الكتاب: العمدة
المؤلف: ابن البطريق
الجزء:
الوفاة: ٦٠٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: جمادي الأولى ١٤٠٧
المطبعة:
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
ردمك:
ملاحظات:

عمدة
عيون صحاح الاخبار
في مناقب إمام الأبرار
تأليف الحافظ
يحيى بن الحسن الأسدي الحلي
المعروف بابن البطريق
(533 - 600)
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة
لجماعة المدرسين بقم المشرفة
تعريف الكتاب 1

مواصفات الكتاب
الكتاب: عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الأبرار
المؤلف: الحافظ يحيى بن الحسن بن البطريق الأسدي الحلي
الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
المطبوع: 3000 نسخة
التاريخ: جمادى الأولى 1407 ه‍ ق
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرا لأهمية هذا الكتاب الجليل وأمثاله في يقظة الأمة الاسلامية، وتعميق
الثقافة الدينية وخاصة في الظروف الراهنة، عزمت هذه المؤسسة على تحقيقه و
اخراجه بالصورة اللائقة به وبأمثاله.
فعهدت بهذه المهمة إلى فضيلة: الشيخ مالك المحمودي، والشيخ إبراهيم
البهادري فقاما بتحقيق هذا الكتاب في ضوء مخطوطاته المتعددة التي قدمتها إليهم
هذه المؤسسة، وذلك تحت اشراف الأستاذ جعفر السبحاني.
والمؤسسة إذ تشكرهم على ما بذلوه من جهد كبير في هذا السبيل، راجية
لهم من الله جزيل الاجر، وعظيم الثواب، تعتز بتقديم هذا السفر النفيس إلى الأوساط
الاسلامية على أمل ان يحتل مكانه الجدير به في المجامع العلمية في القريب العاجل،
ومن الله التوفيق.
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين
بقم المشرفة
كلمة الناشر 3

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله:
" عنوان صحيفة المؤمن: حب علي بن أبي طالب (1).
من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة
عدن غرسها ربي فليوال عليا بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة
من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما،
وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم
الله شفاعتي " (2).
نقدم هذه الصحيفة المباركة...

(1) أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 4 ص 410
(2) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 86.
كلمة الناشر 4

تقديم
بقلم جعفر السبحاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الشخصية العلوية
وأبعادها البشرية والمعنوية
تقديم 5

العمدة لابن البطريق الحلى في المناقب
" قال الإمام أحمد بن حنبل: في حق الإمام علي (ع)
ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح
مثل ما لعلي رضي الله عنه "
(مناقب احمد لابن الجوزي الحنبلي ص 163)
الامام على ومكونات الشخصية الثلاثة
تعود شخصية كل انسان حسب ما يرى علماء النفس إلى ثلاثة عوامل هامة
لكل منها نصيب وافر في تكوين الشخصية واثر عميق في بناء كيانها
وكأن الشخصية الانسانية لدى كل انسان أشبه بمثلث يتألف من اتصال هذه
الأضلاع الثلاثة بعضها ببعض، وهذه العوامل الثلاثة هي:
1 - الوراثة:
2 - التعليم والثقافة.
3 - البيئة والمحيط.
ان كل ما يتصف به المرء من صفات حسنة أو قبيحة، عالية أو وضيعة تنتقل إلى
الانسان عبر هذه القنوات الثلاث، وتنمو فيها من خلال هذه الطرق.
و
ان الأبناء لا يرثون منا المال والثروة والأوصاف الظاهرية فقط كملامح الوجه
ولون العيون، وكيفيات الجسم بل يرثون كل ما يتمتع بالاباء من خصائص روحية
وصفات أخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.
فالأبوان - بانفصال جزئي " الحويمن " و " البويضة " المكونين للطفل، منهما،
إنما ينقلان - في الحقيقة - صفاتهما ملخصة إلى الخلية الأولى المكونة من ذينك
الجزئين، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات والخصوصيات
الموروثة.
ويشكل تأثير الثقافة والمحيط، الضلعين الآخرين في مثلث الشخصية الانسانية،
فان لهذين الامرين أثرا مهما وعميقا في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل
انسان بصورة فطرية جبلية أو المتواجدة في كيانه بسبب الوراثة من الأبوين.
فان في مقدور كل معلم ان يرسم مصير الطفل ومستقبله من خلال ما يلقى إليه
من تعليمات وتوصيات وما يعطيه من سيرة وسلوك ومن آراء وأفكار، فكم من بيئة
حولت افرادا صالحين إلى فاسدين، أو فاسدين إلى صالحين.
ان تأثير هذين العاملين العميق من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى المزيد من
البيان والتوضيح. على اننا يجب ان لا ننسى دور إرادة الانسان نفسه وراء هذه العوامل
الثلاثة.
الامام على والجانب الموروث في شخصيته
لم يكن الإمام علي عليه السلام كبشر بمستثنى من هذه القاعدة.
فقد ورث الامام أمير المؤمنين عليه السلام جانبا كبيرا من شخصيته النفسية، والروحية
والأخلاقية من هذه العوامل والطرق الثلاث واليك تفصيل ذلك:
1 - الامام على والوراثة من الأبوين
لقد انحدر الامام على من صلب والد عظيم الشأن، رفيع الشخصية هو أبو طالب
ولقد كان أبو طالب زعيم مكة، وسيد البطحاء، ورئيس بني هاشم، وهو إلى جانب
تقديم 6

ذلك، كان معروفا بالسماحة والبذل والجود والعطاء والعطف والمحبة والفداء والتضحية
في سبيل الهدف المقدس، والعقيدة التوحيدية المباركة.
فهو الذي تكفل رسول الله منذ توفى عنه جده وكفيله الأول عبد المطلب وهو
آنذاك في الثامنة من عمره، وتولى العناية به والقيام بشؤونه، وحفظه وحراسته في
السفر والحضر، باخلاص كبير واندفاع وحرص لا نظير لهما، بل وبقى يدافع عن
رسالة التوحيد، والدين الحق الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله ويقوم في سبيل ارساء
قواعده ونشر تعاليمه، بكل تضحية وفداء ويتحمل لتحقيق هذه الأهداف العليا كل
تعب ونصب وعناء.
وقد انعكست هذه الحقيقة وتجلى موقفه هذا في كثير من أشعاره وأبياته المجموعة
في ديوانه بصورة كاملة مثل قوله:
ليعلم خيار الناس أن محمدا * نبي كموسى والمسيح بن مريم (1)
ألم تعلموا انا وجدنا محمدا * رسولا كموسى خط في أول الكتب (2)
ان من المستحيل ان تصدر أمثال هذه التضحيات التي كان أبرزها محاصرة
بني هاشم جميعا في الشعب ومقاطعتهم القاسية، من دافع غير الايمان العميق بالهدف
والشغف الكبير بالمعنوية، الذي كان يتصف به أبو طالب، إذ لا يستطيع مجرد الوشائج
العشائرية، وروابط القربى، ان توجد في الانسان مثل هذه الروح التضحوية.
ان الدلائل على ايمان أبى طالب بدين ابن أخيه تبلغ من الوفرة والكثرة
بحيث استقطبت اهتمام كل المحققين المنصفين والمحايدين، ولكن بعض المتعصبين
توقف في ايمان تلك الشخصية المتفانية العظيمة، بالدعوة المحمدية بينما تجاوز
فريق هذا الحد إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث قالوا بأنه مات غير مؤمن.
ولو صحت عشر هذه الدلائل الدالة على ايمان أبى طالب الثابتة في كتب
التاريخ والحديث، في حق رجل آخر لما شك أحد في ايمانه فضلا عن اسلامه ولكن

(1) مجمع البيان ج 4 ص 37
(2) مجمع البيان ج 4 ص 37
تقديم 7

لا يعلم الانسان لماذا لا تستطيع كل هذه الأدلة اقناع هذه الزمرة، وإنارة الحقيقة لهم؟
هذا عن والد الامام أمير المؤمنين عليه السلام
واما أمه فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي من السابقات إلى الاسلام والايمان
برسول الله صلى الله عليه وآله وقد كانت قبل ذلك تتبع ملة إبراهيم.
انها المرأة الطاهرة التي لجأت - عند المخاض - إلى المسجد الحرام، وألصقت
نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول:
" يا رب انى مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وانى مصدقة
بكلام جدي إبراهيم وانه بنى البيت العتيق، فبحث الذي بنى هذا البيت و (بحق)
المولود الذي في بطني الا ما يسرت على ولادتي "
فدخلت فاطمة بنت أسد في الكعبة ووضعت عليا هناك (1).
وتلك فضيلة نقلها قاطبة المؤرخين والمحدثين الشيعة، وكذا علماء الأنساب
في مصنفاتهم، كما نقلها ثلة كبيرة من علماء السنة وصرحوا بها في كتبهم واعتبروها
حادثة فريدة، وواقعة عظيمة لم يسبق لها مثيل (2)
وقال الحاكم النيشابوري: وقد تواترت الاخبار ان فاطمة بنت أسد ولدت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في جوف الكعبة (3).
وقال شهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الآلوسي: " وفى كون الأمير كرم الله
وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه، كما
اشتهر وضعه ".
* * *

(1) كشف الغمة ج 1 ص 60
(2) مثل مروج الذهب ج 2 ص 349 وشرح الشفاء للقاضي عياض ج 1 ص 151
وغيرهما وقد أفرد العلامة الأردوبادي رسالة في هذه المنقبة وأسماها ب‍: على وليد الكعبة
(3) شرح عينية عبد الباقي أفندي العمرى ص 15)
تقديم 8

2 - الامام على والتربية في حجر النبي صلى الله عليه وآله
واما التربية الروحية والفكرية والأخلاقية فقد تلقاها علي عليه السلام في حجر رسول الله
صلى الله عليه وآله وهي الضلع الثاني من أضلاع شخصيته الثلاثة.
ولو اننا قسمنا مجموعة سنوات عمر الإمام عليه السلام إلى خمسة أقسام لوجدنا القسم
الأول من هذه الأقسام الخمسة من حياته الشريفة يشكل السنوات التي قضاها عليه السلام قبل
بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
وان هذا القسم من حياته الشريفة لا يتجاوز عشر سنوات، لان اللحظة التي
ولد فيها علي عليه السلام لم يكن النبي صلى الله عليه وآله قد تجاوز الثلاثين من عمره المبارك هذا مع
العلم بأنه صلى الله عليه وآله قد بعث بالرسالة في سن الأربعين.
وعلى هذا الأساس لم يكن الإمام علي عليه السلام قد تجاوز السنة العاشرة من عمره
يوم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بالرسالة، وتوج بالنبوة.
ان أبرز الحوادث في حياة الإمام علي عليه السلام هو تكوين الشخصية العلوية،
وتحقق الضلع الثاني من المثلث الذي أسلفناه بواسطة النبي الأكرم وفى ظل ما أعطاه
صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام من أخلاق وأفكار، لان هذا القسم في حياة كل انسان وهذه الفترة
من عمره هي من اللحظات الخطيرة، والقيمة جدا، فشخصية الطفل في هذه الفترة
تشبه صفحة بيضاء نقية تقبل كل لون وهي مستعدة لان تنطبع عليها كل صورة مهما
كانت، وهذه الفترة من العمر تعتبر - بالتالي - خير فرصة لان ينمى المربون والمعلمون
فيها كلما أودعت يد الخالق في كيان الطفل من سجايا طيبة وصفات كريمة، وفضائل أخلاقية
نبيلة، ويوقفوا الطفل عن طريق التربية على القيم الأخلاقية والقواعد الانسانية
وطريقة الحياة السعيدة وتحقيقا لهذا الهدف السامي تولى النبي الكريم صلى الله عليه وآله بنفسه
تربية علي عليه السلام بعد ولادته، وذلك عندما أتت فاطمة بنت أسد بوليدها علي عليه السلام إلى
رسول الله فلقيت من رسول الله حبا شديدا لعلى حتى أنه قال لها:
اجعلي مهده بقرب فراشي، وكان صلى الله عليه وآله يطهر عليا في وقت غسله، ويوجره
تقديم 9

اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويلاحظه ويقول: هذا
أخي، ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي، وصهري، ووصيي وزوج كريمتي
وأميني على وصيتي وخليفتي (1).
ولقد كانت الغاية ممن هذه العناية هي ان يتم توفير الضلع الثاني في مثلث
الشخصية (وهو التربية) بواسطته صلى الله عليه وآله، وان لا يكون لاحد غير النبي صلى الله عليه وآله دخل في
تكوين الشخصية العلوية الكريمة.
وقد ذكر الإمام علي عليه السلام ما أسداه الرسول الكريم إليه وما قام به تجاهه في
تلكم الفترة إذ قال:
" وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة
وضعني في حجره وانا وليد يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده،
ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيثي ثم يلقمنيه (2).
النبي يأخذ عليا إلى بيته
وإذ كان الله تعالى يريد لولى دينه ان ينشأ نشأة صالحة وان يأخذ النبي عليا
إلى بيته وان يقع منذ نعومة أظفاره تحت تربية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ألفت نظر نبيه
إلى ذلك:
فقد ذكر المؤرخون انه أصابت مكة ذات سنة أزمة مهلكة وسنة مجدبة
منهكة، وكان أبو طالب - رضي الله عنه - ذا مال يسير وعيال كثير فأصابه ما أصاب
قريشا من العدم والضائقة والجهد والفاقة فعند ذلك دعا رسول الله عمه العباس إلى أن
يتكفل كل واحد منهما واحدا من أبناء أبى طالب وكان العباس ذا مال وثروة وجدة
فوافقه العباس على ذلك:

(1) كشف الغمة ج 1 ص 60
(2) نهج البلاغة شرح عبده ج 2 ص 182 الخطبة القاصعة
تقديم 10

فاخذ النبي عليا، واخذ العباس جعفرا وتكفل امره، وتولى شؤونه (1).
وهكذا وللمرة الأخرى أصبح علي عليه السلام في حوزة رسول الله صلى الله عليه وآله بصورة كاملة
واستطاع بهذه المرافقة الكاملة ان يقتطف من ثمار أخلاقه العالية. وسجاياه النبيلة،
الشئ، الكثير الكثير، وان يصل تحت رعاية النبي وعنايته وبتوجيهه وقيادته إلى
أعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي.
وهذا هو الامام أمير المؤمنين عليه السلام يشير إلى تلك الأيام القيمة والى تلك الرعاية
النبوية المباركة المستمرة إذ يقول:
" ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمه، يرفع لي كل يوم من أخلاقه علما،
ويأمرني بالاقتداء به " (2).
على في غار حراء
كان النبي حتى قبل ان يبعث بالرسالة والنبوة يعتكف ويتعبد في غار
حراء شهرا من كل سنة، فإذا انقضى الشهر وقضى جواره من حراء انحدر من الجبل،
وتوجه إلى المسجد الحرام رأسا وطاف بالبيت سبعا، ثم عاد إلى منزله.
وهنا يطرح سؤال: وماذا كان شأن علي عليه السلام في تلك الأيام التي كان يتعبد
ويعتكف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك المكان مع ما عرفناه من حب الرسول الأكرم
له؟ هل كان يأخذ صلى الله عليه وآله عليا معه إلى ذلك المكان العجيب أم كان يتركه ويفارقه؟
ان القرائن الكثيرة تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله منذ ان اخذ عليا لم يفارقه يوما ابدا
فهاهم المؤرخون يقولون:
كان على يرافق النبي دائما ولا يفارقه ابدا حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا
خرج إلى الصحراء أو الجبل اخذ عليا معه (3).

(1) بحار الأنوار ج 35 ص 44 وسيرة ابن هشام ج 1 ص 246
(2) نهج ا لبلاغة شرح عبده ج 2 ص 182
(3) شرح ابن أبي الحديد ج 13 ص 208
تقديم 11

يقول ابن أبي الحديد:
وقد ذكر علي عليه السلام هذا الامر في الخطبة القاصعة إذ قال:
" ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري " (1).
ان هذه العبارة وان كانت محتملة في مرافقته للنبي في حراء بعد البعثة الشريفة
الا ان القرائن السابقة وكون مجاورة النبي بحراء كانت في الأغلب قبل البعثة، تؤيد
ان هذه الجملة، يمكن أن تكون إشارة إلى صحبة على للنبي في حراء قبل البعثة.
ان طهارة النفسية العلوية، ونقاوة الروح التي كان علي عليه السلام يتحلى بها،
والتربية المستمرة التي كان يحظى بها في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله، كل ذلك كان سببا
في أن يتصف علي عليه السلام - ومنذ نعومة أظفاره - ببصيرة نفاذة وقلب عقول، واذن
سميعة واعية تمكنه من أن يرى أشياء ويسمع أمواجا تخفى على الناس العاديين و
يتعذر عليهم سماعها ورؤيتها، كما يصرح نفسه بذلك إذ يقول:
" أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة " (2):
ويقول الإمام الصادق عليه السلام:
" كان علي عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الرسالة، الضوء ويسمع الصوت "
وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله: لولا انى خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة فان
لا تكن نبيا فإنك وصى نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وامام الأتقياء (3).
ويقول الإمام علي عليه السلام: لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله:
فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته ثم قال له:
" انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى الا انك لست بنبي ولكنك وزير " (4)

(1) نهج البلاغة: الخطبة القاصعة الرقم 187
(2) نهج البلاغة: الخطبة القاصعة الرقم 187
(3) الشرح الحديدي نهج البلاغة ج 1 ص 310
(4) الخطبة القاصعة الرقم 187
تقديم 12

هذا هو الرافد الثاني الذي كان يرفد الشخصية العلوية بالأخلاق والسجايا الرفيعة
3 - البيئة الرسالية وشخصية الامام.
ولو أضفنا ذينك الامرين (أي ما اكتسبه من والديه الطاهرين بالوراثة، وما
تلقاه في حجر النبي) إلى ما اخذه من بيئة الرسالة والاسلام من أفكار وآراء رفيعة،
وتأثر عنها أدركنا عظمة الشخصية العلوية من هذا الجانب.
ومن هنا يحظى الإمام علي عليه السلام بمكانة مرموقة لدى الجميع: مسلمين وغير
مسلمين، لما كان يتمتع به من شخصية سامقة، وخصوصيات خاصة يتميز بها.
وهذا هو ما دفع بالبعيد والقريب إلى أن يصف عليا بما لم يوصف به أحد
من البشر، ويخصه بنعوت، حرم منها غيره فهذا الدكتور شبلي شميل المتوفى 1335
وهو من كبار الماديين في القرن الحاضر يقول:
الإمام علي بن أبي طالب عظيم العظماء نسخة مفردة لم ير لها الشرق
ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديما ولا حديثا (1).
وقال عمر بن الخطاب:
عقمت النساء ان يلدن مثل علي بن أبي طالب (2)
ويقول جورج جرداق الكاتب المسيحي اللبناني المعروف:
" وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا بعقله وقلبه ولسانه
وذي فقاره " (3).
هذه الابعاد التي المحنا إليها هي الابعاد الطبيعية للشخصية العلوية.
* * *

(1) الامام على صوت العدالة الانسانية ج 1 ص 37
(2) الغدير ج 6 ص 38 طبعة النجف
(3) الامام على صوت العدالة الانسانية ج 1 ص 49.
تقديم 13

البعد الرابع لشخصية الإمام (ع)
غير أن ابعاد شخصية الإمام علي عليه السلام لا تنحصر في هذه الابعاد الثلاثة، فان
لأولياء الله سبحانه بعدا رابعا، داخلا في هوية ذاتهم، وحقيقة شخصيتهم وهذا البعد
هو الذي ميزهم عن سائر الشخصيات وأضفى عليهم بريقا خاصا ولمعانا عظيما.
وهذا البعد هو البعد المعنوي الذي ميز هذه الصفوة عن الناس وجعلهم نخبة
ممتازة وثلة مختارة من بين الناس وهو كونهم رسل الله وأنبيائه أو خلفاءه وأوصياء
أنبيائه.
نرى انه سبحان يأمر رسوله ان يصف نفسه بقوله: " قل سبحان ربي هل كنت
الا بشرا رسولا " (الاسراء / 93).
فقوله: " بشرا " إشارة إلى الابعاد البشرية الموجودة في كل انسان طبيعي،
وان كانوا يختلفون فيها في ما بينهم كمالا ولمعانا.
وقوله: " رسولا " إشارة إلى ذلك البعد المعنوي الذي ميزه ص عن
الناس وجعله معلما وقدوة للبشر.
فلأجل ذلك يقف المرء في تحديد الشخصيات الإلهية على شخصية مركبة من
بعدين: طبيعي وإلهي ولا يقدر على توصيفها الا بنفس ما وصفهم الله به سبحانه مثل
قوله في شأن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.
" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم
الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم " (الأعراف / 157).
وقد نزلت في حق الامام أمير المؤمنين عليه السلام آيات ووردت روايات.
وهذا الكتاب الذي بين يديك ويزخر بهذه الآيات والروايات يتكفل - في
الحقيقة - تسليط الضوء على ذلك البعد المعنوي.
تقديم 14

لا عتب على اليراع لو وقف عند تحديد شخصية كريمة معنوية خصه الله تعالى
بمواهب وفضائل وكفى في ذلك ما رواه طارق بن شهاب قال: كنت عند عبد الله
بن عباس فجاء أناس من أبناء المهاجرين فقالوا له يا بن عباس أي رجل كان علي
بن أبي طالب؟
قال: ملئ ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجده وقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
روى عكرمة عن ابن عباس قال: ما نزل في القرآن: " يا أيها الذين آمنوا "
الا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان، وما
ذكر عليا الا بخير (2).
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل
في علي (3).
وقال ابن عباس نزلت في علي أكثر من ثلاث مأة آية في مدحه (4).
ونكتفي في ترجمة علي عليه السلام بكلمتين عن تلميذيه اللذين كانا معه سرا وجهرا،
ونحيل الباقي إلى الكتاب الذي بين يديك الان:
قال ابن عباس عندما سئل عن علي فقال: رحمة الله علي أبي الحسن، كان
والله علم الهدى وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجى وغيث الندى، ومنتهى
العلم للورى، ونورا أسفر في الدجى وداعيا إلى المحجة العظمى ومستمسكا بالعروة
الوثقى، اتقى من تقمص وارتدى، وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى،
وصاحب القبلتين، وأبو السبطين وزوجته خير النساء فما يفوقه أحد، لم تر عيناي مثله،
ولم اسمع بمثله، فعلى من أبغضه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم التناد (5).

(1) شواهد التنزيل ج 1 ص 108 الحديث 153.
(2) مسند أحمد ج 1 ص 190، تاريخ الخلفاء ص 171
(3) الصواعق المحرقة الباب التاسع الفصل الثالث ص 76
(4) تاريخ الخلفاء ص 172
(5) ميزان الاعتدال ج 1 ص 484
تقديم 15

2 - ان معاوية سأل ضرار بن جزء بعد موت على عنه، فقال: صف لي عليا
فقال: أو تعفيني؟ قال: صفه، قال: أو تعفيني؟ قال: لا أعفيك قال: اما إذ لا بد
فأقول ما اعلمه منه.
والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر
العلم من جوانبه، وأنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس
بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفيه ويخاطب نفسه يعجبه
من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.
كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا اتيناه، ويأتينا إذا دعوناه،
ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه عظمة، ان تبسم فعن
مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين لا يطمع القوى في باطله
ولا ييأس الضعيف من عدله.
فاشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه
وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني
أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت؟ أم إلي تشوقت؟ هيهات، هيهات غرى
غيري قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه
من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
قال: فذرفت دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق
القوم بالبكاء، فقال معاوية: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه
يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها (1)
هذه شذرات من فضائله، وقبسات من مناقبه الكثيرة التي حفظها التاريخ عن
تلاعب الأيدي.
غير أنه لا يعرف عليا غير خالقه، وبعده صاحب الرسالة الكبرى ابن عمه المصطفى

(1) الشرح الحديدي ج 18 ص 225 وغيره
تقديم 16

خاتم الأنبياء فقد قام بتعريفه، وبيان مناقبه منذ ان صدع بالرسالة إلى أن التحق
بالرفيق الاعلى ولقد جاء صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله بكلم جامعة في حقه عليه السلام لا يقدر عليها
الا هو صلى الله عليه وآله وهذه الكلم حفظها الصحابة والتابعون واخذ عنهم المتأخرون وأودعها
أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم ويقف عليها
كل من سبر هذه الكتب.
المناقب في المكتبات الاسلامية
ولأجل ذلك قد قام لفيف من علماء الفريقين منذ العصور الأولى بتدوين مناقب
أهل البيت عامة ومناقب الامام أمير المؤمنين خاصة، ومن سبر المعاجم وكتب التراجم يقف
على أن موضوع مناقب أهل البيت وفضائلهم، من المواضيع المهمة التي شغلت بال
المفسرين أولا، والمحدثين ثانيا، والمؤلفين ثالثا في الأقطار الاسلامية، باللغات المختلفة
وانه كان موضع اهتمام العلماء منذ الصدر الأول وفي القرون التالية إلى القرن الحاضر
ولو جمعت تلك الكتب المطبوعة وصورة المخطوطة منها الموجودة في المكتبات،
لشكلت مكتبة كبرى واسعة.
ولئن قام أحد المتتبعين بتدوين أسمائها وأسماء مؤلفيها، لجاءت المذكرات
بصورة رسالة كبيرة. ومن حسن الحظ أن قام أحد المحققين في هذا الموضوع فألف
رسالة كبيرة في خصوص ما الف في مناقب وفضائل آل البيت باللغة العربية وأسماها
ب‍ " أهل البيت في المكتبة العربية ".
العمدة لابن البطريق
لقد قامت الامامية بتدوين مناقب أهل البيت من أقدم العصور إلى زماننا هذا
فألفوا في هذا المضمار كتبا حافلة ورسائل ذات أهمية بصور متنوعة.
ومن أحسن ما الف في هذا الباب في أخريات القرن السادس، هو كتاب
" العمدة " لمحدث عصره، وعلامة زمانه، الحافظ: يحيى بن الحسن بن البطريق
الأسدي الحلي (533 - 600) فقام بتدوين الفضائل والمناقب لوصي المختار،
بصورة بديعة لم يسبقه إليها أحد من أصحابنا الإمامية حتى شيخه العلامة الحافظ:
تقديم 17

محمد بن علي بن شهرآشوب السروي (488 - 588) فقد دون جل ما رواه أصحاب
الصحاح والمسانيد بشكل ممتاز، موضحا لمشكلاته، ومبينا لمعضلاته، معلقا عليها
كلما استدعت الحاجة، ويقف الباحث على موقع المؤلف ومكانته العلمية، من خلال
الثناء عليه من اعلام الطائفة، واليك بعض ما وقفنا عليه:
1 - قال العلامة في اجازته لبني زهرة: ومن ذلك جميع مصنفات الشيخ
أبي زكريا: يحيى بن علي البطريق، ورواياته عنى عن والدي قدس الله روحه عن
السيد فخار عن المصنف (1).
وعلى ذلك فيروى العلامة (648 - 726)؟ عن شيخنا المترجم بواسطتين:
والده والسيد فخار.
2 - قال الشيخ الحر العاملي: الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين
بن علي بن محمد بن البطريق الحلي، كان عالما، فاضلا، محدثا، محققا، ثقة،
صدوقا، ثم ذكر كتبه (2).
3 - وقال المتتبع الخبير عبد الله الأفندي التبريزي: الشيخ الأجل شمس الدين
أبو الحسين يحيى بن (الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن) البطريق الحلى الأسدي،
المتكلم الفاضل، العالم، المحدث الجليل، المعروف بابن البطريق: صاحب كتاب
العمدة وغيره من الكتب العديدة في المناقب، وقد رأيت في بعض المواضع في

(1) إجازة العلامة لبني زهرة المطبوعة في البحار ج 104 ص 60 - 137 وهذه
الإجازة الكبيرة من العلامة لبني زهرة الحلبيين توصف بالإجازة الكبيرة كتبها عام 723
وهم عبارة عن علاء الملة والحق والدين أبي الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد بن أبي
على الحسن بن أبي المحاسن بن زهرة، وولده المعظم شرف الملة والدين أبي عبد الله
الحسين، وأخيه الأمجد بدر الدين أبي عبد الله محمد، ووالديه أبي طالب احمد امين الدين
وأبي محمد عز الدين الحسن رحمهم الله.
(2) أمل الآمل ج 2 ص 45.
تقديم 18

مدحه هكذا: الامام الاجل شمس الدين جمال الاسلام، العالم الفقيه، نجم الاسلام،
تاج الأنام مفتى آل الرسول (1).
4 - وقال العلامة المجلسي في أول البحار: وكتاب العمدة وكتاب المستدرك
كلاهما في اخبار المخالفين في الإمامة للشيخ أبي الحسين يحيى بن (الحسن بن
الحسين بن علي بن محمد) بن البطريق الأسدي (2).
ثم قال: وكتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في أسانيد الإجازات
واما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط مؤلفها (3).
5 - وقال في الروضات بعد نقل ما ذكره الشيخ الحر في أمله في حقه: وفي
بعض كتب الإجازات اكتناء الرجل بابي زكريا وفي بعضها تلقبه بشمس الدين،
شرف الاسلام.
ثم قال ويروى في الأغلب عن عماد الدين محمد بن القاسم الطبري، وهو
يروى عن الشيخ أبي علي، ولد شيخنا الطوسي (4).
6 - وقال الميرزا الاسترآبادي في رجاله الكبير: يحيى بن الحسن... كان
عالما فاضلا، محدثا، محققا، ثقة، صدوقا، له كتب... إلى آخر ما ذكره الشيخ
الحر العاملي في أمله (5).
7 - وقال المحدث النوري: الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو
زكريا كما في إجازة العلامة لبني زهرة: يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن
محمد بن البطريق الحلى الأسدي مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح
الستة وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام بحيث لم
يغادر شيئا من ذلك ولم يذكر فيه شيئا من غيرها، ولم يسبقه إلى هذا التأليف البديع

(1) رياض العلماء ج 5 ص 358.
(2) بحار الأنوار ج 1 ص 10 و 29.
(3) بحار الأنوار ج 1 ص 10 و 29.
(4) روضات الجنات ج 8 ص 196.
(5) منهج المقال ص 513.
تقديم 19

أحد من أصحابنا، ومؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة، أخرج فيه قريبا من ستمأة
حديث من كتب أخرى لهم، عثر عليها بعد تأليف العمدة، كالحلية لأبي نعيم، والمغازي
لابن إسحاق، والفردوس لابن شيرويه الديلمي، ومناقب الصحابة للسهاني وغير ذلك
من المؤلفات (1).
8 - قال السيد الصدر: أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد
بن البطريق الأسدي، المتكلم الفاضل، المحدث الجليل، المعروف بابن البطريق،
يروى عن ابن شهرآشوب سنة خمس وتسعين (2) وخمسمأة وهو صاحب كتاب
العمدة في مناقب الأئمة والخصائص في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وهو أشهر
من أن تشرح أحواله، من كبار شيوخ الشيعة رضي الله عنه (3).
9 - وقال شيخنا الطهراني: الشيخ شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن
ابن الحسين بن علي بن محمد الراوي عن محمد بن علي بن شهرآشوب في 575 وقد
ارخ في كشف الحجب وفاته سنة 600 عن سبع وسبعين سنة، وهو صاحب كتاب
العمدة المعروف بعمدة ابن البطريق وله " رجال الشيعة " الذي نقل عنه ابن حجر في
" لسان الميزان " الذي كتبه في ما زاد على " ميزان الاعتدال " للذهبي (4).
هذا ما ذكره اعلام الامامية في حق المترجم له، وترجمه من غيرهم، ابن
حجر العسقلاني.
10 - قال في لسان الميزان نقلا عن تاريخ ابن النجار (5): يحيى بن الحسن

(1) المستدرك ج 3 ص 476.
(2) هكذا في النسخة المطبوعة، والظاهر أنه مصحف سبعين، وقد توفى الشيخ
ابن شهرآشوب عام 588 فكيف يمكن ان يروى عنه المترجم عام 595؟ وقد نقل شيخنا
الطهراني عام الرواية كما ذكرناه.
(3) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص 130
(4) مصفى المقال ص 502.
(5) وهو غير ابن النجار الشيعي أعني أبا الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي
النحوي المعروف بابن النجار المتوفى سنة 402 مؤلف تاريخ الكوفة، الموسوم
بالمصنف، الذي ينقل عنه السيد عبد الكريم بن طاووس المتوفى سنة 692 في كتابه فرحة
الغري وهو يروى عن أبي بكر الدارمي الذي أجاز التلعكبري سنة 330 وهذا الكتاب
من أنفس الكتب، نسأل الله تعالى ان يوفقنا للعثور عليه ونشره.
تقديم 20

ابن الحسين بن علي الأسدي الحلي الربعي المعروف بابن البطريق، قرأ على أخمص
الرازي الفقه والكلام على مذهب الإمامية وقرأ النحو واللغة وتعلم النظم والنثر،
وجد حتى صارت إليه الفتوى في مذهب الإمامية، وسكن بغداد مدة، ثم واسط و
كان يتزهد ويتنسك، وكان وفاته في شعبان سنة 600 وله سبع وسبعون سنة (2).
أقول: وعلى ذلك يكون المترجم له من مواليد عام 533 وقد نص بذلك
شيخنا المجيز الطهراني لذلك في الثقات العيون ص 338.
والقارئ الكريم يجد نظير هذه الكلمات من الثناء على المؤلف وكتبه في
المعاجم والتراجم مثل أعيان الشيعة ج 10 ص 289 والفوائد الرضوية ص 709 و
هدية العارفين ج 2 ص 522 وريحانة الأدب ج 7 ص 415.
والكل متفقون على جلالة قدر الرجل في الأدب وغيره من الفنون الاسلامية
وفي ما ذكرناه ونقلناه من الكلمات حول الآثار العلمية التي خلفها أقوى شاهد عليه
واليك هذه الآثار:
آثاره العلمية
ان حياة شيخنا المترجم له كانت مفعمة بالتأليف والتصنيف والتربية والتدريس
فخلف آثارا مشرقة تدل على نبوغ الرجل وتضلعه في فنون الحديث والرجال، واليك
أسماء ما وقفنا عليه منها في المعاجم وكتب التراجم:
1 - اتفاق صحاح الأثر في امامة الأئمة الاثني عشر.
واسمه يحكى عن مسماه، وعنوانه يكشف عن محتواه.

(2) لسان الميزان ج 6 ص 247.
تقديم 21

2 - تصفح الصحيحين في تحليل المتعتين.
والمراد من المتعتين متعة الحج ومتعة النساء اللتين دلت نصوص بالكتاب
والسنة على جوازهما في العصر النبوي، وبعده إلى أن نهى عنهما نهيا سياسيا، فبقيتا
متروكتين بين أبناء السنة دون غيرهم.
3 - خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام
وقد قام بهذا التأليف بعد كتابي العمدة والمستدرك قال في الرياض: " ورأيت
منه نسخة عتيقة بتبريز وعندنا منه نسخة " قد أورد فيه اخبار المخالفين في تفسير الآيات
التي نزلت في شأن علي عليه السلام طبع في إيران سنة 1311 ه‍ - طبعة حجرية.
4 - الرد على أهل النظر في تصفح أدلة القضاء والقدر
ولعل الكتاب حول ابطال استنتاج نظرية الجبر من القول بالقضاء والقدر.
5 - العمدة من صحاح (1) الاخبار في مناقب إمام الأبرار أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب وصي المختار صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريته الأطهار
وهذا الكتاب هو الذي يزفه الطبع إلى القراء الكرام وسيوافيك القول
في شأنه.
6 - عيون الأخبار
قال في الرياض: نسبه إليه المولى محمد طاهر القمي في مقدمة كتاب الأربعين
نقلا عن كتاب الصراط المستقيم.
7 - المستدرك المختار في مناقب وصي المختار
والكتاب استدرك لكتاب العمدة (2).

(1) الصحيح: من عيون
(2) قال في البحار عندنا منه نسخة قديمة وذكر الطهراني في الذريعة وجود نسخه
في المكتبات.
تقديم 22

8 - نهج العلوم إلى نفى المعدوم المعروف بسؤال أهل حلب (1).
9 - رجال الشيعة
وينقل عنه ابن حجر في لسان الميزان كما مر.
* * *
مشايخه وأساتذته
قرأ شيخنا المترجم له على لفيف من علماء الفريقين واخذ عنهم الحديث
والتفسير والفقه.
فمن الخاصة يروى عن عدة من الاعلام:
1 - الشيخ عماد الدين الطبري صاحب بشارة المصطفى، كما يظهر من إجازة
الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني، للمولى محمد امين الاسترآبادي.
والشيخ عماد الدين الطبري هو العالم الجليل الواسع الرواية، يروى في
كتابه: " البشارة " عن عدة من مشايخه، من سنة 503 إلى سنة 517 منهم نجل
شيخنا الطوسي والفقيه " حسكا " الحسن بن الحسين بن بابويه (2).
2 - محمد بن شهرآشوب المولود عام 488 والمتوفى عام 588 صاحب
المناقب والمعالم وغيرهما من المؤلفات (3).
هؤلاء بعض مشايخه من أعلام الطائفة، واما مشايخه من العامة فقد ذكر أسماءهم
عند ذكر طرقه إلى الصحاح الستة في مقدمة كتاب " العمدة " و " الخصائص " واليك
بعض من ذكرهم:
3 - أبو جعفر اقبال بن المبارك بن محمد العكبري الواسطي، روى عنه في
جمادى الأولى من شهور عام 584.

(1) هذه الكتب ذكرها الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل ج 2 ص 345 ونقلها
عنه صاحب رياض العلماء ج 5 ص 354، وغيره من المؤلفين.
(2) لاحظ رياض العلماء ج 5 ص 358.
(3) الثقات العيون ص 278 و 338.
تقديم 23

4 - الشيخ الامام المقرى أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني،
روى عنه في شهر رمضان سنة 579، وهو يروى صحيح البخاري عن طريقيهما معا
كما يروى صحيح مسلم عن طريق الأخير فقط.
5 - فخر الاسلام أبو عبد الله أحمد بن الطاهر وهو يروى مسند أحمد عن طريقه.
6 - السيد الاجل يحيى بن محمد بن أبي العلوي الواعظ البغدادي يروى
عنه تفسير الثعلبي الموسوم بالكشف والبيان في سنة 585.
هؤلاء بعض مشايخه وأساتذة حديثه وقد أتى بأسمائهم وخصوصياتهم في مقدمة
كتابي " العمدة " والخصائص ".
* * *
الراوون عنه.
لقد تتلمذ علي شيخنا المترجم له، وروى عنه لفيف من المشايخ والعلماء
في الحديث والرجال، وقد جاءت أسماءهم في غضون المعاجم نأتي بما وقفنا عليه:
1 - علي بن يحيى بن الحسن ولد المؤلف المكنى بأبي الحسن الكاتب
قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " ما لفظه: أبو الحسن علي بن يحيى
بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد البطريق بن نصر بن حمدون بن ثابت
الأسدي الحلي، ثم الواسطي، ثم البغدادي، الكاتب الشاعر الشيعي، فقيه الشيعة...
ثم قال: كان فاضلا ذكيا جيد النظم والنثر، لكنه مخذول محجوب عن الحق،
وقد أورد ابن الساعي قطعة جيدة من أشعاره الدالة على غزارة مادته في العلم والذكاء
رحمه الله (1).
والعجب من ابن كثير يصفه بان " مخذول محجوب عن الحق " وهو يعترف
بفضله وعلو كعبه في العلم والأدب!

(1) البداية والنهاية ج 13 ص 164
تقديم 24

أفهل يكون حب أهل البيت الذين أمر الله بحبهم ومودتهم موجبا لخذلان من
يتولاهم؟
أفهل يكون المتبع لآثارهم بعيدا عن الحق وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله
بطاعتهم.
نعم هكذا يرى ابن كثير، فمن تولى أعداء الرسالة هو العزيز، ومن أحب
خصوم أهل البيت هو الواقف على الحق؟!
وقد قرأ الشيخ كمال الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم العفيف الموصلي
كتاب العمدة عليه، وكتب عليه إجازة، وهذه صورتها:
قرأ على الاجل الأوحد العالم العامل الورع كمال الدين عز الاسلام كهف
الطائفة أبو العباس أحمد بن الاجل تاج الدين إبراهيم بن أحمد بن الاجل العفيف
الموصلي أدام الله سعادته، وبلغه ارادته من أول هذا الكتاب وهو كتاب العمدة في
عيون صحاح الاخبار تأليف والدي رحمه الله إلى فصل: " انه عليه السلام أول من أسلم "
وأذنت له ان يروى ذلك عنى وعن والدي المصنف بالقراءة (1) وسيوافيك ما نقله
الشارح الحديدي منه.
2 - علي بن يحيى بن علي الخياط الشيخ الفقيه أبو الحسن السورآوي، يروى
عن ابن إدريس المتوفى عام 598 وعن يحيى بن البطريق (2).
3 - فخار بن معد بن فخار بن أحمد شرف الدين أبو علي العلوي الموسوي
الحائري المتوفى عام 630 وهو يروي عن جماعة منهم والده معد بن فخار وأبو
المكارم حمزة بن زهرة ويحيى بن علي بن البطريق (3).
4 - السيد نجم الدين محمد بن أبي هامش العلوي قرأ رجال الكشي على

(1) الأنوار الساطعة في القرون السابعة ص 3.
(2) الأنوار الساطعة ص 118.
(3) المصدر نفسه ص 130.
تقديم 25

شيخنا المترجم له وكتب شهادة القراءة له في عدة مواضع من النسخة وهي موجودة
عند العلامة الورع الشيخ حسن المصطفوي (1).
5 - محمد بن معد بن علي وهو صفي الدين أبو جعفر الموسوي من تلاميذ
ابن البطريق ومشايخ سديد الدين الحلي (والد العلامة الحلي) وابن طاووس كما
صرح به في كتاب اليقين عند روايته عنه في العشر الأخير من صفر عام 616 ه‍ (2).
6 - محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الكبير المعروف بابن زهرة وهو ابن
أخ أبي المكارم حمزة بن زهرة صاحب كتاب الغنية المتوفى عام 585 وهو يروى
عن شيخنا المترجم له.
قال في الرياض: ويروى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الله بن زهرة الحسين الحلبي كما
يظهر من إجازة الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني، للمولى محمد امين الاسترآبادي (3)
7 - الفقيه مجد الدين أبو المكارم أحمد بن الحسين بن علي أبي الغنائم كما
يظهر من أسانيد بعض أحاديث كتبه (4).
هذا وفي أمل الآمل: ويروي الشهيد عن محمد بن جعفر المشهدي عن ابن
البطريق، وقد قرأ كتبه عليه (5).
أقول وما ذكره غير صحيح لان محمد بن المشهدي مؤلف المزار ولد حوالي
سنة 510 وابن البطريق تولد عام 533 وقراءة الأكبر على الأصغر، والرواية عنه بعيدة.
أضف إلى ذلك أن شيخنا المجيز الطهراني استخرج مشايخ المشهدي الذين
يروى عنهم في كتاب " المزار " فبلغ خمسة عشر رجلا، ولم يذكر ابن البطريق
فيهم، بل ذكر من مشايخه نظراء أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي المتوفى

(1) الثقات العيون ص 310.
(2) المصدر نفسه ص 338 والأنوار الساطعة ص 176.
(3) رياض العلماء ج 5 ص 358 ولاحظ الثقات العيون ص 338
(4) رياض العلماء ج 5 ص 358
(5) أمل الآمل ج 2 ص 345
تقديم 26

عام 584 والشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري المتوفى عام 553
ومحمد بن علي بن شهرآشوب المتوفى 588 (1).
ثم إن رواية الشهيد عن ابن المشهدي غير صحيحة قطعا، لان الشهيد من اعلام
القرن الثامن، وقد تولد عام 734، وتوفى عام 786 فكيف يمكن له الرواية عن
ابن محمد المشهدي الذي هو من مواليد حوالي سنة 510 ه‍.
كما أن ما في الرياض ج 5 ص 49 من أن صاحب المزار يروى عن نصير
الدين الطوسي غير صحيح جدا، لان الطوسي توفي عام 672 فكيف يصح لابن
المشهدي ان يروى عنه.
وما في أعيان الشيعة من أن صاحب المزار توفي في 4 ذي الحجة سنة 336
بالحلة ونقل إلى مشهد الحسين عليه السلام ودفن فيه غير تام جدا.
هذا هو ما وقفنا عليه من تلاميذ المترجم له ومن يروون عنه.
* * *
أولاده
خلف المترجم له ولدين كريمين فاضلين هما:
1 علي بن يحيى بن البطريق نجم الدين أبو الحسن الحلي الكاتب.
قال محمد بن شاكر في فوات الوفيات ما لفظه: علي بن يحيى بن بطريق:
نجم الدين أبو الحسن الحلي الكاتب، كتب بالديار المصرية أيام الدولة الكاملية،
ثم اختلف حاله فعاد إلى العراق ومات ببغداد سنة اثنين وأربعين وستمائة وكان فاضلا
أصوليا. ثم نقل طرفا من اشعاره (2).
ويظهر من الشارح الحديدي وجود الخلطة والصداقة بينهما حيث ينقل عنه

(1) راجع الذريعة ج 20 ص 324
(2) فوات الوفيات ج 3 ص 112.
تقديم 27

في شرحه ويقول: كان صديقنا علي بن يحيى يحيى البطريق رحمه الله يقول: لولا خاصة
النبوة وسرها، لما كان مثل أبي طالب وهو شيخ قريش ورئيسها وذو شرفها
يمدح ابن أخيه محمدا، وهو شاب قد ربى في حجره وهو يتيمه ومكفوله، وجار
مجرى أولاده، بمثل قوله:
وتلقوا ربيع الأبطحين محمدا * على ربوة في رأس عنقاء عيطل
وتأوى إليه هاشم، ان هاشما * عرانين كعب آخر بعد أول
ومثل قوله:
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
فان هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس، وإنما
هو من مديح الملوك والعظماء، فإذا تصورت انه شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجل
العظيم في محمد صلى الله عليه وآله وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد رباه في
حجر غلاما وعلى عاتقه طفلا، وبين يديه شابا، يأكل من زاده، ويأوى إلى داره
علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وان امره كان عظيما، وان الله تعالى أوقع
في القلوب والأنفس له منزلة رفيعة ومكانا جليلا (1).
نكات يجب التنبيه عليها
1 - قد أطبقت كلمة المترجمين لشيخنا المؤلف على أن اسمه هو: يحيى بن
الحسن بن الحسين فما في تعليقات بعض الأعاظم بترجمته، بالحسن بن الحسين
محمول على سهو القلم ويصحح بسقوط لفظ " يحيى " قبل الحسن.

(1) الشرح الحديدي ج 14 ص 63 طبع مصر.
تقديم 28

كما أن عد شيخنا المترجم له من علماء أهل السنة كما صدر عنه سهو آخر
حيث قال: وان كتاب العمدة من الكتب المعتبرة المعتمدة لديهم (1).
وكيف خفى على مثله انه من أعيان الطائفة المحقة ومحدثيهم ومن المتفانين
في حب أهل البيت المقتفين آثارهم.
2 - قال السيد الصدر في تأسيس الشيعة: آل البطريق بيت جليل بالحلة من
الشيعة الإمامية، بيت علم وفضل وأدب، اشتهر منهم صاحب الترجمة وابناه: علي بن
يحيى ومحمد بن يحيى (2).
3 قال في القاموس: البطريق كالكبريت: القائد من قواد الروم، تحت
يده عشرة آلاف رجل ثم الطرخان على خمسة آلاف ثم الفومس على مأتين.
4 - قال شيخنا المجيز الطهراني: ولعل المؤلف من ولد البطريق الذي عده
ابن النديم مع ابنه يحيى ابن بطريق من الربان المترجمين إلى العربية في عهد
المنصور العباسي واليه تعزى ترجمة تيماوس لأفلاطون، فيكون انتماؤه إلى بني أسد
بالولاء (3).
5 المشهور ان المترجم له توفى عام 600 عن عمر يبلغ 77 غير أن إسماعيل
پاشا في هدية العارفين ج 2 ص 522 ذكر ان المترجم له توفي حدود 605 ولم
يذكر مصدره.
6 ان شيخنا الطهراني قد عنون المترجم له في الثقات العيون في سادس
القرون وذكر انه تولد عام 533 وتوفى عام 600.
ومع ذلك قد عنونه في الأنوار الساطعة في المأة السابعة وأرخ ميلاده ووفاته
(633 - 700)

(1) لاحظ إحقاق الحق الجزء الثاني ص 406 و 509 والجزء الثالث ص 6.
(2) تأسيس الشيعة ص 130
(3) الثقات العيون ص 337.
تقديم 29

والصحيح هو ما ذكره في الثقات العيون، ولعله تصحيف لتاريخه الصحيح
وهو 533 - 700 بتبديل خمسة إلى ستة في الميلاد وستة إلى سبعة في الوفاة ومع
ذلك لم يعلم وجه لتكراره في الأنوار الساطعة لأنه لم يكن من علماء القرن السابع
بل كان من علماء القرن السادس.
تعريف بالكتاب الحاضر:
لقد قام المؤلف في هذا الكتاب بجمع وتدوين مناقب الامام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام الواردة في الصحاح والسنن والمسانيد لأهل السنة على نسق
خاص وترتيب مبتكر.
وقد استخرج هذه المناقب من: صحيحي البخاري ومسلم، ومن الجمع
بين الصحيحين للحميدي، ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستة لجامعه الشيخ
أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري ومسند أحمد بن حنبل الشيباني،
وتفسير الثعلبي الموسوم بالكشف والبيان لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن نعيم الثعلبي،
ومناقب الفقيه أبى الحسن بن علي بن محمد الطيب المعروف بابن المغازلي الواسطي
ومناقب أحمد بن حنبل المعروف بفضائل الصحابة إلى غير ذلك من الكتب التي
أشار إليه المؤلف في ديباجة الكتاب، وخلال فصوله.
وقد كان هذا الكتاب خير بداية لهذا النوع من التأليف والتصنيف أعني " جمع
المناقب من الصحاح والمسانيد أو السنن المعتبرة عند أهل السنة " وتوالت التأليف
والمصنفات على هذا النمط من بعد.
هذا والكتاب الحاضر، ويشتمل على تسع مأة وثلاثة عشر حديثا (1) في ستة وثلاثين فصلا ثم ذيله بعدة أمور ترى تفصيلها في فهرس الكتاب ولم يخصها بالفصل

(1) وقد بلغ عدد الأحاديث في هذه الطبعة 996 حديث وذلك بترقيم ما تكرر من
المتون وان لم يحاسبه المؤلف.
تقديم 30

وقد ذكر عدد أحاديث كل فصل في مقدمته.
كما ذكر المؤلف أسانيده وطرقه إلى مؤلفيها ورواتها في صدر الكتاب،
وهو يعرب عن مكانته في الحديث وتضلعه فيه وكثرة مشايخه وأساتذته، وبلوغه
الذروة في الإحاطة بالمناقب والفضائل.
* * *
عملية التحقيق والتخريج
ولقد طبع هذا الكتاب بالطباعة الحجرية في تبريز عام 1309 هجرية برعاية
آية الله الحاج ميرزا صادق التبريزي رضوان الله عليه (1).
ولما كانت النسخة المطبوعة بتلك الطبعة غير خالية من علة وعلات حتى أنه
قد سقط شئ من الأحاديث الموجود في الأصل، قامت لجنة التحقيق بجمع نسخ مخطوطة
مصححة لهذا الكتاب أبرزها:
1 - صورة فتوغرافية من نسخة مخطوطة عليها خطوط العلما ومشائخ كبار،
قد استنسخت عام 983 بخط زين العابدين. وهذه المخطوطة موجودة في الخزانة
الرضوية المباركة تحت رقم 2221.
2 - صورة فتوغرافية من النسخة المستنسخة من المخطوطة اليمانية العتيقة،
والنسخة موجودة في مكتبة آية الله المرعشي (دام ظله) العامة.
وقد حققت اللجنة هذا الكتاب على ضوء هذه المخطوطات، الا انها لم تقنع
بهذا القدر من التحقيق بل عمدت إلى عرض كل ما جاء فيه على المصادر التي نقل
المؤلف أحاديث كتابه هذا عنها، وقد أشارت اللجنة إلى الطبعات التي اعتمدتها من

(1) الزعيم الديني الكبير في آذربيجان المولود عام 1274 - المتوفى في قم المحمية عام 1351.
تقديم 31

هذه المصادر في عملية التخريج والتحقيق في آخر هذا الكتاب.
ويجدر بالذكر ان تفسير الثعلبي الموسوم بالكشف والبيان حيث إنه لم يطبع
إلى الان فان اللجنة رجعت إلى مخطوطة ناقصة لهذا التفسير موجودة في مكتبة
آية الله المرعشي (دام ظله) العامة، وارجع في القسم الناقص إلى كتاب " غاية المرام "
للعلامة المحدث البحراني الذي بث أحاديث المناقب من ذلك التفسير في فصول كتابه
المذكور وقد نقل المؤلف أحيانا عن كتب ليس منها اثر في المكتبات العامة فاخرجوا
ذلك القسم من الجوامع الحديثية ككنز العمال للمتقي النهدي وغيره.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
مدينة قم المقدسة
جعفر السبحاني
18 جمادى الأولى 1407
تقديم 32

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث الشيخ الأجل الأوحد العالم الامام الفقيه شمس الدين شرف الاسلام
سديد النطق أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق
الأسدي الحلى ضاعف الله سعده، قال:
الحمد لله شكرا لجزيل آلائه، واستدعاء لمزيد نعمائه، وثناء على حسن بلائه،
وذريعة إلى الواجب من ثنائه، وذخيرة معدودة (1) ليوم لقائه، القادر لذاته تمييزا
عن أرباب القدر، العالم لنفسه تنزيها على علوم البشر، الحي الموجود أزلا وأبدا
ترفعا عن شوائب الغير (2) وصلى الله على سيدنا محمد خيرة الخير وشفيع المحشر
وعلى الأئمة من آله النجم الزهر، ما طلع صباح ونور.
اما بعد: فإنه لما كثر اختلاص الخاص والعام في مناقب أمير المؤمنين على
ابن أبي طالب - صلوات الله وسلامه عليه - وذهب الناس في ذلك كل مذهب،
وصنف كل فريق من مناقبه على قدر وسعه وطاقته. وما وصل إليه من طرقه وروايته،
وان اختلفت آراءهم في الاعتقاد لإمامته من تقديم وتأخير مع أن سائر أهل الاسلام
مجمعون على القول بإمامته اجماعا لا يدخله شوب غرام، ولا يعتريه حوب أثام، بل

(1) وفى نسخة: ذخيرة معدة
(2) وفى نسخة: ترفعا عن سوء الغير.
1

هو الغاية الموغل في الرمي، ونهاية الباحث في الروى، إذ وجوبها عن وحى لاهوتي
ونص نبوي، واجماع من عدو وولى، ورأيت أكثر ذوي العلم (1) الا من عصمه
الله تعالى - مكبين على الاشتغال بما وضعه لهم مشائخهم من المصنفين في الأصول
والفروع، اخلادا منهم إلى راحة التقليد، واطراحا لوظيفة النظر في موضع الدليل
من الأصلين الذين هما: سنيخ (2) الهدى والتسديد، إذ جميع الدين ليس بمجرد
قياس ولا تخمين، بل هو مؤسس عليهما كتاب الله تعالى وما صح من سنة الرسول الأمين
لان من لا يراعيهما طالب للعلم من غير سبيله، ومقتحم ولوجه من غير بابه ودليله،
أثار لي ذلك عزما مع ما كان سبق من سؤال بعض السادة الاجلاء الديانين في أن
أؤلف في ذلك كتابا لم يسبق إلى مثله قديم عصر بالتصنيف، ولا حديث عهد بالتأليف
من كلام طرفي سنى صنف أو شيعي. يكون تنبيها للعالم الزكي، وتقويما للجاهل
الغوي الغبي، إذ هو من كلام الرب العلى وقول النبي الأمي صلى الله عليه وآله مستخرجا:
1 - من صحيحي مسلم والبخاري.
2 - ومن كتاب الجمع بينهما لأبي عبد الله ابن أبي نصر الحميدي.
3 - ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستة: موطأ من مالك بن انس الأصبحي
وصحيحي مسلم والبخاري، وكتاب السنن لأبي داود السجستاني، وصحيح الترمذي
والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي، من جمع الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية
بن عمار العبدري امام الحرمين السرقطي الأندلسي.
4 - ومسند أبى عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني.
5 - وتفسير القرآن للأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (3)
وأردف ذلك بما لعله شذ من هذه الكتب المشار إليها، بما صح اتصالي به من

(1) وفى نسخة: طلبة العلم
(2) وفى نسخة سنخ
(3) وفي نسخة: أحمد بن محمد بن نعيم الثعلبي والظاهر أن ما في المتن هو الصحيح.
2

مناقب الفقيه أبى الحسن علي بن محمد الطيب الحملاني المعروف بالمغازلي
الواسطي، وأن أذكر صحة اتصالي بذلك كله من طرقه ومظانه، بحيث لا يبقى ريب
يتخالج، ولا شك يتعالج، إذ القرآن هو النص المخترع والشرع المتبع.
واما الصحاح فهي القدوة للمذاهب الأربعة، والطرق لديهم (1) المهيعة،
إذ لو وقع منهم الشك في ما يوجبه العيان، لم يعترهم ريب في ما أخبر به الصحيحان فإذا
أضيف إليهما صحاح أربع أوجب حكم الشريعة أن يكون إليهما المرجع، فلذلك
أتيت بما حصل في الصحاح المتفق عليها من غير أن يخلط بنوع خارج عنها أو منتم
إليها لكون ذلك أحسم لشغب الشبهة والعناد، وأدخل (2) في باب الهداية والاسترشاد
فهذه عمدة كتب أهل الاسلام التي عليها عمل المستبصر عند أربابها، وبها الحجة
المستنصر عند طلابها، موضحة للمعقول، مصححة للمنقول إذ الانصاف مزيل لشغب
الشاغب، مريح لتعب التاعب، فصار ذلك من فروض الأعيان لا من فروض الكفايات
فلذلك لم يسع الاخلال به لموضع النهى عن ترك ما تعين (3) وجوبه، ولم يتضيق
وجوب ذلك الامن حيث الاطلاع على ما صح عندي من ذلك على طريق الاجماع
فان العلم كثير وليس كله بنافع، والخلق كثير وليس كله بتابع، وسيأتي بيان ما
وعدنا به مقرونا كل حديث بشبهه، وكل أصل أو فرع من آية أو أثر إلى مثله، وكل
(4) تصحيح ذلك قد سقط عنائه عنا إذ قام به المتقدمون. وإنما تحرينا أضافة ذلك
إلى أصل مثله مقرر عندنا من غير هذه الطرق، فصار ذلك اجماعا من كلا الطرفين
وطريق نجاة بقول الفريقين، لان الاجماع ما حصل عن اتفاق من كافة أهل الاسلام
لا بدعوى كل فريق لما صح عنده من طريق خاص له أو عام، فمن ارتاب في شئ

(1) وفى نسخة: إليهم.
(2) وفى نسخة: واخلد
(3) وفى نسخة: ما تيقن
(4) وفى نسخة: وكلفة.
3

مما ذكرناه فليطلبه من بابه يجده في مظانه على نحو ما ذكرناه من غير زيادة ولا نقصان
فبوضوح معالمه على ما أصلناه صار الخبر عيانا والإشارة بيانا، ولم يبق للدافع لذلك
يد تصول، ولا لسان يطول إذ الدافع لذلك عندهم كالدافع لكتاب الله والجاحد لسنة
رسول الله صلى الله عليه وآله والظافر بذلك كالمدلي بأوثق حجة، والعاثر عليه كالسالك لا نهج محجة
ومسند أحمد بن حنبل هو الغاية القصوى، والطريقة المثلى، والقدوة عندهم لأهل
الآخرة والأولى، فإذا ثبت في ذلك منقبة كان ثبوتها اجماعا من كافة أهل الاسلام
لكونها ثابتة عندهم من هذه الطرق الصحاح بثبوت الحق الناصع والدليل القاطع
وعلى مثال هذا الثبوت هي ثابتة من طرق شيعته صلى الله عليه عليه وآله غير أنى لم أذكر من طرق الشيعة
في ذلك دليلا مطردا ولا طريقا معتمدا كراهة أن يزكى الشاهد نفسه، والغارس غرسه
والقائل قيله والمستدل دليله، ولم يكن ذلك بمفرده حجة قاطعة للخصم القوى (1)
ولا عدة حصينة منه للمولى الولي، وإنما تحرينا ذلك رشدا، وطرقناه طرائق قددا،
وأحصينا أسانيده عددا، ليكون حجة على راويه لخصمه ومناويه، إذ عكس دليله عليه
أولى من توجه قول خصمه إليه، فيكون طيش السهم بيد نازعه، وحصد النبت بيد زارعه
وسأوضح لك من صحاح النصوص ما يسلم له المؤالف، تسليم الموافقة
والاستصحاب، ويستسلم له المخالف استسلام القهر والغلاب، فليس بعداوة الحق
ينتصر القاصر، ولا بدفع الأدلة ينتفع المكابر، فيعلم عند ذلك المؤالف والمخالف
ثبوت امامة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله بماذا أصل وجنى غرس
معتقدها وبماذا حصل فتستقر رواسي دولة الحق بحسن حليته، وتدحض مباني جولة
الباطل بقبح صورته، كما يثبت الفرق في قبول البينة بشاهد واحد، وقبول الأخرى
بشاهدين، فيكون مع هاتين الشهادتين براءة الذمة وطريقة الاحتياط، فأما براءة
الذمة فمن حيث ثبتت البينة عند الناقل من طريقه وصحة نقله الذي هو عنده حجة يأخذ
دينه عنه ويعتقد أنه مسؤول عما ثبت عنده منه. وأما طريقة الاحتياط فإنه قد احتاط لدينه

(1) وفى نسخة الغوى.
4

وبحث عن صحة يقينه من حيث أضاف إلى الثابت عنده من طريقه ما ثبت عند خصمه
وإن كان غير رفيقه، فثبت حينئذ أنه هو حجة المعبود، وشفيع المصدود، وعصمة اللاجئ
وامام المناجى وسيد الأئمة ورباني الأمة، واني لأقول في ذلك:
وفى تعب من يحسد (1) الشمس ضوءها * ويجهد أن يأتي لها بمثال (2)
ولم أتلق ذلك ظنا ولا تقليدا وإنما أخذته نقلا وتجريدا، لان بصحة النقل
يثبت الاستدلال، وببيان الطرق يزول الاحتمال (3) وقد ذكرت في ذلك:
محاسن من مجد متى تقرنوا (4) بها * محاسن أقوام تكن كالمعائب
فهذه أدلة من نصوص حالية الجيد، خالية (5) المزيد، سابغة الدلاص من
نوافذ الشبهات، وارية الزناد بمحكم البينات لا يوسى كليمها، ولا يرقى سليمها،
ولا يأمن نافرها، ولا ينشز غابرها، ولا تنفى رميتها، ولا تحجب أهلتها، تقوم لها
العقول وتقعد، وتخر لها أذقان الشبهات وتسجد، بل بها غنية عن كل طارق وما رد،
وبها ائتلف كل شارد ووارد [ولله ما يأتي ذكر في هذا] (6)
يصبو لها قلب العدو وسمعه * حتى ينيب فكيف ظنك بالولي
وسنبتدئ في أوائل الفصول بما ورد في ذلك الفصل من كتاب الله تعالى العزيز
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (7) إذا كان قد وردت
آية في ذلك المعنى الذي بنى الفصل عليه لئلا يتقدم على قول الرب قول المربوبين
وعلى قول الخالق قول المخلوقين، وإذا لم ترد آية في مثل ما بنى الفصل عليه، رتبناه
على مقتضى النصوص الواردة بمقتضى صحة الرواية بها، وسنختم أعجاز الفصول

(1) وفى حاشية المطبوع: يجحد بدل يحسد
(2) وفى نسخة: بضريب بدل بمثال
(3) وفى نسخة: الانتحال
(4) وفى حاشية المطبوع: تعرفوا بدل تقرنوا
(5) وفى نسخة: جالية
(6) وفى نسخة بزيادة بين المعقوفتين
(7) فصلت: 42.
5

بما سنح به الخاطر من معان تفلح الحجة وتوضح المحجة، لم تتلق من فم مادح،
ولم تقتبس من زند قادح، فيقال قد احتذا حذوه وأم قصده، بل هي من بنات الابكار
عدا وحصرا، ونتاج التذ كار نظما ونثرا ومن ذلك ما أقوله.
بكر فما افتر عنها كف حادثة * ولا ترقت إليها همة التوب (1)
وسنبدأ أيضا في أول كل فصل من المناقب بما جاء في تفسير قوله تعالى " إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (2). ونثنى بذكر الفصل
في تفسير قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى (3). وهذان
الفصلان يدلان على أن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - من أولى القربى
الذين أمر الله عز وجل بمودتهم، يدل عليه ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى:
" قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال باسناده يرفعه إلى العباس - رضي الله عنه
- وسيرد عليك الحديث باسناده في ما بعد - إن شاء الله تعالى - قال: فقال
العباس يا رسول الله! ما بال قريش يلقى بعضها بوجوه تكاد أن تسايل من الود،
ويلقوننا بوجوه قاطبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله -: أو يفعلون ذلك؟ قال العباس -
رضي الله عنه -: نعم، والذي بعثك بالحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله -: اما والذي
بعثني بالحق، لا يؤمنون حتى يحبوهم لي. فأدخل العباس في من لا يثبت الايمان الا
بمحبتهم، وهم أولوا القربى الذين أمر الله تعالى بمودتهم.
ومن ذلك ما ذكره الثعلبي أيضا في تفسير قوله تعالى: " ما أفاء الله على رسوله
من أهل القرى (يعنى من أموال كفار أهل القرى) فلله وللرسول ولذي القربى (4)
يعنى قرابة النبي - صلى الله عليه وآله - قال: وهم آل علي عليه السلام وآل العباس - رضي الله عنه

(1) وفى نسخة: النوب
(2) الأحزاب: 33
(3) الشورى: 23
(4) الحشر: 7.
6

وآل جعفر وآل عقيل - رضي الله عنهما -، ولم يشرك بهم غيرهم، وهذا وجه
صحيح يطرد على الصحة لأنه موافق لمذهب آل محمد - صلوات الله عليهم
يدل عليه ما هو مذكور عندهم في تفسير قوله تعالى: " واعلموا أنما غنمتم من
شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " (1) لان مستحق الخمس عندهم آل على
- عليه السلام - وآل العباس - رضي الله عنه - وآل جعفر وآل عقيل - عليه السلام - ولا يشرك
بهم غيرهم.
ويدل على صحة ذلك ما ذكره الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن
الطوسي في كتاب الأمالي في رابع كراسة منه في الجزء الثاني من امالي الشيخ
المفيد أبى عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (رضي الله عنهما) وهو ما
أخبرنا به الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القسم الطبري عن الشيخ أبى على
الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن عن والده الشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن
الطوسي عن الشيخ المفيد أبى عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي قال
أخبرنا أبو الطيب عبد الله بن علي بن إبراهيم العمرى قال: حدثنا أبو الحسن علي بن
حرب الطائي قال حدثنا محمد بن الفضل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله مالنا ولقريش
إذا تلاقوا، تلاقوا بوجوه مستبشرة وإذا لقونا، لقونا بغير ذلك. قال: فغضب النبي
صلى الله عليه وآله ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى
يحبكم لله ولرسوله. (2) فادخل العباس في جملة من لا يدخل قلب رجل الايمان
الا بحبهم.
وهذا أبلغ مما ذكره الثعلبي في المعنى لأنه ادخله بكاف الجمع الشاملة.
وأيضا ما ذكره الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المقدم ذكره في

(1) الأنفال: 41
(2) الأمالي للشيخ الطوسي ص 30 من الطبعة القديمة.
7

كتاب انس الوحيد في عاشر قائمة الجزء الأول من الكتاب المذكور بالاسناد المقدم
عن الغلابي، عن العباس بن بكار، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة عن
ابن عباس (رضي الله عنه): ان جبرئيل عليه السلام اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا محمد: حببتك
بكرامة أكرمك الله بها، سهم يجعله في قرابتك وابدأ بعمك العباس.
ويزيد ذلك بيانا وايضاحا ما ذكره الحسين بن محمد بن الحسين الحلواني
في كتابه الذي جمعه من لمع كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وكلام
الأئمة عليهم السلام قال: في لمع كلام الامام الزكي أبى الحسن علي بن محمد
العسكري عليه السلام لما سئله المتوكل فقال له، ما تقول بنو أبيك في العباس؟ قال: ما
يقولون في رجل فرض الله طاعته على الخلق وفرض طاعة العباس عليه (1) يريد بذلك
النبي صلى الله عليه وآله وان العباس (رضي الله عنه) والد وطاعته له كطاعة
الوالد.
ويزيد بيانا ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى [إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا] (2) قال الثعلبي باسناده وسيرد عليك الخبر
بذكر سنده فيما بعد (إن شاء الله تعالى) يرفعه إلى عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال:
قال: رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تعالى قسم الخلق فجعلني في خيرهما
قسما، فذلك قوله تعالى [وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين] (3) ثم جعل القسم
أثلاثا فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالى: [وأصحاب الميمنة ما أصحاب
الميمنة والسابقون السابقون] (4) فانا من السابقين وانا من خير السابقين، ثم جعل
الأولين قبايل، فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب

(1) البحار ج 50 ص 206
(2) سورة الأحزاب: 33
(3) الواقعة: 27
(4) الواقعة: 8 - 10.
8

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا] (1).
فقد أثبت (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخبر ان خيار خلق الله تعالى
هم أهل البيت وأهل البيت هم أولوا القربى الذين أمر الله بمودتهم، وقد تقدم ذكرهم.
فثبت انهم خلاصة الخير وعليهم وقع النص من النبي (صلى الله عليه وآله)
في هذا الأثر، والمواقف المقدسة الشريفة، الطاهرة النبوية الزكية الامامية، الناصرة
لدين الله، عضدها الله تعالى، بالنصر والبقاء، وأمد بها بالرفعة والعلاء، وملكها
نواصي الأعداء، ورفع بها منارا لأولياء، (2) من أهل هذا البيت الكريم،
الذي وقع النص عليه، وتوجه التخصيص بالوحي إليه، وبيمن تعيينها الميمونة
بسر الله تعالى لعبد دولتها خياره، بما رضى الله تعالى، في تأليف مناقب بيتها الكريم
ونسبها الصميم، واظهار ما نبذه العلماء من ذلك وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
فهذا هو الشرف الذي لا يدرك، والمجد الذي لا يستدرك، بل هو نسيج وحده
وفريده، عده بالوحي الناطق الإلهي، والأثر الصادق النبوي، وكما ورد في ذكرهم
مجتمعا في ألفاظ هذه الأخبار، ولم يفرق فكذا قد ورد مدحهم في نظم الاشعار
من شعراء آل محمد (عليهم السلام) ولم يفرقوا، فقد اتفق على أنهم آل الرسول
(صلى الله عليه وآله) نثر ألفاظ النبي الأمي ونظم شعراء شيعة علي عليه السلام فمن
ذلك قول: الكميت بن زيد الأسدي (رحمة الله عليه) في اثنا مدحه، وهو من
أفاضل شعراء الطبقة الأولى في الاسلام.
فهم الأقربون من كل خير * وهم الأبعدون من كل ذم
وهم الأرأفون بالناس في الرأفة * والأحلمون في الأحلام
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو * والشفاء للنفوس من الأسقام
أسرة الصادق الحديث أبى القاسم * فرع القدامس القدام

(1) الأحزاب: 33
(2) في نسخة: منازل الأولياء.
9

قوله - أبو الفضل يعنى العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) وقوله: القدامة
هما اسمان للشرف.
فهم شيعتي وقسمي من الأمة * حسبي من سائر الأقسام
ان أمت لا أمت ونفسي نفسان * من الشك في عمى أو تعام
عادلا غيرهم من الناس طرا * بهم لا همام لي ولا همام
أخلص الله لي هواي فما * أعرق نزعا ولا تطيش سهام
لا أبالي إذا حفظت أبا لقاسم * فيهم ملامة اللوام
وله أيضا من غيرها
وان أعذل العباس صنو نبينا * وصنوانه فيمن أعد واندب
ولا ابنيه عبد الله والفضل انني * حبيب يحب الهاشميين مصحب
الحبيب المنقاد وكذلك المصحب. ومن ذلك ما قال أبو الأسود الدئلي وهو
من الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى من شعراء الاسلام وشيعة أمير المؤمنين
علي (ع) حيث يقول:
يقول الأرذلون بنو قشير * طوال الدهر لا ننسى عليا
فقلت لهم وكيف يكون تركي * من الأعمال مفروضا عليا
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا
أحبهم لحب الله حتى * أجئ إذا بعثت على هويا
هوى اخترته منذ استدارت * رحى الاسلام لم يعدل سويا
بنو عم النبي وأقربوه * أحب الناس كلهم اليا
فان يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا
فقال له: بنو قشير: شككت يا أبا الأسود، فقال: ما شككت، ألم تسمعوا إلى
قول الله تعالى: " وانا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين " (1) أكان الله تعالى شاكا؟!

(1) السبأ: 24.
10

ولما اتفق المذهبان على مناقب العباس رضي الله عنه بنص القرآن المبين،
وقول الرسول الأمين، ونظم فصحاء المتقدمين، فما بعد ذلك دليل ملتمس، ولا منار
مقتبس، وإنما قدمناه في صدر الكتاب لاقتضاء الحال لتقديمه، وورود النص بتعظيمه،
فلذلك وقع الغناء عن افراده في باطن الكتاب بفصل مفرد، إذ مدار الفصول كلها
على هذين الفصلين، فحظه فيهما بين الرشاد وافر الزناد.
ثم نقدم في طريق الاخبار، الأول فالأول، على قضية تقديم المصنفين فنقدم
عبد الله بن أحمد بن حنبل أولا، والبخاري ثانيا، ومسلم بن الحجاج ثالثا، وأبا إسحاق
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رابعا، والحميدي خامسا، والفقيه أبا الحسن بن
المغازلي سادسا، ورزينا العبدري سابعا.
وقد سميته بعمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الأبرار أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب وصى المختار صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريته الأطهار وقد
فصلته فصولا بمقتضى فضائله، وطرقته طرقا لتعظيم منازله، فعدد فصوله خمسة وأربعون
فصلا، تشتمل على تسع مأة وعشر حديثا.
منها من مسند ابن حنبل مأة وأربعة وتسعون حديثا.
ومن صحيح البخاري، تسعة وسبعون حديثا.
ومن صحيح مسلم، خمسة وتسعون حديثا.
ومن تفسير الثعلبي، مأة وثمانية وعشرون حديثا.
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي، ستة وخمسون حديثا.
ومن مناقب ابن المغازلي، مأتان وتسعة وخمسون حديثا.
ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري، تسعة وأربعون
حديثا. (1)

(1) بين المعقوفتين من زيادات النسخة اليمانية وفى النسخة الرضوية توجد هذه
الزيادة باختلاف يسير في بعض الألفاظ.
11

ومن الجزء الأول من " غريب الحديث " لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث.
ومن كتاب المصابيح للفراء سبعة أحاديث.
ومن كتاب " الفردوس " لابن شيرويه الديلمي، ستة أحاديث. (1)
ومن كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق، حديثان.
ومن رواية ابن نعيم المحدث مما خرجه من كتاب الاستيعاب حديث واحد.
ومن كتاب الشريعة للآجري، حديث واحد.
ومن كتاب الحافظ أبى زكريا بن منذة، الذي ذكر فيه مناقب العباس رضي الله عنه
، حديث واحد.
ومن كتاب الملاحم لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى حديث واحد
ومن كتاب التاريخ للطبري حديثان.
منها في مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام ستة وثلاثون فصلا تشتمل على ست
مأة واثنين وثمانين حديثا (2).
منها من مسند ابن حنبل مأة وثمانية وسبعون حديثا، ومن صحيح البخاري
تسعة وثلاثون حديثا، ومن صحيح مسلم أربعة وثلاثون حديثا، ومن تفسير الثعلبي
مأة وخمسة أحاديث، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثون حديثا، ومن
" مناقب " الفقيه ابن المغازلي مأتان وخمسة وخمسون حديثا، ومن الجمع بين الصحاح
الستة لرزين العبدري أحد وأربعون حديثا، ومن كتاب الفردوس للديلمي حديث واحد
الفصل الأول في نسبه عليه السلام.
الفصل الثاني في كنيته عليه السلام.

(1) في النسخة المطبوعة هكذا: ومن كتاب التاريخ للطبري حديثان. منها
في مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام ستة وثلاثون فصلا. بتقديم وتأخير في العبارات
إلى آخر الفهرست.
(2) وفى نسخة: ست مأة وخمسة وثمانين حديثا.
12

الفصل الثالث في مولده عليه السلام.
الفصل الرابع في نسب أمه عليه السلام.
الفصل الخامس في ذكر وفاته عليه السلام.
الفصل السادس في ذكر عدد أولاده عليه السلام.
الفصل السابع في نقوش خواتيمه عليه السلام.
الفصل الثامن في قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا " (1).
الفصل التاسع في قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في
القربى " (2).
الفصل العاشر في أنه أول من أسلم وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله
الفصل الحادي عشر في قوله صلى الله عليه وآله -: " خلفت فيكم الثقلين وخلفت فيكم
خليفتين ".
الفصل الثاني عشر في أنه عليه السلام وصى رسول الله صلى الله عليه وآله.
الفصل الثالث عشر في الكناية له بلفظ " الخلافة " من قول النبي صلى الله عليه وآله
الفصل الرابع عشر في ذكر يوم غدير خم.
الفصل الخامس عشر في قوله تعالى، " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الآية (3).
الفصل السادس عشر في قوله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: أنت منى بمنزلة هارون من
موسى ".
الفصل السابع عشر في قوله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله
الخير بتمامه.

(1) الأحزاب: 33
(2) الشورى: 23
(3) المائدة: 56.
13

الفصل الثامن عشر في أخذه عليه السلام سورة براءة.
الفصل التاسع عشر في ذكر المواخاة له عليه السلام.
الفصل العشرون في سد الأبواب.
الفصل الحادي والعشرون في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول الآية " (1).
الفصل الثاني والعشرون في قوله تعالى: " قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم - الآية " (2).
الفصل الثالث والعشرون في قوله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج " (3)
الفصل الرابع والعشرون في قوله - صلى الله عليه وآله - لعلى - عليه السلام -: " على منى
وانا منه "
الفصل الخامس والعشرون في قوله - صلى الله عليه وآله - لعلى - عليه السلام -: " ان فيك مثلا
من عيسى بن مريم - عليهما السلام - ".
الفصل السادس والعشرون في قوله - صلى الله عليه وآله - لعلى - عليه السلام -: " لا يحبك الا مؤمن
ولا يبغضك الا منافق ".
الفصل السابع والعشرون في قوله - صلى الله عليه وآله -. " الصديقون ثلاثة "
الفصل الثامن والعشرون في ذكر خاصف النعل.
الفصل التاسع والعشرون في قوله - صلى الله عليه وآله - لعلى - عليه السلام -: " أنت وارثي
وحامل لوائي ".
الفصل الثلاثون في قوله تعالى: " ومن الناس من يشرى نفسه - الآية " (4)
الفصل الحادي والثلاثون في ذكر خبر الطائر.

(1) المجادلة: 12
(2) آل عمران: 61
(3) التوبة: 19
(4) البقرة: 207.
14

الفصل الثاني والثلاثون في ذكر قضاياه - عليه السلام -.
الفصل الثالث والثلاثون في أنه - صلوات الله عليه وآله قال: " سلوني قبل
أن تفقدوني " ولم يقل ذلك أحد سواه، وفنون شتى.
الفصل الرابع والثلاثون في قول النبي - صلى الله عليه وآله: " واجعل لي وزيرا من
أهلي " (1)، وفى فنون شتى من مناقبه - صلى الله عليه وآله -.
الفصل الخامس والثلاثون في فنون شتى من مناقبه - عليه السلام -.
الفصل السادس والثلاثون أيضا في فنون شتى من مناقبه - عليه السلام - وفى قوله تعالى:
" ان الله وملائكته يصلون على النبي " (2).
ومنها: في مناقب سيدة النساء فاطمة الزهراء - صلوات الله عليها - فصل واحد
يشتمل على اثنين وعشرين حديثا: منها من مسند ابن حنبل حديثان. ومن صحيح
البخاري أربعة أحاديث. ومن صحيح مسلم تسعة أحاديث. ومن تفسير الثعلبي
حديث واحد. ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديث واحد. ومن الجمع
بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري خمسة أحاديث.
ومنها: في مناقب " خديجة " - عليها السلام - فصل واحد يشتمل على خمسة عشر حديثا:
منها: من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث، ومن صحيح المسلم تسعة أحاديث. ومن
الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان. ومن كتاب " المغازي " لابن إسحاق حديثان
ومنها: في مناقب الحسن والحسين عليهما السلام فصل واحد يشتمل على سبعة وأربعين
حديثا منها: من مسند ابن حنبل ثلاثة أحاديث، ومن صحيح البخاري تسعة أحاديث،
ومن صحيح مسلم ستة أحاديث ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي سبعة أحاديث،
ومن الجمع بين الصحاح لرزين بن معاوية ثلاثة عشر حديثا، ومن كتاب " المصابيح "
للفراء حديثان، [ومن تفسير الثعلبي سبعة أحاديث] (3).

(1) طه: 29
(2) الأحزاب: 56
(3) بين المعقوفتين أخذناها من النسخة اليمانية. وبه يصير عدد الأحاديث سبعة
وأربعين حديثا.
15

ومنها: في مناقب جعفر ابن أبي طالب - رضى الله تعالى عنهما - فصل واحد
يشتمل على تسعة أحاديث: منها من صحيح البخاري حديث واحد، ومن الجمع
بين الصحيحين للحميدي حديثان، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية
العبدري ستة أحاديث.
ومنها ما جاء في أبى طالب - رضي الله عنه - فصل واحد يشتمل على ستة
أحاديث: منها من مسند ابن حنبل حديث واحد، ومن تفسير الثعلبي حديثان، ومن
تفسير " مقاتل " حديث واحد، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان.
ومنها: ما ورد في " الاثني عشر " خليفة فصل واحد يشتمل على سبعة وعشرين
حديثا: منها من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث. ومن صحيح مسلم أحد عشر
حديثا (1) ومن تفسير الثعلبي ثلاثة أحاديث، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي
سبعة أحاديث، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري حديثان
ومنها في مناقب " المهدى " عليه السلام فصل واحد يشتمل على خمسة وأربعين حديثا
مع ثلاثة أحاديث في بقاء الدجال: منها من صحيح البخاري في باب رفع الأمانة
حديث واحد، ومن صحيح مسلم النيشابوري تسعة أحاديث، ومن تفسير الثعلبي
ستة أحاديث، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي متفقا عليه من مسلم والبخاري
ستة أحاديث: ثلاثة منها في " المهدى " - صلوات الله عليه - من مسند " ثوبان "
- رضي الله عنه - حديث واحد، وحديثان من مسند أبي هريرة يذكر فيهما عن أبي هريرة
قول النبي - صلى الله عليه وآله -: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم
منكم! "، وثلاثة منها في بقاء الدجال، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين
بن معاوية العبدري من صحيح أبى داود السجستاني وهو كتاب السنن، ومن صحيح
الترمذي، ومن صحيح النسائي عشرة أحاديث، ومن الجزء الأول من كتاب " غريب
الحديث " لابن قتيبة الدينوري أربعة أحاديث، ومن كتاب المصابيح للفراء في باب اخبار

(1) وفى نسخة: اثنا عشر حديثا.
16

" المهدى " خمسة أحاديث، ومن كتاب " الفردوس " لابن شيرويه الديلمي أربعة أحاديث.
ومنها: في " الاحداث " بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله (1) - فصل واحد يشتمل
على ستين حديثا: منها من مسند ابن حنبل عشرة أحاديث، ومن صحيح البخاري
سبعة عشر حديثا، ومن صحيح مسلم أربعة أحاديث، ومن تفسير الثعلبي عشرة أحاديث
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي عشرة أحاديث، ومن " مناقب " ابن المغازلي
حديث، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري ثمانية أحاديث.
فهذه جملة فصول الكتاب وعدد أحاديثه. وقد روى " أبو سعيد الخدري " -
رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من
سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي (2) وروى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
" من نقل عنى إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر
في جملة الشهداء (3)، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (4).
وهذا الكتاب يشتمل على تسع مأة حديث وثلاثة عشر حديثا صحاحا (5)
متفقا عليها من كافة أهل الاسلام، إذ هي من كلا الطرفين من السنة مع اتفاق من
الشيعة عليها، فوجبت الجنة لنا ولمن رواها عنا قطعا، إذ الجنة على مقتضى هذين
الحديثين تجب بأربعين حديثا، فهذه أضعاف ما ذكر في الخبرين المذكورين، إذ
كلها عنه - صلوات الله عليه وآله وسلم -.
فهو كما قال المعرى:
وانى وان كنت الأخير زمانه * لات بما لا تستطيع الأوائل

(1) وفى نسخة: وذكر أعداء أمير المؤمنين (ع)
(2) شرح جامع الصغير للسيوطي من أبى عمرو أبى عباس نقلا من معجم الطبراني
الأوسط والكامل لابن عدي ج 2 ص 170
(3) كنز العمال الجزء العاشر ص 225 نقلا عن ابن الجوزي في العلل عن ابن عمر
(4) مسند أحمد ج 3 ص 44 من مسند أبي سعيد الخدري
(5) وفى نسخة: وهذا الكتاب يشتمل على سبع مأة وعشرين حديثا.
17

فصل
في ذكر طرق أسانيد هذا الكتاب
طريق رواية " مناقب " أبى عبد الرحمان أحمد بن حنبل:
يعنى ما رواه من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: أخبرنا السيد
الاجل العالم نقيب النقباء الطاهر الأوحد، مجد الدين، فخر الاسلام، عز الدولة
تاج الملة، ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد الله أحمد بن الطاهر الأوحد،
ذي المناقب أبى الحسن علي بن الطاهر الأوحد،، ذي المناقب أبى الغنائم المعمر بن
أحمد بن عبيد الله الحسيني - رضي الله عنه - قال:
أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم
الصيرفي، عن الشيخ أبى طاهر محمد بن علي بن يوسف المقرى المعروف بابن
العلاف، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيفي، عن أبي عبد الرحمان
عبد الله أحمد بن حنبل، عن والده أحمد بن حنبل.
وطريق رواية صحيح البخاري:
أخبرنا به الشيخ العدل، أبو جعفر اقبال ابن المبارك ابن محمد العكبري الواسطي
في جمادى الأولى من سنة أربع وثمانين وخمس مأة، عن الشيخ الحافظ المعمر
يوسف بن محمد بن علي الهروي، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حموية
السرخسي، عن أبي عبد الله القزويني، عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن إسماعيل
البخاري المصنف.
وأخبرنا به أيضا من طريق آخر: الشيخ امام المقرى، صدر الجامع للقراء
بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني في شهر رمضان سنة
تسع وسبعين وخمس مأة، قال: حدثنا الشيخ الامام الحافظ أبو الوقت عبد الأول
ابن شعيب بن عيسى السنجري قراءة عليه في دار الوزارة العونية بقصر الخلافة المعظمة
18

في صفر سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة فأقربه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن (1)
الداودي عن ابن حموية السرخسي، عن العزيزي، عن أبي عبد الله محمد ابن
إسماعيل البخاري المصنف.
[أخبرنا عن رجل من ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وابل بن
قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمر بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار الشيباني: الامام
الرباني مروزي الأصل ولد سنة أربع وستين ومأة في ربيع الاخر وتوفى في يوم الجمعة
ضحوة لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول وقيل: ربيع الاخر سنة إحدى وأربعين
ومأتين وهو ابن سبع وسبعين سنة وعرف الصحيح من السقيم والمجروح من مستقيم] (2)
وطريق رواية صحيح مسلم.
أخبرنا الشيخ الامام المقرى: أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني
صدر الجامع بواسط المقدم ذكره قال: أخبرنا الشيخ الامام الشريف، نقيب العباسيين
بمكة - حرسها الله تعالى - أحمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد
في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة، قال: أخبرنا الفقيه أبو عبد الله
الحسين بن علي الطبري نزيل مكة - حرسها الله تعالى - عن أبي الحسين، عبد الغافر
بن محمد الفارسي، عن أحمد بن محمد بن عيسى الجلودي (3) عن الفقيه إبراهيم
بن محمد بن سفيان، عن الفقيه مسلم بن الحجاج النيشابوري القشيري المصنف.
وطريق رواية تفسير الثعلبي.
وهو كتاب " الكشف والبيان في تفسير القرآن ".
أخبرنا السيد الاجل: محمد بن يحيى بن محمد ابن أبي السطلين العلوي الواعظ

(1) وفى نسخة: الإمام أبو الحسين الداودي
(2) وهذا من زيادات النسخة الرضوية وكان الأولى تقديمه على ما قبله
(3) وفى نسخة: عن أبي احمد محمد بن عيسى.
19

البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمس مأة عن الفقيه أبى الخير أحمد بن سعيد (1)
ابن يوسف القزويني الشافعي المدرس بالمدرسة النظامية ببغداد في شعبان من سنة
سبعين وخمس مأة بروايته عن محمد بن أحمد الأرغياني الفقيه، عن القاضي الحافظ
حاكم بلخ أحمد بن أحمد بن محمد البلخي عن يحيى بن محمد الأصفهاني (2) عن
الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المصنف.
وطريق رواية الجمع بين الصحيحين لأبي عبد الله محمد ابن أبي نصر
الحميدي.
فإنني أرويه عن الأمير الاجل، العالم، عز الدين أبى الحسن محمد بن الحسن
بن علي ابن الوزير (3) أبى العلى في شهر ربيع الأول في سنة خمس وثمانين وخمس
مأة، لحق روايته عن الشريف الخطيب: أبى يعلى حيدرة بن بدر الرشيدي الهاشمي
الواسطي، لحق روايته عن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف.
وفى طريق آخر: أخبرنا القاضي أبو الفتوح، نصر الله بن علي بن منصور بن
حراسة، قاضى الوقف الكبير ببربيسما عن سعيد (4) عن أبي عبد الله محمد ابن أبي نصر
الحميدي المصنف.
وفى طريق آخر: أخبرنا الشيخ الامام المقرى، أبو بكر عبد الله بن منصور
بن عمران الباقلاني صدر الجامع بواسط العراق. قال: أخبرنا الشيخ الامام الحافظ
أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي البغدادي، عن أبي عبد الله محمد
ابن أبي نصر الحميدي المصنف.
وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه

(1) وفى بعض النسخ: أحمد بن إسماعيل بن يوسف
(2) وفى نسخة باسقاط يحيى بن محمد كما في الأخرى: حاكم بلخ بن محمد
" باسقاط أحمد بن أحمد ".
(3) في نسخة: على الوزير
(4) وفي نسخة: عن سعيدة.
20

عليه تصنيف الفقيه أبى الحسن علي بن محمد بن الطيب الخطيب الجلابي الشافعي.
المعروف بالمغازلي الواسطي.
أخبرنا الشيخ امام المقرى، صدر الجامع للقراء بواسط العراق أبو بكر
عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمس مأة
قال: حدثني به العدل، العالم المعمر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد عن والده
الفقيه أبى الحسن على الشافعي المصنف.
وطريق رواية الجمع بين الصحاح الستة.
وهي: موطأ مالك بن انس الأصبحي، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم
النيشابوري، وصحيح الترمذي، وصحيح أبى داود السجستاني - وهو كتاب السنن -
وصحيح النسائي الكبير تصنيف الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري
السرقطي الأندلسي.
أخبرنا الشيخ الامام المقرى، أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني
الواسطي الشافعي صدر الجامع للقراء بواسط العراق في شهر رمضان من سنة تسع
وسبعين وخمس مأة، (1) عن الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري
السرقطي الأندلسي المصنف.
وفى طريق آخر: أخبرنا الشيخ الامام المقرى، أبو جعفر المبارك بن أحمد
بن زريق الحداد الواسطي صدر الجامع للإمامة بواسط العراق في سلخ صفر سنة
خمس وثمانين وخمس مأة، عن الشيخ أبى الحسن رزين ابن معاوية بن عمار العبدري
السرقسطي الأندلسي المصنف.
وطريق رواية أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري المصنف
لما يرويه في صحيح البخاري:
فإنه سمعه على أبى مكتوم: عيسى ابن أبي ذر عن أبيه عن الحموي والمستملي

(1) وفى نسخة: من سنة تسع وخمسين وخمس مأة.
21

والكشمهني، ثلاثتهم عن العزيزي عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المصنف
وطريق روايته لموطأ مالك بن أنس الأصبحي:
فإنه يرويه عن أبي مصعب بهذا السند المقدم وكذلك اختلاف الموطئات
وسمع ذلك عن يحيى بن يحيى، عن الفقيه أبى الحسن الصقلى، امام المغاربة بمكة،
عن القاضي أبى الوليد الناجي عن شيوخه وعلى المقرى أبى العباس الشاطبي عن
عبد العزيز بن خلف، عن أبي داود تلميذ أبى عمرو الداني، وسمع على على أبى
عمر ويوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، عن سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ
عن محمد بن وضاح، عن يحيى، عن مالك المصنف.
وطريق رواية صحيح مسلم.
فإنه سمعه على الفقيه، حسين بن علي الطبري، عن عبد الغافر بن محمد الفارسي
عن محمد بن عيسى الجلودي، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان (1) عن مسلم بن
الحجاج النيشابوري القشيري المصنف.
وطريق رواية صحيح السنن لأبي داود:
فإنه سمعه على الشيخ إبراهيم بن عمر البصري، عن التستري، عن القاضي
أبى عمرو الهاشمي، عن أبي على اللؤلؤي، عن أبي داود السجستاني المصنف.
وطريق رواية صحيح الترمذي
فإنه سمعه على الشيخ أبى الحجاج يوسف بن علي القضاعي عن ساعد بن
سيار الهروي، عن أبي (2) عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن عبد الجبار بن محمد
المروزي، عن أبي عيسى الترمذي المصنف.
وطريق رواية صحيح النسائي الكبير
فناوله إياه عيسى ابن أبي ذر مناولة فهذه طرق روايته لهذه الصحاح الستة

(1) وفى نسخة: عن إبراهيم بن محمد عن سفيان
(2) وفى نسخة: عن ابن عامر.
22

وهي أيضا طرق روايتنا لها من طريق أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري
الراوي المصنف.
الفصل الأول
في نسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم
من مسند أبى عبد الرحمان ابن أحمد بن حنبل
1 - أخبرنا السيد الاجل، العالم الطاهر، الأوحد، نقيب النقباء، مجد الدين،
فخر الاسلام عز الدولة، تاج الملة، ذو المناقب، مرتضى أمير المؤمنين: أبو عبد الله
أحمد ابن الطاهر، الأوحد، ذي المناقب، أبى الحسن على ابن الطاهر الأوحد
أبى الغنائم المعمر ابن محمد بن أحمد بن عبد الله الحسيني.
وعن الشيخ الصالح أبى الخير، المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم
الصيرفي، عن الشيخ أبى طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقرى المعروف
بابن العلاف، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، عن أبي
عبد الرحمان بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال:
على ابن أبي طالب عليه السلام " واسم أبى طالب: " عبد مناف " بن عبد المطلب " واسم
عبد المطلب: " شيبة " بن هاشم واسم هاشم " عمرو " ابن عبد مناف " واسم عبد مناف ":
المغيرة " ابن قصي " واسم قصي: " زيد " ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن
غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر
ابن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشحب " وقيل: " اسحب "
بن بنت بن قيدار بن إسماعيل. " وإسماعيل " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة التي نزل
بها القرآن، وأول من ركب الخيل وكانت وحوشا، وهو " ابن عروق الثرى
خليل الله إبراهيم عليه السلام بن تارخ بن ناحوذ " وقيل: الناحر " بن ساروع بن ارغو
ابن قالع " وهو قاسم الأرض بين أهلها " بن عابر " وهو هود النبي عليه السلام " ابن شالخ بن
23

أرفحشد " وهو الرافذ " بن سام بن نوح عليه السلام ابن مالك " وهو في لغة العرب: ملكان "
بن متوشلخ " وهو المثوب " بن أخنخ " وهو إدريس " النبي عليه السلام " بن يزد " وهو اليارد "
بن مهلائيل بن قينان بن أنوش وهو " الطاهر " بن شيث " وهو هبة الله تعالى، ويقال
أيضا: شاث " بن آدم أبى البشر عليه السلام. (1)
2 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقول: " إذا وصل النسب إلى معد بن عدنان
إلى إبراهيم عليه السلام كذب النسابون ". يريد أنه ما بعد (2) إبراهيم عليه السلام. وقيل: انه
إنما قال ذلك عليه السلام إذا وصل النسب إلى معد بن عدنان وهو الصحيح والله أعلم.
وإنما هذا فهو النسب المتعارف.
[وقوله صلى الله عليه وآله: كذب النسابون يريد به وجب، كما يقال: كذب لك على مال
أي وجب لك على مال. وقد روى: انه صلى الله عليه وآله قال كذب النسابون ان قالوا: ما نعلم
ما وراء ذلك انا ابن الذبيحين ولا فخر] (3).
الفصل الثاني
في كنيته عليه السلام
له عليه السلام كنيتان: إحداهما: " أبو الحسن ". ولد بمكة في بيت الله الحرام سنة
ثلاثين من عام الفيل يوم الجمعة الثالث عشر من رجب، ولم يولد قبله ولا بعده مولود
في بيت الله تعالى سواه، منا من الله سبحانه وتعالى عليه بذلك واجلاء لمحله في
التعظيم.
3 - الثانية: " أبو تراب " من مسند أحمد بن حنبل وبالاسناد المقدم، قال:
حدثنا أبو عبد الرحمان بن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن والده، قال: حدثني على

(1) فضائل الصحابة ج 1 ص 550 ح 929 باختصار.
(2) وفى نسخة: يريد بذلك ما بعد...
(3) هذه الزيادة من النسخة الرضوية.
24

بن بحر قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني
يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي [عن محمد بن كعب القرظي] (1) عن محمد بن
خيثم أبى يزيد، عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي عليه السلام رفيقين في غزوة ذات
العشيرة، فلما نزلها النبي صلى الله عليه وآله فأقام بها، رأينا ناسا من بنى مذبح يعملون في عين
لهم في نخل، فقال لي علي عليه السلام: يا أبا اليقظان! هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف
يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى
فاضطجعنا في صور (2) من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا
الا رسول الله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلى: " يا أبا تراب "! - لما يرى عليه من التراب - قال: ألا أحدثكم بأشقى الناس
رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: أحمير ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك
يا علي على هذه - يعنى قرنه - حتى تبل منه هذه - يعنى لحيته (3).
4 - ومن الجزء الأول من صحيح البخاري في باب نوم الرجل في المسجد في
نصف المجلدة أو زيادة على ذلك من أجزاء ثمانية، بالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة
بن سعيد، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: جاء
رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى بيت فاطمة - عليها السلام - فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين
ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج فلم يقل (4) عندي. فقال النبي
- صلى الله عليه وآله - لانسان: أنظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد فجاء
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو مضطجع فوجده قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل

(1) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر
(2) أي جماعة
(3) مسند أحمد الجزء الرابع ص 263 - وفضائل الصحابة له ج 2 ص 686
ح 1172
(4) وفى نسخة: فلم يقم
25

رسول الله يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب قم أبا تراب؟ (1).
5 - ومن صحيح البخاري أيضا في الجزء الرابع من اجزاء ثمانية في ثلثه الأخير
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم،
عن أبيه، أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند
المنبر، قال: فيقول ماذا؟ قال يقول له: أبو تراب. فضحك وقال: والله ما سماه
الا النبي - صلى الله عليه وآله - وما كان له اسم أحب إليه منه، فاستطعمت الحديث سهلا فقلت
يا أبا عباس: كيف؟ قال: دخل على على فاطمة - عليهما السلام - ثم خرج فاضطجع في
المسجد، فقال النبي - صلى الله عليه وآله: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد. فخرج إليه
فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن
ظهره فيقول: اجلس يا أبا تراب؟ " مرتين " (2).
6 - ومن صحيح مسلم في ثالث كراس من الجزء الرابع من اجزاء ستة في
باب فضائل على ابن أبي طالب صلوات الله عليه وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة بن
سعيد، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: استعمل
على المدينة رجل من آل مروان، فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليا، قال: فأبى سهل
فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب (3) فقال سهل: ما كان لعلى صلى الله عليه وآله اسم
أحب إليه من أبى تراب [وإن كان ليفرح إذا دعى بها فقال له: أخبرنا عن قصته،
لم سمى أبا تراب؟] (4) قال: دخل رسول الله (ص) بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت
فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شئ، فغاضبني عليه فخرج ولم يقل
عندي، فقال رسول الله لانسان: أنظر أين هو؟ فجاء، فقال يا رسول الله: هو في المسجد
راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب،

(1) صحيح البخاري الجزء الأول ص 92
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 19 - 18
(3) وفى المطبوع من صحيح مسلم: أبا التراب وكذا في ما يأتي
(4) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
26

فجعلا رسول الله بمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب! قم أبا تراب (1).
ولو أنصفت في حكمها أم مالك * إذا لرأت تلك المساوي محاسنا
7 - ومن مناقب الفقيه أبى الحسن على ابن المغازلي الشافعي الواسطي، الخبر
الأول الذي من مسند أحمد بن حنبل فإنه يرويه ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن
عبد الوهاب يرفعه إلى عمار - رحمه الله -: والثاني الذي عن سهل بن سعد فإنه
يرويه أيضا عن يحيى ابن أبي طالب عن محمد بن الصلت. والثالث الذي من صحيح
مسلم فإنه يرويه ابن المغازلي أيضا عن القاضي أبى محمد يوسف بن رباح يرفعه
إلى سهل بن سعد أيضا، وذكر الفقيه أبو الحسن على ابن المغازلي عقيب ذلك
بالاسناد المقدم قال: أخبرني أحمد بن محمد، قال أخبرني أحمد بن علي بن جعفر
قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني أحمد ابن أبي خيثمة. قال: حدثني
أحمد بن حنبل، قال: بويع لعلى ابن أبي طالب عليه السلام سنة خمس وثلاثين، وكانت
وقعة الجمل سنة ست وثلاثين، ثم كانت صفين في ربيع الاخر من سنة سبع وثلاثين
ثم قتل - عليه السلام - في شهر رمضان يوم الجمعة تاسع عشر ليلة من رمضان سنة أربعين (2).
الفصل الثالث
في مولده عليه السلام
8 - من مناقب الفقيه ابن المغازلي أيضا بالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو طاهر
محمد بن علي بن محمد البيع قال: حدثنا أبو عبد الله (3) بن خالد الكاتب، قال
حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الختلي، قال: حدثني عمر بن أحمد بن روح
الساجي، حدثني أبو طاهر يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدثني محمد بن سعيد
الدارمي، حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن علي عن أبيه علي بن

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123
(2) مناقب ابن المغازلي ص 10
(3) وفى المصدر: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب.
27

الحسين قال: كنت جالسا مع أبي ونحن زائرون قبر جدنا - صلى الله عليه وآله -
وهناك نسوان كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها: من أنت - رحمك الله -؟
قالت: أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان بن بنى ساعدة، فقلت لها: فهل عندك شئ
تحدثينا؟ فقالت: أي والله، حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك
بن العجلان الساعدي، أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ اقبل أبو طالب
كئيبا حزينا، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟! فقال: ان فاطمة بنت أسد في شدة
المخاض. ثم وضع يديه على وجهه فبينا هو كذلك، إذ اقبل محمد صلى الله عليه وآله فقال له:
ما شأنك يا عم؟! فقال: ان فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض. فأخذ بيده وجاء وهي
معه وقمنا معه، فجاء بها إلى الكعبة، فأجلسها في الكعبة، ثم قال: اجلسي على اسم الله
قال: فطلقت طلقة، فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه، فسماه
أبو طالب " عليا " وحمله النبي - صلى الله عليه وآله - حتى أداه إلى منزلها.
قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: " فوالله ما سمعت بشئ قط الا وهذا
أحسن منه ". (1)
الفصل الرابع
في نسب أمه - عليه السلام
9 - من مسند أحمد بن حنبل وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن القطان، قال: حدثنا محمد بن
بشر، قال: حدثنا زكريا، عن عامر - وهو الشعبي - قال: أم أمير المؤمنين على ابن أبي
طالب، فاطمة بنت أسد بن هاشم. قال: وذكر مصعب بن الزبير أن أم علي بن أبي
طالب عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهي أول هاشمية
ولدت هاشميا وهاجرت إلى النبي صلى الله عليه وآله وماتت وشهدها النبي صلى الله عليه وآله. (2)

(1) مناقب ابن المغازلي ص 6
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 555 - ح 933
28

الفصل الخامس
في ذكر وفاته - عليه السلام
وكان وفاته (1) - عليه السلام - بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة، وكان بقاؤه بعد
تسليم الامر إليه بعد عثمان، خمس سنين وأشهرا، وكانت وفاته عليه السلام ليلة الجمعة
إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، قتيلا بالسيف، قتله اللعين
ابن ملجم المرادي في مسجد الكوفة وقد خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلاة الصبح
ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك.
فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره باظهار النوم في جملة النيام ثار إليه
فضرب على أم رأسه بالسيف وكان مسموما، فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين
ويومها وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث الأخير (2) من الليل، ثم قضى نحبه صلى الله عليه وآله
شهيدا ولقى ربه - سبحانه وتعالى - مظلوما، وقد كان يعلم بذلك قبل أوانه ويخبر به
الناس قبل زمانه، وتولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين عليهما السلام بأمره لهما،
وحملاه إلى الغري من نجف الكوفة فدفناه هناك.
الفصل السادس
في ذكر عدد أولاده وأسمائهم - عليه السلام
وأولاده أمير المؤمنين عليه السلام سبعة وعشرون ذكرا وأنثى:
(1 و 2) الحسن والحسين عليهما السلام.
(3) زينب الكبرى.
(4) زينب الصغرى المكناة أم كلثوم.

