجد الدين محمد بن
الحسين بن أحمد بن عبيد الله، وأما أبو طالب هبة الله التقى بن أبي الفتح ناصر
وكان فقيها خيرا فأعقب من جماعة انقرض بعضهم، واتصل عقبه من ثلاثة
رضى الدين أبى منصور الحسن، والتقى أبى الحسين على، وعز الشرف أبى على عمر
فمن ولده رضى الدين أبى منصور الحسن بن أبي طالب (الهادي) بن فخر الدين محمد
ابن شرف الدين جعفر بن محمد بن المعمر ابن أبي منصور الحسن المذكور، درج،
ومحمد بن جعفر بن فخر الدين المذكور انقرض ومن ولد التقى أبى الحسين علي بن أبي
طالب جمال الدين محمد بن عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أبي الحسين المذكور له ولد
ومن ولد عز الشرف أبى على عمر بن أبي طالب الشيخ السيد الفاضل
الكامل مجد الدين محمد ابن النقيب علم الدين علي بن ناصر بن محمد بن المعمر
ابن أبي على عمر المذكور، قرأت عليه طرفا من كتاب (الكافية الحاجبية)
وكان فيها قيما وشرحها لأستاذه الفاضل ركن الدين محمد الجرجاني، وكان
للسيد مجد الدين ابنان أحدهما علم الدين عبد الله سافر في حياة أبيه إلى بلاد
الترك وأقام هناك وأولد ثم وقع إلى سمرقند أيام الأمير الأعظم تيمور كوركان
272

ورأيته هناك وله ابن اسمه احمد ويكنى أبا هاشم ويلقب شمس الدين، وتوفى
السيد عبد الله بكش من بلاد سمرقند وانتقل ابنه أبو هاشم إلى العراق، والآخر
نظم الدين على أبو الحسن كان من وجوه الاشراف مقداما مقدما، توفى عن
ولدين أبو طاهر احمد، وأبو الحسين زيد، وهما بالمشهد الشريف الغروي.
وأما عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة وهو أكثر أخوته عقبا وفيه البيت
فعقبه من رجلين أحمد المحدث وأبى منصور محمد الأكبر، وكان له عدة أولاد
أخر منهم أبو الحسين يحيى بن عمر، وهو صاحب شاهي أحد أئمة الزيدية، لحقه ذل
امتعض منه فخرج بالكوفة داعيا إلى الرضا من آل محمد وكان من أزهد الناس، وكان
مثقل الظهر بالطالبيات يجهد نفسه في برهن، وأمه أم الحسن بنت الحسين بن
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار، وظهر بالكوفة أيام المستعين
ودعا إلى الرضا من آل محمد فحاربه محمد بن عبد الله بن طاهر فقتل (1) وحمل
رأسه إلى سامراء، ولما حمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة
للهناء فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، وقال: إنك لتهنأ بقتيل
لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله حيا لعزى فيه، فخرج وهو يقول:
يا بنى طاهر كلوه مريئا * إن لحم النبي غير مري
إن وترا يكون طالبه الله * لو تر بالفوت غير حرى
إلى آخر الأبيات وليس ليحيى بن عمر بن يحيى عقب، قال أبو نصر

(1) قتل يحيى بن عمر هذا بعد أن أبلى بلاء حسنا سنة 250 واتفق في
وقت مقتله عدة شعراء مجيدون فرثاه كل منهم بقصيدة مشجية، وممن رثاه
وأبدع في رثائه علي بن عباس الرومي بقصيدة تبلغ (110) أبيات مطلعها:
أمامك فانظر أي نهجيك تنهج طريقان شتى مستقيم وأعوج
أنظر أخبار يحيى في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الأصبهاني ص 410 - 421
من طبع النجف الأشرف. م ص
273

البخاري: وربما غلط بعض الناس فانتسب إليه.
أما أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى بن ذي العبرة فعقبه يعرفون ببنى الفدان
لأنه أعقب من الحسين الملقب بالفدان، وأعقب الحسين الفدان من ثلاثة، زيد
الجندي بن الحسين الفدان، وجعفر بن الحسين الفدان، والحسن بن الحسين
الفدان. فمن بنى زيد الجندي بن الحسين الفدان آل شيبان، وهو أبو الفوارس
محمد بن عيسى الفارس بن زيد الجندي المذكور كانوا بطنا بالكوفة، ومن بنى
جعفر بن الفدان، أبو الحسين بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر المذكور
ومن بنى الحسن بن الفدان صفى الدولة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
الحسن المذكور، كان ذا جاه بالشام وتغرب إلى خراسان، ومنهم أبو يعلى ميمون
ابن الحسين بن محمد الأوسط بن الحسين بن الحسن المذكور، ومنهم أبو العلى
المسلم بن محمد بن علي ذنيب بن المسلم بن عبيد الله بن الحسن المذكور ويكنى الفدان
له بقية بالنيل وخراسان.
وأما احمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة فأعقب من
الحسين النسابة (1) النقيب وحده، كان أول نقيب ولى على سائر الطالبيين
كافة، وكان عالما نسابة ورد العراق من الحجاز سنة إحدى وخمسين ومائتين
وأعقب من رجلين زيد المعروف بعم عمر ويحيى، وفى ولده البيت أما زيد عم
عمر، فكان له عقب بالكوفة وانقرض بعد ذيل طويل، وأما يحيى بن الحسين
النسابة ويكنى أبا الحسين وكان نقيب النقباء فأعقب من رجلين، وهما أبو علي

(1) كان الحسين النسابة أول من كتب المشجر في النسب وسماه (الغصون
في آل ياسين) وهو أول من أسس نقابة الطالبيين، يحدث القاسمي في (شرف
الأسباط) ص 7: إنه طلب من المستعين بالله تولية رجل على الطالبيين منهم
يتولى شؤونهم ويدفع عنهم سلطة الأتراك فعينه المستعين بعد مشاورة الطالبيين واختيارهم له. م ص
274

عمر الشريف الجليل، وأبو الحسن الفارس (1) النقيب، أما أبو علي عمر بن
يحيى فحج بالناس أميرا عدة مرار من جملتها سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وفيها
رد الحجر الأسود إلى مكة وكانت القرامطة أخذته إلى الأحساء وبقى عندهم عدة
سنين، وكان له سبعة وثلاثون ولدا، منهم أحد وعشرون ذكرا أعقب منهم
ثمانية ثم انقرض بعضهم، واتصل عقبه من ثلاثة رجال، وهم أبو الحسن محمد
الشريف الجليل، وأبو طالب محمد، وأبو الغنائم محمد، أما أبو الغنائم محمد
ابن عمر بن يحيى فعقبه الآن يرجع إلى أبى ظريف وهو محمد بن أبي على عمرو بن أبي
الغنائم محمد المذكور وهو جد على المنكر بن أبي البركات بن أبي الحسن علي بن أبي
ظريف محمد المذكور، والمنكر جد بنى المنكر ببغداد وغيرها.
وأما أبو طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة، وكان سيدا
فاضلا مات سبع وأربعمائة فعقبه يرجع إلى النقيب شمس الدين أبى عبد الله أحمد
ابن النقيب أبى الحسن على (2) بن أبي طالب محمد المذكور، وكان سيدا جليلا
توفى في جمادى الأولى في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة عن أربع وستين سنة

(1) كذا في بعض النسخ الصحيحة (أبو محمد الحسن) الفارس، وفى
(المجدي) أيضا، ولكن الذي نقله الشريف الحسين بن مساعد عن مشجر ابن
المنتاب وأثبته في هامش نسخته من الكتاب المخطوط بخط يده (أبو الحسن
محمد) وقال يكنى أبا طالب ومثله في بعض النسخ المخطوطة. م ص
(2) قال العمرى في (المجدي): تزوج علي بن أبي طالب هذا فاطمة بنت محمد
السابسي فقال الخاطب عند الخطبة: " وهذا علي بن أبي طالب يخطب كريمتكم
فاطمة بنت محمد وقد بذل لها من الصداق ما بذل أبوه لامها علي بن أبي
طالب أمير المؤمنين " ع " لفاطمة الزهراء (ع) فما بقي أحد إلا وبكى
وكان يوما مشهودا فولد ولدين حسنا وحسينا، فهو علي بن أبي طالب زوج
فاطمة بنت محمد أبو الحسن والحسين "
275

فأعقب النقيب شمس الدين أبو عبد الله احمد من رجلين، وهما أبو محمد الحسن
الأسمر، والنقيب نجم الدين أسامة، أمه أخت الوزير أبى القاسم المغربي، ولى
النقابة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وقلت رغبته فيها فاستعفي بعد أربع سنين
وتوفى في رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وعمره خمس وأربعون سنة، أما
أبو محمد الحسن الأسمر (1) ابن النقيب شمس الدين احمد فعقبه يرجع إلى ابنه
شكر بن الحسن له عقب يقال لهم بنو شكر لهم بقية بقية بالشرفية من دادخ
وهو أحد أعمال البلاد الحلية.
وأما النقيب نجم الدين أسامة ابن النقيب شمس الدين أحمد فأعقب من
رجلين عبد الله التقى النسابة وعدنان، أما عدنان بن أسامة فأعقب من ابنه أسامة
ابن عدنان بن أسامة، وعقبه يعرفون ببنى أسامة كانت لهم بقية بالحلة إلى سنة
ستين وسبعمائة وأظنهم انقرضوا، وكانوا بيتا جليلا مقدما من أعاظم بيوت
العلويين وكان زيد بن علي النقيب جلال الدين بن أسامة بن عدنان بن أسامة
- وهو أبو الغنائم - شاعرا فاضلا فارق العراق ومضى إلى الهند هو وأخوه
ضياء الدين أبو القاسم على وولى هناك زعامة الطالبيين، وكان أبو القاسم زعيم
ألف فارس وماتا هناك وما يعرف لهما عقب بالهند.
وأما عبد الله التقى النسابة أبو طالب بن أسامة وكان عالما فاضلا مجلا
- وهو صاحب الحكاية مع السيد جعفر بن أبي البشر الحسنى النسابة وقد مرت (2)
عند ذكره - فأعقب من رجلين وهما أبو الفتح، وأبو علي عبد الحميد بن التقى

(1) لأبي محمد الحسن الأسمر هذا ولد آخر اسمه محمد نجم الدين بهاء
الشرف أبو الحسن، وهو الذي روى (الصحيفة السجادية) عن الشيخ أبى
عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة الامام على أمير المؤمنين " ع "
وقد ذكر في صدر الصحيفة المذكورة لكنه لا عقب له.
(2) وقد ذكرت الحكاية في ص 140 - 141 من هذا الكتاب م ص
276

النسابة الذي انتهى إليه علم النسب ويلقب جلال الدين، مولده ليلة الثلاثاء تاسع
عشر شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة أما أبو الفتح بن التقى بن أسامة فيقال
لأولاده بنو التقى وقد انقرضوا، وأما أبو علي عبد الحميد بن التقى بن أسامة
فأعقب من رجلين، وهما أبو طالب محمد شمس الدين العالم النسابة. ونجم الدين
أبو الفتح على، أما أبو طالب محمد بن عبد الحميد بن التقى فأعقب من ابنه أبى على
جلال الدين عبد الحميد نقيب المشهد والكوفة - وكان عالما فاضلا نسابة توفى سنة
ست وستين وستمائة - وحده، وأعقب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد
من رجلين. وهما تقى الدين أبو عبد الله الحسين بن عبد الحميد الثاني وشمس الدين
أبو طالب محمد النسابة الفاضل، فمن ولد تقى الدين أبى عبد الله الحسين بن عبد الحميد
الثاني السيد الجليل النسابة شرف الدين أبو الفضل محمد بن تقى الدين أبى عبد الله
الحسين المذكور، سافر إلى بلاد القوم وأعقب من ابنه تاج الدين عبد الحميد، وله
ولد رأيته بسمرقند ثم انتقل إلى العراق.
ومن ولد شمس الدين أبى طالب محمد النسابة ابن عبد الحميد الثاني، جلال
الدين عبد الحميد الزاهد، ونظام الدين على النسابة، ونجم الدين عبد العزيز
وغياث الدين عبد الكريم قتل دارجا، وأما أبو الفتح علي بن عبد الحميد بن التقى
فمن ولده أمير الحاج النقيب بالغرى تاج الدين أبو الحسن على ابن النقيب مجد
الدين أبى الحسين محمد بن أبي الفتح المذكور، له عقب بالغرى منهم النقيب
النسابة فخر الدين صالح بن مجد الدين أبى الحسين عبد الله بن تاج الدين المذكور
كان نقيبا بالمشهد الغروي زمن نقابة السيد رضى الدين محمد الآوي الأفطسي
وله عقب، ومنهم غياث الدين عبد الكريم بن تاج الدين أبى الحسن على المذكور
له عقب، منهم السيد لطف الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم المذكور، قتله
السلطان أحمد بن السلطان أويس ببغداد، ومنهم السيد الزاهد بهاء الدين على
والسيد نظام الدين سليمان ابنا عبد الكريم المذكور لهم أعقاب وهم بالمشهد
277

الشريف الغروي كثرهم الله تعالى.
واما أبو الحسن محمد الشريف الجليل بن عمر بن يحيى بن الحسين
النسابة، وهو الشريف الجليل، وربما قيل لأبيه عمر بن يحيى، وكان وجيها
متمولا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الاملاك والأموال والتنايا، قيل
إنه زرع في سنة واحدة ثمانية وسبعين ألف جريبا وصادره بهاء الدولة بن بويه
على ألف ألف دينار عينا واعتقله سنتين وعشرة أشهر وألزمه يوم إطلاقه
تسعين ألف دينار.
ومن أغرب حكاياته أنه كان جالسا في الديوان والمطهر بن عبد الله وزير
عضد الدولة بن بويه في الديوان، فورد عليه توقيع فيه: ان رسول القرامطة
يصل إلى الكوفة فينبغي أن تكتب إلى الكوفة في تهيئة أسبابه. فأرى الوزير
الشريف ذلك التوقيع وأشار إليه بأن يرسل إلى الكوفة من يقيم برسم الخدمة
مع ذلك الرسول ويهيئ له منزلا ينزله وما يحتاج إليه، ثم اشتغل الوزير ببعض
مهمات الديوان ساعة والتفت فرأى الشريف جالسا فقال: أيها الشريف إن هذا
الامر ليس مما يتهاون به ولا يتكاسل فيه، فقال الشريف: قد أرسلت إلى الكوفة
بالخبر وأتى الجواب بتهيئة الأسباب. فتعجب الوزير من ذلك وسأله فأخبره
أن عنده ببغداد طيورا كوفية وبالكوفة طيورا بغدادية فلما أمر الوزير بما أمر
به أشرت بأن يكتب إلى الكوفة على الطير بذلك وجاء الخبر بوصول الكتاب
وامتثال الإشارة.
وقال ابن الصابي: وكانت أملاكه لا تسقى من الفرات ولما أرسل عضد الدولة
وزيره (1) المطهر بن علي (2) لمحاربة عمران بن شاهين (3) بالبطيحة

(1) كان إرسال وزيره لمحاربة الحسن بن عمران بن شاهين سنة 369 ولما
فشل الوزير في عمله صالح الحسن بن عمران عضد الدولة على مال يؤديه إليه وفى
تلك السنة عمر عضد الدولة بغداد ومشهد الامام الأمير المؤمنين " ع " ومشهد
الإمام الحسين بن علي " ع " وأصلح الطريق من العراق إلى مكة، وأجرى
الجرايات على الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين والنحاة والشعراء والنسابين
والأطباء والحساب والمهندسين، أنظر (تاريخ ابن الأثير) في حوادث سنة 369.
(2) كذا في جميع النسخ والصحيح (المطهر بن عبد الله) كما ذكر آنفا
وذكره ابن الأثير في (الكامل) وغيره.
(3) قصة المحاربة بالبطيحة مع الحسن بن عمران بن شاهين لامع أبيه
عمران كما عرفت، أنظر (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة 369، وغيره
278

واضطربت الأمور على المطهر (1) بن علي جرح نفسه حتى مات وسمع منه
كلام يفهم منه الشكاية من الشريف محمد بن عمر (2) فقبض عليه عضد الدولة
ونقله إلى فارس ودخلت اليد في أملاكه وأسبابه وله حكايات كثيرة تدل على
سعة جاهه وكثرة ماله وعلو همته.
فمن عقبه خزعل، وهو أبو محمد الحسن بن عدنان بن الحسن بن محمد
ابن محمد بن محمد بن عمر بن أبي الحسن محمد الشريف الجليل المذكور، يقال
لولده بنو خزعل المذكور ولهم بقية بالعراق، ومنه الآن السيد الطالب بن
محمد بن منصور بن حسن بن محمد بن الحسن خزعل، بسبزوار وخراسان
وأما أبو محمد الحسن الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن
عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة، فكان له خمسة وأربعون ولدا منهم ثلاثون

(1) الصحيح (المطهر بن عبد الله) كما عرفت. م ص
(2) كان الشريف محمد بن عمر المذكور مع الوزير المطهر في عسكره
فاتهمه الوزير بمراسلة الحسن بن عمران واطلاعه على أسراره، وخاف المطهر
أن تنقص منزلته عند عضد الدولة فأخذ سكينا وأراد قتل نفسه فقطع شرايين
ذراعه فنزف منه الدم ثم مات وحمل إلى بلده كازرون فدفن بها.
279

ذكرا ولكن عقبه المتصل من ثلاثة رجال، وهم أبو الحسن محمد التقى السابسي (1)
الذي عزل الرضى الموسوي عن النقابة، وكان الرضى ختنه، والحسن الأصم
الأسوداوي وأبو طالب عبد الله،
أما أبو الحسن التقى السابسي بن أبي محمد الحسن الفارس - وكان لعقبه
رياسة ونباهة والآن قد لحقهم خمول - فعقبه المتصل من رجلين، أبى العلى محمد
وأبى على الحسن (2) وقيل الحسين، وقيل عمر كان سبب الفتنة بين العلويين
والعباسيين، كان الشريف المرتضى رحمه الله يكرمه وكان يقول: إذا قيل
اللهم صلى على محمد وآله دخل أبو علي، فإذا قيل الطاهرين خرج وبقيتهما بواسط و
وأما الحسن الأصم الأسوداوي بن أبي محمد الحسن الفارس النقيب
فعقبه من أبى تغلب على نقيب النقباء بسوراء بن الحسن الأصم، فأعقب أبو

(1) يعرف بهذا اللقب لما كان يملكه من الاقطاعات في (سابس) من
جانبي نهرها المشهور، ودفن بها بعد وفاته وكان نقيب النقباء ببغداد وأميرا على الحاج
(2) إلى أبى على الحسن هذا ينتهى نسب العلامة الشهير السيد على
الكبير الحائري الملقب بالأمير المتوفى بالحائر سنة 1207، فإنه رحمه الله ابن
منصور بن أبي المعالي محمد بن أحمد نقيب البصرة ابن شمس الدين محمد البازباز ابن
شريف الدين محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن على الرئيس ابن محمد بن علي
القتيل ابن الحسن النقيب ابن أبي الفتوح محمد بن الحسن بن عيسى الكريم
ابن عز الدين عمر المحدث ابن تاج الدين أبى الغنائم محمد بن محمد النقيب ابن
الشريف أبى على الحسن، المذكور، وكان السيد على الكبير الحائري المذكور علامة
كبيرا تلميذا للعلامة الوحيد الأستاذ البهبهاني الحائري رحمه الله وقد قام بأعمال
مهمة وخلف صدقات جارية النفع والثمر في الحائر الشريف، وله عقب منتشر
حتى اليوم في بلاد العرب والعجم يعرف أبناؤه، ب‍ (آل الأمير السيد على الكبير)
وبيتهم بيت مجد وشرف. م ص
280

تغلب على من ثلاثة رجال، أبو القاسم الحسين التقى، وأبو الغنائم محمد، وأبو
الفضل على، وكان له ابن رابع يكنى أبا طاهر واسمه محمد، وقيل هبة الله، أعقب
ابنا انقرض الابن، وانتمى إليه رجل اسمه محمد ويلقب بقرة، خدم الديوان
بسوراء فلقب العامل وعرف بذلك. قال التقى عبد الله بن أسامة: أنكره أبوه
وأعمامه وبقى وهو على دعواه برهة وحسنت حاله وضمن معاملة سوراء أكثر من
أربعين سنة واحتاج أبو طاهر هبة الله إليه فاقر به بعد إنكاره. قال الشيخ
عبد الحميد بن التقى بن أسامة الحسنى: وأما العامل فالغمز فيه قوى ظاهر أمه
بنت المكحول كانت غير مأمونة على نفسها تزوجها أبو طاهر وهي حاملة من
زوج آخر يعرف بابن ذودة الملاح، وللعامل عقب متصل بسوراء إلى الآن
والله بحالهم أعلم.
أما أبو القاسم الحسين التقى بن أبي تغلب فمقل، وعقبه يرجع إلى محمد بن أبي
الفتوح محمد بن أبي الحسين محمد بن محمد الضرير بن أبي القاسم التقى المذكور
يعرف بسندر، وبه يعرف ولده، وأما أبو الغنائم محمد بن أبي تغلب فأعقب
من ابنه أبى عبد الله محمد الملقب شميرة وحدة، ويقال لولده بنو شميرة
وهم بسوراء، وأما أبو الفضل علي بن أبي تغلب وفى ولده البيت فأعقب من رجل
واحد وهو مجد الشرف أبو نصر أحمد بن أبي الفضل على، وأعقب مجد الشرف
من رجلين وهما أبو عبد الله محمد مجد الشرف، وأبو الفضل على كمال الشرف.
فمن ولد أبى عبد الله محمد مجد الشرف بن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل
على، الفقيه العامل فخر الدين يحيى بن أبي طاهر هبة الله بن شمس الدين أبى
الحسن علي بن محمد مجد الشرف المذكور، وكان سيدا فاضلا جليل القدر، وله
ثلاثة بنين الفقيه الزاهد تاج الدين محمد أبو الغنائم، والنقيب الطاهر زين الدين
أبو طاهر هبة الله، وجلال الدين أبو القاسم أما زين الدين هبة الله فتولى النقابة
الطاهرية وصدارة البلاد الفراتية وغيرها، وقتل بظاهر بغداد سنة إحدى
281

وسبعمائة، قتله بنو محاسن بدم صفى الدين بن محاسن، وكان السيد قد أمر به فرفس
فمات، وقتلوه قتلة شنيعة، ورخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد، وكان السيد
زين الدين جليلا كريما، وأما جلا الدين أبو القاسم فكان فقيها زاهدا فلما قتل
اخوه زين الدين توجه إلى حضرة السلطان غازان وتولى النقابة الطاهرية والقضاء
والصدارة بالبلاد الفراتية، وقتل كل من حل في قتل أخيه وتجرى على الفتك
وسفك الدماء وطالت حكومته، وأعقب من ابنه نقيب النقباء بهاء الدين داود.
وأما الفقيه تاج الدين أبو الغنائم محمد بن الفقيه أبى طاهر يحيى وكان
زاهدا نقيبا فأعقب من ابنه شرف الدين عبد الله ومن ولد كمال الشرف أبى
الفضل على نقيب النقباء ابن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل على ويقال لولده
بنو أبى الفضل بسوراء، النقيب صفى الدين أبو الحسين زيد ابن النقيب جلال
الدين على ابن النقيب أبى الحسين زيد بن أبي الفضل المذكور له عقب، ومنهم
عز الشرف محمد بن أبي الفضل على، وكان عالما زاهدا نقيبا نسابة أعقب من
ولده أبى عبد الله الحسن الملقب بعز الدين النقيب العالم الزاهد النسابة، وأعقب
أبو عبد الله الحسن من ولده أبى تغلب عميد الدين على الكريم الزاهد التقى
الورع، وأعقب عميد الدين على من ولده أبى محمد جلال الدين الحسن النقيب
النسابة الفاضل الزاهد وكان ذا كرم وشجاعة، وأعقب جلال الدين الحسن
من ولده أبى تغلب عميد الدين على بسوراء المدينة، له شهرة عظيمة وكرامات
كثيرة وفضائل جمة بعد آبائه الطاهرين. وكان في غاية الزهد يلبس الصوف
ويأكل الشعير، وكان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل الله تعالى وكان حليما شجاعا
عالما نقيبا له قدم ثابت في كل فن من العلوم وفضائله أجل من أن تحصى.
أعقب من خمسة رجال، جلال الدين الحسن (1) الكريم الزاهد، كان أيضا يلبس

(1) جلال الدين بن علي هذا هو الذي التمس (هذا الكتاب) من مصنفه
رحمه الله فصنفه باسمه. م ص
282

الصوف وفضائله أيضا كثيرة، وغياث الدين الحسين العالم الفاضل صاحب الأموال
العظيمة والقدر الرفيع، وأبى عبد الله محمد، وأبى العباس أحمد الكريم العالم
صاحب لأخلاق المرضية والنفس الرفيعة، وأبى طاهر سليمان، له شجاعة وخلق حسن
فمن ولد جلال الدين الحسن ناصر الدين محمد له أولاد، ومن ولد غياث الدين الحسين
زين الدين على، وأبو عبد الله محمد. وعميد الدين على، ولكل منهم أولاد بالمشهد
المقدس الغروي وأبو عبد الله محمد له بنت، ومن ولد أبى العباس أحمد بن أبي
تغلب على ويلقب زين العابدين، النقيب النسابة العالم الفاضل الزاهد الشجاع
العابد الكريم ونجم الدين أبو القاسم الشجاع العابد الكريم، وأبو عبد الله
الحسين ذو المال والكرم والشجاعة، وشمس الدين محمد ويكنى بأبي على العالم
الورع النقيب النسابة، وأبو الفضل أحمد، ولكل منهم أولاد، ومن ولد أبى
طاهر سليمان، أبو تغلب عميد الدين على العالم الفاضل الشاعر المحدث، له
أولاد وهم الآن بالمشهد الغروي وبالحلة أيضا وغيرها ولهم أعقاب كثيرون
وأولاد منتشرون مشهورون بآل أبى الفضل والآن بآل عميد الدين، وهم
سادة نقباء صلحاء كثر الله تعالى في السادات أمثالهم.
وأما أبو طالب عبد الله بن أبي محمد الحسن الفارس فله عقب كثير
متفرق بالحلة وسوراء وواسط وطرابلس وغيرها، فمنهم أسامة بن محمد بن
معالى بن المسلم بن عبد الله المذكور له عقب بالحلة به يعرفون، منه فضائل بن
معد بن أسامة المذكور له عقب بالحلة يقال لهم بنو فضائل، ومنهم نصر الله
ابن محمد بن معالى المذكور له عقب بالحلة وسوراء يقال لهم بنو نصر الله
ومنهم على الدماغ بن أبي البركات محمد بن أبي طالب عبد الله بن علي بن عمر
المحدث بن أبي طالب عبد الله المذكور له عقب بواسط يقال لهم بنو الدماغ
ومنهم أبو علي عمر بن أبي البركات محمد المذكور، له عقب ومنهم أبو الحسين
يحيى بن أبي طالب عبد الله الأول المذكور له عقب، منهم بنو الجعفرية، وهم
283

ولد علي بن يحيى المذكور، وأمه جعفرية بها يعرف ولده، وكان أبو الحسين
يحيى قد أنكره أبوه مدة ثم رجع عن ذلك، ومنهم بنو أبى الفضل المعروفون
ببنى زريق بمشهد القاسم من بريسما، وهم أولاد علي بن أبي الفضل محمد بن أبي
طالب محمد بن أبي الفضل محمد بن أبي البقاء محمد بن علي بن يحيى المذكور، ومنهم
بنو الضياء بمشهد القاسم أيضا، وهو أبو الحسن علي بن أبي طالب محمد المذكور
ومنهم بنو الطوير وهو علي بن أبي الفضائل محمد يدعى فضائلا بن علي بن يحيى
المذكور، وهم بالغرى.
وأما الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب " ع "، فأعقب من ثلاثة محمد ويحيى وزيد، أما يحيى بن
الحسين القعدد فأعقب من القاسم كان بالطائف، ومنه في أبى جعفر محمد، له
بقيه بالطائف والحناطين من مكة قال ابن طباطبا: وأما محمد بن الحسين القعدد
فأعقب من أحمد والحسن والحسين، والقاسم، ومحمد. والعقب من أحمد بن
محمد بن الحسين القعدد في ولده الحسين الملقب برغوثة بن أحمد بن محمد بن
الحسين القعدد له عقب وقال ابن طباطبا: برغوثة هو الحسين بن عبيد الله بن
الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد. وأما الحسن بن محمد بن الحسين
القعدد فولده بشيراز منهم أبو علي الحسن بن محمد الأعور بن عبد الله بن الحسن
المذكور نقيب الموصل، وهو أخو أبى الحسن على - بن أحمد بن إسحاق بن جعفر
المولتاني العمرى نقيب بغداد - لامه، وأما أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين
القعدد فولد أبا محمد الحسن الملقب بالجاموس لا بقية له (1) وأما زيد بن الحسين
القعدد فأعقب بقصر ابن هبيرة من أبى عبد الله زيد بن زيد، كان له أبو عبد الله

(1) بقي من أولاد محمد بن الحسين القعدد، الحسين، والقاسم، ومحمد
لم يذكر عقبهم، وقد صرح أولا بان أباهم محمد بن الحسين القعدد أعقب منهم
أيضا كما أعقب من أخويهم أحمد والحسن فليلاحظ م ص
284

