الكتاب: وسائل الشيعة (آل البيت)
المؤلف: الحر العاملي
الجزء: ١٦
الوفاة: ١١٠٤
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: مهر - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بقم المشرفة
ردمك:
ملاحظات:

تفصيل
وسائل الشيعة
إلى تحصيل الشريعة
تأليف
الفقيه المحدث
الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
المتوفى سنة 1104 ه‍
الجزء السادس عشر
تحقيق
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
1

بسم الله الرحمن الرحيم
3

بقية أبواب جهاد النفس وما يناسبه
60 - باب حد التكبر والتجبر المحرمين
[20814] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن
عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أحدهما
عليهما السلام قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل
من الكبر قال: فاسترجعت، فقال: مالك تسترجع؟ فقلت: لما سمعت
منك، فقال: ليس حيث تذهب إنما أعنى الجحود

الباب ب 60
فيه 7 أحاديث
1 - الكافي 2: 234 / 7، ومعاني الأخبار: 241 / 3.
5

[20815] 2 - وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن حر، عن عبد الأعلى عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق.
[20816] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الأعلى بن أعين قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن
أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قلت: وما غمص الخلق وسفه
الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله، فمن فعل ذلك فقد نازع الله
عز وجل رداءه.
[20817] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
غير واحد، عن علي ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن
عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الكبر؟
قال: أعظم الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس، قلت وما تسفه الحق؟
قال: يجهل الحق ويطعن على أهله
ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن محمد بن علي ماجيلويه عن
عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة،
عن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام، والذي قبله عن أبيه،
عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم والذي قبلهما عن
محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي عن

1 - الكافي 2: 234 / 8، ومعاني الأخبار: 242 / 4.
3 - الكافي 2: 234 / 9 ومعاني الأخبار: 242 / 5، وأورده بتمامه في أحاديث 1 من الباب 38 من
أبواب وجوب الحج.
4 - الكافي 2: 235 / 12.
(1) معاني الأخبار 242 / 6.
6

أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، والأول بهذا السند عن ابن فضال،
عن ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد، عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول وذكر مثله.
[20818] 5 - وعنه عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عمر بن يزيد،
عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام الطيب
وأشم الرائحة الطيبة، وأركب الدابة الفارهة، ويتبعني الغلام فترى في هذا
شيئا من التجبر فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما
الجبار الملعون من غمص الناس وجهل الحق قال عمر فقلت: أما الحق
فلا أجهله، والغمص لا أدري ما هو قال من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك
الجبار.
[20819] 6 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن أبيه،
عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن
النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة
من خردل من كبر، ولا يدخل النار من (1) في قلبه مثقال حبة من خردل من
إيمان، قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد
يعرف منه الكبر، فقال: ليس بذلك إنما الكبر انكار الحق والايمان الاقرار
بالحق
ورواه في (عقاب الأعمال)
عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (2).

5 - الكافي 2: 235 / 13.
6 - معاني الأخبار: 241 / 1.
(1) في المصدر: عبد.
(2) عقاب الأعمال: 264 / 5.
7

[20820] 7 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن
هاشم، عن إسماعيل بن
مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما - يعنى أبا جعفر وأبا عبد الله
(عليهما السلام) قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من
خردل من كبر، قال: قلت: إنا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب،
فقال: إنما ذلك فيما بينه وبين الله عز وجل.
61 - باب تحريم حب الدنيا المحرمة ووجوب بغضها
[20821] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن درست ابن أبي منصور، عن رجل، وعن هشام بن سالم
جميعا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس
كل خطيئة حب الدنيا.
[20822] 2 - وعنه وعن علي بن محمد جميعا، عن القاسم بن محمد،
عن سليمان المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن
الزهري، عن محمد بن مسلم قال: سئل علي بن الحسين (عليه السلام)
أي الاعمال أفضل؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسول الله
(صلى الله عليه وآله) أفضل من بغض الدنيا فان لذلك شعبا كثيرة
وللمعاصي شعب فأول ما عصي الله به الكبر - إلى أن قال: - ثم الحرص ثم
الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب
النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب

7 - معاني الأخبار: 241 / 2.
وتقدم ما يدل على المقصود في الباب 23، وفي الأحاديث 4، 5، 6 ومن الباب 29 من أبواب
أحكام الملابس، وفي الحديث 4 من الباب 106 من أبواب أحكام العشرة.
الباب 61
فيه 6 أحاديث
1 - الكافي 2: 238 / 1.
2 - الكافي 2: 239 / 8.
8

العلو والثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء
والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياوان: دنيا
بلاغ ودنيا ملعونة.
[20823] 3 - وبهذا الاسناد عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إن
الدنيا عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته، وجعلتها ملعونة ملعونة، ما فيها إلا
ما كان فيها لي، يا موسى ان عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر
علمهم (1) وسائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما من أحد عظمها فقرت
عينه بها، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها.
محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد،
عن القاسم بن محمد مثله (2).
[20824] 4 - وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن درست، عن رجل، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
[20825] 5 - محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في (كنز الفوائد)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب دنياه أضر بآخرته.
[20826] 6 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن عبد الله بن

3 - الكافي 2: 239 / 9.
(1) في نسخة زيادة: بي.
(2) عقاب الأعمال: 263 / 1.
4 - الخصال: 25 / 87.
5 - كنز الفوائد: 16.
6 - الزهد: 49 / 130، وأورده عن المعاني في الحديث 11 من الباب 62 من هذه الأبواب، وعن الكافي
في الحديث 1 من الباب 8 من أبواب مقدمات التجارة.
9

المغيرة، عن إسماعيل ابن أبي زياد رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
أنه سئل عن الزهد في الدنيا، فقال: (ويحك حرامها فتنكبه) (1).
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).
62 - باب استحباب الزهد في الدنيا وحد الزهد
[20827] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد
الجريري (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا أثبت
الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا دائها ودوائها،
وأخرجه منها سالما إلى دار السلام.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن بشير،
عن سيف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يستحي من طلب
المعاش خفت مؤنته، ورخا باله، ونعم عياله، ومن زهد في الدنيا وذكر مثله (2).

(1) في المصدر: حرامها فتكبته.
(2) يأتي الحديث 11 من الباب 71، وفي الحديث 1 من الباب 37 من أبواب الأمر بالمعروف،
وفي الحديثين 5، 6 من الباب 4 من أبواب مقدمات النكاح، وفي الحديث 2 من الباب 14
من أبواب آداب التجارة.
وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 4، 8 من الباب 8 من أبواب قراءة القرآن.
الباب 62
فيه 16 حديثا
1 - الكافي 2: 104 / 1.
(1) في المصدر: الهيثم بن واقد الجزري.
(2) ثواب الأعمال: 199 / 1.
10

[20828] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن أبي حمزة قال: ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن
الحسين (عليهما السلام) إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب (عليه
السلام)، قال: وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا تكلم في الزهد
ووعظ أبكى من بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة، فيها كلام زهد
من كلام علي بن الحسين (عليه السلام) فكتب ما فيها ثم أتيت علي بن
الحسين (صلوات الله عليه) فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان ما
فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغي
الحاسدين، وبطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم
من أهل الرغبة في هذه الدنيا (1)، واحذروا ما حذركم الله منها، وأزهدوا فيما
زهدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار
قرار ومنزل استيطان - إلى أن قال: - وليس يعرف تصرف أيامها، وتقلب
حالاتها، وعاقبة ضرر فتنها إلا من عصمه الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك
طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر، واتعظ بالصبر،
وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذتها، ورغب في دائم
نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها... الحديث.
[20829] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن علامة الراغب في ثواب الآخرة

2 - الكافي 8: 14 / 2، وأورد قطعة منه في الحديث 3 من الباب 38 من أبواب الأمر بالمعروف.
(1) في المصدر زيادة: المائلون إليها، المفتون بها، المفتتنون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد، وهشيمها
البائد غدا.
3 - الكافي 2: 105 / 6.
11

زهد في عاجل زهرة الدنيا أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم
الله له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا لا
يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من غبن حظه من الآخرة.
[20830] 4 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين (عليه السلام): ان من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا.
[20831] 5 - وعنه عن أبيه، وعن علي بن محمد القاساني جميعا (1)،
عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه
السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد
في الدنيا، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يجد
الرجل حلاوة الايمان (2) حتى لا يبالي من أكل الدنيا ثم قال أبو عبد الله (عليه
السلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.
[20832] 6 - وبالاسناد عن المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن
أبيه ان رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد فقال: عشرة
أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة
اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا، ألا وإن الزهد في آية من
كتاب الله: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (1).

4 - الكافي 2: 104 / 3.
5 - الكافي 2: 104 / 2.
(1) في المصدر زيادة: عن القاسم بن محمد.
(2) وفي المصدر زيادة: في قلبه.
6 - الكافي 2: 104 / 4، وأورده صدره في الحديث 13 من الباب 75 من أبواب الدفن.
(1) الحديد 57: 23.
12

ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن محمد بن الحسن، عن
سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود
المنقري (2).
ورواه في (الخصال) عن أبيه عن سعد نحوه (3).
[20833] 7 - وبالاسناد عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط،
وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
[20834] 8 - وعن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن
ذكره، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد
الله بعبد خير أزهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبها، ومن
أوتيهن فقد أوتى خير الدنيا والآخرة، وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل
من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك
مماذا؟ قال: من الرغبة فيها، وقال الا من صبار كريم، فإنما هي أيام
قلائل الا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدنيا
، قال: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا
سما ووجد حلاوة حب الله (1) فلم يشتغلوا بغيره.
قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى يسمو.
[20835] 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،

(2) معاني الأخبار: 252 / 4.
(3) الخصال: 437 / 26.
7 - الكافي 2: 105 / 5، وأورده في الحديث 5 من الباب 8 من أبواب مقدمة العبادات.
8 - الكافي 2: 105 / 10.
(1) في المصدر زيادة: وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله.
9 - الكافي 2: 107 / 15.
13

عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر
(عليه السلام) - في حديث - إن علي بن الحسين (عليه السلام) قال:
الا وكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ألا إن الزاهدين في
الدنيا قد اتخذوا الأرض بساطا، والتراب فراشا، والماء طيبا، وقرضوا من
الدنيا تقريضا... الحديث.
[20836] 10 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن فضالة بن
أيوب، عن أبي المعزا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لا ألقاك إلا في السنين،
فأوصني بشئ حتى آخذ به، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد،
وإياك أن تطمح إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عز وجل لرسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم): " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا
منهم زهرة الحياة الدنيا " (1) وقال: " ولا تعجبك أموالهم ولا
أولادهم " (2) فان خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) فإنما كان قوته من الشعير، وحلواه من التمر، ووقوده من السعف إذا
وجده، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فان الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
أقول: وقد روى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد
أحاديث كثيرة
جدا في هذا المعنى وفي غيره من أنواع جهاد النفس، وكذلك روى
ورام بن أبي فراس في (كتابه) وصاحب (مكارم الأخلاق)، وصاحب
(روضة الواعظين) والديلمي في (الارشاد) والرضى في (نهج البلاغة)
وغيرهم وتركنا ذكرها للاختصار.

10 - الزهد 12 / 24.
(1) طه 20: 131.
(2) التوبة 9: 55.
14

[20837] 11 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن أبيه،
عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما الزهد
في الدنيا؟ قال: تنكب حرامها.
[20838] 12 - وعن محمد بن الحسن عن الصفار، عن أحمد بن أبي
عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مالك بن عطية، عن
معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه
السلام) يقول: الزهد في الدنيا قصر الامل وشكر كل نعمة، والورع عما
حرم الله عليك.
[20839] 13 - وبالاسناد عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الجهم بن
الحكم، عن إسماعيل ابن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس
الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن
لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل.
[20840] 14 - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه
السلام) عند قبر وهو يقول: إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله،
وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره
[20841] 15 - وفي (المجالس) عن محمد بن أحمد الأسدي، عن

11 - معاني الأخبار: 251 / 1، وأورده عن الزهد في الحديث 6 من الباب 61 من هذه الأبواب، وعن
الكافي في الحديث 1 من الباب 8 من أبواب مقدمات التجارة.
12 - معاني الأخبار: 251 / 2.
13 - معاني الأخبار: 251 / 3، وأورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من أبواب
مقدمات التجارة.
14 - معاني الأخبار: 343 / 1.
15 - أمالي الصدوق: 188 / 7، وأورده في الحديث 3 من الباب 24 من أبواب الاحتضار.
15

أحمد بن محمد بن الحسن العامري، عن إبراهيم بن عيسى بن عبيد
السدوسي، عن سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن الحسن بن علي (1)، عن
أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها (عليه السلام) قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم): إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، وهلاك
آخرها بالشح والأمل.
[20842] 16 - وفي (عيون الأخبار) وفي (الأمالي) عن محمد بن
القاسم المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، (عن الحسن بن علي
العسكري (عليه السلام) عن آبائه، عن الصادق (عليه السلام) (1) أنه
سئل عن الزاهد في الدنيا، قال الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك
حرامها مخافة عقابه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).

(1) وفي المصدر: عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي.
16 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 312 / 81، وأمالي الصدوق: 293 / 4.
(1) في الأمالي: عن محمد بن علي بن الناصر، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن
موسى بن جعفر (عليهم السلام).
(2) تقدم في الحديثين 11، 31 من الباب 4، وفي الحديث 15 من الباب 15، وفي الحديث 5 من
الباب 20، وفي الحديث 16 من الباب 21، وفي الحديث 3 من الباب 61 من هذه الأبواب،
وفي الحديث 1 من الباب 23 من أبواب الاحتضار، وفي الحديث 12 من الباب 20 من
أبواب مقدمة العبادات.
(3) يأتي في الباب 63 من هذه الأبواب.
16

63 - باب استحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا
[20843] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مالي وللدنيا إنما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثم
راح وتركها.
[20844] 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن
ابن بكير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم): في طلب الدنيا إضرار بالآخرة وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا
فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالاضرار.
[20845] 3 - وعنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن غياث بن
إبراهيم، عن
أبي عبد الله عليه السلام إن في كتاب علي (عليه السلام):
إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها، وفي جوفها السم الناقع يحذرها
الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل.
[20846] 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم
السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه
السلام) - قال: يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، يا علي أوحى

الباب 63
فيه 10 أحاديث
1 - الكافي 2: 109 / 19.
2 - الكافي 2: 106 / 12.
3 - الكافي 2: 110 / 22.
4 - الفقيه 4: 262.
17

الله إلى الدنيا اخدمي من خدمني، واتعبي من خدمك، يا علي ان الدنيا
لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء، يا علي
ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا
إلا قوتا.
[20848] 5 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قل وكفى
خير مما كثر وألهى.
[20848] 6 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في وصيته
لمحمد بن الحنفية - قال: ولا مال اذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن
اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوا خفض الدعة، الحرص
داع إلى التقحم في الذنوب.
[20849] 7 - وفي (المجالس) (والخصال) عن محمد بن أحمد
الأسدي، عن عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمد الوهبي وأحمد بن عمير
ومحمد بن أيوب (1) كلهم عن عبد الله ابن هاني بن عبد الرحمن (2)، عن
أبيه، عن عمه إبراهيم، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أصبح معافى في جسده، آمنا في
سربه، عنده قوت يومه، فكأنما خيرت (3) له الدنيا، يا ابن جعشم يكفيك
منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فان يكن بيت يكنك فذاك، وإن يكن
دابة تركبها فبخ بخ، وإلا فالخبز وماء الجرة (4)، وما بعد ذلك حساب عليك
أو عذاب.

5 - الفقيه 4: 271 / 828.
6 - الفقيه 4: 276.
7 - أمالي الصدوق: 315 / 3، والخصال: 161 / 211.
(1) في المصدرين: محمد بن أبي أيوب...
(2) في الخصال: محمد بن بشر بن هاني بن عبد الرحمن
(3) في الخصال: حيزت.
(4) في الأمالي: البحر، وفي الخصال: الجر.
18

[20850] 8 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه
خازن لغيرك.
[20851] 9 - قال: وقال (عليه السلام): كل مقتصر عليه كاف.
[20852] 10 - قال: وقال (عليه السلام): الزهد بين كلمتين من
القرآن، قال الله تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما
آتاكم " (1) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد استكمل (2) الزهد
بطرفيه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
64 - باب كراهة الحرص على الدنيا.
[20853] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن
عيسى، عن يحيى بن عقبة الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

8 - نهج البلاغة 3: 196 / 192.
9 - نهج البلاغة 3: 248 / 395.
10 - نهج البلاغة 3: 258 / 439.
(1) الحديد 57: 23.
(2) في المصدر: اخذ.
(3) تقدم في الحديثين 9، 13 من الباب 4، وفي الباب 62 من هذه الأبواب، وفي الحديثين 1، 4
من الباب 17 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث 3 من الباب 19 من أبواب
الاحتضار.
(4) يأتي في باب 64 من هذه الأبواب، وفي البابين 15، 16 من أبواب النفقات.
الباب 64
فيه 4 أحاديث
1 - الكافي 2: 238 / 7.
19

قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما
ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما، قال:
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا،
وقال: لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن
الاستعداد لما لم يأت.
[20854] 2 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن عمرو فيما أعلم، عن أبي
علي الحذاء، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: أبعد ما يكون العبد من الله عز وجل إذا لم يهمه إلا
بطنه وفرجه.
[20855] 3 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن سنان،
عن حفص بن قرط،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كثر اشتباكه
في الدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها
[20856] 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن محمد بن
هارون الفامي (1)، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الحريص
خصلتين ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد
اليقين.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)،

2 - الكافي 2: 241 / 14.
3 - الكافي 2: 241 / 16.
4 - الخصال: 69 / 104.
(1) في المصدر: أحمد بن هارون الفامي.
(2) تقدم في الحديث 2 من الباب 48، وفي الأحاديث 1، 20، 21 من الباب 49، وفي الحديثين
10، 12 من الباب 55، وفي الحديث 2 من الباب 61، وفي الحديث 15 من الباب 62،
وفي الباب 63 من هذه الأبواب، وفي الحديث 7 من الباب 23 من أبواب الاختصار، وفي
الحديث 16 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 9 من الباب 31 من الباب 31 من أبواب
الدعاء.
20

ويأتي ما يدل عليه (3)
65 - باب كراهة حب المال والشرف.
[20857] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها، أحدهما في أولها،
والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم.
وعنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام نحوه (1).
[20858] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن يحيى الخزاز عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شئ، فإذا أعياه جثم له عند
المال فأخذ برقبته.
[20859] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله

(3) يأتي في الباب 65، وفي الحديث 6 من الباب 76 من هذه الأبواب.
الباب 65
فيه أحاديث
1 - الكافي 2: 238 / 2.
(1) الكافي 2: 238 / 3.
2 - الكافي 2: 238 / 4.
3 - الكافي 2: 238 / 6، وأورده بسند آخر عن الخصال في الحديث 5 من الباب 6 من أبواب ما تجب
فيه الزكاة.
21

ويعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق
السبيعي، عن الحارث الأعور، عن
أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم
وهما مهلكاكم.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
66 - باب كراهة الضجر والكسل.
[20860] 1 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب،
عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
إنه قال في وصيته لبعض ولده: وإياك والكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك
من الدنيا والآخرة.
[20861] 2 - وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه.
عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام - في وصية النبي صلى الله
عليه وآله لعلي عليه السلام - قال: يا علي لا تمزح فيذهب
بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإياك وخصلتين: الضجر والكسل

(1) تقدم في الحديث 6 من الباب 8، وفي الحديث 8 من الباب 14، وفي 3 من الباب
49، وفي الباب 50، وفي الحديث 2 من الباب 61 من هذه الأبواب، وفي الحديث 1 من
الباب 2 من أبواب الذكر.
الباب 66
فيه 4 أحاديث
1 - الفقيه 4: 292 / 882، وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من أبواب مقدمات التجارة، وأورد
صدره في الحديث 7 من الباب 19 من هذه الأبواب، وقطعه منه في الحديث 8 من الباب 83 من
أبواب أحكام العشرة، وأخرى في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات.
2 - الفقيه 4: 256، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 80 من أبواب أحكام العشرة.
22

، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا، يا علي من
استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
[20862] 3 - وفي (العلل) عن أحمد بن عيسى العلوي (1)، عن
محمد بن إبراهيم بن أسباط، عن أحمد بن محمد بن زياد، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله، عن عيسى بن جعفر العلوي عن آبائه، عن عمر بن علي
، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام ان النبي صلى الله عليه
وآله قال: علامة الصابر في ثلاث: أولها أن لا يكسل، والثانية أن
لا يضجر، والثالثة أن لا يشكو من ربه عز وجل، لأنه إذا كسل فقد ضيع
الحقوق، وإذا ضجر لم يؤد الشكر، وإذا شكا من ربه عز وجل فقد عصاه.
[20863] 4 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (كتاب
المشيخة للحسن بن محبوب). عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن
موسى عليه السلام (في حديث) أنه قال لبعض ولده: إياك والمزاح فإنه
يذهب بنور إيمانك، ويستخف مروتك، وإياك والضجر والكسل فإنهما
يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة إن شاء الله (1).