(1) وفى نسخة: وكان بقائه...
(2) وفى نسخة: إلى نحو الثلث الأول من الليل.
29

أمهم فاطمة البتول سيدة نساء العالمين ابنة سيد المرسلين محمد خاتم النبيين
(5) محمد المكنى أبا القاسم، أمه خولة ابنة جعفر بن قيس الحنفية.
(6 و 7) عمر ورقية، وكانا توأمين، وأمهما أم حبيب بنت ربيعة.
(8 و 9 و 10 و 11) العباس وجعفر وعثمان وعبد الله: الشهداء مع أخيهم الحسين
عليهم السلام بطف كربلاء، أمهم " أم البنين " بنت حزام بن خالد (1) بن دارم.
(12 و 13) محمد الأصغر المكنى أبا بكر، وعبيد الله (2): الشهيدان مع
أخيهما الحسين بطف كربلاء أمهم ليلى ابنة مسعود الدارمية.
(14 و 15) يحيى وعبيد الله (3): أمهما أسماء بنت عميس الخثعمية.
(16 و 17) أم الحسن ورملة: أمهما (أم مسعود) وفى نسخة: " أم سعيد " بنت
عروة بن مسعود الثقفي.
(18، إلى 27) نفيسة، زينب الصغرى، رقية الصغرى، أم هاني أم الكرام،
وجمانة المكناة أم جعفر " وفى نسخة: ورقية "، وأمامة، وأم سلمة، وميمونة وخديجة،
وفاطمة رحمة الله عليهن لأمهات شتى.
وفى رواية أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرا،
كان سماه النبي وهو حمل، محسنا. فعلى هذه الرواية أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ثمانية
وعشرون ولدا (4).
الفصل السابع
في نقوش خواتيم أمير المؤمنين - عليه السلام
على الفص العقيق وهو خاتم الصلاة: لا إله إلا الله، عدة للقائه.

(1) وفى نسخة: بنت حازم بن خالد...
(2) وفى نسخة: عبد الله
(3) وفى نسخة: عبد الله
(4) كشف الغمة ج 2 ص 67.
30

وعلى الفص الفيروزج وهو للحرب نصر من الله وفتح قريب.
وعلى الفص الياقوت وهو لقضائه الله الملك وعلى عبده (1).
وعلى الفص الحديد الصيني وهو لختمه " لا إله الا الله محمد رسول الله ".
الفصل الثامن
في قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا: (2)
10 - من مسند ابن حنبل: أخبرنا السيد الاجل، العالم، نقيب النقباء، الطاهر
الأوحد، ذو المناقب، مجد الدين، فخر الاسلام، عز الدولة، تاج الملة، مرتضى
أمير المؤمنين أبو عبد الله، أحمد ابن الطاهر الأوحد أبى الحسن على ابن الطاهر الأوحد،
أبى الغنائم المعمر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله (3) الحسيني - رضي الله عنه قال:
أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسين (4) المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن
القاسم الصيرفي، عن الشيخ أبى الطاهر محمد بن علي بن يوسف المقرى المعروف
بابن العلاف، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمد ان ابن مالك القطيعي عن أبي
عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن والده أحمد قال:
حدثنا محمد بن مصعب وهو القرقسائي قال: حدثنا الأوزاعي، عن شداد بن عمارة
قال دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليا عليه السلام فشتموه فشتمته معهم
فلما قاموا قال لي: لم شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم
فقال: الا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -؟ قلت: بلى.

(1) وفى نسخة: وهو للقضاء، يا الله الملك
(2) الأحزاب: 33
(3) وفى نسخة: عبد الله
(4) وفى نسخة. أبو الخير.
31

فقال اتيت فاطمة عليها السلام أسألها عن علي عليه السلام فقالت: توجه إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله - فجلست انتظره حتى جاء رسول الله، فجلس ومعه على وحسن
وحسين، أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه
واجلس حسنا وحسينا، كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه " أو قال: كساء "
ثم تلا هذه الآية: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "
ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق (1).
11 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال:
حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عوف، عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن
أبيه، أن أم سلمة حدثته، قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتي يوما إذ قال الخادم
ان عليا وفاطمة في السدة، قالت فقال لي:
قومي فتنحى لي عن أهل بيتي، قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل
على وفاطمة ومعهما الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان صغيران، قالت:
فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، قال واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد
الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدف (2) عليهم خميصة سوداء فقال.
اللهم إليك، لا إلى النار، أنا وأهل بيتي، قالت فقلت: وأنا يا رسول الله؟ فقال
وأنت (3).
12 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال:
حدثنا عبد الله بن نمير، قال حدثنا عبد الملك - يعنى ابن أبي سليمان - قال: عن عطاء ابن أبي
رياح، قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر: أن النبي كان في بيتها فأتته فاطمة (ع)

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 978 - مسند أحمد الجزء الرابع ص 107
مع اختلاف قليل
(2) واردف
(3) مسند أحمد الجزء السادس ص 296.
32

ببرمة فيها حريرة (1) فدخلت بها عليه فقال لها:
ادعى لي زوجك وابنيك، قالت: فجاء على والحسن والحسين عليهم السلام فدخلوا
فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري
قالت: وانا اصلى في الحجرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية: " إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت: فاخذ فضل الكساء فغشاهم به
ثم اخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم
هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فأدخلت
رأسي البيت فقلت: وانا معكم يا رسول الله؟ قال: انك إلى خير، انك إلى خير.
قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلى، عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. قال
عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف الحجاف عن حوشب، عن أم سلمة بمثله
سواء (2).
13 - وبالاسناد المقدم أيضا قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثني أبي، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن شهر بن حوشب،
عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة:
إيتيني بزوجك وابنيك! فجائت بهم، فالقى عليهم كساء فدكيا، قال: ثم
وضع يده عليهم ثم قال: اللهم ان هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك
على محمد وعلى آل محمد انك حميد مجيد قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لادخل
معهم، فجذبه من يدي وقال: انك على خير (3).
14 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا إبراهيم

(1) الحريرة: الحسا من الدسم والدقيق وقيل: هو الدقيق الذي يطبخ بلبن - لسان
العرب.
(2) مسند أحمد بن حنبل الجزء السادس ص 292
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء السادس ص 323.
33

بن عبد الله قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا
الأوزاعي قال: حدثنا شداد أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع.
أنه حدثه قال: طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة: ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: فجاءا جميعا فدخلا ودخلت معهما، فأجلس عليا عن يساره وفاطمة عن يمينه
والحسن والحسين بين يديه، ثم التفع عليهم بثوبه، وقال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " اللهم ان هؤلاء أهلي اللهم أهلي أحق.
قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا من أهلك يا رسول الله؟ قال: وأنت
من أهلي، قال واثلة: فذلك أرجى ما أرجو من عملي (1).
15 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا أحمد بن محمد
عمر الحنفي، قال: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا سليمان ابن أبي سليمان الزهري قال
حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا عبد الرحمان ابن عمرو، حدثني شداد بن عبد الله
قال: سمعت واثلة بن الأسقع وقد جئ برأس الحسين بن علي عليهما السلام - قال: فلقيه
رجل من أهل الشام (2) فأظهر سرورا فغضب واثلة فقال: والله لا أزال أحب عليا
وفاطمة وحسنا وحسينا ابدا بعد إذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو في منزل أم سلمة يقول
فيهم ما قال، قال واثلة:
رأيت ذات يوم وقد جئت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو في منزل أم سلمة وجاء
الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى
وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي فجاء، ثم أردف عليهم كساء خيبريا
كأني أنظر إليه، ثم قال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " فقلت لواثلة: ما الرجس؟ فقال الشك في الله عز وجل (3).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 632 - ح 1077
(2) وفى المصدر: قال فلعنه رجل من أهل الشام فغضب واثلة
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 672 - ح 1149.
34

16 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بلج، قال: حدثنا
عمرو بن ميمون، قال:
انى لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط " والخبر طويل ذكرنا منه
موضع الحاجة في هذا الباب، وسنذكره بطوله في ذكر يوم الغدير وذكر العشر
الخصال في أمير المؤمنين، ونذكر بطوله في خبر الراية - أيضا - أن شاء الله تعالى "
قال ابن عباس - رحمه الله تعالى -:
وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام وقال -:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1).
17 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد - يعنى ابن بهرام - قال:
حدثني شهر [بن حوشب] قال سمعت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وآله - حين جاء نعى
الحسين بن علي عليهما السلام: لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه، قتلهم الله عز وجل
غروه وأذلوه، لعنهم الله، فانى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد جاءته فاطمة غدية
ببرمة، قد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها فوضعتها بين يديه، فقال لها:
أين ابن عمك؟ فقالت:
هو في البيت، قال: اذهبي فادعيه وإيتيني بابنيه. قالت: فجاءت تقود بابنيها
كل واحد منهما بيدها وعلى يمشى في اثرهما حتى دخلوا على رسول الله - ص -
فأجلسهما في حجره وجلس على، على يمينه وجلست فاطمة على يساره، قالت أم سلمة:
فاجتبذ من تحتي كساء خيبريا، كان بساطا لنا على المنامة في المدينة، فلفه رسول الله
صلى الله عليه وآله [عليهم] جميعا فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه
عز وجل وقال:

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 330.
35

اللهم هؤلاء أهل بيتي، اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم أهلي
اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا] قلت:
يا رسول الله، الست من أهلك؟ قال: بلى. فادخلي في الكساء. قالت:
فدخلت في الكساء بعد ما قضا دعائه لابن عمه على وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام (1).
ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع منه ومن صحيح مسلم أيضا في الجزء
الرابع منه على حد الكراسين من آخر الجزء واجزاء البخاري من ثمانية في جمع
المصنف واجزاء مسلم من ستة وهذا من المتفق عليه منهما.
وبالاسناد قال: أخبرنا بصحيح البخاري الشيخ الإمام أبو بكر عبد الله بن منصور
بن عمران الباقلاني المقرى، صدر الجامع للقراء بواسط العراق في رجب سنة
أربع وثمانين وخمس مأة، قال: أخبرنا الشيخ الامام الحافظ، أبو الوقت، عبد الأول
بن شعيب بن عيسى السنجري قراءة عليه في دار الوزارة العونية بقصر الخلافة
المعظمة في صفر من سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة فأقربه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو
الحسن الداودي، عن ابن حموية السرخسي، عن العزيزي، عن أبي عبد الله (2)
محمد بن إسماعيل البخاري المصنف.
وأخبرنا به أيضا - أيده الله تعالى - قال: أخبرنا الشيخ العدل، الثقة،
أبو جعفر اقبال بن المبارك بن محمد العكبري الواسطي، عن الشيخ الحافظ المعمر
يوسف بن محمد بن علي الهروي عن أبي محمد بن أحمد بن حموية السرخسي
عن أبي عبد الله العزيزي، عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المصنف

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 685 - ح 1170
(2) وفى النسخة الرضوية هكذا: محمد بن المبارك بن محمد العكبري الواسطي
عن الشيخ الحافظ المعمر يوسف بن محمد بن علي الروى، عن أبي محمد بن أحمد
بن حموية السرخسي، عن أبي عبد الله العزيزي، عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
المصنف يرفعه إلى مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة. وسيأتي ذكر الخبر.
36

يرفعه إلى مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة وسيأتي ذكر الخبر.
18 - واما صحيح مسلم، فأخبرنا به أيضا، قال أخبرنا به الشيخ الإمام أبو بكر
عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني المقرى، صدر الجامع بواسط العراق في
شهر الله الاحب، رجب من سنة أربع وثمانين (1) وخمس مأة.
قال: أخبرنا الشيخ الامام الشريف، نقيب العباسيين بمكة حرسها الله تعالى:
أحمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله بقصر الخلافة المعظمة مما يلي
باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة.
قال أخبرنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة حرسها الله
عن أبي الحسين عبد الغافر (2) محمد الفارسي عن أبي أحمد بن محمد بن عيسى
الجلودي، عن الفقيه إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن الشيخ مسلم بن الحجاج
القشيري النيشابوري المصنف بالاسناد المقدم قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، واللفظ لأبي بكر، قالا:
حدثنا محمد بن بشر، عن زكريا، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة قالت:
قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وآله غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن
بن علي فادخله، ثم جاء الحسين بن علي فادخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء
علي عليه السلام فادخله، ثم قال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (3) (4)
19 - ومن تفسير الثعلبي أخبرنا السيد الاجل محمد بن يحيى (5) عن محمد بن

(1) وفى نسخة: من سنة أربع وخمسين وخمس مأة.
(2) وفى نسخة: عبد الغافر بن محمد الفارسي
(3) الأحزاب: 33
(4) صحيح مسلم الجزء السابع ص 130
(5) وفى نسخة: يحيى بن محمد.
37

أبى السطلين العلوي البغدادي في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وخمس مأة
قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الخير (1) أحمد بن سعيد بن يوسف القزويني المدرس
بالمدرسة النظامية ب‍ " بغداد " في شعبان من سنة سبعين وخمس مأة، لحق روايته عن
محمد بن أحمد الأرغياني (2) الفقيه عن القاضي الحافظ حاكم بلخ أحمد بن أحمد
(3) البلخي عن يحيى بن محمد الأصفهاني عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن
محمد بن إبراهيم الثعلبي المصنف قال:
في تفسير قوله: " طه " قال: قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: طه - طهارة أهل بيت
محمد صلى الله عليه وآله ثم قرأ " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (4).
20 - وبالاسناد المقدم ذكره عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " (5) قال: روى سعد بن ظريف عن الأصبغ بن
نباتة عن علي - بن أبي طالب عليه السلام قال:
" في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش، إحداهما بيضاء والأخرى صفراء
في كل واحدة منهما سبعون الف غرفة، أبوابها وأكوابها من عرق واحد، فالبيضاء
لمحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته " (6).
21 - ومن تفسير الثعلبي أيضا، وبالاسناد المقدم قال: اخبرني عقيل بن محمد
الجرجاني، أخبرنا المعافى بن زكريا البغدادي، أخبرنا محمد بن جرير (7) حدثني
(المثنى) حدثني أبو بكر بن يحيى بن ريان الغنوي، حدثنا مسندا إلى مندل، عن الأعمش

(1) وفى نسخة: الفقيه أبو الحسين
(2) وفى نسخة: الأذغياني
(3) وفى نسخة: أحمد بن أحمد بن محمد البلخي
(4) تفسير الثعلبي المخطوط ص 41
(5) المائدة - 35
(6) غاية المرام ص 288
(7) وفى نسخة: أحمد بن جرير.
38

عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت هذه الآية في خمسة: في، وفي علي، وحسن
وحسين، وفاطمة " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1)
22 - وبه قال أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه، قال: حدثنا أبو بكر بن مالك
القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا
عبد الملك يعنى ابن سليمان، عن عطاء بن رياح، حدثني من سمع أم سلمة رضي الله عنها:
تذكر ان النبي صلى الله عليه وآله كان في بيتها، فأتته فاطمة صلوات الله عليها ببرمة فيها حريرة
فدخلت بها إليه فقال لها:
ادعى زوجك وابنيك، فجاء على، والحسن، والحسين، فدخلوا عليه، فجلسوا
يأكلون من تلك الحريرة وهو وهم، على منام له على دكان تحته كساء خيبري قالت،
وأنا في الحجرة اصلى، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت:
فاخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم اخرج يده وأومى بها إلى السماء ثم قال:
هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
قالت: فأدخلت رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال إنك إلى خير (2).
23 - وبالاسناد المقدم قال: وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن
عبد الله الثقفي، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا عبد الله بن الفضل، حدثنا الحسن بن علي
، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، حدثني ابن عم لي من بنى
الحارث (3) بن تيم الله (4) يقال له مجمع قال:

(1) تفسير الثعلبي المخطوط ص 139
(2) تفسير الثعلبي المخطوط ص 140
(3) وفى نسخة: من بنى الحرث
(4) وفى نسخة: تيم اللات.
39

دخلت مع أمي على عايشة (1) فسألتها عن علي عليه السلام فقالت:
سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، لقد رأيت عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا، وقد جمع رسول الله لفوعا (2) عليهم ثم قال: اللهم هؤلاء أهل
بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت: قلت: يا رسول الله انا
من أهلك؟ قال: تنحى، انك إلى خير (3).
24 - وبالاسناد قال: فأخبرني الحسن (4) بن محمد، حدثنا ابن حبش المقرى
حدثنا أبو القاسم المقرى، حدثنا أبو زرعة، حدثني عبد الرحمان بن عبد الملك بن
شيبة، اخبرني أبو فديك، حدثني ابن أبي مليكة، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار
عن أبيه، قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الرحمة هابطة من السماء قال: من يدعو مرتين
قالت زينب: أنا يا رسول الله، فقال: ادعى لي عليا، وفاطمة، والحسن، والحسين.
قال: فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله، وعليا وفاطمة تجاهه، ثم
غشاهم كساء خيبريا، ثم قال: اللهم ان لكل نبي اهلا، وهؤلاء أهل بيتي، وانزل الله
عز وجل: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقالت
زينب: يا رسول الله الا ادخل معكم؟ فقال رسول الله: مكانك، فإنك إلى خير
إن شاء الله (5).
25 - قال: وأخبرني الحسين بن محمد، حدثنا عمر بن الخطاب حدثنا
عبد الله بن الفضل، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن مصعب، عن

(1) في النسخة الرضوية هكذا: فسئلتها أمي قالت: رأيت خروجك يوم الجمل،
قالت إنه كان قدرا من الله فسئلتها عن علي...
(2) اللفوع: وفى بعض النسخ اللفاع: وهو ثوب يجلل به الجسد كله كساءا كان
أو غيره - النهاية ومجمع البحرين
(3) غاية المرام ص 288
(4) في بعض النسخ: الحسين
(5) غاية المرام ص 289 وإحقاق الحق ج 2 ص 546 نقلا عن الثعلبي.
40

الأوزاعي، عن شداد بن عمار قال:
دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليا فشتموه، فشتمته فلما
قاموا قال لي: لم شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم شتموه فشتمته معهم.
فقال: الا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: بلى.
قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها، أسألها عن علي " فقالت: توجه إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فجلست، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه على وحسن وحسين، كل واحد منهما
اخذ بيده، حتى دخل فأدنى عليا، وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، واجلس حسنا
وحسينا كل منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو كساء ثم تلا هذه الآية: " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ثم قال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق (1).
26 - وبالاسناد المقدم قال: اخبرني أبو عبد الله بن فنجوية الدينوري، حدثنا
ابن حبشي المقرى (2) حدثنا محمد بن عمران، حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن
أبيه، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنشدكم الله في أهل بيتي، مرتين. (3)
27 - وبالاسناد المقدم قال: وأخبرني أبو عبد الله، حدثنا أبو سعيد أحمد بن علي بن
عمر بن حبش الرازي، حدثنا أحمد بن عبد الرحيم الثاني (4) أبو عبد الرحمان،
حدثنا أبو كريب، حدثنا هشام، عن يونس (5) عن أبي داود عن أبي الحمراء قال:
أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يجيئ كل غداة فيقوم على باب على وفاطمة عليهما السلام فيقول: الصلاة

(1) تفسير الثعلبي مخطوط ص 140
(2) وفى نسخة: حدثنا حبش المقرى
(3) تفسير الثعلبي المخطوط ص 140 وإحقاق الحق ج 2 ص 546
(4) في إحقاق الحق ج 2 ص 547: الساتي
(5) وفى نسخة: عن يونس، عن أبي إسحاق، عن نفيع.
41

" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1)
28 - وبالاسناد المقدم قال: وأخبرني أبو عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن يوسف (2) بن مالك، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، قال: حدثنا
الحارث (3) بن عبد الله الحارثي قال: حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن
ربعي عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قسم الله الخلق قسمين، فجعلني في
خيرهما قسما.
فذلك قوله تعالى: " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (4) فانا من خير
أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرهما ثلثا، فذلك قوله تعالى:
" وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة
والسابقون السابقون (5). فانا من السابقين وانا من خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث
قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، (6).
فذلك قوله تعالى: " شعوبا وقبائل " (7) فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله
ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله سبحانه وتعالى: " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس باهل البيت ويطهركم تطهيرا (8).
29 - ومن تفسير الثعلبي وبالاسناد المقدم، عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى:

(1) تفسير الثعلبي - المخطوط ص 140
(2) وفى نسخة: عبد الله بن يوسف بن أحمد
(3) وفى نسخة: حدثنا الحرث
(4) الواقعة: 27
(5) الواقعة: 9 - 10
(6) وفى نسخة: في خيرها بيتا
(7) الحجرات: 13
(8) غاية المرام ص 289.
42

" اهدنا الصراط المستقيم " (1).
قال مسلم بن حيان: سمعت أبا يزيد يقول: صراط محمد وآله (2).
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي:
أخبرنا القاضي، الاجل، العالم، أبو الفتوح نصر الله بن علي بن منصور بن خراشة
قاضى الوقف الكبير " ببربيسما " قال: أخبرتنا سعيدة، لحق سماعها عن أبي عبد الله بن أبي
نصر الحميدي المصنف.
ومن طريق آخر: أخبرنا الأمير الاجل، العالم، الأوحد، عز الدين أبو الحسن
محمد بن الحسن بن علي بن أبي العلاء الوزير، في شهر ربيع الأول سنة خمس
وثمانين وخمس مأة، عن الشريف الخطيب أبى يعلى حيدرة (3) بن بدر الرشيدي
الواسطي الهاشمي في سنة خمس وخمسين وخمس مأة، لحق روايته عن أبي عبد الله
بن أبي نصر الحميدي المصنف.
ومن طريق آخر: أخبرنا الشيخ الامام المقرى أبو بكر عبد الله بن منصور ابن
عمران الباقلاني، صدر الجامع للقراء بواسط " العراق " في شهر ربيع الاخر من سنة
خمس وثمانين وخمس مأة عن الشيخ الامام الحافظ أبو الفضل محمد بن ماضني (4)
بن محمد بن علي السلامي البغدادي عن أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي المصنف
30 - وبالاسناد المقدم قال: الحديث السابع والستون (5) من المتفق عليه
في الصحيحين من البخاري ومسلم، من مسند عائشة، عن مصعب بن شيبة، عن صفية
بنت شيبة، عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله ذات غداة وعليه
مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاءه الحسين فدخل معه

(1) الحمد: 6
(2) غاية المرام ص 246 قال: مسلم بن حيان، سمعت أبا بريدة يقول:
(3) وفى نسخة باسقاط: حيدرة
(4) وفى نسخة: محمد بن ناصر
(5) وفى نسخة: الحديث الرابع والستون.
43

ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء على فادخله ثم قال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1) وليس
لمصعب بن شيبة عن صفية في مسند عائشة من الصحيحين غير هذا.
31 - ومن الجمع بين الصحاح الستة من " موطأ، مالك " وصحيحي مسلم
والبخاري وسنن أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح
النسائي من جمع الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقطي الأندلسي،
أخبرنا الشيخ الامام المقرى أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني، صدر الجامع
للقراء بواسط " العراق " عن الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية العبدري المصنف.
ومن طريق آخر أخبرنا الشيخ الامام المقرى أبو جعفر المبارك ابن احمد (2)
بن زريق الحداد صدر الجامع للإمامة بواسط " العراق " بذلك عن الشيخ أبى الحسن
رزين بن معاوية العبدري السرقطي الأندلسي المصنف.
وبالاسناد المقدم قال: في الجزء الثاني من اجزاء ثلاثة في تفسير سورة الأحزاب
ومن الصحيح أبى داود السجستاني " وهو كتاب سنن في تفسير قوله تعالى: " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " عن عائشة قالت:
خرج رسول الله وعليه مرط مرجل من شعر اسود فجاء الحسن فادخله، ثم
جاء الحسين فادخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء على فادخله، ثم قال: " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".
قال: وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله: ان هذه الآية نزلت في بيتها " إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت. وانا جالسة عند
الباب فقلت: يا رسول الله الست من أهل؟ فقال:
انك إلى خير، انك من أزواج رسول الله، قالت: وفى البيت رسول الله

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 130 - باب فضائل أهل البيت
(2) وفى نسخة: المبارك بن المبارك.
44

وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجللهم بكساء، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي
فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
32 - وباسناد المقدم من الجزء المذكور في سنن أبي داود وموطأ مالك عن
انس: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر حين
نزلت هذه الآية قريبة من ستة أشهر يقول: الصلاة يا أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (2).
33 - ومن الجزء الثالث من الكتاب أعني جمع رزين أيضا في باب مناقب
الحسن والحسين من صحيح أبى داود وهو سنن بالاسناد المقدم عن صفية بنت شيبة
قالت: قالت عائشة: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء
الحسن بن علي فادخله، ثم جاء الحسين فادخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء على
فادخله، ثم: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (3).
قال يحيى بن الحسن: فقد ثبت عصمتهم عليهم السلام لثبوت تنزيه الله تعالى لهم
واذهاب الرجس عنهم، والطهر خلاف الدنس، والتطهير: التنزه عن الاثم وعن كل
قبيح، ذكر ذلك صاحب المجمل في اللغة أحمد بن فارس اللغوي وهذا هو معنى
العصمة وهو ترك مواقعة الرجس وبمقتضى لفظ القرآن العزيز قد ورد لفظ الصحيح
من قول الرسول صلى الله عليه وآله.
فصار ذلك دليلا من الطرفين وطريق عصمته من الأصلين، لأنه إذا ثبت

(1) غاية المرام ص 289 نقلا عن الجمع بين الصحاح وتفسير الدر المنثور ج 5
ص 198.
(2) غاية المرام ص 289 نقلا من السنن وغيره. وأيضا ذكره السيوطي في
الدر المنثور الجزء الخامس ص 199.
(3) صحيح أبى داود ج 4 ص 44 باختصار. وغاية المرام ص 286 نقلا عن جمع
رزين من صحيح أبى داود.
45

اذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم بإرادة الله سبحانه وتعالى فلا يجوز ثبوت خلاف
ذلك فيهم بإرادة غير الله تعالى لان إرادة الله تعالى لا تغالب.
ومن قال بذلك لا يعد عاقلا، ومع ثبوت عصمتهم بإرادة الله سبحانه، واخبار
الرسول صلى الله عليه وآله بذلك امنا (1) وقوع الخطاء منهم عاجلا وآجلا وإذا امنا وقوع الخطاء
منهم وجب الاقتداء بهم دون من لم يؤمن منه وقوع الخطاء وتطرق الرجس عليه
وترك التطهير له. ومن يؤمن وقوع الخطاء منه، ثبت له انه يهدى إلى الحق لموضع
تنزيه الله تعالى له، وهدايته إياه، ومن كان كذلك، كان أحق بالاتباع لموضع
قول الله سبحانه: " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما
لكم كيف تحكمون " (2).
فقد أوجب الله سبحانه الاقتداء بمن يهدى إلى الحق وليس ذلك الا مع
تطهيره له، واذهاب الرجس عنه، ووبخ من لم يحكم بذلك، فصار ذلك حكم
الله تعالى: ومن لم يحكم به (3)، فكان من أهل هذه الآية: " ومن لم يحكم بما
انزل الله فأولئك هم الكافرون (4) ".
وقد قيل في هذا المعنى:
وبيت تقاصر عنه البيوت * وطال علوا على الفرقد
تحوم الملائك من حوله * ويصبح للوحي دار الندى (5)
الله اذهب كل رجس عنهم * بيتا وطهرهم من الأردان
أبياتهم منزل التنزيل والاملاك * والرحمات والرضوان
* * *

(1) صيغة متكلم مع لاغير من " أمن "
(2) يونس: 35
(3) وفى نسخة: ومن لم يحكم بما انزل الله فكان من أصحاب...
(4) المائدة: 44
(5) والبيتان لمحمد بن الطبري منه رحمه الله.
46

الفصل التاسع
في معنى قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " (1)
34 - " ومن مسند ابن حنبل " وبالاسناد المقدم حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، عن أبيه احمد، قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي
يذكر: ان الحارث ابن الحسن الطحان (2) حدثهم، قال: حدثنا حسين الأشقر،
عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
لما نزلت: " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " قالوا: يا رسول الله
من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال:
على، وفاطمة، وابناهما عليهم السلام (3).
35 - ومن صحيح البخاري: وبالاسناد المقدم من الجزء السادس من صحيح
البخاري على حد كراسين ونصف من أوله في تفسير قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه
اجرا الا المودة في القربى ". قال:
حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن
عبد الملك بن ميسرة: قال: سمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس انه سأل عن قوله تعالى
" الا المودة في القربى " قال سعيد بن جبير " قربى " آل محمد صلوات الله عليهم (4)
ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع من الكراس الرابعة منه، وكان
الجزء تسعة كرارس وهو أوفى من ثلاثة، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قيس بن
حفص وموسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا أبو قرة،

(1) الشورى - 23
(2) وفى كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل يذكر: ان حرب بن الحسن الطحان...
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 669 - ح 1141
(4) صحيح البخاري الجزء السادس ص 129.
47

مسلم بن سالم الهمداني، حدثنا عبد الله بن عيسى، سمع عبد الرحمان بن أبي ليلى
قال: لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا اهدى لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وآله؟
فقلت: بلى، فاهدها لي. فقال: سألنا رسول الله فقلنا يا رسول الله: كيف الصلاة
عليكم أهل البيت؟ فان الله قد علمنا كيف نسلم. قال: قولوا: اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد (1).
37 - ومن صحيح البخاري أيضا، في الجزء السادس في أول كراسة من
أوله، وبالاسناد المقدم، قال: حدثني سعيد بن يحيى قال حدثنا أبي، قال: حدثنا مسعر
عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قيل يا رسول الله اما السلام عليك
فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟.
قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم
انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم
انك حميد مجيد (2).
38 - وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث، قال:
حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلى عليك؟
قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل
إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم. قال أبو صالح
عن الليث: على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم (3).
39 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثنا ابن أبي حازم
والدراوردي، عن يزيد وقال: " كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع كتاب بدء الخلق ص 146
(2) صحيح البخاري الجزء السادس ص 120
(3) صحيح البخاري الجزء السادس ص 121.
48

كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم (1).
40 - ومن " صحيح مسلم " وبالاسناد المقدم من الجزء الخامس في أوله على
حد كراسين منه في تفسير قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى قال:
وسئل عن ابن عباس عن هذه الآية فقال: ابن جبير: هي في قربى آل محمد (2).
41 - ومن " صحيح مسلم " في الجزء الرابع منه في أوسطه: وبالاسناد المقدم
بالطريق المقدم للخبر من " صحيح البخاري " قال: قلنا يا رسول الله: اما السلام عليك
فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟
فقال صلى الله عليه وآله: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم (3)
42 - ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى: " ان الله وملائكته يصلون على النبي " (4)
وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عبد الله بن الحامد، قال: أخبرنا المطيري، قال: حدثنا
علي بن حرب، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا يزيد ابن زياد، قال: حدثنا أبو الحسن
بن أبي الفضل العبدري.
قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة،
حدثنا هيثم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله ابن أبي ليلى، قال حدثني
كعب بن عجرة قال:
لما نزلت: " ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية " قلنا: يا رسول الله قد
علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال:

(1) صحيح البخاري الجزء السادس ص 121
(2) صحيح البخاري الجزء السادس ص 129 وما وجدناه في صحيح مسلم ولكن
في غاية المرام ص 306 نقلا عن صحيح مسلم الجزء الخامس
(3) صحيح مسلم الجزء الثاني ص 16 باب الصلاة على النبي، الروايات في هذا
الباب متعددة ومجموعها متفق على نص واحد.
(4) الأحزاب: 56.
49

قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد (1)
43 - ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى: " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة
في القربى " (2)
وبالاسناد المقدم قال: اختلفوا في قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
الذين أمر الله بمودتهم، قال: فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل، حدثنا برهان
بن علي الصوفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن علي بن سليم الحضرمي، حدثنا حرب
بن الحسن الطحان، حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال:
لما نزلت " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " قالوا: يا رسول الله
من قرابتك؟ هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم؟ قال:
على وفاطمة، وابناهما، صلوات الله عليهم أجمعين (3).
قال: ودليل هذا التأويل ما حدثنا أبو منصور الخمشاوي (4) حدثني أبو عبد الله
الحافظ، اخبرني أبو بكر بن مالك، حدثنا محمد بن يونس حدثنا عبد الله بن عائشة،
حدثنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي بن حسين، عن أبيه،
عن جده، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
حسد الناس لي، فقال: اما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول من يدخل الجنة، أنا وأنت،
والحسن، والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمايلنا، وذريتنا خلف أزواجنا

(1) تفسير الثعلبي المخطوط ص 145 وغاية المرام ص 311
(2) الشورى: 23
(3) غاية المرام ص 306
(4) وفى نسخة: الخمشادي.
50

وشيعتنا من خلف ذريتنا (1)
44 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا الحسين، حدثنا أبو العباس محمد بن همام
حدثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين حدثني حسان يعنى ابن حسان، حدثنا حماد
بن سلمة، بن أخت حميد (2) الطويل، عن علي بن جدعان (3) عن شهر بن حوشب
عن أم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: لفاطمة عليها السلام،
إيتيني بزوجك وابنيك، فجائت بهم، فالقى عليهم كساء، ثم رفع يده عليهم
فقال: اللهم هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، فإنك حميد
مجيد، قالت: فرفعت الكساء لا دخل معهم، فاجتذبه، وقال: انك على خير (4).
45 - وقال: وروى أبو حاتم، عن أبي هريرة، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى علي وفاطمة، والحسن، والحسين، صلوات الله عليهم فقال: انا حرب لمن
حاربتم وسلم لمن سالمتم. (5).
46 - وبالاسناد قال: وأنبأني عقيل بن محمد، اخبرني المعافى بن المبتلى
حدثنا محمد بن جرير، حدثني محمد بن عمار، حدثنا إسماعيل بن ابان، حدثنا
الصباح بن يحيى المرى، عن السدى، عن أبي الديلم قال: لما جئ (6) بعلى
بن الحسين صلوات الله عليه، أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام
فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له علي بن الحسين
صلوات الله عليه: أقرأت القرآن؟ قال: نعم.
قال: قرأت آل " حم "؟ قال: نعم، قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل " حم " قال:

(1) تفسير الكشاف للزمخشري الجزء الثالث ص 81
(2) وفى نسخة: " أخت محمد "
(3) وفى نسخة: عن علي بن زيد بن جذعان
(4) وجدناه في تفسير الدر المنثور الجزء الخامس ص 198 باختلاف جزئي
(5) ذكره السيوطي في الدر المنثور الجزء الخامس ص 199 باختلاف جزئي
(6) وفى نسخة أخرى: " اتى ".
51

قرأت " قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى "؟ قال: أأنتم هم؟ قال: نعم (1).
47 - وبالاسناد قال أخبرنا أبو الحسن العلوي الوصي، حدثنا أحمد بن علي بن مهدي
، حدثني أبي، علي بن موسى الرضا، حدثني: موسى بن جعفر،
حدثني أبي جعفر الصادق، قال: كان نقش خاتم أبى محمد بن علي:
ظني بالله حسن * وبالنبي المؤتمن
وبالوصي ذي المنن * وبالحسين والحسن (2)
وبالاسناد قال: وأنشدني إبراهيم الجرجاني قال وأنشدني منصور الفقيه لنفسه:
إن كان حبى خمسة * زكت بهم فرائضي
وبغض من عاداهم * رفضا فانى رافضي
48 - وبالاسناد المقدم، قال الثعلبي: وقيل: " هم " ولد عبد المطلب، يدل عليه
ما أخبرنا به أبو العباس: سهل بن محمد بن سعيد المروزي، حدثنا جدي: أبو الحسن
المحمودي حدثنا أبو جعفر محمد بن عمران الاسترآبادي، حدثنا هدية بن عبد الوهاب،
حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن زياد اليمامي، حدثنا عكرمة
بن عمار اليمامي (3) عن إسحاق بن (4) عبد الله بن أبي طلحة، عن انس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة: انا وحمزة،
وجعفر، وعلى، والحسن، والحسين، والمهدى (5).
49 - وبالاسناد قال: أخبرنا يعقوب بن السرى، أخبرنا محمد بن عبد الله بن

(1) غاية المرام ص 306
(2) نقش الخواتيم لدى الأئمة نقلا عن نور الابصار ص 143 - كشف الغمة ج 2
ص 331.
(3) وفى نسخة: عمار اليماني
(4) وفى نسخة: عن إسحاق، عن عبد الله...
(5) رواه في تاريخ بغداد الجزء التاسع ص 434 ب‍ اختلاف قليل وذكره ابن
المغازلي في مناقبه ص 48.
52

جنيد، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عامر، حدثني أبي، حدثنا علي بن موسى
الرضا، حدثني أبي: موسى بن جعفر، حدثني أبي: جعفر ابن محمد، حدثني أبي: محمد
بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي: الحسين بن علي، حدثني أبي
علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي
ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب، ولم يجازه عليها، فانا أجازيه غدا
إذا لقيني يوم القيامة (1).
50 - وبالاسناد قال الثعلبي: وقيل " هم " الذين تحرم عليهم الصدقة ويقسم فيهم
الخمس، و (هم) بنو هاشم وبنو المطلب، الذين لم يفترقوا في الجاهلية والاسلام،
يدل عليه قوله عز وجل: واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي
القربى (2) وقوله عز وجل: وآت ذا القربى حقه (3) (4).
قال يحيى بن الحسن: وهذا الوجه هو لا يتعدى عليا وفاطمة، والحسن،
والحسين، فلا يشترك معهم سواهم الا من كان من نسلهم، يدل على ذلك قوله " لم
يفترقوا في الجاهلية والاسلام " وليس يوجد من هو كذلك الا من قال الله تعالى في
حقه: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (5).
فمن اذهب الله عنه الرجس وطهره، فذلك الذي لم يفترق في الجاهلية والاسلام،
ويشهد بصحة هذا، ما تقدم من تفسير الآية في تعيينهم بأسمائهم في أول الكتاب.
51 - وبالاسناد قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن فنجويه، حدثنا محمد بن
عبد الله بن برزة، حدثنا عبد الله بن شريك البزاز، حدثنا سليمان بن عبد الرحمان

(1) وجدناه في تفسير الكشاف للزمخشري الجزء الثالث ص 81
(2) الأنفال: 41
(3) الاسرى: 26
(4) تفسير الثعلبي المخطوط ص 165
(5) الأحزاب: 33.
53

بن بنت شرجيل، حدثنا مروان بن معاوية (1) القراري، حدثني يحيى بن كثير الأسدي
عن صالح ابن حيان الفرازي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن العباس بن عبد المطلب
رضي الله عنه قال:
يا رسول الله، ما بال قريش يلقى بعضها بعضا بوجوه تكاد ان تسايل من الود،
ويلقونا بوجوه قاطبة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو يفعلون ذلك؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق،
فقال: اما والذي بعثني بالحق، لا يؤمنوا حتى يحبوهم لي (2).
52 - وبالاسناد، قال الثعلبي: والدليل على صحة مذهبنا فيه (3) ما أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن حامد الأصبهاني، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين
البجلي، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق، حدثنا محمد بن أسلم الطوسي،
حدثنا يعلى بن عبيد البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم،
عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات
مغفورا له، الا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد
مات مؤمنا مستكمل الايمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت
بالجنة، ثم منكر ونكير، الا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف
العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره
الملائكة، بالرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن
مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه " آيس من رحمة الله تعالى)
ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة (4).

(1) وفى نسخة: حدثنا مروز بن معاوية
(2) الأمالي للشيخ الطوسي الطبعة القديمة ص 30
(3) وفى نسخة: " به "
(4) تفسير الكشاف للزمخشري الجزء الثالث ص 82.
54

ومن تفسير الثعلبي، في تفسير قوله تعالى: " ومن يقترف حسنة نزل له فيها
حسنا " (1).
53 - وبالاسناد قال: اخبرني ابن فنجويه، حدثنا ابن حنش، حدثنا أبو القاسم
الفضل، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا الحكم بن ظهير،
عن السدى، عن أبي مالك، عن ابن عباس: " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال:
المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله (2).
54 - ومن تفسير الثعلبي، بالاسناد المقدم في تفسير قوله تعالى في سورة النمل:
" يا أيها الناس علمنا منطق الطير " (3) قال: يقول القبرة في صياحه: " اللهم العن باغض
آل محمد صلى الله عليه وآله " (4).
55 - ومن تفسير الثعلبي، بالاسناد المقدم قوله سبحانه وتعالى من سورة
آل عمران.
" ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (5).
قال: حدثنا أبو محمد، عبد الله بن محمد القاضي، قال: حدثنا أبو الحسين
محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح
السبيعي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن ميثم بن نعيم، قال:
حدثنا أبو عبادة السلولي، عن الأعمش، عن أبي وابل قال:
قرأت في مصحف عبد الله ابن مسعود: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم
وآل محمد على العالمين " (6).

(1) الشورى: 23
(2) غاية المرام ص 306
(3) النمل: 16
(4) بحار الأنوار ج 61 ص 34 نقلا عن تفسير الثعلبي
(5) آل عمران: 33
(6) غاية المرام ص 318.
55

56 - ومن تفسير الثعلبي، قوله سبحانه وتعالى: " ما أفاء الله على رسوله من
أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " (1) وبالاسناد المقدم قال: قال ابن عباس
رضي الله عنه: هي قريظة والنضير وهما بالمدينة، وفدك، وهي من المدينة على ثلاثة
أميال، وخيبر، وقرى عرينة (1)، وينبع، جعلها الله تعالى لرسوله، يحكم فيها
ما أراد، واختلفوا فيها، فقال أناس: هلا قسمها، فأنزل الله سبحانه وتعالى. " ما أفاء الله
على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " (3) قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقوله تعالى: " من أهل القرى " يعنى من أموال كفار أهل القرى، واختلف
الفقهاء في وجه استحقاقهم سهمهم من المال الفيئ والغنيمة، فقال قوم: انهم يستحقون
ذلك بالقرابة، ولا تعتبر فيهم الحاجة وعدم الحاجة، واليه ذهب الشافعي وأصحابه
وقال آخرون: انهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة، واليه ذهب أبو حنيفة
وأصحابه، فإذا قسم ذلك، فضل الذكور على الإناث، كالحكم في الميراث فيكون
للذكر سهمان، وللأنثى سهم، وقال محمد بن الحسن. يسوى بينهم، ولا يفضل الذكور
على الإناث، (4).
قال: يحيى بن الحسن: الأقوى ما ذهب إليه الشافعي، وهو الصحيح، ويشهد
بصحته ظاهر الكتاب العزيز لقوله تعالى: " ولذي القربى " فأوجب لهم سهما معلوما،
ولم يفرق بين من كان ذا حاجة وغير ذي حاجة، ومن ذهب إلى انهم يستحقون ذلك
بالحاجة لا بالقرابة، فمخالف لظاهر الكتاب العزيز، لأنه لو كان الاستحقاق بمجرد
الحاجة لقد كان يوجد في غيرهم من هو أحوج منهم، وإذا وجد من هو أحوج
منهم وكان مجرد الاستحقاق حاصلا فيه وهو وجود الحاجة دون القربى، كان
أحق به، وهذا خلاف ورود النص في لفظ الآية، لان لفظ الآية متضمن لفظ القربى

(1) الحشر: 7
(2) وفى غاية المرام: وقرى عرسه
(3) الحشر: 7
(4) غاية المرام ص 324.
56

ولفظ القربى حاصل فيهم لا في غيرهم، قوله: يقسم بينهم قسمة الميراث: للذكر
مثل حظ الأنثيين " مخالف أيضا لظاهر الكتاب العزيز، وعلى كلا الوجهين فهو
مستحق لهم من جانب الميراث أولا للفظ القرآن انه لهم، لأنهم أولوا القربى
والثاني لموافقة أبي حنيفة على قسمته للذكر مثل حظ الأنثيين، وإذا ثبت ذلك لم يبق
الا وجوب الميراث لهم عليهم السلام ولا حجة لمن دفعهم عنه.
ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى: " وآت ذي القربى حقه " قال عنى بذلك قرابة
رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
57 - وبالاسناد المقدم روى السدى، عن ابن الديلمي، قال: قال علي بن
الحسين عليهما السلام لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: فما قرأت في
" بني إسرائيل " " وآت ذي القربى حقه " (2).
قال: أنتم القرابة الذين أمر الله بان يؤتى حقهم؟ قال: نعم (3).
58 - وبالاسناد " مناقب الفقيه ابن المغازلي " أخبرنا الشيخ الامام المقرى، صدر
الجامع للقراء، بواسط العراق، أبو بكر عبد الله ابن منصور بن عمران الباقلاني،
في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمس مأة، قال: حدثني به العدل العالم المعمر،
أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد، عن والده الفقيه الشافعي أبى الحسن علي بن
محمد الطبيب الخطيب الجلابي، المعروف بالمغازلي، الواسطي المصنف، قال:
أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان، إجازة عن القاضي أبى الفرح أحمد بن
علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي الحافظ، قال: حدثنا أبو الليث (4)
بن الفرج، حدثنا الهيثم بن خلف، حدثني أحمد بن محمد بن يزيد، حدثني جعفر

(1) غاية المرام ص 323
(2) بني إسرائيل: 26
(3) غاية المرام ص 323
(4) وفى المصدر: أبو الطيب ابن فرخ.
57

بن الحسين الأشقر (1)، حدثنا هشيم، عن أبي هاشم، يعنى الرماني، عن مجاهد
عن ابن عباس رضي الله عنه.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله. " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع:
عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله فيما أنفقه؟ ومن أين اكتسبه؟
وعن حبنا أهل البيت. " (2).
59 - ومن " الجمع بين الصحاح الستة " " لأبي الحسن رزين ": وبالاسناد
المقدم من الجزء الثاني من اجزاء أربعة في تفسير سورة " حم " قوله تعالى: " قل
لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى (3) قال ابن جبير: قربى: آل محمد صلى الله عليه وآله (4)
60 - وبالاسناد عن طاوس: ان ابن عباس سئل عن قوله تعالى: " الا المودة
في القربى " فقال سعيد بن جبير: قربى: آل محمد صلى الله عليه وآله (5)
61 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثاني أيضا في أول
ثاني كراسة منه في تفسير قوله تعالى: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل
عمران على العالمين " (6) وبالاسناد المقدم عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر: خبر نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت
خويلد (7).
62 - وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: نساء قريش خير
نساء، ركبن الإبل، أحناه على طفل في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده قال

(1) وفى المصدر: حدثني حسين بن الحسن الأشقر
(2) مناقب ابن المغازلي ص 119
(3) الشورى: 23
(4) صحيح البخاري الجزء السادس ص 129
(5) صحيح البخاري الجزء السادس ص 129
(6) آل عمران: 33
(7) صحيح مسلم الجزء السابع ص 132 وفيه باسقاط لفظ " خيبر ".
58

يقول أبو هريرة. على اثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط (1) ولو علمت أنها
ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا فيكون أبو هريرة بقوله، هذا: رادا على
رسول الله صلى الله عليه وآله.
63 - وقال ابن عباس " رضي الله عنه ": آل إبراهيم وآل عمران: المؤمنون
من آل إبراهيم وآل عمران وآل يس وآل محمد صلى الله عليه وآله بقول الله عز وجل: " ان أولى
الناس بإبراهيم للذين اتبعوه (وهم المؤمنون) وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى
المؤمنين (2) (3).
قال رزين: قال: أبو عبد الله البخاري، ويقال:: آل يعقوب، فإذا صغروا آل ثم ردوه
إلى الأصل قالوا: أهيل (4) وقال مكي القبسي النحوي في مشكل اعراب القرآن
وهو اعلم من صنف في المشكل كتابا: ان آل محمد معناه أهل محمد لان أصل آل
أهل ثم ابدال من الهاء همزة، فصار أءل، ثم ابدل من الهمزة الف لانفتاح ما قبلها وسكونها
فإذا صغر آل، رجع إلى أصله فقيل: أهيل.
قال يحيى بن الحسن المصنف: فثبت ان وجوب المودة لأهل بيت محمد
صلى الله عليهم أجمعين، وليس أهل بيته الا من ذكرهم الله سبحانه في كتابه العزيز
وفسرهم النبي صلى الله عليه وآل وسلم بقوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (5) وفسر عدتهم النبي صلى الله عليه وآله بما تقدم من غير طريق،
لما سئل: من أهل بيتك؟ فقال: على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وكل بيان
غير تفسير الله تعالى، فهو تفسير غير معتد به، فثبت مودتهم وبثبوتها ثبتت ولايتهم

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل نساء قريش ص 182 - وصحيح البخاري
الجزء الرابع ص 164.
(2) آل عمران: 68
(3) غاية المرام ص 318
(4) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 164
(5) الأحزاب: 33.
59

وبثبوت ولايتهم وجب الاقتداء بهم، وإذا جعل الله سبحانه وتعالى اجر رسوله صلى الله عليه وآله
من الأمة في السفارة بينه تعالى وبين خلقه، واجر بذله لنفسه وتعزيزه بمهجته، المودة
في أهل بيته، فصارت مودتهم واجبة وإذا وجبت مودتهم، وجبت طاعتهم وإذا وجبت
طاعتهم وجب اتباعهم.
ويدل على وجوب ذلك قوله سبحانه وتعالى: " ومن يطع الرسول فقد أطاع
الله " (1) فوجبت طاعة الرسول (ص) ووجبت طاعتهم لكونها اجر الابلاغ، ولم تكن
المودة اجر التبليغ الا من حيث كانت النفس واحدة، فوجب لهم من فرض الطاعة
ما للرسول، ومعنى (الا) في قوله تعالى: " الا المودة في القربى " (2) إنما هي بمعنى
" غير " ومعناها التفخيم لأمرهم والتعظيم لهم عليهم السلام كما قال الشاعر:
ولا عيب فيهم غيران سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب
أراد ب‍ " غير " المبالغة في المدح، واليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه
" كتاب امامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " الذي صنفه للمأمون.
قوم إذا ملو ألح الرجال على * أفواه من ذاق طعمهم عذبوا
الفصل العاشر
في أنه عليه السلام أول من أسلم وأول من صلى مع رسول الله (ص)
64 - من مسند أحمد بن حنبل بالاسناد المقدم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
عن أبيه، قال: حدثني أبي، قال حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، قال: اخبرني
عثمان الجذري، عن مقسم، عن ابن عباس: ان عليا عليه السلام أول من أسلم (3).
65 - وبالاسناد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثني أبي،

(1) النساء: 80
(2) الشورى: 23
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 589 ح 997.
60

قال أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره: ان عليا أول
من أسلم بعد خديجة. (1)
66 - وبالاسناد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حبة
العرني، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
67 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة،
عن زيد بن أرقم، قال:
أول من أسلم مع رسول الله علي عليه السلام (3).
68 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال حدثني أبي
، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن سلمه بن كهيل، قال: سمعت
حبة العرني يقول: سمعت عليا عليه السلام يقول: أنا أول رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله (4)
69 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت
أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم، قال: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي عليه السلام (5)
70 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إبراهيم
قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن عمر يعنى ابن مرة، قال: سمعت أبا حمزة
يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام (6)

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 589 ح 998
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 590 ح 999
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 590 ح 1000
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 591 - ح 1003
(5) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 591 - ح 1004
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 609 - ح 1040.
61

71 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو الفضل الخراساني، قال: حدثنا أبو غسان، عن إسرائيل، عن جابر، عن عبد الله
بن نجى، عن علي عليه السلام قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وآله ثلاث سنين قبل ان يصلى معه أحد (1).
72 - وبالاسناد المقدم، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت
محمد (2) بن علي بن الحسن بن سفيان قال: سمعت أبي، قال: حدثنا أبو حمزة
عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجئ، قال:
سمعت عليا عليه السلام يقول: لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث سنين قبل ان يصلى
معه أحد من الناس (3).
73 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا أبو الجهم الأزرق بن علي، وداود بن عمرو قالا:
حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبيه، عن حبة العرني
قال: رأيت عليا (ع) ضحك يوما ضحكا لم أره ضحك أكثر منه، حتى بدت نواجذه
قال: بينما انا مع رسول الله (ص) وذكر الحديث، ثم قال: " اللهم إني لا اعترف ان
عبدا لك من هذه الأمة، عبدك قبلي غير نبيك قال فقال: ذلك ثلاث مرات، ثم
قال: لقد صليت قبل ان يصلى أحد سبعا (4).
74 - ومن تفسير الثعلبي، من سورة براءة قوله سبحانه وتعالى: " والسابقون
الأولون " (5) وبالاسناد المقدم، قال: اختلف أهل العلم في أول من آمن برسول الله

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 682 - ح 1165
(2) وفى نسخة: باسقاط محمد
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 682 - ح 1166 وفيه: قال: سمعت
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق
(4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 99 - فضائل الصحابة له ج 2 ص 681 ح 1164
(5) البراءة: 100.
62

صلى الله عليه وآله بعد امرأته خديجة بنت خويلد، مع اتفاقهم على أنها أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله
وصدقه، فقال بعضهم: أول ذكر آمن بالنبي (ص) وصدقه علي بن أبي طالب عليه السلام
وهو قول ابن عباس، وجابر، وزيد بن أرقم، ومحمد بن منكدر، وربيعة الرأي
وأبى حيان المزني، قال الكلبي:
أسلم على وهو ابن تسع سنين، وقال مجاهد وابن إسحاق: أسلم على وهو
ابن عشر سنين، قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال:
كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب (ع) وما صنع الله له، واراده من الخير،
ان قريشا اصابته أزمة (1) شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال، كثيرة، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله للعباس عمه، وكان من أيسر بني هاشم، يا عباس، أخوك أبو طالب كثير
العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله
آخذ انا من بنيه رجلا، وتأخذ من بنيه رجلا، فنكفلهما عنه، فقال العباس: نعم.
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا: انا نريد ان نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف
عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: ان تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما.
فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وضمه إليه، واخذ العباس جعفرا فضمه إليه، فلم يزل على
مع رسول الله (ص) حتى بعثه الله نبيا فاتبعه على فآمن به وصدقه، ولم يزل جعفر مع
العباس حتى أسلم واستغنى عنه (2).
75 - قال: وروى إسماعيل بن اياس بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف، قال:
كنت امرءا تاجرا فقدمت مكة أيام الحج، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، وكان
العباس لي صديقا، وكان يختلف إلى اليمن، يشترى العطر، فيبيعه أيام الموسم
فبينا أنا والعباس بمنى، إذ جاء رجل شاب حين حلقت الشمس في السماء، فرمى
ببصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة، فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام، فقام

(1) الأزمة: القحط
(2) تفسير الثعلبي المخطوط ص 210.
63

عن يمينه، فلم يلبث أن جاءت امرأة، فقامت خلفه، فركع الشاب وركع الغلام
والمرأة، فخر الشاب ساجدا، فسجدا معه، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة،
فقلت يا عباس: أمر عظيم! فقال: أمر عظيم! فقلت ويحك ما هذا؟ فقال: هذا بن أخي
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يزعم أن الله بعثه رسولا وان كنوز كسرى وقيصر
ستفتح على يديه، وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد
زوجته، تابعاه على دينه، وأيم الله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين
غير هؤلاء.
قال عفيف الكندي: ما أسلم، ورسخ الاسلام في قلبه غيرهم، يا ليتني كنت
لهم رابعا.
ويروى ان أبا طالب (ع)، قال لعلي (ع): أي بنى، ما هذا الدين، الذي
أنت عليه؟ قال: يا أبه، آمنت بالله وبرسوله، وصدقته فيما جاء به، وصليت معه لله
فقال له: اما ان محمدا لا يدعو الا إلى خير، فالزمه، (1).
76 - قال: وروى عبيد الله بن محمد، عن العلا بن المنهال بن عمرو، عن
عبادة بن عبد الله، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا عبد الله وأخو رسوله،
وانا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي الا كذاب مفترى، صليت قبل الناس بسبع
سنين (2).
قال يحيى بن الحسن: وفى هذا الخبر دليل على ايمان أبى طالب رضي الله عنه
لأنه أمر ولده عليا (ع) بلزومه، واقراره بأنه لا يدعو الا إلى خير تسليم واعتراف
بصحة دعواه.
وحقيقة الايمان هو التسليم والتصديق لما اتى به النبي، صلى الله عليه وآله.
77 - ومن " مناقب الفقيه " ابن المغازلي الواسطي، في قوله سبحانه: " والسابقون

(1) تفسير الثعلبي المخطوط ص 210
(2) تفسير الثعلبي المخطوط ص 210.
64

السابقون " (1) وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب،
إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوزب، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن منصور
قال: حدثنا أحمد بن الحسين، قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا أبو صالح بن الضحاك،
قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس
(رضي الله عنه).
في قوله تعالى: " والسابقون السابقون " قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى،
وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق على إلى محمد صلى الله عليه وآله (2).
78 - وبالاسناد المقدم، قال أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
بن الفرج بن الأزهر البغدادي، قدم علينا واسطا، قال اخبرني أبو الحسن: علي بن
محمد بن عرفة بن لؤلؤ، قال: حدثني عمر بن أحمد الباقلاني، قال: حدثني
محمد بن خلف الحدادي، قال: حدثني عبد الرحمان بن قيس أبو معاوية، قال:
حدثني عمر بن ثابت، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمان بن أبي سعيد مولى
أبى أيوب، عن أبي أيوب الأنصاري، قال:
قال رسول الله (ص): صلت الملائكة على وعلى على، سبع سنين، وذلك أنه
لم يصل معي أحد غيره (3).
79 - وبالاسناد المقدم، قال: اخبرني أبو القاسم: عبد الواحد بن علي بن
العباس البزاز، قال: حدثني أبو القاسم: عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الأسد البزار،
املاء، قال: حدثني محمد أبو مقاتل، حدثني الحسن بن أحمد بن منصور، قال:
حدثني سهل بن صالح المروزي، قال: سمعت أبا معمر عباد بن عبد الصمد، يقول:
سمعت انس بن مالك يقول:

(1) الواقعة: 10
(2) مناقب ابن المغازلي ص 320
(3) مناقب ابن المغازلي ص 13.
65

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلت الملائكة على وعلى على، سبعا
وذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة ان لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله
الامني ومنه (1). 80 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا، أبو نصر: أحمد بن موسى بن الطحان
إجازة عن القاضي أبى الفرج الخيوطي (2) حدثني ابن عبادة، حدثني جعفر بن
محمد الخلدي، حدثني عبد السلام بن صالح، حدثني عبد الرزاق، عن الثوري،
عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم بن قعين، (3) الكندي، عن
سلمان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول الناس ورودا على الحوض، أولهم اسلاما، علي بن أبي
طالب عليه السلام (4).
قال يحيى بن الحسن: معنى اسلام مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلوات عليه وآله في لفظ الخبر، هو ان ذلك يكون تبجيلا له واعظاما لمحله،
والحاقا له بأنبياء الله صلى الله عليهم، لا انه كان يعتقد ملة غير ملة الاسلام، ثم صار
فيما بعده إلى ملة الاسلام، وإنما ذلك مثل قوله سبحانه وتعالى فيما ذكر عن إبراهيم
الخليل (ع) حيث قال: " وانا أول المسلمين " (5) وفيما قال عنه سبحانه وتعالى " إذ
قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب (6) وفيما.
قال سبحانه وتعالى عن موسى عليه السلام " وانا أول المؤمنين " (7)، وعن نبيه سيد البشر

(1) مناقب ابن المغازلي ص 14
(2) وفى نسخة: الحنوطي
(3) وفى نسخة: عليم بن قيس الكندي
(4) مناقب ابن المغازلي ص 15
(5) الانعام: 163
(6) البقرة: 131 - 132
(7) الأعراف: 143.
66

محمد صلى الله عليه وآله: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون " (1) معناه صدق،
وكذلك صدق المؤمنون، وفيما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: " قل ان صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين " (2).
ومثل ذلك ما أمر الله سبحانه وتعالى به نبيه محمدا (ص) حيث قال له: " فقل
أسلمت وجهي لله ومن اتبعني " (3).
ومعنى أسلمت وجهي: أي أخلصت قصدي في العبادة إلى الله سبحانه وتعالى،
مأخوذ من قول الرجل إذا قصد رجلا فرآه في طريقه،: هذا وجهي إليك، أي قصدي.
وقيل: معنى أسلمت وجهي لله: أسلمت نفسي لله، ومعنى أسلمت، أي أيقنت،
لامره في اخلاص التوحيد له، وإذا كان هذا معنى الاسلام في لغة العرب، وهو
المعنى المراد به من الأنبياء عليهم السلام [فكذلك معناه والمراد منه (ع)] (4)
فيكون معنى اخلاصه في توحيد الله تعالى، تصديقا لما أخبر به رسول الله (ص)،
فإذا كان ذلك تصديقا، كان ايمانا، لان الايمان في لغة العرب هو التصديق، قال الله
سبحانه وتعالى:
" قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا (5)، معناه: قولوا: صدقنا، وقوله تعالى:
" وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " (6)، أي بمصدق لنا، ومنه قول الشاعر:
ومن قبل آمنا وقد كان قومنا * يصلون للأوثان قبل محمد
أراد: من قبل صدقنا محمدا، وقد كان قومنا يصلون للأوثان قبل.
فيكون قوله في الخبر: " أسلم " بمعنى آمن، والايمان هو اعتقاد بالقلب،

(1) البقرة: 285
(2) الانعام: 163
(3) آل عمران: 20
(4) بين المعقوفتين من زيادة النسخة الرضوية
(5) البقرة: 136
(6) يوسف: 17.
67

وقول باللسان وعمل بالجوارح.
فاما الاعتقاد بالقلب: فيعتقد معرفة ربه ونبيه وامامه.
واما القول باللسان: فاظهار الشهادتين، والاقرار بالإمامة.
واما العمل بالجوارح: فالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد،
فهذا هو حقيقة الايمان.
اما وحقك وهو غاية مقسم * للحق أنت وما سواك الباطل
الفصل الحادي عشر:
في قوله صلى الله عليه وآله " خلفت فيكم الثقلين "، وقوله صلى الله عليه وآله " خلفت فيكم خليفتين ".
81 - من مسند أحمد بن حنبل، وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل،
عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم، وهو داخل
على المختار، أو خارج من عنده، فقلت له:
أسمعت رسول (ص) يقول: " انى تارك فيكم الثقلين "؟. قال: نعم (1).
82 - وبالاسناد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك يعنى - بن أبي سليمان عن عطية
العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص): " انى قد تركت فيكم
ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين، واحد منهما أكبر من الاخر، كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي الا وانهما لن يفترقا حتى يردا
على الحوض ". قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا: عن الأعمش، قال: انظروا كيف
تخلفوني فيهما (2).

(1) مسند أحمد الجزء الرابع ص 371
(2) مسند أحمد الجزء الثالث ص 26 وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2
ص 585 - ح 990.
68

83 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الركين، عن القاسم
بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله (ص): انى تارك فيكم خليفتين:
كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي
أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، (1).
84 - ومن " صحيح مسلم " في الجزء الرابع منه من اجزاء ستة، في آخر
الكراس الثانية من أوله، بالاسناد المقدم، قال: حدثني زهير بن حرب وشجاع بن
مخلد، جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان
حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن
أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين:
لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا: رأيت رسول الله (ص)، وسمعت حديثه،
وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت
من رسول الله (ص)، قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سنى، وقدم عهدي ونسيت
بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) فما حدثتكم فاقبلوه، ومالا، فلا تكلفونيه.
ثم قال: قام رسول الله (ص) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة:
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: " اما بعد، الا أيها الناس، فإنما انا بشر
يوشك ان يأتيني رسول ربى، فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله
فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به "،.
فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: " وأهل بيتي، أذكركم الله في
أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نسائه من أهل بيته؟ فقال: نسائه
من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليه بعده (2).

(1) مسند أحمد الجزء الخامس ص 181
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل علي (ع) 122.
69

قال يحيى بن الحسن: وقد تقدم تفسير أهل بيته منهم من مسند أحمد بن
حنبل وصحيحي مسلم والبخاري، ومن كتاب الحميدي، وصحاح الستة للعبدرى
ومن تفسير الثعلبي في باب تفسير قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1) من غير طريق، وذكر عددهم، وهم: على وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام.
وتفسير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى من تفسير زيد وغيره من
تفسير خلق الله جميعا.
ثم يزيده بيانا، استفهام أم سلمة له، من أهل بيته (ص)، ويقول: انك من
أزواج النبي، وانك إلى خير، فلم يذكرها في الجملة، ولفظة الأهل: أين وردت
فالمراد بها الأربعة نفر، الذين فسرهم رسول الله (ص)، ونطق بهم لفظ القرآن
العزيز انهم أهل البيت.
ويزيد ذلك بيانا، ما ذكره الثعلبي في تفسيره وهم الذين لم يفترقوا في الجاهلية
والاسلام، ولا يوجد من لم يفترق قديما ولا حديثا، سواهم.
ويزيده بيانا، ان زيدا الراوي، قد رجع، فسر أهل البيت، " ب‍ " من هم في الخبر
الذي نذكره بعد هذا الخبر.
85 - وبالاسناد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل،
(ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا، جرير، كلاهما عن أبي حيان بهذا الاسناد
نحو حديث إسماعيل.
وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به واخذ به
كان على الهدى ومن أخطأه ضل (2).
86 - وبالاسناد قال. حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان - يعنى

(1) الأحزاب: 33
(2) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123.
70

ابن إبراهيم - عن سعيد، وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم،
قال: دخلنا عليه، فقلنا له، لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وآله، وصليت
خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال: الأواني تارك فيكم
الثقلين: أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، ومن اتبعه كان على الهدى، ومن تركه
كان على ضلالة.
وفيه فقلنا من أهل بيته نسائه؟ قال: لا، وأيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل
العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته، أصله وعصبته،
الذين حرموا الصدقة بعده (1).
87 - ومن تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله
تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (2). وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
حسن بن محمد بن حبيب، قال: وجدت من كتاب جدي بخطه، قال: حدثنا
أحمد بن أعجم، القاضي المروزي، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، أخبرنا
عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت
رسول الله (ص) يقول:
أيها الناس انى قد تركت فيكم الثقلين: خليفتين، ان أخذتم بهما لن تضلوا
بعدي، أحدهما أكبر من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض
- أو قال: إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي، الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض (3).
88 - ومن " مناقب المغازلي " وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب:
محمد بن أحمد بن سهل النحوي، قال: حدثنا محمد بن علي السقطي،

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123
(2) آل عمران: 103
(3) غاية المرام ص 212.
71

قال: حدثنا أبو محمد: عبد الله بن شوذب، قال: حدثنا محمد بن أبي العوام الدياحي (1)
قال: حدثنا أبو عامر العقدي (2) عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا محمد بن طلحة،
عن الأعمش، عن عطية بن سعيد، عن ابن سعيد الخدري، ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: انى أوشك ان ادعى، فأجيب وانى قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير اخبرني:
انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما (3).
واما الخبر الأول الذي ذكرناه عن زيد بن أرقم، من مسند أحمد بن حنبل،
فان ابن المغازلي يرويه عن أبي طالب: محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري،
يرفعه إلى زيد.
والخبر الذي رويناه من صحيح مسلم، يرويه ابن المغازلي أيضا، عن أبي
طالب: محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري، يرفعه إلى زيد الراوي أيضا.
واما الخبر الذي يرويه عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، فإنه يرويه
عن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري.
89 - " ومن الجمع بين الصحاح الستة " لرزين من الجزء الثالث من اجزاء
أربعة، من صحيح أبى داود السجستاني وهو كتاب " السنن "، ومن صحيح الترمذي
عن زيد بن أرقم بالاسناد المقدم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
" انى تارك فيكم، ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الاخر،
وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا،
حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، (4).
قال سفيان: أهل بيته، هم ورثة علمه، لأنه لا يورث من الأنبياء الا العلم،

(1) في النسخة الرضوية: الرباعي، وفى المصدر، الرياحي
(2) وفى نسخة: أبو عامر العبدري
(3) مناقب ابن المغازلي ص 235
(4) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 663.
72

فهو كقول نوح عليه السلام: " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا " (1).
يريد ديني، والعلماء من أهل بيته، المقتدون به، والعاملون بما جاء به (2) لهم
فضلان (3).
قال يحيى بن الحسن: فهذه ألفاظ هذه الأخبار الصحاح تنطق بصحة الاستخلاف
وفيها ما ينطق بخليفتين، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله قد خلف على الأمة ما ان تمسكوا به،
لن تضلوا، فقد صار نص الاستخلاف على أهل البيت عليهم السلام.
وكذلك ترويه الشيعة على السواء أيضا. وإذا حصل عليه الاجماع من الخاص
والعام، صح التمسك به والاستدلال، فهذا نص صريح يأمر به النبي صلى الله عليه وآله كل من
شمله لفظ الاسلام.
فمن كان من المسلمين، لزمه الاقتداء بالثقلين: الكتاب والعترة.
ولا يلزم أهل بيته الاقتداء بأحد، لان الوصية بالتمسك باهل بيته والامر بذلك
لامته، وهو أيضا أمر بالاقتداء بهما إلى آخر انقطاع التكليف، لأنه قيد التمسك
بهما بالأبد، وجعل مدة اجتماعهما إلى ورود الحوض عليه (ص).
ومطلق الامر، قد اختلف فيه المتكلمون، فذهب جميع الفقهاء وطائفة من
المتكلمين إلى أن الامر، يقتضى ايجاب الفعل على المأمور به، وربما قالوا: في وجوبه.
وقال آخرون: مطلق الامر، إذا كان من حكيم اقتضى كون المأمور به مندوبا
إليه، وإنما يعلم الوجوب بدلالة زائدة.
وذهب آخرون إلى وجوب الوقف، في مطلق الامر، بين الايجاب والندب
والرجوع في كل واحد من الامرين إلى دلالة غير الظاهر اما على أن تركه قبيح،
فيعلم انه واجب، أو انه ليس بقبيح، فيعلم انه ندب.

(1) نوح: 28
(2) وفى نسخة: والعاملون لاجابته لهم فضلان.
(3) غاية المرام ص 212 ذكر الحديث بطوله.
73

وهذا الامر منه (ص) بالتمسك باهل بيته عليهم السلام عام لكل أهل الاسلام
وهو أيضا واجب، يدل على وجوبه قبح تركه، لأنه (ع) قال: " ما ان تمسكتم
بهما لن تضلوا " فجعل ترك التمسك بهما، هو الضلال، فصار ترك هذا الامر قبيحا،
فعلم وجوبه لقبح تركه.
ثم جعل ذلك مستمرا ممتدا بذكر الأبد في لفظ الخبر، وضرب له غاية ينتهى
إليها، وهو قوله صلى الله عليه وآله: " حتى يردا على الحوض ".
فصار ذلك دليلا على الاقتداء بهما إلى آخر الأبد، فقد صار الخبر الوارد
باجماع كافة أهل الاسلام من قول النبي (ص): افترقت أمة أخي
موسى، إلى إحدى
وسبعين فرقة: منها فرقة ناجية، والباقون في النار.
وافترقت أمة أخي عيسى، اثنين وسبعين فرقة: منها فرقة ناجية والباقون في النار
وستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، منها فرقة: ناجية، والباقون في النار (1) "
بيانا عن الفرقة الناجية من أمته، وهي التي تمسكت بالثقلين، وهما كتاب الله وعترة
رسوله، بدليل قوله صلى الله عليه وآله: " ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا "، فصار التمسك بهما،
هو طريق النجاة، وترك التمسك بهما هو طريق الضلال، (2).
90 - ويدل على صحة ما قلناه، ما ذكره الثعلبي، بالاسناد المقدم، في تفسير
قوله تعالى:
" ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا " (3) قال الثعلبي: قال ذازان، أبو عمر:
قال لي علي (ع): أبا عمر أتدري كم افترقت اليهود؟ قلت: الله ورسوله اعلم،
قال: قد افترقت على إحدى وسبعين فرقة: كلها في الهاوية، الا فرقة واحدة، هي
الناجية،

(1) ذكره ابن ماجة في سننه ج 2 باب افتراق الأمم ص 479 - صحيح أبى داود
ج 4 ص 197 و 198 - مسند أحمد ج 3 ص 145
(2) وفى نسخة: " الهلاك " بدل الضلال
(3) الانعام: 159.
74

أتدري على كم افترقت النصارى؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: قد افترقت
على اثنين وسبعين فرقة: كلها في الهاوية، الا واحدة، هي الناجية: ثم قال:
أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: تفترق على
ثلاثة وسبعين فرقة، كلها في الهاوية. الا واحدة، هي الناجية.
[ثم قال: أتدري على كم تفترق " في "؟ قلت: وانه ليفترق فيك؟
قال: نعم، تفترق في، اثنى عشر فرقة، كلها في الهاوية، الا واحدة وهي
الناجية] (1) وأنت منهم يا أبا عمر (2).
91 - ومما يؤيد ذلك ويزيده بيانا، ما ذكره الثعلبي أيضا بالاسناد المقدم
في تفسير قوله تعالى: " من جاء بالحسنة فله خير منها " (3) وبالاسناد قال: وأخبرني
أبو عبد الله: محمد بن عبد الله بن محمد القائني، أخبرنا القاضي: أبو الحسن محمد
بن عثمان النصيبي، " ببغداد "، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي " بحلب "
حدثنا الحسين بن إبراهيم الجصاص، أخبرنا الحسين بن الحكم، أخبرنا إسماعيل بن
ابان، عن فضيل بن الزبير، (4) عن أبي إسحاق السبيعي، (5) عن أبي عبد الله
الجدلي، قال:
دخلت على علي بن أبي طالب (ع) فقال: يا أبا عبد الله، ألا أنبئك بالحسنة
التي من جاء بها ادخله الله الجنة؟ والسيئة التي من جاء بها، أكبه الله في النار،
ولم يقبل منه عملا؟
قلت: بلى. قال: الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا (6): لكميت زيد الأسدي:

(1) ما بين المعقوفتين موجود في النسخة اليمانية
(2) رواه الزمخشري في تفسيره الكشاف الجزء الأول ص 537 مرفوعا مع اختلاف
(3) القصص: 84
(4) وفى نسخة: " عن فضل " بدل فضيل
(5) وفى نسخة: " عن " أبى داود
(6) غاية المرام ص 329 - نقلا عن الحمويني في فرائد السمطين عن تفسير الثعلبي.
75

فلا رغبتي فيهم تغيض لرهبة (1) * ولا عقدتي من حبهم تتحلل
ولا انا عنهم محدث أجنبية * ولا انا معتاض بهم متبد (2)
الفصل الثاني عشر:
في أن عليا عليه السلام، وصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
92 - ومن " مسند أحمد بن حنبل، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثنا هيثم بن خلف، قال: حدثنا محمد بن أبي عمر الدوري،
قال: حدثنا شاذان، قال: حدثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن انس - يعنى ابن
مالك - قال: قلنا لسلمان: اسئل النبي صلى الله عليه وآله من وصيه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله
من وصيك؟
فقال: يا سلمان، من كان وصى موسى؟ فقال: يوشع بن نون، قال: قال.
فان وصيي ووارثي، يقضى ديني وينجز موعدي، علي بن أبي طالب عليه السلام (3).
93 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وانذر عشيرتك الأقربين " (4)
وبالاسناد المقدم قال: اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين، حدثني موسى
بن محمد، حدثنا الحسن بن علي بن شعيب المغربي، (5) حدثنا عباد بن يعقوب
حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة، عن أبي
إسحاق، عن البراء، قال: لما أنزلت " وانذر عشيرتك الأقربين " جمع رسول الله صلى الله عليه وآله
بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة، ويشرب

(1) وفى نسخة: بدل " لرهبة " لرمية
(2) وفى نسخة: " متبذل " بدل متبدل
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 615 ح 1052
(4) الشعراء: 214
(5) وفى غاية المرام: العمرى.
76

العس (1). فامر عليا ان يدخل شاة، فادمها، ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنى القوم
عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدورا، ثم دعا بقعب من لبن، فجرع منه جرعة، ثم قال
لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به
الرجل، فسكت النبي صلى الله عليه وآله يومئذ، فلم يتكلم.
ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب، ثم انذرهم رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: يا بنى عبد المطلب، انى انا النذير إليكم من الله عز وجل، والبشر بما
لم يجئ به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة: فاسلموا وأطيعوني، تهتدوا.
ومن يواخيني ويوازرني، يكون وليي ووصيي بعدى وخليفتي في أهلي،
ويقضى ديني.
فاسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي (ع):
انا، فقال: أنت.
فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: اطع ابنك فقد أمر عليك (2).
قال يحيى بن الحسن: ويزيده تأكيدا في الامر بوجوب الوصية. ما ذكره
الثعلبي أيضا في تفسير قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم
الموت حين الوصية اثنان (3).
94 - وبالاسناد المقدم قال: اختلفوا في صفة الاثنين، فقال قوم: هما الشاهدان
اللذان يشهدان على وصية الموصى.
وقال آخرون: هما الوصيان، أراد الله تعالى تأكيدا لأمر، فجعل الوصي
اثنين.
ودليل هذا التأويل، انه عقبه بقوله: " تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان " (4)

(1) العس: القدح الضخم - لسان العرب
(2) غاية المرام ص 320
(3) المائدة: 106
(4) المائدة: 106.
77

ولا يلزم الشاهد يمين، ولان الآية نزلت في الوصيين، وعلى هذا القول تكون الشهادة
بمعنى الحضور، كقولك: شهدت وصية فلان، أي حضرت، قال الله تعالى:
" أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت " (1) وقد قال تعالى: " وليشهد عذابهما طائفة
من المؤمنين " (2).
95 - ومن " مناقب " الفقيه ابن المغازلي الشافعي، الواسطي، في تفسير قوله
تعالى: " والنجم إذا هوى " (3) وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن
أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبو عمر: محمد بن العباس بن حيوية الخزاز، اذنا،
قال: حدثنا أبو عبد الله: الحسين بن علي الدهان، المعروف " بأخي حماد " قال:
حدثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون البصري، قال: حدثنا محمد بن الخليل
الجهني، قال: حدثنا هيثم، عن أبي بشير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
كنت جالسا مع فئة (4) من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وآله، إذا انقض كوكب
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من انقض هذا النجم في منزله، فهو
الوصي من بعدى، فقام فئة (5) من بني هاشم فنظروا، فإذا الكوكب قد انقض في منزل
علي بن أبي طالب عليه السلام.
قالوا: يا رسول الله، قد غويت في حب علي (ع)، فأنزل الله تعالى: والنجم
إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله تعالى الاعلى " (6) (7).
96 - ومن " الجمع بين الصحيحين " للحميدي، الحديث التاسع من المتفق

(1) البقرة: 133
(2) النور: 2
(3) النجم: 1
(4) وفى نسخة: مع فتية
(5) وفى نسخة: مع فتية
(6) النجم: 1 - 8
(7) مناقب ابن المغازلي ص 310.
78

عليه من مسلم، والبخاري، من مسند عبد الله بن أبي عوفي، بالاسناد المقدم عن
طلحة بن مصرف، قال: سئلت عبد الله بن أبي عوفي، هل كان النبي صلى الله عليه وآله أوصى؟
فقال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية؟ أو أمر بالوصية؟ فقال:
أوصى بكتاب الله (1).
قال الحميدي: وفى حديث ابن مهدي، زيادة ذكرها أبو مسعود (2) وأبو بكر
البرقاني، ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما، وهي قال: قال
هزيل بن شرجيل: أبو بكر كان يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفى حديث وكيع، قلت: فكيف أمر الناس بالوصية؟ وفى حديث ابن
نمير: كيف كتب على المسلمين الوصية؟ وليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي
عوفي، في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد قال يحيى بن الحسن: ومما يدل
على وجوب الوصية، ما هو مذكور في صحيح مسلم، في الجزء الثالث منه من
اجزاء ستة، في ثلثه الأخير منه في كتاب الفرائض.
97 - بالاسناد المقدم قال: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب،
اخبرني - عمرو وهو ابن الحارث - عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه
يبيت ثلاث ليال، الا ووصيته عنده مكتوبة " قال عبد الله بن عمر: ما مرت على ليلة
منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ذلك، الا وعندي وصيتي (3).
قال وحدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، ومحمد بن مثنى الغنوي (4) واللفظ
لابن مثنى، قالا:
حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد القطان - عن عبيد الله، قال: اخبرني نافع

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 3
(2) وفى نسخة: ابن مسعود
(3) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 70
(4) وفي نسخة: العنزي. وكذلك، في المصدر.
79

عن ابن عمر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
" ما حق امرئ مسلم له شئ، يريد ان يوصى فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته
مكتوبة عنده " (1).
98 - وحدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا حماد - يعنى ابن زيد - (ح) وحدثني
زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل - يعنى ابن عليه - كلاهما عن أيوب، (ح)
وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، اخبرني يونس، (ح) وحدثني هارون بن
سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، اخبرني أسامة بن زيد الليثي، (ح) وحدثنا محمد بن
رافع، حدثنا ابن أبي فديك، اخبرني هشام - يعنى ابن سعيد - كلهم عن نافع،
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله بمثل حديث عبيد الله، وقالوا جميعا: له شئ يوصى
فيه، الا في حديث أيوب، فإنه قال:
" يريد أن يوصى فيه " كرواية يحيى عن عبيد الله (2).
99 - ومن " الجمع بين الصحيحين " للحميدي، في وجوب الوصية، الحديث
الثامن والستون، بعد المأة، من المتفق عليه، في صحيحين: من مسلم والبخاري،
من مسند عبد الله بن عمر بالاسناد المقدم عن نافع، عن ابن عمر: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال:
ما حق امرئ مسلم له شئ يريد ان يوصى فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة
عنده (3).
100 - وأخرجه البخاري من هذا الطريق هكذا، وأخرجه تعليقا، فقال: تابعه
محمد بن مسلم عن عمرو، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله (4).

(1) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 70
(2) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 70
(3) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 70
(4) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 2.
80

101 - وأخرجه مسلم من حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه، بنحوه،
الا أنه قال: يبيت ثلاث ليال، فقال ابن عمر: ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله، قال: ذلك، الا وعندي وصيتي (1).
قال يحيى بن الحسن: لا يخلو حال الوصية من أن يكون برا وطاعة، أو يكون
عبثا ومهملة، ولا يجوز أن يكون عبثا ومهملة، لأنه سبحانه أمر بها، وأوجبها بصريح
الوحي العزيز، وأوجبها رسوله صلى الله عليه وآله، فقد اتفق على وجوبها بالآية والخبر، فلا طريق
لدخولها في باب العبث والاهمال، بل هي مؤسسة بتفصيل القول والاجماع (2)
يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى مخبرا عن لزوم الوصية وايجابها: " كتب
عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف
حقا على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع
عليم " (3).
ويدل أيضا على ذلك ما قدمناه في الصحاح، من الاخبار المتفق عليها،
ما يحث على وجوب الوصية، والامر بها، والتحذير عن اهمالها، بمالا لبس فيه،
ولا تعمية، فلم يبق الا أن تكون برا وطاعة، وإذا كانت برا وطاعة وثبت أمر الله تعالى
بها وجوبه لها يدل عليه قوله تعالى: " كتب عليكم " ثم قال تعالى: " حقا على المتقين "
ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله بما تقدم بيانه من الصحاح، المتفق عليها، (4)
بعد أمر الله سبحانه وتعالى بها، فكيف يصح منه صلى الله عليه وآله الاخلال بذلك، وقد أوجبه الله
سبحانه وتعالى، وجعله حقا على المتقين، ثم ذكر سبحانه وتعالى في نص الوجوب (5)
ان من بدله بعد ما سمعه، فإنما إثمه على الذين يبدلونه، فلو صح منه الاخلال بذلك

(1) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 70
(2) وفى نسخة: بتفصيل القول والاجمال
(3) البقرة: 180
(4) وفى نسخة: " المتفق بها "
(5) وفى نسخة: في نفس الوجوب.
81

بعد امره، به وايجابه له، لكان لمعترض ان يعترض علينا ويقول:
أليس الله سبحانه وتعالى قال موبخا لمن أمر بالبر ولم يفعله هو،: " أتأمرون
الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " (1)، وحاشا، سيد
البشر، ان يأمر بطاعة وبر ولم يكن قد سبق إليه، ثم الرسول لا بد أن يكون من
المتقين، بل هو سيد المتقين وامامهم ونبيهم، وإذا كان كذلك كانت الوصية واجبة عليه
حقا، كما قال الله سبحانه وتعالى:
" حقا على المتقين " وقال: " كتب عليكم " فصار لزومها له آكد من لزوم
غيره، إذ هو بالتقوى أحق من غيره.
ويزيده بيانا: ان الرسول صلى الله عليه وآله إنما يفعل الفعل اما ليوجب أو ليسن (2)،
فإن كان لم يوص، وقد ترك الوصية، فلابد من الاقتداء بفعله، لان الاقتداء به من
الايمان، الا ترى إلى قوله سبحانه وتعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي (3) ثم قوله تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (4).
وليس لاحد ان يرغب بنفسه عن فعل رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ترك الرسول
الوصية على زعم من زعم ذلك، لا يخلو من قسمين: اما أن يكون طاعة لله، أو
غير طاعة، فقد نزه الله تعالى نبيه عن فعل ذلك بقوله تعالى: " وما ينطق عن الهوى
ان هو الا وحى يوحى علمه شديد القوى " (5)، وبقوله: " ان اتبع الا ما يوحى
إلى " (6)، وبقوله تعالى: " وما انا من المتكلفين " (7) يعنى من يفعل ما لم يأمر به،

(1) البقرة: 44
(2) وفى نسخة: أو ليبين
(3) الأعراف: 157
(4) الحشر: 7
(5) النجم: 3 - 5
(6) الانعام: 50
(7) ص: 86
82

وإن كان طاعة، وفعله كله صلى الله عليه وآله طاعة وحكمة وصواب.
وإذا كان كذلك، فيجب ان يشترك الأمة معه في ترك الوصية، أولا للاقتداء
به، وثانيا ليكون ترك الوصية طاعة لله تعالى، لان الرسول صلى الله عليه وآله فعله، وإذا اشتركت
الأمة معه في ترك الوصية للاقتداء بفعله صلى الله عليه وآله، بطل الامر بها من الله تعالى ومن
الرسول صلى الله عليه وآله، بعد وجوبه وصحته في لفظ القرآن العزيز، وقول الرسول الأمين
صلى الله عليه وآله، ولم يكن لقوله سبحانه وتعالى: " حقا على المتقين " فائدة، وصارت الفائدة
إنما تحصل بابطال كونها حقا على المتقين لموضع الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله.
ولو جاز ذلك، لكان يجوز في كل آية ظاهرها ظاهر الامر، أن يكون
المراد بها خلافه، وان يصير اتباع الأمور الشرعية التي أوجبها الرسول قبيحا،
واجتنابها أفضل عند الله تعالى.
ومن قال بذلك لا يعد عاقلا ولا مسلما، فثبت وجوب الوصية، وان النبي
صلى الله عليه وآله فعلها وما جاز له الاخلال بها.
ومما يؤيد ما قلناه، وانه صلى الله عليه وآله أوصى، ما تقدم من الاخبار في أول هذا الفصل
وغيره من أن الرسول صلى الله عليه وآله جعله وصيه.
ويدل عليه أيضا قول " ابن أبي أوفى "، لما سئل عن النبي، هل أوصى؟
فقال: لا، فلما أعيد عليه السؤال، قال: نعم، أوصى بكتاب الله، وأفرد العترة
من الكتاب، والنبي صلى الله عليه وآله قال مجمعا عليه كافة أهل الاسلام في الصحاح وغيرها:
" خلفت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان، لن يفترقا حتى
يردا على الحوض ".
فذكر كونهما خليفتيه وذكر الوصية بهما وانهما خليفتاه، وانهما لن يفترقا
حتى يردا على الحوض.
فكيف يقول ابن أبي أوفى: ان الوصية بأحدهما دون الاخر. مع ثبوت
انحرافه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومخالفته للاجماع، ولم يرو
بنفسه ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله، ولم يوافقه أحد من الصحابة على ذلك، وانكاره للوصية
83

أيضا لم يسنده إلى أحد من الصحابة بل إلى نفسه، وقوله في ذلك غير مقبول، لكونه
مخالف الكتاب والسنة.
ثم أكثر ما في خبر ابن أبي أوفى، انه من طريق واحد، وقد تقدم في الفصل
الذي قبل هذا، ذكر الثقلين من غير طريق من الصحاح كلها، وثبوت الوصية
بهما، وانهما لن يفترقا إلى ورود الحوض عليه، فيجب الاعتماد على ما كثرت طرقه
ويطرح الخبر الواحد الذي لا يوجب العلم، ايجاب المتواتر.
ويزيده بيانا: ان خبر الوصية يعضده اجماع من كافة الاسلام، وكما قد ورد
في هذه الصحاح التي ذكرناها. فقد ورد لشيعة أمير المؤمنين صلى الله عليه مثل ذلك
مما يدل على كونه وصيا.
فصار الاجماع عليه من كافة أهل الاسلام، فثبت التمسك به، وخبر ابن أبي
أوفى يتوجه الطعن عليه من وجهين:
أولهما ظاهر كتاب الله، والثاني ما وجب بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله (1) قال:
إذا ورد لكم خبران مختلفان، فما وافق كتاب الله تعالى وسنتي فخذوا به، وما خالف
الكتاب والسنة فاطرحوه (2).
وظاهر الكتاب العزيز: الامر بالوصية على سبيل الوجوب، واخبار الرسول
من الصحاح التي تقدمت، تدل على وجوب الوصية أيضا، واجماع كل من قال
بالاسلام على ذلك. وخبر ابن أبي أوفى، ليس يعضده كتاب ولا سنة ولا اجماع،
فثبتت الوصية لأمير المؤمنين (ع) بما قدمناه.
ويزيده أيضا بيانا: ما خرجه الحميدي من الزيادة التي ذكرها في الخبر وهي
قال: قال هزيل بن شرجيل: أبو بكر كان يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأثبت
أيضا في لفظ هذا الخبر الوصية، بلا ارتياب.
ويوصى فتحرض دعوى عليه * وفى تركه دينه مهملا

(1) في بعض النسخ: " مما وجب لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
(2) ورد نظيره عن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الصادق في الوسائل ج 18 ص 84.
84

الفصل الثالث عشر
في الكناية عن أمير المؤمنين عليه السلام بلفظ الخلافة
من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
102 - من مسند أحمد بن حنبل، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا
أبو بلج، قال:
حدثنا عمرو بن ميمون، قال: انى لجالس إلى ابن عباس، إذ اتاه تسعة رهط،
فقالوا: يا بن عباس، اما ان تقوم معنا واما تخلو بنا عن هؤلاء، - قال:
قال ابن عباس: بل انا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح، قبل ان يعمى،
قال: فابتدؤا، فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه، فيقول: أف
وتف، وقعوا في رجل له عشر خصال:
وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ابدا، يحب الله
ورسوله.
قال: فاستشرف لها من استشرف، فقال: أين على؟ فقالوا: هو في الرحا
يطحن قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد، لا يكاد يبصر، قال:
فنفث في عينه، ثم هز الراية ثلاثا، فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حي.
قال ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه، فاخذها منه، وقال: لا يذهب
بها الا رجل منى وانا منه.
وقال: وقال لبنى عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلى
جالس معهم فأبوا، فقال علي عليه السلام: انا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي
في الدنيا والآخرة.
وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
85

واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على على وفاطمة والحسن والحسين وقال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1).
قال: وشرى على نفسه: لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم نام مكانه، قال: وكان
المشركون يتوهمون (2) انه رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء أبو بكر وعلي (ع) نائم، قال:
وأبو بكر - يحسب أنه نبي الله: قال: فقال: يا نبي الله، فقال له على: ان نبي الله
قد انطلق نحو بئر ميمون، فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال:
وجعل على يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله وهو (3) يتضور، قد لف
رأسه في الثوب، لا يخرجه حتى أصبح (4) ثم كشف عن رأسه، فقالوا: انك للئيم،
كان صاحبك نراميه، فلا يتضور وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزاة تبوك، قال: فقال له علي (ع): اخرج معك؟
قال: فقال له نبي الله صلى الله عليه وآله: لا. فبكى على، فقال له: اما ترضى أن تكون منى
بمنزلة هارون من موسى الا انك لست بنبي، انه لا ينبغي ان اذهب الا وأنت خليفتي.
قال: وقال رسول صلى الله عليه وآله: أنت وليي في كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
وقال: سدوا أبواب المسجد، غير باب علي (ع).
قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه، ليس له طريق غيره:
قال: وقال: من كنت مولاه فان عليا مولاه (5).
103 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن
عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي (ع)، قال: لما نزلت هذه الآية: " وانذر عشيرتك

(1) الأحزاب: 33
(2) وفى نسخة: يرمون
(3) التضور: التلوي والصياح من وجع الضرب - لسان العرب.
(4) وفى نسخة: حتى أهيج
(5) مسند أحمد الجزء الأول ص 330.
86

الأقربين " (1) جمع النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون رجلا، فأكلوا وشربوا
[ثلاثا] (2) ثم قال لهم:
من يضمن عنى ديني، ومواعيدي، ويكون معي في الجنة. ويكون خليفتي
في أهلي. فقال رجل: - لم يسمه - شريك يا رسول الله أنت كنت تجد من يقوم
بهذا، قال: ثم قال الآخر فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي عليه السلام: انا (3).
104 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن
عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي عليه السلام قال.
لما نزلت " وانذر عشيرتك الأقربين " (4) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بأربعين رجلا
من أهل بيته، إن كان الرجل منهم ليأكل جذعة وإن كان شاربا فرقا (5)، فقدم
إليهم رجلا فأكلوا حتى شبعوا، فقال لهم: من يضمن عنى ديني ومواعيدي، ويكون
معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟
فعرض ذلك على أهل بيته، فقال على: انا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله على، يقضى
ديني عنى، وينجز مواعيدي.
ولفظ الحديث للحماني، وبعضه لحديث أبى خيثمة. (6)
105 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا

(1) الشعراء: 214
(2) ما بين المعقوفتين ليس في مسند أحمد
(3) مسند أحمد الجزء الأول ص 111
(4) الشعراء: 214
(5) الفرق: مكيال ضخم - لسان العرب
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 650 ح 1108 وهذا الحديث ذكره ابن
حنبل في كتابه الفضائل الصحابة من طريقين: أحدهما من يحيى بن عبد الحميد والثاني
من أبى خيثمة.
87

الحسن، قال، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض،
قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان، قال:
سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كنت انا وعلى نورا بين يدي الله عز وجل
قبل ان يخلق الله آدم بأربعة عشر الف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور
جزئين، فجزء أنا، وجزء على، تمام الخبر، (1) [ففي النبوة وفي علي الخلافة] (2)
لم يذكره احمد، وسيجيئ ذكرها من طريق ابن المغازلي، ومن كتاب الفردوس
للديلمي.
106 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة الشعراء، قوله تعالى: " وانذر
عشيرتك الأقربين " (3) وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين،
حدثنا موسى بن محمد، حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمرى، حدثنا عباد بن
يعقوب، حدثنا علي بن هاشم، عن صباح بن يحيى المزني، عن زكريا بن ميسرة،
عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
لما نزلت: وانذر عشيرتك الأقربين " جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب
وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس، فامر عليا ان
يدخل شاة فادمها، ثم قال:
ادنوا بسم الله فدنى القوم عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب
من لبن، فجرع منه جرعة، ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا،
فبدرهم أبو لهب، فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت النبي صلى الله عليه وآله يومئذ
لم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب، ثم انذرهم رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال:

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 662 ح 1130
(2) ما بين المعقوفتين لم يذكره احمد في الفضائل ولكن أصل الحديث ذكره في
ج 2 ص 662 ح 1130
(3) الشعراء: 214.
88

يا بنى عبد المطلب، انى انا النذير إليكم من الله عز وجل، والبشير بما لم يجئ
به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة، فاسلموا وأطيعوني تهتدوا، ومن يواخيني ويوازرني
ويكون وليي ووصيي بعدى، وخليفتي في أهلي. ويقضى ديني؟
فاسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم، ويقول على: انا،
فقال: أنت، فقام القوم، وهم يقولون لأبي طالب: اطع ابنك، فقد أمر عليك (1)
ومن مناقب الفقيه أبى الحسن المغازلي، وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا
أبو غالب، محمد بن أحمد بن سهل النحوي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
منصور الحلبي الاخباري، قال: حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي، قال:
حدثنا الحسن بن علي بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي.
قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان،
عن زاذان، عن سلمان، قال: سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وآله يقول:
كنت انا وعلى نورا بين يدي الله عز وجل، يسبح الله ذلك النور ويقدسه،
قبل ان يخلق الله آدم بألف عام، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم
يزل في شئ واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي
الخلافة (2).
108 - وبالاسناد المقدم، قال أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان،
قال: حدثنا محمد بن الحسن (3) بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد العكبري،
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان، حدثنا محمد بن عتاب الهروي،
حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن سالم ابن أبي
الجعد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:

(1) غاية المرام ص 320
(2) مناقب ابن المغازلي ص 87
(3) في المصدر: حدثنا محمد الحسن بن سليمان.
89

كنت انا وعلى نورا عن يمين العرش، يسبح الله ذلك النور، ويقدسه قبل
ان يخلق الله آدم بأربعة عشر الف عام، فلم أزل انا وعلى في شئ واحد، حتى
افترقنا في صلب عبد المطلب (1).
109 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب، محمد بن أحمد بن سهل
النحوي، قال:
حدثنا أبو عبد الله، محمد بن علي بن [أخت] (2) مهدى السقطي، الواسطي،
املاء، قال: حدثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، قال: حدثنا محمد بن
عبد الله بن ثابت، قال: حدثنا محمد بن مصفى، قال: حدثنا بقية بن الوليد،
عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال:
ان الله عز وجل انزل قطعة من نور، فاسكنها في صلب آدم، فساقها حتى
قسمها جزئين، فجعل جزءا في صلب عبد الله وجزءا في صلب أبى طالب، فأخرجني
نبيا، واخرج عليا وصيا. (3)
110 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي أيضا، وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا
إبراهيم (4) بن محمد بن خلف الجماري، السقطي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين
بن أحمد، قال:
حدثنا أبو الفتح، أحمد بن الحسن بن سهل المالكي، المصري، الواعظ،
بواسط في القراطيسيين، قال: حدثنا سليمان بن أحمد المالكي، قال: حدثنا أبو قضاعة
ربيعة بن محمد الطائي، حدثنا ثوبان، ذو النون، حدثنا مالك بن غسان النهشلي،
حدثنا ثابت، عن انس، قال: انقض كوكب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال:
رسول الله صلى الله عليه وآله: انظروا إلى هذا الكوكب، فمن انقض في داره، فهو الخليفة من

(1) مناقب ابن المغازلي ص 88
(2) ما بين المعقوفتين كان في المصدر
(3) مناقب ابن المغازلي ص 89
(4) وفى المصدر: أخبرنا أبو البركات إبراهيم.
90

بعدى، فنظروا، فإذا هو قد انقض في منزل علي عليه السلام، فأنزل الله تعالى: " والنجم
إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى (1) يوحى (2)
111 - ومن " مناقب " الفقيه أبى الحسن بن المغازلي أيضا، بالاسناد المقدم
قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، قال: أخبرنا أبو الفتح، هلال
بن محمد، قال: حدثني إسماعيل بن علي، حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثني
عبد الغفار بن جعفر، قال: حدثني جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن
أبيه، عن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ناصب عليا
الخلافة بعدى، فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر (3).
112 - ومن كتاب " الفردوس " لابن شيرويه الديلمي في باب (الخاء).
قال: باسناده عن سلمان الفارسي (رض)، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خلقت انا وعلى من نور واحد قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر الف عام، فلما خلق الله
تعالى آدم، ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شئ واحد، حتى افترقنا في صلب
عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي الخلافة (4).
قال يحيى بن الحسن: فهذه الأخبار الواردة عن ابن حنبل، والثعلبي،
وابن المغازلي، والديلمي تصرح بلفظ الخلافة له عليه السلام بلا ارتياب، فلينظر في
ذلك، ففيه كفاية ومقنع لمن تأمله بعين الانصاف فما بعد لفظ الخلافة، بيان
ملتمس، ولا منار مقتبس، ولا دليل يستفاد، ولا علم يستزاد، ثم كونه معه عليهما السلام نورا
بين يدي الله تعالى قبل ان يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر الف عام، يسبحان الله تعالى
ما لا يقدر أحد ان يدعى فيه مماثلة أو مداخلة.
" وأين الثريا من يد المتناول "

(1) النجم: 1 - 4
(2) مناقب ابن المغازلي ص 266
(3) مناقب ابن المغازلي ص 45
(4) غاية المرام ص 7 نقلا عن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي.
91

الفصل الرابع عشر
في ذكر يوم غدير خم:
113 - من مسند أحمد بن حنبل، وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن
سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن عدى بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر. فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا، الصلاة جامعة
وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين، فصلى الظهر واخذ بيد علي (ع) فقال:
ألستم تعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى،، قال: ألستم
تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فاخذ بيد علي عليه السلام، فقال.
من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا لك يا بن أبى طالب، أصبحت
وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1).
114 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، قال:
عن أبي عبيدة، عن ميمون: أبى عبد الله، قال: قال زيد بن أرقم - وانا اسمع -:
نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله بواد يقال له: وادى خم، فامر بالصلاة، فصلاها بهجير (2)
ثم قال: فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله بثوب، على شجرة سمرة (3) من الشمس.
فقال النبي صلى الله عليه وآله:

(1) مسند أحمد الجزء الرابع ص 281 - كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل
ج 2 ص 596 ح 1016
(2) الهجير: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر
(3) السمرة: شجرة صغار الورق، قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس
لسان العرب.
92

أولستم تعلمون؟ أولستم تشهدون انى أولى بكل مؤمن من نفسه؟
قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فان عليا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد
من عاداه (1).
115 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم، قالا:
حدثنا فطر، عن أبي الطفيل، قال: جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة، ثم قال: أنشد
بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول يوم غدير خم: ما سمع لما قام،
فقام ثلاثون من الناس.
وقال أبو نعيم: فقام أناس كثير، فشهدوا حين اخذ بيده، فقال للناس:
أتعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال من كنت
مولاه، فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، (2).
116 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني
حجاج ابن الشاعر، قال حدثنا شيابه، قال: حدثني نعيم بن حكيم، قال: حدثني
أبو مريم ورجل من جلساء على، عن علي عليه السلام، ان النبي صلى الله عليه وآله قال يوم غدير خم:
من كنت مولاه فعلى مولاه.
قال: فزاد الناس بعد: وال من والاه، وعاد من عاداه (3).
117 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال:
سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي السريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة -، عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:

(1) مسند أحمد الجزء الرابع ص 372 وفضائل الصحابة ج 2 ص 597 - ح 1017
(2) مسند أحمد الجزء الرابع ص 370 وفضائل الصحابة ج 2 ص 682 - ح 1167
(3) مسند أحمد الجزء الأول ص 152.
93

من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال سعيد بن جبير: وانا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس قال محمد! أظنه قال
وكتمه (1).
118 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا حنش بن الحرث (2) بن لقيط
النخعي الأشجعي، عن رياح الحرث، قال: جاء رهط إلى علي عليه السلام بالرحبة،
فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا:
سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم:
من كنت مولاه فان هذا مولاه.
قال رياح: فلما مضوا، اتبعتهم، وسألت من هؤلاء.
قالوا، نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري (3).
119 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان
أبى عمر، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله
صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وهو يقول ما قال: فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا انهم سمعوا
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول:
من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (4).

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 569 ح 959 وفيه: شعبة الشاك وفيه أيضا
فكتمته. وكتب المحقق في التعليق: فكتمه
(2) وفى المصدر: حنش بن الحارث وكذا فيما يأتي
(3) مسند أحمد الجزء الخامس ص 419 وفضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 572
و 967 وفيه فهذا مولاه
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 585 - 586 ح 991 وفى مسند أحمد
الجزء الأول ص 84.
94

120 - وبالاسناد المقدم حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي،
قال: حدثني ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك يعنى [ابن أبي سليمان] (1) عن
عطية العوفي، قال: اتيت زيد بن أرقم فقلت له: ان ختنا لي حدثني عنك بحديث
في شأن على يوم غدير خم، فانا أحب ان أسمعه منك، فقال: انكم معشر أهل العراق
، فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك منى بأس، قال: نعم، كنا بالجحفة،
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلينا ظهرا، وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال أيها الناس:
ألستم تعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت
مولاه فعلى مولاه، قال: فقلت: هل قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت (2).
121 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت
سعيد بن وهب:
قال: نشد على الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، فشهدوا: ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
من كنت مولاه فعلى مولاه (3).
122 - وبالاسناد المقدم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة بن أبي إسحاق، قال:
سمعت عمر. وزاد فيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه،
وانصر من نصره، وأحب من أحبه وابغض من أبغضه (4).
123 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إبراهيم،

(1) ما بين المعقوفتين كان في مسند أحمد
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 586 - ح 992 - مسند ابن حنبل ج 4 ص 368
(3) مسند ابن حنبل ج 5 ص 366
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 599 - ح 1022.
95

قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدى بن ثابت،
عن البراء: وهو ابن عازب، قال: اقبلنا مع النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، حتى
كنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين
فاخذ بيد علي عليه السلام فقال:
الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال الست
أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا مولى من انا مولاه،
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر، فقال: هنيئا لك يا بن أبى طالب
أصحبت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1).
124 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه،
عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي، انه حدثه قال: سمعت زيد بن أرقم
يقول - ونحن ننتظر جنازة - فسئله رجل من القوم، فقال: أبا عامر أسمعت رسول
الله ص يوم غدير خم يقول لعلى عليه السلام.
من كنت مولاه فعلى مولاه؟ قال: نعم. قال أبو ليلى، فقلت لزيد بن أرقم
قالها رسول الله؟ قال: نعم قد قالها له أربع مرات (2).
125 - وبالاسناد المقدم قال. حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، عن أبيه، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن
أبيه، قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام إلى اليمن، خرج بريدة الأسلمي
معه فبعث علي عليه السلام في بعض السبي (3) فشكاه بريدة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله:
من كنت مولاه فعلى مولاه (4).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 610 - ح 1042
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 613 - ح 1048
(3) وفى المصدر: فعتب على في بعض الشئ
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 592 - ح 1007 وفيه: ان عليا مولاه.
96

126 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت وليه فعلى
وليه (1).
127 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: غزوت مع علي عليه السلام إلى اليمن،
فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرت عليا، فتنقصته، فرأيت
وجه رسول الله يتغير فقال يا بريدة:
الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت
مولاه فعلى مولاه (2).
128 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن الصقر، سنة تسع وتسعين ومأتين، قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب،
قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ربيعة الجرشى: انه ذكر
على عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أتذكر عليا، ان له مناقب
أربعا، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من كذا وكذا وذكر حمر النعم:
قوله: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
وقوله: أنت منى بمنزلة هارون من موسى.
وقوله: من كنت مولاه فعلى مولاه ونسي سفيان واحدة. (3).