الحسين بن زيد كان بحلب وانتقل إلى دمشق وكان أقعد ولد الحسين بن علي بن أبي
طالب " ع " نسبا.
وأما علي بن ذي العبرة فأعقب من زيد الشبيه النسابة - له كتاب المقتل
وله مبسوط في النسب - وحده، وأعقب زيد الشبيه من رجلين محمد الشبيه
والحسين، أما الحسين بن زيد الشبيه النسابة فأعقب من رجلين على الأحول
والقاسم التن، فمن ولد على الأحول بن الحسين بن زيد النسابة وكان نقيبا ببغداد
أبو الحسين محمد بن الحسين النقيب ابن علي الأحول، كان جليلا خيرا دينا كريما
له مكارم وفضائل ولا بقية له من الذكور، ولأخيه أبى محمد عبيد الله بن الحسين
بقية، والأول هو أبو الحسين بن الشبيه النسابة صاحب المبسوط، وأما محمد الشبيه
ابن زيد النسابة بن علي بن ذي الدمعة فأعقب من ثلاثة أحمد، والحسن الفقيه
وإسماعيل شيرشير، أما إسماعيل شيرشير بن محمد الشبيه بن زيد النسابة فمن
ولده إسماعيل المجيب بن محمد بن إسماعيل المذكور له عقب، وعلى الجمال بن محمد
ابن إسماعيل المذكور له عقب، والحسين بن محمد بن إسماعيل المذكور يلقب المنمش
له عقب، وأما الفقيه الحسن بن محمد الشبيه بن زيد النسابة فأعقب بالبصرة
ومن ولده بنو الشبيه بالبصرة والحلة وهم قليل، أعقب الحسن الفقيه من
رجلين، وهما أبو جعفر محمد، وأحمد أما أبو جعفر محمد، له جعفر له عقب
منتشر منهم أبو علي محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن أبي جعفر محمد
المذكور، ومنهم أبو الحسين عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر محمد المذكور وأما
أحمد بن الحسن الفقيه بن محمد الشبيه فأعقب من ابنه محمد بالبصرة، له عقب
منهم أبو عبد الله محمد نقيب الأبلة بن أحمد بن محمد المذكور - آخر ولد الحسين
ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين " ع " -.
وأما عيسى موتم الأشبال بن زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب ويكنى أبا يحيى، وكان وصى إبراهيم قتيل باخمرى ابن عبد الله
285

المحض وحامل رايته، فلما قتل إبراهيم اختفى عيسى (1) إلى أن مات، وكان أبو
جعفر المنصور قد بذل له الأمان وأكده. وكان شديد الخوف منه لم يأمن وثوبه
عليه، فقيل لعيسى في ذلك فقال: والله لئن يبيتن ليلة واحدة خائفا منى أحب إلى
مما طلعت عليه الشمس. وإنما سمى موتم الأشبال لأنه قتل أسدا (2) له أشبال
فسمى موتم الأشبال، فخرج عيسى مع محمد بن عبد الله النفس الزكية ثم مع أخيه
إبراهيم، وكان إبراهيم قد جعل له الامر بعده وكان حامل رايته فلما قتل إبراهيم
استتر ولم يتم له الخروج فبقي مستترا أيام المنصور وأيام المهدى وأيام الهادي
وصلى عليه الحسن بن صالح سرا ودفنه.
وكان عيسى في بعض أوقات اختفائه يستقى الماء على جمل فحكى لي الشيخ
النقيب تاج الدين باسناده عن محمد بن محمد بن زيد الشهيد، قال: محمد بن محمد قلت
لأبي محمد بن زيد: أريد أن أرى عمى عيسى. فقال: اذهب إلى الكوفة فإذا
وصلتها اذهب إلى الشارع الفلاني واجلس هناك. فإنه سيمر بك رجل آدم طويل
له سجادة بين عينيه، يسوق جملا عليه مزادتان كل ما خطا خطوة كبر الله سبحانه

(1) كان اختفاؤه في دار الحسن بن صالح بن حي، وكان الحسن من
كبراء الشيعة الزيدية في الكوفة له معرفة في الفقه والكلام وله فيهما المصنفات
وتزوج عيسى ابنته ومات الحسن بعد عيسى لستة أشهر وله ثمان وستون سنة
وكانت ولادة عيسى في المحرم سنة 109، ومات بالكوفة في دار الحسن 196
وعمره ستون سنة. ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) وكان
عيسى أفضل من بقي من أهله دينا وورعا وزهدا مع علم كثير ورواية للحديث وهو مقبول الرواية عند علماء الرجال.
(2) فإنه لما انصرف من وقعه باخمرى ومعه أصحابه خرجت عليهم لبوة
ومعها أشبالها وتعرضت للطريق فقتلها عيسى فقيل له إنك أيتمت أشبالها. قال:
أنا موتم الأشبال. فكان أصحابه بعد ذلك يلقبونه به. م ص
286

وسبحه وهلله وقدسه، فذاك عمك عيسى فقم إليه فسلم عليه. قال محمد بن محمد
ابن زيد: فذهبت إلى الكوفة فلما وصلتها جلست حيث أمرني أبى فلم ألبث أن
جاء الرجل الذي وصفه لي أبى وبين يديه جمل عليه راوية فقمت إليه وأكببت
على يديه أقبلهما فذعر منى فقلت: أنا محمد بن زيد. فسكن ثم أناخ جمله وجلس
إلى فيئ في ظل حائط هناك وحدثني ساعة، وسألني عن أهلي وأصحابه ثم ودعني
وقال لي: يا بنى لا تعد إلى بعد هذا فانى أخشى الشهرة.
قال الشيخ تاج الدين: وكان عيسى بن زيد قد تزوج امرأة بالكوفة أيام
اختفائه لا تعرفه، وولد منه بنتا وكبرت البنت وكان عيسى يستقى الماء على جمل
لبعض السقائين ولذلك السقا ابن قد شب فأجمع رأى ذلك الرجل ورأي زوجته
أن يزوجا ابنهما من ابنة عيسى بن زياد لما رأيا من صلاحه وعبادته وهما لا يعرفانه
وذكرا ذلك لامرأته فطار عقلها فرحا وظنت أنها قد حصل لها ما لم تكن ترجوه
فذكرت ذلك لعيسى بن زيد فتحير في أمره ولم يدر ما يصنع فدعا الله تعالى على
ابنته تلك فماتت وتخلص من الواسطة ولما ماتت الصبية جزع عيسى عليها جزعا
شديدا وبكى فقال له بعض أصحابه الذين يعرفون حاله: والله لو قيل لي من أشجع
أهل الأرض لما عدوتك وأنت تبكى على بنت؟ فقال عيسى: والله ما أبكى جزعا
عليها وإنما أبكى رحمة لها إنها ماتت ولم تعلم أنها فلذة من كبد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
وكان عيسى قد كتم نسبه من امرأته وابنته خوفا من أن يظهرا ذلك فيؤخذ
وكان قد حج بعض السنين في حال اختفائه وجلس إلى سفيان الثوري فسأله عن
مسألة، فقال سفيان: هذه المسألة على السلطان فيها شئ ولا أقدر على الجواب
عنها. فقال له بعض أصحاب عيسى إنه ابن زيد، فقال سفيان: من يعرف هذا؟
فقام جماعة من أصحاب عيسى الحاضرين فشهدوا على أنه عيسى بن زيد بن علي
ابن الحسين " ع " فنهض إليه سفيان وقبل يديه وأجلسه مكانه وجلس بين يديه
287

وأجابه عن سؤاله.
ويحكى أن محمدا المهدى دخل بعض المواضع بحلوان فوجد مكتوبا
على الحائط:
منخرق الخفين يشكو الوجى * تبكيه أطراف القنا والحداد
شرده الخوف فأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد (1)
فبكى بكاء شديدا ووقع تحت كل بيت: أنت آمن. فقيل له: أتعرف من
كتب هذه الأبيات يا أمير المؤمنين؟. قال: نعم، ومن يكتبها غير عيسى بن زيد
ووددت أنه ظهر إلى فاعطيه جميع ما يروم. وكان حاضر وزير عيسى بن زيد
والمطلوب به وأعظم أصحابه فلما توفى عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه احمد وزيد
وهما طفلان فأخبرهما حاضر وجاء بهما إلى باب الهادي موسى بن محمد بن المنصور
فقال للحاجب: استأذن لي على أمير المؤمنين. قال: ومن أنت؟ قال: حاضر
صاحب عيسى بن زيد. فتعجب الحاجب من ذلك وظن أنه يكذب، فقال له:
ويحك قد والله عرضت نفسك للهلاك وإن لم تكن حاضرا، إن كنت صاحب
حاجة تريد قضاءها بالدخول إلى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدعى أنك
حاضر صاحب عيسى بن زيد فإنه والله يقتلك. فقال له حاضر: دع فانى والله
حاضر صاحب عيسى بن زيد. فقال الحاجب: هذا والله العجب يجيئ حاضر إلى باب
الهادي برجليه ويستأذن عليه. فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب ودخل
إلى الهادي متعجبا فقال له الهادي: ما وراك؟ قال: إن بالباب رجلا يزعم أنه

(1) هي من أبيات سبعة ذكرها أبو الفرج في (المقاتل) وروى الشطر
الثاني من البيت الأول (تنكبه أطراف مرو حداد) وهو الأصح ومثله رواها
اليعقوبي في تاريخه إلا أنه قال: تمثل بها زيد الشهيد بن علي بن الحسين " ع " لما
أخرجه يوسف بن عمر الثقفي من الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك. م ص
288

حاضر يستأذن في الدخول عليك. فتعجب الهادي من ذلك وأمر بادخاله فدخل
وسلم فقال له الهادي: أنت حاضر؟ فقال: نعم. قال: ما جاء بك؟ قال: أحسن
الله عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد. فنهض الهادي من دسته إلى الأرض
وسجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر: يا أمير المؤمنين إنه ترك طفلين
ولم يترك عندهما شيئا وأوصاني أن أسلمهما إليك. فأمر الهادي باحضارهما فادخلا
عليه فوضعهما على فخذه وبكى بكاء شديدا وعفا عن حاضر وقال له: إنما كنت
أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك. وأمر له بجائزة فلم يقبلها
وكان عيسى بن زيد مع شجاعته وزهده شاعرا فمن شعره قوله
إلى الله أشكو ما نلاقي وإننا * نقتل ظلما جهرة ونخاف
ويسعد أقوام بحبهم لنا * ونشقى بهم والامر فيه خلاف
فأعقب أبو الحسين عيسى بن زيد من أربعة رجال (1) احمد المختفى وزيد
ومحمد، والحسين غضارة.
أما احمد المختفى بن عيسى موتم الأشبال بن زيد فكان عالما فقيها كبيرا
زاهدا وأمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمان بن العباس بن الحارث الهاشمية
ومولده سنة ثمان وخمسين ومائة. ووفاته سنة أربعين ومائتين وعمى آخر عمره

(1) ولد لعيسى بن زيد، الحسين ومحمد، أمهما عبدة بنت عمر بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع "، وأحمد، أمه عاتكة بنت الفضل بن
عبد الرحمان بن العباس بن الحارث بن عبد المطلب، وزيد، أمه أم
ولد. قاله أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) وزاد أبو الحسن العمرى
في (المجدي) جعفرا والحسن وعمر ويحيى وبنات أربعا رقية الكبرى، ورقية
الصغرى وزينب وفاطمة. وهي التي ماتت في حياة أبيها وكانت أمها من عامة
أهل الكوفة أما رقية الكبرى فخرجت إلى جعفر ديباجة بن الحسن بن علي بن
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " فولدت له محمد. م ص
289

وكان قد بقي في دار الخلافة منذ تسلمه الهادي كما ذكرناه عند وفاة أبيه ولما
مات الهادي كان عند الرشيد إلى أن كبر وخرج فأخذ وحبس فخلص، واختفى
إلى أن مات بالبصرة وقد جاوز الثمانين فلذلك سمى المختفى.
قال الشيخ أبو نصر البخاري: طلبه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة
وهو إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي
ابن أبي طالب " ع " وكانت تحته أمة الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد فوجده
وقد نزل الماء في عينيه فخلى سبيله. وحكى الشيخ أبو الفرج الأصفهاني في كتاب
(الأغاني) الكبير: أن إسحاق بن إبراهيم الموصلي المصلى المغنى مات في رمضان
سنة خمس وثلاثين ومائتين ونعى إلى المتوكل فغمه وحزن عليه وقال: ذهب صدر
عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته، ثم نعى إليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد بن علي
بن الحسين " ع " فقال: تكافأت الحالتان، وقام الفتح بوفاة أحمد - وما كنت
آمن وثبته على - مقام الفجعية بإسحاق فالحمد الله على ذلك. هذا كلامه. وأول
ما طالعت هذه الحكاية في (كتاب الأغاني) كتبت على حاشية ذلك الكتاب بيتا
بدهني في الحال وهو:
يرون فتحا مصيبات الرسول * ويغتمون إن في الأقوام عواد
فأعقب أحمد المختفى (1) بن عيسى بن زيد من رجلين، محمد المكفل، وعلى
أما محمد بن أحمد المختفى فكان وجيها فاضلا، قال الشيخ أبو نصر البخاري: قال
محمد بن زكريا العلائي كنا عند محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد فتذاكرنا بالاخبار والابيات
فذكر قريشا بطنا بطنا ثم كنانة وهذيل ثم ابتدأ ربيعة لما فرغ من مضر فما ترك

(1) قال العمرى في (المجدي). كان أحمد يكنى أبا عبد الله وكان مختفيا
بالبصرة وقبره بها، وروى الحديث وكان ذا فضل ومات أيام المتوكل سنة 247
وله تسعون سنة، وولد محمدا الأكبر أبا القاسم، واحمد، والحسين وعليا
ومحمدا أبا جعفر، م ص
290

منها بيتا إلا ذكره، ثم لما فرغ من ربيعة ذكر اليمن، ثم قال دعونا من هذا كله وأنشد:
إن العباد تفرقوا من واحد * فلأحمد السبق الذي هو أفضل
هل كان يرتجل القران أبوكم * أم كان جبريل عليه ينزل؟؟
أم من يقول الله حين يخصه * بالوحي: قم يا أيها المزمل؟؟
فأعقب محمد بن أحمد المختفى من ابنه علي بن محمد وأعقب علي بن محمد بن
أحمد من رجلين يحيى وعبيد الله الضرير، أما يحيى بن علي بن محمد بن أحمد فولده
بدمشق، منهم علي بن محمد بن علي بن يحيى بن علي المذكور كان بمصر، وزيد
ابن يحيى بن علي المذكور، كان بدمشق.
وأما عبيد الله الضرير بن علي بن محمد احمد المختفى فمن ولده الحسن بن
عبيد الله له عقب ببغداد، وأحمد بن عبيد الله يلقب المقمص له عقب ببغداد
منهم محمد بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد الله المذكور.
هذا ما ذكره النسابون مثل شيخ الشرف أبى الحسن محمد بن أبي جعفر
العبيدلي، وأبى الحسن علي بن محمد العمرى، والشريف أبى عبد الله الحسين
ابن طباطبا الحسنى، وغيرهم، وزعم قوم آخرون منهم بريه الهاشمي، وهو
إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي النسابة، وأبو الحسين
زيد بن كتيلة الحسيني النسابة: أن علي بن محمد صاحب الزنج صحيح النسب في
آل أبي طالب وقال الشيخ أبو علي أحمد بن مسكويه في كتاب (تجارب الأمم)
سمعت جماعة من آل أبي طالب يذكرون انه علوي صحيح النسب في آل أبي طالب
وكان هذا الرجل يدعى انه علي بن محمد بن أحمد المختفى فإن كان ما يدعيه صحيحا بطل
عقب علي بن محمد الذي ذكره شيخ الشرف وابن طباطبا والعمرى وغيرهم، إذ صاحب
الزنج لا يصح له عقب وأولاده قتلوا بالأبلة، ومع هذا فهو لم يقدر على تصحيح نسبه
حال حياته فكيف يثبته عقبه من بعده. ويقال أنه كان ورزنينيا (1) وانه ادعى هذا النسب

(1) ورزنين بفتح الواو ثم الراء المهملة الساكنة والزاي المعجمة المفتوحة بعدها
النون المكسورة ثم الياء التحتانية بعدها النون. من أعيان قرى الري كالمدينة.
291

وقال بعضهم: هو علي بن محمد بن عبد الرحيم ونسبه في عبد القيس وأمه قرة بنت على
ابن حبيب من بنى أسد بن خزيمة، خرج بالأهواز في خلافة المهتدى بالله ثم سار إلى
البصرة وملكها وكان قد استغوى الزنج وهم إذ ذاك بالبصرة والأهواز ونواحيها كثيرون
وكان أهل تلك النواحي يشترونهم ويستعملونهم في املاكهم وضياعهم وبساتينهم
وتابعه جماعة من الاعراب وغيرهم وفعل ما لم يفعله أحد قبله، وتوجه إلى بغداد
زمن المعتمد على الله أبى العباس أحمد بن المتوكل، فقام بحربه طلحة بن المتوكل
وهو الملقب بالموفق وهو إذ ذاك القائم بأمور الخلافة وإن كان المتسمى بها
اخوه، فلم يزل يكايده جيلة ومكابرة ومناهرة ومصابرة إلى أن قتله في يوم السبت
لليلتين بقيتا من صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين وكان المدبر لأمر الحرب
والناظر في أمور الموفق صاعد بن مخلد، وكانت مدة صاحب الزنج من وقت
ظهوره إلى وقت قتله أربع عشره سنة وأربعة أشهر وستة أيام.
وكان قاسى القلب ذميم الافعال وحسبه من ذلك تمكن الزنج من دماء
المسلمين ونسائهم وأموالهم: ويحكى أن امرأة علوية أسرها زنجي وكان يسئ
إليها فعارضته ذات يوم اشتكت إليه ما يفعل بها الزنجي فقال لها: أطيعي مولاك.
وقد قيل إنه كان خارجي المذهب يرى تكفير من ليس على رأيهم من أهل القبلة
وكان صاحب الزنج مع شدة قبله وقوة نفسه فصيح اللسان شاعرا، أنشدني له
النقيب تاج الدين:
الموت يعلم لو بدا * لي خلقه ما هبت خلقه
والسيف يعلم أنني * أعطيه يوم الروع حقه
ومدجج كره الكماة * نزاله فضربت عنقه
وقبلت ما أوصى به * جدي أبى وسلكت طرقه
وعلمت أن المجد ليس * ينال إلا بالمشقه
292

وأنشدني أيضا له قدس الله روحه:
كم قد نماني من رئيس قسور * دامي الأنامل من خميس ممطر
خلقت أنامله لقائم مرهف * ولدفع معضلة وذروة منبر
ما إن يريد إذا الرماح شجرنه * درعا سوى سربال طيب العنصر
ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا * فعقرت طرف المجد إن لم تعقر
وإذا تأمل شخص ضيف مقبل * متسربل سربال ليل أغبر
أومى إلى الكوماء: هذا طارق * نحرتني الأعداء إن لم تنحري
وله ديوان مفرد ورأيت كثيرا من نسخه، وقد نحل كثيرا من أشعار
علي بن محمد الحماني.
وأما علي بن أحمد المختفى بن عيسى بن زيد فأعقب بكرمان وخراسان
منهم علي بن الحسين بن علي المذكور، قال الشيخ رضى الدين المدني: فيه قول. وله
عقب منهم الحسن الديلمي بن علي بن داعى بن مهدي بن عبيد الله بن علي المذكور
وأما زيد (1) بن عيسى موتم الأشبال فقال شيخ الشرف العبيدلي النسابة: أعقب
من محمد والحسين، قال ابن طباطبا: ولم أر للحسين ذكرا في المعقبين، والعقب
من محمد بن زيد بن عيسى موتم الأشبال من أحمد، ومحمد يلقب أبزار رطب
والحسن، أما أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من خمسه رجال، وهم أبو عبد الله
محمد، وأبو علي محمد، وأبو الحسن محمد وأبو أحمد بن محمد، وأبو جعفر محمد.
أما أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من ثلاثة أبو محمد
عيسى الشاعر، وأبو علي الحسين، وأبو القاسم جعفر، أما أبو محمد عيسى الشاعر
فولده أبو عبد الله محمد يدعى حيدرة، له عقب، وأما أبو علي الحسين بن أبي
عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن زيد، ويدعى بقرات ويقال لولده بنو بقرات
وكان لهم بقية بمصر إلى بعد الستمائة، فأعقب من علي بن الحسين، ولعلى زيد

(1) مات زيد هذا بالمدينة بعد قتل الأمين. م ص
293

ومسلم لهما أعقاب، وأما أبو القاسم جعفر بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد
ابن زيد فله عقب من ابنه محمد.
وأما أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من رجلين وهما
أبو محمد الحسن الشاعر وأبو جعفر احمد الشاعر لهما أعقاب منهم القاسم على
ابن محمد بن أحمد الشاعر المذكور وهو نقيب مصر الزيدي الخير الفاضل المقتول
بمصر أيام الحاكم، وابنه أبو الحسن على نقيب مصر بعد أبيه لا بقية له، وأما
أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فعقبه بخراسان، منهم الحسن بن مهدي
ابن أبي الحسن محمد المذكور ومن ولده إسماعيل بسمرقند له عقب والحسين بن
زيد بن أبي الحسن محمد المذكور له أولاد ولهم أعقاب وأما أبو علي محمد بن أحمد
ابن محمد بن زيد فأعقب من أبى محمد الحسن، وأبى جعفر احمد وأما محمد أبزار
رطب بن محمد بن زيد بن موتم الأشبال فمن ولده على، وزيد، وأحمد بنو
الحسين بن محمد أبزار رطب لهم أعقاب، وأما الحسن بن محمد بن زيد بن عيسى
موتم الأشبال فعقبه عن الشيخ أبى نصر البخاري، من على بالري. ولعلى هذا
الحسين والحسن.
وأما محمد بن عيسى موتم الأشبال فله عقب كثير منتشر، وجمهور عقبه
يرجع إلى علي العراقي بن الحسين بن علي بن محمد المذكور، ورد العراق وأقام
بها فعرف عند أهل الحجاز بالعراقي، وأعقب من خمسة رجال بين مقل ومكثر
والبقية الآن من ولده في رجلين، أكثرهما عقبا أبو الحسين احمد الدعكي، أعقب
من جماعة منهم جعفر بن الدعكي فمن ولده دب المطبخ، وهو أبو منصور محمد
، ابن حمزة بن أحمد بن علي بن جعفر المذكور، وابنه أبو البشائر (أبو الثائر)
زيد بن أبي منصور له عقب، ومنهم عبد العظيم بن الدعكي ويدعى ميمونا فمن
ولده نور الدين أبو العز علي بن محمد بن عبد العظيم المذكور له عقب، ومنهم
أبو عبد الله محمد الكروشي بن الدعكي وعقبه ينتهى إلى أبى على إبراهيم بن القاسم
294

ابن محمد الكروشي المذكور، وأعقب إبراهيم هذا من رجلين، وهما أبو الحسن
على الجزار، وأبو العز ناصر يعرف بعزيز.
فمن ولد على الجزار محمد المقرى بن يحيى بن علي الجزار له عقب، وأما
أبو العز ناصر فأعقب من رجلين على يدعى المسقلة، وأبى الفتوح شكر، أما
على المسقلة فمن ولده أبو جعفر محمد بن أبي طالب محمد بن أبي المعالي (1) بن
ابن محمد بن علي المذكور، وعلي بن أبي نزار محمد بن أبي جعفر محمد بن علي
المذكور، وأما أبو الفتوح شكر فمن ولده أبو طالب محمد يلقب مريضة، وأبو
نزار عبد الله الصابوني ابنا أبى على عمر بن شكر يقال لولدهما بنو الصابوني
ويفرق بينهم وبين بنى الصابوني المذكورين في بنى الحسين ذي الدمعة بوصفهم
بالعطارين، كان منهم السيد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن الحسن بن محمد بن
عمر المذكور، كان تاجرا شهما أظنه مات دارجا، وله أنساب وبنو عم كثرهم الله
تعالى. ومن بنى شكر محمد المقرى بن شكر له عقب منهم الكواغدي رآه الشيخ
تاج الدين شيخا بالحلة، ومن بنى شكر أبو الحسن علي بن شكر له عقب منهم
أبو الحسن على يلقب بالدهان بن أبي الفتوح بن علي المذكور، ومن ولده
السيد الفاضل عز الدين حسن بن أبي الفتح بن علي الدهان المذكور، وكان
ميناثا ولبنى الدهان بقية.
وأما الحسين (2) غضارة بن عيسى موتم الأشبال فأعقب من أربعة
رجال محمد، وأحمد الحرني، وعلى، وزيد، أما زيد بن الحسين غضارة فمن

(1) في بعض المخطوطات (بن أبي المعالي محمد بن علي) باسقاط
(بن) بين أبى المعالي ومحمد فليراجع.
(2) كان الحسين هذا متزوجا بابنة الحسن بن صالح بن حي الكوفي وكان
له فضل وعلم وبعد وفاة أبيه جاء إليه أخواه احمد وزيد فاجرى لهما أرزاقا ومضيا
باذنه إلى المدينة. م ص
295

ولده أحمد الضرير بن زيد أعقب من جماعة منهم أبو الحسن على، ويحيى لهما عقب
فمن ولد يحيى ابن الضرير أبو القاسم على اللغوي نقيب البصرة بن يحيى المذكور
أعقب جماعة منهم أبو محمد الحسن نقيب البصرة بعد أبيه وهو صاحب الدار
بخزاعة، من ولده أبو محمد الحسن نقيب البصرة بن أبي تغلب هبة الله بن أبي
محمد الحسن النقيب المذكور، ذكر الشيخ أبو الحسن العمرى في مبسوطه ما يدل
على انقراضه، واليه يرجع نسب الشريف الزيدي المحدث صاحب الوقف ببغداد
فيما زعم علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الصمد النسابة. قال: هو أبو الحسن
علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الشاعر بن الحسن بن أبي محمد الحسن النقيب
ابن أبي تغلب هبة الله بن أبي محمد الحسن النقيب صاحب الدار بخزاعة واخوه أبو
القاسم محمد المقرى ابن أبي العباس احمد المذكور جد بنى الزيدي ببغداد والله أعلم
ومن ولد على ابن الضرير أحمد بن زيد بن غضارة، أبو الموهوب احمد
ابن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن علي المذكور، وهو
جد بنى الموهوب بالغرى وهم يعرفون ببنى محاسن وهو ابن أبي الموهوب
المذكور، وأما علي بن غضارة فله عقب منهم علي بن محمد بن علي المذكور
إليه رفع شيخ الشرف أبو حرب الدينوري نسب بنى العقروق والعقروق - على
ما قال أبو حرب - هو أبو سعد بن محمد بن علي المذكور، وكانوا بمشهد الكاظم
عليه السلام، وزعم قوام الشرف علي بن ناصر المحمدي: ان أبا حرب وضع
هذا النسب زورا لا حقيقة له وإنما قال قوام الشرف هذا الكلام والله أعلم
لان أبا حرب أثبت نسب بنى الخشاب على غير أصل (1) فقال قوام الشرف:
إن نسب بنى العقروق أيضا وضعه أبو حرب على عادته.