3 - علل الشرائع: 498 / 1.
(1) في المصدر: أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني.
4 - مستطرفات السرائر: 80 / 9 وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من أبواب مقدمات التجارة
وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات.
(1) يأتي في الحديث 3 من الباب 13، وفي البابين 18، 19 من أبواب مقدمات التجارة، وفي
الحديثين 4، 5 من الباب 95 من هذه الأبواب، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر
بالمعروف، وفي الحديث 1 من الباب 1 من أبواب آداب القاضي.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 1 من أبواب نواقض الوضوء، وفي الحديث 22 من
الباب 18، وفي الحديث 3 من الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان.
23

67 - باب كراهة الطمع.
[20864] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن
علي بن حسان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
[20865] 2 - وعنهم، عن ابن خالد، عن أبيه، عمن ذكره بلغ به أبا
جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده، وبئس
العبد عبد له رغبة تذله.
[20866] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد،
عن المنقري، عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: قال علي بن
الحسين عليهما السلام: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما
في أيدي الناس.
[20867] 4 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض
أصحابه، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن موسى بن سلام، عن
سعدان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: الذي يثبت الايمان
في العبد؟ قال الورع، والذي يخرجه منه: الطمع.
[20868] 5 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين عليه

الباب 67
فيه 9 أحاديث
1 - الكافي 2: 241 / 1.
2 - الكافي 2: 241 / 2.
3 - الكافي 2: 241 / 3، وأورده في الحديث 4 من الباب 36 من أبواب الصدقة.
4 - الكافي 2: 241 / 4.
5 - الفقيه 4: 280.
24

السلام - في وصيته لمحمد ابن الحنفية قال: إذا أحببت أن تجمع خير
الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدي الناس.
[20869] 6 - وبإسناده عن الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه
وآله فقال: علمني يا رسول الله شيئا، فقال عليك باليأس مما في أيدي
الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك والطمع
فإنه الفقر الحاضر الحديث.
[20870] 7 - وفي (المجالس) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن
أبيه، عن محمد بن أحمد ابن يحيى الأشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان، عن
الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: سئل أمير
المؤمنين عليه السلام ما ثبات الايمان؟ قال: الورع، فقيل: ما زواله؟
قال: الطمع. [20871]
8 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال:
أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع.
[20872] 9 - الحسن بن محمد الطوسي في (المجالس) عن أبيه، عن
جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي، عن سهل (1)، عن
موسى بن عمر بن يزيد، عن معمر ابن خلاد، عن علي بن موسى الرضا،

6 - الفقيه 4: 294 / 890 وأورده عن المحاسن في الحديث 7 من الباب 33 من هذه الأبواب.
7 - أمالي الصدوق: 238 / 11.
8 - نهج البلاغة 3: 202 / 219.
9 - أمالي الطوسي 2: 122.
(1) في المصدر: الحسن بن علي بن سهل العاقولي.
25

عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: جاء خالد إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أوصني وأقله لعلي
أحفظ، فقال: أوصيك بخمس: باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى
الحاضر، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاة مودع، وإياك وما
تعتذر منه، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
68 - باب كراهة الخرق.
[20873] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه، عمن حدثه، عن محمد بن عبد الرحمن بن
أبي ليلى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قسم له الخرق
حجب عنه الايمان.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي
بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (1)، عن
محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (2) مثله (3).

(2) تقدم في الحديث 27 من الباب 4، وفي الحديث 10 من الباب 49 من هذه الأبواب، وفي الباب
36 من أبواب الصدقة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من أبواب أحكام الملابس.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 11 من الباب 31 من أبواب النكاح المحرم.
الباب 68
فيه حديثان
1 - الكافي 2: 242 / 1.
(1) في الأمالي زيادة: عن أبيه.
(2) في المصدر: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(3) أمالي الصدوق: 171 / 4.
26

[20874] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان الخرق خلقا
يرى ما كان في شئ من خلق الله أقبح منه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
69 - باب تحريم إساءة الخلق
[20875] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
[20876] 2 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أبى
الله لصاحب الخلق السئ بالتوبة، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال:
إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه.
[20877] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن سوء الخلق ليفسد الايمان كما يفسد الخل العسل.

2 - الكافي 2: 242 / 2.
(1) تقدم في الباب 3، وفي الحديثين 1، 2 من الباب 27 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 5 من الباب 91 من هذه الأبواب.
الباب 69
فيه 8 أحاديث
1 - الكافي 2: 242 / 1.
2 - الكافي 2: 242 / 2.
3 - الكافي 2: 242 / 3.
27

[20878] 4 - وعنهم، عن ابن خالد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،
عن عبد الله بن عثمان، عن الحسين بن مهران، عن إسحاق بن غالب، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من ساء خلقه عذب نفسه.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن الحسن، عن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع مثله (1).
[20879] 5 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد،
عن يحيى بن عمرو، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه الخلق السئ يفسد العمل كما
يفسد الخل العسل.
[20880] 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن
أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم
السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه
السلام - قال: يا علي لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق، فان صاحبه كلما
خرج من ذنب دخل في ذنب.
[20881] 7 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1) عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه

4 - الكافي 2: 242 / 4.
(1) أمالي الصدوق: 171 / 3.
5 - الكافي 2: 242 / 5، وعيون اخبار الرضا عليه السلام 2: 37 / 96 بسند آخر، وأورده في
الحديث 18 من الباب 104 من أبواب العشرة.
6 - الفقيه 4: 256.
7 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 31 / 41، وأورده في الحديث 17 من الباب 104 من أبواب
العشرة.
(1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
28

وآله: عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم
وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار لا محالة.
[20882] 8 - عبد الله بن جعفر في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
علي عليه السلام: ما من ذنب إلا وله توبة، وما من تائب إلا وقد تسلم
له توبته ما خلا السئ الخلق لأنه لا يتوب (1) من ذنب إلا وقع في غيره أشر
منه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
70 - باب تحريم السفه وكون الانسان ممن يتقى شره.
[20883] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسين موسى عليه
السلام في رجلين يتسابان، فقال: البادي منهما أظلم ووزره ووزر صاحبه
عليه ما لم يتعد المظلوم.

8 - قرب الإسناد: 22.
(1) في المصدر: لا يكاد يتوب.
(2) تقدم في الحديثين 2، 14 من الباب 4، وفي الحديث 3 من الباب 16 من هذه الأبواب، وفي
الحديث 4 من الباب 106، وفي الحديث 1 من الباب 107، وفي الحديث 8 من الباب 136،
وفي الحديث 1 من الباب 137 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 14 من الباب 5 من
أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من أبواب أحكام الملابس.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 2 من الباب 76 من هذه الأبواب، وفي الحديث 1 من الباب 30
من أبواب مقدمات النكاح، وفي الباب 12 من أبواب الأطعمة المباحة.
الباب 70
فيه 9 أحاديث
1 - الكافي 2: 243 / 3، وأورده في الحديث 1 من الباب 158 من أبواب العشرة.
29

[20884] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن بعض أصحابه، عن أبي المعزا، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: لا تسفهوا فان أئمتكم ليسوا بسفهاء.
وقال أبو عبد الله عليه السلام. من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي
بمثل ما أتى إليه حيث احتذى مثاله.
[20885] 3 - وعن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
بعض أصحابه رفعه
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يكون السفه
والغرة (1) في قلب العالم.
[20886] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
شريف بن سابق
عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن السفه خلق لئيم يستطيل على من دونه، ويخضع لمن فوقه.
[20887] 5 - وعنهم، عن ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - ان
النبي صلى الله عليه وآله قال: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته
لفحشه.
وبالاسناد عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1).
[20888] 6 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن صفوان، عن عيص بن

2 - الكافي 2: 243 / 2.
3 - الكافي 1: 28 / 5.
(1) الغرة: الغفلة، انظر (مجمع البحرين - غرر - 3: 422).
4 - الكافي 2: 243 / 1.
5 - الكافي 2: 245 / 1، وأورده في الحديث 8 من الباب 71 من هذه الأبواب.
(1) الكافي 2: 245 / 8.
6 - الكافي 2: 243 / 4.
30

القاسم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبغض خلق الله عبد اتقى
الناس لسانه.
[20889] 7 - وعنهم، عن سهل، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم.
[20890] 8 - وعن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شر
الناس عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم.
[20891] 9 - وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن
عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من خاف الناس لسانه
فهو في النار.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
71 - باب تحريم الفحش ووجوب حفظ اللسان.
[20892] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي المعزا، عن أبي بصير، عن

7 - الكافي 2: 246 / 4.
8 - الكافي 2: 246 / 2.
9 - الكافي 2: 246 / 3.
(1) تقدم في الحديث 18 من الباب 4، وفي الحديثين 8، 10 من الباب 26، وفي الحديثين 7، 8
من الباب 49 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الحديثين 8، 11 من الباب 71 من هذه الأبواب.
الباب 71
فيه 11 حديثا
1 - الكافي 2: 234 / 1.
31

أبي عبد الله عليه السلام قال: من علامات شرك الشيطان الذي لا يشك
فيه أن يكون فحاشا لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه.
[20893] 2 - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة
يرفعه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله يبغض الفاحش
المتفحش.
[20894] 3 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن
مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن
الفحش والبذاء والسلاطة (1) من النفاق.
[20895] 4 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يبغض الفاحش البذي السائل
الملحف.
[20896] 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعائشة: يا عائشة ان الفحش لو كان مثالا لكان مثال
سوء.
[20897] 6 - وعن الحسن بن محمد، عن معلى بن محمد، عن

2 - الكافي 2: 244 / 4.
3 - الكافي 2: 245 / 10.
(1) السلاطة: حدة اللسان (الصحاح - سلط - 3: 1134).
4 - الكافي 2: 245 / 11.
5 - الكافي 2: 245 / 12 و 244 / 6، وأورده مثله في الحديث 4 من الباب 49 من أبواب أحكام
العشرة.
6 - الكافي 2: 245 / 13.
32

أحمد بن محمد، عن بعض رجاله قال: قال: من فحش على أخيه المسلم
نزع الله منه بركة رزقه، ووكله إلى نفسه وأفسد عليه معيشته.
[20898] 7 - وعنه عن معلى بن محمد، عن أحمد بن غسان، عن
سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي مبتدئا: يا
سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين جمالك؟ إياك أن تكون فحاشا أو سخابا
أو لعانا، فقلت: والله لقد كان ذلك إنه ظلمني، فقال: إن كان ظلمك لقد
أوتيت عليه، إن هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر ربك ولا
تعد، قلت: استغفر الله ولا أعود.
[20899] 8 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن حماد بن عيسى،
عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام - في
حديث - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من أشر عباد
الله من تكره مجالسته لفحشه.
[20900] 9 - وعن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب الحيي الحليم الغني
المتعفف، ألا وإن الله يبغض الفاحش البذئ السائل الملحف.
[20901] 10 - وعن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن
الصيقل، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن الحياء

7 - الكافي 2: 245 / 14.
8 - الزهد: 9 / 16، وأورد مثله في الحديث 5 من الباب 70 من هذه الأبواب.
9 - الزهد: 10 / 20.
(1) الزهد: 10 / 21، وأورد صدره عن الكافي في الحديث 4 من الباب 110 من أبواب أحكام
العشرة.
33

والعفاف والعي: عي اللسان لا عي القلب من الايمان، والفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق.
[20902] 11 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم
السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه
السلام - قال: يا علي أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد، يا
علي من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار، يا علي شر الناس من
أكرمه الناس اتقاء فحشه وأذى شره، يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه
وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1)، وفي أحاديث العشرة (2)،
ويأتي ما يدل عليه (3).
72 - باب تحريم البذاء وعدم المبالاة بالقول.
[20903] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

11 - الفقيه 4: 254 / 821.
(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 3، وفي الحديث 14 من الباب 4، وفي الأحاديث 1، 8، 10
من الباب 26، وفي الأحاديث 5، 7، 8، 15 من الباب 49، وفي الباب 70 من هذه
الأبواب.
(2) تقدم في الأبواب 117، 118، 119، 120 من أبواب أحكام العشرة.
وتقدم ما يدل على المقصود في الحديث 2 من الباب 54 من أبواب الوضوء، وفي الباب 11 من
أبواب آداب الصائم، وفي الحديث 10 من الباب 31، وفي الحديث 10 من الباب 32 من
أبواب الصدقة، وفي الحديث 21 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(3) يأتي في البابين 72، 73، وفي الحديث 2 من الباب 97 من هذه
الأبواب، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث 1 من الباب
32 من أبواب الشهادات.
الباب 72
فيه 5 أحاديث
1 - الكافي 2: 243 / 2، وأورد مثله عن الفقيه في الحديث 15 من الباب 49 من هذه الأبواب.
34

ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال ولا
ما قيل له فهو شرك الشيطان (1).
[20904] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن
قيس، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ قليل الحياء لا يبالي ما
قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان، قيل:
يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أما تقرء قول الله عز وجل: (شاركهم في الأموال والأولاد) (1)..
الحديث.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن عيسى،
مثله (2).
[20905] 3 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب، عن أبي عبيدة،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البذاء من
الجفاء، والجفاء في النار.
[20906] 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو،
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم

(1) في المصدر: فإنه لغية أو شرك شيطان.
2 - الكافي 2: 244 / 3.
(1) الإسراء 17: 74.
(2) الزهد: 7 / 12.
3 - الكافي 2: 245 / 9.
4 - الفقيه 4: 256 / 821.
35

السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه
السلام قال: يا علي حرم الله الجنة على كل فاحش بذئ لا يبالي ما
قال ولا ما قيل له، يا علي طوبى لمن طال عمره وحسن عمله.
[20907] 5 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن الحسن بن
محبوب، عن علي ابن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: الحياء من الايمان، والايمان في الجنة، والبذاء من الجفاء،
والجفاء في النار.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
73 - باب تحريم القذف حتى للمشرك مع عدم الاطلاع
[20908] 1 - محمد بن يعقوب، عن أعلى الأشعري (1)، عن
أحمد بن النضر، عن عمرو ابن نعمان الجعفي قال: كان لأبي عبد الله
عليه السلام صديق لا يكاد يفارقه " إلى أن قال " فقال يوما لغلامه: يا
ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده فصك بها
جبهة نفسه ثم قال: سبحان الله تقذف أمه قد كنت أرى أن لك ورعا، فإذا
ليس لك ورع فقال: جعلت فداك ان أمه سندية مشركة، فقال: أما

5 - الزهد: 6 / 10، وأورد صدره عن الكافي في الحديث 2 من الباب 110 من أبواب أحكام العشرة.
(1) تقدم في الحديث 8 من الباب 49، وفي الحديث 15 من الباب 59، وفي الباب 71 من هذه
الأبواب، وفي الحديث 9 من الباب 9 من أبواب صلاة المسافر.
(2) يأتي في الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 19 من أبواب القذه.
الباب 73
فيه 4 أحاديث
1 - الكافي 2: 244 / 5.
(1) في المصدر زيادة: عن محمد بن سالم.
36

عملت أن لكل أمة نكاحا تنح عنى فما رأيته يمشى معه حتى فرق بينهما
الموت.
[20909] 2 - قال: وفي رواية أخرى إن لكل أمة نكاحا يحتجزون به عن
الزنا.
[20910] 3 - وعن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن
عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم،
فقال: الكف عنهم أجمل، ثم قال: يا با حمزة والله إن الناس كلهم أولاد
بغايا ما خلا شيعتنا، ثم قال: نحن أصحاب الخمس (1) وقد حرمناه على
جميع الناس ما خلا شيعتنا الحديث.
[20911] 4 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن محمد بن
الحسن، عن الصفار عن العباس بن معروف، عن عاصم، عن أبي بكر
الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يفتري
على الرجل من جاهلية العرب، فقال: يضرب حدا، قلت: يضرب حدا!
قال: نعم إن ذلك يدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في أحاديث التقية (1) وفي الحدود (2).

2 - الكافي 2: 244 / ذيل حديث 5.
3 - الكافي 8: 285 / 431، وأورد قطعة منه في الحديث 19 من الباب 4 من أبواب الأنفال.
(1) في المصدر زيادة: والفئ.
4 - علل الشرائع: 393 / 6، وأورده في الحديث 2 من الباب 36 من أبواب الأمر بالمعروف، ونحوه في
الحديث 7 من الباب 17 من أبواب حد القذف.
(1) يأتي في الباب 36 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 83 من أبواب نكاح العبيد والإماء.
(2) يأتي في الباب 1 من أبواب حد القذف.
وتقدم ما يدل عليه في الباب 46 من هذه الأبواب.
37

74 - باب تحريم البغي
[20912] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن محبوب، عن ابن رئاب وأبي يعقوب السراج (1) جميعا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: أمير المؤمنين عليه السلام أيها الناس إن
البغي يقود أصحابه إلى النار، وإن أول من بغى على الله عناق بنت آدم،
فأول قتيل قتله الله عناق، وكان مجلسها جريبا (2) في جريب، وكان لها عشرون
أصبعا في كل أصبع ظفران مثل المنجلين، فسلط الله عليها أسدا كالفيل،
وذئبا كالبعير، ونسرا مثل البغل (3)، وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم
وأمن ما كانوا.
ورواه السيد الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا (4).
[20913] 2 - وعنه عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن مسمع أبي سيار
إن أبا عبد الله عليه السلام كتب إليه في كتاب: انظر أن لا تكلمن بكلمة
بغي أبدا وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك.
[20914] 3 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
.

الباب 74
فيه 12 حديثا
1 - الكافي 2: 246 / 4.
(1) في المصدر: ويعقوب السراج
(2) الجريب: ستون ذراعا في ستين ذراعا (مجمع البحرين - جرب - 2: 22).
(3) في المصدر زيادة: فقتلنها.
(4) لم نجده في نهج البلاغة المطبوع.
2 - الكافي 2: 246 / 3.
3 - الكافي 2: 246 / 2.
38

عبد الله عليه السلام قال: يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي
فإنهما يعدلان عند الله الشرك.
[20915] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام (1) إن
أعجل الشر عقوبة البغي.
[20916] 5 - وعنهم، عن سهل، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه
جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة
الثمالي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أسرع الخير ثوابا البر،
وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينصرف من الناس ما يعمى
عنه من نفسه، أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذى جليسه بما لا
يعنيه.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) وفي (الخصال) عن أبيه، عن
علي بن موسى، عن أحمد بن محمد (1)، عن بكر بن صالح، عن
الحسن بن علي ابن فضال، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن
يزيد (2)، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام عن رسول الله صلى الله
عليه وآله مثله (3).

4 - الكافي 2: 246 / 1.
(1) في المصدر زيادة: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
5 - الكافي 2: 332 / 1، وأورده عن أمالي الطوسي في الحديث 11 من الباب 36 من هذه الأبواب.
(1) في الخصال: أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي.
(2) في عقاب الأعمال: الحسين بن زيد، وفي الخصال: الحسين بن زيد، عن أبيه.
(3) عقاب الأعمال: 324 / 1، والخصال: 110 / 81.
39

وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي
عبد الرحمن الأعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه
السلام، وعن علي بن الحسين عليهما السلام نحوه (4).
[20917] 6 - وبالاسناد الآتي (1) عن أبي عبد الله عليه السلام - في وصيته
لأصحابه - قال: وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال
الصالحين فإنه من بغي صير الله بغيه على نفسه، وصارت نصرة الله لمن بغي
عليه، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله.
[20918] 7 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه - في
وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام - قال: يا
علي أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافاك بالاحسان إساءة،
ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر
بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه.
[20919] 8 - قال: ومن ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله لو بغى
جبل على جبل لجعله الله دكا، أعجل الشر عقوبة البغي، وأسرع الخير ثوابا
البر.
[20920] 9 - وفي (عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن عن
الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى عمر بن أبان، عن

(4) الكافي 2: 333 / 4.
6 - الكافي 8: 8.
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
7 - الفقيه 4: 256 / 821.
8 - الفقيه 4: 272 / 828.
9 - عقاب الأعمال: 324 / 2.
40

أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أسرع
الشر عقوبة البغي.
[20921] 10 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي،
عن السكوني،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لو بغى جبل على جبل لجعل الله
الباغي منهما دكا.
[20922] 11 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
عبد الله بن ميمون، عن جعفر ابن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أعجل الشر عقوبة البغي.
[20923] 12 - وبهذا الاسناد قال: دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز
فأبى أن يبارزه، فقال له علي عليه السلام: ما منعك أن تبارزه؟ فقال:
كان فارس العرب وخشيت أن يغلبني، فقال: إنه بغى عليك، ولو بارزته
لقتلته، ولو بغى جبل على جبل لهلك الباغي.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).

10 - عقاب الأعمال: 324 / 3.
11 - عقاب الأعمال: 325 / 4.
12 - عقاب الأعمال: 325 / 5، وأورده عن الكافي في الحديث 2 من الباب 31 من أبواب جهاد العدو.
(1) تقدم في الحديثين 10، 23 من الباب 49 من هذه الأبواب، وفي الحديث 18 من الباب 2 من
أبواب الدعاء، وفي الباب 31 من أبواب جهاد العدو، وفي الحديث 7 من الباب 19، وفي
الحديث 10 من الباب 146 من أبواب أحكام العشرة.
ويأتي ما يدل عليه في الأحاديث 3، 6، 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي
الحديث 10 من الباب 8 من أبواب فعل المعروف، وفي الحديث 16 من الباب 4 من أبواب
الإيمان.
41

75 - باب كراهة الافتخار
[20924] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي
حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: عجبا للمتكبر
الفخور الذي كان بالأمس نطفة، ثم هو غدا جيفة.
[20925] 2 - وعن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
آفة الحسب الافتخار والعجب.
[20926] 3 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
آفة الحسب الافتخار.
[20927] 4 - وبهذا الاسناد قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله
رجل فقال: يا رسول الله انا فلان ابن فلان حتى عد تسعة، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنك عاشرهم في النار
[20928] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى عن عيسى بن الضحاك قال: قال أبو جعفر عليه
السلام: عجبا للمختال الفخور، وإنما خلق
من نطفة، ثم يعود جيفة،

الباب 75
فيه 10 أحاديث
1 - الكافي 2: 247 / 1.
2 - الكافي 2: 247 / 2.
3 - الكافي 2: 247 / 6.
4 - الكافي 2: 247 / 5.
5 - الكافي 2: 247 / 4.
42

وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به.
[20929] 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن
أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه في وصية النبي
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام قال: يا علي آفة الحسب
الافتخار، ثم قال: يا علي إن الله قد اذهب بالاسلام نخوة الجاهلية
وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله
أتقاهم.
[20930] 7 - وفي (معاني الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن أبيه،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه
السلام: قال ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن
بالأحساب، والاستسقاء بالانواء (1)
[20930] 8 - وفي (العلل) عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن
محمد بن أحمد، عن إبراهيم ابن هاشم، عن جعفر بن محمد بن إبراهيم
الهمداني، عن العباس بن عمر (1)، عن إسماعيل ابن ذبيان (2) يرفعه إلى أبي
عبد الله عليه السلام قال: افتخر رجلان عند أمير المؤمنين عليه
السلام، فقال: أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار، ان يكن لك

6 - الفقيه 4: 258، 262 / 824.
7 - معاني الأخبار: 326 / 1، وأورده في الحديث 1 من الباب 10 من أبواب صلاة الاستسقاء.
(1) النوء: النجم حال الغروب، والجمع أنواء (القاموس - نوأ - 1، 31).
8 - علل الشرائع: 393 / 8.
(1) في المصدر: العباس بن العاص....
(2) في المصدر: إسماعيل بن دينار.
43

عقل فان لك خلقا، وإن يكن لك تقوى فان لك كرما، وإلا فالحمار خير
منك، ولست بخير من أحد.
[20932] 9 - وفي (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد ابن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير
المؤمنين عليه السلام قال: من وضع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة
اسود.
[20933] 10 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما لابن آدم والفخر، وأوله نطفة، وآخره
جيفة، ولا يزرق نفسه ولا يدفع حتفه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
76 - باب تحريم قسوة القلب
[20943] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة
الملك الرقة والفهم، ولمة الشيطان السهو والقسوة.

