الكتاب: مختصر البصائر
المؤلف: الحسن بن سليمان الحلى
الجزء:
الوفاة: ٨٣٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: مشتاق المظفر
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

مختصر
البصائر
تأليف
الحسن بن سليمان الحلي
تحقيق
مشتاق المظفر
1

الإهداء
إلى التي غذتني عسل الولاية
إلى التي علمتني الشفقة والرحمة
إلى الذي أجهد نفسه طوال عمره من أجل تربيتي
لأكون فردا صالحا
إلى والدي ووالدتي أهدي ثواب عملي هذا.
سائلا المولى القدير أن يتجاوز عن سيئاتهما
ويزيد في حسناتهما.
5

مقدمة التحقيق
الحمد لله الذي استفاضت دلائل وجوده بآثار قدرته، وانتشرت أحاديث
ثنائه بمرسلات الرياح من رحمته.
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، والمبلغ لأمرك
ونهيك، كما صدع بكلماتك، وقام بحقك، ونصح لخلقك.
اللهم وصلي على ولاة عهده، والخلفاء من بعده، معادن الهدى والحكمة، وأهل
بيت العصمة، الذي لا يضل من تمسك بهم، ولا يهتدي إلى الله من ضل عنهم.
لما كانت السنة الشريفة - من الأحاديث الجليلة المنيفة، والآثار السنية،
والأخبار البهية - أحد الأصلين الأصيلين، والركنين الأساسيين، للفصل بالأحكام
الفقهية واستنباطها، ومركز ثقل العقيدة ومبتنياتها، وقطب رص الأخلاق والمعرفة،
وأساس دستور السياسة، وغير ذلك من الفعاليات والأمور الاجتماعية
والاقتصادية، التي لا تنفك عنها مصالح البشر، لذا فقد شمر الذيل علماؤنا الأعلام،
وحفاظ الشريعة الكرام، وتوجهت هممهم الشماء، وعزيمتهم السامية، إلى جمع الآثار
والأخبار والسنن، ومن ثم ترتيبها وتنظيمها وتوزيعها على أبواب العلوم المختلفة،
ومناهج الفنون المتنوعة.
9

فمنهم من اقتصر على وسائل الأحكام والفروع وتهذيبها.
ومنهم من رام نهج البلاغة، ودستور معالم حكمها.
ومنهم من ألف في مكارم الأخلاق وآداب النفس وطهارة أعراقها.
ومنهم من ابتغى الصافي من أخبار تفسير القرآن فاحتوى نور الثقلين
ببرهانها.
ومنهم من قصد إلى روايات المناقب والفضائل ومعالمها وبصائرها.
ومنهم من جمع موسوعات المعارف والأحكام، فجاس خلال بحار الأنوار
لاقتناص عوالم علومها.
وإلى غير ذلك من سائر المواضيع والمعارف والبحوث، فكتبوا حولها وألفوا
بينها، فأتعبوا بذلك نفوسهم الزكية، وصرفوا في سبيلها أعمارهم المباركة، حيث
سهروا الليالي (1)، وخاضوا عنان الأسفار (2)، فركبوا الصعاب، وعانوا المشاق، من
أجل التحصيل، والحفظ، والصيانة، والإبلاغ (3).

1 - فهذا الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 328 ه‍ صاحب كتاب
(الكافي) الذي استغرق مدة عشرين سنة في تأليفه.
2 - كالشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 ه‍ الذي طاف كثيرا
من البلدان، وسافر إلى كثير الحواضر العلمية، التي منها: مكة المكرمة، المدينة المنورة، بغداد،
الكوفة، همدان، فرغانة، نيشابور، خراسان، استرآباد، سمرقند وغيرها.
3 - جاء في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي صاحب الكتاب
الحافل الموسوم ب‍ (الغارات) والمتوفى سنة 283 ه‍ أنه لما ألف كتاب (المعرفة في المناقب
والمثالب) أشار عليه بعض أصحابه أن لا يخرجه في الكوفة ولا ينشره بين الناس، فقال: أي
البلاد أبعد عن التشيع؟ فقالوا: إصبهان. فحلف أن لا يخرجه ولا يحدث به إلا بأصبهان. انظر
لسان الميزان 1: 102.
10

وعلى الخصوص رواة الأحاديث القدماء، من أصحاب الرسول
الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أولئك الذين ائتمنوا على ودائع
النبوة، ومواريث الإمامة، فإنهم تحملوا ما تحملوا، وعانوا ما عانوا من سياسات
الارهاب والارعاب والفتك، وذلك حينما قام حكام ذلك العصر بمنع تدوين السنة
الشريفة، ومعاقبة كل من يبثها بين الناس، أو ينشرها في الأمة!!.
فوقفت تلك الصفوة المجاهدة بوجه تلك التهديدات، يحملون إيمانا حيا، وفي
أعناقهم أمانة كبرى، وعلى أكفهم بطولة لا تعرف إلا السيف والرمح، وهم كالجبال
الشامخات الرواسي، لا ينال منها نائل، ولا يلوهم عن مقاصدهم وأهدافهم شئ،
فقدمت نفوسها قربانا في محراب العقيدة، فداء للإسلام العزيز، وصيانة لرسالته
المجيدة، وحفظا له من التحريف والمسخ والضياع، ومن ثم إيصالها سالمة وافية
بلجاء، إلى أجيال تلك المدرسة الرفيعة، في طبقاتها المتتابعة المنيعة، ليستمر خط
الولاية الحقة لامعا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ولا تحسبن عزيزي القارئ ذلك الذي نسطره ونمليه هنا، مبالغة منا في البيان،
أو تجاوزا عن معهود الحدود، أو إنشاء من وحي غارق في خيال، كلا معاذ الله ما
كان فيه شئ من إغراق أو تمحل، وكيف؟ وهذا ابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو
مسعود الأنصاري، يحبسون بالمدينة، حتى وفاة عمر بن الخطاب! وما لهم من ذنب
اقترفوه، إلا كونهم رواة للحديث النبوي (1)!

1 - انظر تذكرة الحفاظ 1: 7، المحدث الفاصل للرامهرمزي: 553، الإلماع للقاضي عياض:
217، المستدرك على الصحيحين 1: 110، مجمع الزوائد 1: 149، الكامل في الضعفاء 1:
18 وغيرها.
11

وقال عبد الرحمن بن عوف: ما مات عمر، حتى بعث إلى أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجمعهم من الآفاق: عبد الله، وحذيفة، وأبا الدرداء، وأبا ذر،
وعقبة بن عامر.
فقال: ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق؟!
قالوا: تنهانا؟!
قال: لا، أقيموا عندي، ولا والله لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم، نأخذ
عنكم، ونرد عليكم. فما فارقوه حتى مات (1).
وعلى هذا المنوال، جرت السياسة الأموية، وسارت عليه سيرا حثيثا،
وتابعته متابعة دقيقة شديدة، مستعملة في ذلك أشد العنف، لصد الناس والأمة عن
أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، وخزان العلم، ولا سيما أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب سلام الله عليه الذي أشاد به نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا وتكرارا، وصدع به في
مناسبات عديدة، ومجالس مختلفة، وأماكن كثيرة، وتناقلتها الصحابة كافة، بألفاظ
وأحاديث لا يحصيها عدد، والتي منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الغدير: (من كنت مولاه،
فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل
من خذله) (2).

1 - كنز العمال 10: 292 / 29479.
2 - انظر على سبيل المثال: خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام): 96، ينابيع المودة: 249، مجمع
الزوائد 9: 105، إسعاف الراغبين: 151، شواهد التنزيل للحسكاني 1: 157 / 211 و
192 / 250، كفاية الطالب للكنجي: 63، مسند أحمد 4: 281، شرح نهج البلاغة 2: 289
و 3: 208، الرياض النضرة 2: 169، الصواعق المحرقة: 25 و 73.
12

قال ابن أبي الحديد: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله: أن برئت الذمة ممن
روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته.
وكتب إلى عماله في جميع الآفاق: انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه
وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم
وأكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته.
ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعثه إليهم معاوية
من الصلات والكساء والحباء والقطائع.
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل
وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة
والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب، إلا
وتأتوني بمناقض له في الصحابة (1).
وبعد ذلك أوغل الأمويون - ضمن برنامجهم - بصب أنواع البلاء، وصنوف
الفجائع على شيعة أهل البيت وتركوا صورا زاخرة بالمآسي المحزنة، والأحداث
الدامية.
وكان أشد الناس بلاء وأكثرهم حينئذ أهل العراق، ولا سيما الكوفة، لكثرة
من بها من شيعة الإمام علي (عليه السلام)، فاستعمل معاوية عليهم زياد ابن سمية، وكان
يتتبع الشيعة، وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام الإمام علي (عليه السلام)، فقتلهم تحت كل

1 - انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11: 44 - 46.
13

حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على
جذوع النخل، وطردهم وشردهم من العراق! فلم يبق بها معروف منهم.
وحتى أن الرجل من شيعة الإمام علي (عليه السلام)، ليأتيه من يثق به فيدخل بيته،
فيلقي إليه بسره ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان
الغليظة ليكتمن عليه.
وكتب معاوية إلى عماله في جميع البلدان، أن لا يجيزوا لأحد من شيعة الإمام
علي (عليه السلام) وأهل بيته شهادة.
ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع الأقطار: انظروا من قامت عليه
البينة، أنه يحب عليا وأهل بيته! فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطائه ورزقه.
وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكلوا به،
وأهدموا داره.
ولم تزل الحالة كذلك حتى سم الإمام الحسن (عليه السلام)، فازداد البلاء والفتنة، فلم
يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض....
وتفاقم الموقف العارم وخامة بعد استشهاد أبي الأحرار وسيد الشهداء
الإمام الحسين (عليه السلام)... وولي عبد الملك بن مروان، فاشتد الأمر على الشيعة، وولى
عليهم الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي بالغ في جرأته عليهم.
قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج
لغلبناهم (1)، فإنه ختم في يد جابر بن عبد الله، وفي عنق سهل بن سعد الساعدي،

1 - الكامل في التاريخ 4: 132.
14

وأنس بن مالك، يريد إذلالهم، وأن يجتنبهم الناس، ولا يسمعوا منهم (1).
واستمر هذا الوضع السياسي الملتوي عن مهيع الحق - بمعاقبة الرواة وتأنيب
المحدثين - أعصارا طويلة، وأزمانا مديدة، وتوارثته أجيال وأجيال.. فبعد ما يقرب
على أكثر من قرنين من هلاك الحجاج (2) يدخل مدينة دمشق الحافظ أبو عبد الرحمن
أحمد بن شعيب النسائي (3) قادما من مصر، فيرى الناس مشحونة بالتحامل على
الإمام علي (عليه السلام) وانحرافهم عنه، فأخذ على نفسه أن يجمع فضائل ومناقب
الإمام (عليه السلام) في كتاب خاص سماه ب‍ (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)
وكان يملي أحاديثه في المسجد الأموي على الناس، رجاء أن يهدي الله به.
وبعد أن فرغ من ذلك، سئل عن معاوية، وما روي من فضائله! فقال: أما
يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل؟! ما أعرف له فضيلة إلا قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا أشبع الله بطنه) (4).
فهجموا عليه ضربا بالنعال، وما زالوا يدفعون في خصييه، وداسوه حتى
أخرجوه من المسجد الأموي، فقال: احملوني، فحمل إلى الرملة من قرى فلسطين،
فتوفي بها (5).

1 - أسد الغابة 2: 366، وانظر الكتاب الحافل القيم الموسوم ب‍ (تدوين السنة الشريفة) للعلامة
المحقق سيد محمد رضا الجلالي.
2 - إذ كان هلاكه في سنة 95 ه‍.
3 - وهو صاحب الكتاب المعروف ب‍ (سنن النسائي) والمتوفى سنة 303 ه‍.
4 - صحيح مسلم 4: 2010 / 2604.
5 - انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3: 14 / 80، الكنى والألقاب للقمي 3: 205 -
206، النصائح الكافية: 118، تذكرة الحفاظ للذهبي 2: 699 - 700 / 719.
وحول كتاب (الخصائص) قال ابن حجر العسقلاني في الإصابة 2: 508: وتتبع النسائي ما خص
[الإمام علي (عليه السلام)] به من دون الصحابة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا، بأسانيد أكثرها جياد.
15

وشاعت الأقدار أن تطوح بالدولة الأموية، فتصبح أثرا بعد عين، وخبرا بعد
حس، وأن يقع الأمر في أحضان بني العباس، فيثب على حظيرة الملك الأخوان:
السفاح والمنصور، اللذان كان يتنقلان في الأرجاء ويشيدان بإمام علي (عليه السلام)
ويرويان فضائله ومناقبه، يستجديان ويستدران به البر والصدقة من الناس.
وما ملك بنو العباس، إلا وظهر خبثهم وغدرهم وشدتهم على العلويين،
فراحوا يتتبعون آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون رحمة ولا هوادة، وأخذوا يضيقون
عليهم، ويضعوا حولهم العيون والرصد، فكانوا أول الضحايا، وفي مقدمة القوافل
التي تساق للسجون وساحات الإعدام، وهكذا جروا في مضمار بني أمية، بل حازوا
قصب، على ما هو المعروف عنهم، وفي ذلك يقول الشاعر:
والله ما فعلت أمية فيهم * معشار ما فعلت بنو العباس
فهذا داود بن علي بن عبد الله بن العباس، الذي كان واليا على المدينة من قبل
المنصور، أرسل خلف المعلى بن خنيس مولى الإمام الصادق (عليه السلام)، وأراد منه أن
يدله ويعرفه على أصحاب الإمام (عليه السلام). فتجاهل المعلى بمعرفتهم، فألح عليه، ثم هدده
بالقتل، فقال له المعلى: بالقتل تهددني، والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي
عنهم، وإن أنت قتلتني لتسعدني وأشقيك، فلما رأى داود ذلك منه، قتله وصادر
أمواله (1).
ويحدثنا الخطيب البغدادي: أن نصر الجهضمي المتوفى سنة 250 ه‍ حدث عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخذ بيد الحسن والحسين فقال: (من أحبني وأحب هذين وأباهما

1 - انظر رجال الكشي: 380 / 713.
16

وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة).
فلما حدث بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد
الواحد، وجعل يقول للمتوكل: هذا رجل من أهل المدينة! ولم يزل به حتى تركه.
قال الخطيب: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل
السنة تركه (1).
وكتب المنتصر العباسي إلى بعض عماله: أن لا يقيل علوي ضيعة، ولا يركب
فرسا، ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها، وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا
عبدا واحد، وإن كانت بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة من سائر الناس، قبل
قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة (2).
وفي التاريخ نصوص كثيرة ومشاهد متنوعة، تستعرض فيها سياسة العباسيين
تجاه خصومهم العلويين، أعرضنا عنها صفحا، لضيق المجال، فهذه المقدمة لا تسع
تفاصيل لؤمهم وضروب حقدهم، ويكفيك أن تتصفح كتاب (مقاتل الطالبيين)
لتطلع على فنون إرهاب العباسيين والتنكيل ببني عمومتهم.
نعم تلك صور منتقاة من تاريخنا الملئ بهذه المشاهد والفجائع، وتلك لمحات
من معارض ظلمات العصر الجاهلي ومآسيه الكئيبة، التي عانى منها رجالنا الأفذاذ
عبر السنين.
ومن هذا يظهر عمق الخطورة، وجسامة الوقيعة، وفداحة الخطب الذي ألم به
وعاشه مبلغوا الأحكام، ورجال الحديث، وامناء الإسلام، وحفاظ الوحي
والتنزيل، ووالله لا أجد مصداقا واقعيا، ولا شاهدا حيا جليا للآية الكريمة القائلة

1 - تاريخ بغداد 13: 287.
2 - الولاة وكتاب القضاة: 204 لمحمد بن يوسف الكندي المصري.
17

* (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) * (1) أمثل من
أولئك النفر الأشداء، الذين نذروا أنفسهم ومهجهم لله * (يبتغون إلى ربهم
الوسيلة) * (2).
فلا السجون تثنيهم عن عزيمتهم.
ولا القتل يهد من إرادتهم.
ولا التعذيب يفل من تصميمهم.
ولا التبعيد يهزهم.
ولا الموت يصدهم.
فهم ماضون في أمرهم، مصممون على نهجهم، في نشر علوم محمد وآل محمد
صلوات الله عليهم، وبث عقائدهم، ومعارفهم وآثارهم ومآثرهم.
وقد خلف علماؤنا وأمناؤنا تراثا علميا ضخما، وثروات فكرية كثيرة،
وسجلات حضارية باهرة، تراها زاهية لامعة في سماء المعارف والفنون، لم يزدها
تمادي القرون والأعصار إلا إشراقا وتألقا وبهجة ونضارة.
وما كتابنا هذا الذي نقدمه الآن، إلا عبقة من عبقات رياضهم، ونفحة من
نفحات أزهارهم، وشذرة من جواهر علومهم، إذ احتوى على صفحات منضدة،
وموائد مونقة، من معارف متنوعة، وعقائد أصيلة، ومطالب أساسية، ونوادر
متفرقة، حقيق بمن يدعي الإسلام أن يتعرف عليها، ويلم بها، ويتأمل فيها، ليستلهم
معانيها، ويحكم مبانيها.
وإياك - عزيزي القارئ - أن تتعجلن بالحكم على مطلب أو نص بالضعف أو

1 - الأحزاب 33: 39.
2 - الإسراء 17: 57.
18

التفنيد، أو ترسل القول على عواهنه بجحود أو إعراض أو إنكار! أو تركن في فهم
معانيها إلى من لا خبرة لهم فيها، فالأمر ليس بالهين.
فعن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): موت الفجأة
تخفيف على المؤمن، وأسف على الكافر، وإن المؤمن ليعرف غاسله وحامله، فإن
كان له عند ربه خير، ناشد حملته بتعجيله، وإن كان غير ذلك، ناشدهم أن يقصروا به.
فقال ضمرة بن سمرة: يا علي، إن كان كما تقول، لقفز من السرير.
فضحك وأضحك.
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): اللهم إن كان ضمرة بن سمرة، ضحك وأضحك من
حديث رسول الله، فخذه أخذ أسف، فعاش بعد ذلك أربعين يوما، ومات فجأة.
فأتى علي بن الحسين (عليه السلام) مولى ضمرة فقال: أصلحك الله، إن ضمرة عاش
بعد ذلك الكلام الذي كان بينك وبينه أربعين يوما، ومات فجأة، وإني اقسم بالله
لسمعت صوته، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول: الويل لضمرة بن
سمرة، تخلى منه كل حميم، وحل بدار الجحيم، وبها مبيته والمقيل فقال علي بن
الحسين (عليه السلام): الله أكبر، هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وقال شيخنا الحسن بن سليمان الحلي: إن أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته
صلوات الله عليهم تحذو حذو القرآن العزيز، ففيها المحكم والمتشابه، والخاص
والعام، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل، إلى غير ذلك، ولا يحل لمؤمن أن يرد
الحديث إن صح طريقه أو لم يصح، بما يكون فيه مما لا يستبين معناه ويتضح،
كالقرآن العزيز.

1 - مختصر البصائر: 91، طبع النجف الأشرف.
19

وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): (وقف عند كل ما اشتبه عليك، فإن الوقوف
عند حيرة الضلال أهون من ركوب الأهوال) ومن أعظم الأهوال، رد علم آل محمد
عليهم لا إليهم.
وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): أن رجلا قال له: يا بن رسول الله
الرجل يعرف بالكذب، يأتينا عنكم بالحديث، وما نعرفه أنرده عليه؟.
قال: يقول لكم إن جعفر بن محمد يقول: إن الليل ليس بليل، والنهار ليس
بنهار؟! قال: ما يبلغ إلى هذا.
فقال (عليه السلام): إن قال لك: إن جعفر بن محمد يقول: إن الليل ليس بليل، والنهار
ليس بنهار، فلا تكذبه، فإنك إن كذبته إنما كذبت جعفر بن محمد، قال الله سبحانه
وتعالى * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * (1) وما يعلم السامع ما قصد بالحديث.
وفي الحديث: (بعثنا معاشر الأنبياء، نخاطب الناس على قدر عقولهم).
فمن ثم وجب التسليم وحرم الرد، لتعدد درجات العقل وكثرتها. لكن كل ما
خالف الكتاب العزيز، والسنة المتفق عليها لا يجوز الأخذ به، ولا يحل تكذيب
راويه، إلا أن يرده إلى إمام معصوم، ويصح النقل عنه بالرد، فيجوز حينئذ (2).
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين
بقلم الفاضل المحقق
الشيخ محمد الكاظمي

1 - الإسراء 17: 85.
2 - مختصر البصائر: 154. طبع النجف الأشرف.
20

ترجمة
الشيخ سعد بن عبد الله بن أبي خلف
القمي الأشعري
21

اسمه ونسبه:
هو الشيخ سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم، شيخ
هذه الطائفة وفقيهها ووجهها، جليل القدر، واسع الاخبار، كثير التصانيف، ثقة، كان
سمع من حديث العامة شيئا كثيرا، وسافر في طلب الحديث، لقى من وجوههم الحسن
ابن عرفة ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا حاتم الرازي وعباس الترقفي.
الراوي عنهم: روى عن خلق كثير نعرض عن ذكرهم تجنبا من طول المقام.
الرواة عنه: أبو القاسم بن قولويه، عن أبيه، وإبراهيم بن محمد، وأحمد بن محمد
ابن يحيى العطار، والحسين بن حسن بن بندار القمي، وعلي بن الحسين بن بابويه،
وعلي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد، ومحمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن بن
أحمد بن الوليد، ومحمد بن قولويه، ومحمد بن موسى بن المتوكل، ومحمد بن يحيى.
تضعيف ودفاع: ذكره ابن داود في رجاله في القسم الأول المختص
بالممدوحين ومن لم يضعفهم الأصحاب، وذكره في القسم الثاني في قسم المجروحين
والمجهولين (1).
وقال التفرشي في نقد الرجال: وذكره ابن داود في البابين، وذكره في باب
الضعفاء عجيب! لأنه لا ارتياب في توثيقه (2).

1 - رجال ابن داود: 102 / 681 و 247 / 208.
2 - نقد الرجال 2: 310 / 28.
23

وقال الشيخ المامقاني في التنقيح: ومن أغرب الغرائب أن ابن داود عده في
القسم الثاني المعد للضعفاء الذين لا اعتماد عليهم لكونهم مجروحين ومجهولين. ويقول
المامقاني: يا سبحان ما دعاه إلى عد الرجل في الضعفاء مع أنه لا خلاف ولا ريب
بين أثبات هذا الفن في وثاقة الرجل وعدالته وجلالته وغزارة علمه، وإن كان
الحامل له على ذلك تضعيف بعض الأصحاب لقائه بالإمام العسكري (عليه السلام) كما حكاه
النجاشي فهو أعجب، ضرورة أن عدم لقائه الإمام العسكري (عليه السلام) وهما في بلدين
متباعدين لا يقتضي جرحا فيه ولا طعنا (1).
وقال السيد الخوئي (رحمه الله): إن ابن داود ذكر سعد بن عبد الله بن أبي خلف
الأشعري القمي في كلا القسمين، وهذا مما لم يعرف له وجه فان سعد بن عبد الله ممن
لا كلام ولا إشكال في وثاقته، ومن الغريب احتمال بعضهم أن ذلك لتضعيف بعض
الأصحاب - على ما ذكره النجاشي - لقاءه الإمام العسكري (عليه السلام) وجه الغرابة أن
هذا لا يكون قدحا في سعد وإنما هو تكذيب لمن يدعي أن سعدا لقي أبا محمد (عليه السلام)،
نعم لو ثبت جزما أن سعدا ادعى ذلك كان هذا تكذيبا لسعد لكنه لم يثبت (2). انتهى.
اللقاء مع الإمام العسكري (عليه السلام) بين الصحة والوضع، ومع ولده (عليه السلام)
قال النجاشي: ولقى مولانا أبا محمد (عليه السلام)، ورأيت بعض أصحابنا يضعفون
لقاءه لأبي محمد (عليه السلام) ويقولون: هذه حكاية موضوعة عليه، والله أعلم (3).

1 - تنقيح المقال 2: 16 - باب السين.
2 - معجم رجال الحديث 9: 80.
3 - رجال النجاشي: 177 / 467.
24

عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) وقال:
عاصره ولم أعلم أنه روى عنه (1).
وقال العلامة الحلي في خلاصة أقواله: ولقي مولانا أبا محمد العسكري (عليه السلام) (2).
ونقل قول الشيخ والعلامة ابن داود في رجاله من غير رد، وكذلك القهبائي في
مجمع الرجال والأردبيلي في جامع الرواة (3).
التستري في قاموس الرجال: وأما قول النجاشي: رأيت بعض أصحابنا
يضعفون لقاءه لأبي محمد (عليه السلام)، ويقولون هذه حكاية موضوعة، فأشار إلى خبر
طويل رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين في باب ذكر من شاهد القائم (عليه السلام) (4).
وإليك بعض قطعاته التي أشكل العلماء عليها واستنكروها.
حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر
القمي، قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: أحمد بن مسرور، عن سعد
ابن عبد الله القمي قال: كنت إمرءا لهجا - يجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم
ودقائقها... - وكنت قد اتخذت طومارا وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب
المسائل، لم أجد لها مجيبا على أن أسأل عنها خبير بلدي أحمد بن إسحاق صاحب
مولانا أبي محمد (عليه السلام).

1 - رجال الطوسي: 431 / 3.
2 - خلاصة الأقوال: 156 / 3.
3 - مجمع الرجال 3: 106، جامع الرواة 1: 355.
4 - قاموس الرجال 5: 60.
25

فارتحلت خلفه وقد كان خرج قاصدا نحو مولانا بسر من رأى فلحقته في
بعض المنازل... فوردنا سر من رأى فانتهينا إلى باب سيدنا فاستأذنا فخرج علينا
بالإذن بالدخول عليه... قال سعد: فما شبهت وجه مولانا أبي محمد (عليه السلام) حين غشينا
نور وجهه إلا ببدر قد استوفى لياليه أربعا بعد عشر، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب
المشتري في الخلقة والمنظر... وبين يدي مولانا رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط
غرائب الفصوص المركبة عليها، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة،
وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئا قبض الغلام على أصابعه، فكان
مولانا يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها كيلا يصده عن كتابة ما أراد، فسلمنا
عليه فألطف في الجواب، وأومأ إلينا بالجلوس....
قال سعد: فلما انصرفنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا - من حلوان على
ثلاثة فراسخ - حم أحمد بن إسحاق وثارت به علة صعبة أيس من حياته فيها، فلما
وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان
قاطنا بها، ثم قال: تفرقوا عني هذه الليلة واتركوني وحدي، فانصرفنا عنه ورجع
كل واحد منا إلى مرقده.
قال سعد: فلما حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني
فإذا أنا بكافور الخادم - خادم مولانا أبي محمد (عليه السلام) - وهو يقول أحسن الله بالخير
عزاكم، وجبر بالمحبوب رزيتكم، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه، فقوموا
لدفعه، فإنه من أكرمكم محلا عند سيدكم... (1).
التستري في قاموس الرجال قال:... ويوضح وضعه اشتماله على وفاة أحمد

1 - كمال الدين: 454 / 21.
26

ابن إسحاق بعد منصرفه من عند العسكري (عليه السلام) وبعثه بطريق المعجزة كافور الخادم
من سر من رأى إلى حلوان عند سعد لتجهيز أحمد، مع أن بقاء أحمد بعد الإمام
العسكري (عليه السلام) مقطوع.
وأيضا سنده منكر فالصدوق إنما يروي عن أبيه وابن الوليد، عن سعد، وقد
رأيت أن الوسائط بينه وبين سعد في ذاك الخبر خمس. وأيضا لو كان الخبر صحيحا لم
يقول مثل شيخ الطائفة في سعد: عاصر الإمام العسكري (عليه السلام) ولم أعلم أنه روى
عنه؟
والمفهوم من تعبير النجاشي " يضعفون " أن القائلين بوضع الخبر جمع لا نفر.
انتهى (1).
السيد الخوئي (رحمه الله) في معجم الرجال: أن النجاشي ذكر أن سعدا لقى أبا
محمد (عليه السلام)، وحكى عن بعض الأصحاب تكذيب ذلك وأنه حكاية موضوعة عليه،
وتوقف الشيخ في ذلك وقال: ولم أعلم أنه روى عنه.
أقول: حكاية لقاء سعد أبا محمد (عليه السلام) رواها الصدوق في كمال الدين الباب 43
حديث 21 - في ذكر من شاهد القائم عجل الله فرجه ورآه وكلمه - وهذه الرواية
ضعيفة السند، وأنها قد اشتملت على أمرين لا يمكن تصديقهما: أحدهما صد
الحجة (عليه السلام) أباه من الكتابة والإمام (عليه السلام) كان يشغله برد الرمانة الذهبية! إذ يقبح
صدور ذلك من الصبي المميز فكيف ممن هو عالم بالغيب وبجواب المسائل الصعبة؟
الثاني: حكايتها عن موت أحمد بن إسحاق في زمان الإمام العسكري (عليه السلام)
مع أنه عاش إلى ما بعد العسكري (عليه السلام) (2). انتهى.

1 - قاموس الرجال 5: 60 - 61.
2 - معجم رجال الحديث 9: 80 - 82.
27

العلامة النمازي قال في مستدركاته: من أصحاب أبي محمد الحسن
العسكري (عليه السلام)، وتشرف بلقاء مولانا الحجة المنتظر مع أحمد بن إسحاق (1).
والذي يدل على أنه بقي إلى ما بعد الإمام العسكري (عليه السلام) هو ما نجده في ترجمة
أحمد بن إسحاق الأشعري القمي فانظر ما قاله العلماء فيه:
1 - الشيخ الطوسي في الفهرست: وكان من خواص أبي محمد (عليه السلام)، ورأى
صاحب الزمان (عليه السلام) (2).
2 - ابن داود في رجاله: كان خاص أبي محمد (عليه السلام) ثقة، ورأى صاحب
الزمان (عليه السلام) (3).
3 - العلامة في خلاصة الأقوال: وكان خاصة أبي محمد (عليه السلام)، وهو شيخ
القميين، رأى صاحب الزمان (عليه السلام) (4).
4 - التفرشي في نقد الرجال: كان من خاص أبي محمد (عليه السلام)، ورأى صاحب
الزمان (عليه السلام) (5).
ومضافا إلى هذا إليك الروايات الواردة في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي تدل
على بقائه إلى زمن الإمام الحجة عجل الله فرجه والتي نقل بعضها السيد الخوئي (رحمه الله)
في معجم رجال الحديث.

1 - مستدركات النمازي 4: 37 / 6136.
2 - فهرست الطوسي: 70 / 16.
3 - رجال ابن داود: 36 / 59.
4 - خلاصة الأقوال: 63 / 8.
5 - نقد الرجال 1: 105 / 12.
28

1 - بسنده، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي (رضي الله عنه)، عن سعد بن عبد الله
الأشعري، قال: حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري أنه جاءه
بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه، ويعلمه أنه
القيم بعد أخيه، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من
العلوم كلها.
قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام)
وصيرت كتاب جعفر في درجه، فخرج الجواب إلي في ذلك.
" بسم الله الرحمن الرحيم
أتاني كتابك أبقاك الله، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع
ما تضمنه على اختلاف ألفاظه، وتكرر الخطأ فيه... " (1) إلى آخره.
2 - وأخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن
جعفر، قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد (عليه السلام)، فدخلت على أحمد بن
إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده فقلت: إن هذا الشيخ وأشرت إلى أحمد
ابن إسحاق، وهو عندنا الثقة المرضي، حدثنا فيك بكيت وكيت، واقتصصت عليه ما
تقدم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو ومحله (2).
3 - وذكره في باب التوقيعات الواردة على أقوام ثقات.
روى أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي
قال: كنت وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر، فورد علينا رسول من قبل الرجل، فقال:

1 - الغيبة للشيخ الطوسي: 287 / 246.
2 - الغيبة للشيخ الطوسي: 355 / 316.
29

أحمد بن إسحاق الأشعري، وإبراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة بن اليسع
ثقات (1).
فنستنتج من هذه الترجمة أن أحمد بن إسحاق رأى الإمام الحجة (عليه السلام)، وأن
سعد الأشعري صحب ابن إسحاق فإذا لا مانع من قبول بقاء سعد الأشعري إلى
زمن الإمام الحجة (عليه السلام).
مصنفات الأشعري:
1 - كتاب الاستطاعة.
2 - بصائر الدرجات.
3 - كتاب جوامع الحج.
4 - كتاب الدعاء والذكر.
5 - كتاب الرحمة.
6 - كتاب الرد على الغلاة.
7 - كتاب الزكاة.
8 - كتاب الصلاة.
9 - كتاب الصوم.
10 - كتاب الضياء في الإمامة.
11 - كتاب الطهارة.
12 - كتاب فرق الشيعة.

1 - الغيبة للشيخ الطوسي: 417 / 395.
30

13 - كتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
14 - كتاب فضل العرب.
15 - كتاب فضل قم والكوفة.
16 - كتاب فضل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
17 - كتاب مثالب رواة الحديث.
18 - كتاب المزار.
19 - كتاب مقالات الإمامية.
20 - كتاب مناقب رواة الحديث.
21 - كتاب مناقب الشيعة.
22 - كتاب المنتخبات نحو من ألف ورقة.
23 - كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه.
وفاة الأشعري:
قال النجاشي: توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة تسع وتسعين
ومائتين (1)، وكذلك العلامة وأضاف قولا آخر: مات (رحمه الله) يوم الأربعاء لسبع
وعشرين من شوال سنة ثلاثمائة في ولاية رستم (2).
وقال ابن داود: مات سنة ثلاثمائة، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها بسنة (3)
وعلى كل فوفاته بين هذه السنين الثلاث.

1 - رجال النجاشي: 178.
2 - خلاصة الأقوال: 156 / 3.
3 - رجال ابن داود: 102 / 681.
31

ترجمة
الشيخ حسن بن سليمان بن محمد
الحلي
33

اسمه ونسبه:
هو الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد العاملي
الأصل الحلي الموطن، ذكره آقا بزرگ الطهراني في موضعين من كتابه طبقات أعلام
الشيعة، ذكره مفصلا في الضوء اللامع في القرن التاسع، وفي الحقائق الراهنة في المائة
الثامنة، والذي يبدو من إجازته للحموياني التي أرخها في سنة 802 ه‍. أنه كان حيا
سنة 802.
عالم فقيه كان من أجلاء تلامذة الشهيد الأول (رحمه الله)، وهو محدث جليل وفقيه
نبيل، وهو ثاني الستة المجازين بإجازة واحدة من الشهيد الأول تاريخها 12 شعبان
757 ه‍.
مشايخه:
1 - أستاذه الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الجزيني.
2 - السيد بهاء الدين علي بن السيد غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد
الحسيني النيلي النجفي صاحب كتاب الأنوار المضيئة والدر النضيد وشرح المصباح
الصغير وغيرها.
3 - الشيخ محمد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي.
4 - رضي الدين علي ولم يعرف من هو.
تلاميذه:
1 - الشيخ حسين بن محمد بن الحسن الحموياني، وله إجازة من أستاذه
35

المترجم له بهذا النص: قرأ علي الشيخ العالم الموفق عز الدين حسين بن محمد بن
الحسن الحموياني الجزء الأول والثاني من كتاب الخصال تصنيف الشيخ الفاضل
السعيد المرحوم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي من أوله
إلى آخره وأذنت له في روايته عني عن شيخي العالم الشهيد ولي آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي، عن شيخه السيد عميد الدين بن عبد المطلب
الأعرج الحسيني، عن جده السيد فخر الدين أبي الحسن علي، عن شيخه السيد عبد
الحميد بن فخار، عن السيد أبي علي فخار، عن شيخه محمد بن إدريس، عن الحسين
ابن رطبة السوراوي، عن الشيخ أبي علي الطوسي، عن والده، عن الشيخ المفيد
محمد بن النعمان، عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه فليروه عني لمن شاء كيف شاء
بهذا الطريق وبغيره من طرقي إلى مصنفه نفعه الله بما كتب وقرأ ووفقه للعمل بما علم،
وأنا أطلب منه أن يدعو لي عند قراءته له ونشر علمه والإفادة به فقد روي في
الحديث: " من دعا لأخيه المؤمن نودي من العرش لك مائة ألف ضعف ".
وكتب عبد الله حسن بن سليمان بن محمد في الثالث والعشرين من شهر محرم
الحرام سنة 802 هجرية والحمد لله وحده.
2 - السيد تاج الدين عبد الحميد بن أحمد بن علي الهاشمي الزيني يروي عنه
إجازة.
وروى الشيخ شمس الدين محمد الجبعي جد الشيخ البهائي المتوفي سنة
886 ه‍ الصحيفة السجادية، عن علي بن محمد بن علي بالإجازة عام 851 ه‍ وهو
قرأ الصحيفة على تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدين أحمد بن علي الهاشمي الزيني
وهو يرويها عن أستاذه المترجم له.
36

مصنفاته:
1 - مختصر البصائر. وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله.
2 - المحتضر. وفيه تحقيق معاينة المحتضر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) عند وقت
الاحتضار ورؤيته لهم (عليهم السلام) حقيقة، وقد تعرض فيه للرد على الشيخ المفيد في
تأويله الأخبار الواردة في ذلك حيث حملها على الانكشاف التام، بمعنى أن المحتضر
يرى جزاء وثواب ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) لا أنه يرى الأنوار القدسية لأصحاب
الكساء (عليهم السلام).
3 - كتاب الرجعة والرد على أهل البدعة، هذا ما قاله الأميني في أعيان
الشيعة (1).
وإليك أقوال العلماء فيه:
أ - قال صاحب روضات الجنات: وله أيضا كتاب في الرجعة لطيف ينقل عنه
العلامة المجلسي كثيرا (2).
ب - قال صاحب رياض العلماء: وكتاب الرجعة له أيضا (3).
ج - وفي مقدمة البحار: وله كتب منها: رسالة في الرجعة (4).

1 - أعيان الشيعة 5: 106 - 107.
2 - روضات الجنات 2: 293.
3 - رياض العلماء 1: 193.
4 - مقدمة البحار: 195.
37

د - قال آقا بزرگ في الضوء اللامع في القرن التاسع: وله رسالة في الرجعة (1).
ه‍ - وقال في الذريعة ج 1: إثبات الرجعة ينقل عنها العلامة المجلسي في
البحار (2).
و - وقال أيضا في ج 10: الرجعة، ينقل عنها العلامة المجلسي في البحار
كثيرا (3).
ز - وقال النائيني في معجم مؤلفي الشيعة: إثبات الرجعة (4).
قصتي مع الرجعة
في أوائل شهر رمضان من سنة 1416 ه‍ أرسلتني مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
إلى منزل العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله) لمعاونته على عمله في
" مستدركاته على الذريعة " ومطابقتها مع فهارس المخطوطات وقد وقع أمام عيني
كتاب اسمه " الرجعة في الرد على أهل البدعة " فأعجبني الاسم ودونته في وريقات
مذكراتي وبعد وفاة السيد (رحمه الله) رجعت أعمل في المؤسسة ورحت أبحث عن هذا
الكتاب في فهارس المخطوطات فوجدت له نسخة في المكتبة الرضوية ونسخة في
مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي وطلبت من المؤسسة أن تصور لي
النسخة التي في المكتبة الرضوية فسعت في ذلك مجدة جزاها الله خيرا وجاءت

1 - الضياء اللامع: 34.
2 - الذريعة 1: 91.
3 - الذريعة 10: 162.
4 - معجم مؤلفي الشيعة: 143.
38

نسخة الرجعة من مشهد المقدس وطالعت منها صفحات وعلى حواشيها تعليقات
للناسخ ولضيق وقتي أصابها السبات في مخزن أوراقي وبعد مرور عدة أشهر عليها
أخرجتها وصممت على تحقيقها وإخراجها إلى عالم الطباعة.
وبدأت بكتابتها وأنا أعيش في نشوة كبيرة ملأت قلبي وما أن كتبت منها
صفحات وإذا تبين لي أنها نفس كتاب " مختصر البصائر " وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله
تعالى.
ثم إن العلماء الذين ذكروا في مصنفاتهم بأن رسالة الرجعة أو كتاب الرجعة
هو أحد مصادر البحار، وعلى هذا المبنى اختلط الأمر على الذي خرج أحاديث
البحار حيث خرج أحاديث المختصر ولم يخرج الأحاديث المختصة بباب الرجعة، في
حين أن الرجعة هي رسالة أدرجها الحلي ضمن باب الكرات وحالاتها والذي جاء
في أولها: يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربه الغني حسن بن سليمان: إني قد رويت في
معي الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد الله فأنا مثبتها في هذه الأوراق.
وعلى هذا لم تكن رسالة الرجعة مصدرا مستقلا.
ولقد غصت في أعماق البحار لعلي أجد شيئا اسمه الرجعة فلم أجد أي ذكر
للرجعة لا اسما ولا رمزا، وقد أشار العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله)
في تعليقاته على فهرس مخطوطات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي (قدس سره) على
أن الرجعة هو مختصر البصائر.
4 - رسالة أحاديث الذر: الذي قال في أولها: يقول العبد الضعيف الفقير إلى
ربه الغني حسن بن سليمان بن محمد الحلي: رويت عن الشيخ الفقيه الشهيد السعيد
أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي، عن السيد عبد المطلب بن الأعرج الحسيني، عن
39

الحسن بن يوسف بن المطهر، عن أبيه، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن شاذان
ابن جبرئيل، عن العماد الطبري، عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن
أبيه إلى آخره، وهذه الرسالة أيضا ألحقها المترجم له في القسم الثاني من المختصر (1).
5 - رسالة في تفضيل الأئمة (عليهم السلام) على الأنبياء (عليهم السلام) والملائكة.
قال عبد الله الأفندي في تعليقته على أمل الآمل: وهذه الرسالة عندنا منها
نسخة..
أقول: إنها مطبوعة مع كتاب المحتضر (2) للمترجم له من طبعة النجف
الأشرف. وعدد صفحات الرسالة أكثر بثلاثة أضعاف من كتاب المحتضر.
أقوال العلماء في المختصر:
1 - الخوانساري في روضات الجنات: وله كتاب " منتخب بصائر الدرجات "
للشيخ الأجل سعد بن عبد الله القمي (3).
2 - الحر العاملي في أمل الآمل: له " مختصر بصائر الدرجات " لسعد بن
عبد الله (4).
3 - الأميني في أعيان الشيعة: من مؤلفاته كتاب منتخب بصائر الدرجات أو
مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله الأشعري، وذكر بعض المعاصرين أن له

1 - مختصر البصائر: 149. طبع النجف الأشرف.
2 - المحتضر: 31، السطر السابع.
3 - روضات الجنات 2: 293.
4 - أمل الآمل 2: 66 / 180.
40

مختصر البصائر ومنتخب البصائر (1).
4 - وقال آقا بزرگ في الضياء اللامع في القرن التاسع: وهو صاحب مختصر
بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله مع ضم أخبار أخر من عدة كتب صرح
بأسمائها (2).
5 - وقال النائيني في معجم مؤلفي الشيعة: ومن كتبه مختصر بصائر
الدرجات (3).
6 - وقال النيسابوري في كشف الحجب والأستار: منتخب بصائر الدرجات
للشيخ حسن بن خالد الحلي (4).
7 - وقال آقا بزرگ في الذريعة أيضا في ج 3: بصائر الدرجات لسعد بن
عبد الله بن أبي خلف الأشعري، وقد اختصر البصائر الشيخ حسن بن سليمان بن
محمد بن خالد الحلي (5).
8 - قال المجلسي في البحار ج 1: وكتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل
حسن بن سليمان تلميذ الشهيد (رحمه الله) انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي
خلف، وذكر فيه من الكتب الأخرى مع تصريحه بأساميها (6).

1 - أعيان الشيعة 5: 107.
2 - الضياء اللامع في القرن التاسع: 34.
3 - معجم مؤلفي الشيعة: 143.
4 - كشف الحجب والأستار: 559 / 3149.
5 - الذريعة 3: 124 / 415.
6 - بحار الأنوار 1: 16.
41

9 - وقيل في مقدمة البحار: وله كتب منها: مختصر بصائر الدرجات لشيخنا
الأقدم سعد بن عبد الله الأشعري، اختصر البصائر وأضاف إليه روايات أخرى من
كتب معتبرة (1).
10 - وقال الأفندي في تعليقته على أمل الآمل، بعد نقل قول أستاذه العلامة
المجلسي. وعبارة الحسن بن سليمان في كتاب الرجعة: وهذه العبارة تدل على أن
مختصر البصائر لسعد بن عبد الله لا أصل البصائر، فلعل هذه الرسالة - يعني الرجعة -
منتخبة من مختصر بصائر الدرجات الذي لسعد بن عبد الله والبصائر لمحمد بن
الحسن الصفار وانتخاب البصائر لحسن بن سليمان. فليلاحظ (2)، انتهى.
11 - وقال أيضا في رياض العلماء وقد نقل قول أستاذه العلامة المجلسي حول
مؤلفات المترجم له وذكر له ثلاثة كتب: منتخب البصائر والمحتضر وكتاب الرجعة.
فقال الأفندي: ثم قد يتوهم اتحاد رسالة الرجعة له مع كتاب مختصر البصائر، قال في
أثناء تلك الرسالة: يقول حسن بن سليمان بن خالد: إني قد رويت في معنى الرجعة
أحاديث... إلى آخره، لكن الحق ما حققناه. نعم في هذه العبارة دلالة على ما قلناه
من أن أصل البصائر لغير سعد بن عبد الله ولكن المختصر له والانتخاب منه لهذا
الشيخ (3)، انتهى.
وهذا الرأي الأخير للأفندي ظاهرا هو الرأي الصحيح وتحققت من صحته
من خلال تخريجاتي للأحاديث فقد وجدت أكثر أحاديث المختصر هي موجودة في

1 - مقدمة البحار: 195.
2 - تعليقة الأفندي على أمل الآمل: 115 / 180.
3 - رياض العلماء 1: 194.
42

بصائر درجات الصفار بعينها سندا ومتنا إلا ما شذ وندر، والذي يبدو أن الأشعري
اختار من كل باب عدة أحاديث هو اعتمدها دون غيرها إما لتكرار متنها أو
لتوافق سندها.
وإليك الأدلة التالية:
1 - رأيت في جميع النسخ الخطية التي صورتها والتي ذهبت إلى خزانتها
فقرأتها وعلى اختلاف مسمياتها أن الحسن بن سليمان الحلي يقول بالحرف الواحد:
نقلت من مختصر البصائر لسعد بن عبد الله الأشعري، وهذا دليل واضح على أن
المختصر للأشعري، وإن لم يذكره من ترجم للأشعري.
2 - ذكر الحر العاملي في خاتمة الوسائل ما نصه: كتاب الحلل مختصر البصائر
للشيخ الفقيه الجليل سعد بن عبد الله انتخبه الشيخ الفاضل الحسن بن سليمان بن
خالد، تلميذ الشهيد (1).
3 - ما نقله الحر العاملي في كتابه الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
باختلاف تعابيره ما نصه: ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمي في رسالته نقلا
من كتاب مختصر البصائر لسعد بن عبد الله.
وإليك بعض صفحات الكتاب: ص 151 حديث 53 و 152 حديث 54 و
155 حديث 58 و 178 ذيل حديث 27 و 185 حديث 42 و 272 حديث 79
و 279 حديث 93 و 282 حديث 100 و 291 حديث 113 و 332 ذيل حديث
45 و 357 حديث 104 و 106 وغيرها من الصفحات. وهذا دليل على أن عنوان
الكتاب ثابت عنده بهذا الاسم.

1 - خاتمة الوسائل 30: 155 / 22.
43

نظرات وتأملات حول الكتاب:
ذكر الشيخ عبد الله أفندي: أن الشيخ حسن بن سليمان قال نفسه في أثناء
كتاب (منتخب البصائر): إن كتاب (مختصر البصائر) لسعد بن عبد الله. فلعل أصل
كتاب (البصائر) لمحمد بن الحسن الصفار، و (الاختصار) لسعد بن عبد الله،
و (الانتخاب) لهذا الشيخ، فلاحظ (1).
وقد رد على هذا سيد الأعيان المحسن الأمين العاملي (قدس سره) فقال: ولا يخفى أن
هذا اجتهاد في مقابل النص، ف‍ (بصائر الدرجات) لسعد بن عبد الله بلا ريب، بنص
النجاشي، والشيخ، وغيرهما. و (مختصره) للمترجم - أي الشيخ حسن - والصفار له
بصائر آخر (2).
وأضاف العلامة الطهراني رضوان الله عليه: أن منشأ وقوع صاحب الرياض
في هذا الوهم، قول الشيخ حسن في أول كتابه (إثبات الرجعة): إني قد رويت في
معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد الله، وأنا مثبتها في هذه الأوراق،
ثم ارجع إلى ما رواه سعد في كتاب (مختصر البصائر).
فقرأ صاحب الرياض: أرجع بصيغة المتكلم، ومقتضاه الوعد بأن يذكر
روايات سعد بعد روايات غيره في هذا الكتاب، مع أنه لم يذكر فيه شيئا من روايات
سعد أبدا.
فيظهر منه أن قوله (ارجع) أمر لمن أراد الاطلاع على أحاديث سعد أيضا،

1 - رياض العلماء 1: 194.
2 - أعيان الشيعة 5: 106 - 107.
44

برجوعه إلى كتابه الآخر الذي ألفه، وأورد فيه أحاديث سعد وهو (مختصر كتاب
البصائر) (1).
أقول: إن الذي يتبادر إلى نظري عدة أمور:
منها: أنه يبدو من كلمات سماحة سيدنا الأمين وشيخنا الطهراني تغمدهما الله
برحمته، أنهما لم يطلعا على عبارة الشيخ حسن في أول كتابه المطبوع باسم (مختصر
بصائر الدرجات) (2) فإن هذا الشيخ ذكر صريحا واضحا أنه ينقل من كتاب (مختصر
البصائر) تأليف سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، ومؤدى هذه العبارة أوردها
صاحب الرياض في مفتتح كلامه السابق فتأمل.
ومنها: إنه ربما كان لسعد كتابان، أحدهما باسم (بصائر الدرجات) الذي
أشار إليه النجاشي والطوسي وغيرهما، والآخر باسم (مختصر البصائر) الذي ذكره
وأشاد به الشيخ حسن في كتابه المذكور مرتين: مرة في أول صفحة منه، والأخرى في
صفحة 30 طبعة النجف الأشرف بتقديم العلامة الأوحد المغفور له الشيخ
الأوردآبادي (قدس سره).
ومنها: أنا وجدنا الروايات التي أوردها الشيخ حسن في كتابه عن طريق
سعد، وجدناها - على الأعم الأغلب - بنصها وفصها، سندا ومتنا، متطابقة ومتوافقة
مع (بصائر الدرجات) للصفار!
وبناء على هذا فلربما ينهض احتمال الميرزا عبد الله أفندي، ويؤيد ظنه

1 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة 3: 124 / 415.
2 - اللهم إلا أن يكون مختصر البصائر هو بعينه رسالة الرجعة، وهذا لا يمكن كما ستأتي
الإشارة إليه.
45

ويدعمه، باعتباره من أصدق الشواهد عليه.
وإذا قيل: بأن الشيخ سعد القمي، والشيخ محمد الصفار، لما كانا مشاركين في
أكثر الرجال، باعتبار أنهما في طبقة واحدة، وفي عصر واحد، لذا فإنهما وردا موردا
واحدا، وأخذا من مصدر معين، وبهذا تكون مروياتهما متشابهة ومتشاكلة بعضها
مع البعض الآخر، فحينئذ لا يأخذ بادعاءكم السابق مأخذه في إقامة الدليل على
الاحتمال المذكور.
فنجيب على ذلك ونقول: إن كل ما في كتاب الشيخ سعد - على الأغلب - قائم
يتراءى على هيئته في كتاب الصفار، وليس ثمة اختلاف مهم يذكر في هذا الصدد،
حتى أن الأشعري سار في (مختصره) مع ترتيب الأجزاء وأبواب كتاب الصفار،
حيث يبدو للمراجع الكريم جليا أنه انتخب من كل باب رواية أو روايتين وهكذا.
ومن أعجب وأغرب الأمور المتفقة في ذلك، أن اسم الكتاب (بصائر
الدرجات) لم يسلم أيضا من تلك المجانسة والمؤانسة من التوافق والتطابق
الموجودين! ولا أدري فهل للمشاركة والمعاصرة المذكورتين دخل في اقتباس
وانتخاب عنوان الكتاب أيضا؟!
ومن البعيد جدا - لا سيما على أمثالهما - أنه لم يطلع أحدهما على نتاج الآخر،
وعلى الأقل في ذلك تكون أسماء الكتب المؤلفة من قبلهما!
فأي شئ تعلل به تلك التشابهات؟ سوى أنهما يرجعان إلى أصل واحد،
وكتاب فارد؟!
ومنها: أن العلامة الطهراني رحمه الله تعالى، كان قد نقل قول الشيخ حسن
وهو إني قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق... إلى آخرها. وعزاها
46

إلى كتابه (إثبات الرجعة) في موضعين من (الذريعة) في الجزء الأول، صفحة 91 رقم
439، وفي الجزء الثالث، صفحة 124 رقم 415.
وقال الشيخ عبد الله أفندي: إنه قد يتوهم اتحاد (رسالة الرجعة) له مع كتاب
(مختصر البصائر) قال في أثناء تلك الرسالة: يقول حسن بن سليمان بن خالد إني قد
رويت في معنى الرجعة (1)... وساق عين العبارة التي أوردها شيخنا الطهراني (قدس سره)!.
والحال أنا وجدنا هذه الجملة بنصها مثبتة ومطبوعة ضمن كتابه (مختصر
البصائر) وفي صفحة 30 على وجه التعيين من النسخة المطبوعة المومى إليها آنفا،
وكذلك فهي موجودة أيضا في سائر الأصول المعتمدة المخطوطة التي بحوزتنا فهل
يعني ذلك أن كتاب (الرجعة) أو (إثبات الرجعة) هو بعينه كتاب (مختصر البصائر)
الذي حذر من توهمه الشيخ عبد الله أفندي؟! لا سيما وأنه بحوزتنا الآن مخطوطة
تحمل اسم (إثبات الرجعة) ومحتواها لا يختلف عن (مختصر البصائر) (2)؟!
ولا يخفى فإن الحر العاملي كان قد أدرج رسالة الرجعة ضمن مصادر كتابه
(الإيقاظ من الهجعة) (3) وكل ما نقل من تلك الرسالة وجدناه بحذافيره في (مختصر
البصائر) ومع ذلك فإنا آثرنا أن نبقي عنوان الكتاب (مختصر البصائر) على ما هو

1 - رياض العلماء 1: 195.
2 - أضف إلى ذلك أن محتوى (مختصر بصائر الدرجات) يدور على الأكثر حول موضوع
الرجعة والمسائل العقائدية المربوطة بها، راجع على الخصوص (باب الكرات وحالاتها وما
جاء فيها).
3 - وقد ذكر الحر العاملي (قدس سره) في مقدمة كتابه المشار إليه أنه لم يحضره عاجلا كتاب (مختصر
بصائر الدرجات) فتأمل.
47

المشهور المعروف المتداول، حذرا من أن نأتي باسم آخر، لئلا يجر ذلك إلى مسائل
اخر نحن في غنى عنها.
وأحب أن ألفت نظر القارئ العزيز أن مصنف كتابنا هذا نقل من كتاب
مختصر البصائر لسعد بن عبد الله أحاديثا جمة بلغت نصف الكتاب، والنصف الثاني
من مصادر شتى، منها مطبوعة وبعض منها محققة، ولهذا - وحسب الظاهر - اشتهر
اسم الكتاب بالمختصر، وكان العلامة المجلسي (رحمه الله) ينقل عنه باسم مختصر البصائر
ويرمز له برمز (خص).
وأما القسم الثاني من المختصر فنقل العلامة أحاديثه من مصادره الأصلية
دون تعرض لاسم ورمز المختصر، ولذا ارتأينا أن نكمل السفر الأول دون الثاني
تحاشيا وتجنبا من التكرار في العمل. والله من وراء القصد.
النسخ المعتمدة:
1 - النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة،
والتي رقمها 2018 وتحمل اسم الرجعة والرد على أهل البدعة، تاريخ نسخها في سنة
1085 ه‍ بيد بهاء الدين محمد بن علي نقي الطغائي وله حواشي كثيرة على بعض
الأحاديث. ورمزت لها بحرف " ض "، وهي كاملة.
2 - النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة،
وتحمل اسم مختصر البصائر، تاريخ نسخها 1079 ه‍ ولم يذكر اسم ناسخها ورمزت
لها بحرف " ق " وفيها سقوطات كثيرة قد تجاوزت حد الأبواب، والتي رقمها 1850.
3 - النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة،
48

وتحمل اسم منتخب بصائر الدرجات، ورقمها 8009، نسخها محمد قاسم بن شجاع
الدين النجفي بتاريخ 1079 وهي كاملة ورمزت لها بحرف " س "، وقد ظهر عليها
تواريخ الذين استنسخوها من بعده وأسمائهم، وظهرت على حواشيها تأشيرات تدل
على أنها قوبلت مع نسخة أخرى.
وكان بودي أن أحصل على عدد أكثر من النسخ الخطية ولكن وجدت في
بعض المكتبات غلاء التصوير، وعدم توفر أجهزة التصوير في البعض الآخر،
فاكتفيت بما حصلته.
وتنزها عن المكابرة، وتواضعا أمام كبار المحققين وأساطين المدققين أن أقف
أمامهم بأدب واحترام، وأنطق بلسان أوثقته عيوبه، أن لا يؤاخذوني على كل
مأخذ، وأن يقيلوا لي عثرتي، ويقيموا زلتي في أمر تحقيقي ومقدمتي.
منهجية التحقيق:
1 - أول عمل قمت به وكما ذكرت آنفا كتبت نسخة " ض " من أولها إلى
آخرها، ثم قوبلت مع نسختي " ق وس " وكذلك المطبوع.
2 - ضبط النص، وقد اتبعت فيه عملية التلفيق بين النسخ، وتثبيت
الاختلافات المهمة في الهامش، وما أثبته من المصادر وضعته بين معقوفتين.
3 - تخريج الأحاديث من منابعها مع ذكر الاختلاف في الهامش، وتخريج
الآيات الشريفة من القرآن المجيد.
4 - تعريفات مختصرة لبعض الكلمات المبهمة، وشروحات لبعض المسائل
العقائدية والتاريخية.
49

5 - ترجمة لبعض رجال السند والمتن من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وغيرهم مع
مراعاة الاختصار.
6 - أعددت الفهارس المكثفة في نهاية عملي لتعم الفائدة والمنفعة، ولنسهل
على ذوي الاختصاص الرجوع لأي موضوع من مواضيع الكتاب، والفهارس التي
أعددتها في كتابي هذا هي كما يلي:
1 - فهرس الآيات القرآنية.
2 - فهرس الأحاديث الشريفة.
3 - فهرس المعصومين (عليهم السلام) ولقد وحدنا في فهرس المعصومين (عليهم السلام) بين
السند والمتن.
4 - فهرس أعلام السند.
5 - فهرس أعلام المتن.
6 - فهرس الفرق والطوائف والجماعات.
7 - فهرس الأماكن والبقاع.
8 - فهرس الوقائع والأيام.
9 - فهرس الحيوانات.
10 - فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن.
11 - فهرس مصادر المقدمة والتحقيق.
12 - فهرس المحتويات.
وقبل الختام شريطتنا على قارئ كتابنا الإقصار عن طلب عيوب خطائنا،
والصفح عن ما يقف عليه من إغفالنا، والتجاوز عن ما ينتهي إليه من إهمالنا، وإن
50

أداه التصفح إلى صواب نشره، أو إلى خطأ ستره، لأنه قد تقدمنا بالإقرار، ولابد
للإنسان من زلل وعثار. والحمد لله خالق الجنة والنار، باعث النبي المختار، ومصطفي
الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
شكر وتقدير:
وفي الختام لا بد لي من أن اقدم وافر شكري لإدارة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
علي سعيها للحصول على مخطوطات المختصر من مكتبة الإمام الرضا (عليهم السلام)، وأجدد
شكري على اجازتها لي بالاستفادة من مكتبتها العامرة، وهذه في الحقيقة هو ديدنها
باتجاه المحققين، ومصداقا من مصاديق إحياء تراث أهل البيت (عليهم السلام)، وفقها الله لكل
خير ودامت لإحياء التراث.
وختام شكري لابنتي الكبيرة كوثر حيث تبنت مقابلة كتابي هذا من أول
مراحله إلى آخر مرحلة منه فجزاها الله عني خير الجزاء.
الفقير إلى رحمة ربه الغني
مشتاق المظفر
الجمعة 13 رجب الأصب 1420 ه‍. ق
51

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبد الله بن أبي
خلف القمي (رحمه الله).
[/ 1] عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره، عن بشير
الدهان، عن حمران بن أعين، عن جعيد الهمداني (1) - وكان جعيد ممن خرج مع
الحسين بن علي (عليهما السلام) فقتل (2) بكربلاء - قال: قلت للحسين بن علي (عليهما السلام): بأي حكم
تحكمون؟ قال: " يا جعيد بحكم آل داود، فإذا أعيينا عن شئ تلقانا به روح
القدس " (3).