(1) تقدم ص 201 في أولاد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد " ع "
فساد نسب بنى الخشاب وأن أبا حرب الدينوري النسابة رفع نسبهم إلى محمد بن
موسى المبرقع فليراجع. م ص
296

وأما أحمد الحرني بن غضارة ويكنى أبا طاهر فله عقب منتشر، منهم
أبو علي محمد المعمر قاضى المدينة، عاش مائة وعشرين سنة، واخوه أبو الحسين
محمد ابنا احمد المذكور، فمن بنى أبى على محمد المعمر عبد الله الأزرق بن
محمد المعمر، له عقب منهم أحمد بن زاد الركب بن عبد الله المذكور له عقب كثير
منهم بنو عبد الرحمان وبنو على ابنا محمد بن زاد الركب له بقية بدمشق، ومنهم
الحسن القويري بن عبد الله له عقب وإنما سمى القويري لكثرة قراءته للقرآن
ومنهم أبو عبد الله الحسين صاحب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم وآله ابن عبد الله
الأزرق المذكور له عقب منهم، حسن وقاسم ابنا الحسين قاضى المدينة وخطيبها
ابن يحيى المدعو بركات قاضى المدينة ابن الحسين صاحب صدقة النبي صلى الله عليه وآله لهما
عقب، فمن بنى حسن بن الحسين قاضى المدينة مفضل بن معمر بن حسن المذكور
له عقب بالمدينة، يقال لهم الزيود ليس بالمدينة الشريفة أحد من بنى زيد الشهيد
سواهم، ولهم بالعراق بقية أيضا، وورد من الحجاز منهم شرف الدين سنان
ابن هندي بن سيف بن خلال بن محمد بن ناصر بن مفضل المذكور، وابنه حسام
الدين على تولى نقابة الحلة وله عقب، ومنهم مسلم وحاتم ومعمر وهدية وحسن
بنو مفضل بن معمر المذكور، ولهم بقية.
ومن بنى أبى الحسين محمد بن أحمد الحرني، أبو الغنائم محمد بن الحسن بن
الحسن بن سليمان بن أبي الحسين محمد المذكور، ومنه بنو جاجك وهو عيسى بن أبي
خلاط أحمد بن سليمان بن أبي الحسين المذكور، وأما محمد بن غضارة فمن
ولده أميرك وهو جعفر بن عبد الله كوجك بن الحسين (1) بن محمد المذكور
وأما محمد بن زيد الشهيد وهو أصغر ولد أبيه وله عقب كثير بالعراق (2) ويكنى

(1) قبر الحسين هذا بخسروجرد قريبا من سبزوار من بلاد إيران.
(عن هامش المخطوطة)
(2) قال العمرى في (المجدي): ولد محمد بن زيد الشهيد أحد عشر
ولدا منهم ثلاث نساء وهن كلثم وفاطمة وأم الحسين، فاما أم الحسين فخرجت
إلى ابن عمها الحسن بن الحسين بن زيد، وأما فاطمة فكانت عند محمد بن الحسن
ابن زيد وكان حسن الخلق، والرجال محمد الأكبر، وكان على عهد المأمون وهو
صاحب أبى السرايا بعد ابن طباطبا قبره بمرو وكان سقى سما، وأمه الجعفرية
فاطمة بنت الرجا الجعفري، ومحمد الأصغر، وجعفر، وكان شاعرا أديبا ولاه
أخوه محمد أيام أبى السرايا واسط، أمه مخزومية والحسن والقاسم وعلى والحسين
وزيد، ولم يعقب منهم غير جعفر الشاعر وحده. م ص
297

أبا جعفر، وأمه أم ولد سندية.
وكان في غاية الفضل ونهاية النبل فيحكى أن الداعي الكبير محمد بن زيد
الحسنى كان إذا افتتح الخراج نظر إلى ما في بيت المال من خراج السنة الماضية
ففرقه في قبائل قريش على دعواهم، ثم في الأنصار والفقهاء وأهل القرآن وساير
طبقات الناس حتى لا يبقى منه درهم، فجلس في بعض السنين يفرق فبدأ ببنى عبد
مناف فلما فرغ من هاشم دعا ساير بنى عبد مناف، فقام رجل فقال له الداعي: من
أي بنى عبد مناف أنت؟ قال من بنى أمية. قال: من أيها؟ فسكت. قال: لعلك من
ولد معاوية؟ قال: نعم. قال فمن أي ولده؟ فأمسك. قال: لعلك ولد يزيد؟ قال: نعم
قال: بئس الاختيار اخترت لنفسك تقصد ولاية آل أبي طالب وعندك ثأرهم وقد
كان لك مندوحة عنهم بالشام والعراق عند من يتولى جدك ويحب برك فان كنت
جئت على جهلك هذا فما يكون بعد جهلك جهل؟ وإن كنت جئت مستهزئا بهم
فقد خاطرت بنفسك. قال فنظر إليه العلويون نظرا شديدا فصاح بهم محمد
الداعي وقال: كفوا عنه كأنكم تظنون أن في قتله إدراكا لثار الحسين " ع " أبى؟
إن الله قد حرم أن تطالب نفس بغير ما كسبت والله لا يعرض له أحد بسوء
الا أقدته به، واسمعوا حديثا أحدثكم به يكون قدوة فما تستأنفون، حدثني أبي
عن أبيه قال: عرض على المنصور جوهر فاخر وهو بمكة فعرفه وقال: هذا
298

جوهر كان لهشام بن عبد الملك وقد بلغني أنه عند محمدا ابنه ولم يبق منهم غيره.
ثم قال للربيع: إذا كان غدا وصليت بالناس في المسجد الحرام فأغلق الأبواب
كلها ووكل بها ثقاتك ثم افتح بابا واحدا وقف عليه ولا تخرج إلا من تعرفه.
ففعل الربيع ذلك وعرف محمد بن هشام أنه هو المطلوب فتحير وأقبل محمد بن
زيد بن علي بن الحسين " ع " فرآه متحيرا وهو لا يعرفه فقال له: يا هذا أراك
متحيرا فمن أنت؟ قال ولى الأمان. قال: ولك الأمان في ذمتي حتى أخلصك.
قال: أنا محمد بن هشام بن عبد الملك فمن أنت؟ قال: محمد بن زيد بن علي
فقال: عند الله أحتسب نفسي إذن. فقال: لا بأس عليك فإنك لست بقاتل زيد
ولا في قتلك درك بثأره. الآن خلاصك أولى منى باسلامك ولكن تعذرني في
مكروه أتناولك به وقبيح أخاطبك به يكون فيه خلاصك؟ قال: أنت وذلك
فطرح رداءه على رأسه ووجهه ولبته وأقبل يجره فلما أقبل على الربيع لطمه
لطمات وقال: يا أبا الفضل إن الخبيث جمال من أهل الكوفة أكراني جماله ذاهبا
وراجعا، وقد هرب منى في هذا الوقت وأكرى بعض قواد الخراسانية ولى عليه
بذلك بينة فضم إلى حرسيين. فمضيا معه فلما بعد عن المسجد قال له: يا خبيث
تؤدى إلى حقي؟ قال: نعم يا ابن رسول الله. فقال للحرسيين: انطلقا عنه. ثم
أطلقه فقبل محمد بن هشام رأسه وقال: بأبي أنت وأمي الله يعلم حيث يجعل
رسالته. ثم أخرج جوهرا له قدر فدفعه إليه وقال: تشرفني بقبول هذا. فقال:
إنا أهل بيت لا نقبل على المعروف ثمنا وقد تركت لك أعظم من هذا دم زين بن علي
فانصرف راشدا ووار شخصك حتى يرجع هذا الرجل فإنه مجد في طلبك.
قال: ثم إن الداعي محمد بن زيد الحسنى أمر للأموي بمثل ما أمر به لسائر بنى
عبد مناف وأمر جماعة من مواليه أن يوصلوه إلى الري ويأتوا بكتابه بسلامته
فقام الأموي وقبل رأسه ومضى والقوم معه حتى أوصلوه إلى مأمنه وأتوه بكتابه.
وكان لمحمد بن زيد الشهيد عدة بنين منهم محمد بن محمد بن زيد، ولما خرج
299

أبو السرايا السرى بن منصور الشيباني وأخذ البيعة لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل
ابن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " وتوفى محمد فجأة
نصب أبو السرايا مكانه محمد بن محمد بن زيد هذا ولقبه المؤيد، فندب الحسن
ابن سهل إليه هرثمة بن أعين فحاربه وأسره وحمله إلى الحسن بن سهل، فحمله
الحسن إلى المأمون بمرو فتعجب المأمون من صغر سنه وقال: كيف رأيت صنع
الله بابن عمك؟ فقال محمد بن محمد بن زيد:
رأيت أمين الله في العفو والحلم * وكان يسيرا عنده أعظم الجرم
فأعرض عن جهلي وداوى سقامه * بعفو جلا عن جلدتي هبوة السقم
وتوفى محمد بن محمد بن زيد بمرو، سقاه المأمون السم سنة اثنتين ومائتين
وهو ابن عشرين سنة، فيقال إنه كان ينظر كبده يخرج من حلقه قطعا فيلقيه في
طشت ويقلبه بخلال في يده.
والعقب من محمد بن محمد بن زيد في ابنه أبى عيد الله جعفر الشاعر (1)
وحده، فأعقب أبو عبد الله جعفر الشاعر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد
من ثلاثة محمد الخطيب، وأحمد سكين، والقاسم، أما محمد الخطيب الشاعر
ويعرف بالحماني قال أبو نصر البخاري: وكان مشتهرا بالشراب. قال أبو عبد الله
العلاني: كان محمد بن جعفر الحماني يرمى في دينه بخلاف ما هو عليه فأعقب محمد
من ابنه على الشاعر الحماني وحده، كان نزل في بنى حمان فنسب إليهم (2) وهو
شاعر فحل من مشهوري شعراء الطالبيين، فمن شعره:

(1) قد عرفت من عبارة العمرى في (المجدي) التي أثبتناها في الهامش
أن جعفر الشاعر من أولاده محمد بن زيد الثمانية وأنه الذي أعقب وحده
لا من أولاد محمد بن زيد كما جعله في الكتاب، فجعفر عند العمرى أخوه محمد
ابن محمد ابن زيد لا ابنه فلاحظ. م ص
(2) كان الحماني يعرف بالأفوه وكان يقول: أنا شاعر وأبى شاعر وجدى
شاعر إلى أبى طالب. وسأل المتوكل الإمام الهادي " ع " من أشعر الناس؟
فقال: الحماني حيث يقول وذكر أبياتا منها:
فلما تنازعنا المقال قضى لنا عليهم بما نهوى نداء الصوامع
قال المتوكل، ما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال: أشهد أن لا اله إلا الله
وأشهدا أن محمدا رسول الله. وقال الناصر: لو جاز قراءة شعر في الصلاة لكان
شعر الحماني. توفى سنة 270 بعد مخرجه من الحبس. قال العمرى في (المجدي):
كذلك ذكر شيخنا أبو الحسن بن أبي جعفر. ثم قال العمرى: قال ابن حبيب
صاحب التاريخ في (اللوامع) مات سنة 301. وهذا هو الصحيح. م ص
300

هبني بقيت على الأيام والابد * ونلت ما شئت من مال ومن ولد
من لي برؤية من قد كنت آلفه * وبالشباب الذي ولى ولم يعد؟
لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم * حتى تفرق بين الروح والجسد
ومن شعره:
لنا من هاشم هضبات عز * مطنبة بأبراج السماء
تطيف بنا الملائك كل يوم * ونكفل في حجور الأنبياء
ويهتز المقام لنا ارتياحا * ويلقانا صفاه بالصفاء
ومن شعره:
وانا لتصبح أسيافنا * إذا ما اصطبحن بيوم سفوك
منا برهن بطون الأكف * وأغمادهن رؤوس الملوك
وله ديوان مشهور وشعر مذكور.
وجمهور عقب علي بن محمد الشاعر الحماني يرجع إلى محمد صاحب دار
الصخر بالكوفة ابن زيد بن علي الحماني، وجمهور عقب محمد صاحب دار الصخر
ينتهى إلى ابنيه أبى جعفر أحمد، وأبى الحسن على الملقب بالواوه، فمن ولد أبى
جعفر أحمد، أبو البركات محمد، وعلى ابنا أبى جعفر المذكور، فمن ولد أبى
301

البركات محمد، أبو القاسم على، وأبو عبد الله محمد الكوفي ابنا أبى البركات
فمن ولد أبى عبد الله محمد الكوفي ابن أبي البركات محمد بن أحمد صاحب
دار الصخر، أبو القاسم علي بن أبي عبد الله المذكور أعقب من رجلين أبى
البركات محمد ويلقب قبين (1) وأبى الحسن محمد.
أما محمد قبين بن أبي القاسم على فأعقب أربعة الحسين يدعى الفلك، وأبا
الحسين حمزة، وأبا القاسم على، وأبا عبد الله الحسين، لهم أعقاب يقال لهم بنو
قبين بالمشهد الغروي، وأما أبو الحسن محمد بن أبي القاسم على فمن ولده بنو
أبى نصر بن أبي عبد الله الحسين، وقيل محمد بن أبي الحسن المذكور، ومن ولد
أبى القاسم علي بن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر أبو
الحسن على، يحيى المدعو عنبرا منهما أعقب، فأعقب يحيى المدعو عنبرا من
أبى الحسن على يدعى غرابا، وأبى محمد الحسن يدعى بيرة، فأعقب أبو الحسن
على غراب بن يحيى، من رجلين زيد ويحيى أما زيد فيقال لولده بنو غراب وأما
يحيى فأعقب عليا يلقب اللميس، به يعرف ولده وهم بالمشهد الغروي.
وأما أبو محمد الحسن بيرة فوجدت له محمدا بن علي بن الحسن بيرة
المذكور، وأعقب أبو الحسن علي بن أبي القاسم على المذكور - وولده يعرفون
إلى الآن ببنى دار الصخر - من أبى الحسن محمد وحده، ومنه في رجلين أبى
الحسين محمد الأطروش، وأبى منصور الحسن، فمن ولد أبى منصور الحسن بن أبي
الحسن محمد، محمد يعرف بحديد بن علي بن محمد بن أبي منصور الحسن
المذكور، ومن ولد أبى الحسين محمد الأطروش على، ومحمد أبو الحسن شمس
الدين ابنا أبى الحسين محمد الأطروش، أما على فهو والد أبى الحسين الصواف
الخير الصالح رآه الشيخ تاج الدين، وأما شمس الدين محمد أبو الحسن فأعقب

(1) قبين: بالباء الموحدة وفى بعض النسخ المخطوطة بالتاء المثناء
الفوقانية.
302

من النقيب فخر الدين على والحسن، فأما النقيب فخر الدين على فأعقب من رجلين
جلال الدين جعفر النقيب، وشمس الدين محمد أما جلال الدين جعفر فله بنت
وأما النقيب شمس الدين محمد فولد رجلين رضى الدين عبد الله، وصفى الدين
الحسن، كانا رئيسين بالحلة وقتل الصفي ببغداد بدار الشاطبة، والرضى بالحلة
وانقرض النقيب فخر الدين، وأما الحسن بن شمس الدين محمد فولد هاشما يدعى النجم
له عقب وفيه البقية من بنى أبى الحسين الأطروش.
ومن ولد علي بن أبي جعفر أحمد ابن صاحب دار الصخر، محمد بن أبي
منصور بن أبي الحسن بن علي المذكور له عقب، ومن ولد أبى الحسن على الملقب
بالواوه ابن صاحب دار الصخر، صالح بن أبي خلف محمد بن محمد بن علي
الواوه المذكور له عقب، وأما أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد
الشهيد فأعقب من أربعة رجال على، وأبى عبد الله جعفر، وأبى الحسين محمد
الأكبر، وأبى على محمد الأصغر، أما علي بن أحمد سكين ويكنى أبا القاسم
فأعقب من محمد الأكبر، ومحمد الأصغر، فمن ولد محمد الأصغر بن علي بن أحمد
سكين، سيف النبي بن الحسن أميركا بن علي بن محمد بن علي المذكور، وله
ولد، وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين فعقبه من ابنه أبى الحسن على بحران
نقيب نصيبين، له عبيد الله والحسين ولكل منهما عقب.
وأما أبو الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين فعقبه من أبى طالب
المحسن وقيل بل يكنى بأبي القاسم، والحسين ببغداد، وكان له أبو محمد الحسن
المعروف بالرملي المحدث، كان من سادات الطالبيين وأعيانهم لا بقية له. فأما
المحسن فأعقب من رجلين وهما أبو الحسن على وأبو جعفر أحمد، أما على فولده
حمزة الزاهد لا بقية له قال ابن طباطبا: ووجدت له المحسن بن حمزة بن علي والله
أعلم. وكان ببغداد، وأما أبو جعفر أحمد فله محمد له عقب.
وأما الحسين بن أبي الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين فولده أبو
303

الحسن على المفلوج المرتعش (1) يعرف ولده ببنى المرتعش بالأهواز والبصرة
ومنهم أبو محمد جعفر خلف النقيب بالبصرة ابن أبي عبد الله محمد المقعد بن علي
المرتعش المذكور، وأما أبو علي محمد الأصغر بن أحمد سكين فله أبو يعلى
حمزة (2) بقزوين وأبو طالب العباس، وأبو الحسين زيد، وأبو جعفر
احمد ولهم أعقاب، منهم أبو العشائر زيد بن محمد بن حمزة بن محمد الأصغر
المذكور، وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد
ابن زيد الشهيد فمن ولده القاضي أبو السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي
ابن عبيد الله بن علي بن أبي عبد الله جعفر المذكور.
وأما القاسم بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فأعقب من أبى
عبد الله جعفر المعروف بابن الجدة، كان على الصلات للحسن بن زيد والعقب
من أبى عبد الله جعفر في جماعة (3) بهراة من خراسان يعرفون ببنى الجدة

(1) قال البخاري في سر السلسلة): مات المرتعش بالكوفة وحمل
إلى المدينة أمه فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن
عقيل بن أبي طالب. م ص
(2) كانت وفاة أبى يعلى حمزة القزويني سنة ست وأربعين وثلاثمائة
أرخه السمعاني في (الأنساب) وكان عالما محدثا صدوقا صاحب أخلاق رضية
عن هامش الأصل)
(3) منهم جمال الدين محمد، وصدر الدين احمد، وإبراهيم أولاد
برهان الدين الحسن بن علي بن صدر الدين محمد صاحب أمير الحاج بن المطهر
ابن يعلى بن عوض بن علي بن زيد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله المذكور
ومنهم علي بن شرف الدين محمد وكان شرف الدين هذا سيدا كريما معظما
جليل القدر قتل هو وولده ابن صدر الدين المذكور.
(عن هامش الأصل)
304

وهم ولد جعفر خطيب هراة المذكور، ومنهم أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم
أحمد بن أبي عبد الله جعفر خطيب هراة المذكور
المقصد الرابع
في ذكر عقب عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب
عليه السلام (1) وهو أخو زيد الشهيد لامه وأسن منه ويكنى أبا على، وقيل
أبا حفص، وعقبه قليل بالعراق، وإنما قيل له الأشرف بالنسبة إلى عمر
الأطرف عم أبيه، فان هذا لما نال فضيلة ولادة الزهراء البتول " ع " كان أشرف
من ذلك وسمى الآخر الأطرف لان فضيلته من طرف واحد وهو طرف أبيه
أمير المؤمنين على " ع "، وقد وقع مثل هذا في بنى جعفر الطيار فان إسحاق
العريضي يقال له الأطرف وإسحاق بن علي الزينبي يقال له الأشرف، وعلى
هذا يكون عمر الأطرف قد سمى بالأطرف بعد ولادة عمر الأشرف بن
زين العابدين.
فأعقب عمر الأشرف من رجل واحد وهو على الأصغر المحدث روى
الحديث عن جعفر بن محمد الصادق " ع " وهو لام ولد، فأعقب علي بن عمر
الأشرف من ثلاثة رجال القاسم، وعمر الشجري، وأبو محمد الحسن أما
القاسم بن علي بن عمر الأشرف ويكنى أبا على، وكان شاعرا واختفى ببغداد
وهو لام ولد أشخصه الرشيد من الحجاز وحبسه وافلت من الحبس، فالعقب

(1) قال العمرى في (المجدي): عاش عمر الأشرف خمسا وستين سنة.
وقال شيخي أبو عبد الله بن طباطبا: هو أخو زيد لامه وأبيه يقال لامهما حيدا
وهو أسن من زيد وكان محدثا فاضلا ولى صدقات على " ع " وولد خمسة
عشر ولدا خمس منهم بنات. م ص
305

منه في أبى جعفر محمد الصوفي الصالح الخارج بالطالقان وحده ولأبي
جعفر (1) محمد أعقاب، ونص الشيخ جلال الدين بن عبد الحميد بن التقى على
انقراضه، وإنما لقب بالصوفي لأنه كان يلبس ثياب الصوف، ظهر بالطالقان
في أيام المعتصم وأقام أربعة أشهر ثم حاربه عبد الله بن طاهر وقبض عليه
وأنفذه إلى بغداد فحبسه المعتصم أياما وهرب من حبسه فأخذه وضرب عنقه (2)
صبرا وصلبه بباب الشماسية وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وهو أحد أئمة
الزيدية وعلمائهم وزهادهم، وأما عمر الشجري بن علي بن عمر الأشرف فأعقب
من رجل واحد وهو أبو عبد الله محمد فأعقب أبو عبد الله محمد من رجلين
وهما عمر، وعلى، أما عمر بن محمد عمر فوجدت له الحسن بن علي بن محمد بن

(1) انتسب إلى أبى جعفر محمد الصوفي هذا، محمد بن محمد المعروف بابن
برجم وأولاده، وهم الآن ببنت جبيل من جبل عاملة، وكان آباؤه قديما بالحائر
بمحلة آل أبي الفائز، فقال هو محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن
عباس بن عمر بن إسحاق بن موسى بن حمزة بن أحمد بن علي بن حمزة بن العباس
ابن الحسن بن علي بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد الصوفي المذكور. وهؤلاء
الذين أطلق أبو حرب محمد النسابة ابن محمد الحسنى الأصغر خطه لهم أنهم من
ولد عمر الأشرف بن زين العابدين " ع " والله سبحانه أعلم.
(عن هامش المخطوطة)
(2) وقيل توارى أيام المعتصم وأيام الواثق ثم أخذ في أيام المتوكل
فحبس حتى مات في محبسه، ويقال إنه دس إليه سما فمات منه، ويقال إنه مات
بواسط بسبب مرض عرض عليه، أنظر أخباره في (مقاتل الطالبيين)
ص 376 - 384 من طبع النجف، وفى (تاريخ ابن الأثير) حودث سنة 219
وكان محمد الصوفي من أهل العلم والفقه والدين والزهد، وأمه صفية بنت موسى
ابن عمر بن علي بن الحسين " ع " م ص
306

عمر بن الحسين بن محمد بن عمر المذكور. وأما علي بن محمد بن عمر فله عقب كثير
منهم جعفر بن الحسين الشجري بن علي المذكور، ومنهم المحسن المعروف بفضلان
ابن أحمد بن الحسن بن أحمد نقيب قم ابن علي المذكور له عقب، ومنهم محمد
الشعراني (1) بن الحسن بن أحمد نقيب قم المذكور (2) منهم شرف الدين أحمد
ابن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن محمد
الشعراني، وصله الشيخ رضى الدين بن قتادة الحسنى وقال: رأيته بالمشهد
زائرا وأخذت عنه نسب بنيه. والشيخ فخر الدين بن الأعرج العبيدلي توقف
في اتصال فضلان (3) بن داعى ووقفه على البينة.
وأما أبو محمد الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف فأعقب من ثلاثة
رجال، أبو الحسن على العسكري، وجعفر ديباجة، وأبو جعفر محمد، أما
أبو جعفر (4) محمد بن الحسن بن علي الأصغر فأعقب من أحمد الاعرابي

(1) قال العمرى في (المجدي): أبو جعفر الشعراني صاحب الخال
ينزل درب النخلة ببغداد، أولد عدة بنين وبنات خرجت بنت له إلى ديلمي
وأخرى إلى تركي.
(2) كذا في النسخ التي بأيدينا والظاهر أن في العبارة سقطا ولعله (له
عقب كثير) منهم شرف الدين الخ.
(3) كذا في النسخ التي بأيدينا فليراجع.
(4) قال العمرى في (المجدي): " أما محمد بن الحسن فأمه رقية بنت
عيسى بن زيد خرج بالري فأخذ أسيرا فحبس في حبس محمد بن طاهر بنيسابور
حتى مات، فمن ولده محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف
قال أبى: قتله عبد العزيز بن دلف ضرب عنقه صبرا بسواد قم في أيام المعتمد
وهذا أصح الروايات. وروى أنه قتل في الحرب أيام المستعين والصحيح الأول
وكان لمحمد هذا ولد يكنى أبا الحسين اسمه أحمد قتل ببغداد على نهر عيسى ويعرف
بالطبري، هذا قول شيخنا أبى الحسن محمد بن محمد، وللطبري بقية ". م ص
307

ومحمد الأخرس فمنهم أبو الفضل على المجل ابن الحسن بن علي بن محمد بن
الحسن بن محمد بن أحمد الاعرابي المذكور له عقب، ومنهم مانكيدم بن محمد
ابن أحمد الطبري بن محمد بن أحمد الاعرابي المذكور له عقب.
وأما جعفر ديباجة بن الحسن بن علي الأصغر فمن ولده أبو جعفر محمد
النقيب الطبري بن حمزة يلقب بستين بن محمد الفارس بن الحسن بن محمد بن
جعفر ديباجة المذكور، له عقب كثير منهم بنو زهوان (رهوان خ ل) بن محمد
المرتضى بن عبد العزيز بن يحيى بن محمد الطبري المذكور كانوا ببغداد، ومنهم
أبو العز ناصر نقيب البصرة ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الفارس المذكور
ومنهم كبا بن جمال الدين أبى الفخر الامام بن محمد الأتقى نقيب البصرة ابن أبي
القاسم أحمد نقيبها ابن محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر ديباجة المذكور.
وأما أبو الحسن على العسكري بن الحسن بن علي الأصغر وفى ولده البيت
والعدد فأعقب من ثلاثة رجال، أبو علي أحمد الصوفي الفاضل المصنف، وأبو
عبد الله الحسين الشاعر المحدث، وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش
فاما أبو محمد الحسن الناصر وهو إمام الزيدية ملك الديلم. صاحب المقالة، إليه
ينتسب الناصرية من الزيدية، كان مع محمد بن زيد الداعي الحسنى بطبرستان فلما
غلب رافع على طبرستان أخذه وضربه ألف سوط فصار أصم، وأقام بأرض
الديلم يدعو هم إلى الله تعالى إلى الاسلام أربع عشرة سنة ودخل طبرستان في
جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة فملكها ثلاث سنين وثلاثة شهور، ويلقب
الناصر للحق وأسلموا على يده وعظم أمره، وتوفى بآمل سنة أربع وثلاثمائة وله
من العمر تسع وتسعون سنة وقيل خمس وتسعون.
فأعقب من خمسة رجال وهم زيد، وأبو علي محمد المرتضى، وأبو القاسم
جعفر ناصرك، وأبو الحسن على الأديب المجل، وأبو الحسين أحمد صاحب
308

جيش أبيه. كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه الله. أما زيد بن الحسن
الناصر فلم أجد له عقبا، وأما أبو علي محمد المرتضى بن الحسن الناصر فمن ولده
أبو أحمد محمد الناصر بن الحسين بن أبي على محمد المذكور، وأبو القاسم
عبد الله بن علي المحدث بن أبي على محمد المذكور، وعقب الحسن الناصر - على
ما قال ابن طباطبا - من الثلاثة الأخر، أما أبو القاسم جعفر ناصرك (1) بن
الحسن الناصر فلما مات أبوه أرادوا أن يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن
الناصر فامتنع من ذلك - وكانت ابنة الناصر تحت أبى محمد الحسن بن القاسم
الداعي الصغير - فكتب إليه أبو الحسين أحمد بن الحسن الناصر واستقدمه
وبايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك بن الناصر وجمع عسكرا وقصد طبرستان
فانهزم الداعي من ابن الناصر يوم النيروز سنة ست وثلاثمائة وسمى نفسه الناصر
وأخذ الداعي بدماوند وحمله إلى الري إلى علي بن وهسوذان فقيده وحمله إلى
قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج الداعي وجمع الخلق وقصد جعفر
ابن الناصر فهرب إلى جرجان فتبعه الداعي فهرب ابن الناصر وأجلى إلى الري
وملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة ثم قتله (2) مرداويج
بآمل.
وأعقب جعفر بن الناصر من أبى جعفر محمد الفأفاء، وأبى محمد الحسن
لها أعقاب، وكان منهم ببغداد فخذ يقال لهم بنو الناصر لم يكن بالعراق من بين
عمر الأشرف غيرهم، وهم ولد يحيى الأسل بن أبي شجاع محمد بن خليفة بن
أحمد بن الحسن بن جعفر ناصرك المذكور، وأما أبو الحسن على الأديب المجل
ابن الناصر وكان يذهب مذهب الإمامية الاثني عشرية ويعاتب أباه بقصائد

(1) كانت وفاة جعفر ناصرك في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
(2) وكان قتله سنة 316، أنظر أخبار الداعي الصغير الحسن بن القاسم
في (تاريخ ابن الأثير) حوادث سنة 316. م ص
309

ومقطعات وكان يناقض عبد الله بن المعتز في قصائده على العلويين، وكان يهجو
الزيدية ويضع لسانه حيث شاء في أعراض الناس، فأعقب من الحسن، وأبى
عبد الله محمد الأطروش، ومن أبى على، محمد الشاعر (1) كانت له وجاهة
ببغداد ولا بقية له من الذكور، ومن أبى الحسين محمد، فمن ولد الحسن بن علي
الأديب بن الناصر للحق، إمام الزيدية أبو عبد الله الحسين (2) بن الحسن بن
الحسين بن الحسين (3) المفقود بن الحسن بن علي الأديب، ومن ولد أبى عبد الله
محمد الأطروش بن علي الأديب، نقيب البطيحة علي بن زيد بن محمد الأطروش
المذكور، له عقب، ومنهم أبو طالب على المجلد ببغداد بن أبي حرب محمد الأصم
ابن محمد الأطروش المذكور له عقب.
وأما أبو الحسين أحمد (4) بن الناصر فأعقب من ثلاثة. وهم أبو جعفر
محمد صاحب القلنسوة ملك الديلم، وأبو محمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد
وأبو الحسن محمد، فمن ولد الناصر الصغير أبو القاسم ناصر الملقب بريقا بن
الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور، ومنهم فاطمة بنت الناصر
الصغير المذكور، وهي أم الرضيين ابني أبى أحمد النقيب الموسوي - انقضى ولد
الناصر الكبير الأطروش -،
وأما أبو عبد الله الحسين (5) الشاعر المحدث بن أبي الحسن على العسكري

(1) لم يذكر عقبه وعقب أخيه أبى الحسين محمد واقتصر على ذكر عقب أخويهما
الحسن وأبى عبد الله محمد الأطروش، ولعله من جهة أنه لا بقية لهما من الذكور
(2) كانت وفاة أبى عبد الله الحسين هذا سنة سبعين وأربعمائة.
(3) لم يذكر هذا الاسم ابن مساعد في نسخته من الكتاب.
(4) كانت وفاة أبى الحسين أحمد الناصر سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
(5) توفى أبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث سنة 312، قاله العمرى
في (المجدي).
310