9 - عقاب الأعمال: 304 / 1.
10 - نهج البلاغة 3: 260 / 454.
(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 49، وفي الحديث 5 من الباب 55، وفي الحديث 15 من الباب
59 من هذه الأبواب، وفي الحديثين 4، 5 من الباب 32 من أبواب تروك الإحرام، وفي
الحديث 10 من الباب 1 من أبواب بقية كفارات الإحرام، وفي الحديث 7 من الباب 110
من أبواب أحكام العشرة.
الباب 76
فيه 6 أحاديث
1 - الكافي 2: 248 / 3.
44

[20935] 2 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل بن
دبيس، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا خلق الله العبد
في أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر
والجبرية فقسا قلبه، وساء خلقه، وغلظ وجهه، وظهر فحشه، وقل حياؤه،
وكشف الله ستره، وركب المحارم فلم ينزع عنها الحديث.
[20936] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمرو بن
عثمان، عن علي
ابن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله به موسى: يا موسى 7
لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد.
[20937] 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه في وصية النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام يا علي أربع خصال من
الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الامل، وحب البقاء
وفي (الخصال) بالسند الآتي (1) مثله (2).
[20938] 5 - وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن
أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف،
عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما جفت
الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.

2 - الكافي 2: 248 / 2.
3 - الكافي 2: 248 / 1.
4 - الفقيه 4: 260 / 824.
(1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (خ).
(2) الخصال: 243 / 97.
5 - علل الشرائع: 81 / 1.
45

[20939] 6 - وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
السعد آبادي، عن البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر
بن محمد، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من (1) الشقاء
جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والاصرار على الذنب.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
77 - باب تحريم الظلم
[20940] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مظلمة أشد
من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله.
[209941] 2 - وعنه، عن ابن عيسى، عن
منصور، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة.

6 - الخصال: 242 / 96، وأورده في الحديث 2 من الباب 48 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر زيادة: علامات.
(2) تقدم في الحديث 8 من الباب 49 من هذه الأبواب، وفي الباب 30، وفي الحديث 3 من الباب
91 من أبواب الدفن، وفي الحديث 19 من الباب 119، وفي الحديث 1 من الباب 120 من
أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 6 من الباب 29 من أبواب أحكام الملابس، وفي الحديث
3 من الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان.
ويأتي ما يدل عليه في الحديثين 6، 8 من الباب 41 من أبواب الأمر والنهي.
الباب 77
فيه 17 حديثا
1 - الكافي 2: 249 / 4.
2 - الكافي 2: 249 / 11.
46

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1). [20942]
3 - وعنه عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن
زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من أحد يظلم مظلمة إلا أخذه
الله بها في نفسه وماله، فأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر له.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم
مثله (1).
[20943] 4 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في
ماله أو في ولده.
[20944] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
الحجال، عن غالب ابن محمد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه
السلام في قول الله عز وجل: " ان ربك لبالمرصاد " قال: قنطرة على
الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد، عن الحجال مثله (2).

(1) الكافي 2: 249 / 10.
3 - الكافي 2: 250 / 12.
(1) عقاب الأعمال: 321 / 6.
4 - الكافي 2: 249 / 9.
5 - الكافي 2: 248 / 2.
(1) الفجر 98: 14.
(2) عقاب الأعمال: 321 / 2.
47

[20945] 6 - وعنهم، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران، عن
درست، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه
السلام قال لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ضمني إلى
صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما
ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا
الله.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن أحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران
مثله (1).
[20946] 7 - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن
حفص بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه
السلام: من خاف القصاص كف عن ظلم الناس.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
أحمد بن محمد، مثله (1).
وعنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي
عبد الله عليه السلام مثله (2).
[20947] 8 - وعن أبي على الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن إسحاق ابن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من

6 - الكافي 2: 249 / 5.
(1) أمالي الصدوق: 154 / 10.
7 - الكافي 2: 249 / 6.
(1) عقاب الأعمال: 322 / 11.
(2) الكافي 2: 251 / 23.
8 - الكافي 2: 249 / 7.
48

أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو
يأكل مال يتيم حراما.
[20948] 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام في حديث قال: أما إنه ما ظفر بخير من ظفر
بالظلم، أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال
المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا
فعل به الحديث.
[20949] 10 - محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الأعمال) عن
أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
علي بن عقبة، عن سماعة بن مهران، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: الظلم في الدنيا هو الظلمات
في الآخرة.
[20950] 11 - وبالاسناد عن أحمد بن محمد، عن علي بن عيسى، عن
علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عزو
جل يقول: وعزتي وجلالي لا أجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها
ولاحد عنده مثل تلك المظلمة.
[20951] 12 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن
الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن سنان، عن أبي خالد القماط، عن
زيد بن علي بن الحسين، عن آبائه (1) عليهم السلام قال: يأخذ المظلوم

9 - الكافي 2: 251 / 22.
10 - عقاب الأعمال: 321 / 1.
11 - عقاب الأعمال: 321 / 3.
12 - عقاب الأعمال: 321 / 5.
(1) في المصدر: عن أبيه.
49

من دين الظالم أكثر مما (2) يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.
[20952] 13 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن أبي القاسم، عن عثمان بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله
الأرقط، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من ارتكب أحدا بظلم
بعث الله من ظلمه مثله أو على ولده أو على عقبه من بعده.
[20953] 14 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أعظم
الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق.
[20954] 15 - وعن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن أبي
عمير، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: ان الله عز وجل يبغض الغني الظلوم.
[20955] 16 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
حمويه (1)، عن أبي الحسين، عن ابن مقيل، عن أحمد بن محمد

(2) في الأصل زيادة: لم.
13 - عقاب الأعمال: 322 / 7.
(1) في المصدر: يظلمه.
14 - عقاب الأعمال: 322 / 10.
15 - عقاب الأعمال: 322 / 12.
(1) في المصدر: محمد بن أبي حمزة.
16 - أمالي الطوسي 2: 19.
(1) في المصدر: ابن حمويه.. وقد ورد في ص 13 من الأمالي اسمه: أبو عبد الله حمويه بن علي بن
حمويه البصري.
50

النخعي، عن مسعر بن يحيى بن الحجاج، عن شريك، عن أبي إسحاق،
عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: يقول الله عز وجل: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصرا
غيري.
[20956] 17 - أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن
عبد الرحمن بن حماد، عمن ذكره، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني
لعنت سبعا لعنهم الله وكل نبي مجاب، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال:
الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمخالف لسنتي، والمستحل
من عترتي ما حرم الله، والمسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز
الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم منتحلا (1) له، والمحرم ما أحل الله عز
وجل.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).

17 - المحاسن: 11 / 33، وأورده نحوه عن الكافي في الحديث 9 من الباب 49 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر: مستحلا.
(2) يأتي في البابين 78، 80 من هذه الأبواب، وفي الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي
الحديث 4 من الباب 20 أبواب المزارعة.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 7 من الباب 1، وفي الأحاديث 9، 14، 17، 19 من الباب
4، وفي الحديث 4 من الباب 37، وفي الحديثين 6، 7 من الباب 57، وفي الحديث 11 من
الباب 71 من هذه الأبواب، وفي الأحاديث 2، 4، 6، 10 من الباب 122 من أبواب
أحكام العشرة، وفي الأحاديث 1، 20، 21 من الباب 5 من أبواب ما يجب فيه الزكاة، وفي
الحديث 13 من الباب 11 من أبواب آداب الصائم.
51

78 - باب وجوب رد المظالم إلى أهلها واشتراط ذلك في
التوبة منها، فان عجز استغفر الله للمظلوم.
[20957] 1 - محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح،
عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة ظلم
يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا
يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله،
وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد.
[20958] 2 - ورواه الصدوق في (الخصال) عن محمد بن علي
ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله.
ورواه في (المجالس) عن أبيه، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، مثله، وزاد: وقال: عليه السلام ما يأخذ
المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم (1).
[20959] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن وهب
بن عبد ربه وعبيد الله الطويل، عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر عليه
السلام: إني لم أزل واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا، فهل لي من
توبة؟ قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال: لا حتى تؤدي إلى كل ذي
حق حقه.

الباب 78
فيه 6 أحاديث
1 - الكافي 2: 248 / 1.
2 - الخصال: 118 / 105.
(1) أمالي الصدوق: 209 / 2.
3 - الكافي 2: 248 / 3.
52

[20960] 4 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أكل من مال أخيه ظلما ولم يرده
إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة.
[20961] 5 - وعن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من ظلم أحدا وفاته فليستغفر الله له فإنه كفارة له.
محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن
علي بن إبراهيم مثله.
وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن
حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام وذكر الذي قبله (1).
[20962] 6 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر،
عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير (1)
حقه لم يزل الله معرضا عنه ماقتا لاعماله التي يعملها من البر والخير لا
يثبتها في حسناته حتى يرد المال الذي أخذه إلى صاحبه.

4 - الكافي 2: 250 / 15، وعقاب الأعمال: 322 / 8.
5 - الكافي 2: 251 / 20.
(1) عقاب الأعمال: 323 / 15 و 322 / 8.
6 - عقاب الأعمال: 322 / 9.
(1) في المصدر: حله.
53

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة (2)، وغيره (3).
79 - باب اشتراط توبة من أضل الناس برده لهم إلى الحق.
[20963] 1 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم وأبي
بصير جميعا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رجل في الزمن
الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر
عليها، فأتاه الشيطان فقال له: ألا أدلك على شئ تكثر به دنياك وتكثر به
تبعك؟ فقال: بلى، قال: تبتدع دينا وتدعو الناس إليه، ففعل فاستجاب له
الناس وأطاعوه، فأصاب من الدنيا، ثم إنه فكر فقال: ما صنعت ابتدعت
دينا ودعوت الناس إليه، ما أرى لي من توبة إلا أن آتى من دعوته إليه فأرده
عنه، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه، فيقول: إن الذي دعوتكم إليه
باطل، وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت هو الحق، ولكنك شككت
في دينك، فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم
جعلها في عنقه، قال: لا أحلها حتى يتوب الله عز وجل علي، فأوحى الله
عز وجل إلى نبي من الأنبياء: قل لفلان: وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع
أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه.
ورواه في (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن

(2) يأتي في الباب 47، وفي الحديث 5 من الباب 76 من أبواب ما يكتسب به.
(3) يأتي في الحديث 4 من الباب 87 من هذه الأبواب، وفي الحديث 6 من الباب 1، وفي الحديث 9
من الباب 2، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 1 من أبواب الغصب، وفي الباب 18 من أبواب
اللقطة.
الباب 79
فيه حديثان
1 - الفقيه 3: 375 / 1772.
54

نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم (1).
ورواه في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله
عليه السلام وعن محمد بن حمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام نحوه (2)
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن الحكم مثله (3).
[20964] 2 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1)
عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا، ومن
اغتصب أجيرا أجره أو رجل باع حرا.
أقول: هذا محمول على الاصرار وعدم التوبة.
80 - باب تحريم الرضا بالظلم والمعونة للظالم وإقامة عذره
[20965] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه

(1) علل الشرائع: 492 / 2.
(2) عقاب الأعمال: 306 / 1.
(3) المحاسن 207 / 70.
2 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 33 / 60، وأورده في الحديث 4 من الباب 5 من أبواب
أحكام الإجارة.
(1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
الباب 80
فيه 6 أحاديث
1 - الكافي 2: 250 / 16، وأورده في الحديث 2 من الباب 42 من أبواب ما يكتسب به.
55

السلام قال: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.
[20966] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن أبي نهشل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له، ولم
يأجره الله على ظلامته.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي نهشل مثله (1).
[20967] 3 - وبالاسناد الآتي عن أبي عبد الله عليه السلام - في
وصيته لأصحابه - قال: وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم
فيستجاب له فيكم، فان أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان
يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة وليعن بعضكم بعضا فان أبانا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا
من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام.
[20968] 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم
السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام -
قال: يا علي شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشر منه من باع آخرته
بدنيا غيره.

2 - الكافي 2: 250 / 18.
(1) عقاب الأعمال: 323 / 14.
3 - الكافي 8: 8.
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
4 - الفقيه 4: 255 / 821.
56

[20969] 5 - وفي (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى (1)، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أعان ظالما على مظلوم
لم يزل الله عليه ساخطا حتى ينزع من معونته.
[20970] 6 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم
من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة ويظاهر للقوم الظلمة.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في التجارة (1) وغيرها (2).
81 - باب تحريم اتباع الهوى الذي يخالف الشرع.
[20971] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم،
فليس بشئ أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

5 - عقاب الأعمال: 323 / 17.
(1) في المصدر: محمد بن عيسى.
6 - نهج البلاغة 3: 236 / 350.
(1) يأتي في البابين 42، 32، وفي الحديث 45، وفي الباب 47 من أبواب ما يكتسب
به.
(2) يأتي في الحديث 9 من الباب 2، وفي الباب 11، وفي الأحاديث 4، 5، 6 من الباب 39،
وفي الحديث 7 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 2 من أبواب القصاص في
النفس.
وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث 7 من الباب 57 من هذه الأبواب.
الباب 81
فيه أحاديث
1 - الكافي 2: 251 / 1.
57

[20972] 2 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى،
وطول الامل، أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي
الآخرة.
[20973] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الرحمن بن
الحجاج قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: اتق المرتقى السهل إذا
كان منحدره وعرا،
قال: وكان عليه السلام يقول لا تدع النفس وهواها، فان هواها
في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف
النفس عما تهوى دواؤها.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).
82 - باب وجوب اعتراف المذنب لله بالذنوب
واستحقاق العقاب.
[20974] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

2 - الكافي 2: 252 / 3، وأورده عن نهج البلاغة في الحديث 7 من الباب 32 من هذه الأبواب، وأورد
مثله عن الخصال في الحديثين 5، 6 من الباب 24 من أبواب الاحتضار.
3 - الكافي 2: 252 / 4.
(1) في المصدر: وكان أبو عبد الله (عليه السلام).
(2) يأتي في الحديث في الحديث 6 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 32، وفي الحديثين 10، 22 من الباب 49 من هذه
الأبواب، وفي الحديث 12 من الباب 23 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الباب 24 من
أبواب الاحتضار.
الباب 82
فيه 8 أحاديث
1 - الكافي 2: 311 / 1.
58

ابن أبي عمير، عن علي الأحمسي، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به قال: وقال أبو جعفر عليه السلام:
كفى بالندم توبة.
[20975] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا والله ما أراد الله
من الناس إلا خصلتين: ان يقروا له بالنعم فيزيدهم، وبالذنوب فيغفرها
لهم.
[20976] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
محمد بن سنان، عن معاوية بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: إنه والله ما خرج عبد من ذنب باصرار، وما خرج عبد من
ذنب إلا بإقرار.
[20977] 4 - وعن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران بن الحجاج
السبيعي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، غفر له
وإن لم يستغفر.
[20978] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يحب العبد ان يطلب إليه في الجرم
العظيم، ويبغض العبد ان يستخف بالجرم اليسير.

2 - الكافي 2: 311 / 2.
3 - الكافي 2: 312 / 4.
4 - الكافي 2: 312 / 5.
5 - الكافي 2: 312 / 6.
(1) في المصدر: عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم.
59

[29979] 6 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس)، عن أبيه،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاذ
الجوهري، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم
السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه
السلام قال: قال الله عز وجل: من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهولا
يعلم أن لي ان أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا، ومن أذنب
ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي أن أعذبه أو اعفو عنه عفوت عنه.
[20980] 7 - وعن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان، عن
عبد الرحمن بن أعين، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: لقد غفر
الله لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما
قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك
انا، وان تغفر لي فأهل ذلك أنت، فغفر الله له.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله
الغضائري، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه بالاسناد مثله (1).
[20981] 8 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن أبيه،
عمن ذكره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه
السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله عز وجل من
أذنب ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه وأن لي أن أعفو عنه عفوت عنه.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن

6 أمالي الصدوق: 236 / 2.
7 - أمالي الصدوق: 324 / 8.
(1) أمالي الطوسي 2: 52.
8 - المحاسن: 26 / 6.
60

محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن مسلم (1).
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).
83 - باب وجوب الندم على الذنوب.
[20982] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس، قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن.
[20983] 2 - وعنه، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الرجل
ليذنب الذنب فيدخله الله به، الجنة قلت يدخله الله بالذنب الجنة؟ قال:
نعم إنه يذنب فلا يزال خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة.
[20984] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن إسماعيل بن سهل، عن حماد، عن ربعي، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الندم على الشر يدعو
إلى تركه.

(1) ثواب الأعمال: 213 / 1.
(2) يأتي في الباب 83 من هذه الأبواب.
وتقدم ما يدل على الإقرار بالذنب في الباب 48 من هذه الأبواب، وفي الباب 26 من أبواب
الطواف.
الباب 83
فيه 8 أحاديث
1 - الكافي 2: 183 / 6.
2 - الكافي 2: 311 / 3.
3 - الكافي 2: 312 / 7.
61

[20985] 4 - وعنه، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله بن
محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه،
الا غفر الله له قبل أن يستغفر، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من
عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده.
[986 20] 5 - محمد بن علي بن الحسين قال: من ألفاظ رسول الله
صلى الله عليه وآله الندامة توبة.
[20987] 6 - وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن
يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي الجهضمي، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: كفى بالندم توبة
[20988] 7 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن ابن
محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: أربع من كن فيه
كمل إيمانه، ومحصت عنه ذنوبه: من وفى لله بما جعل على نفسه
للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند
الناس، ويحسن خلقه مع أهله.
[20989] 8 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن الحسين ابن محمد التمار، عن محمد بن القاسم الأنباري، عن

4 - الكافي 2: 312 / 8.
5 - الفقيه 4: 272 / 828.
6 - الخصال: 16 / 57.
7 - المحاسن: 8 / 21.
(1) في المصدر زيادة: ولقي ربه وهو عنه راض.
8 - أمالي الصدوق 1: 105.
62

أبيه، عن الحسين بن سليمان الزاهدي (1) قال: سمعت أبا جعفر الطائي
الواعظ يقول: سمعت وهب بن منبه يقول: قرأت في زبور داود أسطرا منها
ما حفظت، ومنها نسيت، فما حفظت قوله: يا داود، اسمع مني ما
أقول والحق أقول: من أتاني وهو (2) مستحي عن المعاصي التي عصاني بها
غفرتها له وأنسيتها حافظيه الحديث.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3).
84 - باب وجوب ستر الذنوب وتحريم التظاهر بها
[20990] 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد عن محمد بن علي، عن العباس مولى الرضا عليه
السلام قال: سمعته يقول: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع
بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار عن محمد بن عيسى، عن عباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن
الرضا عليه السلام يقول وذكر مثله (1).
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن

(1) في المصدر: الحسين بن سلمان الزاهد...
(2) في المصدر زيادة: يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني ما أقول والحق أقول: من أتاني
وهو...
(3) تقدم في الحديث 11 من الباب 47، وفي الباب 82 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 9 من الباب 85، وفي الحديث 4 من الباب 87، وفي الحديث 3
من الباب 94 من هذه الأبواب.
الباب 84
فيه حديث واحد
1 - الكافي 2: 312 / 1.
(1) ثواب الأعمال: 213 / 1
63

اليسع بن حمزة، عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وذكر نحوه (2). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
85 - باب وجوب الاستغفار من الذنب والمبادرة به قبل
سبع ساعات
[20991] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن فضيل بن عثمان، المرادي (1)
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك: يهم
العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، وإن
هو عملها كتب الله له عشرا، ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب
عليه شئ، وإن هو عملها أجل سبع ساعات، وقال: صاحب الحسنات
لصحاب السيئات، وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى ان يتبعها بحسنة
تمحوها فان الله عز وجل يقول: " ان الحسنات يذهبن السيئات " (2) أو

(2) الكافي 2: 312 / 2.
(3) تقدم في الحديث 2 من الباب 39 من أبواب الصدقة، وفي الحديثين 4، 5 من الباب 154 من
أبواب أحكام العشرة.
(4) يأتي في الباب 16 من أبواب مقدمات الحدود، وفي الحديث 1 من الباب 4، وفي الباب 41 من
أبواب الأمر بالمعروف.
الباب 85
فيه 18 حديثا
1 - الكافي 2: 313 / 4 (1) في المصدر: فضل بن عثمان المرادي.
(2) هود 11: 114.
64