1 - جعيد الهمداني: عده الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الأئمة الحسن والحسين وعلي
ابن الحسين (عليهم السلام)، وضبط اسمه العلامة الحلي فقال: جعيد - بضم الجيم والياء بعد العين
المهملة - همداني، وقيل: إن اسمه جعدة ولكن هو من غلط النساخ كما قاله المامقاني والسيد
الخوئي، ولم يصرح أحد منهم بأنه قتل بكربلاء.
انظر رجال الطوسي: 67 / 2 و 72 / 7 و 86 / 5، ورجال البرقي: 7 - 8، وتنقيح المقال 1:
230 / 1908، ومعجم رجال الحديث 5: 111 / 2351 ورجال العلامة: 310 / 1219.
2 - فقتل، لم ترد في نسخة " ق ".
3 - بصائر الدرجات: 452 / 7، وفيه: ممن خرج مع الحسين (عليه السلام) بكربلاء، وعنهما في البحار
25: 57 / 22، وأورده الكليني في الكافي 1: 398 / 4، باختلاف يسير. وفيه عن جعيد
الهمداني، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: سألته بأي....
61

[/ 2] موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن بن علي الوشاء
قال: حدثني علي بن عبد العزيز، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس
يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجه عليا (عليه السلام) إلى اليمن ليقضي بينهم (1)، فقال
علي (عليه السلام): " فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله عز وجل وحكم رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " فقال: " صدقوا ".
فقلت: وكيف ذاك ولم (يكن انزل) (2) القرآن كله، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
غائبا عنه؟ فقال: " كان يتلقاه به روح القدس " (3).
[/ 3] أحمد بن محمد بن عيسى (4) وأحمد بن إسحاق بن سعيد، عن الحسن
ابن العباس بن حريش (5)، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: " قال أبو جعفر

1 - في نسخة " ق ": فيهم.
2 - في نسخة " ق ": ينزل، بدل ما بين القوسين.
3 - بصائر الدرجات: 452 / 8، وفيه زيادة في أول سنده وهو: عمران بن موسى، وعنهما في
البحار 25: 57 / 23.
4 - في نسخة " ق " محمد بن عيسى، والظاهر كلا الطريقين صحيح لأنهما ممن روى عنهما
الصفار والأشعري.
انظر معجم رجال الحديث 9: 83 - 84، و 16: 272 - 273.
5 - في البصائر: الحسن، عن العباس بن حريش، وما في المتن والبحار ظاهرا هو الصواب،
وقد عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام)، وضبط اسمه العلامة في خلاصته،
فقال: بالحاء غير المعجمة والراء والياء المنقطة والشين المعجمة.
انظر رجال الشيخ الطوسي: 400 / 7، رجال العلامة: 214 / 13.
62

محمد بن علي الباقر (عليه السلام): إن الأوصياء (عليهم السلام) محدثون يحدثهم روح القدس ولا
يرونه، وكان علي (عليه السلام) يعرض على روح القدس ما يسأل عنه، فيوجس في نفسه أن
قد أصبت الجواب، فيخبر به فيكون كما قال (1) " (2).
[/ 4] إسماعيل بن محمد البصري، قال: حدثني أبو الفضل عبد الله بن
إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته (3) مرخى عليه ستره؟ فقال: " يا مفضل
إن الله تعالى جعل في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة أرواح (4): روح الحياة وبها دب ودرج،
وروح القوة فبها نهض وجاهد عدوه، وروح الشهوة فبها أكل وشرب وأتى النساء
من الحلال، وروح الإيمان فبها أمر وعدل، وروح القدس فبها حمل النبوة.
ولما قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انتقل روح القدس فصار في الإمام (عليه السلام)، وروح
القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو (5)، والأربعة الأرواح تنام وتلهو (6)

1 - في نسخة " س " والمطبوع: كما كان.
2 - بصائر الدرجات: 453 / 9، وعنهما في البحار 25: 57 / 24.
3 - في نسخة " ق ": بيت.
4 - قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في اعتقاداته ص 50 - ضمن مصنفات الشيخ المفيد (رحمه الله) -: والاعتقاد
في الروح أنه ليس من جنس البدن، وأنه خلق آخر، لقوله تعالى: * (ثم أنشأنه خلقا آخر
فتبارك الله أحسن الله الخالقين) *، سورة المؤمنون: 14.
واعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام) أن فيهم خمسة أرواح: روح القدس، وروح
الإيمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح المدرج.
5 - في نسخة " ض و س ": ولا يزهو، وكذا المختصر المطبوع.
6 - في نسخة " ق ": وتلذ، بدل: وتلهو.
63

وتسهو (1)، وبروح القدس كان يرى ما في شرق الأرض وغربها وبرها وبحرها "
قلت: جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال: " نعم، وما دون العرش " (2).
[/ 5] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مروان (3)، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل خلق
الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) على خمسة أرواح: روح الايمان، وروح القوة وروح الشهوة،
وروح الحياة، وروح القدس، فروح القدس من الله عز وجل، وسائر هذه الأرواح
يصيبها الحدثان، وروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا يلعب، فبروح القدس يا جابر
علمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى " (4).
[/ 6] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد
البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي الصباح الكناني،

1 - في نسخة " ض و س ": وتزهو، وكذا المختصر المطبوع.
2 - بصائر الدرجات: 454 / 13، وعنهما في البحار 25: 57 / 25، وأوردها الكليني في
الكافي 1: 272 / 3، إلى قوله: وروح القدس كان يرى به.
3 - في نسخة " ق و س ": عثمان بن مروان، وكذا المختصر المطبوع، والظاهر ما في المتن
والمصدر والبحار هو الصواب، لأنهم لم يصرحوا باسم عثمان بن مروان إلا السيد الخوئي في
ج 2: 138 من معجمه، قائلا: والصحيح عمار بن مروان، والنمازي في مستدركاته، انظر
معجم رجال الحديث 13: 272، و 4: 337 و 17: 149، ورجال النجاشي: 129: 332 و
291 / 780، وفهرست الشيخ: 189 / 525، ومجمع الرجال 4: 243، ومستدركات
النمازي 5: 223.
4 - بصائر الدرجات: 453 / 12، وفيه: محمد بن بشار بدل محمد بن سنان، وعنهما في
البحار 25: 58 / 26.
64

عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا
إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) * (1) فقال: " خلق (2) من
خلق الله، أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره ويسدده،
وهو مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده " (3).
[/ 7] عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت
تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) * (4)
قال: " لقد أنزل الله عز وجل ذلك الروح على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وما صعد إلى السماء منذ
انزل، وإنه لفينا " (5).
[/ 8] عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (6)، عن
علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا

1 - الشورى 42: 52.
2 - في نسخة عتيقة: الروح خلق (حاشية نسخة س).
3 - بصائر الدرجات: 455 / 2، وعنهما في البحار 25: 59 / 28. وأورده الكليني في الكافي
1: 273 / 1.
4 - الشورى 42: 52.
5 - بصائر الدرجات: 457 / 12، وعنهما في البحار 25: 61 / 37، باختلاف يسير، وأورده
الكليني في الكافي 1: 273 / 4، بسند آخر مع اختلاف يسير.
6 - في البصائر: أبو محمد، عن حمران بن موسى بن جعفر.
وموسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عده الشيخ في من لم يرو عنهم (عليهم السلام)، وله كتاب حدثنا به
عمران بن موسى.
انظر رجال النجاشي: 406 / 1076، رجل الطوسي: 514 / 126.
65

عبد الله (عليه السلام) عن العلم ما هو؟ أعلم يتعلمه العالم من أفواه الرجال، أو في كتاب
عندكم تقرؤونه فتتعلمون (1) منه؟ فقال: " الأمر أعظم من ذلك وأوجب (2)، أما
سمعت قول الله عز وجل * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما
الكتاب ولا الايمان) * (3) (أكان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان "؟
فقلت: لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك؟ قال: " بلى قد كان في حال
لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان) (4) حتى بعث الله تلك الروح التي ذكرها في الكتاب،
فلما أوحاها الله إليه علم بها العلم والفهم، وهي الروح التي يعطيها الله من يشاء،
فإذا أعطاها علمه (5) الفهم والعلم " (6).
[/ 9] حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول * (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر
ربي) * (7) قال: " خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضى غير
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو مع الأئمة (عليهم السلام) يوفقهم ويسددهم وليس كل ما طلب وجد " (8).

1 - في نسخة " ق و س ": فتعلمون.
2 - في البصائر: وأجل.
3 - الشورى 42: 52.
4 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
5 - في نسخة " ض ": علمهم.
6 - بصائر الدرجات: 460 / 5 باختلاف، وعنهما في البحار 25: 63 / 42، وأورده الكليني
في الكافي 1: 273 / 5، باختلاف.
7 - الإسراء 17: 85.
8 - بصائر الدرجات: 460 / 1، وعنهما في البحار 25: 67 / 47، وأورده الكليني في الكافي
1: 273 / 4.
66

[/ 10] محمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " مثل روح المؤمن وبدنه
كجوهرة في صندوق إذا أخرجت الجوهرة منه اطرح الصندوق ولم يعبأ به ".
وقال: " إن الروح (1) لا تمازج البدن ولا تواكله (2)، وإنما هي كلل (3) للبدن
محيطة به " (4).
[/ 11] حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين وموسى بن
عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن أسباط (5)، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل * (ينزل الملائكة بالروح من
أمره على من يشاء من عباده) * (6) فقال (عليه السلام): " جبرئيل الذي نزل على الأنبياء،

1 - في نسخة " س ": الأرواح.
2 - في البصائر: ولا تداخله.
3 - الكلل: القباب التي تبنى على القبور - لسان العرب 11: 595، - كلل - فالروح هي كالقبة
محيطة بالبدن. وفي البصائر: كالكلل.
4 - بصائر الدرجات: 463 / 12، وعنهما في البحار 61: 40 / 11، واللفظ للمختصر.
5 - علي بن أسباط: هو ابن سالم بياع الزطي، أبو الحسن المقرئ، كوفي، ثقة، وكان فطحيا،
جرى بينه وبين علي بن مهزيار في ذلك رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، فرجع علي بن
أسباط عن ذلك القول وتركه، وقد روى عن الإمام الرضا (عليه السلام) من قبل ذلك، وكان أوثق
الناس وأصدقهم لهجة، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الرضا
والجواد (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 252 / 663، رجال البرقي: 55 و 56، رجال الشيخ: 382 / 23
و 403 / 10، معجم رجال الحديث 12: 286.
6 - النحل 16: 2.
67

والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم، يفقههم ويسددهم من عند الله، وأنه
لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبهما عبد الله، واستعبد الخلق على هذا الجن
والإنس والملائكة، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جان إلا بشهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما خلق الله عز وجل خلقا إلا لعبادته " (1).
[/ 12] أحمد بن الحسين (2)، عن المختار بن زياد البصري، عن محمد بن
سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر شيئا من أمر
الإمام إذا ولد، فقال (عليه السلام): " استوجب زيارة (3) الروح في ليلة القدر "، فقلت له:
جعلت فداك أليس الروح جبرئيل (عليه السلام)؟ فقال: " جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة، والروح
خلق أعظم من الملائكة، أليس الله عز وجل يقول * (تنزل الملائكة والروح
فيها) * (4) " (5).
[/ 13] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع (6)، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:

1 - بصائر الدرجات: 463 / 1، وعنهما في البحار 25: 63 / 43.
2 - في نسخة " ق ": أحمد بن الحسن.
3 - في نسخة " س وق ": زيادة.
4 - القدر 97: 4.
5 - بصائر الدرجات: 464 / 4، وعنهما في البحار 25: 64 / 45.
6 - محمد بن إسماعيل بن بزيع: هو أبو جعفر، مولى المنصور العباسي، عده الشيخ من
أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، ثقة، عين، صحيح، كوفي.
وروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: " إن لله تعالى بأبواب الظالمين من نور الله به البرهان،
ومكن له في البلاد، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين " الحديث.
انظر رجال النجاشي: 330 / 893، رجال الشيخ: 360 / 31 و 386 / 6 و 405 / 6،
رجال العلامة: 238 / 814.
68

الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه؟ فقال: " يورث كتبا ويزداد في
كل يوم وليلة ولا يوكل إلى نفسه " (1).
[/ 14] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام، أحين يبلغه أن صاحبه
قد مضى (2)، أو حين يمضي؟ (مثل أبي الحسن (عليه السلام) قبض ببغداد وأنت هاهنا، قال:
" يعلم ذلك حين يمضي) (3) صاحبه " قلت: بأي شئ؟ قال: " يلهمه الله عز وجل
ذلك " (4).
[/ 15] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد
ابن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " لما قضى
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوته واستكمل أيامه، أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد قد قضيت
نبوتك واستكملت (5) أيامك، فاجعل العلم الذي عندك، والإيمان، والاسم الأكبر،
وميراث العلم، وآثار النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه،

1 - بصائر الدرجات: 465 / 2، وعنه في البحار 26: 95 / 29 باختلاف في صدر السند.
2 - في نسخة " ق ": قبض.
3 - ما بين القوسين سقط من نسخة " ض ".
4 - بصائر الدرجات: 466 / 1، وعنه في البحار 27: 291 / 1، وأورده الكليني في الكافي
1: 381 / 4.
5 - في نسخة " ض ": واستكمل، وكذا المختصر المطبوع، وما أثبتناه من نسخة " ق " وهو
الموافق للبصائر والعياشي والكافي، كما وهو الأنسب للسياق.
69

فإني لن أقطع (العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم، وآثار) (1) علم النبوة
من العقب من ذريتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء (عليهم السلام) " (2).
[/ 16] أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن محمد بن
أبي عمير ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي
عمير، عن أبيه، عن بريد بن معاوية (3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
* (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا
بالعدل إن الله نعما يعظكم به) * (4) قال: " إنما (5) عنى أن يؤدي الإمام الأول منا إلى
الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ".

1 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
2 - بصائر الدرجات: 469 / 3، وعنه في البحار 26: 63 / 145، وأورده العياشي في تفسيره
1: 168 / صدر حديث 31 في تفسير قوله تعالى * (إن الله اصطفى آدم ونوحا...) *، والكليني
في الكافي 1: 292 / 2.
3 - بريد بن معاوية: هو أبو القاسم العجلي، عربي، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وجه
من وجوه أصحابنا، له محل عند الأئمة. ومن حواري الباقرين (عليهما السلام)، ثقة فقيه، وقال أبو
عبد الله (عليه السلام): " أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ". وعده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين
الهمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
وقال الكشي: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه
الأولين ستة، وعد بريدا منهم. مات (رحمه الله) في حياة أبي عبد الله (عليه السلام) سنة مائة وخمسين.
انظر رجال النجاشي: 112 / 287، خلاصة الأقوال: 82 / 164، رجال الكشي: 135 /
215 و 238 / 431، رجال البرقي: 14 و 17، رجال الشيخ: 109 / 22 و 158 / 59.
4 - النساء 4: 58.
5 - في البصائر: إيانا.
70

وقوله * (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) * قال: " إذا ظهرتم
حكمتم بالعدل الذي في أيديكم " (1).
[/ 17] حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن موسى بن أكيل (2) النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قول الله عز وجل * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) * (3) قال: " يهدي إلى
الإمام (عليه السلام) " (4).
[/ 18] حدثنا المعلى بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور
العمي (5)، عن سليمان بن سماعة، عن عمر بن القاسم الحضرمي (6)، عن أبي بصير

1 - بصائر الدرجات: 475 / 4، وعنه في البحار 23: 276 / 5.
2 - في نسخة " ض ": أكمل، وما في المتن ظاهرا هو الصواب، عده الشيخ ممن روى عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، وقال النجاشي: كوفي ثقة، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال: موسى بن
أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام.
انظر رجال الشيخ: 323 / 689، ورجال النجاشي: 408 / 1086، ورجال العلامة: 273 /
994، ومعجم رجال الحديث 20: 23 / 12759.
3 - الإسراء 17: 9.
4 - بصائر الدرجات: 477 / 12، وعنه في البحار 24: 144 / 12، وأورده الكليني في
الكافي 1: 216 / 2.
5 - في نسخة " ق ": القمي، وما في المتن هو الصواب، وقد عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام
الرضا (عليه السلام)، وعده البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام).
انظر رجال الطوسي: 387 / 17، ورجال البرقي: 51، ورجال النجاشي: 337 / 901،
ومعجم رجال الحديث 16: 189.
6 - في البصائر: عبد الله بن القاسم الحضرمي، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي
عنه، وعبد الله بن القاسم هو المعروف بالبطل، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام).
انظر رجال الشيخ: 357 / 50، ورجال النجاشي: 370 / 1462، ومعجم رجال الحديث 9:
279 و 11: 302.
71

قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام
بعده " (1).
[/ 19] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن الحكم
ابن مسكين، عن عبيد بن زرارة وجماعة (من أصحابنا) (2) قالوا: سمعنا أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: " يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر
دقيقة تبقى من الإمام (3) " (4).
[/ 20] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن
ذريح المحاربي (5)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن أبي ونعم الأب صلوات الله

1 - بصائر الدرجات: 477 / 13، وفيه زيادة في أول سنده: الحسين بن محمد، وعنه في
البحار 25: 44 / 18.
2 - في البصائر والكافي: معه.
3 - في البصائر والكافي: تبقى من روحه، وفي نسخة " ق ": تبقى منه.
4 - بصائر الدرجات: 477 / 1، وعنه في البحار 27: 294 / 1، وأورده الكليني في الكافي 1:
274 / 2.
5 - ذريح المحاربي: بفتح الذال وكسر الراء، هو ابن محمد بن يزيد، أبو الوليد المحاربي، عربي
من بني محارب بن خصفة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال الشيخ: إنه ثقة له أصل.
انظر رجال النجاشي: 163 / 431، رجال البرقي: 44، رجال الطوسي: 191 / 1، فهرست
الشيخ: 127 / 289، خلاصة الأقوال: 144 / 402.
72

عليه كان (1) يقول: لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم وهم أهل لذلك (لحدثت بما
لا يحتاج) (2) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة " (3).
[/ 21] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد
البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أو عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلنا له: الأئمة بعضهم أعلم
من بعض؟ فقال: " نعم، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد " (4).
[/ 22] حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله
عليه قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمام فسمع كلام الحسن
والحسين (عليهما السلام) قد علا، فخرج إليهما فقال لهما: " مالكما فداكما أبي وأمي "؟ فقالا:
" اتبعك هذا الفاجر - يعنون ابن ملجم لعنه الله - فظننا أنه يريد أن يقتلك (5) "، فقال:

1 - في البصائر: سمعته، بدل: كان.
2 - في نسخة " ض وق ": يحتاج، وفي " س " والمختصر المطبوع: ما يحتاج، بدل ما بين
القوسين، وما أثبتناه من البصائر.
3 - بصائر الدرجات: 478 / 1، بنفس السند وفيه زيادة في آخره: " إن حديثنا صعب
مستصعب لا يؤمن به إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ".
وحديث 3، باختلاف في صدر السند ونفس المتن، وعن الموردين في البحار 2: 212 / 1
و 213 / 3.
4 - بصائر الدرجات: 479 / 2، وعنه في البحار 25: 358 / 9، وأورده العياشي في
تفسيره 1: 15 / 4.
5 - في نسخة " ض ": يغتالك.
73

" دعاه فوالله ما أجلي (1) إلا له " (2).
[/ 23] أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود (3)، عن بعض
أصحابنا قال: قلت للرضا (عليه السلام): الإمام يعلم إذا مات؟ فقال: " نعم (4)، حتى يتقدم في
الأمر " قلت: علم أبو الحسن صلى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللذين
بعث بهما إليه يحيى بن خالد؟ فقال: " نعم " قلت: فأكله وهو يعلم؟ فقال: " أنسيه (5)
لينفذ فيه الحكم " (6).

1 - في البصائر: ما اطلق.
2 - بصائر الدرجات: 481 / 1 - باب 9، وعنه في البحار 42: 192 / 15.
3 - إبراهيم بن أبي محمود: هو الخراساني، ثقة روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وعده الشيخ من
أصحاب الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام) قائلا في الموضع الثاني: خراساني ثقة مولى. وقال
الكشي: قال نصر بن الصباح: كان مكفوفا، وعاش بعد الإمام الرضا (عليه السلام).
وقال إبراهيم بن أبي محمود: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي كتب إليه من أبيه فجعل يقرؤها
ويضع كتابا كبيرا على عينيه - إلى أن قال - فقال - يعني الإمام الجواد (عليه السلام) -: وأنا أقول
أدخلك الله الجنة! فقلت: جعلت فداك تضمن لي عن ربك أن تدخلني الجنة، قال: نعم، قال:
فأخذت رجله فقبلتها.
انظر رجال النجاشي: 25 / 43، رجال الشيخ: 343 / 20 و 367 / 10، رجال الكشي:
567 / 1072 و 1073.
4 - في البصائر زيادة: يعلم بالتعليم.
5 - في المختصر المطبوع: نسيه، وفي البصائر: أنساه، وما في المتن هو الأنسب للسياق،
حيث أن الامام لا ينسى، بل يلقي الله على قلبه فيمضي فيه حكمه. ويؤيد هذا ما سيأتي في
حديث 27.
6 - بصائر الدرجات: 481 / 3، وعنهما في البحار 27: 285 / 1.
74

[/ 24] عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن عبد الله بن
مسافر (1) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في العشية التي اعتل فيها من ليلتها - وهي الليلة
التي توفي فيها -: " يا عبد الله ما أرسل الله نبيا من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه
ثلاثة أشياء "، قلت: أي شئ هي يا سيدي؟ قال: " الإقرار له بالعبودية والوحدانية،
وإن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ونحن قوم أو نحن معشر إذا لم يرض الله
لأحدنا الدنيا نقلنا إليه " (2).
[/ 25] أيوب بن نوح (3)، عن محمد بن إسماعيل (4)، عن حمزة بن حمران،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرت خروج الحسين بن علي (عليهما السلام) وتخلف ابن الحنفية (5)

1 - في البصائر: أبو مسافر، وعنه في البحار: ابن مسافر.
ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم، بل وجدت في تنقيح المقال: أبو مساور، وقد عده
البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام)، وذكر النمازي في مستدركاته: عبد الله
بن مساور وقال: لم يذكروه. وقد جعله (عليه السلام) قائما على تركته من الضياع والنفقات والرقيق
وغير ذلك. والظاهر مسافر مصحفة من مساور والله العالم.
انظر تنقيح المقال 3: 34، رجال البرقي: 57، ورجال الشيخ: 408 / 3، ومستدركات علم
رجال الحديث 5: 106 / 8743، والكافي 1: 325 / 3.
2 - بصائر الدرجات: 481 / 4، وعنه في البحار 4: 113 / 34 و 27: 286 / 3.
3 - في البصائر زيادة: عن صفوان بن يحيى.
4 - في البصائر: مروان بن إسماعيل.
5 - ابن الحنفية: هو محمد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والحنفية لقب أمه
خولة بنت جعفر بن قيس، وهي من سبي اليمامة، يعد من الطبقة الأولى من التابعين، ولد بعد
وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كثير العلم والورع، شديد القوة، وله في ذلك أخبار عجيبة.
شارك مع أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاثة، فكان صاحب الراية في يوم الجمل،
وعلى ميسرة الجيش في يوم صفين، وحمل اللواء في يوم النهروان.
قال الزهري: كان محمد من أعقل الناس وأشجعهم، معتزلا عن الفتن، وما كان فيه الناس.
توفي رضوان الله عليه سنة 81 للهجرة، واختلف في مكان وفاته.
انظر أعيان الشيعة 9: 435، مستدركات النمازي 7: 77، وفيات الأعيان 4: 170، تهذيب
الكمال 26: 47 / 5484، سير أعلام النبلاء 4: 110 / 36.
75

عنه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا حمزة إني سأحدثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد
مجلسنا هذا: إن الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مثل متوجها دعا بقرطاس فكتب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أما بعد: فإنه من
لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام " (1).
[/ 26] وعنه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن سعدان بن مسلم، عن
أبي عمران، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لما كانت الليلة التي
وعد بها علي بن الحسين (عليهما السلام) قال لمحمد بن علي ابنه: يا بني أبغني (2) وضوءا، قال
أبي: فقمت فجئته بوضوء فقال: لا نبغ هذا فإن فيه شيئا ميتا، قال: فخرجت فجئت
بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره، فقال: يا بني هذه الليلة التي
وعدت بها، فأوصى (3) بناقته أن يحضر لها عصام ويقام لها علف فحصلت لها ذلك،

1 - بصائر الدرجات: 481 / 5، وعنه في البحار 45: 84 / 13، وأورده ابن قولويه في كامل
الزيارة: 75 / 15، بسند آخر، وفي البحار 44: 330، عن كتاب الرسائل للكليني بنفس سند
البصائر.
2 - في نسخة " س " والمطبوع: إئتني بوضوء.
3 - في نسخة " ق ": فأمر، وفي " س ": فأوصاني.
76

فتوفي فيها صلوات الله عليه.
فلما دفن (عليه السلام) لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها (1) القبر
ورغت (2) وهملت عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام)، فقيل له: إن الناقة قد خرجت
إلى القبر، فأتاها فقال: مه، قومي الآن بارك الله فيك، فثارت حتى دخلت موضعها،
ثم لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها القبر، ورغت وهملت
عيناها، فاتي محمد بن علي (عليهما السلام) فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها
فقال: مه، الآن قومي فلم تفعل، فقال: دعوها فإنها مودعة، فلم تلبث إلا ثلاثة أيام
حتى نفقت، وإنه كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل، فلم يقرعها
قرعة حتى يدخل المدينة ".
وروي: " إنه حج عليها أربعين حجة " (3).
[/ 27] عنه وإبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت لأبي
الحسن الرضا (عليه السلام): الإمام يعلم متى يموت؟ قال: " نعم "، قلت: فأبوك حيث بعث إليه
يحيى بن خالد (4) بالرطب والريحان المسمومين علم به؟ قال: " نعم "، قلت: فأكله

1 - الجران: مقدم العنق، وقال ابن منظور: باطن العنق. من مذبح البعير إلى منحره، فإذا برك ومد
عنقه على الأرض، قيل: ألقى جرانه بالأرض. الصحاح 5: 2091، لسان العرب 13: 86 -
جرن.
2 - الرغاء: صوت ذوات الخف، وهو صوت الإبل، والناقة ترغو رغاء: صوتت فضجت. لسان
العرب 14: 329 - رغا.
3 - بصائر الدرجات: 483 / 11، وعنهما في البحار 46: 148 / 4.
4 - يحيى بن خالد: هو البرمكي أبو علي، كان المهدي قد ضم هارون الرشيد إليه وجعله في
حجره، فلما استخلف هارون عرف ليحيى حقه وكان يعظمه، وجعل اصدار الأمور وإيرادها
إليه، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه وخلده الحبس، ومات سنة تسعين ومائة وهو
ابن سبعين سنة. انظر تاريخ بغداد 4: 128 و 132.
77

وهو يعلم فيكون معينا على نفسه؟! فقال: " لا، إنه يعلم قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج
إليه، فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم " (1).
[/ 28] سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة (2) وعبد الله بن محمد، عن
عبد الله بن القاسم، عن الحارث بن البطل، عن أبي بصير، أو عمن رواه عن أبي
بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أي إمام لا يعلم ما يصيبه، ولا إلى ما يصير أمره
فليس ذلك بحجة الله على خلقه " (3).
[/ 29] يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن
هشام بن سالم (4)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " مرض أبو جعفر (عليه السلام) مرضا شديدا
فخفت عليه، فقال: ليس علي من مرضي هذا بأس، قال: ثم مكث (5) ما شاء الله ثم

1 - بصائر الدرجات: 483 / 12، وعنهما في البحار 27: 285 / 2.
2 - في نسخة: " س وض وق ": سليمان بن ساعدة.
3 - بصائر الدرجات: 484 / 13، وعنهما في البحار 27: 286 / 4.
4 - هشام بن سالم: هو الجواليقي الجعفي مولاهم كوفي أبو محمد، كان من سبي الجوزجان،
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، ثقة ثقة، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين
الهمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) وكان من المتكلمين الذين يعتمد عليهم الإمام الصادق (عليه السلام)
في المحاججات مع الخصوم.
انظر رجال النجاشي: 434 / 1165، رجال البرقي: 34 و 48، رجال الشيخ: 329 / 17 و
363 / 2، رجال العلامة: 289 / 1062، رجال الكشي: 275 / 494.
5 - في نسختي " س وض ": سكت.
78

اعتل علة خفيفة فجعل يوصينا، ثم قال: يا بني أدخل علي نفرا من أهل المدينة حتى
اشهدهم، فقلت له: يا أبة ليس عليك بأس، فقال: يا بني إن الذي جاءني فأخبرني
أني لست بميت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني أني ميت في مرضي هذا " (1).
[/ 30] وعنهما، عن محمد بن الفضيل، عن علي بن أبي حمزة الثمالي (2)، عن
أبي جعفر صلوات الله عليه قال: " والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم (عليه السلام)
إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة لله على عباده، فلا تبقى الأرض بغير إمام
حجة الله على عباده " (3).
[/ 31] وعنهم عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام) تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر، يفزع إليه الناس في
حلالهم وحرامهم؟ فقال: " لا يا أبا يوسف وإن ذلك لبين في كتاب الله عز وجل وهو
قوله * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * (4) اصبروا على دينكم،
وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم " (5).
[/ 32] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن
حمران (6)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لو بقي على الأرض اثنان لكان أحدهما حجة

1 - أورد الصفار نحوه في بصائر الدرجات: 481 / 2، وعنه في البحار 27: 287 / 6.
2 - في البصائر والعلل والكافي: عن أبي حمزة، وفي الغيبة: عن أبي حمزة الثمالي.
3 - بصائر الدرجات: 485 / 4، وأورده الكليني في الكافي 1: 178 / 8، والصدوق في علل
الشرائع: 197 / 11، والنعماني في الغيبة: 138 / 7.
4 - آل عمران 3: 200.
5 - بصائر الدرجات: 487 / 16، وعنه في البحار 23: 51 / 105.
6 - في البصائر والكافي: حمزة بن الطيار، والظاهر كلا السندين صحيح، لأنهما يرويان عن
أبي عبد الله (عليه السلام) وعنهما محمد بن سنان. انظر رجال الطوسي: 177 / 207 و 209، ومعجم
رجال الحديث 7: 279 و 283 و 17: 148.
79

على صاحبه " (1).
[/ 33] أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتب أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إلى
أحمد بن عمر الحلال (2) في جواب كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم
" عافانا الله وإياك بأحسن عافية، سألت عن الإمام إذا مات بأي شئ
يعرف الإمام الذي بعده؟ الإمام له علامات منها: أن يكون أكبر ولده، ويكون فيه
الفضل، وإذا قدم الركب المدينة قالوا: إلى من أوصى فلان؟ قالوا: إلى فلان بن فلان،
والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، فكونوا مع السلاح أينما كان " (3).
[/ 34] عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: تخلو

1 - بصائر الدرجات: 487 / 3 باختلاف يسير، وعنه في البحار 23: 52 / 108، وأورده
الكليني في الكافي 1: 179 / 2.
2 - في نسخة " ض ": الخلال، وفي معادن الحكمة للفيض الكاشاني: الجلاب، والظاهر ما في
المتن هو الصحيح، وقد عده البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعده الطوسي من
أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) وتارة في من لم يرو عنهم (عليهم السلام)، وقال النجاشي: روى عن الإمام
الرضا (عليه السلام) وله عنه مسائل، كان يبيع الحل يعني الشيرج.
انظر رجال البرقي: 52، رجال الطوسي: 368 / 19 و 447 / 51، رجال النجاشي: 99 /
248، معجم رجال الحديث 2: 191 / 730.
والشيرج: معرب شيره، وهو دهن السمسم. المصباح المنير: 308 - شرج.
3 - الكافي 1: 284 / 1، الخصال: 116 / 98، باختلاف يسير، وعن المختصر في معادن
الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام) 2: 164 / 140.
80

الأرض من حجة؟ فقال: " لو خلت الأرض من حجة طرفة عين لساخت (1)
بأهلها " (2).
[/ 35] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن
قيس (3)، قال: لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) على أبي جعفر (4) أقام أبو جعفر مولى له على
رأسه، وقال له: إذا دخل علي فاضرب عنقه، فلما دخل أبو عبد الله (عليه السلام) على أبي
جعفر فنظر (عليه السلام) إلى أبي جعفر فأسر شيئا فيما بينه وبين نفسه ولم ندر ما هو، ثم أظهر:
" يا من يكفي خلقه كله (5) ولا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن محمد بن علي " (6)
فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره، فقال أبو جعفر: يا جعفر بن
محمد لقد عنيتك (7) في هذا الحر فانصرف.
فخرج أبو عبد الله (عليه السلام) من عنده، فقال أبو جعفر لمولاه: ما منعك أن تفعل ما
أمرتك به؟ فقال: لا والله ما أبصرته، ولقد جاء شئ فحال بيني وبينه، فقال

1 - ساخت: انخسفت، وساخت الأقدام: بمعنى غاصت. لسان العرب 3: 27 - سوخ.
2 - بصائر الدرجات: 489 / 8، وأورده الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 272 / 4،
وعلل الشرائع: 199 / 21، وكمال الدين: 204 / 15 بتقديم وتأخير.
3 - في البصائر والكافي: علي بن ميسر.
4 - هو أبو جعفر المنصور العباسي.
5 - في البصائر والكافي: كلهم.
6 - في البصائر والكافي: عبد الله بن علي، والصحيح ما في المتن لأن عبد الله بن علي هو عم
المنصور وليس هو المراد به في الرواية. انظر سير أعلام النبلاء 7: 83.
7 - في البصائر: أتعبتك، وفي الكافي: عييتك، وفي المختصر المطبوع: غثثتك.
81

أبو جعفر: والله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك (1).
[/ 36] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي،
عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب (2) قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
بالمدينة وهو راكب حماره، فنزل وقد كنا صرنا إلى السوق أو قريبا من السوق،
قال: فنزل وسجد وأطال السجود وأنا أنتظره، ثم رفع رأسه، فقلت: جعلت فداك
رأيتك نزلت فسجدت؟! فقال: " إني ذكرت نعمة الله علي فسجدت " قال: قلت:
قريبا من السوق والناس يجيئون ويذهبون؟ فقال (عليه السلام): " إنه لم يرني أحد " (3).
[/ 37] علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
أحمد بن أبي نصر الخزاز، عن عمرو بن شمر (4)، عن جابر بن يزيد، عن

1 - بصائر الدرجات: 494 / 1، وعنهما في البحار 47: 169 / 11، وأورده الكليني في
الكافي 2: 559 / 12.
2 - معاوية بن وهب: هو البجلي أبو الحسن، عربي صميمي، ثقة، حسن الطريقة، روى عن أبي
عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). وعده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام). وقال المفيد في
رسالته العددية: إنه من الفقهاء والأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام، الذين لا يطعن عليهم
ولا طريق لأحد إلى ذم واحد منهم.
انظر رجال النجاشي: 412 / 1097، رجال العلامة: 274 / 996، رجال الشيخ: 310 /
483، معجم رجال الحديث 19: 245.
3 - بصائر الدرجات: 495 / 2، وعنه في البحار 47: 21 / 19.
4 - عمرو بن شمر: هو أبو عبد الله الجعفي عربي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعده البرقي من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 287 / 765، رجال البرقي: 35، رجال الشيخ: 130 / 45 و 249 /
417.
82

أبي جعفر (عليه السلام) قال: " صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة فقرأ * (تبت يدا أبي لهب) * (1)
فقيل لام جميل - امرأة أبي لهب - إن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزل البارحة يهتف بك
وبزوجك في صلاته، فخرجت تطلبه وهي تقول: لئن رأيته لأسمعنه (2)، وجعلت
تنشد: من أحس لي محمدا، فانتهت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر جالس معه إلى جنب
حائط، فقال أبو بكر: يا رسول الله لو تنحيت، هذه أم جميل وأنا خائف أن تسمعك
ما تكرهه، فقال: إنها لم ترني ولن تراني، فجاءت حتى قامت عليهما، فقالت: يا أبا
بكر رأيت محمدا؟ فقال: لا، فمضت، قال أبو جعفر (عليه السلام): ضرب بينهما حجاب
أصفر " (3).
[/ 38] عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " ليس عند أحد
شئ من حق ولا ميراث، وليس أحد من الناس (يقضي بحق ولا بعدل إلا شئ
خرج منا أهل البيت، وليس أحد) (4) يقضي بقضاء يصيب فيه الحق إلا مفتاحه
قضاء علي (عليه السلام)، فإذا كان الخطأ فمن قبلهم والصواب من قبلنا، أو كما قال " (5).

1 - المسد 111: 1.
2 - لأسمعنه: وهو من التسميع يعني التشنيع والشتم. انظر لسان العرب 8: 165 - والصحاح 3:
1232 - سمع.
3 - أورد الطبرسي مثلها في مجمع البيان 5: 260، عن أسماء بنت أبي بكر، والراوندي في
الخرائج والجرائح 2: 775 / 98، وأورد الحادثة ابن هشام في السيرة النبوية 1: 380 بلفظ
آخر.
4 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
5 - بصائر الدرجات: 519 / 2، وأورد مثله الكليني في الكافي 1: 399 / 1، والمفيد في
الأمالي: 95 / 6.
83

[/ 39] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عيسى
ابن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا عن فضالة بن أيوب (1)، عن القاسم بن
بريد (2)، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ميراث العلم ما مبلغه
أجوامع هو من هذا العلم أم تفسير كل شئ من هذه الأمور التي نتكلم فيها؟ فقال:
" إن لله عز وجل مدينتين: مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، فيهما قوم لا يعرفون
إبليس، ولا يعلمون بخلق إبليس، نلقاهم في كل حين، فيسألونا عما يحتاجون إليه،
ويسألونا عن الدعاء فنعلمهم، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر، وفيهم عبادة واجتهاد
شديد.
ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ، لهم تقديس
وتمجيد، ودعاء واجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يصلي الرجل منهم
شهرا لا يرفع رأسه من سجدته، طعامهم التسبيح، ولباسهم الورع (3)، ووجوههم
مشرقة بالنور، وإذا رأوا منا واحدا احتوشوه (4) واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من
الأرض يتبركون به، لهم دوي إذا صلوا كأشد من دوي الريح العاصف.

1 - فضالة بن أيوب: هو الأزدي، عربي سكن الأهواز، وهو فقيه من فقهائها، ثقة في حديثه،
مستقيما في دينه، روى عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام
الكاظم (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 310 / 850، رجال البرقي: 49، رجال الطوسي: 357 / 1 و 385 / 1،
خلاصة الأقوال: 230 / 774، رجال ابن داود: 151 / 1191.
2 - في نسختي " س وض ": القاسم بن يزيد.
3 - في نسخة " ق و س ": الورق، وكذا البحار.
4 - في نسختي " ق وض و س ": تخشوه، وفي البحار: لحسوه.
84

منهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا، يدعون الله عز وجل
أن يريهم إياه، وعمر أحدهم ألف سنة، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة،
وطلب ما يقربهم إلى الله جل وعز، إذا احتبسنا عنهم ظنوا أن ذلك من سخط،
يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها، فلا يسأمون ولا يفترون، يتلون كتاب الله
عز وجل كما علمناهم، وإن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه.
يسألونا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن لا يعرفونه، فإذا أخبرناهم به
انشرحت صدورهم لما يستمعون منا، وسألوا لنا البقاء وأن لا يفقدونا، ويعلمون (1)
أن المنة من الله تعالى عليهم فيما نعلمهم عظيمة، ولهم خرجة مع الإمام إذا قام،
يسبقون فيها أصحاب السلاح، ويدعون الله عز وجل أن يجعلهم ممن ينتصر بهم
لدينه، فهم (2) كهول وشبان، إذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد
لا يقوم حتى يأمره، لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام (عليه السلام)،
فإذا أمرهم الإمام (عليه السلام) بأمر قاموا إليه (3) أبدا حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره، لو
أنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة، لا
يعمل (4) فيهم الحديد.
لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلا لقده
حتى يفصله، ويغزو بهم الإمام (عليه السلام) الهند والديلم والكرد والروم (5) وبربر وفارس،

1 - في نسخة " ق ": ويعرفون.
2 - في نسخة " ض ": فيهم.
3 - في البحار: عليه.
4 - في نسخة " س ": لا يحيك، وفي المختصر المطبوع: لا يختل.
5 - في نسخة " س ": ومرو.
85

وما بين جابرسا (1) إلى جابلقا (2) - وهما مدينتان واحدة بالمشرق وواحدة بالمغرب -
لا يأتون على أهل دين إلا دعوهم إلى الله عز وجل، وإلى الإسلام، والإقرار
بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتوحيد، وولايتنا أهل البيت.
فمن أجاب منهم ودخل في الإسلام تركوه وأمروا عليه أميرا منهم، ومن لم
يجب ولم يقر بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يقر بالإسلام، ولم يسلم قتلوه، حتى لا يبقى بين
المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد إلا آمن " (3).
[/ 40] حدثنا سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد،
عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة بن مهران (عمن حدثه، عن الحسن بن حي) (4)

1 - جابرس: مدينة بأقصى المشرق، يقول اليهود: إن أولاد موسى (عليه السلام) هربوا إما في حرب
طالوت أو في حرب بخت نصر، فسيرهم الله وأنزلهم بهذا الموضع، فلا يصل إليهم أحد، وإنهم
بقايا المسلمين، وإن الأرض طويت لهم، وجعل الليل والنهار عليهم سواء حتى انتهوا إلى
جابرس. معجم البلدان 2: 90.
2 - جابلق: مدينة بأقصى المغرب، وأهلها من ولد عاد، وأهل جابرس من ولد ثمود، ففي كل
واحدة منهما بقايا ولد موسى (عليه السلام)، وللحسن المجتبى (عليه السلام) - عندما عقد الهدنة مع معاوية -
خطبة قال فيها: أيها الناس إنكم لو نظرتم ما بين جابرس وجابلق ما وجدتم ابن نبي غيري
وغير أخي.... معجم البلدان 2: 91.
3 - بصائر الدرجات: 490 / 4، عن هشام الجواليقي باختلاف، وأورده المصنف في كتابه
المحتضر: 103، والمجلسي في البحار 57: 332 / 17، عن المحتضر والمختصر. و ج 27:
41 / 3، عن البصائر.
4 - في البحار: سماعة بن مهران، عن أبي الجارود، والظاهر ما في المتن والبصائر هو الصحيح،
لأني لم أجد في ترجمة سماعة أنه يروي عن أبي الجارود، ولا عن الحسن بن حي، إذا لابد
من وجود واسطة بينهما، فمن هو؟ الظاهر هو الحسن بن محبوب من خلال طبقته في
الحديث. انظر معجم رجال الحديث 6: 99 و 9: 309 و 22: 81.
86

وأبي الجارود ذكراه عن أبي سعيد عقيصا الهمداني قال: قال الحسن بن علي (عليهما السلام):
" إن لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، على كل واحدة منهما سور من حديد في كل
سور سبعون ألف مصراع (1) ذهبا، يدخل في كل مصراع سبعون ألف ألف آدمي،
ليس فيها لغة إلا وهي مخالفة للأخرى، وما منها لغة إلا وقد علمناها، وما فيهما وما
بينهما ابن نبي غيري وغير أخي، وأنا الحجة عليهم " (2).
[/ 41] وعنه، عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربه الصيرفي، عن محمد بن
سليمان، عن يقطين الجواليقي، عن فلفلة (3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل
خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجدة خضراء، وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك
الجبل، وخلق خلفه خلقا لم يفترض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة
وزكاة، وكلهم يلعن رجلين من هذه الأمة - وسماهما - " (4).
[/ 42] أحمد بن الحسين، عن علي بن الريان (5)، عن عبيد الله بن عبد الله

1 - في نسخة " ق ": ألف مصراع، بدل: سبعون ألف مصراع.
2 - بصائر الدرجات: 492 / 5، وعنه في البحار 27: 44 / 4.
3 - في البصائر والبحار ج 60: قلقلة، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم، إلا النمازي ذكر قلقلة
وذكر طريق الصفار إليه. انظر مستدركات النمازي 6: 281 / 11895.
4 - بصائر الدرجات: 492 / 6، وعنه في البحار 27: 47 / 10، و 60: 120 / 9.
5 - في البصائر: علي بن زيات. وعلي بن الريان: هو ابن الصلت الأشعري القمي، ثقة، له عن
أبي الحسن الثالث (عليه السلام) نسخة، وكان وكيلا، عده البرقي من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام)، وزاد
الشيخ عليه الإمام العسكري (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 278 / 731، رجال البرقي: 58، رجال الطوسي: 419 / 24 و 433 /
14، خلاصة الأقوال: 185 / 548، معجم رجال الحديث 13: 28.
87

الدهقان، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن لله خلف هذا النطاق (1)
زبرجدة خضراء منها اخضرت السماء " قلت: وما النطاق (2)؟ قال: " الحجاب، ولله
عز وجل وراء ذلك سبعون ألف عالم (3) أكثر من عدد الجن والإنس، وكلهم يلعن
فلانا وفلانا " (4).
[/ 43] محمد بن هارون بن موسى، عن أبي يحيى سهل بن زياد
الواسطي (5)، عن عجلان بن صالح (6)، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قبة آدم (عليه السلام)،

1 - في نسختي " س وض " والمختصر المطبوع: نطاف.
والنطاق: هي أعراض من جبال بعضها فوق بعض، أي نواح وأوساط. لسان العرب 10: 356
- نطق.
والحجاب: ما أشرف من الجبل. لسان العرب 1: 299 - حجب.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - في نسخة " س " زيادة: وأهل كل عالم.
4 - بصائر الدرجات: 492 / 7، وعنه في البحار 57: 330 / 15 و 58: 91 / 10، وأورده
المصنف أيضا في كتابه المحتضر: 160 - 161.
5 - في البصائر: أبو يحيى الواسطي، عن سهل بن زياد، قال النجاشي: سهيل بن زياد أبو يحيى
الواسطي، لقى مولانا الإمام أبا محمد العسكري (عليه السلام)، وأمه بنت محمد بن النعمان أبو جعفر
الأحول مؤمن الطاق، له كتاب النوادر، وكذلك ضبطه العلامة الحلي.
انظر رجال النجاشي: 192 / 513، فهرست الشيخ: 142 / 340، خلاصة الأقوال: 357 /
1412، معجم رجال الحديث 13: 96 / 14959، تنقيح المقال 3: 39 باب الكنى و 2: 77
/ 5432.
6 - في نسختي " ض وق ": عجلان بن أبي صالح، وفي البصائر والكافي: عجلان أبو صالح،
والظاهر هو الصواب، وقد ذكر السيد الخوئي في معجمه ثلاثة أسماء: عجلان بن صالح
وعجلان بن أبي صالح وعجلان أبو صالح وقال: الصحيح هو عجلان أبو صالح، وهو من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال البرقي: 43، جامع الرواة 1: 536 - 537، تنقيح المقال 2: 250 / 7824، معجم
رجال الحديث 12: 144 - 146.
88

فقلت: هذه قبة آدم (عليه السلام)؟ فقال: " نعم والله، ولله عز وجل قباب كثيرة، أما إن لخلف
مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا، أرضا بيضاء مملوءة خلقا يستضيئون بنورها، لم
يعصوا الله طرفة عين، لا يدرون أخلق الله عز وجل آدم (عليه السلام) أم لم يخلقه، يبرؤون
من فلان وفلان ".
قيل له: كيف هذا وكيف يبرؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون إن الله خلق
آدم أم لم يخلقه؟ فقال للسائل عن ذلك: " أتعرف إبليس؟ " (1) فقال: لا، إلا بالخبر،
قال: " إذا أمرت بلعنه والبراءة منه؟ "، قال: نعم، فقال: " فكذلك امر هؤلاء " (2).
[/ 44] محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
عبد الصمد بن بشير، عن جابر بن يزيد (3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن من وراء

1 - في نسخة " س " والمختصر المطبوع: أكنت تلعن إبليس.
2 - بصائر الدرجات: 493 / 8، وعنه في البحار 27: 45 / 5 وأورده الكليني في الكافي 8:
231 / 301، إلى قوله: يبرأون من فلان وفلان.
3 - لم يرد في البصائر، والظاهر ما في المتن هو الصحيح، لأني لم أجد من يقول إن عبد الصمد
بن بشير يروي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، بل كل من ترجم له يقول: إنه ممن روى عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، ولذا لابد من وجود واسطة ألا وهو جابر بن يزيد.
وعبد الصمد بن بشير: هو العرامي العبدي مولاهم، كوفي، ثقة، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال الشيخ: 236 / 230، رجال النجاشي: 248 / 654، رجال البرقي: 24، رجال
ابن داود: 129 / 959، خلاصة الأقوال: 226 / 756، منتهى المقال 4: 131 / 1621،
تنقيح المقال 2: 153 / 6597، معجم رجال الحديث 11: 25.
89

شمسكم هذه أربعين عين شمس، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاما، فيها
خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه.
وإن من وراء قمركم هذا أربعين قرصا من القمر، ما بين القرص إلى القرص
أربعون عاما، فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله عز وجل خلق آدم أم لم يخلقه، قد
ألهموا كما ألهمت النحلة بلعن الأول والثاني في كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة
متى لم يلعنوا عذبوا " (1).
[/ 45] يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير (2)، عن رجاله، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) يرفعه إلى الحسن بن علي صلى الله عليهما قال: " إن لله عز وجل مدينتين:
إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد، يدور على كل واحدة

1 - بصائر الدرجات: 493 / 9، وعنهما في البحار 27: 45 / 6، باختلاف يسير.
2 - وهو محمد بن زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي، كان أوثق الناس عند الخاصة والعامة،
وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم، أدرك أبا الحسن موسى والإمامين من بعده (عليهم السلام)، وكان
من أصحاب الاجماع، جليل القدر عظيم الشأن، وأصحابنا يسكنون إلى مراسيله لأنه
لا يرسل إلا عن ثقة، وقد بلغت رواياته أربعة آلاف وسبعمائة وخمسة عشر موردا.
وقيل: إن أخته دفنت كتبه في حال استتارها، وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب،
فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله، وقد صنف كتبا كثيرة بلغت أربعة وتسعين كتابا منها:
المغازي والبداء والاحتجاج في الإمامة والحج و... مات رضوان الله عليه سنة سبع عشرة
ومائتين.
انظر الكنى والألقاب: 191، رجال النجاشي: 326 / 887، معجم رجال الحديث 23: 113.
90

منهما سبعون ألف ألف مصراع ذهبا، وفيها سبعون ألف ألف لغة، يتكلم أهل كل لغة
بخلاف لغة صاحبتها، وأنا أعرف جميع اللغات، ولا فيهما ولا بينهما حجة غيري
وغير الحسين أخي (عليه السلام) " (1).
[/ 46] حدثني الحسن بن عبد الصمد، قال: حدثني (الحسن بن علي بن
أبي عثمان) (2)، قال: حدثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني، عن هشام بن سالم، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن لله عز وجل بالمشرق مدينة اسمها جابلقا، لها اثنى عشر ألف
باب من ذهب، بين كل باب إلى صاحبه مسيرة (3) فرسخ، على كل باب برج فيه اثنى
عشر ألف مقاتل يهلبون (4) الخيل، ويشحذون (5) السيوف والسلاح، ينتظرون قيام
قائمنا.
وإن لله عز وجل بالمغرب مدينة يقال لها: جابرسا لها اثني عشر ألف باب من
ذهب، بين كل باب إلى صاحبه مسيرة (6) فرسخ، على كل باب برج فيه اثنى عشر
ألف مقاتل، يهلبون الخيل، ويشحذون السلاح، ينتظرون قائمنا، وأنا الحجة
عليهم " (7).

1 - بصائر الدرجات: 493 / 11، وعنه في البحار 27: 41 / 2 باختلاف يسير، وأورده
الكليني في الكافي 1: 462 / 5، باختلاف يسير.
2 - في نسخة " ض و س ": الحسن بن علي بن أبي عمير، وفي نسخة " ق ": الحسن بن علي،
عن ابن أبي عمير.
3 - في نسخة " ق ": مائة، بدل: مسيرة.
4 - الهلب: ما غلظ من الشعر، وهلبت الفرس: إذا نتفت هلبه. الصحاح 1: 238 - هلب.
5 - شحذ: حد. مجمع البحرين 3: 182 - شحذ.
6 - في نسخة " ق ": مائة، بدل: مسيرة.
7 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 57: 334 / 19، وأورده المصنف في المحتضر: 102.
91

[/ 47] وعنه، عن (الحسن بن علي بن أبي عثمان) (1)، قال: حدثنا العباد بن
عبد الخالق، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وعن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن لله
عز وجل اثنى عشر ألف عالم، كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين، ما
يرى كل عالم منهم، إن لله عالما غيرهم وأنا الحجة عليهم " (2).
[/ 48] حدثنا معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي سمال (3)، قال: كتبت
إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إنا قد روينا عن أبي عبد الله (عليه السلام): " أن الإمام لا يغسله
إلا الإمام " وقد بلغنا هذا الحديث فما تقول فيه؟
فكتب إلي: " إن الذي بلغك هو الحق " قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت له:

1 - في نسختي " س وض ": الحسن بن علي بن أبي عمير، وفي نسخة " ق ": الحسن بن علي،
عن ابن أبي عمير.
2 - أورده الصدوق في الخصال: 639 / 2، وعنه وعن المختصر في البحار 57: 320 / 2.
3 - في نسخة " ض ": إبراهيم بن أبي سباك، وفي " س ": إبراهيم بن سماك، وفي المختصر
المطبوع: إبراهيم بن أبي سماك، وما أثبتناه من نسخة " ق " ظاهرا هو الصحيح، عده الشيخ
من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، قائلا: إبراهيم وإسماعيل ابنا سماك واقفيان، واستظهر السيد
الخوئي إن في نسخة رجال الطوسي غلط، وقال: والصحيح ابنا أبي سمال. وذكره الشيخ في
الفهرست: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال، وضبطه العلامة في الخلاصة بالسين المهملة
واللام، وقال النجاشي: إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع يكنى بأبي بكر - ابن أبي
السمال... ثقة هو وأخوه إسماعيل رويا عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، ثقة.
انظر رجال الشيخ: 344 / 33، رجال النجاشي: 21 / 31، فهرست الشيخ: 9 / 24، خلاصة
الأقوال: 314 / 1230، رجال الكشي: 471 / 897، معجم رجال الحديث 1: 168.
92

أبوك من غسله، ومن وليه؟ فقال: " لعل الذين حضروه أفضل من الذين تخلفوا
عنه " قلت: ومن هم؟ قال: " حضره الذين حضروا يوسف (عليه السلام)، ملائكة الله
ورحمته " (1).
[/ 49] أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمن
السلماني، عن حبيش بن المعتمر (2)، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال:
" دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم، فقلت: يا رسول الله إنهم
قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث، فقال: يا علي إذا صرت بأعلى عقبة (3)
أفيق (4) فناد بأعلى صوتك: يا شجر، يا مدر، يا ثرى، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

1 - نقله المجلسي في البحار 27: 288 / 1، عن المختصر.
2 - في نسختي " س وض ": جيش بن المعتمر، ذكر السيد الخوئي: حنش بن المعتمر، قائلا:
لم يوجد في النسخة المطبوعة لرجال الطوسي، ولكنه موجود في النسخة الخطية
للأسترآبادي. ويؤيد هذا وجوده الآن في النسخة المحققة لرجال الطوسي ص 62 / 37، وقد
عده من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
والذي موجود في النسخة المطبوعة بالنجف من رجال الطوسي ص 40 / 37: حش بن
المغيرة، وأشار بحر العلوم في هامش الصفحة: في نسخة: حنش بن المعتمر.
وقال النمازي: إن جيش مصحفة من حبيش، ورجح المامقاني حنش على حبش، كما وذكره
ابن حجر والمزي: حنش بن المعتمر، وهو أبو المعتمر تابعي.
انظر معجم رجال الحديث 7: 321، مستدركات النمازي 2: 292، تنقيح المقال 1: 381،
تهذيب التهذيب 3: 51، تهذيب الكمال 7: 432.
3 - العقبة: بالتحريك هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ منه، وهو طويل صعب إلى صعود
الجبل. معجم البلدان 4: 134.
4 - أفيق: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة وقاف: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة
المعروفة بعقبة أفيق. معجم البلدان 1: 232 - 233.
93

يقرؤكم السلام.
قال: فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم
بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون رماحهم، مسوون أسنتهم، متنكبون قسيهم (1)،
شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلى صوتي: يا شجر، يا مدر، يا ثرى، محمد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤكم السلام، قال: فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا
ارتجت بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله السلام وعليك السلام، فاضطربت
قوائم القوم، وارتعدت ركبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلي مسرعين،
فأصلحت بينهم وانصرفت " (2).
[/ 50] (أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى) (3)، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، (عن أبي عبيدة الحذاء) (4) وزرارة بن أعين (5)، عن

1 - قسيهم: واحدها قوس وهو آلة نصف دائرة يرمى بها. أقرب الموارد 2: 1051 - قوس.
2 - بصائر الدرجات: 501 / 2، باختلاف في السند، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء:
285 / 351، ونقله المجلسي في البحار 41: 252 / 11، عن المختصر.
3 - في البصائر: أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين.
4 - في البصائر: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
5 - زرارة بن أعين: هو ابن سنسن الشيباني، مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين، شيخ
أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا، قد اجتمعت فيه خلال
الفضل والدين، ثقة، صادقا فيما يرويه. وعده البرقي والشيخ من أصحاب الأئمة الأطهار
الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، مات بعد أبي عبد الله (عليه السلام)، وترحم الإمام الصادق (عليه السلام) عليه
وقال: " رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي (عليه السلام) ".
انظر رجال النجاشي: 175 / 463، رجال البرقي: 16 و 47، رجال الشيخ: 123 / 16 و
201 / 90 و 350 / 1، رجال ابن داود: 96 / 629، رجال العلامة: 152 / 441، رجال
الكشي: 136 / 217 و 133 / 208.
94

أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي
ابن الحسين (عليهما السلام) فخلا به "، ثم قال: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كانت الوصية منه، والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ثم إلى
الحسن بن علي (عليه السلام)، ثم إلى الحسين (عليه السلام)، وقد قتل أبوك صلوات الله عليه ولم يوص،
وأنا عمك وصنو أبيك، وولادتي من علي (عليه السلام) في سني وقدمي، وأنا أحق بها منك في
حداثتك، لا تنازعني الوصية والإمامة ولا تجانبني (1)، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام):
" يا عم إتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين، إن أبي
صلوات الله عليه يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في
ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي، فلا تتعرض
لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال.
إن الله تبارك وتعالى - لما صنع الحسين (عليه السلام) ما صنع - (2) آلى أن لا يجعل

1 - في الكافي: ولا تحاجني.
2 - في نسختي " ض وق ": (لما صنع الحسن (عليه السلام) مع معاوية لعنه الله ما صنع) وفي المختصر
المطبوع: الحسين بدل الحسن، وما أثبتناه من نسخة " س " هو الأنسب للسياق، لأنه حاشا
لله تعالى أن يصطفي له حجة على خلقه وأمينا في أرضه ثم يعامله بهذه الصورة، ثم حاشا
للإمام أن يكون تصرفه موجبا لسخط الرب تبارك وتعالى، بل إن فعل الإمام الحسن روحي
فداه هو منتهى الحكمة وكمال الصلاح للأمة، ففي هدنته (عليه السلام) وفي استشهاد الإمام الحسين
(عليه السلام) بني الإسلام وثبتت ركائزه. وهي الموافقة لرواية الاحتجاج وباختلاف يسير مع
عبارة الكافي.
95

الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين (عليه السلام)، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى
الحجر الأسود (1) حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر (عليه السلام): وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر، فقال
علي بن الحسين (عليهما السلام) لمحمد بن علي إئته يا عم وابتهل إلى الله عز وجل أن ينطق لك
الحجر، ثم سله عما ادعيت، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه.
فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): أما إنك يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك،
فقال له محمد: فادع أنت يا ابن أخي فاسأله، فدعا الله علي بن الحسين (عليهما السلام) بما أراد،
ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء، وميثاق الناس أجمعين
لما أخبرتنا من الإمام والوصي بعد الحسين (عليه السلام)، فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول
عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال:
اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى علي بن الحسين بن
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فانصرف محمد بن علي بن الحنفية وهو يتولى علي بن
الحسين (عليهما السلام) " (2).