ابن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف، فمن ولده أبو الفضل جعفر (1)
ابن محمد الثائر بن أبي عبد الله الحسين المذكور، ومنهم أبو علي محمد بن عبد الله بن
الحسين الشاعر المذكور، وهو الفقيه الزيدي الزاهد المتكلم له كتب ومصنفات
ومنهم علي بن الحسن الصالح بن محمد بن أحمد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن
الحسين الشاعر المذكور، ومنهم الحسين بن الحسن بن الحسين بن محمد الشاعر
ابن الحسين الشاعر المذكور، ومنهم مهدي بن علي بن موسى بن محمد الشاعر بن
الحسين الشاعر المذكور، ومنهم الحسين أميركا بن أبي طالب هارون بن محمد
الشاعر المذكور
وأما أبو علي أحمد بن أبي الحسن على العسكري بن الحسن بن علي الأصغر
ابن عمر الأشرف، فأعقب من ولده الموسوس، وهو أبو طاهر محمد بن أحمد
المذكور، له عقب بمصر به يعرفون.
المقصد الخامس
في ذكر عقب الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي
ابن علي بن أبي طالب " ع "، وأمه أم ولد اسمها ساعدة، وكان عفيفا محدثا
فاضلا يكنى أبا عبد الله، وتوفى سنة سبع وخمسين ومائة وله سبع وخمسون
سنة ودفن بالبقيع، وعقبه (2) عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد

(1) كانت وفاة جعفر بن محمد الثائر في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
أرخه صاحب (البحر الزخار) الامام المهدى أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى
المتوفى سنة 840.
(2) قال العمرى (المجدي): ولد الحسين الأصغر ستة عشر ولدا
البنات منهم سبع وهن أميمة - خرجت إلى رجل محمدي علوي - وأمينة خرجت
إلى عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له جعفرا الثاني - وآمنة
خرجت إلى بعض بنى جعفر الطيار - وآمنة الكبرى وزينب، وزينب الوسطى
خرجت إلى علي بن عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له صفية
وزينب الصغرى. والرجال عبيد الله وعبد الله وزيد ومحمد وإبراهيم ويحيى
وسليمان والحسن وعلى. قال شيخنا أبو الحسن محمد بن محمد النسابة: العقب
من ولد الحسين الأصغر من خمسة رجال. ثم سماهم فقال: عبيد الله وعبد الله وعلى
وسليمان والحسن.
311

العجم والمغرب، فأعقب من خمسة رجال عبيد الله الأعرج، وعبد الله، وعلى
وأبو محمد الحسن، وسليمان.
أما سليمان بن الحسين الأصغر، وأمه عبدة بنت داود بن أمامة بن سهل
ابن حنيف الأنصاري فأعقب من ابنه سليمان بن سليمان فأعقب سليمان بن سليمان
من الحسن والحسين، قال الشيخ أبو الحسن العمرى، أعقب الحسين بن سليمان
بخراسان وطبرستان، وأعقب الحسن بن سليمان بالمغرب، وقال شيخ الشرف
العبيدلي: ولد الحسن بن سليمان بخراسان وطبرستان ولهم بالمغرب عدد، وعقب
سليمان بن سليمان في نسب القطع قال الشيخ أبو الحسن العمرى: وهم في عدة
كثيرة ببلاد مصر وغيرها يقال لهم بنو الفواطم. فمن ولد الحسين بن سليمان
بن سليمان، الشريف الطاهر الفاطمي بدمشق واسمه حيدرة بن ناصر بن حمزة بن
الحسن بن سليمان، جمع النسب وورد من المغرب فمات بمصر وصلى عليه
العزيز الإسماعيلي.
وأما أبو محمد الحسن بن الحسين الأصغر بن زين العابدين على " ع "
وأمه أم أخيه سليمان، قال الشيخ أبو نصر البخاري: نزل مكة. وقال الشيخ
أبو الحسن العمرى: كان مدنيا مات بأرض الروم، وكان محدثا، وعقبه انتهى
312

إلى محمد السيلق (1) وعلى المرعش ابني عبيد الله بن محمد بن الحسن المذكور
وعقبهما عدد كثير ببلاد العجم، أما محمد السيلق فقال الشيخ أبو نصر البخاري
لقب بذلك لسلاقة لسانه وسيفه مأخوذ من قوله تعالى: (سلقوكم بألسنة حداد)
وقد روى محمد هذا الحديث وقال الشيخ العمرى: خرج معه محمد بن الصادق
عليه السلام بمكة. وقال الشيخ أبو نصر البخاري: قال ابن خرداذبة في التاريخ:
سنة تسع وتسعين ومائة وجه محمد بن محمد بن زيد بن علي السيلق بن الحسن
ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي " ع " إلى واسط فغلب عليها فوجه الحسن
ابن سهل عبد الله بن الحرشي إليه فهزمه السيلق وقتل أصحابه. وقد سمى أبو نصر
محمد بن الحسن بن الحسين السيلق فأعقب محمد السيلق بن عبيد الله بن محمد
ابن الحسن بن الحسين الأصغر، من أربعة رجال، وهم أبو عبد الله جعفر
والحسن، وعلى الأحول (2) وأحمد المنتوف.
أما أبو عبد الله جعفر بن محمد السيلق فأعقب من (3) الحسن حسكة
ومن أبى جعفر أحمد، وأبى القاسم محمد. فمن ولد أبى جعفر أحمد بن الحسن
حسكة، أبو القاسم محمد له ولد، ومن ولد أبى إبراهيم إسماعيل الأحول القاضي
بواسط ابن حسكة، ولده أبو جعفر محمد ولى نقابة الطالبيين بواسط وله بها

(1) كذا في نسخ الكتاب وفي (تاريخ العروس): سليق كأمير.
(2) لم يذكر عقب على الأحول وأخيه أحمد المنتوف واقتصر على
ذكر عقب أخويهما أبى عبد الله جعفر والحسن.
(3) الظاهر أن مراده من العبارة أن أبا عبد الله جعفر بن محمد السليق
أعقب من ابنه الحسن حسكة، ومن ابن ابنه أبى جعفر أحمد بن الحسن حسكة
ومن ابن ابن ابنه أبى القاسم محمد بن أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة، فليتأمل
جيدا، وفي بعض النسخ (فأعقب من الحسن حسكة من أبى جعفر احمد) بحذف
الواو بين (حسكة) و (من) وهو غلط فلاحظ. م ص
313

ولد، ومن ولد أبى طالب بن حسكة وكان متقدما بالري، ناصر الدين عبد المطلب
ابن المرتضى بن الحسين بن پادشاه بن الحسين بن پادشاه بن عبيد الله بن عقيل بن أبي
طالب المذكور، ومنهم أبو القاسم علي بن الحسن بن مهدي بن أحمد بن
عقيل بن أبي طالب المذكور له عقب " ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي
ابن أبي يعلى المطهر بن حمزة بن زيد بن الحسن الكلابادي بن الحسين بن محمد
السيلق المذكور، ولم يذكر ابن طباطبا الحسين بن محمد السيلق في المعقبين.
وأما على المرعش بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر فمن
ولده أبو عبد الله الحسين المامطري بن علي (1) المرعش، له عقب منهم أبو
الحسين أحمد، له بقية بشيراز، أعقب من ولديه أبى الفضل العباس وأبى جعفر
محمد ابني أحمد النقيب، ومن بنى الحسين بن المرعش، الحسن بن حمزة بن الحسن
ابن حمزة بن العباس بن أحمد بن علي بن الحسين المذكور له عقب، ومن ولد
على المرعش، أبو القاسم حمزة بن المرعش له عقب، منهم أبو محمد الحسن (2)
النسابة المحدث بن حمزة المذكور له عقب، ومنهم علي بن حمزة المذكور له

(1) ممن ينتمى إلى علي مرعش هذا العالم الكبير المصنف الأمير نور الله
التستري المشهور بالشهيد الثالث صاحب (إحقاق الحق) المتوفى بالهند سنة
1019 في عهد جهانكير، وممن ينتمى إليه أيضا السيد المحقق العلامة المصنف
علاء الدين حسين ابن الصدر الكبير رفيع الدين محمد بن الأمير شجاع الدين محمود
ابن الأمير على المشهور بخليفة سلطان ابن خليفة هداية الله الأصفهاني المازندراني
المعروف ب‍ (خليفه سلطان) و (سلطان العلماء) كان وزير الشاه عباس الأول
وصهره على ابنته، توفى سنة 1064
بمازندران ونقل جسده إلى النجف الأشرف
وممن ينتمى أيضا إلى علي مرعش المذكور بعض سلاطين مازندران وجمع من
سادات إصفهان وتستر.
(2) توفى أبو محمد الحسن النسابة سنة 358 ه‍. م ص
314

عقب، منهم الفقيه المامطري المقيم ببغداد، وهو شرف الدين عبد الله بن محمد
ابن أبي أحمد بن أبي القاسم بن الحسن بن الرضى بن أحمد بن محمد بن أحمد
ابن أبي هاشم عبد العظيم بن حمزة بن علي المذكور، ومنهم پادشاه بن ناصر بن
عبد العظيم بن محمد بن أحمد بن أبي هاشم عبد العظيم المذكور.
ومن ولد المرعش أبو علي الحسن بن المرعش، له عقب منهم أبو يعلى
حمزة الأصغر بن الحسن الفقيه ابن حمزة بن الحسن بن المرعش له ذيل
طويل، ومن ولد الحسن بن المرعش، زيد بن الحسن المذكور له عقب.
وأما علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين " ع " فأعقب من ثلاثة
رجال عيسى الكوفي وأحمد حقينة (1) وموسى حمصة، أما موسى حمصة بن علي
بن الحسين فأعقب من الحسن وأعقب الحسن من محمد وأعقب محمد من
الحسن الملقب حمصة، وأعقب الحسن حمصة بمن الحسين المعروف بالكعكي
- ولده بمصر ومكة ودمشق - ومن على ومحمد بنى الحسن حمصة، وأما أحمد
حقينة بن علي بن الحسين الأصغر فأعقب من علي بن أحمد وحده والعقب
من علي بن أحمد حقينة من ثلاثة الحسن والحسين ومحمد، فمن ولد الحسن بن علي
بن أحمد حقينة، بنو سدرة وهو عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن
ابن علي بن أحمد حقينة المذكور. كانت لهم بقية ببغداد، ومنهم موسى الحقيني
ابن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة له عقب.
وأما عيسى الكوفي ابن علي بن الحسين الأصغر، فله عقب كثير أعقب
من رجلين جعفر وأحمد العقيقي وأعقب جعفر بن عيسى الكوفي من أبى القاسم
محمد يلقب كرشا، ومن أبى هاشم محمد يلقب الفيل، ومن أبى الحسن محمد
يلقب مضيرة وغيرهم، لهم أعقاب متفرقون في بلاد شتى، فمن بنى محمد الكرش

(1) بالنون بعد الياء التحتانية قبلهما القاف والحاء المهملة وفى بعض
النسخ المخطوطة بالباء الموحدة بعد الياء. م ص
315

أبو البركات الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد الكرش له عقب: ومن
بنى محمد الفيل، محمد سيدك بن أبي طالب محمد بن الحسن بن القاسم البزاز بن
حمزه بن أبي هاشم محمد الفيل له ذيل طويل، ومن بنى مضيرة عبد الله بن علي
مضيرة، له عقب.
وأما عبد الله بن الحسين الأصغر ابن زين العابدين " ع "، وأمه أم أخيه
عبيد الله، ومات في حياة أبيه فأعقب من ابنه جعفر (1) صحصح وحده، وكان
له عبيد الله بن عبد الله كان فصيحا ولذلك دعى أبا صفارة، من ولده آمنة بنت (2)
عبيد الله هي أم الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسنى، وكان له القاسم بن عبد الله
كان خيرا فاضلا من أهل الرياسة، أشخصه عمر بن الفرج الرجحي إلى العسكر
في أيام المعتصم فأبى أن يلبس السواد فجهدوا به كل الجهد حتى لبس قلنسوة
وقال الشيخ أبو نصر البخاري: لم تنقد الطالبيون لاحد بالرياسة كما انقادوا

(1) قال العمرى في (المجدي): أولد جعفر بن عبد الله بن الحسين
الأصغر بن علي بن الحسين " ع " - وكان كثير الفضل جم المحاسن أمه زبيرية
يلقب صحصحا - ثلاث بنات هن خديجة وزينب وأم على، ومن الذكور عبد الله
وأحمد وإسماعيل ومحمد.
(2) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا وفيه سقط والصحيح آمنة بنت
(الحسين بن) عبيد الله، وسيصرح به هو فيما يأتي في عقب محمد العقيقي فإنه
جعل الحسن بن محمد العقيقي ابن خاله الداعي الكبير المذكور، وقال إن أمه
بنت أبي صفارة الحسين بن عبد الله بن الحسين الأصغر قال العمرى في
(المجدي): (أما عبيد الله وكان فصيحا ولذلك دعى أبا صفارة من حسن خلقه
وكان له عدة من الولد منهم الحسين بن عبد الله أحد الفضلاء العباد يقال له ابن
الزبيرية وبنته آمنة بنت أبي صفارة أم الداعي الكبير الحسن بن زيد بن محمد بن
إسماعيل بن الحسن بن زيد الحسنى) م ص
316

للقاسم بن عبد الله، وكان مقيما بطبرستان، أعقب بها وكان له بقية بالكوفة
ثم انقرض، فأعقب جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين الأصغر، من ثلاثة
رجال محمد العقيقي يقال لولده العقيقيون، وإسماعيل المنقذي، وأحمد المنقذي
يقال لولدهما المنقذيون، وإنما سموا بهذا الاسم لأنهم سكنوا بدار منقذ بالمدينة
فنسبوا إليها. قاله العمرى. والعقيقيون والمنقذيون كثيرون.
أما أحمد المنقذي فأعقب من جماعة وهم عبد الله: وعلى، وجعفر، والحسن
والحسين، وإبراهيم، وأما إسماعيل المنقذي وفى ولده العدد فمن ولده على كباكي
ابن عبد الله بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل المنقذي، وقد وجدت نسبه أطول
من هذا ولكن المعتمد عندي هو ما ذكرت وهو جد ملوك الري.
منهم ملك الري فخر الدين حسن بن علاء الدين المرتضى بن فخر الدين
حسن بن جمال الدين محمد بن الحسن بن أبي زيد بن علي أبى زيد بن علي كباكي
المذكور، له ولد وأخ وعمومة وهم ملوك الري.
ومنهم القاسم بن جمال الدين محمد المذكور، خرجت ابنته زهرة إلى ملك
سمنان فولدت له جلال الدين وشرف الدين والد الشيخ العارف علاء الدولة
السمناني.
ومنهم الفقيه نور أمين عز الدين أبو الفتح محمد بن القاسم بن محمد بن علي
بن مهدي بن نوح بن عبد الله بن ناصر بن علي كباكي المذكور.
ومنهم مناقب بن علي الأحول بن أبي البركات أحمد بن الحسن بن أحمد
ابن الحسن بن علي بن محمد بن إسماعيل المنقذي، له عقب بدمشق يقال لهم
آل البكري.
ومنهم أبو طالب محمد الملقب بالعقاب بن الحسن بن أبي البركات أحمد
المذكور جد آل عدنان نقباء دمشق الآن.
ومنهم نقيب مكة أبو جعفر محمد بن علي بن إسماعيل المنقذي له عقب
317

كثير منهم ميمون بن أحمد بن ميمون نقيب مكة ابن أحمد بن علي بن أبي جعفر
محمد المذكور، له عقب بواسط يقال لهم بنو ميمون، منهم السيد العالم النسابة
أبو الحرث محمد بن محمد بن يحيى بن هبة الله بن ميمون المذكور، وهو الذي
أطلق خطه لبنى الصوفي الذين بالحائر الشريف أنهم من ولد عمر الأشرف
ابن زين العابدين: وهم الآن يعتمدون على ذلك، وقد انقرض أبو الحرث
محمد النسابة.
وأما محمد العقيقي بن جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين الأصغر فمن
ولده الموسوس، وهو الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن محمد العقيقي هذا له عقب
كثير يعرفون ببنى الموسوس بمصر وغيرها، ومنهم محمد المحدث بن الحسن بن
محمد الأكرم بن عبد العزيز بن فضل الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي
ابن أحمد بن جعفر بن محمد العقيقي، كان متمولا وذهب ماله في واقعة بغداد
ومنهم شالوش وهو أبو علي محمد بن يحيى بن علي بن محمد العقيقي له عقب
ومنهم على الزاهد بن العباس بن عبد الله مانكيدم بن علي بن محمد العقيقي وأخوته
محمد سياه ريش، واحمد، والحسين، لهم عقب، ومنهم الحسن بن محمد العقيقي
وهو ابن خالة الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسنى أمه بنت أبي صفارة الحسين
ابن عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر، وكان الداعي قد ولاه سارية فلبس
السواد وخطب للخراسانية وآمنه بعد ذلك ثم أخذه بعد ذلك وضرب عنقه
صبرا على باب جرجان ودفنه في مقابر اليهود بسارية.
وأما عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين " ع " ويكنى
أبا على وأمه أم خالد، وقال أبو نصر البخاري: خالدة بنت حمزة بن مصعب بن
الزبير بن العوام، وكان في إحدى رجليه نقص فلذا سمى الأعرج، ووفد عبيد الله
على أبى العباس السفاح فأقطعه ضيعة بالمدائن تغل كل سنة ثمانين ألف دينار
وكان عبيد الله قد تخلف عن بيعة النفس الزكية محمد بن عبد الله المحض فحلف محمد.
318

إن رآه ليقتله فلما جيئ به غمض محمد عينيه مخافة أن يحنث. وورد عبيد الله على
أبى مسلم بخراسان فأجرى له أرزاقا كثيرة: وعظمه أهل خراسان فساء أبا مسلم ذلك
وقال سليمان بن كثير الخزاعي لعبيد الله: إنا غلطنا في أمركم ووضعنا البيعة في
غير موضعها فهلم نبايعكم وندعوا إلى نصرتكم. فظن عبيد الله أن ذلك دسيسا من
من أبى مسلم فأخبره بذلك فثقل عليه مكانه وجفاه وقال له: يا عبيد الله إن نيسابور
لا تحملك. وقتل سليمان بن كثير الخزاعي وكان في نفسه عليه شئ قبل ذلك
وتوفى عبيد الله في ضيعته بذى أمران أو ذي أمان وهو موضع، في حياة أبيه
وهو ابن سبع وثلاثين سنة على ما قال أبو نصر البخاري، وقال أبو الحسن
العمرى: ابن ست وأربعين سنة، وفى عقبه (1) التفصيل لأنهم عدة بطون
وأفخاذ وعشائر.
فأعقب من أربعة رجال جعفر الحجة: وعلى الصالح: ومحمد الجواني
وحمزة مختلس الوصية: أما حمزة مختلس الوصية ابن عبيد الله الأعرج فعقبه
قليل منهم أبو الشقف الحسين بن حمزة المذكور: له عقب كان منهم بمصر بنو ميمون
ابن حمزة بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن محمد بن أبي الشقف الحسين المذكور، ومن
بنى حمزة إبراهيم سينورابيه (2) بن محمد بن حمزة المذكور له عقب ببلاد العجم.
وأما محمد الجواني بن عبيد الله الأعرج، وهو منسوب إلى الجوانية قرية
بالمدينة وأمه أم ولد: وكان وصى أبيه وكان كريما جوادا. توفى وهو ابن اثنتين

(1) قال العمرى في (المجدي): ولد عبيد الله الأعرج ستة عشر ولدا
منهم البنات فاطمة وخديجة وسكينة وصفية وكلثم وأمينة وآمنة وزينب هي أم
خالد، والرجال أحمد وعبد الله وإبراهيم - ثلاثتهم درجوا - ويحيى ومحمد وعلى
وحمزة وجعفر.
(2) بالنون قبلها الياء التحتانية بعد السين المهملة، وفى بعض النسخ
المخطوطة بالنون المشددة بعد السين المهملة. م ص
319

وثلاثين سنة، وعقبه ينتهى إلى أبى الحسن المحدث صاحب الجوانية ابن الحسن
ابن محمد الجواني المذكور: فأعقب أبو الحسن المحدث من رجلين، وهما أبو محمد
الحسن، وأبو علي إبراهيم يقال لولدهما بنو الجواني، ولهم بقية بمصر وواسط
فمن عقب أبى محمد الحسن بن محمد المحدث، النقيب بالري أبو علي عبيد الله بن
محمد، النقيب بالري أبو علي عبيد الله بن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن
المذكور، وعقب أبى على إبراهيم بن محمد المحدث من أبى الحسن على المحدث (1)
الفاضل النسابة ومنه في رجلين وهما أبو جعفر محمد المقتول على الدكة (2)
ببغداد صبرا، وأبو العباس أحمد القاضي العالم جد شيخ الشرف أبى الحسن
محمد بن أبي جعفر النسابة.
فأعقب أبو العباس أحمد القاضي من رجلين أحدهما أبو هاشم الحسين
النسابة، روى عنه شيخ الشرف العبيدلي: وهو الذي يعنيه إذا قال: حدثني خالي
من ولده أبو الغنائم المعمر بن عمر بن علي بن أبي هاشم المذكور، إليه نسب النقيب
القاضي النسابة العالم المصنف الشاعر بمصر محمد بن أسعد بن علي بن معمرا هذا
وقد طعن في نسبه، كتبت بذلك (3) نسب الملك الإسماعيلي النسابة إلى الشيخ
جلال الدين عبد الحميد بن التقى، والشيخ أبو الحسن العمرى، ذكر أسعد بن علي
ابن معمر لكن قالوا إن أسعد والد محمد النسابة غير أسعد الذي ذكره العمرى وكأن
الرجل انتحل نسب غيره وتسمى باسمه، وابن المرتضى صرح بالطعن فيه

(1) قال العمرى في (المجدي): ولد أبو الحسن على بالمدينة ونشأ
بالكوفة أمه وأم أخيه الحسين تيمية ومات بالكوفة وقبره مما يلي كندة، ولقيه
أبو الفرج الأصفهاني صاحب (الأغاني) وولد عدة من الولد بالعراق وغيرها.
(2) قتل مع صاحب الخال ببغداد. قاله العمرى.
(3) كذا في النسخ التي بأيدينا وفى العبارة اضطراب ولعل فيها نقصا
فلتلاحظ.
م ص
320

ووجدت السيد رضى الدين بن قتادة الحسنى قد قطع عليا عن معمر، وابن
قثم الزينبي العباسي قطع محمدا عن أسعد، وأسعد والد النسابة كان عالما فاضلا
نحويا علامة، ذكره العماد الكاتب الأصفهاني في كتاب (خريدة القصر) وأثنى
عليه بالفضل وذكر له أشعارا حسنة، وذكر أن لقبه سناء الملك والله أعلم بحاله.
وأعقب أبو جعفر محمد المقتول على الدكة ببغداد صبرا من جعفر الأعرج
ومنه في رجلين أبى الحسين محمد، وأبى الحسن النقيب بواسط، ومنهم بنو
الجواني بواسط وغيرها.
وأما على الصالح بن عبيد الله الأعرج وفى ولده الرياسة بالعراق ويكنى
أبا الحسن وأمه أم ولد، وكان كوفيا ورعا من أهل الفضل والزهد وكان هو
وزوجته أم سلمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي يقال لهما الزوج الصالح
وكان علي بن عبيد الله مستجاب الدعوة، وكان محمد بن إبراهيم طباطبا القائم
بالكوفة قد أوصى إليه فإن لم يقبل فلاحد ابنيه محمد وعبيد الله، فلم يقبل وصيته
ولا أذن لابنيه في الخروج، فأعقب من رجلين عبيد الله الثاني وفيه البيت، وإبراهيم
إما إبراهيم بن علي الصالح فأعقب من ثلاثة رجال أبى الحسن على قتيل
سامراء وأبى عبد الله الحسين العسكري: والحسن، أما الحسن بن إبراهيم بن علي
الصالح فمن ولده المحترق وهو أبو جعفر محمد بن الحسن المذكور ولهم بقية
يقال لهم (1) بنو المحترق، منهم بنو طفيطفة (2) كانوا بالكرخ وهو أحمد

(1) كان منهم ببيهق أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المحترق بن الحسن بن إبراهيم
المذكور، (عن هامش الأصل)
(2) بالطاء المهملة المضمومة ثم الفاء المفتوحة بعدها الياء ثم الطاء المهملة
والفاء: وفى بعض المخطوطات (طقطقة) بطاءين مهملتين مفتوحتين بعد كل
منهما قاف.
321

ابن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد المجل بن يحيى بن محمد بن حمزة بن علي
بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد المحترق، وأما أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم
ابن علي الصالح فمن ولده السيد العالم الشاعر قاضى دمشق محمد النصيبيني ابن الحسين
ابن عبد الله بن الحسين المذكور، له ولد، وأما أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي
الصالح فمن ولده الشيخ العالم الفاضل الشيخ أبو الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي
الحسن على الجرار بن الحسن بن علي المذكور، إليه ينتهى علم النسب في
عصره وهو شيخ الشيخ أبى الحسن العمرى وشيخ الرضيين الموسويين، وله
مصنفات كثيرة في علم النسب مختصرة ومطولة، قارب المائة وبلغ تسعا وتسعين
سنة وهو صحيح الأعضاء، ومات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وانقرض عقبه.
وأعقب عبيد الله الثاني ابن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج من أبى الحسن
على وحده. ومنه في رجلين عبيد الله الثالث: وأبى جعفر محمد، أما أبو جعفر
محمد فعقبه قليل لا يعرف منهم إلا أهل بيت واحد في الكوفة يقال لهم بنو قاسم
وهم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الأشل بن محمد بن إبراهيم بن أبي جعفر المذكور
كذا قال الشيخ تاج الدين. وعن السيد غياث الدين بن عبد الحميد الحسيني النسابة
أن إبراهيم الأشل يعرف بقاسم وبه يعرف ولده وهو الظاهر.
وأما عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله الثاني وفيه البيت والعدد فأعقب
من ثلاثة رجال: محمد الصبيب: وأبى الحسن على قتيل اللصوص: وأبى الحسين
محمد الأشتر بالكوفة، أما أبو جعفر محمد الصبيب بن عبيد الله الثالث فعقبه
من ابنه أبى عبد الله الحسين النعجة، يقال لولده بنو النعجة وانفصل منهم بنو
ترجم: وهم ولد ترجم بن علي بن المفضل بن الحسين النعجة المذكور، كانوا
جماعة بالحلة لهم سيادة ونقابة وقد تفرقوا الآن وذهبت نعمتهم ولهم بقية
بالحائر والحلة وواسط، ومنهم العمدة وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد
بن سعيد بن علي بن أحمد ابن النعجة له عقب، وأما على قتيل اللصوص بن عبيد الله
322

الثالث فأعقب من ثلاثة رجال، وهم أبو القاسم الحسين الجمال الملقب صندلا
ويدعى قسما: وأبو علي عبيد الله، وأبو علي محمد الحسن الملقب بالعزى
يعرف عقبه ببنى العزى إلى الآن، وانفصل منهم بنو شقشق هو أبو القاسم
حمزة بن الحسن العزى يقال لولده بنو شقشق: ومن ولد أبى على عبيد الله، أبو
تراب حيدر بن الحسين بن علي بن عبيد الله المذكور، ومنهم أبو تراب علي بن أبي
المعالي بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله المذكور، ومن بنى الحسين صندل بن علي
قتيل اللصوص، أثير الدولة صديق العمرى أبو منصور محمد بن الحسين
ابن محمد بن الحسين صندل المذكور.
وأما الأمير أبو الحسين محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث ويلقب الأشتر
لضربة كانت في وجهه ضربه إياها غلام الفدان الزيدي، وقد مدحه أبو الطيب
بالقصيدة التي في أول ديوانه التي أولها:
أهلا بدار سباك أغيدها * أبعد ما بان عنك خردها
منها يذكر الضربة:
يا ليت بي ضربة أتيح لها * كما أتيحت له محمدها
أثر فيها وفى الحديد وما * أثر في وجهه مهندها
فاغتبطت إذ رأت تزينها * بمثله والجراح تجندها
فأعقب وانجب وأكثر. وكان له نيف وعشرون ولدا تقدموا بالكوفة
وملكوا حتى قال الناس: (السماء لله والأرض لبنى عبيد الله). وأعقب من
أولاده ثمانية (1) الأمير أبو علي محمد أمير الحاج، وعبيد الله الرابع، وأبو
الفرج محمد، وأبو العباس أحمد يلقب البن. وأبو الطيب الحسن، وأبو القاسم
حمزة يلقب شوصة، والأمير أبو الفتح محمد المعروف بابن صخرة، وأبو
الرجا محمد.