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 563 - ح 947
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 584 - ح 989 مسند أحمد الجزء الخامس
ص 347 وفيه: حدثنا ابن أبي غنية، عن الحسن
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 643 - ح 1093.
97

129 - ومن " صحيح مسلم " من الجزء الرابع من اجزاء ستة على حد ثمانية
عشر قائمة من أوله، بالاسناد المقدم قال: حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد،
جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان،
حدثني يزيد بن حيان، قال:
انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا
إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله، وسمعت
حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه.
لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: يا بن اخى، والله لقد كبرت سنى، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي
كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله، فما حدثتكم فاقبلوه، ومالا، فلا تكلفونيه، ثم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة،:
فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد، أيها الناس، إنما انا بشر
يوشك ان يأتيني رسول ربى، فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله،
فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب
فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،
أذكركم الله في أهل بيتي.
فقال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نسائه من أهل بيته؟ قال:
نسائه في أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. (1)
130 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن
فضيل، (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، كلاهما عن أبي حيان،

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل علي (ع) ص 122 وفيه إضافة في
آخر الحديث، قال: ومن هم؟ قال: هم آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال:
كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
98

بهذا الاسناد، نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى
والنور، من استمسك به، واخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل (1).
131 - قال: وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان - يعنى ابن إبراهيم
- عن سعيد، وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا
عليه، فقلنا له: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وآله، وصليت خلفه،
وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان، غير أنه قال: الأواني تارك فيكم الثقلين
أحدهما كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على
ضلالة. وفيه: فقلنا: من أهل بيته نسائه؟ قال: لا. وأيم الله، ان المرأة تكون
مع الرجل، العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله
وعصبته، الذين حرموا الصدقة بعده. (2)
قال يحيى بن الحسن: قد تقدم ان أهل بيته: على، وفاطمة، والحسن،
والحسين عليهم السلام من الصحاح الستة في تفسير قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (3) من الآية والخبر، فلا يلتفت إلى قول
زيد في ذلك.
132 - ومن " تفسير الثعلبي " في تفسير قوله تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك " (4).
وبالاسناد المقدم قال: قال أبو جعفر: محمد بن علي، عليهما السلام معناه: بلغ
ما انزل إليك من ربك من فضل علي بن أبي طالب.
وفى نسخة أخرى، انه عليه السلام قال: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك
في علي " وقال: هكذا أنزلت، رواه جعفر بن محمد عليهما السلام: فلما نزلت هذه الآية،

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل علي (ع) ص 123
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل علي (ع) ص 123
(3) الأحزاب: 33
(4) المائدة: 67.
99

اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه (1).
133 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: يعقوب بن أحمد بن السرى،
أخبرنا أبو بكر: محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا أبو مسلم: إبراهيم بن عبد الله،
قال: حدثنا ابن منهال، حدثنا حماد بن علي بن يزيد، عن عدى بن ثابت، عن
البراء بن عازب، قال: لما اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، كنا بغدير
خم. فنادى: ان الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين، فاخذ
بيد علي عليه السلام فقال:
الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال:
الست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من انا مولاه،
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر، هنيئا لك يا بن أبى طالب،
أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. (2)
134 - وبالاسناد المقدم قال: اخبرني أبو محمد: عبد الله بن محمد القاضي
حدثنا أبو الحسين: محمد بن عثمان النصيبي، حدثنا أبو بكر: محمد بن الحسين
السبعي، عن حسان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى:
" يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " الآية (3) قال: نزلت في علي بن أبي طالب
عليه السلام، أمر النبي صلى الله عليه وآله ان يبلغ فيه، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه
السلام فقال:
من كنت مولاه، فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (4).
135 - ومن تفسير الثعلبي أيضا، في تفسير قوله تعالى: " سئل سائل بعذاب

(1) تفسير الثعلبي المخطوط ص 78
(2) تفسير الثعلبي المخطوط ص 78
(3) المائدة: 67
(4) تفسير الثعلبي المخطوط ص 78.
100

واقع " (1).
وبالاسناد المقدم، قال: وسئل سفيان بن عيينة، عن قول عز وجل: سئل
سائل بعذاب واقع في من نزلت؟
فقال: لقد سئلتني عن مسألة، ما سئلني عنها أحد قبلك، حدثني جعفر بن محمد،
عن آبائه، عليهم السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم نادى الناس، فاجتمعوا،
فاخذ بيد علي عليه السلام، فقال:
من كنت مولاه فعلى مولاه، فشاع ذلك، وطار في البلاد، فبلغ ذلك
الحارث (2) بن نعمان الفهري، فاتى رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة له، حتى اتى
الأبطح، فنزل عن ناقته، فأناخها، وعقلها، ثم اتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملاء من
أصحابه، فقال: يا محمد، امرتنا عن الله، ان نشهد ان لا إله إلا الله، وانك رسول
الله، فقبلناه منك، وامرتنا ان نصلى خمسا، فقبلناه منك، وامرتنا ان نصوم شهرا،
فقبلناه منك، وامرتنا ان نحج البيت فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعى
ابن عمك، ففضلته علينا، فقلت: من كنت مولاه فعلى مولاه، وهذا شئ منك
أم من الله تعالى؟
فقال: والذي لا إله إلا هو، انه من أمر الله، فولى الحارث بن نعمان، يريد
راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا، فامطر علينا حجارة من السماء
أو ائتنا بعذاب اليم. فما وصل إليها، حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته،
وخرج من دبره، فقتله، وانزل الله تعالى: " سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس
له دافع " (3) (4).

(1) المعارج: 1
(2) وفى نسخة: الحرث
(3) المعارج: 1
(4) لاحظ غاية المرام ص 397.
101

136 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي، الحديث الخامس، من افراد
مسلم، من مسند ابن أبي أوفى، وبالاسناد المقدم، عن يزيد بن حيان، قال:
انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه،
قال له حصين: لقد لقيت يا يزيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله وسمعت حديثه وغزوت
معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وآله، قال:
يا بن اخى، والله لقد كبرت سنى، وقد عهدي، ونسيت بعض الذي كنت
أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله، فما حدثتكم به فاقبلوه، ومالا، فلا تكلفونيه، ثم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فينا خطيبا بماء يدعى " خما " بين مكة والمدينة، فحمد الله
وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:
اما بعد، الا أيها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربى، فأجيب،
وانا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكر كم الله
في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه
من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (1).
قال الحميدي: زاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك
به واخذ به، كان على الهدى ومن أخطأه ضل (2).
وفى حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه، غير أنه قال: الا
وانى تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى،
ومن تركه كان على الضلالة، وفيه: فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال لا. وأيم الله

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 122
(2) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123.
102

ان المرأة تكون مع الرجل العصر، ثم الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها،
أهل بيته، أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (1).
138 - ومن (الجمع بين الصحاح الستة " لرزين، من الجزء الثالث من
جمع أبى الحسن رزين العبدري، امام الحرمين، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام وذلك على حد ثلث الكتاب.
وبالاسناد المقدم، ذكره من صحيح أبى داود السجستاني وهو كتاب السنن.
ومن صحيح الترمذي قال: عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال:
من كنت مولاه فعلى مولاه (2).
139 - وبالاسناد المقدم، يليه أيضا من الكتاب المذكور من الباب المذكور،
من صحيح أبى داود وهو كتاب السنن، وصحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال
لزيد بن أرقم: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وآله.
قال: يا بن اخى، والله لقد كبرت سنى، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي
كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله، فما حدثتكم فاقبلوه، ومالا، فلا تكلفونيه، ثم
قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة عند الجحفة،
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال:
اما بعد: أيها الناس، إنما انا بشر، يوشك ان يأتيني رسول ربي عز وجل
فأجيب، وانا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا
بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:
وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، وكتاب

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123
(2) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 633 - ح 3713.
103

الله، فإنهما لن يفترقا، حتى يردا على الحوض.
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من
أهل بيته ولكن قد تكون المرأة، ثم تطلق، ثم ترجع إلى أهلها، ولكن أهل بيته من حرم
الصدقة بعده.
وفى رواية جرير عنه قال: كتاب الله، فيه الهدى والنور، ومن استمسك به،
كان على الهدى، ومن أخطأه ضل (1).
140 - ومن مناقب الفقيه، أبى الحسن، علي بن المغازلي، الواسطي،
الشافعي وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو يعلى: علي بن أبي عبيد الله بن العلاف
البزاز، اذنا، قال: اخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز، قال:
اخبرني عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: حدثني محمد بن بكر بن عبد الرزاق،
حدثني أبو حاتم: مغيرة بن محمد المهلبي، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، قال:
حدثني نوح بن قيس الحداني، حدثني الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن
أرقم قال:
اقبل نبي الله صلى الله عليه وآله من مكة في حجة الوداع، حتى نزل بغدير الجحفة، بين
مكة والمدينة، فامر بالدوحات (2)، فقم (3) ما تحتهن من شوك، ثم نادى الصلاة
جامعة، فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم شديد الحر، وان منا لمن يضع ردائه على
رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدة الحر، حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى
بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، واشهد ان
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، اما بعد: أيها الناس، فإنه لم يكن لنبي من

(1) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 663 مع اختلاف في المطبوع
(2) الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة - لسان العرب
(3) قم الشئ قما: كنسه - لسان العرب.
104

العمر الا نصف ما عمر من قبله، وان عيسى بن مريم عليهما السلام لبث في قومه أربعين سنة
وانى قد أسرعت في العشرين.
الا وانى يوشك ان أفارقكم ألا وانى مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم.
فماذا أنتم قائلون؟
فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد انك عبد الله ورسوله،
فقد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيل الله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى اتاك اليقين
فجزاك الله عنا خير ما جزى نبيا.
فقال: ألستم تشهدون ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له؟ وان محمد عبده
ورسوله؟ وان الجنة حق؟ والنار حق؟ وتؤمنون بالكتاب كله؟
قالوا: بلى. قال: فانى اشهد ان قد صدقتكم، وصدقتموني، الا وانى فرطكم
وانكم تبعي، توشكون ان تردوا على الحوض، فاسئلكم حين تلقونني عن ثقلي،
كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فاعيل (1) علينا، ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل
من المهاجرين فقال:
بابى أنت وأمي يا رسول الله، ما الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله، سبب
طرف (2) بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تولوا، ولا تضلوا، والأصغر
منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم ولا تعمدوهم، ولا تقصروا
عنهم ولا تقهروهم فانى قد سئلت لهما اللطيف الخبير، فأعطاني.
ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولى، وعدوهما لي

(1) وفى النسخ الموجودة بأيدينا: قال فاعتل علينا. وفى صحاح اللغة للجوهري:
علت الضالة أعيل عيلا وعيلانا فانا عائل إذا لم تدر أي وجهة تبغيها، وقال الأحمر:
عالني الشئ يعيلني عيلا ومعيلا إذا أعجزك.
(2) هكذا في النسخ الموجودة بأيدينا، ولكن في البحار نقلا عن العمدة: سبب
طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم. ج 37 ص 184.
105

عدو، الا فإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهواءها وتظاهر على نبوتها، وتقتل
من قام بالقسط منها.
ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها، وقال: من كنت وليه فهذا وليه،
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة (1).
141 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن طاوان
قال: أخبرنا أبو الحسين: أحمد بن الحسين بن السماك، قال: حدثني أبو محمد:
جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدثني
ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب
عن أبي هريرة، قال:
من صام يوم ثمانية عشرة من ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين شهرا،
وهو يوم غدير خم، لما اخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب
عليه السلام فقال: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: من كنت مولاه، فعلى مولاه.
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبى طالب، أصبحت مولاي ومولا
كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " (2) و (3).
142 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن عمر بن عبد الله
بن شوذب، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال:
حدثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد، حدثني أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم
عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد علي عليه السلام الناس في المسجد
قال: أنشد الله رجلا سمع من النبي صلى الله عليه وآله يقول:
من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فكنت

(1) مناقب ابن المغازلي ص 16 - 18 وفيه: ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه
(2) المائدة: 3
(3) مناقب ابن المغازلي ص 18 - 19.
106

انا ممن كتم فذهب بصرى. (1)
143 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال:
حدثني الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدثني علي بن عبد الله مبشر، قال:
حدثني أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثني عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة
عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذويب وأبى سلمة بن عبد الرحمان،
عن جابر بن عبد الله:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بخم، فتنحى الناس عنه، [ونزل
معه علي بن أبي طالب (ع)، فشق على النبي صلى الله عليه وآله تأخر الناس]، (2) فامر عليا،
فجمعهم، فلما اجتمعوا، قام فيهم وهو متوسد يد علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس، انى قد كرهت تخلفكم عنى، حتى خيل إلى أنه ليس شجرة أبغض
إليكم من شجرة تليني، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله منى بمنزلتي
منه، فرضى الله عنه كما انا عنه راض، فإنه لا يختار على قربى ومحبتي شيئا، ثم
رفع يديه فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال: فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يبكون ويتضرعون، ويقولون: يا رسول
الله ما تنحينا عنك الا كراهية ان نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط
رسول الله صلى الله عليه وآله، فرضى رسول الله صلى الله عليه وآله عنهم عند ذلك. (3)
144 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني أبو القاسم: الفضل بن محمد بن عبد الله
الأصفهاني قدم علينا واسطا، املاء من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع
وثلاثين وأربع مائة، قال: حدثني محمد بن علي بن عمر بن المهدى، قال: حدثني

(1) مناقب ابن المغازلي ص 23
(2) ما بين المعقوفتين كان في مناقب المغازلي
(3) مناقب ابن المغازلي ص 25 - 26.
107

سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن كيسان
الثقفي الأصفهاني، قال: حدثني إسماعيل بن عمر البجلي، قال: حدثني مسعر بن
كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، قال:
شهدت عليا (ع) على المنبر، ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: من سمع
رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم يقول: ما قال، فليشهد، فقام
اثنا عشر رجلا، منهم: أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك، فشهدوا: انهم
سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه، فعلى مولاه، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه (1).
قال أبو الحسن ابن المغازلي الراوي لذلك: قال أبو القاسم الفضل بن محمد:
هذا حديث صحيح من رسول الله صلى الله عليه وآله. وسلم، وقد روى حديث غدير
خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله نحو مأة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا اعرف له
علة تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد (2).
وقد ذكر ابن المغازلي من أحاديث يوم الغدير ما قدمنا ذكره من طرق أحمد بن
حنبل نشير إلى أول الراوي والى من يرفع الخبر إليه، كراهة التطويل، من
غير إثارة نفع زائد، فمن ذلك:
145 - انه روى أحد ذلك عن أبي طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، يرفعه إلى
أبى الضحى، إلى زيد بن أرقم (3).
146 - والثاني يرويه عن أبي طاهر: محمد بن علي البيع، عن أحمد بن الصلت
الأهوازي، يرفعه إلى عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري (4).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 26
(2) مناقب ابن المغازلي ص 27
(3) مناقب ابن المغازلي ص 19 - 20
(4) مناقب ابن المغازلي ص 20.
108

147 - الثالث - عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان، عن محمد بن
مظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، يرفعه إلى حبة العرني، وعبد خير
وذي مرة، وعمر، قالوا:
سمعنا علي بن أبي طالب، ينشد الناس في الرحبة، [يذكر يوم الغدير] (1)،
فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر، منهم زيد بن أرقم، فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم:
من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (2).
148 - الرابع - عن أحمد بن عبد الوهاب، عن الحسين بن محمد، العدل،
العلوي، الواسطي، يرفعه إلى بريدة، يذكر خروجه مع علي عليه السلام إلى اليمن،
وشكايته عليا، وقول النبي صلى الله عليه وآله له عند ذلك: من كنت مولاه فعلى مولاه، ومن
كنت وليه (3) فعلى وليه وقد تقدمت سياقة الخبر (4).
149 - الخامس - يرويه عن أبي الفضل: محمد بن الحسين بن عبد الله البرجي
الأصفهاني، يرفعه إلى أبى جعفر: محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه علي عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من كنت مولاه، فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. (5)
150 - السادس - يرويه عن أحمد بن محمد البزاز قال: حدثني الحسين بن
محمد، العدل، يرفعه إلى رياح بن الحارث، قال: كنا مع علي عليه السلام في الرحبة،
إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال: كيف أكون مولاكم،

(1) وفى المصدر: باسقاط ما بين المعقوفتين مع إضافة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه، فقام اثنا عشر رجلا.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 20
(3) وفى نسخة: من كنت نبيه
(4) مناقب ابن المغازلي ص 21 و 24
(5) مناقب ابن المغازلي ص 21 - 22 وفيه محمد بن الحسين بن عبيد الله البرجي.
109

وأنتم قوم من العرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم يقول:
من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم انصرفوا. فقلت: من القوم؟ فقالوا: قوم
من الأنصار، وفينا أبو أيوب الأنصاري (1).
151 - السابع - قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثني الحسين بن
محمد، العدل، قال: حدثني إسماعيل بن أبي الحكم الجواربي، قال: حدثني يحيى
الصوفي، قال: حدثني إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي، قال: حدثني شاذان، عن
عمران بن مسلم، عن سويد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن
الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام:
من كنت مولاه فعلى مولاه. (2)
152 - الثامن - قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، يرفعه
إلى الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود: ان النبي صلى الله عليه وآله قال:
من كنت مولاه فعلى مولاه. (3)
153 - التاسع - قال أخبرنا أبو الحسين: علي بن عمر بن عبد الله بن
شوذب، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني
أحمد بن يحيى، بن عبد الحميد، حدثني إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي
سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد علي عليه السلام الناس في المسجد: أنشد
الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول:
من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فكنت
انا فيمن كتم الشهادة، فذهب بصرى. (4)
154 - العاشر - قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا

(1) مناقب ابن المغازلي ص 22
(2) مناقب ابن المغازلي ص 22
(3) مناقب ابن المغازلي ص 23
(4) مناقب ابن المغازلي ص 24.
110

الحسين بن محمد، العلوي العدل، الواسطي. يرفعه إلى عطية العوفي، قال:
رأيت ابن أبي أوفى، وهو في دهليز له، بعد ما ذهب بصره، فسألته عن حديث،
فقال: انكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم.
قال: قلت: أصلحك الله، انى لست منهم، ليس عليك منى عار، قال: أي
حديث؟ قلت: حديث على يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته
يوم غدير خم، وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال:
يا أيها الناس، ألستم تعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا
رسول الله، قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه. (1)
155 - الحادي عشر - قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال: حدثني
أبو عبد الله: الحسين بن محمد العلوي، العدل الواسطي، يرفعه إلى الأعمش،
عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: رسول الله الله صلى الله عليه وآله:
من كنت وليه فعلى وليه. (2)
156 - الثاني عشر - قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثني الحسين
بن محمد العلوي، العدل الواسطي، يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه، عن
بريدة قال: غزوت مع علي عليه السلام اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله
صلى الله عليه وآله، فذكرت عليا عليه السلام، فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتغير.
فقال: يا بريدة أولست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله
قال: من كنت مولاه فعلى مولاه (3).
قال يحيى بن الحسن: وقد ذكر محمد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ
خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه " كتاب

(1) مناقب ابن المغازلي ص 23 - 24 وفيه فهذا مولاه
(2) مناقب ابن المغازلي ص 24
(3) مناقب ابن المغازلي ص 24 - 25.
111

الولاية " وذكر أبو العباس: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة: خبر يوم الغدير،
وأفرد له كتابا، وطرقه من مائة وخمسة. وهذا قد تجاوز حد التواتر، فلا يوجد خبر
قط نقل من طرق بقدر هذه الطرق فيجب أن يكون أصلا متبعا، وطريقا مهيعا.
قال يحيى بن الحسن في بيان معنى لفظة المولى في اللغة: اعلم، ان لفظة
مولى في اللغة تنقسم على عشرة أوجه:
أولها - " الأولى " وهو الأصل والعماد، التي ترجع إليه المعاني في باقي
الأقسام، ثم اعلم، ان أهل اللغة ومصنفي العربية، قد نصوا على أن لفظة " مولى "
تفيد الأولى، وفسروا ذلك في كتبهم من كتاب الله تعالى ومن اشعار العرب، فاما
من كتاب الله العزيز، فان أبا عبيدة معمر بن المثنى وهو مقدم في علم العربية غير
مطعون عليه في معرفتها، قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف
بالمجاز، في سورة الحديد في تفسير قوله تعالى:
" فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم
وبئس المصير " (1). يريد جل اسمه هي أولاكم، (2) على ما جاء في التفسير.
واستشهد بقول اللبيد.
فغدت كلا الفرخين تحسب انه * مولى المخافة خلفها وامامها
ومعناه أولى بالمخافة، يريد ان هذه الضبية تحيرت فلم تدر أخلفها أولى
بالمخافة أم امامها (3) ويقول الأخطل في عبد الملك بن مروان:
فما وجدت فيها قريش لأمرها * واعف وأوفى من أبيك وأمجدا
وأورى بزنديه ولو كان غيره * غداة اختلاف الناس أكدى وأصلدا
فأصبحت مولاها من الناس كلهم * وأحرى قريش ان تهاب وتحمدا

(1) الحديد: 15 والغدير ج 1 ص 345 نقلا عن الرازي في تفسيره ج 8 - ص 93
(2) وفى نسخة: هي أولى بكم
(3) وهذا البيت من المعلقات السبع راجع لمعرفته والوقوف على معناه كتاب
شرح المعلقات السبع للحسين بن أحمد بن الحسين الزوزني ص 126.
112

فخاطبه بلفظ مولى، وهو خليفة مطاع الامر، من حيث اختص بالمعنى الذي
احتمله، وليس أبو عبيدة متهما بالتقصير في علم اللغة، ولا مظنونا به الميل إلى
أمير المؤمنين عليه السلام، بل هو معدود من جملة الخوارج.
وقد شاركه في مثل ذلك التفسير ابن قتيبة (1) وهو أيضا لا ميل له إلى أمير المؤمنين
عليه السلام، الا انه لو علم أن الحق في غير هذا المعنى لقاله.
وقال الفراء في كتابه: " كتاب معاني القرآن " في تفسير هذه الآية: ان الولي
والمولى في لغة العرب واحد. (2)
وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل
في القرآن، في ذكر اقسام " المولى ": (3) ان المولى: الولي. والمولى: الأولى
بالشئ، واستشهد على ذلك بالآية المقدم ذكرها، وببيت لبيد أيضا وانشد غير
بيت لبيد أيضا:
كانوا موالي حق يطلبون به * فأدركوه وما ملوا ولا لغبوا
وقد روى أن في قراءة عبد الله بن مسعود: إنما مولاكم الله ورسوله، مكان
" إنما وليكم الله ورسوله " (4).
وفى الحديث: أيما امرأة تزوجت وقيل: نكحت بغير اذن مولاها، فنكاحها
باطل. والمعلوم من ذلك أن المراد بمولاها، وليها، والذي هو أولى الناس بها. (5)
والأخطل وهو أحد شعراء العرب، وممن لا يطعن عليه في معرفة، ولا ميل له
إلى مذهب الاسلام، بل هو من المبرزين في علم اللغة، وقد حكى عن أبي العباس
المبرد، أنه قال: الولي: الذي هو الأحق والأولى، ومثله، المولى، فيجعل الثلاث

(1) الغدير ج 1 ص 345 نقلا عن كتابه القرطين ج 2 ص 164
(2) الغدير ج 1 ص 345 نقلا عن الفخر الرازي في تفسيره ج 8 ص 93
(3) الغدير ج 1 ص 346 وفى ص 355 مفصلا
(4) المائدة: 55
(5) الغدير ج 1 ص 354.
113

عبارات لمعنى واحد. ومن له أدنى انس بالعربية، وكلام أهلها، لا يخفى عليه ذلك
والثاني - من اقسام المولى: هو مالك الرق، قال الله تعالى: " ضرب الله
مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه " (1). يريد مالكه، والامر في
ذلك أشهر من أن يحتاج إلى استشهاد.
والثالث: المعتق.
والرابع: المعتق.
والخامس: ابن العم، قال الله تعالى: " وانى خفت الموالي من ورائي " (2)
يعنى بن العم. ومنه قول الشاعر:
مهلا بنى عمنا مهلا موالينا * لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
والسادس: الناصر. قال الله تعالى: " وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه (3) يريد
ناصره. وقال تعالى: " ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم (4)
يريد لا ناصر لهم.
والسابع: المتولي لتضمن الجريرة وتجويز الميراث.
والثامن: الحليف، قال الشاعر: موالي حلف لا موالي قرابة.
والتاسع: الجار، قال الشاعر: مولى اليمين ومولى الجار والنسب.
والعاشر: الامام، السيد المطاع، وهذه الأقسام التسعة بعد الأولى، إذا تأمل
المعنى فيها، وجد راجعا إلى معنى الأولى، ومأخوذا منه، لان مالك الرق لما كان
أولى بتدبير عبده من غيره، كان مولاه دون غيره.
والمعتق لما كان أولى بميراث المعتق من غيره، كان مولاه، والمعتق لما

(1) النحل: 75
(2) مريم: 5
(3) التحريم: 4
(4) محمد: 11.
114

كان أولى بمعتقه في تحمل جريرته، والصق به ممن أعتقه غيره، كان مولاه أيضا
كذلك.
وابن العم، لما كان أولى بالميراث ممن بعده عن نسبه، وأولى بنصرة ابن
عمه من الأجنبي، كان مولاه لأجل ذلك.
والناصر، لما اختص بالنصرة، فصار بها أولى، كان من اجل ذلك مولى
والمتولي لتضمن الجريرة، لما الزم نفسه ما يلزم المعتق، كان بذلك أولى ممن
لا يقبل الولاء، فصار به أولى بميراثه، فكان بذلك مولى. والحليف لاحق في معناه
بالمتولى، فلهذا السبب كان مولى.
والجار، لما كان أولى بنصرة جاره ممن بعد عن داره وأولى بالشفعة في عقاره،
فلذلك صار مولى. (1)
والامام المطاع، لما كان له من طاعة الرعية وتدبيرهم، ما يماثل الواجب
بملك الرق، كان لذلك مولى، فصارت جميع تلك المعاني فيما حددناه ترجع
إلى معنى الوجه الأول الذي هو الأولى. وتكشف عن صحة معناه فيما ذكرناه في
حقيقته ووصفناه، فليتأمل ذلك، ففيه بيان لمن تأمله.
فان قيل: فإذا ثبت ان لفظة " مولى "، قد تستعمل مكان الأولى، وانها أحد
محتملاتها، فما الدليل على أن النبي صلى الله عليه وآله أراد بها يوم الغدير، الأولى دون أن يكون
أراد بها غيره من الأقسام التي يعبر بها عنها؟
قيل له: مقدمة الكلام التي بدأ بذكرها واخذ اقرار الأمة بها من قوله صلى الله
عليه وآله: الست أولى منكم بأنفسكم؟ ثم عطف عليها بلفظ يحتملها ويحتمل
غيرها، دليل على أنه لم يرد بها غير المعنى الذي قررهم عليه، من دون إحدى
محتملاتها، وانه قصد بالمعطوف، ما هو معطوف عليه، فلا يجوز ان يرد من الحكيم

(1) الغدير ج 1 ص 350 نقلا عن أبي حيان في تفسيره ج 5 ص 52 وعن السجستاني
العزيزي في غريب القرآن ص 154.
115

تقرير بلفظ مقصور على معنى مخصوص، ثم يعطف عليه بلفظ يحتمله، الا ومراده
المخصوص الذي ذكره وقرره، دون أن يكون أراد بها غيره ما عداه.
يوضح ذلك ويزيده بيانا: انه لو قال: ألستم تعرفون داري التي في موضع
كذا؟ ثم وصفها وذكر حدودها. فإذا قالوا: بلى، قال لهم: فاشهدوا ان داري
وقف على المساكين، وكانت له دور كثيرة، لم يجز أن يحمل قوله في الدار التي
وقفها الا على أنها الدار التي قررهم على معرفتها ووصفها.
وكذلك لو قال لهم: ألستم تعرفون عبدي فلانا " النوبي "؟ فإذا قالوا: بلى،
قال لهم: فاشهدوا ان عبدي حر لوجه الله تعالى، وكان له مع ذلك عبيد سواه،
لم يجز ان يقال: انه أراد الا عتق من قررهم على معرفته دون غيره من عبيده، وان
اشترك جميعهم في اسم العبودية.
وإذا كان الامر على ما ذكرناه، ثبت ان مراد النبي صلى الله عليه وآله بقوله: من كنت
مولاه فعلى مولاه، معنى الأولى، الذي قدم ذكره وقرره، ولم يجز أن يصرف إلى
غيره من سائر اقسام لفظة " مولى "، وما يحتمله، وذلك يوجب ان عليا عليه السلام أولى
بالناس من أنفسهم بما ثبت انه مولاهم كما أثبت النبي صلى الله عليه وآله لنفسه انه مولاهم
وأثبت له القديم تعالى انه أولى بهم من أنفسهم فثبت انه أولى بهم من أنفسهم، فثبت
انه أولى بلفظ الكتاب العزيز، وثبت انه مولى بلفظ نفسه، فلو لم يكن المعنى
واحدا، لما تجاوز ما حد له في لفظ الكتاب العزيز إلى لفظ غيره، فثبت لعلى عليه السلام
ما ثبت له في هذا المعنى من غير عدول إلى معنى سواه.
ويزيده بيانا أيضا، انا نتصفح جميع ما تحتمله لفظة مولى من الأقسام التي
يعبر بها عنها، وننظر ما يصح أن يكون مختصا بالنبي صلى الله عليه وآله، منها، وما لا يصح
اختصاصه به، وما يجوز ان يوجبه لغيره في تلك الحال مما يخصه، وما لا يجوز
ان يوجبه، ومع اعتبارها، لا يوجد فيها ما يوجبه لأمير المؤمنين عليه السلام، غير الأولى
والامام والسيد المطاع، ونحن نذكرها مفصلة على البيان، فنقول:
116

اما المالك والمعتق - فلا يصح ان يكونا مراده صلى الله عليه وآله، لان عليا عليه السلام لم يكن
مالكا لرق كل من ملك النبي صلى الله عليه وآله رقه، ولا معتقا لمن أعتقه.
واما - المعتق فيستحيل ان ينسب إليه صلى الله عليه وآله.
واما الحليف والجار - فلا يجوز ان يكونا مراده صلى الله عليه وآله، لان الحليف هو
المنضوي (1) إلى غيره، يمنع منه وينصره، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله حليفا لاحد على
هذا الوجه، فيكون أمير المؤمنين عليه السلام حليفه، ولا كان أيضا في كل حال جار من
هو جاره.
فاما منزلهما في المدينة فمعلوم انه واحد، فهو فيه جار من هو جاره، وهذا
مالا فائدة في ذكره.
واما ضامن الجريرة - فلا يجوز أن يكون مراده، لأنه لم يكن ضامن جريرة
كل من ضمن جريرته، ولا يصح أن يكون قد أوجب ذلك، لأنه قد خاطب به الكافة،
ولم يكن ضامن جرائرهم، ومستحق مواريثهم.
واما الناصر وابن العم - فلا يصح أيضا ان يكونا مراده صلى الله عليه وآله للعلم المشترك
من الكافة بأنه ناصر من هو ناصره، وابن عم من هو ابن عمه، فلا يجوز من الرسول
صلى الله عليه وآله ان يجمع الناس في مثل ذلك المقام العظيم الكبير، ويقفهم على الرمضاء (2)
في الحر الشديد، ثم يعلمهم ما هم عالموه، ويخبرهم بما هم متيقنوه، وإذا لم يصح
أن يكون مراده صلى الله عليه وآله وسلم شيئا من هذه الأقسام، علمنا أن مراده
منها ما بقي منها، مما هو واجب له على العباد، ويصح (3) ان يوجبه لمن أراد،
ولم يبق غير قسمين وهما: الأولى، والسيد المطاع. فهما على كل حال، المراد.

(1) ضوي إليه ضيا وضويا: انضم ولجا. وضويت إليه، بالفتح، أضوى ضويا
إذا آويت إليه وانضممت - لسان العرب.
(2) الرمض: حر الحجارة من شدة حر الشمس - لسان العرب.
(3) وفى نسخة: ويصلح بدل يصح.
117

ولو لم يكونا، ولا واحد منهما مراده، خرج كلامه عن أن يتضمن معنى يستفاد.
وهذا دليل معتمد عليه فليتأمل فيه، ففيه كفاية في هذا الباب، غير مفتقر إلى
ذكر المقدمة المقررة في أول الكتاب، وهو شاهد بان أمير المؤمنين عليه السلام، الأولى
والسيد المطاع.
ويزيده بيانا وإيضاحا أيضا وإن كان بغير لفظة " مولى " ما قدمنا ذكره من صحيح
مسلم، ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي، ومن كتاب الجمع بين
الصحاح الستة لرزين العبدري، ما ذكره من صحيح أبى داود السجستاني، وصحيح
الترمذي، وهو ما رووه عن زيد بن أرقم، أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فينا
خطيبا، بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر
ثم قال:
اما بعد: الا أيها الناس، فإنما انا بشر، يوشك ان يأتيني رسول ربى، فأجيب،
وانا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:
وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله
في أهل بيتي، فأوصى بكتاب الله دفعة، وباهل بيته عليهم السلام ثلاث دفعات، ولم يزد في
التأكيد بالوصية بهم الا انهم حفظة الكتاب، والمترجمون عنه بما لا يعلمه غيرهم،
فثبت الوصا الوصية بهم وبالكتاب العزيز.
ثم قال صلى الله عليه وآله: حبلان ممدودان، لن يفترقا حتى يردا على الحوض.
ويدل على أن ذلك كان منه صلى الله عليه وآله وصية، انه نعى إليهم نفسه، ثم وعظ وذكر
وقال الله تعالى: " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الوصية " (1).
وإن كان الراوي لهذا الخبر الغدير، قد قصد الاعراض عن ذكر لفظة " مولى "
في الخبر، فقد اتى بأوضح منه واجلى في البيان، وأوجب للطاعة والسيادة، والزم
للوصية.

(1) البقرة: 180.
118

ومما يؤيد ما قلناه، من أنه مما أراد بلفظة " مولى " استحقاق الإمامة وولاء
الأمة، دون ما عداه من سائر الأقسام، ما ذكرناه من قول عمر بن الخطاب: هنيئا لك
يا بن أبى طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. فدل بالتهنئة له على استحقاق
الولاية، فمن كان مؤمنا، فعلى مولاه، ومن ليس بمؤمن، فلا حاجة لذكره، لخروجه
عن دائرة الاسلام، فان عليا (ع) لم يكن مولاه، لموضع شرط النبي صلى الله عليه وآله، وشهادة
عمر بذلك، وهذا من أدل دليل على صحة ما ذكرناه (1).
وأقادهم رق الأنام بوقعة (2) * في الروح إذ أضحى عليهم واليا
ما استدرك الانكار منهم ساخط * الا وكان بها هنالك راضيا
الفصل الخامس عشر
في تفسير قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (3)
157 - من تفسير الثعلبي، بالاسناد المقدم، قال الثعلبي: وقال السدى
وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله: إنما عنى بقوله تعالى: " إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون ويؤتون الزكاة وهم راكعون "، علي بن أبي
طالب (ع)، لأنه مر، به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتمه (4)
158 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: محمد بن القاسم الفقيه،
قال: حدثنا أبو عبد الله بن أحمد الشعراني (5)، قال: أخبرنا أبو علي: أحمد بن

(1) في بعض النسخ: " ما أردناه " بدل ما ذكرناه
(2) وفى بعض النسخ: " بوقفة " بدل بوقعة. وكما أن في بعض النسخ: وأفادهم
رق الأنام، بدل " وأقادهم "
(3) المائدة: 55
(4) تفسير الثعلبي المخطوط ص 74: وغاية المرام ص 104
(5) في غاية المرام: حدثنا عبد الله بن أحمد الشعرائي ص 104.
119

علي بن رزين، قال: حدثنا المظفر بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا السرى بن علي
الوراق، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الجماني (1)، عن قيس بن الربيع،
عن الأعمش، عن عبادة بن الربعي (2)، قال: بينا عبد الله بن عباس " رضي الله عنه "
جالس على شفير زمزم، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
إذ اقبل رجل معمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
الا وقال الرجل: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟
قال: فكشف العمامة عن وجهه، وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن
لم يعرفني، فانا جندب بن جنادة البدري: أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
- بهاتين، والا فصمتا، ورأيته بهاتين، والا فعميتا - يقول:
على قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، اما
انى صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وآله فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء، فقال: اللهم اشهد انى
سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يعطني أحد شيئا، وكان علي (ع) راكعا،
فأومى إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فاقبل السائل، حتى اخذ الخاتم من
خنصره، وذلك بعين النبي صلى الله عليه وآله.
فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال:
اللهم ان موسى سألك، فقال: " رب اشرح لي صدري ويسر لي امرى واحلل
عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون اخى اشدد به ازرى
وأشركه في امرى " (3). فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: " سنشد عضدك بأخيك ونجعل
لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا " (4)

(1) في غاية المرام: الحماني بدل الجماني
(2) وفيه أيضا: عباية بن الربعي
(3) طه: 32
(4) القصص: 35.
120

اللهم وانا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي امرى،
واجعل لي وزيرا من أهلي، عليا، اشدد به ظهري.
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة، حتى نزل
عليه جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال: يا محمد، اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: اقرأ:
" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون " (1) (2).
قال وسمعت أبا منصور الخمشاوي، يقول: سمعت محمد بن أبي عبد الله
الحافظ، يقول:
سمعت أبا الحسن: علي بن الحسن (3) يقول: سمعت أبا حامد: محمد بن
هارون الحضرمي، يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي، يقول: سمعت أحمد بن
حنبل يقول: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما جاء لعلي بن أبي طالب
عليه السلام من الفضائل (4).
159 - ومن " الجمع بين الصحاح الستة " لرزين، من الجزء الثالث من اجزاء
ثلاثة في تفسير سورة المائدة، قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " من صحيح النسائي عن ابن سلام
قال: اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: ان قومنا حادونا، لما صدقنا الله ورسوله،
واقسموا ان لا يكلمونا، فأنزل الله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " الآية.
ثم اذن بلال لصلاة الظهر، فقام الناس يصلون: فمن بين ساجد وراكع إذا سائل
يسأل، فأعطاه على خاتمه وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وآله فقرأ علينا

(1) المائدة: 55
(2) تفسير الثعلبي المخطوط ص 74. وغاية المرام ص 104
(3) وفى نسخة: علي بن الحسن
(4) تفسير الثعلبي المخطوط ص 74. وغاية المرام ص 494.
121

رسول الله: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون "
(1) و (2).
160 - ومن مناقب ابن المغازلي الفقيه، في تفسير قوله تعالى: " إنما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " بالاسناد
المقدم ذكره، قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال أخبرنا أبو بكر: أحمد بن إبراهيم بن
الحسن بن شاذان، البزاز، اذنا، قال: حدثنا الحسن بن علي العدوي، قال: حدثنا
سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مجاهد، عن أبيه، عن ابن
عباس في قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون " قال:
نزلت في علي عليه السلام (3).
161 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن موسى الطحان،
إجازة عن القاضي أبى الفرج الحنوطي (4)، حدثنا عبد الحميد بن موسى العباد،
حدثنا محمد بن إسحاق الخزاز، حدثنا عبد الله بن بكار، حدثنا عبيد بن أبي الفضل،
عن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام في قوله تعالى: " إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
قال: الذين آمنوا، علي بن أبي طالب عليه السلام (5).
162 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، اذنا، ان

(1) المائدة: 56 - 55
(2) غاية المرام ص 104 نقلا من الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي
وتفسير الدر المنثور ج 2 ص 293
(3) مناقب ابن المغازلي ص 311
(4) وفى المناقب: الخيوطي
(5) مناقب ابن المغازلي ص 312.
122

أبا احمد: عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثهم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا
إبراهيم بن عبد السلام، قال: حدثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني، قال: حدثنا أبي
، قال: حدثنا مطلب بن زياد، عن السدى، عن أبي عيسى، عن ابن عباس،
قال: مر سائل بالنبي صلى الله عليه وآله وفى يده خاتم، فقال: من أعطاك
هذا الخاتم؟
قال: ذاك الراكع، وكان علي (ع) يصلى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد لله
الذي جعلها في وفى أهل بيتي " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " الآية، وكان
على خاتمه الذي تصدق به، " سبحان من فخري باني له عبد ". (1)
163 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو أحمد:
عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدثنا محمد بن أحمد العسكري الدقاق، قال:
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبادة، قال: حدثنا عمر بن
ثابت، عن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:
كان علي عليه السلام راكعا، فجائه مسكين، فأعطاه خاتمه، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم من أعطاك هذا؟
فقال: أعطاني هذا الراكع، فأنزل الله هذه الآية: " إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا " إلى آخر الآية. (2)
164 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، اذنا، ان
أبا احمد: عمر بن عبد الله بن شوذب، اخبرهم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن
محمد العسكري، قال: حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون
قال: حدثنا علي بن عابس، قال:
دخلت انا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء، قال أبو مريم: حدث علينا بالحديث

(1) مناقب ابن المغازلي ص 312 - 313
(2) مناقب ابن المغازلي ص 313.
123

الذي حدثتني عن أبي جعفر، قال: كنت عند أبي جعفر جالسا، إذ مر عليه ابن
عبد الله بن سلام، قلت: جعلني الله فداك، هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب،
قال: لا. ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله
عز وجل: " ومن عنده علم الكتاب " (1) " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه " (2)، " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " الآية (3) (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الآية
فرض طاعته سبحانه على خلقه، ثم ثنى برسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ثلث من غير فاصلة
بفرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، فهذا نص صريح في وجوب طاعته، وذكره الله
تعالى بلفظة " إنما " وهي محققة لما ثبت، نافية لما لم يثبت، كما قال تعالى.
" إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " (5). فأثبت له الانذار بلفظة " إنما "، لأنها
للتحقيق والاثبات، وقد روى عن عبد الله بن مسعود:
إنما مولاكم الله ورسوله والذين آمنوا، في قراءة. ذكر لفظة " مولى " عوضا
عن الولي، لأنهما بمعنى واحد وكذا في لفظ الخبر.
فان قال قائل: ان الآية أتت بذكر " الذين آمنوا " بلفظ الجمع وهذا عام في
" الذين آمنوا " لان كلا منهم يقيم الصلاة، ويؤتى الزكاة، فأي تخصيص حصل
لأمير المؤمنين (6) عليه السلام؟ وأي فرق علم من مفهوم الآية؟ قلت: الجواب عن ذلك أن
الله سبحانه وتعالى قال:
" والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ولا نعلم

(1) الرعد: 43
(2) هود: 17
(3) المائدة: 55
(4) مناقب ابن المغازلي ص 313 - 314
(5) الرعد: 7
(6) وفى نسخة: خص لأمير المؤمنين.
124

من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، ان أحدا تصدق بالخاتم في الركعة، ونزلت في حقه
آية، غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فأبان الفرق غاية الإبانة، وخصص
ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص، بقوله تعالى: " وهم راكعون ".
وقد يمكن أن تكون هذه " النون " " في الذين آمنوا " نون العظمة، قال الله تعالى
" نحن عليك أحسن القصص " (1) وهو تعالى واحد. وقال تعالى: " انا نحن
نزلنا الذكر وانا له لحافظون " (2) فتكون حينئذ، نون عظمة، لا نون جمع، والمراد
بها الواحد.
وقد ذكره الله تعالى في آية المباهلة بلفظ الجمع أيضا، وهو واحد، بقوله
تعالى: " وأنفسنا وأنفسكم " (3)، لأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وذكر سبحانه: الزهراء عليها السلام، بلفظ الجمع، وهي واحدة، بقوله: " ونسائنا
ونسائكم " (4).
وإذا حصل الاتفاق من الخاص والعام، على أن هذا الآية، مختصة بأمير المؤمنين
عليه السلام، وليس أحد ممن قال بولايته وولاية غيره، يرتاب في اختصاصها به عليه السلام فنقول:
ان معنى قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله " يريد أولى بكم من أنفسكم، ورسوله
كذلك أولى بكم من أنفسكم، يدل عليه قوله تعالى:
" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "، (5) وقد شرك سبحانه مع ولايته وولاية
رسوله، ثالثا، وعينه تعيينا جليا، وأشار إليه: بايتاء الزكاة في الركعة إشارة متفقا
عليها من الخاص والعام، فثبت له من فرض الولاية، ما ثبت لله ولرسوله على كافة
خلق الله تعالى، كما ثبت لله تعالى بلفظة " ولى " في الآية.

(1) يوسف: 3
(2) الحجر: 9
(3) آل عمران: 61
(4) آل عمران: 61
(5) الأحزاب: 6.
125

قال: " أبو فراس ":
تالله ما جهل الأقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا (1)
الفصل السادس عشر
في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى (ع): أنت منى بمنزلة هارون من موسى
165 - من مسند أحمد بن حنبل، بالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني وكيع، قال: حدثنا فضل بن
مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله،
لعلى عليه السلام:
أنت منى بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدى (2).
166 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة (3) وعلي بن زيد بن جدعان،
قالا: حدثنا ابن المسيب، قال: حدثني ابن لسعد بن أبي مالك، حدثنا عن أبيه،
قال: دخلت على سعد فقلت: حديث، حدثته عنك، حدثنيه حين استخلف النبي
صلى الله عليه وآله عليا (ع) على المدينة، قال: فغضب سعد وقال:
من حدثك به؟ فكرهت ان اخبره ان ابنه حدثنيه فيغضب عليه، ثم قال:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا (ع) على المدينة، فقال
على: يا رسول الله.
ما كنت أحب ان تخرج وجها الا وانا معك، فقال:
" أو ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدى " (4).

(1) راجع الغدير الجزء الثالث ص 399 - 400 - ومطلع القصيدة:
الحق مهتضم والدين مخترم * وفى آل رسول الله مقتسم
(2) مسند أحمد الجزء الثالث ص 32
(3) وفى نسخة: حدثنا معمر عن عبادة
(4) مسند أحمد الجزء الأول ص 177.
126

167 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب،
عن سعد: ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام:
أنت منى بمنزلة هارون من موسى. قيل لسفيان: غير أنه لا نبي بعدى؟
قال: نعم (1).
168 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب
بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:
خلف رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك، فقال يا رسول الله:
تخلفني في النساء والصبيان؟ قال:
اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدى (2).
169 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثني أبي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم،
قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال لعلي عليه السلام:
اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ (3).
170 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو سعيد - مولى بني هاشم قال: حدثنا سليمان بن
بلال، قال: حدثنا الجعيد بن عبد الرحمان، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد:
ان عليا عليه السلام خرج مع النبي صلى الله عليه وآله حتى جاء ثنية الوداع وعلى يبكى ويقول:

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 179
(2) مسند أحمد الجزء الأول ص 182
(3) مسند أحمد الجزء الأول ص 174.
127

تخلفني مع الخوالف؟ فقال: أو ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى
الا النبوة؟ (1).
171 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبي، عن أبيه، قال: حدثني يحيى بن سعد، عن موسى الجهني، قال:
دخلت على فاطمة بنت على عليهما السلام فقال (لها) رفيقي أبو مهدي: كم لك؟ فقالت:
ست وثمانون سنة، قال: ما سمعت من أبيك شيئا؟ قالت: حدثتني أسماء بنت عميس:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس
بعدى نبي. (2)
172 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
إبراهيم، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد - يعنى ابن سلمة -
عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: انى أريد
ان أسألك عن حديث، وانا أهابك ان أسألك عنه، قال: فقال: لا تفعل يا بن اخى،
إذا علمت أن عندي علما بشئ فسلني عنه، ولا تهابني قال: فقلت: قول النبي
صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين خلفه في المدينة، في غزوة تبوك، فقال على: يا رسول الله تخلفني
في الخوالف: في النساء والصبيان؟
فقال: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى: قال
فرجع مسرعا، كأني انظر إلى غبار قدميه يسطع (3).
173 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
إبراهيم، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني، قال: حدثنا محمد بن
المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد، انه سمع

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 170
(2) مسند أحمد الجزء السادس ص 369 وكتاب فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2
ص 598 - ح 1020 وفيه: أبو مهل بدل أبو سهل. وفى المسند: أبو سهل.
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 610 - ح 1041.
128

النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع): اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى
الا انه لا نبي بعدى.
قال: سعيد: فأحببت ان اشافه بذلك سعدا، فلقيته، فذكرت له ما ذكر لي عامر،
قال: فوضع إصبعيه في اذنيه، وقال: استكتا (1) ان لم أكن سمعته من النبي صلى الله عليه وآله (2).
174 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
، قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله يذكر: ان يزيد بن مهران، حدثهم
قال: قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
ابن البيلماني، عن سعيد بن زيد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى (ع): أنت منى بمنزلة هارون
من موسى. (3)
175 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدثنا أبو نعيم: الفضل بن دكين، قال حدثنا الحسن
بن صالح بن حي، عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت على، عن أسماء بنت
عميس: ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس
بعدى نبي (4).
176 - ومن صحيح البخاري، من الجزء الخامس في الكراس السادس منه،
وهي نصف الجزء، وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى،
عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج
إلى تبوك، واستخلف عليا عليه السلام، فقال: أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال:

(1) قال في اللسان: سكت الصامت: صمت
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 633 - ح 1079 وفيه: حدثنا إبراهيم
قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم...
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 670 ح 1143
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 642 - ح 1091.
129

الا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى، الا انه ليس نبي بعدى (1)
177 - وبالاسناد قال: قال أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحكم، سمعت
مصعبا يقول: مثله (2).
178 - ومن الجزء الرابع من الصحيح البخاري أيضا، على حد ربعه الأخير،
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة،
عن سعد: قال: سمعت إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام
اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى (3).
179 - ومن صحيح مسلم، من الجزء الرابع على حد كراسين من آخره،
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأبو جعفر: محمد بن الصباح
وعبيد الله القواريري، وسريح بن يونس، كلهم عن يوسف الماجشون واللفظ
لابن الصباح قال: حدثنا يوسف: أبو سلمة الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر،
عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام:
أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا ان لا نبي بعدى.
قال سعيد: فأحببت ان اشافه بها سعدا، فلقيت سعدا، فحدثته ما حدثني به
عامر، فقال: انا سمعته، فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعه على اذنيه، وقال: نعم،
والا فاستكتا (4).
180 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غندر،
عن شعبة، ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر،
حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص،
قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله

(1 و 2) صحيح البخاري الجزء السادس ص 3 باب غزوة تبوك
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 19 - باب مناقب علي بن أبي طالب
(4) صحيح مسلم الجزء السابع ص 119 باب فضائل علي بن أبي طالب.
130

تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعدى (1)
181 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا
شعبة بهذا الاسناد (2).
182 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن
شعبة، - ح - وحدثني محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر،
حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت إبراهيم بن سعد، عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال لعلي عليه السلام: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى (3).
183 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد، وتقاربا
في اللفظ - قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد
بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما منعك ان
تسب بالتراب؟ فقال: اما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن أسبه، لان
تكون لي واحدة منهن، أحب إلى من حمر النعم:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له - وقد خلفه في بعض مغازيه - فقال له علي عليه السلام:
يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ترضى
أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا (ع)، فأتى به أرمد العين، فبصق
في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه.
ولما نزلت هذه الآية: " فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم " (4) دعا رسول الله

(1) (2) صحيح مسلم الجزء السابع ص 120 باب فضائل علي بن أبي طالب
(3) صحيح مسلم الجزء السابع ص 121 باب فضائل علي بن أبي طالب (ع)
(4) آل عمران: 61.
131

صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي (1).
184 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث، في ثلثه
الأخير من اجزاء ثلاثة، في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن
صحيح أبى داود، وهو كتاب السنن وصحيح الترمذي، بالاسناد المقدم، قال: عن أبي
سريحة أو زيد بن أرقم: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي (ع): من كنت مولاه،
فعلى مولاه (2).
185 - وعن سعد: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت منى بمنزلة
هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى (3).
186 - وقال ابن المسيب: اخبرني بهذا عامر بن سعد، عن أبيه: فأحببت
ان اشافه به سعدا، فلقيته، فقلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فوضع
إصبعيه في اذنيه، وقال: نعم والا فاستكتا (4).
187 - ومن مناقب الفقيه، ابن المغازلي في قوله لعلى ابن أبي طالب (ع):
أنت منى بمنزلة هارون من موسى، وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو الحسن:
أحمد بن المظفر بن العطار، الفقيه الشافعي، بقراءتي عليه، يرفعه إلى عامر بن سعد
بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب
عليه السلام: أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدى، فأحببت ان اشافه
أنت سمعته؟ فادخل يده في اذنيه، وقال: نعم، والا فاستكتا (5).

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 120 باب فضائل علي بن أبي طالب باختلاف
يسير في المطبوع
(2) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 633
(3) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 641
(4) صحيح مسلم الجزء السابع ص 120
(5) مناقب ابن المغازلي ص 27.
132

188 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب، يرفعه إلى
عامر بن سعد أيضا، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: أنت منى بمنزلة
هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدى (1).
189 - وبالاسناد قال أخبرنا القاضي أبو الخطاب: عبد الرحمان بن عبد الله
الإسكافي، يرفعه إلى سعيد بن المسيب، قال: سألت سعد بن أبي وقاص: هل سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع) أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي
بعدى، أوليس معي نبي؟ فقلت: أسمعت هذا؟ فأدخل إصبعيه في اذنيه، قال: نعم،
والا فاستكتا (2).
190 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
البغدادي، يرفعه إلى العرزمي، عن أبي الزبير، عن جابر قال: غزى رسول الله صلى الله عليه وآله
غزوة، فقال لعلى (ع): أخلفني في أهلي. فقال يا رسول الله: يقول الناس: خذل
ابن عمه، فرددها عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة
هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى (3).
191 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد السمسار الواسطي،
يرفعه إلى انس بن مالك: ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت منى بمنزلة هارون
من موسى الا انه لا نبي بعدى (4).
192 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الواحد بن علي بن العباس
الواسطي البزاز، يرفعه إلى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، عن النبي (ص) ان
النبي (ص) قال لعلي (ع): هذه المقالة حسن استخلفه: الا ترضى أن تكون منى

(1) مناقب ابن مغازلي ص 28
(2) منافب ابن المغازلي ص 28
(3) مناقب ابن المغازلي ص 29
(4) مناقب ابن المغازلي ص 30
133

بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدى (1).
193 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، يرفعه إلى عمر بن ميمون، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: خرج الناس في غزوة تبوك،
فقال علي (ع) يعنى للنبي (ص): اخرج معك؟ فقال: لا، فبكى، فقال له:
الا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انك لست بنبي (2).
194 - بالاسناد مقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان: ان الفرج
الصيرفي، المعروف بابن الدبثائي البغدادي، قدم علينا واسطا، يرفعه إلى الأعمش،
عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: أنت منى
بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى (3).
195 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن موسى بن عبد الوهاب
الطحان، وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، الواسطيان، قالا: حدثنا
القاضي أبو الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن علي بن جعفر بن محمد المعلى الخيوطي الواسطي،
يرفعه إلى مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قال لي معاوية: أتحب عليا؟ قال: قلت: وكيف لا أحب، ولقب سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له: أنت
منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى.
ولقد رأيته بارزا يوم بدر، وهو يحمحم كما يحمحم الفرس، ويقول:
بازل (4) عامين حديث سنى * سنحنح الليل كأني جنى
لمثل هذا ولدتني أمي

(1) مناقب ابن المغازلي ص 30
(2) مناقب ابن المغازلي ص 30 وفيه: فقال: بل أخلفني
(3) مناقب ابن المغازلي ص 31
(4) بزل الشئ: شقه، جعل بازل وناقة بازلة: وهو أقصى أسنان البعير... وذلك أن
نابه إذا طلع يقال له بازل لشقه اللحم عن منبته... رجل بازل... يعنون به كماله
في عقله وتجربته، وفى حديث علي بن أبي طالب (ع): بازل عامين حديث سنى - لسان العرب..
134

فما رجع حتى خضب سيفه دما (1)
196 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن عمر بن عبد الله
بن شوذب، يرفعه إلى سعيد بن المسيب: عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: أقم بالمدينة، قال قال له علي عليه السلام:
يا رسول الله، انك ما خرجت في غزوة فخلفتني؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: ان المدينة
لا تصلح الابي أو بك، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدى.
قال سعيد: فقلت لسعد بن أبي وقاص: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال: نعم، لا مرة ولا مرتين، يقول: ذلك لعلى (ع). (2)
197 - وبالاسناد المقدم، أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن علي بن
عبد الرزاق الهاشمي الخطيب، بقس هثا، يرفعه إلى عامر بن سعد، عن أبيه، انه
سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع): أنت منى بمنزلة هارون من موسى، الا انه
لا نبي بعدى، وذكر مشافهة سعد بذلك، وذكر سعد: فاستكتا. (3)
198 - وبالاسناد المقدم قال أخبرنا أبو علي: عبد الكريم بن محمد بن
عبد الرحمان الشروطي، رفعه إلى سعيد بن المسيب، قال: سألت سعدا هل سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي (ع): أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه
لا نبي بعدى، أو معي؟ قال: نعم (4).
199 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الواحد بن علي بن
العباس البزاز، رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: سأل رجل معاوية
عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب (ع)، فإنه اعلم، فقال: يا أمير المؤمنين
قولك فيها أحب إلى من قول على، فقال: بئس ما قلت: ولؤم ما جئت به، لقد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 31
(2) مناقب ابن المغازلي ص 32
(3) مناقب ابن المغازلي ص 33
(4) مناقب ابن المغازلي ص 34.
135

كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغره العلم غرا (1) ولقد
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منى بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدى
ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيؤخذ عنه.
ولقد شهدت عمرا إذا أشكل عليه شئ، قال: هاهنا على؟، قسم، لا أقام
الله رجليك ومحى اسمه من الديوان (2).
ومناقب شهد العدو بفضلها * والفضل ما شهدت به الأعداء (3)
200 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو أحمد: عبد الوهاب بن محمد بن
موسى الغندجاني، يرفعه إلى سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص: ان النبي صلى الله عليه وآله
قال لعلي عليه السلام: أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى. (4)
201 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن علي بن
عبد الرحمان العلوي، يرفعه إلى سعيد بن المسيب، عن سعد، عن النبي بمثله. (5)
202 - وبالاسناد المقدم، قال أخبرنا أبو عبد الله: الحسين بن الحسين بن
يعقوب، الدباس الواسطي، رفعه إلى عائشة بنت سعد، عن سعد، عن رسول الله
بمثله. (6)
203 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الله بن محمد بن

(1) في هامش المناقب ص 34: أي يصب العلم في فمه صبا، مأخوذ من غر
الطائر فرخه إذا أزقه وفى النهاية: ج 3 ص 357 وفى حديث معاوية قال: كان النبي صلى الله عليه وآله
يغر عليا بالعلم، أي يلقمه إياه يقال: أغر الطائر فرخه إذا زقه: قال في النهاية أيضا:
ومنه حديث ابن عمر، وذكر الحسن والحسين فقال: إنما كانا يغران العلم غرا.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 34
(3) وفى نسخة: والحق ما شهدت به الأعداء.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 35
(5) مناقب ابن المغازلي ص 35
(6) مناقب ابن المغازلي ص 36 وفى نسخة: الحسين بن الحسن.
136

عبد الله الرفاعي (1) الأصفهاني قدم علينا واسطا، في جمادى الأولى، من سنة أربع
وثلاثين وأربع مائة، رفعه إلى عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لعلى عليه السلام:
أنت منى بمنزلة هارون من موسى، وخلفه في أهله (2).
وقال يحيى بن الحسن: اعلم، ان مع صحة هذه الأخبار، وصحة طرقها
المتقدمة، فقد أثبت النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام، جميع منازل هارون من موسى، الا
ما أخرجه الاستثناء من النبوة، وأخرجه العرف من الاخوة، وقد ثبت ان منازل هارون
من موسى كانت أشياء.
منها: انه كان أخاه لأمه وأبيه، وشريكه في نبوته، وأحب القوم إليه، وممن
شد الله تعالى به إزره وكان مفترض الطاعة على أمته، وخليفته على قومه.
فاما كونه أخاه، فشاهده بالنسب، من الكتاب العزيز، قوله تعالى: " وقال موسى
لأخيه هارون أخلفني " (3) وقول هارون: " قال ابن أم ان القوم استضعفوني " (4).
واما شاهده بالشركة في النبوة فقوله تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام: " وأشركه
في امرى " (5).
واما كونه أحب القوم إليه فمما لا يحتاج إلى الاستشهاد، لان الأخ من أب وأم
إذا كان شريكه في امره ونبوته وخليفته في قومه، وممن شد الله عضده به، فمعلوم
ضرورة، أنه يكون أحب القوم إليه.
واما كونه ممن شد الله به إزره وعضده فشاهده قوله تعالى حاكيا عنه: " هارون
اخى اشدد به ازرى وأشركه في امرى ". (6) وقوله تعالى: " سنشد عضدك بأخيك

(1) وفى المصدر - الرقاعي
(2) مناقب ابن المغازي ص 36
(3) الأعراف: 142
(4) الأعراف: 150
(5) طه: 32
(6) طه: 32.
137

ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون " (1). فأثبت
له ولأخيه ولمن اتبعهما، الغلبة ولم تكن غلبتهما بالقوة والكثرة، وإنما كانت بالحجة.
وبيانه قوله تعالى: " ونجعل لكما سلطانا " (2). وهو الحجة.
والدليل على أن السلطان هاهنا هو الحجة، قوله تعالى في موضع آخر: " يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا
لا تنفذون الا بسلطان " (3) يعنى بالحجة.
وقال سبحانه وتعالى شاهدا له بالخلافة في قومه: " وقال موسى لأخيه هارون
أخلفني في قومي " (4). وإذا كانت هذه المنازل حاصلة لهارون من موسى عليهما السلام، وقد
جعله النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى، وجب ان يثبت له جميع منازل هارون
من موسى (ع) الا ما استثناه من النبوة لفظا، والاخوة عرفا.
ولما علم النبي صلى الله عليه وآله، ان عليا (ع) يعيش بعده، وان هارون مات في حياة
موسى، وانه ان اطلق اللفظ من غير تقييد بالاستثناء توهمت النبوة في جملة المنازل
المستحقة له، قال مستثنيا: الا انه لا نبي بعدى.
وثبت له أيضا بما بيناه من فرض الطاعة، ما ثبت للنبي صلى الله عليه وآله، من فرض الطاعة
فليتأمل ذلك، ففيه كفاية.
فكن بها منقذي من هول مطلعي * يوما وأنت على الأعراف مطلع
* * *

(1) القصص: 35
(2) وفى نسخة: وثبت انه قوله تعالى ونجعل لكما سلطانا.
(3) الرحمن: 33
(4) الأعراف: 142.
138

الفصل السابع عشر
في قوله: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله.
204 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن إسرائيل، عن أبي
إسحاق عن عمر بن حبش، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل على عليهما السلام
فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان
رسول الله صلى الله عليه وآله ليبعثه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفرا
ولا بيضاء الا سبع مأة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم لأهله (1)
205 - وبالاسناد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمان بن أبي
ليلى قال: كان أبى يسمر مع علي (ع)، وكان علي عليه السلام يلبس ثياب الصيف في
الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل لي: لو سألته عن هذا؟ فسألته عن هذا،
فقال: صدق، ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى وأنا أرمد يوم خيبر، فقلت: يا
رسول الله، انى أرمد، فتفل في عيني وقال: اللهم اذهب عنه الحر والقر والبرد،
فما وجدت حرا ولا بردا بعده قال: وقال: لأبعثن رجلا، يحبه الله ورسوله، ويحب
الله ورسوله، ليس بفرار.
قال: فتشرف لها الناس، فبعث عليا عليه السلام (2).
206 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (3) قال: سمعت أبا سعيد

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 199
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 564 ح 950
(3) وفى المصدر قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الله بن عصمة، قال: سمعت أبا سعيد.
139

الخدري يقول: اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الراية، فهزها، وقال: من يأخذها بحقها؟
فقال فلان: انا. قال: امط (1). ثم جار رجل آخر، فقال: امط. ثم قال: والذي
كرم وجه محمد، لأعطينها رجلا، لا يفر، هاك يا علي، فانطلق حتى فتح الله عليه
خيبر، وجاء بعجوتها وقديدها (2).
207 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد
بن المسيب: ان النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل، يحبه الله ورسوله،
ويحب الله ورسوله
فدعا عليا عليه السلام، وانه لأرمد، ما يبصر موضع قدميه، فتفل في عينيه، ثم دفعها
إليه، ففتح الله عليه (3).
208 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني الحسين بن واقد، قال:
حدثني جدي: عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي يقول: حاصرنا خيبر، فاخذ
اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له. ثم اخذه من الغد عمر فخرج ورجع ولم يفتح له.
وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى دافع اللواء غدا إلى رجل، يحبه الله ورسوله،
ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له. فبتنا طيبة أنفسنا، ان الفتح غدا، فلما
أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله، صلى الغداة، ثم قام قائما، ودعا باللواء، والناس على
مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد، فتفل في عينيه، ودفع إليه اللواء وفتح له. قال
بريدة: وانا فيمن تطاول لها (4).

(1) أماط: تنحى وبعد وذهب - لسان العرب.
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 583 ح 987
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 584 ح 988
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 593 - ح 1009.
140

209 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال حدثنا وهيب، قال: حدثنا سهيل، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله
ورسوله، ويفتح الله عليه. قال: فقال عمر: فما أحببت الامارة قبل يومئذ، فتطاولت لها:
واستشرفت رجاء ان يدفعها إلى، فلما كان الغد، دعا عليا، فدفعها إليه، فقال: قاتل
ولا تلفت، حتى يفتح عليك فسار قريبا، ثم نادى: يا رسول الله على ما أقاتل؟
قال: حتى يشهدوا: ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد
منعوا منى دمائهم وأموالهم، الا بحقها، وحسابهم على الله (1).
210 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا روح - المعنى - ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا
عوف، عن ميمون بن عبد الله، قال روح الكردي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه:
بريدة الأسلمي، قال: ان نبي الله لما نزل بحضرة أهل خيبر قال: لأعطين الراية غدا
رجلا، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
فلما كان الغد، دعا عليا عليه السلام وهو أرمد، فتفل في عينيه وأعطاه اللواء،
ونهض معه الناس، فلقوا أهل خيبر، فإذا " مرحب " بين أيديهم يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر انى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا اضرب
فاختلف هو وعلي عليه السلام ضربتين، فضربه علي عليه السلام على رأسه، حتى عض السيف
بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، قال: فما تكامل الناس حتى فتح
لأولهم.
قال ابن جعفر: آخر الناس مع علي، ففتح له ولهم (2).

(1) مسند أحمد الجزء الثاني ص 384 وفضائل الصحابة له ج 2 ص 602 - ح 1030
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 604 وفيه: قال: فما
تتأم آخر الناس حتى فتح لأولهم.
141

211 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان، عن أبي حازم،
قال: اخبرني سهل بن سعد: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا،
يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس
يدوكون (1) ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله
كلهم يرجو ان يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله
يشتكى عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فاتى به، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ، حتى
كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا
مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم أدعهم إلى الاسلام،
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لئن يهدى الله بك رجلا واحدا،
خير لك من أن يكون لك حمر النعم. (2)
212 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد، عن سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لأعطين
الراية إلى رجل، يحب الله ورسوله، ثم يفتح الله على يديه.
قال عمر: فما أحببت الامارة قبل يومئذ، فتطاولت لها.
قال النبي صلى الله عليه وآله: قم يا علي، فدفع إليه اللواء، وقال: اذهب ولا تلتفت،
حتى يفتح الله عليك، قال علي عليه السلام: علام أقاتل الناس؟ قال: إلى أن يشهدوا: ان
لا إله إلا الله وانى رسول الله. (3)
213 - وبالاسناد قال: قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
العباس بن إبراهيم القراطيسي، حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا النضر بن شميل،

(1) يدوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون - لسان العرب.
(2) مسند أحمد الجزء الخامس ص 333 - فضائل الصحابة له ج 2 ص 607 ح 1027
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 611 ح 1044 الا ان فيه: لأدفعن اللواء.
142

قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن عصمة، قال سمعت أبا سعيد الخدري وهو يقول:
اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الراية، فهزها، فقال: من يأخذها بحقها؟ قال: فجاء الزبير
فقال: امط، امط، فجاء آخر فقال: امط، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي كرم
وجه محمد صلى الله عليه وآله، لأعطينها رجلا، لا يفر بها، هاك يا علي، قال: فانطلق، ففتح الله
عليه خيبر وفدك (1).
214 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، سنة تسع وتسعين ومأتين، قال: حدثنا
إبراهيم بن الحجاج السامي قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه، عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: لأدفعن الراية غدا إلى
رجل، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه.
فقال عمر: فما أحببت الامارة الا يومئذ، فتطاولت لها، قال: فقال لعلى:
قم، فدفع اللواء إليه، ثم قال: اذهب ولا تلتفت، فقال علي عليه السلام: علام أقاتل الناس؟
قال النبي صلى الله عليه وآله: قاتلهم حتى يشهدوا: ان لا إله إلا الله، فإذا قالوها، فقد
منعوا منى دمائهم وأموالهم الا بحقها، وحسابهم على الله. (2)
215 - وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد، قال: حدثني ابن زنجويه ومحمد بن إسحاق وغيرهما، قالوا:
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال، عن عبد الرحمان
بن أبي ليلى، عن أبيه، أنه قال لعلي عليه السلام - وكان يسمر معه -: ان الناس قد أنكروا
منك، انك تخرج في البرد في ملاءتين، (3) وفى الحر في الحشو، وفى الثوب
الثقيل؟ فقال له: أولم تكن معنا بخيبر؟ قال: بلى. فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 617 - ح 1054
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 618 ح 1056 وفيه: لا تلفت للعزيمة.
(3) الملاءة، بالضم والمد: الإزار والملحفة - لسان العرب.
143

لأعطين الراية رجلا، يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله له، ليس
بفرار، فأرسل إلى وانا أرمد، قال: فتفل في عيني، ثم قال: اللهم اكفه اذى الحر
والبرد، قال: فما وجدت حرا ولا بردا (1).
216 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا عبد الله بن الصقر، سنة تسع وتسعين ومأتين، قال: حدثنا يعقوب بن حميد
بن كاسب، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن ربيعة الجرشى (2)
انه ذكر علي عليه السلام عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر عليا،
ان له مناقب أربعا، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من كذا وكذا، وذكر
حمر النعم.
قوله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية، وقوله صلى الله عليه وآله: أنت منى بمنزلة هارون من موسى،
وقوله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه، ونسي سفيان واحدة [وهي آية النجوى] (3)
217 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني علي بن أبي طيفور، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن
عبد الرحمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله
يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا، يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه.
قال عمر: ما أحببت الامارة الا يومئذ، قال: فتشارفت لها رجاء ان ادعى،
قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب (ع)، فأعطاه إياها، فقال: امش
ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، قال: فسار علي (ع) شيئا، ثم وقف فلم يلتفت، وصرخ:
يا رسول الله صلى الله عليك، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا: ان لا إله الا
الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد منعوا مني دمائهم وأموالهم

(1) فضائل الصحابة ج 2 ص 637 - ح 1084
(2) في نسخة: وربيعة الحبشي
(3) كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 643 ح 1093 وما بين المعقوفتين
من النسخة الرضوية.
144

الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل (1).
218 - ومن صحيح البخاري، في آخر الجزء الثالث منه، بالاسناد المقدم، قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد،
عن سلمة الأكوع، قال: كان علي عليه السلام تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر، وكان
به رمد، فقال: انا أتخلف عن رسول الله صلى صلى الله عليه وآله؟ فخرج علي عليه السلام، فلحق بالنبي
صلى الله عليه وآله، فلما كان مساء تلك الليلة التي فتحها في صباحها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لأعطين الراية أو قال ليأخذن غدا رجل يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله
يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي، ومما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله
صلى الله عليه وآله، ففتح الله عليه (2).
219 - ومن الجزء المذكور أيضا، بالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن
سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد القاري (3)، عن
أبي حازم، قال: اخبرني سهل - يعنى ابن سعد - قال: قال النبي صلى الله عليه وآله يوم خيبر: لأعطين
الراية غدا رجلا، يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله فبات الناس
يدوكون ليلتهم، أيهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه، فقال: أين علي؟ فقيل: يشتكى عينيه
فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ، كان لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أفأقاتلهم
حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم أدعهم إلى
الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لان يهدى الله بك رجلا، خير لك
من أن يكون لك حمر النعم (4).
220 - ومن الجزء الرابع من صحيح البخاري، في رابع كراسة منه،

(1) فضائل الصحابة ج 2 ص 659 ح 1122
(2) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 53
(3) في المصدر: محمد بن عبد الله بن عبد القاري
(4) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 60.
145

وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل،
قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي عليه السلام تخلف
عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر، وكان به رمد، فقال: انا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وآله؟!
فخرج على فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله فلما كان مساء تلك الليلة التي فتحها في صباحها،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية أو ليأخذون غدا رجل يحبه الله ورسوله، أو قال:
يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه. فإذا نحن بعلي بن أبي طالب عليه السلام، وما نرجوه،
فقال: هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله، ففتح الله عليه (1).
221 - ومن الجزء الرابع أيضا، في ثلثه الأخير، في باب مناقب أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام بالاسناد المقدم، قال: وقال عمر: توفى رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو عنه راض وقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنت مني وأنا منك (2).
222 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز،
عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لأعطين الراية غدا رجلا
يفتح الله عليه يديه، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح
الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، كلهم يرجو ان يعطاها، فقال: أين علي بن
أبي طالب؟ فقالوا: يشتكى عينيه يا رسول الله، قال: فأرسلوا إليه، فاتى به، فلما
جاء، بصق في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال
علي عليه السلام: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى
تنزل بساحتهم، ثم أدعهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه
فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن تكون لك حمر النعم (3)

(1) ما نقله هنا موجود في جميع النسخ التي بأيدينا وهو نفس ما نقله سابقا سندا
ومتنا ولم يعلم وجه التكرار، ولعله ورد في صحيح البخاري في موضعين
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 18
(3) صحيح البخار ى الجزء الخامس ص 18 " باب مناقب علي بن أبي طالب (ع).
146

223 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حاتم، عن يزيد بن
أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي عليه السلام، قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله
في خيبر، وكان به رمد، فقال: انا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فخرج علي عليه السلام،
فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية غدا رجلا، - أو ليأخذن الراية غدا رجل - يحبه الله ورسوله
أو قال يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه. فإذا نحن بعلي عليه السلام وما نرجوه، فقال،
هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله، ففتح الله عليه. (1)
224 - ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا، في رابع كراس
من أوله، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن سلمة، قال: حدثنا حاتم، عن يزيد
بن أبي عبيد، عن سلمة: قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام تخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وآله في خيبر، وكان رمدا، فقال: انا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وآله؟! فلحق به، فلما
بتنا الليلة التي فتحت صباحها، قال: لأعطين الراية غدا رجلا، أو - ليأخذن
الراية غدا رجل - يحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه، فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي،
فأعطاه، ففتح الله عليه (2).
225 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب
بن عبد الرحمان، عن أبي حازم، قال: اخبرني سهل بن سعد: ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا، يفتح الله على يديه، يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها فلما
أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، كلهم يرجو ان يعطاها، فقال: أين علي
بن أبي طالب (ع)؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكى عينيه، قال: فأرسلوا إليه،
فاتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وكع

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 18
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس بص 134.
147

فأعطاه الراية، فقال علي (ع): يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال:
انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم أدعهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب
عليهم من حق الله فيه، فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن
تكون لك حمر النعم (1).
226 - ومن صحيح مسلم، من الجزء الرابع في نصف الكراسة الأولة
منه، بالاسناد المقدم، قال: عن عمر بن الخطاب، بعد قتل عامر، قال: أرسلني
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي (ع)، وهو أرمد، وقال: لأعطين الراية رجلا يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فاتيت عليا، فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى
اتيت به رسول الله صلى الله عليه وآله، فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر انى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذ الحروب أقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام:
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات (2) كريه المنظرة
أو فيكم بالصاع كيل السندرة (3)
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه،
قال إبراهيم: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الصمد [بن عبد الوارث] (4)
عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.
قال: وحدثنا أحمد بن يوسف الأزدي السلمى، حدثنا النضر بن محمد،
عن عكرمة بن عمار، عن ابن عباس بهذا الاسناد (5).

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 134
(2) والغابة: الأجمة ذات الشجر المتكاثف، لأنها تغيب ما فيها - لسان العرب
(3) وفي نسخة: أو فيهم بالصاع. وكذا في المصدر
(4) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر
(5) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 195.
148

والخبر طويل، حذفنا منه ذكر عامر لأنه خارج عن غرضنا في الخبر.
227 - وفي آخر كراس من الجزء المذكور أيضا، من صحيح مسلم، وبالاسناد
المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب - يعنى ابن عبد الرحمان القارئ
عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله، قال يوم
خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله
على يديه.
قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الامارة الا يومئذ، قال: فتشارفت لها رجاء
ان ادعى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام
فأعطاه إياها، وقال: امش. ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئا، ثم
وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله صلى الله عليه وآله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم
حتى يشهدوا: ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك. فقد منعوا
منك دمائهم وأموالهم الا بحقها، وحسابهم على الله (1).
228 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز يعنى
ابن أبي حازم - عن أبي حازم، عن سهل، - ح - وحدثنا قتيبة بن سعيد، واللفظ هذا
قال: حدثنا يعقوب - يعنى ابن عبد الرحمان - عن أبي حازم قال: اخبرني سهل بن
سعد: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يوم خبير: لأعطين هذه الراية
رجلا، يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس
يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله
كلهم يرجو ان يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكى
عينيه، قال فأرسلوا إليه، فاتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
عينيه، ودعا ه فبرأ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم أدعهم

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 121.
149

إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لان يهدى الله بك
رجلا واحدا، خير لك من أن تكون لك حمر النعم (1).
229 - وبالاسناد المقدم، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل -
عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي عليه السلام قد تخلف عن النبي
صلى الله عليه وآله في خيبر، وكان رمدا، فقال انا أتخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وآله؟! فخرج علي عليه السلام فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في
صباحها، قال رسول الله: لأعطين الراية - أو ليأخذن بالراية - غدا رجلا، يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله يفتح الله عليه فجئ بعلي عليه السلام، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي فأعطاه
رسول الله صلى الله عليه وآله الراية، ففتح الله عليه (2).
230 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ويهديك صراطا مستقيما " (3)
وذلك في فتح خيبر وبالاسناد المقدم قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خيبر حتى أصابتنا
مخمصة شديدة وان رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض
معه من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
يجبنه أصحابه ويجبنهم، فكان رسول الله قد اخذته الشقيقة (4) فلم يخرج إلى الناس
واخذ أبو بكر راية رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم نهض يقاتل، ثم رجع فاخذها عمر
فقاتل، ثم رجع، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: اما والله، لأعطين الراية
غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويأخذها عنوة، وليس ثم
علي عليه السلام فلما كان الغد، تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش، رجاء كل

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 121
(2) صحيح مسلم الجزء السابع ص 122 وفيه: فإذا نحن بعلي وما نرجوه...
(3) الفتح: 2
(4) الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس والى أحد جانبيه. النهاية ج 2
ص 493.
150

واحد منهم أن يكون صاحب ذلك، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله، ابن الأكوع إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام، فدعاه، فجاءه على بعير له، حتى أناخ (1) قريبا من رسول
الله صلى الله عليه وآله وهو أرمد، قد عصب عينيه بشقة برد قطري (2).
قال سلمة بن الأكوع: فجئت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال صلى الله عليه وآله:
مالك؟ قال: رمدت، فقال صلى الله عليه وآله: ادن منى، فدنى منه، فتفل في عينيه، فما شكى
وجعهما بعد، حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية، فنهض بالراية وعليه حلة ارجوان (3)
حمراء قد اخرج كميها، فاتى مدينة خيبر، فخرج مرحب صاحب الحصن، وعليه
مغفر معصفر، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا اضرب * إذ الحروب أقبلت تلهب
كان حمادى كالحما لا يقرب
فبرز إليه على صلوات الله وسلامه عليه، فقال:
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات شديد القسورة
أكتالكم (4) بالسيف كيل السندرة
فاختلفا ضربتين، فبدره علي عليه السلام بضربة فقد الحجر والمغفر، وفلق رأسه
حتى اخذ السيف في الأضراس، واخذ المدينة، وكان الفتح على يديه. (5)
231 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي في خبر الراية، بالاسناد المقدم، قال
أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، الفقيه الشافعي، سنة أربع

(1) أناخ الجمل: أبركه - المنجد - برك البعير: ناخ في موضع فلزمه - مجمع
البحرين -
(2) البرود القطرية، حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة - لسان العرب.
(3) ارجوان: معرب أرغوان شديد الحمرة
(4) وفي نسخة: أكيلكم بالسيف
(5) غاية المرام ص 467 نقلا عن الثعلبي.
151

وثلاثين وأربع مائة، يرفعه إلى اياس بن سلمة، عن أبيه، قال: خرجنا إلى خيبر،
وكان عامر يرتجز وذكر حديث عامر بطوله، فلا حاجة إلى ذكره.
وقال بعد ذكر قتل عامر: ثم أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
فاتيته وهو أرمد العين، فقال النبي صلى الله عليه وآله لأعطين الراية اليوم رجلا، يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فجئت به أقوده وهو أرمد العين، حتى اتيت به
النبي صلى الله عليه وآله، فبصق في عينيه، فبرأ، ثم أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذ الحروب أقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام:
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة
أوفيكم بالصاع كيل السندرة
قال: ثم ضربه، ففلق رأس مرحب، فقتله، وكان الفتح على يد علي عليه السلام
قال أبو محمد: عبد الله بن مسلم: سألت بعض آل أبي طالب عن قوله:
انا الذي سمتني أمي حيدرة. فذكر: ان أم علي عليهما السلام كانت فاطمة بنت
أسد، ولدت عليا، وأبو طالب غائب، فسمته أسدا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب،
كره هذا الاسم الذي سمته به أمه، وسماه عليا.
فلما رجز علي عليه السلام يوم خيبر، ذكر الاسم الذي سمته به أمه.
قال: وحيدرة، اسم من أساء الأسد، والسندرة: شجرة تعمل منها القسي (1)
والسندرة في الحديث: يحتمل أن يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة.
ويحتمل أن يكون السندرة أيضا امرأة تكيل كيلا وافيا (2).

(1) القسي: جمع القوس: وكان أصل قسى قووس لأنه فعول، الا انهم قدموا
اللام وصيروه قسو على فلوع، ثم قلبوا الواء ياء وكسروا القاف - لسان العرب.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 176.
152

232 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب: عبد الرحمان
بن عبد الله الإسكافي الشافعي، قدم علينا واسطا يرفعه إلى أبي موسى قال: سمعت
عليا عليه السلام يقول: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وجهي وتفل في
عيني يوم خيبر، وأعطاني الراية (1).
233 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن عثمان، يرفعه إلى
عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمر إلى أهل خيبر، فرجع فقال:
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ليس بفرار، ولا يرجع حتى يفتح الله عليه
قال: فدعا عليا عليه السلام، فأعطاه الراية، فسار بها، ففتح الله عليه (2)
234 - وبالاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو الخطاب: عبد الرحمان بن عبد الله
يرفعه إلى عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية رجلا يحب الله
ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأعطاه عليا وفتح عز وجل خيبر (3)
235 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا
أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ يرفعه إلى قتادة عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر إلى خيبر، فلم يفتح عليه، ثم بعث
عمر، فلم يفتح عليه فقال صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية رجلا، كرارا غير فرار، يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله، فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أرمد العين فتفل في عينيه، ففتح
عينيه وكأنه لم يرمد قط، ثم قال: خذ هذه الراية، فامض بها، حتى يفتح الله عليك
فخرج يهرول، وانا خلف اثره حتى ركز (4) رايته في رضم (5) تحت الحصن

(1) مناقب ابن المغازلي ص 179
(2) مناقب ابن المغازلي ص 180
(3) مناقب ابن المغازلي ص 181
(4) ركزت الرمح وغيره، من باب " قتل " أثبته بالأرض - مجمع البحرين
(5) الرضم والرضام صخور عظام يرضم بعضها فوق بعض في الأبنية - لسان العرب.
153

فاطلع رجل يهودي من رأس الحصن قال من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام،
فالتفت إلى أصحابه، فقال: غلبتم، والذي انزل التوراة على موسى. قال: فوالله
ما رجع حتى فتح الله عليه (1).
236 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي
رفعه إلى اياس بن سلمة قال: اخبرني أبي: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلني إلى علي عليه السلام
وقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فاتيت
بعلي أقوده أرمد، فبصق نبي الله في عينيه، ثم أعطاه الراية، فخرج ومرحب يخطر
بسيفه فقال:
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام:
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف (2)
237 - وبالاسناد المقدم، قال أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن
طاوان السمسار، يرفعه إلى مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول
لأعطين الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار،
يفتح الله عليه (3).
238 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو القاسم: عمر بن علي الميموني وأحمد بن
محمد عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان بقرائتي عليهما فاقرا به يرفعانه إلى أبي

(1) مناقب ابن المغازلي ص 181
(2) مناقب ابن المغازلي ص 182
(3) مناقب ابن المغازلي ص 183.
154

سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وآله حيث كان ارسل عمر بن الخطاب إلى خيبر،
(فانهزم) هو ومن معه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبات تلك الليلة وبه من الغم
غير قليل، فلما أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية، فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، غير فرار فعرض لها جميع المهاجرين والأنصار
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين علي؟ - حيث فقده - فقالوا: يا رسول الله هو أرمد فأرسل إليه
أبا ذر وسلمان. فجاءه وهو يقاد لا يقدر على أن يفتح عينيه، ثم قال: اللهم اذهب
عنه الرمد والحر والبرد، وانصره على عدوه، وافتح عليه، فإنه عبدك، ويحبك ويحب
رسولك، غير فرار، ثم دفع الراية.
فاستأذنه حسان بن ثابت في أن يقول فيه شعرا، فقال له: قل، فانشأ يقول:
وكان علي أرمد العين يبتغى * دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
وقال سأعطى الراية اليوم صارما (1) * كميا (2) محبا للرسول مواليا
يحب الهى والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا
قال أبو الحسن: علي بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ: هذا حديث
أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، وهو غريب من حديث علي بن الحسن
العبدي عنه، ولم يروه بهذه الألفاظ غير قيس بن حفص الدارمي (3)
239 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان
يرفعه إلى أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأعطين الراية
غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها أصحاب رسول الله

(1) رجل صارم: ماض في كل أمر المنجد
(2) الكمي: الشجاع مجمع البحرين
(3) مناقب ابن المغازلي ص 184.
155

فدفعها إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (1)
240 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر، يرفعه إلى
ميمون، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل
بحضرة أهل خيبر وقال: لأعطين الراية رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.
فلما كان من الغد، صادف أبا بكر وعمر، فدعا عليا وهو أرمد العين فتفل في عينه
وأعطاه الراية، وذكر مرحبا، وبروزه وبروز علي (ع) وضربته وقتله مثل الخبر
المتقدم سواء (2)
241 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا
القاضي أبو الفرج: أحمد بن علي الخيوطي الحافظ، يرفعه إلى عامر بن سعد بن
أبي وقاص، عن أبيه: سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر: لأعطين
الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، إلى تمام الحديث بمثله
المتقدم سواء (3).
242 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا زيد بن
الحباب، قال: حدثنا حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: لما
كان يوم خيبر، اخذ اللواء أبو بكر، فلما كان من الغد، اخذه عمر، فقتل محمد
بن مسلمة قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: لأدفعن الراية إلى رجل لا يرجع حتى يفتح الله عليه
فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، فدعا عليا عليه السلام، وهو يشتكى
عينه، فمسحها، ثم دفع إليه اللواء، فافتتح له وقتل مرحبا (4).
243 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لأبي الحسن رزين من الجزء الثالث

(1) مناقب ابن المغازلي ص 186
(2) مناقب ابن المغازلي ص 187
(3) مناقب ابن المغازلي ص 188
(4) مناقب ابن المغازلي ص 188 وفيه: اخذه عمر فقتل محمود بن مسلمة.
156

في ذكر غزوة خيبر، من صحيح الترمذي وبالاسناد المقدم، قال: عن سلمة قال:
أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلا، يحب
الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فاتيت عليا عليه السلام، فجئت به أقوده، حتى
اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله، فبصق في عينيه، فبرأ وأعطاه الراية، فخرج
مرحب فقال:
قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذ الحروب أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا اضرب
فقال علي عليه السلام:
انا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة
اوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يديه (1).
244 - وبالاسناد المقدم، قال: وعن سهل بن سعد، عن أبيه، قال: كان
علي بن أبي طالب عليه السلام تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة خيبر، فلحق، فلما
بتنا الليلة التي فتحت في صبيحتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأعطين هذه الراية غدا
رجلا، يفتح الله عليه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس
يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله،
كلهم يرجو ان يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول الله هو
يشتكى عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فاتى به: فبصق في عينيه رسول الله صلى الله عليه وآله،
فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي عليه السلام، يا رسول الله، أقاتلهم
حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم أدعهم إلى الاسلام
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لان يهدى الله بك رجلا

(1) ذكره الترمذي في صحيحه ج 5 ص 638، ملخصا وجاء هذا الحديث بطوله
في مسند أحمد الجزء الرابع ص 52.
157

واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (1)
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن اعطاء الراية لأمير المؤمنين (ع) في يوم خيبر
كان غاية في التبجيل له، ونهاية في التعظيم، لأنه ابان عن أشياء توجب ذلك،
والتنزيه عن أشياء، توجب ضد ذلك، فما يوجب المدح والتعظيم والتبجيل،
فهو محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله المذكورين في لفظ هذه الأخبار الصحاح (2)
ولم يجب له ذلك، الا من حيث الجد في الاقدام، والاخلاص في الجهاد.
يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في
التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم
به وذلك هو الفوز العظيم " (3).
وما وصفه الله سبحانه وتعالى بالفوز العظيم، فليس بعده ملتمس مطلوب،
ثم وكد سبحانه وتعالى ذلك بقوله تعالى: " ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله
صفا كأنهم بنيان مرصوص " (4) فأبان محبته تعالى بماذا تحصل ثم ابان سبحانه
وتعالى محبته لهم ومحبتهم له، بماذا تكون:، فقال تعالى مبينا لذلك: " فسوف
يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " (5).
ثم كشف عن حقيقة حال من يحب الله تعالى، ومن يحبه الله تعالى بقوله
في تمام الآية: " يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء والله واسع عليم " (6) وهذه الآية بعينها في أمير المؤمنين (ع) خاصة، ذكرها
الثعلبي في تفسيره كذلك (7).

(1) ذكره البخاري في صحيحه الجزء الخامس ص 134، عن سهل بن سعد،
في باب غزوة خيبر
(2) وفى نسخة: الأخبار الصحيحة
(3) التوبة: 111
(4) الصف: 4
(5) المائدة: 54
(6) المائدة: 54
(7) غاية المرام ص 374.
158

ثم جعل ذلك فضلا منه تعالى خاصا غير عام، لأنه تعالى قال: " يؤتيه من
يشاء " فصارت محبة الله تعالى وفضله المخصوصان والفضل العظيم والجنة، ومحبة
من أحب الله تعالى، كل ذلك في جواب الجد والاقدام في الجهاد، ووصفهم سبحانه
وتعالى بأنهم " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " (1) ولم يرد سبحانه وتعالى
بالذلة هاهنا، أن يكون من الجبن والهلع، الذي هو ضد الشجاعة، وإنما أراد
تعالى بالذلة هاهنا: الرأفة والرحمة بالمؤمنين، حتى تكون حالهم معهم من كثرة
الشفقة والرأفة بهم، كحال الذليل الذي لا يقدر ان يوصل أذية إلى من لا يقدر على
اذيته، وهذا هو غاية المبالغة في اللطف والرأفة بالمؤمنين، ومنه الحديث المشهور
عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال: ان أكثر أهل الجنة البله والمجانين (2) ولم يرد
بالبله هاهنا: الذي هو ضد اليقظة، وإنما أراد صلى الله عليه وآله، الذين يجتنبون الفواحش، ولا
يواقعون منها شيئا، جملة، فشبههم بالبله، من حيث إنهم تركوا ذلك، كأنهم بله عنه
لم يعرفوه أصلا، ومنه قول الشاعر:
ولقد لهوت بطفلة ميادة (3) * بلهاء تطلعني على اسرارها
يريد البلهاء عن الخنأ، كأنها من اعراضها عنه لا تعرفه، ولو وصفها بالبله،
الذي هو ضد اليقظة، لكان مبالغا في ذمها غير مادح لها، ومثله قول الشاعر:
ضعيف العصا بادي العروق ترى له * عليها إذا ما أجذب (4) الناس إصبعا
وهذا وصف راعيا حسن السياسة على إبله يريد بقوله: ضعيف العصا: أي

(1) المائدة: 54
(2) معاني الأخبار ص 203 وفى النهاية لابن الأثير الجزء الأول ص 155: " أكثر
أهل الجنة البله " هو جمع الأبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: هم،
الذين غلبت عليهم سلامة الصدور... إلى اخره.
(3) وفى النهاية ولقد لهوت بطفلة مياسة... ج 1 ص 155 والظاهر أنها صحيحة
لان الميس التبختر. رجل مياس وجارية مياسة إذا كانا يتبختران في مشيتهما - لسان العرب
(4) وفى نسخة: أجدب.
159

ضعيف ضرب العصا: أي من احسانه إليها يشفق عليها من الضرب ويريد بقوله:
إصبعا: أي نعمة، لان الإصبع في لغة العرب: النعمة والأثر الحسن، ولم يرد
بضعف العصا عن القوة.
واما الأشياء التي تنزه بهذه المدحة عنها، فهو الفرار من الزحف، فلما كان
الاقدام غاية في المدح، جعل الفرار من الزحف غاية في الذم، بدليل الآية. (1)
وما بلغت كف امرئ متناول * من المجد (2) الا حيث ما نلت أطول
وما بلغ المهدون في القول مدحة * وان صدقوا الا الذي فيك أفضل (3)
الفصل الثامن عشر
في ذكر اخذه عليه السلام لسورة البراءة
245 - من مسند أحمد بن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال: حدثنا محمد بن جابر
عن سماك، عن حنش، عن علي عليه السلام قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي
صلى الله عليه وآله دعا النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر، فبعثه بها، ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني
النبي صلى الله عليه وآله فقال لي: أدرك أبا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى
أهل مكة وأقرأها عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى
النبي صلى الله عليه وآله، فقال:
يا رسول الله، نزل في شئ؟ قال: لا. ولكن جبرئيل جائني، فقال: لن
يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك (4)
246 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا

(1) الأنفال: 15
(2) وفى نسخة: بها المجد...
(3) وفى نسخة: الذي قيل أفضل
(4) مسند أحمد الجزء الأول ص 151.
160

حماد بن مسلمة، عن سماك بن حرب، عن انس بن مالك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث
ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة، بعث إليه فرده، وقال:
لا يذهب بها الا رجل من أهل بيتي، فبعث عليا عليه السلام (1)
247 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا أبو الجهم: العلاء بن موسى الباهلي، سنة سبع وعشرين ومائة (2) قال: حدثنا
سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث رسول الله
صلى الله عليه وآله أبا بكر بسورة براءة على الموسم، وأربع كلمات إلى الناس،
فلحقه علي عليه السلام في الطريق، فاخذ السورة والكلمات، فكان علي عليه السلام يبلغ وأبو بكر
على الموسم، فإذا قرأ السورة، نادى: الا لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة، ولا يقرب
المسجد مشرك بعد عامه هذه، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله
صلى الله عليه وآله عقد، فاجله مدته، حتى قال رجل: لولا أن نقطع الذي بيننا
وبين ابن عمك من الحلف، لبدأنا بك، فقال علي عليه السلام: لولا أن رسول الله امرني
ان لا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك (3).
348 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة،، قال: حدثنا عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن سماك،
عن حنش، عن علي عليه السلام: ان النبي صلى الله عليه وآله حين بعثه ببراءة، قال:
يا نبي الله، انى لست باللسن، ولا بالخطيب، قال: فما بد ان اذهب بها انا أو تذهب
بها أنت، قال: فإن كان ولا بد فسأذهب بها انا، قال: فانطلق، فان الله يثبت لسانك
ويهدى قلبك، قال: ثم وضع يده على فمه (4).
249 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 562 ح 946
(2) وفى المصدر: ومأتين
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 460 - ح 1088 وفيه: ولا يطوفن بدل يطوف
(4) مسند أحمد الجزء الأول ص 150.
161

الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدثنا حماد بن
سلمة، عن سماك بن حرب، عن انس بن مالك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة، فلما بلغ ذا الحليفة، بعث إليه فرده،
قال: لا يذهب بها الا رجل من أهل بيتي، فبعث عليا عليه السلام (1).
250 - ومن صحيح البخاري " في الجزء الأول منه على حد ثلثه الأول، في باب
ما يستر من العورة، وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا يعقوب بن إبراهيم،
قال: حدثنا ابن شهاب (2) عن عمه، قال: اخبرني حميد بن عبد الرحمان بن عوف:
ان أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن " بمنى "
ألا لا يحج، بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمان: ثم اردف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
فأمره ان يؤذن ببراءة قال أبو هريرة. فاذن معنا علي عليه السلام في أهل " منى " يوم النحر:
ان لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. (3)
251 - ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا، في باب قوله تعالى
" واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برئ، من المشركين
ورسوله. (4)
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال:
حدثني عقيل، قال ابن شهاب: وأخبرني حميد بن عبد الرحمان: ان أبا هريرة قال:
بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم يوم النحر، يؤذنون " بمنى ": ان
لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمان ثم اردف النبي صلى الله عليه وآله بعلى عليه السلام وأمره ان يؤذن ببراءة

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 562 ح 946
(2) في المصدر: حدثنا ابن أخي، ابن شهاب
(3) صحيح البخاري الجزء الأول ص 78
(4) التوبة - 3.
162

قال أبو هريرة: فاذن معنا على في أهل " منى " يوم النحر ببراءة: وان لا يحج بعد هذا العام
مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان (1).
252 - ومن " تفسير الثعلبي " في تفسير سورة براءة قوله تعالى: " براءة من الله
ورسوله ". (2)
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما: نزلت
في أهل مكة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله: عاهد قريشا يوم الحديبية، على أن يضعوا
الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، فدخلت خزاعة
في عهد رسول الله، ودخلت بنو بكر في عهد قريش (3) وكان مع هذا عهود بين
رسول الله صلى الله عليه وآله وبين قبائل من العرب خصائص، فعدت (4) بنو بكر على خزاعة،
فقتلت منها، ورفدتهم قريش بالسلاح. فلما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضا
عهدهم خرج عمر بن سالم الخزاعي. حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال شعرا:
يا رب انى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا (5)
قد كنتم ولدا وكنا والدا * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا اعتدا (6) * وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا (7) * ان سيم خسفا وجهه تربدا (8)
في فيلق كالبحر يجرى فربدا (9) * ان قريشا أخلفوك الموعدا

(1) صحيح البخاري الجزء السادس ص 64
(2) التوبة - 1
(3) وفى نسخة: ودخلت بنو بكر على خزاعة في عهد قريش
(4) وفى نسخة: فغدت بنو بكر على خزاعة
(5) التلاد: الصاحب القديم - مجمع البحرين
(6) العتيد: الحاضر المهيا - مجمع البحرين
(7) تجرد: تهيأ للحرب - هامش السيرة لابن هشام
(8) تربد: تغير إلى السواد - هامش السيرة لابن هشام
(9) الفيلق: العسكر الكثير - هامش السيرة لابن هشام.
163

ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا * وهم أذل وأقل عددا
هم بيتونا بالحطيم هجدا (1) * وقتلونا ركعا وسجدا (2)
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا نصرت ان لم أنصركم، وخرج وتجهز إلى مكة،
ففتح مكة وهي سنة ثمان من الهجرة، ولما خرج إلى غزوة تبوك، وتخلف من تخلف
من المنافقين، وأرجفوا الأراجيف، جعل المشركون ينقضون عهودهم وأمرهم الله
بالقاء عهودهم إليهم، ليأذنوا بالحرب، وذلك قوله عز وجل:
" واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء (3).
فلما كانت سنة تسع، أراد رسول الله صلى الله عليه وآله الحج، ثم قال: أكره ان يحضر
المشركون فيطوفون عراة ولا أحب ان أحج حتى لا يكون ذلك.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر تلك السنة على الموسم، ليقيم للناس الحج،
وبعث معه أربعين آية من صدر " براءة "، ليقرأها على أهل الموسم، فلما سار، دعا
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا، عليه السلام فقال: اخرج بهذه القصة، من صدر براءة، واذن بذلك
في الناس إذا اجتمعوا، فخرج علي عليه السلام على ناقة رسول الله " العضباء "، حتى أدرك
أبا بكر بذى الحليفة، واخذها منه. فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال يا رسول الله:
بابى أنت وأمي، أنزل في شأني شئ؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عنى غيري. أو
رجل منى (4).
253 - قال الثعلبي: قال الشافعي: حدثني محرز بن أبي هريرة، عن أبيه

(1) وفى سيرة ابن هشام: بيتونا بالوتير هجدا. وفى هامشه: الوتير: اسم ماء بأسفل
مكة لخزاعة. والهجد: النيام، وقد يكون الهجد أيضا المستيقظين وهو من الأضداد.
(2) طوبقت هذه الأبيات مع ما في سيرة ابن هشام ج 2 ص 394 - 395.
(3) الأنفال: 58.
(4) غاية المرام ص 461 نقلا عن الثعلبي.
164

قال: كنت مع علي عليه السلام حين بعثه النبي صلى الله عليه وآله ينادى، فكان إذا ضحل صوته (1)
ناديت فقلت: باي شئ كنتم تنادون؟ قال: بأربع: لا يطوف بالكعبة عريان،
ومن كان له عند رسول الله عهد فعهده إلى مدته، ولا يدخل الجنة (2) الا نفس مؤمنة
ولا يحج بعد عامنا مشرك، قالوا: فقال المشركون: نحن نبرء من عهدك، وعهد ابن
عمك، الا من الطعن والضرب، وطفقوا يقولون: اللهم انا قد منعنا ان نتبرك، ثم لما
كانت سنة عشر حج النبي صلى الله عليه وآله حجة الوداع، ونقل إلى المدينة، ومكث بقية ذي
الحجة والمحرم وصفر وليالي من شهر ربيع الأول حتى لحق بالله عز وجل (3).
254 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثاني في تفسير
سورة " براءة " من صحيح أبى داود وهو السنن وصحيح الترمذي وبالاسناد المقدم،
قال: عن ابن عباس، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر وأمره ان ينادى في الموسم ببراءة (4)
ثم اتبعه عليا عليه السلام فبينا أبو بكر في بعض الطريق، إذ سمع رغاء (5) ناقة رسول الله
العضباء (6) فقام (7) أبو بكر فزعا، فظن أنه قد حدث أمر (8) - فدفع إليه علي عليه السلام
كتابا من رسول الله صلى الله عليه وآله، فيه: ان عليا ينادى بهؤلاء الكلمات [فإنه لا ينبغي ان يبلغ (9)
عنى الأرجل من أهل بيتي] (10) فانطلقا، فحجا فقام علي عليه السلام أيام التشريق،

(1) وفى غاية المرام: اضمحل. الضحل: الماء الرقيق على وجه الأرض ليس له
عمق، وضحلت الغدر: قل ماءها ويقال: ان خيرك لضحل أي قليل. وما أضحل خيرك
أي ما أقله واضمحل الشئ أي ذهب - لسان العرب.
(2) وفى غاية المرام: ولا يدخل الكعبة الا نفس مؤمنة.
(3) غاية المرام ص 462 - وذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير ج 4 ص 408
(4) وفى المصدر: ان ينادى بهؤلاء الكلمات
(5) الرغاء كغراب: صوت ذوات الخف: رغا البعير إذا ضج - مجمع البحرين.
(6) في المصدر: القصوى
(7) في المصدر: فخرج
(8) فظن أنه رسول الله فإذا هو على
(9) وفى نسخة: لا ينبغي ان يؤدى عنى
(10) ما بين المعقوفتين ليس في المصدر.
165

فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن
بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت [بعد اليوم] عريان، ولا يدخل الجنة الا نفس
مسلمة، (1) قال: وكان على ينادى بها فإذا عيى (2) أمر غيره فنادى بها (3).
قال يحيى بن الحسن: فتلك ولاية من رسول الله بحسن اختياره، وهذه ولاية
من الله سبحانه، بحسن اختياره والله تعالى يقول:
" وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " (4) قال المتنبي:
وهبني قلت هذا الصبح ليل * أيعمى العالمون عن الضياء!
الفصل التاسع عشر
في ذكر المواخاة له (ع).
255 - من مسند ابن حنبل، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثني الحسين بن واقد،
حدثني مطر الوراق، عن قتادة عن سعيد بن المسيب: ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم آخا بين الصحابة، فبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو بكر وعمر وعلي عليه السلام
فاخى بين أبى بكر وعمر، وقال لعلى عليه السلام: أنت اخى (5).
256 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا أبو عمر: سهل بن زنجلة الرازي،
قال: حدثنا الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله، عن أبيه، عن جده: ان

(1) وفى المصدر: ولا يدخل الجنة الا مؤمن
(2) عيى: أي عجز - النهاية لابن الأثير
(3) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 275
(4) القصص: 68
(5) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 597 - ح 1019 وفى آخر الحديث.
وانا أخوك.
166

النبي صلى الله عليه وآله آخا بين الناس وترك عليا عليه السلام، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا، فقال:
يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال: ولم تراني تركتك؟، وإنما تركتك
لنفسي، أنت اخى وانا أخوك، فان ذاكرك أحد فقل: انا عبد الله وأخو رسول الله
لا يدعيها بعدك الا كذاب (1).
257 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
حسين بن محمد الزارع، قال: حدثني عبد المؤمن بن عباد، حدثني يزيد بن معن، عن
عبد الله بن شرجيل. عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في مسجده، فذكر قصة مواخاة رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه
فقال على يعنى للنبي صلى الله عليه وآله -: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك
فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط على، فلك العتبى والكرامة
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق، ما اخرتك الا لنفسي
فأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى، وأنت اخى ووارثي، قال
فقال: وما ارث منك يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟:
قال: ما ورث الأنبياء من قبلي، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟ قال: كتاب
الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصرى في الجنة، مع ابنتي فاطمة عليها السلام، وأنت اخى
ورفيقي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: " إخوانا على سرر متقابلين " (2)
المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض (3).
258 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: (4)
حدثنا أحمد بن منصور وعلي بن مسلم وغيرهما، قالوا: حدثنا عمرو بن طلحة القناد
قال: حدثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: ان عليا عليه السلام

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 616 ح 1055
(2) الحجر - 47
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 638 - 1085
(4) وفى المصدر: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز.
167

كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل يقول:
" افان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " (1) (2) لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت
والله، انى لاخوه ووليه وابن عمه، ووارثه، ومن أحق به منى؟ (3).
259 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني
من سمع من ابن أبي عوف قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا زكريا بن
عبد الله الصهباني عن عبد المؤمن، عن أبي المغيرة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام،
قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وآله، فوجدني في حائط نائما، فضربني برجله، قال: قم فوالله
لأرضينك أنت اخى وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو في
كنز الله، ومن مات على عهدك، فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك. بعد موتك، يختم
الله له بالأمن والايمان، ما طلعت شمس أو غربت (4).
260 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو يعلى: حمزة، قال حدثنا سليمان بن الربيع، قال: حدثنا كادح بن رحمة، قال:
حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
فذكر الحديث، وقال في آخره: على اخى، وصاحب لوائي. (5)
261 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عثمان بن المغيرة، عن أبي
صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي عليه السلام قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله
أو دعا بنى عبد المطلب، فيهم رهط، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، (6)

(1) آل عمران - 144
(2) في المصدر: والله لا تنقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ولئن مات أو قتل.
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 652 ح 1110
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ب ص 656 ح 1118
(5) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 666 ح 1135
(6) والفرق: مكيال ضخم - لسان العرب.
168

قال: فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا قال: وبقى الطعام كما هو، كأنه
لم يمس، ثم دعا بغمر (1) فشربوا، حتى رووا، وبقى الشراب كأنه لم يمس،
أو لم يشرب منه، فقال: يا بنى عبد المطلب، انى بعثت إليكم خاصة وإلى الناس
بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون اخى وصاحبي
قال: فلم يقم إليه أحد. [قال: فقمت إليه وكنت أصغر القوم، قال: فقال: اجلس
قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه] فيقول لي اجلس (2).
حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي (3).
262 - ومن مناقب الفقيه أبى الحسن المغازلي وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا
أبو الحسن بن أحمد بن المظفر العطار، قال: أخبرنا أبو محمد بن السقاء، وأخبرنا
أبو الحسن بن علي بن عبيد الله بن القصبات البيع، الواسطي، فيما اذن لي في روايته
عنه، قال: حدثني أبو بكر: محمد بن زكريا بن دويد العبدي، قال: حدثني حميد
الطويل، عن انس، قال: لما كان يوم المباهلة، وآخى النبي صلى الله عليه وآله بين المهاجرين
والأنصار. وعلى واقف يراه ويعرف مكانه، لم يواخ بينه وبين أحد، فانصرف
على باكى العين، فافتقده النبي صلى الله عليه وآله، فقال: ما فعل أبو الحسن؟
فقالوا: انصرف باكى العين يا رسول الله، قال: يا بلال اذهب، فاتني به، فمضى بلال
إلى علي عليه السلام، وقد دخل منزله باكى العين، فقالت فاطمة: ما يبكيك؟! لا ابكى الله
عينيك، قال: يا فاطمة، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين
والأنصار، وانا واقف يراني، ويعرف مكاني ولم يواخ بيني وبين أحد، قالت
لا يحزنك الله لعله إنما أدخرك لنفسه، فقال بلال: يا علي، أجب النبي صلى الله عليه
وآله وسلم، فاتى على النبي صلى الله عليه وآله، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا أبا الحسن؟!