الاستغفار فان قال: " أستغفر الله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة
العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه " لم يكتب عليه
شئ وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب
الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم.
[20992] 2 - وبالاسناد عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عمل سيئة اجل فيها سبع
ساعات من النهار فان قال " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب
إليه " ثلاث مرات لم تكتب عليه،
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وعن أبي علي
الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان، عن أبي أيوب عليه مثله (1).
[20993] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عدة من أصحابنا رفعوه قالوا قال: لكل شئ دواء ودواء الذنوب
الاستغفار.
[20994] 4 - وعن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
حمران، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد
إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر الله لم تكتب عليه.
[20995] 5 - وعنه، عن أبيه، وعن أبي علي الأشعري ومحمد بن يحيى

2 - الكافي 2: 318 / 5.
(1) الكافي 2: 317 / 2.
3 - الكافي 2: 318 / 8، وأورده في الحديث 2 من الباب 92 من هذه الأبواب.
4 - الكافي 2: 317 / 1، الزهد: 70 / 187.
5 - الكافي 2: 317 / 3، وأورد ذيله في الحديث 1 من الباب 90 من هذه الأبواب ولم نعثر عليه في
كتاب الزهد.
65

جميعا، عن الحسن بن إسحاق، (1) عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن
أيوب، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبد
المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله الله سبع ساعات، فان استغفر الله لم يكتب عليه
شئ، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتب عليه سيئة الحديث.
[20996] 6 - وبالاسناد عن علي بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن
عبد الله بن سنان، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله سبع ساعات من النهار، فان هو
تاب لم يكتب عليه شئ، وإن هو لم يفعل كتب عليه سيئة، فأتاه عباد
البصري فقال له: بلغنا أنك قلت: ما من عبد يذنب ذنبا الا أجله الله سبع
ساعات من النهار، فقال: ليس هكذا قلت، ولكني قلت ما من مؤمن
وكذلك كان قولي. ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم، عن
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام
نحوه (1).
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن النضر بن سويد (2)
والذي قبله عن فضالة والذي قبلهما عن ابن أبي عمير مثله.
[20997] 7 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أبيه، عن
الحميري عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن علي بن

(1) في المصدر: الحسين بن إسحاق.
6 - الكافي 2: 318 / 9.
(1) قرب الإسناد: 2.
(2) الزهد 69: 85.
7 - أمالي الصدوق: 376 / 5.
66

سليمان النوفلي، عن فطر بن خليفة، عن الصادق جعفر بن محمد عليه
السلام قال: لما نزلت هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا
أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " (1) صعد إبليس جبلا بمكة يقال له:
ثور فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقال: نزلت هذه الآية فمن
لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، فقال: لست
لها، ثم قام آخر فقال مثل ذلك، فقال لست لها فقال الوسواس
الخناس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا
الخطيئة، فإذا وقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها فوكله بها
إلى يوم القيامة.
[20998] 8 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن أبي
عبد الله، عن إسماعيل ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن
جعفر، عن محمد بن مسلم وغيره، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر
عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن
خيار العباد فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا،
وإذا أعظوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا.
[999 20] 9 - وفي (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه
محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن
يقترف في يوم وليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: " أستغفر الله الذي لا إله الا
هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام وأسأله أن يتوب

(1) آل عمران 3: 135.
(2) في المصدر زيادة: فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا.
8 - أمالي الصدوق: 19 / 4، وأورده عن الكافي في الحديث 22 من الباب 4 من هذه الأبواب.
9 - الخصال: 540 / 12، وأورد نحوه عن الكافي في الحديث 3 من الباب 47 من هذه الأبواب.
67

علي " الا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف كل يوم وليلة أربعين
كبيرة. [21000] 10 - وفي (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن
أحمد بن محمد ابن خالد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن
سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد الله عز وجل
بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد الله عز وجل
بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة فينسيه الاستغفار ويتمادى به، وهو قول الله
عز وجل " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " (1) بالنعم عند المعاصي.
[21001] 11 - وفي (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار.
[21002] 12 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر، عن الحسن بن علي بن بقاح،
عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: سمعته يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله (1)
والاستغفار لكم حصنين حصينين من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقي
الاستغفار فأكثروا منه فإنه ممحاة للذنوب، قال الله عز وجل: " وما كان الله
ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " (2)

10 - علل الشرائع: 561 / 1، وأورده صدره عن الكافي في الحديث 3 من الباب 90 من هذه الأبواب /
(1) الأعراف 7: 182.
11 - ثواب الأعمال: 197 / 1.
12 - ثواب الأعمال: 197 / 3.
(1) في المصدر زيادة: يقول: مقامي فيكم.
(2) الأنفال 8: 33.
68

ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا نحوه (3).
[21003] 13 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي
مسروق النهدي، عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني
عليه السلام علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فقال
فكتب بخطه أعرفه: أكثر من تلاوة إنا أنزلناه، ورطب شفتيك بالاستغفار.
[21004] 14 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن وجد في صحيفة
عمله يوم القيامة تحت كل ذنب أستغفر الله
ورواه ابن طاووس في رسالة (محاسبة النفس) نقال من كتاب الدعاء
لمحمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى الصادق عليه السلام مثله (1).
[21005] 15 - الحسن بن محمد الطوسي في مجالسه عن أبيه، عن
المفيد، عن محمد بن الحسن المقري، عن عبد الله بن محمد البصري،
عن عبد العزيز بن يحيى، عن موسى بن زكريا، عن أبي خالد، عن
العتبي، عن الشعبي قال: سمعت علي ابن أبي طالب عليه السلام
يقول: العجب ممن يقنط ومعه الممحاة، قيل: وما الممحاة؟ قال:
الاستغفار.

(3) نهج البلاغة 3: 169 / 88.
13 - ثواب الأعمال: 197.
14 - ثواب الأعمال: 197.
(1) أمالي الطوسي 1: 86، وأورده في الحديث 7 من الباب 23 من أبواب الذكر.
(1) في الصدر: محمد بن الحسين المقرئ.
69

[21006] 16 - وعن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر،
عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسن بن
زياد، عن محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صاحب اليمين أمير على
صاحب الشمال: فإذا عمل العبد سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال:
لا تعجل وأنظره سبع ساعات، فان مضت سبع ساعات ولم يستغفر، قال:
اكتب فما أقل حياء هذا العبد.
[21007] 17 - وعن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن
علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي، عن علي بن موسى
الرضا عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال: تعطروا بالاستغفار لا تفضحنكم روايح الذنوب.
[21008] 18 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع من كن فيه كان في نور الله
الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله الا الله وأني رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون،
ومن إذا أصابه خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة
قال: أستغفر الله وأتوب إليه.
ورواه الصدوق (في ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن موسى،
عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن

16 - أمالي الطوسي 1: 210.
17 - أمالي الطوسي 1: 382.
18 - المحاسن: 7 / 19، وأورده عن الفقيه في الحديث 8 من الباب 73 من أبواب الدفن.
70

عبد الله بن علي، عن علي بن علي اللهبي (1)، عن جعفر بن محمد
الصادق، عن آبائه عليهم السلام (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3) ويأتي ما يدل عليه (4).
86 - باب وجوب التوبة من جميع الذنوب والعزم على ترك
العود أبدا
[21009] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله
فستر عليه في الدنيا والآخرة، قلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه
ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي
إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه
وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس،

(1) في ثواب الأعمال: علي بن أبي علي اللهبي.
(2) ثواب الأعمال: 198 / 1.
(3) تقدم في الحديث 3 من الباب 16، وفي الحديث 8 من الباب 43، وفي الحديث 7 من الباب 71
من هذه الأبواب، وفي الباب 18 من أبواب الأغسال المسنونة، وفي البابين 28، 29 من
أبواب الحيض، وفي الحديث 16 من الباب 2، وفي الحديث 1 من الباب 59 من أبواب
الدعاء، وفي الحديث 2 من الباب 1 من أبواب الصوم المندوب.
(4) يأتي في الحديثين 4، 5 من الباب 87، وفي الحديث 3 من الباب 88، وفي البابين 89، 92
من هذه الأبواب.
الباب 86
فيه 16 حديثا
1 - الكافي 2: 314 / 1.
71

عن أحمد بن محمد مثله الا أنه قال: العبد المؤمن (1).
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم (2)
عن جده الحسن بن راشد، عن معاوية بن وهب مثله (3).
[21010] 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام في
قول الله عز وجل " من جائه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف " (1) قال:
الموعظة التوبة.
[21011] 3 - وبالاسناد عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1)
قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا: قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا
محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب.
[21012] 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا
توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1) قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه،
قال محمد بن فضيل: سألت عنها أبا الحسن عليه السلام فقال:

(1) ثواب الأعمال: 205 / 1.
(2) استظهر المصنف انه: القاسم بن يحيى.
(3) الكافي 2: 316 / 12.
2 - الكافي 2: 314 / 2.
(1) البقرة 2: 275.
3 - الكافي 2: 314 / 4 وأورده عن الزهد في الحديث 4 من الباب 89 من هذه الأبواب.
(1) التحريم 66: 8.
4 - الكافي 2: 314 / 3.
(1) التحريم 66: 8.
72

يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون.
[21013] 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابنا رفعه
قال: ان الله أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة
منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها: قوله عز وجل " إن الله
يحب التوابين ويحب المتطهرين " (1) فمن أحبه الله لم يعذبه وقوله:
" فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " (2) وذكر الآيات
وقوله: " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات " (3) الآية.
[21014] 6 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
الله تبارك وتعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة
ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين
وجدها.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي بن المغيرة عن
ابن مسكان، عن أبي عبيدة (1).
أقول: الفرح هنا مجاز وهو ظاهر
[21015] 7 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن

5 - الكافي 2: 315 / 5.
(1) البقرة 2: 222.
(2) غافر 40: 7.
(3) الفرقان 25: 70.
6 - الكافي 2: 316 / 8.
7 - الكافي 2: 317 / 13.
73

الله عز وجل يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا
وجدها.
[21016] 8 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
النعمان، عن محمد بن سنان، عن يوسف أبي يعقوب بياع الأرز، عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: التائب من الذنب
كمن لا ذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ.
[21017] 9 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن
محمد بن موسى بن المتوكل عن محمد بن جعفر، عن موسى بن عمران،
عن الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أوحى الله إلى داود النبي عليه
السلام يا داود ان عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك
الذنب واستحيى منى عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا
أبالي وأنا أرحم الراحمين
[21018] 10 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب
عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير، عن
المسعودي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من تاب تاب الله عليه
وأمرت جوارحه أن تستر عليه وبقاع الأرض أن تكتم عليه ونسيت الحفظة ما
كانت كتبت (1) عليه.
[21019] 11 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن

8 - الكافي 2: 316 / 10.
9 - ثواب الأعمال: 213 / 1.
(1) في نسخة: تكتب (هامش المخطوط).
11 - ثواب الأعمال: 214 / 3.
74

أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان
لله فضولا من رزقه ينحاه من شاء من خلقه والله باسط يده عند كل فجر
لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له ويبسط يده عند مغيب الشمس لمذنب النهار
هل يتوب فيغفر له.
(21020) 12 - وفي (معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن
الحسين، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل " ثم تاب عليهم " (1) قال: هي
الإقالة.
[21021] 13 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1)
عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: مثل المؤمن عند الله تعالى كمثل ملك مقرب وإن المؤمن عند الله
لأعظم من ذلك وليس شئ أحب إلى الله تعالى من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة.
[21022] 14 - وعن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن رزيق
البغدادي، عن علي ابن محمد بن عنبسة، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا
عليه السلام عن آبائه (1) عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

12 - معاني الأخبار: 215 / 1.
(1) التوبة 9: 117.
13 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 29 / 33.
(1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
14 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 74 / 347.
(1) أضاف في المصدر: عن علي بن أبي طالب.
75

[21023] 15 - وفي (الخصال) عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن
سعد، عن القاسم بن محمد عن المنقري، عن حفص بن غياث قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل يزداد في
كل يوم إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى
ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.
[21024] 16 - علي بن موسى بن طاووس في (مهج الدعوات) عن
الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: اعترفوا بنعم الله ربكم وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم فان الله يحب
الشاكرين من عباده.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
87 - باب وجوب اخلاص التوبة وشروطها.
[21025] 1 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن أبيه،
عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن

15 - الخصال: 41 / 29.
16 - مهج الدعوات: 227.
(1) تقدم في الحديث 3 من الباب 16، وفي الحديثين 10، 14 من الباب 40، وفي الحديث 3 من
الباب 77، وفي الباب 83 من هذه الأبواب، وفي الحديث 8 من الباب 36، وفي الحديث 2
من الباب 39 من أبواب الاحتضار، وفي الحديث 20 من الباب 18 من أبواب أحكام شهر
رمضان.
(2) يأتي في الأبواب 87، 89، 93، وفي الحديث 3 من الباب 95، وفي الباب 95، وفي الباب 96 من هذه
الأبواب، وفي الحديثين 10، 11 من الباب 86 من أبواب ما يكتسب به، وفي الباب 10 من
أبواب النكاح المحرم، وفي الباب 30 من أبواب حد السرقة.
الباب 87
فيه 5 أحاديث
1 - معاني الأخبار: 174 / 1.
76

الأخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب عليه السلام أن
يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.
[21026] 2 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن
سنان وغيره جميعا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التوبة النصوح أن
يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.
[21027] 3 - قال الصدوق: وقد روى أن التوبة النصوح هو أن يتوب
الرجل من ذنب وينوى أن لا يعود إليه أبدا.
[21028] 4 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام ان قائلا قال بحضرته: أستغفر الله، فقال: ثكلتك
أمك أتدري ما الاستغفار الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة
معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه
أبدا، والثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل
أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها
فتؤدى حقها والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه
بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشو بينهما لحم جديد، والسادس ان
تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر
الله.
ورواه الديلمي في (الارشاد) مرسلا (1).

2 - معاني الأخبار: 174 / 3.
3 - معاني الأخبار: 174 / ذيل حديث 3.
4 - نهج البلاغة 3: 252 / 417.
(1) إرشاد القلوب: 47.
77

[21029] 5 - الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن كميل بن
زياد أنه قال لأمير المؤمنين عليه السلام العبد يصيب الذنب فيستغفر الله (1)
فقال: يا ابن زياد التوبة، قلت: ليس؟ قال: لا، قلت: كيف؟ قال: ان
العبد إذا أصاب ذنبا قال: استغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك؟
قال: الشفتان واللسان يريد ان يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟
قال: تصديق القلب واضمار أن لا تعود إلى الذنب الذي استغفر منه،
قلت: فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين؟ قال: لا لأنك لم تبلغ إلى
الأصل بعد، قلت: فأصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة عن
الذنب الذي استغفرت منه وهي أول درجة العابدين وترك الذنب والاستغفار
اسم واقع لستة معان، ثم ذكر الحديث نحوه.
أقول: وتقدم ما يدل على وجوب الاخلاص (2).
88 - باب استحباب صوم الأربعاء والخميس والجمعة
للتوبة، واستحباب الغسل والصلاة لها
(21030) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن
محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
موسى بن القاسم، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل: " توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1)

5 - تحف العقول: 196، 197.
(1) في المصدر زيادة: منه فما حد الاستغفار.
(2) تقدم في الحديث 31 من الباب 4، وفي الباب 86 من هذه الأبواب، وفي الباب 8 من أبواب
مقدمة العبادات.
الباب 88
فيه 3 أحاديث
1 - معاني الأخبار: 174 / 2.
(1) التحريم 66: 8.
78

قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.
[21031] 2 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلى
ركعتين.
[21032] 3 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) قال: قال عليه
السلام ما من عبد أذنب ذنبا فقام فتطهر وصلى ركعتين واستغفر الله الا غفر
له وكان حقا على الله ان يقبله لأنه سبحانه قال: ومن يعمل سوء أو يظلم
نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما (1).
أقول: وتقدم ما يدل على استحباب الغسل المتوبة في الطهارة (2).
89 - باب جواز تجديد التوبة وصحتها مع الاتيان بشرائطها
وان تكرر نقضها.
[21033] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة
له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، اما والله انها ليست الا
لأهل الايمان، قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في
التوبة، قال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر

2 - نهج البلاغة 3: 225 / 299.
3 - إرشاد القلوب: 46.
(1) النساء 4: 110.
(2) تقدم في الباب 18 من أبواب الأغسال المسنونة.
الباب 89
فيه 5 أحاديث
1 - الكافي 2: 315 / 6.
79

منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟! قلت: فإنه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب
ويستغفر، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة
وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنط المؤمنين
من رحمة الله.
[21034] 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام إن الله يحب العبد المفتن التواب ومن لا يكون ذلك منه كان
أفضل.
[21035] 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من مؤمن إلا
وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به وذلك قول الله عز وجل " إلا اللمم " (1)
وسألته عن قول الله عز وجل " الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا
اللمم " (2)؟ قال: الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب
فيستغفر الله منه.
[21036] 4 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن محمد بن أبي
عمير، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " توبوا إلى الله توبة نصوحا " (1)
قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يتب ويعد؟ فقال:
يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب.

2 - الكافي 2: 316 / 9.
3 - الكافي 2: 320 / 3، وأورد ذيله في الحديث 11 من الباب 46 من هذه الأبواب.
(1) النجم 53: 32.
(2) النجم 53: 32.
4 - الزهد: 72 / 191، وأورده عن الكافي في الحديث 3 من الباب 86 من هذه الأبواب.
(1) التحريم 66: 8.
80

[21037] 5 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله في كل يوم سبعين مرة يقول:
أستغفر الله ربي وأتوب إليه وكذلك أهل بيته عليهم السلام وصالح
أصحابه، يقول الله تعالى " واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه " (1)
قال: وقال رجل يا رسول الله إني أذنب فما أقول إذا تبت؟ قال: استغفر
الله، فقال: انى أتوب ثم أعود فقال: كلما أذنبت استغفر الله، فقال: إذن تكثر
ذنوبي فقال: عفو الله أكثر فلا تزال تتوب حتى يكون الشيطان هو المدحور.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
90 - باب استحباب تذكر الذنب والاستغفار منه كلما ذكره
[21038] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن
أبي علي الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا، عن الحسين بن إسحاق، عن
علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي
عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين
سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر لينساه من ساعته.
[21039] 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن علي بن عقبة بياع الأكسية، عن أبي عبد الله عليه السلام

5 - إرشاد القلوب: 45.
(1) هود 11: 90.
(2) تقدم في الباب 86 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الباب 92 من هذه الأبواب.
الباب 90
فيه 4 أحاديث
1 - الكافي 2: 317 / 3، وأورد صدره في الحديث 5 من الباب 85 من هذه الأبواب.
2 - الكافي 2: 318 / 6، وأورد مثله عن أمالي الطوسي في الحديث 9 من الباب 23 من أبواب الذكر.
81

قال: إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر منه فيغفر له
وإنما يذكره ليغفر له، وان الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن بعض أصحابنا، عن
علي بن شجرة. عن عيسى بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (1).
[21040] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره
الاستغفار.... الحديث.
[21041] 4 - وعنهم، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بعض أصحابه قال:
سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاستدراج؟ فقال: هو العبد يذنب الذنب
فيملي له ويجدد له عندها النعم فيلهيه عن الاستغفار فهو مستدرج من حيث لا
يعلم.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام وذكر نحوه (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).

(1) الزهد: 74 / 197.
3 - الكافي 2: 327 / 1، وأورده عن العلل في الحديث 10 من الباب 85 من هذه الأبواب.
4 - الكافي 2: 327 / 2.
(1) الكافي 2: 327 / 3.
(2) تقدم في الحديث 12 من الباب 4، وفي الباب 85 من هذه الأبواب، وفي الباب 23 من أبواب
الذكر. ويأتي ما يدل عليه في الباب 92 من هذه الأبواب.
82

91 - باب استحباب انتهاز فرص الخير والمبادرة به
عند الإمكان.
[21042] 1 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم
السلام - في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه
السلام - قال: يا علي بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك،
وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.
وفي (الخصال) بالسند الآتي (1) مثله (2).
وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن موسى بن القاسم،
عن محمد بن سعيد ابن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن
آبائه، عليهم السلام مثله (3).
[21043] 2 - وفي (المجالس) وفي (معاني الأخبار) عن الحسن بن
عبد الله العسكري عن محمد بن أحمد القشيري، عن أحمد بن عيسى
الكوفي، عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي
(عليهم السلام) في قول الله عز وجل: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " (1) قال:
لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة.

الباب 91
فيه 5 حديثا
1 - الفقيه 4: 257 / 822.
(1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (خ).
(2) الخصال: 239 / 86.
(3) الخصال: 238 / 85.
2 - أمالي الصدوق: 189 / 10 ومعاني الأخبار 325 / 1
(1) القصص 28: 77.
83

[21044] 3 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال: قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة
تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير
[21045] 4 - قال: وقال عليه السلام: إضاعة الفرصة غصة.
[21046] 5 - قال: وقال عليه السلام: من الخرق المعاجلة قبل
الامكان، والأناة بعد الفرصة.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
92 - باب استحباب تكرار التوبة والاستغفار كل يوم وليلة من
غير ذنب ووجوبه مع الذنب.
[21047] 1 - محمد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن
محمد، عن غير واحد عن أبان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوب إلى الله عز

3 - نهج البلاغة 3: 155 / 20.
4 - نهج البلاغة 3: 178 / 118.
5 - نهج البلاغة 3: 239 / 363.
(1) تقدم في الباب 27 من أبواب مقدمة العبادات.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 97 من هذه الأبواب، وفي البابين 2، 9 من أبواب
فعل المعروف.
الباب 92.
فيه 8 أحاديث
1 - الكافي 2: 317 / 4.
84

وجل في كل يوم سبعين مرة قلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟
قال: لا، ولكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت: ان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يتوب ولا يعود ونحن نتوب ونعود: قال الله المستعان.
[21048] 2 - وعن عدة من أصحابنا رفعوه قالوا: قال: لكل داء دواء
ودواء الذنوب الاستغفار.
[21049] 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه
السلام: من قال: أستغفر الله مائة مرة في يوم غفر الله له سبعمأة ذنب ولا
خير في عبد يذنب في يوم سبعمائة ذنب.
5) [21050] 4 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: إن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.
[21051] 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي
عبد الله عليه السلام - في حديث - قال: إن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير
ذنب، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليؤجرهم عليها من غير ذنب.
ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب مثله (1).