(1) لم يذكر منهم إلا عقب ستة وأهمل ذكر السابع والثامن. م ص
323

أما أبو الرجا محمد بن الأشتر فعقبه قليل منهم بنو عياش بن محمد بن معمر
ابن أبي الرجا المذكور له بقية. وأما الأمير أبو الفتح محمد بن الأشتر فعقبه من
ابنه أبى طاهر عبد الله نال النقابة ببغداد في أيام الشريف المرتضى الموسوي
وأعقب من رجلين أبى البركات محمد نقيب واسط: وأبى الفتح محمد نقيب الكوفة
أعقب أبو البركات محمد نقيب واسط ابن عبد الله بن أبي الفتح محمد بن الأشتر
من أربعة رجال، وهم أبو يعلى محمد نقيب واسط: وأبو المعالي محمد: وأبو
الفضائل عبد الله وأبو القاسم سيف.
فمن ولد أبى يعلى نقيب واسط: السيد العالم السخى السرى النقيب بواسط
مؤيد الدين عبيد الله بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن سالم بن أبي يعلى
المذكور، مات عن بنات: ولأبي يعلى النقيب بقية بواسط، ومن ولد أبى المعالي
محمد بن أبي البركات محمد نقيب واسط، أحمد بن مهدي بن أبي المكارم بن معد
ابن يحيى بن أبي المعالي المذكور: ومن ولد أبى الفضائل عبد الله بن أبي البركات
محمد نقيب واسط، أبو الحسين أحمد الغش بن أبي الفضائل المذكور، أعقب
بواسط يقال لهم بنو الغش، ومن ولد أبى القاسم سيف بن أبي البركات محمد
نقيب واسط. محمد بن حيدرة بن يحيى بن سيف المذكور، وعلي بن عبد الله بن
جعفر بن سيف المذكور.
وأعقب أبو الفتح محمد نقيب الكوفة ابن أبي طاهر عبد الله بن أبي
الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال، وهم أبو جعفر النفيس واسمه هبة الله، ومجد
الدين أبو محمد عمر نقيب الكوفة، وعدنان، وأبو الحسين محمد، وقيل أحمد
أما أبو الحسين محمد بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من أربعة رجال
هم أبو الفتح محمد قوام الشرف، وأبو نزار عدنان، وأبو السعادات محمد
وأبو علي الحسن، أما أبو الفتح محمد قوام الشرف بن أبي الحسين محمد فمن
عقبه محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أبي الفتح محمد المذكور، وأما
324

أبو نزار عدنان بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن أبي هاشم بن أبي القاسم بن
محمد بن معد بن عدنان المذكور، وأما أبو السعادات محمد بن أبي الحسين محمد
فمن ولده أبو الغنائم محمد بن أبي المكارم محمد بن أبي السعادات محمد المذكور له عقب.
وأما أبو علي الحسن بن أبي الحسين محمد المذكور فأعقب من ثلاثة رجال:
محمد وفوارس وأبى الحسن على يعرف بالشاب وبه يعرف ولده، وعقبه وعقب أخويه
بالكوفة (1) والغري وأما عدنان بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فمن عقبه مضر بن ملد بن
معد بن عدنان المذكور، واخوته معد، بن ملد والمظفر بن ملد، وأبو الحسين بن
ملد: لهم عقب: وأما أبو محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من
رجلين: وهما شهاب الشرف أبو عبد الله أحمد وتاج الشرف أبو علي المظفر
فمن بنى أبى على المظفر، السيد العالم مجد الدين محمد بن يحيى بن مظفر المذكور
وهو خال الطاهر جلال الدين أحمد بن الفقيه يحيى واخويه، وجد أولادهم أيضا
كانت له بنات خرجن إلى الاخوة الثلاثة تاج الدين، وجلال الدين، وزين الدين
بنو السيد الفقيه يحيى بن طاهر بن أبي الفضل الزيدي، ولم يكن له ذكر وانقرض
جده المظفر
ومن بنى شهاب الشرف أبى عبد الله أحمد بن أبي محمد عمر بن أبي الفتح
محمد نقيب الكوفة بنو أبى جعفر بالكوفة: وهم ولد أبى جعفر شرف الدين
هبة الله، وقيل محمد ين شهاب الشرف أحمد المذكور، منهم شمس الدين ناخون
(2) بن إبراهيم بن أبي جعفر هبة الله المذكور، شيخ الجهال من العلويين وأهل
الفتنة والشر أيام حروبهم مع الهاشميين، ومنهم فخر الدين معد بن زيد بن أبي

(1) وتعرف بقيتهم اليوم بآل الفتال في الغري والرماحية،
(عن هامش الأصل)
(2) في بعض المخطوطات تاخور بالتاء المثناة الفوقانية ثم الألف بعدها
الخاء المعجمة ثم الواو والراء المهملة. م ص
325

جعفر هبة الله المذكور شيخ العلويين.
وأما أبو جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من ثلاثة
رجال، أبو الحسين جعفر كمال الشرف، وأبو نزار أحمد، وشكر الأسود، وطعن
ابن المرتضى النسابة الموسوي على شكر الأسود هذا وقال: قالوا إن أمه جارية
نكحها أبوه بغير إذن مولاها. والشيخ السيد عبد الحميد بن التقى الحسيني أثبت
نسبه وقال: أمه أم ولد اسمها سعادة. ولا شك أن السيد عبد الحميد أخبر بحاله
وأقرب عهدا به من ابن المرتضى وله عقب يقال لهم بنو كمكمة، وهم ولد أبى
منصور جعفر بن أبي منصور بن طراد بن شكر المذكور.
وأما أبو نزار أحمد بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة
فأعقب من أبى منصور الحسن يعرف بابن كوهرية له عقب: وأما أبو الحسين
جعفر كمال الشرف بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب
من رجلين أبى طاهر عبد الله، وأبى جعفر النفيس. وأما أبو القاسم حمزة الملقب
شوصة بن الأشتر فعقبه قليل كان منهم بنو مهنا بن أبي الفرج محمد بن أحمد
ابن حمزة شوصة المذكور، قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه الله: أظنهم انقرضوا.
ومنهم بنو المكانسية وهم ولد أبى المكارم حمزة وأبى الحسن على ابني عبيد الله
العتيق بن أبي الفتح محمد بن أبي طالب الحسن بن حمزة شوصة المذكور، أمهما
أم هاني العريضية وهي المكانسية، بها يعرف ولدها.
وأما أبو الطيب الحسن بن الأشتر وكان واسع الحال عظيم الجاه والمروة
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله، قال كان عمى
حسن يغتسل في الحمام بماء الورد بدلا من الماء. فعقبه من ابنه أبى طاهر احمد
ومنه في أبى الحسن محمد يلقب غراما، ويقال لولده بنو غرام، أعقب أبو
الحسن محمد غرام من رجلين، أبى طاهر أحمد الأخن وأبى القاسم هبة الله، فمن
ولد أبى طاهر أحمد الأخن: أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد محمد بن أبي طاهر
326

أحمد الأخن المذكور، أعقب من أولاده الثلاثة وهم أبو الفتح محمد يلقب الغشم
وبدر الشرف عياش، وأحمد يدعى معيوفا، لهم بقية بالغرى الشريف.
وأما أبو العباس أحمد البن بن الأشتر وكان جم المروة واسع الحال، قال
الشيخ أبو الحسن العمرى: حدثني بعضهم ممن يوثق بقولهم أن أحمد بن محمد بن
عبيد الله حمل في يوم على أربعة وعشرين فرسا. فمن ولده بنو عجيبة، وهم أحمد
ومحمد، وعمار، وعلى، وقيل محمد يكنى أبا منصور، بنو مفضل بن محمد بن أحمد
البن، أمهم عجيبة بنت أحمد بن المسلم بن أبي علي بن الأشتر لهم أعقاب وبقية
بالغرى، منهم بنو الصائم وهم ولد على الصائم بن أبي منصور محمد بن يحيى بن المفضل
المذكور، ومنهم محمد بن محمد بن محمد بن علي الصائم، له عقب بجبع من قرى
الشام، ومنهم بنو مقلاع وهو الحسن بن علي بن أبي جعفر محمد بن يحيى بن
محمد بن المفضل المذكور، من ولده أبو طالب يلقب أبا منخر، وموسى أغلبها
واحمد والشمس، بنو أبى الغنائم محمد بن الحسن مقلاع، لهم اعقاب بالغرى
ومنهم أحمد بن قاسم بن المفضل المذكور، يقال له اجتهد، ويعرف ولده ببنى
اجتهد وهم بالغرى، ومنهم طبيق وهو محمد بن علي بن قاسم بن محمد بن المفضل
المذكور ويقال لولده بنو طبيق، فمن ولده أبو الحسين البغدادي الدلال له عقب
بالغرى، ومنهم محمد بن قاسم المذكور له عقب، ومنهم طريش وهو طالب بن
عمار بن المفضل المذكور أعقب من ثلاثة (1) رجال على الأسود، ويقال لولده
بنو الأسود، ومحمد زماخ، له أيضا عقب، أعقب من ابنه أبى على الحسن
وأعقب الحسن من خمسة رجال، وهم أبو الحسين يدعى أبو الحجوج، ويقال
لولده بنو أبى الحجوج وهم بالغرى، ورجب، وعلى، ومحمد، وأحمد، لهم
أعقاب بالمشهد الغروي.
وأما أبو الفرج محمد بن الأشتر فمن ولده الحاروج، وهو في رواية الشيخ

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الثالث منهم فلاحظ. م ص
327

أبى الحسن العمرى - أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الحسن على
ابن أبي الفرج محمد المذكور. وزاد الشيخ عبد الحميد بن التقى في نسبه وغير
أسماء فقال: هو أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الفرج المذكور
له عقب وبقية ببغداد وواسط والكوفة وغيرها وهم جماعة قد تقسموا، منهم
أبو الفضل الحسين المعروف بشيبانك بن عدنان بن محمد بن عدنان بن علي بن
محمد الحاروج المذكور كان عطارا بالكرخ يجمع النسب، وله ولد، ومنهم العقعق
وهو أبو الحسين محمد بن معد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج، وأما عبيد الله
الرابع بن الأشتر فأعقب من جماعة ثم انقرض عقب بعضهم وعقبه المعروف
من ثلاثة رجال. أبو العشائر محمد، وله بقية بالحلة وسورا به يعرفون: وأبو منصور يحيى، ويوسف جد أبى الفقيه الحارث بن البواب، وهو - على ما ذكر
الشيخ السيد فخر الدين علي بن الأعرج الحسيني - علي بن أحمد بن عبيد الله الخامس
ابن يوسف المذكور، وقيل بل ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن عبيد الله
الخامس، كان له بقية بمشهد الكاظم " ع " ببغداد، وقد غمز في نسبه والله أعلم.
وأما أبو علي محمد أمير الحاج ابن الأشتر وولده من بنى عبيد الله أهل
رياسة وسيادة ونقابة فأعقب من رجلين. وهما أبو عبد الله أحمد أمير الحاج
وأبو العلا مسلم الأحول أمير الحاج؟؟؟ بنى عبيد الله، أما أبو عبد الله احمد فحج أميرا
على الموسم ثلاث عشرة حجة نيابة عن الطاهر بن أبي أحمد الموسوي، وولى نقابة
الطالبيين بالكوفة مدة عمره، ومات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وفيها قتل أخوه
أبو العلا مسلم الأحول، فأعقب من ثلاثة رجال أبو الغنائم المعمر، وأبو الحسين
زيد، وأبو الحسن على، فأعقب أبو الحسن علي بن أبي عبد الله أحمد، أحمد
العرش، ويقال لولده بنو العرش، وانفصل منهم (آل فاخر) وهم بنو الفاخر
ابن الأسعد بن أبي نصر محمد بن علي بن أحمد العرش المذكور، وهم جماعة
بسورا (وآل أبي المجد) وهو ابن أبي عبد الله الحسين بن أبي الفضائل محمد بن
328

علي بن أحمد العرش، وهم أيضا بسورا، ومن عقب أبى الحسين زيد بن أبي
عبد الله أحمد (آل أبي زيد) نقباء الموصل ونصيبين، منهم النقيب الجليل أبو
عبد الله بن زيد ابن النقيب أبى طاهر محمد بن أبي البركات محمد نقيب الموصل ابن أبي
الحسين زيد المذكور، ومنهم السيد الفاضل نظام الدين أبو القاسم نقيب
نصيبين ابن أبي القاسم على شهاب الدين نقيب نصيبين ابن النقيب أبى طاهر
محمد المذكور، قرأ عليه الشيخ رضى الدين بن قتادة الحسنى كتاب (المجدي)
ومشجرات السيد العمرى. وهم أهل رياسة قديمة والى الآن، قال الشيخ تاج
الدين: طعن عليهم ابن المرتضى بشئ تفرد به بغيا وحسدا وما رأيت من
مشايخنا من طعن فيهم ولا قدح سواه ونسبهم صحيح لا شبهة فيه.
ومن عقب أبى الغنائم المعمر بن أبي عبد الله احمد النقيب الطاهر أبو
الغنائم المعمر بن محمد بن المعمر المذكور. ولى نقابة الطالبيين سنة ست وخمسين
وأربعمائة في أيام القائم وبقيت في عقبه إلى أيام الناصر وليها جماعة كثيرة منهم
وهم يعرفون ببنى الطاهر وقد انقرضوا، وأما أبو العلا مسلم الأحول أمير الحاج
فأعقب من ثمانية رجال، أبو علي عمر المختار النقيب أمير الحاج، وأبو مسلم عمار
وأبو عبد الله احمد، وأبو الغنائم محمد، والمهنا، وباقي، وعلى المعروف بابن
مصابيح، وأبو الأزهر المبارك. أما أبو الأزهر المبارك بن أبي العلا مسلم
فعقبه بمصر، وأما علي بن أبي العلا مسلم فيقال لولده بنو مصابيح وهم جماعة
بمطار آباد والكوفة وغيرهما وأما باقي بن أبي العلا مسلم فعقبه وقع إلى بلاد العجم
واما المهنا أبى العلا مسلم ويقال لولده بنو مهنا فمنهم الشيخ العالم النسابة
المصنف جمال الدين أحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا بن الحسن بن محمد
ابن المسلم بن المهنا المذكور صاحب كتاب (وزراء الزوراء) له عقب، وأما
أبو القاسم محمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده هندي بن المسلم بن محمد المذكور
ذكره الشيخ عبد الحميد بن التقى الحسيني وله عقب بالحلة وبغداد وغيرهما منهم
329

نصير الدين محمد بن أبي جعفر محمد بن الهمام محمد بن علي بن هندي المذكور
وأولاده، وأما أبو عبد الله أحمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده حماد بن المسلم
ابن أحمد المذكور، يقال لولده بنو حماد، منهم بالمشهد الغروي العالم الفاضل الحافظ
الأديب الفقيه جمال الدين يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد بن علي بن حماد
المذكور كان ميناثا، وأما أبو مسلم عمار بن أبي العلا مسلم فمن ولده تمام بن المسلم
ابن عمار ذكره أبو الحسن العمرى وتحدث على نسبة ومن ولد تمام بن عمار،
محمد شبانة بن تمام بن علي بن تمام المذكور أعقب من رجلين وهما أبو مسلم
وإبراهيم خرجا إلى الشام وأقاما بجيل عاملة ولهما هناك عقب كثير إلى الآن.
وأما أبو علي عمر المختار بن أبي العلا مسلم، ويقال لعقبه إلى الآن بنو
المختار فعقبه من أبى الفضائل عبد الله وحده ومنه في رجلين عز الدين أبى نزار
عدنان نقيب المشهد، وأبى عبد الله احمد. أما أبو عبد الله أحمد فعقبه يعرفون
ببنى أبى حبيبة، وهي كنية جدهم عمر بن أبي عبد الله أحمد المذكور، وأما أبو
نزار عدنان فأعقب من رجلين عز الدين المعمر، عميد الدين أبى جعفر نقيب
الكوفة، انقرض الأول وأعقب النقيب عميد الدين أبو جعفر من أبى جعفر
محمد فخر الدين نقيب النقباء الأطروش، ومن أبى القاسم شمس الدين على من
عقبه شمس الدين على آخر نقباء بنى العباس، وبهاء الدين داود ابنا النقيب
معارض جيش المستنصر بالله تاج الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين على المذكور
لهما عقب.
وأما جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج، وفى ولده الامرة بالمدينة، ومنهم
ملوك بلخ ونقباؤها، وجعفر بن عبيد الله من أئمة الزيدية، وكان له شيعة يسمونه
الحجة، وكان القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا يقول: جعفر بن عبيد الله من
أئمة آل محمد. وكان فصيحا وكان أبو البختري وهب بن وهب قد حبسه بالمدينة
ثمانية عشر شهرا فما أفطر إلا في العيدين، فأعقب جعفر من رجلين، الحسن
330

والحسين.
اما الحسين بن جعفر الحجة فدخل بلخ وأعقب بها وهم ملوك وسادة ونقباء
منهم السيد الفاضل أبو الحسن البلخي وهو علي بن أبي طالب الحسن النقيب
ببلخ أبى على عبيد الله بن أبي الحسن محمد الزاهد بن عبيد الله بن علي بهراة
ابن علي أبى القاسم ببلخ ابن الحسن أبى محمد قبره ببلخ ابن الحسين المذكور
ومنهم أبو عبد الله نعمة بن عبد الله النقيب ببلخ (1) المذكور له عقب، ومنهم
علي بن أبي الحسن محمد الزاهد المذكور له عقب، ومنهم عبد الله ومحمد ابنا
أبى القاسم على المذكور لهما أعقاب.
وأما الحسن بن جعفر الحجة فأعقب من أبى الحسين يحيى النسابة، يقال
إنه أول من جمع كتابا في نسب آل أبي طالب فأعقب يحيى النسابة من سبعة
رجال ما بين مقل ومكثر، وهو طاهر، وعلى، وأبو العباس عبد الله، وأبو
إسحاق إبراهيم، وأبو الحسن محمد الأكبر العالم النسابة، وأحمد الأعرج، وأبو
عبد الله جعفر، أما أبو عبد الله جعفر بن يحيى النسابة فعقبه قليل منهم صالح، والقاسم.
ومحمد وعبد الله، بنو جعفر أولدوا، وأما أبو الحسن أحمد الأعرج
ابن يحيى النسابة فعقبه أيضا قليل، منهم القاسم بن أحمد المذكور، أولد، واما أبو
الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن (2) بن محمد هذا
وهو الدنداني النسابة المعروف بابن اخى طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن
روى عنه شيخ الشرف النسابة، ولا عقب له، وأما أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يتقدم لعبد الله النقيب ببلخ ذكر ولعل
الصحيح (عبيد الله) بدل (عبد الله) فليراجع م ص
(2) أبو محمد الحسن النسابة المعروف بابن أخي طاهر، كان أحد العلماء
بالنسب والاخبار والحديث، وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، أرخه
الحافظ بن حجر في (لسان الميزان). (عن هامش الأصل)
331

النسابة فعقبه قليل أيضا، منهم إسحاق بن محمد بن إبراهيم المذكور، له أولاد
ذكور وإخوة، وأما أبو العباس عبد الله بن يحيى النسابة، وولده بادية بالمدينة
وجمهور عقبه يرجع إلى مسلم بن موسى بن عبد الله المذكور، من ولده نجم الدين
على نقيب المدينة ابن حسن نقيبها ابن سلطان نقيبها بن حسن بن عبد الملك بن
ذويب بن عبد الله بن مسلم المذكور، له ولد، ومنهم أبو جعفر مسلم بن حبيب بن
مسلم المذكور له عقب، منهم محمد بن هلال بن غياث بن محمد نقيب المدينة ابن
حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب، ومنهم عبد المنعم بن هاني
ابن يحيى بن أبي طالب بن محمد بن هاني بن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم
ابن أبي العباس عبد الله المذكور.
وأما علي بن يحيى فمرجع عقبه إلى الحسن بن محمد المعمر بن أحمد الزائر
ابن علي المذكور " وهم جماعة كثيرة بالحائر، أعقب الحسن هذا من رجلين أبى
محمد إبراهيم، وأبى الحسن على.
أما أبو محمد إبراهيم، فعقبه قليل، وأما أبو الحسن على، وكان متوجها
بالحائر فانقسم عقبه عدة بطون منهم بنو عكة وهو يحيى بن علي بن حمزة بن علي
المذكور ومنهم بنو علوان بن فضائل بن الحسن بن الحسن أبى منصور الحسن (1) نقيب
الحائر ابن علي المذكور، ومنهم بنو فوارس، وهو ابن علي، المذكور منهم معد
ابن علي بن معد بن علي الرغاوي بن ناصر بن فوارس المذكور، وهو جد (جامع
هذا الكتاب) لام جده علي بن مهنا بن عنبة الأصغر، ومنهم بنو غيلان، وهو
علي بن فوارس بن ناصر بن فوارس المذكور، ومنهم بنو ثابت، وهو ابن
الحسين بن محمد بن علي بن ناصر بن فوارس المذكور، ومنهم بنو الأعرج وهو
علي بن سالم بن بركات بن أبي الأعز محمد بن أبي منصور الحسن نقيب الحائر
المذكور. ومنهم الشيخ العالم الشاعر النسابة الأديب فخر الدين علي بن محمد

(1) كذا في النسخ التي بأيدينا والظاهر زيادة (الحسن) لأنه جاء مكررا.
332

ابن أحمد بن علي الأعرج المذكور، وابناه السيد الجليل العالم الزاهد مجد الدين
أبو الفوارس محمد، والسيد النسابة الفاضل جمال الدين أحمد بن السيد فخر الدين
على.
اما السيد جمال الدين أحمد بن فخر الدين على فولد أبا الطيب محمدا سافر
إلى بلاد الروم وانقطع خبره، واما السيد مجد الدين أبو الفوارس محمد ابن السيد
فخر الدين على فأعقب وانجب، كان له سبعة بنين أكبرهم من أم ولد، وكذا
أصغرهم. ولأحدهما بنات، والثاني سافر وانقطع خبره، والخمسة الاخر أمهم
بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر، وهم النقيب جلال الدين على
ومولانا السيد العلامة عميد الدين عبد المطلب قدوة السادات بالعراق، والفاضل
العلامة ضياء الدين عبد الله، والفاضل العلامة نظام الدين عبد الحميد، والسيد
غياث الدين عبد الكريم.
أما النقيب جلال الدين على فأعقب من ابنه سليمان أبى الربيع - نظام الدين
وحده، وأعقب نظام الدين بن سليمان، من ثلاثة رجال وهم النقيب مجد الدين
أبو طالب على، وجلال الدين عبد الله، وشمس الدين محمد، وأما السيد العلامة
عميد الدين عبد المطلب فأعقب من ابنه السيد جمال الدين (1) محمد وحده
وهو المولى السيد العالم الجليل العالي الهمة الرفيع المقدار قضى الله له بالشهادة
فأخذ بالمشهد الغروي وخنق ظلما أخذ الله له بحقة، وأعقب السيد جمال الدين
محمد، من ابنه السيد الجليل العالم سعد الدين أبى الفضل محمد، له ولدان ذكران
وللسيد جمال الدين محمد أولاد غيره كثرهم الله تعالى، وأما السيد الفاضل ضياء
الدين عبد الله فأعقب من ثلاثة رجال، وهم الشيخ الفاضل العلامة المحقق فخر الدين
عبد الوهاب، وشرف الدين يحيى، ورضى الدين أبو سعيد الحسن، كان للشيخ

(1) ذكره السيد ضامن بن شدقم الأعرجي في (تحفة الأزهار) مخطوط
والأميني في (شهداء الفضيلة) ص 71 طبع النجف.
333

فخر الدين عبد الوهاب ابنان، درج أحدهما وهو غياث الدين خليفة، والآخر
السيد العالم الفاضل المحقق جلال الدين أبو القاسم على يلقب بياغى (1) قتل في
واقعة بغداد القريبة، واما السيد الفاضل نظام الدين عبد الحميد فأعقب من رجل
واحد وهو ابنه عبد الرحمان، وولد السيد عبد الرحمان بن عبد الحميد ثلاثة بنين
أكبرهم السيد العالم الزاهد الورع نظام الدين عبد الحميد له عقب، والسيد مجد الدين
محمد، وضياء الدين عبد الله، واما السيد غياث الدين عبد الكريم فأعقب من
رجلين رضى الدين حسين، وشمس الدين محمد، أما رضى الدين حسين فله غياث
الدين عبد الكريم، واما شمس الدين محمد فله ولد أمه فيها ما فيها وأظنه حصل من
عقد المنقطع وفيه نظر.
واما طاهر بن يحيى النسابة وفى ولده البيت والامارة بالمدينة، ويكنى أبو
القاسم، وهو القاسم المحدث له عقب كثير، وكان من جلالة القدر بحيث ان بنى
إخوته يعرف كل منهم بابن اخى طاهر، وأعقب من ستة رجال، وهم أبو علي
عبيد الله، وفى ولده الامارة، وأبو محمد الحسن، والحسين، وأبو جعفر محمد
وأبو يوسف يعقوب، ويحيى يدعى مباركا.
أما يحيى مبارك بن طاهر فعقبه قليل وكذا أخوه يعقوب بن طاهر، واما
أبو جعفر محمد بن طاهر فله عقب منهم محمد بن بسام بن محمد بن عياش بن أبي
جعفر محمد المذكور واخوته مسلم وهضام. وسلطان، وطاهر، بنو بسام
لهم أعقاب، واما الحسين بن طاهر فأعقب من تسعة رجال منهم عبد الله الملقب
بعرفة، ويقال لولده العرفات منهم بالمدينة الشريفة جماعة، ومنهم بالحلة بنو
جلال بن محيا بن عبد الله بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن علي بن محمد بن
عبد الله عرفة المذكور. واما الحسن بن طاهر فمن ولده بنو شقائق. وهو محمد

(1) ذكره ابن شدقم في (تحفة الأزهار) فقال: لديه علم وفضل بتحقيق
وتدقيق قتل في وقعة بغداد سنة 756. م ص
334

ابن عبد الله بن سليمان بن الحسن بن طاهر بن الحسن بن طاهر. كانوا بالرملة
قديما، وطاهر بن الحسن المذكور هم ممدوح المتنبي بقصيدته البائية التي يقول فيها:
إذا علوي لم يكن مثل طاهر * فما ذاك إلا حجة للنواصب
وقد انقرض طاهر بن الحسن بن طاهر، وأما أبو علي عبيد الله بن طاهر
فأعقب من ثلاثة رجال، وهم الأمير أبو أحمد القاسم، وأبو جعفر مسلم واسمه
محمد، وأبو الحسن إبراهيم، أما إبراهيم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده بالحلة
حسن الخريف بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن مسلم
ابن إبراهيم المذكور وأولاده، وأما أبو جعفر مسلم بن عبيد الله بن طاهر
وكان أميرا شريفا جم الفضائل والمحاسن، قطن بمصر وروى كتاب الزهري
في النسب، وكان قريبا من السلطان محتشما ويعرفه المصريون بمسلم العلوي
وكان المعز الفاطمي بمصر قد وجد في داره أو على منبره رقعة فيها:
إن كنت من آل أبي طالب * فاخطب إلى بعض بنى طاهر
فان رآك القوم كفوا لهم * في باطن الامر وفى الظاهر
فأم من خالف خوزية * يعض منها البطن بالآخر
وكانت أم جدهم محمد بن عبد الله بن ميمون على ما يقال خوزية فلهذا
عرض الشاعر بها، فلما قرأ المعز الرقعة خطب إلى مسلم بن عبيد الله بن طاهر
إحدى بناته لابنه العزيز فلم يجبه، واعتذر بأن كلا من بناته في عقد واحد من
أقربائه، فحبسه المعز واستقصى أمواله ولم ير بعد ذلك، فيقال إنه أهلكه في
الحبس، ويقال إنه هرب وهلك في بعض بوادي الحجاز. وذهب ابن ابنه الحسن
ابن طاهر إلى المدينة وتأمر بها واختص ابن عمه أبا علي بن طاهر وألقى إليه
مقاليد أمره. فلما توفى قام أبو علي مقامه. ثم بعد وفاة أبى على قام
مقامه إبناه هاني ومهنا فامتعض الحسن بن طاهر بن مسلم من ذلك وفارق
الحجاز ولحق بالسلطان محمود سبكتكين بعرفاني، واتفق أن قدم الباهري
335

العلوي رسولا من مصر فاتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الإسماعيلي
وادعى عليه الحسن بن طاهر بن مسلم الدعوى في النسب فخلى بينه وبينه فقتله
بحضور السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا.
واما الأمير أبو أحمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر وفيه البيت. فأعقب
من خمسة رجال وهم عبد الله، وموسى، وأبو محمد الحسن. وأبو الفضل جعفر
وأبو هاشم داود، أما أبو هاشم داود بن القاسم بن عبيد الله فأعقب من أربعة
رجال، وهم الأمير أبو عمارة المهنا واسمه حمزة، والحسن الزاهد، وأبو محمد
هاني واسمه سليمان، والحسين.
أما الحسين بن أبي هاشم فمن ولده الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين المذكور
وهو الأمير العابد الورع ولى المدينة سبعة أشهر وكان مقيما بمصر، ولقب
بمخيط لأنه كان يبرى المكلوب، وكان كلما أتى بمكلوب يقول: إيتوني بمخيط.
وهي الإبرة فلقب بذلك، وهو جد المخايطة بالمدينة، ولهم بالكوفة والغري
بقية انتقلوا من المدينة، وأما أبو محمد هاني بن أبي هاشم فمقل، وأما الحسن
الزاهد بن أبي هاشم فمن ولده بنو خزعل بن عليان بن عيسى بن داود بن الحسن
المذكور، وأما الأمير أبو عمارة المهنا بن أبي هاشم فأعقب من ثلاثة رجال
عبد الوهاب، وسبيع، وشهاب الدين الحسين أمير المدينة، كذا قال الشيخ
تاج الدين. وقد وجدت له ذؤيبا واسمه علي بن مهنا معقب من ولده كاسب بن
ديباج بن حصن بن ضنيب بن هزبر بن كامل بن ذويب المذكور،
وأما عبد الوهاب بن المهنا فمن ولده قضاة المدينة منهم شمس الدين سنان
قاضى المدينة (1) ابن عبد الوهاب قاضيها ابن نميلة قاضيها ابن محمد بن إبراهيم

(1) من ولده السيد مهنا بن سنان بن عبد الوهاب قاضى المدينة المشرفة
الذي سأل العلامة الحلي مسائل وطلب منه الإجازة فأجابه وأجازه.
(عن هامش الأصل)
336

ابن عبد الوهاب المذكور، وأما سبيع بن المهنا فمن ولده سعيد بن الفرج بن
عمارة بن مهنا بن سبيع المذكور، له عقب، ومنهم الشيخ العالم النسابة قريش بن
السبيع بن مهنا بن سبيع المذكور، كان مقيما ببغداد ولا عقب له، ومنهم رميح
ابن حسن بن راجح بن مهنا بن سبيع المذكور له عقب بالحلة يقال لهم آل رميح.
وأما شهاب الدين الحسين أمير المدينة ابن المهنا فأعقب من رجلين مالك
ومهنا أميري المدينة، أما مالك بن الحسين بن المهنا فعقبه من عبد الواحد بن مالك
له عقب يقال لهم الوحاحدة، وقد انقسموا على ساقين الحمزات ولد حمزة بن علي بن
عبد الواحد المذكور، والمناصير (1) ولد منصور بن محمد بن عبد الله بن عبد
الواحد المذكور، فمن الحمزات مهند (2) بن صليصلة بن فضل بن حمزة المذكور، كان
دليلا خبيرا خريتا في طريق الحجاز، ومن المناصير السيد الجليل النقيب شهاب
الدين أحمد يلقب خليتا بن مسهر بن أبي مسعود بن مالك بن مرشد بن خراسان
ابن منصور المذكور، كان جليل القدر عالي الهمة يتولى أوقاف المدينة المشرفة
بالعراق ثم تولى نقابة المشهد الحائري وعزل عنه، ثم شارك في نقابة المشهد
الغروي وتسلط ثم عظم جاهه، وأخوه حسام الدين مهنا الملقب صوبة، وعماهما
معمر وعمرة، ومن ولد عبد الله بن عبد الواحد، داود وسليمان يلقب العمرى لهما عقب.
وأما المهنا بن الحسين بن المهنا، وهو الأعرج أمير المدينة، يقال لولده المهانية
فأعقب من ثلاثة رجال. الحسين أمير المدينة والأمير عبد الله، والأمير أبو فليتة

(1) إليهم ينسب السادات المعظمون سادات بياشيا من قرى عذار الحلة
السيفية كما ذكر في منتخبه الآغا محمد ابن الآغا رحيم رحمه الله المجاور بالغرى
وهو عند العالم التقى النقي الشيخ عباس البلاغي الغروي. (عن هامش المخطوطة)
(2) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فهيد) بالفاء بعدها الهاء ثم
الياء التحتانية ثم الدال المهملة. م ص
337

قاسم أما الأمير قاسم بن المهنا الأعرج فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده
الهواشمية، والأمير جماز (1) يقال لولده الجمامزة، فمن الهواشمة الأمير شيحة
ابن هاشم أعقب من سبعة رجال، وهم الأمير أبو سند جماز أمير المدينة
والأمير عيسى الملقب بالحرون لبأسه وشدته، والأمير منيف أمير المدينة
وأبو ردينة سالم، ونرجس، ومحمد، وهاشم، ولجميعهم أعقاب، أعقب الأمير
أبو سند جماز بن شيحة من عشرة رجال منهم الأمير أبو عامر (2) منصور
والقاسم. والأمير مقبل، فمن بنى الأمير منصور بن جماز، كبش، وكبيش
وفضيل، وعطية (3) وغيرهم، وفى أولاده الامرة بالمدينة إلى الآن كثرهم الله
تعالى، ومن بنى الأمير مقبل بن جماز، السيد الجليل محمد بن مقبل، سكن العراق
واستوطن الحلة وله عقب، ومن الجمامزة عمير أمير المدينة ابن أمير المدينة أبى
فليتة قاسم بن جماز المذكور، وجماز وهاشم ابنا مهنا بن جماز، لهما أعقاب.
وما الأمير عبد الله بن مهنا الأعرج فمن ولده ملاعب بن عبد الله المذكور
يقال لولده الملاعبة، وأما الأمير الحسين بن مهنا الأعرج فمن ولده سعيد بن
داود بن المهنا بن الحسين المذكور، وحسين بن مرة بن عيسى بن الحسين المذكور
وأما أبو الفضل جعفر بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده عبد الله السيف
ابن محمد بن جعفر المذكور، يقال لولده بنو السيف أعقب من رجلين، أحمد
والأشرف لهما أعقاب، ولا أعرف أعقاب الباقين، وهم أبو محمد الحسن، وموسى
وعبد الله بنو القاسم بن عبيد الله بن طاهر.