1 - الحجر الأسود: في رواية عن أمالي الطوسي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " وهو من حجارة
الجنة، وكان لما انزل في مثل لون الدر وبياضه، وصفاء الياقوت وضيائه، فسودته أيدي
الكفار " ص 476 / ذيل حديث 10.
وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان الحجر الأسود أشد بياضا من اللبن فلولا ما مسه
من أرجاس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا برئ " علل الشرائع: 427 / 1.
2 - بصائر الدرجات: 502 / 3 باختلاف، وأورده الكليني في الكافي 1: 348 / 5، والطبرسي
في الاحتجاج 2: 147 / 185.
96

[/ 51] محمد بن عبد الجبار (1) قال: حدثني جعفر بن محمد الكوفي، عن
رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الركن
الغربي فجازه، قال له الركن: يا رسول الله ألست قعيدا من قواعيد بيت ربك فما بالي
لا استلم؟ فدنا منه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستلمه وقال: اسكن عليك السلام غير
مهجور (2) " (3).
[/ 52] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن
محمد الجوهري (4)، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال

1 - في البصائر: محمد بن الجارود.
ومحمد بن عبد الجبار ممن روى عن أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) وروى عنه جم غفير منهم
سعد بن عبد الله الأشعري ومحمد بن الحسن الصفار، وهو قمي ثقة، عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام).
انظر رجال الشيخ: 423 / 17، رجال البرقي: 59، رجال العلامة: 242 / 824.
2 - في نسخة " س ": غير محجوب.
3 - بصائر الدرجات: 503 / 4، وعنه في البحار 99: 225 / 23، وفيه: لست بعيدا من بيت
ربك وأورده الصدوق في علل الشرائع: 429 / 3، والراوندي في قصص الأنبياء: 286 /
صدر حديث 353.
4 - القاسم بن محمد الجوهري: كوفي سكن بغداد، روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، عده
البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعده الشيخ تارة من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)،
وأخرى من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) وثالثة في من لم يرو عنهم (عليهم السلام)، وقال العلامة في
خلاصته: واقفي لم يلق أبا عبد الله (عليه السلام)، وانظر الأقوال التي تضاربت فيه أنه هل روى عن
الأئمة (عليهم السلام) أم لا في معجم رجال الحديث.
انظر رجال النجاشي: 315 / 862، رجال البرقي: 50، رجال الشيخ: 276 / 49 و 358 /
1 و 490 / 5، خلاصة الأقوال: 388 / 1558، معجم رجال الحديث 15: 51 - 57.
97

" سم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم خيبر، فتكلم اللحم فقال: يا رسول الله صلى الله عليك
وعلى آلك إني مسموم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند موته: اليوم قطعت مطاياي (1) الأكلة
التي أكلتها بخيبر، وما من نبي ولا وصي إلا شهيد (2) " (3).
[/ 53] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب (4)، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إني لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالسا، إذ نظرت إلى جان قد
أقبل من ناحية المسعى حتى دنا من الحجر، فطاف بالبيت أسبوعا، ثم إنه أتى المقام

1 - مطاياي: كذا في المتن والمصدر والبحار، وفي كتب اللغة: أطواء ومطاوي أي الأمعاء. انظر
تاج العروس 10: 229 - طوى، لسان العرب 15: 18 - 19 - طوى.
2 - في نسخة " س " زيادة: أو مسموم.
3 - بصائر الدرجات: 503 / 5، وعنه في البحار 17: 405 / 25 و 22: 516 / 21.
4 - الحسن بن محبوب: هو السراد ويقال له: الزراد، يكنى أبا علي مولى بجيلة، كوفي ثقة،
وكان جليل القدر، يعد من الأركان الأربعة في عصره، وله كتب كثيرة، عده البرقي والشيخ
من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام).
وقال الكشي: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه
والعلم وهم ستة نفر منهم الحسن بن محبوب.
مات (رحمه الله) في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة. انظر
فهرست الشيخ: 46 / 151، رجال الشيخ: 347 / 9 و 372 / 11، رجال البرقي: 48 و 53،
رجال الكشي: 556 / 1050 و 584 / 1094، رجال ابن داود: 77 / 454، رجال العلامة:
97 / 222.
98

فقام على ذنبه فصلى ركعتين، وذلك عند زوال الشمس، فبصر به عطاء وأناس من
أصحابه فأتوني فقالوا: يا أبا جعفر أما رأيت هذا الجان؟ فقلت: رأيته وما صنع، ثم
قلت لهم: انطلقوا إليه وقولوا: يقول لك محمد بن علي: إن البيت يحضره أعبد
وسودان وهذه ساعة خلوته منهم، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم،
فلو خففت وانطلقت، قال: فكوم كومة من بطحاء (1) المسجد برأسه، ثم وضع ذنبه
عليها ثم مثل في الهواء " (2).
[/ 54] الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد
الرحمن بن كثير الهاشمي (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " كان رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه،
وضرب بجرانه الأرض ورغا، فقال له رجل من القوم: يا رسول الله أيسجد لك هذا
الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بل اسجدوا لله،

1 - البطحاء جمعها أبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى. الصحاح 1: 356 - بطح.
2 - أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1: 285 / 18، وابن الفتال في روضة الواعظين:
204 - 205، وذكره باختصار ابن شهرآشوب في المناقب 4: 203.
3 - في البصائر: أحمد بن موسى الخشاب، عن عبد الرحمن بن كثير، ولم أجد للأول ذكر في
كتب التراجم.
وأما الحسن بن موسى الخشاب، فهو من وجوه أصحابنا، مشهور كثير العلم والحديث، له
مصنفات منها كتاب الرد على الواقفة، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسن
العسكري (عليه السلام)، وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 42 / 85، رجال الشيخ: 430 / 5 و 462 / 3، خلاصة الأقوال: 104
/ 240، فهرست الشيخ: 49 / 160.
99

إن هذا الجمل يشكو أربابه، ويزعم أنهم أنتجوه (1) صغيرا واعتملوه، فلما كبر وصار
عورا (2) كبيرا ضعيفا أرادوا نحره، شكا ذلك إلي.
فداخل رجل من القوم ما شاء الله أن يداخله من الإنكار لقول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - وذكر أبو بصير أنه عمر - فقال: أنت تقول ذلك؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
ثم أنشأ أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الجمل والذئب والبقرة) (3)، فأما الجمل فكلامه الذي سمعت،
وأما الذئب فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الجوع، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أصحاب الغنم فقال: افرضوا للذئب شيئا فشحوا، فذهب ثم عاد ثانية فشكا الجوع،
فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشحوا، ثم عاد ثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحوا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اختلف (4) إلي جده. ولو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرض
للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه شيئا حتى تقوم الساعة.
وأما البقرة فإنها أذنت (5) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (6) - وكانت في محلة بني سالم من

1 - نتجت الناقة: بمعنى ولدت. انظر المصباح المنير: 592 - نتج.
2 - العور: التعب. مجمع البحرين 3: 416 - عور.
3 - في نسختي " ض وق ": تكلم الجمل، وتكلم الذئب، وتكلمت البقرة.
4 - اختلف: تردد. مجمع البحرين 5: 54 - خلف، وفي البصائر والارشاد والقصص: اختلس،
أي أخذ.
5 - أذنت: كقوله تعالى: * (أذنت لربها) * أي استمعت وأطاعت. مجمع البحرين 6: 200 - أذن.
وفي نسخة " س " والمختصر المطبوع: إذ تنبئ، وفي نسخة من الارشاد: فإنها آمنت
بالنبي (صلى الله عليه وآله) (هامش نسخة س).
6 - في البصائر والقصص زيادة: ودلت عليه.
100

الأنصار - فقالت: يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح: بأن لا
إله إلا الله رب العالمين، ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد النبيين، وعلي (عليه السلام) سيد
الوصيين " (1).

1 - بصائر الدرجات: 351 / 13، وأورده المفيد في الإختصاص: 296، والراوندي في قصص
الأنبياء: 287 / 354.
101

باب
في الكرات (1) وحالاتها وما جاء فيها
[/ 1] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
" ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة، إنه من قتل نشر حتى يموت، ومن مات نشر

1 - الكر: الرجوع. لسان العرب 5: 135 - كر.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): " من أقر بسبعة أشياء فهو مؤمن: البراءة من الجبت والطاغوت،
والإقرار بالولاية، والإيمان بالرجعة..... " صفات الشيعة: 104 / 41.
وقال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات: إعتقادنا في الرجعة أنها حق. ص 60 / 18
(ضمن مصنفات الشيخ المفيد).
وقال العلامة المجلسي: الرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار، واشتهرت
بينهم كالشمس في رابعة النهار، حتى نظموها في أشعارهم، واحتجوا بها على المخالفين في
جميع أمصارهم. وكيف يشك مؤمن بحقية الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فيما تواتر عنهم في قريب من
مائتي حديث صريح، رواها نيف وأربعون من الثقات العظام، والعلماء الأعلام، في أزيد من
خمسين من مؤلفاتهم. وظني أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمة الدين. بحار الأنوار
53: 122 - 123.
103

حتى يقتل " ثم تلوت على أبي جعفر (عليه السلام) هذه الآية * (كل نفس ذائقة
الموت) * (1) فقال: " ومنشورة ". قلت: قولك ومنشورة ما هو؟ فقال: " هكذا نزل بها
جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): كل نفس ذائقة الموت ومنشورة ".
ثم قال: " ما في هذه الأمة أحد بر ولا فاجر إلا وينشر، فأما المؤمنون
فينشرون إلى قرة أعينهم، وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم، ألم تسمع أن
الله تعالى يقول * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) * (2).
وقوله تعالى * (يا أيها المدثر * قم فأنذر) * (3) يعني بذلك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقيامه
في الرجعة ينذر فيها.
وقوله تعالى * (إنها لإحدى الكبر * نذيرا للبشر) * (4) يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا
للبشر في الرجعة.
وقوله تعالى * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون) * (5) قال: يظهره الله عز وجل في الرجعة.
وقوله تعالى * (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) * (6) هو علي بن أبي
طالب (عليه السلام) إذا رجع في الرجعة ".

1 - آل عمران 3: 185، الأنبياء 21: 35، العنكبوت 29: 57.
2 - السجدة 32: 21.
3 - المدثر 74: 1 - 2.
4 - المدثر 74: 35 - 36.
5 - الصف 61: 9.
6 - المؤمنون 23: 77.
104

قال جابر: قال أبو جعفر (عليه السلام): " قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول
الله عز وجل * (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * (1) قال: هو أنا إذا خرجت
أنا وشيعتي، وخرج عثمان بن عفان وشيعته، ونقتل بني أمية، فعندها يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين " (2).
[/ 2] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد، عن أحمد بن
الحسن الميثمي (3)، عن محمد بن الحسين، عن أبان بن عثمان، عن موسى الحناط، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم (عليه السلام)، ويوم الكرة،
ويوم القيامة " (4).

1 - الحجر 15: 2.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 64 / 55، وكذلك البحراني في تفسير البرهان
1: 721 / 7، عن سعد بن عبد الله. وفيه: قال جابر: قال أبو عبد الله (عليه السلام).
3 - في نسخة " س وض " والمختصر المطبوع: أحمد بن الحسين الميثمي.
وأحمد بن الحسن الميثمي: هو ابن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار، مولى بني أسد، قال
أبو عمرو الكشي: كان واقفيا، وقد روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو على كل حال ثقة،
صحيح الحديث معتمد عليه، هذا ما قاله النجاشي. وعده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام
الكاظم (عليه السلام) وقال: واقفي، وقال في الفهرست: كوفي صحيح الحديث سليم، وله كتاب النوادر.
وللمامقاني قول في أنه هل وقف على إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) أم لم يقف؟ فإذا كان وقف
كيف يروي عن الإمام الرضا (عليه السلام)؟
انظر رجال النجاشي: 74 / 179، رجال الشيخ: 344 / 30، رجال الكشي: 468 / 890،
فهرست الشيخ: 22 / 56، رجال ابن داود: 37 / 66، رجال العلامة: 319 / 1254، تنقيح
المقال 1: 54 / 322.
4 - أورده الشيخ الصدوق في الخصال: 108 / 75 بسنده عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن مثنى الحناط، عن أبي جعفر (عليه السلام)، ومعاني الأخبار:
365 / 1 - باب معنى أيام الله عز وجل بسند آخر عن مثنى الحناط، عن الإمام الصادق، عن
أبيه (عليهما السلام).
105

[/ 3] أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة (1)،
عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي (2) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " كيف أنت إذا
استيأست أمتي من المهدي، فيأتيها مثل قرن (3) الشمس، يستبشر به أهل السماء
وأهل الأرض "؟ فقلت: يا رسول الله بعد الموت؟ فقال: " والله إن بعد الموت هدى

1 - في نسخة " س " والمطبوع: يوسف بن عميرة، ولم يذكر في الكتب.
2 - بريدة الأسلمي: هو بريدة بن الخصيب (الخضيب) الأسلمي الخزاعي مدني عربي من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعده البرقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وزاد الشيخ عليه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال النمازي: وهو من الإثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر فعله واحتجوا عليه، وذكر
المجلسي احتجاجه على عمر أيضا قائلا: وقام بريدة الأسلمي وقال: يا عمر أتثب على أخي
رسول الله وأبي ولده؟ وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟...
وقال السيد بحر العلوم في رجاله: هو صاحب لواء أسلم، شهد خيبر وأبلى فيها بلاء حسنا،
وشهد الفتح مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، واستعمله على صدقات قومه، سكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة
ثم إلى مرو وتوفي فيها سنة 63 ه‍، وكان آخر من مات من الصحابة.
انظر رجال ابن داود: 55 / 233، رجال العلامة: 82 / 165، رجال البرقي: 2، رجال الشيخ:
10 / 21 و 35 / 1، بحار الأنوار 28: 286، مستدركات النمازي 2: 19 - 20، رجال بحر
العلوم 2: 128.
3 - في نسخة " ق ": قرص، وقرص الشمس: عينها. وقرن الشمس: أعلاها، وأول ما يبدو منها
في الطلوع. الصحاح 3: 1050 - قرص، و 6: 2180 - قرن.
106

وإيمانا ونورا "، قلت: يا رسول الله: أي العمرين أطول؟ قال: " الآخر بالضعف " (1).
[/ 4] وعنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن جميل بن دراج، عن
المعلى بن خنيس وزيد الشحام (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالا: سمعناه يقول: " إن أول
من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليهما السلام)، ويمكث في الأرض أربعين سنة، حتى
يسقط حاجباه على عينيه " (3).
[/ 5] وعنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن إبراهيم بن المستنير،
عن معاوية بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يقول الله عز وجل * (فإن له معيشة
ضنكا) * (4) فقال: " هي والله للنصاب " (5) قلت: فقد رأيناهم في دهرهم الأطول، في
كفاية حتى ماتوا، فقال: " والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة " (6).
[/ 6] وعنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج (7)، عن

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 65 / 56.
2 - " زيد الشحام " لم يرد في نسخة " ض ".
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 63 / 54.
4 - طه 20: 124.
5 - النصاب: النواصب والناصبية وأهل النصب: المتدينون ببغض الإمام علي (عليه السلام) لأنهم نصبوا له
أي عادوه. القاموس المحيط 1: 133 - نصب.
وله معنى آخر في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: " ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت
لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو
يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شعيتنا " علل الشرائع: 601 / 60.
6 - أورده القمي في تفسيره 2: 65، وعنهما في البحار 53: 51 / 28.
7 - جميل بن دراج: هو ابن عبد الله النخعي، مولى النخع، كوفي، شيخنا ووجه الطائفة، ثقة،
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وزاد
الشيخ عليه الإمام الكاظم (عليه السلام).
وقال له الإمام الصادق (عليه السلام): " يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك ".
وكان من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح، وأقروا لهم بالفقه.
انظر رجال النجاشي: 126 / 328، رجال البرقي: 41، رجال الشيخ: 163 / 39 و 346 /
4، رجال الكشي: 251 / 468 و 375 / 705، رجال العلامة: 92 / 209.
107

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له قول الله عز وجل * (إنا لننصر رسلنا والذين
آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) * (1) قال: " ذلك والله في الرجعة، أما
علمت (2) أن أنبياء الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، والأئمة قد قتلوا ولم ينصروا
فذلك في الرجعة ".
قلت: * (واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة
بالحق ذلك يوم الخروج) * (3) قال: " هي الرجعة " (4).
[/ 7] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وعبد الله بن محمد بن
عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب (5)، عن زرارة قال: كرهت أن

1 - غافر 40: 51.
2 - في نسخة " ق ": أما سمعت.
3 - ق 50: 41 - 42.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 65 / 57، وذكر القمي صدر الحديث في
تفسيره 2: 258 - 259، وذيله في 2: 327.
5 - علي بن رئاب: هو أبو الحسن الكوفي السعدي الطحان، ثقة جليل القدر، روى عن أبي
عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 250 / 657، رجال البرقي: 25، رجال الطوسي: 243 / 316، رجال
العلامة: 176 / 524، رجال ابن داود: 138 / 1049، فهرست الشيخ: 87 / 65.
108

أسأل أبا جعفر (عليه السلام) فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها، فقلت:
أخبرني عمن قتل مات؟ قال: " لا، الموت موت، والقتل قتل " فقلت له: ما أحد
[يقتل إلا مات، قال: فقال: " يا زرارة قول الله أصدق من] (1) قولك قد فرق بين
القتل والموت في القرآن، فقال: * (أفإن مات أو قتل) * (2) وقال * (ولئن متم أو قتلتم
لإلى الله تحشرون) * (3) فليس كما قلت يا زرارة، فالموت موت والقتل قتل ".
وقد قال الله عز وجل * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن
لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا) * (4) قال: فقلت:
إن الله عز وجل يقول * (كل نفس ذائقة الموت) * (5) أفرأيت من قتل لم يذق الموت،
فقال: " ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إن من قتل لابد أن يرجع إلى
الدنيا حتى يذوق الموت " (6).
[/ 8] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى (7)، عن أبي

1 - ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي ليستقيم السياق، وفي المختصر المطبوع: ما
أجد، بدل: ما أحد.
2 - آل عمران 3: 144، 158.
3 - آل عمران 3: 144، 158.
4 - التوبة 9: 111.
5 - آل عمران 3: 185 والأنبياء 21: 35 والعنكبوت 29: 57.
6 - أورده العياشي في تفسيره 2: 112 / 139، وعنهما في البحار 53: 65 / 58.
7 - صفوان بن يحيى: هو أبو محمد البجلي بياع السابري الكوفي، ثقة ثقة، عين روى عن
الإمام الرضا (عليه السلام)، وكانت له عنده منزلة شريفة، وقد توكل للإمام الرضا وأبي جعفر
الجواد (عليهما السلام)، وسلم مذهبه من الوقف، وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن أحد من
طبقته، وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث، حيث أجمع أصحابنا على تصحيح ما
يصح عنه، والإقرار له بالفقه.
عده الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام)، واقتصر البرقي على الإمام
الرضا والجواد (عليهما السلام)، مات (رحمه الله) سنة عشر ومائتين.
انظر رجال النجاشي: 197 / 524، البرقي: 55، فهرست الشيخ: 83 / 346، رجال الشيخ:
352 / 3 و 378 / 4 و 402 / 1، رجال الكشي: 502 / 963، رجال ابن داود: 111 /
782، رجال العلامة: 170 / 500.
109

الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول في الرجعة: " من مات من المؤمنين قتل، ومن
قتل منهم مات " (1).
[/ 9] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي
جميلة المفضل بن صالح، عن أبان بن تغلب (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إنه بلغ

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 66 / 59.
2 - أبان بن تغلب: هو ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري، مولى بني جرير بن عبادة....، ولقبه
البرقي بالكندي، عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي الأئمة علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا
عبد الله (عليهم السلام)، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان قارئا فقيها لغويا نبيلا، سمع من
العرب وحكى عنهم، وصنف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر. عده الشيخ
من أصحاب الأئمة علي بن الحسين والباقر والصادق (عليهم السلام)، واقتصر البرقي على الإمام الباقر
والصادق (عليهما السلام). مات (رحمه الله) في حياة الإمام الصادق (عليه السلام) سنة إحدى وأربعين ومائة للهجرة وقد
ترحم عليه الإمام.
انظر رجال النجاشي: 10 / 7، رجال البرقي: 9 و 16، رجال الشيخ: 82 / 9 و 106 / 37
و 151 / 176، رجال ابن داود: 29 / 4، رجال الكشي: 330 / 601.
110

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بطنين (1) من قريش كلام تكلموا به، فقال: يرى محمد
أن لو قد قضى أن هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده، فاعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ذلك، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه، فقال: كيف أنتم معاشر قريش وقد
كفرتم بعدي، ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف.
قال: فنزل جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا محمد قل: إن شاء الله، أو يكون ذلك
علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن شاء الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أو يكون ذلك علي بن
أبي طالب (عليه السلام) إن شاء الله تعالى، فقال جبرئيل (عليه السلام): واحدة لك واثنتان لعلي بن
أبي طالب (عليه السلام) وموعدكم السلام " (2).
قال أبان: جعلت فداك وأين السلام؟ فقال (عليه السلام): " يا أبان السلام من ظهر
الكوفة " (3).
[/ 10] أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر بن سعد، عن محمد بن خالد
البرقي (4)، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " كان أمير المؤمنين صلوات

1 - البطن: دون القبيلة وفوق الفخذ. لسان العرب 3: 54 - بطن.
2 - في المختصر المطبوع: السلم، وكذا الموارد التي بعدها.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 66 / 60.
4 - محمد بن خالد البرقي: وهو محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي
القمي أبو عبد الله، مولى أبي موسى الأشعري، ينسب إلى " برقة رود " قرية من سواد قم على
واد هناك، وكان أديبا حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب، وقال العلامة: من أصحاب
الإمام الرضا (عليه السلام)، ثقة، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 335 / 898، رجال البرقي: 50 و 54 و 55، رجال الشيخ: 386 / 4
و 404 / 1، خلاصة العلامة: 237 / 813، تنقيح المقال 3: 113.
111

الله عليه يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم
عثمان، (والباكي على أهل النهروان) (1)، إن من لقى الله عز وجل مؤمنا بأن عثمان قتل
مظلوما لقى الله ساخطا عليه ويدرك (2) الدجال، فقال رجل: يا أمير المؤمنين فإن
مات قبل ذلك؟ قال: فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه " (3).
[/ 11] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
علي بن الحكم، عن المثنى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام): في
قول الله عز وجل * (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل
سبيلا) * (4) قال: " في الرجعة " (5).
[/ 12] وعنه و (6) محمد بن إسماعيل بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
رفاعة بن موسى (7)، عن عبد الله بن عطا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " كنت مريضا بمنى

1 - في نسخة " ق ": وعلى دم أهل النهروان، بدل ما بين القوسين.
2 - في نسختي " ض وق ": ولا يدرك.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 90 / 92.
4 - الإسراء 17: 72.
5 - أورده العياشي في تفسيره 2: 306 / 131، وعنهما في البحار 53: 67 / 61 وتفسير
البرهان 3: 559 / 6 و 560 / 10.
6 - في نسختي " س وق ": وعنه عن.
7 - رفاعة بن موسى: هو رفاعة بن موسى الأسدي النخاس الكوفي، روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن (عليهما السلام)، كان ثقة في حديثه، مسكونا إلى روايته، لا يعترض عليه بشئ من الغمز،
حسن الطريقة، وقال ابن داود: ثقة مرضي لا غمز فيه، وعده الشيخ من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 166 / 438، رجال البرقي: 44، رجال الطوسي: 194 / 37، رجال
العلامة: 146 / 408، رجال ابن داود: 95 / 617.
112

وأبي (عليه السلام) عندي فجاءه الغلام، فقال: هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن
عليك، فقال أبي (عليه السلام): أدخلهم الفسطاط، وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت
ضحك أبي (عليه السلام) قد ارتفع، فأنكرت ووجدت (1) في نفسي من ضحكه وأنا في تلك
الحال.
ثم عاد إلي فقال: يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي؟ فقلت:
وما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك؟ فقال: إن هؤلاء العراقيين سألوني عن
أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرون فغلبني الضحك سرورا، أن في
الخلق من يؤمن به ويقر، فقلت: وما هو جعلت فداك؟ قال: سألوني عن الأموات
متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين " (2).
[/ 13] وعنهما، عن علي بن الحكم، عن حنان بن سدير (3)، عن أبيه، قال:

1 - وجدت: حزنت أو غضبت. لسان العرب 3: 446 وتاج العروس 2: 523 - وجد.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 67 / 62.
3 - حنان بن سدير: هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي، ثقة، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وكان له دكان في سدة الجامع على بابه في موضع البزازين،
وعمر عمرا طويلا. عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام)، واقتصر الشيخ
على الإمام الكاظم (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 146 / 378، رجال البرقي: 46 و 48، رجال الشيخ: 346 / 5،
فهرست الشيخ: 64 / 244، رجال العلامة: 342 / 1354، رجال ابن داود: 243 / 168.
113

سألت أبا جعفر (عليه السلام) (1) عن الرجعة؟ فقال: " القدرية (2) تنكرها - ثلاثا - " (3).
[/ 14] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن وهيب بن حفص
النخاس (4)، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: إنا نتحدث أن

1 - في نسخة " ق ": سألت أبا عبد الله (عليه السلام).
2 - القدرية: هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدر الله من الأشياء، وذكر الصدوق في كتاب
التوحيد رواية عن رجل سأل الإمام الصادق (عليه السلام) وقال: إن لي أهل بيت قدرية يقولون:
نستطيع أن نعمل كذا وكذا، ونستطيع أن لا نعمل، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " قل له: هل
تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب؟ فإن قال: لا، فقد ترك قوله، وإن قال: نعم
فلا تكلمه أبدا فقد ادعى الربوبية ".
وقال العالم (عليه السلام): " مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عز وجل بعدله فأخرجوه من قدرته
وسلطانه ".
وقال المجلسي في البحار: إعلم أن لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى
التفوضي، وقد ورد في صحاح الأحاديث: " لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا " والمراد
بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله ومشيته، سموا بذلك لمبالغتهم في نفيه،
وقيل: لاثباتهم للعبد قدرة الإيجاد وليس بشئ.
انظر لسان العرب 5: 75 - قدر، التوحيد: 352 / 22، بحار الأنوار: 5 - بيان.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 67 / 63.
4 - في المطبوع: وهب بن حفص النخاس، والظاهر ما في المتن هو الصحيح، كما قال السيد
الخوئي (رحمه الله): لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقا أو مقيدا في الكتب الأربعة،
والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص، وقال النجاشي: وهيب بن حفص النخاس، له
كتاب ذكره سعد، وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي.
انظر معجم رجال الحديث 20: 227 و 16: 313، رجال النجاشي: 431 / 1160، رجال
ابن داود: 198 / 1654، تنقيح المقال 3: 272 / 12733، مجمع الرجال 7: 199.
114

عمر بن (ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " إن مثل ابن) (1) ذر
مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له: عبد ربه وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة
فمات، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده، إذ خرج عليهم من قبره ينفض
التراب من رأسه ويقول لهم: كيت وكيت " (2).
[/ 15] وعنه بهذا الإسناد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله جل
وعز * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في
سبيل الله فيقتلون ويقتلون) * (3) إلى آخر الآية، فقال (عليه السلام): " ذلك في الميثاق ".
ثم قرأت * (التائبون العابدون) * (4) إلى آخر الآية فقال أبو جعفر (عليه السلام): " لا
تقرأ هكذا ولكن اقرأ: التائبين العابدين " (5) إلى آخر الآية.
ثم قال: " إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم
يعني في الرجعة ".
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): " ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتى
يقتل، ومن قتل بعث حتى يموت " (6).

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ". وابن ذر هو أحد القصاصين.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 67 / 64.
3 - التوبة 9: 111 - 112.
4 - التوبة 9: 111 - 112.
5 - قال الطبرسي في المجمع ج 3: ص 74: وأما الرفع في قوله * (التائبون العابدون) * فعلى القطع
والاستئناف أي: هم التائبون العابدون، ويكون على المدح، وأما التائبين العابدين فيحتمل أن
يكون جرا وأن يكون نصبا، أما الجر فعلى أن يكون وصفا للمؤمنين أي: من المؤمنين
التائبين، وأما النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنه قال: أعني وأمدح التائبين.
6 - أورده العياشي في تفسيره 2: 112 / 140 و 141، ونقله المجلسي عنهما في البحار 53:
71 / 70.
115

[/ 16] أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف (1)، عن
عبد الرحمن بن سالم، قال: حدثنا نوح بن دراج، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن
جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد خطبنا يوم الفتح: " أيها الناس
لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ولئن فعلتم لتعرفني
أضربكم بالسيف " ثم التفت عن يمينه، فقال الناس: غمزه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: أو
علي (عليه السلام)، فقال: " أو علي (عليه السلام) " (2).
[/ 17] وعنه ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
منصور بن يونس، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لا يسأل في
القبر إلا من محض (3) الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا، (ولا يسأل في الرجعة إلا
من محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا ") (4) قلت له: فسائر الناس؟ فقال:

1 - العباس بن معروف: هو أبو الفضل مولى جعفر بن عمران الأشعري، قمي، ثقة، صحيح، عدة
الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 281 / 743، رجال الطوسي: 382 / 34، رجال العلامة: 210 /
679.
2 - أورده الشيخ الطوسي في أماليه: 502 / 8، باختلاف يسير، وعنه في البحار 32: 293 /
250. وجملة: فقال: " أو علي (عليه السلام) " الثانية لم ترد في المختصر المطبوع.
وذكر في البحار 32: 293 / 251 رمز " ختص " وهو رمز للاختصاص والظاهر هو سهو
لأني لم أجد الحديث فيه، ولعل المراد " خص " وهو رمز لمختصر البصائر.
3 - محض: خلص، وكل شئ خلص حتى لا يشوبه شئ يخالطه، فهو محض. لسان العرب
7: 227 - محض.
4 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " س " والمختصر المطبوع، والكافي والبحار.
116

" يلهى عنهم " (1).
[/ 18] وعنه ومحمد بن عبد الجبار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال،
عن الحسن بن علي بن فضال، عن حميد بن المثنى العجلي، عن شعيب الحذاء، عن أبي
الصباح الكناني، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك مسألة أكره أن أسميها
لك، فقال لي هو: " اعن الكرات تسألني "؟ فقلت: نعم، فقال: " تلك القدرة ولا
ينكرها إلا القدرية، لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اتي
بقناع (2) من الجنة عليه عذق (3) يقال له: سنة، فتناولها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة من كان
قبلكم " (4).
[/ 19] وعنهم، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المعزى حميد بن
المثنى (5)، عن داود بن راشد، عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) لنا:

1 - أورده الكليني في الكافي 3: 235 / 1 و 236 / 4، باختلاف يسير، ونقله المجلسي عن
المختصر في البحار 6: 235 / 52.
2 - القناع: طبق الرطب خاصة. لسان العرب 8: 301 - قنع.
3 - العذق: كل غصن له شعب، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ. لسان العرب 10: 238 -
239 - عذق.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 72 / 71.
5 - حميد بن المثنى العجلي: هو أبو المعزى مولاهم كوفي ثقة، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، روى عنه الأجلة أمثال فضالة وابن أبي عمير وغيرهما. عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
وقد وقع اختلاف بين من ترجم له في كنيته، فمنهم من يقول: أبو المغرا أو أبو المعزا أو أبو
المعزى، وقد رجح العلامة المامقاني بالياء المقصورة وهي بمعنى المعز خلاف الضأن.
انظر رجال النجاشي: 133 / 340، رجال البرقي: 21، خلاصة الأقوال: 128 / 340، رجال
ابن داود: 86 / 538، فهرست الشيخ: 60 / 226، رجال الشيخ: 179 / 248، مستدركات
النمازي 3: 388 / 5116، تنقيح المقال 1: 379 / 3421.
117

" ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي (عليه السلام) ألفا فيملك حتى تقع حاجباه
على عينيه من الكبر " (1).
[/ 20] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب (2)، عن الحسين بن
علوان (3)، عن محمد بن داود العبدي، عن الأصبغ بن نباتة: أن عبد الله بن أبي بكر
اليشكري قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقال: يا أمير المؤمنين إن أبا
المعتمر تكلم آنفا بكلام لا يحتمله قلبي، فقال: " وما ذاك "؟
قال: يزعم أنك حدثته أنك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " إنا قد رأينا أو
سمعنا برجل أكبر سنا من أبيه " فقال: أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " فهذا الذي
كبر عليك "؟ قال: نعم، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال: " نعم، ويلك يا بن الكوا،

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 44 / ذيل حديث 14.
2 - في المختصر المطبوع: الحسن بن فضال.
3 - الحسين بن علوان: هو الكلبي، مولاهم كوفي عامي، وأخوه الحسن يكنى أبا محمد، ثقة،
رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وليس للحسن كتاب، والحسن أخص بنا وأولى، هذا ما قاله
النجاشي وتبعه العلامة، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقد عده الكشي
من رجال العامة. وقال: إلا أن لهم ميلا ومحبة شديدة، وأثبت البعض أنه إمامي اثنى عشري.
انظر رجال النجاشي: 52 / 116، خلاصة الأقوال: 338 / 1337، رجال ابن داود: 240 /
144، رجال البرقي: 26، رجال الطوسي: 171 / 101، رجال الكشي: 390 / 733،
مستدركات النمازي 3: 154.
118

أفقه (1) عني أخبرك عن ذلك، إن عزيرا خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ
خمسون سنة، فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه، فرجع إلى أهله
وهو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة، ورد الله عزيرا في السن الذي
كان به ".
فقال: أسألك (2)، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " سل عما بدا لك "،
فقال: نعم، إن أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت، فقال أمير
المؤمنين صلوات الله عليه: " نعم تكلم بما سمعت، ولا تزد في الكلام فما قلت لهم "؟
قال: قلت: لا أؤمن بشئ مما قلتم، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " ويلك
إن الله عز وجل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم، ثم
ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك ".
قال: فكبر على ابن الكوا ولم يهتد له، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
" ويلك، تعلم أن الله عز وجل قال في كتابه * (واختار موسى قومه سبعين رجلا
لميقاتنا) * (3) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أن
ربي قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له، وصدقوا به، لكان خيرا لهم ولكنهم قالوا
لموسى (عليه السلام) * (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) * (4) قال الله عز وجل * (فأخذتكم
الصاعقة - يعني الموت - وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم

1 - أفقه: إفهم. الصحاح 6: 2243 - فقه.
2 - في نسخة " ق و س ": ما تريد، والمختصر المطبوع: فقال له: ما يريد، وفي البحار: ما تزيد.
3 - الأعراف 7: 155.
4 - البقرة 2: 55.
119

تشكرون) * (1).
أفترى يا ابن الكوا أن هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا "؟ فقال ابن
الكوا: وما ذاك ثم أماتهم مكانهم، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): " ويلك أوليس قد
أخبرك الله في كتابه حيث يقول * (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن
والسلوى) * (2) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.
وأيضا مثلهم يا ابن الكوا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عز وجل * (ألم
تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم
أحياهم) * (3).
وقوله أيضا في عزير حيث أخبر الله عز وجل فقال * (أو كالذي مر على قرية
وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله) * (4) وأخذه
بذلك الذنب مائة عام، ثم بعثه ورده إلى الدنيا * (فقال كم لبثت فقال لبثت يوما أو
بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام) * (5) فلا تشكن يا ابن الكوا في قدرة الله
عز وجل " (6).
[/ 21] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن

1 - البقرة 2: 55 - 56.
2 - البقرة 2: 57.
3 - البقرة 2: 243.
4 - البقرة 2: 259.
5 - البقرة 2: 259.
6 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 14: 374 / 17، إلى قوله: ورد الله عزيرا في السن
الذي كان فيه، وفيه: أن عبد الله بن الكوا اليشكري. وفي ج 53: 72 / 72، الرواية كاملة.
120

أبي خالد القماط، عن عبد الرحمن بن القصير (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قرأ هذه
الآية * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * (2) فقال: " هل تدري من
يعني "؟ فقلت: يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون؟ فقال: " لا، ولكن من قتل من
المؤمنين رد حتى يموت، ومن مات رد حتى يقتل، وتلك القدرة فلا تنكرها " (3).
[/ 22] وعنه عن صفوان بن يحيى، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن
أعين (4)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: كان في بني إسرائيل شئ لا يكون هاهنا
مثله؟ فقال: " لا " فقلت: فحدثني عن قول الله عز وجل * (ألم تر إلى الذين خرجوا
من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) * (5) [قلت:

1 - في تفسير العياشي: عبد الرحيم القصير. وقال السيد الخوئي (رحمه الله): كذا في الطبعة الحديثة،
ولكن في القديمة من تفسير القمي وتفسير البرهان عبد الرحيم القصير، والظاهر هو الصحيح
بقرينة سائر الروايات، انظر معجم رجال الحديث 10: 387 / 6484.
2 - التوبة 9: 111.
3 - ذكره العياشي في تفسيره 2: 113 / 144، وعنهما في البحار 53: 74 / 73.
4 - حمران بن أعين: الشيباني الكوفي مولى، تابعي مشكور، من أكابر مشايخ الشيعة المفضلين
الذين لا يشك فيهم، وكان أحد حملة القرآن، ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القراء، وعده
البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، وهو ممن يعد من
حواري الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) في حمران: إنه رجل من أهل الجنة،
وكان يقول (عليه السلام): " حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا ".
انظر رجال العلامة: 134 / 361، رجال بحر العلوم 1: 227، رجال البرقي: 14 و 16،
رجال الشيخ: 117 / 41 و 181 / 274، رجال الكشي: 10 / 20 و 176 / 304.
5 - البقرة 2: 243.
121

أحياهم] (1) حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم، أو ردهم إلى الدنيا؟ فقال:
" بل ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور، وأكلوا الطعام، ونكحوا النساء، ولبثوا بذلك
ما شاء الله، ثم ماتوا بالآجال " (2).
[/ 23] أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: سمعت
حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعا - قبل أن يحدث أبو الخطاب (3) ما أحدث -

1 - ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.
2 - أورده العياشي في تفسيره 1: 130 / 433، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 53:
74 / 74.
3 - هو محمد بن أبي زينب مقلاص الأسدي الكوفي الأجذع الزراد، غال ملعون، وعده البرقي
والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا: ملعون غال.
وقال المامقاني: إعلم أن أبا الخطاب كان من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) مستقيما في أول
أمره، وقال علي بن عقبة: كان أبو الخطاب قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحابنا ويجئ
بجواباتها، ثم ادعى القبائح وما يستوجب الطرد واللعن من دعوى النبوة وغيرها، وجمع معه
بعض الأشقياء، فاطلع الناس على مقالاتهم فقتلوه مع تابعيه، والخطابية منسوبون إليه عليه
وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): " أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه
الله ".
وقال (عليه السلام): " أما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال: إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب
حتى يروا كوكب كذا، يقال له: القنداني، والله إن ذلك الكوكب ما أعرفه ".
انظر رجال العلامة: 392 / 1581، رجال البرقي: 20، رجال الشيخ: 302 / 345. تنقيح
المقال 3: 189، رجال الكشي: 226 / 403 و 228 / 407.
122

أنهما سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا
الحسين بن علي (عليهما السلام)، وإن الرجعة ليست بعامة بل هي خاصة، لا يرجع إلا من
محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا " (1).
[/ 24] وعنهما، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن
بكير بن أعين، قال: قال لي من لا أشك (2) فيه - يعني أبا جعفر (عليه السلام) -: " أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليا (عليه السلام) سيرجعان " (3).
[/ 25] وعنهما، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن
الفضيل بن يسار (4)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لا تقولوا الجبت والطاغوت، ولا
تقولوا الرجعة، فإن قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك، فقولوا: أما اليوم فلا
نقول، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه، فلا

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 39 / 1.
2 - في نسخة " س ": لا شك.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 39 / 2.
4 - الفضيل بن يسار: النهدي أبو القاسم عربي، أصله كوفي نزل البصرة، روى عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليهما السلام)، ثقة، عين، جليل القدر، وعده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين
الهمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
وكان أبو جعفر (عليه السلام) إذا دخل عليه الفضيل بن يسار يقول: " بخ بخ، بشر المخبتين، مرحبا بمن
تأنس به الأرض ". مات (رحمه الله) في أيام الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 309 / 846، رجال العلامة: 228 / 866، رجال البرقي: 11 و 17،
رجال الشيخ: 132 / 1 و 271 / 15، رجال ابن داود: 153 / 1205، رجال الكشي: 213
/ 377 و 378 / 380.
123

تتألفونهم بالكلام " (1).
[/ 26] وعنهما، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (2)، عن حماد بن عثمان، عن
زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها،
فقال: " إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه، وقد قال الله عز وجل * (بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) * (3) " (4).
[/ 27] السندي بن محمد البزاز (5)، عن صفوان بن يحيى، عن رفاعة بن

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 39 / 3، ومراد الإمام الباقر (عليه السلام) من الجبت
والطاغوت هو الأول والثاني أن لا تذكروهما أمام الجماعة بشئ فتجعلوهم يذكروا
الأئمة (عليهم السلام) بما لا يليق بشأنهم ومنزلتهم وهذه هي التقية بعينها. والله العالم.
2 - هو أحمد بن محمد بن عمر بن أبي نصر زيد، مولى السكون، أبو جعفر المعروف بالبزنطي،
كوفي لقى الإمام الرضا وأبا جعفر (عليهما السلام)، وكان عظيم المنزلة عندهما، ثقة جليل القدر، وكان
له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر (عليهما السلام)، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عنه،
وأقروا له بالفقه، وعده البرقي من أصحاب الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام) وزاد الشيخ عليه
الإمام الجواد (عليه السلام)، مات (رحمه الله) سنة إحدى وعشرين ومائتين.
انظر رجال النجاشي: 75 / 180، خلاصة الأقوال: 61 / 66، رجال الكشي: 556 / 1050،
رجال البرقي: 54، رجال الشيخ: 344 / 34 و 366 / 2 و 397 / 5.
3 - يونس 10: 39.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 40 / 4، والبحراني عن بصائر سعد بن عبد الله
في تفسير البرهان 3: 31 / 4.
5 - في نسخة " س وض وق ": محمد بن البراء، لم يذكروه في كتب التراجم والصحيح ما في
المتن.
والسندي بن محمد البزاز: اسمه أبان يكنى أبا بشر صليب من جهينة، ويقال من بجيلة، وهو
الأشهر، كان ثقة وجها من وجوه أصحابنا الكوفيين، وعده الشيخ من أصحاب الإمام
الهادي (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 187 / 497، رجال الشيخ: 416 / 6، خلاصة الأقوال: 161 / 472،
معجم رجال الحديث 9: 332 و 334، و 10: 144.
124

موسى، عن عبد الله بن عطا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " كنت اشتكي - ونحن بمنى -
شكوى شديدة، فدخل على أبي (عليه السلام) رجل من أهل الكوفة، فقال لأبي (عليه السلام): إن لنا
إليك حاجة، فأشار إليهم إلى الفسطاط وأتبعهم، فلم ألبث أن سمعت ضحكه
مستعليا، ثم رجع إلي وهو يضحك، وقد وجدت من ضحكه وأنا بي وجع، فقلت:
لقد غلبك الضحك، فقال: إن هؤلاء سألوني عن أمر ما كنت أرى أن أحدا يعلمه من
أهل الدنيا غيري، فقلت: عمن سألوك؟ فقال: سألوني عن الأموات متى يبعثون
يقاتلون الأحياء عن الدين " (1).
[/ 28] يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن
عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمد عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة (2) قال:

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 67 / ذيل ح 62، وتقدم نظيره في حديث 66.
2 - عمر بن أذينة: هو عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن أذينة بن سلمة بن.... بن ربيعة بن
نزار بن معد بن عدنان، شيخ أصحابنا البصريين ووجههم، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان
ثقة صحيحا، وعده البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام)، واقتصر الشيخ على
الإمام الصادق (عليه السلام).
وقال الكشي: قال حمدويه بن نصير، سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره: أن ابن أذينة
كوفي، وكان هرب من المهدي العباسي، ومات باليمن.
انظر رجال النجاشي: 283 / 752، رجال العلامة: 211 / 687، رجال البرقي: 47، رجال
الشيخ: 253 / 482، رجال الكشي: 334 / 612.
125

حدثنا محمد بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ويوم نحشر من
كل أمة فوجا) * (1) فقال: " ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت، ولا
أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل " (2).
[/ 29] - أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن
عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي محمد يعني أبا بصير قال: قال لي أبو
جعفر (عليه السلام): " ينكر أهل العراق الرجعة "؟ قلت: نعم، قال: " أما يقرؤون القرآن
* (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * (3) " (4) الآية.
[/ 30] وعنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن عمر بن
يزيد (5)، عن عمار بن أبان (6)، عن عبد الله بن بكير، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز (7)

1 - النمل 27: 83.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 40 / 5، وذكره الأسترآبادي في تأويل
الآيات 1: 409 / 15.
3 - النمل 27: 83.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 40 / 6.
5 - في نسخة " ق ": الحسين بن يزيد، وكذا الإيقاظ من الهجعة.
6 - في نسخة " س " والمختصر المطبوع: عمر بن أبان.
7 - وهو ميسر بن عبد العزيز النخعي المدائني، بياع الزطي، كوفي، ثقة، أثنى عليه آل
محمد (عليهم السلام)، وهو ممن يجاهر بالرجعة، عده الشيخ من أصحاب الإمامين الباقر
والصادق (عليهما السلام). واقتصر البرقي على الإمام الباقر (عليه السلام) قائلا: ميسرة. وقال له أبو جعفر (عليه السلام) ذات
مرة: " يا ميسر أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخره الله بصلتك
قرابتك ".
مات (رحمه الله) في حياة الإمام أبي عبد الله (عليه السلام).
انظر رجال الشيخ: 135 / 12 و 317 / 597، رجال البرقي: 48، رجال الكشي: 244 /
446 و 448، رجال العلامة: 279 / 1022.
126

يخبطان (1) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة " (2).
[/ 31] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن المغيرة (3)، عمن
حدثه، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن قول الله عز وجل
* (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم) * (4) فقال: " يا جابر أتدري ما سبيل الله "؟ قلت:
لا والله إلا إذا سمعت منك، فقال: " القتل في سبيل علي (عليه السلام) وذريته، فمن قتل في

1 - خبط: ضرب. الصحاح 3: 1121 - خبط.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 40 / 7 والحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة:
284 / 105.
3 - عبد الله بن المغيرة: هو أبو محمد البجلي مولى جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي، كوفي،
ثقة ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه، روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وقيل:
إنه صنف ثلاثين كتابا. وعده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا (عليهما السلام).
قال الكشي: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم، وعده منهم.
انظر رجال النجاشي: 215 / 561، رجال البرقي: 49 و 53، رجال الشيخ: 355 / 21
و 379 / 4، رجال الكشي: 556 / 1050 و 594 / 1110.
4 - آل عمران 3: 157.
127

ولايته قتل في سبيل الله، وليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلا وله قتلة وميتة، إنه من
قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل " (1).
[/ 32] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن
مسكان، عن فيض (2) بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول وتلا هذه الآية
* (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) * (3) الآية، قال: " ليؤمنن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولينصرن
عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) [قلت: ولينصرن أمير المؤمنين؟] (4)، قال: " نعم والله من لدن
آدم (عليه السلام) فهلم جرا، فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى
يقاتلون بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه " (5).
[/ 33] وعنه، عن علي بن النعمان (6)، عن عامر بن معقل، قال: حدثني
أبو حمزة الثمالي (7)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: " يا أبا حمزة لا ترفعوا عليا فوق

1 - أورده العياشي في تفسيره 1: 202 / 162، كاملة، والصدوق في معاني الأخبار: 167 / 1،
باختلاف يسير ولم يورد ذيل الرواية. ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 40 / 8،
والبحراني في تفسير البرهان 1: 705 / 1، عن سعد بن عبد الله.
2 - في نسخة " س وض وق ": قيصر، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم. انظر مستدركات
النمازي 6: 228 / 1661 و 294 / 11949.
3 - آل عمران 3: 81.
4 - ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.
5 - أورده العياشي في تفسيره 1: 181 / 76، ونقله المجلسي عنه وعن المختصر في البحار
53: 41 / 9.
6 - في البصائر والأمالي: علي بن الحكم.
7 - أبو حمزة الثمالي: هو ثابت بن أبي صفية واسم أبي صفية دينار، مولى، كوفي، ثقة، وأولاده
نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا
الحسن (عليهم السلام) وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمدهم في الرواية والحديث.
عده البرقي من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر والصادق
والكاظم (عليهم السلام) قائلا: اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى (عليه السلام).
وقال الكشي: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يحضره ويقول له: " إني لأستريح إذا رأيتك ". وقال الإمام
الرضا (عليه السلام) في حقه: " أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ". مات (رحمه الله) في سنة
خمسين ومائة.
انظر رجال النجاشي: 115 / 296، رجال البرقي: 8، رجال الشيخ: 84 / 3 و 110 / 2
و 160 / 2 و 345 / 1، رجال العلامة: 86 / 179، رجال الكشي: 33 / 61 و 203 / 357.
128

ما رفعه الله، ولا تضعوا عليا دون ما وضعه الله، كفى بعلي (عليه السلام) أن يقاتل أهل الكرة،
ويزوج أهل الجنة " (1).
[/ 34] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مسروق (2)، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله
عز وجل * (يا أيها المدثر * قم فأنذر) * (3) " يعني بذلك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقيامه في
الرجعة ينذر فيها.

1 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 415 / 5، والصدوق في أماليه: 284 / 313، ونقله
المجلسي عن الأول في البحار 25: 283 / 29، وعن الثاني في ج 40: 5 / 10.
2 - في نسخة " ق ": عمار بن مروان، وما في المتن لم يذكره أصحاب التراجم إلا النمازي وهو
القائل: لم يذكروه.
انظر مستدركات النمازي 6: 12 / 10674.
3 - المدثر 74: 1 - 2.
129

(وفي قوله * (إنها لإحدى الكبر * نذيرا للبشر) * (1) يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا
للبشر في الرجعة) (2).
وفي قوله * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) * (3) في الرجعة " (4).
[/ 35] وبهذا الإسناد، عن أبي جعفر (عليه السلام): " إن أمير المؤمنين صلوات الله
عليه كان يقول: إن المدثر هو كائن عند الرجعة، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين
أحياة قبل القيامة ثم موت؟ فقال له عند ذلك: نعم والله لكفرة من الكفر بعد الرجعة
أشد من كفرات قبلها " (5).
[/ 36] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال (6)،

1 - المدثر 74: 35 - 36.
2 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
3 - سبأ 34: 28.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 42 / 10، وكذلك البحراني في تفسير البرهان
5: 522 / 2، عن سعد بن عبد الله.
5 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 42 / 11، وكذلك البحراني في تفسير
البرهان 5: 522 / 3، عن سعد بن عبد الله.
6 - سالم بن مكرم الجمال: هو ابن عبد الله أبو خديجة، ويقال: أبو سلمة الكناسي، صاحب
الغنم، مولى بني أسد الجمال، يقال: كانت كنيته أبا خديجة وإن أبا عبد الله (عليه السلام) كناه أبا سلمة،
ثقة ثقة، صالح، من أهل الكوفة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). وعده البرقي
والشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 188 / 501، رجال البرقي: 33، رجال الشيخ: 209 / 116، رجال
الكشي: 352 / 661.
130

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إني سألت الله عز وجل في
إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أن يكون أول منشور
في عشرة (1) من أصحابه، وفيهم عبد الله بن شريك العامري (2) وفيهم صاحب
الراية " (3).
[/ 37] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن
عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول " إن إبليس قال * (انظرني إلى يوم يبعثون) * (4) فأبى الله ذلك
عليه، فقال * (فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم) * (5) فإذا كان يوم
الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت

1 - في نسخة " س وض ": في عصره.
2 - عبد الله بن شريك العامري: يكنى أبا المحجل، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر (عليهما السلام)،
وكان عندهما وجيها مقدما، وأنه من حواري الإمامين الباقرين (عليهما السلام). عده البرقي من
أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال العلامة: 196 / 612، رجال البرقي: 10، رجال الشيخ: 127 / 4 و 265 / 704.
3 - ذكره الكشي في رجاله: 217 / 391، إلا أن في آخره: وهو صاحب لوائه بدل: وفيهم
صاحب الراية، ونقله المجلسي عنهما في البحار 53: 76 - 77 / 82.
4 - الأعراف 7: 14.
5 - الحجر 15: 37 - 38، سورة ص 38: 80 - 81.
131

المعلوم، وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فقلت: وإنها لكرات؟
قال: نعم، إنها لكرات وكرات، ما من إمام في قرن إلا ويكر (1) معه البر والفاجر في
دهره حتى يديل (2) الله عز وجل المؤمن من الكافر.
فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصحابه،
وجاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات، يقال لها:
الروحاء قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز وجل
العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد رجعوا إلى
خلفهم القهقرى مائة قدم، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.
فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل (3) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر،
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمامه بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى
ناكصا على عقبيه، فيقولون له أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: * (إني أرى ما
لا ترون) * (4) * (إني أخاف الله رب العالمين) * (5) فيلحقه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيطعنه طعنة
بين كتفيه، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا
يشرك به شيئا.

1 - في نسختي " ق وض " زيادة: في قرنه يكر.
2 - يديل: في الحديث: " قد أدال الله تعالى من فلان " وهو من الإدالة يعني النصرة والغلبة.
مجمع البحرين 5: 374 - دول.
3 - كناية عن نزول آيات عذابه.
4 - الأنفال 8: 48.
5 - الحشر 59: 16.
132

ويملك أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعا وأربعين ألف سنة، حتى يلد الرجل من شيعة
علي (عليه السلام) ألف ولد من صلبه ذكرا، في كل سنة ذكرا، وعند ذلك تظهر الجنتان
المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله " (1).
[/ 38] وعنه، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن
الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (عليهما السلام)، فأما يوم
القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة أو بعث إلى النار " (2).
[/ 39] أيوب بن نوح والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن
العباس بن عامر القصباني، عن سعيد، عن داود بن راشد، عن حمران بن أعين، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن أول من يرجع (3) لجاركم الحسين (عليه السلام)، فيملك حتى تقع
حاجباه على عينيه من الكبر " (4).
[/ 40] أبو عبد الله أحمد بن محمد السياري، عن أحمد بن عبد الله بن قبيصة
المهلبي، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في كتاب الكرات في قول
الله عز وجل * (يوم هم على النار يفتنون) * (5) قال: " يكسرون في الكرة كما يكسر
الذهب حتى يرجع كل شئ إلى شبهه يعني إلى حقيقته " (6).

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 42 / 12.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 43 / 13.
3 - في نسخة " س " زيادة: إلى الدنيا.
4 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 43 / 14.
5 - الذاريات 51: 13.
6 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 44 / 15، وكذلك البحراني في تفسير البرهان
5: 159 / 2 عن سعد بن عبد الله، والحر العاملي في الايقاظ من الهجعة بالبرهان على
الرجعة: 291 / 113 قائلا: ما رواه سعد بن عبد الله في مختصر البصائر.
133

[/ 41] محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن
راشد، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال: " لترجعن نفوس ذهبت، وليقتص يوم يقوم،
ومن عذب يقتص بعذابه، ومن أغيظ أغاظ بغيظه، ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم
أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا، ثم يموتون في
ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم، وشفوا أنفسهم، ويصير عدوهم إلى أشد النار عذابا،
ثم يوقفون بين يدي الجبار عز وجل فيؤخذ لهم بحقوقهم " (1).
[/ 42] وبهذا الإسناد، عن الحسن بن راشد، قال: حدثني محمد بن
عبد الله بن الحسين، قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله (عليه السلام) فجرى بينهما حديث،
فقال أبي لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الكرة؟ قال: " أقول فيها ما قال الله عز وجل
وذلك إن تفسيرها صار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة
وعشرين ليلة، قول الله عز وجل * (تلك إذا كرة خاسرة) * (2) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم
يقضوا ذحولهم (3) ".
فقال له أبي: يقول الله عز وجل * (فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم
بالساهرة) * (4) أي شئ أراد بهذا؟ فقال: " إذا انتقم منهم وماتت (5) الأبدان، بقيت

1 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 44 / 16.
2 - النازعات 79: 12.
3 - الذحل: الثأر. القاموس المحيط 3: 379 - ذحل.
4 - النازعات 79: 13 - 14.
5 - في البحار: وباتت، بمعنى غابت. انظر لسان العرب 2: 17 - بيت.
134

الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت " (1).
[/ 43] حدثني جماعة من أصحابنا، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان (2)
وإبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي (3)، عن أبيه، قال: سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا) * (4) فقال:
" الأنبياء: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإبراهيم وإسماعيل وذريته، والملوك: الأئمة (عليهم السلام) " قال:
فقلت: وأي ملك أعطيتم؟ قال: " ملك الجنة وملك الكرة " (5).
[/ 44] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد (6) ومحمد بن خالد

1 - ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 44 / 17، والبحراني في تفسير البرهان 5:
576 / 2، عن سعد بن عبد الله، والحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة: 279 / 93، عن
مختصر البصائر لسعد بن عبد الله.
2 - في البحار: ابن أبي عثمان، وفي نسخة " ق ": علي بن أبي عثمان، والظاهر ما في المتن هو
الصحيح.
وهو الملقب بسجادة، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب، وقد عده الشيخ من أصحاب
الإمامين الهمامين الجواد والهادي (عليهما السلام) قائلا: الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة.
انظر معجم رجال الحديث 6: 24 و 17: 138، رجال الشيخ: 400 / 11 و 413 / 12،
رجال النجاشي: 61 / 141.
3 - في نسخة " س وض وق ": محمد بن سليم الديلمي.
4 - المائدة 5: 20.
5 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 45 / 18، والبحراني في تفسير البرهان 2:
266 / 2، عن سعد بن عبد الله.
6 - الحسين بن سعيد: هو الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي، من موالي
علي بن الحسين (عليهما السلام)، ثقة، روى عن الإمام الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن
الثالث (عليهم السلام)، وأصله كوفي، انتقل مع أخيه الحسن (رضي الله عنه) إلى الأهواز، ثم تحول إلى قم فنزل
على الحسن بن أبان وتوفي بقم، وله ثلاثون كتابا اشترك بها مع أخيه، وقد عده البرقي من
أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد والهادي (عليهما السلام).
انظر فهرست الشيخ: 112 / 230، رجال النجاشي: 58 / 136 - 137، رجال الشيخ: 372
/ 17 و 399 / 1 و 412 / 6، رجال البرقي: 54.
135

البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن المعلى بن عثمان (1)، عن
المعلى بن خنيس، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " أول من يرجع إلى الدنيا
الحسين بن علي (عليهما السلام) فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ".
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (إن الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد) * (2) قال: " نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) راجع إليكم " (3).
[/ 45] محمد بن عيسى بن عبيد (4)، عن الحسين بن سفيان البزاز، عن

1 - في البحار وتفسير البرهان: المعلى أبو عثمان، وهما شخص واحد كما قاله النجاشي
والشيخ: معلى بن عثمان أبو عثمان، كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعده الشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا: المعلى بن عثمان أبو عثمان الأحول الكوفي. انظر رجال
النجاشي: 417 / 1115، رجال الشيخ: 311 / 500، خلاصة الأقوال: 275 / 1002،
معجم رجال الحديث 19: 271 و 21: 78.
2 - القصص 28: 85.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 46 / 19، والبحراني في تفسير البرهان 4:
292 / 5 و 6، عن سعد بن عبد الله وذكر القمي المقطع الثاني من الرواية في تفسيره 2: 147
بزيادة: وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام).
4 - في البحار زيادة: عن اليقطيني، والظاهر حرف " عن " زيادة لأن ابن عيسى هو الملقب
باليقطيني نسبة إلى جده يقطين.
وهو أبو جعفر، جليل في أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي
جعفر الثاني (عليه السلام) مكاتبة ومشافهة، عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري
وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام)، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 333 / 896، رجال البرقي: 58 و 61، رجال الطوسي: 393 / 76
و 422 / 10 و 435 / 3 و 511 / 111.
136

عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن لعلي (عليه السلام) (في
الأرض كرة مع الحسين ابنه) (1) صلوات الله عليهما، يقبل برايته حتى ينتقم له من بني
أمية ومعاوية وآل معاوية، ومن شهد حربه.
ثم يبعث الله إليهم بأنصاره (يومئذ من أهل الكوفة) (2) ثلاثين ألفا، ومن سائر
الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصفين (3) مثل المرة الأولى حتى يقتلهم فلا يبقى منهم
مخبرا، ثم يبعثهم الله عز وجل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون وآل فرعون.
ثم كرة أخرى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يكون خليفته في الأرض، ويكون

1 - في نسخة " ق ": كرة مع ابنه الحسين (عليه السلام)، بدل ما بين القوسين.
2 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
3 - صفين: بكسرتين وتشديد الفاء، هو موضع بقرب الرقة على شاطئ الفرات من الجانب
الغربي بين الرقة وبالس، وكانت وقعة صفين بين جيش الإمام علي (عليه السلام) وجيش معاوية عليه
اللعنة في سنة 37 ه‍ في غرة صفر، وقيل: كان الإمام علي (عليه السلام) في مائة وعشرين ألفا،
ومعاوية في تسعين ألفا، وقتل في الحرب بينهما سبعون ألفا منهم، من أصحاب الإمام
علي (عليه السلام) خمسة وعشرون ألفا، منهم خمسة وعشرون صحابيا بدريا، ومن أصحاب معاوية
خمسة وأربعون ألفا.
انظر معجم البلدان 3: 414.
137

الأئمة (عليهم السلام) عماله، وحتى يعبد (1) الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض، كما
عبد الله سرا في الأرض.
ثم قال: أي والله وأضعاف ذلك - ثم عقد بيده أضعافا - يعطي الله نبيه ملك
جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يفنيها، حتى ينجز له موعوده في
كتابه كما قال * (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) * (2) " (3).
[/ 46] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن عثمان بن عيسى، عن خالد
ابن يحيى (4) قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سمى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر صديقا؟
فقال: " نعم، إنه حيث كان أبو بكر معه في الغار، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأرى
سفينة بني عبد المطلب تضطرب في البحر ضالة، فقال له أبو بكر: وإنك لتراها؟ قال:
نعم، قال: يا رسول الله تقدر أن ترينيها؟ فقال: ادن مني فدنا منه فمسح يده على

1 - في نسخة " ض ": يبعثه.
2 - التوبة 9: 33 والصف 61: 9.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 74 / 75، والحر العاملي في الإيقاظ من
الهجعة: 363 / 118.
4 - في البصائر: خالد بن نجيح، والظاهر هو الصحيح، لأني لم أجد من يقول إن خالد بن يحيى
يروي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، واحتمل النمازي التعدد أو التصحيف وقال: لعل الثاني هو
الأصوب.
وابن نجيح هو الجران مولى، كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي
والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 150 / 391، رجال البرقي: 31 و 48، رجال الشيخ: 186 / 7
و 349 / 1، معجم رجال الحديث 8: 38 - 41، مستدركات النمازي 3: 318 و 321.
138

عينيه، ثم قال له: انظر، فنظر أبو بكر فرأى السفينة تضطرب في البحر، ثم نظر إلى
قصور أهل المدينة، فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر، فقال له رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صديق أنت ".
فقلت: لم سمي عمر الفاروق؟ قال: " نعم، ألا ترى أنه قد فرق بين الحق
والباطل، وأخذ الناس بالباطل ".
قلت: فلم سمى سالما الأمين؟ قال: لما أن كتبوا الكتب ووضعوها على يد (1)
سالم فصار الأمين ".
قلت: فقال اتقوا دعوة سعد؟ قال: " نعم " قلت: وكيف ذاك؟ قال: " إن سعدا
يكر فيقاتل عليا (عليه السلام) " (2).