(1) الغمر: الماء الكثير - لسان العرب
(2) ما بين المعقوفتين كان في المصدر.
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 159.
169

قال: وآخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله، وانا واقف تراني وتعرف مكاني
لم تواخ بيني وبين أحد قال: إنما ادخرتك لنفسي، اما يسرك أن تكون أخا نبيك
قال: بلى يا رسول الله، انى لي بذلك؟ فاخذه بيد، وأرقاه المنبر، فقال: اللهم،
ان هذا منى وأنا منه، ألا وانه منى بمنزلة هارون من موسى، ألا، من كنت مولاه
فهذا على مولاه، قال: فانصرف على قرير العين، فاتبعه عمر بن الخطاب، فقال:
بخ بخ يا أبا الحسن، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم (1).
263 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن عمر بن عبد الله
بن شوذب، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثني
أحمد بن أبي خيثمة، حدثني نصر بن علي، حدثني عبد المؤمن بن عبادة، عن عمار
بن عمر، قال: حدثني يزيد بن معن، حدثني عبد الله بن شرجيل، عن رجل من قريش
عن زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انى
مواخ بينكم، كما آخى الله بين الملائكة، ثم قال لعلي عليه السلام أنت اخى ورفيقي،
ثم تلا هذه الآية: " إخوانا على سرر متقابلين " (2) الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى
بعض، (3).
264 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
عن الدارقطني الحافظ، يرفعه إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلى عليه السلام: أنت اخى في الدنيا والآخرة (4).
265 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن دبثائي الصيرفي

(1) غاية المرام ص 112 نقلا عن مناقب ابن المغازلي
(2) الحجر - 47
(3) وفى غاية المرام نقلا عن ابن المغازلي في المناقب ولكن المناقب المطبوع
لدينا ليس فيه هذه الرواية ولا التي قبلها
(4) مناقب ابن المغازلي ص 37.
170

البغدادي، يرفعه إلى ابن عباس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير
إخواني على (1).
266 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثني أبو الحسن: علي بن أحمد بن المظفر
العدل يرفعه إلى جميع بن عمير عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله يوم المواخاة: أنت
اخى في الدنيا والآخرة (2).
267 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل
النحوي يرفعه إلى سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة بن اليمان، قال: آخى رسول الله
صلى الله عليه وآله بين أصحابه: بين المهاجرين والأنصار، فكان يواخي بين
الرجل ونظيره، ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: هذا اخى، قال حذيفة
فرسول الله صلى الله عليه وآله سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين، الذي ليس له
في الأنام شبيه ولا نظير وعلي بن أبي طالب اخوه (3).
268 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي،
اذنا قال: أخبرنا أبو علي: الحسين بن محمد بن أحمد بن الطيب (4) بن كمارى
الفقيه، قال: حدثني العباد، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو بكر
العوفي (5) قال: حدثني إسماعيل بن علية يرفعه إلى أبى الحمراء قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسرى بي إلى السماء، رأيت على ساق العرش الأيمن:
انا الله، وحدي لا اله غيري، غرست جنة عدن بيدي، محمد صفوتي، أيدته بعلى (6).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 37 وفيه: يرفعه إلى عبد الرحمان بن عابس، عن
أبيه قال: قال...
(2) مناقب ابن المغازلي ص 38
(3) مناقب ابن المغازلي ص 38 - وفيه في آخر الحديث قال حذيفة: رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب (ع) اخوان
(4) وعن المصدر قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الطيب
(5) في المصدر: أبو بكر الغرافي
(6) مناقب ابن المغازلي ص 39.
171

269 - ومن " الجمع بين الصحاح الستة " لرزين العبدري، من الجزء الثالث
في مناقب أمير المؤمنين على أبي طالب عليه السلام، وبالاسناد المقدم، من سنن أبي داود،
وصحيح الترمذي، قال: عن ابن عمر، قال: لما آخى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بين أصحابه جاءه علي عليه السلام تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك
ولم تواخ بيني وبنى أحد، قال: فسمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: أنت اخى في الدنيا
والآخرة (1). قال يحيى بن الحسن: قوله صلى الله عليه وآله لعلى: أنت اخى في الدنيا والآخرة: أراد
به غاية المدحة ونهاية المبالغة في علو المنزلة، لأنه صلى الله عليه وآله لما اخى بين الرجل ونظيره
لم يجد لعلى نظيرا غير نفسه، فهو نظيره من وجوه:
نظيره في الأصل، بدليل شاهد النسب الصريح بينهما بلا ارتياب.
ونظيره في العصمة، بدليل قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (2).
ونظيره في كونه ولى الأمة، بدليل قوله سبحانه وتعالى: " إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (3).
واختصاص هذه الآية بأمير المؤمنين عليه السلام، قد تقدم من الصحاح.
ونظيره في الأداء والتبليغ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم اعطى سورة براءة
لغيره، فنزل عليه جبرئيل صلى الله عليه وآله، وقال: انه لا يؤديها الا أنت أو من هو منك، فاستعادها
منه، فأداها علي عليه السلام بوحي الله تعالى إلى الموسم، بما قد تقدم ثبوت طرقه وبما
يأتي ذكره: انه لا يؤدى عنه الا هو أو على، في باب ذكر خاصف النعل.
ونظيره في كونه عليه السلام مولى الأمة، بدليل قوله عليه السلام: من كنت مولاه فعلى
مولاه، بما قد تقدم ذكره من عدة طرق.

(1) صحيح الترمذي الجزء الخامس كتاب المناقب ص 336
(2) الأحزاب - 33
(3) المائدة - 55.
172

ونظيره في مماثلة نفسيهما، وان نفسه مقام نفسه عليهما السلام، وان الله
تعالى جعله نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، بدليل قوله سبحانه وتعالى: " فمن حاجك فيه من
بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (1).
فجعل نفس على نفسه عليهما السلام، لأنه تعالى قال: " قل تعالوا ندع "
والداعي لا يدعو نفسه، وإنما يدعو غيره، بدليل قوله تعالى: " قل ادعوا الله أو ادعوا
الرحمن ايا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى " (2).
فثبت ان المراد بنفسه في الدعاء، نفس علي عليه السلام، وبذلك قد ورد تفسير
هذه الآية.
ونظيره في فتح بابه في المسجد، كفتح باب رسول الله صلى الله عليه وآله
وجوازه في المسجد كجوازه، ودخوله في المسجد جنبا، كحال رسول الله صلى الله عليه وآله
على السواء. وسيرد عليك بيان طرقه إن شاء الله تعالى.
ونظيره في استحقاق الإمامة، لأنه يستحقها على طريق استحقاق النبي صلى الله عليه وآله
للنبوة سواء، بدليل قوله سبحانه وتعالى لإبراهيم عليه السلام " انى جاعلك للناس إماما قال
ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (3) والظلم هاهنا هو الشرك، وحد الظلم هو
وضع الشيئى في غير موضعه، والمشرك قد وجه عبادته إلى غير مستحقها، وهو
عبادة الأصنام، وهي غير مستحقة للعبادة.
والدليل على أن الظلم هاهنا هو الشرك، ما ذكر (4) بالاسناد المقدم، في الجزء
الثاني من صحيح البخاري في ثالث كراس من أوله في باب ما جاء في المتولين قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع، ح حدثنا يحيى قال حدثنا وكيع، عن
الأعمش عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا

(1) آل عمران - 61
(2) الاسراء - 110
(3) البقرة - 124
(4) وفى نسخة: ما ذكرناه.
173

ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " (1) شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: أينا لم
يظلم نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس كما تظنون وإنما هو
كما قال " لقمان " لابنه: " يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم " (2)، وهذا التأويل
بعينه في تفسير سورة لقمان في تأويل قوله تعالى: " ان الشرك لظلم عظيم " (3).
ذكره رزين العبدري، في الجزء الثالث من الجمع بين الصحاح الستة،
من صحيح أبى داود السجستاني وصحيح الترمذي. فصارت الإمامة مستحقة له
بطريق لا ينبغي ان يستحق الا منها: كما أن النبوة مستحقة للنبي صلى الله عليه وآله بطريق لا ينبغي
ان تستحق الا منها.
ويزيده بيانا، ان إبراهيم عليه السلام لما طلب الإمامة لبنيه، قال الله سبحانه وتعالى
مجيبا له: " لا ينال عهدي الظالمين " (4) قال إبراهيم عليه السلام: " واجنبني وبنى ان نعبد
الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك
غفور رحيم " (5)،
فجعل المستحق لهذه الدعوة من بنيه، هو الذي اتبعه، وهو الذي لم يعبد
الأصنام، جعله منه دون عبدها، وإن كان من ولده أيضا، لان الله سبحانه وتعالى
لما منعه الدعوة الا مع التقييد وهو ترك عبادة الأصنام، سأل ذلك لبنيه، الذين يستحقون
هذه المنزلة، ومثل ذلك قوله سبحانه وتعالى حاكيا عن نوح: " ونادى نوح ربه
فقال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق " (6) فقال الله سبحانه وتعالى مجيبا له:
" يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح " (7) وقرئ: " عمل غير صالح " فبين
له تعالى من أي طريق نفى عنه لفظة " الأهلية " ولم ينف عنه صحة النسب، فقال
تعالى: " انه عمل غير صالح " - أو عمل غير صالح - فلذلك خرج من أن يكون من

(1) الانعام - 82
(2) لقمان - 13
(3) صحيح البخاري الجزء السادس ص 114 مع اختلاف قليل
(4) البقرة - 124
(5) إبراهيم - 36
(6) هود - 45
(7) هود - 46.
174

أهلك لا يطعن في نسبه.
فثبتت المناظرة والمشابهة والمشاكلة له بالنبي، الا فيما استثناه النبي، من
الامر الذي لا نظير له فيه وهو النبوة بقوله: الا انه لا نبي بعدى.
فلذلك صح من النبي صلى الله عليه وآله ان يجعله أخاه في الدنيا والآخرة، بما ثبت له
من المشابهة والمشاكلة في هذه المنازل وبمشاركته له في بيان منزلته في الجنة
بما قد تضمنته ألفاظ هذه الأخبار المذكورة المتقدمة، اما هذا الكلام:
وما فاتني نصركم باللسان * إذا فاتني نصركم باليد (1)
الفصل العشرون
(في سد الأبواب من المسجد الا باب علي عليه السلام)
270 - من مسند ابن حنبل، بالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عوف،
عن ميمون بن عبد الله، عن زيد بن أرقم، قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما: سدوا هذه
الأبواب الا باب على، قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول الله (ص)،
فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: اما بعد: فانى أمرت بسد هذه الأبواب الأبواب الا باب
على وقال فيه قائلكم، وانى والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكني أمرت بشئ،
فاتبعته (2).
271 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
علي بن طيفور، قال حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقوب، عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه ان عمر بن الخطاب قال: لقد اوتى علي بن أبي طالب ثلاثا لئن أكون

(1) هذا البيت لمهيار الديلمي
(2) فضائل الصحابة لا بن حنبل ج 2 ص 581 - 985
175

أوتيتها، أحب إلى من أن اعطى حمر النعم: جوار رسول الله في المسجد، والراية يوم خيبر، والثالثة نسيها سهيل (1).
272 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي
، قال: حدثنا وكيع، عن هاشم بن سعد (2) عن عمر بن سيد، ان ابن عمر
قال: كنا نقول [في زمن النبي صلى الله عليه وآله: رسول الله صلى الله عليه وآله] (3) خير الناس، ثم أبو بكر
ثم عمر، ولقد اوتى ابن أبي طالب، ثلاث خصال، لئن تكون لي واحدة منهن أحب
إلى من حمر النعم، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وولدت له، وسد الأبواب الا بابه
في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر. (4)
273 - ومن كتاب مناقب العباس رضي الله عنه تأليف أبى زكريا بن مندة
الأصفهاني الحافط، في مسانيد المأمون، ما رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال:
حدثني أمير المؤمنين: المأمون، قال:
حدثني أمير المؤمنين: الرشيد، حدثني أمير المؤمنين: المهدى.
حدثني أمير المؤمنين: المنصور، حدثني أبي قال حدثني أبي: عبد الله بن
العباس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: أنت وارثي، وقال: ان موسى
سأل الله تعالى، ان يطهر مسجده وانى سألت الله ان يطهر مسجدي لك، ولذريتي
من بعدى.
ثم ارسل إلى أبى بكر: ان سد بابك، فاسترجع، وقال: فعل هذا بغيري؟
فقيل: لا، فقال: سمعا وطاعة، فسد بابه، ثم ارسل إلى عمر، فقال: سد بابك
فاسترجع، وقال: فعل هذا بغيري؟ فقيل: بابى بكر، فقال: ان في في أبى بكر
أسوة حسنة، فسد بابه. ثم ارسل إلى العباس سد بابك، فلما سمعت فاطمة خرجت

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 659 - ح 1123
(2) في المصدر: عن هشام
(3) ما بين المعقوفتين كان في المصدر
(4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الثاني ص 26.
176

فجلست على بابها، ومعها الحسن والحسين، كأنهما شبلان، فخاض الناس في ذلك
فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر، فقال: ما انا سددت أبوابكم، ولا انا فتحت باب على
ولكن الله سد أبوابكم، وفتح باب على (1)
274 - ومن " مناقب " الفقيه المغازلي وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن
محمد، إجازة قال: أخبرنا عمر بن شوذب، قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن
الهيثم، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد
بن ميمون، قال: حدثنا علي بن عابس، عن الحرث بن حصين (2) عن عدى بن
ثابت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد، فقال: ان الله عز وجل
أوحى إلى نبيه موسى عليه السلام: ان ابن لي مسجدا طاهرا، لا يسكنه الا موسى وهارون،
وابنا هارون، وان الله أوحى إلى: ان ابن مسجدا طاهرا، لا يسكنه الا انا وعلى وابنا
على (3).
275 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: حدثنا
أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال: حدثنا محمد بن
بن الحسين بن حميد بن الربيع، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد: أبو عبد الله
قال: حدثنا إسماعيل بن ابان، قال: حدثنا سلام بن أبي عمر عن معروف بن الخربوذ
عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله
المدينة، لم تكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي
صلى الله عليه وآله: لا تبيتوا في المسجد، فتحتلموا، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا
أبوابها إلى المسجد، وان النبي صلى الله عليه وآله بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادى: أبا بكر،

(1) غاية المرام ص 640 نقلا عن كتاب مناقب العباس تأليف الحافظ أبى زكريا
ابن مندة الأصفهاني.
(2) وفى المصدر: حدثنا علي بن عياش عن الحارث بن حصيرة
(3) مناقب الفقيه ابن المغازلي ص 252.
177

فقال: ان رسول الله يأمرك ان تخرج من المسجد، وتسد بابك الذي فيه، فقال:
سمعا وطاعة، فسد بابه وخرج من المسجد. ثم ارسل إلى عمر، فقال: ان رسول
الله صلى الله عليه وآله يأمرك ان تسد بابك الذي في المسجد، وتخرج منه، فقال: سمعا وطاعة
لله ورسوله، غير انى ارغب إلى الله في خوخة (1) في المسجد، فأبلغه معاذ، ما
قال عمر، ثم ارسل إلى عثمان وعنده رقية، فقال: سمعا وطاعة، فسد بابه وخرج
من المسجد. ثم ارسل إلى حمزة فسد بابه وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله، وعلي عليه
السلام على ذلك يتردد، ولا يدرى أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي
صلى الله عليه وآله قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته. فقال له النبي صلى الله عليه وآله
أسكن، طاهرا مطهرا، فبلغ حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى، فقال: يا محمد تخرجنا
وتمسك غلمان بنى عبد المطلب، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله: لا، لو كان الامر إلى ما جعلت
من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه الا الله وانك لعلى خير من الله ورسوله ابشر
فبشره النبي، فقتل يوم أحد شهيدا.
ونفس (2) ذلك رجال على علي (ع)، فوجدوا (3) في أنفسهم وتبين فضله
عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله، فقام خطيبا فقال إن
رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا في المسجد والله ما أخرجتهم ولا أسكنته
ان الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه: " ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا
بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة " (4).
وامر موسى ان لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله الا هارون وذريته، وان
عليا منى بمنزلة هارون من موسى وهو اخى دون أهلي، ولا يحل مسجدي لاحد

(1) الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب -
لسان العرب.
(2) نفس عليه الشئ: إذا لم يحب ان يصل الشئ عليه.
(3) وجد عليه: غضب عليه - لسان العرب.
(4) يونس 87.
178

ينكح فيه النساء الا على وذريته، فمن ساءه فهاهنا وأومى بيده إلى نحو الشام (1).
276 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج
الأزهري، قال: حدثنا أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ،
قال: أخبرنا أبو القاسم: عمر بن عمرو بن عثمان بن حيان بن أبي حيان قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا
أبو انس (2) حدثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال: حدثني
خارجة بن سعد، قال: حدثني سعد بن أبي وقاص، قال: كانت لعلى (ع) مناقب
لم تكن لاحد: كان يبيت في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد الأبواب الا
باب على (3).
277 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال،
أخبرنا أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل، قال: حدثنا علي بن
عبد الله بن مبشر، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمان بن دنوقا، قال: حدثنا هوذة بن
خليفة عن ميمون ابن عبد الله، عن البراء بن عازب قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد، وان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سدوا
هذه الأبواب غير باب علي (ع) قال: فتكلم في ذلك ناس قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اما بعد: فانى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب على
فقال: فيه قائلكم وانى والله، ما سددت شيئا ولا فتحت، ولكني أمرت بشئ، فاتبعته (4)
278 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا الحسين
بن محمد العدل، قال: حدثنا محمد بن محمود، قال: حدثنا الحسين بن سلام السواق

(1) مناقب ابن المغازلي ص 253 - 255
(2) في المصدر: حدثنا أبو أويس
(3) مناقب ابن المغازلي ص 255 - 256
(4) مناقب ابن المغازلي ص 257.
179

قال: حدثنا عبد الله بن موسى، قال: حدثنا قطر بن خليفة، عن عبد الله بن شريك
عن عبد الله بن الرقيم، عن سعد: ان النبي صلى الله عليه وآله، أمر بسد
الأبواب، فسدت وترك باب على، فاتاه العباس، فقال يا رسول الله، سددت أبوابنا
وتركت باب على؟ فقال: ما انا فتحتها ولا انا سددتها (1).
279 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال
أخبرنا الحسين بن محمد العدل، قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، أخبرنا أبو بلج، قال،
حدثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عباس رضي الله عنه: ان النبي صلى الله عليه وآله سد أبواب المسجد
غير باب علي (ع) (2).
280 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، يرفعه
إلى ابن عباس: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بسد الأبواب كلها فسدت
الأبواب الا باب على (3).
281 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد
العطار، الفقيه الشافعي، قال: أخبرنا أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
الملقب بابن السقاء الحافظ قال: حدثنا علي بن العباس البجلي بالكوفة قال: حدثني
حسين بن نصر بن مزاحم، قال: حدثني خالد بن عيسى العكلي، قال، حدثنا حصين
بن مخارق قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن نافع - مولى ابن عمر - قال: قلت
لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: ما أنت وذاك، لا أم لك، ثم
قال: استغفر الله، خيرهم بعده من كان يحل له، ما كان يحل له ويحرم عليه ما كان

(1) مناقب ابن المغازلي ص 257
(2) مناقب ابن المغازلي ص 258
(3) مناقب ابن المغازلي ص 259.
180

يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: على. سد أبواب المسجد وترك باب على،
وقال له: لك في هذا المسجد مالي، وعليك فيه ما على، وأنت وارثي ووصيي تقضى
ديني وتنجز عداتي، وتقتل على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني (1).
قال يحيى بن الحسن: فقد ابان الله سبحانه وتعالى الفرق بين أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وبين غيره فيما حل له وحرم على غيره، وإذا كان الحرام
على غيره حلالا له، وجبت مرتبته (2) وثبتت عصمته، لموضع الامن (3) منه لوقوع
ما يكره الله سبحانه من غيره وقوعه.
وهذا محمول على ما تقدم من شواهد الكتاب العزيز له ولولديه وزوجته
عليهم السلام، وهو قوله تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " (4) والنبي صلى الله عليه وآله، فعل فتح أبواب الجميع على ظاهر الحال، لان ظاهر
الحال كانت صالحة، ولا يعلم النبي من حال الأمة غير الظاهر، الا ما يطلعه عليه
القديم تعالى، الذي يعلم الغيوب والبواطن، ففتح الأبواب للجميع ولم يفرق بين
القريب والصاحب لظاهر الأحوال الصالحة، فمنع القديم تعالى للقوم الجواز، وسد
أبوابهم لا يخلوا من قسمين.
اما أن يكون على ظاهر الحال، أو على باطن الحال فظاهر الحال قد بينا انها
كانت صالحة، وهي التي بنى نبي الله صلى الله عليه وآله فعله في الإباحة، فلم يبق الا أن يكون
منع الله تعالى لهم على باطن الحال لا على ظاهره، لأنه سبحانه وتعالى هو المتولي
للبواطن، فعلم سبحانه وتعالى من حاله وصلاحها ما لم يحط به النبي صلى الله عليه وآله علما، الا
بعد وحى الله تعالى إليه، لان علم الغيب إليه، لا إلى غيره تعالى، ولا يحيط بعلم الغيب
ولا يظهر عليه من البشر، الا من ارتضى الله تعالى عليه من رسله، بدليل قوله تعالى
" عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين

(1) مناقب ابن المغازلي ص 261
(2) وفى نسخة: مزينه
(3) وفى نسخة: لموضع الامر منه
(4) الأحزاب: 33.
181

يديه ومن خلفه رصدا " (1).
وإذا كان عليه السلام قد انفرد بصلاح الباطن دون غيره، وظاهره صالحة كظاهر
غيره، فقد اتفق له صلاح الظاهر والباطن معادون الناس جميعا، وحصل غيره بصلاح
الظاهر دون الباطن، فقد حصلت الميزة بينه وبين غيره بحال أدركها هو من غيره
وحال لا يدركها غيره منه، بل هي خاصة له، والفرق والإبانة أيضا بوحي الله سبحانه
وتعالى لأنه لو علم تعالى من صلاح باطن غيره كما علم من صلاح باطنه لشركه
معه في سكنى المسجد.
ثم لا يخلو منعه سبحانه وتعالى القوم من الجواز في المسجد من قسمين:
اما أن يكون لسبب موجب، أو لغير سبب موجب، فإن كان لغير سبب، فقد منع الله
سبحانه وتعالى أقارب رسوله صلى الله عليه وآله وأصحابه جواز المسجد والاستقرار فيه لغير سبب
موجب، وذلك لا يجوز على الله تعالى، لان مالا يكون عن سبب، خارج عن وجه حكمة،
وما خرج عن وجه حكمة، كان عبثا، وما كان عبثا كان قبيحا، والله سبحانه وتعالى لا يفعله
لان القبيح، لا يفعله الا جاهل بقبحه أو محتاج إليه، والقديم تعالى عالم بقبح القبيح
ومستغن عنه، فلا يجوز ان يفعله، وقد نزه الله سبحانه وتعالى نفسه عن فعل العبث
وتمدح بذلك بقوله تعالى: " أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لا ترجعون فتعالى
الله الملك الحق " (2).
فثبت ان منعهم من جواز المسجد، لا يكون عبثا وما لا يكون عبثا، لا بد له
من سبب موجب، وهو وجه الحكمة فيه، وإذا ثبت وجه الحكمة في منع غيره،
واباحته هو عليه السلام، ثبتت له الميزة بصلاح باطنه، وإذا ثبت له صلاح الباطن
عند الله تعالى ولا مشارك له في ذلك، وجب له الفضل على غيره، ووجب اتباعه والاقتداء
به لموضع فضله بهذه المنزلة، وإذا ثبت التمييز بينه وبين غيره في الباطن بوحي الله
تعالى، اعتبرنا ذلك أيضا من أفعال الرسول به وأقواله فيه، فوجدنا ألفاظ الصحاح

(1) الجن: 26 - 27
(2) المؤمنون - 115، 116.
182

ما تقدم منها وما يأتي فيما بعد، منها شاهدة له عليه السلام بأمور، تدل على صلاح باطنه
عنده وهو قوله صلى الله عليه وآله: على منى وانا منه من غير طريق، وسيرد عليك بيانه فيما بعد
وبما تقدم من قوله عليه السلام له أنت منى بمنزلة هارون من موسى، وبقوله صلى الله عليه وآله: أنت
اخى في الدنيا والآخرة، وبقوله صلى الله عليه وآله له: من كنت مولاه فعلى مولاه وبقوله صلى الله عليه وآله
صلت الملائكة على وعلى على سبع سنين قبل الناس، وقوله: في تفسير قوله تعالى:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1): ان أهل البيت
على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وبقول الله سبحانه وتعالى له: ان يجعل ابنيه،
ابنيه، وزوجته نساءه ويجعل نفس على نفسه، وهو قوله تعالى: " فمن حاجك فيه
من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم " (2) وغير ذلك، من قول الله سبحانه وتعالى ومن قول النبي صلى الله عليه وآله مما
قد تقدم ذكره، ومما سيأتي بمشيئة الله تعالى بعد، ولم ينزله النبي صلى الله عليه وآله منه بهذه
المنازل، الا وقد علم صلاح باطنه بوحي الله سبحانه وتعالى ولو لم يعلم ذلك منه
لما اقامه بمقام نفسه في شئ من ذلك، ولم يأذن الله تعالى له فيه في لفظ الكتاب
العزيز، فقد ثبت له سلامة الباطن عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله، فهذا ما قد انفرد
به دون غيره من الناس، وما صح لغيره المماثلة له فيه من صلاح الظاهر، وقلنا:
ان النبي صلى الله عليه وآله فعل ذلك به وبغيره من فتح أبواب الجميع، فله أيضا الميزة على
الناس في صلاح الظاهر، وهو ان صلاح الظاهر في الأمة يعتبر بأشياء.
أولها - " العلم " ويدل على كون العلم درجة للفضل، قوله سبحانه وتعالى:
" قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون " (3) وقوله سبحانه وتعالى: " إنما يخشى
الله من عباده العلماء " (4) وقوله تعالى: " وما يعقلها الا العالمون " (5) وأمير المؤمنين

(1) الأحزاب - 33
(2) آل عمران - 61
(3) الزمر - 9
(4) الفاطر - 28
(5) العنكبوت - 43.
183

علي بن أبي طالب عليه السلام اعلم الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بدليل ما نذكره فيما بعد من
الصحاح، لان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا إلى حكمه في قضاياهم وسألوه، ولم
يسأل هو أحدا منهم، ولا رجع إلى حكمه بما لا ريب في اثباته في الصحاح، وفى
تفسير قوله صلى الله عليه وآله: أنت اخى ووارثي وقوله صلى الله عليه وآله: ترث منى ما ورث الأنبياء من
قبلك، وهو كتاب الله تعالى وسنة نبيهم، ومن ورث الكتاب والسنة فلا شك انه اعلم
الناس، لان العلم لا يخرج عن الكتاب والسنة. وإذا كان وارثهما، كان اعلم بهما
من سائر الناس، وإذا كان اعلم بهما كان أفضل الأمة، بدليل ما تقدم من الآيات الدالة
على تفضيل العالم على من هو دونه في العلم.
والثاني - مما يعلم به صلاح الظاهر أيضا " الجهاد " والدليل على أن الجهاد
درجة الفضل، قوله تعالى: " لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر
والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم
على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا
عظيما " (1).
والثالث - " ثبوت الولاية " للأمة كثبوتها لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله بدليل قوله تعالى
" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " الآية (2)
فقد تقدم ثبوت اختصاص هذه الآية به من الصحاح وبقول النبي صلى الله عليه وآله: أنت ولى
كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
والرابع - كونه " مولى الأمة " بدليل قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلى مولاه،
وقد تقدم ثبوت ذلك من الصحاح من غير طريق.
والخامس " ثبوت الاخوة لرسول الله صلى الله عليه وآله " بدليل قوله صلى الله عليه وآله أنت اخى في
الدنيا والآخرة وقد تقدم بيانه، وغير ذلك مما يكثر عدده وإذا ثبت له سلامة الباطن
والظاهر، وجب أن يكون أولى بالأمة، ومن كان كذلك، كان أحق بالاتباع بدليل

(1) النساء - 95
(2) المائدة - 55.
184

ان ليس لأحد ظاهر ان يضاهى ظاهره، ولا باطن يضاهى باطنه، فثبت اختصاصه بهما
دون غيره بما لا يدفع لثبوته ظاهرا في محكم آيات الكتاب العزيز، وفى الصحاح
من اخبار الرسول.
وكيف لا يحسد امرئ علم * له على كل هامة (1) قدم
الفصل الحادي والعشرون
في تفسير قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول " (2)
282 - من تفسير الثعلبي، في سورة المجادلة وبالاسناد المقدم، قال الثعلبي
قال مجاهد: نهى عن مناجاة النبي صلى الله عليه وآله حتى يتصدقوا، فلم يناجه الا علي بن أبي طالب
عليه السلام، قدم دينارا فتصدق به، ثم نزلت الرخصة، وقال على صلوات الله
عليه وآله: ان في كتاب الله لاية، ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها إحدى بعدى:
يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة (3).
283 - وقال على صلوات الله عليه: بي، خفف الله عز وجل عن هذه الأمة أمر هذه
الآية، فلم تنزل في أحد قبلي، ولم تنزل في إحدى بعدى (4).
284 - قال: وقال ابن عمر كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام ثلاث، لو كانت لي واحدة
منهن كانت أحب إلى من حمر النعم: تزويجه فاطمة عليها السلام، واعطائه الراية يوم خيبر
وآية النجوى (5).
285 - ومن مناقب الفقيه بن المغازلي الواسطي، وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا
أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبو عمر: محمد بن عباس بن
حيوية الخزاز، اذنا، قال: حدثنا أبو عبيد بن حربويه قال: حدثنا الحسين بن محمد
الزعفراني، قال: حدثنا علي بن عبيد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا

(1) الهامة: الرأس - مجمع البحرين
(2) المجادلة - 12
(3) غاية المرام ص 349 وفيه: قال أبو عمر. نقلا عن الثعلبي.
(4) غاية المرام ص 349 وفيه: قال أبو عمر. نقلا عن الثعلبي.
(5) غاية المرام ص 349 وفيه: قال أبو عمر. نقلا عن الثعلبي.
185

عبيد الله بن عبد الرحمان الأشجعي، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة الثقفي،
عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال لما نزلت:
" يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " (1).
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: كم ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فكم ترى؟
قلت: شعيرة، قال إنك لزهيد، قال: فنزلت: " أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجويكم
صدقات " الآية (2) قال: فبي خفف الله عن الأمة (3)
286 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد، اذنا، قال: أخبرنا عمر
بن عبد الله بن شوذب، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي، قال: حدثنا محمد
بن أبي العوام، قال: حدثنا سعد بن سليمان، قال: حدثنا أبو شهاب، عن ليث، عن
مجاهد، قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام آية في كتاب الله عز وجل، ما عمل بها أحد
من الناس غيري، آية النجوى، كان لي دينار، بعته بعشرة دراهم، فكلما أردت
ان أناجي النبي صلى الله عليه وآله تصدقت بدرهم، ما عمل بها قبلي، ولا بعدى (4).
287 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين، من الجزء الثالث، من اجزاء
ثلاثة، في تفسير سورة المجادلة، وبالاسناد المقدم، قال رزين في تفسير سورة
المجادلة: قال أبو عبد الله البخاري: قوله تعالى: " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين
يدي نجويكم صدقة " (5) نسختها " فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم " (6).
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري وبي،
خفف الله تعالى عن هذه الأمة، أمر هذه الآية (7)

(1) المجا دله - 12
(2) المجادلة: 13
(3) مناقب ابن المغازلي ص 325
(4) مناقب ابن المغازلي ص 326
(5) المجادلة - 12 (6) المجادلة - 13
(7) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 406 مع اختلاف، والروايات في هذا
الباب كثيرة ذكرها السيوطي في الدر المنثور بعدة طرق ج 6 ص 186 وغاية المرام ص
348 نقلا عن نفس المصدر..
186

قال يحيى بن الحسن: اعلم أن في هذه الآية تنويها بذكر أمير المؤمنين عليه السلام
واثباتا لكونها منقبة له خاصة، لان الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل مؤمن طريقا إلى
العمل بهذه الآية الا الأقل، لأنه سبحانه وتعالى ما جعل للصدقة التي تقدم بين يدي نجوى
الرسول صلى الله عليه وآله حدا مقدرا، فيقال: انه يعجز عنه الفقير، ويتأتى ذلك من الموسر،
وإنما جعل ذلك بحسب الامكان على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره بحيث لو أراد
أكثر أقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه، العمل بذلك، لقدروا عليه، ولم يكن ذلك عليهم
متعذر، فترك الكل لاستعمال هذه الآية دليل على أن الله سبحانه وتعالى جعلها منقبة
له خاصة ليتميز بها من غيره.
والدليل على كونها منقبة، انه عليه السلام تمدح بها وبفعلها وبان غيره لم يفعلها بدليل
قوله عليه السلام هذه الآية، ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها إحدى بعدى، وبى خفف
الله تعالى عن هذه الأمة، أمر هذه الآية.
ويزيده بيانا وايضاحا: ان النسخ لحكم هذه الآية إنما حصل عقيب فعل
أمير المؤمنين عليه السلام، فحصوله عقيب فعله، يدل على أنها إنما كانت لاظهار منقبته من
قبل الله تعالى.
ويزيده أيضا بيانا، ان أحدا لا يدعيها لغيره عليه السلام من كافة أهل الاسلام، وحصول
الاجماع عليها من أدل دليل أيضا.
ذي المعالي فليعلون من تعالى * هكذا هكذا والا فلا لا (1)

(1) الشعر للمتنبي لاحظ شرح البرقوقي ج 3 ص 316.
187

الفصل الثاني والعشرون
في قوله تعالى: فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم (1) الآية
288 - من صحيح مسلم، في الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله، في
باب فضائل علي عليه السلام وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد
- وتقاربا في اللفظ - قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال
ما يمنعك ان تسب أبا تراب؟ فقال: اما، ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله، فلن
أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول له، وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له على: يا رسول الله، خلفتني مع النساء
والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى
الا انه لا نبوة بعدى.
وسمعته يوم خيبر، يقول: لأعطين الراية رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه
الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فاتى به أرمد العين، فبصق
في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله على يديه، ولما نزلت هذه الآية: " فقل تعالوا
ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم " دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا
وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي (2).
289 - ومن الجزء المذكور من صحيح مسلم، في آخره على قدر كراسين
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد، - وتقاربا في اللفظ -
- قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد
بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما منعك ان

(1) آل عمران - 61
(2) صحيح مسلم الجزء السابع ص 120 باب فضائل علي بن أبي طالب (ع) وفى
المصدر باسقاط: " بيتي " في آخر الحديث.
188

تسب أبا تراب؟ فقال: اما ما ذكرت ثلاثا، قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله، فلن أسبه،
لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: حين خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي عليه السلام
يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون
من موسى الا أنه لا نبوة بعدى.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا: يحب الله ورسوله، ويحبه الله
ورسوله، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليا، فاتى به أرمد، فبصق في عينيه،
ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
ولما نزلت هذه الآية: " ندع أبنائنا وأبنائكم " دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا، فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي (1).
290 - ومن تفسير الثعلبي، وبالاسناد المقدم، قال: قال مقاتل والكلبي:
لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة، فقالوا له: حتى
نرجع وننظر في أمرنا ونأتيكم غدا، فخلى بعضهم إلى بعض، فقالوا، للعاقب - وكان
ديانهم وذا رأيهم -: يا عبد المسيح، ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى
ان محمدا صلى الله عليه وآله نبي مرسل، ولقد جائكم بالفضل، من أمر صاحبكم، والله ما لا عن
قوم قط نبيا، فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم ذلك، لتهلكن، وان أبيتم
الا تلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل
وانصرفوا إلى بلادكم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد غدا رسول الله صلى الله عليه وآله، متحضنا
الحسن، وآخذا بيد الحسين عليهما السلام، وفاطمة عليها السلام، تمشى خلفه، وعلى خلفها، وهو
يقول لهم: إذا انا دعوت، فامنوا.
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، انى لأرى وجوها لو سئلوا الله ان يزيل

(1) ما نقله هنا موجود في جميع النسخ التي بأيدينا وهو نفس ما نقله آنفا سندا
ومتنا ولم يعلم وجه التكرار ولعله ورد في صحيح مسلم في موضعين أشار إليه في المتن.
189

جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا. فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى
يوم القيامة.
قالوا: يا أبا القاسم، قد رأينا ان لا نلاعنك، وان نترك على دينك، ونثبت على
ديننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فان أبيتم المباهلة فاسلموا، يكن لكم، ما للمسلمين،
وعليكم ما عليهم، فأبوا، فقال: فانى أنابذكم، فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة،
ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا، على أن نؤدى إليك
في كل عام الفي حلة: الف في صفر، والف في رجب. فصالحهم النبي صلى الله عليه وآله على
ذلك، وقال: والذي نفسي بيده، ان العذاب قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا
لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله
حتى الطير على الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا، فقال الله
تعالى: " ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم "
" فان تولوا (اعرضوا عن الايمان) فان الله عليم بالمفسدين " (1) (2).
291 - ومن مناقب ابن المغازلي، الواسطي وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا
محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق، قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، قال: حدثنا بشر بن
مهران قال. حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي سعيد (3)، عن الشعبي، عن
جابر بن عبد الله، قال: قدم وفد نجران على النبي صلى الله عليه وآله: العاقب والطيب، فدعاهما
إلى الاسلام، فقالا. أسلمنا يا محمد قبلك، قال: كذبتما ان شئتما أخبرتكما ما يمنعكما
من الاسلام، قالا. فهات أنبئنا، قال: حب الصليب وشرب الخمر، واكل لحم
الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه ان يغادياه بالغداة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله واخذ

(1) آل عمران: 62 - 63
(2) غاية المرام ص 300 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(3) في المصدر: عن داود بن أبي هند.
190

بيد على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ثم ارسل إليهما فأبيا ان يجيباه وأقرا له
بالخراج، فقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، لو فعلا،
لأمطر الله عليهما الوادي نارا.
قال جابر: فيهم نزلت هذه الآية. " فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم " الآية (1)
قال الشعبي، " أبنائنا ": الحسن والحسين عليهما السلام و " نسائنا ": فاطمة و " أنفسنا ":
علي بن أبي طالب عليهما السلام. (2).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن القرآن العزيز هو مصدق لما تقدم من الكتب
ولولاه، لما كان يلزمنا التصديق بشئ من ذلك، والدليل على أنه هو المصدق
للكتب المتقدمة، قوله سبحانه وتعالى: " مصدقا لما بين يديه وانزل التورية
والإنجيل " (3). قوله تعالى: " مصدقا لما معكم " (4).
ومثله في لفظ الكتاب العزيز، كثير، وبصدق الكتب، صحت دعوى الأنبياء
عليهم السلام، فثبتت نبوتهم، وطريق ذلك كله أنباء الكتاب العزيز، وإذا كان
الكتاب العزيز المصدق لما تقدم من الرسل والكتب، موقوفا تصديقه على القسم
على الله تعالى بعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بدليل قوله سبحانه وتعالى
" فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا
ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " (5).
وقد قيل: ان " الهاء " في قوله تعالى: " فيه " راجعة إلى عيسى عليه السلام وعلى كلا
الوجهين، المباهلة بهم تصدق دعوى النبي صلى الله عليه وآله فقد صار ابطال حجاج أهل نجران
في القرآن الكريم بالقسم على الله بهم. وقد تقدم في الصحاح من الاخبار: انهم
هم الذين ذكرهم الله تعالى، وان قوله تعالى: " أبنائنا ": الحسن والحسين عليهما السلام

(1) آل عمران: 61
(2) مناقب ابن المغازلي ص 263
(3) آل عمران - 3
(4) البقرة: 41
(5) آل عمران: 61.
191

" ونسائنا ": فاطمة عليها السلام، " وأنفسنا ": علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين لان الداعي،
لا يدعو نفسه، وإنما يدعو غيره.
وإذا كان الله تعالى قد جعلهم دليلا على تصديق النبي صلى الله عليه وآله في دعواه، وعلامة
على صدق القرآن العزيز، والقرآن المجيد، هو المصدق لسائر الكتب والأنبياء
عليهم السلام فقد صار القسم بهم عليهم السلام عديلا لكل نبي وكتاب ولو علم الله سبحانه وتعالى
ان إحدى المعجزات الباقية للرسول يقوم مقامهم في تصديقه، وتصديق كتاب الله تعالى
عندهم، لكان قد أتى به، وترك أهل البيت عليهم السلام، لان النبي صلى الله عليه وآله ما يلقى
الجاحدين الا بأبلغ الاعجاز لهم، وأرهب الآيات في قلوبهم. وإذا كان التحدي
لنصارى نجران بالمباهلة بهم عليهم السلام عند جحدهم الكتاب والنبوة، وذلك بوحي من
الله تعالى لان يكون في مقابلة ذلك، تصديق النبي صلى الله عليه وآله وتصديق الكتاب العزيز كان
ذلك أبلغ في التعبد للأمة في الاتباع لهم والاقتداء بهم وما كان أبلغ في التعبد،
كان أوجب في لزوم الحجة وما كان أوجب في لزوم الحجة، كان واجبا مضيقا. لا يسع
الاخلال به، وما تضيق وجوبه، ولم يسع الاخلال به، وجب كوجوب (1) معرفة
الله تعالى، ومعرفة النبي صلى الله عليه وآله بدليل ما تقدم من نظايره من الكتاب العزيز، مما
ذكر في الصحاح من وجوب الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام كوجوب ولاية الله سبحانه
وتعالى، وولاية رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2).
وقد تقدم ذكر اختصاصها به عليه السلام من الصحاح بما لا ريب فيه، وليتأمل ذلك
ففيه كفاية لمتأمل.
[قال] مهيار:
فمن باهل الله أعدائه * فكان الرسول بهم أبهلا
وهذا الكتاب واعجازه * على من وفي بيت من أنزلا

(1) وفى نسخة: لوجوب معرفة الله
(2) المائدة: 55.
192

الفصل الثالث والعشرون
في قوله تعالى: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام الآية (1)
292 - من تفسير الثعلبي: قوله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد
الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ".
وبالاسناد المقدم، قال الثعلبي: قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب
القرضي: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام وعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
وطلحة بن شيبة، وذلك انهم افتخروا، فقال طلحة: انا صاحب البيت، بيدي
مفتاحه، ولو أشاء بت في المسجد، وقال العباس: انا صاحب السقاية والقائم عليها،
ولو أشاء بت في المسجد،
وقال علي عليه السلام ما ادرى ما تقولان، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس، وانا
صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد
الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى
القوم الظالمين " (2).
293 - ومن مناقب الفقيه، ابن المغازلي الشافعي، بالاسناد المقدم، قال:
أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبو عمر: محمد بن
العباس بن حيوية الخزاز، اذنا قال: حدثنا محمد بن حمدويه المروزي، قال:
أخبرنا أبو الموجه، قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل عن عامر، (3)
قال: نزلت هذه الآية: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام " في علي والعباس
عليهما السلام (4).

(1) التوبة: 19
(2) غاية المرام ص 362 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(3) وفى نسخة: عن إسماعيل بن عامر
(4) مناقب ابن المغازلي ص 321.
193

294 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل
النحوي، قال: أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن علي السقطي، قال: حدثنا أبو محمد:
يوسف بن سهل بن الحسين القاضي، قال: أخبرنا الحضرمي، قال: حدثنا هناد بن أبي
زياد، قال: أخبرنا موسى بن عبيدة الربزي، عن عبد الله بن عبيدة الربزي،
قال: قال علي عليه السلام للعباس رضي الله عنه: يا عم، لو هاجرت إلى المدينة، قال:
أولست في أفضل من الهجرة؟ الست اسقى حاج بيت الله؟ وأعمر المسجد الحرام؟
فأنزل الله تبارك وتعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام الآية " (1).
295 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري، في الجزء الثاني
من صحيح النسائي بالاسناد المقدم، قال: حدثنا محمد بن كعب القرضي، قال:
افتخر طلحة من بنى شيبة، من بنى عبد الدار، وعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه،
وعلي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وآله: فقال طلحة بن شيبة: معي مفتاح
البيت، ولو أشاء بت فيه:
وقال العباس: انا صاحب السقاية والقائم عليها، ولو أشاء بت في المسجد،
وقال علي عليه السلام: ما ادرى ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس،
وانا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم
الظالمين " (2).
قال يحيى بن الحسن: إنما ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الآية لموضع التنويه
بذكر أمير المؤمنين عليه السلام، وقطع النظارة له، وان من رام مشابهته لا يقدر ولم يكن

(1) مناقب ابن المغازلي ص 322
(2) غاية المرام ص 362 نقلا عن جمع رزين في الجمع بين الصحاح الستة ناقلا من
صحيح النسائي وذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور ج 3 ص 218.
194

ذلك لغيره، على حد كونه له، لأنه لا يقدر أحد ممن آمن بالله واليوم الآخر، وجاهد
في سبيل الله تعالى ممن عداه ان يفتخر على العباس لموضع نسبه العريق (1)،
وقربه اللصيق، وإن كان أسبق منه إلى الايمان، وأكثر جهادا،
وإنما اتى القديم تعالى بتفضيله في هذه الآية عقيب افتخاره لموضع ما جعل الله
تعالى له من ولاية الأمة، وشركه في ذلك بما وجب له تعالى من ذلك، وما وجب
لرسوله صلى الله عليه وآله بقول: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (2) ولموضع ما جعل النبي صلى الله عليه وآله بقوله: من كنت
مولاه فعلى مولاه، وشهادة عمر عند ذلك، بقول: بخ بخ لك يا بن أبى طالب وقال:
يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وفى الصحاح: مولى كل مؤمن
ومؤمنة.
وعلى كلا الروايتين فكل من كان مؤمنا كان علي عليه السلام مولاه، فمن ثبت له
الايمان، ثبتت له السيادة عليه، ومن لم يثبت له الايمان، فلا حاجة إلى ذكره لموضع
احتقاره.
ويزيده تأكيدا قوله صلى الله عليه وآله: أنت ولى كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
وقوله أيضا: لا يؤدى عنى الا انا أو على.
وقوله صلى الله عليه وآله: على منى وانا من على، بذلك كله وبأمثاله، لا بنفس الايمان
والجهاد، بل بإضافة الايمان والجهاد إلى هذه المراتب المستحقة العلية الشريفة،
بطلت المناظرة والمشابهة، لا بنفس الايمان والجهاد، وإن كان في الايمان، فهو
الأسبق وفى الجهاد فهو الأقوم، الذي لا ينكل ولا يفر، ولا تأخذه في الله تعالى
لومة لائم.
ويزيده ايضاحا وبيانا: ان الله سبحانه وتعالى تمدح بنفي الرؤية عن نفسه،

(1) العرق: أهل الشرف وأهل السلامة في الدين - لسان العرب.
(2) المائدة: 55.
195

وبنفى السنة والنوم عن نفسه، ولم تكن كل واحدة من الصفتين بمفردها مدحة الا
بإضافة صفة أخرى إليها، ألا ترى انه سبحانه وتعالى قال: " لا تدركه الابصار وهو
يدرك الابصار " (1) فبإضافة ادراكه هو تعالى للابصار إلى كونها لا تدركه، صار مدحة
لان الضماير والأكوان والظنون والاعتقادات لا تدركها الابصار، وليس ذلك بمدحة
لها، لأنها مع كونها مدركة، لا تقدر هي ان تدرك غيرها، فلو كانت تدرك هي
شيئا مع كونها لا تدركها الابصار لكانت ممدوحة، وإنما مع كونها هي غير قادرة
على الادراك، لم يكن الادراك لها مما تمدح هي به لعدم ادراكها هي لغيرها.
وكذلك كما تمدح تعالى بنفي السنة والنوم عن نفسه، ففي مخلوقاته ومصنوعاته
من لا تأخذه سنة ولا نوم، وهم الملائكة، لقوله تعالى: " يسبحون الليل والنهار
لا يفترون " (2) فلم يكن نفى السنة والنوم بمفرده مدحة بل قال تعالى: " الله لا إله إلا هو
الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " (3) فبقوله سبحانه وتعالى: " الله لا إله إلا هو
الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " تكملت المدة له، ولم تحصل المدحة للملائكة
بانفرادهم بترك السنة، وتكلمة المدحة للقديم سبحانه وتعالى باجتماع نفى السنة
والنوم إلى كونه لا إله إلا هو الحي القيوم.
وكذلك حال أمير المؤمنين عليه السلام وعمه العباس لأنه قد اكتمل لأمير المؤمنين
عليه السلام مع السبق في الايمان والصدق في الجهاد وبذل الوسع فيه، ما ذكرناه من
المناقب الموجبة للإمامة وماله في غير ما ذكرناه مما قدمناه ومما يأتي له فيما بعد
إن شاء الله تعالى فبذلك كملت له درجة الفضل لا بمجرد الايمان والجهاد، وما ذكره
الله سبحانه وتعالى في الآية مع العباس رضي الله عنه الا لتبيين فضله لمحل العباس
لأنه لو ذكر مع العباس في قرينة الافتخار من غير ذكر علي عليه السلام فضل العباس عليه
لمحله من رسول الله صلى الله عليه وآله ولموضع قول النبي صلى الله عليه وآله فيه: من الثناء والتبجيل، فهو

(1) الانعام: 103
(2) الأنبياء: 20
(3) البقرة: 255.
196

معه كما قال الشاعر:
اما انه لو كان غيرك أرفلت * إليه القنا بالراغبات اللهاذم (1)
الفصل الرابع والعشرون
في قوله صلى الله عليه وآله: " على منى وانا منه "
296 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس،
- عن أبيه -، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لوفد ثقيف حين جاؤه: والله لتسلمن، أو لأبعثن إليكم رجلا
منى، - أو قال: مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليستبين ذراريكم، وليأخذن
أموالكم، قال عمر: فوالله ما اشتهيت الامارة الا يومئذ، جعلت انصب صدري
له رجاء ان يقول: هذا، فالتفت إلى علي عليه السلام فاخذ بيده ثم قال: هو هذا،
هو هذا، مرتين (2).
297 وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي،
حدثنا ابن نمير، حدثنا أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله بعثين اليمن: على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الاخر
خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلى على الناس. وان افترقتم فكل واحد

(1) الأرقال: ضرب من السير، ناقة مرقال أي مسرعة - مجمع البحرين
* القنا: الرمح - مجمع البحرين
* الزغفة: الدرع المحكمة - لسان العرب
* اللهذم: القاطع الماضي من الأسنة - مجمع البحرين
* وفي نسخة:
اما انه لو قال في غيرك أرفلت * إليه القنا بالراغبات اللهاذم
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 593 - ح 1008.
197

منكما على جنده، قال فلقينا بنى زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على
المشركين، وقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية واصطفى علي عليه السلام امرأة من السبي لنفسه.
قال بريده: وكتب يعنى - خالد بن الوليد - إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره بذلك
فلما اتيت النبي صلى الله عليه وآله، وفتحت الكتاب إليه، فقرأ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك بعثتني مع رجل وأمرتني
ان أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقع في علي، فإنه منى
وانا منه، وهو وليكم بعدى (1).
298 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق وعفان المعنى - وهذا حديث عبد الرزاق -
قالا: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن
عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية، وامر عليهم عليا عليه السلام، فأحدث
شيئا في سفره، فتعاقدوا، قال عمران: (2) فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
ان يذكروا امره لرسول الله، صلى الله عليه وآله، قال عمران: وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول
الله صلى الله عليه وآله، فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم، فقال: يا رسول الله،
ان عليا فعل كذا وكذا فاعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، ان عليا فعل
كذا وكذا، فاعرض عنه.
ثم قام الثالث، فقال: يا رسول الله، ان عليا فعل كذا وكذا فاعرض عنه.
ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله ان عليا فعل كذا وكذا، فاعرض عنه، قال:
واقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الرابع وقد تغير وجهه فقال: دعوا عليا، دعوا عليا ان
عليا منى وانا منه، وهو ولى كل مؤمن ومؤمنة بعدى (3)

(1) مسند أحمد بن حنبل الجزء الخامس ص 356
(2) في المصدر: عفان
(3) مسند أحمد الجزء الرابع ص 437.
198

299 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال يحيى بن آدم، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبش بن جنادة
السلولي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: على منى وانا منه
ولا يؤدى عنى الا انا أو على.
قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعته منه؟ قال: موضع كذا وكذا
لا احفظه (1).
300 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثني يحيى بن أبي بكر وابن آدم، يعنى - يحيى - قالا: حدثنا إسرائيل
عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: حدثنا ابن آدم السلولي وكان قد شهد
حجة الوداع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على منى وانا منه ولا يقضى عنى ديني الا انا
أو على، قال ابن آدم: ولا يؤدى عنى الا انا أو على (2).
301 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني
من سمع من أبى عوف، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا زكريا بن عبد الله
الصهباني، عن عبد المؤمن (3)، عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب عليه السلام،
قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدني في حائط نائما، فضربني برجله، وقال: قم
فوالله لأرضينك. أنت اخى وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو
في كنز الله ومن مات على عهدك، فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك يختم
الله له بالأمن والايمان، ما طلعت شمس أو غربت (4).
302 - قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان مطير (5)، يذكر:

1 - مسند أحمد بن حنبل الجزء الرابع ص 165
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 594 ح 1010
(3) وفى نسخة: عن عبد الله المؤمن
(4) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 656 ح 1118
(5) وفى المصدر: مطين.
199

ان علي بن الحكيم الأودي، حدثهم، قال: حدثنا حيان بن علي (1)، عن محمد
بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: لما قتل علي عليه السلام أصحاب
الألوية يوم أحد، قال جبرئيل عليه السلام: يا رسول الله، ان هذه لهى المواساة، فقال له النبي
صلى الله عليه وآله وسلم: انه منى وانا منه، قال جبرئيل عليه السلام: وانا منكما
يا رسول الله (2).
303 - قال: وكتب إلينا محمد بن عبد الله، يذكر: ان سويد بن سعيد حدثهم
قال: حدثنا عمرو بن ثابت، - عن محمد بن عبيد -، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن
أبيه، عن علي عليه السلام قال: لما كان يوم أحد، وفر الناس فقلت: ما كان النبي صلى الله عليه وآله
ليفر فحملت على القوم فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وآله فقال جبرئيل عليه السلام: ان هذه لهى
المواساة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: انه منى وانا منه، فقال جبرئيل عليه السلام وانا
منكما (3).
304 - قال: وكتب إلينا أبو جعفر الحضرمي، قال: حدثنا جندب بن
والق (4) قال حدثنا محمد بن عمر، عن عباد الكلبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن حسين بن علي عليه السلام، عن أمه فاطمة
بنت رسول الله عليهم السلام، قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله عشية عرفة فقال:
ان الله عز وجل باهى بكم وغفر لكم عامة، لعلى خاصة وانى رسول الله الله إليكم جميعا،
غير محاب لقرابتي، ان السعيد كل السعيد حق السعيد، من أحب عليا في حياته
وبعد موته. (5).
305 - ومن الجزء الرابع من صحيح البخاري من اجزاء ثمانية في ثلثه الأخير

(1) في المصدر: جنان بن علي
(2) فضائل الصحابة لابن جنبل ج 2 ص 656 - ح 1119
(3) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 657 - ح 1120
(4) في المصدر: جندل بن والق
(5) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 658 ح 1121.
200

في باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام، وبالاسناد المقدم، قال البخاري: وقال عمر:
توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عنه راض، وقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى
عليه السلام: أنت منى وانا منك (1).
306 - ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري في رابع كراس من أوله
وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن البراء، قال: لما اعتمر النبي صلى الله عليه وآله في ذي القعدة، فأبى
أهل مكة ان يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا
الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضانا عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: لا نقر بهذا، لو نعلم أنك
رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله فقال: انا رسول الله
وانا محمد بن عبد الله، ثم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: امح " رسول الله "، قال:
علي (ع) لا، والله، لا أمحوك ابدا، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الكتاب وليس يحسن
يكتب، فكتب: هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد الله: لا يدخل مكة مع السلاح الا
السيف في القراب، وان لا يخرج من أهلها بأحد ان أراد ان يتبعه، وان لا يمنع من
أصحابه أحدا ان أراد ان يقيم بها، فلما دخلها ومضى الاجل، اتوا عليا (ع) فقالوا
قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الاجل، فخرج النبي صلى الله عليه وآله فتبعته ابنة عمه: حمزة
ننادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي (ع) فاخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة
عمك، فحملتا، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر.
فقال علي عليه السلام: انا اخذتها وهي ابنة عمى، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها
تحتي، وقال زيد: بنت اخى (2) فقضى بها النبي صلى الله عليه وآله لخالتها وقال: الخالة
بمنزلة الام.
وقال لعلي (ع): أنت مني وانا منك. وقال لجعفر: اشبهت خلقي وخلقي.

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 18 باب مناقب علي بن أبي طالب (ع)
(2) هما صارا أخوين يوم المواخاة.
201

وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا، قال علي (ع): الا تتزوج بنت حمزة؟ قال:
انها بنت اخى من الرضاعة، (1).
307 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي، وبالاسناد قال: أخبرنا
أبو الحسن: محمد بن محمد بن مخلد البزاز (2)، بقرائتي عليه، فأقربه، قلت له:
حدثكم أبو بكر: أحمد بن عبيد بن فضل بن سهل بن بيرى، سنة أربع وتسعين وثلاث
مائة قال حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر، قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا
يزيد بن هارون، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: علي مني وانا منه ولا يؤدى عني الا
انا أو علي. (3)
308 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب،
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني إسماعيل
بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا شريك وقيس
عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: علي مني وانا منه. (4)
309 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا علي بن عمر، قال حدثني أبي، قال: حدثنا
محمد بن الحسين الزعفراني العدل، قال: حدثنا أحمد بن محمد (5) بن البراء: ان
معافى بن سليمان حدثهم، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن
عبد الله بن قسيط، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اما أنت

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 141 باب عمرة القضاء
(2) في المصدر: البزار
(3) مناقب ابن المغازلي ص 221 وفيه: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
(4) مناقب ابن المغازلي ص 222
(5) في المصدر: ان محمد بن أحمد.
202

يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وانا منك (1)
310 - وبالاسناد المقدم، قال: وحدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال:
حدثنا جعفر بن محمد: أبو يحيى، حدثنا علي بن الحسين البزار، وموسى بن محمد
البجلي، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله،
عن عمران بن حصين: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي
ان عليا مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (2)
311 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان،
قال: حدثنا أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، اذنا، قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين الصوفي، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا
أبي، قال حدثنا الأجلح، عن ابن بريدة، عن أبيه: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: يا بريدة،
لا تبغض عليا، فان عليا مني وانا منه (3).
312 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري،
قال: أخبرنا أبو حفص: عمر بن شاهين، اذنا قال: حدثنا جعفر بن محمد بن العباس
قال: حدثنا إسماعيل - ابن موسى ابن بنت السدى - قال: حدثنا شريك، عن أبي
إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني وانا من علي، قال:
وقال صلى الله عليه وآله لا يؤدى عني الا انا أو علي (4)
313 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال:
أخبرنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، اذنا، قال: حدثنا يوسف بن الضحاك،
قال: حدثنا إسماعيل بن موسى - ابن بنت السدى - قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق،

(1) مناقب ابن المغازلي ص 224
(2) مناقب ابن المغازلي ص 224 وفيه: ما تريدون منى، ثلاث مرات
(3) مناقب ابن المغازلي ص 225 وفيه: قال له: يا بريد لا تسب عليا
(4) مناقب ابن المغازلي ص 226.
203

عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني وانا من علي ولا يؤدى
عني الا علي (1)
314 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال:
أخبرنا محمد بن المظفر بن الحافظ، إجازة، قال: حدثنا محمد بن سليمان
الباغندي، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق،
عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام أنت مني وانا منك
ولا يؤدى عني الا انا أو أنت (2)
315 - وبالاسناد المقدم،: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا
أبو الحسين: [أحمد بن محمد بن المظفر الحافظ إجازة] (3) قال: حدثنا محمد بن
سليمان الباغندي، قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا عبيد الله بن
موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، ان النبي صلى الله عليه وآله قال
لعلي عليه السلام: أنت مني وانا منك. (4)
316 - قال: وكتب إلى محمد بن علي بن الحسن العلوي يخبرني ان أبا الحسن:
أحمد بن محمد بن عمران اخبرهم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا
أبو الربيع الزهراني، حدثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن
الحصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي مني وانا منه وهو
ولي كل مؤمن بعدي (5).
317 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني في

(1) مناقب ابن المغازلي ص 227
(2) مناقب ابن المغازلي ص 227
(3) ما بين المعقوفتين ليس في المصدر
(4) مناقب ابن المغازلي ص 228
(5) مناقب ابن المغازلي ص 229 - وفيه باسقاط - محمد - في أحمد بن محمد
بن عمران.
204

باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام، وبالاسناد المقدم، قال: قال عمر بن الخطاب:
توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنه راض، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنت مني وانا منك (1).
318 - ومن الباب أيضا وبالاسناد المقدم من سنن أبي داود وصحيح الترمذي
قال: عن عمران بن الحصين، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جيشا واستعمل عليهم عليا
عليه السلام، فلما غنموا، أصاب علي عليه السلام من السبي جارية، فتعاقدوا ان يخبروا رسول الله
صلى الله عليه وآله، فلما أخبروا، اعرض عنهم، ثم اقبل عليهم، والغضب يعرف في وجهه، فقال:
ما تريدون من علي؟ ان عليا مني وانا منه (2).
319 - ويليه من الباب أيضا، وبالاسناد المقدم، من سنن أبي داود، وصحيح
الترمذي، قال: عن أبي جنادة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي مني وانا من علي،
ولا يؤدى عني الا انا أو علي (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم، ان " من " فيها أربعة أوجه: تكون لابتداء الغاية،
وتكون للتبعيض، وتكون زائدة وتكون لتبيين الجنس.
فاما كونها لابتداء الغاية: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " سبحان الذي اسرى
بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " (4) يريد سبحانه وتعالى: ان
ابتداء سيره من المسجد الحرام وانتهاء غاية سيره إلى المسجد الأقصى.
واما كونها للتبعيض: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها " (5). يريد تعالى: اخذ البعض من أموالهم ما يطهر به الباقي
ويزكيه، أي يزيده لان الزكاة في لغة العرب: هي عبارة عن النماء.

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 18 باب مناقب علي بن أبي طالب (ع).
(2) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 622 كتاب المناقب
(3) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 636 كتاب المناقب
(4) الاسرى: 1
(5) التوبة: 103.
205

واما كونها زائدة: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " ما علمت لكم مناله غيري " (1)
أي ما لكم اله غيره، لان معنى الزائد: انه إذا حذف، لم يتغير الكلام ومع حذف
هذه " من " صح اخلاص التوحيد.
واما كونها لتبيين الجنس: فمثل قوله سبحانه وتعالى: " فاجتنبوا الرجس
من الأوثان " (2) فنهى في لفظ الآية بفحوى الخطاب عن الرجس كافة ثم قال
تعالى مبينا لما ورد النهى عنه، فقال: " من الأوثان " فبين الجنس المنهى عنه من دون
غيره في تلك الحال، فإذا ثبت ذلك فقول النبي صلى الله عليه وآله: على منى وانا منه، لا يخلو
ان يراد بلفظة " من " أحد هذه الأقسام الأربعة، فنقول: اما ابتداء الآية: وهو الوجه
الأول فلا يجوز أن يكون مراده صلى الله عليه وآله، لأنه إذا كان ابتداء غاية علي عليه السلام من ابتداء
غاية النبي صلى الله عليه وآله، فكيف يجوز العكس في الكلام بعد الطرد بقوله صلى الله عليه وآله: وانا من
على، لأنه يجب أن يكون ابتداء غاية النبي صلى الله عليه وآله من ابتداء غاية علي
عليه السلام وهذا متناقض.
واما الوجه الثاني - وهو كونها للتبعيض، فلا يجوز أن يكون مراده صلى الله عليه وآله
لأنه ليس بجزء من علي، ولا علي عليه السلام جزء منه، وهذا معلوم ضرورة، ولا
يحتاج إلى دليل.
واما الوجه الثالث - وهو كونها زائدة، فلا يجوز أن يكون مراده صلى الله عليه وآله لان
معنى الزائدة إذا حذفتها لم يتغير الكلام، وهذه " من " إذا حذفت من أحدهما تغير
الكلام والمعنى، لأنها إذا حذفت صار الكلام تقديره: على انا وانا على وهذا
ما لا يقوله عاقل.
واما الوجه الرابع - وهو كونها لتبيين الجنس، فهو المراد بقوله صلى الله عليه وآله، من
دون سائر الأقسام فيكون قوله صلى الله عليه وآله: " مني ": من جنسي في التبليغ والأداء ووجوب
فرض الطاعة، لان النبي صلى الله عليه وآله نبي وامام، كما قال تعالى لإبراهيم عليه السلام " اني

(1) القصص: 39
(2) الحج: 30.
206

جاعلك للناس إماما " (1) مع كونه نبيا من اولي العزم، فصار استحقاق الإمامة له
كاستحقاق النبوة للنبي صلى الله عليه وآله لان جنس طريق الاستحقاق واحدة. وهو سؤال
إبراهيم (ع) (2) لأنه سأل الإمامة لذريته، فقال له تعالى: " لا ينال عهدي الظالمين " (3)
فقال: ومن الظالم؟ فقال: من عبد الأصنام، بدليل قوله تعالى: " ان الشرك لظلم عظيم " (4)
فسأل عند ذلك الاعفاء له ولذريته من ذلك، فقال: " واجنبني وبني ان نعبد الأصنام " (5)
وقد تقدم الكلام علي ذلك مستوفى، فلا وجه لإعادته.
ويزيده اعظاما في تفخيم امره عليه السلام قوله صلى الله عليه وآله: وانا منه، لأنه لو اطلق
اللفظ بقوله على مني. واقتصر على ذلك، لاحتمل وجوها من التأويل وإنما، لما
قال له: وأنا منه، دل على تعظيم القصة، وانه ما أراد، الا الجنس المستحق به
الإمامة.
ومما يوضح ذلك ويزيده بيانا وانه الوجه المقصود به دون ما عداه، ان له
قرينتين في لفظ الخبر، تدلان على صحة هذا التأويل وهما قوله صلى الله عليه وآله: ولا يؤدى
عني الا انا أو علي وقوله صلى الله عليه وآله: على مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدى، وهاتان
القرينتان من أدل دليل على أن مراده صلى الله عليه وآله بقوله: مني وانا منه: استحقاق الإمامة
بعده، لأنه لا يؤدى عن النبي صلى الله عليه وآله الا الامام المفروض الطاعة، فلا يكون ولي المؤمنين
بعده الا الامام المنصوب لاستحقاق الولاء من الأمة، وهاتان الرتبتان (6)، قد تقدم
ذكر اختصاصه بهما من قول الله سبحانه وتعالى الذي هو أصل كل دليل واعتماد
كل تأويل وهو قوله سبحانه وتعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " الآية
إلى آخرها (7). واختصاصها به دون غيره، بما قد تقدم ذكره من الصحاح، فهذا

(1) البقرة 124
(2) وفي نسخه: وهو سؤال إبراهيم (ع) لهما
(3) البقرة: 124
(4) لقمان: 13
(5) إبراهيم: 35
(6) في نسخة: المرتبتان
(7) المائدة: 55.
207

في ذكر الولاء من الخبر.
واما ذكر الأداء في الخبر، فقوله سبحانه وتعالى في استرجاع سورة " براءة "
لا يؤديها الا أنت أو من هو منك، فخصصه بذلك، واسترجعها منه، وسلمها إليه،
فأداها على المواسم، وقد تقدم ذكر ذلك واختصاصه به مستوفى، فدل على أن
الجنسية في الخبر: هي جنسية الأداء والولاء وهما لا يكونا الا لمستحق الإمامة دون
غيره، وقول النبي صلى الله عليه وآله على مني، لم يكن من قبل نفسه، وإنما هو بوحي سابق
لذلك وهو قوله سبحانه وتعالى: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " (1)
والذي على بينة من ربه: هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والشاهد الذي يتلوه منه:
علي بن أبي طالب عليه السلام.
320 - يدل على ذلك ما ذكره الثعلبي بالاسناد المقدم في تفسير هذه الآية،
قال: اخبرني أبو عبد الله القارى، أخبرنا القاضي: أبو القاسم النصيبي، حدثنا أبو بكر
السبيعي، حدثنا علي بن محمد الدهان والحسن، عن حيان، (2) عن الكلبي، عن
أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه " قال علي خاصة. (3)
321 - وبه عن الشعبي (4)، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي
عن الحسين بن الحكم، حدثنا إسماعيل بن صبيح، حدثنا أبو الجارود: حبيب بن
يسار، عن زاذان، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة،
لو كسرت لي الوسادة، يقول: لو ثنيت لي وسادة، فأجلست عليها، لحكمت بين أهل

(1) هود: 17
(2) وفي نسخة: والحسن بن حيان وفي غاية المرام: والحسين عن حيان
(3) غاية المرام ص 360 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(4) في غاية المرام: الثعلبي عن السبيعي.
208

التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين
أهل الفرقان بفرقانهم، فوالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما من رجل من قريش،
الا وقد نزلت فيه الآية والآيتان.
فقال له رجل: فأنت أيش، نزل فيك؟ فقال علي (ع): اما تقرأ الآية التي
في " هود "؟ " ويتلوه شاهد منه " (1).
فان قيل: فما المانع أن يكون المراد بها الوجه؟ وهو ابتداء الغاية،
لان أصل علي من أصل النبي عليهما صلوات الله وسلامه فقد انتظم اللفظ والمعنى جميعا
قلنا: الجواب عن ذلك، انه لو كان المراد به الأصل من دون قرينة أخرى
لوجب ان يشاركه في ذلك جميع بني عبد المطلب من كان منهم عابدا للأصنام ومن
لم يكن كذلك، فكان اختصاصه بذلك دونهم غير صحيح، فثبت انه لا بد من قرينة
أخرى مضافة إلى ممازجة الأصل مما يدل على اختصاصه بالإمامة دون غيره.
يشهد بصحة هذا التأويل ما قدمناه في باب ذكر الوصية وباب ذكر الخلافة،
وهو ما ذكرناه من مسند ابن حنبل بطريقه ورجاله، يرفعه إلى سلمان الفارسي
رضي الله عنه قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
كنت انا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل ان يخلق الله عز وجل آدم
عليه السلام بأربعة عشر الف عام، فلما خلق الله آدم عليه السلام قسم ذلك النور جزئين: فجزء
انا وجزء علي (2).
وذكرناه من طريق ابن المغازلي، رفعه إلى سلمان الفارسي وزاد فيه: حتى
افترقنا من صلب عبد المطلب ففي النبوة، وفي علي الخلافة (3) وذكرناه أيضا من كتاب
الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الخاء عن سلمان أيضا بمثله على السواء.

(1) هود: 17 لاحظ غاية المرام: ص 360 نقلا عن الثعلبي في تفسيره.
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 662 ح 1130
(3) مناقب ابن المغازلي ص 87.
209

وذكره أيضا الفقيه المغازلي من طريق آخر وقال: حتى قسمه جزئين، فجعل
جزءا في صلب عبد الله وجزءا في صلب أبي طالب فأخرجني نبيا واخرج عليا وصيا (1)
وقد تقدم ذكر الأولين في باب ما كنى عنه عليه السلام بلفظ الخلافة، والخبر الأخير ذكرناه في
باب الوصية بطرقها الا أنه قال: قبل ان يخلق آدم بألف عام أعني ابن المغازلي فان أراد
ب‍ " من " ابتداء الغاية فهذا هو المراد بأصلهما وهو راجع إلى تبيين الجنس دون
الاقتصار على صريح النسب وهو الذي قصدناه وبينا انه وجه الاختصاص فثبت بذلك
ما أردناه ولله المنة.
[قال] الكميت:
ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب
ونعم طبيب الداء من أمر أمة * تواكلها ذو الطب والمطبب
الفصل الخامس والعشرون
في قوله صلى الله عليه و آله وسلم لعلي عليه السلام:
ان فيك مثلا من عيسى بن مريم عليهما السلام
322 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال حدثني أبي، قال: حدثني يحيى بن آدم قال: حدثنا مالك بن مغول،
عن أكيل، عن الشعبي، قال: لقيت علقمة فقال: أتدري ما مثل على في هذه الأمة؟ قال
قلت وما مثله قال: مثل عيسى بن مريم عليهما السلام أحبه قوم حتى هلكوا في حبه وابغضه قوم
حتى هلكوا في بغضه (2)
323 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا شريح عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال
حدثنا شريح (3) بن يونس والحسن (4) بن عرفة قالا: حدثنا أبو حفص الابار، عن

(1) مناقب ابن المغازلي ص 89
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 575 ح 974
(3) في المصدر: شريج - وكذا فيما يأتي
(4) وفي نسخة: والحسين بن عرفة.
210

الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن خصيرة عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ،
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي ان فيك مثلا من عيسى، أبغضته
اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له، قال: وقال
علي عليه السلام يهلك في رجلان محب يقرظني (1) بما ليس في ومبغض يحمله شنئاني
على أن يبهتني، " لفظ شريح بن يونس " (2).
324 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني
أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال:
أبو غيلان الشيباني، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن خصيرة عن أبي صادق،
عن ربيعة بن ناجذ، عن علي (ع) قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن فيك مثلا من
عيسى أبغضته يهود خيبر حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي
ليس له، ألا وانه يهلك في اثنان: محب يقرظني بما ليس في ومبغض يحمله شنئاني على أن
يبهتني، الا وانى لست بنبي ولا يوحى إلى ولكني اعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله
ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم (3).
325 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت
في كتاب أبي بخط يده وأظنني قد سمعته منه، حدثنا وكيع، عن شريك، عن عثمان
بن اليقظان، عن زاذان، عن علي عليه السلام قال: مثلي في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم
عليهما السلام، أحبته طائفة. فافرطت في حبه فهلكت وأبغضته طائفة. فافرطت في بغضه
فهلكت، وأحبته طائفة فاقتصدت في حبه فنجت (4).
326 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا

(1) التقريظ: مدح الانسان وهو حي - لسان العرب
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 639 - ح 1087
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 160
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 600 ح 1025.
211

حدثنا هيثم قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة، قال: حدثنا يحيى بن أبي يعلى،
عن الحسن بن صالح بن حي وجعفر بن زياد بن الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن
أبي البختري، عن علي عليه السلام قال: يهلك في رجلان محب مفرط ومبغض مفرط (1).
327 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني
أبي، قال: حدثنا وكيع، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، قال سمعت عليا عليه السلام
يقول: يهلك في رجلان محب مفرط غال، ومبغض قال (2).
328 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الحسن بن الحراني (3) قال: حدثنا أبو جعفر النفيلي، قال: حدثنا ابن زياد الثقفي،
عن السدى قال: قال علي عليه السلام اللهم العن كل محب لنا غال وكل مبغض لنا قال (4)
329 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري
أو عن عبد الله بن سلمة - شك الأعمش - قال: قال علي عليه السلام يهلك في رجلان محب
مفرط، ومبغض مفتر (5).
330 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي الصباح (6) عن أبي السوار، قال: قال علي عليه السلام
ليحبني قوم حتى يدخل النار في حبي، وليبغضني قوم حتى يدخل النار في بغضي (7).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 672 - ح 1147 وفيه في آخر الحديث
ومبغض مفتر.
(2) قليته قلى وقلاء ومقلية أبغضته وكرهته غاية الكراهة فتركته - لسان العرب.
فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 ص 571 ح 964.
(3) وفي المصدر: حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 666 - ح 1136
(5) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 565 - ح 951
(6) في المصدر: عن أبي التياح
(7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 565 - ح 952.
212

331 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي، بالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد
بن القاسم (1) قال: حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: حدثنا أبو غسان: مالك بن إسماعيل،
قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن الخصيرة، عن أبي صادق عن
أبي ربيعة بن ناجذ، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي، ان الله جعل
فيك مثلا من عيسى بن مريم عليه السلام، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى
حتى ادعوا فيه ما ليس له بحق، الا وانه يهلك في محبب مفرط مطر (2) يقرظني
بما ليس في، ومبغض مفتر يحمله شنئاني ان يبهتني، ألا وانى لست بنبي ولا يوحى
إلى ولكن اعمل بكتاب الله ما استطعت، فما أمرتكم به من طاعة الله عز وجل فواجب
عليكم وعلى غيركم طاعتي فيه فيما أحببتم أو كرهتم (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أنه قد جعل الناس في امره ثلاث مراتب.
قوما أفرطوا في حبه، فهلكوا، وقوما أفرطوا في بغضه فهلكوا ودخلوا النار،
وقوما اقتصدوا في حبه فنجوا.
اما الطائفة التي أفرطت في حبه، فهم النصيرية: وهم الذين يعتقدون انه اله
الخلق الذي يحيى ويميت ويرزق، وما ذلك الا لشئ عاينوه من أفعاله الباهرة التي
يريد الله تعالى بها (4) تصديق الأنبياء عليهم السلام، ثم الأوصياء عليهم السلام، ليصح بها
صدق الأنبياء في ادعاء النبوة، وصدق الأوصياء في ادعاء الخلافة، فلما أهملوا وظيفة
النظر في الدليل، كان ذلك سببا لهلاكهم، فضلوا وهلكوا حيث شبهوا الصانع
بالمصنوع والرب بالمربوب.
واما الطائفة الذين أبغضوه، فهلكوا وادخلوا النار فهم الذين نصبوا له العداوة

(1) وفي نسخة: روى هذا الحديث مسندا عن مسند أحمد بن حنبل
(2) أطرى فلان فلانا إذا مدحه بما ليس فيه - لسان العرب
(3) مناقب ابن المغازلي ص 71 مع اختلاف في المتن ومسند أحمد الجزء الأول
ص 160 - مع اختلاف قليل سندا ومتنا.
(4) وفي نسخة: التي يؤيد الله تعالى بها الأنبياء.
213

وحاربوه ودفعوه عن مقامه الذي جعل الله له وجعله له رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن ذلك قوله
تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة " الآية (1)
وقد تقدم اختصاصها به عليه السلام، قوله تعالى: " فمن حاجك فيه من بعد ما جائك
من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم " (2).
فجعله نفس نبيه صلى الله عليه وآله، فمن حاربه أو سبه أو دفعه عن مقام الولاء، فقد فعل
ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله من حيث كان الولاء لهما على حد واحد، وكانا نفسا واحدة
بما قد نطق به الكتاب العزيز، ومن قول النبي صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقوله صلى الله عليه وآله أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
وبقوله صلى الله عليه وآله أنت ولي كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
وبقوله صلى الله عليه وآله علي مني وأنا من علي، ولا يؤدى عني الا انا أو علي. وغير ذلك
في الكتاب العزيز وفي الصحاح من الاخبار.
وقد تقدم بيان ذلك وطرقه، فلا معنى لإعادته، فلذلك أورد الله سبحانه وتعالى:
النار من حاده وحاربه ودفعه عن مقامه، ولقوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام حربك حربي، وسلمك
سلمي، وقوله سبحانه وتعالى: " ان الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين (3)
فلمجموع هذه الأمور قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ان فيك مثلا من عيسى بن مريم، ثم
فسره تفسيرا بجعل العين واحدة، فقال: أحبته النصارى حتى اتخذوه الها، وهو معنى
قوله صلى الله عليه وآله حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه.
فقوم ادعوه الها (4)، وقوم جعلوه ولد ربه (5) وهذا أعظم الافتراء وأقبح
القذف، وهذه حالة لم تجر لاحد من البشر الا لعيسى وعلي عليهما السلام، ولم يكن

(1) المائدة - 55
(2) آل عمران - 61
(3) المجادلة - 20
(4) وفي نسخة: اتخذوه الها
(5) وفي نسخة: جعلوه ولد زنوة وفي أخرى: ولد زنية.
214

ذلك الا لما اتيا به من الآيات الموجبة للنبوة والإمامة ولاهمال النصارى والنصيرية لعنهما
الله. ما وجب عليهما من حقيقة النظر في أمر النبوة والإمامة.
ومنه أيضا قوله تعالى: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون.
وقالوا آلهتنا خير أم هو " (1) لأنه صلى الله عليه وآله لما قال هذه المقالة في علي عليه السلام عظم على قومه
وقالوا: عيسى خبر بالأمس، كنا نتخذه الها، فذكر الله تعالى القصة وقال: " ولو نشاء
لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون " (2) فذكر تعالى ان لفظ الاستخلاف لعلي
عليه السلام بدليل قوله تعالى: " منكم ".
واما المقتصدة من الفرق فهي التي جعلت عيسى عليه السلام نبيا، وجعلت عليا عليه السلام
إماما، ولم تتعد بهما ما جعله الله تعالى لهما.
[قال] مهيار:
واحق بالتمييز عند محمد * من كان سامى منكبيه راقيا
وأبرهم من كان عنه موقيا * حوباءه (3) من فوق الفراش وفاديا (4)
الفصل السادس والعشرون
في قوله صلى الله عليه وآله لعلي (ع): لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق
332 - من مسند ابن حنبل، بالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
عن أبيه، قال: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش، عن عدى بن ثابت، عن زربن حبيش،
عن علي عليه السلام قال: عهد النبي صلى الله عليه وآله إلي: انه لا يحبك الا مؤمن: ولا يبغضك الا منافق (1)
333 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني

(1) الزخرف - 57 - 58
(2) الزخرف - 60
(3) الحوب: النفس - لسان العرب
(4) ديوان مهيار الديلمي ج 2 ص 201
(5) مسند أحمد الجزء الأول ص 127 وفضائل الصحابة ج 2 ص 563 - ح 948.
215

أبى، قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري، قال: إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا عليه السلام (1).
334 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
علي بن مسلم، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا محمد بن علي السلمى
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: ما كنا نعرف منافقينا
معشر الأنصار الا ببغضهم عليا عليه السلام (2).
335 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن عباد، قال حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي نصر:
عبد الله بن عبد الرحمان، عن مساور الحميري، عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة
فسمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق (3).
336 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الهيثم بن خلف، قال قال: حدثنا عبد الملك بن عبد ربه أبو إسحاق الطائي، قال:
حدثنا معاوية بن عمار، عن أبي الزبير قال: قلت لجابر كيف كان على فيكم؟ قال
ذلك من خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم إياه (4).
337 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة وسمعته انا من عثمان بن محمد، قال: حدثنا
محمد بن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمان أبى نصر، قال: حدثنا مساور الحميري،
عن أمه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى عليه السلام لا يبغضك
مؤمن ولا يحبك منافق (5).

(1) فضائل الصحابة ج 2 ص 579 - ح 979
(2) فضائل الصحابة ج 2 ص 639 ح - 1086
(3) فضائل الصحابة ج 2 ص 619 - ح 1059
(4) فضائل الصحابة ج 2 ص 671 - ح 1146
(5) مسند أحمد الجزء السادس ص 292.
216

338 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا سعيد بن محمد الوراق، عن علي بن حيرون (1) قال: سمعت
أبا مريم الثقفي، يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
لعلى (ع) يا علي، طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب
فيك (2).
339 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن زنجويه القطان، حدثنا هشام بن عمار الدمشقي، قال: حدثنا أسد، عن
الحجاج بن أرطأة، عن عطية العوفي قال: حدثنا أبو سعيد الخدري قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله من أبغضنا أهل البيت فهو منافق (3).
340 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الفضل بن الحباب البصري بالبصرة، قال: حدثنا القعنبي: عبد الله بن مسلمة، قال:
حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، - وهو ابن الزبير -: ان رجلا وقع في
علي بن أبي طالب عليه السلام بمحضر من عمر، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، فلا تذكر عليا
الا بخير فإنك أبغضته آذيت هذا في قبره (4).
341 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن عدى بن ثابت الأنصاري
عن زربن حبيش، قال: قال علي عليه السلام والله انه لمما عهد إلى النبي الأمي صلى الله عليه وآله انه
لا يبغضني الا منافق، ولا يحبني الا مؤمن (5).

(1) في المصدر: حذور. وفى نسخة خيرون
(2) فضائل الصحابة ج 2 ص 680 - ح 1162
(3) فضائل الصحابة ج 2 ص 661 - ح 1126
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 641 - ح 1089
(5) مسند أحمد الجزء الأول ص 84 وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 570 ح 961.
217

342 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي، الحديث التاسع من مسند
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من افراد مسلم بالاسناد المقدم قال: عن زربن حبيش
قال: قال علي عليه السلام والذي فلق الحبة وبرئ النسمة انه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله إلى:
لا يحبني الا مؤمن، ولا يبغضني الا منافق (1).
343 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني
على حد ثلثيه في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من سنن أبي داود
السجستاني، وبالاسناد المقدم قال عن أبي سعيد الخدري - رحمة الله عليه - قال:
انا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام (2).
344 - ومن الباب أيضا من صحيح البخاري عن أم سلمة رضي الله عنها بالاسناد
المقدم قال: قالت أم سلمة قال النبي صلى الله عليه وآله لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن (3)
345 - ويليه من الباب أيضا من صحيح أبى داود وهو كتاب السنن عن زربن
بن حبيش قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة انه لعهد النبي
الأمي صلى الله عليه وآله إلى أنه لا يحبني الا مؤمن، ولا يبغضني الا منافق (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن المنافق قد أخبر الله سبحانه بحاله في الآخرة
وجعله أكثر أهل النار عذابا فقال سبحانه وتعالى " ان المنافقين في الدرك الأسفل
من النار (5) وإذا كان حب علي عليه السلام علامة على كون محبه مؤمنا وبغضه علامة على كون
مبغضه منافقا فقد اتضح لنا طريق الجنة بدليل صحيح من قبل النبي صلى الله عليه وآله الذي قال
الله تعالى في حقه: " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى " (6).
وطريق النار أيضا من قبل الله سبحانه وتعالى من حيث جعل ما اتى به رسول

(1) صحيح مسلم الجزء الأول كتاب الايمان ص 60
(2) غاية المرام ص 610
(3) غاية المرام ص 610
(4) غاية المرام ص 611
(5) النساء - 145
(6) النجم 4 - 3.
218

الله صلى الله عليه وآله ونطق به بوحيه تعالى وقال تعالى له صلى الله عليه وآله " ان اتبع الا ما يوحى إلى " (1).
فلما أثبت سبحانه وتعالى ان قول رسول الله صلى الله عليه وآله بوحي منه تعالى قال تعالى
عز وجل " وما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " (2) يدل على أن حبه
يدخل الجنة، لان علامة الايمان حبه على ما قد بيناه من هذه الأحاديث كما دل بغضه
على أن مبغضه يكون منافقا ومع كونه منافقا فهو في الدرك الأسفل من النار.
فقد ثبت ان أحدنا يعلم في حال الدنيا أهو من أهل الجنة أو هو من أهل النار.
بدليل صادق لا يحتمله التوسع ولا المجاز، فصار ذلك حقيقة في طريق الهداية
والضلال بما قد تضمنه القرآن المجيد الصريح والخبر المتواتر الصحيح.
وهذا غاية في وجوب الاقتداء ونهاية في خلوص الاصطفاء، ثم لم تكن محبته
طريق الهداية الا عن أصل صحيح وهوان الله تعالى يحبه ورسوله صلى الله عليه وآله يحبه أيضا،
فلذلك أمرنا بمحبته (ع)، فمحبة الله له اجتباء، ومحبة الرسول صلى الله عليه وآله له اصطفاء
ومحبة الأمة له اقتداء، ولذلك صار المحجة الواضحة في نجاة التابع والحجة
الموضحة عن ضلال الزايغ.
يدل على صحة ما قلناه قوله تعالى " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه (3)
وهي خاصة فيه فيما يأتي بعد إن شاء الله تعالى، وقول النبي صلى الله عليه وآله: لأعطين الراية
غدا رجلا، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، من غير طريق انها خاصة به، وقد
تقدم ذكر خبر الراية مستوفى فلا معنى بإعادته.
[قال] الكميت:
إلى أي عدل أم إلى أي رأفة * سواهم يؤم الظاعن (4) المتحمل
لأهل العمى فيهم شفاء من العمى * مع النصح لوان النصيحة تقبل (5)

(1) الانعام - 50
(2) الحشر - 7
(3) المائدة - 54
(4) ظعن: سار وارتحل. مجمع البحرين
(5) تنبيه: لا يخفى ان أحاديث هذا الفصل مذكورة في الكتب العامة والخاصة.
219

الفصل السابع والعشرون
في قوله عليه السلام: الصديقون ثلاثة
346 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
قال حدثني أبي، قال: حدثنا ابن نمير وأبو أحمد الزبيري قالا: حدثنا العلاء بن
صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا عليه السلام، يقول:
انا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وآله.
قال ابن نمير في حديثه: وانا الصديق الأكبر لا يقولها بعدى.
قال أبو أحمد: لا يقولها بعدى الا كاذب مفتر، ولقد صليت قبل الناس بسبع
سنين قال أبو أحمد: ولقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين (1).
347 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد، قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمان الأنصاري، قال: حدثنا عمرو بن جميع
عن ابن أبي ليلى، عن أخيه: عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة: حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل ياسين،

ويكفى في ذلك ما ذكره ابن أبي الحديد الجزء الأول من شرحه على النهج البلاغة
من الطبعة المصرية ص 364 القديمة في أربعة اجزاء وفى الجزء الرابع من الطبعة
المحقة لمحمد أبى الفضل إبراهيم في عشر ين جزء ص 83 حيث يقول: وقد اتفقت الأخبار الصحيحة
التي لا ريب فيها عند المحدثين: على أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " لا يبغضك الا منافق
ولا يحبك الا مؤمن ". وفى الجزء السادس أيضا من هذه الطبعة ص 217 في قصة الجمل
رواية أم سلمة تذكر عائشة بهذا الحديث " والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم
من الناس الا وهو خارج من الايمان " فرجعت نادمة ساقطة! قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.
راجع تفصيل ذلك من كتاب الغدير الجزء الثالث من ص 181 - 187.
(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 586 - ح 993.
220

وحزبيل: مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب عليه السلام الثالث وهو أفضلهم (1)
348 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا أبي
، قال: وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي، يذكر ان الحسن بن عبد الرحمان
بنى أبى ليلى المكفوف، حدثهم قال أخبرنا عمرو بن جميع البصري، عن
محمد بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى،
عن أبيه. أبى ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة: حبيب النجار،
مؤمن آل ياسين الذي " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " (2) وحزبيل: مؤمن آل فرعون
الذي قال: " أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله " (3)، وعلي بن أبي طالب الثالث،
وهو أفضلهم (4).
349 - ومن الجزء الثاني من اجزاء اثنين من كتاب الفردوس وهو نصف
الكتاب، تصنيف ابن شيرويه الديلمي في باب الصاد، عن داود بن سلمان قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن آل
فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم (5).
350 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " والسابقون السابقون " (6)
في آخر تفسير هذه الآية ذكر بالاسناد المقدم، قال: وروى عبيد الله بن محمد، عن
العلاء عن منهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا
عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وانا الصديق الأكبر لا يقولها بعدى الا كذاب مفتر،
صليت قبل الناس سبع سنين (7)

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 627 - ح 1072
(2) يس - 20
(3) غافر - 28
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 655 - ح 1117
(5) غاية المرام ص 647 نقلا عن كتاب الفردوس ورواه عن داود بن بلال وهذا
الحديث من النسخة الرضوية
(6) الواقعة - 10
(7) غاية المرام ص 647.
221

351 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي بالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو
الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، سنة ثمان وثلاثين وأربع مأة
قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي، قال:
حدثنا محمد بن يونس، أبو العباس الكريمي، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الرحمان
الأنصاري حدثنا عمرو بن جميع، عن أبي ليلى، عن أخيه: عيسى بن عبد الرحمان
بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة: حبيب بن موسى
النجار: مؤمن آل ياسين، وحزبيل، مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب (ع)
وهو أفضلهم (1).
352 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الوهاب اذنا، قال:
أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدثنا محمد بن العدل الواسطي الحافظ
قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عمار بن خالد، قالا: حدثنا
الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: حدثنا عمرو بن جميع البصري، عن
محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبي عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار: مؤمن آل ياسين الذي
قال يا قوم اتبعوا المرسلين (2) وحزبيل مؤمن آل فرعون الذي قال: " أتقتلون رجلا
ان يقول ربى الله " (3) وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن الصدق خلاف الكذب والصديق: الملازم
للصدق الدائم في صدقه، والصديق: من صدق عمله قوله، ذكر - ذلك، أحمد بن
فارس اللغوي في كتاب " المجمل في اللغة " وذكره أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري
في كتاب " الصحاح ".

(1) مناقب ابن المغازلي ص 245
(2) يس - 20
(3) غافر - 28
(4) مناقب ابن المغازلي ص 246.
222

وإذا كان هذا هو معنى الصديق فالصديق أيضا ينقسم ثلاثة أقسام: صديق
يكون نبيا وصديق يكون إماما وصديق يكون عبدا صالحا، لا نبي ولا امام.
فاما ما يدل على أول الأقسام فقوله سبحانه وتعالى: " واذكر في الكتاب
إدريس انه كان صديقا نبيا " (1) وكل نبي صديق، وليس كل صديق نبيا، وقوله
تعالى: " يوسف أيها الصديق " (2).
واما ما يدل على كون الصديق إماما فقوله تعالى: " فأولئك مع الذين نعم
الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (3)
فذكر النبيين ثم ثنى بذكر الصديقين، لأنه ليس بعد النبيين في الذكر أخص
من الأئمة.
ويدل عليه أيضا هذه الأخبار الواردة بان الصديقين ثلاثة: حبيب وحزبيل
وعلى وهو أفضلهم فلما ذكر عليا (ع) مع هذين المذكورين دخل معهما في لفظة
الصديقين وهما ليسا بنبيين ولا امامين، فأراد افراده (ع) عنهما بما لا يكون لهما وهي
الإمامة، فقال صلى الله عليه وآله: وهو أفضلهم، فليس في لفظة الصديق بينهم تفاضل لأنه صلى الله عليه وآله
قال: الصديقون ثلاثة، فقد استووا في اللفظ، فأراد الاخبار عن اختلافهم في المعنى
وهو استحقاق الإمامة فقال: وهو أفضلهم، تنبيها على كونه (ع) صديقا إماما، وهذا
معنى الوجه الثالث، وإذا كان الصديق هو الملازم للصدق الدائم عليه ومن صدق
علمه قوله، فينبغي ان تختص هذه اللفظة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، لأنه
لم يعص الله تعالى منذ خلق، ولم يشرك بالله تعالى، فقد لازم الصدق ودام عليه، وصدق
عمله قوله، فصح اختصاص هذه اللفظة به دون غيره.
وإذا ما الحلى زان نحورا * كان للحلى حسن نحرك زينا
وتزيدن طيب الطيب طيبا * إذ تسميه أين مثلك أينا
تم الجزء الأول من كتاب العمدة في عيون صحاح الاخبار في مناقب امام

(1) مريم - 56
(2) يوسف - 46
(3) النساء - 69.
223

الأبرار، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصى الرسول المختار صلى الله عليه وآله، وعلى ذريته
الأئمة الأطهار، مدى الليالي والاسحار.
الفصل الثامن والعشرون
في قوله صلى الله عليه وآله لعلى (ع): خاصف النعل
353 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا
شريك، قال: حدثنا منصور - ولو أن غير منصور حدثني ما قبلته منه - ولقد سألته فأبى
ان يحدثني، فلما جرت بيني وبينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه وما سألته عنه ولكن
هو ابتدأني به، فقال: حدثني ربعي بن خراش، قال: حدثنا علي بن أبي طالب عليه السلام
بالرحبة قال: اجتمعت قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا: يا محمد
ان قومنا لحقوا بك، فارددهم علينا، فغضب حتى رأى الغضب في وجهه ثم قال:
لتنتهن يا معشر قريش - أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم - امتحن الله قلبه للايمان،
يضرب رقابكم على الدين قيل: يا رسول الله أبو بكر؟ قال: لا. قيل: فعمر؟ قال:
لا. ولكن خاصف النعل في الحجرة ثم قال على: أما انى قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: لا تكذبوا على، فمن كذب على متعمدا أولجته النار (1).
354 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا يونس بن إسحاق، عن زيد بن يثيع (2)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لينتهين بنو وليعة - أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي - يمضى

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 649 - ح 1105 وفيه في آخر
الحديث: فليلج النار.
(2) في المصدر: حدثنا يونس عن ابن إسحاق عن زيد بن يثيع عن أنفس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله.
224

فيهم امرى، يقتل المقاتلة ويسبي الدرية، قال: فقال أبو ذر: فما راعني الا برد كف عمر
في حجزتي من خلفي فقال: من تراه - يعنى؟ قلت: ما يعنيك ولكنه - يعنى خاصف
النعل - يعنى عليا (1).
355 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا
الأحوص بن جواب (2) قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إسماعيل بن
رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا جلوسا في المسجد فخرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام في بيت فاطمة (ع) فانقطع شسع نعل رسول الله صلى الله عليه وآله
فأعطاها عليا عليه السلام يصلحها، ثم جاء فقام علينا فقال: ان منكم من يقاتل على تأويل
القرآن كما قاتلت على تنزيله؟ قال أبو بكر: انا هو يا رسول الله؟ فقال: لا. قال عمر:
انا هو يا رسولا لله؟ قال: لا ولكنه صاحب النعل.
قال إسماعيل: فحدثني أبى، انه شهد - يعنى عليا (ع) - بالرحبة، فاتاه رجل
فقال: يا أمير المؤمنين هل كان من حديث النعل شئ؟ قال: وقد بلغك؟ قال نعم.
قال: اللهم انك تعلم أنه مما كان يخفى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
356 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن طاوس (4)
عن أبيه، عن عبد المطلب بن عبد الله (5) بن حنطب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لوفد
ثقيف حين جاؤه: والله - لتسلمن - أو لأبعثن إليكم رجلا منى - أو قال: مثل نفسي -

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 571 - ح 966
(2) وفى نسخة: الأحوص بن خوات
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 637 - ح 1083
(4) في المصدر: عن ابن طاوس
(5) وفى المصدر: عن المطلب بن عبد الله.
225

فليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم.
قال عمر: والله ما اشتهيت الامارة الا يومئذ، فجعلت انصب صدري له رجاء
ان يقول: هذا، فالتفت إلى علي (ع) فاخذه بيده ثم قال: هو هذا، هو هذا، مرتين (1).
357 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري - امام الحرمين - من الجزء
الثالث في آخره في باب ذكر غزوة الحديبية من سنن أبي داود وصحيح الترمذي
وبالاسناد المقدم قال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بالرحبة، قال: لما
كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين (فيهم سهيل بن عمرو وأناس)
من رؤسائهم فقالوا: (يا رسول الله) قد خرج إليك ناس من أبنائنا (وإخواننا)
وأرقائنا (وليس لهم فقه في الدين) وإنما خرجوا فرارا من خدمتنا (أموالنا وضياعنا)
فارددهم إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله [فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم، فقال
النبي صلى الله عليه وآله] يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله - أو ليبعثن الله عليكم - من
يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلبه على الايمان.
قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: من هويا رسول الله؟ قال: هو خاصف
النعل، وكان قد اعطا عليا (ع) نعله يخصفها (2).
قال يحيى بن الحسن بن البطريق المصنف: اعلم أن النبي صلى الله عليه وآله إنما قال ذلك:
تنويها بذكر أمير المؤمنين (ع) ونصا، عليه بأمور:
منها انه ولى الأمة بعده، لأنه قال: يضرب رقابكم على الدين بعد قوله صلى الله عليه وآله
امتحن الله قلبه للايمان، وجعل ذلك ببعث الله سبحانه وتعالى له لا من قبل نفسه،
وهذا نص منه (ع) ومن قبل الله تعالى على أمير المؤمنين (ع) باستحقاق استيفاء حق
الله تعالى ممن كفر واشرك، وذلك لا يستحقه بعد النبي صلى الله عليه وآله الا الإمام عليه السلام.