(1) كانت وفاة الأمير جماز سنة أربع وسبعمائة. (عن هامش الأصل)
(2) كانت وفاة الأمير أبى عامر منصور سنة 726.
(3) كانت وفاة الأمير عطية بن منصور سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة،
(عن هامش الأصل)
338

المقصد السادس
في ذكر عقب على الأصغر ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب " ع " ويكنى أبا الحسين فأعقب من ابنه الحسن الأفطس، أمه أم ولد
سندية، مات أبوه موسى وهو حمل، وتكلم فيه النسابون فممن تكلم فيه أبو
جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط وله في ذلك قطعة شعر وهي:
أفطسيون أنتم أسكتوا لا تكلموا
قال الشيخ أبو الحسن العمرى: علقت فيهم عن ابن طباطبا الشيخ النسابة
قولا يقارب الطعن ولا يعتد بمثله. وقال الشيخ أبو نصر البخاري: كان بين
الأفطس وبين الصادق " ع " كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشئ في نسبه
وقال أبو الحسن العمرى: عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد - يعنى شيخ الشرف
العبيدلي - كتابا رأيته بخطه وسمه ب‍ (الانتصار لبنى فاطمة الأبرار) ذكر الأفطس
وولده بصحة النسب وذم الطاعن عليهم. قال الشيخ أبو الحسن العمرى: وهم
في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع. قال: وسألت شيخي أبا الحسن بن كتيلة
النسابة عن الأفطس قال: أعز بنى الأفطس إلى الأفطس فإنه يكفيك ويكفيهم.
هذا لفظه لم يزد عليه، قال: وسألت والدي أبا الغنائم الصوفي النسابة عنهم فذكر
كلاما برأهم فيه من الطعن.
وقال أبو نصر البخاري: خرج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن
النفس الزكية وبيده راية بيضاء وأبلى ولم يخرج معه أشجع منه ولا أصبر، وكان
يقال له رمح آل أبي طالب لطوله وطوله (1). وقال أبو الحسن العمرى: كان
صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد بن عبد الله اختفى

(1) الأول بضم الطاء المهملة والثاني بفتحها. م ص
339

الحسن الأفطس بن علي فلما دخل جعفر الصادق " ع " العراق ولقى أبا جعفر
المنصور قال له: يا أمير المؤمنين تريد أن تسدى إلى رسول الله يدا؟ قال: نعم
يا أبا عبد الله، قال: تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي. فعفا عنه وفى كتاب
أبى الغنائم الحسنى قال: حدثني أبو القاسم بن جداع، قال حدثنا عبد الله بن الفضل
الطائي، قال حدثنا ابن سباط عمن حدثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبى
عبيد الله الصادق " ع " قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه
موسى وقال: يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا، فدنوت منه
فقلت: تعطى الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك؟ فقال: يا سالمة تريدين أن
أكون ممن قال الله تعالى: (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل).
وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير، قال: سمعت جماعة
يقولون إن الصادق كان يوصى لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس
الحسن بن علي بن علي بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت: أتأمر له بذلك وقد
قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك؟ فقال: أتريدين أن أكون ممن قال الله
تعالى (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) لأصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له
بمائة دينار. قال البخاري: وهذه شهادات قاطعة من الصادق " ع " انه ابن
رسول الله صلى الله عليه وآله.
فأعقب الحسن وأنجب وأكثر وعقبه من خمسة رجال، على الحريري (1)
وعمر، والحسين، والحسن المكفوف، وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة. أما على
الحريري بن الأفطس وأمه أم ولد اسمها عبادة وكان شاعرا فصيحا، وهو الذي
تزوج بنت عمر العثمانية وكانت من قبل تحت المهدى محمد بن المنصور العباسي

(1) الحريري بالحاء والراء المهملتين ثم الياء التحتانية بعدها الراء المهملة
ثم ياء النسبة، هكذا في نسخة ابن مساعد وفى بعض المخطوطات (الخرزي)
بالخاء المعجمة ثم الراء المهملة بعدها الزاء المعجمة ثم ياء النسبة. م ص
340

فأنكر موسى الهادي ذلك عليه وأمره بطلاقها فأبى وقال: ليس المهدى رسول الله
حتى تحرم نساؤه بعده ولا هو أشرف منى. فأمر موسى الهادي به فضرب حتى
غشى عليه، قال الشيخ أبو نصر البخاري: وذكر ابن حريز أن هذه الحكاية
كانت لعلي بن الحسين، وهو غلط إنما هو علي بن الحسن بن علي بن علي بن
ابن الحسين " ع " وهذا الحريري قتله الرشيد هارون.
وأعقب على الحريري ينتهى عقبه إلى علي بن محمد الحريري بن علي بن علي
الحريري المذكور، أعقب من ثلاثة رجال: وهم أبو محمد الحسن النقيب الرئيس
بآبه، وأبو العباس احمد، وأبو جعفر محمد، فأعقب أبو محمد الحسن الرئيس من
ثلاثة رجال أبو الحسن على بآبه، والحسين مانكديم، وأبو جعفر محمد، فمن بنى
أبى جعفر محمد بن الحسن الرئيس، محمد بن أحمد بن أبي طاهر زيد بن أحمد بن
محمد المذكور. ومن بنى الحسين مانكديم بن الحسن الرئيس مانكديم بن الحسن
ابن الحسين مانكديم المذكور له عقب بالغرى يقال لهم بنو مانكديم، ومن بنى
أبى الحسن علي بن الحسن الرئيس الحسن التج (1) بن أبي الحسن على المذكور
ومن ولده زيد بن الداعي بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن التج المذكور
أعقب وأنجب، فمن ولده السيد الزاهد رضى الدين محمد بن فخر الدين محمد بن
رضى الدين محمد بن زيد المذكور، وأخوه وحفيده السيد الرضى كمال الدين
الحسن بن فخر الدين بن رضى الدين الزاهد المذكور، أعقب عشرة ذكور منهم
مجد الدين حسين بن كمال الدين المذكور، وابنه تاج الدين الحسن أقضى القضاة
بالبلاد الفراتية، مات سنة سبع وأربعين وسبعمائة.
ومن بنى زيد الداعي، السيد الجليل الشهيد تاج الدين أبو الفضل محمد بن
مجد الدين الحسين بن علي بن زيد المذكور. كان أول أمره وعاظا وأعتقده السلطان

(1) التج بالتاء المثناة من فوق والجيم المشددة، كذا ضبطه العمرى
في (المجدي).
341

اولجايتو محمد وولده نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق والري وخراسان
وفارس وساير ممالكه، وعانده الوزير شهاب الدين الطبيب، وأصل ذلك أن مشهد
ذي الكفل النبي " ع " بقرية بير ملاحا على شرط التاجية بين الحلة والكوفة
واليهود يزورونه ويترددون إليه ويحملون النذور إليه، فمنع السيد تاج الدين
اليهود من قربه ونصب في صحنه منبرا وأقام فيه جمعة وجماعة، فحقد ذلك الرشيد
الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم واختصاصه بالسلطان. وكان السيد
شمس الدين حسين ابن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق، وكان فيه ظلم
وتغلب فأحقد سادات العراق بأفعاله، فتوصل الرشيد الطبيب واستمال جماعة من
السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات ردية
فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيا فأشار
عليه أن يدفعه إلى العلويين وأوهمه أنه إذا سلمه إليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية
والتشنيع، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر، فطلب الرشيد الطاهر
جلال الدين ابن الفقيه وكان سفاكا جريا على الدماء، وقرر معه أن يقتل السيد
تاج الدين وولديه ويكون له حكم العراق نقابة وصدارة، فامتنع السيد
جلال الدين من ذلك وقال: إني لا أقتل علويا قط. ثم توجه من ليلته إلى الحلة
فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسوي الحائري وأطمعه في نقابة العراق
على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فامتنع من ذلك وهرب إلى الحائر من ليلته.
وعلق السيد جلال الدين إبراهيم بن المختار في حبالة الرشيد وكان يختصه
بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين ويقربه ويحسن إليه ويعظمه، حتى كان يقول:
أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين. فأطمعه الرشيد في نقابة
العراق وسلم إليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين على
فأخرجهم إلى شاطئ دجلة وأمر أعوانه بهم فقتلوهم، وقدم قتل ابني السيد تاج
الدين قبله عتوا وتمردا موافقة لأمر الرشيد (وأن يكن رشيدا) وكان ذلك
342

في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وأظهر أعوام بغداد والحنابلة التشفي
بالسيد تاج الدين وقطعوه قطعا وأكلوا لحمه ونتفوا شعره وبيعت الطاقة من
شعر لحيته بدينار، فغضب السلطان لذلك غضبا شديدا وأسف من قتل السيد
تاج الدين وابنيه وأوهمه الرشيد أن جميع السادات بالعراق اتفقوا على قتله
فأمر السلطان بقاضي الحنابلة أن يصلب ثم عفا عنه بشفاعة جماعة من أرباب
الدولة، فأمر أن يركب على حمار أعمى مقلوبا ويطاف به في أسواق بغداد وشوارعها
وتقدم بأن لا يكون من الحنابلة قاض.
وكان للسيد تاج الدين ابنان أحدهما السيد شمس الدين حسين النقيب الطاهر
والآخر شرف الدين على، قتل شمس الدين حسين دارجا، وقتل شرف الدين
على عن ابن واحد اسمه محمد، ويلقب رضى الدين، كان وقت قتل أبيه وجده
وعمه طفلا فأخفى إلى أن شب وكبر وقلد نقابة المشهد الشريف الغروي نيابة
عن السيد قطب الدين أبى زرعة الشيرازي الرسي، ثم فوضت إليه استقلالا
وبقيت في يده إلى أن مات، وتقدم على نظرائه وطالت ولايته، وتوفى عن
أربعة بنين، وهم السيد شمس الدين حسين، والسيد تاج الدين محمد، والسيد مجد
الدين قاض، والسيد سليمان درج، وأعقب الثلاثة الأول.
ومن بنى أبى الحسن علي بن الحسن الرئيس، أبو طاهر محمد بن علي المذكور
من ولده السيد الجليل - وزير الأمير الشيخ حسن بن الأمير حسين اقبوقا ببغداد -
وهو تاج الدين أبو الحسن علي بن شرف الدين حسين بن علي بن الحسين بن تاج
الدين علي بن الرضى بن أبي الفضل علي بن أبي القاسم بن مالك بن أبي طاهر محمد
المذكور، وأعقب أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن علي الحريري، من أبى
القاسم زيد الملقب حركيني، من ولده على الفقيه المعروف بداعي جرجان بن
المحسن بن الحسن بن محسن بن زيد بن الحسن بن زيد المذكور.
وأما عمر بن الحسن الأفطس وشهد فخا فأعقب من على وحده، فأعقب
343

علي بن عمر بن من خمسة رجال، وهم إبراهيم وعمر بآذربيجان. وأبو الحسن محمد
وأبو عبد الله الحسين بقم، وأحمد، أما إبراهيم بن علي بن عمر بن الأفطس ويكنى
أبا طاهر فمن ولده الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن إبراهيم، والحسين بن
محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم المذكور، وأما عمر بن علي بن عمر بن الأفطس
فمن ولده حمزة بن محمد بن خليفة بن يحيى بن علي بن عمر المذكور، وأما أبو
الحسن محمد بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده الشريف القاضي أمين الدولة
أبو جعفر محمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن الحسين بن أبي جعفر محمد بن علي
ابن أبي الحسن محمد المذكور، وكان عالما نسابة يروى عن الشيخ أبى الحسن
العمرى، وأما أبو عبد الله الحسين بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده بنو
برطلة، وهو علي بن الحسين القمي المذكور، منهم بنو شنبر وهو الحسن بن
محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة المذكور، ولهم بقية بالحلة وسوراء، وأما
أحمد بن علي بن عمر الأفطس فمن ولده علي بن جعفر بن محمد بن أحمد المذكور.
وأما الحسين بن الأفطس وأمه - على ما قال أبو الحسن العمرى - عمرية
هي بنت خالد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقال أبو نصر
البخاري: أمه أم ولد وكان قد ظهر بمكة أيام أبى السرايا من قبل محمد الديباج
ابن جعفر الصادق " ع " ثم دعا لمحمد بن إبراهيم طباطبا وأخذ مال الكعبة، قال
الشيخ أبو نصر البخاري: وبعض الناس يقول إن الأفطس هو الحسين بن الحسن
ابن علي لا الحسن بن علي. قال وفيه يطعنون لقبح سيرته وسوء صنعته بحرم
الله تعالى، ولم يكن حميد السيرة في وقته. فأعقب من رجلين الحسين، ومحمد
فمن ولد محمد بن الحسين بن الأفطس، السكران وهو محمد بن عبد الله بن القاسم
ابن محمد المذكور، كذا قال الشيخ تاج الدين في (سبك الذهب) وقال الشيخ
العمرى: السكران هو محمد بن عبد الله بن الحسن الأفطس وإن الحسين
أعقب من الحسن وعبد الله. وهو الظاهر، وعليه يدل كلام الشيخ الشرف وابن
344

طباطبا، وإنما سمى السكران لكثرة تهجده وله عقب كثير يقال لهم بنو السكران
فمنهم أبو القاسم أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران المذكور، كان أديبا
شاعرا قال الشيخ أبو الحسن العمرى أنشدني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن أحمد
بن إبراهيم الفقيه البصري له:
الموت إن قطعت والموت إن وصلت * كيف البقاء لصب بين هذين؟
فقطعها قطع أوصالي تواصله * ووصلها قطع قلبي خيفة البين
وله أيضا:
قدك عنى سئمت ذل الضراعة * أنا مالي وضيفة وبضاعة
إنما العز قدرة تملأ الأرض * وإلا فعفة وقناعة
قلت: وفى معنى هذا البيت قول آخر هو:
وإن لم تملك الدنيا جميعا * كما تختار فاتركها جميعا
ومنهم الحسين بن يو سف بن مظفر بن الحسين بن جعفر بن محمد السكران
المذكور أولد بهراة، ومن ولد الحسن بن الحسين بن الأفطس، على الدينوري بن
الحسن المذكور، وكان أبو جعفر محمد الجواد " ع " قد أمره أن يحل بالدينور
ففعل، وكان ذا علم وفضل، وجد له بعد موته ما بلغت قيمته خمسين ألف دينار
وعمر خمسا وثمانين سنة. وأعقب وأنجب، فمن ولده أبو هاشم المجتبى بن حمزة
ابن زيد بن مهدي بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن علي الدينوري المذكور، كان
نسابة بالري وأخوه أبو شجاع مهدي بن حمزة بن زيد له عقب.
ومنهم الشريف النسابة أبو حرب محمد بن المحسن بن الحسن بن علي حدوثة
ابن محمد الأصغر بن حمزة ملحن التفليسي بن علي الدينوري المذكور، يلقب
شيخ الشرف، كان ببغداد وسافر إلى بلاد العجم وجمع جرائد لعدة بلاد، ومات
بعرنة سنة نيف وثمانين وأربعمائة، ولعلى الدينوري إخوة، منهم إبراهيم ومحمد
ابنا الحسن بن الحسين بن الأفطس أعقبا.
345

وأما الحسن المكفوف بن الأفطس وكان ضريرا ولذا سمى المكفوف وأمه
عميرية خطابية، غلب على مكة أيام أبى السرايا، وأخرجه ورقاء بن زيد من مكة
إلى الكوفة، فأعقب من أربعة رجال، وهم على قتل باليمن، وحمزة الملقب
سمان (1) والقاسم الملقب شعر أبط. وعبد الله المفقود بالمدينة.
أما على قتيل اليمن ابن الحسن المكفوف فأعقب من ابنه الحسين تزنح له
عقب، منهم أحمد البروجردي، وأبو الحسين موسى، وأبو الحسن على بنو
الحسين المذكور لهم عقب، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين تزنح له عقب
ومنهم أبو العباس أحمد المخلع بن الحسين تزنح له عقب، ومنهم علي بن الحسين
تزنح له عقب، ومنهم زيد الكلسوح بن محمد بن محمد بن علي المذكور كان مغفلا حلوا.
وأما حمزة سمان بن الحسن المكفوف، ويقال لعقبه بنو سمان فمن ولده
المعروف بالكلدولي بن حمزة، قيل هو الذي يلقب سمانا بن محمد بن حمزة بن
الحسن المكفوف له عقب بالأهواز.
وأما القاسم الملقب شعر أبط بن الحسن المكفوف فمن ولده بنو ربرخ (2)
وهو الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن ين عقرانة بن محمد بن القاسم
شعر أبط، له بقية بسوراء وببارى والحلة والكوفة.
وأما عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف وفيه البيت ولم يأت لبنى الأفطس
بيت مثلهم، ويقال لهم بنو زبارة (3) لان عقبه يرجع إلى أبى جعفر أحمد زبارة

(1) ضبطه ابن مساعد في نسخته من الكتاب التي كتبها بخطه - بضم
السين المهملة وتشديد الميم ثم الألف والنون.
(2) ربرخ، بالراءين المهملتين بينهما الباء الموحدة وفى آخرها خاء
معجمة كذا في نسخة ابن مساعد المخطوطة، وفى بعض المخطوطات (زبرج)
بالزاء المعجمة ثم الباء الموحدة بعدها الراء المهملة ثم الجيم.
(3) زبارة بالباء الموحدة بعد الزاء المعجمة كذا في نسخة ابن مساعد
وفى بعض النسخ المخطوطة (زيارة) بالياء المثناة التحتانية والصحيح
الأول. م ص
346

ابن محمد الأكبر بن عبد الله المفقود المذكور، وإنما لقب أبو جعفر أحمد زبارة
لأنه كان بالمدينة إذا غضب قيل قد زبر الأسد، وكان لأبي جعفر زبارة أربعة
ذكور كل منهم رئيس متقدم، والعقب منهم لأبي الحسين محمد الزاهد العالم، ادعى
الخلافة بنيسابور واجتمع الناس عليه أربعة أشهر وخطبوا على المنابر باسمه في
نواحي نيسابور، وقيل أنه بايع له عشرة آلاف رجل بنيسابور فلما قرب وقت
خروجه علم بذلك أخوه أبو علي فقيده ثم رفعه إلى خليفة حمويه بن علي صاحب
جيش نصر بن أحمد الساماني فحمل مقيدا إلى بخارا وحبس بها مقدار سنة أو أكثر
ثم أطلق عنه وكتب له مائتي درهم مشاهرة، فرجع إلى نيسابور ومات تسع
وثلاثين وثلاثمائة.
وأعقب من رجلين وهما أبو محمد يحيى نقيب النقباء بنيسابور، وكان يلقب
شيخ العترة، وأبو منصور ظفر المعروف بالغازي أمهما طاهرة بنت الأمير على
ابن الأمير طاهر ابن الأمير عبيد الله بن طاهر بن الحسين، وأعقب أبو منصور
ظفر بن أبي الحسين محمد النقيب من أبى الحسين محمد الملقب بلا سبوش له ذيل
طويل، وأعقب أبو محمد (1) يحيى بن أبي الحسين محمد النقيب من أبى الحسين
محمد وحده، ومنه في أربعة رجال، وهم الاجل العالم أبو القاسم على، وأبو
الفضل أحمد، والحسين جوهرك، وأبو علي محمد وأمهم أجمع عائشة بنت أبي
الفضل البديع الهمداني الشاعر، ولكل منهم جلالة ورياسة..
فمن ولد على العالم بن أبي الحسين محمد، زين الدين فخر الشرف
أبو علي أحمد الخداشاهي بن أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي سهل علي بن علي

(1) كانت وفاة أبى محمد يحيى سنة ست وسبعين وثلاثمائة، أرخها
السمعاني في (الأنساب). (عن هامش الأصل)
347

العالم المذكور، كان يسكن خداشاه من جوين وله عقب سادة أجلاء، منهم
السيدان الأميران الجليلان عز الدين طالب، وعماد الدين ناصر ابنا ركن الدين
أبى طالب محمد بن محمد بن تاج الدين عربشاه بن محمد بن زيد الجويني بن المظفر
ابن أبي على أحمد الخداشاهي المذكور، ويعرف كل منها بالدلقندي كان لهما
جلالة وإمارة، وتقدم عند السلطان خدابنده بن أرغون تقدما عظيما وترى
الأمير طالب قتل الرشيد الوزير أخذا لثار النقيب تاج الدين الآوي الأفطسي
وفتح الأمير ناصر قلعة إربل بعد حصار طويل وحكم بها، ولهما عقب.
فمن ولد الأمير طالب، الأمير على لم يكن له غيره أعقب وكان حاكما
بقلعة إربل إلى أن توفى، ومن ولد الأمير ناصر، الأمير يحيى السيد الزاهد
العابد الجليل القدر تولى حكومة قلعة إربل بعد ابن عمه الأمير على، وله عقب كثرهم
الله تعالى، ومن ولد أبى الفضل أحمد بن أبي الحسين محمد عزيز بن يحيى بن أحمد
المذكور، ومن ولد الحسين جوهرك بن أبي الحسين محمد، عبد الله، ومحمد ابنا
الحسين المذكور، ومن ولد أبى على محمد بن أبي الحسين محمد، على، والحسين ابنا
محمد بن أبي جعفر بن محمد المذكور.
وأما عبد الله الشهيد ابن الأفطس وشهد فخا متقلدا سيفين وأبلى بلاء
حسنا، فيقال أن الحسين صاحب فخ أوصى إليه وقال: إن أصبت فالامر بعدى
إليك. وأخذه الرشيد وحبسة عند جعفر بن يحيى فضاق صدره من الحبس
فكتب إلى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك وأمر
بأن يوسع عليه، وكان قد قال يوما بحضور جعفر بن يحيى: (اللهم اكفنيه على
يدي ولى من أوليائي وأوليائك). فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله وحز رأسه
وأهداه إلى الرشيد في جملة هدايا النيروز، فلما رفعت المكبة عنه استعظم الرشيد
ذلك فقال جعفر: ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوك وعدو آبائك
إليك. فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال لمسرور الكبير: بما يستحل
348

أمير المؤمنين دمى؟ قال: بقتل ابن عمه عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بغير
إذنه. قال العمرى: وقبره ببغداد بسوق الطعام عليه مشهد.
وكان عقبه بالمدائن جماعة كثيرة فأعقب من رجلين العباس ومحمد الأمير
الجليل الشهيد، سقاه المعتصم السم فمات، أما العباس بن عبد الله الشهيد فعقبه
قليل منهم الأبيض الشاعر وهو أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن العباس المذكور
وقال الشيخ أبو الحسن العمرى: الأبيض هو عبد الله بن العباس، فأما أبو نصر
البخاري فقال: إنه الحسين بن عبد الله بن العباس. وقال: مات بالري سنة تسع
عشرة وثلاثمائة وقبره ظاهر يزار انقرض عقبه وبقى نسل محمد بن عبد الله
هذا كلامه، وقال الشيخ أبو الحسن العمرى: عبد الله بن الحسين بن عبد الله.
الأبيض بن العباس بن عبد الله بن الأفطس، كان شاعرا مجيدا، وكان أبو القاسم
- أظنه يعنى الحسين بن عبد الله - لسنا مقدما، وكان الأبيض عبد الله بن العباس
بليدا. قال: وجدت في المبسوط أن يحيى بن عمر حين ظهر أمره أن يصلى
بالناس فلم يخرج حتى أعلمه المؤذنون ووفد عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن
العباس على سيف الدولة أبى الحسن علي بن حمدان فبلغه أن بعض الناس قال
لسيف الدولة إنه رجل شريف فأعطه لشرفه وقديمه ونسبه. فقال وأنشدها
سيف الدولة:
قد قال قوم أعطه لقديمه * كذبوا ولكن أعطني لتقدمي
حاشا لمجدي أن يكون ذريعة * فباع بالدينار أو بالدرهم
فانا ابن فهمي لا ابن مجدي أحتذي * بالشعر لا برفات تلك الأعظم
وأما الأمير محمد بن عبد الله الشهيد فأعقب من أبى الحسن على يلقب
طلحة. وجمهور عقبه ينتهى إلى أبى الحسن علي بن الحسين المديني بن زبد بن طلحة
أعقب أبو الحسن هذا، من ثلاثة رجال، وهم أبو القاسم على، وأبو عبد الله
محمد الشيخ الرئيس بالمدائن، وأبو محمد الحسن شيخ أهله، فمن ولد أبى القاسم
349

علي بن أبي الحسن علي بن الحسين المديني، بنو الفاخر، وهم ولد أبى طالب محمد
الفاخر بن أبي تراب الحسن بن أبي طاهر محمد بن أبي القاسم على المذكور، ومنهم
بنو المحترق، وهو الحسين بن أبي القاسم على المذكور، ومنه بنو الأعسر وهو
محمد بن الأكمل بن محمد بن الزكي بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين المحترق
المذكور، كان منهم ببغداد السيد صفى الدين على، وأخوه رضى الدين محمد ابنا
الحسن بن محمد بن الأعسر (1) المذكور.
ومن ولد أبى عبد الله محمد الشيخ الرئيس بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني
أبو منصور محمد الإسكندر بن محمد نقيب المدائن بن محمد الرئيس المذكور، له
عقب بالمدائن، وأما أبو محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني
وكان خليفة أبى عبد الله بن الداعي على النقابة وكان له أحد وعشرون ولدا كل
منهم اسمه على لا يفرق بينهم إلا بالكنى، أعقب منهم ثمانية منهم أبو تراب
على، من ولده بنو أبى نصر ولد عز الشرف أبى نصر بن أبي تراب المذكور
ومنهم بنو الصلايا، وهم ولد أبى طالب يحيى الملقب بصلايا بن يحيى بن يحيى بن علي
عز الشرف أبى نصر المذكور، ومنهم السيد العالم الجليل الجواد الفاضل
موفق الدين أبو نصر يحيى بن أبي طالب يحيى صلايا المذكور له عقب.
ومن بنى أبى محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني، بنو
المدائني كانوا بالوقف وبقيتهم الآن بالحلة وسوراء وسافر منهم حافظ الدين
أحمد بن جلال الدين عبد الله بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين المدائني
إلى الهند فغرق في البحر وله أولاد بمدينة تانا من بلاد الهند من أم ولد.
ومن بنى أبى طالب المجل على القصير بن أبي محمد الحسن خليفة ابن
الداعي، شرف الدين الأشرف النحوي، وانتقل من المدائن إلى بغداد ثم منها