1 - في نسخة " ض ": يدي.
2 - نقله المجلسي كاملا عن المختصر في البحار 53: 75 / 76، وأورده الصفار باختلاف
يسير في البصائر: 422 / 14، إلى قوله: الصديق أنت، والقمي في تفسيره 1: 290 نحوه.
139

يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربه الغني حسن بن سليمان: إني قد رويت
في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد الله فأنا مثبتها في هذه
الأوراق، ثم ارجع إلى ما رواه سعد بن عبد الله في كتاب مختصر البصائر.
[/ 1] فمما (1) أجاز لي الشيخ السعيد الشهيد أبو عبد الله محمد بن مكي
الشامي روايته، عن شيخه السيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني، عن
الحسن بن يوسف بن المطهر، عن أبيه، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن
شاذان بن جبرئيل، عن العماد الطبري، عن أبي علي بن الشيخ أبي جعفر محمد بن
الحسن الطوسي، عن أبيه، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن محمد بن علي بن بابويه،
قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي
بالبصرة، قال: حدثنا الحسن بن معاذ (2)، قال: حدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا
يونس بن أرقم، عن أبي سيار الشيباني، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن
سبرة (3)، قال: خطبنا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى

1 - سقط الحديث كله من نسخة " ق ".
2 - في كمال الدين: الحسين بن معاذ.
3 - النزال بن سبرة: هو الهلالي العامري الكوفي من قيس عيلان مختلف في صحبته، روى عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أبي بكر وعثمان بن عفان والإمام علي (عليه السلام)، وذكره ابن حبان في الثقات
وقال: له صحبة، وقال ابن عبد البر: ذكروه فيمن رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا أعلم له رواية إلا عن
علي وابن مسعود، وهو معدود في كبار التابعين وفضلائهم. قال النمازي: هو من أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام).
انظر تهذيب التهذيب 10: 378 / 764، تهذيب الكمال 29: 334 / 6391، الثقات 3: 418،
الاستيعاب 4: 1524 / 2655، مستدركات النمازي 8: 63.
141

عليه (1) ثم قال:
" أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني " قالها ثلاثا، فقام إليه صعصعة بن
صوحان (2)، فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟ فقال له (عليه السلام): " اقعد، فقد سمع

1 - في المصدر زيادة: وصلى على محمد وآله.
2 - صعصعة بن صوحان: هو ابن حجر بن حارث بن الهجرس... من ربيعة، وكان صعصعة أخا
زيد بن صوحان لأبيه وأمه، وكان يكنى أبا طلحة، وكان من أصحاب الخطط بالكوفة، وكان
خطيبا، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد
وسيحان، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة، وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل،
فأخذها زيد فقتل، فأخذها صعصعة، وكان ثقة قليل الحديث. هذا ما عرفه ابن سعد.
وقال الذهبي: أبو طلحة أحد خطباء العرب، كان من كبار أصحاب علي، قتل أخواه يوم
الجمل، كان شريفا، مطاعا، أميرا، فصيحا، مفوها، وكان يروي عن علي وابن عباس، وبقي
إلى خلافة معاوية، ويقال: وفد إلى معاوية فخطب، فقال معاوية: إن كنت لأبغض أن أراك
خطيبا، قال: وأنا إن كنت لأبغض أن أراك خليفة. وتوفي بالكوفة في خلافة معاوية.
وكان عظيم القدر، عده البرقي والشيخ من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال في حقه الإمام
الصادق (عليه السلام): " ما كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه ".
انظر طبقات ابن سعد 6: 221، سير أعلام النبلاء 3: 528 - 529، رجال العلامة: 171 /
502، رجال البرقي: 5، رجال الشيخ: 45 / 1، رجال الكشي: 68 / 122.
142

الله كلامك وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك
علامات وامارات وهنات (1) يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل، فإن شئت
أنبأتك بها " فقال: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال علي (عليه السلام): " إحفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا
الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنيان، وباعوا
الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا
الأهواء، واستخفوا بالدماء.
وكان الحلم ضعفا (2)، والظلم فخرا، وكانت الامراء فجرة، والوزراء ظلمة،
والعرفاء (3) خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول
البهتان، والإثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنائر،
وأكرم الأشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب، ونقضت العهود، واقترب
الموعود، وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا، وعلت أصوات
الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق
الكاذب، وأؤتمن الخائن، واتخذت القينات (4) والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها،
وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء، وشهد

1 - في كمال الدين: وهيئات.
2 - في نسخة " س " والمختصر المطبوع: العلم ضعيفا.
3 - العرفاء: واحده العريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف
الأمير منه أحوالهم. لسان العرب 9: 238 - عرف.
4 - القينات: المغنيات. لسان العرب 13: 352 - قين.
143

الشاهد من غير أن يستشهد، وشهد الآخر قضاء للذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير
الدين، وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب
الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، العجل
العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس، ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه
من سكانه ".
فقام إليه الأصبغ بن نباتة (1)، فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال: " ألا
إن الدجال صائد بن الصيد، فالشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة
يقال لها: أصفهان، من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة، والأخرى في
جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب
كافر، يقرؤه كل كاتب وأمي.
يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل
أبيض، يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر،
خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلا منهلا، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة.
ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين،

1 - الأصبغ بن نباتة: التميمي السلمي الحنظلي المجاشعي أبو القاسم، مشكور من خواص
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد عمر بعده، وهو من شرطة الخميس، وقد شارك في يوم صفين،
وهو الذي أعانه على غسل سلمان الفارسي، وكان شيخا ناسكا عابدا، عده البرقي من
أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 8 / 5، رجال البرقي: 5، فهرست الشيخ: 85 / 119، رجال العلامة:
77 / 141، رجال الشيخ: 34 / 2 و 66 / 2، مستدركات النمازي 1: 691 و 692.
144

يقول: إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أنا ربكم الأعلى، كذب عدو
الله، إنه أعور يطعم الطعام، ويمشي في الأسواق، وإن ربكم ليس بأعور ولا يطعم ولا
يمشي في الأسواق ولا يزول (1).
ألا وإن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة (2) الخضر، يقتله
الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق، لثلاث ساعات من يوم الجمعة على
يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه.
ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى " قلنا: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال:
" خروج دابة عند الصفا، معها خاتم سليمان (عليه السلام) وعصا موسى (عليه السلام)، تضع الخاتم على
وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه:
هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن ينادي: الويل لك يا كافر، وأن الكافر ينادي: طوبى
لك يا مؤمن وددت اليوم أني مثلك فأفوز فوزا عظيما.
ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل، وذلك بعد
طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل، ولا عمل يرفع
و * (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) * (3).
ثم قال (عليه السلام): لا تسألوني عما يكون بعد هذا (4)، فإنه عهد إلي حبيبي عليه وآله

1 - في كمال الدين زيادة: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
2 - الطيلسان: واحد الطيالسة: وهو ثوب يحيط بالبدن ينسج للبس خال عن التفصيل
والخياطة. مجمع البحرين 4: 82 - طيلس.
3 - الأنعام 6: 158.
4 - في نسخة " س ": ذلك، بدل: هذا.
145

السلام ألا اخبر به غير عترتي ".
ثم قال النزال بن سبرة فقلت لصعصعة بن صوحان: يا صعصعة ما عنى أمير
المؤمنين (عليه السلام) بهذا القول؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن
مريم هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي صلوات الله عليهما،
وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر بين الركن والمقام فيطهر الأرض ويضع
ميزان العدل، فلا يظلم أحد أحدا، فأخبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن حبيبه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة (عليهم السلام) (1).
[/ 2] ومن كتاب الواحدة: روي عن محمد بن الحسن بن عبد الله
الأطروش الكوفي، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد البجلي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن خالد البرقي، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران (2)، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي (3)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال أمير

1 - كمال الدين: 525 / 1، وعنه في البحار 52: 192 / 26.
2 - عبد الرحمن بن أبي نجران: هو التميمي مولى، كوفي، روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وروى
أبوه عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ثقة، ثقة، معتمدا على ما يرويه، عده البرقي والشيخ من أصحاب
الإمام الرضا والجواد (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 235 / 622، رجال البرقي: 54 و 57، رجال الطوسي: 380 / 9
و 403 / 7.
3 - لم يرد أبو حمزة الثمالي في سند البحار، والظاهر أنه سقط من يد الناسخ، لأن عاصم لم
يرو عن أبي جعفر (عليه السلام) إلا بواسطة الثمالي.
وعاصم هذا هو الحناط الحنفي أبو الفضل، مولى كوفي، ثقة عين، صدوق، روى عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال الكشي: هو مولى
بني حنيفة، مات بالكوفة.
انظر رجال النجاشي: 301 / 821، رجال البرقي: 45، رجال الشيخ: 262 / 651، رجال
الكشي: 367 / 682، معجم رجال الحديث 10: 197.
146

المؤمنين (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيته، ثم تكلم بكلمة
فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقني وذريتي، ثم تكلم بكلمة
فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلماته،
فبنا احتج على خلقه (1)، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر، ولا ليل ولا
نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أن يخلق الخلق.
وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل * (وإذ أخذ
الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه) * (2) يعني لتؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولتنصرن وصيه، وسينصرونه
جميعا.
وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصرة بعضنا لبعض، فقد
نصرت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي من
الميثاق والعهد والنصرة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك
لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها،
وليبعثنهم الله أحياء من آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، كل نبي مرسل، يضربون بين يدي

1 - في نسخة " ض ": احتجب عن خلقه.
2 - آل عمران 3: 81.
147

بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا.
فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة
بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد انطلقوا (1) بسكك الكوفة، قد شهروا سيوفهم
على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة، وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين
والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل * (وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن
لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون
بي شيئا) * (2) أي يعبدونني آمنين، لا يخافون أحدا في عبادتي (3)، ليس عندهم تقية.
وإن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات
والكرات، وصاحب الصولات والنقمات، والدولات (4) العجيبات، وأنا قرن من
حديد، وأنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنا أمين الله وخازنه، وعيبة سره
وحجابه، ووجهه وصراطه وميزانه، وأنا الحاشر إلى الله.
وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق ويفرق بها المجتمع.
وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا، وآياته الكبرى.
وأنا صاحب الجنة والنار، اسكن أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، (وإلي

1 - في البحار: قد تخللوا، وفي نسخة " ض و س ": أطلوا.
2 - النور 24: 55.
3 - في نسخة " س وض " والمختصر المطبوع: في عبادي، وفي البحار: من عبادي.
4 - الدولات: الدولة في الحرب: أن تدال إحدى الفئتين على الأخرى، أي يكون مرة لهذا ومرة
لهذا والجمع دولات. انظر الصحاح 4: 1699 و 1700 - دول.
148

تزويج أهل الجنة، وإلي عذاب أهل النار) (1).
وإلي إياب الخلق جميعا، وأنا الإياب الذي يؤوب إليه كل شئ بعد الفناء (2)،
وإلي حساب الخلق جميعا.
وأنا صاحب الهنات (3)، وأنا المؤذن (4) على الأعراف، وأنا بارز الشمس، وأنا
دابة الأرض، وأنا قسيم النار (5)، وأنا خازن الجنان، وأنا صاحب الأعراف، وأنا
أمير المؤمنين، ويعسوب (6) المتقين، وآية السابقين، ولسان الناطقين، وخاتم
الوصيين، ووارث النبيين، وخليفة رب العالمين، وصراط ربي المستقيم، وفسطاطه،
والحجة على أهل السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما.
وأنا الذي احتج الله به عليكم في ابتداء خلقكم. وأنا الشاهد يوم الدين. وأنا

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
2 - في المختصر المطبوع: القضاء.
3 - في البحار: الهبات، وفي نسخة " س ": الهنئات.
4 - روى الصدوق في معاني الأخبار ص 59 بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
" خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان:.... وأنا
المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل * (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) * أنا
ذلك المؤذن ". سورة الأعراف 7: 44.
5 - روى الصدوق في علل الشرائع: 162 / 1، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام): لم
صار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قسيم الجنة والنار؟ قال: " لأن حبه إيمان وبغضه
كفر، وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان، وخلقت النار لأهل الكفر، فهو (عليه السلام) قسيم الجنة والنار،
لهذه العلة، فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته، والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه ".
6 - اليعسوب: ملك النحل. الصحاح 1: 181 - عسب، فهو روحي فداه ملك المتقين.
وذلك قول الشاعر: ولايتي لأمير النحل تكفيني....
149

الذي علمت علم المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب والأنساب، واستحفظت
آيات النبيين المستخفين المستحفظين.
وأنا صاحب العصا والميسم (1). وأنا الذي سخرت لي السحاب والرعد
والبرق، والظلم والأنوار، والرياح والجبال والبحار، والنجوم والشمس والقمر.
(وأنا الذي أهلكت عادا وثمودا، وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرة.
وأنا الذي ذللت الجبابرة. وأنا صاحب مدين، ومهلك فرعون، ومنجي
موسى (عليه السلام)) (2).
وأنا القرن الحديد. وأنا فاروق الأمة. وأنا الهادي. وأنا الذي أحصيت كل
شئ عددا بعلم الله الذي أودعنيه، وبسره الذي أسره إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسره
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي.
وأنا الذي أنحلني ربي اسمه وكلمته وحكمته وعلمه وفهمه.
يا معشر الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، اللهم إني أشهدك وأستعديك
عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله متبعين أمره " (3).
[/ 3] (4) ورويت بإسنادي المتصل إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن

1 - الميسم: اسم الآلة التي يكوى بها. مجمع البحرين 6: 183 - وسم.
2 - ما بين القوسين لم يرد في البحار.
3 - نقل الأسترآبادي صدر الحديث عن كتاب الواحدة في تأويل الآيات 1: 116 / 30، إلى
قوله: وسوف ينصرون، والبحراني في تفسير البرهان 1: 646 / 4، عن سعد بن عبد الله والحر
العاملي باختصار في الإيقاظ من الهجعة: 364 / 120، عن المختصر عن كتاب الواحدة،
ونقله المجلسي كاملا في البحار 53: 46 / 20 عن المختصر.
4 - من حديث 103 إلى آخر حديث 108 سقط من نسخة " ق ".
150

الطوسي (رحمه الله) على ما ذكره في كتاب مصباح المتهجد قال (رحمه الله): اليوم الثالث منه - يعني
من شعبان -: فيه ولد الحسين بن علي (عليهما السلام) خرج إلى أبي القاسم بن العلاء
الهمداني (1) وكيل أبي محمد (عليه السلام): " إن مولانا الحسين (عليه السلام) ولد يوم الخميس لثلاث
خلون من شعبان، فصمه وادع فيه بهذا الدعاء:
اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله
وولادته، بكته السماء ومن فيها، والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها، قتيل العبرة
وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، والمعوض من قتله، أن الأئمة من نسله،
والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته،
حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثار، ويرضوا الجبار، ويكونوا خير أنصار، صلى الله
عليهم مع اختلاف الليل والنهار.
اللهم فبحقهم عليك أتوسل وأسأل سؤال مقترف معترف مسئ إلى نفسه مما
فرط في يومه وأمسه، يسألك العصمة إلى محل (2) رمسه.
اللهم فصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته وبوئنا معه دار الكرامة
ومحل (3) الإقامة.

1 - في المصدر القاسم بن العلاء الهمداني، والظاهر هو الصحيح لموافقته للاقبال وكتب التراجم
حيث لم يصرح أحد بأبي القاسم.
انظر جامع الرواة 2: 19، مستدركات النمازي 6: 250، معجم رجال الحديث 15: 37،
ومسند الإمام العسكري (عليه السلام) للعطاردي: 329 / 99.
2 - في نسخة " ض " حلول.
3 - في نسخة " ض " حسن.
151

اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته ومتابعته (1) واجعلنا
ممن يسلم لأمره، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره، وعلى جميع أوصيائه وأهل
أصفيائه، الممدودين منك بالعدد الاثني عشر، النجوم الزهر، والحجج على جميع
البشر.
اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة، وأنجح لنا فيه كل طلبة، كما وهبت
الحسين (عليه السلام) لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جده، وعاذ فطرس بمهده، فنحن عائذون بقبره من بعده،
نشهد تربته، وننتظر أوبته آمين رب العالمين " (2).
[/ 4] ورويت بإسنادي المتصل عن الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن
بابويه قال: روى محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عبد الله
النخعي (3)، قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): علمني يا بن رسول الله قولا أقول به، بليغا
كاملا إذا زرت واحدا منكم، فقال: قل، وذكر الزيارة بتمامها، وذكر في أثنائها ما يدل
على رجعتهم (عليهم السلام).
فمنها: " فأنا مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم،

1 - في المصباح والإقبال: وسابقته.
2 - مصباح المتهجد: 758، وأورده ابن طاووس في إقبال الأعمال: 689 - 690، وعنهما في
البحار 53: 94 / 107.
3 - في عيون الأخبار: موسى بن عمران النخعي، والظاهر ما في المتن هو الصحيح وهو
الموافق للفقيه، وقال السيد الخوئي: هو الراوي لزيارة الجامعة.
انظر معجم رجال الحديث 20: 57 / 12824 و 16: 100.
152

مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم ".
ومنها: " ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله بكم دينه، ويردكم في أيامه،
ويظهركم لعدله، ويمكنكم في أرضه ".
ومنها: " ويحشر في زمرتكم، ويكر في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف
في عافيتكم، ويمكن في أيامكم، وتقر عينه غدا برؤيتكم ".
ومنها: " ومكنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملكني في أيامكم " (1).
[/ 5] ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتاب مصباح
المتهجد في زيارة العباس (عليه السلام): " أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم ما
وعدكم، جئتك يا بن أمير المؤمنين وافدا إليكم وقلبي مسلم لكم، وأنا لكم تابع،
ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم،
إني بكم وبإيابكم من المؤمنين " (2)..
[/ 6] وبإسنادي إلى سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم (3)، عن
محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان (4) أو غيره، عن عبد الله بن سنان قال: قال

1 - من لا يحضره الفقيه 2: 370 / 1625، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 272 / 1، وأورده
المصنف في المحتضر: 119. والفقرة الأخيرة منها مذكورة في الوداع: 375 من الفقيه.
2 - مصباح المتهجد: 668، وأورده الشيخ أيضا في التهذيب 6: 66، وابن قولويه في كامل
الزيارة: 270، والمفيد في المزار: 180.
3 - في البحار: عن ابن هشام.
4 - محمد بن سنان، هو أبو جعفر الزاهري الكوفي، من ولد زاهر مولى عمرو بن حمق
الخزاعي، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام). مات سنة
عشرين ومائتين.
انظر رجال النجاشي: 328 / 888، رجال البرقي: 48 و 54 و 57، رجال الطوسي: 361 /
39 و 386 / 7 و 405 / 3.
153

أبو عبد الله (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي
من وراء حجاب ما أوحى، وكلمني بما كلم به، وكان مما كلمني به أن قال: يا محمد
إني أنا الله لا إله إلا أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إني أنا الله لا إله إلا أنا
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون.
إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى، يسبح لي من
في السماوات والأرض، وأنا العزيز الحكيم.
يا محمد: إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شئ قبلي، وأنا الآخر فلا شئ
بعدي، وأنا الظاهر فلا شئ فوقي، وأنا الباطن فلا شئ دوني، وأنا الله لا إله إلا أنا
بكل شئ عليم.
يا محمد: علي أول ما آخذ ميثاقه من الأئمة.
يا محمد: علي آخر من أقبض روحه من الأئمة، وهو الدابة التي تكلمهم.
يا محمد: علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك، ليس لك أن تكتم منه شيئا.
يا محمد: أبطنه الذي أسررته (1) إليك، فليس فيما بيني وبينك سر دونه.
يا محمد: علي على ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به " (2).

1 - في نسخة " ض و س ": أمرته.
2 - بصائر الدرجات: 514 / 36، باختلاف، وعنه في البحار 40: 38 / 73، وعن المختصر
في البحار 53: 68 / 65.
154

[/ 7] ومن كتاب الخرائج والجرائح: تأليف سعيد بن هبة الله بن الحسن
الراوندي (رحمه الله)، عن أبي سعيد سهل بن زياد، أخبرنا الحسن بن محبوب، أخبرنا ابن
فضيل، أخبرنا سعد الجلاب (1)، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال الحسين بن
علي (عليهما السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي: يا بني إنك ستساق
إلى العراق، وهي أرض قد التقى فيها النبيون، وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى
" عمورا "، وإنك لتستشهد بها ويستشهد جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم
مس الحديد، وتلا * (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * (2) (تكون الحرب بردا
وسلاما عليك وعليهم) (3) فأبشروا، فوالله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم أمكث ما شاء الله، فأكون أول من تنشق الأرض عنه، فأخرج خرجة
توافق ذلك خرجة أمير المؤمنين (عليه السلام) وقيام قائمنا (عليه السلام)، وحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم
لينزلن علي وفد من السماء من عند الله عز وجل، لم ينزلوا إلى الأرض قط، ولينزلن
إلي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وجنود من الملائكة، ولينزلن محمد وعلي وأنا
وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب، خيل بلق من نور، لم
يركبها مخلوق.
ثم ليهزن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءه وليدفعنه إلى قائمنا (عليه السلام) مع سيفه، ثم إنا نمكث بعد
ذلك ما شاء الله.

1 - هو سعد بن أبي عمرو الجلاب الذي عده الشيخ من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام).
رجال الشيخ: 125 / 19.
2 - الأنبياء 21: 69.
3 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " س وض ".
155

ثم إن الله تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من لبن وعينا
من ماء.
ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفع إلي سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيبعثني إلى الشرق
والغرب، فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه، ولا أدع صنما إلا أحرقته، حتى أقع
إلى الهند فأفتحها.
وإن دانيال ويوشع (1) يخرجان مع (2) أمير المؤمنين (عليه السلام) يقولان: صدق الله
ورسوله، ويبعث معهما (3) سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم، ويبعث بعثا إلى الروم
فيفتح الله لهم.
ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا
الطيب، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولأخيرنهم بين الإسلام
والسيف، فمن أسلم مننت عليه، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه.
ولا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب،
ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنة، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد
ولا مبتلى إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.
ولتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتنقصف (4) بما يزيد

1 - في الخرائج: ويونس، بدل ويوشع.
2 - في الخرائج: إلى.
3 - في الخرائج زيادة: [إلى البصرة].
4 - تنقصف: بمعنى تنكسر. انظر الصحاح 4: 1416 - قصف.
156

الله فيها من الثمرة، ولتأكلن ثمرة الشتاء في الصيف، وثمرة الصيف في الشتاء وذلك
قوله تعالى * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء
والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) * (1). ثم إن الله ليهب لشيعتنا
كرامة لا يخفى عليهم شئ من الأرض وما كان فيها، حتى أن الرجل منهم يريد أن
يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون (2) " (3).
[/ 8] ومن الكتاب: قال الرضا (عليه السلام): " لابد من فتنة صماء (4) صيلم (5)
يسقط فيها كل بطانة ووليجة، وذلك عند فقد الشيعة الرابع (6) من ولدي تبكي عليه
أهل السماء وأهل الأرض، وكم من مؤمن متأسف (7) حيران حزين عند فقدان الماء
المعين، كأني بهم شر ما يكونون، وقد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب،
يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين ".
فقال له الحسن بن محبوب: وأي نداء هو؟ قال: " ينادون في رجب ثلاثة
أصوات من السماء: صوتا: ألا لعنة الله على الظالمين.
والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

1 - الأعراف 7: 96.
2 - في نسخة " ض ": ما يعملون.
3 - الخرائج والجرائح 2: 848 / 63، وعنهما في البحار 53: 61 / 52، وعن الخرائج في
البحار 45: 80 / 6.
4 - صماء: شديدة. الصحاح 5: 1967 - صمم.
5 - صيلم: الأمر المستأصل. لسان العرب 12: 340 - صلم.
6 - في المختصر المطبوع: الثالث.
7 - في الخرائج زيادة: حران.
157

والصوت الثالث: يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس يقول: هذا أمير المؤمنين
قد كر في هلاك الظالمين ".
وفي رواية الحميري: " والصوت الثالث: بدن يرى في قرن الشمس يقول: إن
الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ".
وقالا جميعا: " فعند ذلك يأتي الناس الفرج، ويود الأموات أن لو كانوا
أحياء، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين (1) " (2).
[/ 9] ومن كتاب الغيبة: للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن (رضي الله عنه). رويت
بإسنادي إليه عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عبد
الحميد ومحمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
حديث طويل أنه قال: " يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد
الحسين (عليه السلام) " (3).
[/ 10] الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي

1 - اقتباس من سورة التوبة آية: 14.
2 - الخرائج والجرائح 3: 1168 / 65، وأوردها كاملة الشيخ الطوسي في الغيبة: 439 / 431،
والنعماني في الغيبة: 180 / 28، والطبري في دلائل الإمامة: 245، وأوردها الصدوق في
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 6 / 14، وكمال الدين: 370 / 3، إلى قوله: " وعذابا على
الكافرين " وفي العيون والكمال زيادة في صدر الحديث: ثم قال: " بأبي وأمي سمي جدي،
شبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام)، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس ". وأورده
باختصار المسعودي في اثبات الوصية: 227.
3 - الغيبة للطوسي: 478 / 504، وعنه في البحار 53: 145 / 2، وفي البحار 53: 148 / 7،
عن المختصر، عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الإمام الصادق (عليه السلام).
158

المقدام، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " والله ليملكن منا أهل
البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا "، قلت: متى يكون ذلك؟ قال: " بعد
القائم (عليه السلام) " قلت: وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال: " تسع عشرة سنة، ثم يخرج
المنتصر فيطلب بدم الحسين (عليه السلام) ودم أصحابه، فيقتل ويسبي (1) حتى يخرج
السفاح " (2).
[/ 11] أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان
البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن
محمد بن الخليل، عن جعفر بن محمد المصري (3)، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه،
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن
أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة " فأملى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع.
فقال: " يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما، ومن بعدهم اثنا عشر
مهديا، فأنت يا علي أول الاثني عشر الامام، سماك الله في سمائه عليا المرتضى، وأمير

1 - في نسخة " س وض وق ": ويسير.
2 - الغيبة للطوسي: 478 / 505، وعنه في البحار 53: 100 / 121 و 145 / 3، وعن
المختصر في ص 103 / قطعة من ح 130.
والمراد بالمنتصر هو الإمام الحسين (عليه السلام) والسفاح هو الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) كما ورد
عن أبي جعفر (عليه السلام). وسيأتي في رقم 142.
3 - في المصدر: جعفر بن أحمد المصري.
159

المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصلح هذه
الأسماء لأحد غيرك.
يا علي: أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبتها
لقيتني غدا، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصات (1) القيامة،
وأنت خليفتي على أمتي من بعدي.
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد (2) المقتول.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر (3).
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل.
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد - صلى الله
عليه وعليهم وسلم - فذلك إثنا عشر إماما.

1 - في نسخة " ض وق ": عرصة.
2 - في المصدر زيادة: الزكي.
3 - في نسختي " ض وق ": محمد باقر العلم.
160

ثم يكون من بعده إثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول
المهديين (1)، له ثلاثة أسامي، اسم كاسمي، واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم
الثالث المهدي وهو أول المؤمنين " (2).
[/ 12] ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه، الذي رواه عنه
أبان ابن أبي عياش (3) وقرأه جميعه على سيدنا علي بن الحسين (عليهما السلام) بحضور جماعة
من أعيان الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه مولانا زين العابدين (عليه السلام)، وقال
" هذه أحاديثنا (4) صحيحة ".
قال أبان: لقيت أبا الطفيل (5) بعد ذلك في منزله فحدثني في الرجعة عن أناس

1 - في المصدر: المقربين.
2 - الغيبة للطوسي: 150 / 111، وعنه في البحار 36: 260 / 81 و 53: 147 / 6، وأوردها
الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة: 393، باختصار، وفي اثبات الهداة 1: 549 / 376.
3 - أبان بن أبي عياش: هو أبو إسماعيل بصري تابعي، مولى عبد القيس البصري، واسم أبي
عياش فيروز.
عده البرقي من أصحاب الإمام السجاد والباقر (عليهما السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق (عليه السلام)،
وهو الذي آوى سليم بن قيس الهلالي في منزله عندما هرب من الحجاج الأموي، وهو
الراوي لأحاديث سليم.
انظر رجال البرقي: 9، رجال الطوسي: 83 / 10 و 106 / 36 و 152 / 190، رجال العلامة:
325 / 1280.
4 - في نسخة " ض ": أحاديث.
5 - أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الكناني، ولد عام أحد، وقد أدرك ثماني سنين من حياة
النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو خاتم من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الدنيا، كان ثقة فيما ينقله، صادقا، عالما،
شهد مع الإمام علي (عليه السلام) حروبه، وقد عده البرقي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)،
وعده الشيخ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والسجاد (عليهم السلام)، ويعد أيضا
من خواص الإمام علي (عليه السلام)، ومن جملة الذين أراد الحجاج قتلهم لولائهم لأمير
المؤمنين (عليه السلام).
انظر سير أعلام النبلاء 3: 467 / 97، رجال البرقي: 4، رجال الشيخ: 25 / 50 و 47 / 8
و 69 / 3 و 98 / 24، معجم رجال الحديث 10: 220 / 6118.
161

من أهل بدر، وعن سلمان (1) والمقداد، وأبي بن كعب.
وقال أبو الطفيل: فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه بالكوفة، فقال: " هذا علم خاص لا يسع الأمة جهله، ورد علمه
إلى الله ". ثم صدقني بكل ما حدثوني، وقرأ علي بذلك قراءة كثيرة وفسره تفسيرا
شافيا، حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة.
وكان مما قلت: يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض (2) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدنيا
أم في الآخرة؟ فقال " بل في الدنيا " قلت: فمن الذائد عنه؟ فقال: " أنا بيدي، فليردنه
أوليائي وليصرفن عنه أعدائي ".
وفي رواية أخرى " لأوردنه أوليائي، ولأصرفن عنه أعدائي ".
فقلت: يا أمير المؤمنين قول الله * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من

1 - في المصدر زيادة: وأبي ذر.
2 - قال الشيخ الصدوق في الاعتقادات ص 65 / 20: اعتقادنا في الحوض أنه حق، وهو
حوض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وأن الوالي عليه يوم القيامة أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه، ومن شرب منه شربة
لم يظمأ بعدها أبدا.
162

الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) * (1) ما الدابة؟
قال: " يا أبا الطفيل اله عن هذا " فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت
فداك، قال: " هي دابة تأكل الطعام، وتمشي في الأسواق، وتنكح النساء " فقلت: يا
أمير المؤمنين من هو؟ قال: " هو دب (2) الأرض الذي تسكن الأرض به " قلت: يا
أمير المؤمنين من هو؟ قال: " صديق هذه الأمة، وفاروقها، وربيها (3)،
وذو قرنيها (4) " قلت: يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: " الذي قال الله تعالى * (ويتلوه
شاهد منه) * (5) و * (الذي عنده علم من الكتاب) * (6) و * (الذي جاء بالصدق) * (7)
والذي صدق به أنا، والناس كلهم كافرون غيري وغيره ".
قلت: يا أمير المؤمنين فسمه لي، قال: " قد سميته لك يا أبا الطفيل، والله لو
أدخلت علي (8) عامة شيعتي الذين بهم أقاتل، الذين أقروا بطاعتي، وسموني أمير
المؤمنين، واستحلوا جهاد من خالفني، فحدثتهم (9) ببعض ما أعلم من الحق في

1 - النمل 27: 82.
2 - في نسخة " س وق " والمختصر المطبوع: رب، وفي المصدر: زر.
3 - في نسخة " ق ": ورئيسها، وكذلك المصدر.
4 - قال ابن الأثير: ومنه حديث علي (عليه السلام) وذكر قصة ذي القرنين، ثم قال: " وفيكم مثله " فيرى
أنه إنما عنى نفسه، لأنه ضرب على رأسه ضربتين: إحداهما يوم الخندق، والأخرى ضربة
ابن ملجم (لعنه الله). النهاية 4: 52 - قرن.
5 - هود 11: 17.
6 - النمل 27: 40.
7 - الزمر 39: 33.
8 - في المصدر: لو دخلت علي.
9 - في المصدر زيادة: شهرا، وفي نسخة منه: شطرا.
163

الكتاب الذي نزل به جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لتفرقوا عني حتى أبقى في عصابة
حق قليلة، أنت وأشباهك من شيعتي " ففزعت وقلت: يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي
نتفرق عنك أو نثبت معك؟ قال: " بل تثبتون ".
ثم أقبل علي فقال: " إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقر به إلا ثلاثة:
ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان.
يا أبا الطفيل إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض فارتد الناس ضلالا وجهالا إلا من
عصمه الله بنا أهل البيت " (1).
[/ 13] وبإسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن بابويه (رحمه الله) قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: " أيام الله ثلاثة: يوم قيام (2) القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة (3) " (4).
[/ 14] وبإسنادي إلى محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان، قال:
حدثنا أبو عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني (5)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

1 - سليم بن قيس الهلالي 2: 561 - 564، ونقله المجلسي في البحار 53: 68 / 66، عن
المختصر عن كتاب سليم.
2 - " قيام " لم يرد في نسخة " ق "، وفي الخصال والمعاني: يقوم.
3 - في المختصر المطبوع: ويوم الرجعة.
4 - الخصال 108 / 75، معاني الأخبار: 365 / 1 - باب معنى أيام الله عز وجل، وعنهم في
البحار 7: 61 / 13 و 51: 50 / 23 و 53: 63 / 53 تقدم برقم 56.
5 - في البصائر: الحلوائي، والظاهر هو من سهو النساخ، فما في المتن والكافي هو الصحيح.
وقد عده البرقي من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال البرقي: 15، رجال الشيخ: 141 / 7 و 339 / 24. انظر معجم رجال الحديث
22: 205 / 14403.
164

" قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا قسيم الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا على أحد
قسمين، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام (لمن بعدي) (1)، والمؤدي عمن كان قبلي، لا
يتقدمني أحد إلا أحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإني وإياه لعلى سبيل واحد، إلا أنه هو المدعو باسمه،
ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا (2)، وفصل الخطاب، وإني
لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم
الناس " (3).
حدثني الشيخ أبو عبد الله محمد بن مكي بإسناده، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم من تفسير القرآن العزيز، قال:
وأما الرد على من أنكر الرجعة فقوله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة
فوجا) * (4) (5).

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
2 - في البصائر زيادة: والأنصاب، وعنه في البحار: والأنساب وهو الأصح.
3 - بصائر الدرجات: 199 / ذيل ح 1، وأورده الكليني في الكافي 1: 198 / ذيل ح 3، ونقله
المجلسي في البحار 25: 354 / ذيل ح 3، عن البصائر، وأورده المصنف في المحتضر:
160، والمراد من قوله (عليه السلام): " والدابة التي تكلم الناس " هو إشارة إلى قوله تعالى في سورة
النمل 27 آية 82 * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس
كانوا بآياتنا لا يوقنون) *.
4 - النمل 27: 83.
5 - تفسير القمي 1: 24 - مقدمة الكتاب.
165

[/ 15] قال علي بن إبراهيم: وحدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد (1)،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما يقول الناس في هذه الآية * (ويوم نحشر من كل أمة
فوجا) * (2)؟ قلت: يقولون: إنها (3) في القيامة، قال: " ليس كما يقولون، إن ذلك في
الرجعة، أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين، إنما آية القيامة قوله
تعالى * (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) * (4) وقوله * (وحرام على قرية أهلكناها
أنهم لا يرجعون) * (5) ".
فقال الصادق (عليه السلام): " كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب (6) لا يرجعون في
الرجعة، وأما يوم القيامة فيرجعون الذين محضوا الإيمان محضا، وغيرهم ممن لم
يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون " (7).
[/ 16] قال علي بن إبراهيم: وحدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالى * (وإذ أخذ الله
ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه) * (8) قال: " ما بعث الله نبيا من لدن آدم (عليه السلام) (9) إلا ويرجع إلى

1 - في نسخة " ق ": حماد بن عثمان.
2 - النمل 27: 83.
3 - في نسخة " ق ": ذلك، بدل إنها.
4 - الكهف 18: 47.
5 - الأنبياء 21: 95.
6 - في المصدر زيادة: ومحضوا الكفر محضا.
7 - تفسير القمي 1: 24 - 25 - مقدمة الكتاب.
8 - آل عمران 3: 81.
9 - في المصدر زيادة: فهلم جرا.
166

الدنيا فينصر أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو قوله * (لتؤمنن به) * يعني برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
* (ولتنصرنه) * يعني أمير المؤمنين ".
ومثله كثير مما وعد الله تبارك وتعالى الأئمة (عليهم السلام) من الرجعة والنصر، فقال
* (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما
استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * (1) وهذا إنما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا.
وقوله * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض) * (2) فهذا كله مما يكون في الرجعة (3).
[/ 17] قال علي بن إبراهيم: وحدثني أبي، عن أحمد بن النضر (4)، عن
عمرو بن شمر قال: ذكر عند أبي جعفر صلوات الله عليه جابر، فقال: " رحم الله
جابرا، لقد بلغ من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية * (إن الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد) * (5) يعني الرجعة " (6). ومثله كثير نذكره في مواضعه.

1 - النور 24: 55.
2 - القصص 28: 5.
3 - تفسير القمي 1: 25 - مقدمة الكتاب، وأورده كذلك في صفحة 106 من نفس الجزء، إلى
قوله: يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعنه في البحار 53: 50 / 23، وكذلك البحراني في تفسير
البرهان 1: 646 / صدر حديث 2.
4 - في نسخة " س ": أحمد بن محمد بن أبي نصر.
أحمد بن النضر: هو أبو الحسن الخزاز الجعفي مولى، كوفي، ثقة. انظر رجال النجاشي:
98 / 244، رجال العلامة: 72 / 114.
5 - القصص 28: 85.
6 - تفسير القمي 1: 25 - مقدمة الكتاب، وعنه في البحار 53: 61 / 51، وتفسير البرهان
4: 291 / 3.
وجابر هذا هو جابر بن عبد الله الأنصاري كما ورد في رجال الكشي: 43 / 90 - 92.
167

[/ 18] - ومن التفسير أيضا: قوله تعالى * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا
لهم دابة من الأرض - إلى قوله - بآياتنا لا يوقنون) * (1) فإنه حدثني أبي، عن ابن
أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نائم (2) في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه، (فحركه
فقال: قم يا دابة الله) (3).
فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال:
لا والله ما هو إلا له خاصة، وهو الدابة التي ذكرها الله في كتابه * (وإذا وقع القول
عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) * (4).
ثم قال (رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) (5): يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في
أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ".
فقال الرجل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن العامة (6) يقولون: هذه الآية إنما تكلمهم،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) " كلمهم الله في نار جهنم إنما هو تكلمهم من الكلام ".

1 - النمل 27: 82.
2 - في نسخة " ض ": راقد.
3 - في نسخة " ض " والمختصر المطبوع: فحركه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برجله، ثم قال له، بدل ما
بين القوسين، ولم يرد لفظ الجلالة في نسختي " س وض " وفي نسخة " ق ": قم يا دابة
الأرض.
4 - النمل 27: 82.
5 - لم يرد في نسخة " ق ".
6 - في المصدر: الناس.
168

والدليل على أن هذا في الرجعة قوله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا
ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا
بها علما أما ذا كنتم تعلمون) * (1) قال: " الآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ".
فقال الرجل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن العامة تزعم أن قوله تعالى * (ويوم نحشر
من كل أمة فوجا) * عنى في (2) القيامة.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) " يحشر (3) الله يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع
الباقين؟ لا ولكنه في الرجعة، وأما آية القيامة * (وحشرناهم فلم نغادر منهم
أحدا) * (4) " (5).
[/ 19] حدثني أبي قال: حدثني ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * (6) قال: " ليس أحد
من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضا،
ومحض الكفر محضا ".
قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: " قال رجل لعمار بن ياسر (7): يا أبا اليقظان

1 - النمل 27: 83 - 84.
2 - في المصدر: يوم، بدل: في.
3 - في المصدر: أفيحشر.
4 - الكهف 18: 47.
5 - تفسير القمي 2: 130 - 131، وعنه في البحار 53: 52 / 30.
6 - النمل 27: 83.
7 - عمار بن ياسر: هو أبو اليقظان العنسي المكي، مولى بني مخزوم، أحد السابقين الأولين،
والأعيان البدريين، وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم، من كبار الصحابيات أيضا، قتلها أبو
جهل فهي أول شهيدة في الإسلام، وقتل عمار مع الإمام علي (عليه السلام) بصفين سنة سبع وثلاثين
وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، ودفن هناك بصفين.
وقد عده البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما،
وقال الشيخ: وهو رابع الأركان.
انظر سير أعلام النبلاء 1: 406 / 84، تهذيب التهذيب 7: 357 - 358، رجال البرقي: 1
و 3، رجال الطوسي: 24 / 33 و 46 / 1.
169

آية في كتاب الله تعالى قد أفسدت قلبي وشككتني، قال عمار: وأية آية هي؟ قال:
قول الله تعالى * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) * (1)
الآية، فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها.
فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل تمرا وزبدا، فقال: يا أبا
اليقظان هلم، فجلس عمار وأقبل (2) يأكل معه، فتعجب الرجل منه، فلما قام عمار
قال الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس
حتى ترينيها، قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل " (3).
[/ 20] قال علي بن إبراهيم: في قوله * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة
الذي حرمها) * قال: " مكة " * (وله كل شئ) * قال: " الله عز وجل " * (وأمرت أن
أكون من المسلمين - إلى قوله - سيريكم آياته فتعرفونها) * (4) قال: " أمير المؤمنين

1 - النمل 27: 82.
2 - في نسخة " ق ": وجعل.
3 - تفسير القمي 2: 131، وعنه في البحار 53: 53.
4 - النمل 27: 91 - 93.
170

والأئمة (عليهم السلام) إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم ".
والدليل على أن الآيات هم الأئمة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " ما لله
آية أعظم (1) مني (فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في
الدنيا) (2) " (3).
[/ 21] قال علي بن إبراهيم: وقوله * (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك
إلى معاد) * (4) فإنه حدثني أبي، عن حماد، عن حريز (5)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سئل عن جابر، فقال: " رحم الله جابرا بلغ من فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الآية
* (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * (6) يعني الرجعة " (7).
[/ 22] قال: وحدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن

1 - في المصدر: أكبر.
2 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
3 - تفسير القمي 2: 131 - 132، وعنه في البحار 53: 53 / 31.
4 - القصص 28: 85.
5 - حريز: هو ابن عبد الله السجستاني أبو محمد الأزدي من أهل الكوفة، أكثر السفر والتجارة
إلى سجستان فعرف بها، وكان ممن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي
عبد الله (عليه السلام)، وقال الشيخ: ثقة، كوفي سكن سجستان، وعده في رجاله من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 144 / 375، فهرست الشيخ: 118 / 249، رجال الطوسي: 181 /
275.
6 - القصص 28: 85.
7 - تفسير القمي 2: 147، وعنه في البحار 22: 99 / 53.
171

عبد الحميد الطائي، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) في قوله تعالى
* (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * (1) قال: " يرجع إليكم
نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) " (2).
[/ 23] ومنه: حدثنا علي بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبد الله الطاهر،
قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، قال: حدثنا حفص الكناسي (3)، قال: سمعت
عبد الله بن بكير الأرجاني (4)، قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما: " أخبرني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان عاما للناس؟ أليس قال الله تعالى في
محكم كتابه * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) * (5) لأهل الشرق والغرب، وأهل السماء
والأرض من الجن والإنس، هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ ".

1 - القصص 28: 85.
2 - تفسير القمي 2: 147، وعنه في البحار 53: 56 / 33، وفي آخره زيادة: وأمير المؤمنين
والأئمة (عليهم السلام)، ولم ترد في البحار.
3 - في المصدر: حفص الكناني، وفي المختصر المطبوع: حفص الكناس، والظاهر ما في المتن
هو الصحيح. وهو حفص بن عيسى الأعور الكناسي عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر معجم رجال الحديث 7: 157 و 167، رجال البرقي: 37، رجال الطوسي: 176 /
182.
4 - في المصدر: عبد الله بن بكير الدجاني، وفي نسخة " س وض وق ": الدخاني، والظاهر ما
في المتن هو الصحيح، وقد عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر معجم رجال الحديث 11: 128، رجال البرقي: 22 - 23، رجال الشيخ: 265 / 702.
5 - سبأ 34: 28.
172

قلت: لا أدري، فقال: " يا بن بكير إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج من المدينة
فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ " قلت: لا أدري، قال: " إن الله تبارك وتعالى أمر
جبرئيل (عليه السلام) فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت بين
يديه مثل راحته في كفه، ينظر إلى أهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم،
ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة إلا دعاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بنفسه " (1).
[/ 24] وقال علي بن إبراهيم: في قوله تعالى * (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا
اثنتين) * (2) قال الصادق (عليه السلام): " ذلك في الرجعة " (3).
وقال في قوله سبحانه * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) * (4)
وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام).
[/ 25] أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد
العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: قول الله تبارك وتعالى * (إنا
لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) * (5) قال: " ذلك
والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، والأئمة من
بعدهم قتلوا ولم ينصروا، وذلك في الرجعة " (6).

1 - تفسير القمي 2: 202 - 203، وعنه في البحار 18: 188 / 20.
2 - غافر 40: 11.
3 - تفسير القمي 2: 256، وعنه في البحار 53: 56 / 36.
4 - غافر 40: 51.
5 - غافر 40: 51.
6 - تفسير القمي 2: 258 - 259، وعنه في البحار 11: 27 / 15، وعن المختصر في البحار
53: 65 / 57.
173

[/ 26] وقال علي بن إبراهيم في قوله * (ويريكم آياته) * (1): يعني أمير
المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم * (قالوا آمنا) * بالله وحده
* (وكفرنا بما كنا به مشركين) * أي جحدنا بما أشركناهم * (فلم يك ينفعهم إيمانهم
لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون) * (2) (3).
[/ 27] ومنه أيضا قوله تعالى * (فارتقب) * (4) أي اصبر * (يوم تأتي
السماء بدخان مبين) * قال: " ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر * (يغشى الناس) *
كلهم الظلمة فيقولون * (هذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) *
فقال الله تعالى ردا عليهم * (أنى لهم الذكرى) * في ذلك اليوم * (وقد جاءهم رسول
مبين) * أي رسول قد بين لهم * (ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون) * قال: " قالوا ذلك
لما نزل الوحي على رسول الله وأخذه الغشى، فقالوا: هو مجنون ".
ثم قال * (إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون) * يعني إلى القيامة، ولو كان
قوله * (يوم تأتي السماء بدخان مبين) * في القيامة، لم يقل * (إنكم عائدون) * لأنه
ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها، ثم قال * (يوم نبطش البطشة الكبرى
- يعني في القيامة - إنا منتقمون) * " (5).
[/ 28] ومنه أيضا قوله * (ووصينا الإنسان بوالديه احسانا) * (6) قال:

1 - غافر 40: 81 - 85.
2 - غافر 40: 81 - 85.
3 - تفسير القمي 2: 261، وعنه في البحار 53: 56 / 37.
4 - الدخان 44: 10 - 16، من أول الحديث إلى آخره.
5 - تفسير القمي 2: 290 - 291، وعنه في البحار 53: 57 / 39، قال: حدثني أبي، عن ابن
أبي عمير، عن يونس، عن داود بن فرقد، عن أبي المهاجر، عن أبي جعفر (عليه السلام).
6 - الأحقاف 46: 15.
174

" الإحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقوله: * (بوالديه) * إنما عنى الحسن والحسين (عليهما السلام)،
ثم عطف على الحسين (عليه السلام) فقال: * (حملته أمه كرها ووضعته كرها) * (1)
وذلك (2) أن الله (3) أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبشره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله، وأن
الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة.
ثم أخبره بما يصيبه من القتل في نفسه وولده، ثم عوضه بأن جعل الإمامة في
عقبه.
ثم أعلمه أنه يقتل، ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه (4)، ويملكه
الأرض وهو قوله تعالى * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) * (5)
الآية.
وقوله تعالى * (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي
الصالحون) * (6) فبشر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون
إليها (7)، ويقتلون أعداءهم، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) بخبر الحسين (عليه السلام)
وقتله * (فحملته كرها) * ".
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فيحمله كرها،

1 - الأحقاف 46: 15.
2 - في نسخة " س وض وق ": وذكر.
3 - في نسخة " س وق ": جبرئيل (عليه السلام).
4 - في نسخة " ق ": أعداء الله.
5 - القصص 28: 5.
6 - الأنبياء 21: 105.
7 - في المصدر: ويرجعون إلى الدنيا.
175

أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرت (1) بقتله، * (ووضعته كرها) * لما علمت من
ذلك (2) " (3).
[/ 29] ومنه: أيضا أخبرنا أحمد بن إدريس (4)، قال: حدثنا أحمد بن
محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله * (يوم
يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) * (5) قال: " هي الرجعة " (6).
[/ 30] وقال علي بن إبراهيم في قوله * (يوم تشقق الأرض عنهم
سراعا) * (7) قال: في الرجعة (8).
[/ 31] ومنه أيضا: قوله تعالى * (وإن للذين ظلموا - آل محمد حقهم -

1 - في المصدر: أخبرها.
2 - في المصدر زيادة: وكان بين الحسن والحسين (عليهما السلام) طهر واحد، وكان الحسين (عليه السلام) في بطن
أمه ستة أشهر، وفصاله أربعة وعشرون شهرا، وهو قول الله * (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) *.
3 - تفسير القمي 2: 297، وعنه في البحار 53: 102 / 126.
4 - أحمد بن إدريس: هو أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمي، ثقة، فقيها، في
أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية، ومات بالقرعاء سنة ست وثلائمائة.
انظر رجال النجاشي: 92 / 228.
والقرعاء: منزل في طريق مكة من الكوفة، وسميت بذلك لقلة نباتها. معجم البلدان 4: 325.
5 - ق 50: 42.
6 - تفسير القمي 2: 327، وعنه في تفسير البرهان 5: 152 / 3، وقد اسقط أحمد بن إدريس
من سند البرهان.
7 - ق 50: 44.
8 - تفسير القمي 2: 327، وعنه في البحار 53: 58 / 40، والبرهان 5: 152 / 4.
176

عذابا دون ذلك) * (1) قال: عذاب الرجعة بالسيف (2).
[/ 32] ومنه: قوله تعالى * (إذا تتلى عليه آياتنا قال - أي الثاني (3) -
أساطير الأولين - أي أكاذيب الأولين - سنسمه على الخرطوم) * (4) قال: في
الرجعة، إذا رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه، كما توسم
البهائم على الخراطيم: الأنف والشفتان (5).
[/ 33] ومنه: قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى * (حتى إذا رأوا ما
يوعدون) * قال: القائم وأمير المؤمنين (عليهما السلام) في الرجعة * (فسيعلمون من أضعف
ناصرا وأقل عددا) * (6) قال: هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه لزفر: " والله
يا بن صهاك لولا عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف
ناصرا وأقل عددا ".
قال: فلما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون
هذا؟ قال الله تعالى * (قل - يا محمد - إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي

1 - الطور 52: 47.
2 - تفسير القمي 2: 333، وعنه في البحار 53: 103 / 127، والبرهان 5: 180 / 1.
3 - في المصدر: كنى عن فلان، وفي نسخة " ق ": كنى عن الثاني، وفي نسخة " س ": قال أبي:
عنى الثاني.
4 - القلم 68: 15 - 16.
5 - تفسير القمي 2: 381، وفيه: الخرطوم والأنف والشفتين، وعنه في البحار 53: 103 /
128.
6 - الجن 72: 24.
177

أمدا) * (1) (2).
[/ 34] ومنه: قوله * (قم فأنذر) * (3) قال: هو قيامه في الرجعة ينذر فيها (4).
[/ 35] ومنه: في قوله * (قتل الإنسان ما أكفره) * قال: هو أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال * (ما أكفره) * أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلتموه، ثم قال * (من أي
شئ خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره) * قال: (يسر له طريق
الخير) (5) * (ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره) * قال: في الرجعة * (كلا لما يقض ما
أمره) * (6) أي لم يقض أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قد أمره وسيرجع حتى يقضي ما
أمره (7) (8).
[/ 36] أخبرنا أحمد بن إدريس (9)، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر،
عن جميل بن دراج، عن أبي سلمة (10)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله

1 - الجن 72: 25.
2 - تفسير القمي 2: 391، وعنه في البحار 53: 58 / 41.
3 - المدثر 74: 2.
4 - تفسير القمي 2: 393، وعنه في البحار 53: 103 / 129.
5 - في نسخة " ق ": سبيل الخير، بدل ما بين القوسين.
6 - عبس 80: 17 - 23.
7 - في نسخة " س ": ما أمره الله تعالى.
8 - تفسير القمي 2: 405، وعنه في البحار 53: 99 / 119.
9 - في نسختي " س وض " والمختصر المطبوع: محمد بن إدريس، وقد تقدم برقم 125.
10 - في المصدر: أبو أسامة.
وأبو اسامة: هو زيد بن محمد بن يونس الشحام، كوفي، مولى شديد بن عبد الرحمن بن نعيم
الأزدي الغامدي، وقد عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 175 / 462، رجال البرقي: 18، رجال الشيخ: 122 / 2 و 195 / 2،
معجم رجال الحديث 5: 125 و 22: 15.
178

عز وجل * (قتل الإنسان ما أكفره) * (1) قال: " نعم نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله
عليه * (ما أكفره) * يعني بقتلكم إياه.
ثم نسب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنسب خلقه وما أكرمه الله به، فقال
* (من أي شئ خلقه) * يقول: من طينة الأنبياء خلقه * (فقدره - للخير - ثم السبيل
يسره) * يعني سبيل الهدى، * (ثم أماته - ميتة الأنبياء - ثم إذا شاء أنشره) * " قلت: ما
قوله * (ثم إذا شاء أنشره) * (2) قال: " يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره " (3).
[/ 37] ومنه: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى (4)،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في

1 - عبس 80: 17 - 22.
2 - عبس 80: 17 - 22.
3 - تفسير القمي 2: 405 - 406، وعنه في البحار 53: 99 / القطعة الثانية من حديث 119.
4 - في نسخة " س " والمصدر: عبد الله بن موسى، وعبيد الله بن موسى: هو ابن أبي المختار
العبسي الكوفي، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
وقال ابن حجر: أبو محمد، ثقة، كان يتشيع.
وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا إن شاء الله، كثير الحديث، حسن الهيئة.
وقال الذهبي: قال ابن مندة: وكان معروفا بالرفض، لم يدع أحدا اسمه معاوية يدخل داره،
مات بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومئتين.
انظر رجال الشيخ: 229 / 111، تقريب التهذيب 1: 539 / 1512، طبقات ابن سعد 6:
400، سير أعلام النبلاء 9: 556.
179

قوله * (وللآخرة خير لك من الأولى) * (1) قال: " يعني الكرة هي الآخرة
للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
قلت: قوله * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * (2) قال: " يعطيك من الجنة
فترضى " (3).
[/ 38] وبإسنادي عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم،
عن عبد الله ابن القاسم البطل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله * (وقضينا إلى بني
إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) * قال: " قتل علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، وطعن الحسن (عليه السلام) * (ولتعلن علوا كبيرا) * (4) قال: قتل الحسين (عليه السلام)،
* (فإذا جاء وعد أوليها) * فإذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام) * (بعثنا عليكم عبادا لنا
اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) * (5) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (عليه السلام)،
فلا يدعون وترا (6) لآل محمد إلا قتلوه * (وكان وعدا مفعولا) * (7) خروج القائم (عليه السلام).
* (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) * (8) خروج الحسين (عليه السلام)، يخرج في سبعين من

1 - الضحى 93: 4.
2 - الضحى 93: 5.
3 - تفسير القمي 2: 427، وعنه في البحار 53: 59 / 43.
4 - الإسراء 17: 4 - 5.
5 - الإسراء 17: 4 - 5.
6 - الوتر: والموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. القاموس المحيط 2: 152 - وتر. والمراد
بالوتر هو القاتل أو العدو لآل محمد (عليهم السلام).
7 - الإسراء 17: 5 - 6.
8 - الإسراء 17: 5 - 6.
180

أصحابه، عليهم البيض (1) المذهبة لكل بيضة وجهان، (يؤذن المؤذنون) (2) إلى الناس
أن هذا الحسين (عليه السلام) قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه، وأنه ليس بدجال ولا
شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه
الحسين (عليه السلام)، جاء الحجة الموت، فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في
حفرته الحسين بن علي (عليهما السلام)، ولا يلي الوصي إلا الوصي " (3).
[/ 39] ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين
علي بن عبد الحميد الحسيني أسعده الله بتقواه وأصلح أمر دنياه وأخراه رواه بطريقه
عن أحمد بن محمد الأيادي، يرفعه إلى أحمد بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال: " نعم " فقيل له: من أول من يخرج؟ قال:
" الحسين (عليه السلام)، يخرج على أثر القائم (عليه السلام) "، قلت: ومعه الناس كلهم؟ قال: " لا، بل كما
ذكر الله تعالى في كتابه * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) * (4) قوما بعد قوم " (5).
[/ 40] وعنه (عليه السلام): " ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه،
ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران (عليه السلام)، فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم (6)،
فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه (ويواري به في

1 - البيضة: الخوذة من الحديد، وهي من آلات الحرب لوقاية الرأس. المنجد: 56 - بيض.
2 - في المصدر: المؤدون.
3 - الكافي 8: 206 / 250، وعنه في البحار 53: 93 / 103.
4 - النبأ 78: 18.
5 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 103 / 130، والحر العاملي في الايقاظ من
الهجعة: 367 / 123، قائلا: ما رواه الحسن بن سليمان في باب الكرات وحالاتها.
6 - في نسخة " س " زيادة: فيلقاه الموت.
181

حفرته) (1) " (2).
[/ 41] وعنه (عليه السلام): " إن منا بعد القائم (عليه السلام) إثنا عشر مهديا من ولد
الحسين (عليه السلام) " (3).
[/ 42] وعن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " والله ليملكن
منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا " قلت: متى يكون ذلك؟
قال: " بعد القائم (عليه السلام) " قلت: وكم يقوم القائم (عليه السلام) في عالمه؟ قال: " تسع عشرة سنة،
ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا - وهو الحسين (عليه السلام) - فيطلب بدمه ودم أصحابه، فيقتل
ويسبي حتى يخرج السفاح (4) - وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) - " (5).
[/ 43] ورويت عنه أيضا بطريقه إلى أسد بن إسماعيل (6)، عن

1 - في نسختي " ض وق ": وإبلاغه حفرته، وإبلاغه: إيصاله. لسان العرب 8: 419 - بلغ.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 103 / قطعة من حديث 130، والحر العاملي
في الايقاظ من الهجعة: 368 / 124.
3 - الغيبة للطوسي: 478 / 504، وعنه في البحار 53: 145 / 2، وفيهما: أحد عشر مهديا،
وعنه في الإيقاظ من الهجعة: 393 - 394 - الباب الحادي عشر، ولفظه مطابق لما في المتن،
والرواية عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
4 - السفاح: المعطاء، والفصيح، ورجل سفاح أي قادر على الكلام. لسان العرب 2: 486 -
سفح.
5 - الغيبة للطوسي: 478 / 505، وعنه في البحار 53: 145 / 3، وأورده مفصلا العياشي في
تفسيره 2: 326 / 24، والمفيد في الاختصاص: 257، وعن المختصر في البحار 53: 103
/ قطعة من حديث 130.
6 - أسد بن إسماعيل: عده الشيخ والبرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
رجال الشيخ: 154 / 251، رجال البرقي: 40.
182

أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله تعالى مقداره في القرآن
* (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) * (1) " وهي كرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكون
ملكه في كرته خمسين ألف سنة، ويملك أمير المؤمنين (عليه السلام) في كرته أربعا وأربعين ألف
سنة " (2).
[/ 44] وبإسنادي عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: دخلت عليه
يوما فألقى إلي ثيابا وقال: " يا وليد ردها على مطاويها " فقمت بين يديه، فقال أبو
عبد الله (عليه السلام): " رحم الله المعلى بن خنيس " فظننت أنه شبه قيامي بين يديه بقيام
المعلى بن خنيس بين يديه.
ثم قال: " أف للدنيا، أف للدنيا، إنما الدنيا دار بلاء، سلط الله فيها عدوه على
وليه، وإن بعدها دارا ليست هكذا "، فقلت: جعلت فداك وأين تلك الدار؟ فقال:
" هاهنا وأشار بيده إلى الأرض " (4).
[/ 45] وبإسنادي عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب وغيره،

1 - المعارج 70: 4.
2 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53: 104 / ذيل حديث 130، والبحراني عن
السيد المعاصر في كتاب الرجعة في تفسير البرهان 5: 487 / 19.
3 - الوليد بن صبيح لم يرد في نسخة " ق ".
وهو أبو العباس الأسدي، مولاهم كوفي، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي 431 / 1161، رجال البرقي 41، رجال الشيخ: 326 / 1.
4 - الكافي 8: 304 / 469.
183

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل هل كان عيسى بن مريم (عليه السلام) أحيا أحدا بعد موته حتى
كان له أكل ورزق ومدة وولد؟ فقال: " نعم، إنه كان له صديق مؤاخ له في الله تبارك
وتعالى، وكان عيسى (عليه السلام) يمر به وينزل عليه، وإن عيسى (عليه السلام) غاب عنه حينا ثم مر
به يسلم عليه، فخرجت إليه أمه فسألها عنه، فقالت: مات يا رسول الله، فقال:
أفتحبين أن ترينه؟ قالت: نعم، فقال لها: إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه لك بإذن الله.
فلما كان من الغد أتاها، فقال لها: انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا
قبره، فوقف عليه عيسى (1) (عليه السلام)، ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا، فلما رأته
أمه ورآها بكيا فرحمهما، فقال له عيسى (عليه السلام): أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا؟ فقال:
يا نبي الله بأكل ورزق ومدة، أم بغير رزق ولا أكل ولا مدة؟ فقال له عيسى (عليه السلام):
بل بأكل ورزق ومدة وتعمر عشرين سنة، وتتزوج ويولد لك، قال: نعم، قال: فدفعه
عيسى (عليه السلام) إلى أمه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له " (2).
[/ 46] ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن
السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني بإسناده، عن أبي سعيد سهل (3) يرفعه (4)

1 - في نسخة " ق ": النبي، بدل عيسى.
2 - الكافي 8: 337 / 532، وأورده العياشي في تفسيره 1: 174 / 51، وعنه في تفسير
البرهان 1: 626 / 7، ونقله المجلسي عنهما في البحار 14: 233 / 3.
3 - أبو سعيد سهل: هو سهل بن زياد الآدمي الرازي، وقد عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الإمام الجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) قائلا: أنه ثقة ومن أهل ري، واقتصر البرقي على
الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام). انظر رجال الشيخ: 401 / 1 و 416 / 4 و 431 / 2، رجال
البرقي: 58 و 60.
4 - والسند المرفوع هو: أبو سعيد سهل بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، حدثنا ابن
فضيل، حدثنا سعد الجلاب، عن جابر.
184

إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال الحسين (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى فيها النبيون
وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى " عمورا " وإنك تستشهد بها، ويستشهد معك
جماعة من أصحابك، لا يجدون ألم مس الحديد وتلا * (يا نار كوني بردا وسلاما
على إبراهيم) * (1) تكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما، فأبشروا فوالله لئن
قتلونا فإنا نرد على نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم أمكث ما شاء الله، فأكون أول من تنشق الأرض عنه، فأخرج خرجة
توافق خرجة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقيام قائمنا، وحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لينزلن
علي وفد من السماء من عند الله، لم ينزلوا إلى الأرض قط، ولينزلن إلي جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة، ولينزلن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي صلوات الله
عليه، وأنا وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب، خيل
بلق (2) من نور لم يركبها مخلوق.
ثم ليهزن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءه، وليدفعنه إلى قائمنا (عليه السلام) مع سيفه (3)، ثم إن الله
تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن، وعينا من لبن، وعينا من ماء.
ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفع إلي سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيبعثني إلى الشرق
والغرب، فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه، ولا أدع صنما إلا أحرقته، حتى أقع
إلى الهند فأفتحها.
وإن دانيال ويوشع (4) يخرجان إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقولان: صدق الله

1 - الأنبياء 21: 69.
2 - البلق والبلقة: سواد في بياض. مجمع البحرين 5: 140 - بلق.
3 - في المصدر زيادة: ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله.
4 - في نسختي " ض وق ": ويوسف، وفي الخرائج: ويونس، بدل: يوشع.
185

ورسوله، ويبعث معهما إلى البصرة (1) سبعين رجلا فيقتلون مقاتلهم، ويبعث بعثا إلى
الروم ويفتح الله لهم، ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه
الأرض إلا الطيب.
وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل، ولأخيرنهم دين (2) الإسلام
أو السيف، فمن أسلم مننت عليه، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه، ولا يبقى رجل
من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب، ويعرفه أزواجه ومنازله
في الجنة، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلا كشف الله عنه
بلاءه بنا أهل البيت.
ولتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتنقصف مما يزيد الله
فيها من الثمرة، ولتؤكل (3) ثمرة الشتاء في الصيف، وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قول
الله تعالى * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء
والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) * (4) " (5).
قد تقدم مثل هذا الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا (6).