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 593 ح 1008
(2) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 634 وهذه الجمل الواردة بين المعقوفتين
كلها من أصل المصدر:.
226

يدل على صحة هذا التأويل قوله صلى الله عليه وآله في الخبر: رجلا منى، أو قال: - مثل نفسي -
فدل على أن المراد بذلك التنويه باستحقاق الولاء لأنه مثل نفسه في استحقاق
الولاء.
ويزيده بيانا وايضاحا قول عمر بن الخطاب وقسمه بالله تعالى: انه ما اشتهى
الامارة الا يومئذ، والمتمني والطالب والمشتهي لا يطلبون ما هو دون قدرهم الا ما
هو أعلى من قدرهم.
والدليل على ذلك قوله تعالى: " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " (1)
فدل على أن التمني إنما يكون لما فضل به البعض على البعض لا بما استووا فيه.
ويزيده بيانا ما تقدم في الخبر الأول من قول أبى بكر: انا هو يا رسول الله؟
قال: لا.
فقال عمر: يا رسول الله انا هو؟ قال: لا فلو لم يعلما ان ذلك كان علامة من
النبي صلى الله عليه وآله تدل على مستحق الامر بعده، ما تطاولا إلى طلبة ذلك واحد بعد واحد.
فان قال قائل: انهما إنما طلبا ذلك لأنه مما ظن (2) كل واحد منهما أن يكون
له ذلك لأنه صلى الله عليه وآله قال: رجلا قد امتحن الله قلبه للايمان، لا لموضع استحقاق الامر
بعده قلنا: الذي يدل على كونه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله صلى الله عليه وآله:
" ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " فجعل القتالين
سواء لأنه ذكرهما بكاف التشبيه، لان انكار التأويل كانكار التنزيل سواء لان منكر
التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به، فهما سواء في الجحود
وليس مرجع قتال الفريقين الا إلى النبي صلى الله عليه وآله أو إلى من قام بعده في مقامه
فدل على أن الكناية إنما كانت لاستحقاق الإمامة حسب ما قدمناه.
وقوله صلى الله عليه وآله عنه بلفظ: " الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " وهو واحد في هذه

(1) النساء: 32
(2) وفى نسخة: " مما يحب " بدل " مما ظن ".
227

الاخبار الصحاح لا يخلو من قسمين.
اما أن يكون الراوي أراد ضياع الفائدة في الخبر، أو يكون قد أورده على
جهته، فإن كان قد قصد المعنى الأول فيكون قد خالف ألفاظ هذه الأخبار المتقدمة
فيتوجه الرد عليه بها لاتفاق ألفاظها على مخالفة لفظه.
والقسم الثاني، إن كان قد أورده على جهته من غير زيادة ولا نقصان فله معنى
صحيح، فيكون قد ذكره في لفظ هذا الخبر بلفظ " الذين " كما ذكره سبحانه و
تعالى في الكتاب العزيز بلفظ " الذين " وهو قوله: " إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (1).
فذكره سبحانه وتعالى في لفظ هذه الآية ب‍ " الذين " في موضعين وهو واحد،
وذكره له بلفظ الجمع في الخبر من قوله: امتحن الله قلوبهم للتقوى، كمثل ذكره له
تعالى بلفظ الجمع في الآية المذكورة وفى آية المباهلة أيضا وهو قوله تعالى: " وأنفسنا
وأنفسكم " (2) وهو عليه السلام واحد وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله كما تقدم ذكره في
الصحاح، واطرد ذلك في اسمه كما اطرد ذلك في اسم الله تعالى سبحانه وهو قوله:
" انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " (3). وقوله تعالى: " وأوحينا إلى أم
موسى ان ارضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك
وجاعلوه من المرسلين " (4).
فعبر عن اسمه العزيز تعالى في هذه الآية بلفظ الجمع في أربعة مواضع وكذا
في الكناية عن أمير المؤمنين عليه السلام، في الآية المتقدمة، بلفظ الجمع في سبعة مواضع
ومثل هذا في الكتاب العزيز كثير والمراد بذلك كله التعظيم.
واما قوله صلى الله عليه وآله عنه (ع) في لفظ الخبر: " منهم خاصف النعل " فلم يرد - ان تم -
غيره بهذه الصفة وهو مستثنى منهم، وإنما أراد ان هذه الصفة موجودة فيه لا في

(1) المائدة: 55
(2) آل عمران: 61
(3) الحجر: 9
(4) القصص: 7.
228

غيره، وذلك مثل قوله تعالى: " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن " (1) لم يرد
بذلك الا جميع من قال بهذه المقالة من الناس، لم يكن مستثنيا بعضا من كل.
ومثله قوله تعالى: " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني " (2) وأراد
بذلك سبحانه وتعالى جميع من كان بهذه الصفة وإبانة من هو مستحق لاطلاقها عليه
لم يكن مستثنيا بعضا من كل.
ومثله قوله تعالى: " ومنهم من يلمزك في الصدقات " (3) فلم يرد انه ترك
البعض ممن هو بهذه الصفة وذكر البعض (4) وإنما أراد تعالى بيان من هو مستحق
بهذه الصفة دون غيره.
وكذلك ذكره عليه السلام في لفظ هذا الخبر بقوله: صلى الله عليه وآله " منهم " انه هو المستحق
لهذه الصفة دون غيره لا انه بعض من كل، ولله المنة والحمد.
لهم رتب فضلا على الناس كلهم * فضائل يستعلى بها المترتب
محاسن من دنيا ودين كأنما * بها خلقت بالأمس عنقاء مغرب
الفصل التاسع والعشرون
في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام:
انك وارثي وحامل لوائي يوم القيامة، ومكتوب على باب الجنة.
358 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا أبو عبد الله: الحسين بن الراشد الطفاوي
والصباح بن عبد الله: أبو بشر، (5) والخبر ان يتقاربان في اللفظ، ويزيد أحدهما

(1) التوبة: 61
(2) البقرة: 78
(3) التوبة: 58
(4) وفى نسخة: انه لمزك البعض ممن هو بهذه الصفة دون غيره
(5) وفى المصدر: أبو بشر جار بدل بن محبر.
229

على صاحبه، قالا: حدثنا قيس بن الربيع، قال: حدثنا سعد الخفاف، عن عطية،
عن مخدوج بن زيد الهذلي: ان رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين المسلمين، ثم قال: يا علي
أنت اخى وأنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدى، اما علمت يا علي
انه أول من يدعى به يوم القيامة، يدعى بي، فأقوم عن يمين العرش في ظله، فأكسى
حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين، بعضهم على اثر بعض، فيقومون
سماطين (1) عن يمين العرش، ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة، ألا وانى
أخبرك يا علي، ان أمتي أول الأمم، يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت (2) أول من
يدعى بك، لقرابتك منى ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد،
فتسير به بين السماطين، آدم عليه السلام وجميع خلق الله، يستظلون بظل لوائي يوم القيامة،
وطوله مسيرة الف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، [قضبته فضة بيضاء، زجة درة خضراء] (3)
له ثلاث ذوائب من نور:
ذوابة في المشرق وذوابة في المغرب، والثالثة وسط الدنيا (4) مكتوب عليه
ثلاثة أسطر:
السطر الأول - بسم الله الرحمن الرحيم.
والثاني - الحمد لله رب العالمين.
والثالث - لا إله إلا الله محمد رسول الله.
طول كل سطر مسيرة الف سنة، وعرضه مسيرة الف سنة، فتسير باللواء،
والحسن عن يمينك، الحسين عن يسارك، حتى تقف بيني وبين إبراهيم عليه السلام في ظل
العرش، ثم تكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم ينادى مناد من تحت العرش:
نعم الأب أبوك إبراهيم عليه السلام، ونعم الأخ أخوك علي عليه السلام، ابشر يا علي، انك

(1) سماط القوم: صفهم لسان العرب
(2) وفى المصدر: ثم ابشر
(3) ما بين المعقوفتين كان في المصدر
(4) وفى نسخة: وسط السماء
230

تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت (1).
359 - وبالاسناد المقدم ذكره، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا محمد بن هشام البختري (2) قال: حدثنا الفضيل بن مرزوق، عن عطية
و - هو العوفي - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت في علي
خمس خصال، هن أحب إلى من الدنيا وما فيها.
اما واحدة: فهو تكأي (3) بين يدي الله تعالى حتى يفرغ من الحساب.
اما الثانية: فلواء الحمد بيده وآدم (ع) ومن ولد تحته.
واما الثالثة: فواقف على عقر حوضي (4)، يسقى من عرف من أمتي.
واما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي عز وجل.
واما الخامسة: فلست اخشى عليه ان يرجع زانيا بعد احصان، ولا كافرا بعد
ايمان (5).
360 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
حسين بن محمد الذراع، قال: حدثنا عبد المؤمن بن عباد، قال: حدثنا يزيد بن معن،
عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى، قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله مسجده
فذكر قصة مواخاة رسول الله بين أصحابه، فقال علي (ع) - يعنى للنبي صلى الله عليه وآله - لقد
ذهبت روحي وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك، ما فعلت غيري، فإن كان
هذا من سخط على، فلك العتبى منى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
والذي بعثني بالحق نبيا ما اخرتك الا لنفسي، فأنت منى بمنزلة هارون من موسى

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 663 - ح 1131
(2) في المصدر: هشام بن البختري قال الحسين بن عبيد الله العجلي حدثنا الفضيل
(3) تكأي: توكأ على الشئ واتكا: تحمل واعتمد فهو متكئي - لسان العرب.
(4) عقر: عقر الحوض بالضم: موضع الشاربة منه. النهاية لابن الأثير
(5) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 1661 - ح 1127.
231

الا انه لا نبي بعدى. وأنت اخى ووارثي قال: فقال: وما ارث منك يا رسول الله صلى الله عليه وآله
قال صلى الله عليه وآله: ما ورث الأنبياء قبلي، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟ قال: كتاب الله
وسنة نبيهم، وأنت معي في قصرى في الجنة مع ابنتي فاطمة عليها السلام، وأنت اخى
ورفيقي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين " (1). المتحابون في الله،
ينظر بعضهم إلى بعض (2).
361 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي (3) قال: حدثنا أبو الحسين (4) بن محمد
السعدي البصري في جمادى الأول سنة إحدى وثلاثين ومأتين، قال: حدثنا عبد المؤمن
بن عباد العبدري، قال: حدثني يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرجيل، عن زيد بن أبي
أوفى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله مسجده فقال: أين فلان، أين فلان؟
فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده،، فحمد الله
وأثنى عليه فآخى بينهم وذكر الحديث: حديث المواخاة بينهم.
فقال علي (ع): لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك
ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط على، فلك العتبى والكرامة، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله والذي بعثني بالحق ما اخرتك الا لنفسي، وأنت منى بمنزلة هارون من
موسى غير أنه لا نبي بعدى، وأنت اخى ووارثي قال: وما ارث منك يا نبي الله؟
قال: ما ورث الأنبياء من قبلي. قال: وما ورث الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب الله و
سنة نبيه، وأنت معي في قصرى في الجنة مع فاطمة ابنتي عليها السلام، وأنت اخى ورفيقي
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين " (5) المتحابون في الله عز وجل،

(1) الحجر: 47
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 638 ح 1085
(3) وفى المصدر: حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي بن الحسن
(4) في المصدر: حدثنا أبو علي الحسين بن محمد
(5) الحجر: 47.
232

ينظر بعضهم إلى بعض (1)
362 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو يعلى: حمزة بن داود الابلى بالأبلة (2) قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي (3)
الكوفي قال: حدثنا كادح بن رحمة، قال: حدثنا مسعر، عن عطية، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله
وعلى اخوه (4).
363 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن إسرائيل، قال: حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي
قال: حدثنا يحيى بن سالم، قال: حدثنا أشعث - ابن عم الحسن بن صالح - وكان
يفضل عليه - (5) قال: حدثنا مسعر، عن عطية العوفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله مكتوب على باب الجنة: محمد رسول الله، على أخو
رسول الله، قبل ان تخلق السماوات بألفي عام (6).
364 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الواسطي وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا
أبو الحسن: أحمد بن المظفر الفقيه الشافعي بقرائتي عليه فاقر به قلت له: أخبركم
أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عمار (7) المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي
قال: حدثنا أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال: حدثنا زكريا بن يحيى
الكسائي، قال: حدثنا يحيى بن سالم، قال: حدثنا أشعث - ابن عم الحسن بن صالح -

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 666 - ح 1137
(2) في نسخة: حدثنا أبو يعلى بن حمزة بن أبي داود
(3) في نسخة: الربيع النهدي، وفى بعضها: النهري
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 665 - ح 1134
(5) في نسخة: حدثنا أشعث بن الحسن بن صالح، وكان يفضل على ابن صالح
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 668 - ح 1140
(7) وفى المصدر: محمد بن عثمان.
233

وكان يفضل على الحسن بن صالح، قال: حدثني مسعر بن كدام عن عطية بن سعيد،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: مكتوب على باب
الجنة قبل ان يخلق السماوات والأرض بألفي عام: محمد رسول الله وعلى اخوه (1)
365 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان - إجازة عن أبي
الفرج الخيوطي - حدثنا سالم بن الفضل (2)، عن ابن إسحاق، عن شريك بن
عبد الله، عن أبي ربيعة الأيادي، عن عبد الله بن بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لكل نبي وصى ووارث، وان وصيي ووارثي علي بن أبي طالب (ع) (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن في هذه الأخبار دليلا على نفى المثل
لأمير المؤمنين (ع) الا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله أولا لأنه صلى الله عليه وآله قال: انه وارثه، وفسر
فيها ما يرثه منه.
فقال: كتاب الله وسنة الرسول وذكر ان ذلك هو وارثة الأنبياء عليهم السلام قبله.
وهذا هو غاية التنويه بذكره في استحقاق الامر بعده لان الميراث هو حق جعله الله
تعالى لمستحقه ليس بجعل المتوفى له، وإذا كان ميراث الأنبياء (ع) هو كتاب الله
تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وهما مستحقان من قبل الله تعالى، والعلم لا يخرج عن الكتاب
والسنة جملة وبالكتاب والسنة صحت دعوة الأنبياء وثبتت لهم النبوة، لان مرجع
الأمة إلى النبي ان يعلمهم ما وجب عليهم وما ندبوا إلى فعله، فيكونوا عند ذلك لربهم
طائعين ولنبيهم تابعين، ومن اعرض عن استعمال شريعة الرسول كان كافرا بمثله
ومكذبا بنبوته.
واما كتاب الله سبحانه وتعالى فلولاه على يد كل رسول لما كان للأمة طريق
إلى تصديق الرسل، لان الرسول يدعى النبوة فيعرض عنه ولا يلتفت إليه، فينزل الله

(1) مناقب ابن المغازلي ص 91
(2) وفى المصدر: سلمة بن الفضل
(3) مناقب ابن المغازلي ص 200.
234

تعالى كتابا خارقا لعادة البشر، مبينا مع عجز الأمة عنه، وانه من فعل الله تعالى الذي ارسل
هذا الرسول لكونه غير حاصل في مقدور البشر ولا يحصل الا من فاعل البشر فثبتت حينئذ
نبوتهم عند الأمة، خصوصا القرآن المجيد الذي تحدى الله سبحانه وتعالى الأمة ومن
برز من فصحاء العرب به أو ببعضه فلم يقدروا على الاتيان بمثله ولا بسورة من مثله،
بدليل قوله سبحانه وتعالى: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل
هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (1)، وبقوله تعالى: " فأتوا
بسورة من مثله " (2).
عدلوا عن معارضته إلى حربه ومخاصمته، علمنا عجزهم، لان العاقل لا يعدل
عن الأسهل إلى الأشق الا للعجز.
فصار الكتاب والسنة هما الدليل على صحة دعوى النبي صلى الله عليه وآله وثبوت نبوته،
وقد ورثهما الامام بعده بما فرض الله تعالى له وجعله له حقا واجبا، فقد ثبتت إمامته
ووجب الاقتداء به بطريق لا يقدر أحد من البشر ان يشركه فيها لان وارث الشريعة
هو اعلم الناس بها، ووارث الكتاب هو اعلم الناس به، ومن كان اعلم الناس بهما،
كان أحق بالتقديم على الأمة ممن لا علم له بهما، وإذا كانا طريقي تصديق ادعاء
النبوة فهما طريقا تصديق الإمامة، فقد ثبتت له (ع) الإمامة بنفس طريق ثبوتها
للنبي صلى الله عليه وآله، وما كان طريقه أخص كان وجوبه الزم.
ويلزم استحقاق الولاء له بعده (ع) بنفس هذا الخبر من وجه آخر وهو انه
عليه السلام وارث لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله بسبب صحيح من قبل الله تعالى ومن كان
وارث الكتاب والسنة، كان بهما اعلم.
وعلم الرسول صلى الله عليه وآله لا يخرج عن الكتاب والسنة، وإذا كان علم الرسول صلى الله عليه وآله
غير خارج عنهما وهما حاصلان لأمير المؤمنين (ع) بدليل الخبر الوارد من قول
النبي صلى الله عليه وآله بذلك، فثبت انه (ع) أولى بالاقتداء من غيره.

(1) الاسراء: 88
(2) البقرة: 23.
235

بدليل ما فضل الله تعالى به من يعلم على من ليس كذلك وهو قوله تعالى:
" هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب " (1) فقد فضل
من يعلم على من ليس بعلم ووبخ من لم يتذكر، وجعل التذكرة في ذلك إنما هي
لأولي الألباب.
وبقوله تعالى: " وما يعقلها الا العالمون " (2). وبقوله: " إنما يخشى الله من
عباده العلماء " (3).
ويزيده بيانا وايضاحا في وجوب الاقتداء بمن كان اعلم، قوله تعالى: " فمن
يهدى إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فمالكم كيف تحكمون (4) فجعل
اتباع من كان اعلم بكلامه (5) سبحانه وتعالى الذي ارتضاه، ووبخ من لم يحكم بحكمه
تعالى بقوله تعالى: " ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون " " والفاسقون "
" والظالمون " (6) فوجبت ولايته بطريق لا ينبغي ان تجب ولاية غيره وامامته أيضا
كذلك، وثبت بذلك أيضا صحة ميراث النبي صلى الله عليه وآله فلا معنى لانكاره.
ويدل على صحة ميراث النبي صلى الله عليه وآله من الكتاب العزيز مشيدا لهذا الخبر
ودالا على صحة قوله تعالى: " وورث سليمان داود " (7) وقوله تعالى: " فهب لي من
لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " (8) فدل ذلك على استحقاق ميراث الأنبياء
عليهم السلام فانكاره مخالف للكتاب والسنة بما قدمناه، فلا يعتد به.
ويزيده بيانا قوله تعالى: " يرثني من آل يعقوب " فميراث يحيى، الكتاب
والسنة عن أبيه عليهما السلام وميراثه من آل يعقوب، المال بغير شبهة لان الحاجة من آل
يعقوب إلى يحيى في معنى الكتاب والسنة لا حاجته إليهم، فكيف يرث منهم ما هو
مستحق له من غيرهم وما هم محتاجون فيه إليه دون حاجته هو إليهم فيه وهو به اعلم.
.

(1) الزمر: 9
(2) العنكبوت: 43
(3) فاطر: 28
(4) يونس: 35
(5) وفى نسخة: اعلم احكمه
(6) مائدة: 47 - 45 - 44
(7) النمل: 16
(8) مريم: 5.
236

وهذا بعيد من الصواب، فلما اقترن في لفظ هذه الآية ذكر ميراث العلم والمال
وجب ان يكونا مستحقين من قبل الأنبياء (ع).
ومما ينفى المماثلة له (ع) أيضا ما ذكره في الخبر الآخر انه مكتوب على باب
الجنة محمد رسول الله، على أخو رسول الله قبل ان يخلق الله السماوات والأرض بألفي عام
ومن كان اسمه مكتوبا قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام فمن مثله في
ذلك من خلق الله تعالى؟ سوى رسول الله صلوات الله عليهما وسلامه المصاحب له في
الكتابة والقدمة والاخوة، وأين كان آدم (ع) ومن ولد هناك حتى يدعى أحد منهم
مماثلة، فهذا غبن في العقول وبعد عن المنقول.
ومن ذلك أيضا في نفى المماثلة له قوله صلى الله عليه وآله انه عليه السلام واقف على عقر (1)
حوض، يسقى من عرف من أمتي، وهذا مما لا نظير له فيه لان أحدا من الأمة لا يقدر
على شربه من حوضه الا بكف علي (ع)، ومن ذلك أيضا ان لواء الحمد بيده و
آدم (ع) ومن ولد تحته. ومن ذلك أنه صلى الله عليه وآله قال له (ع): انك تكسى إذا كسيت
وتحبى إذا حبيت وتدعى إذا دعيت، وهذا غاية الميزة، وقطع النظارة له عليه السلام.
وإذا ما الحلى زان نحورا * كان للحلى حسن نحرك زينا
وتزيدن أطيب الطلب طيبا * ان تمسه أين مثلك أينا
الفصل الثلاثون
في قوله تعالى: " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله " (2)
وانها نزلت في علي عليه السلام
366 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، عن أبيه، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بلج،

(1) عقر: عقر الحوض بالضم موضع الشاربة منه. النهاية لابن الأثير
(2) البقرة: 207.
237

قال: حدثنا عمرو بن ميمون. قال: انى لجالس إلى ابن عباس إذ اتاه تسعة رهط فقالوا:
يا بن عباس، اما ان تقوم معنا واما ان تخلو بنا عن هؤلاء، قال ابن عباس: بل انا أقوم معكم
- وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى - قال: فابتدؤا، فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، فجاء
ينفض ثوبه ويقول: أف وتف (1)، وقعوا في رجل له عشر خصال.
1 - وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله لأبعثن رجلا لا يخزيه الله ابدا يحب الله
ورسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف فقال: أين على؟ قالوا: هو في الرحى يطحن،
قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد، لا يكاد يبصر، قال: فنفث في
عينيه، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه إياها فجاء بصفية بنت حي.
2 - وقال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا عليه السلام خلفه فاخذها منه وقال:
لا يذهب بها الا رجل منى وانا منه.
3 - وقال: لبنى عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي عليه السلام جالس
معهم فأبوا، فقال علي (ع) انا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في
الدنيا والآخرة، قال: فتركه، ثم اقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا
والآخرة؟ فأبوا، فقال علي (ع) انا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي
في الدنيا والآخرة.
4 - قال: وكان أول من آمن من الناس بعد خديجة.
5 - قال: واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
6 - وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (2).
7 - قال: وشرى علي (ع) نفسه لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه قال:
وكان المشركون يتوهمون (3) انه رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم،

(1) أف وتف: معناه الاستقذار لما شم. وقيل: معناه الاحتقار والاستقلال وهي
صوت إذا صوت به الانسان علم أنه متضجر متكره - النهاية لابن أثير
(2) الأحزاب: 33
(3) وفى المصدر: " يرمون " بدل " يتوهمون ".
238

قال: وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وآله قال فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي (ع)
ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار
قال: وجعل على يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور، (1)
قد لف رأسه في الثوب، لا يخرجه حتى أصبح (2) ثم كشف رأسه فقالوا: انك
للئيم، كان صاحبك كنا نرميه فلا يتضور وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.
8 - قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، فقال علي (ع) اخرج معك؟ قال:
فقال له نبي الله صلى الله عليه وآله لا، فبكى علي (ع) فقال له: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة
هارون من موسى الا انك لست بنبي ان لا ينبغي ان اذهب الا وأنت خليفتي.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله له: أنت ولى كل مؤمن بعدى ومؤمنة.
9 - قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي عليه السلام قال: فيدخل المسجد جنبا،
وهو طريقه، ليس له طريق غيره.
10 - قال: وقال: من كنت مولاه فان عليا مولاه (3).
367 - ومن تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة البقرة، قوله
تعالى: " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله " (4) وبالاسناد المقدم
قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب (ع) بمكة لقضاء ديونه
وبرد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون
بالدار ان ينام على فراشه صلى الله عليه وآله فقال له: يا علي اتشح (5) ببردى الحضرمي الأخضر،

(1) يتضور: أي يتلوى ويضج وينقلب ظهرا لبطن من شدة الحمى وقيل يتضور أي
يظهر الضور بمعنى الضر - النهاية لابن أثير
(2) هكذا في المصدر ولكن في النسخ التي بأيدينا: حتى أهيج
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 862 ح 1168
(4) البقرة: 207
(5) يتوشح بثوبه أي يتغش به والأصل فيه من الوشاع. لسان العرب.
239

ثم نم على فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله عز وجل، ففعل ذلك (ع)
فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل عليهما السلام: انى قد آخيت بينكما وجعلت عمر
أحدكما أطول من الاخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله
عز وجل إليهما: الا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله، فنام
على فراشه، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا
فكان جبرئيل (ع) عند رأسه وميكائيل (ع) عند رجليه، فقال جبرئيل (ع): بخ
بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب؟ يباهى الله بك الملائكة، فأنزل الله تعالى على
رسوله صلى الله عليه وآله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب (ع): " ومن الناس
من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله " الآية. (1)
قال: ودليل ذلك ما رواه محمد بن عبد الله القائني (2) قال: حدثني أبو الحسين:
محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي (3) ببغداد، قال: حدثني أبو بكر: محمد بن
الحسين بن صالح السبيعي بحلب، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني
محمد بن منصور، قال: حدثني أحمد بن عبد الرحمان، حدثني الحسن بن محمد
بن فرقد، قال: حدثني الحكم بن ظهير، قال: حدثنا السدى في قوله عز وجل " ومن
الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله " قال: قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب
عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وآله من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام
علي (ع) على فراش النبي صلى الله عليه وآله (4).
قال يحيى بن الحسن أيده الله تعالى: اعلم أن الله سبحانه وتعالى قد مدح
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه الآية بمدحة قد تفرد بها من دون خلق

(1) غاية المرام ص 344 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(2) وفى نسخة: القارى
(3) وفى نسخة: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسين عثمان بن الحسن القيلسي
(4) غاية المرام ص 345 نقلا عن الثعلبي في تفسيره.
240

الله تعالى من البشر والملائكة، ولما ميزه على ولد آدم بما تقدم له من المناقب،
أراد الله تعالى إبانة فضله على الملائكة ليعلم الأنبياء والأوصياء والملائكة عليهم السلام ومن
عداهم من ولد آدم: انه قد تفرد بما لم تثبت نفس أحد عليه وذلك يدل على تحقيق
الوعد الصادق عنده من قوله تعالى: " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله " الآية (1)
فلقوة بصيرة لم تحصل لغيره، بذل مهجته ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى
وما امتحن الله سبحانه وتعالى الملائكة بهذا الامتحان الا وقد علم من حالهم انهم
لا يصبرون على أن يكون الواحد منهم باذلا نفسه دون أخيه ومؤثره بعمره على نفسه،
ولما علم سبحانه وتعالى ذلك من حالهم كلفهم مع علمه انه غير واقع منهم ليتبين
فضل لأمير المؤمنين عليه السلام عليهم وبذله نفسه في ما لم يبذل أحدهم نفسه فيه، فإذا
علم بنو آدم: ان الملائكة المقربين لم يقدروا على مماثلته في فعله، أقروا حينئذ انه لا مثل
له فيهم، فتبين فضله على البشر والملائكة جميعا بما يقرب من مرضاة الله تعالى
وما تحصل به محبة الله تعالى من بذل نفسه له لأنه تعالى: " ان الله يحب الذين يقاتلون
في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " (2) ولم تحصل محبة الله تعالى لهم في ذلك
الا من حيث اقدموا على بذل نفوسهم في سبيله وهم وان كانوا بذلوا نفوسهم في الجهاد
في سبيله [لكن ا] مير المؤمنين (ع) كان في الجهاد أقدم على مبارزة الخصوم وبين الحالين
فرق، لان المحارب مجوز " له " (3) التجارة لنفسه (4) حال الحرب ومجوز له ضد
ذلك: فحاله مترجحة بين الخوف والرجاء، ومبيت أمير المؤمنين عليه السلام لم تترجح
فيه الظنون بين السلامة والعطب، وإنما عقدت عليه الضماير بالعطب لكثرة العدو
وانهزام النبي صلى الله عليه وآله في ذلك المقام، فصار الظن في جواز الهلاك أقوى فكذلك
كان ظن الملائكة في العطب أقوى، فلذلك لم يقدموا على فعله، فبان له (ع) بذلك

(1) التوبة: 111
(2) الصف: 4
(3) " له " من إضافتنا لتستقيم العبارة
(4) وفى نسخة: النجاة.
241

الفضل على الملائكة وعلى غيرهم من أولاد آدم ووجبت محبة الله سبحانه وتعالى له
أكثر من غيره ممن لم يقدم على مثل اقدامه، وفى ذلك فقد النظير له عليه السلام.
وقيل:
أفرطت بك كلما قصدت ولو * عنفني القائلون أو ثلبوا (1)
الفصل الحادي والثلاثون
في ذكر خبر الطائر
368 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال: حدثني أبي، قال: أخبرنا ابن مالك، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر (2)
قال: حدثنا يونس بن أرقم، قال: حدثنا مطير بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن
سفينة - مولى رسول الله صلى الله عليه وآله - قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
طيرين بين رغيفين. فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إيتني بأحب
خلقك إليك والى رسولك، فجاء علي عليه السلام فرفع صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من هذا؟ قلت: على، قال: فافتح له ففتحت له، فأكل من الطيرين مع النبي صلى الله عليه وآله
حتى فنيا (3).
369 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا
أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقرائتي عليه فاقر به في سنة
أربع وثلاثين وأربع مائة، قلت له: أخبركم أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن: علي بن محمد بن

(1) العنف: الشدة والمشقة، والثلب: شدة اللوم والاخذ باللسان - ثلبه: لامه
وعابه - لسان العرب.
(2) وفى المصدر: حدثنا عبد الله بن محمد
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 560 - ح 945.
242

صدقة الجوهري الواسطي سنة ثلاث وثلاث مائة، قال: حدثني محمد بن زكريا بن دويد
العبدي، قال: حدثنا حميد الطويل، عن انس بن مالك، قال: اهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله
نحامة (1) فقال النبي صلى الله عليه وآله، اللهم ابعث إلى أحب خلقك إليك والى نبيك يأكل معي
من هذه المائدة، قال: فاتى على، فقال: يا انس استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع على، ولم يلبث الا قليلا ان رجع فقال: يا انس
استأذن لي على النبي صلى الله عليه وآله، فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع فلم يلبث الا قليلا
ان رجع فقال: يا انس استأذن لي على رسول الله، فهممت ان أقول مثل قولي الأول
والثاني، فسمع النبي صلى الله عليه وآله من داخل الحجرة كلام على فقال: ادخل يا أبا الحسن، ما
ابطأ بك عنى؟ قال: قد جئت يا رسول الله صلى الله عليه وآله مرتين وهذه الثالثة، كل ذلك يردني
انس يقول: النبي صلى الله عليه وآله عنك مشغول فقال: يا انس ما حملك على هذا؟ فقلت:
يا رسول الله سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
كل يحب قومه يا انس (2).
370 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب
بن طاوان السمسار - بقرائتي عليه فاقر به - سنة تسع وأربعين وأربع مائة، قلت له:
حدثكم القاضي أبو الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي
الحافظ الواسطي، قال: وأخبرنا القاضي أبو علي: إسماعيل بن محمد بن الطيب
الفقيه العراقي الواسطي - بقرائتي عليه فاقر به - قلت له: أخبركم أبو بكر: أحمد بن
عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري الواسطي وأخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن
سهل النحوي سنة أربع وخمسين وأربع مائة، قال: حدثنا - أبو الحسن علي بن
الحسن الجاذري الطحان، قالوا: حدثنا محمد بن عثمان بن سمعان - المعدل

(1) النحام: طائر على خلقة الإوز - والإوز البط - واحدته نحامة - لسان العرب
ج 12 ص 572
(2) مناقب ابن المغازلي ص 156.
243

الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن: أسلم بن سهل بن أسلم الرزاز المعروف
ببحشل الواسطي، قال: حدثنا وهب بن بقية: أبو محمد الواسطي، قال: حدثنا
إسحاق بن يوسف الأزرق - وهو واسطى - عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن
انس بن مالك قال: دخلت على محمد ابن الحجاج فقال: يا أبا حمزة حدثنا
عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا ليس بينك وبينه فيه أحد، فقلت:
تحدثوا فان الحديث ذو شجون يجر بعضه بعضا فذكر أنس حديثا عن علي بن أبي طالب
عليه السلام فقال له محمد بن الحجاج: اعن أبى تراب تحدثنا؟ دعنا من أبى تراب، فغضب
انس وقال: العلى تقول هذا؟ اما والله إذ ذلت هذا فلا حدثتك بحديث فيه سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وآله [ليس بيني وبينه أحد] (1) اهدى إلى رسول الله يعاقيب (2)
اللهم إيتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء رجل فضرب الباب
فرجوت أن يكون من الأنصار، فإذا انا بعلى عليه السلام (3) فقلت: أليس إنما جئت الساعة؟
فرجع، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا
الطائر، فجاء رجل فضرب الباب، فقال رسول الله: ائذن له، فإذا انا بعلى (ع)،
فلما رآه رسول الله قال: اللهم والى، اللهم والى (4).
قال ابن المغازلي: قال " أسلم " روى هذا الحديث عن انس بن مالك يوسف
بن إبراهيم الواسطي وإسماعيل بن أبي سليمان الأزرق والزهري وإسماعيل السدى
وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثمامة بن عبد الله بن انس وسعيد ابن زربى وقال

(1) ما بين المعقوفتين كان في المصدر
(2) اليعقوب: الذكر من الحجل والقطا - لسان العرب
(3) مناقب ابن المغازلي ص 157 وفيه: فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطائر، فجاء رجل،
فضرب الباب فإذا انا بعلى فقلت:....
(4) تقدم آنفا تحت رقم 3.
244

ابن سمعان: سعيد بن زربى إنما حدث به [عن ثابت] (1) عن انس وقد روى
جماعة عن انس منهم سعيد بن المسيب وعبد الملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان
بن الحجاج الطائفي وأبى الرجا الكوفي (2) أبو الهندي وإسماعيل بن عبد الله
بن جعفر ويغنم بن سالم بن قنبر وغيرهم، قال ابن سمعان: وهم أسلم في قوله:
سعيد بن زربى، لان سعيد بن
زربى إنما حدث به عن ثابت البناني، عن انس (3)
371 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان،
قلت له: أخبركم أبو بكر: أحمد بن إبراهيم بن حسن بن شاذان البزار البغدادي اذنا:
ان محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم، قال: حدثنا جدي قال: حدثنا
عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي المغيرة، عن انس بن مالك قال:
اهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أطيار، فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأة منهن ثلاثة،
فأصبح عند بعض نسائه طيران، فبعث بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: اللهم إيتني بأحب
خلقك إليك والى رسولك، يأكل معي من هذا الطائر، فقلت: اللهم اجعله رجلا من
الأنصار، فجاء علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنظر من على الباب؟ فنظرت فإذا علي عليه السلام
فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وآله على حاجة، ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء
علي عليه السلام فقال: يا انس، انظر من على الباب؟ فنظرت فإذا على [حتى فعل ذلك
ثلاثا] (4) ففتحت له الباب، فدخل يمشى وانا خلفه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حبسك
عنى؟ فقال: هذا آخر ثلاث مرات يردني انس يزعم انك على حاجة، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله سمعت دعائك فأحببت
أن يكون الرجل من قومي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الرجل قد يحب قومه، ان الرجل

(1) ما بين المعقوفتين، من المصدر
(2) في المصدر: وابن أبي الرجال المدني وأبو الهندي
(3) مناقب ابن المغازلي ص 159 - 160
(4) ما بين المعقوفتين كان في المصدر.
245

قد يحب قومه، ان الرجل قد يحب قومه (1).
372 - وبالاسناد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان: ان أبا
الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى (2) الحافظ البغدادي اخبرهم اذنا،
قال: حدثنا محمد بن موسى الحضرمي بمصر، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال:
حدثنا أحمد بن يزيد، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عثمان الطويل، عن انس ابن
مالك قال: اهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله طير كان يعجبه اكله، فقال: اللهم إيتني بأحب
خلقك إليك يأكل من هذا الطائر معي فجاء علي عليه السلام فاستأذن على النبي صلى الله عليه وآله فقلت:
ما عليه اذن وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار فذهب ثم رجع، فقال: استأذن
لي على النبي صلى الله عليه وآله فسمع النبي صلى الله عليه وآله صوته فقال: ادخل يا علي، ثم قال: والى (3)
373 - وبالاسناد المقدم. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا
أبو عمر: محمد بن العباس بن حيوية الخزاز وأبو بكر: أحمد بن إبراهيم بن الحسن
بن شاذان البزار البغدادي اذنا، قال: ابن الحسين بن محمد حدثهم، قال: حدثنا
الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني، قال: حدثنا بشر بن الحسين، قال: حدثنا
الزبير بن عدي، عن انس قال: اهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
طير مشوى، فلما وضع بين يديه قال: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من
هذا الطائر، قال: فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال: فجاء علي عليه
السلام فقرع الباب قرعا خفيا، فقلت: من هذا؟ فقال: على، فقلت: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله على حاجة فانصرف، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول الثانية:
اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطير، فقلت في نفسي: اللهم
اجعله رجلا من الأنصار، قال: فجاء علي عليه السلام فقرع الباب، فقلت: ألم أخبرك:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 161
(2) وفى نسخة: ان أبا الحسن بن موسى بن عيسى
(3) مناقب ابن المغازلي ص 162.
246

ان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو
يقول الثالثة: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي عليه
السلام، فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: افتح، افتح، افتح، قال:
فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: اللهم والى، اللهم، والى، اللهم والى، قال:
فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وآله فأكل معه من الطير (1).
374 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن علي إجازة، ان أبا حفص:
عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ حدثهم قال: حدثنا الحنيفى الجواربي (2) حدثنا
إبراهيم بن صدقة قال: حدثنا يغنم بن سالم، حدثنا انس قال: اهدى لرسول الله
صلى الله عليه وآله طائر... وذكر الحديث (3).
375 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
البغدادي قدم علينا واسطا - بقرائتي عليه وأقربه - قلت له: أخبركم عمر بن أحمد
بن شاهين: أبو حفص اذنا، قال: حدثني يحيى بن محمد بن صاعد، قال:
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا سليمان
بن قرم، عن محمد بن شعيب، عن داوود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه،
عن جده: ابن عباس (رضي الله عنه) قال: اتى النبي صلى الله عليه وآله بطائر فقال: اللهم إيتني
برجل يحبه الله ورسوله، فجاء علي عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله: اللهم والى.
قال: وهذا حديث غريب تفرد به الحسين الرازي المروزي عن سليمان بن
قرم ولم يحدث به الا إبراهيم بن سعيد. (4)

(1) مناقب ابن المغازلي ص 163
(2) وفى نسخة أخرى: محمد بن الحنيفى الخوارزمي وفى المصدر: محمد بن
الحسين الجواربي
(3) مناقب ابن المغازلي ص 164
(4) مناقب ابن المغازلي ص 164.
247

376 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الواحد بن علي بن
العباس البزار الواسطي قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الله بن محمد (1) بن أحمد
بن أسد البزار، قال: حدثنا محمد بن العباس بن أحمد أبو مقاتل قال حدثنا:
العباس، قال: حدثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي، عن انس: ان النبي صلى الله عليه وآله اتى بطير
فقال: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي من هذا الطير، قال: فجاء علي بن أبي
طالب عليه السلام فقال: اللهم والى اللهم والى (2).
377 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن علي بن الفتح
الحربي البغدادي فيما كتب به إلى: ان أبا حفص: عمر بن أحمد بن شاهين حدثهم،
قال: حدثنا نصر بن القاسم الفرضي، حدثنا عيسى بن مساور الجوهري، قال: قال
لي يغنم بن سالم بن قنبر - ولقيته سنة تسعين ومائة - وقال يغنم بن سالم: لي اثنا عشر ومائة
سنة، قال لي انس بن مالك: اهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طير مشوى، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك - أو بمن تحبه - الشك من عيسى بن مساور
الجوهري - فجاء علي عليه السلام فرددته، ثم جاء، فرددته، فدخل في الثالثة أو في الرابعة
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ما حبسك عنى - أو ما أبطأ بك عنى - يا علي؟ قال: جئت فردني
انس ثم جئت فردني انس، ثم جئت فردني انس، قال لي: يا انس ما حملك على
ما صنعت؟ قال: رجوت أن يكون رجلا من الأنصار (3)، فقال: يا انس، أوفي
الأنصار خير من علي؟ أوفى الأنصار أفضل من علي؟ (4)
378 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي اذنا:

(1) في المصدر: عبيد الله بن محمد
(2) مناقب ابن المغازلي ص 166
(3) في المناقب، يا انس ما حملك على ما صنعت؟ أرجوت أن يكون رجلا من
الأنصار؟ فقلت: نعم...
(4) مناقب ابن المغازلي ص 165.
248

ان أبا نصر: أحمد بن محمد بن سهل بن مردويه البزار حدثهم املاء في صفر من
سنة أربع مائة، قال: حدثنا أحمد بن عيسى الناقد، قال حدثنا صالح بن مسمار،
حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله، عن نافع، عن انس بن
مالك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قرب إليه طير، فقال: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك،
يأكل معي من هذا الطير، قال: فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأكل معه (1).
379 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني أبو غالب محمد بن الحسين بن أبي
صالح المقرى العدل، قال حدثنا أبو نصر: أحمد بن محمد بن سهل بن مردويه
البزار، قال: حدثنا أبو بكر بن عيسى الناقد، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم،
حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا مسلم بن كيسان،
عن انس بن مالك قال: اتى النبي صلى الله عليه وآله باطيار فوضعهن بين يديه، فقال: اللهم
إيتني بأحب خلقك إليك، فقلت: اللهم ان شئت جعلته امرءا من الأنصار، فقال - يعنى
النبي صلى الله عليه وآله -: انك لست بأول من أحب قومه، فجاء علي عليه السلام فضرب الباب فاذنت
له، فلما دخل قال: اللهم والى (2).
380 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، قال: أخبرنا
هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان: أبو الفتح، يرفعه إلى أبى جعفر السباك، عن
انس بن مالك بمثله (3).
381 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن الحسين بن الطيب
الصوفي الواسطي - بقرائتي عليه - في المحرم سنة خمس وثلثين وأربع مائة، يرفعه
إلى قتادة، عن انس بن مالك بمثله. (4)
382 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب
.

(1) مناقب ابن المغازلي ص 167
(2) مناقب ابن المغازلي ص 168
(3) (4) مناقب ابن المغازلي ص 168 و 169.
249

بن طاوان السمسار إجازة ان أبا أحمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن أحمد
بن علي بن شوذب المقرى الواسطي، يرفعه إلى عمران بن هارون، عن يغنم عن
انس بن مالك بمثله. (1)
383 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب،
قال حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم، قال: حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يونس بن أرقم، قال: حدثنا مسلم بن
كيسان، عن انس بن مالك بمثله. (2)
384 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثني عيسى
بن محمد بن أحمد بن جريح - يعنى الطوماري - يرفعه إلى السدى بمثله (3).
385 - وبالاسناد المقدم، قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن عبد الله بن زياد يرفعه إلى عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدى بمثله. (4)
386 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال
حدثنا أحمد بن عمار يرفعه إلى عبد الله بن محمد بن عبد الله بن انس عن انس بمثله. (5)
387 - وبالاسناد المقدم قال أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: حدثنا محمد بن
إسحاق السوسي، يرفعه إلى عبد الله بن سليمان، عن انس بن مالك بمثله. (6)
388 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن

(1) وسند الحديث الأخير ملفق من سندين في المناقب
(2) مناقب ابن المغازلي ص 171
(3) مناقب ابن المغازلي ص 171
(4) مناقب ابن المغازلي ص 172
(5) مناقب ابن المغازلي ص 172 وفيه يرفعه إلى عبد الله بن المثنى، عن عبد الله
بن انس، عن انس...
(6) مناقب ابن المغازلي ص 173 وفيه: أخبرنا " أبى " يرفعه إلى جعفر بن سليمان،
عن عبد الله بن المثنى بن عبد الله، عن عبد الله بن انس قال: قال انس:.
250

عيسى بن الهيثم يرفعه إلى نافع، عن انس بن مالك بمثل. (1).
389 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا محمد
بن الحسن بن زياد، قال: حدثنا أحمد بن روح المروزي بمرو، قال: حدثنا العلاء
بن عمران، قال: حدثنا خالد بن عبيد قال: قال انس بن مالك: بينا انا ذات
يوم بباب النبي صلى الله عليه وآله إذ جائه رجل بطبق مغطى، فقال: هل من اذن؟ فقلت: نعم.
فوضع الطبق بين يدي رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وعليه طائر مشوى، فقال: أحب ان تملاء بطنك
من هذا يا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: غط عليه، ثم شال يديه (2) فقال: اللهم ادخل
على أحب خلقك إليك ينازعني هذا الطعام.
قال انس: فلما سمعت هذا قلت: اللهم اجعل هذه الدعوة في رجل من الأنصار
فخرجت أتشرف هل من أنصاري، ثلاثا، (3) فبينا انا كذلك، إذ دخل علي عليه السلام فقال:
هل من اذن؟ فقلت: لا، ولم يحملني على ذلك الا الحسد، فانصرف، فجعلت انظر
يمينا وشمالا هل من أنصاري، فلم أجد، ثم عاد علي عليه السلام فقال: هل من اذن؟ فقلت: لا.
ثم انصرف، فنظرت يمينا وشمالا ولا أنصاري، إذ عاد علي (ع) فقال: هل من اذن؟ إذ نادى
النبي صلى الله عليه وآله: ان ائذن له، قال: فدخل علي عليه السلام فجعل ينازع النبي صلى الله عليه وآله، فيومئذ
ثبتت مودة على في قلبي. (4)
390 - وبالاسناد المقدم قال: قال عمر بن عبد الله: هذا لفظ النقاش في حديث
المروزي وفى حديث محمد بن يونس: قال انس: اهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله طير مشوى

(1) مناقب ابن المغازلي ص 137 وفيه مع اختلاف في الرواة: عن الحسن بن
عبد الله، عن نافع
(2) شال السائل يديه إذا رفعهما يسأل بهما - لسان العرب
(3) هكذا في النسخ التي بأيدينا ولكن في المناقب: فخرجت أشوف رجلا من الأنصار.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 173.
251

فوضع بين يديه فقال: اللهم ادخل على من تحبه فدخل علي عليه السلام وذكر الحديث (1)
391 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث
في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من صحيح أبى داوود السجستاني
وهو كتاب السنن، وبالاسناد المقدم قال: عن انس بن مالك، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله
طائر قد طبخ له، فقال: اللهم إيتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي عليه السلام
فاكل معه منه (2).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن المحبة تشتمل على معنى وعبارة فاما المعنى:
فهو عبارة عن الإرادة، واما العبارة: فهي ان يقال: انها حقيقة في الشهوة، والشهوة إذا
كثرت وزادت وقويت، سميت عشقا، فهذا تلخيص حقيقة المحبة، فإذا وصف الانسان
منا بأنه يحب الله تعالى، فالمراد به انه يريد به تعظيمه والقيام بطاعته، وما جرى مجرى
ذلك، وإذا وصف القديم تعالى بأنه يحب أحدا من الناس فالمراد بذلك انه يريد
تعظيمه بقربه من طاعته وانعامه تعالى عليه بزيادة درجاته وزيادة منافعه، فهي من
القديم تعالى حقيقة في الإرادة لذلك، ولا دخول للعبارة في ذلك لان الشهوة لا تجوز
الا على الأجساد، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله قد سأل الله تعالى: ان يأتيه بأحب خلقه إليه والى
رسوله وتردد السؤال من النبي صلى الله عليه وآله في ذلك، وفى الجميع لم يأت الا أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام فثبت انه دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وإذا كانت المحبة من الله تعالى
له، هي إرادة تعظيمه ورفعته ودنوه منه وقربه من طاعته، وقد سألها النبي صلى الله عليه وآله
بلفظة " افعل " وهي مما يبالغ به في المدح لأنه صلى الله عليه وآله، قال: اللهم إيتني بأحب
خلقك إليك، و " أحب " على وزن " افعل " لان تشديده تقوم مقام حرف تقدير أحب:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 173. وفيه في آخر الحديث: اللهم ادخل على من
تحبه وأحبه.
(2) غاية المرام ص 473 نقلا من الجمع بين الصحاح الستة من صحيح أبى داود
وذكره الترمذي في صحيحه الجزء الخامس ص 636 مع اختلاف قليل.
252

احبب: على وزن افعل، فصارت هذه هي غاية المدحة له، وإذا كان الله تعالى يريد
قربه ورفعته وتعظيمه زيادة على كافة خلقه تعالى، فقد ثبتت مزيته على ساير الخلق
بدليل ثابت وهو سؤال النبي صلى الله عليه وآله لذلك، وإذا كان أحب خلق الله تعالى إليه، وجب
الاقتداء به دون غيره وهو غاية التنويه بذكره ودعاء الخلق إلى اتباعه، وفى هذه
المدحة أيضا، قطع النظارة له، لأنه إذا كان أحب خلق الله تعالى إليه، فلا مماثل له
في ذلك الا النبي صلى الله عليه وآله لان النبي صلى الله عليه وآله خارج من هذه الدعوة، يدل على ذلك قوله
صلى الله عليه وآله حين رآه: اللهم والى.
وفى الخبر الآخر يقول صلى الله عليه وآله: " إليك والى رسولك " فثبت ان السؤال لمن
عداه لان لا يعترض معترض على هذا الكلام: ومن كان أحب خلق الله تعالى إليه
وأحب خلق الله تعالى إلى رسوله، فقد عدم نظيره، ووجب تفرده بعلو المنزلة عند الله
تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله.
[قال] الفرزدق أبو فراس.
ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير خلق الله قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم خلق وان كرموا (1)
الفصل الثاني والثلاثون
في ذكر قضاياه في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده
392 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن، قال: حدثنا مالك بن سليمان: أبو انس
الأنصاري، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني صفوان بن عمرو، عن حميد بن

(1) الفرزدق: هو الشاعر همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية... التميمي المعروف
بالفرزدق ويكنى أبو فراس وهذان البيتان من قصيدته المعروفة التي يمدح بها الإمام السجاد
(عليه السلام) أمام هشام بن عبد الملك مطلعة:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم.
253

عبد الله بن يزيد المدني: انه ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله قضاء قضى به علي بن أبي طالب
عليه السلام، فاعجب النبي صلى الله عليه وآله، فقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (1)
393 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا إبراهيم بن يسار الرمادي (2)، قال: حدثنا
سفيان، قال: حدثنا الأجلح، عن عبد الله الكندي، (3) عن الشعبي، عن عبد الله
بن الخليل، عن زيد بن أرقم، قال: انى علي عليه السلام باليمن بثلاثة نفر وقعوا على
جارية في طهر واحد فولدت ولدا، فادعوه فقال علي عليه السلام لأحدهم: أتطيب به
نفسا لهذا؟ قال: لا وقال للاخر: أتطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا وقال للاخر: أتطيب
به نفسا لهذا؟ قال: لا، فقال: أراكم شركاء متشاكسين، انى مقرع بينكم فأيكم
اصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة وألزمته الولد، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فقال
ما أجد فيه الا ما قال علي عليه السلام (4).
394 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي،
قال: حدثنا سعيد - مولى بني هاشم - قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا سماك، عن
حنش عن علي عليه السلام: قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد اتوا
إلى زبية الأسد (5) فبينا هم كذلك يتدافعون، إذ سقط بينهم رجل فتعلق باخر، ثم
تعلق الرجل بآخر حتى صار فيها أربعة فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحرية
فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم فقاموا أولياء الأول إلى أولياء الاخر فاخرجوا السلاح

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 654 ح 1113
(2) في المصدر: إبراهيم بن بشار الرمادي
(3) وفى المصدر: حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 645 ح 1095 ومسند أحمد بن حنبل
ج 4 ص 373
(5) في المصدر: قد بنوا زبية للأسد: والزبية: حفيرة تحفر للأسد والصيد
ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها - النهاية لابن الأثير..
254

ليقتتلوا، فأتاهم علي عليه السلام على تفيئة ذلك (1)، فقال: تريدون ان تقاتلوا ورسول الله
صلى الله عليه وآله حي انا اقضي بينكم قضاء ان رضيتم فهو القضاء والا حجز (2) بعضكم عن
بعض حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله، فيكون هو الذي يقضى بينكم، فمن عدا بعد ذلك
فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر، ربع الدية وثلث الدية ونصف
الدية والدية كاملة، فللأول الربع لأنه أهلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية وللثالث
نصف الدية، فأبوا ان يرضوا فاتوا النبي صلى الله عليه وآله وهو عند مقام إبراهيم عليه السلام: فقصوا
عليه القصة فقال: انا اقضي بينكم، فقال رجل من القوم: ان عليا (ع) قضى فينا،
فقصوا عليه صلى الله عليه وآله القصة، فاجازه رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
395 - وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا سماك عن حنش:
ان عليا (ع) قال، وللرابع الدية كاملة (4).
396 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا علي بن حكم الأودي، قال: حدثنا محمد بن جعفر
الوركاني وحدثنا زكريا بن يحيى بن حموية (5) وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة
الحضرمي وحدثنا داود بن عمر الضبي، قال: حدثنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن
علي عليه السلام، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وآله إلى اليمن قاضيا فقلت: تبعثني إلى قوم ذوي أسنان
وانا حديث السن ولا علم لي بالفضاء؟ فوضع يده على صدري فقال: ثبتك الله وسددك الله

(1) تفيئة ذلك أي على اثر ذلك. لسان العرب
(2) حجزه أي منعه - مجمع البحرين
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 77. وفيه في رواه الحديث: حدثنا
أبو سعيد مولى بني هاشم
(4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 77
(5) وفى المصدر: وحدثنا زكريا بن يحيى زحمويه.
255

إذا جائك الخصمان فلا تقضى للأول حتى تسمع من الاخر، فإنه أجدر ان يتبين لك
القضاء قال: فما زلت قاضيا وهذا لفظ حديث داود بن عمر بعضهم أتم كلاما من بعض (1)
397 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد الخراساني، قال: حدثنا داود بن عمر الضبي وأبو الربيع الزهراني،
قالا: حدثنا شريك، عن سماك، عن حنش بن المعتمر، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى شاب وتبعثني إلى
أقوام ذوي أسنان، فدعى لي بدعوات: هذا لفظ أبى الزهراني، وزاد داود في حديثه:
فوضع يده على صدري وقال: ثبتك الله وسددك الله، وفى حديث أبي الربيع: فما
اختلف علي عليه السلام بعد ذلك القضاء (2).
398 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثني أبي، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي
إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي (ع) قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
اليمن قاضيا فقلت: انك تبعثني إلى قوم هم أسن منى لأقضي بينهم فقال: اذهب،
فان الله عز وجل سيهدي قلبك ويثبت لسانك (3).
399 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: حدثنا شريك عن سماك، عن حنش، عن علي بن أبي طالب
(ع) قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله تبعثني
إلى قوم أسن منى وانا حديث لا أبصر القضاء قال: فوضع يده على صدري وقال:
اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، يا علي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى
تسمع من الاخر كما سمعت من الأول فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك - القضاء قال:
فما اختلف على قضاء بعد - أوما أشكل على قضاء بعد - (4).

(1) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 149
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 645 - ح 1096
(3) (4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 88 - 111.
256

400 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن
علي عليه السلام قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن وانا شاب،
فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم اقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء فقال: ادن منى
فدنوت منه، فضرب يده على صدري وقال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، قال: فما
شككت في قضاء بين اثنين (1).
401 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبيد الله القواريري، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد،
عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن
عليه السلام (2).
402 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن سليمان، قال (3): حدثنا أبو طابق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جابر بن عبد الله الأنصاري: ان النبي صلى الله عليه وآله قضى بالشاهد مع
اليمين بالحجاز وقضى به علي عليه السلام بالكوفة (4).
403 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن: ان عمر
بن الخطاب أراد ان يرجم مجنونة، فقال علي عليه السلام: مالك ذلك، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يبرء

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 580 - ح 984
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 647 - ح 1100
(3) وفى المصدر: حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا أحمد بن يوسف بن سالم،
قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثنا...
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 673 - ح 1150.
257

أو يعقل، وعن الطفل حتى يحتلم: فادرأ عنها عمر (1).
404 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد بن يونس، قال: حدثنا زيد بن عمر بن عثمان (2) النميري البصري، قال:
حدثني أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي حازم قال: جاء رجل
إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب عليه السلام، فهو اعلم بها
فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلى من جواب على، فقال: بئسما قلت
ولؤم ما جئت به، ولقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغره
العلم غرا، ولقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه
لا نبي بعدى، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ يأخذ منه ولقد شهدت عمر وقد أشكل عليه
شئ فقال: عمر: هاهنا على؟ قم، لا أقام الله رجليك [والفضل ما شهدت به الأعداء] (3).
405 - ومن صحيح مسلم في الجزء الخامس منه في أوله على حد كراسين في
تفسير سورة الزخرف وبالاسناد المقدم قال وذكر: ان امرأة دخلت على زوجها
فولدت في ستة اشتهر، فذكر ذلك زوجها لعثمان بن عفان فامر بها ان ترجم، فدخل
عليه علي عليه السلام فقال له: ان الله عز وجل يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " (4)
وقال تعالى: " وفصاله في عامين " (5) قال: فوالله ما عبد عثمان ان بعث إليها فردت.
وقال الراوي: عبد: أي استنكف وانشد ابن قتيبة مصراع: واعبد ان تهجى
تميم بدارم: أي انف (6).

(1) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 140
(2) وفى المصدر: حدثنا وهب بن عمرو بن عثمان
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 675 - ح 1153 وما بين المعقوفتين
ليس في المصدر.
(4) الأحقاف: 15
(5) لقمان: 14
(6) غاية المرام ص 531 نقلا عن صحيح مسلم
258

406 - ومن الجميع بين الصحيحين للحميدي الحديث الأول من افراد
البخاري ومسلم من مسند أبي بن كعب الأنصاري.
وبالاسناد المقدم قال: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر:
أقرؤنا أبى وأقضانا على، وانا لندع كثيرا من قول أبى فان أبيا كان يقول: لا ادع
شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الله تعالى: " ما ننسخ من
آية أو ننسها " (1).
وفى حديث صدقة بن الفضل: وأبى يقول: اخذته من في رسول الله صلى الله عليه وآله،
فلا اتركه لشيئ. (2)
قال يحيى بن الحسن المصنف: اعلم أن القضاء والحكومة إنما هي منازل
الأنبياء وبعد الأنبياء عليهم السلام الأئمة، ولا يجوز لاحد ان يحكم في قضية في زمن نبي
من الأنبياء عليهم السلام الا أحد رجلين: اما أن يكون نائبا عن النبي (3) فيكون قد ابان
النبي فضله بذلك، ونوه باسمه (4) عند الأمة ليكون مرجع الأمة إليه بعد وفاة النبي،
فيكون ذلك دليلا على قيامه مقام النبي صلى الله عليه وآله بعد مضيه، لأنه بالحكومة بين الناس
تستخرج الحقوق وتحفظ الأموال وتحقن الدماء بها، وتوضع الأشياء مواضعها وتقام
بها الحدود، وهذا هو غاية ما يراد من الأنبياء عليهم السلام فلا يمكن ان يتولى ذلك في
زمن النبي من الأنبياء، الا من قام مقامه بعد موته، ومن كان اعلم أمته ومن كان
اقضي الأمة كان بنيابة النبي أولى من غيره لموضع استخراج الحقوق بعلمه واجتهاده
واخباره للأمة بما جهلته، ووضعه الحقوق مواضعها، وإقامته لحدود الله تعالى على
ما فرض وأوجب، وهذا غاية ما يدل به النبي صلى الله عليه وآله الأمة على ما يستحق به الولاء بعده

(1) البقرة: 106
(2) صحيح البخاري الجزء السادس ص 19
(3) وفى نسخة: نائبا في زمن النبي
(4) نوه باسمه: رفع ذكره... نوه به على أي شهره وعرفه - لسان العرب.
259

وهذا قد حصل لأمير المؤمنين عليه السلام في حال حياة النبي صلى الله عليه وآله
وأقره النبي صلى الله عليه وآله عليه ولم يعب عليه شيئا مما حكم به، ثم إنها سنة استمرت بعد مضى
النبي صلى الله عليه وآله ورجع إلى حكمه من تولى الامر دونه وشهد له بأنه اقضي الأمة بما
قد ثبت في الصحاح بما قدمناه من قول عمر: أقضانا علي عليه السلام، وبما رجع عمر في
حكمه إليه، وبما رجع عثمان في حكمه إليه ولم يشهد هو لاحد: انه اقضي منه، ولا انه
اعلم منه، ولا رجع إلى حكم أحد بما قد تقدم مما ذكرنا ومما لم نذكره كثيرا في
غير هذه الكتب المشار إليها، وإنما لم نأت الا بما لا يمكن النزاع فيه لكونه من
الصحاح، فثبت له استحقاق الولاء للأمة في حال كون النبي صلى الله عليه وآله
حيا وفى ما بعد، بدليل الميزة له فيما تجب الميزة فيه، وبدليل قوله تعالى: " إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون " (1) وكون هذه الآية آية الاستحقاق لولاء الأمة خاصة به، وقد تقدم
ذكرها من الصحاح فلا يمكن دفع ذلك، وما نبه النبي صلى الله عليه وآله برد الحكومة إليه في
حال حياته الا لموضع ما جعل الله له من استحقاق ولاء الأمة في هذه الآية، فليتأمل
ذلك ففيه بيان لمن تأمله.
والثاني - من أحد الرجلين الذين عقدنا الباب عليهما: أن يكون من يؤتى
الحكمة في حال وجود النبي صلى الله عليه وآله ولا يكون المراد به أن يكون للنيابة بعده وإنما
يكون ذلك تنبيها ودليلا على استحقاق نبوة الحاكم في ذلك المقام، فمن ذلك قوله
سبحانه وتعالى " وداود وسليمان " إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا
لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان (2) فكان تفهيم سليمان عليه السلام لهذه الحكومة دليلا
على نبوته واستحقاق الامر في حياة أبيه وبعد وفاته، فقد صارت الحكومة دليلا
لاستحقاق النبوة والإمامة، فالتنويه بذكر أمير المؤمنين عليه السلام للإمامة دون التنويه
بالنبوة بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: الا انه لا نبي بعدى.

(1) المائدة: 55
(2) الأنبياء: 79.
260

[قال] مهيار:
بعد أن يحسدوك فلفرط عجزهم * في المشكلات ولما فيك كمل
الصنو أنت والوصي دونهم * ووارث العلم وصاحب الرسل (1)
الفصل الثالث والثلاثون
(في أنه (ع) قال: سلوني قبل ان تفقدوني).
وانه لم يقدر أحد ان يقول ذلك غيره.
وانه سيد في الدنيا والآخرة.
وانه خير البشر. وانه خير أهل المدينة.
وانه أول من يدخل الجنة.
وانه ما من آية في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " الا وعلي (ع) رأسها وأميرها
وانه سيد المسلمين.
وان له كنزا في الجنة. وانه ذو قرنيها.
وان له لأضراسا ثواقب.
وانه كان يسمع وطأ جبرئيل (ع) فوق بيته (ع).
407 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن
سعيد قال: - رواه عن سعيد - قال: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقول:
سلوني الا علي بن أبي طالب (ع) (2).
408 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا

(1) لاحظ ديوان مهيار الديلمي الجزء الثاني ص 115
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 646 - ح 1098 وتاريخ الخلفاء
للسيوطي ص 171.
261

عبد الله بن الحسن الحراني، قال: حدثنا سويد بن سعيد، عن حسن، عن ابن عباس
قال: ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: انكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطأ
جبرئيل عليه السلام فوق بيته (1).
409 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
جدي، قال: حدثنا أبو قطن، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان
بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله وهو ابن مسعود قال: كنا نتحدث: ان أفضل
أهل المدينة علي بن أبي طالب عليه السلام (2).
410 - وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
هدية بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن
إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل، عن علي (ع): ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
يا علي أن لك كنزا في الجنة، وانك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة فإنما لك
الأولى وليست الأخيرة لك (3).
411 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد بن يونس، قال: حدثنا عبيد الله بن عائشة، قال: أخبرنا إسماعيل بن عمرو عن عمر
بن موسى، عن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، عن أبيه، عن جده: علي (ع) قال: شكوت
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حسد الناس إياي فقال صلى الله عليه وآله: أما ترضى أن تكون رابع أربعة
أول من يدخل الجنة: انا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن ايماننا وعن شمائلنا
وذرارينا خلف أزواجنا، وشيعتنا من ورائنا. (4)

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 653 - ح 1112 وفيه: سويد بن
سعيد، قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 604 - ح 1033 هذا في المطبوع
ولكن في بعض النسخ حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 648 ح 1101
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 624 - ح 1068.
262

412 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عبد الرزاق
قال: وأخبرنا معمر، عن الزهري عن عبد الله بن عباس قال: بعثني النبي صلى الله عليه وآله إلى
علي بن أبي طالب (ع) فقال: أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من أحبك فقد
أحبني، وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوى، وعدوى عدو الله، الويل لمن أبغضك
من بعدى (1).
413 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
إبراهيم بن شريك الكوفي، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي، قال: حدثنا
عيسى بن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: سمعته يقول: ليس من
آية في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " الا وعلى رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب
الله عز وجل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في القرآن وما ذكر عليا عليه السلام الا بخير (2).
414 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني علي بن صالح، عن أبيه عن سعيد بن عمر والقرشي
عن عبد الله بن عياش الزرقي قال: قلت له: أخبرنا عن هذا الرجل - يعنى علي بن
أبي طالب عليه السلام - قال: ان لنا أخطارا وأحسابا ونحن نكره إذا فرغ، فزع إلى
ضرس حديد، قال: قلت: وما ضرس حديد؟ قال: قراءة القرآن وفقه في الدين
وشجاعة وسماحة (3).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 642 ح 1092 وفيه: عن عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 654 - ح 1114 وفيه: حدثنا عيسى
عن علي بن نديمة
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 576 - ح 975.
263

415 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الهيثم بن خلف، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد ربه: أبو إسحاق الطائي، قال: حدثنا
معاوية بن عمار، عن أبي الزبير، قال: قلت لجابر: كيف كان علي عليه السلام فيكم؟
قال: ذلك من خير البشر، ما كنا نعرف المنافقين الا ببغضهم إياه (1).
416 - ومن صحيح مسلم في أول كراسة منه في تأويل سورة غافر - أعني حم
تنزيل الكتاب - وبالاسناد المقدم قال: وقد روى بعضهم عن ابن عباس أنه قال:
كان علي (ع) يعرف بها الفتن وأراه ذكر في هذا الحديث: وكل جماعة كانت في
الأرض أو تكون في الأرض، ومن كل قرية كانت أو تكون في الأرض.
قال: وقد روى عن علي (ع) أنه قال على المنبر: سلوني قبل ان تفقدوني
سلوني عن كتاب الله تعالى وما من آية الا واعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل
ارض، وسلوني عن الفتن وما من فتنة الا وقد علمت كبشها ومن يقتل فيها وروى
عنه من نحو هذا كثير (2).
417 - ومن مناقب الفقيه بن المغازلي الشافعي وبالاسناد المقدم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين
ويعسوب الدين (3).
وقال: قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى: تغلب عن اليعسوب؟
فقال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها (4).
واسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن أبي إسحاق: إبراهيم بن غسان
البصري إجازة ان أبا على: الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 671 - ح 1146
(2) غاية المرام ص 524 نقلا عن صحيح مسلم ومسند أحمد بن حنبل
(3) مناقب ابن المغازلي ص 65 - 66.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 65 - 66.
264

قال: حدثنا أبو القاسم: عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثنا أبي: أحمد بن
عامر، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر
قال: حدثني أبي: جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي: محمد بن علي قال: حدثني أبي
: علي بن الحسين، قال: حدثني أبي: الحسين بن علي، قال: حدثني أبي: علي بن أبي
طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك سيد المسلمين الخبر بتمامه (1)
418 - وباسناده أيضا عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
انك قسيم الجنة والنار وانك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب (2).
419 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا
أبو عبد الله: الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدثنا أحمد بن قيس بن الحسين
البلدي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال:
حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أحمد بن إبراهيم، عن سلمة بن أبي
الطفيل، عن علي (ع) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك ذو قرنيها وان لك
كنزا في الجنة، فلا تتبع النظرة النظرة فان لك الأولى وليست لك الأخيرة (3).
420 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى الغندجاني،
- يرفعه إلى سلمة بن أبي الطفيل - عن علي عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله بمثله، قل:
وقال الصولي: سال إبراهيم الحربي عن تفسير هذا الحديث؟ فقال: حدثني أحمد بن
حاتم قال: سمعت الأصمعي يقول: القرنان: حرفا الهامة عن يمين وشمال، ثم حدثنا
الحربي، قال: حدثنا عبيد الله بن يحيى، عن سفيان، عن حبيب، عن أبي الطفيل

(1) مناقب ابن المغازلي ص 65، ذكر ابن المغازلي اسناد هذه الرواية في ص 64
(2) مناقب ابن المغازلي ص 67
(3) هذا الحديث وما بعده لم نجده في المطبوع من مناقب ابن المغازلي ولكنه
موجود في كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل ج 2 ص 601 - ح 1028 مع اختلاف في الرواة
وفى مسنده ج 1 ص 159 باختلاف يسير وذكره صاحب الغارات في الجزء الثاني منها ص 741.
265

قال: قال على: كان ذو القرنين رجلا ناصحا لله عز وجل فدعا قومه إلى الله فضربوه
على قرنه ثم دعاهم إلى الله فضربوه على قرنه فمات.
ثم حدثنا الحربي قال: حدثنا عمر بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن القاسم
بن أبي برة، عن أبي الطفيل فذكر مثله وزاد: ان عليا عليه السلام فيكم اليوم مثله (1).
قال أبو إسحاق: معنى الحديث انه في هذه الأمة كذي القرنين في أمته وان
لم يجر للأمة ذكر كما قال تعالى: " حتى توارت بالحجاب " (2) - يعنى الشمس -
وان لم يجر لها ذكر بذلك، حدثني الأثرم، عن أبي عبيد كما قال تعالى: " ما ترك
على ظهرها من دابة " (3) فاظهر كناية الأرض ولم يظهرها وكذلك أمر الأمة في الحديث
قال الصولي: والدليل على صحة هذا ان عليا عليه السلام دعى الناس إلى الله عز وجل فضربوه
على رأسه فكان بمنزلة ذي القرنين قال: وقال غير الحربي: وانك ذو قرنيها - يعنى
الجنة أنت فيها بمنزله ذلك (4) - قال ابن المغازلي: فالأول عندي أجود. وكذا قال
يحيى بن الحسن المصنف [أيده الله تعالى] وهو أليق بالصواب.
421 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: محمد بن محمد بن مخلد
البزار: ان أبا الفضل: عبد الواحد بن عبد العزيز حدثهم، قال: أخبرنا أحمد بن
إبراهيم، قال: أخبرنا علي بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا سعيد بن
أوس (5) حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش عن عباية بن ربيع عن أبي أيوب
الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع): ان لك لأضراسا ثواقب
أمرت بتزويجك من السماء وقتلك المشركين يوم بدر، وتقتل من بعدى على سنتي
وتبرئ ذمتي (6).

(1) الغارات الجزء الثاني ص 740
(2) سورة ص: 32
(3) الفاطر: 45
(4) الغارات الجزء الثاني ص 782
(5) في المصدر: حدثنا سعيد بن إدريس
(6) مناقب ابن المغازلي ص 100.
266

422 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن بن الطيب الصوفي يرفعه
إلى قيس بن الربيع عن الأعمش، عن عباية، عن أبي أيوب قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله. يقول لعلى (ع): ان لك لأضراسا ثواقب: أمرت بتزويجك من السماء
ولقتلك المشركين، وتقتل من بعدى على سنتي وتبرئ ذمتي (1).
423 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل
النحوي اذنا ان أبا الفتح: محمد بن الحسن البغدادي حدثهم، قال؟ قرئ على أبى
محمد: جعفر بن نصير الخلدي وانا اسمع قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش،
عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري: ان رسول الله صلى الله عليه وآله، مرض مرضة، فدخلت
عليه فاطمة عليها السلام تعوده، وهو ناقة من مرضه فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله من الجهد
والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها، فقال لها: يا فاطمة ان الله عز وجل اطلع إلى
الأرض اطلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع إليها الثانية، فاختار منها بعلك
فأوحى إلى فأنكحته واتخذته وصيا، اما علمت يا فاطمة ان لكرامة الله إياك زوجك
أعظمهم حلما وأعلمهم علما وأقدمهم سلما، فسرت بذلك فاطمة عليها السلام واستبشرت،
ثم قال لها عليها السلام رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة لعلى ثمانية أضراس ثواقب: ايمان بالله ورسوله
وحكمة، وتزويجه فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
وقضائه بكتاب الله عز وجل، يا فاطمة انا أهل البيت أعطينا سبع خصال لم يعطها
أحد من الأولين والآخرين قبلنا أو قال: ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا
أفضل الأنبياء وهو أبوك صلى الله عليه وآله ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء
وهو حمزة عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن
عمك ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ومنا والذي نفسي بيده مهدى هذه الأمة (2).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 101 وفيه: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
الطيب الصوفي
(2) مناقب ابن المغازلي ص 101.
267

424 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن الحسين بن أبي
صالح المقرى وأبو غالب: الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن اللكاف الواسطيان
قالا: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن سهل بن مردويه البزار، قال: حدثنا أبو الأزهر: (1)
أحمد بن الأزهر قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله
بن عبد الله عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: أنت
سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك
عدوى، وعدوى عدو الله عز وجل. ويل لمن أبغضك من بعدى (2).
425 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طاهر: محمد بن علي بن محمد البيع
البغدادي فيما كتبه إلى يخبرني: ان أبا محمد: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي
حدثهم قال: حدثنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، قال: حدثنا محمد
بن إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن عديس، قال: حدثنا جعفر الأحمر، قال:
حدثنا هلال الصواف عن عبد الله بن كثير - أو كثير بن عبد الله - عن ابن اخطب، عن محمد
بن عبد الرحمان بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان ليلة
اسرى بي إلى السماء إذا قصر احمر من ياقوتة يتلألأ، فأوحى إلى في علي: انه سيد
المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين (3).
426 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
قال: أخبرنا أبو عمر: محمد بن العباس، عن حيوية الخزاز إجازة قال: حدثنا
إبراهيم بن عباد الكرماني، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، أخبرنا جعفر بن زياد،
عن هلال الوزان، عن أبي كثير الأسدي، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة [عن أبيه]

(1) وفى المصدر: حدثنا البزار، حدثنا أحمد بن عيسى الناقد، حدثنا إبراهيم بن
محمد، حدثنا أبو الأزهر.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 103
(3) مناقب ابن المغازلي ص 104 وفيه: ان أبا احمد: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي.
268

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انتهيت ليلة اسرى بي إلى سدرة المنتهى فأوحى إلى في علي
ثلاث: انه امام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم.
قال ابن أبي داود: ولم يرو هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله غير هذا الرجل (1).
قال يحيى بن الحسن: هذه اخبار مختلفة الألفاظ في معان شتى كل معنى إذا
تأمل حق التأمل كان موجبا له ولاء الأمة بطريق لا يستحقها غيره، ومن كان كذلك كان
أولى بالاتباع.
منها ما دل على كونه سيد المسلمين وعلى كونه سيدا في الدنيا والآخرة.
ومنها - انه من خير البشر.
ومنها - انه خير أهل المدينة وموضع السيادة معلوم لا يستحق اطلاقه من
الرسول صلى الله عليه وآله الا مستحق ولاء الأمة، والقدرة عليها، وهذه لفظة شاملة لكل مسلم
وشاملة لكل بشر وشاملة لأهل المدينة كافة فتجب له السيادة على الكافة على مقتضى
لفظ اللغة وعرفها، لا خلاف في ذلك عند من له أدنى معرفة به.
ومن ذلك ما ذكر من صحيح مسلم ما أخبر به عن علمه عليه السلام: ما كان من كل
جماعة في الأرض أو يكون، وكذلك ما كان من كل قرية أو يكون في الأرض.
وما أخبر عن علمه بكتاب الله تعالى وبكل آية أين نزلت وفيمن أنزلت.
وعن علمه بالفتن ومن يقتل فيها.
وبقوله (ع): سلوني قبل ان تفقدوني ونحو ذلك، ومن كان يعلم ما كان وما
يكون، ألا ترى انه أولى بموضع الاقتداء من غيره لموضع ما فضل الله تعالى به من
يعلم على من ليس كذلك بدليل قوله سبحانه وتعالى: " هل يستوى الذين يعلمون
والذين لا يعلمون " (2).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 105 وفيه: العباس بن حيوية الخزاز إجازة، حدثنا ابن أبي
داود حدثنا إبراهيم
(2) الزمر: 9.
269

وبقوله تعالى: " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " (1)
وبقوله تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء (2) وما يعقلها الا العالمون (3)
وما أشبه ذلك.
والعلم على ضربين: علم ما كان قد يقع من النبي صلى الله عليه وآله ومن الإمام (ع)،
ومن غير النبي والامام ممن قرؤا درس العلماء (4).
واما علم ما يكون فلا يقع الا من نبي أو امام عليهما السلام لان الله تعالى يطلع رسوله
على مثل ذلك والرسول يطلع الامام على ما اطلعه الله تعالى حتى يستدل به على
استحقاق مقامه بعد الرسول.
ومنها - قول ابن عباس: انه كان يسمع وطأ جبرئيل (ع) فوق بيته.
ومنها - قول ابن عباس: انه مامن آية في القرآن " يا أيها الذين آمنوا "
الا وعلى رأسها وأميرها وشريفها، وهذا كله مما لا نظير له في وجوب السيادة.
[قال] المتنبي:
يدل بمعنى واحد كل فاخر * وقد جمع الرحمان فيك المعانيا (5)
الفصل الرابع والثلاثون
" في أمر النبي صلى الله عليه وآله بحب علي (ع) "
وقوله: واجعل لي وزيرا من أهلي.
وقوله: نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة وبنو هاشم خير انسان.
قول ابن عباس عند موته.

(1) المجادلة: 11
(2) فاطر: 28
(3) العنكبوت: 43
(4) وفى نسخة: ممن قرء ودارس العلماء
(5) أعيان الشيعة ج 2 ص 526 من الطبعة الجديدة في عشرة اجزاء والشعر هذا
من قصيدة يمدح بها أحد الملوك الأخشيدي بمصر.
270

وقوله صلى الله عليه وآله: من فارقك فقد فارقني، وحربك حربي، وسلمك سلمى.
وقوله صلى الله عليه وآله: المرء مع من أحب.
وقوله: من أراد ان يتمسك بالقضيب الأحمر.
وقوله: لا يبالي من مات يبغض عليا (ع) مات يهوديا أو نصرانيا وغير ذلك.
وفى سقى علي (ع) الماء يوم بدر.
427 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
قال: حدثني أبي، قال حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة،
عن ابن بريدة عن أبيه: بريدة: انه مر على مجلس وهم يتناولون من علي (ع)
فوقف عليهم وقال: انه قد كان في نفسي على على شئ وكان خالد بن الوليد
كذلك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في سرية عليها على فأصبنا سبيا، قال: فاخذ على جارية
من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، قال: فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وآله
جعلت أحدثه بما كان ثم قلت: ان عليا اخذ جارية من الخمس قال: وكنت رجلا
مكبابا (1) قال: فرفعت راسي فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وآله قد تغبر فقال: من كنت مولاه
فعلي مولاه (2).
428 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد بن يونس، قال حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن سليمان السموأل
المخزومي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن
عبد الله بن حنطب، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة فقال: يا أيها
الناس قدموا قريشا ولا تتقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها، ولقوة رجل من قريش
تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم،

(1) مكبابا - أي كثير النظر إلى الأرض - لسان العرب ج 1 ص 696
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 689 - ح 1177 وفيه في آخر
الحديث: من كنت وليه فعلى وليه.
271

يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قربيها اخى وابن عمى على ابن أبي طالب فإنه لا يحبه
الا مؤمن، ولا يبغضه الا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد ابغضني ومن
ابغضني، فقد عذبه الله عز وجل (1).
429 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الحسن بن علي البصري، حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا
الحكم بن ظهير، عن السدى عن أبي صالح، قال: لما حضرت عبد الله بن عباس الوفاة
قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (2).
430 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل (3) قال: حدثنا
شريك، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد
بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب ان يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه
الله عز وجل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب (4)
431 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: وفى ما كتب إلينا عبد الله بن عامر الكوفي (5) يذكر: ان عبادة بن يعقوب
حدثهم، قال: حدثنا علي بن عابس، عن الحارث بن خضيرة، عن القاسم قال: سمعت
رجلا من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
اللهم، انى أقول كما قال اخى موسى: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي، عليا اخى، اشدد
به ازرى وأشركه في امرى كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا، انك كنت بنا بصيرا (6)

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 622 - ح 1066
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 662 - ح 1129
(3) وفى المصدر: حدثنا الحسن قال: حدثنا الحسن بن علي بن راشد
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 664 - ح 1132 وفيه زيادة من الرواة
(5) وفى المصدر: عبد الله بن غنام الكوفي
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 678 - ح 1158 وهذه الكلمات
مأخوذة من الآيات في سورة طه.
272

432 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبيد الله بن سليمان يذكر: ان موسى زياد حدثهم،
قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن بسام الصيرفي، عن الحسن بن عمر القمي، عن
رشيد بن أبي راشد، عن حبة العرني، عن علي عليه السلام قال: نحن النجباء وافراطنا افراط
الأنبياء عليهم السلام وحزبنا حزب الله، وحزب الفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوى بيننا
وبين عدونا فليس منا (1).
433 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي
، قال: (2) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان بن معمر - وهو أبو طوالة الأنصاري -
عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، عن زيد وابن أبي سعيد الخدري، عن أبي
سعيد الخدري قال: شكى عليا - يعنى علي بن أبي طالب عليه السلام - الناس إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله فقام فينا خطيبا فسمعته يقول: يا أيها الناس لا تشكوا عليا، فوالله لهو أخيشن
في ذات الله وسبيل الله (3).
في قوله صلى الله عليه وآله: بنو هاشم خير انسان
434 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد،
قال: حدثنا بهلول، عن معروف الشامي، قال: حدثنا موسى بن عبيدة الزهري، عن
عمرو بن عبد الله الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي جبرئيل:
يا محمد قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد انسانا خيرا من بني هاشم (4).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 679 - ح 1160
(2) وفى المصدر: قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن أبي
إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية.
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 679 - ح 1161 و " أخيشن " تصغير
" الأخشن " كما في اللسان.
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 628 - ح 1073 وفيه: فلم أجد
ولد أب خيرا من بني هاشم.
273

في تسليم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل (ع) على على أمير المؤمنين (ع)
في ليلة بدر
435 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله
بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، حدثنا سعد بن
الصلت، قال: حدثنا أبو الجارود الرحبي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن
الحارث، عن علي عليه السلام قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يستقى لنا
من الماء؟ فأحجم الناس، فقام علي (ع) فاحتضن قربة ثم اتى بئرا بعيدة القعر مظلمة
فانحدر فيها، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل عليهم السلام: تأهبوا (1) لنصر محمد
وحزبه فهبطوا من السماء لهم لغط (2) يذعر (3) من سمعه فلما حاذوا البئر سلموا على
علي (ع) من عند ربهم عن اخرهم كراما وتبجيلا (4).
436 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا
نصر بن علي بن حسين بن علي الجهضمي قال: اخبرني علي بن جعفر قال: اخبرني اخى:
موسى بن جعفر، عن أبيه: جعفر بن محمد، عن أبيه: محمد بن علي، عن أبيه: علي بن
الحسين بن علي، عن أبيه عن جده عليهم السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اخذ بيد الحسن والحسين
عليهما السلام فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (5)
437 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: اخبرني ابن نمير، قال: حدثنا عامر بن السبط، قال: حدثني أبو الجحاف
عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر " رضي الله عنه " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي
انه من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني (6).

(1) تأهب: استعد - لسان العرب
(2) اللغط: الأصوات المبهمة المختلطة - لسان العرب
(3) الذعر: الخوف والفزع - لسان العرب
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 613 - ح 1049 و " الاحجام ": ضد الاقدام
(5) فضائل الصحابة لا حمد بن حنبل ج 2 ص 693 - ح 1185
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 570 - ح 962.
274

348 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثنا روح: حدثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس وقال روح: امره ليقبض بعض
الخمس، قال: فأصبح على ورأسه يقطر، فقال خالد لبريدة: ألا ترى إلى ما يصنع
هذا - أو ما صنع هذا؟ قال: فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، أخبرته بما صنع
علي عليه السلام قال: وكنت أبغض عليا، قال: فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ قال: قلت:
نعم. فقال: لا تبغضه، قال روح: فأمره فاحبه، فان له في الخمس أكثر من ذلك (1)
439 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الجليل، قال: انتهيت إلى حلقة فيها
أبو مخلد وابنا بريدة، فقال: عبد الله بن بريده: حدثني أبي بريدة قال: أبغضت عليا
بغضا لم أبغضه أحدا قط قال: وأحببت رجلا من قريش لم أحبه الا على بغضه عليا عليه السلام
قال: فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته، ما صحبته الا على بغضه عليا قال: فأصبنا
سبيا قال: فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: ابعث إلينا من يخمسه، قال: فبعث إلينا عليا،
وفى السبي وصيفة هي من أفضل السبي، فاتخذها علي عليه السلام لنفسه فخرج ورأسه يقطر
فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ فقال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي؟ فانى
قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ثم صارت
في آل على، فوقعت بها، قال: وكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وآله فقلت للرجل: ابعثني
مصدقا قال: فبعثني، فجعلت اقرأ الكتاب على النبي صلى الله عليه وآله وأقول: صدق، فامسك
رسول الله بيدي الكتاب فقال: أتبغض عليا؟ قال: فقلت: نعم، قال: فلا تبغضه،
فان كنت تحبه فازدد له حبا فوالذي نفس محمد بيده لنصيب على في الخمس أفضل
من وصيفة، قال: فما كان أحد من الناس بعد قول النبي صلى الله عليه وآله أحب إلى من علي بن أبي طالب
عليه السلام (2).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص 690 - ح 1179
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 690 - ح 1180.
275

440 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح
عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبيد الله بن سنان الأسلمي، عن عمرو بن شاس
الأسلمي قال: وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع علي - يعنى ابن أبي طالب
عليه السلام - إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت عليه في نفسي، فلما قدمت
أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخلت المسجد ذات
غداة ورسول الله صلى الله عليه وآله في ناس من أصحابه، رآني أحدني عينيه، يعنى حدد إلى النظر -
حتى إذا جلست.
قال: يا عمرو أما والله، لقد آذيتني، قلت: أعوذ بالله ان أوذيك يا رسول الله
قال: بلى، من آذى عليا فقد آذاني (1).
441 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
مروان (2) بن معاوية، قال: حدثنا فتان بن عبد الله قال: سمعت مصعب بن سعد
يحدث عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من آذى عليا فقد آذاني (3).
442 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن شريك، قال: حدثنا أبو ربيعة، عن ابن بريدة،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله يحب من أصحابي أربعة، اخبرني انه
يحبهم وأمرني ان أحبهم، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: ان عليا (ع) منهم (4).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 579 - ح 981
(2) وفى المصدر: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال:
حدثنا مروان.
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 633 - ح 1078
(4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الخامس ص 351 - وفيه في آخر الحديث:
أبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي.
276

443 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
الفضل بن حباب البصري بالبصرة، قال: حدثنا القعنبي: عبد الله مسلمة، قال: حدثنا
ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة - وهو ابن الزبير: - ان رجلا وقع في علي بن أبي طالب
(ع) بمحضر من عمر فقال له عمر: أتعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد
بن عبد الله بن عبد المطلب. وعلي بن أبي طالب، ابن عبد المطلب، فلا تذكر عليا الا
بخير، فإنك ان أبغضته آذيت هذا في قبره (1).
444 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني
يحيى بن عبد الحميد المحمدي، قال: حدثنا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي، عن
ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: امرني الله بحب أربعة وأخبرني
انه يحبهم، انك يا علي منهم، انك يا علي منهم (2).
هكذا وجدت في بعض النسخ.
445 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
قال: حدثنا اسود بن عامر، قال: أخبرنا شريك عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن
أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: امرني الله عز وجل بحب أربعة من أصحابي. أرى شريكا
قال، قال: وأخبرني وانه يحبهم، على منهم، على منهم وأبو ذر وسلمان ومقداد
الكندي (3).
446 - قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد المحمدي، قال: حدثنا شريك، عن أبي
ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: امرني الله بحب
أربعة من أصحابي وأخبرني انه يحبهم، انك يا علي منهم، انك يا علي منهم، انك

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 641 - ح 1089
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 648 - ح 1103
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 689 - ح 1176.
277

يا علي منهم وأبو ذر وسلمان والمقداد الكندي (1).
447 - ومن صحيح البخاري في الجزء السابع في وسط الجزء سواء في باب
علامة الحب في الله، لقوله تعالى عز وجل: " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم
الله " (2).
وبالاسناد المقدم قال: حدثني بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر،
عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، من عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: المرء
مع من أحب (3).
448 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش
عن أبي وائل: قال: قال عبد الله بن مسعود: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول
الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء
مع من أحب (4).
قال: وتابعه جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانة عن الأعمش، عن أبي
وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله (5).
449 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا
الأعمش، عن أبي وائل عن أبي موسى قال: قيل للنبي صلى الله عليه وآله: الرجل يحب القوم
ولما يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحب تابعه أبو معاوية ومحمد بن عبيد (6).
450 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبدان، قال: اخبرني أبى، عن شعبة

(1) هذا الحديث متحد متنا وسندا مع الحديث السابق الرقم 445 ولم يكن في بعض
النسخ.
(2) آل عمران: 31
(3) (4) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 39
(5) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 39
(6) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 39.
278

عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن انس بن مالك: ان رجلا سأل
النبي صلى الله عليه وآله: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: فقال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت
لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة، لكن أحب الله ورسوله، قال: أنت مع من
أحببت (1).
451 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع والخمسون
من المتفق عليه من البخاري ومسلم، من مسند عبد الله بن مسعود وبالاسناد المقدم
قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوما
لم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء مع من أحب (2).
452 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الواسطي الشافعي في قول النبي صلى الله عليه وآله
في علي: انا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة.
وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة عن القاضي
أبى الفرج: أحمد بن علي بن جعفر الخيوطي، قال: [حدثنا عبد الحميد بن موسى
وهو العباد] حدثني محمد بن إسحاق الخزاز السوسي وإبراهيم بن عبد السلام قالا:
حدثنا علي بن المثنى، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى [حدثنا مطر] بن أبي مطر عن
انس بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله واتى علي عليه السلام مقبلا، فقال: انا وهذا حجة
على أمتي يوم القيامة (3).
453 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن علي بن الحسين
بن عبد الرحمان العلوي، فيما كتب به إلى قال: حدثني أبو الطيب: محمد بن
الحسين التيملي البزار، قال: حدثني الحسين بن علي السلولي، قال: حدثني محمد
بن الحسن السلولي، قال: حدثني صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهر الرازي

(1) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 40
(2) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 39
(3) مناقب ابن المغازلي ص 45 وما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
279

[عن الأعشى الثقفي]: عن سلام الجعفي، عن أبي جعفر، عن أبي برزة، عن
النبي صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى في علي عليه السلام عهدا، فقلت: يا رب بينه
لي فقال الله عز وجل: اسمع، قلت: سمعت، قال: ان عليا راية الهدى وامام أوليائي
ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن اطاعه
أطاعني، فبشره بذلك، قال: قال: فبشرته، قال: فقال علي عليه السلام: يا نبي الله انا
عبد الله وفى قبضته، فان يعذبني فبذنبي ولم يظلمني، وان يتم الذي بشرني به فالله
أولى به، قال: فقلت: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعة الايمان بك، فقال الله عز وجل
فانى قد فعلت ذلك به، ثم إن الله عهد إلى: انى استخصه من البلاء ما لا أخص به
أحدا من أصحابك فقلت: يا رب اخى وصاحبي فقال الله عز وجل: ان هذا أمر قد سبق
انه مبتلى ومبتلى به (1)
454 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن الحسين بن الطيب
إجازة، قال: حدثني عبيد الله بن أحمد المقرى الحافظ، قال: حدثني محمد بن
إسماعيل الوراق، قال: حدثني أبو العباس: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ، قال: حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي من ولد يحيى بن محمد عن عمر
بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
حق على على المسلمين كحق الوالد على ولده (2).
455 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طاهر، محمد بن علي بن محمد بن
عبد الله البيع البغدادي، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن
الصلت المالكي، قال: حدثني أبو بكر: محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي

(1) مناقب ابن المغازلي ص 46 وما بين المعقوفتين موجود في المصدر. وفيه
أيضا: قال: حدثني محمد بن علي السلولي.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 47 وفيه: حدثني عيسى بن عبد الله المحمدي، من
ولد علي بن محمد بن عمر بن علي.
280

قال: حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: حدثني سعيد بن عبد الحميد، قال حدثني زياد
بن عبد الله الهمامي، قال: حدثني عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن بنو عبد المطلب سادة
أهل الجنة: انا وعلى وجعفر ابنا أبى طالب، وحمزة بن عبد المطلب، والحسن
والحسين عليهما السلام (1).
456 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى
الغندجاني، قال: حدثنا أبو الفتح: هلال بن محمد الحفار، قال: حدثني إسماعيل
بن علي بن رزين عن أبيه، قال: حدثني اخى: دعبل بن علي الخزاعي، قال
حدثني شعبة بن الحجاج، عن أبي التياح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
اتاني جبرئيل (ع) بدرنوك من درانيك الجنة (2) فجلست عليه فلما صرت بين يدي
ربى كلمني وناجاني، فما علمت شيئا الا علمته عليا عليه السلام فهو باب مدينة علمي ثم دعاه النبي
إليه فقال له: يا علي سلمك سلمى وحربك حربي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي
من بعدى (3).
457 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه
الشافعي، قال: أخبرنا أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المقلب بابن السقاء الحافظ
الواسطي، قال: حدثني محمد بن علي بن هاشم الموصلي، قال: حدثني [محمد
بن عبد الله بن محمد المؤدب] قال: حدثني [محمد بن الحارث المصري، قال:
حدثنا يزيد بن زريع، قال حدثنا بهز بن] حكيم، عن أبيه، عن جده - وجده معاوية
بن حيدة القشيري - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلى عليه السلام: يا علي لا يبالي من مات
وهو يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا فقال يزيد بن زريع: فقلت لبهز بن حكيم:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 48
(2) الدرنوك: البساط - لسان العرب
(3) مناقب ابن المغازلي ص 50.
281

أحدثك أبوك عن النبي صلى الله عليه وآله بهذا؟ قال: الله، لحدثني أبى، عن جدي والا فاصم الله
اذني بصمام (1) من نار (2).
458 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن المظفر، قال: أخبرنا عبد الله
بن محمد الحافظ، قال: حدثني محمد بن علي بن هشام بن يونس اللؤلؤي بالكوفة
قال: حدثني جدي: هشام بن يونس، قال: حدثني حسين بن سليمان الرفاء، قال:
حدثنا عبد الملك بن عمير، عن انس بن مالك قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وعنده جماعة
من أصحابه فقالوا: والله يا رسول الله انك لأحب إلينا من أنفسنا وأولادنا، قال:
ودخل عليه علي عليه السلام فنظر إليه النبي صلى الله عليه وآله فقال له: كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني (3)
459 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، قال:
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ، قال: حدثنا أبو الحسين: قال:
بن الحسين بن سعيد المقرى - نزيل واسط - قال: حدثني الحسن بن الصباح الزعفراني
وسئله أبى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن
عباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليهما السلام غضبان فقال له
النبي صلى الله عليه وآله: ما أغضبك؟ فقال آذوني فيك بنو عمك، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله مغضبا
فقال: يا أيها الناس من آذى عليا فقد آذاني، ان عليا أولكم ايمانا وأوفاكم بعهد الله،
يا أيها الناس من اذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.
فقال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا رسول الله وان شهد ان لا إله إلا الله وانك
محمد رسول الله؟ فقال: يا جابر كلمة يحتجزون بها - ان لا تسفك دماؤهم وان
لا تستباح أموالهم وان لا يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (4).