2 - الكافي 318 / 8، وأورده في الحديث 3 من الباب 85 من هذه الأبواب
3 - الكافي: 318 / 10.
4 - الكافي 2: 325 / 1.
5 - الكافي 2: 326 / 2.
(1) معاني الأخبار: 383 / 15.
85

[21052] 6 - عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن
محمد بن الوليد، عن عبد الله ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام (في
حديث) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله
في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.
[21053] 7 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن فضالة، عن
القاسم بن بريد العجلي عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه
السلام: إنه كان يقال: من أحب عباد الله إلى الله
المحسن التواب.
[21054] 8 - وعن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال أبو الحسن عليه
السلام: اني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة، ثم قال لي: خمسة آلاف كثير.
93 - باب صحة التوبة في آخر العمر ولو عند بلوغ النفس
الحلقوم قبل المعاينة، وكذا الاسلام
[21055] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن بكير (1)، عن أبي عبد الله عليه
السلام أو عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - إن الله عز وجل قال
لآدم عليه السلام: جعلت لك أن من عمل من ذريتك سيئة ثم استغفر

6 - قرب الإسناد: 79.
7 - الزهد: 70 / 186.
8 - الزهد: 74 / 199.
وتقدم ما يدل عليه في الأبواب 23 - 26 من أبواب الذكر، وفي البابين 85، 86 من هذه
الأبواب.
الباب 93
فيه 11 حديثا
1 - الكافي 2: 319 / 1، وأورد قطعة منه في الحديث 8 من الباب 6 من أبواب مقدمة العبادات.
(1) في المصدر: ابن بكير.
86

غفرت له، قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أو بسطت لهم
التوبة حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا رب حسبي.
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد)
عن ابن أبي عمير مثله (2).
[21056] 2 - وبالاسناد عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: إذا بلغت النفس هذه وأهوى بيده إلى حلقه لم يكن للعالم
توبة، وكانت للجاهل توبة.
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) (1) كالذي قبله.
[21057] 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم
قال: إن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال: إن
الشهر لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال:
وإن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال إن يوما
لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته.
[21058] 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب في حديث ان رجلا شيخا كان
من المخالفين عرض عليه ابن أخيه الولاية عند موته فأقر بها وشهق ومات،
قال فدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فعرض علي ابن السرى هذا
الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: هو رجل من أهل الجنة،

(2) الزهد 75 / 201.
2 - الكافي 2: 319 / 3.
(1) الزهد: 71 / 189.
3 - الكافي 2: 319 / 2.
4 - الكافي 2: 319 / 4.
87

قال له علي بن السرى: إنه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك، قال:
فتريدون منه ماذا؟ قد والله دخل الجنة.
[21059] 5 - علي بن إبراهيم في (تفسيره)، عن أبيه، عن ابن أبي
عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما
أعطى الله إبليس ما أعطاه من القوة، قال آدم: يا رب سلطت إبليس على
ولدي، وأجريته منهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته، فمالي
ولولدي؟ قال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر أمثالها قال: يا
رب زدني، قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم، قال: يا رب
زدني، قال: أغفر ولا أبالي، قال: حسبي الحديث.
[21060] 6 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: إن سنة
لكثير، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإن شهرا لكثير،
من تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: وان يوما لكثير، من تاب قبل
موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وإن ساعة لكثير، من تاب (1) وقد بلغت
نفسه هاهنا وأشار بيده إلى حلقه تاب الله عليه. ورواه في
(ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سلمة بياع السابري، عن
رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وذكر نحوه إلا أنه قال: من تاب في سنة ثم قال: من تاب في شهر،

5 - تفسير القمي 1: 42، وأورد ذيله في الحديث 5 من الباب 9 من أبواب أعداد الفرائض، وقطعة منه
وفي الحديث 8 من الباب 6 من أبواب الركوع.
6 - الفقيه 1: 79 / 354، وأورده في الحديث 2 من الباب 39، وقطعة منه في الحديث 8 من الباب 36
من أبواب الاحتضار، وقطعة أخرى في الحديث 6 من الباب 22 من أبواب فعل المعروف.
(1) في المصدر زيادة: قبل موتة.
88

ثم قال: من تاب في يوم (2)
. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن محمد بن أبي عمير،
عن سلمة صاحب السابري، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام مثل
الرواية الأخيرة (3). [21061]
7 - قال الصدوق: وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله
عز وجل: " وليست
التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم
الموت قال: انى تبت الآن " (1) قال عليه السلام: ذاك إذا عاين أمر
الآخرة.
[21062] 8 - وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث -
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا رجلا من اليهود وهو في
السياق إلى الاقرار بالشهادتين فأقر بهما ومات، فأمر الصحابة أن يغسلوه
ويكفنوه ثم صلي عليه، وقال: الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار.
[21063] 9 - وفي (العلل وعيون الأخبار) عن عبد الواحد بن
محمد بن عبدوس العطار، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن
سليمان النيسابوري (1)، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لأبي

(2) ثواب الأعمال: 214 / 2.
(3) الزهد: 71 / 188.
7 - الفقيه 1: 79 / 355.
(1) النساء 4: 18.
8 - أمالي الصدوق: 324 / 10.
9 - علل الشرائع: 59 / 2، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 77 / 7.
(1) في العيون: جذان بن سليمان النيسابوري.
89

الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لأي علة غرق الله عز وجل
فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟ قال: لأنه آمن عند رؤية البأس والايمان
عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف
قال الله تعالى: " فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به
مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا " (2) وقال: عز وجل:
" يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو
كسبت في إيمانها خيرا " (3) الحديث....
[21064] 10 - وعن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه محمد بن
شاذان، عن الفضل ابن شاذان، عن محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل
لموسى عليه السلام: " اذهبا إلى فرعون إنه طغى " (1) فقال عليه
السلام: أما قوله: " قولا له قولا لينا " (2) إلى أن قال: - وقد علم الله
أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله يقول
" حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله الا الذي آمنت به بنوا إسرائيل
وأنا من المسلمين " (3) فلم يقبل الله إيمانه، وقال: الآن وقد عصيت قبل
وكنت من المفسدين (4).
[21065] 11 - وفي (عقاب الأعمال) باسناد تقدم في عيادة
المريض (1) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث -

(2) غافر 40: 84 - 85.
(3) الأنعام 6: 158.
10 - علل الشرائع: 67 / 1.
(1) طه 20: 43 - 44.
(2) طه 20: 43 - 44.
(3) يونس 10: 90 - 91.
(4) يونس 10: 90 - 91.
11 - عقاب الأعمال: 347.
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
90

قال: إني نازلت ربي في أمتي فقال لي: إن باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في
الصور، ثم أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنه من
تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: وإن السنة لكثير، من تاب قبل
موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة
تاب الله عليه، ثم قال: وجمعة كثير، من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله
عليه، ثم قال: ويوم كثير، من تاب قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه، ثم
قال: وساعة كثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه وأومأ بيده إلى حلقه تاب
الله عليه (2).
أقول: وقد تقدم ما يدل على ذلك في التلقين (3)، وغيره (4).
94 - باب استحباب الاستغفار في السحر
[21066] 1 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه، عن
محمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: إن الله عز وجل إذا أراد
أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون بجلالي ويعمرون
مساجدي ويستغفرون بالاسحار لأنزلت عذابي.

(2) قد وردت الأحاديث المختلفة في قبول التوبة بعد ظهور صاحب الزمان (عليه السلام) وعدمه ولم
أجمعها في باب مفرد، ولا أوردتها في هذا الباب بعنوان المنافاة، لأن ذلك بمنزلة العبث، فإنه في
ذلك الوقت يسأل عن ذلك المهدي (عليه السلام) وقد حققت المقام في رسالة الرجعة (منه
قده).
(3) تقدم في الباب 39 من أبواب الاحتضار.
(4) تقدم في الحديث 8 من الباب 69، وفي البابين 86، 90 من هذه الأبواب.
الباب 94
فيه 3 أحاديث
1 - علل الشرائع: 521 / 1 وأورده في الحديث 5 من الباب 8 من أبواب أحكام المساجد، وعن الفقيه
وثواب الأعمال والمحاسن في الحديث 1 من الباب 27 من أبواب الذكر.
91

[21067] 2 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي
عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ان الله جل جلاله إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي
وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله يا أهل معصيتي لولا من فيكم
من المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي
والمستغفرين بالاسحار خوفا مني لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي.
[21068] 3 - وفي (المجالس) عن أحمد بن هارون الفامي، عن
محمد بن عبد الله بن جعفر
عن أبيه مثله وزاد. قال: وقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من ساءته سيئة وسرته حسنته فهو مؤمن.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
95 - باب انه يجب على الانسان أن يتلافى في يومه ما فرط
في أمسه، ولا يؤخر ذلك إلى غده
[21069] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي حمزة،
عن علي بن الحسين عليه السلام

2 - علل الشرائع: 522 / 3، وأورد نحوه في الحديث 3 من الباب 8 من أبواب أحكام المساجد، وفي
الحديث 15 من الباب 17 من أبواب الأمر بالمعروف.
3 - أمالي الصدوق 166 / 8، وأورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 83 من هذه الأبواب، وعن
صفات الشيعة في الحديث 10 من أبواب القنوت، وفي الباب 25 من أبواب الدعاء، وفي الحديث 9 من
الباب 4 من أبواب آداب الصائم.
الباب 95
فيه 5 أحاديث
1 - الكافي 2: 327 / 1.
92

قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما
بينهن، مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا، فإن كنت عملت فيه خيرا لم
تحزن لذهابه وفرحت بما استقبلته منه، وإن كنت فرطت فيه فحسرتك
شديدة لذهابه وتفريطك فيه، وأنت من غد في غرة، لا تدرى لعلك لا تبلغه
وإن بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس، " إلى أن قال ": وإنما
هو يومك الذي أصبحت فيه، وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت فيما فرطت في
الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات أن لا
تكون أقصرت عنها " إلى أن قال: " فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا
يومه الذي أصبح فيه وليلته، فاعمل أو دع والله المعين على ذلك.
(21070) 2 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن هشام ابن سالم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: إن النهار إذا جاء قال: يا ابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا
أشهد لك به عند ربك يوم القيامة، فإني لم آتك فيما مضى ولا آتيك فيما
بقي، فإذا جاء الليل قال مثل ذلك.
[21071] 3 - وعن وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل (1)،
وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله ثم قال: قال
أبي علي بن أبي طالب عليه السلام: لا خير في العيش إلا لرجلين:
رجل يزداد في كل يوم خيرا، ورجل يتدارك منيته (2) بالتوبة الحديث.

2 - الكافي 2: 329 / 12.
3 - الكافي 2: 330 / 15، وأورده في الحديث 1 من الباب 51 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر زيادة: وما عليك الا يثني عليك الناس.
(2) في النسخة: سيئته (هامش المخطوط).
93

محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أحمد بن محمد بن
يحيى، عن سعد، عن القاسم بن محمد مثله (3).
[21072] 4 - وفي (معاني الأخبار) عن أبيه، عن محمد بن عيسى،
عن أحمد بن محمد بن يحيى (1)، بإسناده المذكور في جامعه عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال: المغبون من غبن عمر ساعة بعد ساعة.
[21073] 5 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان
آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن
لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير
له من الحياة.
وفي (المجالس) عن محمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن
الصادق عليه السلام نحوه (1). ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي ابن أسباط،
عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبد الله عليه السلام (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).

أمالي الصدوق: 530 / 2.
4 - معاني الأخبار: 342 / 2.
(1) في المصدر: محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري.
5 - معاني الأخبار: 342 / 3.
(1) أمالي الصدوق: 531 / 4.
(2) لم نجده في الكافي المطبوع.
(3) تقدم في الحديثين 11، 15 من الباب 86، وفي الباب 91 من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الباب 96 من هذه الأبواب.
94

96 - باب وجوب محاسبة النفس كل يوم وملاحظتها وحمد
الله على الحسنات وتدارك السيئات
[21074] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي
عليه السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل
حسنا استزاد الله، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن حماد بن عيسى
مثله (1).
[21075] 2 - وعنه، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه
فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا
علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف
سنة، ثم تلا قوله تعالى: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما
تعدون) (1).

الباب 96
فيه 13 حديثا
1 - الكافي 2: 328 / 2.
(1) الزهد: 76 / 203.
2 - الكافي 8: 143 / 108، و 2: 119 / 2، وأورد صدره في الحديث 1 من الباب 65 من أبواب
الدعاء، وفي الحديث 3 من الباب 36 من أبواب الصدقة.
(1) السجدة 32: 5.
95

ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن
محمد بن الحسن عن أبيه، عن الصفار، عن علي بن محمد القاساني،
عن حفص بن غياث مثله (2).
[21076] 3 - محمد بن إدريس في (آخر السرائر) نقلا من كتاب المشيخة
للحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين
عليه السلام يقول: ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من
نفسك، وما كانت المحاسبة من همك (1) وما كان الخوف لك شعارا،
والحزن لك دثارا، ابن آدم انك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله فأعد
جوابا.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد عن أحمد بن
محمد بن الحسن (2)، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مثله (3).
[21077] 4 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار وفي
(الخصال) عن علي بن عبد الله الأسواري، عن أحمد بن محمد بن قيس،
عن عمرو بن حفص (1)، عن عبد الله بن محمد بن أسد (2)، عن الحسين بن

(2) أمالي الطوسي 1: 34.
3 - مستطرفات السرائر: 83 / 21.
(1) في نسخة: همتك (هامش المخطوط).
(2) في الأمالي: أبو الحسن أحمد بن محمد بن الوليد.
(3) أمالي الطوسي 1: 114.
4 - معاني الأخبار: 334، والخصال: 525.
(1) في الخصال: عمر بن حفص.
(2) في المصدرين: عبيد الله بن محمد بن أسد.
96

إبراهيم، عن محمد بن سعيد (3)، عن ابن جريح، عن عطاء (4)، عن أبي
ذر - في حديث - قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟
قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع
الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فاني لا أردها
وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن تكون له ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله
إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك
الساعات، واستجمام للقلوب، وتفريغ لها الحديث....
[21078] 5 - وفي (معاني الأخبار) عن علي بن عبد الله بن بابويه، عن
علي بن أحمد الطبري عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن مولاه
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لذكر الله بالغدو والآصال
خير من حطم السيوف في سبيل الله عز وجل - يعني: من ذكر الله بالغدو -
وتذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله واستغفر الله وتاب إليه انتشر (1) وقد
حطت سيئاته، وغفرت ذنوبه، ومن ذكر الله بالآصال وهي العشيات وراجع
نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه واضاعته لأمر ربه فذكر الله
واستغفر الله تعالى وأناب راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوبه.
[21079] 6 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها
خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم.

(3) في المصدرين: يحيى بن سعيد.
(4) في المصدرين زيادة: عبيد بن عمير الليثي.
5 - معاني الأخبار: 411 / 100.
(1) في المصدر: فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له، انتشر.
6 - نهج البلاغة 3: 199 / 208.
97

[21080] 7 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) بإسناده الآتي (1)
عن أبي ذر - ره -
في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: يا أبا ذر
حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن
توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية - إلى أن
قال: - يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من
محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين
ملبسه، أمن حلال أو من حرام، يا أبا ذر من لم يبال من أين اكتسب المال
لم يبال الله من أين أدخله النار (2).
[21081] 8 - الحسن بن علي العسكري عليهما السلام في (تفسيره)
عن آبائه، عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: أكيس الكيسين من حاسب نفسه، وعمل لما بعد الموت، فقال
رجل: يا أمير المؤمنين كيف يحاسب نفسه؟ قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع
إلى نفسه، وقال: يا نفسي إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا، والله
يسألك عنه بما أفنيته، فما الذي عملت فيه أذكرت الله أم حمدته؟ أقضيت
حوائج مؤمن فيه أنفست عنه كربة؟ أحفظته بظهر الغيب في أهله وولده؟
أحفظته بعد الموت في مخلفيه أكففت عن غيبة أخ مؤمن أعنت مسلما؟
ما الذي صنعت فيه؟ فيذكر ما كان منه، فان ذكر أنه جرى منه خير حمد الله
وكبره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيرا استغفر الله وعزم على ترك
معاودته.

7 - أمالي الطوسي 2: 147.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم 49.
(2) من بعد قوله إلى أن قال إلى أخر الحديث غير موجود في أمالي الطوسي المطبوع.
8 - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 38.
98

[21082] 9 - علي بن موسى بن طاووس في كتاب (محاسبة النفس)
قال: روينا في الحديث النبوي المشهور: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،
وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر.
[21083] 10 - قال: وروى يحيى بن الحسن بن هارون الحسيني في
أماليه بإسناده إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لا يكون العبد مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من
محاسبة الشريك شريكه، والسيد عبده... الحديث.
[21084] 11 - قال: ورويت بإسنادي إلى محمد بن علي بن محبوب في
كتابه بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام قال: ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال له ذلك
اليوم: يا ابن آدم أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد فافعل في خيرا، واعمل
في خيرا، أشهد (1) لك يوم القيامة، فإنك لن تراني بعدها أبدا.
[21085] 12 - قال: ورأيت في كتاب مسعدة بن زياد من أصول الشيعة
فيما رواه عن الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: الليل إذا أقبل نادى
مناد بصوت يسمعه الخلائق إلا الثقلين يا ابن آدم اني خلق جديد، انى على ما
في شهيد فخذ مني فإني لو طلعت الشمس لم أرجع إلى الدنيا، ولم تزدد في
من حسنة، ولم تستعتب في من سيئة، وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل.
[21086] 13 - قال: ورويت بإسنادي من أمالي الشيخ المفيد بإسناده عن

9 - محاسبة النفس: 13.
10 - محاسبة النفس: 14.
11 - محاسبة النفس: 14.
(1) في المصدر: أسهل.
12 - محاسبة النفس: 14.
13 - محاسبة النفس: 14.
وتقدم ما يدل عليه في الباب 95 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل عليه في الحديثين 1، 2 من الباب 98 من هذه الأبواب.
99

علي بن الحسين عليهما السلام قال: ان الملك الحافظ على العبد يكتب
في صحيفة أعماله فأملوا في أولها خيرا، وفي آخرها خيرا، يغفر لكم ما بين
ذلك.
97 - باب وجوب زيادة التحفظ عند زيادة العمر خصوصا
أبناء الأربعين فصاعدا.
[21087] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن داود، عن سيف، عن أبي
بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد لفي فسحة من أمره ما
بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عز وجل إلى ملكيه قد
عمرت عبدي هذا عمرا فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره
وصغيره وكبيره.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن
محمد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف ابن عميرة (1) مثله (2). ورواه في (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس
عن محمد بن أحمد بن يحيى (3)، عن علي بن الحكم مثله (4).

الباب 97
فيه 7 أحاديث
1 - الكافي 8: 108 / 84.
(1) في الأمالي: سيف التمار.
(2) أمالي الصدوق: 40 / 1.
(3) في المصدر زيادة: محمد بن السندي.
(4) الخصال: 545 / 24.
100

[21088] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد
رفعه عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إذا أتت على الرجل أربعون سنة
قيل له: خذ حذرك فإنك غير معذور، وليس ابن الأربعين أحق بالحذر من
ابن العشرين، فان الذي: يطلبهما واحد وليس براقد، فاعمل لما أمامك من
الهول، ودع عنك فضول القول
. ورواه الصدوق في (الخصال) بإسناده الذي قبله (1).
[21089] 3 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن حسان، عن زيد الشحام
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خذ لنفسك، خذ منها في الصحة قبل
السقم، وفي القوة قبل الضعف، وفي الحياة قبل الممات.
[21090] 4 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون
سنة.
[21090] 5 - محمد بن علي بن الحسين قال: سئل الصادق عليه
السلام عن قول الله عز وجل " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " (1)
فقال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة.
وفي (المجالس) مرسلا مثله (2).

2 - الكافي 2: 329 / 10.
(1) الخصال: 545 / ذيل حديث 24.
3 - الكافي 2: 329 / 11.
4 - نهج البلاغة 3: 231 / 326.
5 - الفقيه 1: 118 / 561.
(1) فاطر 35: 37.
(2) أمالي الصدوق 40 / 1.
101

6 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم،
عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ثلاث من لم تكن فيه
فلا يرجى خيره ابدا: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرع في الشيب،
ولم يستح من العيب.
[21093] 7 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن السندي، عن
علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف التمار، عن أبي بصير
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد
بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه، فإذا طعن في واحد وأربعين
فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في
النزع (1).
98 - باب وجوب عمل الحسنة بعد السيئة
[21094] 1 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن
محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي
عبد الله (1)، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن يونس بن ظبيان

6 - أمالي الصدوق: 336 / 8.
7 - الخصال: 545 / 23.
(1) في نسخة: الترح وهو ضد الفرح (هامش المخطوط).
الباب 98
فيه 5 أحاديث
1 - معاني الأخبار: 236 / 1، وأورد صدره في الحديث 8 من الباب 2 من أبواب افعال الصلاة.
(1) في المصدر زيادة: عن أبيه.
102

قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث: من أحب ان يعلم ماله
عند الله فلينظر ما لله عنده، ومن خلا بعمل فلينظر فيه، فإن كان حسنا جميلا
فليمض عليه، وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه، فان الله أولى بالوفاء والزيادة،
ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر، ومن عمل سيئة في العلانية
فليعمل حسنة في العلانية.
[21095] 2 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ويل لمن غلبت آحاده
أعشاره، فقلت له: وكيف هذا قال: أما سمعت الله عز وجل يقول: " من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالحسنة فلا يجزى إلا مثلها " (1)
فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت
له واحدة، فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات، ولا يكون له
حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.
[21096] 3 - وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن
هاشم، عن إسماعيل ابن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن
أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى عليه السلام: ما أكرمت
خليقة بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي، اغسل بالماء منك ما
ظهر، وداو بالحسنات ما بطن، فإنك إلي راجع شمر، فكلما هو آت
قريب، واسمعني منك صوتا حزينا.