1 - " إلى البصرة " لم ترد في نسختي " س وض ".
2 - في المصدر والبحار: بين.
3 - في المصدر والبحار: ولتأكلن.
4 - الأعراف 7: 96.
5 - الخرائج والجرائح 2: 848 / 63، وعنه في البحار 45: 80 / 6، وعنه وعن المختصر في
البحار 53: 63 / ذيل حديث 52، وفي الكل زيادة: " ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى
عليهم شئ في الأرض، وما كان فيها حتى أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته،
فيخبرهم بعلم ما يعملون ".
6 - تقدم الحديث في رقم 107 عن الخرائج.
186

باب
في رجال الأعراف (1)
[/] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبي
هاشم، عن أبي سلمة بن مكرم الجمال (2)، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل
* (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (3) قال: " نحن أولئك الرجال، الأئمة
منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم،
فيعرف من فيها من صالح أو طالح " (4).

1 - قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في اعتقاداته ص 70 / 25: إعتقادنا في الأعراف أنه سور بين
الجنة والنار، عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم، والرجال هم: النبي وأوصياؤه (عليهم السلام). لا يدخل
الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
2 - في البصائر وتفسير العياشي زيادة: عن الهلقام، والظاهر هو الصحيح، لأن ابن مكرم الجمال
لم يذكر في الكتب إنه يروي عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بل هو من رواة وأصحاب الإمام الصادق
والكاظم (عليهما السلام)، والهلقام قد عده الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الإمام الباقر والراوي
عنه (عليه السلام).
انظر معجم رجال الحديث 9: 24 / 4966 و 20: 342 / 13400، رجال البرقي: 16،
رجال الشيخ: 139 / 1، مستدركات النمازي 8: 166 / 15966.
3 - الأعراف: 7: 46.
4 - بصائر الدرجات: 495 / 1، وعنه وعن المختصر في البحار 24: 250 / 5، وأورده
العياشي في تفسيره 2: 18 / 43، بزيادة في آخره وهي: قلت: بلى، قال: " فنحن أولئك
الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم ".
187

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
الحسين (1)، عن محمد بن فضيل الصيرفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام).
وإسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (2) قال: " هم الأئمة (عليهم السلام) " (3).
[/] حدثني أبو الجوزاء (4) المنبه بن عبد الله التميمي قال: حدثني
الحسين بن علوان الكلبي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن
هذه الآية * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (5) فقال: " يا سعد، آل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الأعراف لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النار إلا
من أنكرهم وأنكروه، وهم أعراف، لا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم " (6).

1 - في البصائر والبحار: محمد بن الحصين.
2 - الأعراف 7: 46.
3 - بصائر الدرجات: 496 / 2، وعنهما في البحار 24: 250 / 5، ونقله البحراني في تفسير
البرهان 2: 548 / 6، عن بصائر الأشعري.
4 - في نسختي " ض و س ": أبو الجود وكذا المختصر المطبوع، وفي نسخة " ق ":
أبو الجنود، وما أثبتناه من كتب التراجم، وهو صحيح الحديث.
انظر معجم رجال الحديث 19: 352، رجال النجاشي: 421 / 1129، خلاصة الأقوال:
282 / 1033.
5 - الأعراف 7: 46.
6 - بصائر الدرجات: 496 / 4، وعنهما في البحار 24: 250 / 7، وأورده العياشي في تفسيره
2: 18 / 45، إلى قوله: أنكرهم وأنكروه، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن
عبد الله في البرهان 2: 548 / 7، إلا أن فيه: أبو الجوزاء بن المنبه بن عبد الله التميمي وهو
اشتباه، انظر سند الحديث وهامش رقم 4.
188

[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
أبي أيوب الخزاز، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله
عز وجل * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (1) قال: " أنزلت في هذه
الأمة، والرجال هم الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
قلت: فما الأعراف؟ قال: " صراط بين الجنة والنار، فمن شفع له الإمام - من
المؤمنين المذنبين - نجا، ومن لم يشفع له هوى " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن
علوان، عن سعد بن طريف (3)، عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين
صلوات الله عليه جالسا فجاء رجل (4) فقال له: يا أمير المؤمنين * (وعلى الأعراف

1 - الأعراف 7: 46.
2 - بصائر الدرجات: 496 / 5، وعنه في البحار 8: 335 / 3، ونقله البحراني عن بصائر
الدرجات لسعد بن عبد الله في تفسير البرهان 2: 549 / 8.
3 - سعد بن طريف: هو الحنظلي مولاهم، الإسكاف، كوفي، كان قاضيا، روى عن الإمامين
الصادقين (عليهما السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، وعده الشيخ من أصحاب الإمام
السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 178 / 468، رجال البرقي: 9، رجال الشيخ: 92 / 17 و 124 / 3
و 203 / 3.
4 - الرجل: هو ابن الكوا.
189

رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (1) فقال له علي (عليه السلام): " نحن الأعراف نعرف أنصارنا
بسيماهم، ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف نوقف
يوم القيامة بين الجنة والنار، فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار
إلا من أنكرنا وأنكرناه.
وذلك لأن الله عز وجل لو شاء عرف الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه (2)
ويأتونه من بابه، ولكنه جعلنا أبوابه، وصراطه، وسبيله، وبابه الذي يؤتى منه " (3).
[/] علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري (4)، عن حمدان بن يحيى (5)،
عن بشر بن حبيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل * (وبينهما
حجاب وعلى الأعراف رجال) * (6) قال: " سور بين الجنة والنار، قائم عليه
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة (عليهم السلام) فينادون: أين محبونا

1 - الأعراف 7: 46.
2 - في نسختي " س وض ": يعرفوا حده.
3 - بصائر الدرجات: 496 / 6، وقد وقع خلط في سنده، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 1:
540 / 129، والكليني في الكافي 1: 184 / صدر حديث 9، إلى قوله: إلا من أنكرنا
وأنكرناه، وفي تفسير العياشي 2: 19 / 48، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، باختلاف.
4 - علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري: هو القمي القزداني، يكنى أبا الحسن، ويعرف
بابن متويه وهو ممن روى عنه الكليني بواسطة واحدة، عده الشيخ في رجاله في من لم يرو
عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 257 / 673، رجال الطوسي: 484 / 47.
5 - في نسخة " ق ": حمدان بن عيسى.
6 - الأعراف 7: 46.
190

أين شيعتنا، فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وذلك قوله تعالى
* (يعرفون كلا بسيماهم) * (1) فيأخذون بأيديهم (فيجوزون بهم) (2) الصراط
ويدخلونهم الجنة " (3).
[/] المعلى بن محمد البصري (4)، قال: حدثني أبو الفضل المدني، عن أبي
مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش (5)، عن أمير المؤمنين
صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: " إذا ادخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما
منكر ونكير، فأول ما يسألانه عن ربه، ثم عن نبيه، ثم عن وليه، فإن أجاب نجا،
وإن تحير عذباه ".
فقال رجل: فما حال من عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: (مذبذب
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) (6) فذلك لا سبيل له.

1 - الأعراف 7: 46.
2 - في نسخة " ق ": على، بدل ما بين القوسين.
3 - نقله الأسترآبادي في تأويل الآيات 1: 176 / 12، وعنه في البحار 24: 255 / 19، عن
أبي جعفر الطوسي.
4 - في البصائر: الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد.
5 - في نسخة " ق ": رزين بن حبيش، وكذا البصائر، وفي نسخة " س " والمختصر المطبوع
ص 53: ذر بن حبيش، وما في المتن هو الصواب.
وزر بن حبيش هو ابن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي، يكنى أبا مطرف وأبا مريم، وقال
ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، مات وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة، وقد عده الشيخ
من أصحاب الإمام على (عليه السلام) قائلا: وكان فاضلا.
انظر سير أعلام النبلاء 4: 166، طبقات ابن سعد 6: 104 - 105، رجال الشيخ: 42 / 5.
6 - اقتباس من سورة النساء آية 143.
191

وقد قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من ولي الله (1) يا نبي الله؟ فقال: وليكم في هذا الزمان
علي (عليه السلام)، ومن بعده وصيه، ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال
قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم * (ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل
أن نذل ونخزى) * (2) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات، وهم الأوصياء
فأجابهم الله عز وجل * (قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط
السوي ومن اهتدى) * (3) وإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة من معرفة
الأوصياء حتى نعرف إماما فعيرهم (4) الله بذلك.
فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفا عليه، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم
وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء الله عز وجل،
عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم، ووصفهم في كتابه، فقال عز وجل * (وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (5) وهم الشهداء على أوليائهم،
والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
عليهم الميثاق (6) بالطاعة، فجرت نبوته عليهم، وذلك قول الله عز وجل * (فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * يومئذ يود الذين كفروا

1 - في البصائر: من الولي، وفي نسخة " ق ": من وليك، وفي " ض ": من أولئك.
2 - طه 20: 134.
3 - طه 20: 135.
4 - في البصائر: فعرفهم.
5 - الأعراف 7: 46.
6 - في البصائر: المواثيق.
192

وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) * (1) " (2).
[/] حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال (3)، عن علي بن أسباط،
عن أحمد بن خباب (4)، عن بعض أصحابه، عمن حدثه عن الأصبغ بن نباتة، عن
سلمان الفارسي قال: قال أشهد - أو قال: اقسم - بالله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول لعلي (عليه السلام): " يا علي إنك والأوصياء من بعدي - أو قال: من بعدك - أعراف،
لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم، وأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفتموه وعرفكم،
ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه " (5).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن
عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن بعض أصحابه، عن سعد بن طريف، قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله عز وجل * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم) * (6) فقال: " يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه،
وأعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل
معرفتهم، فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة، (ومن ذهب مذهب الناس، ذهب
الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض) (7).

1 - النساء 4: 41 - 42.
2 - بصائر الدرجات: 498 / 9، وعنهما في البحار 6: 233 / 46.
3 - في البصائر: الحسن بن علي بن فضال.
4 - في البصائر: أحمد بن حنان.
5 - بصائر الدرجات: 497 / 7، وعنهما في البحار 24: 252 / 13.
6 - الأعراف 7: 46.
7 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ض و ق و س ".
193

ومن أتى آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى عينا صافية تجري بعلم الله، ليس لها نفاد ولا
انقطاع، ذلك بأن الله لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه، لكن جعل
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل محمد (عليهم السلام) الأبواب التي يؤتى منها، وذلك قول الله عز وجل
* (ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من
أبوابها) * (1) " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مروان (3)، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
الأعراف ما هم؟ فقال: " هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى " (4).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله
ابن مسكان (5)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (وعلى

1 - البقرة 2: 189.
2 - بصائر الدرجات: 499 / 11، وعنه في البحار 8: 336 / 5.
3 - في نسخة " ض و ق و س ": عثمان بن مروان.
4 - بصائر الدرجات: 500 / 16، وعنه في البحار 24: 251 / 12.
5 - عبد الله بن مسكان: هو أبو محمد مولى عنزة، ثقة، عين، روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)،
وقيل: روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان
من الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم، وأقروا له بالفقه، وقيل: إنه كان لا
يدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) شفقة ألا يوفيه حق إجلاله، فكان يسمع من أصحابه، مات (رحمه الله) في
أيام الإمام أبي الحسن (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 214 / 559، رجال الكشي: 375 / 705 و 383 / 716، رجال
البرقي: 22، رجال الشيخ: 264 / 685، رجال العلامة: 194 / 607.
194

الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (1) فقال: " هم الأئمة منا أهل البيت (عليهم السلام) في
باب من ياقوت أحمر على سرب (2) الجنة يعرف كل إمام منا ما يليه " فقال رجل: ما
معنى ما يليه؟ فقال: " من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان " (3).
[/] المعلى بن محمد البصري (4)، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين * (وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * (5) فقال: نحن الأعراف (نعرف أنصارنا
بسيماهم، ونحن الأعراف) (6) الذين لا يعرف الله عز وجل (7) يوم القيامة على
الصراط غيرنا، ولا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من
أنكرنا وأنكرناه.
إن الله تعالى لو شاء لعرف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه، وصراطه،
وسبيله، والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا، فإنهم

1 - الأعراف 7: 46.
2 - في المختصر المطبوع والبصائر: سور. والسرب: المسلك والطريق. لسان العرب 1: 464.
سرب.
3 - بصائر الدرجات: 500 / 19، وعنه في البحار 8: 335 / 4.
4 - في البصائر والكافي: الحسين بن محمد، عن، المعلى بن....
5 - الأعراف 7: 46.
6 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " س وض وق ".
7 - في الكافي وتفسير فرات والبحار عن المختصر والبصائر زيادة: إلا بسبيل معرفتنا، ونحن
الأعراف يعرفنا الله عز وجل.
195

عن الصراط لناكبون، ولا سواء من اعتصم الناس به، ولا سواء من ذهب حيث
ذهب الناس، ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب
الينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع " (1).
[/] أحمد بن الحسين الكناني، قال: حدثنا عاصم بن محمد المحاربي،
قال: حدثنا يزيد بن عبد الله الخيبري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن مسلم
العجلي (2)، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم) * (3) قال: " نحن أصحاب الأعراف، من عرفنا فإلى الجنة، ومن أنكرنا فإلى
النار " (4).

1 - بصائر الدرجات: 497 / 8، وعنهما في البحار 24: 253 / 14، وأورده الكليني في
الكافي 1: 184 / 9، وفرات الكوفي في تفسيره: 142 / 174، بزيادة في صدره، واختلاف
في بعض ألفاظه.
2 - في نسخة " س وق ": البجلي.
3 - الأعراف 7: 46.
4 - نقله البحراني عن بصائر الدرجات للأشعري في تفسير البرهان 2: 552 / 17، وفيه: مآله
بدل فإلى.
196

باب
في فضل الأئمة صلوات الله عليهم
وما جاء فيهم من القرآن العزيز
[/] (1) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى (2)، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنا عنده
ثمانية رجال فذكرنا رمضان، فقال: " لا تقولوا هذا رمضان، ولا جاء رمضان، ولا
ذهب رمضان (فإن رمضان اسم من أسماء الله لا يجئ ولا يذهب، وإنما يجئ
ويذهب الزائل، ولكن قولوا: شهر رمضان) (3)، فالشهر المضاف إلى الاسم، والاسم
اسم الله وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن، جعله الله عز وجل مثلا (4) وعيدا.
ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله - ونحن سبيل الله الذي
من دخل فيه يطاف بالحصن، والحصن هو الإمام، فليكبر عند رؤيته - كانت له يوم
القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما

1 - من حديث 160 إلى حديث 203 سقط من نسخة " ق ".
2 - في البصائر: محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى.
3 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
4 - في المختصر المطبوع ص 56 ونسخة " س ": بياض بدل كلمة: مثلا.
197

بينهن وما تحتهن ".
فقلت: يا أبا جعفر وما الميزان؟ فقال: " إنك قد ازددت قوة ونظرا، يا سعد:
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصخرة ونحن الميزان، وذلك قول الله عز وجل في الإمام * (ليقوم
الناس بالقسط) * (1).
قال: ومن كبر بين يدي الإمام وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب
الله له رضوانه الأكبر، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم
ومحمد (عليهما السلام) والمرسلين في دار الجلال "، فقلت: وما دار الجلال؟ فقال: " نحن الدار
وذلك قول الله عز وجل * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في
الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * (2) (فنحن العاقبة يا سعد، وأما مودتنا
للمتقين،) (3) فيقول الله عز وجل * (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) * (4) فنحن
جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا " (5).
[/] وعنه، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى (6)، عن

1 - الحديد 57: 25.
2 - القصص 28: 83.
3 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
4 - الرحمن 55: 78.
5 - بصائر الدرجات: 311 / 12، وعنهما في البحار 24: 396 / 116، وأورده الكليني في
الكافي 4: 69 / 2 والصدوق في معاني الأخبار: 315 / 1 وفي من لا يحضره الفقيه 2:
172 / 2050، إلى قوله: مثلا وعيدا.
6 - حماد بن عيسى: وهو أبو محمد الجهني مولى، وقيل: عربي أصله الكوفة وسكن البصرة،
وقيل: إنه روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) عشرين حديثا، وأبي الحسن والرضا (عليهما السلام)، وكان ثقة في
حديثه صدوقا، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، واقتصر الشيخ
على الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام) قائلا: بقي إلى زمان الإمام الرضا (عليه السلام).
قال العلامة: كان متحرزا في الحديث، وكان يقول: سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام) سبعين حديثا،
فلم أزل ادخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين.
مات (رحمه الله) في حياة الإمام أبي جعفر الثاني (عليه السلام) غريقا بوادي قناة - وهو واد يسيل من الشجرة
إلى المدينة - في سنة تسع ومأتين، وقيل سنة ثمان ومائتين، وله من العمر نيف وتسعون سنة.
انظر رجال النجاشي: 142 / 370، رجال البرقي: 21 و 48 و 53، رجال الشيخ: 174 /
152 و 346 / 1، رجال العلامة: 124 / 323.
198

حريز بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن علي بن
الحسين (عليهما السلام) اتي بعسل فشربه، فقال: والله لأعلم من أين هذا العسل، وأين أرضه،
وإنه ليمار (1) من قرية كذا وكذا " (2).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن بعض رجاله يرفعه قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب، فجعل لكل شئ سببا،
وجعل لكل سبب (شرحا، وجعل لكل شرح مفتاحا) (3)، وجعل لكل مفتاح علما،
وجعل لكل علم بابا ناطقا، من عرفه عرف الله، ومن أنكره أنكر الله، وذلك رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن " (4).

1 - في البصائر والبحار: ليمتار: أي يجلب. انظر مجمع البحرين 3: 486 - مير.
2 - بصائر الدرجات: 505 / 1، وعنه في البحار 46: 71 / 49.
3 - في نسخة " س ": سورا ومفتاحا. بدل ما بين القوسين.
4 - بصائر الدرجات: 505 / 2، وعنه في البحار 2: 90 / 15 و 168 / 1، والسند فيه هكذا:
حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عبدي يرفعه.
199

[/] علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات،
عن بعض أصحابه، عن نصر بن قابوس (1) قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله
عز وجل * (وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا
ممنوعة) * (2) قال: " يا نصر إنه والله ليس حيث ذهب الناس، إنما هو العالم وما يخرج
منه ".
وسألته عن قول الله عز وجل * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * (3) قال: " * (البئر
المعطلة) * الإمام الصامت * (وقصر مشيد) * الإمام الناطق " (4).
[/] إبراهيم بن هاشم (5)، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن

1 - نصر بن قابوس: هو اللخمي القابوسي، روى عن أبي عبد الله وأبي إبراهيم وأبي الحسن
الرضا (عليهم السلام)، وكان ذا منزلة عندهم. وقال الشيخ في الغيبة: فروي أنه كان وكيلا لأبي
عبد الله (عليه السلام) عشرين سنة ولم يعلم أنه وكيل، وكان خيرا فاضلا. عده البرقي من أصحاب الإمام
الصاق (عليه السلام) وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 427 / 1146، الغيبة للطوسي: 347 / 302، رجال البرقي: 39،
رجال الطوسي: 324 / 7 و 362 / 5.
2 - الواقعة 56: 30 - 33.
3 - الحج 22: 45.
4 - بصائر الدرجات: 505 / 3 و 4، وعنهما في البحار 24: 104 / 11 و 102 / 7، وأورد
القطعة الثانية من الحديث الكليني في الكافي 1: 427 / 75، عن علي بن جعفر، عن أخيه
موسى (عليه السلام)، والصدوق في معاني الأخبار: 111 / 1، عن إبراهيم بن زياد و 111 / 2.
5 - إبراهيم بن هاشم: هو أبو إسحاق القمي أصله كوفي انتقل إلى قم، وهو أول من نشر حديث
الكوفيين بقم، عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وقد بلغت رواياته ستة آلاف
وأربعمائة وأربعة عشر موردا، ولا يوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية.
انظر رجال النجاشي: 16 / 18، رجال الشيخ: 369 / 30، معجم رجال الحديث 1: 291.
200

أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل * (الرحمن * علم
القرآن) * (1) فقال: " إن الله علم محمدا القرآن " قلت: * (خلق الإنسان * علمه
البيان) * (2) قال: " ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علمه بيان
كل شئ مما يحتاج الناس إليه " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى (4)، عن جده
الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم (عليه السلام) يقول: " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه قد فنيت أيامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربك، فرفع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يديه إلى السماء باسطا كفيه وهو يقول: عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف
الميعاد، فأوحى الله عز وجل إليه: أن ائت أحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء،
فأوحى الله عز وجل إليه: امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا، ثم تصعد على

1 - الرحمن 55: 1 - 4.
2 - الرحمن 55: 1 - 4.
3 - بصائر الدرجات: 505 / 5، وأورده القمي في تفسيره 2: 343، ونقله المجلسي في البحار
40: 142 / 45، عن بصائر الدرجات والاختصاص.
والظاهر أنه قد وقع خلط بين رمز المختصر ورمز الاختصاص لتقاربهما، ولذا لم أعثر عليه
في الاختصاص، وعلى هذا يكون الرمز (خص) وليس (ختص).
4 - القاسم بن يحيى: هو ابن الحسن بن راشد، عده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الإمام
الرضا (عليه السلام) وأخرى في من لم يرو عنهم (عليهم السلام)، وهو الراوي عن جده الحسن بن راشد.
انظر رجال النجاشي: 316 / 866، رجال الشيخ: 385 / 2 و 490 / 6.
201

ظهره واجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى
جفرة (1) منهن أنثى - وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد (2) قرناها الطلوع - تشخب
أوداجها دما، وهي التي لك، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل
الرقبة ويقلب داخلها، فإنه سيجدها مدبوغة.
وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من
مداد الأرض، يبقى المداد ويبقى الجلد، لا تأكله الأرض ولا يبليه التراب، لا يزداد
كلما نشر إلا جدة، غير أنه محفوظ مستور، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون
إليك، وتمليه على ابن عمك، وليكتب وليستمد من تلك الدواة.
فمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره الله تعالى به
وصادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ علي (عليه السلام) في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح
الأمين وعدة من الملائكة - لا يحصي عددهم إلا الله، ومن حضر ذلك المجلس - بين
يديه، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور.
ثم نزل الوحي على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكتب علي (عليه السلام)، إلا أنه يصف كل زمان
وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر
له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم
في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه.
ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده، فسأله عنها، فقال: الصبر

1 - الجفر: إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجفر جنباه وفصل عن أمه وأخذ في الرعي، فهو
جفر، والجمع أجفار وجفار وجفرة، والأنثى جفرة. لسان العرب 4: 142 - جفر.
2 - ناهد: أشرف. الصحاح 2: 545 - نهد.
202

الصبر، وأوصى الينا بالصبر، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج،
وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده، وعلامات تكون في ملك بني هاشم، فمن هذا
الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها، وصار الولي إذا أفضي (1) إليه الأمر
تكلم بالعجب " (2).
[/] وعنه، عن محمد بن سنان، عن مرازم بن حكيم (3) وموسى بن
بكر (4) قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إنا أهل البيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم
كتابه من أوله إلى آخره، وإن عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه، ما نستطيع
أن نحدث به أحدا " (5).
[/] الحسن بن موسى الخشاب، عن إسماعيل بن مهران (6)، عن عثمان بن

1 - أفضى. انتهى. لسان العرب 15: 157 - فضا: وفي نسختي " س وض ": قضي.
2 - بصائر الدرجات: 506 / 6، باختلاف يسير، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 40:
197 / 82.
3 - مرازم بن حكيم: هو أبو محمد الأزدي المدائني، مولى، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، وهو أحد من بلي باستدعاء الرشيد له وأخوه، وعده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام). مات رحمه الله في أيام الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 424 / 1138، رجال الشيخ: 319 / 638 و 359 / 6، رجال البرقي:
45 و 48، خلاصة الأقوال: 278 / 1018.
4 - في نسخة " س " والمختصر المطبوع: موسى بن بكير.
5 - بصائر الدرجات: 507 / 7، وعنه في البحار 2: 178 / 23.
6 - إسماعيل بن مهران: هو ابن أبي نصر السكوني، مولى كوفي، يكنى أبا يعقوب، ثقة معتمد،
عده البرقي من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وعده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق
والرضا (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 26 / 49، رجال الشيخ: 148 / 115 و 368 / 14، رجال البرقي:
55.
203

جبلة، عن كامل التمار، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم، فقال لي: " يا كامل
اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه، وقولوا فينا ما شئتم ".
قال: فقلت: نجعل لكم ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟ قال: فاستوى
جالسا، فقال: " ما عسى أن تقولوا، والله ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير
معطوفة " (1).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن عبد الكريم بن عمرو، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: جاء أعرابي
حتى قام على باب مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوسم (2) الناس فرأى أبا جعفر (عليه السلام)،
فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " من أين
جئت يا أعرابي؟ " قال: جئت من أقصى البلدان، قال أبو جعفر: " البلدان أوسع من
ذلك، فمن أين جئت؟ " قال: من الأحقاف (3)، قال: " أحقاف عاد؟ " قال: نعم.

1 - بصائر الدرجات: 507 / 8، باختلاف، وعنه في البحار 25: 283 / 30 ولفظه أقرب
للمختصر من البصائر.
قال المجلسي في بيان الحديث: قوله (عليه السلام): " غير معطوفة " أي نصف حرف، كناية عن نهاية القلة.
2 - التوسم: طلب الكلأ. وقال الشاعر:
وأصبحن كالدوم النواعم غدوة * على وجهة من ظاعن متوسم
لسان العرب 2: 636 - وسم.
3 - الأحقاف: إنها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها. معجم البلدان 1: 115.
204

قال: " أفرأيت ثم (1) سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها؟ " قال: وما علمك
بذلك؟ قال: " هو عندنا في كتاب، وأي شئ رأيت أيضا؟ " قال: رأيت واديا مظلما
فيه الهام والبوم (2) لا يبصر قعره، قال: " أو تدري ما ذاك الوادي؟ " قال: لا والله ما
أدري، قال: " ذاك برهوت (3) فيه نسمة كل كافر. وأين بلغت؟ " فقطع الأعرابي،
فقال: بلغت قوما جلوسا في منازلهم، ليس لهم طعام ولا شراب، إلا ألبان أغنامهم
فهي طعامهم وشرابهم.
ثم نظر إلى السماء فقال " اللهم العنه " فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك؟
قال: " هو قابيل، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد " (4).
ثم جاءه رجل آخر، فقال: " رأيت لي جعفرا " فقال الأعرابي: ومن جعفر

1 - ثم: بمعنى هناك وهو للتبعيد. الصحاح 5: 1882 - ثمم.
2 - الهام: طائر صغير يألف المقابر، والبوم: ذكر الهام واحدته بومة. لسان العرب 12: 652 -
هوم و 61 - بهم.
وقال الدميري في حياة الحيوان: البوم: بضم الباء طائر يقع على الذكر والأنثى وأنواعها: الهامة
والصدى والضوع والخفاش وغريب الليل والبومة وهذه الأسماء مشتركة تقع على كل طائر
من طير الليل يخرج من بيته ليلا.
وقال ذو الرمة:
قد أعسف النازح المجهول معسفه * في ظل أخضر يدعو هامة البوم
انظر حياة الحيوان 1: 226 و 2: 386.
3 - برهوت: واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار وهو يقرب حضرموت، وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن
فيه أرواح الكفار والمنافقين "، وروي عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: " أبغض بقعة في الأرض
إلى الله عز وجل، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار ". معجم البلدان 1: 405.
4 - الزمهرير: البرد الشديد. لسان العرب 4: 330 - زمهر.
205

الذي يسأل عنه؟ فقالوا: ابنه، فقال: سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن
أهل السماء ولا يدري أين ابنه (1)!؟.
[/] وبهذا الإسناد عن محمد بن مسلم قال: دخلت أنا وأبو جعفر (عليه السلام)
مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا طاووس اليماني (2) يقول لأصحابه: أتدرون متى قتل
نصف الناس، فسمع أبو جعفر (عليه السلام) قوله: نصف الناس، فقال: " إنما هو ربع الناس، إنما
هو ولد آدم، آدم وحواء وقابيل وهابيل " قال: صدقت يا ابن رسول الله (3).
قال محمد: فقلت في نفسي: هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس

1 - بصائر الدرجات: 508 / 9، ونقله المجلسي في البحار 46: 242 / 30، عن البصائر
والاختصاص، ولم أعثر عليه في الاختصاص والظاهر أنه وقع خلط بين رمز الاختصاص
والمختصر كما تقدم في حديث 164.
2 - طاووس اليماني: هو طاووس بن كيسان اليماني، مولى بحير بن ريسان، من أبناء فارس،
كان ينزل الجند، وروي عنه أنه أدرك خمسين من الصحابة.
وقال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم، ومن سادات التابعين، وقد حج أربعين
حجة، وكان مستجاب الدعوة.
عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام).
مات رحمه الله سنة ست ومائة بمكة قبل يوم التروية بيوم، وكان له يوم مات بضع وتسعون
سنة، وقال المزي: بضع وسبعون، وقال أبو نعيم: توفى طاووس بالمزدلفة أو بمنى، فلما حمل
أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر.
انظر تهذيب التهذيب 5: 8 / 14، تهذيب الكمال 13: 359 و 373، الثقات 4: 391،
طبقات ابن سعد 5: 341، حلية الأولياء 4: 4 / 255، رجال الطوسي: 94 / 3.
3 - في البحار عن البصائر زيادة: قال: أتدري ما صنع بالقاتل؟ قال لا. وقد سقطت هذه العبارة
من البصائر المطبوع.
206

ثيابه وأسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله، فقال: " يا محمد بن مسلم إن في الهند
أو ببلقاء الهند (1) رجلا يلبس المسوح (2)، مغلولة يده إلى عنقه، موكل به عشرة
رهط، يفنى الناس ولا يفنون، كلما ذهب واحد جعل مكانه واحد، يدور مع الشمس
حيث ما دارت، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة " قلت: ومن
ذاك جعلت فداك؟ قال: " ذاك قابيل " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد
البرقي، عن (فضالة بن أيوب، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء) (4)، قال:
قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن سالم بن أبي حفصة (5) قال لي: أما بلغك أنه من مات وليس

1 - في البصائر: بتلقاء الهند.
2 - المسح: الكساء من الشعر، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح. لسان العرب 2: 569 -
مسح.
3 - بصائر الدرجات: 508 / 10، وعنه في البحار 10: 151 / 2، باختلاف يسير، وأورده
الطبرسي في الاحتجاج 2: 180، وفيه: قال: كان آدم وحواء وقابيل وهابيل، فقتل قابيل
هابيل فذلك ربع الناس.
4 - في البصائر: فضالة بن أيوب، عن عبيدة.
5 - سالم بن أبي حفصة: مولى بني عجل، كوفي، قد صحب وروى عن الأئمة الأطهار السجاد
والباقر والصادق (عليهما السلام). وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي (عليه السلام) ثم خلطوها
بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما إمامتهما، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة، وعلة
تسميتهم بالبترية لأنهم بتروا حق آل محمد (عليهم السلام). وقد وردت روايات في ذمه تأملها في
رجال الكشي. مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 188 / 500، رجال الشيخ: 92 / 15 و 124 / 5 و 209 / 115،
رجال الكشي: 233 / 423 - 428، فرق الشيعة للنوبختي: 20.
207

له إمام مات ميتة جاهلية؟ فأقول له: بلى، فيقول: من إمامك؟ فأقول: أئمتي آل محمد
عليه وعليهم السلام، قال: ما أحسبك عرفت إماما.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): " ويح سالم، ما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم
وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون، وإنه لم يمت منا ميت قط إلا وجعل الله
مكانه من يعمل مثل عمله، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلى مثل ما دعا إليه، وإنه لم
يمنع الله ما أعطى داود (عليه السلام) أن يعطي سليمان (عليه السلام) أفضل مما أعطى داود (عليه السلام) " (1).
[/] وبهذا الإسناد عن فضالة بن أيوب، عن عبد الحميد بن نصر (2)،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه، والله ما في
الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة إمام مفترض الطاعة.
لقد كان إبراهيم (عليه السلام) دهرا ينزل عليه الوحي والأمر من الله وما كان مفترض
الطاعة، حتى بدا لله أن يكرمه ويعظمه، فقال * (إني جاعلك للناس إماما) * فعرف
إبراهيم (عليه السلام) ما فيها من الفضل فقال * (ومن ذريتي) * (أي واجعل ذلك في
ذريتي) (3)، فقال الله عز وجل * (لا ينال عهدي الظالمين) * (4) قال أبو عبد الله (عليه السلام):

1 - بصائر الدرجات: 509 / 11، وعنه في البحار 23: 53 / 111، وأورده الصدوق في كمال
الدين: 229 / 27، باختلاف في صدره، والطوسي في اختيار معرفة الرجال: 235 / 427،
إلى قوله: والناس أجمعون.
2 - عبد الحميد بن نصر: لم يذكروه، ولكن قال المامقاني: لم أقف فيه إلا على قول المولى
الوحيد (رحمه الله): يروي عنه أحمد بن محمد بن عيسى وفضالة، وهو إمامي.
انظر تنقيح المقال 2: 136 - باب عبد الحميد. إلا أن فيه: عبد الحميد بن نضر.
3 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
4 - البقرة 2: 124.
208

إنما هو في ذريتك لا يكون في غيرهم " (1).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد وعبد الله بن القاسم جميعا عن حماد بن
عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي (2)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
في قول الله عز وجل * (وآتيناهم ملكا عظيما) * (3) قال: " الطاعة المفروضة " (4).
وحدثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن حماد بن
عيسى، الإسناد (5).
[/] يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس،
عن فضيل الأعور، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: كنا زمان أبي جعفر (عليه السلام) حين

1 - بصائر الدرجات: 509 / 12، وعنه في البحار 25: 141 / 15.
2 - الحسين بن المختار القلانسي: كوفي مولى أحمس من بجيلة، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) إلا أنه
قال في الموضع الثاني: إنه واقفي، وعده الشيخ المفيد في الارشاد في فصل ممن روى النص
على الإمام الرضا (عليه السلام) بالإمامة من أبيه: إنه من خاصة الإمام الكاظم (عليه السلام) وثقاته، وأهل الورع
والعلم والفقه من شيعته، ونقل العلامة قول ابن عقدة، عن علي بن الحسين: أنه كوفي ثقة.
وقال السيد الخوئي: وكيف كان فالرجل من الثقات بلا إشكال.
انظر رجال النجاشي: 54 / 123، رجال البرقي: 48، رجال الشيخ: 169 / 68 و 346 / 3،
ارشاد المفيد 2: 248، رجال العلامة: 338 / 1332، معجم رجال الحديث 7: 95.
3 - النساء 4: 54.
4 - بصائر الدرجات: 509 / 13، وعنه في البحار 23: 287 / 8، وأورده العياشي في تفسيره
1: 248 / 159، عن أبي خالد الكابلي، والقمي في تفسيره 1: 140، عن حنان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، والكليني في الكافي 1: 186: 4.
5 - لم أعثر له على مصدر.
209

قبض (عليه السلام) (1) نتردد كالأغنام لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال: يا أبا
عبيدة من إمامك؟ فقلت: أئمتي آل محمد صلى الله عليه وعليهم، فقال: هلكت
وأهلكت، أما سمعت (2) أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " من مات وليس عليه إمام مات ميتة
جاهلية؟ " فقلت: بلى لعمري.
وقد كنا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فرزقني الله جل
وعز المعرفة فدخلت عليه، فقلت له: سالم بن أبي حفصة، قال لي: كذا وكذا، فقلت له:
كذا وكذا.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا ويل سالم يا ويل سالم، وما يدري سالم ما منزلة
الإمام؟ الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون، يا أبا عبيدة: إنه لم يمت منا
ميت حتى يخلف من بعده من يعمل مثل عمله، ويسير مثل سيرته، ويدعو إلى مثل
الذي دعا إليه، يا أبا عبيدة: إنه لم يمنع الله ما أعطى داود (عليه السلام) أن يعطي سليمان (عليه السلام)
أفضل مما أعطى داود (عليه السلام).
ثم قال * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) * (3) فقلت: ما أعطاه الله
جعلت فداك؟ فقال: " نعم يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وعليهم
حكم بحكم سليمان (عليه السلام) (4) لا يسأل الناس بينة " (5).

1 - في البصائر: حين مضى (عليه السلام).
2 - في نسخة " ض " زيادة: أما رأيت.
3 - سورة ص 38: 39.
4 - في البصائر داود وسليمان.
5 - بصائر الدرجات: 510 / 15، وعنه في البحار 26: 176 / 55.
210

[/] الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن عبيس (1) بن هشام
الأسدي، عن عبد الله عن الوليد، عن الحارث بن المغيرة البصري (2) قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: " لا تكون الأرض إلا وفيها عالم يعلم مثل (3) الأول، وراثة من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، علما يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى
أحد " (4).
[/] محمد بن عبد الحميد العطار، عن منصور بن يونس (5)، عن

1 - في نسختي " س وض ": عنبسة، وما في المتن هو الصواب.
وقال النجاشي: هو العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي، عربي ثقة، جليل في
أصحابنا، كثير الرواية، كسر اسمه فقيل: عبيس، عده الشيخ تارة من أصحاب الإمام
الرضا (عليه السلام) وأخرى في من لم يرو عنهم (عليهم السلام) قائلا في الموضعين: عبيس بن هشام الناشري،
مات رحمه الله في سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة.
انظر رجال النجاشي: 280 / 741، رجال الطوسي: 384 / 57 و 487 / 68.
2 - في البصائر: النضري، وما في المتن هو الصواب، وهو من بني نصر بن معاوية، ثقة ثقة،
بصري عربي، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي (عليهم السلام)، عده الشيخ
من أصحاب الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)، وقال: ويكنى أبا علي من بني نصر، واقتصر البرقي
على الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 139 / 361، رجال البرقي: 39، رجال الطوسي: 117 / 42 و 179 /
233، رجال العلامة 123 / 318.
3 - في البصائر زيادة: علم.
4 - بصائر الدرجات: 510 / 16، وعنه في البحار 23: 52 / 112.
5 - منصور بن يونس بزرج: كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي
والشيخ من أصحاب الإمامين الطاهرين الصادق والكاظم (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 413 / 1100، رجال البرقي: 39 و 49، رجال الشيخ 313 / 534
و 360.
211

أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عز وجل * (فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * (1) قال: " ما هو؟ " قلت: أنت
أعلم، قال: " طاعة الله مفروضة " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي جميلة المفضل بن صالح الأسدي، عن مالك
الجهني (3) قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) * (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ
أئنكم لتشهدون) * (4) قال: " الإمام منا ينذر به كما أنذر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (5).

1 - النساء 4: 54.
2 - بصائر الدرجات: 510 / 17، وعنه في البحار 23: 288 / 14.
3 - مالك الجهني: هو مالك بن أعين الجهني، كوفي، عربي، عده الشيخ والبرقي من أصحاب
الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، فقال الشيخ: مات في حياة الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر معجم رجال الحديث 15: 161 / 9816، رجال البرقي: 13 و 18، رجال الشيخ:
135 / 11 و 308 / 456.
4 - الأنعام 6: 19.
5 - بصائر الدرجات: 511 / 18، وأورده الكليني في الكافي 1: 416 / 21، و 424 / 61،
باختلاف في صدر الحديث، وكذا القمي في تفسيره 1: 195، ونقله الأسترآبادي في تأويل
الآيات 1: 162 / 1، عن الكافي، والبحراني في تفسير البرهان 2: 406 / 5، عن سعد بن
عبد الله.
212

[/] وعنه، عن محمد بن الهيثم، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن يزيد (1)
قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إني سألت أباك (عليه السلام) عن مسألة أريد أن أسألك
عنها، فقال: " وعن أي شئ تسأل؟ " قلت: عندك علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتبه
وعلم الأوصياء (عليهم السلام) وكتبهم؟ فقال: " نعم، وأكثر من ذلك، فاسأل عما بدا لك " (2).
[/] وعنه وعن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن عبد الله بن أبي يعفور (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان
علي بن أبي طالب (عليه السلام) عالم هذه الأمة، والعلم يتوارث، وليس يهلك منا هالك حتى
يرى من ولده من يعلم علمه، ولا تبقى الأرض يوما بغير إمام تفزع إليه الأمة "
قلت: فيكون اثنان؟ فقال: " لا، إلا وأحدهما صامت، ولا يتكلم حتى يمضي
الأول " (4).

1 - في البصائر: عمر بن يزيد، والظاهر أن الصحيح هو محمد بن عمر بن يزيد لأن عمر بن
يزيد يروي عن أبي عبد الله، وأبي الحسن (عليه السلام)، وما في المتن أقرب للصحة وهو بياع السابري
الذي عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 364 / 981، رجال الشيخ: 391 / 53، تنقيح المقال 3: 166، معجم
رجال الحديث 18: 73 / 11470.
2 - بصائر الدرجات: 511 / 19، وعنه في البحار 26: 176 / 54.
3 - عبد الله بن أبي يعفور: هو العبدي، يكنى أبا محمد، ثقة ثقة، جليل في أصحابنا، كريم على
أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان قارئا يقرئ القرآن في مسجد الكوفة، عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، مات (رحمه الله) في أيامه (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 213 / 556، رجال البرقي: 22، رجال الشيخ: 223 / 15 و 264 /
687.
4 - بصائر الدرجات: 511 / 20، وعنه في البحار 23: 53 / 113.
213

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد والعباس بن
معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله بن الجارود (1)، عن الفضيل بن
يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل " (2).
[/] وعنه، عن الحسن بن علي الوشا، قال: رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)
وهو ينظر إلى السماء ويتكلم بكلام كأنه كلام الخطاطيف، فما فهمت منه شيئا ساعة
بعد ساعة ثم سكت (3).
[/] وعنه، عن الحسن بن سعيد (4)، عن معمر بن خلاد، قال: قلت لأبي
الحسن الرضا (عليه السلام): تعرفون (5) الغيب؟ فقال: " قال أبو جعفر (عليه السلام): يبسط لنا العلم
فنعلم، ويقبض عنا فلا نعلم " (6).

1 - ربعي بن عبد الله بن الجارود: الهذلي، بصري، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)،
وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه، وكان خصيصا به، عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 167 / 441، رجال البرقي: 40، رجال الشيخ: 194 / 39.
2 - بصائر الدرجات: 511 / 21، وعنه في البحار 2: 94 / 32.
3 - بصائر الدرجات: 511 / 22، وعنه في البحار 49: 88 / 9.
4 - في البصائر: الحسين بن سعيد، والظاهر كلا الطريقين صحيح، لأن النجاشي قال: وكان
الحسين بن يزيد السورائي يقول: الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلا في زرعة
ابن محمد الحضرمي وفضالة بن أيوب، فإن الحسين كان يروي عن أخيه عنهما.
انظر رجال النجاشي: 58 / 136 - 137، معجم رجال الحديث 3: 91.
5 - في البصائر: أو تعلمون.
6 - بصائر الدرجات: 513 / 32، وعنه في البحار 26: 96 / 35، ولم يرد فيه الإمام الرضا،
والظاهر إنه سقط من يد الناسخ أو الطبع.
214

وأخبرني أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى أنهما سمعا ذلك من معمر بن
خلاد (1) يرويه عن الرضا (عليه السلام).
[/] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن
عبد الغفار الجازي (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " نحن ورثة الأنبياء،
وورثة كتاب الله، ونحن صفوته " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
عمر (4)، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إنا أهل
بيت من علم الله علمنا، ومن حكمه أخذنا، وقول صادق سمعنا، فإن تتبعونا
تهتدوا " (5).

1 - معمر بن خلاد: هو ابن أبي خلاد أبو خلاد، بغدادي ثقة، روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عده
البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 421 / 1128، رجال العلامة: 277 / 1010، رجال البرقي: 53،
رجال الطوسي: 390 / 45.
2 - في نسخة " ض ": الحارثي.
وهو عبد الغفار بن حبيب الطائي الجازي من أهل الجازية قرية بالنهرين، روى عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، ثقة، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وأخرى في من لم يرو
عنهم (عليهم السلام). وورد الجازي في أكثر النسخ إلا أن ابن داود قال: ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر
في كتاب الرجال: الحارثي.
انظر رجال النجاشي: 247 / 650، رجال الشيخ: 237 / 228 و 488 / 71، رجال العلامة:
209 / 675، رجال ابن داود: 130 / 964.
3 - بصائر الدرجات: 513 / 33، وعنه في البحار 92: 100 / 70، من دون " ورثة الأنبياء ".
4 - في المختصر المطبوع: محمد بن أبي عمير.
5 - بصائر الدرجات: 514 / 34، وعنه في البحار 2: 94 / 33.
215

[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن
عبد الغفار الجازي (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم):
ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحا وإبراهيم والنبيين من قبلك * (أن أقيموا الدين
ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) * (2) من تولية علي بن أبي
طالب (عليه السلام).
قال: إن الله عز وجل قد أخذ ميثاق كل نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد وعلي،
وبكل نبي وبالولاية.
ثم قال لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) * (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * (3) يعني آدم
ونوح وكل نبي بعده " (4).
[/] إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو
غيره، عن عبد الله بن سنان (5)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

1 - في نسخة " ض و س ": الحارثي، تقدم في حديث 182.
2 - الشورى 42: 13.
3 - الأنعام 6: 90.
4 - بصائر الدرجات: 514 / 35، وعنه في البحار 26: 284 / 42، إلا هناك اختلاف بينهما
في صدر الحديث، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4: 811 / 6، عن سعد بن عبد الله.
5 - عبد الله بن سنان: هو ابن طريف مولى بني هاشم، يقال مولى بني أبي طالب، ويقال مولى
بني العباس، كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد، كوفي، ثقة، من أصحابنا، جليل،
لا يطعن عليه في شئ، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام
الكاظم (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 214 / 558، رجال البرقي: 22، رجال الشيخ: 225 / 42 و 354 /
14، رجال العلامة: 192 / 600.
216

لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي من وراء حجاب ما أوحى، وكلمني بما
كلمني فكان مما كلمني به أن قال (1): يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا (عالم الغيب
والشهادة الرحمن الرحيم إني أنا الله لا إله إلا أنا) (2) الملك القدوس السلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق
البارئ المصور، لي الأسماء الحسنى، يسبح لي من في السماوات والأرض، وأنا
العزيز الحكيم.
يا محمد: إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شئ قبلي، وأنا الآخر فلا شئ
بعدي، وأنا الظاهر فلا شئ فوقي، وأنا الباطن فلا شئ دوني، وأنا الله لا إله إلا أنا
بكل شئ عليم.
يا محمد: علي أول من آخذ ميثاقه من الأئمة (عليهم السلام).
يا محمد: علي آخر من أقبض روحه من الأئمة، وهو الدابة التي تكلمهم (3).
يا محمد: علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك، ليس لك أن تكتم منه شيئا.
يا محمد: علي أبطنه سري الذي أسررته إليك، فليس فيما بيني وبينك سر دونه.