(1) الأعسر بالعين والسين المهملتين ثم الراء المهملة، كذا في نسخة
ابن مساعد وفى بعض المخطوطات بالزاء المعجمة بعد العين المهملة. م ص
350

إلى الغري وأقام به، وكان يحفظ القرآن ولديه فضل وهو الأشرف بن محمد بن
جعفر بن هبة الله بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن أبي طالب على
المجل المذكور، وابنه أبو المظفر محمد الشاعر النسابة، كان حسنا وقفت له على
مشجرة ألفها لنقيب النقباء قطب الدين محمد الشيرازي الرسي المعروف بأبي
زرعه فوجدت فيها أغلاطا فاحشة وخطأ منكرا لا يغلط بمثله عالم.
وذلك مثل أنه نقل عن كتاب (المجدي) لأبي الحسن علي بن محمد
العمرى: أن عيسى الأزرق الرومي العريضي أولد اثنى عشر ولدا ذكورا لم
يعقبوا. ثم جزم على أن النقيب عيسى الأزرق بن محمد بن العريضي منقرض
لا عقب له. ولا شك أن الذي نقله عن (المجدي) صحيح ولكن العمرى ذكر
هناك في عقب هذا الكلام بعد أن ذكر الاثني عشر الغير المعقبين وعددهم وعد
بعدهم الجماعة الذين أعقبوا من بنى عيسى النقيب، وليت شعري كيف لم يطالع
الكلام إلى آخره ويسلم من الطعن في قبيلة كثيرة من العلويين بمجرد الخطا؟
والعجب أنه يزعم أنه قرأ (المجدي) على النقيب الطاهر رضى الدين علي بن علي
ابن الطاوس الحسنى، وكيف يشذ عنه ما هو مسطور في كتاب قرأه؟ بل كيف
يتجرأ مسلم على مثل هذا وينفى قبيلة عظيمة من آل أبي طالب؟.
ومثل أنه زعم أن السيد نظام الدين عبد الحميد بن السيد مجد الدين أبى
الفوارس محمد بن الأعرج الحسيني العبيدلي مات دارجا. وقد كان معاصرا له
فأوقع المعتمد على كلامه في غرور ولا شك في أن السيد نظام الدين أعقب من
ابنه شرف الدين عبد الرحمان، رأيته رحمه الله وسافرت سنة ست وسبعين
وسبعمائة وهو حي، وأولد ثلاثة ذكور السيد الزاهد عبد الحميد له ولد، ومجد الدين
محمد له أيضا ولد، وضياء الدين عبد الله موجود الآن.
ومثل أنه ذكر: إن (في صح) إشارة إلى الانقطاع الكلى فإذا قالوا عقب
فلان (في صح) كان ذلك إشارة إلى أنهم لا يتصلون به. وهذا سهو قبيح قد
351

صرح الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا وغيره من النسابين أن (في صح)
عبارة عن احتمال الصحة، فإذا قالوا فلان (في صح) فمعناه يمكن أن يكون كذلك
فان أقام البينة على ما يدعيه كان صحيحا، وكلام العمرى في كتابه (المجدي) صريح
فيما ذكرناه فإنه يذكر (في صح) لامكان الثبوت في مواضع كثيرة ولا يحتمل
غير ذلك، إلى أمثال ذلك مما يطول بذكره الكتاب، ويجب أن لا يلتفت إليه، فأما
التصحيف والتحريف وتغيير الاصطلاح والتغيير عنده بمعنى لا يصح ووصول
الخطوط على غير الصواب فلا يكاد يحصى كثرة، وفى الجملة فانى وجدت كلامه كلام
من لا يحسن في هذا الفن شيئا على فضل كان فيه، وإنما أردت بهذا التنبيه لمن عساه
أن يطالع كتابه فلا يحسن فيه الظن ولا يلتفت إلى ما اختص به وخالف فيه
غيره فإنه بمعرض الخطأ والسهو والله سبحانه هو العاصم.
الفصل الثالث
في ذكره عقب أبى القاسم محمد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "
وهو المشهور بابن الحنفية (1) وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله
ابن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنفية بن لجيم، وهي من سبى أهل
الردة وبها يعرف ابنها ونسب إليها، كذا رواه شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي
جعفر العبيدلي عن أبي نصر البخاري، وحكى ابن الكلبي عن خراش بن إسماعيل

(1) كان محمد ابن الحنفية أحد رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة
والشجاعة، وهو أفضل ولد علي بن أبي طالب " ع " بعد الحسن والحسين عليهما
السلام، وكانت وفاته سنة إحدى وثمانين من الهجرة وله ستون سنة وقيل سبع
وستون سنة. (عن هامش الأصل)
352

أن خولة سباها قوم من العرب في خلافة أبى بكر فاشتراها أسامة بن زيد بن
حارثة وباعها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " فلما عرف أمير المؤمنين
صورة حالها أعتقها وتزوجها ومهرها. وقال ابن الكلبي: من قال إن خولة من
سبى اليمامة فقد أبطل. وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن ابن اليقظان انها
خولة بنت قيس بن جعفر بن قيس بن مسلمة، وأمها بنت عمرو بن أرقم الحنفي
وقال أبو نصر البخاري أيضا: روى عن أسماء بنت عميس أنها قالت رأيت الحنفية
سوداء حسنة الشعر اشتراها أمير المؤمنين على " ع " بذى المجاز - سوق من
أسواق العرب - أو ان مقدمة من اليمن فوهبها فاطمة الزهراء " ع " وباعتها
فاطمة من مكمل الغفاري فولدت له عونة بنت مكمل وهي أخت محمد لامه. هذا
كلامه والأشهر هو الأول المروى عن شيخ الشرف.
فولد أبو القاسم محمد بن الحنفية أربعة وعشرين ولدا منهم أربعة عشر
ذكرا قال الشيخ تاج الدين محمد بن معية: بنو محمد ابن الحنفية قليلون جدا ليس
بالعراق ولا بالحجاز منهم أحد وبقيتهم ان كانت فبمصر وبلاد العجم، وبالكوفة
منهم بيت واحد. هذا كلامه، فالعقب المتصل الآن من محمد من رجلين على
وجعفر قتيل الحرة، فأما ابنه أبو هاشم (1) عبد الله الأكبر إمام الكيسانية
وعنه انتقلت البيعة إلى بنى العباس فمنقرض.
أما جعفر بن محمد ابن الحنفية وقتل يوم الحرة حين أرسل يزيد بن معاوية
مسرف (2) بن عقبة المرى لقتل أهل المدينة المشرفة ونهبهم وفي ولده العدد
فعقبه من عبد الله وحده، وجمهور عقبه ينتهى إلى عبد الله رأس المذرى بن

(1) كان أبو هاشم هذا ثقة جليلا من علماء التابعين روى عنه الزهري
وأثنى عليه وعمر بن دينار وغيرهما، مات سنة ثمان أو تسع وتسعين.
(2) هو مسلم بن عقبة المرى واشتهر بمسرف، كما ذكره ابن حجر في
(الإصابة) في ترجمة مسلم بن عقبة المرى. (عن هامش الأصل)
353

جعفر الثاني ابن عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية، فأعقب عبد الله رأس
المذرى من تسعة رجال، وقد روى عبد الله الحديث، وأمه مخزومية، فمن ولده
علي بن رأس المذرى، ينتهى عقبه إلى محمد العويد بن علي المذكور، من ولده
الشريف النقيب الاخباري أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد، من
ولده أبو محمد الحسن بن أبي الحسن أحمد المذكور وهو السيد الجليل النقيب
المحمدي كان يخلف السيد المرتضى على النقابة ببغداد، له عقب يعرفون ببنى النقيب
المحمدي كانوا أهل جلالة وعلم ورواية ونسب ثم انقرضوا، ومنهم جعفر
الثالث ابن رأس المذرى أعقب من زيد، وعلى، وموسى، وعبد الله، بنى جعفر
الثالث، وقيل أعقب من إبراهيم أيضا.
قال أبو نصر البخاري: المنتسبون إلى إبراهيم بن جعفر الثالث بشيراز
والأهواز لا يصح نسبهم. فمن بنى زيد بن جعفر الثالث، بنو الصياد كانوا
بالكوفة هم ولد محمد الصياد ابن عبد الله بن أحمد الداعي ابن حمزة بن الحسين صوفة
ابن زيد الطويل ابن جعفر الثالث، ومنهم بنو الأيسر بالكوفة وهو ولد أبى
القاسم حسين الأغر بن حمزة بن الحسين صوفة المذكور، لهم بقية إلى الآن، ومن
بنى علي بن جعفر الثالث، أبو علي المحمدي الطويل بالبصرة صديق العمرى
وهو الحسن بن الحسين بن العباس بن علي بن جعفر الثالث، مات عن عدة من
الولد، ومن بنى موسى بن جعفر الثالث، أبو القاسم عرقالة، وزيد الشعراني
ابنا موسى بن جعفر الثالث، ومن بنى عبد الله بن جعفر الثالث، محمد بن علي بن
عبد الله المذكور قال أبو نصر البخاري: المحمدي بقزوين الرؤساء وبقم العلماء
وبالري السادة من أولاد محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الثالث.
ومن بنى عبد الله رأس المذرى إبراهيم بن رأس المذرى أعقب من أبى
على محمد النسابة له مبسوط في النسب، ومن عبد الله، فمن ولد أبى على محمد النسابة
أبو فوارس مفضل بن الحسن بن محمد بن أحمد هليلجة بن أبي على محمد المذكور
354

قال العمرى: له بقية بالشام والموصل يعملون في دار الضرب. ومنهم أبو الحسن
على الحراني بن طاهر بن علي بن أبي على محمد النسابة، قال العمرى: له بقية إلى
يومنا هذا. ومنهم الشريف الدين صديق العمرى أبو القاسم المحسن بن محمد بن
إبراهيم بن علي بن أبي على محمد النسابة، قال العمرى: وهم بحلب ولهم إخوة
وأولاد. ومن بنى عبد الله رأس المذرى عيسى بن عبد الله، من ولده الحسن بن علي
بن عيسى المذكور، يكنى أبا على ويعرف بابن أبى الشوارب، كان أحد
الطالبيين بمصر، وله أربعة ذكور.
ومن بنى عبد الله رأس المذرى إسحاق بن عبد الله، من ولده جعفر بن
إسحاق المذكور، قتله الملك عبد الله بن عبد الحميد بن جعفر الملك الملتاني العمرى
صبرا لما أفسد عسكره، ومنهم عبد الله بن إسحاق المذكور، ويقال له ابن ظنك
وهو اسم امرأة من الأنصار، كان يشبه النبي صلى الله عليه وآله له ولد، ومنهم أبو عبد الله
الحسين بن إسحاق الصابوني بن الحسن بن إسحاق المذكور، غرق في نيل مصر
وله ولد، قال أبو نصر البخاري: الثلاثة الذين انتهى إليهم نسب المحمدية الصحيح
زيد الطويل بن جعفر الثالث، وإسحاق بن عبد الله رأس المذرى، ومحمد بن علي
ابن عبد الله رأس المذرى. ومن بنى محمد بن علي بن إسحاق بن رأس المذرى
عقيل بن الحسين بن محمد المذكور له عقب بنواحي أصفهان وفارس، ومن بنى
رأس المذرى، القاسم بن عبد الله رأس المذرى الفاضل المحدث، ومن ولده
الشريف أبو محمد عبد الله بن القاسم، أولد أولادا وأنجبوا وتقدموا، منهم
الشريف الفاضل أبو علي أحمد كان بمصر وأبو الحسن على يلقب برغوثة، مات
بسطويق سنة ثلاثين وثلاثمائة وخلف ذيلا.
وأما علي بن محمد بن الحنفية وهو الأكبر فمن ولده أبو محمد الحسن
ابن علي المذكور، كان عالما فاضلا ادعته الكيسانية إماما وأوصى إلى ابنه على
فاتخذته الكيسانية إماما بعد أبيه، ومنهم أبو الحسن تراب محمد ابن المصري
355

الملقب ثلثا وخردية (خروبة خ ل) ابن عيسى بن علي بن محمد بن علي بن علي
المذكور قتل بمصر وله عقب منتشر يقال لهم بنو أبى تراب، هذا كله كلام الشيخ
أبى الحسن العمرى. وقال الشيخ أبو نصر البخاري: كل المحمدية من ولد جعفر
ابن محمد. وقال في موضع آخر: أعقب على وإبراهيم وعلى وعون أولاد محمد
ابن علي ثم انقرض نسلهم. ولا يصح أن يريد بعلى هذا الأصغر فإنه دارج
وهذا معقب منقرض والله سبحانه أعلم.
الفصل الرابع
في ذكر عقب العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "، ويكنى
أبا الفضل ويلقب السقا لأنه استقى الماء لأخيه الحسين " ع " يوم الطف وقتل
دون أن يبلغه إياه، قبره قريب من الشريعة حيث استشهد، وكان صاحب راية
الحسين " ع " أخيه في ذلك اليوم، روى الشيخ أبو نصر البخاري عن المفضل
ابن عمر أنه قال: قال الصادق جعفر بن محمد " ع ": كان عمنا العباس بن علي
نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى
شهيدا. ودم العباس في بنى حنيفة، وقتل وله أربع وثلاثون سنة، وأمه أم
اخوته عثمان وجعفر وعبد الله، أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة
ابن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية
ابن بكر بن هوازن، وأمها ليلى بنت السهيل بن مالك، وهو ابن أبي برة عامر
ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمهما عمرة بنت الطفيل بن عامر
وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب، وأمها فاطمة بنت
عبد شمس بن عبد مناف (1).

(1) وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن
ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة. (عن أبصار العين)
356

وقد روى أن أمير المؤمنين عليا " ع " قال لأخيه عقيل - وكان نسابة عالما
بأنساب العرب وأخبارهم -: أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب
لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في
العرب أشجع من آبائها. فتزوجها، ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن
الكلابي للعباس واخوته: أين بنو أختي؟ فلم يجيبوه. فقال الحسين لاخوته،
أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما تريد؟ قال: اخرجوا
إلى فإنكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبوه وقالوا له: قبحت وقبح
ما جثت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك؟. وقتل هو وإخوته الثلاثة
في ذلك اليوم، وما أحقهم بقول القائل:
قوم إذا نودوا لدفع ملمة * والخيل بين مدعس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا * يتهافتون على ذهاب الأنفس
واختلف في العباس وأخيه عمر أيهما أكبر، وكان ابن شهاب العكبري
وأبو الحسن الأشناني وابن خداع يروون أن عمر أكبر، وشيخ الشرف العبيدلي
والبغداديون وأبو الغنائم العمرى يروون أن عمر أصغر من العباس ويقدمون
ولد العباس على ولده، وعقب العباس قليل أعقب من ابنه عبيد الله، وعقبه
ينتهى إلى ابنه الحسن، فأعقب الحسن بن عبيد الله من خمسة رجال، وهم عبيد الله
قاضى الحرمين كان أميرا بمكة والمدينة قاضيا عليهما، والعباس الخطيب الفصيح
وحمزة الأكبر، وإبراهيم جردقة، والفضل.
أما الفضل بن الحسن بن عبيد الله، وكان لسنا فصيحا شديد الدين عظيم
الشجاعة فأعقب من ثلاثة، جعفر، والعباس الأكبر، ومحمد، فمن ولد محمد بن
الفضل بن الحسن، أبو العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر. له ولد، ومنهم
يحيى بن عبد الله بن الفضل المذكور. وولد العباس بن الفضل بن الحسن عبد الله،
وعبيد الله، ومحمدا، وفضلا، لكل واحد منهم ولد، وولد جعفر بن الفضل
357

ابن الحسن، فضلا لم أجد غيره.
وأما إبراهيم جردقة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس وكان من الفقهاء
الأدباء الزهاد فأعقب من ثلاثة رجال الحسن، ومحمد، وعلى، أما الحسن بن جردقة
فأعقب من محمد بن الحسن، من ولده أبو القاسم حمزة بن الحسين بن محمد المذكور
كان ببرذعة. وأما محمد بن جردقة فأعقب من أحمد وحده، وله ثلاثة محمد والحسن
والحسين أعقبوا بمصر، وأما علي بن جردقة وكان أحد أجواد بني هاشم ذا جاه
ولين مات سنة أربع وستين ومائتين فولد تسعة عشر ولدا منهم يحيى بن علي بن
جردقة أعقب من ولده ببغداد أبو الحسن علي بن يحيى المذكور خليفة أبى عبد الله
ابن الداعي على النقابة له ولد، ومنهم العباس بن علي بن جردقة، انتقل إلى مصر
وله ولد، ومنهم إبراهيم الأكبر بن علي بن جردقة له ولد، ومنهم الحسن بن علي
ابن جردقة. له ولد، ومنهم علي بن عباس بن الحسن المذكور.
وأما حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس، ويكنى أبا القاسم، وكان يشبه
بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " أخرج توقيع المأمون بخطه (يعطى حمزة
ابن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " مائة ألف درهم) من
ولده علي بن حمزة. أعقب، فمن ولده أبو عبيد الله محمد (1) بن علي المذكور
نزل البصرة وروى الحديث عن علي الرضا بن موسى الكاظم " ع " وغيره بها
وبغيرها، وكان متوجها عالما شاعرا، مات عن ستة ذكور أولد بعضهم.
ومن بنى حمزة بن الحسن بن عبيد الله، أبو محمد القاسم بن حمزة، كان
باليمن عظيم القدر وكان له جمال مفرط ويكنى أبا محمد ويقال له الصوفي، فمن
ولده الحسين بن علي بن الحسين بن القاسم المذكور وقع إلى سمرقند، ومنهم الحسن
ابن القاسم بن حمزة من ولده القاضي بطبرستان أبو الحسن علي بن الحسين بن

(1) كانت وفاة محمد بن علي بن حمزة المذكور في سنة ست وثمانين
ومائتين.
(عن هامش الأصل)
358

الحسن المذكور له ولد، ومنهم العباس، وعلى، ومحمد، والقاسم، وأحمد بنو
القاسم بن حمزة، لهم عقب.
وأما العباس الخطيب الفصيح بن الحسن بن عبيد الله بن العباس، وكان
بليغا فصيحا شاعرا قال أبو نصر البخاري: ما رأى هاشمي أعضب لسانا منه
وكان مكينا عند الرشيد. فأعقب من أربعه رجال، وهم أحمد، وعبيد الله
وعلى، وعبد الله، كذا قال الشيخ العمرى. وقال أبو نصر البخاري: العقب منهم
لعبد الله بن العباس لاغير والباقون من أولاده انقرضوا أو درجوا. وكان عبد الله
ابن العباس شاعرا فصيحا خطيبا له تقدم عند المأمون، وقال المأمون لما سمع
بموته: استوى الناس بعدك يا بن عباس. ومشى في جنازته، وكان يسميه الشيخ
ابن الشيخ. فمن ولد عبد الله بن العباس، عبد الله الشاعر ابن العباس بن عبد الله
المذكور، أمه أفطسية ويقال لولده ابن الأفطسية ومن شعره:
وانى لأستحيي أخي أن أبره * قريبا وأن أجفوه وهو بعيد
على لإخواني رقيب من الهوى * تبيد الليالي وهو ليس يبيد
أعقب عبد الله ابن الأفطسية، من ولده على أبى الحسن، وأعقب أبو
الحسن على من ولديه أبى محمد الحسن، وأبى عبد الله أحمد، ولكن عقب أحمد
(في صح).
ومنهم حمزة بن عبد الله بن العباس أولد بطبرية، فمن ولده بنو الشهيد
وهو أبو الطيب محمد بن حمزة المذكور، كان من أكمل الناس مروة وسماحة
وصلة رحم وكثرة معروف مع فضل كثير وجاه واسع، واتخذ بمدينة الأردن
وهي طبرية ضياعا وجمع أموالا فحسده طغج بن جف الفرغاني فدس إليه جندا
قتلوه في بستان له بطبرية في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين، ورثته الشعراء (1)

(1) فمن ذلك القصيدة الميمية التي أولها:
أي رزء جنى على الاسلام أي خطب من الخطوب الجسام (المجدي)
359

وكان عقبه بطبرية يقال لهم بنو الشهيد، وأخو الشهيد الحسين بن حمزة له عقب
أيضا منهم المرجعي وهو ابن منصور بن أبي الحسن طليعات بن الحسن الديبق
ابن أحمد العجان بن الحسين بن علي بن عبيد الله بن الحسين المذكور، له عقب
بالحائر يعرفون ببنى العجان.
وأما عبيد الله الأمير قاضى قضاة الحرمين ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس
فمن ولده علي بن عبيد الله المذكور، ومن ولده بنو هارون كانوا بدمياط، وهم ولد
هارون بن داود بن الحسين بن علي المذكور، وأخو داود الأكبر محمد الوارد بفسا
ابن الحسين بن علي المذكور، يلقب هدهد ويقال لولده بنو الهدهد. وعمه المحسن
ابن الحسين بوقع إلى اليمن وله ذيل طويل وعقب كثير، ومنهم الحسن بن عبيد الله
الأمير القاضي المذكور، ومن ولده عبد الله بن الحسن المذكور له عدد كثير
أعقب من أحد عشر رجلا، منهم محمد اللحياني، والقاسم، وموسى. وطاهر
وإسماعيل، ويحيى، وجعفر، وعبيد الله بنو عبد الله المذكور، لهم أعقاب.
أعقب محمد اللحياني من جماعة منهم هارون، وإبراهيم، وعبيد الله، وحمزة
وداود الخطيب وسليمان، وطاهر، والقاسم صاحب أبى محمد الحسن العسكري " ع "
وكان القاسم بن عبد الله ذا خطر بالمدينة وسعى بالصلح بين بنى على وبنى جعفر
وكان أحد أصحاب الرأي واللسن، قال الشيخ العمرى: كان له ذيل. وموسى
ابن عبد الله بن الحسن وهو الملاح الأطروش الكوفي الشجاع، فقال الشيخ العمرى:
له عقب وبقية. وطاهر بن عبد الله بن الحسن كان بالقمة من أرض اليمن وجدت
له حمزة، وجعفرا، وأبا الطيب، وإبراهيم، والحسين، وداود، وعبد الله
ومحمدا. وإسماعيل بن عبد الله بن الحسن، من ولده الحسن بن إسماعيل، كان
بشيراز وأعقب بها وبطبرستان، كان منهم بآمل الحسن بن محمد بن الحسن المذكور
وابنه الحسين، ومنهم الحسين بن علي بن إسماعيل كان عقبه بشيراز وأرجان
واخوه الحسن بن علي أعقب أيضا وكانوا بجرجان، ويحيى بن عبد الله بن الحسن
360

عقبه بالمغرب، وجعفر بن عبد الله بن الحسن. له ذيل لم يطل، وعبيد الله بن
عبد الله بن الحسن، وجدت له جعفرا ويحيى - آخر ولد العباس بن علي بن أبي طالب
عليه السلام -.
الفصل الخامس
في ذكر عقب عمر الأطرف بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع "
ويكنى أبا القاسم، قاله الموضح النسابة، وقال ابن خداع: يكنى أبا حفص. وولد
توأما لأخته رقية، وكان آخر من ولد من بنى على المذكور، وأمه الصهباء
الثعلبية وهي أم حبيب بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة من سبى
اليمامة، وقيل من سبى خالد بن الوليد من عين التمر اشتراها أمير المؤمنين على " ع "
وكان ذا لسن وفصاحة وجود وعفة.
حكى العمرى قال: اجتاز عمر بن علي بن أبي طالب " ع " في سفر كان
له في بيوت من بنى عدى فنزل عليهم، وكانت سنة قحط فجاءه شيوخ الحي
فحادثوه وأعترض رجل مارا له شارة فقال: من هذا؟ فقالوا: سالم بن رقية (1)
وله انحراف عن بني هاشم. فاستدعاه وسأله عن أخيه سليمان بن رقية وكان
سليمان من الشيعة، فخبره أنه غائب فلم يزل عمر يلطف له في القول ويشرح له في
الأدلة حتى رجع عن انحرافه عن بي هاشم، وفرق عمر أكثر زاده ونفقته
وكسوته عليهم فلم يرحل عنهم بعد يوم وليلة حتى غيثوا وأخصبوا، فقال: هذا
أبرك الناس حلا ومرتحلا. وكانت هداياه تصل إلى سالم بن رقية فلما مات عمر
قال سالم يرثيه:

(1) رقية بالراء المهملة ثم القاف والياء المثناة التحتانية، وفى (المجدي)
(قتة) بالقاف ثم التاء المثناة الفوقانية المشددة. م ص
361

صل الآله على قبر تضمن من * نسل الوصي على خير من سئلا
قد كنت أكرمهم كفا وأكثرهم * علما وأبركهم حلا ومرتحلا
وتخلف عمر عن أخيه الحسين " ع " ولم يسر معه إلى الكوفة، وكان قد
دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج، ويقال إنه لما بلغه قتل أخيه الحسين " ع " خرج
في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال: أنا الغلام الحازم ولو أخرج معهم
لذهبت في المعركة وقتلت. ولا يصح رواية من روى أن عمر حضر كربلاء
وكان أول من بايع عبد الله بن الزبير ثم بايع بعده الحجاج، وأراد الحجاج
إدخاله مع الحسن بن الحسن في توليته صدقات أمير المؤمنين " ع " فلم يتيسر له
ذلك، ومات عمر بينبع (1) وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل خمس وسبعين
وولده جماعة كثيرة متفرقون في عدة بلاد.
أعقب من رجل واحد وهو ابنه محمد فأعقب محمد من أربعة رجال
عبد الله، وعبيد الله، وعمر - وأمهم خديجة بنت زين العابدين علي بن الحسين " ع " -
وجعفر وأمه أم ولد، وقيل مخزومية، ولجعفر هذا حكاية تدل على أن أمه أم ولد
ويلقب الأبله لتلك الحكاية، وحكاها الشيخ العمرى عن ابنه عمر بن جعفر
وقيل إن الأبله محمد بن جعفر، ورواها المبرد في كتاب (الكامل) عن أبيه
جعفر قال: كنت عند سعيد بن المسيب فسألني عن نسبي فأخبرته وسألني عن
أمي فقلت فتاة وكأني نقصت في عينه، فأكثرت من الجلوس عنده حتى جاءه
يوما سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فلما نهض من عنده سألته: من هذا؟
فقال: أما تعرفه أمثل هذا من قومك يجهل؟ هذا سالم بن عبد الله. فقلت: فمن

(1) في زمن الوليد بن عبد الملك، كذا قال الحافظ ابن حجر في
(التقريب) وذهب بعض المؤرخين إلى أنه استشهد في محاربة مصعب بن الزبير
مع المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان مع مصعب هو وأخوه عبيد الله فاستشهدا
جميعا والله أعلم. (عن هامش الأصل)
362

أمه فقال: فتاة. ثم أتاه بعد ذلك القاسم بن محمد بن أبي بكر فقلت: من هذا؟
فقال سعيد: هذه أعجب من الأول، هذا القاسم بن محمد بن أبي بكر. قلت: فمن
أمه؟ قال: فتاة ثم جاءه بعد أيام علي بن الحسين " ع " فقلت له: من هذا؟ قال:
هذا الذي لا يسع مسلما أن يجهله، هذا علي بن الحسين. قلت: فمن أمه؟ قال:
فتاة. قلت: يا عم رأيتني نقصت من عينك أفما لي بهؤلاء من قومي أسوة؟ فقال
سعيد بن المسيب: إنه لابله يريد غاية الذكاء على العكس. ويقال لولد جعفر هذا
بنو الأبله، كان من ولده أبو المختار حسين (1) بن الكوان حمزة بن الحسن بن
عبد الله بن محمد بن جعفر المذكور، رآه الشيخ أبو الحسن العمرى، وهو القعدد
في وقته وبنته اليوم أحد القعدد إلى أمير المؤمنين " ع ".
قال الشيخ أبو نصر البخاري: أكثر العلماء على أن عقب جعفر بن محمد بن محمد
ابن عمر الأطرف انقرض، وببلخ منهم جماعة أدعياء وما بالحجاز منهم أحد
هذا كلامه، وأما عمر بن محمد بن عمر الأطرف فأعقب من رجلين أبى الحمد إسماعيل
وأبى الحسن إبراهيم، أما أبو الحمد إسماعيل فأعقب من ابنه محمد الملقب سلطين (2)
ويقال لولده بنو سلطين كان لهم بقية ببغداد إلى بعد الستمائة، وأما أبو الحسن
إبراهيم بن عمر فعقبه يرجع إلى محمد والحسن ابنا علي بن إبراهيم المذكور، فمن
بنى محمد ويعرف بابن بنت الصدري بنو الدمث، وهو أبو الحسن محمد بن علي
ابن محمد المذكور، ومن بنى الحسن بن علي، علي بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن
المذكور، قال الشيخ العمرى: وقع إلى بلخ وله بها عقب. وقال أبو نصر البخاري:
ولد عمر بن محمد بن عمر بن أبي طالب، إسماعيل وإبراهيم من أم ولد لا عقب لهما
ولا بقية إلا بالعراق وخراسان، وببلخ جماعة ينتسبون إلى إسماعيل بن عمر