معاني الأخبار: 248 / 1.
(1) الانعام 6: 160.
3 - أمالي الصدوق: 484 / 7.
103

[21097] 4 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه
السلام قال: سمعته يقول: ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح
السيئات بعد الحسنات.
[21098] 5 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن إسماعيل ابن محمد الكاتب، عن أحمد بن جعفر المالكي، عن
عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان،
عن حبيب بن ميمون (1)، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة
فاعمل حسنة تمحوها.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
99 - باب صحة التوبة من المرتد
[21099] 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن محبوب وغيره، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي

4 - أمالي الصدوق: 209 / 1، والكافي 2: 331 / 18.
5 - أمالي الطوسي 1: 189.
(1) في المصدر: حبيب، عن ميمون بن أبي شبيب.
(2) تقدم في الحديث 1 من الباب 85 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 17 من الباب 46 من أبواب ما يكتسب به.
الباب 99
فيه حديث واحد
1 - الكافي 2: 334 / 1.
104

جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثم أصابته
فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب له كل شئ كان عمله في
ايمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره.
أقول: ويدل عليه عموم أحاديث التوبة وإطلاقها، وتقدم ما يدل على
ذلك خصوصا أيضا (1)، ويأتي ما يدل على التفصيل في الحدود (2).
100 - باب وجوب الاشتغال بصالح الاعمال
عن الأهل والمال
(21100) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
عمرو بن عثمان، وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة، عن جابر
عن عبد الأعلى، وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من
أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت
عليك حريصا شحيحا، فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك، قال:
فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا

(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 47 من هذه الأبواب، وفي الباب 30 من أبواب مقدمة
العبادات.
(2) يأتي في الأحاديث 3، 5، 6 من الباب 1، وفي الباب 3، وفي الحديث 41 من الباب 10 من
أبواب حد المرتد.
الباب 100
فيه حديثان
1 - الكافي 3: 231 / 1.
(1) في الأمالي: إبراهيم بن عبد الأعلى.
105

فماذا عندكم؟ فيقولون: نوديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال فيلتفت إلى
عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهدا، وإن كنت لثقيلا، فيقول: أنا
قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض أنا وأنت على ربك الحديث.
ورواه الصدوق مرسلا (3).
ورواه الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن ابن الصلت، عن ابن
عقدة، عن عباد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر مثله (4).
[210101] 2 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) وفي (معاني الأخبار
) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق، عن آبائه عليهم
السلام قال: قال علي عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء:
فخليل يقول له: أنا معك حيا وميتا وهو عمله، وخليل يقول له: أنا معك
حتى تموت وهو ماله فإذا مات صار للوارث، وخليل يقول له: أنا معك إلى
باب قبرك ثم أخليك وهو ولده.
وفي (الخصال) عن أبيه، عن الحميري، عن هارون بن مسلم
مثله (1).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).

(2) - في المصدر: وان كنت علي.
(3) لم نجده في الفقيه المطبوع.
(4) أمالي الطوسي 1: 357.
2 - أمالي الصدوق: 95 / 3، ومعاني الأخبار: 232 / 1.
(1) الخصال: 114 / 92.
(2) تقدم في الحديث 6 من الباب 4 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل على المقصود في الباب 101 من هذه الأبواب.
106

101 - باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله
والأئمة عليهم السلام.
[21102] 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي
حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعرض
الاعمال على رسول الله صلى الله عليه وآله أعمال العباد كل صباح،
أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عز وجل: " وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله " (1) وسكت.
[21103] 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشا
قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان الاعمال تعرض على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أبرارها وفجارها.
[21104] 3 - وعنه، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن
سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله الطائي، عن يعقوب بن شعيب
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله عز وجل " اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) قال: هم الأئمة عليهم
السلام.
[21105] 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى،

الباب 101
فيه 25 حديثا
1 - الكافي 1: 170 / 1.
(1) التوبة: 9: 105.
2 - الكافي 1: 171 / 6، وبصائر الدرجات: 445 / 7.
3 - الكافي 1: 171 / 2، لم نجده في التهذيب المطبوع.
(1) التوبة 9: 105.
4 - الكافي 1: 171 / 3، وبصائر الدرجات: 465 / 8.
107

عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم
تسوؤن رسول الله صلى الله عليه وآله: فقال له رجل: كيف نسوءه؟
فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه
ذلك، فلا تسوؤا رسول الله صلى الله عليه وآله وسروه.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن عيسى (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله (2)، وكذا الذي قبله.
[21106] 5 - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيات، عن
عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت
للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال: أو لست أفعل إن
أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك، فقال
لي: أما تقرأ كتاب الله عز وجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (1) قال: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام.
ورواه الصفار في (بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم (2) وكذا
الذي قبله.
[21107] 6 - وعن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي
عبد الله بن الصلت (1)، عن يحيى بن مساور، عن أبي جعفر عليه السلام

(1) الزهد: 16 / 32.
(2) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.
5 - الكافي 1: 171 / 4.
(1) التوبة 9: 105.
(2) بصائر الدرجات: 449 / 2.
6 - الكافي 1: 171 / 5.
(1) في المصدر: أبي عبد الله الصامت.
108

أنه ذكر هذه الآية " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (2) قال: هو
والله علي بن أبي طالب عليه السلام.
[21108] 7 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، " إلى أن قال: " وأما
مفارقتي إياكم فان أعمالكم تعرض علي كل يوم، فما كان من حسن استزدت
الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم الحديث.
[21109] 8 - قال: وروي أن أعمال العباد تعرض على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وعلى الأئمة عليهم السلام كل يوم أبرارها وفجارها،
فاحذروا، وذلك قول الله عز وجل: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون (1).
(21110) 9 - وفي (معاني الأخبار) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير،
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن أبا الخطاب كان يقول: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرض عليه أعمال أمته كل خميس،
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس هكذا، ولكن رسول الله صلى الله
عليه وآله تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا،
وهو قول الله عز وجل: " وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله

(2) التوبة 9: 105.
7 - الفقيه 1: 121 / 582.
8 - الفقيه 1: 122 / 583.
(1) التوبة 9: 105.
9 - معاني الأخبار: 392 / 37، وبصائر الدرجات: 444 / 4، بسند آخر إلى قوله: المؤمنين.
(1) في المصدر زيادة: عن أبيه.
109

والمؤمنون " (2) وسكت قال أبو بصير: إنما عنى الأئمة عليهم
السلام.
[21111] 10 - وعن علي بن عبد الله بن بابويه، عن علي بن أحمد
الطبري، عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن مولاه أنس قال قال:
رسول الله صلى الله عليه وآله: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، أما
حياتي فتحدثوني وأحدثكم، وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الاثنين
والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه، وما كان من عمل سيئ
استغفرت الله لكم.
[21112] 11 - قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ضمن
لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة.
[21113] 12 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء (1)
عن الرضا عن آبائه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ان أعمال
هذه الأمة ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى.
[21114] 13 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
أبي القاسم بن سبيل بن الوكيل، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن
إسحاق الأحمري، عن محمد بن عبد الحميد وعبد الله بن الصلت، عن
حنان بن سدير (1)، وعن إبراهيم الأحمري عن عبد الله بن حماد، عن

(2) التوبة 9: 105.
10 - معاني الأخبار: 410 / 97.
11 - معاني الأخبار: 411 / 99، وأورده في الحديث 10 من الباب 22 من هذه الأبواب.
12 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 44 / 156.
(1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
13 - أمالي الطوسي 2: 22.
(1) في المصدر زيادة: عن أبيه.
110

سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وهو في نفر من أصحابه: إن مقامي بين أظهركم خير لكم، وإن
مفارقتي إياكم خير لكم " إلى أن قال: " أما مقامي بين أظهركم خير لكم فإن
الله يقول: " ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون " (2) يعني يعذبهم بالسيف، وأما مفارقتي إياكم خير لكم
فان أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت
الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت لكم.
[21115] 14 - وبالاسناد عن إبراهيم الأحمري، عن محمد بن
الحسين (1) ويعقوب بن يزيد وعبد الله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور
وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى ومحمد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي
عمير، عن ابن أذينة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له:
قول الله عز وجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (2) قال: إيانا عنى.
[21116] 15 - وعن أبيه، عن محمد بن محمد، عن علي بن بلال، عن
علي بن سليمان، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن
محمد بن خالد البرقي، عن سعيد بن مسلم، عن داود بن كثير الرقي قال:
كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال مبتدئا من قبل نفسه: يا
داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من
عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إني علمت أن صلتك له أسرع

(2) الأنفال 8: 33.
14 - أمالي الطوسي 2: 23.
(1) في المصدر: محمد بن الحسن.
(2) التوبة 9: 105.
15 - أمالي الطوسي 2: 27، وروى نحوه الصفار في البصائر: 449 / 3.
111

لفناء عمره وقطع أجله، قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبيا خبيثا
بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما
صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله عليه السلام بذلك (1).
[21117] 16 - علي بن موسى بن طاووس، في رسالة (محاسبة النفس)
قال: رأيت ورويت في عدة روايات متفقات أن يوم الاثنين ويوم الخميس
تعرض فيهما الاعمال على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة عليهم السلام.
ثم إنه روى في ذلك أحاديث كثيرة من كتاب التبيان للشيخ ومن
كتاب ابن عقدة ومن كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري ومن
كتاب محمد بن العباس بن مروان فيما نزل من القرآن في النبي والأئمة
عليهم السلام. ومن كتاب محمد بن عمران المرزباني.
أقول: وتقدم ما يدل على عرض الاعمال يوم الخميس في الصوم
المندوب (1).
[21118] 17 - محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن
يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر (1)، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل: " اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (2) قال: إن أعمال العباد تعرض على رسول
الله صلى الله عليه وآله كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.

(1) فيه صلة الناصبي عند ضرورته وقرابته، وكأنه للتقية ودفع ضرره، لما مر في الصدقة (منه
قده).
16 - محاسبة النفس: 16.
(1) تقدم في الحديثين 2، 8 من الباب 7 من أبواب الصوم المندوب.
17 - بصائر الدرجات: 444 / 2.
(1) في المصدر: أحمد بن عمير.
(2) التوبة 9: 105.
112

[21119] 18 - وعن أحمد بن محمد، علي بن الحكم، عن داود بن
النعمان، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية خميس
فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح.
(21120) 19 - وعن أحمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغير واحد قال: تعرض
الاعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الأئمة
عليهم السلام.
[21121] 20 - وعن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن ابن أذينة، عن بريد العجلي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه
السلام فسألته عن قول الله عز وجل " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (1) قال: إيانا عنى.
[21122] 21 - وعن أحمد بن موسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في
قوله تعالى: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1) قال: هم
الأئمة عليهم السلام.
[21123] 22 - وعن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن عبد الكريم أو عمن
رواه، عن عبد الكريم بن يحيى، عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر

18 - بصائر الدرجات: 446 / 14.
19 - بصائر الدرجات: 446 / 16.
20 - بصائر الدرجات 447 / 1.
(1) التوبة 9: 105.
21 - بصائر الدرجات: 447 / 4.
(1) التوبة 9: 105.
22 - بصائر الدرجات: 448 / 10.
113

عليه السلام: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (1)
فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى يعرض عمله على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى علي وهلم جرا إلى آخر من فرض
الله طاعته على العباد.
[21124] 23 - وعن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشا، عن
علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
قول الله عز وجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون " (1) ما المؤمنون؟ قال: من عسى أن يكون إلا صاحبك
[21125] 24 - وعن الهيثم النهدي، عن أبيه، عن عبد الله بن أبان قال:
قلت للرضا عليه السلام ادع الله لي ولمواليك، فقال: (والله إني
لاعرض أعمالهم على الله في كل خميس) (1).
[21126] 25 - وعنه، عن محمد بن علي، عن سعيد الزيات، عن
عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام إن قوما من مواليك سألوني
أن تدعو الله لهم، فقال: والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم.
تم كتاب الجهاد بقلم مؤلفه محمد الحر

(1) التوبة 9: 105.
23 - بصائر الدرجات 449 / 1.
(1) التوبة 9: 105.
24 - بصائر الدرجات: 450 / 8.
(1) في المصدر: والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل خميس.
25 - بصائر الدرجات: 450 / 11، باختلاف في المتن ولكنه أورد المتن بسند آخر في ص 535 /
37.
114

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وما يلحق به.
فهرس أنواع الأبواب إجمالا:
أبواب الأمر والنهى وما يناسبها.
أبواب فعل المعروف.
115

تفصيل الأبواب
116

(أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما)
1 - باب وجوبهما وتحريم تركهما
[21127] 1 - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، عن علي ابن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما
السلام قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف، والنهي عن
المنكر.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي بن النعمان
مثله (1).
[21128] 2 - وبإسناده قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بئس القوم

أبواب الأمر بالمعروف والنهي وما يناسبهما
الباب 1
فيه 25 حديثا
1 - الكافي 5: 56 / 4، والتهذيب 6: 176 / 353.
(1) الزهد: 19 / 41.
2 - الكافي 5: 57 / 5.
117

قوم يعيبون الامر بالمعروف، و النهي عن المنكر.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (1)، وكذا الذي قبله.
[21129] 3 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن غياث بن إبراهيم، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا مر
بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا: " اتقوا الله " يرفع بها صوته.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد ابن عيسى مثله (1).
وعن علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن غياث نحوه (2).
(21130) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا
عليه السلام يقول: لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن
عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
[21131] 5 - وبالاسناد عن الرضا عليه السلام أنه سمعه يقول: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أمتي تواكلت (1) الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله.
.

التهذيب 6: 176 / 354.
3 - الكافي 5: 59 / 12.
(1) التهذيب 6: 180 / 370.
(2) الكافي 5: 61 / 4.
4 - الكافي 5: 61 / 3، والتهذيب 6: 176 / 352.
(1) في المصدر: محمد بن عمر بن عرفة.
5 - الكافي 5: 59 / 13.
(1) في نسخة: تواكلوا (هامش المخطوط).
118

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (2)، وكذا الذي
قبله.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
محمد بن عيسى مثله (3).
[21132] 6 - وعنهم، عن ابن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن
عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: يكون في آخر الزمان قوم ينبغ (2) فيهم قوم مراؤن " إلى أن
قال: " ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما
رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم
بعقابه فيهلك الأبرار في دار الأشرار، والصغار في دار الكبار، إن الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة
بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم،
وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء، ويستقيم الامر الحديث.
ورواه الشيخ كالذي قبله (3).
[21133] 7 - وعنهم عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمان بن أبي

(2) التهذيب 6: 177 / 357.
(3) عقاب الأعمال: 304 / 1.
6 - الكافي 5: 55 / 1، وأورد صدره في الحديث 6 من الباب 2 وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3،
وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الأبواب.
(1) في التهذيب: بشير بن عبد الله.
(2) في نسخة: يتبع (هامش المخطوط).
(3) التهذيب 6: 180 / 372.
7 - الكافي 5: 57 / 6.
119

نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن
حسن قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم
ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم
الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقربا أجلا ولن
يقطعا رزقا الحديث.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن علي ابن النعمان، عن
ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حبشي مثله (1).
(21134) 8 - وعنهم، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن العلا بن
رزين، عن محمد بن
مسلم قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى
الشيعة: ليعطفن ذوو السن منكم والنهي على ذوي الجهل وطلاب الرئاسة،
أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين.
(21135) 9 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قدست أمة لم
يؤخذ لضعيفها من قويها غير متعتع (1). ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله (2).

(1) الزهد: 105 / 288.
8 - الكافي 8: 158 / 152.
9 - الكافي 5: 56 / 2.
(1) في نسخة: متضع، وأخرى: متصنع (هامش المخطوط) وتعتعه: تلتله وحركه بعنف وأكرهه
في الأمر حتى قلق (القاموس - تعع - 3: 9 9.
(2) التهذيب 6: 180 / 371.
120

(21136) 10 - وعنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أبي إسحاق
الخراساني، عن بعض رجاله. قال إن الله أوحى إلى داود أني قد غفرت
ذنبك، وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل، فقال: كيف يا رب وأنت لا
تظلم؟ قال: انهم لم يعاجلوك بالنكرة
أقول: المراد بالذنب مخالفة الأولى أو ترك الندب، ولعل الانكار عليه
كان مطلوبا على وجه الندب من بعض أنبياء بني إسرائيل لئلا ينافي العصمة
الثابتة بالأدلة القطعية.
(21137) 11 - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن
سماعة (1)، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن محمد (2)،
عن أبي عبد الله عليه السلام إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام؟ قال:
الايمان بالله، قال: ثم ماذا قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال:
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال: الرجل: فأخبرني أي
الاعمال أبغض إلى الله، قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم قطيعة
الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الامر بالمنكر والنهي عن المعروف
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه، وحذف
صدره (3). ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن سنان

10 - الكافي 5: 58 / 7.
11 - الكافي 5: 58 / 9، والتهذيب 6: 176 / 355.
(1) في المصدر: الحسين بن محمد، عن سماعة.
(2) في التهذيب زيادة: بن طلحة (هامش المخطوط).
(3) الكافي 2: 220 / 4.
121

وعبد الله بن المغيرة جميعا، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه
السلام مثله (4).
(21138) 12 - وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله: كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم ولم تأمروا
بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟
فقال: نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟
فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشر من ذلك، كيف بكم
إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا؟!.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1)، وكذا الذي قبله.
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم مثله (2).
(21139) 13 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله:
إن الله عز وجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل: وما المؤمن
الضعيف الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر.
(21140) 14 - الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن عثمان بن
عيسى، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ويل
لمن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.

(4) المحاسن: 291 / 444.
12 - الكافي 5: 59 / 14.
(1) التهذيب 6: 177 / 359.
(2) قرب الإسناد: 26.
13 - الكافي 5: 59 / 15.
14 - الزهد: 106 / 290.
122

(21141) 15 - أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن) عن النوفلي، عن
السكوني (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده ما أنفق من نفقة أحب
من قول الخير.
(21142) 16 - وعن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
أبي الحسن الأصفهاني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من
أهله.
(21143) 17 - وعن علي بن أسباط رفعه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: رحم الله من قال خيرا فغنم، أو سكت على سوء فسلم.
(21144) 18 - محمد بن الحسن الطوسي قال: روي عن النبي صلى
الله عليه وآله أنه قال: لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا
عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم
البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في
السماء.
ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (1).
(21145) 19 - محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: من ألفاظ رسول

15 - المحاسن: 15 / 41.
(1) (عن السكوني) ليس في المصدر.
16 - المحاسن: 15 / 42.
17 - المحاسن: 15 / 43.
18 التهذيب 6: 181 / 373.
(1) المقنعة: 129.
19 - الفقيه 4: 272، وأورده في الحديث 3 من الباب 16 من هذه الأبواب وفي الحديث 5 من الباب 1
من أبواب فعل المعروف.
123

الله صلى الله عليه وآله الدال على الخير كفاعله.
وفي (ثواب الأعمال) مرسلا مثله (1).
(21146) 20 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد رفعه قال: قال أبو جعفر
عليه السلام: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله،
فمن نصرهما أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله.
ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله مثله (2).
وفي (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى مثله (3).
(21147) 21 - وعن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن النوفلي عن السكوني (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام،
عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو أشار به فهو
شريك، ومن أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.