1 - في البصائر زيادة: " يا محمد علي الأول، وعلي الآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شئ
عليم " فقال: يا رب أليس ذلك أنت؟. فقال:.
2 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
3 - إشارة إلى قوله تعالى * (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) * النمل
27: 82، والمراد به هو الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه.
217

يا محمد: علي على ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به " (1).
[/] علي بن إسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله عز وجل * (ولقد وصلنا لهم القول) * (3) قال: " في إمام بعد إمام " (4).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان (5)، عن محمد بن

1 - بصائر الدرجات: 514 / 36، وعنه في البحار 18: 377 / 82، و 40: 38 / 73، و 94:
180 / 7، وعن المختصر في البحار 53: 68 / 65، وتقدم برقم 106.
وهناك اختلاف في نسخ البحار التي نقلت الحديث عن البصائر خصوصا في الفقرة الأخيرة.
2 - في البصائر زيادة: ومحمد بن الهيثم جميعا، والظاهر ليس له رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلا
بواسطة، وعنه في البحار: ومحمد بن الهيثم، عن أبيه جميعا، وهو الصحيح. انظر رجال
النجاشي: 362 / 972، معجم رجال الحديث 18: 344 - 345.
3 - القصص 28: 51.
4 - بصائر الدرجات: 515 / 38، وعنه في البحار 23: 30 / ذيل حديث 48، وذكره القمي
في تفسيره 2: 141، عن يونس بن يعقوب، والكليني في الكافي 1: 415 / 18، عن عبد الله
ابن جندب، عن أبي الحسن (عليه السلام)، والطوسي في أماليه: 294 / 576، وابن شهرآشوب في
المناقب 3: 116 و 4: 454، كما في الكافي، والأسترآبادي في تأويل الآيات 1: 420 /
14، عن حمران. وفي بعضها: إمام إلى إمام.
5 - في البصائر: الحسن بن علي النعمان، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.
انظر معجم رجال الحديث 3: 92 و 6: 268 و 13: 226 و 18: 228.
والحسن هو مولى بني هاشم، ثقة ثبت، عده الشيخ من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام).
وأبوه علي بن النعمان الأعلم النخعي أبو الحسن مولاهم، كوفي، ثقة، وجها، ثبتا، صحيحا
واضح الطريقة، عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 40 / 81 و 274 / 719، رجال الشيخ: 430 / 6 و 383 / 51.
218

مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (يا أهل
الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما انزل إليكم من
ربكم) * (1) قال: " هي ولايتنا ".
وفي قوله * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * (2) قال: " هي
ولايتنا ".
وفي قوله * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت
رسالته) * (3) قال: " هي الولاية " (4).
[/] علي بن محمد بن عبد الرحمن الحجال، عن صالح بن السندي، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة) * (5) قال:

1 - المائدة 5: 68.
2 - البقرة 2: 208.
3 - المائدة 5: 67.
4 - نقل البحراني المقطع الأول من الحديث في تفسير البرهان 2: 340 / 2، عن سعد بن
عبد الله. وذكر العياشي المقطع الثاني في تفسيره 1: 102 / 297، والكليني في الكافي 1:
417 / 29، وفيه: في ولايتنا، وعنه في تأويل الآيات 1: 93 / 81، ونقله البحراني في
تفسير البرهان 1: 446 / 3، عن سعد بن عبد الله و ح 7 عن تفسير العياشي.
ونقل البحراني المقطع الثالث في تفسير البرهان 2: 336 / 3، عن سعد بن عبد الله، وأورد
الصفار المقطع الأول والثالث في البصائر: 515 / 40، وعنه في البحار 24: 386 / 109.
5 - البينة 98: 2 و 3.
219

" هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب " (1).
[/] وعنه، عن صالح بن السندي، عن الحسن بن محبوب، عمن رواه
عن أبي عبيدة الحذاء (2)، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (ائتوني
بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم) * قال: " يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء
* (إن كنتم صادقين) * (3) " (4).
[/] عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محسن بن أحمد (5)، عن يونس بن
يعقوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قلت له: العلم الذي يعلمه
عالمكم بما يعلم؟ فقال: " وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن علي بن أبي طالب (عليه السلام)،

1 - بصائر الدرجات: 516 / 41، وعنه في البحار 2: 178 / 25.
2 - أبو عبيدة الحذاء: هو زياد بن عيسى، كوفي ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، كان
حسن المنزلة عند آل محمد (عليهم السلام)، وكان قد زامل أبا جعفر (عليه السلام) إلى مكة، وعده البرقي والشيخ
من أصحاب الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، مات رحمه الله في حياة أبي عبد الله (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 170 / 449، رجال البرقي: 18، رجال الشيخ: 122 / 5 و 198 /
34، خلاصة الأقوال: 149 / 427.
3 - الأحقاف 46: 4.
4 - بصائر الدرجات: 516 / 42، وعنه في البحار 24: 212 / 3، وأورده الكليني في الكافي
1: 426 / 72، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5: 37 / 3، عن سعد بن عبد الله.
5 - محسن بن أحمد: من موالي قيس عيلان، روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عده البرقي من
أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام) قائلا: محسن بن أحمد
البجلي.
انظر رجال النجاشي: 423 / 1133، رجال البرقي: 51، رجال الشيخ: 393 / 83.
220

يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن علي بن النعمان، عن عبيد بن زرارة (2)، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): تترك الأرض بغير إمام؟ فقال: " لا " قلت: فتكون الأرض فيها
إمامان؟ قال: " لا، إلا وأحدهما صامت لا يتكلم، ويتكلم الذي قبله، والإمام يعرف
الإمام الذي بعده " (3).
[/] وعنهما، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن علي بن النعمان، عن
هارون بن خارجة (4)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل
* (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم

1 - بصائر الدرجات: 516 / 43، وعنه في البحار 3: 178 / 24. ومثله أيضا في البصائر:
327 / 8.
2 - عبيد بن زرارة: هو ابن أعين الشيباني، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ثقة ثقة، عين، لا لبس فيه
ولا شك، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكذلك البرقي إلا أنه قال: عبيد الله بن
زرارة بن أعين.
انظر رجال النجاشي: 233 / 618، رجال الشيخ: 240 / 266، رجال البرقي: 23، تاريخ
آل زرارة: 90 / 5.
3 - بصائر الدرجات: 516 / 44، وعنه في البحار 25: 107 / 6، وأورده الصدوق في كمال
الدين: 233 / 41، باختلاف يسير.
4 - هارون بن خارجة: الصيرفي الكوفي، مولى، يكنى بأبي الحسن، ثقة، روى عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 437 / 1176، رجال البرقي: 30، رجال الشيخ: 328 / 2.
221

شهيدا) * (1) قال: " نحن الشهداء على الناس بما عندنا (2) من الحلال والحرام وبما
ضيعوا " (3).
[/] وعنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إني لأعرف من لو قام على شاطئ البحر لنوه
بأسماء دواب البحر وبأمهاتها وعماتها وخالاتها " (4).
[/] أحمد بن محمد السياري (5) قال: حدثني غير واحد من أصحابنا،
عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمة (عليهم السلام)
موارد (6) لإرادته، وإذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله تعالى * (وما تشاؤون إلا أن

1 - البقرة 2: 143.
2 - في الموضعين من البصائر: عندهم.
3 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 82 / 1، باختلاف في السند ونفس المتن وفي ص
516 / 45، نفس السند وباختصار في المتن، ونقل المجلسي الموضعين عن البصائر في
البحار 23: 343 / 27 وذيله.
4 - بصائر الدرجات: 513 / 31 و 517 / 46، وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1:
283 / 15، والأربلي في كشف الغمة 2: 145، ففي بعضها بدل: لنوه بأسماء دواب: لندب
بدواب، أو لعرف دواب، أو لعرف بدواب.
5 - السياري: هو أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، بصري، كان من كتاب آل طاهر
في زمن أبي محمد (عليه السلام)، ويعرف بالسياري، عده البرقي من أصحاب أبي محمد الحسن
العسكري (عليه السلام)، وعده الشيخ من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 80 / 192، رجال البرقي: 61، رجال الطوسي: 411 / 23.
6 - في البصائر وتفسير القمي: موردا.
222

يشاء الله رب العالمين) * (1) " (2).
[/] الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن
ابن كثير (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (وتعيها أذن واعية) * (4) قال:
" وعتها اذن أمير المؤمنين (عليه السلام) من الله ما كان وما يكون " (5).
[/] عبد الله بن عامر بن سعيد، عن الربيع بن محمد، عن جعفر بن بشير
البجلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي سعيد عقيصا (6)، قال: كنا في أصحاب

1 - التكوير 81: 29.
2 - بصائر الدرجات: 517 / 47، وعنه في البحار 25: 372 / 23، وأورده القمي في تفسيره
2: 409، في سورة التكوير، ونقله البحراني في تفسيره البرهان 5: 555 / 2، في سورة
الإنسان، عن سعد بن عبد الله.
3 - في نسخة " ض " عبد الرحمن بن بكير، وما في المتن والبصائر ظاهرا هو الصحيح.
وهو عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس،
عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، إلا أن البرقي قال: مولى بني هاشم.
انظر معجم رجال الحديث 10: 373، رجال النجاشي: 234 / 621، رجال البرقي: 19،
رجال الطوسي: 232 / 141.
4 - الحاقة 69: 12.
5 - بصائر الدرجات: 517 / 48، بزيادة في صدر السند وهو: أحمد بن محمد، عن موسى،
عن، وعنه في البحار 35: 326 / 3 و 40: 143 / 46، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5
: 470 / 1، عن سعد بن عبد الله.
6 - في البصائر: عفيف بن أبي سعيد، ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم. والظاهر ما في المتن
هو الصحيح. واسمه دينار التميمي، ولقب بعقيصا لشعر قاله، عده البرقي والشيخ المفيد
والطوسي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسين (عليهما السلام)، وقد شهد مع الإمام علي (عليه السلام)
صفين، ونقل معجزته في إخباره عن المغيبات.
انظر رجال البرقي: 5 و 8، الاختصاص: 8، رجال الشيخ: 40 / 1 و 76 / 1، مستدركات
النمازي 3: 374 / 5520.
223

البرود ونحن شباب (1)، فرجع إلينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا: (بود
اسكفت) (2) قد جاءكم، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " ويحك إن أعلاه علم
وأسفله طعام " (3).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير
البجلي، عن حماد بن عثمان، عن أبي اسامة زيد الشحام، قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من المغيرية (4) فسأله عن شئ من السنن، فقال:

1 - في البصائر: شبان.
2 - قال المجلسي في بيان الحديث: " بود اسكفت " لعله كان اسم رجل بطين، فأطلقوا عليه
صلوات الله عليه لكونه بطينا، أو كان في بعض اللغات موضوعا للبطين، وإنما أطلقوا ذلك
لظنهم أنه (عليه السلام) لا يعرف تلك اللغة، فأجابهم (عليه السلام) بأن أسفل بطني محل الطعام وأعلاه محل
العلوم والأحكام. البحار 40: 143 / بيان حديث 47.
3 - بصائر الدرجات: 517 / 49، وعنه في البحار 40: 143 / 47.
4 - المغيرية: هم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي، الذي ادعى أن الإمامة بعد الإمام الباقر (عليه السلام)
في محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (ذو النفس الزكية)، وزعم أنه حي لم يمت.
وكان المغيرة مولى خالد بن عبد الله القسري، وادعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمد، وبعد
ذلك ادعى النبوة لنفسه، واستحل المحارم... انظر الملل والنحل 1: 176 / د، فرق الشيعة
للنوبختي: 59.
224

" ما من شئ يحتاج إليه ابن آدم إلا وخرجت فيه السنة من الله تعالى، ومن
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولولا ذلك ما احتج الله عز وجل علينا بما احتج " فقال المغيري: وبما
احتج؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " بقوله * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * (1) - حتى تمم الآية - فلو لم يكمل سننه (2)
وفرائضه ما احتج به " (3).
[/] علي بن إسماعيل بن عيسى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي،
عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قول الله عز وجل * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * (4) قال: " نحن والله أولوا
النهى " قلت: ما معنى اولي النهى؟ قال: " ما أخبر الله عز وجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما
يكون بعده، من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها، والآخر من بعده، والثالث من
بعدهما، وبني أمية.
فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) فبان ذلك (5) كما أخبر الله عز وجل
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)، وكما انتهى إلينا من علم
علي (عليه السلام) ما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم.
فنحن أولوا النهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كله، ثم الأمر لله عز وجل (6)،

1 - المائدة 5: 3.
2 - في نسخة " ض ": سنته، وكذا المختصر المطبوع والبصائر.
3 - بصائر الدرجات: 517 / 50، وعنه في البحار 2: 169 / 3.
4 - طه 20: 54 و 128.
5 - في البصائر: فإن ذلك، وفي تفسير القمي وتأويل الآيات: وكان ذلك.
6 - في البصائر: فصبرنا لأمر الله عز وجل، بدل: ثم الأمر لله عز وجل.
225

ونحن قوام الله على خلقه، وخزانه على دينه، نخزنه ونستره، ونكتم به من عدوه، كما
اكتتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أذن الله له في الهجرة، وجهاد المشركين.
فنحن على منهاج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى يأذن الله لنا بإظهار دينه بالسيف،
وندعوا الناس إليه، ولنضربهم عليه عودا، كما ضربهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدءا " (1).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن ياسين البصري (2)، عن حريز بن
عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز
وجل فرض العلم على ستة أجزاء (3)، فأعطى عليا (عليه السلام) خمسة أجزاء (4)، وأسهم له في
الجزء الآخر " (5).
[/] وعنه، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي، عن هارون بن
خارجة، عن عبد الله بن عطا (6)، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " نحن أولوا الذكر،

1 - بصائر الدرجات: 518 / 51 وأورده القمي في تفسيره 2: 61، باختلاف يسير، ونقله
الأسترآبادي في تأويل الآيات 1: 314 / 7، عن محمد بن العباس، وذكره باختصار فرات
الكوفي في تفسيره: 256 / 348، وابن شهرآشوب في المناقب 4: 233 - 234.
2 - في البصائر: ياسين الصرير، وفي البحار عنه: ياسين الضرير، وهو وما في المتن كلاهما
صحيح، والظاهر أن نقطة الضاد سقطت في الطبع، وهو ياسين الضرير الزيات البصري، لقى أبا
الحسن موسى (عليه السلام) لما كان بالبصرة، وروى عنه.
انظر رجال النجاشي: 453 / 1227، فهرست الشيخ: 267 / 819.
3 - في نسخة " ض و س ": أشياء.
4 - في نسخة " ض و س ": أشياء.
5 - بصائر الدرجات: 518 / 52، وعنه في البحار 40: 143 / 48، باختلاف يسير في الفقرة
الأخيرة.
6 - في نسختي " س وض ": عبد الملك بن عطا.
226

ونحن أولوا العلم، وعندنا الحلال والحرام " (1).
[/] وحدثني بعض أصحابنا، عن بكر بن صالح الضبي، عن إسماعيل بن
عباد القصري (2)، عن تميم بن بهلول، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قلت له: لم سمي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمير المؤمنين؟ فقال: " لأن
ميرة (3) المؤمنين منه، وهو كان يميرهم العلم " (4).
[/] إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن حماد الطنافسي (5)، عن
الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: " يا كلبي كم لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من اسم في
القرآن؟ " فقلت: إسمان أو ثلاثة، فقال: " يا كلبي له عشرة أسماء: * (وما محمد إلا
رسول قد خلت من قبله الرسل) * (6) وقوله * (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه
أحمد) * (7) و * (لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) * (8) و * (طه * ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * (9) و * (يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين *

1 - بصائر الدرجات: 511 / 23، وعنه في البحار 23: 182 / 42.
2 - في البصائر: النضري وفي نسختي " س وض ": الضبي، والظاهر ما في المتن هو الصحيح،
وهو من قصر بني هبيرة، ومن أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر معجم رجال الحديث 4: 60 / 1370، رجال الشيخ: 368 / 13.
3 - الميرة: الطعام يمتاره الانسان. لسان العرب 5: 1885 - مير.
4 - بصائر الدرجات: 512 / 24، وعنه في البحار 37: 295 / 11.
5 - في البصائر: أعمش بن عيسى، عن حماد الطيافي.
6 - آل عمران 3: 144.
7 - الصف 61: 6.
8 - الجن 72: 19.
9 - طه 20: 1 - 2.
227

على صراط مستقيم) * (1) و * (ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك
بمجنون) * (2) و * (يا أيها المدثر) * (3) و * (يا أيها المزمل) * (4) وقوله * (فاتقوا الله يا
اولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا) * (5) فالذكر اسم من
أسماء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونحن أهل الذكر، فاسأل يا كلبي عما بدا لك " قال: نسيت والله
القرآن كله، فما حفظت منه ولا حرفا أسأله عنه (6).
[/] حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (7)، عن علي بن أسباط،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول
الله عز وجل * (وأن هذا صراطي مستقيما) * (8) قال: " هو والله علي (عليه السلام)، هو والله
الميزان والصراط المستقيم " (9).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد (10)، عن داود بن محمد النهدي، عن علي

1 - يس 36: 1 - 4.
2 - القلم 68: 1 - 2.
3 - المدثر 74: 1.
4 - المزمل 73: 1.
5 - الطلاق 65: 10 - 11.
6 - بصائر الدرجات: 512 / 26، وعنه في البحار 16: 101 / 39.
7 - في البصائر: أبو محمد، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي، وعنه في البحار: أبو
محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر.
8 - الأنعام 6: 153.
9 - بصائر الدرجات: 79 / 9 وباختلاف يسير، في: 512 / 25، وعن المورد الثاني في البحار:
35: 363 / 2.
10 - في البصائر: عبد الله بن جعفر بن محمد بن عيسى، وعنه في البحار: عبد الله بن جعفر، عن
محمد بن عيسى.
228

ابن جعفر (1)، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه سمعه يقول: " لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا "
فقلت له: العلم منه؟ قال: فقال لي: " العلم أيسر من ذلك " (2).
[/] وعنه، عن أبي محمد عبد الله بن حماد الأنصاري، عن صباح المزني،
عن الحارث بن حصيرة (3)، عن الأصبغ بن نباتة قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام)
والحسن والحسين (عليهما السلام) عنده وهو ينظر إليهما نظرا شديدا، فقلت له: بارك الله لك
فيهما وبلغهما آمالهما في أنفسهما، والله إني لأراك تنظر اليهما نظرا شديدا، فتطيل النظر
إليهما: فقال: " نعم يا أصبغ ذكرت لهما حديثا " فقلت: حدثني به جعلت فداك، فقال:
" كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدة الحر وأنا جائع، فقلت لابنة
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أعندك شئ تطعمينيه؟ فقامت لتهئ لي شيئا، (حتى إذا أنفلت من
الصلاة، قد أحضرت) (4)، أقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) حتى جلسا في حجرها،

1 - علي بن جعفر: هو علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، أبو الحسن، سكن
العريض من نواحي المدينة فنسب إليها، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم
والرضا (عليهم السلام)، واقتصر البرقي على الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال العلامة: هو أخو الإمام موسى بن
جعفر (عليه السلام)، من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، ثقة.
انظر رجال النجاشي: 251 / 662، رجال الشيخ: 241 / 289 و 353 / 5 و 379 / 3،
رجال البرقي: 25، رجال العلامة: 175 / 515.
2 - بصائر الدرجات: 512 / 27، وعنه في البحار 25: 371 / 21، وكذلك في مستدركات
مسائل علي بن جعفر: 323 / 807.
3 - في نسخة " س ": الحارث بن الحصين.
4 - في نسخة " ق " بدل ما بين القوسين: حتى زالت الشمس وقد حضرت الصلاة. والمراد من
عبارة المتن أنه (عليه السلام) لما أتم نوافله، أحضرت الزهراء (عليها السلام) له الطعام.
229

فقالت لهما: ما حبسكما وأبطأكما عني؟ قالا: حبسنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وجبرئيل (عليه السلام).
فقال الحسن (عليه السلام): أنا كنت في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والحسين (عليه السلام) في حجر
جبرئيل (عليه السلام)، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حجر جبرئيل (عليه السلام)،
وكان الحسين (عليه السلام) يثب من حجر جبرئيل (عليه السلام) إلى حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى إذا
زالت الشمس، قال جبرئيل (عليه السلام): قم فصلي، إن الشمس قد زالت، فعرج
جبرئيل (عليه السلام) إلى السماء، وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي، فجئنا ".
فقلت: يا أمير المؤمنين في أي صورة نظر إليه الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ فقال:
" في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلما حضرت الصلاة خرجت فصليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما انصرف من
صلاته، قلت: يا رسول الله إني كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وأنا جائع،
فسألت ابنة محمد صلى الله عليه وعليها وآلهما هل عندك شئ تطعمينيه؟ فقامت
لتهئ لي شيئا، حتى أقبل ابناك الحسن والحسين (عليهما السلام) حتى جلسا في حجر أمهما
فسألتهما: ما أبطأكما وما حبسكما عني؟ فسمعتهما يقولان: حبسنا جبرئيل ورسول
الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلوات الله عليه؟ فقال
الحسن (عليه السلام): كنت أنا في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسين (عليه السلام) في حجر
جبرئيل (عليه السلام) فكنت أنا أثب من حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حجر جبرئيل (عليه السلام)،
وكان الحسين (عليه السلام) يثب من حجر جبرئيل (عليه السلام) إلى حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل (عليه السلام) نزهوا بهما
منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس، قلت: يا رسول الله بأي صورة كانا يريان
230

جبرئيل (عليه السلام)؟ فقال: بالصورة التي كان ينزل فيها علي " (1)
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن،
قال: حدثني أبو علي حسان بن مهران الجمال (2)، عن أبي داود السبيعي، عن بريدة
الأسلمي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي إن الله عز
وجل أشهدك معي في سبعة مواطن:
أما أولهن: فليلة أسري بي إلى السماء، فقال لي جبرئيل (عليه السلام): أين أخوك؟
فقلت: ودعته خلفي، قال: فادع الله تعالى فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت معي،
وإذا الملائكة صفوف وقوف، فقلت: ما هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء يباهيهم الله
بك، قال: فأذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق بمثله، نطقت بما خلق الله وما هو
خالق إلى يوم القيامة.
الموطن الثاني: أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأسرى بي إلى السماء، فقال لي: أين
أخوك؟ فقلت: ودعته خلفي، قال: فادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت معي
فكشط (3) لي عن السماوات السبع والأرضين السبع، حتى رأيت سكانها وعمارها،
وموضع كل ملك منها، فلم أر من ذلك شيئا إلا رأيته.
الموطن الثالث: ذهبت إلى الجن وما معي غيرك، فقال لي جبرئيل (عليه السلام): أين
أخوك؟ فقلت: ودعته خلفي، قال: فادع الله فليأتك به، فدعوت الله عز وجل فإذا
أنت معي، فلم أقل لهم شيئا، ولم يردوا علي شيئا إلا سمعته وعلمته كما علمته.

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - في البصائر: علي بن حسان.
3 - كشط: كشف. الصحاح 3: 1155 - كشط.
231

الموطن الرابع: إني ما سألت الله عز وجل شيئا إلا أعطيته فيك إلا النبوة، فإنه
قال: يا محمد خصصتك بها.
الموطن الخامس: خصصنا بليلة القدر، وليست لأحد غيرنا.
الموطن السادس: أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأسرى بي إلى السماء، فقال: أين
أخوك؟ فقلت: ودعته خلفي، قال: فادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت معي،
(فأذن جبرئيل (عليه السلام) فصليت بأهل السماوات جميعا وأنت معي) (1).
الموطن السابع: نبقى حتى لا يبقى أحد، وهلاك الأحزاب بأيدينا " (2).
[/] أحمد بن الحسن بن علي بن فضال (3)، عن الحسن بن الجهم، عن
حبيب بن علي (4)، قال: كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون، وكان هشام بن
الأحمر يجلس معنا في المجلس، فنحن يوما في ذلك المجلس فأتانا سعيد الأزرق وابن
أبي الأصبغ، فقال لهشام: إني قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها (5) عندي وعظم

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " ق ".
2 - أورده الصفار باختصار في بصائر الدرجات: 107 / 3، والقمي باختلاف في تفسيره 2:
335، والطوسي بتفصيل في أماليه: 641 / 21، ونقله المجلسي عن البصائر في البحار 18:
406 / 113 و 26: 115 / 16.
3 - في نسخة " ض ": أحمد بن الحسين بن علي بن فضال، وفي نسخة " ق ": أحمد بن علي بن
فضال، وفي المختصر المطبوع ص 70: محمد بن الحسن بن علي بن فضال، وما أثبتناه من
نسخة " س " ظاهرا هو الصحيح لأنه من مشايخ الأشعري. انظر معجم رجال الحديث:
9: 83 و 16: 272.
4 - في مدينة المعاجز: حبيب بن المعلى.
5 - في مدينة المعاجز: تتحذرها.
232

الأمر، وقال: ما هو؟ قال: معروف أشكرك عليه ما بقيت، فقال هشام: هاتها، قال:
تستأذن لي على أبي الحسن (عليه السلام)، وتسأله أن يأذن لي في الوصول إليه، قال له: نعم،
أنا أضمن لك ذلك.
فلما دخل علينا سعيد وهو شبه الواله، فقلت له: مالك؟ فقال: ابغ لي هشاما،
فقلت له: اجلس فإنه يأتي، فقال: إني لأحب أن ألقاه، فلم يلبث أن جاء هشام،
فقال له سعيد: يا أبا الحسن إني قد سألتك ما قد علمت، فقال له: نعم، قد كلمت
صاحبك فأذن لك.
فقال له سعيد: فإني لما انصرفت جاءني جماعة من الجن، فقالوا: ما أردت
بطلبتك إلى هشام يكلم لك إمامك، أردت القربة إلى الله بأن تدخل عليه ما يكره،
وتكلفه ما لا يحب، إنما عليك أن تجيب إذا دعيت، وإذا فتح بابه تستأذن، وإلا
جرمك في تركه أعظم من أن تكلفه ما لا يحب، فأنا أرجع فيما كلفتك فيه، ولا حاجة
لي في الرجوع إليه ثم انصرف، فقال لنا هشام: أما علمت يا أبا الحسن بها، قال: فإن
كان الحائط كلمني فقد كلمني، أو رأيت في الحائط شيئا فقد رأيته في وجهه (1).

1 - نقله البحراني في مدينة المعاجز: 458، عن سعد بن عبد الله.
233

باب
ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه (عليهم السلام) (1)
[/] حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه (2)، عن عبد الله بن
مسكان، عن كامل التمار، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " يا كامل أتدري ما قول الله
عز وجل * (قد أفلح المؤمنون) * (3)؟ ".
قلت: أفلحوا: فازوا، وادخلوا الجنة، قال: " قد أفلح المسلمون، إن المسلمين
هم النجباء " (4) وزاد فيه غيره.
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل " ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين) * (5) " بفتح السين مثقلة، هكذا قرأها (6).

1 - من هنا سقط من نسخة " ق " إلى آخر الكتاب.
2 - " عن أبيه " لم يرد في البصائر.
3 - المؤمنون 23: 1.
4 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 520 / 1، ونقله عنه المجلسي في البحار 2: 199 /
60، وذكره البرقي في المحاسن 1: 423 / 373، والكليني في الكافي 1: 391 / 5،
بزيادة: " فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء ".
5 - الحجر 15: 2.
6 - نقل الرواية كاملة البحراني في تفسير البرهان 4: 11 / 2، عن سعد بن عبد الله.
235

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي
عمير، عن عمر بن أذينة، عن عبد الله بن النجاشي (1)، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
قول الله عز وجل * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (2) قال: " عنى بها
عليا (عليه السلام)، وتصديق ذلك [في قوله تعالى] (3) * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك -
يعني عليا (عليه السلام) - فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) * (4) يعني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " (5).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن
يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه تلا هذه الآية * (فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما) * (6) فقال (عليه السلام): " لو أن قوما عبدوا الله وحده، ثم قالوا لشئ صنعه الله: لم
صنع كذا وكذا، ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع، لكانوا بذلك مشركين ".
ثم قال: " لو أن قوما عبدوا الله وحده، ثم قالوا لشئ صنعه رسول

1 - عبد الله بن النجاشي: هو ابن عثيم بن سمعان، أبو بجير الأسدي النصري، يروي عن أبي
عبد الله (عليه السلام) رسالة منه إليه، وقد ولي الأهواز من قبل المنصور العباسي، عده البرقي من
أصحاب الإمام الصادق عليه السلام. رجال النجاشي: 213 / 555، رجال البرقي: 22.
2 - النساء 4: 65.
3 - ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير البرهان.
4 - النساء 4: 64.
5 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 520 / 2، وعنه في البحار 36: 95 / 31، إلى قوله:
عنى بها عليا (عليه السلام)، وأورد نحوه العياشي في تفسيره 1: 255 / 182، والكليني في الكافي 8:
334 / 526، ونقله كاملا البحراني في تفسير البرهان 2: 120 / 7، عن سعد بن عبد الله.
6 - النساء 4: 65.
236

الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو صنع كذا وكذا، ووجدوا ذلك في أنفسهم، لكانوا بذلك مشركين، ثم
قرأ * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم
حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (1) " (2).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي
العباس الفضل بن عبد الملك (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (4) قال: " هو التسليم له في
الأمور " (5).
[/] علي بن إسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن
عبيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

1 - النساء 4: 65.
2 - تفسير العياشي 1: 255 / 184، وأورده باختصار البرقي في المحاسن 1: 423 / 371،
والصفار في بصائر الدرجات: 520 / 3، والكليني في الكافي 1: 390 / 2، ونقله المجلسي
في البحار 2: 211 / 108، قائلا: ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي (قدس سره) نقلا من
كتاب البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي.
3 - أبو العباس الفضل بن عبد الملك: هو البقباق، مولى، كوفي، ثقة، عين، روى عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقال الشيخ المفيد في
رسالته العددية: هو من الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام.... انظر
رجال النجاشي: 308 / 843، رجال البرقي: 34، رجال الشيخ: 270 / 5، معجم رجال
الحديث 14: 324 / 9385.
4 - النساء 4: 65.
5 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 521 / 9، وعنه في البحار 2: 200 / 64، وفيه: عن
ابن أذينة، عن أبي بصير، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2: 121 / 9، عن سعد بن عبد الله.
237

قال: " يهلك أصحاب الكلام، وينجو المسلمون، إن المسلمين هم النجباء " (1).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن
يحيى، عن عمر بن أذينة، عن أبي بكر بن محمد الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: " يهلك أصحاب الكلام، وينجو المسلمون، إن المسلمين هم النجباء، يقولون:
هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، أما والله لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان " (2).
[/] وعنه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * (3)
فقال: " الإقتراف للحسنة: هو التسليم لنا، والصدق علينا، وأن لا يكذب علينا " (4).
يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عن
حريز بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (5).
[/] يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن (محمد بن أبي عمير
وحماد بن عيسى) (6)، عن سعيد بن غزوان (7)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1 - بصائر الدرجات: 521 / 4، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار 2: 132 / 22.
2 - بصائر الدرجات: 521 / 5، وعنه في البحار 2: 132 / 23.
3 - الشورى 42: 23.
4 - بصائر الدرجات: 521 / 6، وعنه في البحار 2: 160 / 6، وأورده الكليني في الكافي 1:
391 / 4، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4: 817 / 6، عن سعد بن عبد الله.
5 - بصائر الدرجات: 521 / 7، وعنه في البحار 2: 200 / 62، وقد سقط الفضيل بن يسار
من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار.
6 - في البصائر: عن أبي أحمد وجمال، بدل ما بين القوسين.
7 - سعيد بن غزوان: هو الأسدي، مولاهم، كوفي، أخو فضيل، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ثقة،
عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 181 / 479، رجال البرقي: 38، رجال الطوسي: 205 / 47.
238

" والله لو آمنوا بالله وحده، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، ولم يسلموا لكانوا بذلك
مشركين، ثم تلا هذه الآية * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (1) " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن
داود بن فرقد (3)، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: " أتدري بما
أمروا؟ أمروا بمعرفتنا، والرد إلينا، والتسليم لنا " (4).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن
يحيى، عن عاصم بن حميد، عن كامل التمار، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " (يا كامل
قد أفلح المؤمنون المسلمون، يا كامل إن المسلمين هم النجباء) (5) يا كامل الناس
أشباه الغنم إلا قليلا من المؤمنين، والمؤمنون (6) قليل " (7).

1 - النساء 4: 65.
2 - بصائر الدرجات: 521 / 8، وعنه في البحار 2: 200 / 63.
3 - داود بن فرقد: مولى آل أبي السمال الأسدي النصري، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 158 / 418، رجال البرقي: 32 و 47، رجال الطوسي: 189 / 4 و
349 / 2.
4 - بصائر الدرجات: 525 / 32، وعنه في البحار 2: 204 / 83.
5 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
6 - في البصائر والمختصر المطبوع: والمؤمن.
7 - بصائر الدرجات: 522 / 12، وعنه في البحار 2: 200 / 66.
239

[/] محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد، عن جعفر بن بشير
البجلي (1)، عن المعلى بن عثمان الأحول، عن كامل التمار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
كنت عنده وهو يحدثني إذ نكس رأسه إلى الأرض، فقال: " قد أفلح المسلمون، إن
المسلمين هم النجباء، يا كامل الناس كلهم بهائم إلا قليلا من المؤمنين، والمؤمن
غريب " (2).
[/] وعنه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ويسلموا تسليما) * (3) قال:
" التسليم في الأمر " (4).
[/] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بأي شئ علمت الرسل أنها رسل؟
قال: " قد (5) كشف لها عن الغطاء " قلت: فبأي شئ عرف المؤمن أنه مؤمن؟ قال:

1 - جعفر بن بشير البجلي: أبو محمد الوشاء، من زهاد أصحابنا وعبادهم ونساكهم، وكان ثقة،
وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم - يعني إلى زمن النجاشي -، جليل القدر، عده
الشيخ من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وقال العلامة: وكان يعرف بفقحة العلم، لأنه كان كثير
العلم، روى عن الثقات ورووا عنه، مات (رحمه الله) بالأبواء سنة ثمان ومائتين.
انظر رجال النجاشي: 119 / 304، فهرست الشيخ: 92 / 142، رجال الطوسي: 370 / 3،
رجال العلامة: 89 / 19.
2 - بصائر الدرجات: 522 / 13، وعنه في البحار 2: 200 / 68.
3 - النساء 4: 65.
4 - بصائر الدرجات: 522 / 14، وعنه في البحار 2: 200 / 67، ونقله البحراني في تفسير
البرهان 2: 121 / 11، عن سعد بن عبد الله.
5 - في نسختي " س وض ": إذا، بدل: قد.
240

" بالتسليم لله فيما ورد عليه " (1).
[/] وعنهما، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن ضريس،
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم إنه يكون ما
أنت صانع؟ " قلت: أنتهي فيه والله إلى أمرك، فقال: " هو والله التسليم وإلا فالذبح "
وأومى بيده إلى حلقه (2).
[/] وروى بعض أصحابنا عمن روى عن ثعلبة بن ميمون (3)، عن
زرارة وحمران، قالا: كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلا
قال: سلموا، حي لقب (سلم) (4) فكان كلما جاء، قال أصحابنا: قد جاء (سلم)
فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر (عليه السلام) فقالا: إن رجلا من أصحابنا إذا سمع شيئا
من أحاديثكم قال: سلموا حتى لقب بذلك (سلم) فكان إذا جاء قالوا: قد جاء
(سلم) فقال أبو جعفر (عليه السلام): " قد أفلح المسلمون، إن المسلمين هم النجباء " (5).

1 - بصائر الدرجات: 522 / 15، وعنه في البحار 2: 201 / 69.
2 - بصائر الدرجات: 522 / 16، وعنه في البحار 2: 201 / 70.
3 - ثعلبة بن ميمون: هو أبو إسحاق النحوي، مولى بني أسد، كوفي، كان وجها في أصحابنا،
قارئا فقيها، نحويا، لغويا، راوية، وكان حسن العمل، كثير العبادة والزهد، روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وقال
العلامة: وكان فاضلا متقدما، معدودا من العلماء والفقهاء الأجلة.
انظر رجال النجاشي: 117 / 302، رجال البرقي: 48 و 49، رجال الطوسي: 161 / 13 و
345 / 2، خلاصة الأقوال: 87 / 181.
4 - في نسخة " س ": مسلم، وكذا بقية الموارد في الحديث.
5 - بصائر الدرجات: 523 / 17، وعنه في البحار 2: 201 / 71.
241

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد
البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر (1) أخي
أديم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن مولى عثمان كان سبابة (2) لعلي صلوات الله
عليه، فحدثتني مولاة لهم - كانت تأتينا وتألفنا -: إنه حين حضره الموت، قال: مالي
ولهم، فقلت: جعلت فداك ما آمن هذا (3)؟ فقال: أما تسمع قول الله عز وجل * (فلا
وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) * (4) الآية، ثم قال: هيهات هيهات
حتى يكون الثبات (5) في القلب وإن صام وصلى " (6).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن
مسكان، عن ضريس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " قد أفلح المسلمون،
إن المسلمين هم النجباء " (7).

1 - أيوب بن الحر: هو الجعفي الكوفي، مولى، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكره أصحابنا في
الرجال، يعرف بأخي أديم، عده الشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، واقتصر
البرقي على الإمام الصادق (عليه السلام) فقط.
انظر رجال النجاشي: 103 / 256، رجال البرقي: 29، رجال الشيخ: 150 / 161 و 343 /
14.
2 - في البصائر: إن رجلا من موالي عثمان كان شتاما.
3 - في نسخة " ض و س ": ما أمروا بهذا.
4 - النساء 4: 65.
5 - في البصائر: الشك.
6 - بصائر الدرجات: 523 / 18، وعنه في البحار 2: 201 / 72، باختلاف يسير.
7 - بصائر الدرجات: 523 / 19، وعنه في البحار 2: 202 / 73.
242

[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن
مسكان، عن سدير (1)، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني تركت مواليك مختلفين يبرأ
بعضهم من بعض، فقال: " وما أنت وذاك، إنما كلف الله الناس ثلاث: معرفة
الأئمة (عليهم السلام)، والتسليم لهم فيما ورد عليهم، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه " (2).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، قال: أخبرني محمد بن حماد
السمندي (3)، عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن أبيه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " يا
سالم إن الإمام هاد مهدي، لا يدخله الله في عمى، ولا يجهله عن سنة، ليس للناس
النظر في أمره، ولا التجبر عليه، وإنما أمروا بالتسليم له " (4).
[/] وعنه عن أيوب بن نوح (5)، عن صفوان بن يحيى، عن موسى بن

1 - سدير: هو ابن حكيم بن صهيب الصيرفي، يكنى أبا الفضل، كوفي، مولى، عده الشيخ من
أصحاب الأئمة الطاهرين السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وعده البرقي من أصحاب الإمامين
الباقرين (عليهما السلام).
انظر رجال الشيخ: 91 / 4 و 125 / 15 و 217 / 232، رجال البرقي: 15 و 18.
2 - بصائر الدرجات: 523 / 20، وعنه في البحار 2: 202 / 74.
3 - في نسخة " ض و س ": السندي، وفي البصائر: السمندلي.
4 - بصائر الدرجات: 523 / 21، وعنه في البحار 2: 202 / 75.
5 - أيوب بن نوح: هو ابن دراج النخعي أبو الحسين، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام)،
عظيم المنزلة عندهما، مأمونا، وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته، كان من
الصالحين، وكان حين مات لم يخلف إلا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن
عنده مالا لأنه كان وكيلا لهم (عليهم السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد
والهادي (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 102 / 254، رجال الكشي: 572 / 1083، رجال البرقي: 54 و 57،
رجال الطوسي: 368 / 20 و 398 / 11 و 410 / 13.
243

بكر، عن زرارة، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " من سمع من رجل
أمرا لم يحط به علما فكذب به، ومن أمره الرضا بنا والتسليم لنا، فإن ذلك
لا يكفره " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن منصور (2)
الصيقل، قال: دخلت أنا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له
الحارث: إنه - يعني منصور الصيقل - يسمع حديثنا فوالله ما يدري ما يقبل وما
يرد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " هذا رجل من المسلمة، إن المسلمين هم النجباء ".
ثم قال: " فما يقول؟ " قال: يقول: قولي في هذا قول جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فقال:
" بهذا نزل جبرئيل (عليه السلام) " (3).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن
سلمة بن حنان، عن أبي الصباح الكناني (4)، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال:

1 - بصائر الدرجات: 524 / 23، وعنه في البحار 2: 202 / 77. المراد من قوله (عليه السلام)
" لا يكفره " أي إذا كان جاهلا بأمر الرضا والتسليم لما ورد عنهم (عليهم السلام).
2 - في البصائر: صفوان، وعنه في البحار كما في المختصر.
3 - بصائر الدرجات: 524 / 24، وعنه في البحار 2: 202 / 78، إلى قوله: هم النجباء،
وباختلاف يسير في ألفاظه.
4 - أبو الصباح الكناني: هو إبراهيم بن نعيم العبدي، كان أبو عبد الله (عليه السلام) يسميه الميزان، لثقته،
كان كوفيا ومنزله في كنانة فعرف به، وكان عبديا، رأى أبا جعفر (عليه السلام)، وروى عن أبي إبراهيم
موسى (عليه السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، واقتصر الشيخ على الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 19 / 24، خلاصة الأقوال: 47 / 1، رجال البرقي: 11 و 18، رجال
الطوسي: 144 / 33.
244

" يا أبا الصباح * (قد أفلح المؤمنون) * (1) - قالها ثلاثا وقلتها ثلاثا - فقال: " إن
المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة، وهم أصحاب النجائب " (2).
[/] محمد بن عيسى بن عبيد، قال: أقرأني (3) داود بن فرقد كتابه إلى أبي
الحسن الثالث (عليه السلام) أعرفه بخطه، يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك (عليهم السلام)
وأحاديث (4) قد اختلفوا علينا فيها، فكيف العمل بها على اختلافها؟ والرد إليك وقد
اختلفوا فيه؟ فكتب إليه - وقرأته -: " ما علمتم أنه قولنا فالزموه، وما لم تعلموا به
فردوه إلينا " (5).
[/] محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن
الفضل (6)، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يختلف أصحابنا في الشئ

1 - المؤمنون 23: 1، وبعدها في البصائر زيادة: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قد أفلح المسلمون.
2 - بصائر الدرجات: 524 / 25، وعنه في البحار 2: 203 / 79 باختلاف يسير، ونقله
البحراني في تفسير البرهان 4: 11 / 3، عن سعد بن عبد الله.
3 - في نسخة " س ": أراني.
4 - في البصائر والسرائر: وأجدادك.
5 - بصائر الدرجات: 524 / 26، وعنه في البحار 2: 241 / 33، باختلاف، وأورده ابن
إدريس في مستطرفات السرائر: 69 / 17، وعنه في الوسائل 27: 119 / 36، وفيهما أن
محمد بن علي بن عيسى كتب إلى الإمام الهادي (عليه السلام)، بدل: داود بن فرقد.
6 - في البصائر: إبراهيم بن الفضيل.
245

فأقول: قولي في هذا قول جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فقال: " بهذا نزل جبرئيل (عليه السلام) " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن
عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: إن عندنا رجلا يسمى كليبا (2) لا يخرج عنكم حديث ولا شئ إلا قال: أنا
اسلم، فسميناه: كليب يسلم (3).
قال: فترحم عليه وقال: " أتدرون ما التسليم؟ " فسكتنا، فقال: " هو والله
الإخبات (4)، قول الله عز وجل * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى
ربهم) * (5) " (6).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن منصور بن

1 - بصائر الدرجات: 525 / 27، وعنه في البحار 2: 241 / 34.
2 - كليب: هو كليب بن معاوية بن جبلة الصيداوي الأسدي، روى عن أبي جعفر وأبي
عبد الله (عليهما السلام)، وعده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، وذكره الشيخ أيضا
في من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 318 / 871، رجال البرقي: 15 و 18، رجال الطوسي: 133 / 2 و 8
و 278 / 15 و 491 / 1.
3 - في البصائر: التسليم، وفي نسخة " س ": تسليم.
4 - الإخبات: الاطمئنان والخشوع. الصحاح 1: 247 - خبت.
5 - هود 11: 23.
6 - بصائر الدرجات: 525 / 28، وعنه في البحار 2: 203 / 80، وأورده العياشي في تفسيره
2: 143 / 15، والكليني في الكافي 1: 390 / 3، والطوسي في اختيار معرفة الرجال:
339 / 627، وكلها باختصار ما عدا البصائر، ونقله البحراني في تفسير البرهان 3: 98 / 3،
عن سعد بن عبد الله.
246

يونس، عن بشير الدهان، قال: سمعت كامل التمار يقول (1): قال أبو جعفر (عليه السلام)
" قد أفلح المؤمنون) * (2) أتدري من هم؟ " قلت: أنت أعلم بهم، قال: " قد أفلح
المسلمون، إن المسلمين هم النجباء " (3).
[/] وعنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر بن
محمد الحضرمي، عن أبي الصباح الكناني الخيبري قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إنا
نتحدث عنك بحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم (4)، قال: " فما تريد، أتريد أن تكون
إماما يقتدى بك؟ من رد القول إلينا فقد سلم " (5).
[/] وعنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " إن من قرة العين التسليم إلينا، وأن تقولوا بكل ما اختلف عنا أو
تردوه إلينا " (6).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن
عبد الله بن الجارود، عن الفضيل بن يسار، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أنا
ومحمد بن مسلم (7) فقلنا: ما لنا وللناس، بكم والله نأتم، وعنكم نأخذ، ولكم والله

1 - في البصائر: سمعت كليبا يقول، وعنه في البحار كما في المختصر.
2 - المؤمنون 23: 1.
3 - بصائر الدرجات: 525 / 29، وعنه في البحار 2: 203 / 81.
4 - في نسخة " ض و س ": قولكم.
5 - بصائر الدرجات: 525 / 30، وفيه عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام).
6 - بصائر الدرجات: 525 / 31، وعنه في البحار 2: 204 / 82.
7 - محمد بن مسلم: هو ابن رباح أبو جعفر الأوقص الطحان، مولى ثقيف، وجه أصحابنا
بالكوفة، فقيه، ورع، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب
الإمامين الصادقين (عليهما السلام)، وكان من أوثق الناس، قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام): " أحب
الناس إلي أحياء وأمواتا أربعة: منهم محمد بن مسلم " مات (رحمه الله) سنة خمسين ومائة.
انظر رجال النجاشي: 323 / 882، رجال البرقي: 9 و 17، رجال الطوسي: 135 / 1
و 300 / 316، رجال الكشي: 135 / 215.
247

نسلم، ومن وليتم والله تولينا، ومن برئتم منه برئنا منه، ومن كففتم عنه كففنا عنه.
فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يده إلى السماء فقال: " والله هذا هو الحق المبين " (1).
[/] وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان،
عن منصور الصيقل (2)، قال: قال بعض أصحابنا لأبي عبد الله (عليه السلام) - وأنا قاعد عنده
-: ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا مما يرد، فقال: " وما ذاك؟ " قال: ليس بشئ
يسمعه منا إلا قال: القول قولهم.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " هذا من المسلمين، إن المسلمين هم النجباء، إنما عليه
إذا جاءه شئ لا يدري ما هو أن يرده إلينا " (3).
[/] وعنهما والهيثم بن أبي مسروق (4)، عن إسماعيل بن مهران، عمن

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - منصور الصيقل: كوفي، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام). رجال البرقي: 39.
3 - لم أعثر له على مصدر.
4 - الهيثم بن أبي مسروق: هو النهدي، كوفي، قريب الأمر، واسم أبيه عبد الله. عده الشيخ من
أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام). وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام) ونقل الكشي عن حمدويه، قال: لأبي
مسروق ابن يقال له الهيثم، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير، كلاهما فاضلان.
انظر النجاشي: 437 / 1175، رجال الشيخ: 140 / 6 و 516 / 2، رجال الكشي: 372 /
696.
248

حدثه من (1) أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: " ما على أحدكم إذا بلغه عنا
حديث لم يعط معرفته أن يقول: القول قولهم، فيكون قد آمن بسرنا وعلانيتنا " (2).
[/] حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن
خالد البرقي، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط (3)، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث
بالحديث فنستبشعه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " يقول لك: إني قلت الليل إنه نهار، والنهار إنه ليل؟ "
قلت: لا، قال: " فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به، فإنك إنما تكذبني " (4).
[/] وحدثني علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات (5)، عن
عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الرجل

1 - في نسخة " ض ": عن.
2 - لم أعثر له على مصدر.
3 - سفيان بن السمط: هو البجلي، بزاز، كوفي، عربي، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام). انظر رجال البرقي: 41، رجال الطوسي: 213 / 164.
4 - نقله المجلسي عن بصائر الأشعري في البحار 2: 211 / 110.
5 - في نسخة " س " والمختصر المطبوع ص 77: محمد بن عمرو، عن سعد الزيات، وما في
المتن ظاهرا هو الصحيح، وهو الزيات المدائني، ثقة عين، روى عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عده
الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 369 / 1001، رجال الطوسي: 510 / 105، خلاصة الأقوال: 264 /
936، معجم رجال الحديث 18: 81، مستدركات النمازي 7: 256.
249

يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر، فتضيق لذلك صدورنا حتى نكذبه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " أليس عني يحدثكم؟ " قلت: بلى، قال: " فيقول لليل إنه
نهار، وللنهار إنه ليل " فقلت: لا، قال: " فردوه إلينا، فإنك إذا كذبته فإنما تكذبنا " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد السائي (2)، عن
أبي الحسن الأول (عليه السلام) أنه كتب إليه في رسالته: " ولا تقل لما يبلغك عنا أو ينسب إلينا
هذا باطل، وإن كنت تعرف خلافه، فإنك لا تدري لم قلناه، وعلى أي وجه
وضعناه (3) " (4).
[/] وعنهما، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير البجلي،

1 - بصائر الدرجات: 537 / 3، وعنه في البحار 2: 187 / 14.
2 - في المختصر المطبوع ص 77: السائبي، وفي نسخة " س وض ": التهامي، وفي البصائر:
السناني، وما في المتن هو الصواب، ولقب بالسائي نسبة إلى قرية قريبة من المدينة يقال لها:
الساية، وهو ثقة روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) والراوي رسالته إليه، عده الشيخ والعلامة
من أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)، وقد وثقاه.
انظر رجال النجاشي: 276 / 724، رجال الشيخ: 380 / 6، خلاصة الأقوال: 175 / 516.
3 - في نسختي " س وض ": وصفناه، وفي " س " زيادة بعد وصفناه: آمن بما أخبرتك ولا تفش
ما استكتمتك.
4 - بصائر الدرجات: 538 / 4، وعنه في البحار 2: 186 / 11، وأورد الكليني الرسالة كاملة
في الكافي 8: 125 - 126 / 95 بثلاثة أسانيد، وعنه في معادن الحكمة في مكاتيب
الأئمة (عليهم السلام) للفيض الكاشاني 2: 137 / 130، وذكرها باختصار الشيخ الطوسي في اختيار
معرفة الرجال: 454 / 859.
250

(قال محمد بن الحسين: وقد حدثني به جعفر بن بشير) (1)، عن حماد بن عثمان أو
غيره، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أو عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
" لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ (2) ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا، فإنكم
لا تدرون لعله من الحق، فتكذبون الله عز وجل فوق عرشه " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى (4)، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " س ".
2 - الإرجاء على معنيين: الأول: بمعنى التأخير كما في قوله تعالى في سورة الأعراف آية:
111 * (قالوا أرجه وأخاه) * أي أمهله وأخره، والثاني: إعطاء الرجاء، وإطلاق اسم المرجئة
على الجماعة بالمعنى الأول، لأنهم كانوا يؤخرون العمل على النية والعقد، وأما بالمعنى
الثاني فظاهر لأنهم يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
والمرجئة أربعة أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة
الخالصة. انظر الملل والنحل للشهرستاني 1: 139.
3 - بصائر الدرجات: 538 / 5، باختصار، وعنه في البحار 2: 186 / 10، وأورده البرقي في
المحاسن 1: 360 / 177، وفيه: حروري بدل خارجي، والصدوق في علل الشرائع: 395 /
13، وفيه أبي حصين بدل: أو غيره، ونقله المجلسي عن بصائر الدرجات للأشعري في
البحار 2: 212 / 111.
4 - أحمد بن محمد بن عيسى: الأشعري، أبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها، ثقة، أول من
سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص، لقى أبا الحسن الرضا وأبا جعفر الثاني وأبا
الحسن العسكري (عليهم السلام)، عده الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام)، واقتصر
البرقي على الإمام الهادي (عليه السلام) فقط.
انظر رجال النجاشي: 81 / 198، رجال البرقي: 59، رجال الطوسي: 366 / 3 و 397 / 6
و 409 / 3، رجال العلامة: 61 / 67، رجال ابن داود: 44 / 131.
251

يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير أو عمن سمع أبا بصير يحدث عن
أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) * (1)
قال: " هم المسلمون لآل محمد صلوات الله عليه وعليهم، إذا سمعوا الحديث جاؤوا به
كما سمعوه، ولم يزيدوا فيه، ولم ينقصوا منه " (2).

1 - الزمر 39: 18.
2 - أورده الكليني في الكافي 1: 391 / 8، بتقديم وتأخير وبسند آخر عن أبي بصير، والمفيد
في الاختصاص: 5، باختلاف يسير وبنفس السند، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4:
703 / 6، عن سعد بن عبد الله القمي.
252

باب في نوادر مختلفة
و
كتاب أبي عبد الله (عليه السلام) إلى المفضل بن عمر (رضي الله عنه)
[/] حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن حفص المؤذن، قال: كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أبي
الخطاب: " بلغني أنك تزعم أن الخمر رجل، وأن الزنا رجل، وأن الصلاة رجل، وأن
الصوم رجل، وليس كما تقول، نحن أصل الخير، وفروعه (1) طاعة الله، وعدونا أصل
الشر، وفروعه (2) معصية الله - ثم كتب - كيف يطاع من لا يعرف، وكيف يعرف من
لا يطاع " (3).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن
فرقد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لا تقولوا لكل آية: هذا رجل وهذا رجل، من
القرآن حلال، ومنه حرام، ومنه نبأ ما قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبر ما بعدكم

1 - في نسخة " س ": فرعه.
2 - في نسخة " س ": فرعه.
3 - بصائر الدرجات: 536 / 2، وعنه في البحار 24: 301 / 8، وأورده الطوسي في اختيار
معرفة الرجال: 291 / 512، عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن بشير الدهان، عنه (عليه السلام).
253

فهكذا هو " (1).
[/] وعنه، عن آدم بن إسحاق الأشعري، عن هشيم (2) بن بشير، عن
الهيثم بن عروة التميمي (3)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا هيثم التميمي إن قوما آمنوا
بالظاهر وكفروا (4) بالباطن، فلم ينفعهم (شئ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن
وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم) (5) ذلك شيئا، ولا إيمان ظاهر إلا بباطن، ولا باطن إلا
بظاهر " (6).
[/] القاسم بن ربيع الوراق ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن صباح المدائني، عن المفضل بن عمر أنه كتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
كتابا فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله (عليه السلام).
" أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته، فإن من التقوى الطاعة،
والورع، والتواضع لله والطمأنينة، والاجتهاد له، والأخذ بأمره، والنصيحة لرسله،
والمسارعة في مرضاته، واجتناب ما نهى عنه، فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من
النار بإذن الله، وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ في

1 - بصائر الدرجات: 536 / 3، وعنه في البحار 24: 301 / 9.
2 - في البصائر: هشام.
3 - الهيثم بن عروة التميمي: كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي والشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 437 / 1174، رجال البرقي: 40، رجال الطوسي: 331 / 36.
4 - في نسختي " س وض ": وكذبوا.
5 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
6 - بصائر الدرجات: 536 / 5، وعنه في البحار 24: 302 / 110.
254

الموعظة، جعلنا الله وإياكم من المتقين برحمته.
جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله
إياك، ألبسنا الله وإياك عافية في الدنيا والآخرة.
كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنك أبلغت عنهم
أمورا تروى عنهم (1) كرهتها لهم، ولم تر منهم إلا هديا حسنا، وورعا وتخشعا.
وبلغك أنهم يزعمون إن الدين إنما هو معرفة الرجال، ثم من بعد ذلك إذا
عرفتهم فاعمل (2) ما شئت.
وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال، وفقك الله.
وذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان،
والحج، والعمرة، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والشهر الحرام هم
رجال، وأن الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل، وكل فريضة افترضها الله عز
وجل على عباده فهي رجال.
وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير
عمل، وقد صلى وآتى الزكاة، وصام، وحج، واعتمر، واغتسل من الجنابة وتطهر،
وعظم حرمات الله، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والبيت الحرام.
وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون
بالعمل، وليس عليه أن يجتهد في العمل، وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد
قبلت منهم هذه الحدود لوقتها، وإن هم لم يعملوا بها.

1 - في نسخة " س وض ": يروونها عليهم، بدل: تروى عنهم.
2 - في نسخة " س وض ": فافعل.
255

وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر، والميسر،
والميتة، والدم، ولحم الخنزير هم رجال.
وذكروا أن ما حرم الله عز وجل من نكاح الأمهات والبنات، والأخوات،
والعمات، والخالات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وما حرم الله على المؤمنين من
النساء إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما سوى ذلك فمباح كله.
وذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة، ويتشاهدون بعضهم لبعض
بالزور، ويزعمون أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه، فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به
مدافعة عنهم، والباطن هو الذي يطلبون وبه أمروا بزعمهم.
وكتبت تذكر الذي عظم عليك من ذلك حين بلغك، فكتبت تسألني (عن
قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام، وكتبت تسألني) (1) عن تفسير ذلك وأنا أبينه لك
حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا شبهة تدخل عليك.
وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه الحفاظ كله وعه،
كما قال الله تعالى * (وتعيها اذن واعية) * (2) وأنا أصفه لك بحله، وأنفي عنك حرامه إن
شاء الله تعالى كما وصفت لك، واعرفكه حتى تعرفه إن شاء الله تعالى فلا تنكره، ولا
قوة إلا بالله، والقوة والعزة لله جميعا.
أخبرك أنه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها فهو مشرك
بالله، بين الشرك لا يسع لأحد الشك فيه.
وأخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله، ولم يعطوا

1 - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
2 - الحاقة 69: 12.
256

فهم ذلك ولم يعرفوا حدود ما سمعوا، فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم
ومنتهى عقولهم، ولم يضعوها على حدود ما أمروا كذبا وافتراء على الله تعالى وعلى
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجرأة على المعاصي، فكفى بهذا لهم جهلا، ولو أنهم وضعوها على
حدودها التي حدت لهم وقبلوها، لم يكن به بأس ولكن حرفوها وتعدوا الحق،
وكذبوا فيها، وتهاونوا بأمر الله وطاعته.
ولكن أخبرك أن الله عز وجل حدها بحدودها لئلا يتعدى حدود الله أحد،
ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهل ما لم يعرفوا حد ما حد لهم فيه، ولكان
المقصر والمتعدي حدود الله معذورا إذا لم يعرفوها، ولكن جعلها الله عز وجل
حدودا محدودة (1) لا يتعداها إلا مشرك كافر، قال الله عز وجل * (تلك حدود الله فلا
تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) * (2).
وأخبرك حقا يقينا أن الله تبارك وتعالى اختار الإسلام لنفسه دينا ورضيه
لخلقه، فلم يقبل من أحد عملا إلا به (وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال: * (وبالحق
أنزلناه وبالحق نزل) * (3) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)) (4)، فأصل
الدين معرفة الرسل وولايتهم. وإن الله عز وجل أحل حلالا، وحرم حراما فجعل
حلاله حلالا إلى يوم القيامة، وجعل حرامه حراما إلى يوم القيامة.
فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال، فالمحلل ما حللوا، والمحرم ما

1 - في نسخة " س وض ": لحدوده.
2 - البقرة 2: 229.
3 - الاسراء 17: 105.
4 - في نسخة " س وض ": وقد بعث أنبياءه وبعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم). بدل ما بين القوسين.
257

حرموا، وهم أصله، ومنهم الفروع الحلال، فمن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل
ولايتهم بالحلال، من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج
البيت، والعمرة، وتعظيم حرمات الله عز وجل وشعائره ومشاعره، وتعظيم البيت
الحرام، والمسجد الحرام، والشهر الحرام، والطهر، والاغتسال من الجنابة، ومكارم
الأخلاق ومحاسنها، وجميع البر، وذكر الله ذلك في كتابه فقال * (إن الله يأمر بالعدل
والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون) * (1).
فعدوهم هم الحرام المحرم، وأولياءهم هم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة،
وهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والخمر، والميسر، والربا، والزنا، والميتة،
والدم، ولحم الخنزير، فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، (وهم الشر وأصل كل
شر) (2)، ومنهم فروع الشر كله.
ومن تلك الفروع استحلالهم الحرام وإتيانهم إياها، ومن فروعهم تكذيب
الأنبياء (عليهم السلام) وجحود الأوصياء (عليهم السلام)، وركوب الفواحش من الزنا، والسرقة،
وشرب الخمر والمسكر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والخديعة، والخيانة، وركوب
المحارم كلها، وانتهاك المعاصي.
وإنما أمر الله تعالى بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى (3) - يعني مودة ذوي

1 - النحل 16: 90.
2 - في نسخة " س وض ": وهم الشر وأصل الشر وكل الشر.
3 - في معادن الحكمة عن البصائر زيادة: فالأنبياء وأوصياؤهم هم العدل والإحسان، وايتاء
ذي القربى. ولم ترد العبارة في البصائر المطبوع.
258

القربى - وابتغاء (1) طاعتهم، * (وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) * (2) وهم أعداء
الأنبياء (عليهم السلام) وأوصياء الأنبياء (عليهم السلام)، وهم المنهي عنهم وعن مودتهم وطاعتهم
* (يعظكم - بهذا - لعلكم تذكرون) * (3).
وأخبرك أني لو قلت لك: إن الفاحشة، والخمر، والزنا، والميتة، والدم، ولحم
الخنزير هو رجل، وأنا أعلم إن الله عز وجل قد حرم هذا الأصل وحرم فروعه
ونهى عنه، وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركاء، ومن دعا إلى عبادة
نفسه كفرعون إذ قال: * (أنا ربكم الأعلى) * (4) فهذا كله على وجه إن شئت قلت: هو
رجل وهو إلى جهنم، وكل من شايعهم على ذلك فإنهم (5) مثل قول الله عز وجل
* (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) * (6) لصدقت، ثم إني لو قلت: إنه فلان
وهو ذلك كله لصدقت، إن فلانا هو المعبود من دون الله والمتعدي لحدود الله التي نهى
عنها أن تتعدى.
ثم أخبرك أن أصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين، وهو الإيمان،
وهو إمام أهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه (ومن أنكره أنكر الله ودينه، ومن
جهله جهل الله ودينه) (7)، ولا يعرف الله ودينه وشرائعه بغير ذلك الإمام، كذلك
جرى بأن معرفة الرجال دين الله عز وجل.

1 - في نسخة " س وض ": واتباع.
2 - النحل 16: 90.
3 - النحل 16: 90.
4 - النازعات 79: 24.
5 - في نسخة " ض " والبصائر: فافهم.
6 - البقرة 2: 173 والنحل 16: 115.
7 - ما بين القوسين لم يرد في نسخة " س ".
259

والمعرفة على وجهين: معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله (1)، فهذه
المعرفة الباطنة الثابتة بعينها، الموجب حقها، المستوجب عليها الشكر لله، الذي من
عليكم بها منا من الله، يمن به على من يشاء من عباده مع المعرفة الظاهرة.
ومعرفة في الظاهر، فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير
علم به، (لا يستحق أهلها ما يستحق أهل المعرفة بالباطن (2) على بصيرتهم،
ولا يصلوا بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله، كما قال في كتابه * (ولا يملك
الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) * (3) فمن شهد
شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه، (ولا يبصر ما يتكلم به، لم يثبه الله عليه ثواب من عقد
عليه قلبه على بصيرة فيه) (4).
وكذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه، لا يعاقب عليه عقوبة من عقد قلبه
وثبت عليه على بصيرة، وقد عرفت كيف كان حال أهل المعرفة في الظاهر، والإقرار
بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه، إلى أن انتهى (5) الأمر إلى نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وبعده إلى من صاروا (6)، وإلى ما انتهت به معرفتهم، وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم،
ودينهم الذي دانوا به الله عز وجل، المحسن بإحسانه، والمسئ بإساءته، وقد يقال:

1 - في البصائر زيادة: ويوصل بها إلى معرفة الله.
2 - في المختصر المطبوع والبصائر: لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن. بدل ما بين القوسين.
3 - الزخرف 43: 86.
4 - في نسخة " ض و س ": ولا يتبصر بها لم يثبه الله عليها ثواب من عقد عليها قلبه وأبصرها.
بدل ما بين القوسين.
5 - في نسخة " ض ": انتهاء، بدل: أن انتهى.
6 - في معادن الحكمة عن البصائر زيادة: أوصياءه، ولم ترد في البصائر.
260

إنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة، خرج منه كما دخل فيه، رزقنا الله
وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.
وأخبرك أني لو قلت: إن الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج،
والعمرة، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والطهر، والاغتسال من
الجنابة، وكل فريضة كان ذلك هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي جاء به من عند ربه، (لصدقت
لأن ذلك كله إنما يعرف) (1) بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولولا معرفة ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار
به، والتسليم له، ما عرفت ذلك، فذلك من الله عز وجل على من يمن به عليه، ولولا
ذلك لم أعرف شيئا من هذا.
فهذا كله ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصله، وهو فرعه، وهو دعاني إليه، ودلني
عليه، وعرفنيه، وأمرني به، وأوجب له علي الطاعة، فيما أمرني به لا يسعني جهله،
وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله عز وجل، وكيف يستقيم لي
- لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أن أصف أن
الدين غيره.
وكيف لا يكون هو معرفة الرجل، وإنما هو الرجل الذي جاء به عن الله
عز وجل، وإنما أنكر دين الله عز وجل من أنكره، بأن قال: * (أبعث الله بشرا
رسولا) * (2) ثم قال: * (أبشر يهدوننا فكفروا) * (3) بذلك الرجل وكذبوا به * (وتولوا

1 - في نسخة " س وض ": لأنك إنما عرفت ذلك كله. بدل ما بين القوسين.
2 - الاسراء 17: 94.
3 - التغابن 64: 6.
261

- عنه - وهم معرضون) * (1)، * (وقالوا لولا انزل عليه ملك) * (2) فقال لهم الله تبارك
وتعالى * (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) * (3) ثم قال
في آية أخرى * (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه
رجلا) * (4) والله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال، وأن يطاع بطاعتهم
فجعلهم سبيله، ووجه الذي يؤتى منه، لا يقبل من العباد غير ذلك * (لا يسأل عما
يفعل وهم يسألون) * (5).
وقال فيما أوجب من محبته لذلك * (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى
فما أرسلناك عليهم حفيظا) * (6) فمن قال لك: إن هذه الفريضة كلها هي رجل، وهو
لا يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة
لا يغني التمسك بالأصل بترك الفرع شيئا، كما لا تغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك
شهادة أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر (7) والعدل، والمكارم، ومحاسن الأخلاق،
ومحاسن الأعمال، والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالباطن منها ولاية

1 - التوبة 9: 76.
2 - الأنعام 6: 8.
3 - الأنعام 6: 91.
4 - الأنعام 6: 8 - 9.
5 - الأنبياء 21: 23.
6 - النساء 4: 80.
7 - في نسختي " س وض ": باللين.
262

أهل الباطل، والظاهر منها فروعهم.
ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر أو نهي، وإنما
يتقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها على حدودها، مع معرفة من
جاءهم بها من عنده ودعاهم إليه، فأول ذلك معرفة من دعا إليه، ثم طاعته فيما
افترض فيما يقر به (1) ممن لا طاعة له، وإنه من عرف أطاع، ومن أطاع حرم الحرام،
ظاهره وباطنه، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر، إنما حرم الظاهر
بالباطن، والباطن بالظاهر معا جميعا، ولا يكون الأصل والفرع، وباطن الحرام حرام
وظاهره حلال، ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر.
وكذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر، ولا
الزكاة، ولا الصوم، ولا الحج، ولا العمرة، ولا المسجد الحرام، ولا جميع حرمات الله
(ولا شعائر الله) (2)، وأن تترك بمعرفة الباطن لأن باطنه ظهره، ولا يستقيم واحد
منهما إلا بصاحبه إذا كان الباطن حراما خبيثا، فالظاهر منه حرام خبيث، إنما يشبه
الباطن بالظاهر.
من زعم أن ذلك أنها (3) المعرفة، وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب
وأشرك، وذلك لم يعرف ولم يطع، وإنما قيل: اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه
يقبل ذلك منه، ولا يقبل ذلك منك بغير معرفة، فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت
من الطاعة والخير قل أو كثر، (بعد أن لا تترك شيئا من الفرائض والسنن

1 - في نسخة " س وض ": فيما امر به، بدل: فيما يقر به.
2 - في نسخة " ض ": وشعائره.
3 - في البصائر: إنما هي.
263

الواجبة) (1)، فإنه مقبول منك مع جميع أعمالك.
وأخبرك أنه من عرف أطاع، فإذا عرف صلى وصام وزكى وحج واعتمر
وعظم حرمات الله كلها، ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله، ومكارم الأخلاق كلها،
واجتنب (سيئها، ومبتدأ كل ذلك) (2) هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصله، وهو
أصل هذا كله، لأنه هو جاء به ودل عليه وأمر به، ولا يقبل الله عز وجل من أحد
شيئا إلا به، فمن عرفه اجتنب الكبائر، وحرم الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن،
وحرم المحارم كلها، لأنه بمعرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعته دخل فيما دخل فيه
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخرج مما خرج منه (3).
ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحلل لله
حلالا، ولم يحرم له حراما، وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر، وفعل البر كله بغير
معرفة من افترض الله طاعته، فإنه لم يقبل منه شيئا من ذلك، ولم يصل، ولم يصم، ولم
يزك، ولم يحج، ولم يعتمر، ولم يغتسل من الجنابة، ولم يتطهر، ولم يحرم لله حراما، ولم
يحلل لله حلالا وليس له صلاة وإن ركع وسجد، ولا له زكاة وإن أخرج من كل
أربعين درهما درهما، ولا له حج ولا عمرة، وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة رجل وهو من
أمر الله خلقه بطاعته والأخذ عنه، فمن عرفه وأخذ عنه فقد أطاع الله عز وجل.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله عز وجل
في كتابه، فإنهم زعموا أنه إنما حرم وعنى بذلك النكاح نكاح نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،

1 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
2 - في نسخة " ض ": مبتدئا، وكل ذلك. بدل ما بين القوسين.
3 - في البصائر زيادة: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
264

فإن أحق ما يبدأ به تعظيم حق الله وكرامته، وكرامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعظيم شأنه،
وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعده بقوله تعالى * (ما كان لكم أن تؤذوا
رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) * (1)
وقال تبارك وتعالى * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) * (2)
وهو أب لهم، ثم قال * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان
فاحشة ومقتا وساء سبيلا) * (3) فمن حرم نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحريم الله ذلك، فقد
حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات
وبنات الأخ وبنات الأخت، وما حرم الله من الرضاع (4) لأن تحريم ذلك كتحريم
نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن استحل ما حرم الله عز وجل من نكاح ما حرم الله فقد
أشرك بالله إذا اتخذ ذلك دينا.
وأما ما ذكرت أنهم (5) يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك
من دين الله عز وجل ودين رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنما دينه أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما
حرم الله، وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه، والمتعة من الحج أحلهما ثم لم
يحرمهما.