(1) الصمام: ما ادخل في فم القارورة - لسان العرب
(2) مناقب ابن المغازلي ص 50 - 51 وما بين المعقوفتين كان في المصدر
(3) مناقب ابن المغازلي ص 51 وفيه: فدخل حينئذ علي (ع)
(4) مناقب ابن المغازلي ص 52.
282

460 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو إسحاق: إبراهيم بن غسان البصري
إجازة ان أبا على: الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم قال: حدثنا أبو القاسم:
عبد الله بن أبي عامر الطائي، قال: حدثنا أحمد بن عامر قال: حدثنا: علي بن موسى
الرضا عليه السلام، وقال: حدثني أبي: موسى بن جعفر، حدثني أبي: جعفر بن محمد بن علي
، حدثني علي بن الحسين، حدثني أبي: الحسين بن علي، حدثني أبي: علي بن أبي طالب
عليهم السلام جميعا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: من قاتلك في آخر الزمان
فكأنما قاتل مع الدجال (1).
461 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثالث في
باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام وبالاسناد المقدم من سنن أبي داود، قال: عن
علي عليه السلام قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني وإذا سكت ابتدأني واخذ
بيد الحسن والحسين عليهما السلام يوما وقال: من أحب هذين وأباهما وأمهما ومات، كان
متبعا لسنتي كان معي في الجنة (2).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد حث على محبة أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه الأخبار غاية الحث حتى أنه جعل من أحبه وأحب ابنيه
وأمهما معه في درجته في الجنة ولفظ " مع " يقتضى المصاحبة.
وقوله: أوفى درجتي، أوفى من كل قول أنبأ عن أعلى رتبة لان درجة النبي
صلى الله عليه وآله أعلى الدرجات، وإذا كانت تبلغ بحب علي عليه السلام فقد قامت مقام كل عمل
يرجو الانسان النجاة به، وما ذلك الا لرسول الله أو لمن قام مقامه بعده، فقد أثبت له
الولاء بعده بهذه الاخبار، مضافا إلى ما سبق من استحقاق الولاء له بما قدمناه بالآية
والخبر ثم عكس الكلام بعد ثبوت طرده وصحته بقوله صلى الله عليه وآله

(1) مناقب ابن المغازلي ص 69
(2) ما وجدناه في سنن أبي داود ولكن رواه أحمد بن حنبل في مسنده الجزء الأول
ص 77 وأيضا روى نظيره في صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 641.
283

حيث رآه: كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني، وهذا غاية الحث على الولاء ونهاية
الاستدلال على الاقتداء، ثم وكد القصة بقوله: من آذى عليا بعث يوم القيامة، يهوديا
أو نصرانيا بقوله صلى الله عليه وآله: من آذى عليا فقد آذاني، فاقامه وجوب الطاعة مقام نفسه صلى الله عليه وآله
وبقوله: من قاتلك فكأنما قاتل مع الدجال، وبقوله صلى الله عليه وآله لا يبالي من مات وهو يبغضك
مات يهوديا أو نصرانيا.
وإذا كان ولائه مدخلا إلى الجنة في اعلا المراتب وبغضه مدخلا إلى النار
في اخس المنازل فقد صار طريق النجاة، ومن كان طريق النجاة كان أولى بالاتباع
وما ذكر النبي صلى الله عليه وآله ذلك كله الا ليعلم الأمة انه مستحق الإمامة
لان ذلك لا يطرد في غيره، ثم لما ابان مكان محبته وما يستحق بها قال مؤكدا لذلك
ومحرضا عليه: " المرء مع من أحب " على ما تراه من الاخبار الصحاح من غير طريق
ومن لا يقنع بان يكون مع رسول الله صلى الله عليه وآله في درجته في الجنة فقد ظهرت خيبته
وخسرت صفقته.
ثم سؤال جابر بن عبد الله، وقوله: وان شهد الشهادتين، من أدل دليل على أن
العمل لا ينفع الا بحبه وولائه.
ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله ليلة الاسراء: ان عليا راية
الهدى وامام أوليائي، ونور من أطاعني، وأوكد ذلك وهو: كلمتي التي ألزمتها
المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن اطاعه فقد أطاعني، فبشره بذلك.
وهذا هو غاية الأمر بوجوب طاعته (ع) وولائه.
يلومونني من خبثهم وضلالهم * على حبكم بل يسخرون واعجب
284

" الفصل الخامس والثلاثون "
(في فنون شتى من مناقبه) (ع)
منها: قوله صلى الله عليه وآله: انا مدينة العلم وعلى بابها.
وقوله صلى الله عليه وآله: انا مدينة الجنة وعلى بابها.
ومنها: انا دار الحكمة وعلى بابها.
ومنها: مثل على في هذه الأمة مثل " قل هو الله أحد " في القرآن.
وقوله صلى الله عليه وآله: لا يحل لرجل ان يرى مجرى الاعلى.
وقوله صلى الله عليه وآله: لولاك ما عرف المؤمنون من بعدى.
وقوله صلى الله عليه وآله: انا وأنت من شجرة واحدة.
وقوله صلى الله عليه وآله: على منى كراسي من بدني.
وقوله صلى الله عليه وآله: مثل على في هذه الأمة كمثل الكعبة.
وقوله صلى الله عليه وآله: ان الله قد زينك بزينة الايمان.
وقوله صلى الله عليه وآله: كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي.
وقوله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة الا من جاء بجواز من علي بن أبي
طالب عليه السلام.
وقوله صلى الله عليه وآله: اللهم ادر الحق مع علي حيث دار.
وقوله صلى الله عليه وآله: على يوم القيامة على الحوض.
وقوله تعالى: " في بيوت اذن الله ان ترفع ". (1)
وقوله تعالى: " سيجعل لهم الرحمان ودا " (2)
وقوله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ". (3)

(1) النور: 36
(2) مريم: 96
(3) النحل: 43.
285

وقوله تعالى: " فجعله نسبا وصهرا " (1).
وقوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (2).
وقوله تعالى: " وتعيها اذن واعية " (3).
وقوله تعالى: " وصالح المؤمنين " (4).
وقوله تعالى: " ومن عنده علم الكتاب " (5).
وقوله تعالى: " وقفوهم انهم مسؤلون " (6).
وقوله صلى الله عليه وآله: اللهم لا تمتنى حتى تريني عليا.
وقوله صلى الله عليه وآله: انه أقرب الناس به عهدا.
وخطبة فاطمة صلوات الله عليها وخطبة أم كلثوم، وان منكم من يقاتل على
التأويل كما قالت على التنزيل، وقتاله يوم بدر.
462 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا قطر بن
خليفة، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نمشي
مع النبي صلى الله عليه وآله فانقطع شسع نعله فتناولها عليا عليه السلام يصلحها، ثم مشى، فقال: ان
منكم لمن يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
قال أبو سعيد: فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يكثر به فرحا،
كأنه شئ قد سمعه (7).
463 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو عمرو: محمد بن محمود الأصفهاني، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا
الفضل بن موسى الشيباني عن الحسين بن الواقد، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه:

(1) الفرقان: 54
(2) آل عمران: 103
(3) الحاقة: 12
(4) التحريم: 4
(5) رعد: 43
(6) الصافات: 24
(7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 627 - ح 1071.
286

ان أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام فقال:
انها صغيرة، فخطبها على فزوجها منه (1).
464 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد، قال: حدثنا بشر بن مهران، قال: حدثنا شريك، عن شبيب بن غرقدة، عن
المستظل: ان عمر بن الخطاب خطب إلى علي عليه السلام أم كلثوم فاعتل عليه بصغرها،
فقال له: انى لم أكن أريد الباه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كل سبب
ونسب ينقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، كل قوم فان عصبتهم لأبيهم، ما خلا
ولد فاطمة فانى انا أبوهم وعصبتهم (2).
465 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثنا الضحاك بن المخلد: أبو عاصم المتبتل
عن أبي الجراح، قال: حدثني جابر بن صبيح، عن شرجيل عن أم شرجيل عن أم
عطية: ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا عليه السلام في سرية فرأيته رافعا يديه وهو يقول: اللهم
لا تمتنى حتى تريني عليا عليه السلام (3).
466 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، - وسمعته انا من عبد الله بن محمد - قال: حدث جرير
بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة قالت: والذي احلف به ان
عليا عليه السلام كان لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله قالت: عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
غداة بعد غداة، يقول: جاء علي عليه السلام مرارا، قالت فاطمة عليها السلام: كان بعثه في جماعة
قالت: فجاء بعد، قالت: فظننت ان له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب
فكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي عليه السلام فجعل يساره ويناجيه ثم قبض

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 614 ح 1051
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 626 - ح 1070
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 655 - ح 1116.
287

رسول الله صلى الله عليه وآله من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا (1).
467 - ومن تفسير الثعلبي وبالاسناد المقدم في تفسير قوله تعالى: " واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (2) قال: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله، حدثنا
عثمان بن الحسن، حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد، حدثنا حسن بن حسين، حدثنا
يحيى بن علي الربعي، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: نحن
حبل الله الذي قال الله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (3).
468 - وبالاسناد المقدم قال الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فاسئلوا أهل
الذكر " (4) قال: قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية قال علي عليه السلام: نحن أهل
الذكر (5).
469 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وهو الذي خلق
من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " (6) قال: اخبرني أبو عبد الله القائني، قال: أخبرنا
أبو الحسين النصيبي القاضي، أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي، حدثنا على ابن العباس
المقانعي، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عمرو وحدثنا حسين
الأشقر، حدثنا أبو قتيبة التميمي قال: سمعت ابن سيرين في قوله تعالى: " وهو الذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب
زوج فاطمة عليا وهو ابن عمه وزوج ابنته، فكان نسبا وكان صهرا وكان ربك قديرا (7)
470 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فسوف يأتي الله
بقوم يحبهم ويحبونه " (8) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام (9).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 686 - ح 1171 ومسند أحمد الجزء
السادس ص 300
(2) آل عمران: 103
(3) غاية المرام ص 242 نقلا عن الثعلبي
(4) النحل: 43
(5) غاية المرام ص 240 نقلا عن الثعلبي
(6) الفرقان: 54
(7) غاية المرام ص 375 نقلا عن الثعلبي
(8) المائدة: 54
(9) غاية المرام ص 374 نقلا عن الثعلبي.
288

471 - وبالاسناد المقدم قال الثعلبي: أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد،
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن محمد
بن شبيب، (1) حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي
هريرة انه كان يحدث: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يرد على الحوض يوم القيامة
رهط من أصحابي فيحلؤن عن الحوض فأقول: يا رب، يا رب أصحابي، أصحابي،
فيقال: انك لا علم لك بما أحدثوا، انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى (2).
472 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " سيجعل لهم
الرحمن ودا " (3) قال الثعلبي: أخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق، أخبرنا
أبو علي: محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد، حدثنا أبو جعفر: الحسن بن علي
الفارسي وحدثنا إسحاق بن بشر الكوفي، حدثنا خالد بن يزيد، عن حمزة الزيات
عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن
بن أبي طالب عليه السلام: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب
المؤمنين مودة، فأنزل الله عز وجل: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل
لهم الرحمن ودا " (4).
473 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وتعيها اذن واعية (5)
قال: اخبرني ابن فنجويه، قال: حدثنا ابن حيان، حدثنا إسحاق بن مجة، حدثنا أبي
، حدثنا إبراهيم بن عيسى، حدثنا علي بن علي، حدثني أبو حمزة الثمالي،
حدثني عبد الله بن الحسين سلام الله عليه قال: حين نزلت هذه الآية " وتعيها اذن واعية "

(1) وفى نسخة: حدثنا أحمد بن شبيب وفى غاية المرام، حدثنا محمد بن شبيب
(2) غاية المرام ص 374 وهذا الحديث مع اختلاف يسير جاء في صحيح البخاري:
الجزء الثامن ص 120 باب في الحوض وقول الله تعالى انا أعطيناك الكوثر.
(3) مريم: 96
(4) غاية المرام ص 373 نقلا عن الثعلبي
(5) الحاقة: 12.
289

قال رسول الله صلى الله عليه وآله سألت الله عز وجل ان يجعلها اذنك يا علي، قال علي عليه السلام: فما
نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي ان أنساه (1).
474 - وبه قال: وأخبرني ابن فنجويه، حدثنا ابن حبش، حدثنا أبو القاسم بن الفضل
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا بشر بن آدم، حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي
حدثنا صالح بن هشيم قال: سمعت بريدة الأسلمي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى
عليه السلام ان الله عز وجل امرني ان أدنيك ولا أقصيك، وان أعلمك وان تعى، وحق على
الله عز وجل ان تعى، قال: ونزلت " وتعيها اذن واعية " (2).
475 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى " فان الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين " (3) قال: اخبرني ابن فنجويه، حدثنا أبو علي المقرى
حدثني أبو القاسم بن الفضل، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي
عمر، حدثنا محمد بن جعفر، عن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام جميعا قال: حدثني رجل ثقة، يرفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى " وصالح المؤمنين " قال: هو على
ابن أبي طالب عليه السلام (4).
476 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى " ومن عنده علم
الكتاب " (5) قال: اخبرني أبو محمد: عبد الله بن محمد القائني، قال: حدثنا القاضي
أبو الحسن: محمد بن عثمان النصيبي ببغداد، قال: حدثنا أبو بكر السبيعي بحلب،
حدثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصاص، أخبرنا حسين بن حكم، أخبرنا
سعيد بن عثمان، عن أبي مريم، حدثني عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي
جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت: هذا الذي " عنده علم الكتاب "؟ فقال:

(1 و 2) غاية المرام ص 367 نقلا عن الثعلبي وفيه: حدثنا صالح بن هيثم
(3) التحريم: 4
(4) غاية المرام ص 366 نقلا عن الثعلبي
(5) الرعد: 43.
290

إنما ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
477 - قال: وبه عن السبيعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن منصور، عن الجنيد
الرازي، حدثنا محمد بن الحسين بن اشكاب، حدثنا محمد بن مفضل، حدثنا
جندل بن علي، عن إسماعيل بن سمعان، عن أبي عمر: زاذان، عن ابن الحنيفة " ومن
عنده علم الكتاب " قال: هو علي عليه السلام (2).
478 - وبالاسناد المقدم ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " في بيوت اذن
الله ان ترفع " (3) قال: حدثنا المنذر بن محمد القابوسي، حدثنا الحسين بن سعيد
حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن مصقع بن الحارث، عن انس بن مالك وعن بريدة
قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله، هذه الآية: " في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه "
إلى قوله: " والابصار " (4) فقام رجل إليه وقال: أي بيوت هي يا رسول الله؟ فقال
بيوت الأنبياء عليهم السلام قال: فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها يعنى بيت على
وفاطمة عليهما السلام.
قال: نعم، من أفاضلها (5).
[قال] مهيار الديلمي:
وبيت تقاصر عنه البيوت * وطال عليا على الفرقد
تحوم (6) الملائك من حوله * ويصبح للوحي دار الندى (7)

(1) غاية المرام ص 357 نقلا عن الثعلبي
(2) غاية المرام ص 357 نقلا عن الثعلبي
(3) النور: 36 و 37
(4) غاية المرام ص 317 نقلا عن الثعلبي
(5) غاية المرام ص 317 نقلا عن الثعلبي
(6) تحوم: تطوف - لسان العرب
(7) لاحظ ديوان مهيار الديلمي ج 1 ص 299 من قصيدة يمدح بها أهل البيت " ع "،
مطلعها:
بكى النار سترا على الموقد * وغار يغالط في المنجد.
291

وقد قدمنا هذين البيتين أيضا.
479 - ومن مناقب ابن المغازلي الواسطي الفقيه الشافعي وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا إبراهيم بن غسان البصري إجازة ان أبا على: الحسين بن أحمد حدثهم
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثنا أبي: أحمد بن عامر، قال
حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال حدثني أبي: موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي
: جعفر بن محمد بن علي، قال: حدثني أبي: علي بن الحسين، قال: حدثني أبي:
الحسين بن علي، قال: حدثني أبي: علي بن أبي طالب عليهم السلام جميعا قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لولاك ما عرف المؤمنون من بعدى (1).
480 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد
العطار الفقيه الشافعي - بقرائتي عليه فأقربه - سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، قلت له:
أخبركم أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ
الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن الصيرفي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد
قال: حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان، عن
عبد الرحمان بن بهمان، عن جابر بن عبد الله قال: اخذ النبي صلى الله عليه وآله بعضدي علي عليه السلام
وقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مد
بها صوته فقال انا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2).
481 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
بن الفرج، قال أخبرنا أبو بكر: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز اذنا
قال حدثنا محمد بن حميد النجمي، قال: حدثنا أبو جعفر: محمد بن عمار بن عطية،
قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
مجاهد، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 70
(2) مناقب ابن المغازلي ص 80.
292

العلم فليأت الباب (1).
482 - وبالاسناد المقدم، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال أخبرنا
أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، قال حدثنا
الباغندي: محمد بن محمد بن سليمان، فقال حدثنا محمد بن مصفى، قال: حدثنا
حفص بن عمر العدني قال: حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن حذيفة عن علي عليهما السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا مدينة العلم وعلى بابها ولا تؤتى البيوت الا من أبوابها (2)
483 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا ابن منصور: زيد بن طاهر بن سيار البصري
قدم علينا واسطا قال: حدثنا أبو عبد الله: محمد بن عبد الله بن داسة، قال: حدثنا أحمد بن
عبيد الله، قال: حدثنا بكر بن أحمد بن مقبل، حدثنا محمد بن الحسن بن العباس،
حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (3)
484 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: الفضل بن محمد بن عبد الله
الأصفهاني قدم علنيا واسطا، املاء في جامعها في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين
وأربع مائة قال: أخبرنا أبو سعيد: محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي
بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن عبد الرحيم
الهروي، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش،
عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا مدينة العلم وعلى بابها، فمن
أراد العلم فليأت الباب (4).
485 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، قال: أخبرنا
أبو الحسن: أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، قال: حدثنا علي بن محمد المصري،
قال: حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة البزار، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 81 وفيه حدثنا محمد بن حميد اللخمي
(2) مناقب ابن المغازلي ص 82 و 83 و 84.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 82 و 83 و 84.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 82 و 83 و 84.
293

المؤدب، حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمان
قال: سمعت جابر بن عبد الله أنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم الحديبية
وهو آخذ بضبع (1) علي بن أبي طالب عليه السلام: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور
من نصره، مخذول من خذله، ثم مدبها صوته فقال صلى الله عليه وآله: انا مدينة العلم وعلى
بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2).
486 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل
النحوي في ما أذن لي في روايته عنه: ان أبا طاهر: إبراهيم بن عمر بن يحيى حدثهم، قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاث
مائة: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفار بالبصرة، سنة أربع
وأربعين ومأتين، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي
، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه: محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين،
عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي
انا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة الا من الباب (3)
487 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي اذنا عن أبي
طاهر: إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله (4)
قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي، حدثنا رياح ومحمد بن سعيد
بن شرجيل، قالا حدثنا أبو عبد الغني، الحسن بن علي، حدثنا عبد الوهاب بن همام،
حدثني أبي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انا

(1) الضبع: وسط العضد - لسان العرب
(2) مناقب ابن المغازلي ص 84
(3) مناقب ابن المغازلي ص 85
(4) وفى المصدر: حدثنا عمر بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، حدثنا عبد الرزاق.
294

مدينة الجنة وعلى بابها، فمن أراد الجنة فليأتها من بابها (1).
488 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
البغدادي قدم علينا واسطا، قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن محمد بن لؤلؤ اذنا، قال:
حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا
أبو جعفر الكوفي، عن محمد بن الطفيل، عن أبي عبد الله: معاوية، عن الأعمش،
عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله عليهم السلام: انا دار الحكمة وعلى بابها،
فمن أراد الحكمة فليأت الباب (2).
489 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج،
قال: حدثنا أبو الحسن: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إجازة، قال:
حدثنا الباغندي: محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا سويد، عن شريك، عن سلمة
بن كهيل الصالحي، عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انا دار الحكمة وعلى بابها
فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها (3).
490 وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن موسى بن عبد الوهاب
بن عبد الله الطحان إجازة، عن أبي الفرج: أحمد بن علي الخيوطي القاضي، حدثنا
عبد الحميد، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، أخبرنا عثمان بن عبد الله القرشي
بالبصرة، حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير - واسمه محمد بن عبد الله بن تدرس -
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بعرفات وعلى تجاهه
إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ادن منى يا علي، خلقت انا وأنت من شجرة، صنع جسمك
من جسمي، خلقت انا وأنت من شجرة فأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين

(1) مناقب ابن المغازلي ص 86 وفى الحديث الثاني: حدثنا محمد بن جعفر
الكوفي بدل أبو جعفر الكوفي، وفيه أيضا: عن أبي معاوية بدل أبى عبد الله معاوية
(2) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 87 وفيه عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي.
295

أغصانها، فمن تعلق بغصن منها ادخله الله الجنة (1).
491 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد الفقيه
الشافعي - بقرائتي عليه فأقربه - قلت له: أخبركم أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان
المزني الملقب بابن السقاء: الحافظ الواسطي، قال: حدثنا الهيثم بن خلف الدوري
قال: حدثني أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم - مولى بني هاشم - قال: حدثني
حسين الأشقر، قال: حدثني قيس، عن أبي هشام وليث، عن مجاهد، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على منى مثل رأسي من بدني (1).
492 - [وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن
طاوان أبو بكر - بقرائتي عليه فأقربه - قلت له: أخبركم أبو عبد الله: الحسين بن محمد
العلوي المعدل، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن داهر، قال حدثنا الحسين بن أحمد
البغدادي، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا حسين الأشقر، قال حدثني
قيس، عن أبي هاشم الرماني، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
على منى كرأسي من بدني (3).]
493 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن أبي نصر الحميدي
قال: حدثنا أبو بكر: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، قال: حدثنا أبو محمد: عبد الغني
بن سعيد الحافظ، قال: حدثنا أبو الحسين: علي بن عبد الله بن الفضل التميمي ان
عبد الله بن زيدان حدثهم، قال: حدثنا هارون بن أبي بردة، قال: حدثني اخى:
حسين، عن يحيى بن يعلى، عن عبيد الله بن موسى، عن الزهري، عن السائب بن
يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يحل لمسلم يرى مجردي - أو
عورتي - الا على (4).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 90، وفيه: عن أبي الزبير واسمه محمد بن مسلم
بن تدرس
(2) مناقب ابن المغازلي ص 92
(3) مناقب ابن المغازلي ص 92 وهذا الحديث من زيادة النسخة الرضوية.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 92
296

494 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الغني الحافظ، قال: حدثنا علي بن
عبد الله: ان عبد الله بن زيدان حدثهم، قال: حدثنا هارون بن أبي بردة، قال: حدثني
اخى: حسين ابن أبي بردة، عن يحيى بن يعلى، عن عبد الله بن موسى عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يحل لمسلم يرى
مجردي الا علي عليه السلام (1).
495 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة عن القاضي
أبى الفرج الخيوطي، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد، حدثنا محمد بن الفضل،
حدثنا إسحاق بن بشر، حدثنا مهاجرين كثير، عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن
نباتة، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أن
الله قد زينك بزينة لم يزين الخلايق بزينة أحب إلى الله، منها الزهد في الدنيا،
وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا (2).
قوله صلى الله عليه وآله: لعلى عليه السلام، مثل على فيكم -
أو قال: في هذه الأمة - كمثل الكعبة
496 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل النحوي
اذنا ان أبا طاهر: إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى العلوي حدثهم، قال: أخبرنا
أبو المفضل: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب الشيباني، حدثنا محمد
بن محمود بن بنت الأشج الكندي الكوفي نزيل سوار (3) سنة ثماني عشرة وثلاث
مائة، قال: حدثنا محمد بن عميش (4) بن هشام الناشري حدثنا إسحاق بن يزيد،
حدثني عبد المؤمن بن القاسم، عن صالح بن ميثم، عن يريم بن العلاء، عن أبي ذر
" رضي الله عنه " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل على فيكم - أو

(1) مناقب ابن المغازلي ص 94 وفيه: عن سعد بن طريف
(2) مناقب ابن المغازلي ص 105
(3) في المصدر: نزيل أسوان
(4) وفى المصدر: عنبس.
297

قال في هذه الأمة - كمثل الكعبة المستورة - أو المشهورة - النظر إليها عبادة والحج
إليها فريضة (1).
وبالاسناد المقدم قال: قال محمد بن عبد الله بن المطلب: ذاكرت به أبا العباس
بن عقدة الحافظ فاستحسنه وقال لي يريم بن العلاء يكنى أبا العلاء: حدث عن أبي
ذر وقيس بن سعد شهد مع علي عليه السلام مشاهده، ثم مات في حبس الحجاج،
وحدث عنه أبو إسحاق وعمران وصالح بنو ميثم (2).
497 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان،
قال: حدثنا أبو الحسن: علي بن محمد بن لؤلؤ اذنا، قال: حدثنا الحسن بن أحمد
بن سعيد السلمى، قال: حدثنا الحسن بن هاشم الحراني، قال: حدثنا محمد بن
طلحة الحجبي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال
بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا ما كان من
سببي ونسبي (3).
498 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد بن موسى
الغندجاني قال: أخبرنا أبو أحمد: عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، قال: حدثنا أحمد بن
سليمان، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي وهو الكديمي، قال:
حدثنا زياد بن سهل الحارثي، قال: حدثنا عمارة بن ميمون، قال: حدثنا عمرو بن
دينار، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما خلق الله عز وجل الخلق
اختار العرب، فاختار قريشا من العرب واختار بني هاشم من قريش، فأنا خيرة من
خيرة، ألا فأحبوا قريشا ولا تبغضوها فتهلكوا، ألا كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة
إلا سببي ونسبي، ألا وان علي بن أبي طالب من نسبي وسببي، فمن أحبه فقد أحبني
ومن أبغضه فقد ابغضني (4).
499 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الفتح:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 106 - 107 - 108
(2) مناقب ابن المغازلي ص 106 - 107 - 108
(3) مناقب ابن المغازلي ص 106 - 107 - 108
(4) مناقب ابن المغازلي ص 106 - 107 - 108.
298

هلال بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن علي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا: اخى
دعبل، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي عبد الله: جعفر بن محمد، عن أبيه:
محمد بن علي أن عمر بن الخطاب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: كل سبب ونسب
ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي (1).
500 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا القاضي أبو علي: إسماعيل بن محمد بن
أحمد، قال: حدثنا أبو بكر: أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيرى، قال وأخبرنا
أبو غالب: محمد بن أحمد سهل النحوي، قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن الحسن
الطحان، قال: وأخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، قال:
أخبرنا القاضي أبو الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن محمد الخيوطي، قال: أخبرنا
أبو بكر: محمد بن عثمان بن سمعان المعدل قال: حدثنا أبو الحسن: أسلم بن سهل
بن أسلم الرزاز الواسطي المعروف ببحشل قال: حدثني محمد بن عمران، قال:
حدثنا أبو أسامة، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت
عاصم بن عبد الله: قال: سمعت عبد الله بن عمر قال: صعد عمر بن الخطاب المنبر
فقال: أيها الناس انه والله ما حملني على الالحاح على علي بن أبي طالب في ابنته
الا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة الا
نسبي وصهري، فإنهما يأتيان يوم القيامة يشفعان لصاحبهما (2).
501 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد بن موسى
الغندجاني، قال: أخبرنا أبو الفتح: هلال بن محمد الحفار، قال: حدثنا أبو القاسم:
إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبيد الله بن يزيد بن ورقاء
الخزاعي، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى
السدى، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن
ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وآله: على يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة الا من

(1) مناقب ابن المغازلي ص 109.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 109.
299

جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
502 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن
ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على، يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة
الا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه (2).
503 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: واصل بن حمزة البخاري،
قدم علينا واسطا، قال: حدثنا عبد الحميد بن محمد بن داود، قال: حدثنا أبو القاسم:
الحسين بن محمد بن إسماعيل بن أبي عابد القاضي، قال: حدثنا أبو الحسين: زيد
بن محمد بن جعفر بن المبارك قال: حدثنا محمد بن أحمد بن نصر، قال: حدثنا
محمد بن عبيد، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، عن عمر بن أبي المقدام، عن سماك
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما مثل على في هذه الأمة مثل قل
هو الله أحد في القرآن (3).
504 - " ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين، امام الحرمين في الجزء
الثالث منه في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " من صحيح البخاري
وبالاسناد المقدم قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
رحم الله عليا، اللهم ادر الحق معه حيث دار (4).
505 - وبالاسناد المقدم من الجزء الثالث أيضا في ذكر غزوة بدر قال: من
صحيح أبى داود - وهو كتاب السنن - وصحيح الترمذي عن علي عليه السلام قال: لما
كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انظر ما صنع، فإذا
هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم، ثم رجعت فقاتلت، ثم جئت فإذا هو ساجد يقول

(1) مناقب ابن المغازلي ص 109 - 119
(2) مناقب ابن المغازلي ص 109 - 119
(3) مناقب ابن المغازلي ص 69 - وفيه حدثنا أحمد بن عبيد بدل محمد بن عبيد
(4) غاية المرام ص 539 صحيح الترمذي: الجزء الخامس ص 633.
300

ذلك، ففتح الله عليه (1).
506 - ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في قافية الواو، باسناده
قال: عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله: " وقفوهم انهم مسؤولون " (2) عن
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء في فنون شتى من
مناقبه، كلها يوجب لأمير المؤمنين عليه السلام السيادة واتباع الأمة والاقتداء به، منها: قوله صلى الله عليه وآله
انا مدينة العلم وعلى بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله: انا دار
الحكمة، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله انا مدينة الجنة، وقد قدمنا فضل العالم على من ليس بعالم،
وان الله قد ميز العالم على من ليس بعالم، وان الله تعالى قد أوجب اتباع من يهدى إلى
الحق وهو أحق بالاتباع من غيره، وليس ذلك الا لتفضيل العالم على من ليس كذلك
فقد وجبت له السيادة ووجب اتباعه، وقد استوفينا ذلك فيما مضى، فلا وجه لإعادته.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: " مثل على في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد في القرآن "، وهذا
أيضا مما يوجب تعظيم امره لان قل هو الله أحد ثلث القرآن بما قد وردت به الاخبار
فبأي سورة عارضتها فضلت عليها قل هو الله أحد باضعاف كثيرة.
وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام فمن عارضه من خلق الله تعالى من الأمة فضل عليه
بما لا يحصى، وإذا ثبت له ذلك كثبوته في هذه السورة، وجب الاقتداء به دون غيره.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: لولاك ما عرف المؤمنون من بعدى، فقد جعل ولائه في هذا
الخبر مقام كل عمل يعمله الانسان، ولو كان قد اتى أحد بجميع ما يأتي به المؤمن،
من الافعال الصالحة، ولم يأت بولاية علي عليه السلام لما كان مؤمنا، ولا ثبت له قدم في

(1) وجدنا هذا الحديث في كنز العمال الجزء العاشر ص 399 - المطبوع في حلب
سنة 1391 ه‍
(2) الصافات: 24
(3) غاية المرام ص 259 نقلا عن كتاب الفردوس للديلمي.
301

الايمان، وقد تقدم له نظائر، وهذا مما لا يماثل فيه ولا يشابه وهو من خصائص الأئمة،
وبه وجب اقتداء الأمة لان من لا تثبت الأعمال الا بولائه كان الاتباع له الزم، والاقتداء
به أسلم.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: مثل على في هذه الأمة كمثل الكعبة، النظر إليها عبادة والحج
إليها فريضة، وهذا أيضا مما أوجب فرض ولائه كما وجب فرض الحج، وولائه
الزم لان الحج في العمر مرة وهو من أفعال الجوارح، وهذا من أفعال القلوب وهو
واجب مضيق لا يسع الاخلال به في حال من الأحوال.
ويدل على صحة هذا التأويل ما قدمناه في الفصل الذي قبله من قول ابن عباس
عند موته: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأهملنا الكلام
سهوا، وهذا القول من ابن عباس من أدل دليل على أن الميت يسئل عن معرفة الله
تعالى ومعرفة النبي صلى الله عليه وآله وولاء أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأنه قد ثبت عند من يعلم ومن
لا يعلم أن منكرا ونكيرا ومبشرا وبشيرا ليسألان الميت عند نزول قبره: عن ربه ونبيه
وامامه، وهذا من أدل دليل على سؤال الملائكة عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ولولا
ذلك لما جعل ابن عباس خاتمة عمله، لأنه كان اعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بعد
أمير المؤمنين علي عليه السلام بلا خلاف (1).
وقد كان يقول له أمير المؤمنين عليه السلام دائما: أنت كنيف (2) مملو علما، ولو
لم يتحقق في ذلك حالا (3) من النبي صلى الله عليه وآله لما كان قد جعل غاية تقربه إلى الله - وهو
اخر كلام يكتب له: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
ولو لم يعلم أن فيها النجاة لما جعلها آخر عمله، وهذا مما يوجب على كافة

(1) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد الجزء الثاني ص 365 - 372
(2) الكنف: الوعا " الذي يضع الرجل فيه أداته "، وتصغيره على جهة المدح له -
لسان العرب
(3) والظاهر أن يكون هكذا: ولو لم يتحقق في ذلك، مقال من النبي " ص "....
302

خلق الله تعالى ان يأتوا بمثل ما اتى به ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلمهم.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة الا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام
وهذا أيضا من أعظم الواجبات قدرا، لان من لا يقدر أحد يدخل الجنة الا بجوازه
ولا يقدر أحد على شرب ماء الحوض الا به فقد صارت الحاجة إلى ولايته ادعى
والاعتماد على النجاة به ارعى، وشاهد الحال في ذلك أبين من شاهد الاستدلال.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: اللهم ادر الحق مع علي حيث دار، وسؤال رسول الله صلى الله عليه وآله
مجاب، ومع إجابة هذا السؤال وجب الاقتداء به دون غيره لان الواجب على الأمة
كافة، اتباع من كان على الحق ولو من طريق واحد، فكيف بمن دار الحق معه حيث
دار، فهذا غاية الأمر والتنبيه على اتباعه.
ومنها قوله صلى الله عليه وآله: انه حبل الله تعالى، وهذا إنما اخرنا الكلام فيه ليكون مصدقا
لما تقدم من الاخبار، وإذا جعله الله تعالى حبله، ثم أمر أمرا واجبا بالاعتصام به
ونهى عن التفرق عنه فهذا مفلج كل حجة ومنهج كل محجة، وكيف لا يكون ذلك
كذلك وخالق الخلق عرفه ان ولاءه طريق الحق، فمن اعتصم بحبل الله نجا ومن
لم يعتصم بحبل الله تعالى، فقد أيقن انه على غير النجاة.
ومنها قوله تعالى: " وصالح المؤمنين " والصالح أحق ان يقتدى به لموضع
الامن بالنجاة لمتبعه لموضع قول الله تعالى: " أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع
امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون " (1) فقد جعل سبحانه وتعالى حكمه
ذلك إليه، ووبخ من لم يحكم بذلك بقوله تعالى: " فما لكم كيف تحكمون " وهذا
غاية في التنويه بذكره والاقتداء به.
ومنها قوله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " (2) وهذا أيضا غاية
في الامر باتباعه لموضع الامر بسؤاله وبجعله تعالى أهل الذكر والذكر هو القرآن
وهو أهله بنص كتاب الله تعالى فوجب اتباعه واتباع ذريته لموضع الامر بسؤالهم.

(1) يونس: 35
(2) النحل: 43.
303

ومن جعل الله سبحانه مرجع الأمة إليه في سؤاله، فقد جعل مرجعها إليه
في اتباعه.
ومنها قوله تعالى: " ومن عنده علم الكتاب " (1) ومن قال الله تعالى: ان عنده علم
الكتاب، وعلم الكتاب: هو البيان للحلال والحرام، وإذا كان اعلم بما حل وحرم
فقد صارت حاجة الأمة إليه أمس في الاتباع واخص في الانتجاع لموضع طريق النجاة
من الضلال، وسلوك المحجة بغير اعتدال (2).
وهذا أيضا من أوجب الامر بطاعته والزم في القول بوجوب رئاسته وقد تقدم
لهذا الكلام نظائر فلا حاجة إلى الإطالة فيه أكثر من هذا.
[قال:] مهيار الديلمي:
بالقرب منك يهون عندي منهم * من كان بي برا فأصبح جافيا
وبزعمهم لأسيرنها شردا * ولاتبعن منها بديا تاليا
غرا قد من الجبال معانيا * فيها والتقط النجوم قوافيا (3)
الفصل السادس والثلاثون
في فنون شتى من مناقبة عليه السلام:
منها: قوله سبحانه وتعالى: " ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين
آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " (4).
ومنها: قوله تعالى: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " (5).
ومنها: قوله تعالى: " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " (6).

(1) الرعد: 43
(2) وفى نسخة: بغير اعتلال
(3) لاحظ ديوان مهيار الديلمي ج 2 ص 202
(4) الأحزاب 56
(5) الانسان: 1
(6) البقرة: 274.
304

ومنها: قوله تعالى " طوبى لهم وحسن مآب " (1).
ومنها: قوله تعالى: " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم " (2).
ومنها: قوله تعالى: " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه " (3).
ومنها: قوله تعالى: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " (4).
ومنها: قوله تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به " (5).
ومنها: قوله تعالى: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " (6).
ومنها: قوله تعالى: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم " (7).
ومنها: قوله تعالى: " فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون " (8).
ومنها: قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " (9).
ومنها: قوله تعالى: " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " (10).
ومنها: قوله تعالى: " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " (11).
منها: قوله تعالى: " انى جاعلك للناس إماما " (12).
ومنها: من الاخبار قوله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: هذا وليي،
وانا وليه.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: اتاني جبرئيل عليه السلام فقال: تختموا بالعقيق (13).
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: قسمت الحكمة عشرة اجزاء، وأعطى
على تسعة اجزاء.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا
لا حساب عليهم.

(1) الرعد: 29
(2) الاسراء: 71
(3) آل عمران: 143
(4) السجدة: 18
(5) الزمر: 33
(6) النساء: 54
(7) الأعراف: 172
(8) الزخرف: 41
(9) الحج: 19
(10) الشورى: 23
(11) النور: 35
(12) البقرة: 124
(13) سيأتي ما يناسبه.
305

ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: يا علي ان شيعتنا يخرجون من قبورهم
يوم القيامة، الخبر بتمامه.
ومنها: قوله: يا علي لوان أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا (1)، وصلوا
حتى يكونوا كالأوتار.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: أحب إخواني إلى علي بن أبي طالب (ع).
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: من يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد.
منها: قوله صلى الله عليه وآله: اللهم لا تمتنى حتى تريني عليا.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: انتجاء (2) النبي صلى الله عليه وآله لعلى (ع) يوم الطائف.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: ان ملكي علي بن أبي طالب ليفتخران.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: ان عليا يزهر في الجنة.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: لعن الله من من انتمى إلى غير أبيه أو توالى
غير مواليه.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: خيركم خيركم لأهلي بعدى.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله: سلام عليك يا أبا الريحانتين.
ومنها: قوله: ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان كاتب المقاضاة
بين رسول الله وأهل مكة يوم الحديبية.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض.
ومنها: رسالة أمير المؤمنين عليه السلام إلى طلحة والزبير يوم الجمل.
ومنها: قوله تعالى: " إخوانا على سرر متقابلين " (3).

(1) الحنايا جمع حنية أو " حنى " وهما القوس. لسان العرب
(2) من النجوى وسيأتي بيانه
(3) الحجر: 47.
306

ومنها: خطبة الحسن عليه السلام.
ومنها: قوله تعالى: " تلك الدار الآخرة " (1).
ومنها: صلى الله عليه وآله: مثل على في هذه الأمة مثل الوالد.
ومنها: ذكر أهل العقبة والمنافقين وحديث البساط وفنون شتى لم نذكرها
في عقد الفصل.
507 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني وكيع، عن سفيان، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: حدثني ابن عباس قال: أرسلني علي عليه السلام
إلى طلحة والزبير يوم الجمل قال: فقلت لهما: ان أخاكما يقرئكما السلام ويقول
لكما: هل وجدتما على حيفا في حكم أو في استئثار فيئ، أو في كذا؟ قال: فقال
الزبير: لا، ولا في واحدة منها ولكن مع الخوف شدة المطامع (2).
508 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثني سفيان، عن أبي موسى الجهني، عن الحسن، عن علي عليه السلام
قال: فينا والله نزلت: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (3) (4)
509 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شريك، عن عاصم، عن أبي رزين قال:
خطبنا الحسن بن علي عليه السلام بعد وفاة على عليهما السلام وعليه عمامة سوداء فقال: لقد فارقكم
بالأمس رجل لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون (5).

(1) القصص: 83
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 596 - ح 1015
(3) الحجر: 47
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 597 - ح 1018
(5) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 600 - ح 1026.
307

510 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه
قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله الحضرمي: يذكر ان يوسف بن نفيس حدثهم
قال: حدثنا عبد الملك بن هارون، عن ابن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي
طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم
ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض (1).
511 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو إسحاق: إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي املاء من كتابه قال:: حدثنا
صالح بن مالك، قال: حدثنا عبد الغفور، قال: حدثنا أبو هاشم الرماني، عن زاذان
قال: رأيت عليا عليه السلام يمسك الشسوع بيده ثم يمر في الأسواق، فيناول الرجل الشسع
ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة وهو يقرأ هذه الآية: " تلك الدار الآخرة
نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (2).
ثم يقول: هذه الآية أنزلت في الولاة وذوي القدرة من الناس (3).
512 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
محمد بن يونس، قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثنا جعفر بن محمد
عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب
عليه السلام: سلام عليك يا أبا الريحانتين من الدنيا، فعن قليل يذهب ركناك، والله خليفتي
عليك، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي عليه السلام: هذا أحد الركنين الذي قال رسول
الله صلى الله عليه وآله، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال هذا الركن الاخر الذي قال
رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 671 - ح 1145
(2) القصص: 83
(3) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 622 - ح 1064
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 623 - ح 1067.
308

513 - ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع منه في الكراس الرابع منه
وكان الجزء تسعة كراريس، فهي أوفى من ثلثه، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قيس
بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا أبو فروة:
مسلم بن سالم الهمداني، حدثني عبد الله بن عيسى انه سمع عبد الرحمان بن أبي
ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: الا اهدى لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وآله؟
فقلت: بلى، فاهدها لي، فقال: سالنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا: يا رسول الله، كيف
الصلاة عليكم أهل البيت؟ فان الله قد علمنا كيف نسلم عليكم.
قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم، انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، انك حميد مجيد (1).
514 - ومن صحيح البخاري أيضا في الجزء السادس في أول كراس من
أوله وبالاسناد المقدم قال: حدثني سعد بن يحيى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا
مسعر، عن الحكم، عن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: قيل: يا رسول الله اما
السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد و
على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، انك حميد مجيد، اللهم بارك على
محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، انك حميد مجيد (2)
515 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث،
قال: حدثنا ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري (رض) قال:
قلنا: يا رسول الله هذا التسليم، فكيف نصلى عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على
محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل
محمد، كما باركت على إبراهيم (3).

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع كتاب بدء الخلق ص 146
(2) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 120
(3) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 121.
309

516 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا ابن أبي
حازم والدراوردي، عن يزيد وقال: كما صليت على إبراهيم (1).
وقال أبو صالح، عن الليث: على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
آل إبراهيم (2).
517 - ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع في أوسطه، وبالاسناد المقدم
قال بالطريق المقدم للخبر المقدم من صحيح البخاري قال: قلنا: يا رسول الله اما
السلاك عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ فقال صلى الله عليه وآله: قولوا: اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم (3).
518 - ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى: " ان الله وملائكته يصلون على
النبي " (4) وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا المظفري، حدثنا
علي بن حرب، حدثنا ابن فضيل، حدثنا يزيد بن أبي زياد، قال: حدثنا أبو الحسن
بن أبي الفضل العبدري، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة،
حدثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى،
حدثني كعب بن عجرة قال: لما نزلت: " ان الله وملائكته يصلون على النبي " الآية.
فقلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال:
قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم، انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، انك حميد مجيد (5).

(1) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 121
(2) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 121
(3) صحيح المسلم الجزء الثاني ص 16 كتاب الصلاة - باب الصلاة على النبي
بعد التشهد.
(4) الأحزاب: 56
(5) غاية المرام ص 310 نقلا عن الثعلبي في تفسيره.
310

519 - ومن صحيح البخاري من الجزء الخامس في آخر كراسة منه في
قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " (1) وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
حجاج بن منهال، قال: حدثنا معمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: حدثنا
أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: انا أول من يجثو بين يدي
الرحمان للخصومة يوم القيامة (2).
قال قيس: وفيهم نزلت " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: هم الذين
بارزوا يوم بدر: علي عليه السلام وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن
عتبة (3).
520 - ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم "
وبالاسناد المقدم قال الثعلبي: اختلف المفسرون في هذين الخصمين من هما؟ فروى
قيس بن عباد: ان أبا ذر الغفاري " رضي الله عنه " كان يقسم بالله تعالى: نزلت هذه
الآية في ستة نفر من قريش تبارزوا يوم بدر: علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة بن
عبد المطلب وعبيدة بن الحرث وعتبة وشيبة: ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، قال:
وقال علي عليه السلام: انى لأول من يجثو للخصومة يوم القيامة بين يدي الله عز وجل،
والى هذا القول ذهب هلال بن بشار وعطاء بن بشار (4).

(1) الحج: 19
(2) (3) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 98
(4) غاية المرام ص 421 وفى صحيح البخاري ج 6 ص 98 في تفسير سورة الحج
ينقل الرواية هكذا: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي
مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) انه كان يقسم: ان هذه
الآية " هذان خصمان اختصموا في ربهم " نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم
برزوا في يوم بدر، وقال: أيضا: رواه سفيان، عن أبي هاشم، وقال عثمان: عن جرير،
عن منصور، عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله.
311

521 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث على حد ثلاث عشرة قائمة من
اخره وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو كريب: محمد بن العلاء ومحمد بن عبد الله
بن نميرة قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق قال: سمعت سهل بن
حنيف يقول بصفين: أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، والله لقد رأيتني يوم
أبى جندل ولو انني أستطيع ان أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله لرددته والله ما وضعنا سيوفنا
على عواتقنا إلى أمر قط الا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه، الا امركم هذا (1).
522 - ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى: " ثم انكم يوم القيامة عند ربكم
تختصمون " (2) وبالاسناد المقدم قال: روى خلف بن خليفة، عن أبي هاشم، عن أبي سعيد
الخدري قال: كنا نقول: ربنا واحد ونبينا واحد وديننا واحد، فما هذه الخصومة؟ فلما
كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف، قلنا: نعم هو هذا (3).
523 - ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع في الكراسة الثانية من أوله في
باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
محمد قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: خطبنا
علي عليه السلام فقال: ما عندنا كتاب نقرأه الا كتاب الله تعالى، قلنا: وما في هذه الصحيفة؟
قال: فيها الجراحات وأسنان الإبل، والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا، فمن أحدث
فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله
منه صرفا ولا عدلا، ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك، وذمة المسلمين واحدة
فمن أفخر (4) مسلما فعليه مثل ذلك (5).
524 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث في ثالث كراسة من أوله وبالاسناد

(1) صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب الجهاد ص 176
(2) الزمر: 31
(3) غاية المرام ص 421
(4) واخفره: نقض عهده وغدره. واخفر الذمة: لم يف - بها لسان العرب.
(6) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 100.
312

المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية،
قال أبو كريب: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه
قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه الا كتاب الله
وهذه الصحيفة، (قال: صحيفة معلقة في قراب سيفه) فقد كذب، فيها أسنان الإبل
وأشياءا من الجراحات، وفيها قال النبي صلى الله عليه وآله: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن
أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله
منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ومن ادعى
إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل
الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا (1).
525 - ويليه من الجزء المذكور في الكراس المذكورة وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد،
عن طاووس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الفتح - فتح مكة -: لا هجرة
ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا، وقال يوم الفتح - فتح مكة -: ان هذا البلد
حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالى وانه لم يحل
القتال فيه لاحد قبلي ولم يحل لي الا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة
لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط الا من عرفها ولا يختلى خلاها، فقال العباس:
يا رسول الله الا الإذخر (2) فإنه لقينهم (3) ولبيوتهم، فقال: الا الإذخر (4).
526 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الثامن عشر من مسند

(1) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 115
(2) الإذخر بكسر الهمزة: حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب -
لسان العرب.
(3) وفى نسخة: فإنه لقبورهم واما " القين " فهو الحداد.
(4) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 109.
313

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من المتفق عليه وبالاسناد المقدم قال: عن
يزيد بن شريك بن طارق التيمي، قال: رأيت عليا عليه السلام على المنبر يخطب فسمعته
يقول: الا، والله ما عندنا من كتاب نقرأه الا كتاب الله وما في هذه الصحيفة فنشرها
فإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات، وفيها ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المدينة
حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا وآوى فيها محدثا فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا [ذمة المسلمين
واحدة، يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا] ومن والى قوما بغير اذن مواليه، وفى رواية: من ادعى
إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله
منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا (1).
527 - قال: وفى افراد البخاري مختصرا عن أبي جحيفة: وهب بن عبد الله
السوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام: هل عندكم شئ من الوحي الا ما في
كتاب الله؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما اعلمه الا فهما يعطيه الله
رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل
وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر (2).
528 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث الثامن والأربعون
من افراد مسلم في الصحيح من مسند أبي هريرة بالاسناد المقدم عن أبي صالح،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: المدينة حرم، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلا ولا صرفا (3).
زاد في حديث سفيان: وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 100 وما بين المعقوفتين من النسخة اليمانية
(2) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 69.
(3) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 114 - 115.
314

مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا
صرف (1) قال: وفى رواية شيبان، عن الأعمش نحوه قال: ومن والى غير مواليه
بغير اذنه (2).
قال: واخرج مسلم أيضا هذا الطرف الآخر من حديث يعقوب بن عبد الرحمان
القارى، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من تولى
قوما بغير اذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف
ولا عدل (3).
529 - وهذا الحديث بعينه بالاسناد المقدم عن عبد الله بن أحمد بن حنبل،
عن أبيه، - رفعه إلى الحارث بن سويد - إلى علي عليه السلام وبمثله (4).
حديث حريق الكعبة
530 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث على حد نصفه وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا هناد بن السرى، حدثنا ابن أبي زائدة، أخبرنا ابن أبي سليمان، عن
عطاء قال: لما احترق البيت (5) زمن يزيد بن معاوية، حين غزا أهل الشام، فكان
من امره ما كان وذلك كان في اليوم الثالث من صفر، سنة أربع وستين، احرقه مسلم
بن عقبة وكان يقاتل ابن الزبير من قبل يزيد بن معاوية، تركه ابن الزبير حتى قدم الناس
الموسم يريد أن يجربهم أو يحولهم (6) على أهل الشام، فلما صدر الناس قال:
يا أيها الناس، أشيروا على في الكعبة انقضها، ثم ابني بنائها أو أصلح ما وهي (7) منها؟
فقال ابن عباس رضي الله عنه: فانى قد فرق لي رأس فيها، أرى ان تصلح ما وهي
منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وآله:

(1) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 114 - 115
(2) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 114 - 115
(3) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 114 - 115
(4) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 81 و 126
(5) راجع تاريخ الطبري وقايع سنة 64 من الهجرة الجزء الرابع من ص 381 - 384
(6) وفى صحيح مسلم: يريد ان يجرئهم أو يحرمهم على أهل الشام
(7) وهي: شق.
315

فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضى حتى يجدده فكيف بيت ربكم،
انى مستخير ربى ثلاثا، ثم عازم على امرى، فلما مضى الثلاث، أجمع رأيه على أن
ينقضها، فتحاماه الناس ان ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده
رجل فالقى منه حجارة، فلما لم يره الناس اصابه شئ تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به
الأرض، فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بنائه.
وقال ابن الزبير: انى سمعت عائشة تقول: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: لولا أن الناس
حديث عهد بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوى على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر
خمسة أذرع ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه، قال: فأنا
اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف الناس، قال: فزاد فيه خمس أذرع، من الحجر حتى
أبدى أسا نظر الناس إليه فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا، فلما
زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشر أذرع وجعل له بابين: أحدهما يدخل الناس منه
والاخر يخرج الناس منه.
قال: فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك
ويخبره: ان ابن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة، فكتب
إليه عبد الملك: انا لسنا من تلطيخ (1) ابن الزبير في شئ: اما ما زاد في طوله فاقره
واما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذي فتحه، فنقضه واعاده إلى
بنائه (2).
531 - وبالاسناد المقدم قال: وحدثني محمد بن خاتم، حدثنا عبد الله بن بكير
السهمي، حدثنا حاتم ابن أبي صغيرة، عن أبي قرعة: ان عبد الملك بن مروان بينما
هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول:
سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى

(1) تلطخ فلان بأمر قبيح: تدنس - لسان العرب
(2) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 98.
316

أزيد فيه من الحجر فان قومك قصروا في البناء.
فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت
أم المؤمنين تحدث هذا قال: لو كنت سمعته قبل ان أهدمه لتركته على ما بنى ابن
الزبير (1).
وفى خبر لم نذكره كراهية التطويل ان عبد الملك قال للحارث حين قال
سمعتها تقول هذا قال: نعم، فنكت ساعة بعصاه ثم قال: وددت انى تركته وما تحمل (2).
532 - ومن هذا الجزء أيضا - أعني الثالث من صحيح مسلم - في أوله
على حد ثلاث كراريس منه ما يشهد بصحة خبر ابن الزبير عن عائشة، وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا محمد بن خاتم، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد
- يعنى ابن ميناء - قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثني خالتي - يعنى عائشة -
قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بشرك لهدمت الكعبة
فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين: بابا شرقيا وبابا غربيا، وزدت فيها ستة أذرع
من الحجر، فان قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة (3).
533 - ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم في ثاني كراسة منه وبالاسناد
المقدم قال: حدثني وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا
الاخر منهما (4).
534 - وبالاسناد المقدم قال: وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم
قال إسحاق: أخبرنا، وقال زهير: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن
عبد الرحمان بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص

(1 و 2) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 98 - 100
(3) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 98
(4) صحيح مسلم الجزء السادس ص 23.
317

جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال: كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خبائه (1)، ومنا من يتظلل ومنا
من هو في خبائه (2) إذ نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وآله: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل أمته على خير
ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم وان أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب
آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجئ فتنة فيرفق (3) بعضها بعضا وتجئ الفتنة فيقول
المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه، هذه، فمن
أحب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
وليأت إلى الناس الذي يحب الله ان يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده
وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر فدنوت منه
فقلت له: أنشدك الله أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فاهوى إلى اذنيه وقلبه
بيده وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا ان
نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم
بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم
رحيما (4) قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله (5).
535 - ويليه من الجزء المذكورة أعني الجزء الرابع من صحيح مسلم وبالاسناد
المقدم قال: أخبرنا هريم بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي
يحدث عن أبي مجلز، عن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من
قتل تحت راية عمية تدعوا عصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية (6).

(1) الخباء من الأبنية - لسان العرب
(2) وفى المصدر: ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره
(3) وفى المصدر: فيرقق
(4) النساء: 29
(5) صحيح مسلم الجزء السادس ص 18 و 22 وفى المصدر: فقتلة جاهلية.
(6) صحيح مسلم الجزء السادس ص 18 و 22 وفى المصدر: فقتلة جاهلية.
318

536 - ويليه من الجزء المذكور وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبيد الله بن
معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا عاصم (وهو ابن محمد بن زيد)، عن زيد بن محمد
عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة
ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمان وسادة، فقال: انى
لم آتك لأجلس، اتيتك لاحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في
عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (1).
قال يحيى بن الحسن: وهذه الحرة: هي حرة وأقم التي قتل فيها يزيد سبعة آلاف
من أولاد المهاجرين والأنصار وسنذكر ذلك في ما بعد إن شاء الله تعالى بحيث تتفق
عليه الصحاح والحسان.
ومن تأمل هذه الأخبار عرف ان محاربة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام خروج عن الاسلام لان من مات ميتة جاهلية فقد خرج عن دائرة الاسلام
ولان المعاوية، هو الآخر الذي طلب الإمامة بعد صحة البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام
ونازعه الامر، وقد ورد هذا الخبر: فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر، يدل
على صحة هذا التأويل ما هو مذكور في لفظ الخبر عن الراوي، وهو عبد الرحمان
من أنه قال: فدنوت منه فقلت له: أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله
فأهوى إلى اذنيه وقلبه بيده وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمك
معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا وذكر الآية (2) استشهادا على
ذلك، وتعيينه لمعاوية في نفس الخبر من أدل دليل على أنه هو المراد بالخبر فقال
له بعد سكوته ساعة: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله ولا طاعة لله تعالى في
محاربة أمير المؤمنين عليه السلام بل معصية الله تعالى وورود النار.

(1) صحيح مسلم الجزء السادس ص 22
(2) النساء: 29.
319

ويدل على صحة هذا التأويل أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: سلمك سلمى
وحربك حربي، وقوله عليه السلام: من حاربك فقد حاربني، والخبر الأخير يشهد أيضا بان
محاربي أمير المؤمنين عليه السلام في النار، لان محاربه محارب رسول الله صلى الله عليه وآله.
ويدل على ذلك ما قدمناه من قول النبي صلى الله عليه وآله: من حاربك يا علي فقد حاربني،
وحربك حربي، وسلمك سلمى.
وقد تقدم في الصحاح كثير من ذلك وهذا الخبر الأخير من هذه الأخبار وهو
قوله صلى الله عليه وآله: من خلع يدا من طاعة الله لقى الله تعالى يوم القيامة لا حجه له، ومن مات
وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية. ومن ذكرناه من محاربي أمير المؤمنين عليه السلام
خلعوا يدهم من طاعته وماتوا وليس في عنقهم بيعة لامام، لا له ولا لغيره، ولو كان
في عنقهم بيعة لغيره لكانوا أيضا ضلالا، لأنه عليه السلام هو الامام لهم ولمن انتموا إليه لما
بيناه من النصوص أولا وباجماع الأمة علية ثانيا.
وما تقدم من الاخبار من صحيح البخاري وصحيح مسلم ومن الجمع بينهما
للحميدي من قول النبي صلى الله عليه وآله: المدينة حرم ما بين عبر إلى ثور، فمن أحدث فيها
حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا، شاهد على استحقاق يزيد بن معاوية ما شرطه النبي صلى الله عليه
وآله وسلم، لأنه أحرق المدينة ونهبها مرتين. وهذا أعظم الاحداث، ان ينهب أهل
بيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حرمه، وقد أوجب اللعنة على من أحدث فيها حدثا، وذلك
مضاف إلى قتل الحسين عليه السلام، وهذه الصحاح شاهدة بذلك فليس لأحد المنازعة
في ذلك.
واحرق أيضا مكة بما قد تقدم في الصحاح من حديث الكعبة ومن أحرق مكة
أيضا إضافة إلى المدينة ونهبها وسبى بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله
وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفى أخيه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وقال
صلى الله عليه وآله: هما ريحانتاي من الدنيا، وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما
320

دخل الجنة وقوله صلى الله عليه وآله: انا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم لهما ولأبويهما
كل ذلك مما بيناه ونبينه من الصحاح، وكثير مما ذكرناه ومما نذكره كان مستحقا
لجميع ما شرطه النبي صلى الله عليه وآله لفاعل ذلك، فليتأمل ذلك.
فاما حريق الكعبة وان عسكر يزيد احرقها وحارب أهل مكة وفتك بها وبمن فيها
فقد ذكرنا طريقه من الصحاح بما تقدم.
واما نهب المدينة والفتك بها وقتل أولاد المهاجرين والأنصار وبعض
الصحابة، فيدل عليه ما ذكره محمد بن جرير الطبري في تاريخه (1) وابن عبد ربه في
الكتاب الموسوم " بالعقد " وهو ان مسور بن مخزمة كان يقول في يزيد بن معاوية:
انه يشرب الخمر ويلعب بالنرد (2) فبلغه ذلك فكتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص.
واليه على المدينة: ان يجلد مسور الحد فضربه حد المفترى فقال فيه الشاعر:
أيشربها صهباء كالمسك ريحها * أبو خالد والحد يضرب مسورا
فأخرج أهل المدينة عمروا منها وسائر بني أمية، فانفذ يزيد إليها عشرين
ألفا مع مسلم بن عقبة المرى فقتل منها ثمانية آلاف من أولاد المهاجرين والأنصار
وغيرهم وأباحها ثلاثا، فلم يبق بها دار الا انتهبت (3) سوى دار علي بن الحسين
عليهما السلام، فإنه حماها رجل من أهل الشام تلك الثلاثة الأيام، فلما كان بعد الثلاثة
الأيام اخرج له علي بن الحسين عليهما السلام ملاءة قد جمع بها حليا وثيابا من
نسائه وقال له: خذ هذا من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: لم أفعل ذلك لسبب بل
أرجو الجنة فقال: خذه ولك ما طلبت.
وقال الهيثم: قتل يوم الحرة، حرة وأقم نحوا من ستة آلاف وخمس مائة
وقال أبو مخنف: المقتولون من وجوه قريش سبع مائة.
وفى التاريخ - أعني تاريخ الطبري -: انه قتل من القراء سبع مائة وثلاثة

(1) الجزء الرابع من ص 370 - 381 وقايع سنة 61 من الهجرة
(2) وفى نسخة: ويلعب بالقرد
(3) وفى نسخة: انتهك.
321

من الصحابة: عبد الله بن زيد بن عاصم ومعقل بن يسار الأسلمي ومحمد بن عمرو بن
حزم وابن الغسيل وأباحها ثلاثا ولم يبق دارا الا انتهبت إلا دار علي بن الحسين
حماها رجل من أهل الشام، ودار أسامة بن زيد فان كلبا حماها، ودار امرأة من حمير
فان حمير حمتها، ثم أخذهم بالبيعة ليزيد على أنهم عبيد ليزيد وسماها خبثة، وقد
سماها رسول الله صلى الله عليه وآله: طيبة (1)
وقد تقدم ذكر الحرة ونهب يزيد المدينة من صحيح مسلم في الجزء الرابع
يرفعه إلى ابن عمر حيث حضر عند عبد الله بن مطيع نائب يزيد بعد نهب المدينة،
يسأله البيعة ليزيد (2) فثبت نهبها من الصحاح والحسان أيضا متفقا على ذلك، فهذا
أقبح الاحداث وأفحشها، فقد استحق بهذه الاحداث ما شرطه رسول الله صلى الله عليه وآله لمن
أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا، إضافة إلى استحقاق ما يستحقه بقتل الحسين عليه السلام.
والنبي صلى الله عليه وآله لعن من أحدث في المدينة حدثا وهو عالم بما يحدثه فيها يزيد
بالوحي إليه صلى الله عليه وآله، ليجعل ذلك علامة على استحقاق قاتل الحسين عليه السلام ما شرط من
اللعن وتعريفا لمن يوقعه في ذلك، شبهة ممن لم ينعم النظر وجعل ذلك مستحقا
بطريق لا يقع فيه اشتباه.
537 - ومن صحيح مسلم في الجزء الخامس منه وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
محمد بن مثنى وابن بشار، واللفظ - لابن مثنى - قالا: حدثنا محمد بن جعفر،
حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة، قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري
قال: اخبرني من هو خير منى: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار حين جعل
يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: ويس (3) ابن سمية تقتلك فئة باغية (4)

(1) تاريخ الطبري الجزء الرابع في حوادث سنة ثلاث وستين ص 370
(2) صحيح مسلم الجزء السادس ص 22
(3) ويس: كلمة في موضع رأفة واستملاح - لسان العرب ونقله أيضا عن ابن
الأثير: ويس كلمة تقال لمن يرحم ويرفق به.
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن كتاب الفتن ص 185.
322

538 - وبالاسناد المقدم قال: وحدثني محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم
بن عبد الأعلى قالا: حدثنا خالد بن الحارث، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق
بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة قالوا: حدثنا النضر بن شميل و
خالد بن الحرث، كلاهما عن شعبة، عن أبي مسلمة بهذا الاسناد نحوه، غير أن في
حديث النضر قال: اخبرني من هو خير منى، أبو قتادة وفى حديث خالد بن الحارث
قال: أراه يعنى أبا قتادة وفى حديث خالد وبشرا يقول: ويس أو يقول يا ويس ابن
سمية (1).
539 - وقال: بالاسناد أيضا وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد
بن جعفر وحدثنا عقبة بن مكرم العمى وأبو بكر بن نافع قال عقبة: حدثنا، وقال
أبو بكر: أخبرنا: غندر، حدثنا شعبة: قال: سمعت خالدا يحدث عن سعيد بن أبي
الحسن، عن أمه عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وآله: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعمار تقتلك
الفئة الباغية (2)
540 - وبه قال: وحدثني إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث،
حدثنا شعبة، حدثنا خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن والحسين عن أمهما، عن
أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وآله: بمثله (3)
541 - وبه قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسماعيل بن إبراهيم، عن ابن
عوف، عن الحسن، عن أمه عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تقتل عمارا
الفئة الباغية (4).
542 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث السادس عشر من

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 185 - الا ان فيه: عن ابن عون، عن الحسن...
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 186
(3) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 186
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 186.
323

افراد البخاري، من الصحيح من مسند أبي سعيد الخدري " رضي الله عنه " وبالاسناد
المقدم قال: عن عكرمة في رواية خالد الحذاء عنه قال: قال لي ابن عباس ولابنه
على: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري واسمعا من حديثه، فانطلقنا فإذا هو في حائط
له يصلحه، فاخذ ردائه فاحتبى، (1) ثم انشاء يحدثنا حتى اتى ذكر بناء المسجد
فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين، لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وآله فجعل ينفض التراب
عنه ويقول: ويح عمار، تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار
قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن (2).
543 - قال: وفى حديث عبد الوهاب عن خالد، عن عكرمة: ان ابن عباس
قال له ولعلى بن عبد الله: ائتيا أبا سعيد واسمعا من حديثه قالا: فأتيناه وهو واخوه
في حائط لهما، يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس وقال: كنا ننقل لبن المسجد،
لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي صلى الله عليه وآله ومسح عن رأسه التراب (3)
وقال: ويح عمار (تقتله الفئة الباغية، عمار) يدعوهم إلى الله تعالى ويدعونه إلى النار:
أعوذ بالله من الفتن (4).
قال الحميدي: وفى هذا الحديث زيادة مشهورة ثم يذكرها البخاري أصلا
في طريقي هذا الحديث، ولعلها لم تقع إليه، أو وقعت فحذفها لغرض قصده و
أخرجها أبو بكر البرقاني وأبو بكر الإسماعيلي قبله.
وفى هذا الحديث عندهما: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ويح عمار، تقتله الفئة
الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قال أبو مسعود الدمشقي (5) في

(1) الاحتباء بالثوب: الاشتمال - لسان العرب.
(2) صحيح البخاري الجزء الأول ص 93 باب التعاون في بناء المسجد.
(3) وفى المصدر: ومسح عن رأسه الغبار.
(4) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 21 - باب مسح الغبار عن الناس في السبيل
وحذف جملة أعوذ بالله من الفتن وما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
(5) وفى نسخة: قال أبو سعيد الدمشقي.
324

كتابه: لم يذكر البخاري هذه الزيادة وهي في حديث عبد الله بن المختار وخالد بن
عبد الله الواسطي ويزيد بن زريع ومحبوب بن الحسن وشعبة كلهم عن خالد الحذاء
ورواه إسحاق عن عبد الوهاب (1) هكذا قال: واما حديث عبد الوهاب الذي أخرجه
البخاري دون الزيادة فلم يقع إلينا من غير حديث البخاري، هذا آخر معنى ما قاله
أبو مسعود (2).
قال يحيى بن الحسن: فهذه الأخبار الصحاح التي لا يمكن الطعن فيها لأنه
لو أمكن الطعن فيها لتوجه الطعن على غيرها من الصحاح، وفى ذلك ابطال لسائر
الاخبار وهذا لا يقوله عاقل ولا يحكم به ذو بصيرة، تشهد بان الفئة التي يدعوا إليها
عمار فئة أهل الجنة، وبان الفئة التي تحارب عمارا أو تقتله، هي الفئة الباغية، وهي
من أهل النار وبلا خلاف بين الأمة ان معاوية وحزبه هم قتلة عمار بصفين وعمار كان
من فئة أمير المؤمنين (ع).
544 - ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس منه في رابع كراسة من أوله
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن
البراء قال: لما اعتمر النبي صلى الله عليه وآله في ذي القعدة فأبى أهل مكة ان
يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا:
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: ولا نقر بهذا، لو نعلم أنك رسول الله
ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله، فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله
ثم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام امح " رسول الله " قال علي عليه السلام: لا. والله لا أمحوك ابدا،
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الكتاب وليس يحسن يكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد
بن عبد الله: لا يدخل مكة السلاح الا السيف في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد
ان أراد أن يتبعه بها وان لا يمنع من أصحابه أحدا ان أراد ان يقيم بها، فلما دخلها

(1) وفى نسخة إسحاق، بن عبد الوهاب
(2) وفى نسخة ابن مسعود.
325

ومضى الاجل، أتوا عليا عليه السلام فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنا، فقد مضى الاجل
فخرج النبي صلى الله عليه وآله فتبعته ابنة حمزة تنادى: يا عم، يا عم فتناولها على، فأخذ بيدها
وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها على وزيد وجعفر، فقال
علي عليه السلام: انا اخذتها وهي ابنة عمى وقال جعفر: ابنة عمى وخالتها تحتي فقال زيد:
ابنة اخى.
فقضى بها النبي صلى الله عليه وآله لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الام وقال لعلى عليه السلام: أنت
منى وانا منك وقال لجعفر: اشبهت خلقي وخلقي. وقال لزيد: أنت أخونا و
مولانا وقال علي عليه السلام الا تتزوج بنت حمزة؟ فقال: انها بنت اخى من الرضاعة (1)
545 - ومن صحيح مسلم من الجزء الثالث منه في ثاني كراسة من آخره و
بالاسناد المقدم قال: حدثني عبد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن أبي
إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كتب علي عليه السلام الصلح بين النبي
صلى الله عليه وآله وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: هذا ما كاتب محمد رسول الله فقالوا:
لا تكتب " رسول الله "، فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لعلى
امحه، فقال: ما انا بالذي امحوه، فمحاه النبي صلى الله عليه وآله بيده، قال: فكان في ما
اشترطوا: ان يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا، ولا يدخلها بسلاح الا جلبان السلاح،
قلت لأبي إسحاق: ما جلبان السلاح؟ قال: القراب وما فيه يعنى السيف وقرابه. فلما
كان اليوم الثالث: قالوا لعلى عليه السلام: هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فأمره فليخرج
فأخبره بذلك فقال: نعم. فخرج (2).
546 - ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس منه في ثلث كراسة من أوله
وبالاسناد المقدم قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة
عن سعد قال: سمعت أبا أمامة قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: نزل أهل قريظة

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 141 - باب عمرة القضاء.
(2) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 173 باب صلح الحديبية.
326

على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى سعد، فأتى على حمار، فلما دنى
من المسجد قال للأنصار: قوموا إلى سيدكم - أو خيركم - فقال: هؤلاء نزلوا على
حكمك، فقال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، قال: قضيت بحكم الله، وربما قال
بحكم الملك (1)
547 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث منه على حد كراسين ونصف
من آخره وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن مثنى وابن
بشار - وألفاظهم متقاربة - قال أبو بكر: حدثنا غندر، عن شعبة وقال الآخران:
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا أمامة بن
سهل بن حنيف قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد
بن معاذ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سعد، فاتاه على حمار، فلما دنى قريبا من المسجد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار: قوموا إلى سيدكم - أو خيركم - ثم قال: ان هؤلاء
نزلوا على حكمك، قال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم قال: فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: قضيت بحكم الله، وربما قال: - قضيت بحكم الملك، - ولم يذكر ابن
مثنى: وربما قال قضيت بحكم الملك (2).
548 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء
الهمداني، كلاهما عن ابن نمير قال ابن العلاء: حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام،
عن أبيه، عن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق ورماه رجل من قريش يقال له:
" ابن العرقة " رماه في الأكحل (3)، فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله خيمة في المسجد،
يعوده من قريب، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من الخندق ووضع
السلاح واغتسل، فأتاه جبرئيل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: وضعت السلاح

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 112 - باب مرجع النبي صلى الله عليه وآله من الأحزاب
ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم.
(2) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 160 - باب جواز قتل من نقض العهد
(3) الأكحل: عرق فم وسط الزراع يكثر فصده - لسان العرب.
327

والله ما وضعناه، اخرج إليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فأين؟ فأشار إلى بني قريظة،
فقاتلهم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله فأين؟ فأشار إلى بني قريظة،
فقاتلهم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله فرد رسول الله الحكم فيهم
إلى سعد، فقال: انى احكم فيهم: ان تقتل المقاتلة وان تسبى الذرية والنساء وتقسم
أموالهم (1).
549 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادي عشر من المتفق
عليه في الصحيح من مسلم والبخاري، من مسند أبي سعيد الخدري وبالاسناد المقدم
قال: عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري ان أهل قريظة نزلوا على حكم سعد،
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سعد بن معاذ فأتى على حمار فلما دنى قريبا من المسجد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار: قوموا إلى سيدكم - أو قال: خيركم - فقعد عند النبي
صلى الله عليه وآله فقال: ان هؤلاء نزلوا على حكمك، فانى احكم ان تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم
فقال: لقد حكمت بما حكم به الملك.
وفى رواية محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة نحوه. وقال:
فقال النبي صلى الله عليه وآله قضيت بحكم الله عز وجل (2).
550 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري في الجزء
الثالث منه، في باب مرجع النبي من الأحزاب ومخرجة إلى بني قريظة ومحاصرته
إياهم.
وبالاسناد المقدم من سنن أبي داود وصحيح الترمذي قال: ان بني قريظة،
نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سعد، فأتاه على حمار فلما
دنى قريبا من المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار: قوموا إلى سيدكم - أو خيركم - ثم قال:
ان هؤلاء نزلوا على حكمك، فقال: تقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم، قال: فقال النبي

(1) صحيح مسلم الجزء الخامس ص 160 باب جواز قتل من نقض العهد.
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 112 - باب مرجع النبي صلى الله عليه وآله من
الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم.
328

صلى الله عليه وآله قضيت بحكم الله وربما قال قضيت بحكم الله وربما قال قضيت بحكم الملك. (1)
قال يحيى بن الحسن: فهذه حالة كان أمير المؤمنين عليه السلام فيها مثل النبي صلى الله عليه وآله
على سواء، والنبي اخبره بذلك حين قال له: امح رسول الله، فقال: ما كان لي ان
امحوه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ستدعى إلى مثلها فتجيب وأنت على مضض (2) فذلك
انه لما كان صبيحة ليلة الهرير جاء أصحاب معاوية بخمس مائة مصحف على خمس
مأة رمح وقالوا: يا أهل العراق، حاكمونا إلى كتاب الله تعالى فإن كان فيه ما
يوجب قتلنا والا فاتركونا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه: أليس الله سبحانه
وتعالى يقول في كتابه: " فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " (3) فهؤلاء
بغاة على الامام وقتال البغاة على الامام واجب، فلم يرجعوا إلى ما أمرهم، وكان
من أمرهم انهم قالوا له: تحكم وتكتب بينك وبينهم مقاضاة ويكون الحكم في ذلك
" أبا موسى الأشعري " فقال لهم: لا احكم أحدا ابدا فلما أبوا عليه، قال: فإذا كان لا بد من
الحكم، فيكون الحكم ولدى " الحسن " ولم يقبلوا قال: فيكون الحكم ابن عمى:
عبد الله بن عباس فلم يقبلوا، فحيث لم يقبلوا، تركهم إلى رأيهم في الحكم، فلما
حضروا الكتابة المقاضاة وكان عبد الله بن العباس " رضي الله عنه " كاتب أمير المؤمنين عليه السلام
فلما كتب: هذا ما قاضا عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لمعاوية بن أبي
سفيان فقال له عمرو بن العاص: امح " أمير المؤمنين " فانا لا نعرفه، فلو عرفنا انه أمير
المؤمنين لما نازعناه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لابن عباس: امحه، فقال ابن عباس
لا امحوه، فمحاه أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن قال لعمرو بن العاص: يا بن النابغة ألا
تعرف أمير المؤمنين؟ فقال ابن العاص: والله لا جمعني وإياك مجلس ابدا، فقال

(1) صحيح الترمذي ج 4 ص 144 مع اختلاف يسير
(2) في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 232 من الطبعة الحديثة تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم: وأنت مضطهد. واما المضض: وجع المصيبة - مجمع البحرين.
(3) التوبة: 12.
329

له أمير المؤمنين: ارجوان يطهر الله تعالى مجلسي منك ومن أمثالك، (1) وكتبوا بما
أراد عمرو فهذا كفعل رسول الله صلى الله عليه وآله على السواء في القضية
والتحكيم، وما كان السبب في التحكيم الا عامة أصحاب أمير المؤمنين لان الأشعث
بن قيس لما شاهد ما فعله أهل الشام من حيلة عمرو بن العاص قال لأمير المؤمنين
عليه السلام: ان لم تحكم قتلناك بهذه السيوف التي قتلنا بها عثمان فقال حينئذ:
لا رأى لمن لا يطاع، وقال لأصحابه: هذه كلمة حق يراد بها باطل، وهذا كتاب الله
الصامت وانا المعبر عنه، فخذوا بكتاب الله الناطق وذروا الحكم بكتاب الله الصامت
إذ لا معبر عنه غيري، فلما لم يرجع أصحابه إلى رأيه على ما تقدم ذكره قال لهم:
اجعلوا التحكيم على كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا زال الحكم عنها (1)
كان المحكم معذورا مع اضطراره إلى التحكيم، فلما حكم أبو موسى رأى في
حكمه خلع أمير المؤمنين عليه السلام، وأي كتاب أو سنة تحكم بخلع أمير المؤمنين عليه السلام؟
فلما رأى أصحاب أمير المؤمنين عدول أبي موسى الأشعري عن الكتاب والسنة
رجعوا على أنفسهم باللوم، فافترقوا فرقتين، فرقة اعتذروا إليه من ذنبهم وقالوا:
ما علمنا أنه يجرى من أبى موسى ما جرى، والفرقة الأخرى وهم الخوارج، لم
يتمعنوا النظر في الدليل ولم يعترفوا انهم هم كانوا سبب ذلك وإنما عادوا على أمير
المؤمنين عليه السلام باللوم وقالوا: لما لم نطعك ولم نرجع إلى قولك كنت ضربت رقابنا
حيث علمت أن الحال تؤل إلى ما آلت إليه، فقال لهم: ما كان ينبغي ان أقتلكم في
ذلك لأنني لو فعلت ذلك لكان داعية إلى ترك اتباعى وتقوية حجة الخصم، لان
الامام إذا قتل اتباعه على حالة لم يتحققها العدو والولي كان ذلك منفرا عن اتباعه
وداعية إلى اجتنابه عند من لا اعتبار له في الأدلة.
وقد كان مع النبي صلى الله عليه وآله جماعة من المنافقين وكان قادرا على قتلهم فلم يمنعه

(1) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 233 من الطبعة الحديثة باختلاف يسير
(2) وفى نسخة: فإذا زل الحكم عنهما.
330

الأخشية من أن يقول المشركون: ان محمدا قتل اتباعه (1) فلا يسكن أحد إلى اتباعه
وقبول دعوته وتركهم لسبب هو أعظم من ذلك وهو ان يظهر الله من أصلابهم من
يعبد الله تعالى.
551 - ومن مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أبي
إسحاق، عن العلاء بن عمران (2) قال: سألت ابن عمر عن علي عليه السلام وعثمان فقال: اما
على فابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وختنه وهذا بيته (3) لا أحدثك عنه بغيره واما عثمان
فإنه أذنب فيما بينه وبين الله عز وجل ذنبا عظيما فغفره له وأذنب في ما بينكم وبينه ذنبا
صغيرا فقتلتموه (4).
552 - ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس منه في الكراس الثامنة في
باب قوله تعالى: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فان انتهوا فلا
عدوان الا على الظالمين " (5) وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد بن بشار، قال:
حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: اتاه رجلان
في فتنة ابن الزبير فقالا: ان الناس قد صنعوا، وأنت ابن عمر وصاحب النبي صلى الله عليه وآله
فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني ان الله حرم دم اخى فقالا: ألم يقل الله تعالى:
" وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة "؟ فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله (6).
وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب قال: اخبرني فلان وحسين بن شريح

(1) صحيح البخاري ج 6 ص 154 - 155
(2) وفى المصدر: عن العلاء بن عرار
(3) وفى المصدر: فقال: اما على فهذا بيته.
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 595 ح 1012
(5) البقرة: 193
(6) وفى المصدر بإضافة: وأنتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين
لغير الله.
331

عن بكر بن عمرو المعافري: ان بكير بن عبد الله حدثه، عن نافع: ان رجلا اتى
ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمان ما حملك ان تحج عاما وتعتمر عاما وتترك الجهاد
في سبيل الله عز وجل وقد علمت ما رغب الله تعالى فيه؟ قال: يا بن اخى بنى الاسلام
على خمس: الايمان بالله ورسوله، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة
وحج البيت فقال: يا أبا عبد الرحمان ألا تسمع ما ذكره الله تعالى في كتابه: " وان
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا
التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله (1) " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة "؟ قال: فعلنا على
عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الاسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه، اما ان يقتلوه
أو يعذبوه حتى كثر الاسلام، فلم تكن فتنة، قال: فما قولك في علي وعثمان؟ فقال
اما عثمان فكان الله عفى عنه واما أنتم فكرهتم ان تعفوا عنه، واما علي عليه السلام فابن عم رسول
الله وختنه وأشار بيده فقال: وهذا بيته، حيث ترون (2).
553 - ومن صحيح مسلم في الجزء الخامس على حد أكثر من نصفه وبالاسناد
المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا اسود بن عامر، حدثنا شعبة بن الحجاج
عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس، قال قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي
صنعتم في أمر علي عليه السلام أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال:
ما عهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة اخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله:
قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: في أصحابي اثنا عشر منافقا: منهم ثمانية لا يدخلون الجنة
حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة (3)، وأربعة لم أحفظ
ما قال شعبة فيهم (4).

(1) الحجرات: 9
(2) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 26 وفيه في أول الحديث:
اخبرني فلان وحياة بن شريح.
(3) الدبيلة: هي خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن، كتاب صفات المنافقين ص 122.
332

554 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد بن مثنى ومحمد بن بشار - و
اللفظ لابن مثنى - قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي
نضرة، عن قيس بن سعد بن عبادة قال: قلنا لعمار: أرأيت قتالكم مع علي عليه السلام أرأيا
رأيتموه، فان الرأي يخطى ويصيب، أو عهدا عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما
عهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة.
وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان في أمتي، قال شعبة: واحسبه قال حدثني
حذيفة، وقال غندر: أراه قال: في أمتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون
ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم يكفيهم الله الدبيلة سراج من
النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم (1).
555 - [و] يليه من الكتاب أيضا بلا فاصلة بينهما وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
زهير بن حرب، حدثنا أبو أحمد الكوفي، حدثنا الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل
قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال أنشدك
بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: اخبره إذا سألك قال: كنا نخبر انهم
أربعة عشر، فان كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، واشهد بالله ان اثنى عشر منهم
حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذر ثلاثة قالوا: ما سمعنا
منادى رسول الله صلى الله عليه وآله ولاعلمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة، فمشى فقال: ان
الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ (2).
556 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الأول من افراد
مسلم من مسند حذيفة بن اليمان العبسي (ره) وبالاسناد المقدم قال: عن قيس بن
عباد، قلت لعمار بن ياسر: أرأيتم صنعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي عليه السلام أرأيا
رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله؟. فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله
شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة اخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن، كتاب صفات المنافين ص 123
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن كتاب صفات المنافقين ص 122.
333

قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: في أصحابي اثنا عشر منافقا فمنهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى
يلج الجمل في سم الخياط، وأربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم (1)
قال: وفى رواية بعضهم: ثمانية تكفيهم الدبيلة: سراج من النار، يظهر في
أكتافهم حتى ينجم (2) من صدورهم (3).
557 - ويليه من الكتاب المذكور الحديث الخامس من افراد مسلم من
مسند حذيفة بن اليمان بالاسناد المقدم قال: عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل من
أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك الله كم كان أصحاب
العقبة؟ قال: فقال له القوم: اخبره إذا سألك، فقال: كنا نخبر انهم أربعة عشر، فان
كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر واشهد بالله، ان اثنى عشر منهم حرب لله
ولرسوله في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، وعذر ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادى رسول الله
صلى الله عليه وآله ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة، فمشى فقال: ان الماء قليل، فلا
يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ (4).
559 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثالث
في ثاني كراسة منه في تفسير قوله تعالى: " ان المنافقين في الدرك الأسفل من
النار " (5) من صحيح مسلم وبالاسناد المقدم قال عن أبي الطفيل قال: كان بين رجل
من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله كم أصحاب
العقبة؟ فقال له القوم: اخبره إذا سألك، قال: كنا نخبر انهم أربعة عشر: فان كنت
منهم فقد كان القوم خمسة عشر، واشهد بالله: ان اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله
في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، وعذر ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادى رسول الله صلى الله عليه وآله ولا

(1) صحيح مسلم: الجزء الثامن كتاب صفات المنافقين ص 122
(2) نجم النبت ينجم: إذا طلع - لسان العرب
(3) صحيح مسلم: الجزء الثامن كتاب صفات المنافقين ص 122
(4) صحيح مسلم: الجزء الثامن ص 123
(5) النساء: 145.
334

علمنا بما أراد القوم، قال حذيفة: وقد كان في حرة فمشى فقال: ان الماء قليلا فلا
يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ (1)
559 - ويليه من آخره أيضا وبالاسناد المقدم قال: وعن قيس قلت لعمار:
أرأيتم صنعكم الذي صنعتم في أمر علي عليه السلام، أرأى رأيتموه؟ أو شئ عهد إليكم
رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة،
ولكن حذيفة اخبرني: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اعلمه ان في أصحابه اثنى عشر منافقا، فيهم
ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وقال: أربعة منهم تكفيهم
الدبيلة - وأربعة لم احفظ ما قال: فيهم (2).
160 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث في اخر كراسة منه مما يدل على أن
أصحاب العقبة من قريش موافقا للوجه الأخير مما ذكره الثعلبي في تفسيره من
قوله: وقيل: انهم من قريش وسنذكره فيما بعد هذا إن شاء الله تعالى.
161 - وبالاسناد المقدم قال: وحدثنا أبو الطاهر: أحمد بن عمرو بن سرح
وحرملة بن يحيى وعمر وبن سواد العامري - وألفاظهم متقاربة - قالوا: حدثنا
ابن وهب، اخبرني يونس عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير: ان
عائشة حدثته انها قالت: يا رسول الله هل اتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال:
ما لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن
عبد ياليل بن عبد كلال (3) فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم
استفق الا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا انا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها
جبرئيل عليه السلام فناداني فقال: ان الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث
إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال: فناداني ملك الجبال وسلم على، ثم
قال: يا محمد ان الله قد سمع قول قومك لك وانا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 123
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن كتاب صفات المنافقين ص 122
(3) وفى النسخ التي بأيدينا: إذ عرضت نفسي على ابن عبد بليل بن عبد كلال.
335

لتأمرني بأمرك فما شئت، ان شئت ان أطبق عليهم الأخشبين (1) فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
بل ارجوان يخرج الله من أصلا بهم من بعبد الله وحده لا يشرك به شيئا (2)
قال يحيى بن الحسن: وهذا هو العذر لأمير المؤمنين عليه السلام في ترك قتل أصحابه
الذين خرجوا عن امره بصفين، وقد تقدم ذكر ذلك، ولما علم من حال أهل النهروان
انه لا يخرج من ظهورهم من يؤمن بالله قتلهم عن آخرهم الا النفر الذين انهزموا من حربه
عليه السلام وذلك بوحي الله تعالى إلى رسوله واعلام الرسول صلى الله عليه وآله له (ع) وذلك
أسوة بنوح نبي الله لأنه تعالى لما اعلمه بالوحي: " انه لن يؤمن من قومك الا من
قد أمن " (3) قال حينئذ: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " (4) فحسن حينئذ
هلاك القوم كما حسن هلاك قوم نوح.
ويدل على صحة ما قلناه: من أن أمير المؤمنين (ع) كان يعلم حال كل محارب
له ومخالف عليه وما يؤل إليه أمرهم، ما ذكره مسلم بن الحجاج في صحيحه في
الجزء الخامس من الصحيح في أول كراس منه في باب تأويل سورة غافرا عني: حم
تنزيل الكتاب (5) وبالاسناد المقدم قال مسلم: وقد روى بعضهم عن ابن عباس أنه قال
كان علي عليه السلام يعرف بها الفتن.
قال: وأراه ذكره في هذا الحديث: وكل جماعة كانت في الأرض أو تكون
في الأرض، ومن كل قرية كانت أو تكون في الأرض.
قال: وقد روى عن علي عليه السلام أنه قال على المنبر: سلوني قبل ان تفقدوني،
سلوني عن كتاب الله وما من آية الا واعلم حيث أنزلت بحضيض جبل (6) أو سهل ارض

(1) الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة وهما: أبو قبس والأحمر - لسان العرب
(2) صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب الجهاد ص 181
(3) هود: 36
(4) نوح: 26
(5) الغافر - 1 " السورة 40 "
(6) الحضيض: قرار الأرض عند سفح الجبل - لسان العرب.
336

وسلوني عن الفتن، فما من فتنة الا وقد علمت كبشها ومن يقتل فيها (1) قال: وقد روى
عنه من نحو هذا كثير.
وقد قدمنا ذكر هذا الخبر في موضع آخر من الكتاب فلولا ما كان يعلمه من
حال من ألزمه بالتحكيم، وحال تقدمهم لكان قد ناجزهم القتال، وإنما للعلة التي
امتنع النبي صلى الله عليه وآله عن قتل المنافقين، امتنع أمير المؤمنين عليه السلام عن قتل من كان قادرا
على قتله من خصومه وأعدائه الناكثين والقاسطين والمارقين ومن جرى في الخلاف
مجراهم (2).
وقال يحيى بن الحسن أيضا: وفى الاخبار التي رويت عن عمار " رضي الله عنه
": وهي قوله: " ما عهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة وإنما قال
لي حذيفة: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: في أصحابي اثنا عشر منافقا " كنايات غريبة.
منها: التنبيه على استحقاق الولاء لأمير المؤمنين عليه السلام.
ومنها: ما يدل على أن من خالفه في ذلك منافق.
اما ما يدل على استحقاق الولاء له عليه السلام من الكناية في ذلك فهو قوله: ان
النبي صلى الله عليه وآله لم يعهد إلينا شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، وهذا تنبيه على ما قاله النبي
صلى الله عليه وآله في حقه: من كنت مولاه فعلى مولاه ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله: أنت منى بمنزلة
هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى. وقوله صلى الله عليه وآله: أنت ولى كل مؤمن بعدى ومؤمنة
وقوله صلى الله عليه وآله: على منى وانا منه، وقوله صلى الله عليه وآله: كنت انا وعلى نورا بين يدي الله قبل

(1) ينابيع المودة للقندوزي ص 74 عن مسند أحمد بن حنبل وراجع تفصيل ذلك
الغدير ج 6 ص 193 وغاية المرام 524
(2) صحيح البخاري ج 6 ص 154 - في تفسير سورة المنافقين تتمة الحديث الأول
فقال: يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه
لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه. كذلك حديث آخر عين هذا الحديث. فأمير المؤمنين
لم يقتلهم تبعا للنبي الأعظم صلى الله عليهم أجمعين:.
337

ان يخلق الله آدم بأربعة عشر الف عام، فلم نزل في شئ واحد إلى أن انتقلنا إلى
صلب عبد المطلب.
في خبر من طريق احمد " فجزء بانا وجزء علي عليه السلام " وفى خبر عن ابن المغازلي:
ففي النبوة وفي علي الخلافة (1).
وفى خبر من كتاب الفردوس ففي النبوة وفي علي الوصية. والاخبار الأول
من الصحاح، وقد تقدم ذكر الجميع من الصحاح بطرقها بما فيه الكفاية من غير
طريق والى أمثال ذلك مما تعداده يكثر، قد قدمنا ذكر ذلك جميعه بطرقه.
ومن ذلك قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2) وقد تقدم ذكر اختصاصها به من الصحاح.
ومنه قوله صلى الله عليه وآله: خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى
يردا على الحوض وغير ذلك.
فهذا هو عهده إلى الناس كافة، معناه هذا، عهده إلينا والى الناس كافة. فامتثالنا لامره
بذلك العهد، لابراء أنفسنا وكذا كان يجب على كل من وصل ذلك العهد إليه، وخوطب
به أو أخبر به، ولم يكن حاضر الخطاب ولو لم يكن المراد بالخبر ما ذكرناه لما قال في
تمام الخبر، وقد سأل عن طاعة أمير المؤمنين عليه السلام أبقول النبي صلى الله عليه وآله هي، أم برأي نفسه؟
فقال في جواب ذلك: ولكن حذيفة اخبرني ان النبي صلى الله عليه وآله قال لي: " ان في أصحابي
اثنى عشر منافقا " ولم يجر للمنافقين ذكر في السؤال ولكن الحال من السائل و
المسؤول كانت مقتضية لذلك، ولو كان ذلك منافيا لما اقتضته الحال لكان قد اطرحت
الزيادة في الخبر أو أنكر على عمار الاتيان بالزيادة التي لا فائدة فيها ولم تقتضها
الحال، وإنما هذه كناية من أحسن الكنايات مثل قوله سبحانه " فقال إني أحببت حب
الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب " (3) ولم يجر للشمس ذكر في القصة

(1) المناقب لابن المغازلي ص 87 وفى ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ
دمشق ج 1 ص 137.
(2) المائدة: 55
(3) سورة ص: 32.
338

فذكرها لاقتضاء الحال لها وابان بذكرها عدة المنافقين انهم كانوا ممن لم يقبل ما
عهده النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بل أظهر الرضا وابطن خلافه، وهذا مأخوذ من نفق
اليربوع (1)، لان له بابين: يدخل في واحد وإذا طلب فيه، خرج من الاخر، وكذلك
المنافق يظهر خلاف ما يبطنه. يدل على صحة هذا التأويل ما قدمناه من الصحاح من
قول جابر بن عبد الله الأنصاري (رض): ما كنا لنعرف المنافقين الا ببغضهم إياه (2)
وبقول النبي صلى الله عليه وآله له: ما أحبك الا مؤمن تقى ولا أبغضك الا منافق شقى.
وقد تقدم ذكر ذلك من الصحاح من غير طريق، فدل على حسن الكناية في الخبر من
الطريقين (3): أحدهما التنبيه على ولائه والاخر التعريف بان مبغضه منافق، وهذا من
أحسن الكنايات، ومثله في حسن التعريض والكناية ما ذكره أبو محمد: عبد الله بن مسلم
بن قتيبة في كتاب " غريب الحديث " في الجزء الأول قريبا من آخره، قال ابن قتيبة في
حديث النبي صلى الله عليه وآله: ان أبا ذر أتى فلانا فتعاتبا فقال أبو ذر: اما أنا فأشهد أن النبي صلى الله عليه وآله
قال: انى أو إياك أو أحدنا فرعون هذه الأمة، فقال الرجل: اما انا فلا، قال ابن
قتيبة: قوله: انى أو إياك أو أحدنا يريد: انك أنت فرعون هذه الأمة ولكنه القى إليه
تعريضا، فكان أحسن من التصريح به. ومثله في كتاب الله تعالى: " وانا أو إياكم لعلى
هدى أو في ضلال مبين) (4) وهذا كما يقول القائل: أحدنا كاذب وهو يعلم أنه
الصادق وصاحبه الكاذب ونحو هذا من التعريض في قتل عثمان قول علي عليه السلام في
خطبة له: انكم قد أكثرتم في قتل عثمان، الا وان الله قتله وانا معه، فأوهم قوما كانوا
معه انه ممن أعان عليه وأراد ان الله قتله، وسيقتلني معه وقال: قال ابن سيرين: هذه

(1) النفقة والنافقاء: حجر الضب واليربوع - لسان العرب
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 639 ح 1086 ولقد مضى في الفصل
السادس والعشرين.
(3) وفى نسخة: من الطرفين
(4) سبأ: 24.
339

كلمة غريبة لها وجهان (1).
662 - ومن الجزء الثامن من صحيح البخاري في باب " إذا قال عند قوم
شيئا، ثم خرج فقال بخلافه ": لما وقع الاختلاف بين ابن زياد ومروان وعبد الله بن
زبير، وبالاسناد المقدم قال: حدثنا آدم بن أبي اياس، قال: حدثنا شعبة، عن واصل
الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان قال: ان المنافقين اليوم في شر منهم
على عهد النبي صلى الله عليه وآله، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون (2).
663 - وبه قال (3) حدثنا خلاد بن يحيى، قال حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي
ثابت، عن أبي الشعثاء، عن حذيفة قال: إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وآله
فاما اليوم فإنما هو الكفر بعد الايمان (4).
664 - ومن تفسير الثعلبي، ذكر الثعلبي في تفسير سورة براءة قوله تعالى:
" يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم " (5) وبالاسناد المقدم

(1) كنز العمال ج 13 ص 97 حديث 36329 من الطبعة الحلبية بتصحيح وتفسير
الشيخ صفوة السقا والشيخ بكرى حياني: نقلا عن ابن أبي شيبة عن علي:
قال من كان سائلا عن دم عثمان: فان الله قتله وانا معه قال: قال ابن سيرين: هذه
كلمة قرشية ذات وجه.
ولكن المصنف ذكر هذه كلمة غريبة ذات وجهين. فالوجهان.
أحدهما: ما أوعز إليه بقوله: أو هم قوما كانوا معه انه ممن أعان عليه.
والثاني: ما أشار إليه ان الله قتله وسيقتلني معه: أي يصير هذا العمل سنة (لقتل
الزعماء وعزلهم).
مع أن الإمام قال: والله ما قتلت ولا أمرت ولكني غلبت: أو قال. ما أحببت قتله
ولا أكرهت ولا أمرت به ولا نهيت عنه، لاحظ أنساب الأشراف ج 5 ص 101 ترجمة عثمان.
وان أردت تفصيل ذلك فراجع الغدير ج 9 ص 69 - 218
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 58.
(3) أي بهذا المضمون
(4) صحيح البخاري الجزء بالتاسع ص 58
(5) التوبة: 64.
340

قال الثعلبي: قال الحسن: كان المسلمون يسمون هذه السورة: " الحفارة " حفرت ما في
قلوب المنافقين، فأظهرته، قال ابن كيسان: نزلت هذه الآية في اثنى عشر رجلا من المنافقين
وقفوا للرسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة لما رجع النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك ليفتكوا به إذا علاها
ومعهم رجل مسلم يخفيهم شأنه وتنكروا له في ليلة مظلمة فأخبر جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله
بما قدروا، وأمره أن يرسل إليهم من يضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحاهم فلما نزل
قال: يا حذيفة من عرفت من القوم؟ قال: لم أعرف منهم أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فإنه فلان
وفلان حتى عدهم كلهم. فقال حذيفة: الا تبعث إليهم فتقتلهم؟ فقال أكره ان تقول العرب:
لما ظفر محمد بأصحابه اقبل بقتلهم بل يكفيناهم الله بالدبيلة. قيل يا رسول الله: وما الدبيلة؟
قال: شهاب من جهنم يضعه على نياط (1) فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه (2)
وكان كذلك قال: وقال ابن عباس (رض) في هذه الليلة: ما أشبه الليلة بالبارحة، هؤلاء
بنو إسرائيل شبهنا بهم قال: وقال ابن مسعود (رض): أنتم أشبه الأمم ببنى إسرائيل
سمتا وهديا (3) وعملا، حذو القذة بالقذة: غير انى لا ادرى أتعبدون العجل أم لا؟ قال:
وقال الضحاك: خرج المنافقون مع رسول الله إلى تبوك، فكان إذا خلى بعضهم ببعض
سبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وطعنوا في الدين، فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله
فقال: يا أهل النفاق، ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما قالوا شيئا
من ذلك، فأنزل الله تعالى: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا
بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا " (4) الآية.
وقال الكلبي: هم خمسة عشر رجلا منهم: عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد بن أبي
سرح وطعمة بن أبيرق والجلاس بن سويد وأبو عامر بن النعمان وأبو الأحوص،
هموا ليلا بقتل النبي صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك فأخبر جبرئيل عليه السلام بذلك النبي صلى الله عليه وآله.

(1) نياط القلب وهو العرق الذي القلب متعلق به - لسان العرب
(2) لقد نقلنا ص 332 من صحيح مسلم هذه الرواية الا ان في صحيح مسلم: قيل
وما الدبيلة؟ قال: الدبيلة سراج من النار يظهر من اكتفاهم حتى ينجم من صدورهم
(3) السمت والهدى: الحالة التي يكون عليها الانسان من المذهب (4) التوبة: 74.
341

وقال الثعلبي: وقيل: انهم من قريش هموا بالنبي صلى الله عليه وآله فمنعه الله عز وجل
وقد ذكر محمد بن إسحاق في كتابه: أهل العقبة وكذلك ابن حنبل في مسنده وأبو
نعيم الحافظ في حلية الأولياء - واللفظ لابن إسحاق: ان أبي بن كعب سمى لما قال:
هلك أهل العقبة ورب الكعبة ثلاثا هلكوا واهلكوا والله ما عليهم آسى ولكن آسى على
من يهلكون من بعدهم من المسلمين (1).
665 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري امام الحرمين في
الجزء الثاني من اجزاء اثنين على حد خمس كراريس من آخره من موطأ مالك بن
انس الأصبحي قال: وبالاسناد المقدم قال: عن أبي وائل قال: دخل أبو موسى وأبو
مسعود على عمار حين بعثه علي عليه السلام إلى الكوفة يستنفرهم، فقالا، له: ما رأيناك اتيت
أمرا أكره عندنا من اسراعك في هذا الامر منذ أسلمت؟ فقال لهما عمار: ما رأيت
منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من ابطائكما عن هذا الامر وكساهما أبو مسعود
حلة حلة ثم راحا فيها إلى الجمعة (2).
666 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الأول من افراد مسلم
من مسند سلمة بن الأكوع ويقال: سلمة بن عمرو بن الأكوع، يكنى أبا مسلم عاش
إلى زمن الحجاج ومات سنة أربع وسبعين.
667 - وبالاسناد المقدم قال: عن اياس بن سلمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله
قال: من سل علينا السيف فليس منا (3).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن في هذا الخبر تعريضا وكناية توضح ان
من سل السيف على أمير المؤمنين عليه السلام ليس من النبي صلى الله عليه وآله لان قوله: علينا، لم
يرد نفسه بذلك لأنه صلى الله عليه وآله لا خلاف في أنه من سل عليه السيف فليس منه ولأنه ما كان

(1) حلية الأولياء ج 1 ص 252 ومسند أحمد ج 5 ص 140 وفيهما " أهل العقدة "
والصحيح على ما أثبته المؤلف نقلا عن محمد بن إسحاق صاحب كتاب السيرة النبوية.
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 56
(3) صحيح مسلم الجزء الأول - كتاب الايمان ص 69.
342

يسل عليه السيف الامن ليس منه ولا يدعى لنفسه ذلك ولا يدعى له ذلك أحد لأنهم
أجناس ثلاثة: اما مشرك عابد صنم، أو يهودي أو نصراني وليس في هذه الأجناس
الثلاثة من يقول: انه منه أو يقال له، نعوذ بالله تعالى من أن يقال ذلك، فلم يبق فائدة
هذا القول الا أن يكون عنى (1) أمير المؤمنين عليه السلام وقوله صلى الله عليه وآله: من سل علينا السيف
المراد به غيره، وحسن ذلك وساغ وصحت الكناية عنه لسببين: أحدهما وهو
الأصل وعليه بنى الاخر، قوله سبحانه وتعالى في آية المباهلة: " وأنفسنا وأنفسكم " (2)
فجعل سبحانه وتعالى: عليا عليه السلام نفس رسول الله صلى الله عليه وآله فلذلك جازان يقول: " علينا "
والمراد به غيره من حيث إن النفس واحدة، والسبب الاخر الذي قلنا إنه فرع من
ذلك الأصل، قول النبي صلى الله عليه وآله: على منى وانا منه.
وقد تقدم ذكر ذلك كله من الصحاح من غير طريق، وإذا كان كل واحد منهما
من الاخر جازان يقول: " علينا " والمراد به غيره، ويقول: " ليس منا " والمراد به
غيره، فحسنت الكناية حينئذ من حيث كانت النفس واحدة، يدل على صحة هذا التأويل
ما تقدم من الصحاح من قول النبي صلى الله عليه وآله: من آذى عليا فقد آذاني.
وقد ورد ذلك من غير طريق، وقوله صلى الله عليه وآله: حربك حربي، وسلمك سلمى،
وقد تقدم ذكر ذلك من الصحاح من غير طريق،
وأيضا ما قدمناه من طريق ابن المغازلي من قول النبي صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس
من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا فقال جابر بن عبد الله الأنصاري:
يا رسول الله وان شهد ان لا إله إلا الله وانك محمد رسول الله؟ فقال: يا جابر كلمة
يحتجزون بها ان لا تسفك دماؤهم وان لا تستباح أموالهم وان لا يعطوا الجزية عن يد
وهم صاغرون (3).
ومن قول النبي صلى الله عليه وآله من طريق ابن المغازلي أيضا لعلى عليه السلام: من قاتلك في

(1): قصد
(2) آل عمران: 61
(3) المناقب ابن المغازلي ص 52.
343

آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال (1).
فقد اتضح بذلك ان الكناية في الخبر والتعريض، المراد به أمير المؤمنين (ع)
" لان محاربي أمير المؤمنين (ع) " كلهم مدعون: انهم على ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وانهم
ليسوا منه ولا هو منهم، ومن حيث خرجوا عن طاعة الوصي، فقد خرجوا عن طاعة
الموصى على السواء.
واما الاخبار التي تكررت من الصحاح من قول النبي صلى الله عليه وآله: لعن الله من
انتمى إلى غير أبيه، أو توالى غير مواليه " فهي من أدل على الحث على اتباع
أمير المؤمنين عليه السلام والامر بولائه دون غيره، يريد بقوله: من توالى غير مواليه يعنى
نفسه وعليا عليه السلام بعده، بدليل ما تقدم من الصحاح من غير طريق، في فصل مفرد
مستوفى، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم قال مؤكدا لذلك:
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله فمن كان
النبي صلى الله عليه وآله مولاه فعلى مولاه، ومن كان مؤمنا فعلى مولاه أيضا بدليل ما تقدم من
قول عمر بن الخطاب لعلى عليه السلام لما قال له النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه،
فقال له عمر: بخ بخ لك يا علي، وقيل: يا بن أبى طالب أصبحت مولى كل مؤمن و
مؤمنة. وفى رواية: مولاي ومولى كل مؤمنة ومؤمن. (2)
وهذه منزلة لم تكن الا الله سبحانه وتعالى ثم جعلها الله لرسوله ولعلى صلى
الله عليهما بدليل قوله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (3).
وقد تقدم ذكر اختصاص هذه الآية لأمير المؤمنين عليه السلام من الصحاح وغيرها

(1) مناقب ابن المغازلي ص 69
(2) مناقب ابن المغازلي ص 18 وقد تقدم تحت الرقم: 141
(3) المائدة: 55.
344

من التفاسير، وتقدم بيان معنى " الولي " بأنه المولى من شواهد اللغة بما لم
يبالغ أحد في المعنى مبالغته مما هو مزيل لكل شبهة في المعنى في خبر " يوم الغدير "
والله سبحانه وتعالى لما اختص رسوله صلى الله عليه وآله بان جعل له من ولاء الأمة ما لنفسه تعالى
علم وجوب طاعته وعلو منزلته فلما شرك معه عليا عليه السلام علم حينئذ ثبوت وصيته ووجوب
إمامته. وقوله صلى الله عليه وآله: من انتمى إلى غير أبيه، فالمراد به: من انتمى إلى غير أمير -
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الولاء، مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام:
أنا وأنت أبوا هذه الأمة، فعلى عاق والديه لعنة الله (1)
ويدل على صحة ما قلناه ما رواه الفقيه أبو الحسن بن المغازلي وبالاسناد
المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: علي بن الحسين بن الطيب رفعه إلى جعفر بن عبد الله
الحميدي، عن والده: يحيى بن محمد بن عمر بن علي قال: حدثني أبي، عن أبيه
عن جده، عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حق على على المسلمين كحق
الوالد على ولده (2).
وقد قدمنا ذكره بطريقه في غير هذا الموضع.
[قال] مهيار:
وسماه مولى باقرار من * لو اتبع الحق لم يجحد
فملتم بها حسد الفضل عنه * ومن يك خير الورى يحسد (3)
668 - ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى: " هل اتى على الانسان " (4) قوله

(1) غاية المرام ص 544 نقلا عن مناقب المائة لمحمد بن أحمد بن شاذان من
طرق العامة.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 47 - وترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ
مدينة دمشق لابن عساكر ج 2 ص 271 - 272
(3) ديوان مهيار الديلمي ج 1 ص 299 من قصيدة يمدح بها أهل البيت " ع " مطلعها:
بكى النار سترا على الموقد * وغار يغالط في المنجد
(4) الدهر: 1.
345

تعالى: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " (1) بالاسناد المقدم قال
الثعلبي: نزلت في علي بن أبي طالب وفاطمة صلى الله عليهما وفى جاريتهما فضة و
قال: وكانت الفضة فيه ما أخبرنا الشيخ أبو محمد: الحسن بن أحمد بن محمد بن علي
الشيباني العدل - قراءة عليه في صفر سنة سبع وثمانين وثلاث مائة - قال: أخبرنا
أبو حامد: أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرفي، حدثنا أبو محمد: عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم ابن الأحنف بن قيس في سنة ثمان وخمسين و
مأتين، قال: حدثنا أحمد بن حماد المروزي، حدثنا محبوب بن حميد القصرى
وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة قال: حدثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن
مجاهد، عن ابن عباس قال: وأخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا أبو محمد: أحمد بن
عبد الله المزني، حدثنا أبو الحسن: محمد بن أحمد بن سهيلي بن علي بن مهران
الباهلي بالبصرة، حدثنا أبو مسعود: عبد الرحمان بن فهد بن هلال، حدثني القاسم
بن يحيى الغنوي، (2) عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس: قال
أبو الحسن بن مهران. وحدثني محمد بن زكريا البصري، حدثني شعيب بن واقد
المزني، حدثنا القاسم بن مهران، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس في قول الله
عز وجل: " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " (3) قال: مرض الحسن
والحسين عليهما السلام فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر وعمر وعادهما
عامة العرب فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك - وكل نذر لا يكون له وفاء
فليس بشئ - فقال علي عليه السلام: ان برأ ولداي مما بهما، صمت ثلاثة أيام شكرا لله
عز وجل، وقالت فاطمة عليها السلام: ان برأ ولداي مما بهما، صمت ثلاثة أيام
شكرا لله، وقالت جارية لهم يقال لها، فضة نويبية: ان برأ سيداي مما بهما، صمت
ثلاثة أيام شكرا لله، فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد صلى الله عليه وآله قليل ولا كثير،

(1) الدهر: 8
(2) وفى نسخة: ابن الغنوي
(3) الدهر: 7.
346

فانطلق علي عليه السلام إلى شمعون بن خاريا اليهودي الخيبري، فاستقرض منه ثلاثة أصوع
من شعير.
وفى حديث المزني، عن ابن مهران الباهلي: فانطلق علي عليه السلام إلى جار، له من
اليهود يعالج الصوف يقال له: شمعون بن حاريا، فقال له: هل لك أن تعطيني جزة
من الصوف تغزلها لك بنت محمد صلى الله عليه وآله بثلاثة أصوع من شعير؟ فقال له: نعم فأعطاه،
فجاء بالصوف والشعير، فأخبر فاطمة عليها السلام بذلك فقبلته وأطاعت
. قالوا فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص
لكل واحد منهم قرصا وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب، ثم أتى المنزل،
فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت
محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة،
فسمعه علي عليه السلام فامر باعطائه، قال: فأعطوا الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم ولم يذوقوا
شيئا الا الماء القراح، فلما إن كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع
فطحنته واختبزته وصلى على مع النبي عليهما السلام، ثم أتى المنزل فوضع الطعام
بين يديه، فأتاهم يتيم، وقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم
من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة
فسمعه على وامر باعطائه، فاعطوا الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا
الا الماء القراح، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة صلوات الله عليها إلى الصاع الثالث
فطحنته واختبزته وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين
يديه، إذ اتاهم أسير فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا
وتشدوننا ولا تطعمونا، أطعموني فانى أسير محمد أطعمكم الله من موائد الجنة،
فسمعه علي عليه السلام فامر باعطائه، قال: فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم
يذوقوا شيئا الا الماء القراح، فلما كان اليوم الرابع وقد وفوا نذرهم، أخذ علي عليه السلام
بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين واقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يرتعشون
347

كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني
ما أرى بكم؟ فانطلق بنا إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها وقد
لصق ظهرها ببطنها من شدة الجوع، وغارت عيناها بالدموع فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله
قال: وا غوثاه، يا الله، وأهل بيت محمد يموتون جوعا فهبط جبرئيل عليه السلام على محمد
فقال: يا محمد خذ ما هنأك الله في أهل بيتك، قال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فاقرأه " هل
اتى على الانسان حين من الدهر " إلى قوله " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء
ولا شكورا " إلى آخر السورة.
فزاد ابن مهران الباهلي في الحديث: فوثب النبي صلى الله عليه وآله حتى دخل على
فاطمة عليها السلام ورأي ما بهم، انكب عليهم يبكى ثم قال لهم: أنتم مذ ثلاث فيما أرى
وانا غافل عنكم، فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الآيات. (1)
وزاد محمد بن علي صاحب الغزالي على ما ذكره الثعلبي في كتابه المعروف
" بالبلعة ": انهم عليهم السلام نزلت عليهم مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أيام، وحديث
المائدة ونزولها عليهم في جواب ذلك مذكور في سائر الكتب قال الثعلبي:
قوله عز وجل: " ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب
بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " (2) قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى
دور الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين، " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " " يوفون
بالنذر " يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة، " ويخافون يوما كان شره
مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " يقول: شهوتهم للطعام وايثارهم
مسكينا من مساكين المسلمين ويتيما من يتامى المسلمين وأسيرا من أسارى المشركين
ويقولون إذا أطعموهم: " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف
من ربنا يوما عبوسا قمطريرا (3).