(1) ثواب الأعمال: 15.
20 - ثواب الأعمال: 192 / 1، وأورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من هذه
الأبواب.
(1) الكافي 5: 59 / 11.
(2) التهذيب 6: 177 / 357.
(3) الخصال: 42 / 32.
21 - الخصال: 138 / 156.
(1) لم يرد في الأصل، وذكر المصنف في الهامش: كذا في أربع نسخ (بخطه ره).
124

(21148) 22 - وبإسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليه
السلام (في حديث شرايع الدين) قال: والامر بالمعروف والنهى عن
المنكر واجبان على من أمكنه ذلك، ولم يخف على نفسه ولا على أصحابه.
وفي (عيون الأخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه
السلام في كتابه إلى المأمون نحوه وأسقط قوله: ولا على أصحابه (1).
(21149) 23 - وفي (معاني الأخبار) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن
محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله:
ان الله يبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له، وقال: هو الذي لا ينهى
عن المنكر.
قال الصدوق: وجدت بخط البرقي أن الزبر العقل.
(21150) 24 - علي بن إبراهيم، في (تفسيره) عن أبيه، عن بكر بن
محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أيها الناس مروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر، فان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لم يقربا
أجلا ولم يباعدا رزقا.
(21151) 25 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن سهيل الضبي، عن
عبد الله بن شبيب، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن الحسن، عن أبيه،

22 - الخصال: 609، وأورده عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام) في الحديث 8 من الباب 2 من هذه
الأبواب.
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 125.
23 - معاني الأخبار: 344 / 1.
24 - تفسير القمي 2: 36.
25 - أمالي الطوسي 1: 54.
125

عن جده قال: كان يقال: لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في مقدمة العبادات (1)، وغيرها (2)، ويأتي ما يدل عليه (3). 2 - باب اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف والمنكر وتجويز
التأثير والامن من الضرر.
(21152) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الأمة
جميعا؟ فقال: لا، فقيل له: ولم؟ قال: إنما هو على القوي المطاع
العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أي
من أي يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله عز وجل
قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر " (1) فهذا خاص غير عام، وكما قال الله عز وجل: " ومن قوم
موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " (2) ولم يقل: على أمة موسى ولا على
كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة، والأمة واحد فصاعدا، كما قال الله عز

(1) تقدم في الأحاديث 8، 19، 20، 22، 23، 32 من الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات.
(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 49 من أبواب أحكام الملابس، وفي الحديث 1 من الباب 9، وفي
الباب 61 من أبواب جهاد العدو، وفي الحديث 11 من الباب 4، وفي الحديث 22 من الباب
49 من أبواب جهاد النفس.
(3) يأتي في البابين 2، 3، وفي الحديث 6 من الباب 41 من هذه الأبواب.
الباب 2
فيه 10 أحاديث
1 - الكافي 5: 59 / 16.
(1) آل عمران 3: 104.
(2) الأعراف 7: 159.
126

وجل: " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله " (3) يقول: مطيعا لله عز وجل، وليس
على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا
طاعة،
قال مسعدة: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسئل عن
الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أفضل الجهاد
كلمة عدل عند إمام جائر، ما معناه؟ قال: هذا على أن يأمره بعد معرفته،
وهو مع ذلك يقبل منه وإلا فلا.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن هارون بن مسلم وذكر المسألتين (4).
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب كذلك (5).
(21153) 2 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى
الطويل صاحب المقري (1) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما يؤمر
بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، فأما صاحب
سوط أو سيف فلا.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن
يزيد، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل البصري مثله (2).
(21154) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن يزيد،

(3) النحل 16: 120.
(4) الخصال: 6 / 16.
(5) التهذيب: 6: 177 / 360.
2 - الكافي 5: 60 / 2، والتهذيب 6: 178 / 362.
(1) في نسخة من التهذيب: المصري وفي نسخة: المنقري (هامش المخطوط) وفي التهذيب
والكافي: صاحب المنقري وفي الخصال: البصري.
(2) الخصال: 35 / 9.
3 - الكافي 5: 60 / 3.
127

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا مفضل من تعرض لسلطان
جائر فأصابته بلية لم يوجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها.
ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم (1) وكذا الذي قبله.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن محمد بن علي ماجيلويه،
عن عمه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن
عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (2).
(21155) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
محمد بن سنان، عن محفوظ الإسكاف، عن أبي عبد الله عليه السلام
في حديث انه أنكر على رجل أمرا فلم يقبل منه فطأطأ رأسه ومضى.
(21156) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الدهقان،
عن عبد الله بن القاسم وابن أبي نجران جميعا، عن أبان بن تغلب، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كان المسيح عليه السلام يقول: إن التارك
شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة " إلى أن قال: " فكذلك لا
تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا، ولا تمنعوها أهلها فتأثموا، وليكن
أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا أمسك
(21157) 6 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن بشر بن عبد الله عن أبي عصمة قاضي مرو (1)، عن أبي

(1) التهذيب 6: 178 / 363.
(2) عقاب الأعمال: 296 / 1.
4 - الكافي 5: 61 / 5.
5 - الكافي 8: 345 / 545، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 4 من أبواب الاحتضار.
6 - الكافي 5: 55 / 1، وأورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1، وأخرى في الحديث 1 من الباب
3، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر زيادة: عن جابر.
128

جعفر عليه السلام قال: يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤن
ينفرون (2) وينسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف، ولا نهيا عن
منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير " إلى أن قال: "
هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد (3).
أقول: الضرر هنا محمول على فوات النفع ويمكن حمله على وجوب
تحمل الضرر اليسير، وعلى استحباب تحمل الضرر العظيم، ويظهر من
بعض الأصحاب حمله على حصول الضرر للمأمور والمنهي كما إذا افتقر إلى
الجرح والقتل.
(21158) 7 - محمد بن علي بن الحسين في (عيون الأخبار) عن أبيه،
عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن الريان بن الصلت قال: جاء قوم
بخراسان إلى الرضا عليه السلام فقالوا: إن قوما من أهل بيتك يتعاطون
أمورا قبيحة، فلو نهيتهم عنها، فقال: لا أفعل قيل: ولم؟ قال: لأني
سمعت أبي عليه السلام يقول: النصيحة خشنة.
(21159) 8 - وبأسانيده الآتية عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه
السلام أنه كتب إلى المأمون: محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله " إلى
أن قال: " والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبان إذا أمكن ولم يكن خيفة
على النفس.

(2) في نسخة من التهذيب: ينعرون (هامش المخطوط) وفي التهذيب والكافي: يقرؤون.
(3) التهذيب 6: 180 / 372.
7 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 290 / 38.
8 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 121 / 1، وأورده عن الخصال في الحديث 22 من الباب 1
من هذه الأبواب.
(1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ب).
129

(21160) 9 - الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن الحسين
عليه السلام قال: ويروى عن علي عليه السلام اعتبروا أيها الناس بما
وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول، " لولا ينهاهم
الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم " (1) وقال: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل
" إلى قوله: " لبئس ما كانوا يفعلون " (2) وإنما عاب الله ذلك عليهم
لأنهم كانوا يرون من الظلمة المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما
كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون، والله يقول: " فلا تخشوا الناس
واخشون " (3) وقال: " المؤمنون بعضهم أولياء بعض يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر " (4) فبدا الله بالامر بالمعروف والنهى عن
المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هيهنا
وصعبها، وذلك أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع
رد المظالم، ومخالفة الظالم وقسمة الفئ والغنائم، وأخذ الصدقات من
مواضعها ووضعها في حقها.
أقول: قد عرفت وجهه (5).
(211612) 10 - محمد بن علي بن الفتال في (روضة الواعظين) عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت
فيه ثلاث خصال: عالم بما يأمر به تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر،
عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى.

9 - تحف العقول: 237.
(1) المائدة 5: 63.
(2) المائدة 5: 78، 79.
(3) المائدة 5: 44.
(4) التوبة 9: 71.
(5) عرفت وجهه في ذيل الحديث 6 من هذا الباب.
10 - روضة الواعظين: 365 في الحديث 3 من الباب 10 من هذه الأبواب.
وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث 22 من الباب 1 من هذه الأبواب.
130

3 - باب وجوب الامر والنهى بالقلب ثم باللسان ثم باليد،
وحكم القتال على ذلك وإقامة الحدود.
(21162) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة
قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال:
فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله
لومة لائم، فان اتعظوا والى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إنما السبيل على
الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم،
هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا، ولا
باغين مالا ولا مرتدين بالظلم ظفرا حتى يفيؤا إلى أمر الله ويمضوا على
طاعته.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (1).
(21163) 2 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى
الطويل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما جعل الله بسط اللسان
وكف اليد، ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفان معا.
أقول: وتقدم ما يدل على حكم القتال في الجهاد (1).

الباب 3
فيه 12 حديثا
1 - الكافي 5: 55 / 1، وأورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 1، وصدره في الحديث 6 من الباب
2، وذيله في الحديث 1 من الباب 8 من هذه الأبواب.
(1) التهذيب 6: 180 / 372.
2 - الكافي 5: 55 / 1، وأورده في الحديث 1 من الباب 61 من أبواب جهاد العدو.
(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 5، وفي الباب 61 من أبواب جهاد العدو.
131

(21164) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن محمد بن سنان، عمن أخبره، عن أبي عبد الله
عليه السلام في حديث طويل ملخصه أن إبليس احتال على عابد من بني
إسرائيل حتى ذهب إلى فاجرة يريد الزنا بها، فقالت له إن ترك الذنب
أيسر من طلب التوبة، وليس كل من طلب التوبة وجدها، فانصرف وماتت من
ليلتها فأصبحت وإذا على بابها مكتوب: احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة
فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها، فأوحى الله عز وجل
إلى نبي من الأنبياء ولا أعلمه الا موسى بن عمران أن ائت فلانة فصل عليها،
ومر الناس فليصلوا عليها، فاني قد غفرت لها، وأوجبت لها الجنة بتثبيطها
عبدي فلانا عن معصيتي.
(21165) 4 - محمد بن الحسن قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
من ترك انكار المنكر بقلبه ولسانه " ويده " (1) فهو ميت بين الاحياء، في كلام
هذا ختامه.
ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (2).
(21166) 5 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) وفي (عيون الأخبار
) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن
سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن ابن علي بن فضال، عن أبيه، عن الرضا
عليه السلام قال: قلت له: لم سمي الحواريون الحواريين؟ فقال: أما
عند الناس " إلى أن قال: " وأما عندنا فسموا الحواريون الحواريين لأنهم كانوا

3 - الكافي 8: 384 / 584.
4 - التهذيب 6: 181 / 374.
(1) لم ترد في بعض النسخ.
(2) المقنعة: 129.
5 - علل الشرائع: 180 / 1، وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 79 / 10.
132

مخلصين في أنفسهم، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ
والتذكير الحديث.
(21167) 6 - وفي (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عبد الله،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي عبد
الله الخراساني، عن الحسين ابن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: أيما ناشئ نشأ في قومه ثم لم يؤدب على معصية كان الله أول ما يعاقبهم
به أن ينقص في (1) أرزاقهم.
(21168) 7 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من أحد سنان الغضب لله قوى على قتل
أشداء الباطل.
(21169) 8 - قال: وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن
عبد الرحمن بن أبي ليلي الفقيه قال: إني سمعت عليا عليه السلام يقول
يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى
إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر، وهو أفضل من
صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى
فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونور في قلبه اليقين.
ورواه ابن الفتال في (روضة الواعظين) مرسلا (1).

6 - عقاب الأعمال 265 / 1.
(1) في نسخة: من (هامش المخطوط).
7 - نهج البلاغة 3: 194 / 174.
8 - نهج البلاغة 3: 194 / 174.
8 - نهج البلاغة 3: 243 / 373.
(1) روضة الواعظين: 364.
133

(21170) 9 - قال الرضي: وقد قال عليه السلام في كلام له يجري
هذا المجرى: فمنهم المنكر للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك المستكمل
لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه التارك بيده فذلك متمسك
بخصلتين من خصال الخير، ومضيع خصلة، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده
ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة،
ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء وما أعمال
البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا
كنقية في بحر لجي، وأن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من
أجل ولا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كلمة عدل عند إمام جائر.
(21171) 10 - قال: وعن أبي جحيفة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه
السلام يقول إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم
بألسنتكم، ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب
فجعل أعلاه أسفله.
ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره مرسلا (1).
(21172) 11 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من رواية أبي
القاسم بن قولويه عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من مشي
إلى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين الجن والإنس
، ومثل أعمالهم.
(21173) 12 - الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام في
تفسيره عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث قال:

9 - نهج البلاغة 3: 243 / 374.
10 - نهج البلاغة 3: 244 / 375.
(1) تفسير القمي 1: 213.
11 - مستطرفات السرائر: 141 / 1.
12 - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) 480 / 307.
134

لقد أوحى الله إلى جبرئيل وأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفار والفجار،
فقال جبرئيل: يا رب أخسف بهم إلا بفلان الزاهد ليعرف ماذا يأمره الله فيه،
فقال: اخسف بفلان قبلهم، فسأل ربه فقال: يا رب عرفني لم ذلك وهو
زاهد عابد، قال: مكنت له وأقدرته فهو لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن
المنكر، وكان يتوفر على حبهم في غضبي، فقالوا: يا رسول الله فكيف بنا
ونحن لا نقدر على انكار ما نشاهده من منكر؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليعمنكم عذاب الله،
ثم قال: من رأى منكم منكرا فلينكر بيده إن استطاع، فإن لم يستطع
فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كاره.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا (1) وفي الجهاد (2)، ويأتي ما يدل
عليه هنا (3)، وعلى إقامة الحدود في محله (4).
4 - باب وجوب انكار العامة على الخاصة وتغيير المنكر
إذا عملوا به.
(21174) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه، عن
عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن
الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن

(1) تقدم ما يدل على ذلك بعمومه في البابين 1، 2 من هذه الأبواب.
(2) تقدم ما يدل عليه في الباب 61 من أبواب جهاد العدو.
(3) يأتي ما يدل على المقصود في الأبواب 4، 5، 6، 7 من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الباب 1 من أبواب مقدمات الحدود وأبواب الحدود.
الباب 4
فيه 3 أحاديث
1 - علل الشرائع: 522 / 6، وقرب الإسناد: 26.
135

تعلم العامة، فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم تغير ذلك العامة
استوجب الفريقان العقوبة من الله عز وجل وفي.
(عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي
القاسم، عن هارون بن مسلم مثله، وزاد قال: وقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: إن المعصية إذا عمل بها العبد سرا لم يضر إلا عاملها، فإذا
عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرت بالعامة،
قال جعفر بن محمد عليه السلام: وذلك أنه يذل بعمله دين الله
ويقتدى به أهل عداوة الله (1).
(21175) 2 - وبهذا الاسناد قال: قال علي عليه السلام ان الله لا
يعذب العامة بذنب الخاصة وذكر الحديث الأول، ثم قال: وقال لا
يحضرن أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما وعدوانا ولا مقتولا ولا
مظلوما إذا لم ينصره لان نصرته على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره،
والعافية أوسع ما لم تلزمك الحجة الظاهرة، قال: ولما جعل التفضل في بني
إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا
يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه حتى ضرب الله عز وجل قلوب
بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عز وجل: " لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " (1) الآية.
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون ابن مسلم مثله إلى قوله:

(1) عقاب الأعمال: 310 / 2.
2 - عقاب الأعمال: 311 / 3، وأورده عن قرب الإسناد في الحديث 1 من الباب 4 من أبواب
مقدمات الحدود.
(1) المائدة 5: 78، 79.
136

الحجة الظاهرة (2)، وكذا كل ما قبله.
(21176) 3 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أقر قوم بالمنكر بين
أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
5 - باب وجوب انكار المنكر بالقلب على كل حال،
وتحريم الرضا به ووجوب الرضا بالمعروف
(21177) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل صاحب المقرى (1) عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: حسب المؤمن غيرا إذا رأى منكرا أن يعلم الله عز وجل
من قلبه إنكاره.
ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم بالاسناد إلا أنه قال: حسب
المؤمن عزا إذا رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره (2).
(21178) 2 - محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار،

(2) قرب الإسناد: 26.
3 - عقاب الأعمال: 310 / 1.
(1) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب 1، وفي الحديث 12 من الباب 3 من هذه الأبواب.
ويأتي ما يدل على المقصود في الباب 5، وفي الحديث 1 من الباب 8 من هذه الأبواب.
الباب 5
فيه 17 حديثا
1 - الكافي 5: 60 / 1.
(1) في نسخة من التهذيب: المصري (هامش المخطوط) وفي التهذيب والكافي: المنقري.
(2) التهذيب 6: 178 / 361.
2 - التهذيب 6: 170 / 327.
137

عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه،
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن
شهده.
(21179) 3 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير،
عن (1) زياد النهدي عن عبد الله بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمد
عليه السلام قال: حسب المؤمن نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله.
ورواه أيضا مرسلا (2).
ورواه في (الخصال) عن أبيه عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن
ابن أبي عمير (3).
ورواه في (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير (4) مثله (5).
(21180) 4 - وفي (عيون الأخبار) وفي (العلل) عن أحمد بن زياد بن
جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا

3 - الفقيه 4: 284 / 847.
(1) في نسخة زيادة: أبي (هامش المخطوط) وكذا المصدر.
(2) الفقيه 4: 293 / 884.
(3) الخصال: 27 / 96.
(4) في الأمالي: أبي عمير.
(5) أمالي الصدوق: 41 / 5.
4 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 273 / 5، وعلل الشرائع 229 / 1.
138

عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه
السلام قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال
آبائها فقال عليه السلام: هو كذلك، فقلت: قول الله عز وجل
" ولا تزر وازرة وزر أخرى " (1) ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع
أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين عليه السلام يرضون بفعال آبائهم
ويفتخرون بها، ومن رضى شيئا كان كمن أتاه، ولو أن رجلا قتل بالمشرق
فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل،
وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم
الحديث.
(21181) 5 - وفي (العلل) و (التوحيد) و (عيون الأخبار) بهذا الاسناد
عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: لأي علة أغرق الله عز وجل الدنيا
كلها في زمن نوح عليه السلام وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له، فقال: ما
كان فيهم الأطفال لان الله عز وجل أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم
أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، ما كان الله ليهلك بعذابه من
لا ذنب له، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي
الله نوح عليه السلام وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين، ومن
غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهده وأتاه.
(21182) 6 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن
العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن

(1) الانعام 6: 164، الإسراء 17: 15، فاطر 35: 18، الزمر 39: 7.
5 - علل الشرائع: 30 / 1، التوحيد: 392 / 2، وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 75 /
2.
6 - الخصال: 107 / 72.
139

محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: العامل بالظلم والراضي
به والمعين عليه شركاء ثلاثة.
(21183) 7 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن
أبي عمير رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الساعي قاتل ثلاثة:
قاتل نفسه، وقاتل من سعى به، وقاتل من سعى إليه.
(21184) 8 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
جماعة، عن أبي المفضل عن الفضل بن محمد، عن هارون بن عمرو
المجاشعي، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم
السلام، وعن المجاشعي، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس زمان
يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الانك في النار، يعني
الرصاص، وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والاحداث في دينهم ولا يستطيعون
له غيرا.
(21185) 9 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن محمد بن
مسلم (1) رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنما يجمع الناس
الرضا والسخط، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه.
(21186) 10 - وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير،
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: لو أن أهل السماوات والأرض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا

7 - الخصال: 107 / 73.
8 - أمالي الطوسي 2: 132.
9 - المحاسن: 262 / 323.
(1) في المصدر: محمد بن سلمة.
10 - المحاسن: 262 / 324.
140

مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا من أهل النار.
(21187) 11 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له يذكر فيها أصحاب الجمل:
فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلا رجلا واحدا معتمدين لقتله بلا جرم لحل
لي قتل ذلك الجيش كله إذ حضروه ولم ينكروا ولم يدفعوا عنه بلسان، ولا
يد، دع ما أنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدة التي دخلوا بها عليهم.
(21188) 12 - وقال عليه السلام: الراضي بفعل قوم كالداخل معهم
فيه، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به.
(21189) 13 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن محمد بن
هاشم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه
الآية " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن
كنتم صادقين " (1) وقد علم أن قد قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، وإنما قيل
لهم: ابرأوا من قتلتهم فأبوا.
(21190) 14 - وعن محمد بن الأرقط، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال، قال لي: تنزل الكوفة؟ فقلت: نعم، فقال: ترون قتلة الحسين
عليه السلام بين أظهركم؟ قال: قلت: جعلت فداك ما بقي منهم أحد،
قال: فأنت إذا لا ترى القاتل إلا من قتل، أو من ولى القتل؟! ألم تسمع
إلى قول الله: " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم

11 - نهج البلاغة 2: 104 / 167.
12 - نهج البلاغة 3: 191 / 154.
13 - تفسير العياشي 1: 209 / 164، وأورده في الحديث 4 من الباب 39 من هذه الأبواب.
(1) آل عمران 3: 183.
14 - تفسير العياشي 1: 209 / 165.
141

قتلتموهم إن كنتم صادقين " (1) فأي رسول قتل الذين كان محمد صلى الله
عليه وآله بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، وإنما رضوا قتل
أولئك فسموا قاتلين.
(21191) 15 - وعن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما عليهما
السلام في قوله: " لا عدوان إلا على الظالمين " قال: إلا على ذرية
قتلة الحسين عليه السلام.
(21192) 16 - وعن إبراهيم، عمن رواه، عن أحدهما عليهما السلام
قال: قلت: " فلا عدوان إلا على الظالمين " قال: لا يعتدى الله على
أحد إلا على نسل ولد قتلة الحسين عليه السلام.
أقول: تقدم وجهه وعلته (2)، والاعتداء مجاز.
(21193) 17 - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله عز وجل: " أو كالذي يبة فاخلف فانبت خرنوبا، قال: فضحكوا واستهزأوا به فشكاهم إلى ية على عروشها " (1) قال: إن الله بعث إلى بني إسرائيل نبيا يقال له: إرميا " إلى أن قال "
فأوحى الله إليه أن قل لهم ان البيت بيت المقدس، والغرس بنو إسرائيل،
عملوا بالمعاصي فلأسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ويأخذ
أموالهم، فان بكوا إلي لم أرحم بكاءهم وإن دعوني لم أستجب دعاءهم ثم

(1) آل عمران 3: 183.
15 - تفسير العياشي 1: 86 / 214.
(1) البقرة 2: 193.
16 - تفسير العياشي 1: 87 / 216.
(1) البقرة 2: 193.
(2) تقدم وجهه في الأحاديث 4، 5، 11، 12، 13، 14، من هذا الباب.
17 - تفسير العياشي 1: 140 / 466.
(1) البقرة 2: 259.
(2) في المصدر زياد: انى يحيى الله بعد موتها فقال...
142

لأخربنها مأة عام، ثم لأعمرنها، فلما حدثهم اجتمع العلماء فقالوا: يا
رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم؟ فعاود لنا ربك " إلى أن قال "
ثم أوحى الله قل لهم: لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم
بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك الحديث.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
6 - باب وجوب اظهار الكراهة للمنكر، والاعراض
عن فاعله
(21194) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله
أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب إلا أنه قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: أدنى الانكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه
مكفهرة (1).
(21195) 2 - وعن محمد بن يحيى، عن الحسين، عن علي بن
مهزيار، عن النضر بن سويد، عن درست، عن بعض أصحابه، عن أبي

(3) تقدم في الأحاديث 1، 4، 8، 9، 10، 12، من الباب 3 من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الحديث 12 من الباب 38، وفي الحديثين 5، 6 من الباب 39، وفي الحديث 6 من
الباب 41.
وما يناسب المقصود في البابين 17، 18 من هذه الأبواب.
الباب 6
فيه حديثان
1 - الكافي 5: 58 / 10.
(1) التهذيب 6: 176 / 356.
2 - الكافي 5: 58 / 8.
143