1 - الأحزاب 33: 53.
2 - الأحزاب 33: 6.
3 - النساء 4: 22.
4 - اقتباس من قوله تعالى في سورة النساء آية 23 * (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم
وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم التي أرضعنكم وأخواتكم
من الرضعة) *.
5 - في البصائر: أن الشيعة.
265

فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة (فعل ما شاء وعلى كتاب الله
وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)) (1)، نكاحا غير سفاح، تراضيا على ما أحبا من الأجرة
والأجل (2)، كما قال الله عز وجل * (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة
ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) * (3) إن هما أحبا مدا في الأجل
على ذلك الأجر، أو ما أحبا في آخر يوم من أجلها، قبل أن ينقضي الأجل قبل
غروب الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما أحبا، فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح
إلا بأمر مستقبل، وليس بينهما عدة إلا لرجل سواه، فإن أرادت سواه اعتدت خمسة
وأربعين يوما، وليس بينهما ميراث.
ثم إن شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لها إلى يوم القيامة، إن شاءت تمتعت
منه أبدا، وإن شاءت من عشرين بعد أن تعتد من كل واحد فارقته خمسة وأربعين
يوما، فلها ذلك ما بقيت الدنيا، كل هذا حلال لها على حدود الله التي بينها على لسان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) * (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) * (4).
وإذا أردت المتعة في الحج فاحرم من العقيق واجعلها متعة، فمتى ما قدمت
مكة طفت بالبيت واستلمت الحجر الأسود، وفتحت به وختمت سبعة أشواط، ثم
تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم اخرج من المسجد فاسع بين الصفا
والمروة (5) سبعة أشواط، تفتح بالصفا وتختم بالمروة. فإذا فعلت ذلك قصرت حتى

1 - في البصائر: فعلى كتاب الله وسنته. بدل ما بين القوسين.
2 - والأجل، لم يرد في نسختي " س وض ".
3 - النساء 4: 24.
4 - الطلاق 65: 1.
5 - الصفا والمروة: وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد، أما الصفا فمكان مرتفع من جبل
أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومن وقف على
الصفا كان بحذاء الحجر الأسود، والمشعر الحرام بين الصفا والمروة.
وأما علة تسميتهما بهذين الاسمين، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): " سمي الصفا صفا لأن المصطفى
آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم (عليه السلام)، يقول الله تعالى * (إن الله اصطفى آدم ونوحا
وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) * وهبطت حواء على المروة لأن المرأة هبطت عليها،
فقطع للجبل اسم من اسم المرأة ". معجم البلدان 3: 411، علل الشرائع: 431 / 1 - باب
165. والآية في سورة آل عمران 3 آية 33.
266

إذا كان يوم التروية (1) صنعت ما صنعت في العقيق (2)، ثم أحرمت بين الركن (3)
والمقام (4) بالحج، فلا تزال محرما حتى تقف بالموقف، ثمم ترمي الجمرات، وتذبح (5)
وتحل وتغتسل، ثم تزور البيت، فإذا أنت فعلت ذلك فقد حللت، وهو قول الله
عز وجل * (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي) * (6) أن تذبح ذبحا.

1 - يوم التروية: يوم قبل يوم عرفة، وهو الثامن من ذي الحجة، سمي به لأن الحجاج يتروون
فيه من الماء وينهضون إلى منى ولا ماء بها، فيتزودون ريهم من الماء، أي يسقون ويستقون.
لسان العرب 14: 347 - روي.
2 - العقيق: قالت العرب: كل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه فهو عقيق، وقال
الأصمعي: الأعقة أربعة منها: عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل. معجم البلدان 4: 138
- 139.
3 - الركن: وهو الركن اليماني من أركان الكعبة. معجم البلدان 3: 64.
4 - المقام: في المسجد الحرام، وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم (عليه السلام) حين رفع بناء البيت.
معجم البلدان 5: 164.
5 - في البصائر زيادة: وتحلق.
6 - البقرة 2: 196.
267

وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم، فإن
ذلك لا يجوز ولا يحل، وليس هو على ما تأولوا لقول الله عز وجل * (يا أيها الذين
آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو
آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت) * (1) فذلك
إذا كان مسافرا وحضره الموت أشهد اثنين ذوا عدل من أهل دينه، فإن لم يجد
فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته * (تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان
بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن
الآثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين
استحق عليهم الأوليان - من أهل ولايته - فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من
شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على
وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا) * (2).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولا يبطل
حق مسلم، ولا يرد شهادة مؤمن، فإذا أخذ يمين المدعي وشهادة الرجل الواحد
قضى له بحقه، وليس يعمل اليوم بهذا وقد ترك، فإذا كان للرجل المسلم قبل آخر
حق فجحده ولم يكن له شاهد غير واحد، فهو إذا رفعه إلى بعض ولاة الجور أبطلوا
حقه، ولم يقضوا فيه بقضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد كان في الحق أن لا يبطل حق
رجل مسلم، وكان يستخرج الله على يديه حق رجل مسلم، ويأجره الله عز وجل

1 - المائدة 5: 106.
2 - المائدة 5: 106 - 108.
268

ويجئ (1) عدلا، كأن رسول الله (قدس سرهم) يعمل به.
وأما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنك (شبهت قولهم بقول) (2) الذين قالوا في عيسى (عليه السلام) ما قالوا، فقد
عرفت أن السنن والأمثال قائمة لم يكن شئ فيما مضى إلا سيكون مثله، حتى لو
كانت هناك شاة برشاء (3) كان هاهنا مثلها، ولتعلم أنه سيضل قوم على ضلالة من
كان قبلهم، فكتبت تسألني عن مثل ذلك وما هو وما أرادوا به.
وأخبرك أن الله عز وجل خلق الخلق لا شريك له، له الخلق والأمر والدنيا
والآخرة، وهو رب كل شئ وخالقه، خلق الخلق وأوجب (4) أن يعرفوه بأنبيائه،
فاحتج عليهم بهم، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الدليل على الله عز وجل، وهو عبد مخلوق
مربوب اصطفاه الله لنفسه برسالته وأكرمه (5) بها، فجعله خليفته في أرضه وفي
خليقته، ولسانه فيهم، وأمينه عليهم، وخازنه في السماوات والأرض، قوله قول الله
عز وجل، لا يقول على الله إلا الحق، من أطاعه أطاع الله، ومن عصاه عصى الله،
وهو مولى كل من كان الله ربه ووليه، من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه
بالطاعة والعبودية، ومن أقر بطاعته أطاع الله وهداه، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مولى الخلق
جميعا، عرفوا ذلك أو أنكروه، وهو الوالد المبرور، فمن أحبه وأطاعه فهو الولد البار،

1 - في نسخة " س ": ويحيي.
2 - في نسخة " س ": سمعت قولهم يقول. بدل ما بين القوسين.
3 - شاة برشاء: في لونها نقط مختلفة. لسان العرب 6: 264 - برش.
4 - في البصائر: وأحب.
5 - في نسخة " س وض ": وألزمه.
269

وهو مجانب الكبائر.
وقد بينت لك ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم
يعقلوها، بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك، وما قد
كتبت به إلي، وقد برئ الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم وممن يصفون من أعمالهم الخبيثة
وينسبونها إلينا، وإنا نقول بها ونأمرهم بالأخذ بها، فقد رمانا الناس بها والله يحكم
بيننا وبينهم فإنه يقول * (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في
الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم
بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق
المبين) * (1).
وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن تكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عز
وجل عن ذلك، تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا كبيرا، صفتي هذه هي صفة
صاحبنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي صفة من وصفه من بعده، وعنه أخذنا ذلك، وبه نقتدي،
فجزاه الله عنا أفضل الجزاء، فإن جزاءه على الله عز وجل.
فتفهم كتابي هذا والعزة لله جميعا والقوة به وصلى الله على محمد عبده ورسوله
وعلى آله وعترته وسلم تسليما كثيرا " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن

1 - النور 24: 23 - 25.
2 - بصائر الدرجات: 526 / 1، ونقله عنه المجلسي في البحار 24: 286 / 1، والفيض
الكاشاني في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام) 2: 91 - 103.
270

محمد الحجال، عن حبيب بن المعلى الخثعمي، قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما يقول
أبو الخطاب، فقال: " إحك لي ما يقول " قلت: يقول في قول الله عز وجل * (وإذا ذكر
الله وحده) * (1): إنه أمير المؤمنين صلوات الله عليه * (وإذا ذكر الذين من دونه) * (2)
فلان وفلان.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " من قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل - ثلاثا -، أنا
إلى الله منه برئ - ثلاثا - بل عنى الله بذلك نفسه " قال: وأخبرته بالآية الأخرى
التي في حم قوله عز وجل * (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم) * (3) ثم قلت: زعم
أنه يعني بذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) " من قال هذا فهو مشرك بالله - ثلاثا - أنا إلى الله منه
برئ - ثلاثا - بل عنى الله بذلك نفسه - ثلاثا (4) - ".

1 - الزمر 39: 45.
2 - الزمر 39: 45.
3 - غافر 40: 12.
4 - بصائر الدرجات: 536 / 4، وعنه في البحار 24: 302 / 10.
271

باب
في صفاتهم (عليهم السلام) وما فضلهم الله عز وجل به
[/] حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن أبي جميلة (1) المفضل بن صالح الأسدي، عن شعيب الحداد (2)،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا أول قادم على الله تبارك
وتعالى، ثم يقدم علي كتاب الله، ثم يقدم علي أهل بيتي، ثم يقدم علي أمتي، فيقفون
فيسألهم: ما فعلتم في (كتاب الله عز وجل) (3) وأهل بيت نبيكم " (4).

1 - في البصائر: ابن جميلة، وعنه في البحار: عن أبي جميلة، وما في المتن والبحار هو
الصحيح، وما وقع في البصائر ظاهرا هو من سهو النساخ. انظر معجم رجال الحديث 19:
311، رجال العلامة: 407 / 1648، مستدركات النمازي 7: 474.
2 - شعيب الحداد: هو شعيب بن أعين الحداد، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عده البرقي
من أصحاب الإمامين الباقرين (عليهما السلام)، وعده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وفي من لم
يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 195: 521، رجال البرقي: 15 و 29، رجال الطوسي: 217 / 2 و
376 / 2، خلاصة الأقوال: 167 / 489.
3 - في البصائر: كتابي.
4 - بصائر الدرجات: 412 / 1، وعنه في البحار 7: 265 / 22.
273

[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب،
عن إسحاق بن غالب (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في خطبة طويلة له: " مضى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلف في أمته كتاب الله ووصيه علي بن أبي طالب صلوات الله
عليه أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وحبل الله المتين، وعروته الوثقى التي لا انفصام
لها، وعهده المؤكد.
صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق، ينطق
الإمام (عليه السلام) عن الله عز وجل في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد، من
طاعة الله عز وجل وطاعة الإمام (عليه السلام) وولايته، وأوجب حقه الذي أراد الله من
استكمال دينه، وإظهار أمره، والاحتجاج بحجته (2)، والاستيضاء بنوره في
معادن أهل صفوته، ومصطفى أهل خيرته (3)، فأوضح الله بأئمة الهدى من أهل بيت
نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دينه، وأبلج بهم عن منهاج سبيله، وفتح بهم عن باطن ينابيع
علمه.
فمن عرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه،

1 - إسحاق بن غالب: هو الأسدي الوالبي عربي، ثقة، وكان شاعرا، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
وعده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا: كوفي.
انظر رجال النجاشي: 72 / 173، رجال الطوسي: 149 / 144، خلاصة الأقوال:
59 / 55.
2 - في نسخة " س وض ": بحججه.
3 - في نسخة " ض ": وحزبه، وفي نسخة " س ": ومطفى أهل حربه.
274

وعلم فضل طلاوة (1) إسلامه، لأن الله عز وجل ورسوله نصب الإمام علما لخلقه،
وحجة على أهل عالمه، ألبسه تاج الوقار، وغشاه نور الجبار (2)، يمد بسبب إلى
السماء، لا ينقطع عنه مواده (3)، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل الله عمل
العباد إلا بمعرفته.
فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الوحي (4)، ومعميات السنن، ومشتبهات
الفتن، ولم يكن الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، وتكون الحجة
من الله على العباد بالغة " (5).
[/] القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري المعروف
بالشاذكوني، عن يحيى بن آدم، عن شريك بن عبد الله، عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بمنى فقال: أيها الناس إني
تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم حرمات ثلاث: كتاب الله، وعترتي،
والكعبة البيت الحرام.

1 - في المختصر المطبوع ص 90: طراوة، وفي البصائر: طلاقة. والطلاوة: الحسن والقبول.
الصحاح 6: 2414 - طلا.
2 - في نسخة " ض ": الجنان.
3 - في البصائر: موارده.
4 - في نسخة " س وض ": الدجى، بدل: الوحي.
5 - بصائر الدرجات: 412 / 2، وعنه في البحار 25: 146 / 19.
275

ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): أما كتاب الله فحرفوا (1)، وأما الكعبة

1 - يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدة معان على سبيل الاشتراك:
الأول: نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى غيره، ومنه قوله تعالى * (من الذين هادوا
يحرفون الكلم عن مواضعه) * ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في
كتاب الله، فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته، وحمله على غير معناه فقد حرفه.
الثاني: النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه، وإن لم
يكن متميزا في الخارج عن غيره. والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا، فقد أثبتنا عدم
تواتر القراءات، ومعنى هذا إن المنزل إنما هو مطابق لإحدى القراءات، وأما غيرها فهو إما
بزيادة وإما بنقيصة فيه.
الثالث: النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل. والتحريف بهذا
المعنى قد وقع في صدر الاسلام، وفي زمن الصحابة قطعا، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين
على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف، وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه،
وهذا يدل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه، وإلا لم يكن هناك سبب موجب
لإحراقها.
الرابع: التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل، والمتسالم
على قراءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إياها. والتحريف بهذا المعنى أيضا واقع في القران قطعا. فالبسملة -
مثلا - مما تسالم المسلمون على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأها قبل كل سورة غير سورة التوبة، وقد
وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنة، وأما الشيعة فهم متسالمون على جزئية
البسملة من كل سورة غير سورة التوبة.
الخامس: التحريف بالزيادة، بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل.
والتحريف بهذا المعنى باطل باجماع المسلمين، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة.
السادس: التحريف بالنقيصة، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن
الذي نزل من السماء، فقد ضاع بعضه على الناس. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه
الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون. انظر صيانة القرآن من التحريف للسيد الخوئي (قدس سره) ص 3 - 6.
276

فهدموا (1)، وأما العترة فقتلوا (2)، وكل ودائع الله قد نبذوا، ومنها قد تبرأوا " (3).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن
ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إني قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فنحن أهل بيته " (4).

1 - تعرضت الكعبة المشرفة لحملتين من الهدم:
الأولى: في سنة ثلاث وستين في وقعة الحرة عندما هرب عبد الله بن الزبير والتجأ بالمسجد
الحرام، فلاحقه جيش الشام وحاصره فرموه بالمنجنيق، ودامت الحرب بينهم إلى أن فرج الله
عن ابن الزبير وأصحابه بوصول نعي يزيد بن معاوية فعاد الجيش إلى الشام.
الثانية: في زمن عبد الملك بن مروان عندما وجه الحجاج إلى قتل ابن الزبير، فالتجأ ثانية إلى
المسجد الحرام فحاصره الحجاج ونصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، وكان
عبد الملك ينكر ذلك في أيام يزيد بن معاوية، وأول ما رمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت
السماء وبرقت وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم،
فأخذ الحجاج حجر المنجنيق فوضعه فيه ورمى به معهم.
انظر الكامل في التاريخ 4: 350 - 351، تاريخ الاسلام حوادث سنة ثلاث وسبعين.
2 - ذكر الخزاز القمي في كفاية الأثر: إن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) رقى المنبر - بعد شهادة أبيه
أمير المؤمنين (عليه السلام) - فخطب بالناس - إلى أن قال -: ولقد حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن
الأمر يملكه إثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم. إلى آخر
الحديث. ص 162.
3 - بصائر الدرجات: 413 / 3، وعنه في البحار 23: 140 / 91، باختلاف يسير.
4 - بصائر الدرجات: 414 / 4، وعنه في البحار 23: 140 / 88، من دون ذكر عترتي.
277

[/] وعنه، عن النضر بن سويد (1)، عن خالد بن زياد القلانسي، عن
رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا أيها
الناس إني تارك فيكم الثقلين، الثقل الأكبر والثقل الأصغر، إن تمسكتم بهما لن
تضلوا، ولن تزلوا، ولن تبدلوا، فإني سألت اللطيف الخبير ألا يفترقا حتى يردا علي
الحوض، فأعطيت ذلك ".
فقيل له: فما الثقل الأكبر، وما الثقل الأصغر؟ فقال: " الثقل الأكبر كتاب الله،
سبب طرفه بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي " (2).
[/] إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم (3)، عن سعد بن طريف الإسكاف، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين، فتمسكوا بهما فإنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ". فقال أبو جعفر (عليه السلام): " لا يزال كتاب الله والدليل منا
عليه حتى نرد على الحوض " (4).

1 - في نسخة " ض ": نضر بن سعيد، وفي البصائر: نضر بن شعيب.
2 - بصائر الدرجات: 414 / 5، وعنه في البحار 23: 140 / 89، باختلاف يسير.
3 - هشام بن الحكم: هو أبو محمد، مولى كندة، كان ينزل بني شيبان، وكان مولده الكوفة،
ومنشأه واسط، وتجارته بغداد، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام)، وكان ثقة في
الروايات، حسن التحقيق بهذا الأمر. عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق
والكاظم (عليهما السلام). وقال العلامة: كان ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب بالنظر، وكان
حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب، مات رحمه الله في أيام الرشيد وترحم عليه الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 433 / 1164، رجال البرقي: 35 و 48، رجال الطوسي: 329 / 18 و
362 / 1، خلاصة الأقوال: 288 / 1061.
4 - بصائر الدرجات: 414 / 6، وعنه في البحار 23: 140 / 90، باختلاف يسير.
278

باب
ما جاء في التسليم لما جاء عنهم (عليهم السلام) وفي من رده وأنكره
[/] حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن عبد الله
الحناط، عن عمر بن ختن (1)، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " قال علي بن الحسين (عليهما السلام): موت الفجأة تخفيف على المؤمن، وأسف
على الكافر، وإن المؤمن ليعرف غاسله وحامله، فإن كان له عند ربه خيرا ناشد
حملته بتعجيله، وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به ".
فقال ضمرة بن سمرة (2): يا علي إن كان كما تقول لقفز من السرير - فضحك
وأضحك - فقال علي بن الحسين (عليه السلام): " اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك
وأضحك من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخذه أخذ أسف (3) " فعاش بعد ذلك أربعين
يوما ومات فجأة.
فأتى علي بن الحسين (عليهما السلام) مولى لضمرة فقال: أصلحك الله إن ضمرة عاش
بعد ذلك الكلام الذي بينك وبينه أربعين يوما ومات فجأة، وإني اقسم بالله لسمعت

1 - في نسخة " ض ": عمر بن جيش، وفي " س ": عمر بن خنيس، وفي مدينة المعاجز عن
المختصر: عمر بن حفص.
2 - ضمرة بن سمرة: هو من المخالفين المعاندين. تنقيح المقال 2: 106 - باب ضرار.
3 - أسف: غضب. الصحاح 4: 1330 - أسف.
279

صوته، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول: الويل لضمرة بن سمرة، تخلى
منه كل حميم، وحل بدار الجحيم وبها مبيته والمقيل.
فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): " الله أكبر هذا جزاء من ضحك وأضحك من
حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى (ومحمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى) (2)، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين، ولم تعلموه، ولم تفهموه،
فلا تجحدوه، وردوه إلينا، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين
فاجحدوه ولا تردوه إلينا " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي بكر بن محمد
الحضرمي أو عمن حدثه عنه، عن حجاج بن الصباح الخيبري، قال: قلت لأبي
جعفر (عليه السلام): إنا نتحدث عنك بالحديث فيقول بعضنا: قولنا فيه قولهم، قال: " فما تريد؟
أتريد أن تكون إماما يقتدى بك؟ من رد القول إلينا فقد سلم " (4).
[/] وعنه، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن حنان بن سدير، عن

1 - الخرائج والجرائح 2: 586 / 8، وعنه في البحار 46: 27 / 14، ونقله البحراني عن
المختصر في مدينة المعاجز: 310 / باب 50، وأورد نحوه الكليني في الكافي 3: 234 / 4.
2 - ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص 91، والظاهر أنه سقط من الناسخ أو
الطباع، وما في المتن ظاهرا هو الصحيح لأن أحمد بن محمد وعلي بن إسماعيل ومحمد بن
الحسين لم يرووا عن المفضل بن عمر.
انظر معجم رجال الحديث 3: 91 و 12: 133 و 16: 313 و 19: 316.
3 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 25: 364 / 1.
4 - تقدم الحديث تحت رقم 234، مع اختلاف بالسند.
280

أبي خالد ذي الشامة النحاس (1)، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له:
إن عمي وابن عمي أصيبا مع أبي الخطاب (2) فما قولك فيهما؟ فقال: " أما من قتل معه
مسلم لنا دونه فرحمه الله، وأما من قتل معه مسلم له دوننا فقد عطب " (3).
[/] أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الصلت، عن زرعة بن محمد
الحضرمي (4)، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن موسى بن أشيم، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): إني أريد أن تجعل لي مجلسا، فواعدني يوما فأتيته للميعاد، فدخلت
عليه فسألته عما أردت أن أسأله عنه، فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب،
فقال: " ما ترى، هذا رجل بالباب " فقلت: جعلت فداك أما أنا فقد فرغت من
حاجتي فرأيك، فأذن له، فدخل الرجل فتحدث ساعة، ثم سأله عن مسائلي بعينها لم
يخرم (5) منها شيئا، فأجابه بغير ما أجابني، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلا الله ثم
خرج.
فلم نلبث إلا يسيرا حتى استأذن عليه آخر فأذن له فتحدث ساعة، ثم سأله
عن تلك المسائل بعينها، فأجابه بغير ما أجابني وأجاب الأول قبله، فازددت غما

1 - في نسخة " س وض ": النخاس.
2 - تقدمت ترجمته في حديث رقم 77.
3 - لم أعثر له على مصدر. والعطب: الهلاك. الصحاح 1: 184 - عطب.
4 - زرعة بن محمد الحضرمي: أبو محمد ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده
البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق
والكاظم (عليهما السلام) وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 176 / 466، رجال البرقي: 48، رجال الشيخ: 201 / 98 و 350 /
2 و 474 / 5، خلاصة الأقوال: 350 / 1385.
5 - يخرم: ينقص. الصحاح 5: 1910 - خرم.
281

حتى كدت أن أكفر، ثم خرج.
فلم نلبث إلا يسيرا حتى جاء آخر ثالث فسأله عن تلك المسائل بعينها،
فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين، فاظلم علي البيت ودخلني غم شديد، فلما نظر إلي
ورأى ما بي مما تداخلني، ضرب بيده على منكبي.
ثم قال: " يا ابن أشيم إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود (عليه السلام) ملكه،
فقال * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) * (1) وإن الله عز وجل فوض إلى
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر دينه فقال: احكم بين الناس بما أراك الله، وإن الله فوض إلينا ذلك
كما فوض إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " (2).
[/] أيوب بن نوح، عن جميل بن دراج والحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة الخزاز، عن العباس بن عامر القصباني (3)، عن الربيع بن محمد المكي (4)، عن
يحيى بن زكريا الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " من سره أن
يستكمل الإيمان فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليه وعليهم

1 - سورة ص 38: 39.
2 - أورد نحوه الصفار في بصائر الدرجات: 383 / 2 و 385 / 8.
3 - العباس بن عامر القصباني: هو ابن رباح أبو الفضل الثقفي، الشيخ الصدوق الثقة، كثير
الحديث، عده الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: 281 / 744، رجال الشيخ: 356 / 38 و 487 / 65.
4 - وهو ربيع بن محمد بن عمر بن حسان الأصم المسلي، ومسيلة قبيلة من مذحج وهي
مسيلة بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 164 / 433، رجال الطوسي: 192 / 5، فهرست الشيخ: 127 /
290، معجم رجال الحديث 8: 179 و 10: 248.
282

السلام فيما أسروا، وفيما أعلنوا، وفيما بلغني، وفيما لم يبلغني " (1).
[/] حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد وغيره عمن حدثه عن
الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" لم ينزل من السماء شئ أقل ولا أعز من ثلاثة أشياء:
أما أولها: فالتسليم.
والثانية: البر.
والثالثة: اليقين.
إن الله عز وجل يقول في كتابه * (فما وجدنا فيها غير بيت من
المسلمين) * " (2) ثم قال: " كيف يقرؤون هذه الآية * (ومن يبتغ غير الإسلام
دينا) * (3)؟ " فقلت: هكذا يقرؤونها، فقال: " ليس هكذا أنزلت، إنما أنزلت: ومن يبتغ
غير التسليم دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ".
ثم كان يقول لي كثيرا: " يا يونس سلم تسلم " فقلت له: ما تفسير هذه الآية
* (قد أفلح المؤمنون) * (4) قال: " تفسيرها قد أفلح المسلمون، إن المسلمين هم
النجباء يوم القيامة " (5).

1 - أورده الكليني في الكافي 1: 391 / 6، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 25:
364 / 2.
2 - الذاريات 51: 36.
3 - آل عمران 3: 85.
4 - المؤمنون 23: 1.
5 - أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار: 27 والديلمي في أعلام الدين: 119، باختصار إلى قوله
واليقين، وعنه في البحار 69: 408 / 119، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5: 166 / 6،
عن سعد بن عبد الله، إلى قوله تعالى * (غير بيت من المسلمين) *.
283

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد (1) ومحمد بن خالد
البرقي، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فتلاعنا (2) رجلان عنده، حتى برئ كل واحد منهما من صاحبه، فقال لهما أبو
عبد الله (عليه السلام): " أليس من دينكما الرد إلي؟ " فقالا: بلى، قال: " فإنكما مني في
ولاية " (3).
[/] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وغيرهما عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد بن طريف الخفاف، قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول فيمن أخذ عنكم علما فنسيه؟ قال: " لا حجة عليه، إنما
الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره، أو بلغه فلم يؤمن به وكفر، فأما النسيان فهو
موضوع عنكم.
إن أول سورة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) * (سبح اسم ربك الأعلى) *
فنسيها، فلم يلزمه حجة في نسيانه، ولكن الله تبارك وتعالى أمضى له ذلك، ثم قال

1 - علي بن حديد: هو ابن حكيم المدائني الأزدي الساباطي، روى عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)،
عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الرضا والجواد (عليهما السلام)، وقال الشيخ: كوفي، مولى
الأزد، وكان منزلة ومنشأه بالمدائن.
انظر رجال النجاشي: 274 / 717، رجال البرقي: 55 و 56، رجال الشيخ: 382 / 24 و
403 / 11.
2 - في نسخة " س وض ": فتلاحا.
3 - لم أعثر له على مصدر.
284

* (سنقرئك فلا تنسى) * (1) " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسن (3) بن موسى بن الخشاب
ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر بن
محمد الحضرمي، عن الحجاج الخيبري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا نكون في
موضع فيروى عنكم الحديث العظيم، فيقول بعضنا لبعض: القول قولهم، فيشق (4)
ذلك على بعضنا، فقال: " كأنك تريد أن تكون إماما يقتدى بك، من رد إلينا فقد
سلم " (5).
[/] حدثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي (6)، عن بكر بن صالح
الضبي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (7)، عن علي بن أسباط، عن داود بن فرقد،

1 - الأعلى 87: 6.
2 - نقله البحراني في تفسير البرهان 5: 636 / 5، كاملا عن سعد بن عبد الله، والمجلسي في
البحار 25: 364 / 3، إلى قوله: فهو موضوع عنكم.
3 - في نسخة " ض " والمختصر المطبوع: الحسين.
وقد ذكر السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث ج 7 ص 110 رقم 3686: الحسين بن
موسى الخشاب واستشهد بروايتين عن التهذيب والاستبصار فقال: إلا أن في كلا الموضعين
من الاستبصار: الحسن بن موسى الخشاب، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات.
4 - شق: صعب. انظر القاموس المحيط 3: 250.
5 - نقله المجلسي عن المختصر في البحار 25: 365 / 4، وتقدم نظيره في حديث: 234
و 257.
6 - في نسخة " ض ": الدرابي، وفيه نسخة " س ": الداري.
7 - عبد العظيم بن عبد الله الحسني: بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب (عليهم السلام) وكان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان، وسكن سربا في دار رجل من
الشيعة في سكة الموالي، فكان يعبد الله في ذلك السرب، ويصوم نهاره، ويقوم ليله، وله كتاب
خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)، عده الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين العسكريين (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 247 / 653، رجال الشيخ: 417 / 1 و 433 / 20.
285

عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: إذا جاء حديث عن
أولكم وحديث عن آخركم فبأيهما نأخذ؟ فقال: " بحديث الأخير " (1).
[/] وبهذا الإسناد عن علي بن أسباط، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا حدثوكم بحديث عن الأئمة (عليهم السلام)
فخذوا به حتى يبلغكم عن الحي، فإن بلغكم عنه شئ فخذوا به، ثم قال: إنا والله
لا ندخلكم فيما لا يسعكم " (2).
[/] وبهذا الإسناد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الصمد بن
بشير، عن عثمان بن زياد أنه دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعه شيخ من
الشيعة، فقال الشيخ لأبي عبد الله (عليه السلام): إني سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الوضوء
فقال: " مرة مرة " (3) فما تقول أنت؟ فقال: " إنك لم تسألني عن هذه
المسألة إلا وأنت ترى أني أخالف أبي صلوات الله عليه، توضأ ثلاثا (4)، وخلل

1 - أورد الكليني الروايتين في رواية واحدة في الكافي 1: 67 / 9، باختلاف يسير، عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن داود بن فرقد، عن
المعلى بن خنيس، وعنه في البحار 2: 227 / 8.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - هذا ما صرح به أهل البيت (عليهم السلام) في أحاديثهم. انظر الكافي 3: 26 / 6، والتهذيب 1: 80 /
206، والاستبصار 1: 69 / 211، وانظر الوسائل 1: 435 - باب إجزاء الغرفة الواحدة في
الوضوء، وحكم الثانية والثالثة.
4 - وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الرأي: المستحب ثلاثا ثلاثا (أ)، لأن أبي بن كعب روى
أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توضأ مرة مرة وقال: " هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به " وتوضأ مرتين
مرتين وقال: " من توضأ مرتين مرتين آتاه الله أجره مرتين " وتوضأ ثلاثا ثلاثا وقال: " هذا
وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي، ووضوء خليل الله إبراهيم " (ب).
أ - كفاية الأخيار 1: 16، مغني المحتاج 1: 59، بداية المجتهد 1: 13، مسائل أحمد بن
حنبل: 6، بدائع الصنائع 1: 22، المغني 1: 159، فتح الباري 1: 209، المجموع 1: 431.
ب - مسند أبي يعلى الموصلي 9: 448 / 5598.
286

أصابعك " (1).
[/] وبهذا الإسناد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن إسحاق بن
عمار (2)، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: جاء رجل فلما نظر
إليه أبو عبد الله (عليه السلام)، قال: " أما والله لأضلنه، أما والله لأوهمنه " فجلس الرجل
فسأله مسألة فأفتاه، فلما خرج، قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لقد أفتيته بالضلالة التي
لا هداية فيها ".
ثم إن الرجل جاء إلى أبي الحسن (عليه السلام)، فلما نظر إليه أبو الحسن (عليه السلام) قال: " أما
والله لأضلنه بحق " فسأله الرجل عن تلك المسألة بعينها فأفتاه، فقال الرجل:
هيهات هيهات لقد سألت عنها أباك فأفتاني بغير هذا، وما يجب علي أن أدع قوله
أبدا، فلما خرج قال أبو الحسن (عليه السلام): " أما والله لقد أفتيته بالهداية التي لا ضلالة

1 - نقله الحر العاملي في الوسائل 1: 445 / 4، عن بصائر الدرجات للأشعري وكذلك
المجلسي في البحار 80: 295 / 51، وقد ذكر الحر عدة أحاديث في هذا الباب تدل على
التقية.
2 - محمد بن إسحاق بن عمار: هو ابن حيان التغلبي الصيرفي، ثقة، روى عن أبي الحسن
موسى (عليه السلام)، عده الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 361 / 968، رجال الشيخ: 360 / 30 و 388 / 23.
287

فيها " (1).
[/] وبهذا الإسناد، عن يونس، عن إسحاق بن عمار (2)، عن أبي بصير،
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في العزل (3)؟ فقال: " كان علي (عليه السلام) لا يعزل،
وأما أنا فأعزل " فقلت: هذا خلاف! فقال (عليه السلام): " ما ضر داود (عليه السلام) أن خالفه
سليمان (عليه السلام) والله عز وجل يقول * (ففهمناها سليمان) * (4) " (5).
[/] وبهذا الإسناد، عن يونس، عن بكار بن أبي بكر (6)، عن موسى بن
أشيم، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ أتاه رجل فسأله عن رجل طلق امرأته
ثلاثا في مقعد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " قد بانت منه بثلاث "، ثم أتاه آخر فسأله عن
تلك المسألة بعينها، فقال: " هي واحدة وهو أملك بها "، ثم أتاه آخر فسأله عن تلك
المسألة بعينها، فقال: " ليس بطلاق "، فاظلم علي البيت لما رأيت منه.
فالتفت إلي فقال: " يا بن أشيم إن الله تبارك وتعالى فوض الملك إلى

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - إسحاق بن عمار: هو ابن حيان، مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي، شيخ من أصحابنا،
ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق
والكاظم (عليهما السلام)، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال الشيخ: 71 / 169، رجال البرقي: 28 و 47، رجال الشيخ: 49 / 135.
3 - عزل: نحى. لسان العرب 11: 440 - عزل.
4 - الأنبياء 21: 79.
5 - نقله الحر العاملي في الوسائل 20: 150 / 6، عن بصائر الدرجات للأشعري.
6 - بكار بن أبي بكر: هو الحضرمي، الكوفي، من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام). رجال الطوسي:
158 / 49.
288

سليمان (عليه السلام) فقال * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) * (1) وإن الله تبارك
وتعالى فوض إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر دينه فقال * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا) * (2) فما كان مفوضا لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد فوض إلينا " (3).
[/] وبهذا الإسناد، عن يونس، عن أديم بن الحر (4)، قال: شهدت أبا
عبد الله (عليه السلام) وقد سأله رجل عن آية من كتاب الله عز جل فأخبره بها، ثم جاء رجل
آخر فسأله عنها فأخبره بخلاف ما أجاب الأول، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها
فأجابه بخلاف ما أجاب الأول والثاني، فقيل له في ذلك، فقال: " إن الله عز وجل
فوض إلى سليمان (عليه السلام) أمر ملكه، فقال * (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير
حساب) * (5) وإن الله عز وجل فوض إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر دينه، فقال * (وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * (6) وما فوض إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد فوض
إلينا " (7).

1 - سورة ص 38: 39.
2 - الحشر 59: 7.
3 - نقله الحر العاملي في الوسائل 22: 70 / 27، عن بصائر الدرجات للأشعري.
4 - أديم بن الحر: هو الجعفي مولاهم، كوفي ثقة، له أصل، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) نيفا
وأربعين حديثا، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، قائلا: آدم بن الحر الخثعمي.
انظر رجال النجاشي: 106 / 267، رجال الشيخ: 143 / 20، رجال العلامة: 77 / 142.
5 - سورة ص 38: 39.
6 - الحشر 59: 7.
7 - أورد نحوه الصفار في بصائر الدرجات: 386 / 11، والكليني في الكافي 1: 265 / 2،
والمفيد في الاختصاص: 331، ففي البصائر: عن أديم بن الحسن، وفي الكافي: عن موسى
ابن اشيم.
289

[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز (1)، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا) * (2) قال: " هم الأئمة (عليهم السلام)،
ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلم لأمرنا، وكتم حديثنا عن عدونا، تستقبله
الملائكة بالبشرى من الله تعالى بالجنة، وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم
عليه من الدين (3)، استقاموا وسلموا لأمرنا، وكتموا لحديثنا، ولم يذيعوه عند عدونا،
ولم يشكوا فيه كما شككتم، فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة " (4).
[/] وعنهم، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن
أبي خالد يزيد الكناسي (5)، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل

1 - إبراهيم بن عثمان الخزاز: وقيل إبراهيم بن عيسى الخزاز، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، وذكر ذلك أبو العباس في كتابه، ثقة كبير المنزلة، له أصل، عده الشيخ من
أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكذلك البرقي قائلا: أبو أيوب الخزاز وهو إبراهيم بن عيسى
كوفي، ويقال: ابن عثمان.
انظر رجال النجاشي: 20 / 25، رجال البرقي: 27 - 28، رجال الطوسي: 154 / 240،
فهرست الشيخ: 41 / 13.
2 - فصلت 41: 30.
3 - في المختصر المطبوع ص 96: الذين.
4 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 524 / 22، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار
25: 365 / 5.
5 - أبو خالد يزيد الكناسي: عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
رجال البرقي: 12 و 32، رجال الشيخ: 140 / 7 و 336 / 5.
290

* (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) * (1) فقال: " يا أبا خالد النور والله
الأئمة (عليهم السلام)، يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة
بالنهار، وهم الذين ينورون [قلوب] (2) المؤمنين، ويحجب الله نورهم عمن يشاء
فتظلم قلوبهم ويغشاها، لذلك ران (3) الكفر.
والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولى الإمام منا إلا كان معنا يوم القيامة، ونزل
منازلنا، ولا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلبه حتى يسلم لنا
ويكون سلما لنا (فإذا كان سلما) (4) لنا سلمه الله من شدائد الحساب، وآمنه من فزع
يوم القيامة الأكبر " (5).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
وغيرهما، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن كرام عبد الكريم بن عمرو (6)، عن

1 - التغابن 64: 8.
2 - ما بين المعقوفين أثبتناه من الكافي وتفسير القمي.
3 - ران: غلب. لسان العرب 13: 192 - رين.
4 - في نسخة " س وض ": فإذا هو سلم. بدل ما بين القوسين.
5 - أورده الكليني في الكافي 1: 194 / 1، والقمي في تفسيره 2: 371، عن أبي خالد
الكابلي باختلاف يسير، وعنهما وعن بصائر الدرجات للأشعري في تفسيره البرهان 5:
396 / 2.
6 - في نسخة " س وض " والمختصر المطبوع ص 96: كرام، عن عبد الكريم بن عمرو،
والصحيح ما أثبتناه، حيث وجود (عن) بينهما زائدة لاشك فيها، لأن كراما هو لقب لعبد
الكريم.
وعبد الكريم بن عمرو: هو ابن صالح الخثعمي، مولاهم كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام)، ثم وقف على أبي الحسن (عليه السلام)، كان ثقة ثقة عينا، يلقب كراما، عده البرقي
والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام).
ونقل المامقاني عن الوحيد روايات صريحة في قول كرام بإمامة الإمام الرضا وإمامة الأئمة
الاثني عشر (عليهم السلام)، ويمكن الجمع بأنه وقف على الإمام الكاظم (عليه السلام) حينا، ثم رأى علامة
الإمامة في الإمام الرضا (عليه السلام)، فقال بإمامته ورجع عن وقفه.
انظر رجال النجاشي: 245 / 645، رجال البرقي: 24 و 48، رجال الشيخ: 234 / 181
و 354 / 12، رجال الكشي: 555 / 1049، فهرست الشيخ: 178 / 480، مشيخة الفقيه:
86، تنقيح المقال 2: 37 - باب الكاف، معجم رجال الحديث 11: 71 - 72.
291

أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجل بلغه عنكم أمر باطل فدان به فمات،
فقال: " يجعل الله له يا أبا بصير مخرجا "، قلت: فإنه مات على ذلك، فقال: " لا يموت
حتى يجعل الله له مخرجا " (1).
وحدثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي، عن بكر بن صالح الضبي، عن
عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن يزيد بن عبد الله، عن
عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) بمثل ذلك (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن يعقوب السراج (3)، قال:

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - لم أعثر له على مصدر.
3 - يعقوب السراج: كوفي، ثقة، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وعده الشيخ المفيد
من شيوخ أصحاب الإمام أبي عبد الله (عليه السلام)، وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.
انظر رجال النجاشي: 451 / 1217، رجال البرقي: 29، خلاصة الأقوال: 299 / 1113،
ارشاد المفيد 2: 216.
292

سألني أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجل، فقال: " إنه لا يحتمل حديثنا؟ " فقلت: نعم،
قال: " فلا يغفل، فإن الناس عندنا على درجات، منهم على درجة، ومنهم على
درجتين، ومنهم على ثلاث، ومنهم على أربع - حتى بلغ سبعا - " (1).
[/] وحدثني أبو طلحة يحيى بن زكريا البصري الحذاء، قال: حدثنا
عدة من أصحابنا، عن موسى بن أشيم، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن
رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس، فقال: " ليس بشئ ".
فأنا جالس إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال له: ما تقول في رجل طلق
امرأته ثلاثا في مجلس، فقال: " يرد الثلاثة إلى الواحدة، فقد وقعت واحدة، ولا يرد
ما فوق الثلاث إلى الثلاث، وإلى الواحدة "، فداخلني من جوابه للرجل ما غمني،
ولم أدر كيف ذلك.
فنحن كذلك إذ جاء رجل آخر فدخل علينا فقال له: ما تقول في رجل طلق
امرأته ثلاثا في مجلس؟ فقال له: " إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا بانت منه، فلا تحل له
حتى تنكح زوجا غيره "، فاظلم علي البيت وتحيرت من جوابه في مجلس واحد
بثلاثة أجوبة مختلفة في مسألة واحدة، فنظر إلي متغيرا، فقال: " مالك يا بن أشيم
أشككت، ود والله الشيطان أنك شككت.
إذا طلق الرجل امرأته على غير طهر ولغير عدة - كما قال الله عز وجل -
ثلاثا أو واحدة فليس طلاقه بطلاق.

1 - لم أعثر له على مصدر.
293

وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا وهي على طهر من غير جماع بشاهدين عدلين،
فقد وقعت واحدة وبطلت الثنتان، ولا يرد ما فوق الثلاث إلى الثلاث، ولا إلى
الواحدة.
وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا على العدة - كما أمر الله عز وجل - فقد بانت
منه، فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، فلا تشكن يا ابن أشيم، ففي كل والله من
الحق " (1).
[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح (2)، عن أبي عبيدة الحذاء، قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن أحب أصحابي إلي أفقههم، وأورعهم، وأكتمهم
لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا،
ويروى عنا فلم يحتمله قلبه، واشمأز منه - جحده - وكفر من دان به، ولا يدري لعل
الحديث من عندنا خرج، وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا من ديننا " (3).

1 - نقله الحر العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل 22: 70 / 28، وتقدم نحوه
تحت رقم 270.
2 - في نسخة " س وض " والبحار: جميل بن دراج.
وجميل بن صالح: هو الأسدي، ثقة، وجه، له أصل، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)،
عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 127 / 329، فهرست الشيخ: 94 / 155، رجال البرقي: 41، رجال
الطوسي: 163 / 40.
3 - أورده الكليني في الكافي 2: 223 / 7، باختلاف يسير، ونقله المجلسي عن المختصر في
البحار 25: 365 / 6.
294

باب
في كتمان الحديث وإذاعته
[/] حدثنا أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب السراد (1)، عن
علي بن رئاب، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) " أما والله لو وجدت منكم
ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم شيئا " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن خالد البرقي، عن ربيع الوراق،
عن بعض أصحابه، عن حفص الأبيض (3)، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام
قتل المعلى بن خنيس وصلب، فقال: " يا حفص إني نهيت المعلى عن أمر فأذاعه

1 - في نسخة " ض ": السوادي، وفي المختصر المطبوع ص 98: السواد، وكلاهما اشتباه
صحيحه ما في المتن.
انظر رجال البرقي: 48 و 53، فهرست الشيخ: 96 / 162، رجال العلامة: 97 / 222.
وتقدمت ترجمته تحت رقم 53.
2 - أورده الكليني في الكافي 2: 242 / 3، باختلاف يسير، وعنه في البحار 67: 160 / 5.
3 - حفص الأبيض: هو التمار الكوفي، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام). رجال
الشيخ: 176 / 186.
295

فقوبل بما ترى، قلت له: إن لنا حديثا من حفظه حفظ الله عليه دينه ودنياه، ومن
أذاعه علينا سلبه الله دينه.
يا معلى: لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا، إن شاؤوا منوا (1) وإن شاؤوا
قتلوكم.
يا معلى: إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه، ورزقه العز
في الناس.
يا معلى: من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت
بحبل، إني رأيته يوما حزينا، فقلت: مالك أذكرت أهلك وعيالك؟ فقال: نعم،
فمسحت وجهه، فقلت: أنى تراك؟ فقال: أراني في بيتي مع زوجتي وعيالي، فتركته في
تلك الحال مليا، ثم مسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة،
فقلت له: احفظ ما رأيت ولا تذعه، فقال لأهل المدينة: إن الأرض تطوى لي،
فأصابه ما قد رأيت " (2).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي
الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال: " امر الناس بخصلتين فضيعوهما، فصاروا منهما على
غير شئ: الصبر والكتمان " (3).

1 - في نسخة " ض ": هموا، وفي نسخة " س " هبوا. وفي بعض المصادر: امنوا.
2 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 403 / 2، والطوسي في اختيار معرفة الرجال: 378 /
709، والمفيد في الاختصاص: 321، والطبري في دلائل الإمامة: 136، ونوادر المعجزات:
150 / 18، وكلها باختلاف.
3 - أورده البرقي في المحاسن 1: 397 / 291، والكليني في الكافي 2: 222 / 2، عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
296

[/] وعنهما، عن محمد بن سنان، عن ذريح بن محمد المحاربي، عن أبي
حمزة ثابت الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال لي أبي - ونعم الأب كان صلوات
الله عليه يقول -: لو وجدت ثلاثة أستودعهم، لأعطيتهم ما لا يحتاجون معه إلى
النظر في حلال ولا حرام، ولا في شئ إلى أن يقوم قائمنا قائم آل محمد (عليهم السلام)، إن أمرنا
صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه
للإيمان " (1).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و (2) علي بن محمد بن عبد الله
الحناط، عن علي بن أبي حمزة (3) قال: أرسلني أبو الحسن موسى (عليه السلام) إلى رجل من
بني حنيفة إلى مسجدهم الكبير، فقال: " إنك تجد في ميمنة المسجد رجلا يعقب حتى
تطلع الشمس، يقال له: فلان بن فلان " ووصفه لي، فأتيته وعرفته بالصفة، فقلت له:
أنت فلان بن فلان؟ فقال: نعم، فمن أنت؟ فقلت: أنا رسول فلان بن فلان وهذا كتابه،
فزبرني زبرة فزعت منها، ودخلني من ذلك الشك أن لا يكون صاحبي، فلم أزل
أكلمه وألينه، وقلت له: ليس عليك مني بأس، وصاحبك أعلم منك حيث بعثني
إليك، فاطمأن قلبه وسكن، فدفعت إليه كتابه فقرأه.

1 - بصائر الدرجات: 478 / 1، باختلاف وبسندين عن ذريح، وحديث 3 عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن أبي نعم الأب رحمة الله عليه يقول - إلى
قوله (عليه السلام) - إلى حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة. وعن الموردين في البحار 2: 212
/ 1 و 213 / 3.
2 - في نسخة " ض ": عن، بدل: و.
3 - في نسخة " س وض ": علي بن حمزة.
297

ثم قال: ائتني يوم كذا حتى أعطيك جوابه، فأتيته فأعطاني جوابه، ثم لبثت
شهرا فأتيته اسلم عليه، فقيل: مات الرجل، فاغتممت لذلك غما شديدا لتخلفي عنه،
ورجعت من قابل إلى مكة، فلقيت أبا الحسن (عليه السلام)، فدفعت إليه جواب كتابه.
فقال: " رحمه الله، يا علي لم تشهد جنازته؟ " قلت: لا، قال: " قد كنت أحب أن
تشهد جنازة مثله، ثم قال: فيكتب لك ثواب ذلك بما نويت.
يا علي: ذلك رجل ممن كان يكتم إيمانه، ويكتم حديثنا وأمرنا، وكان لنا
شيعة، وهو معنا في عليين، وكان نومة (1) لا يعرفه الناس، ويعرفه الله وهو معنا في
درجتنا، إن الله عزيز حكيم " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن الحسين بن بحر، عن رجل من أصحاب علي (عليه السلام) قال: قال (عليه السلام):
" أمت الحديث بالكتمان، واجعل سر الإيمان بالقلب " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن
مسلم، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار الدهني (4)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - نومة: الخامل الذكر. لسان العرب 12: 596 - نوم.
2 - أورده باختصار ابن شهرآشوب في المناقب 4: 318، وعنه في البحار 48: 76.
3 - لم أعثر له على مصدر.
4 - معاوية بن عمار الدهني: هو ابن أبي معاوية خباب بن عبد الله البجلي أبو القاسم الكوفي
بياع السابري، مولاهم، كوفي - ودهن من بجيلة - وكان وجها في أصحابنا ومقدما، كبير
الشأن عظيم المحل، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ
من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ومات رحمه الله في سنة خمس وسبعين ومائة.
انظر رجال النجاشي: 411 / 1096، رجال البرقي: 33، رجال الشيخ: 310 / 481.
298

قال لي: " يا معاوية أتريدون أن تكذبوا الله عز وجل في عرشه، لا تحدثوا
الناس إلا بما يحتملون، فإن الله تبارك وتعالى لم يزل يعبد سرا ".
قال معاوية بن عمار: وقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " من لقيت من شيعتنا فاقرأه
مني السلام وقل لهم: إنما مثلكم في الناس مثل أصحاب الكهف، أسروا الإيمان،
وأظهروا الشرك فاوجروا مرتين " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن
الحسين بن علوان وعمر بن مصعب، قال: حديثا كان لنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات
ليلة ونحن جماعة، فأقبلوا يقولون ويمتنون ليت هذا الأمر كان ورأيناه، فلم يزالوا
حتى ذهب عامة الليل، ليس منهم من يسأل عن شئ ينتفع به في حلال ولا حرام،
فلما رآهم لا يقحمون قال: " صه " (2)، فسكتوا.
فقال: " أيسركم أن هذا الأمر كان؟ " قالوا: بلى والله وددنا أن قد رأيناه، قال:
" حتى تجتنبوا الأحبة من الأهلين والأولاد، وتلبسوا السلاح، وتركبوا الخيل، ويغار
على الحصون " قالوا: نعم، قال: " قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا، أمرناكم
أن تكفوا وتكتموا حديثنا، وأخبرناكم أنكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم
تفعلوا " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - صه: كلمة بنيت على السكون. وهو اسم سمي به الفعل، ومعناه اسكت. الصحاح 6: 2239
- صه. وفي المختصر المطبوع ص 100: " ص " وهو سهو واضح.
3 - لم أعثر له على مصدر.
299

محمد بن سنان، عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنه ليس
من احتمال أمرنا التصديق به والقبول له فقط، إن من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن
غير أهله، فأقرئوا موالينا السلام، وقولوا لهم: رحم الله عبدا اجتر (1) مودة الناس
إلي وإلى نفسه، فحدثهم بما يعرفون، وستر عنهم ما ينكرون ".
ثم قال: " والله ما الناصب لنا حربا بأشد مؤونة علينا من الناطق علينا بما
نكرهه، فإذا رأيتم (2) من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها، فإن هو قبل وإلا
فتحملوا عليه بمن يثقل (3) عليه ويسمع منه، فإن الرجل منكم يطلب الحاجة
فيتلطف فيها حتى تقضى له، فألطفوا في حاجتي كم تلطفون في حوائجكم، فإن هو
قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم، ولا تقولوا: إنه يقول ويقول، فإن ذلك
يحمل علي وعليكم.
أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لكم لأقررت أنكم أصحابي، هذا أبو حنيفة
له أصحاب، وهذا الحسن (4) له أصحاب، وأنا امرؤ من قريش، ولدني
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شئ، وفيه بدء الخلق، وأمر
السماء، وأمر الأرض، وأمر الأولين، وأمر الآخرين، وما كان وما يكون، كأني أنظر
ذلك نصب عيني " (5).

1 - اجتر: جر. الصحاح 2: 612 - جرر.
2 - في الكافي: عرفتم.
3 - في نسخة " س ": يعقل، وفي " ض ": ينقل.
4 - المراد منه هو الحسن البصري.
5 - أورده الكليني في الكافي 2: 222 / 5، وعنه في البحار 75: 74 / 22، باختلاف يسير.
300

[/] وعنهما، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن الحسين بن
المختار، عن أبي اسامة زيد الشحام، قال: قال العبد الصالح (عليه السلام): " امر الناس بخصلتين
فضيعوهما، فصاروا منهما على غير شئ: الصبر والكتمان " (1).
[/] وعنهما، عن غير واحد ممن حدثهما، عن حماد بن عيسى وغيره من
أصحابنا، عن حريز بن عبد الله، عن المعلى بن خنيس (2)، قال: قال لي أبو
عبد الله (عليه السلام): " يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به
في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة.
يا معلى: من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين
عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة يقوده إلى النار.
يا معلى: إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له.
يا معلى: إن الله عز وجل يحب أن يعبد في السر كما يعبد في العلانية.
يا معلى: المذيع أمرنا كالجاحد له (3) " (4).

1 - تقدم الحديث تحت رقم 280.
2 - المعلى بن خنيس: هو أبو عبد الله مولى الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، ومن قبله كان
مولى لبني أسد، كوفي، بزاز، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وقد وردت
فيه روايات مادحة وذامة فصحح السيد الخوئي (رحمه الله) المادحة وضعف الذامة منها. وعده الشيخ
في كتاب الغيبة من السفراء الممدوحين، وكان من قوام أبي عبد الله (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 417 / 1114، رجال البرقي: 25، رجال الطوسي: 310 / 397،
الغيبة للطوسي: 347.
3 - في نسخة " ض ": به، بدل: له.
4 - ذكره البرقي في المحاسن 1: 397 / 292، والكليني في الكافي 2: 223 / 8، والطبرسي
في مشكاة الأنوار: 40.
301

[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، والحسين بن سعيد، عن محمد بن
أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
" يا سليمان إنكم على أمر من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله " (2).
[/] وعنه، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، وحدثني
علي بن إسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن
المختار القلانسي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن
حديث كثير، فقال: " هل كتمت علي شيئا قط؟ " فبقيت أتذكر فلما رأى ما حل بي،
قال: " أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس به، إنما الإذاعة أن تحدث به غير
أصحابك " (3).
[/] وعنه، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير
وحدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن داود بن فرقد، قال: قال لي

1 - سليمان بن خالد: هو ابن دهقان بن نافلة البجلي، مولى عفيف بن معدي كرب أبو الربيع
الأقطع، كان قارئا فقيها وجها، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وخرج مع زيد، ولم
يخرج معه من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) غيره، فقطعت يده، مات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام)
فتوجع لفقده، عده البرقي من أصحاب الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)، واقتصر الشيخ الطوسي
على الإمام الصادق (عليه السلام) فقط.
انظر رجال النجاشي: 183 / 484، رجال البرقي: 13 و 32، رجال الطوسي: 207 / 76،
رجال العلامة: 153 / 445.
2 - أورده الكليني في الكافي 2: 222 / 3، وعنه في البحار 75: 72 / 20.
3 - أورده البرقي في المحاسن 1: 403 / 312، وعنه في مشكاة الأنوار: 41، والبحار 2: 75
/ 48.
302

أبو عبد الله (عليه السلام): " لا تحدث حديثنا إلا أهلك أو من تثق به " (1).
[/] محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن منصور بن حازم (2)،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا منصور ما أجد أحدا أحدثه، وإني لاحدث الرجل
منكم بالحديث فيتحدث به، فأوتي به فأقول: لم أقله " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن
يحيى وحدثني علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال: " إن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدوا سنة السبعين، فلما قتل الحسين (عليه السلام) غضب
الله عز وجل على أهل الأرض فأضعف عليهم العذاب.
وإن أمرنا كان قد دنا فأذعتموه فأخره الله عز وجل، ليس لكم سر، وليس
لكم حديث إلا وهو في يد عدوكم، إن شيعة بني فلان طلبوا أمرا فكتموه حتى نالوه،
وأما أنتم فليس لكم سر " (4).