(1) الغدير ج 3 ص 108 نقلا عن الثعلبي وغيره من من الحفاظ والمحدثين وغاية
المرام ص 368.
(2) الدهر: 5 - 6
(3) الدهر: 9 - 10.
348

قال: والله ما قالوا هذا بألسنتهم ولكنهم أضمروه في صدورهم فأخبر الله عز وجل
عن ضمائرهم يقولون: " لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " فتمنون علينا به ولكنا أعطيناكم
لوجه الله تعالى وطلب ثوابه، قال الله تعالى: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة
(في الوجوه) وسرورا (في القلوب) " وجزاهم بما صبروا جنة " يسكنونها " وحريرا "
يلبسونه ويفرشونه " متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " (1)
قال ابن عباس: فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوءا كضوء الشمس وقد
أشرقت الجنان له فيقول أهل الجنة: قال ربنا عز وجل: " لا يرون فيها شمسا ولا
زمهريرا " فيقول لهم: رضوان ليست هذه شمسا ولا قمرا ولكن هذه فاطمة وعلى عليهم السلام
ضحكا ضحكا، أشرقت الجنان من نور ضحكهما، وفيهما انزل الله تعالى: " هل اتى
على الانسان حين من الدهر " إلى قوله " وكان سعيكم مشكورا " (2) قال الثعلبي:
وانشدت فيه:
انا مولى لفتى * انزل فيه هل اتى (3)
669 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " الذين ينفقون أموالهم بالليل
والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم " (4) وبالاسناد المقدم قال: وروى مجاهد
عن ابن عباس قال: كان عند علي بن أبي طالب أربعة دراهم لا يملك سواها، فتصدق
بدرهم سرا وبدرهم علانية ودرهم ليلا ودرهم نهارا فنزلت هذه الآية (5).
670 - قال وأخبرني الحسين بن محمد، قال: حدثني موسى بن محمد بن علي
قال: حدثني الحسين بن علوية العطار، قال: حدثنا علي بن سبابة، قال:
حدثني محمد بن عيسى الراسبي قال: حدثنا شريك ابن أبي إسحاق، عن يزيد بن

(1) الدهر: 13 - 11
(2) الدهر: 22 - 1
(3) غاية المرام ص 368 - 369 نقلا عن الثعلبي في تفسيره مناقب ابن المغازلي
ص 272 - 274.
(4) البقرة: 274
(5) غاية المرام ص 347 نقلا عن الثعلبي ومناقب ابن المغازلي ص 280.
349

رومان قال: ما نزل في أحد من القرآن ما نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
671 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يسوى درهم مائة ألف درهم
قالوا: يا رسول الله وكيف يسوى درهم مائة ألف درهم؟ قال رجل له درهمان فأخذ
أجودهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخرج من عرضه مائة الف وتصدق بها (2)
672 - قال: وروى جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس قال: لما انزل الله
تعالى: " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " (3) الآية بعث عبد الرحمان بن عوف
الزهري بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم وبعث علي عليه السلام في جوف
الليل بوسق من تمر ستون صاعا وكان أحب الصدقتين إلى الله تعالى صدقة علي بن أبي طالب
عليه السلام فأنزل الله تعالى: " الذين ينفقون أموالهم " الآية يعنى بالنهار والعلانية
صدقة عبد الرحمان، وبالليل سرا صدقة علي بن أبي طالب عليه السلام (4).
673 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " الذين آمنوا وعملوا الصالحات
طوبى لهم وحسن مآب " (5) من سورة الرعد وبالاسناد المقدم قال: روى معاوية
بن قرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " طوبى " شجرة غرسها الله تعالى بيده
ونفخ فيها من روحه، تنبت الحلى والحلل وان أغصانها لترى من وراء ستور
الجنة (6).
674 - قال غندر ابن عمير: هي شجرة في جنة عدن، أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله،
وفى كل دار وغرفة غصن منها، لم يخلق (7) الله لونا ولا زهرة الا وفيها منها الا السواد

(1) إحقاق الحق ج 3 ص 476 - 480 والصواعق المحرقة لأبي حجر الهيثمي ص 76
من الطبعة الميمنية مصر 1312
(2) كنز العمال ج 6 ص 360 حديث 59 - 160
(3) البقرة: 273
(4) غاية المرام ص 347 نقلا عن الثعلبي في تفسيره (5) الرعد: 29
(6) غاية المرام ص 391 نقلا عن في تفسير الثعلبي،.
(7) وفى نسخة: لم يخل الله في موردين.
350

ولم يخلق الله فاكهة ولا ثمرة الا وفيها منها، ينبع من أصلها عينان: الكافور والسلسبيل
به قال مقاتل: كل ورقة منها تظل أمة، عليها ملك يسبح بأنواع التسبيح (1)
675 - وبه قال: اخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد حدثنا محمد
بن عثمان بن الحسن، حدثنا محمد بن الحسين بن صالح حدثنا علي بن محمد
الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص قالا: حدثنا الحسين بن الحكم، حدثنا حسن
بن حسين، عن حيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس " طوبى لهم "
قال: شجرة أصلها في دار علي عليه السلام في الجنة وفى دار كل مؤمن منها غصن يقال له:
" طوبى " وحسن مآب: حسن المرجع (2)
676 - وبه قال: عن أبي صالح، أخبرنا عبد الله بن سوار، حدثنا جندل بن
والق النعماني، حدثنا إسماعيل بن أمية القرشي عن داود بن عبد الجبار، عن جابر،
عن أبي جعفر قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله: " طوبى لهم وحسن مآب " فقال:
شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة. فقيل له: يا رسول الله
سئلناك عنها؟ فقلت شجرة في الجنة أصلها في داري، وفرعها على أهل الجنة، ثم
سئلناك عنها؟ فقلت: شجرة في الجنة، أصلها في دار على وفرعها على أهل الجنة،
فقال: ان داري ودار على غدا واحدة في مكان واحد (3).
677 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم " (4)
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو القاسم: يعقوب بن أحمد الأرغياني، قال: حدثنا
أبو بكر: محمد بن عبد الله العماني، قال: حدثنا أبو القاسم: عبد الله بن أحمد بن عامر
الطائي، حدثني أبي، حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام حدثني أبي: موسى بن
جعفر، حدثني أبي: جعفر بن محمد، حدثنا أبي: محمد بن علي، حدثني أبي:

(1) غاية المرام ص 392 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(2) غاية المرام ص 392 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(3) غاية المرام ص 392 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(4) الاسراء: 71.
351

علي بن الحسين، بن علي، حدثني أبي: علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعليهم
أجمعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عز وجل: " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " (1)
قال: كل قوم يدعون بامام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم، (2).
678 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل
ان تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون " (3). وبالاسناد المقدم قال الثعلبي نزلت في يوم
أحد، قال: فقتل علي (ع) طلحة وهو يحمل لواء قريش وانزل الله تعالى نصره على
المؤمنين. قال الزبير بن العوام: فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل
باديات خدادهن وكانوا يتمنون الموت من قبل ان يلقوا علي بن أبي طالب (ع) (4)
679 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
لا يستوون " (5) وبالاسناد المقدم قال الثعلبي: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط - اخى عثمان لامه - وذلك أنه كان
بينهما تنازع وكلام في شئ فقال الوليد لعلى عليه السلام: اسكت: فإنك صبي وانا والله
ابسط منك لسانا واحد منك سنانا وأشجع جنانا واملاء منك حشوا في الكتيبة فقال
له علي عليه السلام: اسكت، فإنك فاسق فأنزل الله تبارك وتعالى: " أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون " (6).
680 - وذكر أبو نعيم المحدث - وهو من أكابر أصحاب الحديث في كتابه
الذي استخرجه من كتاب الإستيعاب لابن عبد البر المغربي الأندلسي المحدث في

(1) الاسراء: 71.
(2) غاية المرام ص 272 نقلا عن في الثعلبي تفسيره.
(3) آل عمران: 143
(4) المغازلي للواقدي الجزء 1 ص 229 باختلاف يسير وكذلك شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد ج 14 ص 239 و 268
(5) السجدة: 18
(6) غاية المرام ص 381 نقلا عن الثعلبي في تفسيره.
352

تفسير قوله تعالى: " واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا " (1): ان النبي صلى الله عليه وآله
ليلة اسرى به، جمع الله تعالى بينه وبين الأنبياء ثم قال له: سلهم يا محمد على ماذا
بعثتم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة ان لا إله إلا الله، وعلى الاقرار بنبوتك والولاية
لعلي بن أبي طالب عليه السلام (2).
قال يحيى بن الحسن [أيده الله]: فإذا كان الله تعالى قد بعث رسله السابقين لمحمد
صلى الله عليه وآله وسلم، على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فكيف لا يكون مكلفا لامة
محمد صلى الله عليه وآله ولاية علي بن أبي طالب (ع)؟! وفى هذا كفاية عن كل مقصود، وعوض
عن كل مفقود.
681 - ومن مناقب ابن الفقيه المغازلي الشافعي الواسطي في تفسير قوله
تعالى: " والذي جاء بالصدق وصدق به " (3) وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا علي بن
الحسين اذنا قال: حدثنا علي بن محمد بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ
قال: حدثنا الحسين بن علي، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال حدثنا عمر بن
سعد، عن ليث، عن مجاهد في قوله تعالى: " والذي جاء بالصدق وصدق به "
قال: جاء بالصدق: محمد صلى الله عليه وآله وصدق به: علي (ع) (4).
682 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي في تفسير قوله تعالى: " فاما نذهبن
بك فانا منهم منتقمون " (5).
قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، قال: حدثنا هلال بن
محمد الحفار، قال: حدثنا إسماعيل بن علي، قال: قال: حدثنا أبي: على، قال:
حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال: حدثنا أبي: موسى بن جعفر، قال: حدثنا

(1) الزخرف: 45
(2) غاية المرام ص 249 نقلا عن أبي نعيم المحدث الأصفهاني.
(3) الزمر: 33
(4) مناقب ابن المغازلي ص 269
(5) الزخرف: 41.
353

أبى: جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبي: محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وانى لأدناهم في حجة الوداع بمنى حين
قال: لا ألفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن
فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو على، أو
على؟ ثلاثا، فرأينا ان جبرئيل عليه السلام غمزه وانزل الله سبحانه وتعالى على اثر ذلك
" فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون " بعلى بن أبي طالب " أو نرينك الذي وعدناهم فانا
عليهم مقتدرون " (1) ثم نزلت: " قل رب اما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في
القوم الظالمين " (2). ثم نزلت: " فاستمسك بالذي أوحى إليك " من أمر على) انك
على صراط مستقيم " (3) وان عليا لعلم للساعة وانه لذكر لك ولقومك وسوف
تسئلون (4) عن علي بن أبي طالب (5).
683 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي في قوله تعالى: " انى جاعلك
للناس إماما (6) وقال: أخبرنا أبو أحمد: الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني،
قال: أخبرنا أبو الفتح: هلال بن محمد الحفار، قال: حدثنا إسماعيل بن علي بن
رزين، قال: حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قالا: حدثنا عبد الرزاق،
قال: حدثنا أبي، - عن ميناء مولى - عبد الرحمان بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا دعوة أبى إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة
أبيك إبراهيم؟ قال أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم: " انى جاعلك للناس إماما " قال
فاستخف إبراهيم عليه السلام الفرح، قال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله تعالى
إليه: أن يا إبراهيم انى لا أعطيك عهدا لا أوفى لك به قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي
لي به؟

(1) الزخرف: 42
(2) المؤمنون: 94 - 93
(3) الزخرف: 43
(4) الزخرف: 44
(5) مناقب ابن المغازلي ص 274
(6) البقرة: 124.
354

قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا، قال إبراهيم عنده: " واجنبني وبنى
ان نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس " (1) قال النبي صلى الله عليه وآله: فانتهت
الدعوة إلى والى على، لم يسجد أحدنا لصنم قط، فاتخذني الله نبيا واتخذ عليا
وصيا (2).
684 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي في قوله تعالى: " أم يحسدون الناس
على ما آتيهم الله من فضله " الآية (3).
قال: اخبرني أبو الحسن: علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال:
حدثنا أبو القاسم الصفار، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد الكوفي، قال يعقوب بن يوسف، قال: حدثني أبو غسان، قال:
حدثنا مسعود بن سعد، عن جابر، عن أبي جعفر - يعنى محمد بن علي الباقر عليهما
السلام - في قوله: " أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله " قال: نحن
الناس والله (4).
685 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي في قوله تعالى: " ومن يقترف
حسنة نزد له فيها حسنا " (5). قال: وبالاسناد أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب
إجازة: ان أبا احمد: عمر بن عبد الله بن شوذب اخبرهم، قال: حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق وحدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام: قال: حدثنا محمد بن الصباح
الدولابي، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدى في قوله تعالى: " ومن يقترف حسنة
نزد له فيها حسنا " قال: المودة في آل رسول الله صلى الله عليه وآله قال وفى قوله تعالى: " ولسوف
يعطيك ربك فترضى " (6) قال: رضى محمد صلى الله عليه وآله أن يدخل أهل بيته الجنة (7).

(1) إبراهيم: 36 - 35
(2) مناقب ابن المغازلي ص 276
(3) النساء: 54.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 267
(5) الشورى: 23
(6) الضحى: 5
(7) مناقب ابن المغازلي ص 316.
355

686 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي في قوله تعالى: " كمشكاة فيها
مصباح " (1).
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة: ان أبا احمد: عمر بن
عبد الله بن شوذب اخبرهم، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد، حدثنا أحمد بن
الخليل ببلخ، حدثني محمد بن أبي محمود، قال: حدثنا يحيى بن أبي معروف، قال:
حدثنا محمد بن سهل البغدادي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، قال:
سألت أبا الحسن عن قول الله تعالى: " كمشكاة فيها مصباح " قال: المشكاة " فاطمة "
عليها السلام، والمصباح: " الحسن والحسين " عليهما السلام، " والزجاجة كأنها كوكب
درى "، قال: كانت فاطمة عليها السلام كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة
مباركة ": الشجرة المباركة: إبراهيم عليه السلام " لا شرقية ولا غربية ": لا يهودية ولا نصرانية
" يكاد زيتها يضيئ " قال: يكاد العلم ان ينطق منها و " لو لم تمسسه نار نور على نور "
قال: فيها امام بعد امام " يهدى الله لنوره من يشاء " قال: يهدى الله عز وجل لولايتنا
من يشاء (2).
في أنه عليه السلام سيد المسلمين وسيد العرب
687 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي، أخبرنا أبو طاهر: محمد بن علي بن
محمد البيع، البغدادي فيما كتب به إلى يخبرني: ان أبا محمد: عبيد الله بن أبي
مسلم الفرضي حدثهم، قال: حدثنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ
قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن عديس، قال:
حدثنا جعفر الأحمر، قال: حدثنا هلال الصواف، عن عبد الله بن كثير - أو كثير بن
عبد الله - عن ابن اخطب، عن محمد بن عبد الرحمان بن أسعد بن زرارة الأنصاري
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما كان ليلة اسرى بي إلى السماء إذا قصر احمر

(1) النور: 35
(2) مناقب ابن المغازلي 316.
356

من ياقوت حمراء يتلألأ، فأوحى إلى في علي: انه سيد المسلمين المتقين وقائد
الغر المحجلين (1).
688 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، قال:
أخبرنا أبو عمر: محمد بن العباس بن حيوية الخزاز إجازة، حدثنا ابن أبي داود،
حدثنا إبراهيم بن عباد الكرماني، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، أخبرنا جعفر بن
زياد عن، هلال الوزان، عن أبي كثير الأسدي، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة
[عن أبيه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انتهيت ليلة اسرى بي إلى سدرة المنتهى،
فأوحى الله إلى في علي ثلاثا: انه امام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين
إلى جنات النعيم (2).
689 - وبالاسناد المقدم قال ابن المغازلي: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن
موسى الطحان الواسطي إجازة، عن القاضي أبى الفرج، أحمد بن علي بن جعفر
بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن
هلال الديباجي ب‍ " تستر "، حدثنا محمد بن فضل بن جابر، حدثنا إسحاق بن بشر
الكاهلي، حدثنا يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سلمة بن كهيل قال:
مر علي بن أبي طالب عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده عائشة فقال: يا عائشة إذا
سرك ان تنظري إلى سيد العرب، فانظري إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
فقالت: الست سيد العرب؟ فقال: انا امام المسلمين وسيد المتقين، فإذا سرك ان
تنظري إلى سيد العرب، فانظري إلى علي بن أبي طالب عليه السلام (3)
690 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب
بن طاوان إجازة، قال: أخبرنا أبو أحمد: عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، قال:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 104
(2) مناقب ابن المغازلي ص 105
(3) مناقب ابن المغازلي ص 213.
357

حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن يحيى الزيادي، قال: حدثنا محمد
بن شعيب: أبو يوسف، قال: حدثنا عبد الله بن عمر الفزاري، قال: حدثنا يعقوب
بن عبد الله وأبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت: اقبل
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: من سره ان ينظر إلى سيد شباب العرب
فلينظر إلى علي، فقلت: يا رسول الله الست سيد شباب العرب؟. فقال: انا سيد
ولد آدم، وعلى سيد [شباب] العرب (1).
691 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا احمد، حدثنا عمر بن عبد الله بن عمر بن
شوذب، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا
محمد بن النعمان، حدثنا عمر بن الحسن، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر
عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا سيد ولد آدم وعلى
سيد العرب (2).
692 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة، عن القاضي أبى الفرج
الخيوطي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا محمد بن الحسن، حدثنا
المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن انس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل خلق خلقا ليس من ولد آدم ولا من ولد
إبليس يلعنون مبغضي علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم
القنابر ينادون في السحر على رؤس الشجر: ألا لعنة الله على مبغضي علي بن أبي طالب
عليه السلام (3).
قوله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كسفينة نوح
693 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 213 وما بين المعقوفتين كان في المناقب
(2) مناقب ابن المغازلي ص 214.
(4) مناقب أبو المغازلي ص 142.
358

العطار الفقيه الشافعي، قال: أخبرنا أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان
المقلب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثني أبو بكر: محمد ابن يحيى
الصولي النحوي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا جهم بن السباق
أبو السباق الرياحي، حدثنا بشر بن المفضل، قال: سمعت الرشيد يقول: سمعت
المهدى يقول: سمعت المنصور يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح، من ركبها نجا
ومن تأخر عنها هلك (1).
694 وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال:
أخبرنا أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ اذنا، قال: حدثنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا سويد، حدثنا عمر بن ثابت، عن
موسى بن عبدة، عن اياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا (2).
695 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: قال:
أخبرنا أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ اذنا، قال حدثنا
محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا المفضل بن
عبد الله (3) عن إسحاق، عن ابن المعتمر، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق (4).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 132
(2) مناقب ابن المغازلي ص 132 وفى نسخة: في آخر الحديث: ومن تأخر عنها
هلك.
(3) وفى نسخة: حدثنا عمر بن ثابت عن موسى بن عبده عن اياس بن سلمة إلى
المفضل بن عبد الله.
(4) مناقب أبى المغازلي ص 133.
359

696 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو غالب: محمد بن أحمد بن سهل
النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله: محمد بن علي السقطي املاء، قال: حدثنا
أبو يوسف بن سهل الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة،
قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر، قال: حدثنا
أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله مثل أهل
بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق (1).
697 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة، عن القاضي
أبى الفرج الخيوطي، قال: حدثنا أبو الطيب بن فرخ الخيوطي بن نوح، حدثنا
إبراهيم، حدثنا إسحاق بن سنان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي
جعفر، حدثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومن
قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال (2).
في أن ملكي علي (ع) ليفتخران
698 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو علي: عبد الكريم بن محمد بن
عبد الرحمان الشروطي، املاء من كتابه، قال: حدثنا القاضي أبو الفرج: أحمد بن
علي بن جعفر بن محمد الخيوطي، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر، عن أبي
الأشعث: أحمد بن المقدام العجلي، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن
جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان ملكي علي بن أبي طالب عليه السلام ليفتخران على
سائر الاملاك، لكونهما مع علي لأنهما لم يصعدا إلى الله منه قط بشئ يسخطه (3).
699 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان
السمسار، قال: أخبرنا أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن العلوي العدل، قال: حدثنا

(1) مناقب ابن المغازلي ص 134 - 127.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 134 - 127.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 134 - 127.
360

محمد بن محمود، قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي الابلى، قال: حدثنا محمد بن شعبة (1)
قال: حدثنا شريك، عن أبي الوقاص العامري، عن محمد بن عمار بن ياسر، عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان حفظتي على يفتخران على الحفظة لكونهما (2)
معه وذلك انهما لم يصعدا له إلى الله تعالى بشئ يسخطه (3).
700 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن موسى الطحان
إجازة، عن القاضي أبى الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي
الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو بكر: محمد بن محمود بن محمد، قال: حدثنا
إبراهيم بن مهدي الابلى، حدثني معاذ بن شعبة، حدثنا شريك بمثله غير أنه قال:
" ان حافظي على " (4).
* * *
في انتجاء النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
701 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد العطار
الفقيه الشافعي - بقراءتي عليه فاقربة - سنة أربع وثلاثين وأربع مائه قلت له: أخبركم
أبو محمد: عبد الله بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا
أبو عبد الله: محمود بن محمد ويعقوب بن إسحاق بن عباد بن العوام الرياحي
الواسطيان قالا: حدثنا وهب بن بقية، قال أخبرنا خالد بن عبد الله، عن الأجلح،
عن أبي الزبير، عن جابر قال: انتجا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يوم الطائف فطالت مناجاته
إياه، فقيل له: لقد طالت مناجاتك اليوم عليا؟ فقال: ما انا ناجيته ولكن الله ناجاه (5)
702 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان بن
الأزهر، المعروف بابن الدبثائي الصيرفي، قدم علينا واسطا قلت له: أخبركم أبو بكر

(1) وفى المصدر: معاذ بن شعبة
(2) وفى المصدر بكينونتهما
(3) مناقب ابن المغازلي ص 127 - 128 - 124.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 127 - 128 - 124.
(5) مناقب ابن المغازلي ص 127 - 128 - 124.
361

أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز، واذن لكم في روايته عنه (1) قال:
حدثنا عبد الجبار بن العباس، حدثنا عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن
عبد الله قال: ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) يوم الطائف فأطال نجواه فقال رجل:
لقد أطال نجوى ابن عمه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: ما انا انتجيته ولكن الله
انتجاه (2).
703 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن
طاوان السمسار - بقرائتي عليه فاقر به - قلت له: أخبركم أبو عبد الله: الحسين بن
محمد بن الحسين العلوي العدل الواسطي، قال: حدثنا محمد بن محمود، قال:
حدثنا أبو عبد الله: أحمد بن عمار بن خالد، قال: حدثنا مخول بن إبراهيم بن إبراهيم
النهدي، قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير،
عن جابر بن عبد الله قال: ناجا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الطائف عليا، فطال نجواه، فقال
أحد الرجلين: لقد أطال نجواه لابن عمه، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: ما أنا انتجيته
ولكن الله انتجاه (3).
704 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الهيثم القاضي، قال: حدثنا
أبو عفير قال: حدثنا بكار بن زكريا الأشجعي، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر
ان النبي صلى الله عليه وآله: دعا عليا وهو محاصر الطائف، فقال أناس من أصحابه: قد طالت
مناجاته منذ اليوم، فسمع النبي صلى الله عليه وآله فقال: ما انا انتجيته ولكن الله انتجاه (4).
705 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا
أبو عبد الله: الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدثنا محمد بن محمود، قال:

(1) في المصدر: قال حدثنا محمد بن حميد اللخمي حدثني أبي، حدثنا محمود
بن إبراهيم حدثنا عبد الجبار
(2) مناقب ابن المغازلي ص 124 - 125
(3) مناقب ابن المغازلي ص 124 - 125
(4) مناقب ابن المغازلي ص 126 مع اختلاف في الرواة.
362

حدثنا محمد بن محمود، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا
خالد، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر قال: انتجا النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في
غزوة الطائف يوما فقالوا: لقد طالبت مناجاتك اليوم عليا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما انا
انتجيته ولكن الله انتجاه (1).
706 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان، قال:
أخبرنا أبو بكر: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان اذنا، قال: حدثنا
بن أحمد النجمي قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمود بن إبراهيم، قال: حدثنا
عبد الجبار بن العباس، قال: حدثنا عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله
قال: ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم الطائف، فأطال نجواه، فقال رجل: لقد أطال
نجواه لابن عمه، فبلغ ذلك النبي فقال: ما انتجيته ولكن الله انتجاه (2).
707 - وبالاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو علي: إسماعيل بن محمد بن أحمد
الطيب المعروف بابن " كمارى " الفقيه الحنفي، قال: أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن علي
السقطي، قال: حدثنا محمد بن الحسن النقاش وهو المقرى - حدثنا علي بن
إبراهيم ب‍ (نساء) (3) حدثنا سليمان بن الربيع، حدثنا أبو موسى كادح، (4) حدثنا
حماد ثنا حماد بن سلمة، حدثنا حميد الطويل، عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ان عليا عليه السلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا (5).
708 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان الواسطي، إجازة عن أبي
الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن محمد الخيوطي، حدثني علي بن جامع، حدثنا
أحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء، حدثني أسد بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة

(1) مناقب ابن المغازلي ص 126
(2) هذا الحديث متحد مع الحديث الثاني من هذا الباب مع اختلاف في الرواة -
مناقب ابن المغازلي ص 124
(3) نساء: بفتح أوله هو اسم بلد بين خراسان وسرخس - مراصد الاطلاع ص 396
(4) وفى نسخة: أبو موسى بن كاذخ
(5) مناقب ابن المغازلي ص 140.
363

[عن الحميد الطويل] (1) عن انس بن مالك: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان علي بن أبي طالب
يضيئ لأهل الجنة كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا (2).
* * *
في قوله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: انا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة
709 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو نصر بن الطحان [إجازة] عن القاضي
أبى الفرج: أحمد بن علي بن جعفر الخيوطي، حدثنا عبد الحميد بن موسى وهو
العباد حدثنا محمد بن إسحاق الخزاز السوسي، وإبراهيم بن عبد السلام قالا: حدثنا
علي بن المثنى الظهري، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا مطر بن أبي مطر، عن
انس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فرأى عليا عليه السلام مقبلا، فقال: انا وهذا حجة على
أمتي يوم القيامة (3).
* * *
في قلع الأصنام عن الكعبة
710 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو نصر: أحمد بن موسى الطحان إجازة،
عن القاضي أبى الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن [محمد بن] المعلى الخيوطي
قال: حدثنا محمد بن الحسن الحساني، قال: حدثنا محمد بن غياث، حدثنا
هدية بن خالد (4)، حدثنا حماد بن زيد [عن علي بن زيد] بن جذعان، عن سعيد
بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام يوم
فتح مكة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ قال: بلى يا رسول الله قال: فاحملك
فتناوله، فقال: انا أحملك يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله: والله لو أن ربيعة ومضر

(1) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر
(2) مناقب ابن المغازلي ص 140 - 45
(3) مناقب ابن المغازلي ص 140 - 45
(4) في المصدر: هدبة بن خالد.
364

جهدوا ان يحملوا منى بضعة وانا حي ما قدروا، ولكن قف يا علي فضرب رسول الله
صلى الله عليه وآله بيده إلى ساقى على فوق القرنوس، ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى
تبين بياض إبطيه ثم قال له: ما ترى يا علي؟ قال: أرى ان الله عز وجل قد شرفني بك
حتى انى لو أردت ان أمس السماء لمستها، فقال له: تناول الصنم يا علي، فتناوله
علي عليه السلام فرمى به، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من تحت على، وترك رجليه فسقط على
الأرض فضحك فقال له: ما أضحكك يا علي؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة، فما
أصابني شئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف يصيبك شئ وإنما حملك محمد و
أنزلك جبرئيل (1).
* * *
في قوله صلى الله عليه وآله: ذكر على عبادة
711 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد
العطار الفقيه الشافعي - بقرائتي عليه فأقربه - قلت: أخبركم أبو محمد بن عبد
العزيز (2) بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال:
حدثني محمد بن علي بن معمر الكوفي، قال: حدثنا حمدان بن المعافى، قال:
حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ذكر على عبادة (3).
* * *

(1) مناقب ابن المغازلي ص 202 وما بين المعقوفتين موجود في المصدر
(2) في المصدر: أبو محمد عبد الله بن محمد
(3) مناقب ابن المغازلي ص 206.
365

في قوله: النظر إلى وجه علي عليه السلام عبادة
712 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الوهاب (1)
بن طاوان، السمسار، قال: أخبرنا أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن الحسين
العلوي العدل الواسطي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الحداد المعروف ببكير، قال:
حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا عبد الحميد بن بحر البصري، قال حدثنا:
سوار بن مصعب، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن معاذ بن جبل،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى وجه على عبادة (2).
713 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا القاضي، أبو جعفر العلوي، أخبرنا
أبو محمد بن السقاء، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن صابر، حدثنا وكيع، عن هشام
بن عروة عن أبيه، عن عائشة: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: النظر إلى وجه على عبادة (3).
714 - وبالاسناد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا
الحسين بن محمد بن الحسين العدل، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا
أبو مسلم الكجي وانا سألته، قال: حدثنا أبو نجيد: عمران بن خالد بن طليق، عن أبيه،
عن جده، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى وجه على
عبادة (4).
715 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا الحسين بن
محمد بن الحسين العدل، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول النظر إلى وجه على عبادة (5).
716 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا الكديمي [قال: حدثنا عبد الحميد بن

(1) في المصدر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 206
(3) مناقب ابن المغازلي ص 207 - 208.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 207 - 208.
(5) مناقب ابن المغازلي ص 207 - 208.
366

بحر البصري، حدثنا سوار بن مصعب، عن الكلبي] (1) عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله: بمثله (2)
717 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو طالب: محمد بن أحمد بن عثمان
البغدادي، يرفعه إلى أبى الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى وجه
على عبادة (3).
718 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا الحسين بن محمد
بن الحسين، - يرفعه إلى عبد الله - يعنى ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بمثله (4)
719 - وبالاسناد قال: أخبرنا محمد بن محمود، قال: حدثنا إبراهيم بن
عبد السلام قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا عمران بن حصين
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: النظر إلى وجه على عبادة (5).
720 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا إبراهيم بن مهدي الابلى - يرفعه إلى واثلة
بن الأسقع - عن النبي بمثله (6).
721 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو القاسم: الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني
قدم علينا واسطا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، قال: حدثنا أبو بكر:
محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو القاسم: عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن
محمد، قال: حدثنا محمد بن حماد الظهراني (7)، قال: أخبرنا عبد الرزاق،
عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه
على، فقلت: يا أبة، أراك تكثر النظر إلى وجه على؟ فقال: يا بنية سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: النظر إلى وجه على عبادة (8).

(1) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر
(2) مناقب ابن المغازلي ص 208
(3) مناقب ابن المغازلي ص 209 - 210
(4) مناقب ابن المغازلي ص 209 - 210
(5) مناقب ابن المغازلي ص 209 - 210
(6) مناقب ابن المغازلي ص 209 - 210
(7) في المصدر: الطهراني
(8) مناقب ابن المغازلي ص 210.
367

722 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو القاسم: عبد الوحد بن علي بن العباس البزار
أخبرنا أبو القاسم: عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن تميم الفامي القاضي،
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين عن عبد الرزاق (1)، عن معمر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه على فقلت له: يا أبة
أراك تكثر النظر إلى وجه على؟ فقال: يا بنية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: النظر
إلى وجه على عبادة (2).
723 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو البركات: محمد بن علي بن محمد التمار
الواسطي - بقرائتي عليه فأقربه - قلت له: حدثكم أبو الحسن: علي بن محمد بن علي بن
الحسين ابن جوقة الصيدلاني (3)، يرفعه إلى عمران بن حصين إلى النبي صلى الله عليه وآله
بمثله (4).
* * *
في قوله صلى الله عليه وآله: زينوا مجالسكم بذكر علي بن أبي طالب (ع)
724 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو أحمد: عبد الوهاب بن محمد بن موسى
الغندجاني قدم علينا واسطا قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد الفرضي إجازة،
قال: حدثنا محمد بن عمران البختري، قال: حدثنا أبو عوف الزهري (5) [سنة
خمس وستين] قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: بلغني ان

(1) في المصدر: محمد بن الحسن بمصر حدثنا محمد بن حماد الطهراني أخبرنا
عبد الرزاق.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 210
(3) في المصدر: بن خزفة الصيل لأني
(4) مناقب ابن المغازلي ص 211
(5) في المصدر: أخبرنا عبد الله بن أحمد أبو أحمد الفرضي إجازة حدثنا محمد
بن عمرو بن البختري حدثنا ابن أبي عوف البزوري.
368

عائشة كانت تقول: زينوا مجالسكم بذكر علي عليه السلام (1).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله: من أراد ان ينظر إلى آدم
725 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا
الحسين بن محمد بن الحسين العدل العلوي الواسطي، قال: حدثنا محمد بن محمود
قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي الابلى، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد، قال:
حدثنا زيد بن عطية، قال: حدثنا أبان بن فيروز، عن انس بن مالك: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من أراد ان ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب (ع) (2)
* * *
في قوله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة الا من معه كتاب
ولاية علي بن أبي طالب (ع)
726 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا، عن
القاضي أبى الفرج: أحمد بن علي قال: حدثنا أبو غانم: سهل بن إسماعيل بن بلبل
قال: حدثنا أبو القاسم الطائي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العباس
بن بكار، عن عبد الله بن المثنى، عن عمه: تمامة بن عبد الله ابن انس عن أبيه [عن
جده] قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم
لم يجز الا من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب (ع) (3).
* * *

(1) مناقب ابن المغازلي ص 211 - 212
(2) مناقب ابن المغازلي ص 211 - 212
(3) مناقب ابن المغازلي ص 242 - وفيه: عن عمه ثمامة.
369

عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب
727 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد إجازة، عن القاضي أبى الفرج:
أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، قال: حدثني أبو الفرج:
أحمد بن محمد بن جوزي، حدثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن مهران بالرملة، حدثنا
ميمون بن هارون بن مخلد بن ابان الكاتب، حدثنا غارم بن الفضل: أبو النعمان،
حدثنا قدامة بن النعمان، عن الزهري قال: قال سمعت انس بن مالك يقول: والله
الذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي
طالب (1).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله لو أن السماوات والأرضين وضعتا في كفة...
728 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان إجازة
قال: أخبرنا أبو أحمد: عمر بن عبد الله بن شوذب المقرى، حدثنا محمد بن عثمان،
قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم، عن إبراهيم
بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله، عن أبيه، عن جده قال: اتى عمر رجلان
فسألاه عن طلاق العبد، فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق
العبد؟ فقال له: بإصبعيه هكذا - وحرك السبابة والتي تليها - فالتفت إليهما فقال:
اثنتين اثنتين فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل
والله ما كلمك قال: ويلك، تدرى من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع ايمان على في كفة
لرجح ايمان على (2).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 243 - وفيه: حدثنا ميمون بن مهران.... حدثنا عارم
(2) مناقب ابن المغازلي ص 289.
370

729 - وبالاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر: محمد بن إسماعيل العلوي،
قال: حدثنا أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن
السقاء، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن علي الرازي (1)، حدثنا علي بن الحسن
بن عبيد الرازي، قال: حدثنا إسماعيل بن ابان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن
داود بن السيل، (2) عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل من أمتي
الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال: هم من شيعتك و
أنت امامهم (3).
730 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر العطار الفقيه
الشافعي، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد (4) بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء
الحافظ، حدثنا عبد الله بن زيدان، قال: حدثنا علي بن يونس العطار، قال حدثني
محمد بن علي الكندي، قال: حدثنا محمد بن مسلم (5) قال: حدثني جعفر بن
محمد، قال: حدثني محمد بن علي، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني
الحسين بن علي، قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
يا علي أن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب،
وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فرجت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد، و
أعطوا الامن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن
الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تلؤلؤ نورا على نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من
غير مهانة، ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب احمر، الين الحرير

(1) في المصدر: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي الرازي
(2) في المصدر: عن داود بن سليك
(3) مناقب ابن المغازلي ص 292
(4) وفى المصدر: عبد الله بن محمد.
(5) وفى المصدر: محمد بن سالم.
371

لكرامتهم على الله عز وجل (1).
* * *
من صلى على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله
731 - وباسناده عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده: علي بن
الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة قضى الله تعالى له مائة حاجة (2).
* * *
حديث البساط
732 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو طاهر: محمد بن علي بن محمد البيع
البغدادي قدم علينا واسطا قال: أخبرنا [أبو عبد الله: أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد
الكاتب أخبرنا] (3) أبو بكر: أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الجبلي (4) قال: حدثنا
عمر بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن إدريس بن أبي الربيع الجرجاني (5)
قال، حدثنا عبد الرزاق بن همام السمعاني (6) قال: حدثنا معمر، عن ابان، عن
انس بن مالك قال: اهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من خندف (7) فقال لي: يا انس
ابسطه فبسطته، ثم قال: ادع العشرة، فدعوتهم فلما دخلوا أمرهم بالجلوس على -
البساط، ثم دعا عليا عليه السلام فناجاه طويلا، ثم رجع على فجلس على البساط، ثم

(1 و 2) مناقب ابن المغازلي ص 296.
(3) ما بين المعقوفتين موجود، في المصدر.
(4) محمد بن سلم الختلي.
(5) وفى المصدر: حدثنا الحسن بن يحيى بن أبي الربيع بن الجرجاني:
(6) وفى المصدر: الصنعاني.
(7) وفى المصدر: بهندف والظاهر أنه قرية من قرى الشام.
372

قال: يا ريح احملينا فحملتنا الريح قال: فإذا البساط يدف بنا، دفا ثم قال: يا ريح
ضعينا، ثم قال: تدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا: لا، قال: هذا موضع أصحاب
الكهف والرقيم، قوموا فسلموا على اخوانكم، قال: فقمنا رجل رجل فسلمنا عليهم
فلم يردوا علينا، فقام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليكم معاشر الصديقين
والشهداء قال: فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: فقلت: ما بالهم ردوا
عليك ولم يردوا علينا؟ قال: فقال لهم على: ما بالكم لم تردوا على إخواني؟ فقالوا
انا معاشر الصديقين والشهداء لا نكلم بعد الموت الا نبيا أو وصيا، قال: يا ريح احملينا
فحملتنا تدف بنا دفا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرة، قال: فقال
علي عليه السلام ندرك النبي صلى الله عليه وآله في آخر ركعة فطوينا وآتينا وإذ النبي صلى الله عليه وآله يقرأ في
آخر ركعة: " أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " (1) (2).
733 - وقد ذكر الثعلبي خبر البساط وزاد فيه: قال: فصاروا إلى رقدتهم
إلى آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السلام، يقال: ان المهدي عليه السلام يسلم عليهم
فيحييهم الله عز وجل له، ثم يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة (3).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله: في أنه لا يدخل الجنة الا من جاء بجواز من علي عليه السلام
734 - وبالاسناد قال: أخبرنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على يوم القيامة على الحوض، لا يدخل الجنة
الا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام (4).
735 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني

(1) الكهف: 9
(2) مناقب ابن المغازلي ص 232.
(3 و 4) غاية المرام ص 634 و 262.
373

قال: أخبرنا أبو الفتح: هلال بن محمد الحفار، قال: حدثنا أبو القاسم: إسماعيل
بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبيد الله بن يزيد بن ورقا الخزاعي،
قال: حدثنا علي بن الحسين السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى السدى،
قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس
قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: على يوم القيامة على الحوض لا يدخل الجنة الا من جاء بجواز
من علي بن أبي طالب (1).
* * *
في رجوع الشمس
736 - بالاسناد المقدم قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر: محمد بن إسماعيل بن
الحسين العلوي في جمادى الأول في سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة - بقرائتي عليه
فأقربه - قلت له: أخبركم أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن
السقاء الحافظ، قال: حدثنا محمود بن محمد - وهو الواسطي - قال: حدثنا عثمان،
حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن،
عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوحى
إليه ورأسه في حجر علي عليه السلام فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: صليت يا علي؟ قال: لا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ان عليا على طاعتك و
طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت (2).
737 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو طاهر: محمد بن علي البيع البغدادي فيما
كتب به إلى: ان أبا احمد: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي البغدادي حدثهم، قال:

(1) مناقب ابن المغازلي ص 119 - ولا يخفى ان هذا الحديث متحد مع الحديث
السابق متنا وسندا والحديث مذكور في المصدر مرة واحدة ولكن في جميع النسخ التي
بأيدينا على ما أثبتناه في المتن ولم يعلم وجه التكرار.
(2) مناقب ابن المغازلي ص 96.
374

حدثنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني، حدثنا الفضل
بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا محمد بن عقبة، عن محمد بن الحسين، عن عون
بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي رافع قال رقد رسول الله صلى الله عليه وآله على فخذ علي عليه السلام
وحضرت صلاة العصر، ولم يكن على صلى وكره ان يوقظ النبي صلى الله عليه وآله حتى
غابت الشمس، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما صليت أبا الحسن العصر؟ قال:
لا يا رسول الله، فدعى النبي صلى الله عليه وآله فردت الشمس على علي عليه السلام بعد ما غابت حتى
رجعت لصلاة العصر في الوقت، فقام على فصلى العصر، فلما قضى صلاة العصر غابت
الشمس فإذا النجوم مشتبكة (1).
* * *
حديث السطل والمنديل
738 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد
العطار الفقيه الشافعي - بقراءتي عليه فأقربه - قلت له: أخبركم أبو محمد: عبد الله بن
محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن:
أحمد بن عيسى الرازي بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن مندة الأصفهاني، قال:
حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي
سفيان، عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي بكر وعمر: امضيا
إلى علي حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته وأنا اثركما، قال انس: فمضيا و
مضيت معهما فاستأذن أبو بكر وعمر على علي عليه السلام فخرج إليهما فقال: يا أبا بكر
حدث شئ. قال: لا وما حدث الا خير، قال لي النبي صلى الله عليه وآله وللعمر: امضيا إلى علي
يحدثكما ما كان منه في ليلة وجاء النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا علي حدثهما ما كان منك في
ليلتك! فقال: استحيى يا رسول الله فقال: حدثهما فان الله لا يستحيى من الحق، فقال

(1) مناقب ابن المغازلي ص 98.
375

علي عليه السلام: أردت الماء للطهارة وأصبحت وخفت ان تفوتني الصلاة، فوجهت
الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء، فأبطأ على فأحزنني ذلك
فرأيت السقف قد انشق ونزل على منه سطل مغطى بمنديل، فلما صار في الأرض.
نحيت المنديل عنه وإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة واغتسلت وصليت ثم ارتفع السطل
والمنديل والتأم السقف.
فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: اما السطل فمن الجنة، واما الماء فمن نهر الكوثر،
واما المنديل فمن إستبرق الجنة، من مثلك يا علي في ليلتك وجبرئيل يخدمك (1).
* * *
(في قول قول النبي صلى الله عليه وآله: على منى مثل راسي من بدني:
739 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد الفقيه
الشافعي - بقرائتي عليه فاقر به - قلت له: أخبركم أبو محمد: عبد الله بن محمد بن
عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا الهيثم بن خلف
الدوري، قال: حدثني أحمد بن محمد بن زيد بن سليم (2) مولى بني هاشم قال
حدثني حسين الأشقر، قال: حدثني قيس، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على منى مثل رأسي من بدني (3).
740 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان:
أبو بكر، - بقرائتي عليه فأقربه قلت له -: أخبركم أبو عبد الله: الحسين بن محمد
العلوي المعدل، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن داهر، قال: حدثني أبي: داهر، قال
حدثنا الحسين بن أحمد البغدادي، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا حسين

(1) مناقب ابن المغازلي ص 94 وفيه في آخر الحديث: من مثلك يا علي في ليلته وجبريل
يخدمه.
(2) في المصدر يزيد بن سليم.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 92.
376

الأشقر، قال: حدثنا قيس، عن أبي هاشم الرماني، عن مجاهد، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على منى كرأسي من بدني (1).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش:
741 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو إسحاق: إبراهيم بن غسان البصري
إجازة ان أبا على: الحسن أحمد بن محمد بن أبي زيد قال: حدثنا أبو القاسم: عبد الله
بن أبي عامر الطائي، قال: حدثنا أحمد بن عامر، حدثنا علي بن موسى الرضا (ع)
قال: حدثني أبي: موسى بن جعفر، حدثني أبي: جعفر بن محمد، حدثني أبي:
محمد، حدثني أبي: على، حدثني أبي: الحسين بن علي، حدثني أبي: علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش
يا محمد، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك على (2).
* * *
في قوله صلى الله عليه وآله لعلى: انك قسيم النار.
742 - وبالاسناد قال: عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: انك
قسيم النار وانك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب (3).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله: تختموا بالعقيق
743 - وبالاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسين،
قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج: أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن المعلى
الخيوطي، اذنا، قال: حدثنا أبو الطيب: محمد بن حبيش بن عبد الله بن هارون

(1) مناقب ابن المغازلي ص 92
(2) مناقب ابن المغازلي ص 67.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 67.
377

النيلي في الطراز ب‍ " واسط " سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة (1) قال: حدثنا المشرف
بن سعيد الذارع (2) حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن حمزة الأسلمي،
عن كثير بن زيد، قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما
بصر به قال له: يا سليمان تصدر، فقال: انا صدر حيث جلست، ثم قال: حدثني
الصادق، قال: حدثني الباقر، قال: حدثني السجاد، قال: حدثني الشهيد قال:
حدثني التقى وهو الوصي: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال حدثني النبي
صلى الله عليه وآله قال: أتاني جبرئيل آنفا فقال: تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله
بالوحدانية ولى بالنبوة ولعلى بالوصية ولولده بالإمامة ولشيعته بالجنة.
قال: فاستدار الناس بوجوههم نحوه، فقيل له: تذكر قوما فتعلم من لا نعلم
فقال: الصادق: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والباقر:
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والسجاد: علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب والشهيد: الحسين بن علي، والوصي وهو التقى: علي بن أبي طالب
عليهم السلام (3)
* * *
في أن الحكمة عشرة اجزاء اعطى علي عليه السلام منها تسعة
اجزاء والناس جزءا واحدا
744 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبر
محمد بن العباس بن حيويه اذنا قال: حدثنا أبو عبد الله الدهان قال: حدثنا محمد بن
عبيد الكندي، قال: حدثنا أبو هاشم: محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن عمران
بن سلمة بن عجلان، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة

(1) وفى المصدر: سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.
(2) في المصدر: سعيد بن الذارع
(3) مناقب ابن المغازلي ص 281.
378

عن عبد الله قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فسئل عن علي عليه السلام فقال: قسمت الحكمة عشرة
اجزاء فأعطى على تسعة اجزاء والناس كلهم جزءا واحدا (1).
* * *
قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه
745 - وبالاسناد المقدم قوله تعالى: " فتلقى آدم من ربه كلمات " (2) قال
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أخبرنا [أبو أحمد: عمر بن عبيد الله
بن شوذب حدثنا] (3) محمد بن عثمان، قال: حدثني محمد بن سليمان بن الحارث
قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسين الأشقر، قال:
حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سئل
النبي صلى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه؟ قال: سأله بحق
محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام الا ما تبت على، فتاب عليه
عليه السلام (4).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله لعلى: لولاك ما عرف المؤمنون بعدى
746 - وبالاسناد قال: حدثنا إبراهيم بن غسان البصري إجازة، ان أبا على:
الحسين بن أحمد حدثهم، قال: حدثنا عبد الله بن أبي عامر الطائي، قال: حدثنا
أحمد بن عامر، (5) قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي:
موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي: جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي: محمد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 286
(2) البقرة: 37
(2) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 63
(5) في المصدر: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي: أحمد بن
عامر.
379

بن علي، قال: حدثني أبي: علي بن الحسين، قال: حدثني أبي: الحسين بن علي
قال: حدثني أبي: علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولاك ما
عرف المؤمنون بعدى (1).
* * *
حديث الدر نوك (2) الذي اتى به جبرئيل (ع) من الجنة إليه (ع)
747 - وبالاسناد المقدم قال أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد بن موسى
الغندجاني، قال: أخبرنا أبو الفتح: هلال بن محمد الحفار، قال: حدثني إسماعيل
بن علي بن رزين، قال: حدثني أبي، قال حدثني اخى: دعبل بن علي، قال: حدثني
شعبة بن الحجاج، عن أبي التياح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني
جبرئيل عليه السلام بدرنوك من درانيك الجنة، فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربى
كلمني وناجاني فما علمت شيئا الا علمته عليا، فهو باب مدينة علمي ثم دعاه النبي
صلى الله عليه وآله إليه فقال له: يا علي سلمك سلمى، وحربك حربي، وأنت العلم فيما بيني وبين
أمتي من بعدى (3).
* * *
قوله صلى الله عليه وآله: فضل أهل البيت على الناس
كفضل البنفسج على سائر الادهان
748 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أحمد بن المظفر، قال: حدثني عبد الله
بن أحمد الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الأشعث قال: حدثني مسعود بن
موسى بن إسماعيل، (4) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: جعفر بن محمد

(1) مناقب ابن المغازلي ص 70 - 50
(2) نوع من البسط له خمل
(3) مناقب ابن المغازلي ص 70 - 50
(4) في المصدر: أخبرنا محمد بن الأشعث قال حدثني موسى بن إسماعيل.
380

عن أبيه، عن جده: علي بن الحسين عن أبيه، عن جده: علي عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: فضل أهل البيت على الناس كفضل البنفسج على سائر
الادهان (1).
* * *
حديث اللوزة:
749 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو نصر بن الطحان إجازة، عن القاضي
أبى الفرج الخيوطي، حدثنا عمر بن الفتح البغدادي، حدثنا أبو عمارة المستملى،
حدثنا ابن أبي الزعزاع الرقي عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير [عن ابن عباس] (2)
قال: جاع النبي صلى الله عليه وآله جوعا شديدا فأتى الكعبة فأخذ بأستارها وقال: اللهم لا تجع
محمدا أكثر مما اجعته. قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام ومعه لوزة، فقال: ان الله
تبارك وتعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك: فك عنها ففك عنها فإذا فيها ورقة
خضراء مكتوب فيها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلى ونصرته به، ما
انصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه واستبطأه في رزقه (3).
* * *
حديث المنادى في يوم أحد:
750 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم: الفضل بن محمد بن عبد الله
الأصفهاني قدم علينا واسطا في شهر رمضان. من سنة أربع وثلاثين وأربع مائة املاء
في جامع واسط، قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا
الهيثم بن خلف [بن محمد] قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضل، قال:

(1) ومناقب ابن المغازلي ص 41.
(2) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 201.
381

حدثنا عمر بن ثابت، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. [عن أبيه، عن جده]
قال نادى المنادى يوم أحد: لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا على (1).
751 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو موسى: عيسى بن خلف بن محمد
بن الربيع الأندلسي قدم علينا واسطا، سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، قال: حدثنا
أبو الحسين: علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، قال: قرئ على أبى على:
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار النحوي، قال: حدثني الحسن بن عرفة، قال:
حدثني عمار بن محمد بن الأشعث بن محمد بن سعد بن طريف (2) عن أبي جعفر:
محمد بن علي قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له: رضوان: لا سيف الا
ذو الفقار ولا فتى الاعلى (3).
752 - وبالاسناد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إجازة، قال أخبرنا
أبو أحمد: عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، قال: أخبرنا أبو علي: إسماعيل بن
محمد الصفار النحوي بمثله (4).
قوله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة..... فما ظنك بحبيب بين خليلين (5)
753 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو الحسن: أحمد بن المظفر بن أحمد العطار
الفقيه الشافعي، سنة أربع وثلاثين وأربع مائة - بقرائتي عليه فأقربه - قلت له: أخبركم
أبو محمد: عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ قال حدثني
الهيثم بن خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد، حدثني الأشقر، قال: حدثني
جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمان، عن سهل بن أبي
خيثمة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة ضرب الله (6) عز وجل

(1) مناقب ابن المغازلي ص 197 - ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
(2) في المصدر: حدثني عمار بن محمد عن سعد بن طريف الحنظلي.
(3) مناقب ابن المغازلي ص 198 - 199.
(4) مناقب ابن المغازلي ص 198 - 199.
(5) هذا العنوان لم يكن موجودا في الكتاب إنما اخذناه من نفس المصدر.
(6) في المصدر: صف الله - وكذا فيما بعد.
382

لي [عن يمين العرش] قبة من ذهبة حمراء وضرب لأبي: إبراهيم عليه السلام قبة من ذهبة
حمراء وضرب لعلى عليه السلام فيما بيننا (1) قبة من ذهبة حمراء فما ظنك بحبيب بين
خليلين؟ (2).
754 - وبالاسناد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الصوفي
- بقرائتي عليه فأقربه - قلت له: حدثكم أبو القاسم: عبيد الله بن أحمد الصفار المقرى
قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا جعفر بن علي الحافظ، قال: حدثنا الهيثم بن
خلف قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم قال: حدثنا الحسين بن الحسن
الأشقر، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمان،
عن سهل بن أبي خيثمة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة
ضرب الله لي عن يمين العرش قبة من ذهب حمراء وضرب لأبي: إبراهيم عليه السلام قبة
من ذهب حمراء وضرب لعلى عليه السلام قبة من زبرجدة خضراء، فما ظنك بحبيب بين
خليلين (3).
مساع أطيل بتفصيلها * كفى معجزا ذكرها مجملا
* * *
فصل في مناقب سيدة نساء فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام
755 - ومن الجزء الرابع من صحيح البخاري في ثلثه الأخير وبالاسناد
المقدم قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم
قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: حدثنا علي عليه السلام: ان فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى
من اثر الرحا فأتى النبي صلى الله عليه وآله سبى، فانطلقت (إليه) فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها

(1) في المصدر: فيما بينهما
(2) مناقب ابن المغازلي ص 219
(3) مناقب ابن المغازلي ص 220.
383

فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله أخبرته عائشة بمجئ فاطمة عليهما السلام فجاء النبي صلى الله عليه وآله إلينا وقد أخذنا
مضاجعنا، فذهبت لاقوم فقال: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على
صدري وقال: الا أعلمكما خيرا مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا
وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثة وثلاثين، فهو خبر لكما من خادم (1)
756 - ومن الجزء أيضا لي حد كراسين من آخره في باب مناقب فاطمة
عليها السلام، وقال النبي صلى الله عليه وآله: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (2).
757 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو الوليد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو
بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
فاطمة بضعة منى، فمن أغضبها أغضبني (3).
758 - ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم في ثلثه الأخير وبالاسناد المقدم قال:
حدثنا أبو معمر: إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدثنا سفيان، عن عمرو عن ابن أبي
مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة بضعة
منى، يؤذيني من آذاها (4).
759 - ومن الجزء الثالث من صحيح مسلم في رابع كراسة من أوله و
بالاسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن انس بن مالك فيما قرئ عليه عن
عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميمي، عن عبد الله بن زيد المازني: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: ما بين بيتي ومنبرى روضة من رياض الجنة (5).
760 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني يحيى بن يحيى، أخبرنا عبد العزيز بن

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب علي بن أبي طالب ص 19
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب فاطمة (ع) ص 29
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب فاطمة (ع) ص 29
(4) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل فاطمة (ع) ص 141
(5) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 123.
384

محمد المدني، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن أبي بكر (1) عن عباد بن تميم، عن
عبد الله بن زيد الأنصاري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما بين بيتي ومنبرى روضة
من رياض الجنة (2) وقد ورد هذا الخبر من طرق عدة في هذا الجزء.
761 - ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم على حد كراسين من آخره و
بالاسناد المقدم قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يوسن [وقتيبة بن سعيد كلاهما عن ليث
بن سعد، قال ابن يونس] (3) حدثنا ليث، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي
التيمي: ان المسور بن مخرمة حدثه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله على المنبر وهو يقول:
ان بنى هشام بن المغيرة استأذنوني ان ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فلا
آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم الا ان يحب ابن أبي طالب ان يطلق ابنتي
وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة منى يريبني (4) ما أرابها ويؤذيني ما آذاها (5)
762 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو معمر: إسماعيل بن إبراهيم الهذلي
حدثنا سفيان، عن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة بضعة منى يؤذيني من آذاها (6).
763 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني منصور بن أبي مزاحم، حدثنا إبراهيم
يعنى ابن سعد عن أبيه، عن عرفة، عن عائشة - ح - وحدثني زهير بن حرب - واللفظ
له - حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن أبيه: ان عروة بن الزبير حدثه ان
عائشة حدثته: ان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا ابنته فاطمة عليها السلام فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت
فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وآله فبكيت؟ ثم سارك

(1) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 123 وفيه: يزيد بن الهاد، عن أبي بكر...
(2) صحيح مسلم الجزء الرابع ص 123 وفيه: يزيد بن الهاد، عن أبي بكر...
(3) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.
(4) يريبني: يسؤني ويزعجني - النهاية الأثير.
(5) صحيح مسلم الجزء السابع ص 140
(6) هذا الحديث متحد مع الحديث السابق متنا وسندا تحت رقم 758 من صحيح
مسلم.
385

فضحكت؟ فقالت عائشة: اخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني انى أول من
يتبعه من أهله فضحكت (1).
764 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو كامل الجحدري: فضيل بن حسين، قال:
حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: كن أزواج
رسول الله عنده لما يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشى ما تخطى مشيتها من
مشية رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبا بابنتي، ثم اجلسها عن
يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت
فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وآله من بين نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين، فلما قام
رسول الله صلى الله عليه وآله سئلتها ما قال لك رسول الله؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله
سره.
قالت: فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله قلت لها: عزمت عليك بمالي عليك من الحق
لما حدثتني ما قال لك رسول الله؟ فقالت: اما الان فنعم، اما حين سارني في المرة
الأولى فأخبرني ان جبرئيل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة وانه عارضه
الان مرتين، وانى لا أرى الاجل الا قد اقترب، فاتقى الله واصبري، فإنه نعم السلف
انا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال:
يا فاطمة أما ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت:
فضحكت ضحكي الذي رأيت (2).
765 - وبالاسناد المقدم قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله
بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا زكريا (3) عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة

(1) صحيح مسلم الجزء السابع ص 142 باب فضائل فاطمة (ع) - وفيه عن عروة
عن عائشة.
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل فاطمة (ع) ص 142.
(3) في المصدر: وحدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا - ح - وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي
حدثنا زكريا.
386

قالت: اجتمع نساء النبي عنده، فلم يغادر منهن امرأة، فجائت فاطمة، تمشى كان
مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا بابنتي، فاجلسها عن يمينه
أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا،
فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى إذا قبض، فقلت:
ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فقلت لها حين ما بكت: أخصك رسول الله
صلى الله عليه وآله بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي
سر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى إذا قبض، سألتها عما قال؟ فقالت: انه صلى الله عليه وآله
كان حدثني ان جبرئيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وانه عارضه به في العام
مرتين وانى لا أرى الا انى قد حضر اجلى وانك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف
انا لك فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضيني ان تكوني سيدة نساء المؤمنين
أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت لذلك (1).
766 - من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وانى سميتها مريم " (2)
وبالاسناد المقدم قال أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري، قال: أخبرنا
أحمد بن محمد بن إسحاق الصيني، قال: حدثنا عبد الملك بن محمود بن سميع،
قال حدثنا محمد بن يعقوب الفرجي، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه،
قال: حدثنا داود بن الزبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية
امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله (3).
767 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الكراس الخامس

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل فاطمة (ع) ص 143
(2) آل عمران: 36
(3) المناقب لابن المغازلي ص 363 وفى الهامش منه أخرجه الحاكم في المستدرك
ج 3 ص 157 ومصادر أخرى.
387

من آخر الجزء الثاني من اجزاء اثنين من النصف، في باب مناقب فاطمة عليها السلام
من صحيح أبى داود السجستاني - وهو كتاب السنن - وبالاسناد المقدم قال: ان
النبي صلى الله عليه وآله سار فاطمة عليها السلام وقال لها: ألا ترضين أن تكون سيدة نساء العالمين
أو سيدة لنساء هذه الأمة؟ فقلت: فأين مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون؟ فقال:
مريم سيدة نساء عالمها، وآسية سيدة نساء عالمها (1).
768 - ومن الجمع بين الصحاح الستة أيضا في الجزء الثالث من اجزاء
ثلاثة في باب مناقب فاطمة عليها السلام وبالاسناد قال: قال رسول الله: فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة (2).
769 - وبالاسناد أيضا قال: وقال: فاطمة بضعة منى فمن أغضبها فقد
أغضبني (3).
770 - وبه قال: وقال لها: انك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك (4)
771 - وبه قال: عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا برسول الله
صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام (5).
772 - وبالاسناد المقدم في الباب المذكور أيضا من صحيح أبى داود - وهو
كتاب السنن - ومن صحيح الترمذي أيضا، قال: عن انس بن مالك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم،
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله (6).

(1) مناقب ابن المغازلي ص 399 وبهامشه مصادر أخرى فراجع. وخصائص
أمير المؤمنين (ع) تأليف احمد النسائي المطبوع ص 34.
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب فاطمة (ع) ص 29
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب فاطمة (ع) ص 29
(4) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل فاطمة (ع) ص 143
(5) صحيح الترمذي المجلد الخامس ص 700 باب فضل فاطمة (ع).
(6) صحيح الترمذي المجلد الخامس ص 703 باب فضل خديجة.
388

773 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الأول من افراد مسلم
عن كعب بن عجرة، لان لمسلم عنه حديثين: هذا أولهما، وبالاسناد المقدم قال:
عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن في دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة
وثلاث وثلاثون تحميدة. وأربع وثلاثون تكبيرة (1).
774 - ومن مسند ابن حنبل في خطبتها عليها السلام وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو عمر: محمد بن محمود الأصفهاني،
قال: حدثنا علي بن خشرم المروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، عن
الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه: ان أبا بكر وعمر خطبا إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام فقال: انها صغيرة، فخطبها علي عليه السلام فزوجها منه (2).
775 - ومن مسند ابن حنبل في وفاتها عليها السلام وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري
قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن علي بن أبي
رافع، عن أبيه، عن أمه: سلمى قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فمرضتها
فأصبحت يوما كأمثل ما كانت، فخرج علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالت فاطمة:
يا أمتاه اسكبي (3) لي ماء غسلا، فسكبت لها فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت
تغتسل، ثم قالت: هاتي ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم جاءت إلى البيت الذي
كانت فيه، فقالت: قدمي الفراش إلى وسط البيت، فقدمته فاضطجعت واستقبلت
القبلة فقالت: يا أمتاه، انى مقبوضة الان وانى قد اغتسلت، فلا يكشفني أحد.
وقبضت في مكانها، فجاء علي بن أبي طالب فأخبرته، فقال: لا والله لا يكشفها أحد

(1) صحيح مسلم الجزء الثاني باب استحباب الذكر بعد الصلاة ص 98
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 614 ح 1051 وفيه السيناثي بدل الشيباني
(3) السكب: صب الماء - لسان العرب.
389

ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها (1). واختلف في بقائها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قوم:
بقيت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أربعين يوما، وذكر الواقدي في كتابه: انها (ع) بقيت
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما (2).
776 - واما ما ذكر في الصحاح، فقد ذكر البخاري في الجزء الخامس من
اجزاء ثمانية من الصحيح في رابع كراسة من أوله وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن
عائشة: ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من رسول
الله صلى الله عليه وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث، ما تركناه صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا
المال، وانى والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله عن حالها التي كانت عليها
في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله، فأبى أبو بكر ان
يدفع إلى فاطمة عليها السلام منها شيئا، فوجدت (3) فاطمة على أبى بكر في ذلك
فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله ستة أشهر، فلما توفيت
دفنها زوجها علي عليه السلام ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي عليه السلام (4).
777 - ومن الجزء الثالث من صحيح مسلم من اجزاء ستة في آخره على حد
ثلاثة كراريس من آخره وبالاسناد المقدم قال: وحدثني محمد بن رافع، حدثني
حجين، حدثنا ليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة ابن الزبير، عن عائشة
انها أخبرته: ان فاطمة بنت رسول الله أرسلت إلى أبى بكر تسأله ميراثها من رسول
الله صلى الله عليه وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر:

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 629 ح 1074
(2) الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ج 1 ص 14 من الطبعة الثانية مصر
(3) وجد عليه: غضب - لسان العرب.
(4) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 139 - باب غزوة خيبر.
390

ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث، ما تركناه صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا
المال، وانى والله ما أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله عن حالها التي كانت عليها
في عهد رسول الله، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وآله. فأبى أبو بكر ان يدفع
إلى فاطمة عليها السلام شيئا، فوجدت فاطمة على أبى بكر في ذلك، قال: فهجرته فلم
تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها
علي بن أبي طالب عليه السلام ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي عليه السلام (1).
* * *
فصل في ذكر مناقب خديجة عليها السلام
778 - من الجزء الرابع من صحيح البخاري من اجزاء ثمانية من الكراس
الأخيرة منه في باب تزويج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها وفضلها عليها السلام.
وبالاسناد المقدم قال: حدثني محمد، قال: أخبر عبدة، عن هشام بن عروة
عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول - ح - وحدثني صدقة، قال: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه قال: سمعت
عبد الله بن جعفر، عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: خير نسائها خديجة (2).
779 - وبالاسناد أيضا قال: وعن أبي هريرة قال: أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله
فقال: يا نبي الله، هذه خديجة، قد أتت ومعها اناء فيه إدام أو طعام أو شراب.
فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى وبشرها ببيت في الجنة من قصب (3)

(1) صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب الجهاد ص 154
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب تزويج النبي خديجة وفضلها ص 38
وفيه: خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة.
(3) قال ابن الأثير في النهاية: الجزء الرابع ص 67 -: القصب في هذا الحديث،
لؤلؤ مجوف كالقصر المنيف.
391

لا صخب (1) فيه ولا نصب (2).
780 - ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم على حد كراسين من آخره،
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة
وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة وابن نمير ووكيع وأبو معاوية - ح - وحدثنا إسحاق
بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان، كلهم عن هشام بن عروة، واللفظ حديث أبي أسامة.
- ح - وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن جعفر
يقول: سمعت عليا عليه السلام بالكوفة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: خير نسائها مريم
بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد. قال أبو كريب: وأشار وكيع إلى
السماء والأرض (3)
781 - وبه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب وابن نمير قالوا:
حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن ابن أبي زرعة (4) قال: سمعت أبا هريرة قال: اتى
جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك [معها اناء فيه إدام أو طعام
أو شراب فإذا هي اتتك] فاقرأ عليها السلام من ربها ومنى، وبشرها ببيت في الجنة من
قصب لا صخب فيه ولا نصب. قال أبو بكر في روايته عن أبي هريرة: لم يقل سمعت
ولم يقل: في الحديث " ومنى " (5).
782 - وبالاسناد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي ومحمد بن
بشر العبدي، عن إسماعيل قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أكان رسول الله يبشر خديجة

(1) الصخب: الصياح والجلبة وشدة الصوت واختلاطه - لسان العرب
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب تزويج النبي صلى الله عليه وآله خديجة وفضلها ص 29
(3) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 132 وما بين المعقوفتين
موجود في المصدر.
(4) في المصدر. عن عمارة عن أبي زرعة.
(5) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133 وما بين المعقوفتين
موجود في المصدر.
392

ببيت في الجنة؟ قال نعم بشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب (1)
783 وبه قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت
بشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة (2).
784 - وبالاسناد قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلا، حدثنا أبو أسامة،
حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة،
ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد امره ربه
أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (3)
785 - وبالاسناد قال: حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا حفص بن غياث، عن
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وآله
الاعلى خديجة، وانى لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ذبح الشاة فيقول:
أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: انى قد رزقت حبها (4).
786 - وبالاسناد قال: حدثنا زهير بن حرب وأبو كريب جميعا عن أبي
معاوية، حدثنا هشام بهذا الاسناد نحو حديث أبي أسامة إلى قصة الشاة ولم يذكر
الزيادة بعدها (5).
787 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن حميد (6) أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما غرت للنبي على امرأة من
نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط (7).
788 - وبالاسناد قال: حدثنا عبد الله بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133
(3) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133
(4) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134
(5) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134
(6) وفي المصدر: عبد بن حميد وكذا فيما يأتي.
(7) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134.
393

معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لم يتزوج النبي صلى الله عليه وآله على خديجة
حتى ماتت (1).
789 - وروى محمد بن إسحاق باسناده عن أم سلمة في كتاب المغازي (2)
ووجدته بخط الماوردي المفسر، قال أبو إسحاق باسناده عن أم رومان قالت: كان
لرسول الله صلى الله عليه وآله جارة قد أوصته خديجة ان يتعاهدها، فحضر عنده شئ من المأكل
فأمر باعطائها وقال: هذه امرتني خديجة بأن أتعاهدها، فقالت عائشة: وكنت أحسدها
لكثرة ذكره لها، فقلت: يا رسول الله لا تزال تذكر خديجة، كان لم يكن على ظهر
الأرض غيرها، فقال: قومي عنى. فقامت إلى ناحية منه في البيت، فقالت أم رومان
فقلت: يا رسول الله لا تؤاخذ عائشة فإنها حديثة سن، فناداها إليه فقال: يا عائشة، ان
خديجة آمنت، إذ كفر بي قومك، ورزقت منها الولد وحرمتموه (3).
790 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي، الحديث الرابع من المتفق
عليه من البخاري ومسلم من مسند عبد الله بن أبي أوفى وبالاسناد الأول قال: عن
إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة؟ قال: نعم بشرها ببيت في الجنة من
قصب لا صخب فيه ولا نصب (4).
791 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث الرابع
والثلاثون بعد المأتين من المتفق عليه من البخاري ومسلم من مسند أبي هريرة،
وبالاسناد المقدم قال: عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب خديجة ص 134
(2) وفى نسخة. وروى محمد بن إسحاق باسناده عن أم سلمة مما ذكره في كتاب
البخاري.
(3) الاستيعاب في أسماء الأصحاب باب النساء ج 4 ص 278 - 279 باختلاف يسير
(4) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة (ع) ص 133 وصحيح البخاري
ج 5 ص 39 باب تزويج النبي خديجة.
394

فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت، معها اناء، فيه إدام وطعام أو شراب، فإذا هي
أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا
نصب (1).
* * *
فصل في مناقب الحسن والحسين عليهما السلام
792 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال:
حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرنا علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
بن علي قال: أخبرنا اخى: موسى بن جعفر، عن أبيه: جعفر بن محمد، عن أبي: محمد بن
علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اخذ بيد الحسن والحسين
عليهما السلام وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (2)
793 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي
المقدام، عن عبد الرحمان الأزرق، عن علي عليه السلام قال: دخل على رسول الله
صلى الله عليه وآله وأنا نائم على المنام، فاستسقى الحسن والحسين عليهما السلام قال: فقام
النبي صلى الله عليه وآله إلى شاة بكر لنا [فحلبها] فدرت، فجائه الحسن فسقاه النبي صلى الله عليه وآله،
فقالت فاطمة عليها السلام: كأنه أحبهما إليك يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه استسقى
قبله، ثم قال: انى وإياك وابناك وهذا الراقد، في مكان واحد يوم القيامة (3).
794 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أحمد بن إسرائيل قال: رأيت في كتاب أحمد بن محمد بخط يده: حدثنا اسود بن
عامر بن عبد الرحمان - يعنى شيخنا أبا بكر النجار - قال حدثنا الربيع المنذر، عن أبيه

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل خديجة ص 133
(2) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 77 وفيه حدثنا نصر بن علي الأزدي بدل " الجهضمي "
(3) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 101.
395

قال: كان حسين بن علي عليهما السلام يقول: من دمعت عيناه فينا دمعة أو قطرت
عيناه فينا قطرة، بوأه الله عز وجل الجنة (1).
795 - ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع منه على ثلثه أو زيادة، عوذة
الحسن والحسين عليهما السلام.
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن
منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس " رضي الله عنه " قال: كان
النبي صلى الله عليه وآله يعوذ الحسن والحسين ويقول: ان أباكما إبراهيم كان يعوذ بها إسماعيل
وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (2)
796 - ومن الجزء المذكور أيضا على حد ثلثه الأخير في باب مناقب الحسن
والحسين عليهما السلام. وبالاسناد المقدم قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عيينة،
قال: أخبرنا أبو موسى، عن الحسن، سمع أبا بكرة: سمعت النبي صلى الله عليه وآله على
المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة، والى الحسن مرة، ويقول: ابني
هذا سيد (3).
797 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا المعتمر، قال:
سمعت أبي قال: حدثنا أبو عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وآله انه كان يأخذه
والحسين ويقول: اللهم إني أحبهما فاحببهما أو كما قال (4).
798 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم، قال:
حدثني حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير، عن محمد، عن انس بن مالك قال:
اتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين صلى الله عليه وآله، فجعل في طست فجعل ينكت (5) وقال

(1) ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص 19 نقلا عن أحمد بن المناقب.
(2) صحيح البخاري الجزء الرابع باب يزفون النسلان في المشي ص 147
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26
(4) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26
(5) ينكت بقضيب أي يضرب بطرفه - لسان العرب.
396

في حسنه شيئا، فقال انس: كان أشبههم برسول والله صلى الله عليه وآله وكان
مخضوبا بالوسمة (1).
799 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا شعبة،
قال: اخبرني عدى، قال: سمعت البراء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله والحسن بن علي عليهما السلام
على عاتقه يقول: اللهم إني أحبه فاحببه (2).
800 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبدان، قال أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا
عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن أبي مليكة، عن عقبة بن الحرث، قال: رأيت
أبا بكر وحمل الحسن (3) وهو يقول: بابى شبيه بالنبي، ليس شبيها بعلى، وعلى
يضحك (4).
801 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن
يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن انس قال: [وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر
عن الزهري، اخبرني انس قال]: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وآله من الحسن بن علي
عليهما السلام (5).
802 - وبالاسناد المقدم قال: وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب
قال: سمعت ابن أبي نعيم، سمعت عبد الله بن عمر وسأله رجل عن المحرم؟ قال
شعبة: احسبه، يقتل الذباب؟ فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال النبي صلى الله عليه وآله: هما ريحانتاي
من الدنيا (6).
803 - ومن صحيح البخاري في وسط الجزء الثامن سواء وبالاسناد المقدم

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26
(3) وفى نسخة: وحمل الحسين وكذا فيما يأتي.
(4) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26 - 27.
(5) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26 - 27.
(6) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26 - 27.
397

قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش،
قال: حدثنا أبو حصين، قال: حدثنا أبو مريم: عبد الله بن زياد الأسدي قال: لما سار
طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عليه السلام عمار بن ياسر وحسن بن علي،
فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي عليهما السلام فوق المنبر في أعلاه،
وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول: إن عائشة قد صارت
إلى البصرة ووالله انها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله عز وجل ابتلاكم
ليعلم إياه يطيعون أم هي (1).
804 - ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم من آخر الجزء على حد عشرين
قائمة وبالاسناد المقدم قال: وحدثني أحمد بن حنبل، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثني
عبيد الله بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال
للحسن: اللهم إني أحبه فاحببه واحبب من يحبه (2).
805 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبيد الله
بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله
صلى الله عليه وآله في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بنى قين قاع ثم انصرف حتى
أتى خباء (3) فاطمة فقال: اثم لكع (4) اثم لكع؟ يعنى حسنا؟، فظننا انه إنما
تحبه أمه لان تغسله وتلبسه سخابا (5)، فلم يلبث ان جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد
منهما صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إني أحبه فاحببه واحبب من يحبه (6).
806 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة

(1) صحيح البخاري الجزء التاسع، كتاب الفتن ص 56
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل الحسن والحسين ص 129
(3) الخباء: من الأبنية - لسان العرب
(4) الهمزة للاستفهام " ثم " بالفتح واللكع: الصغير أي أهناك...
(5) السخاب: قلادة تتخذ من قرنفل - لسان العرب.
(6) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل الحسن والحسين ص 129
398

عن عدى - وهو ابن ثابت - حدثنا البراء بن عازب قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام
على عاتق النبي صلى الله عليه وآله وهو يقول: اللهم إني أحبه فاحببه (1).
807 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عدى وهو ابن ثابت، عن البراء قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله واضعا الحسن بن علي عليهما السلام على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه
فاحببه (2).
808 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن
عبد العظيم العنبري قالا: حدثنا عن نضر بن محمد، حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار
حدثنا اياس، عن أبيه قال: لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وآله والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى
أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وآله هذا قدامه، وهذا خلفه (3).
809 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الرحيم
بن سليمان، عن عاصم، حدثني مورق، حدثني عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وآله
إذا قدم من سفر تلقى بنا قال: فتلقى بي وبالحسن والحسين قال: فحمل أحدنا بين
يديه والاخر خلفه حتى دخلنا المدينة (4).
810 - ومن تفسير الثعلبي، ذكر الثعلبي في تفسير سورة " الرحمن " قوله تعالى:
" مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " (5)
وبالاسناد المقدم قال: وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري،
حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله، قال: قرأ أبى على أبى محمد: الحسن (6)
بن علوية القطان من كتابه وأنا اسمع، حدثنا بعض أصحابنا، حدثني رجل من أهل مصر
يقال له " طسم " حدثنا أبو حذيفة، عن أبيه، عن سفيان الثوري في قول الله
عز وجل: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " قال: فاطمة وعلى " يخرج

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين ص 130 - 132
(2) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين ص 130 - 132
(3) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين ص 130 - 132
(4) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين ص 130 - 132
(5) الرحمن 19 - 20 - 22
(6) في نسخة: الحسين بن علوية.
399

منها اللؤلؤ والمرجان " قال: الحسن والحسين. (1)
811 - قال الثعلبي: وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال: " بينهما
برزخ " محمد صلى الله عليه وآله (2).
812 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم
منكرة وهم مستكبرون " (3) وبالاسناد المقدم قال الثعلبي: ويروى ان الحسن بن
بن علي عليهما السلام كان يجالس المساكين ثم يقول: " انه لا يحب المستكبرين " (4) (5).
813 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي. في الجزء الأول في أول
كراسة منه الحديث الخامس من افراد البخاري من مسند أبى بكر عن عقبة بن الحرث
بن عامر بن نوفل بن عبد مناف - يكنى أبا سروعة - له صحبة قال: صلى أبو بكر
العصر ثم خرج يمشى ومعه على فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه
وقال: بابى شبيها بالنبي ليس شبيها بعلى، وعلى يضحك (6).
814 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث السابع من افراد
مسلم، من مسند سلمة بن الأكوع وبالاسناد المقدم قال: عن أبان بن سلمة، عن أبيه
قال: لقد قدت (7) بنبي الله صلى الله عليه وآله والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم
حجرة النبي صلى الله عليه وآله، هذا قدامه وهذا خلفه (8).

(1) الدر المنثور للسيوطي في تفسير سورة الرحمن ج 6 ص 142 - غاية المرام نقلا
عن الثعلبي ص 414
(3) النحل: 22 - 23
(4) النحل: 22 - 23
(5) في الدر المنثور في تفسير سورة النحل ج 5 ص 114 قال: واخرج عبد الله
بن أحمد في زوانه الزهر وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسين بن علي
انه كان يجلس إلى المساكين ثم يقول: الآية.
(6) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26
(7) من القيادة
(8) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين ص 130.
400

815 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث السابع والسبعون
من افراد البخاري في الصحيح، من مسند عبد الله بن عمر وبالاسناد المقدم قال: عن
عبد الرحمان بن أبي نعيم البجلي قال: كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم -
البعوض؟ فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني
عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وآله وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: هما
ريحانتاي من الدنيا (1)
816 - وفى حديث شعبة قال: واحسبه سأله عن المحرم يقتل الذباب؟ قال:
يا أهل العراق تسألونا عن قتل الذباب وقد قتلتم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال النبي صلى الله عليه وآله:
هما ريحانتاي من الدنيا (2) وذكره وليس لعبد الرحمان بن أبي نعيم عن ابن عمر في
الصحيحين غير هذا الحديث الواحد.
817 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث الثاني من افراد
البخاري من مسند انس بن مالك وبالاسناد المقدم قال: عن الزهري، عن انس قال:
لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وآله من الحسن بن علي عليهما السلام (3).
818 - وأخرج البخاري في الحسين عليه السلام نحو هذا أيضا من حديث محمد بن
سيرين قال اتى عبيد الله بن زياد " لعنه الله " برأس الحسين عليه السلام فجعل في طست، فجعل
ينكت وقال في حسنه شيئا، فقال انس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وكان مخضوبا
بالوسمة (4).
819 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا، الحديث الثاني والثمانون
من مسند أبي هريرة وبالاسناد المقدم قال: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة

(1) صحيح البخاري الجزء الثامن باب رحمة الولد وتقبيله ص 7 وصحيح الترمذي
ج 5 ص 657
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 27
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين (ع) ص 26.
(4) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين (ع) ص 26.
401

قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن بن علي عليهما السلام وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس،
فقال الأقرع بن حابس: ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول
الله صلى الله عليه وآله ثم قال: من لا يرحم لا يرحم (1).
820 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من
اجزاء ثلاثة وبالاسناد المقدم قال: من صحيح أبى داود - وهو السنن - ومن صحيح
الترمذي عن أبي سعيد الخدري (رض) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة (2).
821 - وبه قال عن انس لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله من الحسن بن علي
عليهما السلام (3).
822 - [وبه] قال: ولقد سمعت عليا يقول: الحسن أشبه برسول الله
صلى الله عليه وآله ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه به فيما كان أسفل
من ذلك (4).
823 - ويليه من الجزء أيضا من سنن أبي داود وبالاسناد المقدم قال: عن
ابن عباس " رضي الله عنه ": ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أحبوا الله
تعالى لما يغذوكم به من نعمه ولما هو أهله، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي
لحبي (5).
824 - ومن الجزء الثالث من الجمع بين الصحاح الستة لرزين أيضا في
باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام وبالاسناد المقدم عن نافع بن جبير،

(1) صحيح البخاري الجزء الثامن باب رحمة الولد وتقبيله ص 7 وسنن أبي داود
(2 و 3) صحيح الترمذي الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام
ص 656 و 659
(4 و 5) صحيح الترمذي الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام
ص 660 و 664.
402

عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال للحسن: اللهم إني أحبه فاحبه، وأحب من
يحبه (1).
825 - وبالاسناد المقدم قال: وعن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم والحسن بن علي عليهما السلام على عاتقه يقول: اللهم إني
أحبه فاحبه (2).
826 - وبالاسناد المقدم قال من سنن أبي داود عن علي عليه السلام قال: كنت إذا
سألت رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني وإذا سكت ابتدأني (3).
827 - وقال [علي عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله] اخذ بيد حسن وحسين وقال:
" من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما ومات متبعا لسنتي، كان معي في الجنة " (4).
828 - وبالاسناد المقدم عن أبي هريرة قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وآله في طائفة
من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بنى قين قاع ثم انصرف حتى اتى خباء
فاطمة فقال أثم لكع، أثم لكع؟ يعنى حسنا، فظننا إنما تحبسه أمه لان تغسله أو تلبسه
سخابا فلم يلبث ان جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: اللهم إني أحبه فاحبه وأحب من يحبه (5).
829 - وبالاسناد المقدم قال: وعن اياس، عن أبيه قال: لقد قدت بنبي الله
صلى الله عليه وآله والحسن والحسين عليهما السلام بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وآله

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب مناقب الحسن والحسين (ع) ص 129.
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 26 وصحيح
الترمذي ج 5 ص 661 ح 6783.
(3) صحيح الترمذي ج 5 في باب مناقب علي بن أبي طالب (ع) ص 640 ح 3729
(4) صحيح الترمذي ج 5 في باب مناقب علي بن أبي طالب ص 641 ح 3733
(5) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل الحسن والحسين ص 130 وصحيح
البخاري الجزء السابع في كتاب اللباس باب السخاب ص 159.
403

هذا أمامه وهذا خلفه (1).
830 - وبالاسناد المقدم قال: وعن أم سلمى - امرأة من الأنصار - قالت: دخلت
على أم سلمة " رضي الله عنها " وهي تبكى، قلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت الان
رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وهو يبكى، فقلت: مالك يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: شهدت
قتل الحسين آنفا (2).
831 - وبالاسناد المقدم قال: وعن انس بن مالك قال: اتى عبيد الله بن
زياد " لعنه الله " برأس الحسين عليه السلام فجعل في طست ينكت وقال في حسنه شيئا فقال
انس: فقلت: والله انه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وكان مخضوبا بالوسمة (3).
832 - وبالاسناد المقدم قال: ومن صحيح أبى داود - وهو السنن - وصحيح
الترمذي عن عمارة بن عمير قال: لما كان بعد عام من مقتل الحسين عليه السلام، جيئ
برأس ابن زياد " لعنه الله " وأصحابه إلى حيث جيئ برأس الحسين قال عمارة:
فجئت حتى انتهيت سمعتهم يقولون: جاءت، جاءت، فإذا حبة تجيئ تخلل الرؤس
حتى تدخل في منخري عبيد الله بن زياد " لعنه الله " إلى دماغه فمكثت فيه ساعة، ثم
خرجت فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت، قد جاءت، فلم تزل ففعلت ذلك
حتى رفع ابعده الله من رحمته (4).
833 - وبالاسناد المقدم قال: وعن عقبة قال: رأيت أبا بكر وقد حمل
الحسين وهو يقول: بابى شبيه بالنبي، ليس شبيها بعلى، وعلي عليه السلام يضحك (5)
835 - وبالاسناد المقدم قال: وسال رجل من أهل العراق ابن عمر عن المحرم يقتل

(1) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل الحسن والحسين ص 130.
(2) صحيح الترمذي المجلد الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 657.
(3) صحيح الترمذي المجلد الخامس باب مناقب الحسن والحسين ص 659.
(4) صحيح الترمذي المجلد الخامس باب مناقب الحسن والحسين (ع) ص 660
مع اختلاف قليل.
(5) صحيح البخاري الجزء 5 باب مناقب الحسن والحسين ص 26.
404

الذباب؟ فقال: ما أسألهم عن صغيرة، وما أجراهم على كبيرة؟ يسألون عن الذباب
وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هما ريحانتاي من الدنيا،
وهما سيدا شباب أهل الجنة (1)
835 - وفى حديث بكاء السماء على مولانا الحسين عليه السلام من صحيح مسلم
في أول الجزء الخامس في تفسير قوله سبحانه وتعالى: " فما بكت عليهم السماء و
الأرض " الآية (2) وبالاسناد المقدم قال: عن السدى: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام
بكت السماء وبكائها حمرتها (3).
836 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فما بكت عليهم السماء
والأرض " الآية وبالاسناد المقدم قال ذكر: ان المؤمن إذا مات بكت عليه السماء
والأرض أربعين صباحا، قال: وقال عطاء في هذه الآية: بكائها حمرة أطرافها. قال:
وقال السدي: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام بكت عليه السماء، وبكائها
حمرتها (4).
837 - وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو بكر الخوارزمي، حدثنا أبو العباس
الدعولي، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدثنا خالد بن خراش، حدثنا حماد بن
يزيد، عن هشام، عن محمد بن سيرين قال: أخبرونا: ان الحمرة التي تكون مع
الشفق لم تكن حتى قتل الحسين عليه السلام (5)
838 - وبه قال: عن أبي خيثمة، أخبرنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة،

(1) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص 657 صحيح البخاري الجزء الخامس ص 27
(2) الدخان: 29
(3) تفسير الدر المنثور للسيوطي في تفسير سورة الدخان ص 30 - 31 وتاريخ مدينة
دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (ع) ص 241.
(4) تفسير الدر المنثور للسيوطي في تفسير سورة الدخان ص 30 - 31 وتاريخ
مدينة دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين) ص 242 - 246.
(5) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين) ص 245.
405

أخبرنا سليم القاضي، قال مطرنا دما أيام قتل الحسين عليه السلام (1).
839 - ومن كتاب المصابيح تصنيف أبى محمد الحسين بن مسعود الفراء
في آخر كراس من الكتاب قال صاحب الكتاب باسناده عن معلى بن مرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: حسين منى وانا من حسين، أحب الله من أحب حسنا، حسين سبط
من الأسباط. (2)
840 - ومن الكتاب المذكور أيضا ذكر مصنفه باسناده عن أسامة بن زيد
قال: طرقت النبي صلى الله عليه وآله ذات ليلة في بعض الحاجات، فخرج النبي
صلى الله عليه وآله وهو مشتمل على شئ ما أدرى ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ماذا الذي
أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا الحسن والحسين عليهما السلام على وركيه فقال: هذان ابناي
وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فاحبهما وأحب من يحبهما (3).
قال يحيى بن الحسن أيده الله: اعلم أن النبي صلى الله عليه وآله قد ابان سيادة الحسن و
الحسين عليهما السلام على كافة خلق الله تعالى لان سادة خلق الله أهل الجنة بلا خلاف، لان
الله سبحانه وتعالى ما يختص بجنته الا الأنبياء والأوصياء وأهل الايمان من سائر أهل
الملل، وكلهم بلا خلاف فيه، لا يدخلون الجنة الا جردا مردا (4) شبابا، ولا يدخلها
شيخ ولا عجوز ولا كهل، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، وإذا ثبت لهما السيادة على
خيار خلق الله وهم أهل الجنة فيثبت انهما خير الخليقة جميعا، فان قال قائل: ان على
ما أصلتموه تجب السيادة لهما على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أبيهما عليه السلام؟
قلنا: التفضيل والسيادة لا يطلع على مقدارهما وحقيقة استحاقهما الا الله سبحانه
وتعالى الذي يعلم الغيوب، أو من يطلعه على ذلك علام الغيوب لان قولنا: فلان
أفضل من فلان، معناه ان ثوابه أكثر من ثوابه، وانه أعظم قدرا عند الله تعالى من

(1) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين) ص 244.
(2) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين) ص 79 - 82
(3) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (ص 95 - 97.
(4) أهل الجنة " جرد مرد " أي لا شعر في أجسادهم - مجمع البحرين.
406

غيره، ومقدار الثواب لا يطلع عليه الاعلام الغيوب سبحانه وتعالى، وإذا أردنا معرفة
ذلك فلا طريق لنا الا ما ورد النص به، اما في آية أو في خبر صحيح من قبل النبي
صلى الله عليه وآله لان الله تعالى اطلعه على علم الغيب في ذلك، يدل على ذلك قوله سبحانه تعالى:
" عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول " (1) وإذا كان المرجع
في ذلك إلى ما يرد من النصوص من قبل النبي صلى الله عليه وآله فقد قال النبي صلى الله عليه وآله مخبرا عن
نفسه: انا سيد ولد آدم، وقال: انا سيد الأنبياء، فقد خرج من هذا القسم بهذه -
الأخبار الواردة، واما أبوهما عليهم السلام فقد خرج من هذا القسم باخبار اخر وهي
قوله صلى الله عليه وآله: انا سيد الأنبياء وعلى سيد الأوصياء وبقوله صلى الله عليه وآله: " وأبوكما خير
منكما ". فبقيت الاخبار الناطقة بسيادتهما على شباب أهل الجنة وهي من الصحاح
التي لا يمكن الطعن فيها على عمومها ولا يمكن التخصيص فيها الا بنص مثل ما ورد
عن نفسه وعن علي عليهما السلام، فمن ادعى التخصيص في ذلك فعليه الدليل، ولا
دليل على ذلك.
وليس صديقي غير الحزين * ليوم الحسين وغير الأسوف (2)
هو الغصن كان كمينا فهب * لدى كربلا، بريح عصوف
وأنت وان دافعوك الامام * وكان أبوك برغم الأنوف (3)
فصل في مناقب جعفر بن أبي طالب عليه السلام
841 - من صحيح البخاري في رابع كراسه من الجزء الخامس وبالاسناد
المقدم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء

(1) الجن: 27 - 26
(2) الأسوف: السريع الحزن، الرقيق القلب.
(3) لاحظ ديوان مهيار الديلمي الجزء الثاني ص 263 من الطبعة الأولى من قصيدة
في مراثي أهل البيت - مطلعها:
مشين لنا بين ميل وهيف * فقل في قناة وقل في نزيف.
407

قال: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة
حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، والخبر طويل ذكرناه في غير هذا الموضع
وانا نذكر منه موضع الحاجة، وهو انه لما تبعته ابنة حمزة واخذها علي عليه السلام واختصم
فيها على وجعفر، وزيد، فقال علي عليه السلام: أنا اخذتها وهي ابنة عمى، وقال جعفر:
ابنة عمى وخالتها تحتي، وقال زيد: بنت اخى. فقضى بها النبي صلى الله عليه وآله خالتها وقال:
الخالة بمنزلة الام وقال لعلى عليه السلام: أنت منى وانا منك، وقال لجعفر: اشبهت خلقي
وخلقي، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا (1).
842 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخمسون من افراد
البخاري في الصحيح من مسند عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند وبالاسناد
المقدم قال: عن نافع، عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة موتة زيد بن
حارثة فقال: ان قتل زيد، فجعفر، وان قتل جعفر، فعبد الله بن رواحة. قال ابن عمر:
وكنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في
جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية (2) وليس لعبد الله بن سعيد بن أبي هند عن
نافع عن ابن عمر في الصحيح غير هذا.
843 - وأخرج البخاري أيضا من حديث سعيد بن أبي هلال، عن نافع
طرفا منه ان ابن عمر اخبره: انه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين
بين طعنة وضربة ليس منها شئ في دبره يعنى في ظهره (3) وليس لسعيد بن أبي
هلال عن نافع عن ابن عمر في الصحيح غير هذا.
844 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث الثاني والسبعون
من افراد البخاري في الصحيح من مسند عبد الله بن عمر وبالاسناد المقدم قال: عن أبي
عمرو وعامر بن شرجيل الشعبي قال: كان ابن عمر إذا سلم على ابن جعفر -

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس باب عمرة القضاء ص 141.
(2) صحيح البخاري الجزء الخامس باب غزوة موتة ص 143.
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب غزوة موتة ص 143.
408

يعنى عبد الله - قال: السلام عليك يا بن ذي الجناحين (1).
845 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين من الجزء الثاني من الجمع
على حد خمس كراريس من أوله في باب فضل السلام وكيف رد السلام
وبالاسناد المقدم من صحيح أبى داود - وهو السنن - قال عن الشعبي: ان
رسول الله صلى الله عليه وآله تلقى جعفر بن أبي طالب عليه السلام فالتزمه وقبل ما بين عينيه (2).
846 - ومن الجزء الثالث من اجزاء ثلاثة من الجمع بين الصحاح الستة
لرزين العبدري - امام الحرمين - في باب مناقب جعفر بن أبي طالب عليه السلام وبالاسناد
المقدم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشبهت خلقي وخلقي (3).
847 - وبالاسناد المقدم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت
جعفرا يطير مع الملائكة في الجنة (4).
848 - وبالاسناد قال عن أبي هريرة قال: ان الناس كانوا يقولون: أكثر
أبو هريرة وانى كنت الزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشبع بطني، ذكر
الحديث إلى أن قال: وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب
بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى أن كان ليخرج إلينا العكة (5) التي ليس فيها شئ فنشقها
فنلعق ما فيها (6)
849 - وبالاسناد قال عن أبي هريرة انه كان يقول: ما احتذى النعال [ولا انتعل]
ولا ركب المطايا [ولا ركب الكور] (7) بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من جعفر

(1) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب جعفر بن أبي طالب ص 20
(2) سنن أبي داود الجزء الرابع ص 356 حديث 5220.
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس ص 141.
(4) صحيح الترمذي الجزء الخامس باب مناقب جعفر بن أبي طالب ص 654.
(5) العكة بالضم: آنية السمن - مجمع البحرين.
(6) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب جعفر بن أبي طالب ص 19.
(7) الحذاء: النعل، المطايا جميع مطية: البعير، الكور: رحل الناقة - مجمع البحرين.
409

بن أبي طالب (1).
850 [وعن أبي هريرة أيضا] قال: ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله
يكنيه أبا المساكين (2).
851 - وبالاسناد المقدم من صحيح أبى داود - وهو السنن - قال عن الشعبي:
ان ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا بن ذي الجناحين (3).
* * *
ما جاء في أبى طالب
852 - من مسند ابن حنبل في ذكر وفاته وبالاسناد المقدم، قال: حدثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل، قال محمد بن يونس القرشي، قال: حدثنا شريك بن عبد المجيد
الحنفي، قال: حدثنا الهيثم البكاء، قال حدثنا ثابت، عن انس قال: لما مرض
أبو طالب مرضه الذي مات فيه، أرسلني إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال قل له: ادع ربك ان
يشفيني فان ربك [يطيعك] وابعث إلى بقطاف من قطاف الجنة، فأرسل إليه النبي:
صلى الله عليه وآله وأنت يا عم، ان أطعت الله عز وجل أطاعك (4).
853 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " والسابقون السابقون " (1)
ذكر الثعلبي في تفسيره: انها مختصة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وانه
أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وساق الحديث، (6) وقد تقدم ذكره في مناقب أمير
المؤمنين عليه السلام.
ثم قال في آخر القصة: بالاسناد المقدم قال: ويروى ان أبا طالب قال لعلي

(1) صحيح الترمذي الجزء الخامس مناقب جعفر بن أبي طالب ص 654.
(2) صحيح الترمذي الجزء الخامس مناقب جعفر بن أبي طالب ص 655.
(3) صحيح البخاري الجزء الخامس باب مناقب جعفر بن أبي طالب ص 20
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل الجزء الثاني ص 675 ح 1151.
(5) لواقعه: 10
(6) الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 154.
410

عليه السلام: أي بنى، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ قال: يا أبت آمنت بالله ورسوله،
وصدقته فيما جاء به، وصليت معه لله، فقال له: أما ان محمدا لا يدعو الا إلى خير،
فالزمه (1).
854 - وذكر الثعلبي أيضا في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: " وهم ينهون
عنه وينأون عنه (2) بالاسناد المقدم قال: قال مقاتل: نزلت في أبى طالب، واسمه
عبد مناف، وذلك أن النبي كان عند أبي طالب يدعوه إلى الاسلام فاجتمعت قريش
إلى أبى طالب يريدون سوء بالنبي فقال أبو طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أغيب في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة (3) * وأبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وزعمت انك ناصحى * ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وعرضت دينا لا محالة انه * من خير أديان البرية دينا
قال الثعلبي: وهذا قول مقاتل والقاسم بن مخيضرة وعطاء بن دينار، واحدى
الروايات عن ابن عباس رضي الله عنه (4).
855 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادي عشر من افراد
البخاري في الصحيح من مسند عبد الله بن عمر وبالاسناد المقدم قال: وأخرجه تعليقا
فقال: وقال عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه قال: ربما ذكرت قول الشاعر وانا
انظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآله يستسقى وما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
وابيض يستقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى (5) عصمة للأرامل

(1) سيرة ابن هشام 1 / 247 من الطبعة الثانية وتاريخ الطبري ج 2 ص 58 من
الطبعة التي قوبلت على النسخة المطبوعة بمطبعة بريل ليدن.
(2) الانعام: 26
(3) وما عليك بهذا غضاضة: لا نقص ولا انكسار ولا ذل ولا فتور - لسان العرب.
(4) الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 8 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 ص 54
(5) ثمال اليتامى: الذي يثملهم ويقوم بهم، يقال: هو ثمال مال: يقوم به.
411

قال: وهو قول أبي طالب قال: وقد أخرجه بالاسناد من حديث عبد الرحمان
بن عبد الله بن دينار، عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبى طالب وذكر
البيت (1).
وهذه القصيدة معروفة عند أهل النقل وهي:
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل
وجدت بنفسي دونه وحميته * ودارأت عنه بالذرى والكلاكل (2)
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى وزين المحافل
حليما رشيدا حاز ما غير طائش * يوالي اله الخلق ليس بما حل
وأيده رب العباد بنصره * واظهر دينا حقه غير باطل
ألم تعلموا ان ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقول الا باطل
وابيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نناضل دونه ونقاتل (3)
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل (4)

(1) صحيح البخاري ج 2 ص 27 من باب الاستسقاء.
(2) دارأت: دافعت. الذرى: أعلى الشئ والمراد منه الرؤوس، الكلاكل جمع
الكلكل: الصدر أو ما بين الترقوتين.
(3) في النهاية ج 1 ص 125 عند ذكر قصيدة أبى طالب ما هذا لفظه: يبزي أي يقهر
ويغلب، أراد لا يبزي فحذف " لا " من جواب القسم، وهي مرادة، أي لا يقهر ولم نقاتل عنه
وندافع.
(4) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 ص 79 بتقديم وتأخير في الأبيات. وسيرة
أبى هشام ج 1 ص 272 - ذكر من هذه القصيدة أربعة وتسعين بيتا وقال: هذا ما صح لي
من هذه القصيدة ومطلعها على ما في السيرة.
ولما رأيت القوم لا ود فيهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل.
412

قال يحيى بن الحسن: وفى هذه القصيدة أشياء:
منها قوله: لا مكذب لدينا، فقد أثبت صدقه ونفى عنه الكذب، وهذا هو
الايمان، لأنه في لغة العرب هو التصديق.
وقوله: يوالي اله الخلق ليس بما حل، أي ليس بمتقول للكذب لان الماحل:
المتقول للكذب، وأقر ان الله تعالى اله الخلق، وهذا اعتراف بالوحدانية.
وقوله:
أيده رب العباد بنصره * واظهر دينا حقه غير باطل
فأثبت ان الله تعالى رب العباد، وأثبت تأييده لنبيه بنصره، واظهر ان دينه هو
الحق وهو غير باطل مأخوذ من قوله تعالى: " هو الذي أيدك بنصره " (1).
وقوله: انه يستسقى الغمام بوجهه، وهذا اخبار عن معجزة لم يحضر وقتها تظهر
على يديه، وهذا غاية في تصديق دعواه.
وقوله: حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل، وهذا غاية في بذل
الجهد في الجهاد.
وما ذكره ابن حنبل من كلام أبى طالب ورسالته إلى النبي صلى الله عليه وآله من قوله:
" ادع ربك ان يشفيني فان ربك يطيعك، وابعث إلى بقطاف من قطاف الجنة،
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وآله: ان أطعت الله عز وجل أطاعك " فهذه أيضا من أدل دليل على
ايمانه لأنه اعترف بان النبي صلى الله عليه وآله له دعاء مقبول، وان له ربا يقبل دعائه، واعترف
بربه أيضا، وانه يطيع نبيه، وهذا تصديق أيضا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله ان الله تعالى
يقبل دعائه، وتصديق بالجنة وما وعد فيها من النعيم من المأكل من حيث طلب قطافا
من قطاف الجنة وان الله تعالى هو الفاعل لذلك.
وقول النبي صلى الله عليه وآله في جوابه: ان " أطعت الله عز وجل أطاعك " ليس هو نهيا له
عما هو عليه ولا تركا لإجابة دعائه، بل هو أمر له بطاعة الله تعالى، واقرار له على

(1) الأنفال: 62.
413

ما هو عليه، يدل عليه قوله تعالى:
" وان تطيعوه تهتدوا " (1) وقوله تعالى: " وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم
من أعمالكم شيئا " (2) وهذا خطاب من الله تعالى لكافة أهل الاسلام الذين هم على
طاعة الله تعالى، وإنما خاطبهم بذلك تعالى لان يزيدهم رغبة في طاعته، ويثبتهم على
ما هم عليه من الطاعة، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب لم يكن متوجها الا إلى من لم
يطع الله تعالى.
وفيه أيضا تعريض بان النبي صلى الله عليه وآله بطاعته لله تعالى، اطاعه الله تعالى، وتنبيه
على الحث على طاعة الله بأوجز الكلام، وعلى استحقاق الجزاء عليها، ألا ترى إلى
قولك لغيرك: ان تقم أقم، وان تطعني أطعك، وان تعصني أعصك، لم يرد بذلك
نفى الطاعة عن المقول له، وإنما أراد به ذكر استحقاق الجزاء على طاعته له وكذلك
في المعصية لم يرد به اثبات المعصية من المقول له وإنما أراد به ذكر استحقاق الجزاء
على ذلك فيكون ذلك القول ترغيبا في الطاعة لموضع استحقاق الجزاء عليها و
ترهيبا لفعل المعصية لموضع النهى عن فعلها.
وما ذكره الثعلبي فيدل أيضا على أن ايمانه اجلى وأوضح من كل شئ،
ألا ترى إلى قوله له في جواب قوله: يا أبة، آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به
وصليت معه، فقال له في الجواب: أما ان محمد صلى الله عليه وآله لا يدعو الا إلى خير فالزمه،
فأن اقراره بان محمدا صلى الله عليه وآله لا يدعو الا إلى خير مع شرح الدين الذي هو عليه ثم
قوله: فالزمه، من أدل دليل على الاقرار باتباع الرسول، لان الانسان لا يختار لولده
الا ما يرتضيه لنفسه، وربما طلب لولده من الخير زيادة على ما يطلبه من الخير لنفسه،
ولو علم أن النجاة في غير اتباع النبي صلى الله عليه وآله، لحذر ولده من اتباعه، ونهاه عن
ارتكاب ذلك الدين الذي ارتكبه.
وقد ذكر مقاتل في تفسيره في سورة الأنعام في قوله تعالى: " وهم ينهون عنه

(1) النور: 54
(2) الحجرات: 14.
414

وينأون عنه " (1) قال مقاتل باسناده عن ابن عباس: اجتمعت قريش إلى أبى طالب
" رضي الله عنه " وقالوا: له: يا أبا طالب، سلم إلينا محمدا فإنه قد أفسد أدياننا وسب
آبائنا (2) لنقتله، وهذه أبنائنا بين يديك تبنى بأيهم شئت، ثم دعوا بعمارة بن
الوليد وكان مستحسنا فقال لهم: هل رأيتم ناقة حنت إلى غير فصيلها؟ لا كان ذلك
ابدا، ثم نهض عنهم فدخل على النبي صلى الله عليه وآله فرآه كئيبا، وقد علم مقالة قريش له،
فقال: يا محمد لا تحزن، ثم قال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وزعمت انك ناصحى * ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وذكرت دينا قد علمت بأنه * من خير أديان البرية دينا (3)
وفى هذا القول منه والشعر، أدل دليل على تصديق الرسول واقراره بان دينه
خير الأديان، واعترافه به، وبأنه زعم أنه ناصحه، وقوله: " ولقد صدقت " من أوضح
الدلالة على ايمانه برسول الله (ص) وبما جاء به.
وأمره له بقوله: " فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة " وهو مأخوذ من قوله تعالى
" فاصدع بما تؤمر " (4) وفي هذا غاية النصرة والاعتراف، إذ هو مضاه لأمر الله
تعالى فإن لم يكن في قوله: " فاصدع بأمرك " أمر له، فكذا لا يكون في الآية أمر له،
وقد اتفق على هذه الأبيات مقاتل والثعلبي وابن عباس والقاسم بن محيضرة وعطاء بن
دينار، وفى ذلك شهادة له بتصديقه بدليل شهادة ألفاظها الناطقة، ولو ذكرت مقالة
غير أصحاب هذه الكتب، لكان أوضح في الدليل وأعظم في التبجيل، وإنما شرطت

(1) الانعام: 26
(2) وفى نسخة: وسب آلهتنا
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 14 ص 55 والإصابة لابن حجر ج 4 ص 115 -
والكشاف ج 1 ص 500.
(4) الحجر: 94.
415