(1) قال العمرى في (المجدي): تزوج الحسين أبو المختار إلى بيت الصوفي
وولد بنتا اسمها مهابة بالبصرة... وبنته اليوم أحد القعدد إلى علي " ع "
(2) في المجدي (سطلين) بتقديم الطاء المهملة على اللام.
363

ابن محمد لا يصح لهم نسب أصلا، والذين بالمغرب الأقصى من ولد إبراهيم بن
عمر بن محمد لا يصح لهم عندي نسب. هذا كلامه.
وأما عبيد الله (1) بن محمد بن عمر الأطرف وهو صاحب مقابر النذور
ببغداد وقبره مشهور بقبر عبيد الله، وكان قد دفن حيا فعقبه من على الطبيب (2)
ابن عبيد الله يقال لهم بنو الطبيب، أعقب على الطبيب من جماعة منهم إبراهيم
ابن الطبيب من ولده الشريف نقيب البطائح أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر
ابن إبراهيم المذكور، قال الشيخ العمرى: له بقية بسواد البصرة. ومنهم أحمد
ابن الطبيب من ولده أبو أحمد محمد بن أحمد المذكور، كان سيدا جليلا وكان
شيخ آل أبي طالب بمصر واليه يرجعون في الرأي والمشورة مات عن تسعة
أولاد أعقب بعضهم، ومنهم الحسن بن الطيب من ولده علي بن محمد بن أحمد
ابن الحسن المذكور، وله بمصر ستة ذكور أعقب بعضهم، ومنهم عبيد الله بن الطبيب
وفيه العدد، من ولده محمد بن عبيد الله بن الحسن المذكور (3) قال العمرى: له بقية
ببلخ ومنهم الحسين الحراني ابن عبيد الله المذكور له عدة أولاد، منهم أبو الحسن
على برغوث بن الحسين الحراني به يعرف ولده منهم أبو عبد الله أحمد بن علي بن

(1) قال العمرى في (المجدي): أمه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي
" ع " وكان جوادا حليما سديدا وهو صاحب مقابر النذور ببغداد تزوج عمة
أبى جعفر المنصور عمره سبع وخمسون سنة وتزوج زينب بنت الباقر " ع " م ص
(2) قال العمرى في (المجدي): سمى الطبيب لقوله:
خلطت الدواء ومزجته فلم أر شيئا كميل الصبر
(3) قال العمرى في (المجدي): ومن ولده أيضا الحسن بن عبيد الله بن
الطبيب كان سيدا بالري فقدم الشام فمات بدمشق وله ذيل. قال ابن خداع في
كتابه: اجتمعت مع الحسن بن عبيد الله بن الطبيب بمصر ودمشق وكان مولده
بها فكانت له صيانة ولسان وبيان ومات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة.
364

الحسين بن علي برغوث، ومنهم الشريف القاضي بحران أبو السرايا (1) علي بن
حمزة بن برغوث، قال الشيخ العمرى: له بقية بحران إلى يومنا هذا.
ومن بنى الحسين الحراني أبو إبراهيم المحسن بن الحسين الحراني أولد
أولادا منهم أبو محمد الحسن بن المحسن المذكور، يلقب الطبر كان يحفظ القرآن
ويتفقه ويلبس الصوف ثم خلعه ومال إلى السيف وأخذ حران هو وإخوته
وجرت لهم عجائب، ومنهم أبو الفوارس محمد بن المحسن المذكور، كان فاضلا
يكنى أبا الكتائب قال العمرى: وله بقية إلى يومنا هذا. ومنهم أبو الحسن على
ابن المحسن كان ستيرا مات بآمل، قال العمرى: له بقية إلى يومنا رأيت منهم
أبا فرس هبة الله بن علي المذكور. ومنهم أبو الهيجا بن المحسن المذكور، كان
شديد البدن والنفس عظيم الشجاعة قال العمرى: وله بقية إلى يومنا. قال: وما
رأى الناس جماعة يتوارثون الشجاعة عن علي بن أبي طالب " ع " مثل هذه
الجماعة يعنى العمريين الحرانيين.
وأما عبد الله بن محمد الأطرف وفى ولده البيت والعدد، فأعقب من أربعة
رجال أحمد، ومحمد، وعيسى المبارك، ويحيى الصالح، أما أحمد بن عبد الله فمن
ولده حمزة أبى على السماكي النسابة ابن احمد المذكور له عقب ومنهم عبد الرحمان
ابن احمد المذكور ظهر باليمن، ومن ولده جماعة متفرقون منهم طائفة باليمن في
موضع يقال له ظما، ذكر ذلك ابن خداع النسابة، وأما محمد بن عبد الله وفى ولده
العدد، فأعقب من خمسة رجال، القاسم، وصالح، وعلى والمشطب (2) وعمر
المنجوراني، وأبو عبد الله جعفر الملك الملتاني، أما القاسم بن محمد وكان
بطبرستان ويقال له ابن اللهبية ودعا إلى نفسه وملك الطالقان وكان يدعى

(1) كذا في الأصل وفى نسخة ابن مساعد (أبو الراية) م ص
(2) في (زهرة الرياض) لان شدقم أن المشطب مات في سنة ست
عشرة ومائتين بمصر. (عن هامش الأصل)
365

بالملك الجليل، فولد عدة أولاد، منهم يحيى وأحمد أعقب، وأما صالح بن محمد
فمن ولده يحيى بن القاسم بن صالح له عقب منتشر، وأما على المشطب بن محمد
ويقال له عدى أيضا وسمى المشطب لأنه انصب إلى أطرافه أذى فكويت، فولد
عدة أولاد منهم محمد بن علي المشطب ويلقب المشلل من ولده أبو الحسن
موسى بن جعفر بن المشلل المذكور يلقب السيد له عقب.
وأما عمر المنجوراني ابن محمد وينسب إلى قرية منجوران من سواد بلخ على
فرسخين منها، وهو أول من دخلها من العلويين فولد أربعة بنين منهم محمد
الأكبر بن عمر أعقب بالهند، ومنهم محمد الأصغر بن عمر أعقب أيضا، وأما
أحمد الأكبر بن عمر فأعقب من ستة رجال أبو طالب محمد، وحمزة، وأبو
الطيب محمد، وعبد الله، وأبو علي الحسن، وأبو الحسن على، وأما أحمد
الأصغر بن عمر فمضى دارجا.
وأما جعفر الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الأطرف وكان قد خاف
بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر رجلا من صلبه فما استقرت به الدار حتى دخل
الملتان فلما وصلها فزع إليه أهلها وكثير من أهل السواد وكان في جماعة قوى بهم
على البلد حتى ملكه وخوطب بالملك وملك أولاده هناك، وأولد ثلاثمائة
وأربعة وستين ولدا، قال ابن خداع: أعقب من ثمانية وعشرين ولدا، وقال
شيخ الشرف العبيدلي: أعقب من نيف وخمسين رجلا. وقال البيهقي: أعقب
من ثمانين رجلا. قال الشيخ أبو الحسن العمرى: بعد أن ذكر أن المعقبين من
ولد الملك الملتاني أربعة وأربعون رجلا: قال لي الشيخ أبو اليقظان عمار - وهو
يعرف طرفا كثيرا من أخبار الطالبيين وأسمائهم - إن عدتهم أكثر من هذا
ومنهم ملوك وأمراء وعلماء ونسابون وأكثرهم على رأى الإسماعيلية ولسانهم
هندي وهم يحفظون أنسابهم وقل من تعلق عليهم ممن ليس منهم. هذا كلامه. وقال
الشيخ أبو نصر البخاري: وبشيراز ولد جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن
366

محمد بن علي، وإسحاق بن جعفر بن محمد بن عبد الله، وبالسند من ولد جعفر
جماعة على ما يقال لا يمكنني أن أقول فيهم شيئا ولا يضبطون أنساب أنفسهم
ولا نحن أيضا نضبط ذلك لبعدهم عنا. هذا كلامه.
فمن بنى جعفر الملك إسحاق أبو يعقوب بن جعفر المذكور، كان أحد
العلماء الفضلاء من ولده أحمد بن إسحاق المذكور كان ذا جاه وجلالة بفارس له
بقية بشيراز منهم أبو الحسن علي بن أحمد المذكور، كان نسابة وقد انحدر إلى
بغداد فولاه عضد الدولة نقابة الطالبيين عند القبض على الشريف أبى أحمد
الموسوي، وكان أبو الحسن نقيب نقباء الطالبيين ببغداد أربع سنين، وسن
سننا حميدة وتفقد أهله، وخرج إلى الموصل فأنزله السلطان بها فأقام هناك ومات
بعد عوده من مصر في رسالة من معتمد الدولة أبى الممنع فوارس بن المقلد
وخلف عدة أولاد وله عقب، ولجعفر الملك أعقاب منتشرة في بلاد شتى.
وأما عيسى المبارك بن عبد الله وكان سيدا شريفا روى الحديث فمن ولده
أبو طاهر أحمد الفقيه النسابة المحدث، كان شيخ أهله علما وزهدا. له عقب منهم
أبو سليمان محمد الشيرازي ابن أحمد بن الحسين بن محمد بن عيسى بن أحمد المذكور
قال الشيخ العمرى: ورد بغداد وصحح نسب بنى ششديو، وله بقية.
وأما يحيى الصالح بن عبد الله ويكنى أبا الحسين، قتله الرشيد بعد أن حبسه
فأعقب من رجلين أبى على محمد الصوفي، وأبى على الحسن صاحب حبس المأمون
لهما أعقاب كثيرة، أما أبو علي الحسن بن يحيى فمن ولده أبو الحسين زيد يلقب
مراقد بن الحسن بن محمد بن الحسن المذكور، له بقية بالنيل يقال لهم بنو مراقد
منهم النقيب الشريف بالنيل أبو الحسن محمد بن الحسن بن زيد المذكور له عقب
منهم أبو الرضا هبة الله بن محمد بن الحسن بن محمد جمال الشرف بن أبي طالب بن أبي
الحسن محمد نقيب النيل المذكور، ومنهم الشيخ العالم الأديب الشاعر صفى الدين
محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضا المذكور، وابنه الشيخ عز الدين الحسن لم
367

يعقب، ومنهم بو الحريش وهو أبو الغنائم محمد بن أبي الحسن علي بن أبي
الغنائم محمد بن الحسن بن علي بن ميمون بن الحسن بن مراقد المذكور، لهم بقية بالنيل والحلة.
وأما محمد الصوفي بن يحيى فأعقب من خمسة رجال منهم على الضرير من
ولده محمد ملقطة (1) بن أحمد الكوفي بن علي الضرير المذكور له أعقاب
ومنهم أبو عبد الله الحسين بن أبي الطيب محمد بن ملقطة المتكلم، أثبت نسب
الخلفاء بمصر ولم يكتب خطه بما كتب به سواه من نفيهم، ومنهم الشيخ أبو الحسن
علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن محمد ملقطة، إلى انتهى علم النسب
في زمانه وصار قوله حجة من بعده سخر الله له هذا العلم، ولقى فيه شيوخا
أجلاء وصنف كتاب (المبسوط) و (المجدي) و (الشافي) و (المشجر)، وكان ساكن
البصرة ثم انتقل منها إلى الموصل سنة ثلاثة وعشرين وأربعمائة وتزوج هناك
وأولد (2) وكان أبوه أبو الغنائم نسابة أيضا، وروايتنا لكتبه عن النقيب تاج الدين
محمد بن معية الحسنى، وهو عن الشيخ السيد علم الدين المرتضى ابن السيد جلال
الدين عبد الحميد ابن السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، وهو عن أبيه عن
جده، السيد جلال الدين عبد الحميد بن التقى الحسيني، عن ابن كلثون العباسي
النسابة، عن جعفر بن هاشم بن أبي الحسن العمرى النسابة، عن جده النسابة، عن
جده السيد أبى الحسن علي بن محمد العمرى.
ومنهم الحسن بن محمد الصوفي من ولده يحيى الطحان بدرب الزرقاء بن أبي
القاسم الحسن نقيب المشهد ابن أبي الطيب يحيى بن الحسن بن محمد الصوفي
وله عقب بالكوفة يعرفون ببنى الصوفي إلى الآن، ومنهم أبو البركات مسلم يلقب
مأمونا بن الحسين بن علي بن حمزة بن الحسن بن محمد الصوفي، ويقال لعقبه

(1) إنما سمى ملقطة لأنه كان يلتقط الأحاديث (عن هامش الأصل)
(2) أولد أبا على محمدا وأبا طالب هاشما وصفية.
" المجدي "
368

بنو مأمون، منهم بنو الغضائري وهم ولد أحمد الغضائري ابن بركات بن مسلم بن مفضل بن
مسلم مأمون المذكور، ومنهم بيت حسن بيارى من بريسماء هم ولد حسن بن أبي منصور
محمد بن الحسن بن مسلم المذكور، كانوا أهل ثروة وكان بيارى من بريسما ملكهم
ولهم فيها أملاك وثروة وبادت ثروتهم وخرجت ولهم بقية. ومنهم بنو قفح
وهو علي بن الحسن بن أبي طالب محمد بن الحسن بن محمد الصوفي لهم بقية
ببريسما والكوفة. وانفصل منهم بنو المصورح وهو علي بن محمد بن علي قفح المذكور
ومنهم عبد الله بن محمد الصوفي من ولده بيت اللبن بالكوفة. كان منهم
الشريف الفاضل في النسب والطب والشجاعة والحجة شيخ العمرى
وشيخ والده أبى الغنائم، وهو أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن
عبد الله المذكور وهو المعروف بالموضح النسابة، ومنهم الحسين
ابن محمد الصوفي من ولده هاشم بن يحيى بن الحسين المذكور
قال العمرى: له ولإخوته محمد وعبد الله وسليمان بقية
بمصر والشام. وليكن هذا آخر ما أردنا إيراده في
هذا المختصر وقد جمع على فوائد لم تجمعها
المبسوطات وضوابط تفرقت في أثناء
المطولات والحمد لله وحده وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وصحبه نجز الكتاب
والحمد الله على تمامه وكماله.
369

.
370

رسالة
في بيانه اصطلاحات النسابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل شرف الأنساب واسطة عقد المكارم مجدا وفخرا
وجعل قبائل السادات سادات القبائل فهم أعلى العالمين وصفا وذكرا. والصلاة
على المجتبى من نسل معد والمختار من قبيلة عدنان، الذي هو أصوب سهم استخرج
من كنانة بفيض الملك المنان، وعلى أولاده الطيبين وعترته الطاهرين.
أما بعد فان علم النسب من أجل العلوم قدرا، وأرفعها ذكرا، وقد ذكر
النسابون فيه ألغازا لا يهتدى إليها إلا من طالب دراسة للأنساب، وأوتى الحكمة
وفصل الخطاب، وقد أحببت أن أبينها لينتفع بها الطلاب، منها قولهم (صحيح
النسب) وهو الذي ثبت عند النسابة بالشهادة وقوبل بنسخة الأصل ونص عليه
باجماع المشايخ النسابين والعلماء المشهورين بالأمانة والعلم والصلاح والفضل
وكمال للعقل وطهارة المولد. (وأما مقبول النسب) فهو الذي ثبت نسبه عند
بعض النسابين وأنكره آخر فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين فحينئذ
لا يلتفت إلى خط نسابة لم يكن منصوصا عليه من بعض المشايخ النسابين إن نفى
أو ألصق، فحينئذ لا تساوى مرتبته بمرتبة من اتفق عليه إجماع النسابين ولا
يرجع إلى قوله (وأما مردود النسب) فهو الذي ادعى إلى قبيلة ولم يكن منهم ثم
علموا تلك القبيلة ببطلانه ثم منعوه عن دعواه فصار حكمه عند النسابة أنه مردود
النسب خارج عن البيت الشريف (وأما مشهور النسب) فهو من اشتهر بالسيادة ولم
يعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور عند العامة مجهول في النسب بخلاف بعضهم
371

فصل
في كلمات تداولتها النسابون في كتبهم، فقولهم (في صح) له معان عندهم
منها إذا لم يعرفوا الرجل أنه معقب أم لا كتبوا تحته (في صح) ومنها أنه إذا
كتبت في عرض الاسم فلا يخلوا إما أن تكون قبله أو بعده أو فوقه. فالأول
يدل على أن الشك في اتصال ولده به، والثاني على أن الشك في اتصاله به. والثالث
لدفع وهو النكران إذا كان الأب باسم ابنه، وقد يجعلون عوضا عن (صح)
بالحمرة دائرة صورتها (ه) وقد يعبرون عمن لم يتحققوا اتصاله بقولهم (هو
في صح) وكذا إذا قالوا (صحح عليه فلان النسابة) فإنه إشارة إلى أنه لم يتحقق
عنده اتصاله، وكذا إذا لم يذكر المشايخ المتفقون لرجل ذيلا ولا ذكروا له عقبا
ولا نصوا على انقراضه، قالوا (هو في صح) وقد يخففونه فيكتبون (صح).
ومنها إذا قيل (صح عند فلان) فإنه إشارة إلى أن ذلك الرجل قد شك
فيه بعضهم وصح نسبه عند النسابة الآخر، ومن ذلك إذا كتبوا عليه (وحده)
فهو إشارة إلى أن أباه لم يلد سواه.
ومن ذلك إذا قالوا (عقبه من فلان) أو (العقب من فلان) فإنه يدل على
أن عقبه منحصر فيه وقولهم (أعقب من فلان) فان عقبه ليس بمنحصر فيه
لجواز أن يكون له عقب من غيره، وقد يستعمل (أولد) مكان (أعقب) وهما
بمعنى واحد، ومن ذلك إذا تردد النساب في أمر ثم ترجح عنده أحد
الطرفين قال (أظنه كذا) ومن ذلك إذا شكوا في اتصال رجل قالوا (ينظر حاله)
ومن ذلك إذا كان جماعة في صقع من الأصقاع لم يرد لهم خبر ولا عرف لهم
عند النسابين اثر قالوا (هم في نسب القطع) أي مقطوع نسبهم عن الاتصال
وان كانوا من قبل مشهورين، ومن ذلك الدائرة على الاسم هكذا (زيد) فإنه إشارة
إلى أن ذلك الاسم رفع إليه من لا يثق به، وكذا إذا كتبوا (نسأل عنه) وإذا
كتبوا على الاسم هذه العلامة (ف) فإنه لما اشتبه على الناسب اسم الرجل إذا
سمى باسمين وغلب على ظنه حصة أحدهما وأن الآخر مستغنى عنه كتب هذه العلامة
372

وقد يكون ذلك إشارة إلى أن فيه شكا، وإذا كتب (يحتاج) فإنه إشارة إلى أنه
يحتاج إلى تحقيق لأنه ما ثبت، وإذا كتب هكذا (فه) فإنه إشارة إلى عروض شك
لم يجزموا به، وإذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا على خط اتصاله (ف ر) وإذا
لم يثبت اتصال شخص كتبوا بينه وبين الخط (ن‍) بالحمرة أو غيرها هكذا
(حسن ذبن) وقد يكتبون صريحا (حسن يحتاج بن) وقد يكون القول فيه وفى
ابنه وأبيه فيكتبون (حسن ذبن يحتاج إلى محمد نظر بن) وإذا شكوا في
اتصال الرجل كتبوا أبينه وبين الخط بالحمرة (ابن) وكذا إذا كتبوا بين الاسم
وبين الخط (به) وبالحمرة وإذا كتبوا عليه (هو لغير رشدة) فهو إشارة إلى أنه
من نكاح فاسد و (غ) إشارة إلى أن فيه غمزا، والغمز أهون من الطعن، وإذا
كتبوا نصيبة هكذا (ح‍) فإنه إشارة إلى أن الناسب شك فيه وفى الحاقه إلى أبيه
وإذا قالوا (عليه علامة) فإلى هذه النصيبة يشيرون، وهذا اصطلاح أبى الغنائم
الزيدي، وقد يكون علامة على الضرب على الاسم إذا كان غلطا، والفرق يعلم
بألف ابن، وكذا إذا كتبوا هذه العلامة (صم) فإنه إشارة إلى الشك في الشك
وقد يكون علامة على الاتصال إذا جعلوها على خط ابن هكذا (؟؟؟) وكذا
يعبرون عن ذلك فيقولون (أعلم عليه فلان) وإذا كان كان فيه حديث كتبوا عليه
حروفا مقطعة فيه (رم ز) وقد يكتبون (فيه حديث) وإذا لم يتفقوا على
اتصال رجل كتبوا عليه (فيه نظر) وقد يكتبون (أعلمه فلان النسابة) أي
توقف في اثباته ولم يجزم بصحة اتصاله وقولهم (ذو أثر) أي أفعال ردية قبيحة
ومن ذلك إذا شككت في عدد الآباء فعد النسب المشكوك فيه ونسبا في درجته
وحينئذ لا يخلوا إما أن يتساويا أو يتفاوتا، فإن كان الأول زال الشك وغلب الظن
على الصحة، وإن كان الثاني، فأما أن يكون التفاوت بما جرت به العادة أو يخرج
عن العادة، فإن كان الأول فهو كالأول، وإن كان الثاني فاكتب عليه ما صورته
(الظن يغلب على أنه قد نقص من عدد الآباء شئ نحقق إن شاء الله تعالى)
373

ومن ذلك إذا نسب الرجل إلى أجداد أجداده وكان فيهم من سميت به تلك القبيلة
باسمه قلت حين تصل إليه (فلان القبيلة) أو (فلان البطن) واكتفيت بذلك عمن
فوقه: وقولهم (يتعاطى مذهب الاحداث) إشارة إلى أنه كان يتعاطى شيئا من
الفواحش أيام الصبوة والحداثة، وقولهم (ممتع بكذا) أي مصاب به يمتع
ويعوض عنه في الآخرة، وقد يطلقون ذلك على من كان ذا عيش رغيد، والفرق
بألف (ابن) " والمحرم " الذي يفعل ما هو محرم عليه ولا يفكر في عاقبته ولا
يتورع عن المعاصي، وإذا توقفوا في اتصال شخص كتبوا عليه (فلان يحقق)
و (فلانة فيها ما فيها) أي انها سيئة الافعال قبيحة الطريقة، وان مات طفلا
كتبوا عليه (ط) وان مات كبيرا كتبوا عليه " ك " وإن كان دارجا كتبوا عليه
(حجب) أي حجب أن يرثه أولاده، وقد يطلقون هذا الخط على من تولى
حجابة البيت الحرام و (ض) إشارة إلى المنقرض الذي كان له عقب وانقرض
و (ط) على بعض الأسماء إشارة إلى أنه من مبسوط العمرى، ويكتبون على
المعقب الذي لا يحضرهم عقبه (أعقب) وقد يعوضون عنه ب‍ (رع) وإن كان
لم يبق له عقب إلا من البنات قالوا (انقرض إلا من البنات) لان عمدة النساب
لا يذكرون في المشجرات أسماء البنات إلا النادر اختصارا.
قال أبو جعفر النسابة العبيدلي في كتابه المسمى (الحاوي) في صدر الجزء
الأول: إنما لم يذكر أسماء البنات لان أسماءهن قد ثبتت في المبسوط لا حاجة إلى
ذكرهن في المشجر إلا المشاهير من النساء اللاتي ولدن الأكابر، وربما أثبتوا
أسماء بعضهن ليفرق بين الأولاد كأبن الحنفية، وابن الكلابية، وابن الثعلبية
ويعبرون عمن لا ولد له بالأثر، وعمن كان له بقية وهلكوا (لا بقية له) وعمن
له بقية قليلة (مقل) وعمن له كثرة بقولهم (مكثر) و (تذيلوا) أي طال
ذيلهم ويكتبون (درج) إن كان لا ولد له وقد يحقفونها (رج) و (ق) إشارة
إلى أن فيه قولا، وقد يصرحون به إشارة إنه مطعون في اتصاله، و (غريق
374

النسب) الذي أمه علوية وأمها علوية، وكلما زاد كان أغرق و (رآه فلان)
إشارة أنه لم يره، وفيه فائدة للتقييد بالزمان حتى لو نسب إليه ما لم يكن في ذلك
الوقت علم أنه محال، وإذا لم يثبت على الوجه المرضى كتبوا " نسأل عنه " وإذا
وإذا شكوا في اتصاله كتبوا " يحقق " و " مسترا " أي تحت الأعمال والزهد
وترك الدنيا و " نسب مفتعل " أي لا حقيقة له موضوع على غير أصل.
وإذا كتب الناسب بعض الذيول منفردة عن الرجل الذي يتصل به ولم
يوصلها في المشجر بل أوصلها إليه بانفراده فإنه موضع وهم وشك إليه عمن
يعول عليه للشهادة بالاتصال وإذا كتبوا " فيه " أو " فيهم أو " فيها " فإنه إشارة
إلى أن فيهم كلاما و " ن " إشارة إلى أنه مطعون و " صاحب حديث " أي راوي
الأحاديث بخلاف " فيه حديث " فإنه طعن وكذا " له حديث " أي في نسبه
نص عليه شيخنا العمرى و " قك‍ " شك قوى و " ضك‍ " شك ضعيف
و " ك‍ " شك مطلق، وقد يعبرون عن الناسب بهذه الصورة " خ خ ك‍ فيه "
وإذا ورد النسب بروايتين جعلوا أصل الخطين بالسواد والآخر بالحمرة، وقد
يكتبون على الضعيفة " خ " يعنى نسخة، وإذا كان من قبيلة وعقبه في أخرى قالوا
" عدده في القبيلة الفلانية " وإذا كان الرجل مضطربا في أمور دينه ودنياه قالوا
" مخلط " لأنه ليس على طريقة واحدة، و " خف " أي الاسم مخفف لا مشدد
وإذا كان له بقية في كتاب البلاذري قالوا " له بقية في ذر " و " لام ولد " أمه
جارية وكذا " فتاة " و " سبية " وإذا كان قد ارتفع الملك عنها قالوا " مولاة "
وقد يقولون " عتاقة فلان " وقد يقولون " ذات يمين إشارة إلى قوله، وما
ملكت أيمانكم، وإذا ذيل أحد المشايخ المتقدمين الثقات عقب شخص وذكر من
عقبه بطنا وترك أخا له فدل على أنه قد شك فيه أو مراعاة لأمر لان ترك
العلامة علامة، و " مفقود " أي هلك و " دعى وملصق ورميم وعبيد ومرجى
ومناط ومغموز ومفرق ومتحير ومنقود ولقيط " وغير ذلك، الأدعياء
375

و " قعدد " أي أصغر الأولاد، ويعبرون بذلك عن أقرب الرجال إلى الجد
الاعلى، وهو عند العرب مذموم لطول العمر بالسلامة من القتل وذلك يدل
على عدم الشجاعة، وقد يعبرون عنه ب‍ " قعيد النسب " وإذا ذكر له بنات فقط
لم يجزم بأنه ليس له غيرهن إلا إذا قال " مات عنهن " أو " ميناث عنهن "
أو " ميناث أورث " وإذا ادعى رجل إلى قوم فأنكروه ولم يثبت عند النسابة
قوله ولا قولهم ذكره بانفراده وقال " ادعى إلى بنى فلان وانكره ولم يثبت
الطرفان، وان رجح قولهم قال " أنكروه ولم يثبت " وبالعكس قال " أنكره
قومه ولم يثبت " وان اعترفوا به نظر فان كانوا ممن يقبل قولهم ودلت إمارة
صحته على انتفاء التهم عن شهادتهم ألحقه وكتب عليه (ثبت بشهادة قومه) وإذا
لم يكونوا كذلك لم يلحقه بل كتب (اعترف به قومه ولم يثبت) وإذا اختلف
النسابون فيه لم يقطع بل يذكر ما فيه من الطعن وغيره ويؤيد الراجح، وإن لم
يختلفوا فيه قطع، وإذا شكوا في اتصال رجل جعلوا من فوقه نقطا من الذي قبله
إلى الذي بعده هكذا (بن.. زيد.. بن..) وربما جعلوا النقط على الخط (.. بن..) وربما
جعلوا فوق الخط آخر ونقطوه هكذا (- ز.. له.... ه) وأقوى منه قطع الخط ووصله
بالحمرة، وقد يكتب الذيل جميعه بالحمرة إذا شك فيه. وقد يجعلون الخطة متصلة
وفيها دائرة بالحمرة هكذا (ب‍ ه - ن) وقد يخلون موضع الاسم المشكوك ويديرون
على الموضع الخالي هكذا " بن بن " وقد يخلون الموضع عن الخط هكذا " زيد بن
وقد يعنون بهذين الشك في العدد، وإذا قطعوا " بن " بالنقط دل على أن
فيه طعنا، وكلما كثر النقط قوى الطعن هكذا " ب‍..... ن " وأقوى منه أن
يقطعها ويخلى طرفيها ويجعل أحد الطرفين أعلى من الآخر هكذا
" ربن ربن " بحيث لو وصل لعلم ذلك، وهذا أقوى الطعن والقطع وإذا قيل
" أسقط " إشارة إلى أنه أسقط من العلويين لعدم اتصاله أو لسوء فعله
ويجب التفصيل والله أعلم والحمد لله وحده
376