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - منصور بن حازم: هو أبو أيوب البجلي، كوفي، ثقة، عين، صدوق، من أجلة أصحابنا
وفقهائهم، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام)، وقال السيد الخوئي رحمه الله: وعده الشيخ في النسخة المطبوعة من أصحاب
الإمام الباقر (عليه السلام) وبقية النسخ خالية من ذكره.
انظر رجال النجاشي: 413 / 1101، رجال البرقي: 39، رجال الطوسي: 138 / 53 و 313
/ 533، معجم رجال الحديث 19: 373.
3 - بصائر الدرجات: 479 / 5، وعنه في البحار 2: 213 / 5، باختلاف يسير.
4 - أورد نحوه العياشي في تفسيره 2: 218 / 69، والكليني في الكافي 1: 368 / 1،
والنعماني في الغيبة: 293 / 10 - باب ما جاء في المنع عن التوقيت، والطوسي في الغيبة:
428 / 417 - فصل فيما ذكر في عمر صاحب الأمر عجل الله فرجه، والراوندي في الخرائج
والجرائح 1: 178 / ذيل حديث 11 - باب معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
303

[/] وعنه، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): قد هممت أن أكتم أمري من الناس كلهم حتى أصحابي خاصة،
فلا يدري أحد على ما أنا عليه، فقال: " ما أحب ذلك لك، ولكن جالس هؤلاء مرة
وهؤلاء مرة " (1).
[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية (2)، عن أبي حمزة الثمالي، عن
علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: " وددت والله أني افتديت خصلتين في الشيعة ببعض
لحم ساعدي: النزق (3) وقلة الكتمان " (4).
[/] وعنه وعلي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى الكلابي (5)، عن محمد بن عجلان، قال: قال

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - مالك بن عطية: هو الأحمسي أبو الحسين البجلي الكوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
عده الشيخ من أصحاب الإمام السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، واقتصر البرقي على الإمام
الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: 422 / 1132، رجال البرقي: 47، رجال الطوسي: 101 / 7 و 136 /
21 و 308 / 457، رجال العلامة: 277 / 1009.
3 - النزق: الخفة والطيش. الصحاح 4: 1558 - نزق.
4 - أورده الكليني في الكافي 2: 221 / 1، والصدوق في الخصال: 44 / 40.
5 - عثمان بن عيسى الكلابي: هو أبو عمرو العامري الكلابي الرؤاسي، والصحيح أنه مولى بني
رؤاس، وكان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المستبدين بمال الإمام موسى بن
جعفر (عليه السلام)، روى عن أبي الحسن (عليه السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) وزاد الشيخ
عليه الإمام الرضا (عليه السلام).
وقال الكشي: ذكر نصر بن الصباح: إن عثمان بن عيسى كان واقفيا، وكان وكيل أبي الحسن
موسى (عليه السلام)، وفي يده مال فسخط عليه الرضا (عليه السلام)، قال: ثم تاب عثمان وبعث إليه بالمال.
انظر رجال النجاشي: 300 / 817، رجال البرقي: 49، رجال الطوسي: 355 / 28 و
380 / 8. رجال الكشي: 597 / 1117.
304

أبو عبد الله (عليه السلام): " إن الله تبارك وتعالى عير قوما بالإذاعة، فقال * (وإذا جاءهم أمر
من الأمن أو الخوف أذاعوا به) * (1) فإياكم والإذاعة " (2).
[/] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
يونس بن يعقوب (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: " من أذاع علينا شيئا من أمرنا
فهو ممن قتلنا عمدا، ولم يقتلنا خطأ " (4).

1 - النساء 4: 83.
2 - أورده البرقي في المحاسن 1: 399 / 299، والكليني في الكافي 2: 369 / 1 و 371 /
8، والعياشي في تفسيره 1: 259 / 204، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2: 134 / 2،
عن سعد بن عبد الله.
3 - يونس بن يعقوب: هو ابن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني، خاله معاوية بن عمار.
اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وكان يتوكل لأبي الحسن (عليه السلام)، مات بالمدينة في أيام
الإمام الرضا (عليه السلام)، فتولى أمره، وكان حظيا عندهم، موثقا، عده البرقي من أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام) وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام).
انظر رجال النجاشي: 446 / 1207، رجال البرقي: 29، رجال الشيخ: 363 / 4 و 394 / 1.
4 - أورده البرقي في المحاسن 1: 398 / 295، بنفس السند، والكليني 2: 371 / 9، بسند
آخر، والمفيد في الاختصاص: 32، وفيه: " ليس منا من أذاع حديثنا، فإنه قتلنا قتل عمد لا
قتل خطأ " وورام في تنبيه الخواطر 2: 162، وفيه " ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن
قتل عمد "، والطبرسي في مشكاة الأنوار: 41، والسبزواري في جامع الأخبار: 253 / 661.
305

[/] وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن علي بن
فضال (1) وصفوان بن يحيى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (ويقتلون الأنبياء بغير حق) * (2) قال: " أما والله ما
قتلوهم بالسيوف ولكنهم أذاعوا سرهم، وأفشوا عليهم أمرهم فقتلوا " (3).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن خالد البرقي، عن
محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أوصى آدم (عليه السلام)
إلى هابيل، فحسده قابيل فقتله، ووهب الله له هبة الله وأمره أن يوصي إليه، وأن
يسر (4) ذلك، فجرت السنة في ذلك بالكتمان والوصية (5)، فأوصى إليه وأسر ذلك،

1 - في نسخة " ض ": أحمد بن الحسين بن علي بن فضال، عن الحسين بن علي بن فضال،
وفي المختصر المطبوع ص 103: أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسين بن
علي بن فضال، وكلاهما قد وقع فيهما التصحيف والخلط، وما أثبتناه إن شاء الله هو الصحيح،
لأن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال هو الراوي عن أبيه، ولم أجد ذكر للحسين بن علي
فضال أو أحمد بن الحسين بن علي بن فضال في كتب التراجم.
انظر معجم رجال الحديث 2: 83 و 88 و 6: 55.
2 - آل عمران 2: 112.
3 - أورده البرقي في المحاسن 1: 398 / 296، والكليني في الكافي 2: 371 / 7، باختلاف
يسير، والعياشي في تفسيره 1: 196 / 132، نحوه.
4 - في نسخة " ض ": يستر.
5 - في قصص الأنبياء: في الوصية.
306

فقال قابيل لهبة الله: إني قد علمت أن أباك قد أوصى إليك، وأنا أعطي الله عهدا لئن
أظهرت ذلك أو تكلمت به لأقتلنك كما قتلت أخاك " (1).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى وحدثني علي بن
إسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " حسبك (2) أن يعلم الله وإمامك الذي تأتم
به رأيك وما أنت عليه " (3).
[/] أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " إن
أبي صلوات الله عليه كان يقول: وأي شئ أقر للعين من التقية، إن التقية جنة
المؤمن " (4).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن عثمان بن
عيسى الكلابي، قال: قال لي أبو الحسن موسى (عليه السلام): " إن كان في يدك هذه شئ

1 - أورد صدره العياشي في تفسيره 1: 311 / 79، والراوندي في قصص الأنبياء: 61 / 40،
باختلاف يسير.
2 - حسبك: أي كفاك. لسان العرب 1: 311 - حسب. بمعنى لا تذيع سرك إلا لله تعالى شأنه
الذي يعلم السر، وما تخفى عليه خافية، وإمامك الذي بإذن الله عز وجل يعلم ذلك.
3 - لم أعثر له على مصدر.
4 - أورده البرقي في المحاسن 1: 401 / 307، بقطعتين، والكليني في الكافي 2: 220 /
14، وفيهما: عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، والصدوق في الخصال: 22 / 78،
وفيه: يا محمد كان أبي يقول: يا بني ما خلق الله شيئا أقر لأبيك من التقية، والطبرسي في
مشكاة الأنوار: 43، والسبزواري في جامع الأخبار: 254 / 23.
307

فاستطعت أن لاتعلم به هذه فافعل " (1).
[/] وعنه، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن
محمد الجوهري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وعن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن عبد الواحد بن المختار (2)، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لو أن على أفواهكم أوكية (3) لحدثنا كل امرئ بما له " (4).
[/] وعنه وعلي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن
سليم بن قيس الهلالي (5)، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول في شهر رمضان - وهو الشهر

1 - أورده الكليني في الكافي 2: 225 / صدر حديث 14، وعنه في البحار 75: 82 / صدر
حديث 31، والطبرسي في مشكاة الأنوار: 323.
2 - عبد الواحد بن المختار: هو الأنصاري، عده البرقي من أصحاب الإمام الباقر، وزاد الشيخ
عليه الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال البرقي: 11، رجال الشيخ: 128 / 16 و 238 / 242.
3 - الوكاء: رباط القربة وغيرها، وكل ما شد رأسه من وعاء ونحوه. القاموس المحيط 4: 401
- وكي.
4 - أورده الصفار في بصائر الدرجات: 423 / 2، والكليني في الكافي 1: 264 / 1، بالسند
الثاني وباختلاف يسير، والبرقي في المحاسن 1: 402 / 310، عن أبيه، عن القاسم بن
محمد، عن أبان، عن ضريس، عن عبد الواحد بن المختار، باختلاف يسير.
5 - سليم بن قيس الهلالي: هو العامري الكوفي أبو صادق، عده البرقي من الأولياء من
أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجاد والباقر (عليهم السلام) وكذلك الشيخ
الطوسي.
وقال العلامة: قال السيد علي بن أحمد العقيقي: كان سليم بن قيس من أصحاب أمير
المؤمنين (عليه السلام) طلبه الحجاج ليقتله، فهرب وآوى إلى أبان بن أبي عياش، فلما حضرته الوفاة
قال لأبان: إن لك علي حقا وقد حضرني الموت، يا بن أخي إنه كان من الأمر بعد رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيت وكيت، وأعطاه كتابا، فلم يروي عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى
أبان بن أبي عياش. وذكر أبان في حديثه، قال: كان سليم شيخا متعبدا له نور يعلوه.
انظر رجال البرقي: 4 و 7 و 8 و 9، رجال الطوسي: 43 / 5 و 68 / 1 و 74 / 1 و 91 / 6
و 124 / 1، رجال العلامة: 162 / 473.
308

الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام) وبني عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب (عليهم السلام)، وخاصة شيعته -: " دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم، وألزموا
أنفسكم السكوت ودولة عدوكم، فإنه لا يعدمكم ما ينتحل أمركم وعدو باغ حاسد.
الناس ثلاثة أصناف: صنف بين بنورنا، وصنف يأكلون بنا، وصنف اهتدوا
بنا واقتدوا بأمرنا، وهم أقل الأصناف أولئك الشيعة النجباء الحكماء، والعلماء
الفقهاء، والأتقياء الأسخياء، طوبى لهم وحسن مآب " (1).
[/] وعنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن علي بن
موسى الرضا (عليه السلام) عن الرؤيا، فأمسك عني ثم قال: " لو أنا أعطيناكم ما تريدون كان
شرا لكم، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ".
قال أبو جعفر (عليه السلام): " ولاية الله أسرها إلى جبرئيل (عليه السلام)، وأسرها
جبرئيل (عليه السلام) إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأسرها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي صلوات الله عليه،
وأسرها علي صلوات الله عليه إلى من شاء، ثم أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك
حرفا سمع به "

1 - أورده سليم بن قيس في كتابه 2: 943 / 79.
309

وقال أبو جعفر (عليه السلام): " في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكا
لنفسه، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، فاتقوا الله ولا تذيعوا علينا، فلولا أن الله
عز وجل يدافع عن أوليائه، وينتقم من أعدائه لأوليائه، أما رأيت ما صنع الله بآل
برمك (1)، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.
وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي
الحسن (عليه السلام)، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم، فعليكم
بتقوى الله عز وجل، ولا تغرنكم الدنيا، ولا تغتروا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر
قد صار إليكم، ولو أن العلماء وجدوا من يحدثونه ويكتم سره لحدثوا ولبينوا الحكمة،
ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة.
وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم، ويخالف ذلك فعلكم، والله ما يستوي اختلاف
أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون، مالكم لا تملكون أنفسكم
وتصبرون حتى يجئ الله بالذي تريدون، إن هذا الأمر ليس يجئ على ما يريد
الناس، إنما هو أمر الله وقضاؤه والصبر، إنما يعجل من يخاف الفوت.
وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين (2) وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من

1 - آل برمك: هم البرامكة، قوم سكنوا محلة أو قرية البرمكية ببغداد فنسبوا إليها. انظر معجم
البلدان 1: 367 و 403، تاريخ بغداد 6: 139 - ترجمة إبراهيم بن عمر المعروف بالبرمكي.
2 - علي بن يقطين: هو ابن موسى البغدادي، سكنها وهو كوفي الأصل، مولى بني أسد، أبو
الحسن، ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام
الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديثا واحدا وعن أبي الحسن
موسى (عليه السلام) فأكثر، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام).
وقال الشيخ: ثقة، جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى (عليه السلام) عظيم المكان في
الطائفة، وكان في خدمة السفاح والمنصور ومع ذلك كان يتشيع ويقول بالإمامة وكذلك ولده،
وكان يحمل الأموال إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، فنم خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله
عنه كيدهما.
انظر رجال النجاشي: 273 / 715، فهرست الشيخ: 154 / 15، رجال البرقي: 48، رجال
الطوسي: 354 / 17.
310

أمركم، فلولا دفاع الله عن صاحبكم وحسن تقديره له، ولكن هو من من الله
ودفاعه عن أوليائه، أما كان لكم في أبي الحسن (عليه السلام) عظة.
أما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن (عليه السلام) ما صنع، وقال
لهم وأخبرهم، أترى الله يغفر له ما ركب منا، فلو أعطيناكم ما تريدون كان شرا لكم
ولكن العالم يعمل بما يعلم ".
[/] وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان (1)، عن أبي
حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " إنما شيعتنا الخرس " (2).
[/] وعنهما، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عمن ذكره، عن عبد الله بن
مسكان، عن عبيد الله بن علي الحلبي (3)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ما ذنبي إن كان

1 - أورده الكليني في الكافي 2: 224 / 10، إلى قوله: فكان الأمر قد صار إليكم، وعنه في
البحار 48: 249 / 58 و 75: 77 / 27.
في الكافي والمستطرفات: عبد الله بن سنان.
2 - أورده الكليني في الكافي 2: 113 / 2، وابن إدريس في مستطرفات السرائر: 84 / 25،
والطبرسي في مشكاة الأنوار: 175، وقال المجلسي في مرآة العقول 8: 211 / 2: الحديث
صحيح، والخرس: بالضم جمع الأخرس، أي هم لا يتكلمون باللغو والباطل، وفيما لا يعلمون،
وفي مقام التقية خوفا على أئمتهم وأنفسهم وإخوانهم، فكلامهم قليل فكأنهم خرس.
3 - عبيد الله بن علي الحلبي: هو ابن أبي شعبة، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة، أبو علي كوفي،
وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدهم عن الحسن والحسين (عليهما السلام)،
وكانوا جميعهم ثقات مرجوعا إلى ما يقولون، وكان عبيد الله يتجر مع أبيه وإخوته إلى حلب
فغلب عليهم النسبة إلى حلب، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا: مولى، ثقة،
صحيح، له كتاب وهو أول كتاب صنفه الشيعة، وكذلك عده الشيخ الطوسي.
انظر رجال النجاشي: 230 / 612، رجال البرقي: 23، رجال الطوسي: 229 / 104.
311

الله تعالى يحب أن يعبد سرا ولا يعبد علانية " (1).
[/] وعنهما، عن محمد بن سنان، عن علي بن السري، قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " إني لاحدث الرجل بالحديث فيسره فيكون غنى له في الدنيا، ونورا
له في الآخرة، وإني لاحدث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذلا له في الدنيا،
وحسرة عليه يوم القيامة " (2).
[/] وعنهما، عن الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب أو
غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " لقد كتم الله الحق كتمانا، كأنه أراد أن لا يعبد، وقال:
الحق ميسر يسير، إن الله عز وجل آلى (3) أن يعبد إلا سرا " (4).
[/] وعنهما وعبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قال: سمعتهما يقولان:
" أما والله لو وجدت (5) منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث ما استحللت أن
أكتمكم شيئا " (6).

1 - لم أعثر له على مصدر.
2 - لم أعثر له على مصدر.
3 - في نسخة " س وض ": أبى، بدل: آلى.
4 - لم أعثر له على مصدر.
5 - في نسخة " ض ": وجدنا.
6 - تقدم نظيره في حديث 278 بسند آخر.
312

[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن [محمد بن] (1) إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
" آلى (2) الرحمن على الناكح والمنكوح ذكرا كان أو أنثى إذا كانا محصنين، وهو على
الذكر إذا كان منكوحا أحصن، يا يزيد: الزانية والزاني المتبرئ منا " قلت: برئ
الله منهم، أليس هم المرجئة؟ قال: " لا، ولكنه الرجل منكم إذا أذاع سرنا وأخبر به
أهله، فخبرت تلك جارتها (3) فأذاعته، فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان " (4).
(تم الكتاب
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله أجمعين) (5).

1 - أثبتناه من الوسائل، لضرورته حيث لم يكن ابن أبي الخطاب يروي عن إسماعيل بن بزيع،
ولم يكن ابن عقبة يروي عنه إسماعيل.
انظر معجم رجال الحديث 16: 313 و 108 و 10: 84، مستدركات النمازي 8: 257.
2 - في نسخة " ض ": أبى.
3 - في نسخة " ض ": جاريتها.
4 - نقله الحر العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل 28: 155 / 8، باختلاف.
5 - ما بين القوسين موجود في نسخة " ض " فقط. والمراد منه تم ما نقله المصنف من مختصر
سعد بن عبد الله، وأثبتناه لأنا نكتفي بهذا المقدار، لأن مصادر القسم الثاني معظمها مطبوع
وبعضها محقق ولا داعي للتكرار.
313

الفهارس العامة
1 - الآيات القرآنية
2 - الأحاديث الشريفة
3 - أسماء المعصومين (عليهم السلام) سندا ومتنا
4 - أعلام السند
5 - أعلام المتن
6 - الفرق والطوائف والجماعات
7 - الأماكن والبقاع
8 - الأيام والوقائع
9 - الحيوانات
10 - الكتب الواردة في المتن
11 - مصادر التحقيق
12 - المحتويات
315

* (1) *
فهرس
الآيات القرآنية
الآية رقمها ص. ح
سورة البقرة
* (2) *
لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة... لعلكم تشكرون 55 - 11956 / 74
وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن 12057 / 74
إني جاعلك للناس إماما 208124 / 171
وكذلك جعلناكم أمة وسطا 221143 / 192
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم 259173 / 247
ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها 194189 / 155
فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر 267196 / 247
317

يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة 219208 / 187
تلك حدود الله فلا تعتدوها 257229 / 247
ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم 120243 / 74، 121 / 76
أو كالذي مر على قرية وهي خاوية 120259 / 74
سورة آل عمران
* (3) *
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين 12881 / 86،
147 / 102،
166 / 116
ومن يبتغ غير الإسلام 28385 / 261
ويقتلون الأنبياء بغير حق 306112 / 298
أفإن مات أو قتل 109144 / 61
وما محمد إلا رسول قد خلت من 227144 / 202
ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم 127157 / 85
ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون 109158 / 61
كل نفس ذائقة الموت 104185 / 55، 109 / 61
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا 79200 / 31
سورة النساء
* (4) *
ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء 26522 / 247
318

فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن 26624 / 247
فكيف إذا جئنا من كل أمة... الله حديثا 41 - 19242 / 153
وآتيناهم ملكا عظيما 20954 / 172
فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة 21254 / 175
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات 7058 / 16
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك 23664 / 209
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك... ويسلموا 23665 / 209، 210
237 / 211،
239 / 215،
240 / 219،
242 / 223
24065 / 219
من يطع الرسول فقد أطاع الله 26280 / 247
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف 30583 / 296
سورة المائدة
* (5) *
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم 2253 / 197
إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا 13520 / 97
يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك 21967 / 187
319

يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى 21968 / 187
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا 268106 / 247
تحبسونهما من بعد.... واتقوا الله واسمعوا 106 - 268108 / 247
سورة الأنعام
* (6) *
وقالوا لولا انزل عليه... لجعلناه رجلا 2628 / 247
وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به 21219 / 176
أولئك الذين هدى الله فبهداهم 21690 / 184
قل من أنزل الكتاب الذي جاء به 26291 / 247
وأن هذا صراطي مستقيما 228153 / 203
سورة الأعراف
* (7) *
انظرني إلى يوم يبعثون 13114 / 91
وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم 18746 / 147،
188 / 148، و 149،
189 / 150، و 151
190 / 152،
192 / 153،
320

193 / 155،
194 / 157،
195 / 158،
196 / 159
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا 15796 / 107،
186 / 146
واختار موسى قومه سبعين رجلا 199155 / 74
سورة الأنفال
* (8) *
إني أرى ما لا ترون 13248 / 91
سورة التوبة
* (9) *
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 13833 / 99
وتولوا وهم معرضون 26176 / 247
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم 109111 / 61،
115 / 69،
121 / 75
التائبون العابدون 115112 / 69
321

سورة يونس
* (10) *
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه 12439 / 80
سورة هود
* (11) *
الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا 24623 / 232
سورة الحجر
* (15) *
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 1052 / 55،
235 / 208
فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم 37 - 13138 / 91
سورة النحل
* (16) *
ينزل الملائكة بالروح من أمره 672 / 11
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن 25890 و 259 / 247
إنما حرم عليكم الميتة والدم 259115 / 247
322

سورة الإسراء
* (17) *
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب 1804 / 138
بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد 1805 / 138
ثم رددنا لكم الكرة عليهم 1806 / 138
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 719 / 17
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة 11272 / 65
ويسألونك عن الروح قل الروح 6685 / 9
أبعث الله بشرا رسولا 26194 / 247
وبالحق أنزلناه وبالحق نزل 257105 / 247
سورة الكهف
* (18) *
وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا 16647 / 115،
168 / 118
سورة طه
* (20) *
طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 1 - 2272 / 202
323

إن في ذلك لآيات لأولي النهى 54 و 225128 / 198
فإن له معيشة ضنكا 107124 / 59
ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع 192134 / 153
قل كل متربص فتربصوا 192135 / 153
سورة الأنبياء
* (21) *
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون 26223 / 247
كل نفس ذائقة الموت 10435 / 55،
109 / 61
يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 15569 / 107،
185 / 146
ففهمناها سليمان 28879 / 269
وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون 16695 / 115
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر 175105 / 128
سورة الحج
* (22) *
وبئر معطلة وقصر مشيد 20045 / 163
324

سورة المؤمنون
* (23) *
قد أفلح المؤمنون 2351 / 208،
245 / 229،
247 / 233،
283 / 261
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب 10477 / 55
سورة النور
* (24) *
إن الذين يرمون.... هو الحق المبين 23 - 27025 / 247
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا 14855 / 102،
167 / 116
سورة النمل
* (27) *
وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة 16882 / 118،
170 / 119
ويوم نحشر من كل أمة فوجا... كنتم تعلمون 83 - 12684 / 82 و 83
325

165 / 114،
169 / 118 و 119
إنما أمرت أن أعبد.... آياته فتعرفونها 91 - 17093 / 120
سورة القصص
* (28) *
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا 1675 / 116،
175 / 128
ولقد وصلنا لهم القول 21851 / 186
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون 19883 / 160
إن الذي فرض عليك القرآن لرادك 13685 / 98،
167 / 117،
171 / 121،
172 / 122
سورة العنكبوت
* (29) *
كل نفس ذائقة الموت 10457 / 55،
109 / 61
326

سورة السجدة
* (32) *
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى 10421 / 55
سورة الأحزاب
* (33) *
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم 2656 / 247
ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله 26553 / 247
سورة سبأ
* (34) *
وما أرسلناك إلا كافة للناس 13028 / 88،
172 / 123
سورة يس
* (36) *
يس * والقرآن الحكيم.... صراط مستقيم 1 - 2274 / 202
327

سورة ص
* (38) *
هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب 21039 / 173،
282 / 259،
289 / 270، 271
فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم 80 - 13181 / 91
سورة الزمر
* (39) *
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه 25218 / 243
وإذا ذكر الله وحده 27145 / 247
سورة غافر
* (40) *
ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين 17311 / 124
ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم 27112 / 247
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة 10851 / 60،
173 / 124 و 125
ويريكم آياته.... وخسر هنالك الكافرون 81 - 17482 / 126
328

سورة فصلت
* (41) *
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل 29030 / 272
سورة الشورى
* (42) *
أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 21613 / 184
ومن يقترف حسنة نزد له فيها 23823 / 214
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا 6552 / 6 - 7، 66 / 8
سورة الزخرف
* (43) *
ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة 26086 / 247
سورة الدخان
* (44) *
فارتقب يوم تأتي السماء... إنا منتقمون 10 - 12016 / 127
329

سورة الأحقاف
* (46) *
ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة 2204 / 189
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا 17415 / 128
سورة ق
* (50) *
واستمع يوم يناد.... ذلك يوم الخروج 41 - 10842 / 60
يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك 17642 / 129
يوم تشقق الأرض عنهم سراعا 17644 / 130
سورة الذاريات
* (51) *
يوم هم على النار يفتنون 13313 / 94
فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين 28336 / 261
سورة الطور
* (52) *
وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك 17647 / 131
330

سورة الرحمن
* (55) *
الرحمن * علم القرآن.... علمه البيان 1 - 2014 / 164
تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام 19878 / 160
سورة الواقعة
* (56) *
وظل ممدود.... لا مقطوعة ولا ممنوعة 30 - 20033 / 163
سورة الحديد
* (57) *
ليقوم الناس بالقسط 25 198 / 160
سورة الحشر
* (59) *
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه 2897 / 270 و 271
إني أخاف الله رب العالمين 13216 / 91
331

سورة الصف
* (61) *
ومبشرا برسول يأتي من بعدي 2276 / 202
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين 1049 / 55
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون 1389 / 99
سورة التغابن
* (64) *
أبشر يهدوننا فكفروا 2616 / 247
فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا 2918 / 273
سورة الطلاق
* (65) *
ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه 2661 / 247
فاتقوا الله يا اولي.... رسولا 10 - 22811 / 202
سورة القلم
* (68) *
ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة 1 - 2282 / 202
332

إذا تتلى عليه.... سنسمه على الخرطوم 15 - 17716 / 132
سورة الحاقة
* (69) *
وتعيها اذن واعية 22312 / 195،
256 / 247
سورة المعارج
* (70) *
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 1834 / 143
سورة الجن
* (72) *
لما قام عبد الله يدعو كادوا يكونون 2279 / 202
حتى إذا رأوا ما يوعدون... ربي له أمدا 24 - 17725 / 133
سورة المزمل
* (73) *
يا أيها المزمل 2281 / 202
333

سورة المدثر
* (74) *
يا أيها المدثر * قم فأنذر 1 - 1042 / 55،
129 / 88،
178 / 134
228 / 202
إنها لإحدى الكبر * نذيرا للبشر 35 - 10436 / 55،
130 / 88
سورة النبأ
* (78) *
يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا 18118 / 139
سورة النازعات
* (79) *
تلك إذا كرة خاسرة... فإذا هم بالساهرة 12 - 13414 / 96
أنا ربكم الأعلى 25924 / 247
سورة عبس
* (80) *
قتل الإنسان ما أكفره... كلا لما يقض ما أمره 17 - 17823 / 135،
334

179 / 136
سورة التكوير
* (81) *
وما تشاؤون إلا أن يشاء الله 22229 / 194
سورة الأعلى
* (87) *
سنقرئك فلا تنسى 2856 / 263
سورة الضحى
* (93) *
وللآخرة خير لك... ربك فترضى 4 - 1805 / 137
سورة القدر
* (97) *
تنزل الملائكة والروح فيها 684 / 12
سورة البينة
* (98) *
صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة 2 - 2193 / 188
335

سورة المسد
* (111) *
تبت يدا أبي لهب 831 / 37
336

* (2) *
فهرس
الأحاديث الشريفة
الحديث المعصوم ص. ح
آلى الرحمن على الناكح والمنكوح أبو جعفر (عليه السلام) 313 / 311
أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب أبو عبد الله (عليه السلام) 199 / 162
اتبعك هذا الفاجر فظننا أنه يريد الحسن والحسين (عليهما السلام) 73 / 22
أتدري بما أمروا؟ أمروا بمعرفتنا أبو عبد الله (عليه السلام) 239 / 216
الاحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو عبد الله (عليه السلام) 175 / 128
أخبرني عن رسول الله كان عاما للناس؟ أبو عبد الله (عليه السلام) 172 / 123
إذا ادخل الرجل حفرته أتاه ملكان أمير المؤمنين (عليه السلام) 191 / 153
إذا حدثوكم بحديث عن الأئمة أبو عبد الله (عليه السلام) 286 / 266
337

إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا بانت منه أبو عبد الله (عليه السلام) 293 / 276
إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في... أبو جعفر (عليه السلام) 71 / 16
استوجب زيارة الروح في ليلة القدر أبو عبد الله (عليه السلام) 68 / 12
اسكن عليك السلام غير مهجور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 97 / 51
أشهد أنك قتلت مظلوما أبو عبد الله (عليه السلام) 153 / 105
أف للدنيا أف للدينا إنما الدنيا دار بلاء أبو عبد الله (عليه السلام) 183 / 144
الاقتراف للحسنة هو التسليم لنا أبو جعفر (عليه السلام) 238 / 214
الإقرار له بالعبودية والوحدانية أبو جعفر (عليه السلام) 75 / 24
أقول فيها ما قال الله عز وجل وذلك أبو عبد الله (عليه السلام) 134 / 96
اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك علي بن الحسين (عليه السلام) 279 / 255
اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا أبو محمد (عليه السلام) 151 / 103
أليس من دينكما الرد إلي؟ أبو عبد الله (عليه السلام) 284 / 262
أما والله لأضلنه أما والله لأوهمنه أبو عبد الله (عليه السلام) 287 / 268
أما والله لقد أفتيته بالهداية التي أبو الحسن (عليه السلام) 287 / 268
أما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) 312 / 310
أما والله لو وجدت منكم ثلاثة... أبو عبد الله (عليهما السلام) 295 / 278
أما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنهم أبو عبد الله (عليه السلام) 306 / 298
أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) 76 / 25
أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله أبو عبد الله (عليه السلام) 254 / 247
أما كتاب الله فحرفوا وأما الكعبة أبو جعفر (عليه السلام) 276 / 251
338

أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس به أبو عبد الله (عليه السلام) 302 / 290
أما من قتل معه مسلم لنا دونه... أبو عبد الله (عليه السلام) 281 / 258
الإمام منا ينذر به كما أنذر رسول... أبو جعفر (عليه السلام) 212 / 176
أمت الحديث بالكتمان الإمام علي (عليه السلام) 298 / 283
الأمر أعظم من ذلك وأوجب أبو عبد الله (عليه السلام) 66 / 8
أمر الناس بخصلتين فضيعوهما أبو الحسن الأول (عليه السلام) 296 / 280،
العبد الصالح (عليه السلام) 301 / 287
إن كان في يدك هذه شئ فاستطعت أبو الحسن موسى (عليه السلام) 307 / 302
إن إبليس قال * (انظرني إلى يوم) * أبو عبد الله (عليه السلام) 131 / 91
إن أحب أصحابي إلي أفقههم أبو جعفر (عليه السلام) 294 / 277
إن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدوا سنة أبو عبد الله (عليه السلام) 303 / 293
إن الذي بلغك هو الحق أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 92 / 48
إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم أبو عبد الله (عليه السلام) 133 / 92
إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد أمير المؤمنين (عليه السلام) 147 / 102
إن الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل أبو عبد الله (عليه السلام) 173 / 123
إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى... أبو إبراهيم (عليه السلام) 201 / 165
إن الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمة أبو الحسن الثالث (عليه السلام) 222 / 194
إن الله عز وجل خلق الأنبياء و... الإمام الباقر (عليه السلام) 64 / 5
إن الله عز وجل خلق جبلا محيطا بالدنيا أبو جعفر (عليه السلام) 87 / 41
إن الله علم محمدا القرآن أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 201 / 164
339

إن الله تبارك وتعالى عير قوما بالإذاعة أبو عبد الله (عليه السلام) 305 / 296
إن الله عز وجل فرض العلم على ستة أبو عبد الله (عليه السلام) 226 / 199
إن الله عز وجل فوض إلى سليمان... أبو عبد الله (عليه السلام) 289 / 271
إن الله عز وجل قال لنبيه ولقد وصيناك أبو عبد الله (عليه السلام) 216 / 184
إن الله عز وجل قد أخذ ميثاق كل نبي أبو عبد الله (عليه السلام) 216 / 184
إن الإمام لا يغسله إلا الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) 92 / 48
إن الإمام يعرف نطفة الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) 72 / 18
إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه أمير المؤمنين (عليه السلام) 164 / 112
إن الأوصياء (عليهم السلام) محدثون الإمام الباقر (عليه السلام) 63 / 3
إن أول سورة نزلت على رسول... أبو جعفر (عليه السلام) 284 / 263
إن أول من يرجع لجاركم الحسين (عليه السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 133 / 93
إن أول من يكر في الرجعة الحسين... أبو عبد الله (عليه السلام) 107 / 58
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي: يا بني... الحسين بن علي (عليه السلام) 155 / 107،
185 / 146
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليا (عليه السلام)... أبو جعفر (عليه السلام) 123 / 78
إن الروح لا تمازج البدن ولا تواكله أبو عبد الله (عليه السلام) 67 / 10
إن علي بن الحسين (عليه السلام) اتي بعسل أبو عبد الله (عليه السلام) 199 / 161
إن لعلي (عليه السلام) في الأرض كرة أبو عبد الله (عليه السلام) 137 / 99
إن لله عز وجل اثنى عشر ألف عالم أبو عبد الله (عليه السلام) 92 / 47
إن لله عز وجل بالمشرق مدينة اسمها أبو عبد الله (عليه السلام) 91 / 46
340

إن لله خلف هذا النطاق زبرجدة أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 88 / 42
إن لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب الحسن بن علي (عليه السلام) 87 / 40
إن لله عز وجل مدينتين إحداهما... الحسن بن علي (عليه السلام) 90 / 45
إن لله عز وجل مدينتين مدينة بالمشرق أبو عبد الله (عليه السلام) 84 / 39
إن مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني أبو عبد الله (عليه السلام) 115 / 68
إن المدثر هو كائن عند الرجعة أمير المؤمنين (عليه السلام) 130 / 89
إن المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة أبو عبد الله (عليه السلام) 245 / 229
إن من قرة العين التسليم إلينا أبو عبد الله (عليه السلام) 247 / 235
إن من وراء شمسكم هذه أربعين... أبو جعفر (عليه السلام) 89 / 44
إن منا بعد القائم (عليه السلام) اثنا عشر مهديا أبو عبد الله (عليه السلام) 181 / 141
إن مولانا الحسين (عليه السلام) ولد يوم أبو محمد (عليه السلام) 151 / 103
إن مولى عثمان كان سبابة لعلي (عليه السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 242 / 223
إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه أبو عبد الله (عليه السلام) 124 / 80
أنا أول قادم على الله تبارك وتعالى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 273 / 249
أنا قسيم الجنة والنار لا يدخلها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) 165 / 114
إنا أهل البيت لم يزل الله يبعث منا أبو عبد الله (عليه السلام) 203 / 166
إنا أهل بيت من علم الله علمنا أبو جعفر (عليه السلام) 215 / 183
الأنبياء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإبراهيم و... أبو عبد الله (عليه السلام) 135 / 97
انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير... أبو عبد الله (عليه السلام) 168 / 118
أنزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة أبو جعفر (عليه السلام) 189 / 150
انسيه لينفذ فيه الحكم الإمام الرضا (عليه السلام) 74 / 23
إنك تجد في ميمنة المسجد رجلا أبو الحسن موسى (عليه السلام) 297 / 282
إنك لم تسألني عن هذه المسألة إلا... أبو عبد الله (عليه السلام) 286 / 267
إنما شيعتنا الخرس أبو جعفر (عليه السلام) 311 / 306
إنما عنى أن يؤدي الإمام الأول منا إلى أبو جعفر (عليه السلام) 70 / 16
إنما هو ربع الناس إنما هو ولد آدم أبو جعفر (عليه السلام) 206 / 169
إنه بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بطنين... أبو عبد الله (عليه السلام) 110 / 63
إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق به أبو عبد الله (عليه السلام) 300 / 286
إنها لم ترني ولن تراني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 83 / 37
إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 278 / 254
إني ذكرت نعمة الله علي فسجدت أبو عبد الله (عليه السلام) 82 / 36
إني سألت الله عز وجل في إسماعيل... أبو عبد الله (عليه السلام) 131 / 90
إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 277 / 252
إني لاحدث الرجل بالحديث فيذيعه أبو عبد الله (عليه السلام) 312 / 308
إني لأعرف من لو قام على شاطئ البحر أبو جعفر (عليه السلام) 222 / 193
إني لفي عمرة اعتمرتها في الحجر أبو جعفر (عليه السلام) 98 / 53
أوصى آدم (عليه السلام) إلى هابيل فحسده... أبو عبد الله (عليه السلام) 306 / 299
أول من تنشق الأرض عنه ويرجع أبو عبد الله (عليه السلام) 123 / 77
أول من يرجع إلى الدنيا الحسين... أبو عبد الله (عليه السلام) 136 / 98
أي إمام لا يعلم ما يصيبه ولا إلى... أبو عبد الله (عليه السلام) 78 / 28
أيام الله ثلاثة يوم قيام القائم أبو جعفر (عليه السلام) 164 / 113
أيام الله ثلاثة يوم يقوم القائم أبو عبد الله (عليه السلام) 105 / 56
أيسركم أن هذا الأمر كان؟ أبو عبد الله (عليه السلام) 299 / 285
أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 275 / 251
أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني أمير المؤمنين (عليه السلام) 142 / 101
أيها الناس لأعرفنكم ترجعون بعدي... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 116 / 70
بحديث الأخير أبو عبد الله (عليه السلام) 286 / 265
بل اسجدوا لله إن هذا الجمل يشكو... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 99 / 54
بل ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الديار أبو جعفر (عليه السلام) 122 / 76
بلغني أنك تزعم أن الخمر رجل أبو عبد الله (عليه السلام) 253 / 244
بهذا نزل جبرئيل (عليه السلام) أبو عبد الله (عليه السلام) 244 / 228
246 / 231
التسليم في الأمر أبو عبد الله (عليه السلام) 240 / 219
تفسيرها قد أفلح المسلمون إن أبو عبد الله (عليه السلام) 283 / 261
تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية أبو جعفر (عليه السلام) 117 / 72
ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد... أبو عبد الله (عليه السلام) 100 / 54
جبرئيل الذي نزل على الأنبياء والروح أبو جعفر (عليه السلام) 67 / 11
حسبك أن يعلم الله وامامك الذي تأتم أبو عبد الله (عليه السلام) 307 / 300
الحسين (عليه السلام) يخرج على أثر القائم (عليه السلام) أبو عبد الله (عليه السلام) 181 / 139
خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل أبو عبد الله (عليه السلام) 66 / 9
خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل أبو عبد الله (عليه السلام) 65 / 6
دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجهني إلى... علي بن أبي طالب (عليه السلام) 93 / 49
دعاه فوالله ما أجلي إلا له أمير المؤمنين (عليه السلام) 74 / 22
دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم الإمام علي (عليه السلام) 309 / 304
ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر أبو جعفر (عليه السلام) 205 / 168
ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين... أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 201 / 164
ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر أبو جعفر (عليه السلام) 174 / 127
ذلك في الرجعة أبو عبد الله (عليه السلام) 173 / 124
ذلك في الميثاق أبو جعفر (عليه السلام) 115 / 69
ذلك والله في الرجعة أما علمت أن... أبو عبد الله (عليه السلام) 108 / 60
173 / 125
رحم الله جابرا بلغ من فقهه أنه كان أبو جعفر (عليه السلام) 171 / 121
رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه أبو جعفر (عليه السلام) 167 / 117
رحم الله المعلى بن خنيس أبو عبد الله (عليه السلام) 183 / 144
سم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم خيبر فتكلم... أبو عبد الله (عليه السلام) 98 / 52
سور بين الجنة والنار قائم عليه أبو عبد الله (عليه السلام) 190 / 152
صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 230 / 205
صراط بين الجنة والنار أبو جعفر (عليه السلام) 189 / 150
صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة فقرأ تبت... أبو جعفر (عليه السلام) 83 / 37
341

ضرب بينهما حجاب أصفر أبو جعفر (عليه السلام) 83 / 37
طاعة الله مفروضة أبو عبد الله (عليه السلام) 212 / 175
الطاعة المفروضة أبو جعفر (عليه السلام) 209 / 172
عافانا الله وإياك بأحسن عافية أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 80 / 33
عنى بها عليا (عليه السلام) وتصديق ذلك أبو عبد الله (عليه السلام) 236 / 209
فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به أبو عبد الله (عليه السلام) 249 / 239
فأنا مقر بفضلكم محتمل لعلمكم أبو الحسن الثالث (عليه السلام) 152 / 104
فردوه إلينا فإنك إذا كذبته فإنما تكذبنا أبو عبد الله (عليه السلام) 250 / 240
فلا يغفل فإن الناس عندنا على درجات أبو عبد الله (عليه السلام) 293 / 275
فما تريد أتريد أن تكون إماما...؟ أبو جعفر (عليه السلام) 247 / 234،
280 / 257
فما وردت علي قضية إلا حكمت الإمام علي (عليه السلام) 62 / 2
فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر... أبو عبد الله (عليه السلام) 175 / 128
في إمام بعد إمام أبو عبد الله (عليه السلام) 218 / 186
في الرجعة أحدهما (عليهما السلام) 112 / 65
قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان أبو عبد الله (عليه السلام) 169 / 119
قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) وطعن... أبو عبد الله (عليه السلام) 180 / 138
القتل في سبيل علي وذريته (عليهم السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 127 / 85
قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم... أبو جعفر (عليه السلام) 235 / 208،
240 / 218،
241 / 222
أبو عبد الله (عليه السلام) 242 / 224
أبو جعفر (عليه السلام) 247 / 233
قد بانت منه بثلاث أبو عبد الله (عليه السلام) 288 / 270
قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم... أبو عبد الله (عليه السلام) 299 / 285
قد كشف لها عن الغطاء أبو عبد الله (عليه السلام) 240 / 220
القدرية تنكرها أبو جعفر (عليه السلام) 114 / 67
كأنك تريد أن تكون إماما يقتدى بك أبو عبد الله (عليه السلام) 285 / 264
كأني بحمران بن أعين وميسر بن... أبو عبد الله (عليه السلام) 126 / 84
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم قاعدا أبو عبد الله (عليه السلام) 99 / 54
كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) عالم هذه... أبو عبد الله (عليه السلام) 213 / 178
كان علي (عليه السلام) لا يعزل وأما أنا فأعزل أبو عبد الله (عليه السلام) 288 / 269
كان يتلقاه به روح القدس أبو عبد الله (عليه السلام) 62 / 2
كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب أبو عبد الله (عليه السلام) 166 / 115
كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل أبو جعفر (عليه السلام) 214 / 179
كنت أشتكي - ونحن بمنى - شكوى... أبو جعفر (عليه السلام) 125 / 81
كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف أمير المؤمنين (عليه السلام) 229 / 205
كنت مريضا بمنى وأبي (عليه السلام) عندي أبو جعفر (عليه السلام) 112 / 66
كيف أنت إذا استيأست أمتي من المهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 106 / 57
لأن ميرة المؤمنين منه وهو كان أبو جعفر (عليه السلام) 227 / 201
لا، إلا وأحدهما صامت لا يتكلم أبو عبد الله (عليه السلام) 221 / 191
لا، إنه يعلم قبل ذلك ليتقدم الإمام الرضا (عليه السلام) 78 / 27
لا، ولكن من قتل من المؤمنين رد أبو جعفر (عليه السلام) 121 / 75
لابد من فتنة صماء صيلم يسقط الإمام الرضا (عليه السلام) 157 / 108
لا تحدث حديثنا إلا أهلك أبو عبد الله (عليه السلام) 303 / 291
لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ التائبين... أبو جعفر (عليه السلام) 115 / 69
لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا... أبو جعفر (عليه السلام) 123 / 79
لا تقولوا لكل آية هذا رجل وهذا رجل أبو عبد الله (عليه السلام) 253 / 245
لا تقولوا هذا رمضان ولا جاء رمضان أبو جعفر (عليه السلام) 197 / 160
لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا... أبو جعفر (عليه السلام) 251 / 242
لا تكون الأرض إلا وفيها عالم يعلم أبو عبد الله (عليه السلام) 211 / 174
لا حجة عليه إنما الحجة على من سمع أبو جعفر (عليه السلام) 284 / 263
لا يزال كتاب الله والدليل منا عليه أبو جعفر (عليه السلام) 278 / 254
لا يا أبا يوسف وإن ذلك لبين في... أبو عبد الله (عليه السلام) 79 / 31
لا يسأل في القبر إلا من محض الايمان أبو جعفر (عليه السلام) 116 / 71
لترجعن نفوس ذهبت وليقتص يوم أبو إبراهيم (عليه السلام) 134 / 95
لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 154 / 106،
217 / 185
لقد أنزل الله عز وجل ذلك الروح على... أبو جعفر (عليه السلام) 65 / 7
لقد كتم الله الحق كتمانا كأنه أراد أبو عبد الله (عليه السلام) 312 / 309
لم ينزل من السماء شئ أقل ولا أعز أبو عبد الله (عليه السلام) 283 / 261
لما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الركن... أبو عبد الله (عليه السلام) 97 / 51
لما قتل الحسين بن علي (عليه السلام) أرسل... أبو جعفر (عليه السلام) 95 / 50
لما قضى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوته واستكمل... أبو جعفر (عليه السلام) 69 / 15
لما كانت الليلة التي وعد بها علي بن... أبو عبد الله (عليه السلام) 76 / 26
لو أجد ثلاثة رهط أستودعهم العلم الإمام الباقر (عليه السلام) 73 / 20
لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 229 / 204
لو أن على أفواهكم أوكية لحدثنا كل أبو جعفر (عليه السلام) 308 / 303
لو أن قوما عبدوا الله وحده ثم قالوا أبو عبد الله (عليه السلام) 236 / 210
لو أنا أعطيناكم ما تريدون كان شرا أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 309 / 305
لو بقي على الأرض اثنان لكان... أبو عبد الله (عليه السلام) 79 / 32
لو خلت الأرض من حجة طرفة عين الإمام الرضا (عليه السلام) 81 / 34
لو وجدت ثلاثة استودعهم لأعطيتهم أبو جعفر (عليه السلام) 297 / 281
ليس أحد من المؤمنين قتل إلا و... أبو عبد الله (عليه السلام) 169 / 119
ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع أبو عبد الله (عليه السلام) 126 / 82
ليس بشئ أبو عبد الله (عليه السلام) 293 / 276
ليس علي من مرضي هذا بأس أبو جعفر (عليه السلام) 78 / 29
ليس عند أحد شئ من حق ولا ميراث أبو جعفر (عليه السلام) 83 / 38
ليس كما يقولون إن ذلك في الرجعة أبو عبد الله (عليه السلام) 166 / 115
ليس من قتل بالسيف كمن مات على... أبو جعفر (عليه السلام) 109 / 61
ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة أبو جعفر (عليه السلام) 103 / 55
ليس هكذا أنزلت إنما أنزلت ومن يبتغ أبو عبد الله (عليه السلام) 283 / 261
ليؤمنن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولينصرن أبو عبد الله (عليه السلام) 128 / 86
ما أحب ذلك لك ولكن جالس هؤلاء... أبو عبد الله (عليه السلام) 304 / 294
341

ما بعث الله نبيا من لدن آدم (عليه السلام) إلا أبو عبد الله (عليه السلام) 166 / 116
ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في أبو عبد الله (عليه السلام) 280 / 256
ما ذنبي إن كان الله تعالى يحب أن يعبد أبو عبد الله (عليه السلام) 311 / 307
ما على أحدكم إذا بلغه عنا حديث لم أبو عبد الله (عليه السلام) 249 / 238
ما علمتم أنه قولنا فالزموه أبو الحسن الثالث (عليه السلام) 245 / 230
ما في هذه الأمة أحد بر ولا فاجر إلا أبو جعفر (عليه السلام) 104 / 55
ما لله آية أعظم مني فإذا رجعوا أمير المؤمنين (عليه السلام) 171 / 120
ما من شئ يحتاج إليه ابن آدم إلا... أبو عبد الله (عليه السلام) 225 / 197
ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة أبو جعفر (عليه السلام) 115 / 69
مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في... أبو عبد الله (عليه السلام) 67 / 10
مرة مرة أبو جعفر (عليه السلام) 286 / 267
مرض أبو جعفر (عليه السلام) مرضا شديدا أبو عبد الله (عليه السلام) 78 / 29
مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلف في أمته أبو عبد الله (عليه السلام) 274 / 250
من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو ممن... أبو عبد الله (عليه السلام) 305 / 297
من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) 112 / 64
من أين جئت يا أعرابي أبو جعفر (عليه السلام) 204 / 168
من سره أن يستكمل الايمان فليقل أبو عبد الله (عليه السلام) 282 / 261
من سمع من رجل أمرا لم يحط به علما أبو جعفر (عليه السلام) 244 / 227
من قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل أبو عبد الله (عليه السلام) 271 / 248
من مات من المؤمنين قتل ومن قتل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) 110 / 62
من مات وليس عليه إمام مات ميتة أبو جعفر (عليه السلام) 210 / 173
موت الفجأة تخفيف على المؤمن علي بن الحسين (عليه السلام) 279 / 255
الناس ثلاثة أصناف: صنف بين بنورنا الإمام علي (عليه السلام) 309 / 304
نحن أصحاب الأعراف من عرفنا... أبو عبد الله (عليه السلام) 196 / 159
نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم أمير المؤمنين (عليه السلام) 190 / 151،
195 / 158
نحن أولئك الرجال الأئمة منا أبو جعفر (عليه السلام) 187 / 147
نحن أولوا الذكر ونحن أولوا العلم أبو جعفر (عليه السلام) 226 / 200
نحن الشهداء على الناس بما عندنا من أبو جعفر (عليه السلام) 222 / 192
نحن والله أولوا النهى أبو عبد الله (عليه السلام) 225 / 198
نحن ورثة الأنبياء وورثة كتاب الله أبو عبد الله (عليه السلام) 215 / 182
نعم إنه حيث كان أبو بكر معه في الغار أبو عبد الله (عليه السلام) 138 / 100
نعم إنه كان له صديق مؤاخ له أبو عبد الله (عليه السلام) 184 / 145
نعم إنها لكرات وكرات ما من إمام أبو عبد الله (عليه السلام) 132 / 91
نعم حتى يتقدم في الأمر الإمام الرضا (عليه السلام) 74 / 23
نعم نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 179 / 136
نعم وأكثر من ذلك فاسأل عما بدا لك الإمام الرضا (عليه السلام) 213 / 177
نعم والله ولله عز وجل قباب كثيرة أبو عبد الله (عليه السلام) 89 / 43
نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير... أبو عبد الله (عليه السلام) 73 / 21
نعم ويلك يا بن الكوا أفقه عني أخبرك أمير المؤمنين (عليه السلام) 118 / 74
نعم يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل... أبو جعفر (عليه السلام) 210 / 173
هذا رجل من المسلمة إن المسلمين أبو عبد الله (عليه السلام) 244 / 228
هذا علم خاص لا يسع الأمة جهله أمير المؤمنين (عليه السلام) 162 / 112
هذا من المسلمين إن المسلمين هم أبو عبد الله (عليه السلام) 248 / 237
هذه أحاديثنا صحيحة زين العابدين (عليه السلام) 161 / 112
هم الأئمة (عليهم السلام) أبو جعفر وأبو عبد الله (عليه السلام) 188 / 148
هم الأئمة منا أهل البيت (عليهم السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 195 / 157
هم الأئمة (عليهم السلام) ويجري فيمن استقام أبو عبد الله (عليه السلام) 290 / 272
هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى أبو جعفر (عليه السلام) 194 / 156
هم المسلمون لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا... أحدهما (عليهما السلام) 252 / 243
هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي أمير المؤمنين (عليه السلام) 105 / 55
هو التسليم له في الأمور أبو عبد الله (عليه السلام) 237 / 211
هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب أبو جعفر (عليه السلام) 220 / 188
هو والله الإخبات أبو عبد الله (عليه السلام) 246 / 232
هو والله التسليم وإلا فالذبح أبو جعفر (عليه السلام) 241 / 221
هو والله علي (عليه السلام) هو والله الميزان أبو عبد الله (عليه السلام) 228 / 203
هي الرجعة أبو عبد الله (عليه السلام) 176 / 129
هي والله للنصاب أبو عبد الله (عليه السلام) 107 / 59
هي الولاية أبو جعفر (عليه السلام) 219 / 187
هي ولايتنا أبو جعفر (عليه السلام) 219 / 187
والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة أبو عبد الله (عليه السلام) 107 / 59
والله لأعلم من أين هذا العسل وأين... علي بن الحسين (عليه السلام) 199 / 161
والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة أبو عبد الله (عليه السلام) 239 / 215
والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد... أبو جعفر (عليه السلام) 159 / 110،
182 / 142
والله ما ترك الله الأرض منذ قبض آدم... أبو جعفر (عليه السلام) 79 / 30
والله ما الناصب لنا حربا بأشد مؤونة أبو عبد الله (عليه السلام) 300 / 286
والله هذا هو الحق المبين أبو عبد الله (عليه السلام) 248 / 236
والله يا بن صهاك لولا عهد من رسول أمير المؤمنين (عليه السلام) 177 / 133
وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا أمير المؤمنين (عليه السلام) 148 / 102
وأنا الذي احتج الله به عليكم أمير المؤمنين (عليه السلام) 149 / 102
وأنا الذي أنحلني ربي اسمه وكلمته و... أمير المؤمنين (عليه السلام) 150 / 102
وأنا صاحب الجنة والنار اسكن أهل... أمير المؤمنين (عليه السلام) 148 / 102
وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق أمير المؤمنين (عليه السلام) 148 / 102
وأي شئ أقر للعين من التقية أبو جعفر (عليه السلام) 307 / 301
وددت والله أني افتديت خصلتين علي بن الحسين (عليه السلام) 304 / 295
وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن علي... أبو عبد الله (عليه السلام) 220 / 190
وعتها اذن أمير المؤمنين (عليه السلام) من الله أبو عبد الله (عليه السلام) 223 / 195
ولا تقل لما يبلغك عنا أو ينسب إلينا أبو الحسن الأول (عليه السلام) 250 / 241
ولاية الله أسرها إلى جبرئيل (عليه السلام) أبو جعفر (عليه السلام) 309 / 305
ولسوف يرجع جاركم الحسين بن... أبو جعفر (عليه السلام) 118 / 73
341

وما أنت وذاك إنما كلف الله الناس أبو جعفر (عليه السلام) 243 / 225
ومكنني في دولتكم وأحياني في أبو الحسن الثالث (عليه السلام) 153 / 104
ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله... أبو الحسن الثالث (عليه السلام) 153 / 104
وهي كرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكون ملكه أبو عبد الله (عليه السلام) 183 / 143
ويح سالم ما يدري سالم ما منزلة الإمام أبو جعفر (عليه السلام) 208 / 170
ويحك إن أعلاه علم وأسفله طعام أمير المؤمنين (عليه السلام) 224 / 196
ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين أبو عبد الله (عليه السلام) 181 / 140
يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 159 / 111
يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر أبو عبد الله (عليه السلام) 158 / 109
يا أبا حمزة لا ترفعوا عليا فوق ما... أبو جعفر (عليه السلام) 128 / 87
يا أبا خالد النور والله الأئمة (عليهم السلام) أبو عبد الله (عليه السلام) 291 / 273
يا أبان السلام من ظهر الكوفة أبو عبد الله (عليه السلام) 111 / 63
يا ابن أشيم إن الله عز وجل فوض إلى أبو عبد الله (عليه السلام) 282 / 259
يا ابن أشيم إن الله تبارك وتعالى... أبو عبد الله (عليه السلام) 288 / 270
يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 278 / 253
يا بني إن الذي جاءني فأخبرني أني أبو جعفر (عليه السلام) 79 / 29
يا بني إنك ستساق إلى العراق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 185 / 146
يا جعيد بحكم آل داود الإمام الحسين (عليه السلام) 61 / 1
يا حفص إني نهيت المعلى من أمر أبو عبد الله (عليه السلام) 295 / 279
يا حمزة إني سأحدثك في هذا الحديث أبو عبد الله (عليه السلام) 76 / 25
يا زرارة قول الله أصدق من قولك أبو جعفر (عليه السلام) 109 / 61
يا سالم إن الإمام هاد مهدي لا يدخله أبو جعفر (عليه السلام) 243 / 226
يا سعد آل محمد الأعراف لا يدخل أبو جعفر (عليه السلام) 188 / 149
يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة... أبو جعفر (عليه السلام) 193 / 155
يا سليمان إنكم على أمر من كتمه أعزه أبو عبد الله (عليه السلام) 302 / 289
يا عبد الله ما أرسل الله نبيا من أنبيائه أبو جعفر (عليه السلام) 75 / 24
يا علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 93 / 49
يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 168 / 118
يا علي إن الله عز وجل أشهدك معي... رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 231 / 206
يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 160 / 111
يا علي إنك والأوصياء من بعدي أعراف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 193 / 154
يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 159 / 111
يا علي ذلك رجل ممن كان يكتم إيمانه أبو الحسن موسى (عليه السلام) 298 / 282
يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق علي بن الحسين (عليه السلام) 95 / 50
يا كامل أتدري ما قول الله * (قد أفلح...) * أبو جعفر (عليه السلام) 235 / 208
يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه أبو عبد الله (عليه السلام) 204 / 167
يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلمون أبو جعفر (عليه السلام) 239 / 217
يا كلبي كم لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من اسم في... أبو عبد الله (عليه السلام) 227 / 202
يا محمد بن مسلم إن في الهند أو... أبو جعفر (عليه السلام) 207 / 169
يا معاوية أتريدون أن تكذبوا الله... أبو عبد الله (عليه السلام) 299 / 284
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه أبو عبد الله (عليه السلام) 301 / 288
يا معلى إن الله عز وجل يحب أن يعبد أبو عبد الله (عليه السلام) 301 / 288
يا معلى إن التقية من ديني ودين آبائي أبو عبد الله (عليه السلام) 301 / 288
يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا أبو عبد الله (عليه السلام) 296 / 279
يا معلى لا تكونوا أسرى في أيدي أبو عبد الله (عليه السلام) 296 / 279
يا معلى المذيع أمرنا كالجاحد له أبو عبد الله (عليه السلام) 301 / 288
يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله أبو عبد الله (عليه السلام) 301 / 288
يا معلى من أذاع الصعب من حديثنا لم أبو عبد الله (عليه السلام) 296 / 279
يا مفضل إن الله تعالى جعل في النبي... أبو عبد الله (عليه السلام) 63 / 4
يا من يكفي خلقه كله ولا يكفيه أحد... أبو عبد الله (عليه السلام) 81 / 35
يا منصور ما أجد أحدا أحدثه أبو عبد الله (عليه السلام) 303 / 292
يا نصر إنه والله ليس حيث ذهب أبو عبد الله (عليه السلام) 200 / 163
يا هيثم التميمي إن قوما آمنوا بالظاهر أبو عبد الله (عليه السلام) 254 / 246
يا ويل سالم يا ويل سالم وما يدري... أبو عبد الله (عليه السلام) 210 / 173
يا يونس سلم تسلم أبو عبد الله (عليه السلام) 283 / 261
يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا... أبو جعفر (عليه السلام) 214 / 181
يجعل الله له يا أبا بصير مخرجا أبو عبد الله (عليه السلام) 292 / 274
يرجع إليكم نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن الحسين (عليه السلام) 172 / 122
يرد الثلاثة إلى الواحدة فقد وقعت... أبو عبد الله (عليه السلام) 293 / 276
يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند... أبو عبد الله (عليه السلام) 72 / 19
يعطيك من الجنة فترضى أبو عبد الله (عليه السلام) 180 / 137
يعلم ذلك حين يمضي صاحبه أبو الحسن (عليه السلام) 69 / 14
يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء أبو جعفر (عليه السلام) 220 / 189
يعني بذلك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقيامه في أبو جعفر (عليه السلام) 129 / 88
يعني الكرة هي الآخرة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو عبد الله (عليه السلام) 180 / 137
يقول لك إني قلت الليل أبو عبد الله (عليه السلام) 249 / 239
يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب أبو عبد الله (عليه السلام) 133 / 94
ينادون في رجب ثلاثة أصوات من... الإمام الرضا (عليه السلام) 157 / 107
ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه أبو جعفر (عليه السلام) 310 / 305
ينكر أهل العراق الرجعة أبو جعفر (عليه السلام) 126 / 83
ينكرون الإمام المفروض الطاعة و... أبو عبد الله (عليه السلام) 208 / 171
يهدي إلى الإمام (عليه السلام) أبو عبد الله (عليه السلام) 71 / 17
يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون أبو عبد الله (عليه السلام) 238 / 212 و 213
يورث كتبا ويزداد في كل يوم جمعة أبو عبد الله (عليه السلام) 69 / 13
اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلتها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 98 / 52
341