في صدر الكتاب ان لا أذكر فيه من غير هذه الطرق شيئا، لكونها قاطعة الحجاج،
مزيلة اللجاج، إذ هي من الصحاح الستة ومسند أحمد وتفسير الثعلبي، فهذه عمدة
كتب الاسلام.
* * *
فصل في ذكر ما ورد في الاثني عشر خليفة
من فنون الصحاح الستة
856 - من صحيح البخاري في الجزء الثامن منه من اجزاء ثمانية على حد ثلثه
الأخير في باب قبل باب اخراج الخصوم:
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا
شعبة، عن عبد الملك قال: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول
يكون بعدى اثنا عشر أميرا. فقال: كلمة لم اسمعها، فقال أبى: أنه قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: كلهم من قريش (1).
857 - وبالاسناد أيضا، يرفعه إلى ابن عيينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت
على، فسالت أبى ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: قال: كلهم من قريش. (2)
858 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا عاصم بن
محمد، قال سمعت أبي يقول: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا
الامر في قريش ما بقي منهم اثنان (3)
859 - ومن صحيح مسلم في أول كراسة من الجزء الرابع من اجزاء ستة

(1) صحيح البخاري الجزء التاسع كتاب الأحكام ص 81 من باب الاستخلاف
(2) صحيح مسلم الجزء السادس كتاب العمارة ص 3
(3) صحيح البخاري الجزء التاسع كتاب الأحكام - باب الامراء من قريش ص 62.
416

وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا عاصم بن محمد
بن زيد، عن أبيه قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الامر
في قريش ما بقي من الناس اثنان (1)
860 - وبالاسناد أيضا قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن حصين،
عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول - ح - وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي
- واللفظ - حدثنا خالد: يعنى ابن عبد الله الطحان، عن حصين عن جابر بن سمرة قال:
دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: ان هذا الامر لا ينقضى حتى يمضى
فيهم اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلم بكلام خفى على، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال:
قال: كلهم من قريش (2).
861 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبد -
الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال أمر
الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت على فسالت
أبى ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كلهم من قريش (3)
862 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن
سماك، عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله بهذا الحديث ولم يذكر لي: لا يزال أمر
الناس ماضيا (4)
863 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن
سلمة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة، ثم قال كلمة خفيفة لم
افهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش (5)

(1) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(2) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(3) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(4) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(5) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
417

864 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية،
عن داود عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الامر
عزيزا إلى اثنى عشر خليفة، ثم تكلم بشئ لم افهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: كلهم من قريش (1).
865 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن
زريع، حدثنا ابن عون (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي - واللفظ - له حدثنا أزهر
حدثنا أحمد بن عون، عن الشعبي، عن جابر ابن سمرة قال: انطلقت إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله ومعي أبى، فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثنى عشرة خليفة.
فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال كلهم من قريش (2)
866 - وبالاسناد المقدم قال: حدثني قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن المهاجرين مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي
وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع: ان اخبرني بشئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فكتب إلى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة عشية رجم
الا سلمى يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليهم اثنا عشر
خليفة كلهم من قريش.
وسمعته يقول: عصبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض: بيت كسرى أو
آل كسرى وسمعته يقول: ان بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم.
وسمعته يقول: إذا اعطى الله أحدكم خيرا فليبدء بنفسه وأهل بيته. وسمعته يقول
انا الفرط على الحوض (3).
867 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا محمد بن رافع، حدثنا ابن أبي فديك
أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد انه: ارسل إلى ابن

(1) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(2) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 3
(3) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 4.
418

سمرة العدوي، حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: سمعت رسول الله يقول
فذكر نحو حديث حاتم (1).
868 - ومن تفسير الثعلبي ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وانه لذكر لك
ولقومك " (2) وبالاسناد المقدم قال: وأخبرني ابن فنجويه، حدثنا أبو نصر: منصور
بن جعفر النهاوندي، حدثنا أحمد بن يحيى الجارودي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا
الوليد، عن العمرى، عن نافع، عن ابن عمر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يزال هذا
الشأن في قريش ما بقي من الناس اثنان (3).
869 - وبالاسناد المقدم قال: وأخبرنا عبد الله، أخبرنا السراج، حدثنا إبراهيم
بن عبد الرحيم، حدثنا موسى بن داود وخالد بن خداش قالا: حدثنا مسكين بن
عبد العزيز، عن بشار بن سلامة، عن أبي بردة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الامراء من
قريش، الامراء من قريش، الامراء من قريش، لي عليهم حق ولهم عليكم حق ما حكموا
فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا.
وزاد خالد: فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. (4)
870 - وذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وآمنهم من خوف " (5) و
بالاسناد المقدم قال: ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: وآمنهم أن تكون
الخلافة الا فيهم (3).
871 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الثاني من المتفق

(1) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 4
(2) الزخرف: 44
(3) الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 399 وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج 2
ص 151 155.
(4) (الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص 399
(5) قريش: 4
(6) الدر المنثور ج 6 ص 397... وان الله نصرهم يوم الفيل وان الخلافة والسقاية
والسدانة فيهم وأحاديث أخرى فراجع.
419

عليه من مسلم والبخاري من مسند جابر بن سمرة وبالاسناد المقدم قال: عن عبد الملك
بن عمير، عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون من بعدى اثنا عشر
أميرا، فقال: كلمة لم اسمعها فقال أبى: أنه قال: كلهم من قريش (1).
872 - كذا في حديث شعبة، وفى حديث ابن عيينة، قال: لا يزال أمر الناس
ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت على، فسألت أبى
ماذا قال رسول الله؟ قال: فقال: كلهم من قريش (2)
873 - وبالاسناد قال: وفى رواية مسلم من حديث عامر بن سعد بن أبي
وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع: ان اخبرني بشئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله، فكتب إلى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة عشية رجم
الأسلمي قال: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة،
كلهم من قريش.
وسمعته يقول: عصبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض: بيت كسرى أو
آل كسرى. وسمعته يقول: ان بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم.
وسمعته يقول: إذا اعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وبأهل بيته وسمعته يقول
انا الفرط على الحوض (3).
872 - وفى رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة
انه صلى الله عليه وآله قال: لتفتتحن عصابة من المسلمين بيت كسرى أو آل كسرى الذين في
البيت الأبيض (4). ونحو هذا المعنى في المتفق عليه من مسند عدى بن حاتم (5)

(1) صحيح البخاري الجزء التاسع كتاب الأحكام ص 81
(2) صحيح مسلم الجزء السادس ص 3 كتاب الامارة باب الناس تبع لقريش
(3) صحيح مسلم الجزء السادس باب الناس تبع لقريش ص 14
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 187
(5) صحيح مسلم الجزء السادس ص 3.
420

875 - وفى رواية مسلم أيضا عن سماك، عن جابر بن سمرة قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يكون بين يدي الساعة كذابين (1)
876 - وفى رواية أيضا عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انطلقت إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي أبى فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثنى عشر
خليفة، فقال كلمة صمنيها الناس (2)، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من
قريش (3).
877 - وفى روايته أيضا عن حصين بن عبد الرحمان، عن جابر بن سمرة قال:
دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: ان هذا الامر لا يزال عزيزا منيعا حتى
يمضى فيهم اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلم بكلام خفى على، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال
قال: كلهم من قريش (4).
878 - وفى حديث سماك عن جابر بن سمرة عنه عليه السلام قال: لا يزال الاسلام
عزيزا إلى اثنى عشر خليفة، ثم ذكر مثله (5)
879 - وعن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة عن النبي [ص] قال لي:
لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة (6)
880 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من
اجزاء ثلاثة من المصنف في باب " ان أكرمكم عند الله اتقيكم " (7) وذكر مناقب قريش

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 189
(2) صمنيها الناس أي شغلوني عن سماعها فكأنهم جعلوني أصم لكثرة كلامهم ولغطهم
ولكن أوردها في النهاية ج 3 ص 54 وكذا في لسان العرب بلفظ الهمزة " أصمنيها "
ولعل ذلك هو الصواب ولذا قال في المصباح المنير: ولا يستعمل الثلاثي متعديا فلا يقال:
صم الله الاذن
(3) صحيح مسمل الجزء السادس ص 3
(4) صحيح مسمل الجزء السادس ص 3
(5) صحيح مسمل الجزء السادس ص 3
(6) صحيح مسلم الجزء السادس ص 4 ومسند أحمد ج 5 ص 98
(7) الحجرات: 13.
421

من سنن أبي داود وبالاسناد المقدم قال: عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي
على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: ان هذا الامر لا ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة
قال: ثم تكلم بكلام خفى على، فقلت لأبي ما قال؟ قال: قال: كلهم من قريش (1).
881 - وبالاسناد عنه أيضا قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال الاسلام عزيزا
إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش (2).
882 - ومن الجزء الثاني من اجزاء اثنين من المصنف في آخره على حد
أربعة كراريس وبالاسناد المقدم من صحيح أبى داود السجستاني - وهو كتاب السنن -
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة: اخبرني بشئ سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب إلى: انى سمعته يقول يوم جمعة، عشية رجم الأسلمي: لا يزال
الدين ظاهرا حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
وسمعته يقول: عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض، بيت كسرى أو قال:
بيت آل كسرى، وسمعته صلى الله عليه وآله يقول: إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده، وإذا هلك
قيصر، فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوز كسرى في سبيل الله، وسمعته
يقول إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم، وسمعته يقول: إذا أعطى الله أحدكم
خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته، وسمعته يقول: انا الفرط على الحوض (3).
883 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي وبالاسناد المقدم
قال ابن المغازلي في قوله تعالى: " كمشكاة فيها مصباح " (4) قال: أخبرنا أحمد بن
محمد بن عبد الوهاب إجازة، ان أبا احمد: عمر بن عبد الله بن شوذب اخبرهم
قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد، حدثنا أحمد بن الخليل " ببلخ "، حدثني
محمد بن أبي محمود، قال: حدثنا يحيى بن أبي معروف، قال: حدثنا محمد بن

(1) صحيح أبى داود ج 4 ص 106 مع اختلاف جزئي في المطبوع ومسند أحمد
ج 5 ص 101.
(2) صحيح أبى داود المجلد الرابع ص 106 ومسند أحمد ج 5 ص 90
(3) مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 89
(4) النور: 35
422

سهل البغدادي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر قال: سألت [أبا] الحسن
عن قول الله عز وجل: " كمشكاة فيها مصبا " فاطمة، " والمصباح "
الحسن والحسين عليهما السلام، " الزجاجة كأنها كوكب درى " قال: كانت فاطمة عليها السلام كوكبا
دريا من نساء العالمين، " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة: إبراهيم، لا شرقية
ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية، " يكاد زيتها يضئ " قال: يكاد العلم ان ينطق منها
" ولو لم تمسسه نار نور على نور " قال: فيها امام بعد امام " يهدى الله لنوره من يشاء "
قال: يهدى الله عز وجل لولايتنا من يشاء (1).
قال يحيى بن الحسن: فأوفى من الصحاح ما يلتمس للايضاح وأروى من
زناد الرسول لا يطلب لبلوغ المأمول، إذ هو قدوة الثقلين ورئيس الدارين، نصوص
حارت لها الباب العقلاء، وتحيرت فيها عقول الألباء، مبيحة شرب السالك الرشيد
منتجة ورد الهالك العنيد.
[قال] أبو فراس: (2)
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل حال ومختوم به الكلم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب (3) به الاحسان والنعم
ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
فصل في ذكر ما جاء في المهدى (ع)
من متون الصحاح الستة
884 - من الجزء السابع من صحيح البخاري في باب رفع الأمانة وبالاسناد
المقدم قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح بن سليمان، قال: حدثنا هلال
بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فإذا ضيعت

(1) مناقب ابن المغازلي ص 316
(2) المقصود منه: الفرزدق لا أبو فراس الحمداني
(2) سرب: سال - لسان العرب.
423

الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الامر إلى
غير أهله فانتظر الساعة (1).
885 - ومن الجزء الثالث من اجزاء ثلاثة من صحيح مسلم على حد كراسين
من آخره، قال: حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر، - واللفظ لزهير - قال:
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن
عبد الله فقال: يوشك أهل العراق ان لا يجبا (2) إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين
ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك، ثم قال: يوشك أهل الشام ان لا يجبا لهم
دينار ولا مد، قلنا له: من أين ذلك قال: من قبل الروم، ثم سكت هنيئة، ثم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يكون في آخر أمتي خليفة، يحثى المال حثيا (3)، لا يعده عددا (4)
قال: قلت لأبي نضرة وأبى العلاء: أتريان انه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا (5).
886 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا ابن مثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا
سعيد - يعنى الجريري - بهذا الاسناد نحوه (6).
887 - وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر - يعنى ابن المفضل -
وحدثنا علي بن حجر، حدثنا إسماعيل - يعنى ابن علية - كلاهما عن سعيد بن يزيد
عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من خلفائكم خليفة يحثوا
المال حثيا لا يعده عددا وفى رواية ابن حجر: يحثى المال (7)
888 - قال: وحدثني زهير بن حرب، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا

(1) صحيح البخاري الجزء الأول ص 17
(2) جبى: جمع
(3) الحثي: الرمي والمراد منه ان هذا الخليفة يفعل هذا الحثوة بكثرة الأموال
والغنائم والفتوحات عنده مع سخاء نفسه.
(4) أي معدودا
(5) صحيح مسلم الجزء الثامن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل... ص 184
(6) صحيح مسلم الجزء الثامن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل ص 185.
(7) صحيح مسلم الجزء الثامن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل ص 185.
424

أبى، حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال
ولا يعده (1).
889 - وبه قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي
هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله بمثله (2).
890 - ومن الجزء المذكور أيضا الا انه قبل هذه الأخبار بكراس واحدة،
وبالاسناد المقدم قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن أبي
علية - واللفظ لابن حجر - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن حميد بن
هلال، عن أبي قتادة العدوي، عن بشير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء
بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجير (3) الا يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة، قال:
فقعد وكان متكئا فقال: ان الساعة لا تقوم حتى لا يقسم الميراث ولا يفرح بغنيمة، ثم قال:
بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال: عدو يجمعون لأهل الشام يجمع لهم أهل الاسلام،
قلت: الروم تعنى؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة (4) فيشترط
المسلمون شرطة (5) للموت لا ترجع الا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل
فيفي هؤلاء وهؤلاء كل، غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة
للموت فلا ترجع الا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفي هؤلاء وهؤلاء
كل، غير غالب، وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع الا غالبة
فيقتتلون حتى يمسوا فيفئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل.... ص 185.
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل ص 185
(3) الهجير: الدأب والعادة، هجير الرجل كلامه - لسان العرب، وقوله " ليس له هجير "
أي ليس له دأب وشأن الا ان يقول: يا عبد الله...
(4) ردة شديدة: صولة شديد
(5) الشرطة: من الجيش تتقدم للقتال.
425

الرابع نهد إليهم (1) بقية أهل الاسلام، فيجعل الله الدبرة (2) عليهم فيقتتلون مقتلة
اما قال: لا يرى مثلها، واما قال: لم ير مثلها، حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم (3)
حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم الا الرجل الواحد (4)
فبأي غنيمة يفرح أو باي ميراث يقاسم، فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هو أكبر
من ذلك فجائهم الصريخ: ان الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم
ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله ص: انى لأعرف أسمائهم و
أسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير
فوارس على ظهر الأرض يومئذ، قال ابن أبي شيبة في روايته عن يسير بن جابر (5)
891 - ومن المتفق عليه من مسلم والبخاري في الجزء الرابع من صحيح
مسلم في وسطه وفى الجزء الخامس من صحيح البخاري وبالاسناد المقدم عن أبي
هريرة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله يحدث إذ جاء اعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: إذا
ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الامر
إلى غير أهله فانتظر الساعة (6).
892 - وبه قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج

(1) نهد إلى العدو: نهض - لسان العرب
(2) الدبرة: الهزيمة وفى بعض النسخ: الدائر والمعنى متقارب.
(3) في النسخ الموجودة بأيدينا: فما يلحقهم حتى يخر ميتا (4) والمراد منه انهم يشرعون في عد أنفسهم فيشرع كل جماعة في عد أقاربهم فلا يجدون
من مائة الا واحدا
(5) صحيح مسلم الجزء الثامن باب اقبال الروم في كثرة القتل... ص 177 وفيه في
آخر الرواة: عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر قال:
(6) صحيح البخاري الجزء الأول كتاب العلم ص 17 وفى نسخة: " فانتظروا " بصيغة
الجمع في موردين.
426

الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود ارض العرب مروجا وأنهارا (1)
وقال: تبلغ المساكن اهاب أو تهاب (2)
893 - ومن صحيح مسلم في الجزء الخامس من اجزاء خمسة على حد ثلاثة
أرباعه وبالاسناد الأول قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا الوليد بن صالح
حدثنا عبيد الله بن عمرو، حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك العامري، عن
يوسف بن ماهك، اخبرني عبد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين: أم سلمة (رض)
ان رسول الله صلى اله عليه وآله قال: سيعوذ بهذه البيت يعنى الكعبة، قوم ليست لهم منعة ولا
عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء (3) من خسف بهم.
قال يوسف: وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة. فقال عبد الله بن صفوان:
اما والله ما هو بهذا الجيش.
894 - قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري عن عبد الرحمان بن سابط،
عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك غير أنه لم
يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبد الله بن صفوان (4)
895 - وبالاسناد أيضا قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد
حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير: ان
عائشة قالت: عبث (5) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه فقلنا يا رسول الله: صنعت شيئا في
منامك لم تكن تفعله، فقال العجب، ان ناسا من أمتي يؤمون البيت برجل من قريش قد لجا

(1) صحيح مسلم الجزء الثالث 84 وقوله: " مروجا " أي رياضا ومزارع
(2) صحيح المسلم الجزء الثامن كتاب الفتن ص 180 و " اهاب " بكسر الهمزة وقيل:
" بهاب " بكسر الباء موضع قرب المدينة، مراصد الاطلاع ص 52
(3) البيداء: المفازة التي لا شئ بها وهي هاهنا اسم موضع مخصوص بين مكة
والمدينة - النهاية.
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن باب الخسف بالجيش ص 167.
(5) عبث في منامه: حرك يديه كالدافع أو الاخذ - النهاية.
427

بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله: ان الطريق قد يجمع
الناس؟ قال: نعم، فيهم المستبصر والمجبور (1) وابن السبيل، يهلكون مهلكا واحدا
ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم (2).
896 - وبالاسناد المقدم أيضا قال: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير
حدثنا عبد العزيز بن رفيع بهذا الحديث، وفى حديثه قال: فلقيت أبا جعفر فقلت: انها
إنما قالت بيداء من الأرض. فقال أبو جعفر: كلا، والله انها لبيداء المدينة (3)
897 - ومن تفسير الثعلبي ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " انا لننصر رسلنا
والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد " (4) وذكر فتنة الدجال، ثم قال:
بالاسناد المقدم، قال مقاتل قالوا يا رسول الله: فكيف نصلى في تلك الأيام القصار؟ قال:
تقدرون فيها كما تقدرون في هذه الأيام الطوال، ثم تصلون وانه لا يبقى شئ في
الأرض الا وطاده وغلب عليه الا روضة مكة والمدينة، فإنه لا يأتيهما من نقب (5) من
أنقابهما الا لقيه ملك مصلت (6) بالسيف حتى ينزل الظريب الأحمر (7) عند مجتمع
السيول عند منقطع السبخة (8) ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى
منافق فيها ولا منافقة الا خرج إليه، فتنفي المدينة يومئذ الخبيث، كما ينفى الكير (9)
خبث الحديد. يدعى ذلك اليوم: " يوم الخلاص ".

(1) المستبصر: المستبين للامر القاصد لذلك عمدا والمجبور: المكره.
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن باب الخسف بالجيش ص 168 - 167 وبيداء
المدينة: الشرف الذي قدام ذي الحليفة.
(3) صحيح مسلم الجزء الثامن باب الخسف بالجيش ص 168 - 167 وبيداء
المدينة: الشرف الذي قدام ذي الحليفة.
(4) غافر: 51
(5) النقب: الطريق في الجبل - المنجد.
(6) سيف صلت: إذا لم يكن له غلاف.
(7) الظريب: الجبال الصغار - النهاية لابن الأثير.
(8) السبخة: ارض مالحة يعلوها المملوحة ولا تكاد تنبت الا بعض الأشجار - مجمع
البحرين.
(9) الكير: زق ينفخ فيه الحداد - المنجد.
428

قالت أم شريك: يا رسول الله أين الناس يومئذ؟ قال: ببيت المقدس، يخرج
حتى يحاصرهم، وامام الناس يومئذ رجل صالح، فيقال: صلى الصبح فإذا كبر
ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم عليهما السلام فإذا رآه ذلك الرجل عرفه، فرجع يمشى
القهقرى، فيتقدم عيسى عليه السلام فيضع يده بين كتفيه ويقول: صل فإنما أقيمت لك الصلاة
فيصلى عيسى ورائه، ثم يقول: افتحوا الباب، فيفتحون الباب (1).
898 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " حم عسق " (2): بالاسناد المقدم
قال: س: سناء المهدى، ق: قوة عيسى حين ينزل فيقتل النصارى ويخرب البيع (3)
899 - ذكر الثعلبي في تفسير السورة [الشورى] في تفسير قوله تعالى:
" قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى " (4) والخبر طويل ذكرناه في تاسع
فصل من الكتاب (5) ونذكر منه موضع الحاجة هاهنا وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا
أبو الحسن العلوي الرضوي، حدثنا أحمد بن علي بن مهدي، حدثني أبي، حدثني علي بن
موسى الرضا، حدثني أبي: موسى بن جعفر، حدثني أبي: جعفر الصادق قال: كان
نقش خاتم أبى: محمد بن علي عليه السلام
ظني بالله حسن * وبالنبي المؤتمن
وبالوصي ذي المنن * وبالحسين والحسن (6)
قال الثعلبي: باسناده وأنشدني أحمد بن إبراهيم الجرجاني قال: أنشدني
منصور الفقيه لنفسه:

(1) سنن المصطفى لابن ماجة ج 2 ص 512 مع شئ من التقديم والتأخير وكنز
العمال ج 14 ص 292.
(2) الشورى: 1
(3) تفسير منهج الصادقين الجزء الثامن ص 202 نقلا عن الثعلبي.
(4) الشورى: 23.
(5) لاحظ ص 52 من الكتاب
(6) نقش الخواتيم لدى الأئمة نقلا عن نور الابصار ص 143 - كشف الغمة ج 2
ص 331.
429

إن كان حبى خمسة * زكيت بهم فرائضي
وبغض من عاداهم * رفضا فانى رافضي
قال: وقيل: هم ولد عبد المطلب قال:
900 - ويدل عليه ما أخبرنا أبو العباس: سهل بن محمد بن سعيد المروزي،
حدثنا جدي أبو الحسن المحمودي، حدثنا أبو جعفر: محمد بن عمران الأرشابيدني
حدثنا هدية بن عبد الوهاب، حدثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن
زياد اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة:
انا وحمزة وجعفر وعلى والحسن والحسين والمهدى (1).
901 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وانه لعلم للساعة " (2) قال: ذلك
عيسى بن مريم عليه السلام: وروى ذلك عن جماعة باسناده وقرأ ابن عباس وأبو هريرة
وقتادة ومالك بن دينار وضحاك: " وانه لعلم للساعة " بفتح العين واللام: أي امارة
وعلامة، وفى الحديث: ان عيسى عليه السلام ينزل في ثوبين مهرودين أي مصبوغين بالهرد
وهو الزعفران قال: وفى الحديث: ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على ثنية من الأرض
المقدسة يقال لها اثبنى (3) وعليه ممصرتان (4) وشعر رأسه دهين وبيده حربة وهي التي
يقتل بها الدجال، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر والامام يؤم بهم فيتأخر
الامام فيقدمه عيسى ويصلى خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وآله، ثم يقتل الخنازير ويكسر
الصليب ويخرب البيع والكنايس ويقتل النصارى الا من آمن به (5).

(1) غاية المرام ص 697 سنن ابن ماجة ج 2 ص 519.
(2) الزخرف 61.
(3) وفى معجم البلدان: أثبيت.
(4) الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة - لسان العرب.
(5) غاية المرام ص 697 نقلا عن الثعلبي.
430

902 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " إذ اوى الفتية إلى الكهف " (1) وذكر
حديث البساط ومسيرهم إلى الكهف ويقظتهم، ثم قال بالاسناد المقدم قال: واخذوا
مضاجعهم فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدى (ع)، فقال:
ان المهدى (ع) يسلم عليهم فيحييهم الله عز وجل له، ثم يرجعون إلى رقدتهم ولا يقومون
إلى يوم القيامة (2).
903 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من المتفق
عليه من البخاري ومسلم في الصحيحين من مسند أبي هريرة الدوسي وبالاسناد المقدم
قالا: - وأخرجاه من حديث ابن شهاب عن نافع - مولى أبى قتادة الأنصاري - ان
أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم (ع)
فيكم وامامكم منكم؟ (3) وليس لنافع - مولى أبى قتادة - عن أبي هريرة في الصحيحين
غير هذا الحديث.
904 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث العاشر من المتفق
عليه من صحيحين من البخاري ومسلم من مسند ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وآله
وليس له في الصحيحين غير عشرة أحاديث مما خرجه أبو بكر البرقاني من حديث أبي
الربيع الزهراني وقتيبة من حديث أبي موسى وبندار، عن هشام كما أخرجه مسلم
من حديثهم بالاسناد، وزاد بعد مضى ما تقدم قال بالاسناد المقدم: وإنما أخاف على
أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، (4) ولا تقوم
الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى يعبد فئة من أمتي الأوثان، وانه

(1) الكهف: 10
(2) غاية المرام ص 697 نقلا عن الثعلبي.
(3) صحيح مسلم الجزء الأول كتاب الايمان باب نزول عيسى بن مريم ص 94
وصحيح البخاري الجزء الرابع ص 168.
(4) كنز العمال ج 11 ص 239.
431

سيكون في أمتي الكذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي
بعدى، (1) ولا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم حتى
يأتي أمر الله (2).
905 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثاني من
اجزاء ثلاثة في أول ثاني كراسة منه وبالاسناد المقدم قال: عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وامامكم
منكم (3).
906 - ومن الجمع بين الصحاح الستة أيضا لرزين العبدري في الجزء الثالث
من اجزاء ثلاثة على حد ربعه الأخير في باب " جامع ما جاء في العرب والعجم " وهو
آخر الباب من صحيح النسائي وبالاسناد المقدم قال: عن مسعدة، عن جعفر، عن أبيه،
عن جده: ان رسول الله صلى الله عليه وآله: قال: أبشروا أبشروا، إنما أمتي كالغيث، لا يدرى آخره
خير أم أوله، أو كحديقة أطعم منها فوج عاما، ثم أطعم منها فوج عاما لعل آخرها
فوجا يكون اعرضها عرضا، وأعمقها عمقا، وأحسنها حسنا، كيف تهلك أمة انا أولها
والمهدى أوسطها، والمسيح آخرها، ولكن بين ذلك ثبج (4) أعوج، ليسوا منى
ولا انا منهم (5).
907 - ومن الجمع بين الصحاح الستة أيضا لرزين العبدري في آخر الجزء
الثاني من اجزاء اثنين على حد أربعة كراريس من آخره، وكان الجزء قد قرأه
الغزنوي - نزيل واسط - الواعظ على مصنفه، وقد قرأه الوزير: يحيى بن هبيرة

(1) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 189. وصحيح الترمذي ج 4 ص 498 و 499.
(2) كنز العمال ج 11 ص 366
(3) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 168 باب نزول عيسى بن مريم (ع).
(4) ثبج الشئ: وسطه - لسان العرب.
(5) غاية المرام ص 697 نقلا عن الجمع بين الصحاح الست للعبدرى من صحيح
النسائي وصحيح الترمذي الجزء الخامس كتاب الأمثال ص 152 وكنز العمال ج 14 ص 269.
432

على الغزنوي وهو آخر المصنف في باب تغيير الزمان وذكر الاشراط، من صحيح
أبى داود السجستاني - وهو كتاب السنن - ومن صحيح الترمذي أيضا وبالاسناد المقدم
قال: عن زر، عن عبد الله بن مسعود: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث رجل (1).
قال: وفى حديث أبي هريرة: حتى يلي رجل. قال: وفى رواية: حتى يملك
العرب رجل منى ومن أهل بيتي، يواطي اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى، يملأ
الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (2).
908 - وبالاسناد أيضا قال عن علي عليه السلام ان رسول الله قال: لو لم يبق من الدنيا
الا يوم لبعث الله رجلا من أهلي بيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (3).
909 - وبالاسناد أيضا قال: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: المهدى من عترتي، من ولد فاطمة عليها السلام (4)
910 - وبالاسناد أيضا قال: وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: المهدى منى وهو اجلى الجبهة، اقنى الانف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا، يملك سبع سنين (5).
911 - وبالاسناد أيضا قال: وعن أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: قال:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه
ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه
بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه
ابدال الشام وعصائب (4) أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله

(1) صحيح الترمذي ج 4 ص 505 وسنن أبي داود الجزء الرابع ص 106.
(2) صحيح أبى داود المجلد الرابع ص 106 وصحيح الترمذي ج 4 ص 505.
(3) صحيح أبى داود ج 4 ص 107 وكنز العمال ج 14 ص 267 - 264.
(4) صحيح أبى داود ج 4 ص 107 وكنز العمال ج 14 ص 267 - 264.
(5) صحيح أبى داود ج 4 ص 107 وكنز العمال ج 14 ص 267 - 264.
(6) العصائب: جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين -
لاحظ النهاية.
433

كلب (1) فيبعث إليه بعثا، فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد
غنيمة كلب، فيقسم المال ويعمل بسنتي، أو قال بسنة نبيهم، ويلقى الاسلام بجرانه
إلى الأرض (2) فيلبث سبع سنين، قال: وقال بعض الرواة عن هشام: تسع سنين (3).
912 - وبالاسناد أيضا قال: وعن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام ونظر إلى
ابنه الحسين وقال: ان ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسيخرج من صلبه
رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلا (4)
813 - وبالاسناد أيضا قال: وعن أبي الحسن بن هلال بن عمير قال: سمعت
عليا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث
بن حراث، على مقدمته رجل يقال له: منصور، يوطئ أو يمكن لآل محمد صلى الله عليه وآله كما
مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله واجب على كل مؤمن نصرته أو قال: اجابته (5).
914 - وبالاسناد أيضا يليه من الكراس المذكورة أيضا من صحيح النسائي
قال عن انس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لن تهلك أمة انا أولها،
ومهديها وسطها، والمسيح بن مريم آخرها (6).
915 - ومن كتاب غريب الحديث من الجزء الأول - في حديث النبي صلى الله عليه وآله -
تأليف أبى محمد: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في " التناقض " قال باسناده: حدثنيه
محمد بن عبد، عن معاوية بن عمرو وعن أبي إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى أو

(1) اسم قبيلة كبيرة من قبائل قضاعة.
(2) الجران: باطن العنق، إذا برك البعير ومد عنقه على الأرض، قيل: القى جرانه
بالأرض - لسان العرب - وهو كناية ان الاسلام استقام وقر في قراره.
(3) سنن أبي داود ج 4 ص 107 و 108 وكنز العمال ج 14 ص 265.
(4) سنن أبي داود ج 4 ص 108 ولكن فيه الحسن والا صح انه الحسين لان الروايات
تدل على أن المهدى من ولد الحسين (ع).
(5) سنن أبي داود ج 4 ص 109 وكنز العمال ج 11 ص 370.
(6) غاية المرام ص 698 وكنز العمال ج 14 ص 266 و 269.
434

غزوة بن رويم: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خيار أمتي أولها وآخرها، وبين ذلك ثبج
أعوج ليس منى ولست منه. قال ابن قتيبة: الثبج: الوسط. قال أبو زيد: ضرب
بالسيف ثبج الرجل أي وسطه، والجمع أثباج، ومثله جوز وأجواز، وقد جاءت
في هذا آثار منها: انه ذكر آخر الزمان فقال: المتمسك منهم يومئذ بدينه كالقابض
على الجمرة.
والحديث الاخر: والشهيد منهم يومئذ بشهيد بدر، هذا وما أشبهه من الكلام.
وفى حديث آخر: انه سأل عن الغرباء؟ فقال: الذين يحيون ما أمات الناس
من سنتي، من ذلك قوله: لا نبي بعدى ولا كتاب بعد كتابي ولا أمة بعد أمتي، فالحلال
ما أحله الله على لساني إلى يوم القيامة، والحرام ما حرمه الله على لساني إلى يوم القيامة
قال: ليس براد للحديث الذي ذكر فيه: ان المسيح ينزل فيقتل الخنزير ويكسر
الصليب ويزيد في الحلال لان المسيح نبي متقدم رفعه الله إليه، ثم ينزله في آخر
الزمان علما للساعة قال الله تعالى: " وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها " وقرأ بعض القراء
" لعلم للساعة " (1 فإذا نزل لم ينسخ شيئا مما اتى به رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يتقدم الإمامة
من أمته بل يقدمه ويصلى خلفه (2).
916 - ومن كتاب المصابيح تصنيف أبى محمد: الحسين بن مسعود الفراء
في باب اخبار المهدى وهو على حد أربعة كراريس من آخر الكتاب، ذكر صاحب
الكتاب باسناده قال: وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدى
منا، اجلى الجبهة، اقنى الانف، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا،
يملك سبع سنين (3).
917 - وباسناده قال: وعن أبي سعيد أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله في قصة المهدى

(1) الزخرف: 61 بفتح اللام
(2) غاية المرام ص 698 نقلا عن غريب الحديث لأبي قتيبة الدينوري.
(3) كنز العمال ج 14 ص 264 وغاية المرام ص 689 نقلا عن كتاب المصابيح.
435

قال: فيجئ إليه فيقول: يا مهدى اعطني، اعطني، قال: فيحثى له في ثوبه
ما استطاع ان يحمله (1).
918 - وباسناده قال: وعن أبي سعيد الخدري أيضا قال: ذكر رسول الله
صلى الله عليه وآله: بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم فيبعث الله
رجلا من عترتي، فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن
السماوات والأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا الا صبته مرارا ولا تدع الأرض
من نباتها شيئا الا أخرجته، حتى يتمنى الاحياء للأموات، يعيش في ذلك سبع سنين
أو تسع سنين (2)
919 - وقال أيضا باسناده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه
اسم أبى، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).
920 - وقال أيضا باسناده عن أم سلمة (رض) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: المهدى من عترتي، من ولد فاطمة عليها السلام (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أن الذي قد تقدم في الصحاح مما يماثل هذا
الخبر، من قوله صلى الله عليه وآله: يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى، هو ان الكلام في
ذلك لا يخلو من أحد قسمين:
اما أن يكون النبي صلى الله عليه وآله أراد بقوله: واسم أبيه اسم أبى، انه جعله علامة تدل
على أنه من ولد الحسين دون الحسن، لان لا يعتقد معتقد ذلك.

(1) صحيح الترمذي ج 4 ص 506 وكنز العمال ج 14 ص 262 و 273 وغاية المرام
ص 698 نقلا عن كتاب المصابيح.
(2) غاية المرام ص 698 وكنز العمال ج 14 ص 275.
(3) كنز العمال ج 14 ص 263 و 270 و 273 و 275 وصحيح الترمذي ج 4
ص 505.
(4) كنز العمال ج 14 ص 264 وغاية المرام ص 698.
436

فإن كان مراده ذلك، فهو المقصود، وهو المراد بالخبر، لان المهدي عليه السلام
بلا خلاف من ولد الحسين عليه السلام، فيكون اسم أبيه مشابها لكنية الحسين فيكون قد
انتظم اللفظ [و] المعنى وصار حقيقة فيه.
والقسم الثاني: أن يكون الراوي وهم من قوله: ابني إلى قوله أبى،
فيكون قد وهم بحرف تقديره أنه قال: ابني، فقال: هو، " أبى ". والمراد بابنه الحسن،
لان المهدي عليه السلام محمد بن الحسن باجماع كافة الأمة، وكذلك قوله في الخبر
الذي قبله من الصحاح أيضا وهو أنه قال: ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
قال وقد نظر إلى ابنه الحسن: ان ابني هذا سيد، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسيخرج
من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، يملأ
الأرض عدلا.
فان الراوي أيضا وهم في حرف واحد وهو " الياء " فأراد ان يقول: " الحسين "
فقال: " الحسن "، والا فالمهدي عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام بلا خلاف.
وقد سمى النبي صلى الله عليه وآله ولده الحسين سيدا باخبار كثيرة من غير هذه الطرق،
تركنا ذكرها للشرط الذي قدمناه، بل نذكر ذلك من الصحاح وقد تقدم ذكره وهو
قوله صلى الله عليه وآله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فهذه السيادة بلفظ هذا الخبر
الصحيح، لان سادة أهل الدنيا هم أهل الجنة، وهو سيدهم، فقد اتضح بما قلناه
وجه التحقيق، ولله المنة والحمد.
وقوله عليه السلام: " يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق " من أحسن الكنايات عن
انتقام المهدي عليه السلام ممن كفر وظلم، لان النبي صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين كما ذكر
الله تعالى في كتابه العزيز (1) والمهدى عليه السلام يظهر نقمة من أعداء الله تعالى، فتفاوت
الخلقان مع استواء الخلقين لأنه شبيه له في الجسمية، مخالف له في الفعلية.
واما ما ورد فيما ذكرناه من الصحاح من قول النبي صلى الله عليه وآله: كيف تهلك أمة،

(1) الأنبياء: 107.
437

انا أولها والمهدى أوسطها والمسيح آخرها. فلم يرد به ان المسيح يبقى بعد المهدى
لان ذلك لا يجوز، لان المهدى إذا كان امام آخر الزمان ومات، فلا امام بعده
مذكور في رواية أحد من الأمة، فقد بقيت الأمة بغير امام، وهذا مالا يمكن ان
الخلق تبقى بغير امام.
فان قيل: ان عيسى يبقى بعده وتقتدي الأمة به فغير ممكن أيضا لان عيسى
عليه السلام لا يجوز أن يكون إماما لامة محمد صلى الله عليه وآله.
ولو كان ذلك جائزا لانتقلت الملة المحمدية إلى ملة عيسى، فلا يمكن أن يكون
ذلك، وذلك لا يقوله عاقل ولا محصل، بل للخبر معنى صحيح يحمل عليه و
هو انه قد تقدم معنى من الاخبار في هذا الباب: ان عيسى ينزل وقد صلى الامام وهو
المهدى بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه.
وما نزل عيسى على مقتضى هذه الأخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع
الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا، لا انه يغير شيئا
مما جاء به النبي صلى الله عليه وآله فتكون فائدة الخبر: ان النبي أولها لأنه هو الداعي إلى الاسلام
والمهدى أوسطها، وإن كان آخر الأئمة فجعله وسطا إذ ظهوره قبل نزول عيسى
فيكون في نزوله آخر المصدقين لهذه الملة، والمهدى قبله صدق بهذه الملة قبل
نزوله، والنبي صلى الله عليه وآله فهو صاحب الملة لا بد أن يكون أولا، فعلى هذا يكون المسيح
(ع) آخر المصدقين والمعينين والمتبعين لأنه آخر الأمة.
يشهد بصحة هذا التأويل لفظ الخبر، لأنه صلى الله عليه وآله قال: كيف تهلك أمة انا
أولها والمهدى أوسطها والمسيح آخرها، والمسيح ليس من أمتنا هذه، وإنما
نبيها منها بلا خلاف، والمهدى منها بلا خلاف، لأنه امام آخر الزمان ومن ولد
رسول الله صلى الله عليه وآله ومن ولد علي عليه السلام وفاطمة، والمسيح ليس من النبي.
ولا من علي عليه السلام وفاطمة، ولا من أمة محمد صلى الله عليه وآله بل هو آخر من ينزل لنصرة
ملة محمد صلى الله عليه وآله، وآخر من يدعو إليها لان المهدى يكون قبل نزوله وقد تبعته الأمة
438

وقد دخلت تحت امره ونهيه بدليل ما ورد في هذه الأخبار الصحاح: ان المسيح
يصلى خلفه اما صلاة الصبح أو صلاة العصر، كما تقدمت الرواية به فصار آخر هذه
الأمة داعيا ومصدقا، الا انه منفرد ببقاء ودولة.
والنبي صلى الله عليه وآله أول داع إلى ملة الاسلام، والمهدى عليه السلام أوسط داع والمسيح
(ع) آخر داع، فهذا معنى هذا الخبر ولله المنة والحمد.
921 - ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي وهو كتاب معتمد معروف
عند الجمهور، ذكر في باب " الألف واللام " باسناده عن ابن عباس قال: عن النبي
صلى الله عليه وآله أنه قال: المهدى طاوس أهل الجنة (1).
922 - وبه عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: المهدى (ع) من
ولدى، وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ
الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماوات والأرض والطير في
الجو، يملك عشرين سنة (2).
923 - وبه أيضا قال: عن أم سلمة (رضي الله عنها) انها قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله:
المهدى من ولد فاطمة عليها السلام (3).
924 - وبه عن علي عليهما السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: المهدى منا أهل البيت
يصلحه الله عز وجل في ليلة (4).
ما جاء في بقاء الدجال من متون الصحاح
ومن المتفق عليه في الصحيحين من اخبار الدجال
925 - من آخر الجزء الثالث من اجزاء ثلاثة ومن الجزء الثالث من
صحيح مسلم من اجزاء ثلاثة، ومن الجزء الثامن من صحيح البخاري من اجزاء

(1) غاية المرام ص 702 نقلا عن كتاب الفردوس.
(2) غاية المرام ص 703 نقلا عن ابن ماجة والصواعق المحرقة لابن حجر ص 98
(3) كنز العمال ج 14 ص 264 وسنن ابن ماجة ج 2 ص 519.
(4) كنز العمال ج 14 ص 264 وسنن ابن ماجة ج 2 ص 519.
439

ثمانية قريبا من آخره، وبالاسناد المقدم قال: حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله
بن حرملة بن عمران التجيبي، اخبرني، ابن وهب، اخبرني يونس، عن ابن شهاب
عن سالم بن عبد الله اخبره: ان عبد الله بن عمر اخبره: ان عمر بن الخطاب انطلق
مع رسول الله صلى الله عليه وآله في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان
عند اطم (1) بنى مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر، حتى ضرب
رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهره بيده، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لابن
صياد: أتشهد انى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فنظر إليه ابن صياد فقال: اشهد انك
رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وآله: أتشهد انى رسول الله؟ فرفضه
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: آمنت بالله وبرسوله. ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ماذا ترى؟ قال:
ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله خلط عليك الامر. ثم قال
له رسول الله صلى الله عليه وآله: انى قد خبأت لك خبثا، (2) فقال ابن صياد: هو الدخ (3) فقال
له رسول الله صلى الله عليه وآله: إخسأ، فلن تعدو قدرك. فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله
اضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان يكن هو، فلن تسلط عليه، وان لم يكن هو،
فلا خير لك في قتله.
وقال سالم بن عبد الله: سمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلق رسول الله صلى الله عليه وآله
بعد ذلك وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله
صلى الله عليه وآله النخل طفق يتقى بجذوع النخل وهو يختل ان يسمع من ابن صياد شيئا قبل
ان يراه ابن صياد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مضطجع على فراش في قطيفة له

(1) الأطم بضم الأول والثاني: حصن مبنى بحجارة - لسان العرب.
(2) الخبأ: كل شئ غائب مستور. النهاية لابن الأثير.
(3) الدخ: الدخان وفسر في الحديث انه أراد بذلك: يوم تأتى السماء بدخان
مبين وقيل: ان الدجال يقتله عيسى (ع) بجبل الدخان فيحتمل أن يكون اراده تعريضا بقتله
لان ابن الصياد كان يظن أنه الدجال - لسان العرب.
440

فيها زمزمة، (1) فرأت أم ابن صياد رسول الله وهو يتقى بجذوع النخل، فقالت
لابن صياد: يا صاف - وهواسم ابن صياد - هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لو تركته بين.
قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس فأثنى على الله
تعالى بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: انى لأنذركموه وما من نبي الا وقد انذره
قومه، لقد انذره نوح قومه ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلموا انه
أعور وان الله ليس باعور.
قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت: انه اخبره بعض أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حذر الناس الدجال (2) انه مكتوب بين عينيه:
كافر، يقرأه من كره عمله، أو يقرأه كل مؤمن. وقال: تعلموا انه لن يرى أحد منكم
ربه حتى يموت (3) وابن صياد هو الدجال.
926 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادي والثلاثون
من المتفق عليه في الصحيحين من مسلم والبخاري من مسند جابر بن عبد الله
الأنصاري وبالاسناد المقدم قال عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله
الأنصاري يحلف بالله: ان ابن الصياد، الدجال، فقلت: أتحلف بالله؟ قال: انى
سمعت عمر: يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وآله فلم ينكره النبي صلى الله عليه وآله (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أنه قد ثبت بما قدمناه في الصحاح الستة ومسند
ابن حنبل، التي هي عمدة كتب الاسلام، وقد عضدها غيرها من الكتب وتفسير القرآن
للثعلبي بما فيه كفاية ومقنع، وفى غير هذه الكتب، ومن غير هذه الطرق، مما ترويه

(1) الزمزمة: صوت خفى لا يكاد يفهم - لسان العرب.
(2) في المصدر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم حذر الناس الدجال...
(3) صحيح مسلم الجزء الثامن باب ذكر ابن صياد ص 192.
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن باب ذكر ابن صياد ص 192 وفيه: ان ابن صائد:
الدجال.
441

الشيعة مما هو أكثر في الرواية وأبلغ في الدراية الا انه لا تقوم به الحجة عند غير رواته
ولا تتضح به المحجة عند غير هداته لكونه من خاص طرقهم واتحاد فرقهم، وما ذكرناه
في هذا الفصل ملزم راويه بصحة ما رواه، وشاهد لخصمه بصحة ما ادعاه، فثبتت المزية
ما بين الروايتين، وحصلت الفائدة به باتفاق الفريقين، فصار حجة الملتمس ومنار
المقتبس إذ قد انتفى عنه ضعف الانفراد، وأطرق (1) به طريق الاتحاد، فصار تلقيه
بالقبول فرض عين لا فرض كفاية، واجماعا باليقين لا بانتحال (2) راوية. وإذا ثبت انه
لا بد من وجود الامام المهدى، وانه امام آخر الزمان، ووجود عيسى عليه السلام معه ويصلى
خلفه ويصدقه على دعواه، وثبت وجود الدجال أيضا وقد اتفقت الصحاح على أنه
لا بد من وجود الثلاثة في آخر الزمان، وانه ليس فيهم متبوع غير المهدي عليه السلام بدليل
انه امام الأمة ودليل ان عيسى يصلى خلفه ويصدقه على دعواه ويدعو إلى ملته التي هو عليها،
ودليل ان الثالث لهما وهو الدجال عدو الله تعالى، فالكلام في بقائهم لا يخلو من أحد
قسمين: اما أن يكون بقائهم في مقدور الله تعالى، أولا يكون ومستحيل ان يخرج عن
مقدور الله تعالى، لان من بدأ الخلق من غير شئ وأفناه ثم يعيده بعد الفناء، لا بد أن يكون
البقاء في مقدوره، وإذا ثبت ان البقاء في مقدوره تعالى، فلا يخلو أيضا من قسمين:
اما أن يكون راجعا إلى اختيار الله تعالى أو إلى اختيار الأمة، ولا يجوز أن يكون
راجعا إلى اختيار الأمة، لأنه لو صح ذلك لصح من أحدنا ان يختار البقاء
لنفسه ولولده، وذلك غير حاصل فينا وغير داخل تحت مقدورنا، فلا بد من أن يكون
ذلك راجعا إلى اختيار الله تعالى.
ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين أيضا: اما أن يكون لسبب أو يكون
لغير سبب، فإن كان لغير سبب، كان خارجا عن وجه حكمة، وما خرج عن وجه
الحكمة لا يدخل في أفعال الله تعالى، فلا بد أن يكون لسبب، وسنذكر سبب بقاء

(1) وأطرق جناح الطائر: التف - لسان العرب.
(2) الانتحال: ادعاء قول أو شعر يكون قائله غيره - مجمع البحرين.
442

كل واحد منهم على حدته فنقول في بقاء عيسى عليه السلام: وهو قوله تعالى: " وان من
أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته " (1) ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلى يومنا
هذا أحد، فلا بد من أن يكون ذلك في آخر الزمان، وكذلك الدجال لم يحدث
حدثا منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله على ما روى في الصحاح انه صلى الله عليه وآله رآه، إلى يومنا هذا
فلا بد من أن يكون ذلك في آخر الزمان، وكذلك المهدي عليه السلام مذ غيبته إلى
يومنا هذا لم يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما تقدم ذكره في الخبر، إلى يومنا هذا،
فلابد أن يكون ذلك مشروطا بآخر الزمان، وبقاء أرباب هذه الأسباب لاستيفاء هذه
الشروط وصحة وجودها، فيكون بقاء هذه الثلاثة موقتا لصحة اشراط الساعة، فعلى
هذا فقد اتفقت أسباب بقاء الثلاثة لصحة أمر معلوم في وقت معلوم وهم صالحان:
نبي وامام وطالح (1) عدو الله، وهو الدجال.
وقد تقدمت الاخبار من الصحاح بما ذكرناه بصحة بقاء الدجال مع صحة
بقاء عيسى، فما المانع في بقاء المهدي عليه السلام مع كون بقائه باختيار الله تعالى وداخلا
تحت مقدوره سبحانه وهو أولى بالبقاء من الاثنين الآخرين، لأنه إذا بقي المهدي عليه السلام
كان امام آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا، على ما تقدمت به الرواية من الصحاح
فيكون بقاؤه مصلحة للمكلفين ولطفا لهم.
والدجال إذا بقي فبقاؤه مفسدة للمكلفين لما ذكر من ادعائه الربوبية وفتكه (1)
بالأمة، وفى بقائه وجه من وجوه الحسن وهو اختبار الله تعالى سبحانه خلقه بفتنة
الدجال ليعلم منهم المطيع من العاصي، والمحسن من المسيئ، والمفسد من المصلح
وإذا بقي عيسى عليه السلام فلسبب ليؤمن به قوم من أهل الكتاب وهو ان يؤمنوا به: انه
عيسى وانه مصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وبامامة هذا الامام من أمة محمد صلى الله عليه وآله فيكون

(1) النساء: 159.
(1) الطالح: خلاف الصالح، رجل طالح أي فاسد لا خير فيه - لسان العرب.
(1) وفى نسخة: وقتله للأمة.
443

تبيانا لدعوى الامام عند أهل الايمان، ومصداقا لما دعى إليه عند أهل الطغيان، بدليل
صلاته خلفه ونصرته إياه، ودعائه إلى ملة محمد صلى الله عليه وآله التي هو امام فيها، فصار بقاء
المهدى أصلا لبقاء صالح من مصاحبته في آخر الزمان وهو عيسى (ع) ولبقاء الطالح
من معارضيه في آخر الزمان وهو الدجال، وبقاء الاثنين فرع على بقائه، وكيف
يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما.
ولو صح ذلك لصح وجود المسبب من دون وجود السبب وذلك مستحيل
في العقول.
فصل في ذكر شئ من الاحداث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وذكر أعداء أمير المؤمنين علي (ع)
927 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن منصور وعلي بن
مسلم وغيرهما قالوا: حدثنا عمرو بن طلحة القناد، حدثنا أسباط، عن سماك، عن
عكرمة، عن ابن عباس: ان عليا (ع) كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل
يقول: " افان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " (1) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ
هدانا الله، ولئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله انى لاخوه
ووليه وابن عمه ووارثه ومن أحق به منى؟ (2).
928 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو خيثمة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثني نعيم بن حكيم، قال: حدثنا
أبو مريم، قال: حدثنا علي بن أبي طالب: ان رسول الله قال: ان قوما يمرقون من
الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، طوبى لمن

(1) آل عمران: 144.
(2) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 652 - ح 1110.
444

قتلهم وقتلوه (1).
929 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
أبو خيثمة: زهير بن حرب، حدثنا القاسم بن مالك المزني، عن عاصم بن كليب،
عن أبيه قال: كنت جالسا عند علي (ع) فقال: انى دخلت على رسول الله وليس عنده
أحد الا عائشة، فقال: يا بن أبى طالب كيف أنت وقوم كذا وكذا؟ قال: قلت: الله
ورسوله اعلم، قال: قوم يخرجون من المشرق، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فمنهم رجل مخدج اليد، كان ثديه
ثدي حبشية (2)
930 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي
، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن
طارق بن زياد، قال: سار علي عليه السلام إلى النهروان فقتل الخوارج فقال: اطلبوا
المخدوج فان النبي صلى الله عليه وآله قال: سيجئ قوم يتكلمون بكلمة الحق لا تجاوز حلوقهم
يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم أو فيهم رجل اسود،
مخدج اليد في ثديه شعرات سود، فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس، وان لم يكن
فيهم فقد قتلتم خير الناس، قال: ثم انا وجدنا المخدج فخررنا سجدا وخر علي عليه السلام
ساجدا معنا (3).
931 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا
عبد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا جميل بن مرة، عن

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 151 - وفيه في آخر الحديث: علامتهم رجل
مخدج اليد. وكنز العمال ج 11 ص 198 - 208 بطرق عديدة.
(2) مسند أحمد الجزء الأول ص 160 وكنز العمال ج 11 ص 198 - 208.
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 147.
445

أبى الوضئ قال: شهدت عليا عليه السلام حيث قتل أهل النهروان فقال: التمسوا المخدج
فطلبوه في القتلى، فقالوا: ليس نجده فقال: ارجعوا فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا
كذبت، فرجعوا فطلبوه، فردد ذلك مرارا كل ذلك يحلف بالله: ما كذبت ولا
كذبت، فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين، فاستخرجوه فجئ به فقال أبو
الوضئ: فكأني انظر إليه، حبشي، عليه ثدي قد طبق أحد ثدييه مثل ثدي المرأة،
عليه شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع (1)
932 - وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا حجاج
بن يوسف الشاعر، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا يزيد بن أبي صالح:
ان أبا الوضئ عبادا حدثه أنه قال: كنا عامدين (2) إلى الكوفة مع علي (ع) فلما بلغنا مسيرة
ليلتين أو ثلاث من حروراء (3) شذ (4) منا ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلى (ع) فقال:
لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله، قال: فحمد الله علي بن أبي طالب
عليه السلام وقال: ان خليلي اخبرني: ان قائد هؤلاء رجل مخدج اليد، على حلمة
ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع فالتمسوه فلم يجدوه، فاتيناه فقلنا: انا لم نجده [فقال
فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت، ثلاثا فقلنا: لن نجده] فجاء علي عليه السلام
بنفسه فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا. حتى جاء رجل من الكوفة فقال: هوذا.
فقال علي (ع) الله أكبر. لا يأتيكم أحد يخبركم من أبوه؟ قال: فجعل الناس يقولون

(1) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 13
(2) وفى النسخ التي بأيدينا " عابرين "
(3) حروراء قرية بظاهر الكوفة وقيل: موضع على ميلين منها اجتمع فيها الخوارج
مراصد الاطلاع في معرفة الأمكنة والبقاع ص 132 ولكن في النسخ التي بأيدينا: من
" خروجنا " بدل من حروراء.
(4) شذ: انفرد عن الجمهور - لسان العرب.
446

هذا ملك، هذا ملك، يقول علي (ع): ابن من هو (1).
993 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا
حجاج بن يوسف الشاعر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا
يزيد بن أبي صالح ان أبا الوضئ عبادا حدثه أنه قال: كنا عامدين (2) إلى الكوفة
مع علي بن أبي طالب عليه السلام فذكر حديث المخدج فقال على: والله ما كذبت ولا
كذبت ثلاثا، فقال علي عليه السلام: اما ان خليلي اخبرني: [انهم] ثلاثة اخوة من الجن
هذا أكبرهم، والثاني له جمع كثير، والثالث فيه ضعف (3)
934 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا
إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمان بن حماد الشعبي قال: حدثنا ابن عون، قال حدثنا
محمد - وهو ابن سيرين - عن عبيدة قال لي: لا أنبئك الا ما أنبأني به علي بن أبي طالب
عليه السلام: [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج قوم] فيهم مودن اليد - أو مثدون اليد - أو
مخدج اليد، (4) لولا أن تبطروا (5) لا نبأتكم ما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان
محمد. قال: قلت: أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: أي ورب الكعبة، أي ورب
الكعبة، أي ورب الكعبة - يعنى ثلاثا (6).
935 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرنا

(1) مسند أحمد الجزء الأول ص 140 وفضائل الصحابة له أيضا الجزء الثاني ص 720
ح 1234 مع اختلاف قليل
(2) وفى النسخ: عابرين
(3) مسند أحمد بن حنبل الجزء الأول ص 141
(4) وفى هامش فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 612 المحذح والمودن
بوزنه والمثدون بفتح الميم كلها بمعنى وهو الناقص
(5) البطر: التجبر وشدة النشاط
(6) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 2 ص 612 ج 1046 وفيه حدثنا عبد الرحمان
بن حماد الشعثي وكنز العمال ج 11 ص 296.
447

علي بن الحكيم، قال: أخبرنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب
قال: قدم على علي عليه السلام قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له:
الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا علي فإنك ميت فقال علي (ع): بل مقتول
قتيلا، ضربة على هذا تخضب هذه - يعنى لحيته ورأسه - عهد معهود وقضاء مقضى
وقد خاب من افترى وعاتبه في لباسه فقال: ما يمنعك ان تلبس [لباسا خيرا من هذا]
فقال: مالك وللباسي،؟! هو أبعد من الكبر وأجدر ان يقتدى بي المسلم (1)
936 - ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي في تفسير قوله تعالى: " فاما نذهبن
بك فانا منهم منتقمون " (2).
وإنما قدمنا ابن المغازلي في هذا الفصل لأنه ليس معنا في هذا الباب
غيره، وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، قال:
حدثنا هلال بن محمد الحفار، قال: حدثنا إسماعيل بن علي، قال حدثنا أبي: على
قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنا أبي: موسى، قال: حدثنا أبي
: جعفر قال: حدثنا أبي: محمد بن علي الباقر (ع)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وانى لأدناهم: في حجة الوداع بمنى حتى قال:
لا ألفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لان فعلتموها
لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو على، أو على؟ ثلاثا،
فرأينا ان جبرئيل عليهما السلام غمزه وانزل الله سبحانه على اثر ذلك: " فاما نذهبن بك فانا منهم
منتقمون " (3) - بعلى بن أبي طالب - " أو نرينك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدرون " (4)
ثم نزلت: " قل رب اما تريني ما يوعدون. رب فلا تجعلني في القوم الظالمين " (5)
ثم نزلت: " فاستمسك بالذي أوحى إليك - من أمر على - انك على صراط مستقيم " (6).

(1) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج 1 ص 543 ح 909 وكنز العمال ج 11 ص 297
(2) الزخرف: 41
(3) الزخرف: 41 - 42 ب
(4) الزخرف: 41 - 42 ب
(5) المؤمنون: 94 - 93
(6) الزخرف: 43 - 44.
448

وان عليا لعلم للساعة " وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون " (1) عن علي بن أبي
طالب (ع) (2)
وقد تقدم هذا الخبر من طريق ابن المغازلي وإنما أعدناه هاهنا لان هذا الباب
أليق به.
937 - ومن صحيح مسلم في أول الجزء الرابع منه سواء وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد - وتقاربا في اللفظ - قالا: حدثنا حاتم - و
هو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب؟ فقال إماما ذكرت
ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن أسبه، لان تكون واحدة منهن أحب إلى من
حمر النعم (3).
وقد تقدم شرح هذا الخبر بتمامه في أول الكتاب في خبر الراية.
938 - ويليه من الجزء المذكور وبالاسناد المقدم قال: حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا عبد العزيز - يعنى ابن أبي حازم - عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعى سهل بن سعد قال: فأمره ان
يشتم عليا عليه السلام قال: فأبى سهل فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب، فقال
سهل: ما كان لعلى اسم أحب إليه من أبى تراب، وإن كان ليفرح إذا دعى بها (4).
وقد تقدم ذكر هذا الخبر أيضا في باب كنيته " بأبي تراب " أيضا وتمام الخبر
هناك (5).

(1) الزخرف: 43 - 44
(2) مناقب ابن المغازلي ص 274
(3) صحيح مسلم الجزء السابع ص 120 باب فضائل علي بن أبي طالب (ع)
(4) صحيح مسلم الجزء السابع ص 123
(5) وقد تقدم الخبر بتمامه تحت رقم 6.
449

قال يحيى بن الحسن: ينبغي ان يعتبر [منصف] هذين الخبرين وقد تقدم قول
الله سبحانه وتعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون (1).
وقد تقدم تفسيرها من الصحاح ومن تفسير الثعلبي أيضا: انها مختصة بأمير -
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام. ومن مسند أحمد أيضا ومن غيره فما قولك
في من سب وليه.
ومن جعل الله تعالى له من ولاء الأمة ما جعل لنفسه تعالى ولنبيه صلى الله عليه وآله. ومن
قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه، بما قد تقدم ذكره من الصحاح الستة
ومن مسند أحمد وتفسير الثعلبي وطريق ابن المغازلي ومن قول عمر بن الخطاب
له عند ذلك: أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وفى رواية أصبحت مولى
كل مؤمن ومؤمنة.
ومن قال له النبي صلى الله عليه وآله: على منى وانا من على.
ومن قال النبي صلى الله عليه وآله في حقه: من سبك فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى
ومن قال له النبي صلى الله عليه وآله: حربك حربي، وسلمك سلمى، وكل ذلك قد تقدم
ذكره بذكر طرقه من الصحاح وغيرها وما قولك في من سب مولاه؟ وما قولك
في من سب من هو من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله منه؟ وفى من سب من جعله الله تعالى
نفس نبيه بقوله تعالى: " وأنفسنا وأنفسكم " (2) لما تقدم اختصاصها به عليه السلام في
الصحاح وغيرها، فإذا اعتبر ذلك منصف، بحقيقة فكره، علم ما يؤول إليه حال
فاعله، وما يوجب الجزء في جواب قائله، لأن الاعتبار يذهب دنس الأفكار.
وويل أم مأمورهم إذ أطاع * لقد باع جنته بالطفيف
939 - ومن الجزء الثاني من كتاب " الشريعة " تصنيف الشيخ أبى بكر: محمد
بن الحسين الاجرى تلميذ أبى بكر ولد أبى داود السجستاني في باب ذكر جوامع
فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وروى عن أبي محمد بن عبد الله بن

(1) المائدة: 55
(2) آل عمران: 61.
450

محمد بن ناجية، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا حسين بن الحسن
الأشقر، قال: حدثنا سابح، عن علي بن الحكم العبدي، عن الأعمش، عن إبراهيم
عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا: اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له: ان الله
تبارك وتعالى أكرمك بمحمد صلى الله عليه وآله، إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك،
فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفك، فضيلة فضلك الله عز وجل بها، ثم خرجت تقاتل مع
علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: مرحبا بكما واهلا، انني أقسم لكما بالله، لقد كان
رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلي عليه السلام جالس عن يمينه وانا قائم بين يديه، إذا حرك الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا
انس انظر من بالباب؟ فخرج فنظر ورجع فقال: هذا عمار بن ياسر، قال أبو أيوب:
فسمعت رسول الله يقول: يا انس، افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح انس
الباب، فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله فرد عليه السلام ورحب به وقال يا عمار:
انه سيكون من أمتي بعدى هنات (1) واختلاف، حتى يختلف السيف بينهما حتى
يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن
يميني - يعنى عليا عليه السلام - وان سلك كلهم واديا وسلك على واديا فاسلك وادى على وخل
الناس طرا.
يا عمار: ان عليا لا يزيلك عن هدى، يا عمار: ان طاعة على، من طاعتي وطاعتي
من طاعة الله عز وجل (2).
940 - ومن صحيح البخاري في نصف الجزء الثاني في باب قول النبي
صلى الله عليه وآله: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء وبالاسناد الأول قال: حدثنا موسى بن
إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، قال: اخبرني

(1) هنات: شدائد وأمور عظام - لسان العرب
(2) تاريخ الخطيب البغدادي الجزء الثالث عشر ص 186 وتاريخ مدينة دمشق لأبي
عساكر (ترجمة الامام على) ج 3 ص 170.
451

جدي قال: كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي بالمدينة ومعنا مروان، قال
أبو هريرة: سمعت الصادق المصدق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش،
فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بنى فلان و
بنى فلان لقلت ولفعلت، فكنت اخرج مع جدي إلى بنى مروان حين ملكوا بالشام،
فإذا رآهم غلمانا احداثا قال لنا: عصى هؤلاء ان يكونوا منهم. قلنا: أنت اعلم (1).
941 - ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع قريبا من نصفه وبالاسناد المقدم
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة [حدثنا أبو أسامة،] حدثنا شعبة، عن أبي التياح:
سمعت أبا زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يهلك أمتي هذا الحي من
قريش، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم (2).
942 - ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة
للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم " (3) وبالاسناد المقدم قال: حدثنا
أبو جعفر، محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم وأبو الهيثم: عروة بن محمد قالا: حدثنا
أبو صالح: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمان الضبي، حدثنا أبو عبد الله:
الحسن بن عبد الله بن الخطيب الأبرازي، (4) حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري،
حدثني أمير المؤمنين: المأمون، حدثني أمير المؤمنين: الرشيد، حدثني سفيان بن عيينة
عن علي بن يزيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيب في قول الله عز وجل: " وما جعلنا
الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس " قال: أرى بنى أمية على المنابر، فساءه ذلك، فقيل
له: انها الدنيا يعطونها فسرى عنه (5) فتنة للناس، قال: بلاء للناس (6).

(1) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 47 كتاب الفتن باب قول النبي: هلاك أمتي...
(2) صحيح مسلم الجزء الثامن ص 186 كتاب الفتن
(3) الاسراء: 60
(4) وفى نسخة الحسين بن عبد الله بن الخطيب الابزاري.
(5) فسرى عنه: تجلى همه وانكشف - لسان العرب
(6) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص 191.
452

943 - وبالاسناد المقدم قال: وروى عن البهلي، عن سهل بن سعد، عن
أبيه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بنى أمية ينزون (1) على منبره نزو القردة، فساءه ذلك
فما استجمع ضاحكا حتى مات وانزل الله عز وجل في ذلك: " وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " (2)
944 - وبالاسناد المقدم، ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ألم تر إلى الذين
بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار " (3)
قال الثعلبي بالاسناد المقدم قال: قال عمر بن الخطاب: هما الا فجران من
قريش: بنو المغيرة وبنو أمية، فاما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، واما بنو أمية
فمتعوا إلى حين (4)
945 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم
به " (5) وبالاسناد المقدم قال: وقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله على عمه حمزة بن عبد
المطلب (رضي الله عنه) وقد جدعوا انفه واذنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه، واخذت هند
بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها، ثم اشترطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت
بها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: اما انها لو اكلتها لم تدخل النار ابدا، حمزة أكرم
على الله تعالى من أن يدخل شيئا من جسده النار، (6).

(1) نزا: وثب أي قام بسرعة.
(2) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص 191 وكنز العمال ج 11 ص 358 عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وآله رى في المنام ان بنى الحكم يرقون على منبره...
(3) إبراهيم: 29 - 28
(4) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص 84
(5) النحل: 126
(6) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص 135 مع اختلاف في المتن وفى أنساب الأشراف
الجزء الأول ص 322 تحقيق الدكتور محمد حميد الله... واخذ كبده فاتى بها
هند بنت عتبة فمضغتها ثم لفظتها... والمغازي للواقدي ج 1 ص 286.
453

دليل الخطاب من هذا الخبر يدل على دخولها النار.
946 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا
في الأرض وتقطعوا أرحامكم " (1)
بالاسناد المقدم قال الثعلبي (2): نزلت في بنى أمية: " أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم واعمى أبصارهم " (3).
947 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " والذي قال لوالديه أف
لكما " (4) بالاسناد المقدم قال الثعلبي: قال ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والسدي:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن عمر، وقيل: في عبد الرحمان بن أبي بكر، قال له
أبواه: أسلم، وألحا عليه في دعائه إلى الايمان فقال: أجيبوا إلى عبد الله بن جذعان
وعامر بن كعب ومشايخ من قريش حتى أسألهم عما يقولون. قال: قال محمد بن زياد:
كتب معاوية إلى مروان حين بايع الناس ليزيد، وقال عبد الرحمان بن أبي بكر:
لقد جئتم بها من قبله وإنما تعنون لأبنائكم، فقال مروان: هذا الذي يقول الله فيه: " و
الذي قال لوالديه أف لكما " الآية فسمعت عائشة فقالت: والله ما هو به، ولو شئت
سميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أباك وأنت في صلبه، وأنت فضض (5) من لعنة الله (6)
948 - ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس في كتاب النبي صلى الله عليه وآله و
بالاسناد المقدم حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي
بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله أيام الجمل بعد ما كدت ان
الحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ان أهل فارس قد

(1) محمد: 22
(2) غاية المرام ص 445 نقلا عن الثعلبي في تفسيره
(3) محمد: 23
(4) الأحقاف: 17
(5) أي قطعة منها وطائفة منها - لسان العرب
(6) تفسير الدر المنثور الجزء السادس ص 41 و 42
454

ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة (1).
949 ومن صحيح البخاري في الجزء الثامن في أوسطه باب وبالاسناد
المقدم قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة
قال: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فارسا ملكوا
ابنة كسرى، فقال: لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة (2).
950 - ويليه من الكتاب أيضا بالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن محمد،
قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أبو حصين،
قال: حدثنا أبو مريم: عبد الله بن زياد الأسدي قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة
إلى البصرة بعث علي عليه السلام عمار بن ياسر وحسن بن علي فقد ما علينا الكوفة فصعدا
المنبر، فكان الحسن بن علي عليهما السلام فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن
فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول: ان عائشة قد صارت إلى البصرة، والله انها لزوجة
نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله عز وجل ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي (3).
951 - ويليه بلا فاصلة من الكتاب المذكور أيضا في باب: إذا قال عند قوم
شيئا ثم خرج فقال بخلافه:، لما وقع الاختلاف بنى ابن زياد ومروان وعبد الله بن
الزبير وبالاسناد المقدم قال: حدثنا آدم بن أبي اياس، قال: حدثنا شعبة، عن واصل
الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: ان المنافقين اليوم شر منهم
على عهد النبي صلى الله عليه وآله، كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون (4).
952 - وبهذا الاسناد قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا مسعر، عن
حبيب بن أبي ثابت عن أبي الشعثاء، عن حذيفة مثله (5).

(1) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 55 مع اختلاف يسير.
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 55
(3) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 55
(4) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 58
(5) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 58.
455

953 - ومن صحيح البخاري في ثاني كراسة من الجزء الرابع في باب ما
جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله. وبالاسناد المقدم قال: حدثنا موسى بن إسماعيل
قال: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله قال: قام النبي صلى الله عليه وآله خطيبا فأشار نحو
مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة ثلاثا - من حيث يطلع قرن الشيطان (1).
954 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس والعشرون
بعد المأتين من المتفق عليه في الصحيحين من البخاري ومسلم، من مسند أبي هريرة
وبالاسناد المقدم عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
يهلك الناس هذا الحي من قريش. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم (2)
955 - وأخرجه البخاري من حديث سعيد بن العاص قال: كنت مع مروان و
أبي هريرة في مسجد النبي، فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدق يقول
هلاك أمتي على يدا غيلمة من قريش، فقال مروان: لعنهم الله غلمة، قال أبو هريرة:
ان شئت ان أسميهم بنى فلان وبنى فلان (3)
956 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا الحديث التاسع
والأربعون من افراد مسلم من مسند عبد الله بن العباس (رض)، عن أبي حمزة:
عمران بن أبي عطاء، عن ابن عباس قال: كنت العب مع الصبيان، فجاء رسول الله
صلى الله عليه وآله فتواريت خلف باب، قال: فجاء، فحطأني حطأة (4) وقال: اذهب فادع لي
معاوية، قال: جئت فقلت: هو يأكل، ثم قال: اذهب فادع لي معاوية، فجئت فقلت:
هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه.
قال محمد بن المثنى: قلت لامية بن خالد: ما حطأني؟ قال: قفدني (5) قفدة (6)

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 82 ومسند أحمد ج 2 ص 23
(2) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 199 باب علامات النبوة
(3) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 199 باب علامات النبوة
(4) حطأ: ضرب ظهره بيده مبسوطة - لسان العرب
(5) القفد: هو ان يبسط الرجل كفه فيضرب بها قفا الانسان أو بدنه.
(6) صحيح الجزء الثامن ص 27.
456

957 ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب " لا " قال: عن أبي
عبيدة بن الجراح قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى
يثلمه رجل من بنى أمية يقال له: يزيد (1).
958 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من
اجزاء ثلاثة من صحيح النسائي في تفسير قوله تعالى: " يوم يحمى عليها في نار جهنم " (2)
من سورة براءة وبالاسناد المقدم قال: عن زيد بن وهب قال مررت على أبي ذر
بالربذة فقلت: ما أنزلك في هذه الأرض؟ قال: كنا بالشام فقرأت: " الذين يكنزون
الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " (3). قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه
الا في أهل الكتاب، فقلت: انها فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في هذا كلا، فوصل
ذلك إلى عثمان فكتب إلى: ان شئت فنحيت عنه، فذلك الذي نزلني هنا (4)
959 - وباسناده أيضا من الجزء في تفسير سورة " براءة " أيضا من صحيح
النسائي أيضا وبالاسناد المقدم قال: عن ابن أبي مليكة قال: كان بين ابن عباس وابن
الزبير شئ، فغدوت على ابن عباس فقلت: أتريد ان تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله
تعالى؟ قال: معاذ الله، ان الله كتب ابن الزبير وبنى أمية محلين للحرم، وانى والله
لا أحله ابدا (5)
960 - ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع على حد ثلثيه في وسط باب
علامات النبوة في الاسلام وبالاسناد المقدم: حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب،

(1) رواه ابن حجر في صحيح الزوائد ج 5 ص 241 عن مسند أبى يعلى والبزاز
تاريخ الخلفاء ص 208
(2) التوبة: 35 - 34
(3) التوبة: 35 - 34
(4) تفسير الدر المنثور: الجزء الثالث ص 233
(5) صحيح البخاري ج 6 ص 66 باب تفسير سورة براءة.
457

عن الزهري، قال: اخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان: ان أبا سعيد الخدري قال: بينما
نحن. عند رسول الله صلى الله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بنى تميم
فقال يا رسول الله: اعدل، فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم اعدل؟ قد خبت وخسرت
ان لم أكن اعدل فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال له دعه،
فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤن القرآن
ولا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر أحدهم إلى
نصله، فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رضافه فما يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه وهو
قدحه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ الرضاف: الوتر الذي
يلوى على مدخل السهم، والقذذ: ريش السهم، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل
اسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر (1) ويخرجون على خير
فرقة من الاسلام (2).
قال أبو سعيد: فاشهد انى سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله واشهد ان
علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وانا معه فأمر بذلك الرجل، فالتمس، فاتى به حتى
نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نعته (3).
961 - وبالاسناد أيضا قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن
الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة قال: قال لي على السلام إذا حدثتكم عن رسول الله
فلان اخر من السماء أحب إلى من أن اكذب عليه، وإذا حدثكم فيما بيني وبينكم
فان الحرب خدعة، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان
سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية (4) يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم

(1) تدردر: أصله تتدردر، معناه: تضطرب وتذهب وتجيئ.
(2) في المصدر: يخرجون على حين فرقة من الناس
(3) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 200 باب علامات النبوة في الاسلام وكنز
العمال ج 11 ص 202 - 203
(4) في المصدر: يقولون من خير قول البرية.
458

من الرمية، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فان في قتلهم اجرا
لمن قتلهم يوم القيامة (1)
962 - ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري في تاسع كراس في باب
قوله عز وجل: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " (2) وبالاسناد المقدم قال: حدثني
محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن
مصعب قال: سألت أبى عن قوله تعالى: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " هم
الحرورية؟ (3) قالا: لا، هم اليهود والنصارى اما اليهود فكذبوا محمدا، واما
النصارى فكفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب.
والحرورية هم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين (4)
963 - ومن الجزء الثامن من صحيح البخاري في باب قتال الخوارج والملحدين
بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله عز وجل: " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم
حتى يبين لهم ما يتقون " (5) وبالاسناد المقدم قال: وكان ابن عمر يراهم شرار خلق
الله وقال: انهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين (6)
964 - وبالاسناد أيضا قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي
قال: حدثنا الأعمش قال: حدثنا خيثمة، قال: حدثنا سويد بن غفلة قال: قال
علي عليه السلام إذا حدثتكم عن رسول الله حديثا فوالله لان اخر من السماء أحب إلى من أن

(1) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 200 باب علامات النبوة في الاسلام وكنز
العمال ج 11 ص 204 و 206
(2) الكهف: 103
(3) الحرورية منسوب إلى حروراء وهي قرية من قرى الكوفة.
(4) صحيح البخاري الجزء السادس ص 93 كتاب التفسير وكنز العمال ج 11
ص 322 وتفسير الدر المنثور ج 4 ص 253
(5) التوبة: 115
(6) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 16.
459

اكذب عليه، وإذا حدثتكم فما بيني وبينكم، فان الحرب خدعة، وانى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان، سفهاء الأحلام
يقولون من قول خير البرية (1) لا يجاوز ايمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم
يوم القيامة (2).
965 - وبالاسناد قال: حدثنا يحيى بن سلميان، قال: حدثنا أبو وهب، قال
حدثنا عمر: ان أباه حدثه عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال: قال النبي صلى الله عليه وآله
يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية (3).
966 - ويليه من الجزء المذكور في الباب الذي يليه وبالاسناد المقدم قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: بينا النبي صلى الله عليه وآله يقسم، جاء عبد الله بن
ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم
اعدل؟ قال عمر بن الخطاب: دعني اضرب عنقه فقال: دعه، فان له أصحابنا يحقر
أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في نصله، فلا يوجد
فيه شئ، ثم ينظر في رصافه كفلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شئ قد سبق
الفرث والدم، آيتهم رجل إحدى يديه - أو قال: ثديه - مثل ثدي المرأة - أو قال: -
مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقه من الناس، (1) عليه السلام
قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وآله واشهد ان عليا عليه السلام قتلهم
وانا معه وجئ بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وآله قال: فنزلت فيه " ومنهم

(1) وفى المصدر: يقولون من خير قول البرية
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 16 - 17
(3) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 16 - 17
(4) في المصدر: يخرجون على حين فرقة من الناس.
460

من يلمزك في الصدقات " (1) (2).
967 - ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا " (3) وبالاسناد المقدم قال: روى سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل،
قال: سأل عبد الله بن الكوا عليا (ع) عن قول عز وجل: " قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا "، قال: أنتم يا أهل حروراء " وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " (4) أي
يظنون أنهم بفعلهم مطيعون محسنون " أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه
فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " (5) (6)
968 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " فاما الذين في قلوبهم زيغ (7)
قال الحسن: هم الخوارج. (8) قال: وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية: " فأما الذين في
قلوبهم زيغ " قال: ان لم يكونوا الحرورية (9) فلا ادرى من هم؟ (10)
969 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ولا تكونوا كالذين تفرقوا و
اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات " (11) وبالاسناد المقدم قال: أخبرنا أبو عبد الله:

(1) التوبة 58
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 17 وكنز العمال ج 11 ص 307
(3) الكهف: 102 - 104 - 105
(4) الكهف: 102 - 104 - 105
(5) الكهف: 102 - 104 - 105
(6) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص 253 مع اختلاف قليل
(7) آل عمران: 7
(8) تفسير الدر المنثور الجزء الثاني ص 5 نقلا عن النبي صلى الله عليه وآله مع اختلاف
(9) وفى النسخة: الحرورية والسبائية والظاهر أنه يقصد. السبأية ويقصد بهم اتباع
عبد الله بن سبأ الذي يزعم بعضهم انه ظهر في زمن صدر الاسلام وله آراء مخالفة للاسلام
ولكن الصحيح ان هذا الرجل لا وجود له أصلا وإنما هو شخصية أسطورية كما أوضح
ذلك المحققون
(10) تفسير الدر المنثور الجزء الثاني ص 5 نقلا عن النبي صلى الله عليه وآله مع اختلاف
(11) آل عمران: 105.
461

الحسين بن محمد الحسن (1) قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا
أبو بكر: محمود بن الفرج الأصفهاني، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فياض، قال
حدثنا عمر بن يونس الهمامي (2)، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا عبد الله
بن شداد قال: وقف أبو امامة وانا معه على رؤس الحرورية بالشام عند باب حمص
أو دمشق، فقال لهم: كلاب النار، كلاب النار، مرتين أو ثلاثا، شر قتلى تظل السماء
وخير القتلى قتلاهم، ودمعت عينا أبى امامة، قال: فقال رجل: أرأيت قولك لهؤلاء
القتلى: شر قتلى تظل السماء، وخير القتلى قتلاهم؟ أشئ من قبل رأى رأيته؟
أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: من قبل رأى رأيته انى إذا لجرئ لو لم
أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله الا مرة أو مرتين، حتى عده سبع مرات، ما حدثت به
فقال الرجل: فأنى رأيتك دمعت عيناك، فقال: هي رحمة رحمتهم كانوا مؤمنين،
فكفروا بعد ايمانهم، ثم قرأ: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم
البينات - إلى قوله - أكفرتم بعد ايمانكم " (3) (4) فقال، أبو امامة: هم
الحرورية، (5).
970 - ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة
من دونكم لا يألونكم خبالا " الآية (6)
بالاسناد المقدم قال: اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي
رافع، قال: حدثني موسى بن محمد بن علي بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا المنذر بن الوليد بن عبد الرحمان الجارودي قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا حميد بن مهران المكي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة،

(1) وفى نسخة: محمد بن الحسين
(2) وفى نسخة: التمامي
(3) آل عمران: 106 - 105.
(4) تفسير الدر المنثور الجزء الثاني ص 63.
(5) كنزل العمال ج 11 ص 304.
(6) آل عمران: 118.
462

عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: هم الخوارج (1).
971 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الرابع من مسند
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبالاسناد المقدم قال: عن عبيد الله بن أبي
رافع: ان الحرورية لما خرجت على علي بن أبي طالب وهو معه، فقالوا: لا حكم الا
لله. قال علي عليه السلام: كلمة حق أريد بها باطل، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وصف لنا ناسا انى
لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز تراقيهم - وأشار إلى حلقه -
من أبغض خلق الله إليه، منهم اسود، إحدى يديه طبي (2) شاة أو حلمة ثدي فلما
قتلهم علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا،
فوالله ما كذبت ولا كذب، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه
بين يديه، فقال عبيد الله: وانا حاضر، ذلك من أمرهم وقول على فيهم (3).
972 - ومن الكتاب المذكور أيضا الحديث السادس من مسند أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام من افراد مسلم وبالاسناد المقدم قال: عن زيد بن وهب: انه
كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليهما السلام الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي (ع)
: أيها الناس انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يخرج قوم من أمتي يقرأون
القرآن، ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشئ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ، ولا
صيامكم إلى صيامهم بشئ، يقرأون القرآن، يحسبون انه لهم وهو عليهم لا تجاوز
صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش
الذين يصيبونهم، ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وآله لاتكلوا (1) عن العمل، وآية
ذلك: أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه

(1) تفسير الدر المنثور الجزء الثامن ص 63.
(2) الطبي: حلما ت الضرع التي فيها اللبن من الخف والظلف والحافر والسباع
لسان العرب.
(3) صحيح مسلم الجزء الثالث ص 113 وكنز العمال ج 11 ص 295.
(4) لا تكلوا عن العمل، امتنعوا عنه.
463

شعرات بيض، فيذهبون إلى معاوية وأهل الشام، ويتركون هؤلاء يخلفونكم في
ذراريكم وأموالكم، والله انى لأرجو ان يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا
الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس (1)، فسيروا على اسم الله. قال سلمة بن
كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى
الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم
من جفونها، فانى أخاف ان يناشدوكم كما يناشد وكم يوم حروراء، فرجعوا
فوحشوا برماحهم (2) وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم، (3) قال: وقتل
بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ الا رجلان فقال علي عليه السلام: التمسوا،
فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام على بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم
على بعض، فقال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر، ثم قال: صدق الله و
بلغ رسوله فقال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، الله الذي لا إله إلا هو
لسمعت هذا الحديث من رسول الله؟ قال: أي والله، الذي لا إله إلا هو حتى
استحلفه ثلاثا وهو يحلف له (4).
973 - ومن الكتاب المذكور أيضا - أعني الجمع بين الصحيحين
للحميدي الحديث الثالث من المتفق عليه من البخاري ومسلم في صحيحين من
مسند سهل بن حنيف عن بشير بن عمرو قال: سألت سهل بن حنيف: هل سمعت
النبي صلى الله عليه وآله يقول في الخوارج شيئا؟ فقال: سمعته يقول: اهوى بيده إلى قبل العراق:
يخرجون منه قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الاسلام مرق السهم

(1) السرح: الماشية، أي أغاروا على مواشيهم السائمة.
(2) فوحشوا برماحهم: رموا بها عن بعد منهم.
(3) وشجرهم الناس برماحهم: داخلوهم بها وطاعنوهم وسمى الشجر شجرا لتداخل
أغصانه.
(4) صحيح مسلم الجزء الثالث ص 115 وكنز العمال ج 11 ص 294.
464

من الرمية، (1).
974 - وفى حديث العوام بن حوشب: يتيه (2) قوم قبل المشرق، محلقة
رؤسهم (3).
975 - ومن الجمع بين الصحاح الستة (4) لرزين العبدري من الجزء الثاني
من اجزاء ثلاثة في تفسير سورة " الكهف " من صحيح النسائي، قوله تعالى: " قل
هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " (5) هم الحرورية قال: ليس هم اليهود ولا النصارى
اما اليهود فكذبوا محمدا، واما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا: لاطعام فيها ولا شراب
والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه قال: وكان سعيد يسميهم
الفاسقين، " أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم
يوم القيامة وزنا (6).
976 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الرابع من المتفق
عليه في الصحيحين من البخاري ومسلم من مسند أبي سعيد: سعد بن مالك بن سنان
الخدري وبالاسناد المقدم قال: عنى أبى سلمة وعطاء بن يسار انهما اتيا أبا سعيد
الخدري فسألاه عن الحرورية: هل سمعت رسول الله يذكرها؟ قال: لا ادرى من
الحرورية؟ ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يخرج في هذه الأمة ولم يقل: منها (7)
قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم، يمرقون

(1) صحيح مسلم الجزء الثالث ص 116 مع اختلاف قليل.
(2) يتيه قوم: يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق يقال: تاه: إذا ذهب ولم
يهتد لطريق الحق.
(3) صحيح مسلم الجزء الثالث ص 117.
(4) صحيح البخاري الجزء السادس ص 93 وتفسير الدار المنثور الجزء الرابع ص 253
وكنز العمال ج 11 ص 322.
(5) الكهف: 103 - 105.
(6) الكهف: 103 - 105.
(7) قوله " ولم يقل منها " لان لفظة " من " تقتضي كونهم من الأمة بخلاف " في ".
465

من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه (1)
فيتمارى في الفوقة (2) هل علق بها من الدم شئ؟ (3)
977 - قال وفى رواية: آيتهم رجل اسود، إحدى عضديه قال: وفى رواية
إحدى يديه - مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة، تدردر يخرجون على خير فرقة من الناس
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله واشهد ان علي بن أبي طالب
عليه السلام قاتلهم وانا معه فامر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتى به حتى نظرت إليه على
النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وآله (4)
978 - ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس على حد ثلثه الأخير في تفسير
قوله تعالى: " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " الآية (5) بالاسناد المقدم قال:
حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا المغيرة بن النعمان قال: سمعت
سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس انكم
محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا (6) ثم قرأ " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا
علينا انا كنا فاعلين " (7) ثم قال: ألا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم،
ألا وانه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي،
فيقال: انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، فأقول: كما قال العبد الصالح: " وكنت عليهم
شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد " (8)

(1) الرصاف: مدخل النصل من السهم والنصل هو حديدة السهم.
(2) التماري: الشك والفوقة: الحز الذي يجعل فيه الوتر.
(3) صحيح مسلم الجزء الثالث ص 112.
(4) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 17.
(5) المائدة: 117.
(6) الغرل: القلف - لسان العرب.
(7) الأنبياء: 104
(8) المائدة: 117.
466

فيقال: ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (1).
979 - ومن صحيح البخاري أيضا في الجزء الثامن في آخره من باب قول
النبي صلى الله عليه وآله لتتبعن سنن من قبلكم وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أحمد بن يونس،
قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع. فقيل
يا رسول الله صلى الله عليه وآله كفارس والروم؟ فقال ومن الناس الا أولئك (2).
980 - ومن صحيح مسلم في الجزء الثالث من اجزاء ثلاثة في ثلثه الأخير
وبالاسناد المقدم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع وحدثنا عبد الله بن معاذ
حدثنا أبي، كلاهما عن شعبة، وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار - واللفظ لابن
مثنى - قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا بموعظة فقال: يا أيها
الناس انكم محشورون إلى الله عز وجل عراة، حفاة غرلا " كما بدأنا أول خلق نعيده
وعدا علينا انا كنا فاعلين " ألا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، الا وانه
سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال:
انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، فأقول: كما قال العبد الصالح: " وكنت عليهم شهيدا
ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " إلى قوله " ان تعذبهم فإنهم عبادك " (3)
قال: فيقال لي: انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.
قال: وفى حديث وكيع ومعاذ فيقال: انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك (4)
981 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي في الجزء الثالث منه في اجزاء

(1) صحيح البخاري الجزء السادس كتاب التفسير ص 55.
(2) صحيح البخاري الجزء التاسع ص 102.
(3) المائدة: 117 - 118.
(4) صحيح مسلم الجزء الثامن باب فناء الدنيا ص 157.
467

ثلاثة، الحديث السابع والستون من مسند أبي هريرة من المتفق عليه في الصحيحين
من البخاري ومسلم بالاسناد المقدم قال: عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة،
عن النبي: قال: والذي نفسي بيده لأذودن (1) رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة
من الإبل عن الحوض (2).
982 - قال وأخرجه البخاري من حديث الزهري، عن سعيد بن مسيب انه كان
يحدث عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قال: قال: يرد على الحوض رجال من أمتي
فيحلؤن عنه، فأقول يا رب: أصحابي فيقول: انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم
ارتدوا على ادبارهم القهقرى (3).
983 - قال: وأخرجه البخاري أيضا تعليقا من حديث ابن شهاب، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة: انه كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يرد على الحوض
يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤن عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي فيقول:
انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى (4)
984 - وقال: قال البخاري: وقال شعيب عن الزهري: كان أبو هريرة يحدث
عن النبي صلى الله عليه وآله فيحلؤن وقال عقيل: فيحلؤن (5).
985 - قال وقال الزبيدي عن الزهري، عن محمد بن علي، عن ابن أبي رافع،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله بهذا (6) وقال أبو مسعود: وحديث عقيل مرسل هو عن
الزهري، عن أبي هريرة ولم يبينه.
986 - قال: وأخرجه البخاري أيضا من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: بينا انا قائم إذ أقبلت زمرة حتى إذا عرفتم، خرج رجل من بيني

(1) لأذودن: لا طردن - النهاية لابن الأثير.
(2) صحيح مسلم الجزء السابع كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا ص 70.
(3) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 120.
(4) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 120.
(5) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 120.
(6) أي ان شعيب وعقيل اتفقا على القول " فيحلؤن ".
468

وبينهم فقال: هلم فقلت: إلى أين؟ فقال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال:
انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من
بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: إلى أين؟ قال إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال:
انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل (1) النعم (2)
987 - ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من
اجزاء اثنين قريبا من آخره وبالاسناد المقدم من سنن أبي داود السجستاني قال: عن
هاشم بن حسان، قال: قال: احصى ما قتل الحجاج صبرا، مأة الف وعشرين ألفا
قال أبو عيسى: أكثرهم خوارج، وبه قال: عن سماء انها قالت للحجاج: قال رسول الله:
يكون في ثقيف كذاب ومبير، فاما الكذاب فقد رأيناه واما المبير، فلا أخالك الا إياه (3).
988 - ويليه أيضا بلا فاصلة من الجزء الثاني من اجزاء اثنين قريبا من آخره أيضا من
موطأ مالك وبالاسناد قال: عن أبي هريرة: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يهلك أمتي
هذا الحي من قريش، قال: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لوان الناس اعتزلوهم (4)
814 - وبه قال عمرو بن يحيى: قال: اخبرني جدي قال: كنت جالسا مع
أبي هريرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله يوما بالمدينة ومعنا مروان فقال أبو هريرة:
سمعت الصادق المصدق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش، فقال مروان
لعنة الله عليهم غلمة. قال أبو هريرة: لو شئت ان أقول من بنى فلان وبنى فلان،
فعلت. قال: فكنت اخرج مع جدي سعيد إلى الشام حين هلك بنو مروان، فإذا

(1) الهمل: ضوال الإبل، واحدها هامل، أي ان الناجي منهم قليل في قلة النعم
الضالة - لسان العرب.
(2) صحيح البخاري الجزء الثامن ص 121.
(3) كنز العمال الجزء الرابع عشر ص 201.
(4) صحيح البخاري الجزء الرابع ص 199 وكنز العمال الجزء الحادي عشر
ص 113.
469

رآهم غلمانا احداثا، قال لنا: عسى هؤلاء الذين عنى هم أبو هريرة، فقلت: أنت
اعلم (1).
989 - ويليه بلا فاصلة بينهما من الكتاب المذكور من موطأ مالك وبالاسناد
المقدم أيضا قال: عن أبي واثل قال: دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حين بعثه
علي عليه السلام إلى الكوفة يستنفرهم، فقالا له: ما رأيناك اتيت أمرا أكره عندنا من اسراعك
في هذا الامر منذ أسلمت، فقال لهما عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي
من ابطائكما عن هذا الامر، وكساهما أبو مسعود حلة حلة، راحا فيهما إلى الجمعة (2)
990 - ومن الكتاب أيضا على حد أربعة كراريس من آخره من سنن أبي داود
السجستاني وبالاسناد المقدم قال عن أبي المنهال قال: لما كان ابن زياد لعنه الله
ومروان بالشام ووثب ابن الزبير بمكة، والقراء بالبصرة، انطلقت إلى أبى برزة
وذهبت معه فدخلت عليه في داره وهو جالس في ظل عليه من قصب، فجلسنا إليه
فجعل أبى يستطعمه الحديث فقال: ألا ترى ما وقع الناس فيه؟ قال أبو المنهال: و
أول شئ سمعته تكلم به انى احتسب على الله انى أصبحت ساخطا على احياء قريش
انكم يا معشر العرب كنتم على الحال الأول الذي علمتم من القلة والذلة والضلالة،
وان الله أنقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وآله حتى بلغ بكم ما ترون وهذه الدنيا التي
أفسدت بينكم ان ذلك الذي بالشام، والله لن يقاتل الا على الدنيا والذي بمكة لن
يقاتل الا على الدنيا (3).
991 - ويليه بلا فاصلة من الكتاب أيضا من صحيح أبى داود السجستاني - و
هو كتاب السنن - وبالاسناد المقدم أيضا، قال عن محمد بن علي: ان حرملة " مولى
أسامة " اخبره قال: أرسلني أسامة إلى علي عليه السلام ليعطيني وقال: انه سيسألك الان،

(1) صحيح البخاري ج 9 كتاب الفتن ص 47.
(2) صحيح البخاري ج 9 كتاب الفتن ص 56.
(3) صحيح البخاري ج 9 كتاب الفتن ص 57.
470

فيقول: ما خلف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد (1) لأحببت
ان أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره، قال حرملة: فسألني فأخبرته فمل يعطني
شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين عليه السلام وابن جعفر فأوقروا (2) إلى راحلتي (3)
قال يحيى بن الحسن أيده الله تعالى: لعله لم يسمع قول الله تعالى: " إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وهم
راكعون " (4) ولم يعلم اختصاص ذلك بأمير المؤمنين عليه السلام ولم يسمع قول النبي
صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه، وكيف يمتنع عن من جعل الله تعالى له من ولاء
الأمة ماله ولرسوله، وجعل له الرسول المنزلة التي يستحقها هو من ولاء الأمة
بقوله: الست أولى بكم منكم من أنفسكم؟. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت
مولاه فعلى مولاه " ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه " (5) وكيف يمتنع
عن امام الأمة الذي جعله الله تعالى من رسوله نفسه " بقوله: " وأنفسنا وأنفسكم (6) وقد
تقدم في الصحاح ان من مات ولم يعرف امام زمانه، ومن مات وليس في عنقه بيعة
لامام، مات ميتة جاهلية.
992 - ومن مسند ابن حنبل رواه أحمد بن حنبل في مسنده بأسانيده عن أبي
ذر، عن النبي قال: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا (7) وعباده
خولا ودينه دخلا (8)

(1) الشدق: جانب الفم - لسان العرب.
(2) أي أثقلوا دابته بالمتاع.
(3) صحيح البخاري ج 9 ص 57 كتاب الفتن.
(4) المائدة: 55
(5) البقرة: 130.
(6) آل عمران: 61.
(7) الدول جمع دولة بالضم وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم: الخول:
الخدم والعبيد. الدخل بالتحريك: العيب والغش والفساد. والمراد منه هنا: ان يدخلوا
في الدين أمورا لم تجر بها السنة - النهاية لابن الأثير.
(8) مسند أحمد الجزء الثالث ص 80 من مسند أبي سعيد الخدري.
471

993 - وذكر الزمخشري في الفائق في حديث أبي هريرة: إذا بلغ بنو أبى
العاص ثلاثين رجلا كان مال الله دولا وعباد الله خولا ودينه دخلا، وولد للحكم بن
العاص أحد وعشرون ابنا، وولد ابن الحكم تسعة بنين (1).
994 - ومن كتاب " الملاحم " تأليف أبى الحسن: أحمد بن جعفر بن محمد
بن عبد الله المنادى ورواه عن زيد بن وهب أنه كان عند معاوية ودخل عليه مروان في
حوائجه فقال له: اقض حوائجي يا أمير المؤمنين، فوالله ان مؤنتي لعظيمة وانى
أصبحت أبا عشرة واخا عشرة فقضى حوائجه، ثم خرج فلما ادبر قال معاوية لابن
عباس وهو معه على السرير: أنشدك الله يا بن عباس اما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال
ذات يوم: إذا بلغ آل الحكم ثلاثين رجلا، اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباده خولا
وكتابه دخلا، فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربع مأته (2) كان هلاكهم أسرع من لوك
تمرة (3) فقال ابن عباس: اللهم نعم، ثم إن مروان ذكر حاجته لما حصل في منزله
فوجه ابنه عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها فقضاها، ثم رجع فلما ادبر عبد الملك،
قال لابن عباس: أنشدك الله يا بن عباس، اما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله ذكر
هذا فقال: هذا أبو الجبابرة الأربعة؟ فقال ابن عباس: اللهم نعم. فعند ذلك دعا
معاوية زيادا (4).
995 - وروى الطبري في تاريخه والواقدي وعامة رواة الحديث: ان الحكم
بن أبي العاص كان سبب طرده وولده مروان حين طردهما رسول الله صلى الله عليه وآله: ان
الحكم اطلع على رسول الله صلى الله عليه وآله يوما في داره من وراء الجدار وكان من سقف،

(1) كنز العمال: الجزء الحادي عشر ص 165.
(2) وفى نسخة: تسعة وتسعين وأربع مأته وكذا في كنز العمال ج 11 ص 361.
(3) اللوك: أهون المضغ - لسان العرب.
(4) كنز العمال ج 11 ص 361.
472

فدعى رسول الله صلى الله عليه وآله بقوس ليرميه فهرب (1).
996 - وفى رواية أنه قال للنبي في قسمة خيبر: اتق الله يا محمد. فقال له النبي
صلى الله عليه وآله: لعنك الله ولعن ما في صلبك، أتأمرني بالتقوى وانا جئت به من الله لعنك الله
اخرج، فلا تجاورني. فلم يرا إلا طريدين حتى ملك عثمان فادخلهما (2).
قال يحيى بن الحسن قد وفينا بما وعدنا به في صدر هذا الكتاب من جمع
المناقب من مسند أحمد بن حنبل ومن الصحاح الستة، وموطأ مالك، وصحيح البخاري
وصحيح مسلم وصحيح أبى داود السجستاني، وصحيح الترمذي، وصحيح النسائي،
وتفسير الثعلبي، واضفنا إلى ذلك محاسن مناقب ابن المغازلي، ولم نغادر شيئا من
ذلك ولم نخرج شيئا منه عن سننه الذي وضع له من غير أن نقدم مؤخرا أو نؤخر
مقدما أو اخلال باسناده، أو ادعاه لموضع في باب انه فيها وليس الامر كذلك، نعوذ
بالله سبحانه وتعالى من الزيادة والنقصان في ألفاظ رسوله المصطفى، الذي لا ينطق
عن الهوى، لان من زاد أو نقص في كلامه صلى الله عليه وآله كان مغيرا لوحى الله تعالى عن موضعه
ونظامه كما قال الله تعالى: " يحرفون الكلم عن مواضعه " (3).
ثم ولو كان الامر والعياذ بالله على خلاف ذلك، لما صح به انتفاع التابع
والمتبوع لخروجه عن سلوك محجته ونقلاته عن موضع حقيقته. وكيف يعتمد من
يريد الاحتجاج على ما انخرط في سلك التبديل وخرج عن وضع التنزيل بل وضعناه
على قضية الاتفاق لنطمس به معالم اللجاج والخلاف، فصار لذلك أصلا متبعا و
طريقا مهيعا، لموضع الاجماع على صدقه وصحته، ووضع الخلاف في بيان حجته،
ووضوح محجته، وأورى من زناد (4) الكتاب العزيز ما يقتبس، وأوضح من صحاح
اخبار ما يلتمس، فهذه عمدة كتب الاسلام التي عليها عمل المستبصر عند رواتها وبها حجة

(1) الإصابة ج 1 ص 344 - 345 والاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 316 - 317
(2) الإصابة ج 1 ص 344 - 345 والاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 316 - 317
(3) المائدة: 13.
(4) " وضع الخلاف " ارتفاعه. و " أورى " عن المواراة بمعنى اخراج النار، و
" زناد " جمع " الزند " العود الاعلى الذي يقتدح به النار.
473

المستنصر (1) عند هداتها، وإن كان في غيرها من الكتب لأرباب هذه الكتب ما هو
أكثر في الرواية ورودا، وأبلغ في النهاية مقصودا من طرقهم لا من طريق غيرهم
لم نذكره لئلا يحتج محتج بان يقول: لم يتفق على هذا الخبر ولم ترد صحة هذا الأثر
فلا يظفر راويه بإقامة حجة على دافعه ولا يرجع دافعه عن نزاع منازعه، لان له دفع
ذلك على طريق المكابرة والحجاج، ومحظور عليه دفع ما ورد في الصحاح، وما
أضفناه إليها، لأنها أصول الاحتجاج، فصارت أدلة نجم (2) بها مكنون الاستبصار
ونور بها ظلام الانتصار وكمل بها ظاهر الشغب (3) الملتئم وظهر بها كامن الحق
المكتتم لكونها أصولا أثبتت التأصيل وفروعا أينعت (4) التحصيل، فعد الظافر بها
جذلان (5) يرفل (6) في مرط الولاء، والمعرض عنها خزيان يعثر في طرق الشقاء،
إذ هي من فوائد فرائد ألفاظ الرسول وقلائد صحائح عقيان (7) المنقول فاللازم لها
لا حق بسعادة المكتسب، والتارك لها زاهق بشقاوة المنقلب، وذلك مع تشعب خاطر و
ذهن غير موازر (8) واخوان للالتقاء لا للانتقاء (9) وللاعداد لا للاستعداد وللألفة
لا للكلفة، وللتجمل لا للتحمل، وللاجتماع لا للانتجاع، (10) فان وقع سهو عن

(1) وفى نسخة: وبها حجة المستبصر.
(2) نجم النبت ينجم: إذا طلع وكل ما طلع وظهر فقد نجم - النهاية لابن الأثير
(3) الشغب بسكون الغين: تهييج الشر والفتنة والخصام - النهاية لابن الأثير.
(4) أينعت الثمرة أدركت ونضجت - النهاية.
(5) الجذلان: الفرحان مجمع البحرين.
(6) رفل في ثيابه: إذا أطالها وحركها متجبرا - مجمع البحرين.
(7) العقيان: الذهب الخالص وهو كناية عن شئ نفيس.
(8) الموازرة: المعاونة - مجمع البحرين.
(9) الانتقاء: الاختيار - مجمع البحرين.
(10) الانتجاع: طلب الاحسان - مجمع البحرين.
474

بلوغ غاية كان في النفس طلابها (1) فلقلة الإعانة لا لتعذر الإبانة، عصمنا الله تعالى
من الزلل وأمننا من وقوع الخطل.
جاهدت فيك بقولي يوم تختصم الا * بطال إذ فات سيفي يوم تمتصع (2)
ان اللسان لو صال إلى طرق * في الحق لا تهتديها الذبل الشرع (3)
والحمد الله وحده وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله وسلامه.
* * *
كلمة المحققين قد بذلنا غاية الجهد في تصحيح الكتاب بعد تحقيقه وتخريج أحاديثه، بعرضه
على النسخ المخطوطة التي أشير إليها في المقدمة، ولم نكتف بذلك بل عرضنا كل
الأحاديث على المصادر كلمة بعد كلمة، وعينا مواضع الاختلاف.
واما الأحاديث التي نقلها المصنف من الكتب التي لا يوجد اثر منها في المكتبات
المشهورة فقد أخرجناها من سائر الجوامع الحديثية المتقنة ككنز العمال للمتقى
الهندي، وغاية المرام للمحدث البحراني وغير ذلك عسى ان يقع موقع القبول من
القراء الكرام.
لجنة التحقيق
17 جمادى الأولى 1407

(1) الطلاب مثل كتاب: ما طلبته من غيرك مجمع البحرين.
(1) رجل مصع: شديد يستطيع ان يقاتل بالسيف ونحوه - المعجم الوسيط.
(2) الذبل جمع الذابل تستعملها الشعراء صفة للرماح، يقال: رمح ذابل: دقيق وقد
يجعلونها اسما للرماح - المعجم الوسيط وقطر المحيط.
475