عبد الله عليه السلام قال: إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على
أهلها فلما انتهيا إلى المدينة فوجدا فيها رجلا يدعو ويتضرع " إلى أن قال:
فعاد أحدهما إلى الله، فقال: يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك
فلانا يدعوك ويتضرع إليك فقال: امض لما أمرتك به، فان ذا رجل لم
يتمعر (1) وجهه غيظا لي قط.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
7 - باب وجوب هجر فاعل المنكر والتوصل إلى ازالته بكل
وجه ممكن
(21196) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤنة من الناطق علينا
بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه فردوه عنها، فان قبل (1) منكم
وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب
الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في
حوائجكم، فان هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم
الحديث.
(21197) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن صفوان بن

(1) تمعر لونه: تغير غضبا (الصحاح - معر - 2: 818).
(2) يأتي في الباب 7، وفي الحديث 5: من الباب 37 من هذه الأبواب.
الباب 7
فيه 5 أحاديث
1 - الكافي 2: 176 / 5، وأورد صدره في الحديث 5 من الباب 32 من هذه الأبواب.
(1) في الأصل: قبلوا.
2 - الكافي 8: 158 / 150.
144

يحيى عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لآخذن
البرئ منكم بذنب السقيم، ولم لا أفعل ويبلغكم عن الرجل ما يشينكم
ويشينني فتجالسونهم وتحدثونهم فيمر بكم المار فيقول: هؤلاء شر من هذا،
فلو أنكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم ونهيتموهم كان أبر بكم وبي.
(21198) 3 - وعنهم، عن سهل، عن ابن محبوب، عن خطاب بن
محمد، عن الحارث بن المغيرة أن أبا عبد الله عليه السلام قال له:
لأحملن ذنوب سفهائكم إلى علمائكم " - إلى أن قال: - ما يمنعكم إذا بلغكم
عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل علينا به الأذى أن تأتوه فتؤنبوه وتعذلوه
وتقولوا له قولا بليغا، قلت: جعلت فداك إذا لا يقبلون منا؟ قال:
اهجروهم واجتنبوا مجالسهم.
ورواه ابن إدريس في آخر (السراير) نقلا من كتاب (المشيخة) للحسن بن محبوب، عن أبي محمد، عن الحارث بن المغيرة مثله (1).
(21199) 4 - محمد بن الحسن قال: قال الصادق (عليه السلام) لقوم
من أصحابه: إنه قد حق لي أن آخذ البرئ منكم بالسقيم، وكيف لا يحق
لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ولا تهجرونه
ولا تؤذونه حتى يترك.
ورواه المفيد في (المقنعة) أيضا مرسلا (1).
(21200) 5 - وفي (المجالس والاخبار) بالاسناد الآتي (1) عن

(3) الكافي 8: 162 / 169.
(1) مستطرفات السرائر: 88 / 39.
(4) التهذيب 6: 181 / 375.
(1) المقنعة: 129.
(5) أمالي الطوسي 2: 275.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (50).
145

هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو أنكم إذا بلغكم عن
الرجل شئ تمشيتم إليه فقلتم: يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا، وإما أن تكف
عن هذا، فان فعل وإلا فاجتنبوه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
8 - باب وجوب الغضب لله بما غضب به لنفسه
(21201) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة
قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال:
أوحى الله إلى شعيب النبي (عليه السلام): اني معذب من قومك مأة ألف:
أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا
رب هؤلاء الأشرار، فما بالأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل
المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
(21202) 2 - وعنهم، عن أحمد، عن يعقوب بن يزيد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) إن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من
خلق الله، فمن نصرهما نصره الله ومن خذلهما خذله الله.
ورواه الشيخ بإسناده، عن أحمد بن أبي عبد الله (1)، وكذا الذي قبله.

(2) تقدم ما يدل على بعض المقصود في البابين 1، 4 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الأبواب 8، 15، 17، 37، 38 من هذه الأبواب.
الباب 8
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 5: 55 / 1، والتهذيب 6: 180 / 372، وأورده في الحديث 6 من الباب 2، وأورد
صدره في الحديث 6 من الباب 1، وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 من هذه الأبواب.
(2) الكافي 5: 59 / 11، وأورده في الحديث 20 من الباب 1 من هذه الأبواب.
(1) التهذيب 6: 177 / 357.
146

(21203) 3 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن
جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال:
قال موسى بن عمران (عليه السلام): يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل
عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والبريئة
أيديهم الذين يذكرون جلالي ذكر آبائهم - إلى أن قال: - والذين يغضبون
لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا جرح.
(21204) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن
موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمد بن علي بن
موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر
(عليه السلام) على هارون الرشيد وقد استخفه الغضب على رجل فأمر أن
يضرب ثلاثة حدود، فقال: إنما تغضب لله، فلا تغضب له بأكثر مما غضب
لنفسه.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
9 - باب وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر
(21205) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن

(3) المحاسن: 16 / 45.
(4) أمالي الصدوق: 27 / 2.
(1) تقدم في الحديثين 7، 12 من الباب 3، وفي البابين 6، 7 من هذه الأبواب، وفي الأحاديث
1، 14، 20 من الباب 53 من أبواب جهاد النفس.
(2) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الأبواب 15، 17، 18 من هذه الأبواب.
الباب 9
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 5: 62 / 1، والتهذيب 6: 178 / 364.
147

محمد، عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن
عمار، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
لما نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (1)
جلس رجل من المسلمين يبكي، وقال: أنا عجزت عن نفسي، كلفت
أهلي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسبك أن تأمرهم بما تأمر
به نفسك، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك
(21206) 2 - وعنهم عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن
أبي بصير، في قول الله عز وجل: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (1) قلت:
كيف أقيهم؟ قال تأمرهم بما أمر الله، وتنهاهم عما نهاهم الله، فان
أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد (2) وكذا الذي قبله.
(21207) 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن عثمان عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) في قول الله عز وجل (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) (1) كيف نقي
أهلنا؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم.
الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن النضر بن سويد، عن
زرعة، عن أبي بصير وذكر الحديث (2) والذي قبله.

(1) التحريم 66: 6.
(2) الكافي 5: 62 / 2، والزهد: 17 / 36، و تفسير القمي 2: 377.
(1) التحريم 66: 6.
(2) التهذيب 6: 179 / 365.
(3) الكافي 5: 62 / 3.
(1) التحريم 66: 6.
(2) الزهد: 17 / 36.
148

ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أحمد بن إدريس عن
أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد (3)، وكذا الذي قبله.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (4)، ويأتي ما يدل علي عليه (5).
10 - باب وجوب الاتيان بما يأمر به من الواجبات، وترك ما
ينهى عنه من المحرمات
(21208) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به
أنجينا الذين ينهون عن السوء) (1) قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف ائتمروا
وأمروا فنجوا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا، وصنف لم يأتمروا
ولم يأمروا فهلكوا.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
سهل بن زياد نحوه (2).
(21209) 2 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه
السلام) قال: - في وصيته لولده محمد بن الحنفية: - يا بنى اقبل من

(3) تفسير القمي 2: 277.
(4) تقدم في الباب 1 من هذه الأبواب.
(5) يأتي في البابين 19، 20 من هذه الأبواب.
الباب 10
فيه 12 حديثا
(1) الكافي 8: 158 / 151.
(1) الأعراف 7: 165.
(2) الخصال: 100 / 54.
(2) الفقيه 4: 277.
149

الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكف
الناس عما تنهى عنه، وأمر بالمعروف تكن من أهله، فان استتمام الأمور عند
الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(21210) 3 - وفي (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي
عمير رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال: عامل (1) بما يأمر به، تارك لما ينهى
عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر، رفيق فيما ينهى.
(21211) 4 - وفي (المجالس) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن
أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر
قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): بم يعرف الناجي؟ فقال:
من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما
ذلك مستودع.
(21212) 5 - وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن
عامر، عن عبد الله بن عامر، عن الحسين بن محبوب، عن مالك بن عطية،
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) - في حديث وصف
المؤمن والمنافق - قال: والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي.
(21213) 6 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير

(3) الخصال: 109 / 79، وأورده عن الكافي في الحديث 10 من الباب 2 من هذه الأبواب.
(1) في نسخة: عالم (هامش المخطوط).
(4) أمالي الصدوق: 293 / 7.
(5) أمالي الصدوق: 399 / 12، وأورده عن الكافي في الحديث 11 من الباب 49 وصدره عن كتب
أخرى في الحديث 12 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس.
(6) نهج البلاغة 3: 166 / 73.
150

المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ
بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم
نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
(21214) 7 - قال: وقال (عليه السلام) لرجل سأله أن يعظه: لا تكن
ممن يرجو الآخرة بغير العمل - إلى أن قال: - ينهى ولا ينتهى ويأمر بما لا
يأتي... الحديث.
(21215) 8 - قال: وقال (عليه السلام): (وأمروا بالمعروف وائتمروا
به) (1)، وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، وإنما أمرنا (2) بالنهي بعد التناهي.
(21216) 9 - قال: وقال (عليه السلام) - في خطبة له: - فانا لله وإنا
إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير، ولا زاجر مزدجر، لعن الله
الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به.
(21217) 10 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) قال: قيل له: لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به
كله ولا ننهى عن المنكر حتى ننتهي عنه كله؟ فقال: لا بل مروا بالمعروف
وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كله.
(21218) 11 - قال: وقال (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة
أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار، ثم ترمى،

(7) نهج البلاغة 3: 189 / 150.
(8) نهج البلاغة 1: 202 / ذيل خطبة 101.
(1) ليس في المصدر.
(2) في المصدر: أمرتم.
(9) نهج البلاغة 2: 17 / 125.
(10) إرشاد القلوب: 14.
(11) إرشاد القلوب: 16.
151

فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: خطباء أمتك، يأمرون الناس بالبر
وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون.
(21219) 12 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) باسناده
الآتي (1) عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - في
وصيته له - قال: يا أبا ذر يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار
فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم؟
فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
11 - باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق حتى
الوالدين ووجوب العكس.
(21220) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، قال: قال أبو
جعفر (عليه السلام): لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، ولا دين لمن
دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله.
(21221) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(12) أمالي الطوسي 2: 140.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة رقم (49).
(2) تقدم في الحديث 19 من الباب 21، وفي الحديث 1 من الباب 37، وفي الباب 38 من أبواب
جهاد النفس، وفي الحديث 7 من الباب 1 من أبواب أحكام العشرة.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 41 من هذه الأبواب.
الباب 11
فيه 12 حديثا
(1) الكافي 2: 276 / 4.
(2) الكافي 2: 276 / 2 و 5: 62 / 1.
152

إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عز وجل كان حامده من الناس
ذاما، ومن آثر طاعة الله عز وجل بما بغضب الناس كفاه الله عز وجل عداوة
كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغي كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهيرا.
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2).
(21222) 3 - وعنهم عن أحمد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن
أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين
(عليه السلام): عظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان
أفوت لما يرجو، وأسرع لمجئ ما يحذر.
(21223) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من أرضى سلطانا جائرا بسخط الله خرج من دين
الله.
(21224) 5 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عز وجل كان حامده من الناس
ذاما.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن

(1) في نسخة من التهذيب: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(2) التهذيب 6: 179 / 366.
(3) الكافي 2: 276 / 3.
(4) الكافي 2: 277 / 5.
(5) الكافي 2: 276 / 2 و 5: 63 / 3.
153

أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة،
عن السكوني مثله (1).
(21225) 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن
يحيى (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسخطوا الله برضى أحد
من خلقه، ولا تتقربوا إلى الناس بتباعد من الله.
(21226) 7 - قال: ومن ألفاظ رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق.
ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا عن علي (عليه السلام) (1).
(21227) 8 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيده السابقة في اسباغ الوضوء (1)
عن الرضا عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: لا دين لم دان
بطاعة مخلوق في معصية الخالق.
(21228) 9 - وبإسناده يأتي في فعل المعروف إلى غير أهله (1)، عن
الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من أرضى سلطانا بما أسخط الله خرج من دين الله.

(1) الخصال: 3 / 6.
(6) الفقيه 4: 288 / 864.
(1) في المصدر زيادة: عن أبي الصباح الكناني.
(7) الفقيه 4: 273، وأورده عن المعتبر في الحديث 7 من الباب 59 من أبواب وجوب الحج.
(1) نهج البلاغة: 193 / حكمه 165. الكافي: 175 / 17.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 43 / 149.
(1) تقدم في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 69 / 318.
(1) يأتي في الحديث 6 من الباب 3 من أبواب فعل المعروف.
154

(21229) 10 - وبإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام)
- في كتابه إلى المأمون - قال: وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين، ولا
طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق.
وفي (الخصال) بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد (عليهما
السلام) - في حديث شرايع الدين - مثله (1).
(21230) 11 - وفي (كتاب التوحيد) عن علي بن أحمد الدقاق، عن
محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن
الحسن بن بردة، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن إبراهيم بن محمد
العلوي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: سمعته (عليه السلام) يقول:
ما (1) اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع، وقال: من أرضى الخالق لم يبال
بسخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط
المخلوق... الحديث.
ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن
المختار، وعن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا
عن الفتح بن يزيد مثله (2).
(21231) 12 - علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن جعفر بن أحمد، عن
عبيد الله بن موسى، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة (1)، عن أبيه، عن

(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124.
(1) الخصال: 608 / 2.
(11) التوحيد: 60 / 18.
(1) كذا صوبه المصنف بعد ان كتبها (من) و في المصدر: من.
(2) الكافي 1: 107 / 3.
(12) تفسير القمي 2: 55.
(1) في المصدر: الحسن بن علي بن أبي حمزة.
155

أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (واتخذوا
من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم
ضدا) (2) قال: ليس العبادة هي السجود والركوع إنما هي طاعة الرجال،
من أطال المخلوق في معصية الخالق فقد عبده.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3).
12 - باب كراهة التعرض للذل.
(21232) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسين (1)، عن
إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي الحسن الأحمسي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الله فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع
الله عز وجل يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (2) فالمؤمن يكون
عزيزا ولا يكون ذليلا ثم قال: إن المؤمن أعز من الجبل إن الجبل يستقل

(2) مريم 19: 81، 82.
(3) تقدم في الباب 59 من أبواب وجوب الحج، وفي الحديث 8 من الباب 1 من أبواب جهاد
العدو، وفي الباب 3، وفي الحديث 5 من الباب 7، وفي الحديث 1 من الباب 36 من أبواب
جهاد النفس.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 1 من الباب 49 من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث 17
من الباب 10 من أبواب صفات القاضي.
الباب 12
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 5: 63 / 1.
(1) في التهذيب: محمد بن الحسن (هامش المخطوط).
(2) المنافقون 63: 8.
156

منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقل من دينه شئ.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن الحسن مثله (3).
(21233) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل
فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه، أما تسمع لقول
الله عز وجل: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1) فالمؤمن ينبغي أن يكون
عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والاسلام.
وعن محمد بن أحمد، عن (2) عبد الله بن الصلت، عن يونس عن
سعدان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله إلى قوله: ولا
يكون ذليلا (3).
(21234) 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن كل شئ إلا إذلال نفسه.
(21235) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه،
عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام)

(3) التهذيب 6: 179 / 367.
(2) الكافي 5: 63 / 2.
(1) المنافقون 63: 8.
(2) في نسخة: بن (هامش المخطوط).
(3) الكافي 5: 64 / 6.
(3) الكافي 5: 63 / 3.
(4) الخصال: 23 / 81.
157

قال: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت جرعة أحب إلي
من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (1)
13 - باب كراهة التعرض لما لا يطيق، والدخول فيما
يوجب الاعتذار
(21236) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قيل له
وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض لما لا يطيق.
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1).
(21237) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه؟ قال (1):
يدخل فيما يعتذر منه.

(1) يأتي في الباب 13 من هذه الأبواب، وفي الباب 1 من أبواب الدين، وفي الباب 53 من أبواب
الشهادات.
وتقدم ما يدل عليه في الأبواب 1، 2، 3 من أبواب الملابس، وفي الباب 32 من أبواب
الصدقة.
الباب 13
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 5: 63 / 4.
(1) التهذيب 6: 180 / 368.
(2) الكافي 5: 64 / 5.
(1) في التهذيب زيادة: لا (هامش المخطوط).
158

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (2).
(21238) 3 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن محمد بن سنان،
عن عمار بن مروان والحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: إياك وما تعتذر منه فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر،
والمنافق يسئ كل يوم ويعتذر.
(21239) 4 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).
14 - باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم
بالمندوبات، والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهد
في الدين وكذا النهي عن المكروهات
(21240) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: يا عمر لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم، فان الناس لا
يحتملون ما تحملون.
(21241) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن

(2) التهذيب 6: 180 / 369.
(3) الزهد: 5 / 7.
(4) نهج البلاغة 3: 231 / 329.
(1) تقدم في الباب 12 من هذه الأبواب.
الباب 14
فيه 9 أحاديث
(1) الكافي 8: 334 / 522.
(2) الكافي 2: 35 / 1.
159

الحسن بن محبوب عن عمار بن أبي الأحوص، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: ان الله وضع الايمان على سبعة أسهم: على البر،
والصدق، واليقين، والرضا، والوفاء، والعلم، والحلم، ثم قسم ذلك بين
الناس، فمن جعل فيه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل، وقسم لبعض الناس
السهم، ولبعضهم السهمين، ولبعضهم الثلاثة حتى انتهوا إلى سبعة ثم قال:
لا تحملوا على صاحب السهم سهمين، ولا على صاحب السهمين ثلاثة
فتبهظوهم، ثم قال كذلك حتى انتهى إلى سبعة.
(21242) 3 - وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، وعن
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن فضال،
عن حسن بن الجهم، عن أبي اليقظان عن يعقوب بن الضحاك، عن
رجل (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - أنه جرى ذكر قوم،
قال: فقلت له: إنا لنبرأ منهم إنهم لا يقولون ما نقول، قال: فقال: يتولونا
ولا يقولون ما تقولون تبرأون منهم؟ قلت: نعم، قال: فهو ذا عندنا ما ليس
عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم - إلى أن قال: - فتولوهم ولا تبرأوا منهم إن
من المسلمين من له سهم، ومنهم من له سهمان، ومنهم من له ثلاثة أسهم، ومنهم
من له أربعة أسهم، ومنهم من له خمسة أسهم، ومنهم من له ستة أسهم، ومنهم
من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه
صاحب السهمين ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة، ولا صاحب
الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة ولا صاحب الأربعة، على ما عليه
صاحب الخمسة، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة، ولا
صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة، وسأضرب لك مثلا، إن رجلا

(3) الكافي 2: 35 / 2.
(1) في المصدر: عن رجل من أصحابنا سراج وكان خادما لأبي عبد الله (عليه السلام).
160

كان له جار وكان نصرانيا فدعاه إلى الاسلام وزينه له فأجابه، فأتاه سحيرا
فقرع عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا فلان، قال: وما حاجتك؟
قال توضأ والبس ثوبيك ومر بنا إلى الصلاة، قال: فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج
معه، قال: فصليا ما شاء، الله ثم صليا الفجر، ثم مكثا حتى أصبحا،
فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله، فقال له الرجل: أين تذهب؟ النهار
قصير، والذي بينك وبين الظهر قليل، قال: فجلس معه إلى أن صلى
الظهر، ثم قال: وما بين الظهر والعصر قليل، فاحتبسه حتى صلى العصر،
قال: ثم قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: ان هذا آخر النهار وأقل من
أوله، فاحتبسه حتى صلى المغرب، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له:
إنما بقيت صلاة واحدة، قال: فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا،
فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا
فلان، قال: وما حاجتك؟ قال: توضأ والبس ثوبيك واخرج فصل، قال:
اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني، وأنا إنسان مسكين وعلي عيال، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): أدخله في شئ أخرجه منه، أو قال: أدخله من
مثل ذه وأخرجه من مثل هذا.
(21243) 4 - وعن أحمد بن محمد، عن الحسن بن موسى، عن
أحمد بن عمر، عن يحيى بن أبان، عن شهاب قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق
لم يلم أحد أحدا، فقلت: أصلحك الله فكيف ذلك؟ فقال إن الله خلق
أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا، ثم جعل الاجزاء أعشارا، فجعل الجزء
عشرة أعشار، ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء، وفي آخر
عشرى جزء حتى بلغ به جزءا تاما، وفي آخر جزءا وعشر جزء، وفي آخر
جزءا وعشري جزء، وآخر جزءا وثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزئين تامين،

(4) الكافي 2: 37 / 1.
161

ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا، فم لم يجعل فيه
إلا عشر جزء لم يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين، وكذلك صاحب
العشرين لا يكون مثل صاحب الأعشار (1)، وكذلك من تم له جزء لا يقدر
على أن يكون مثل صاحب الجزئين ولو علم الناس ان الله عز وجل خلق هذا
الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا.
(21244) 5 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن
بعض أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن عثمان، عن
محمد بن حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله
(عليه السلام): يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد
منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على
شئ حتى ينتهى إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو
فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه (1) إليك برفق، ولا
تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فان من كسر مؤمنا فعليه جبره.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن
علي بن أبي عثمان مثله (2).
وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن الحسين بن معاوية، عن
محمد بن حماد نحوه وزاد في الروايتين: وكان المقداد في الثامنة
وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة (3).

(1) في المصدر: صاحب الثلاثة الأعشار.
(5) الكافي 2: 37 / 2.
(1) في المصدر: فارفقه.
(2) الخصال: 447 / 48.
(3) الخصال: 448 / 49.
162

(21245) 6 - وعنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان،
عن ابن مسكان، عن سدير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن
المؤمنين على منازل، منهم على واحدة، ومنهم على اثنتين، ومنهم على
ثلاث، ومنهم على أربع، ومنهم على خمس، ومنهم على ست ومنهم على
سبع، فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو، وعلى صاحب
الثنتين ثلاثا لم يقو، وعلى صاحب الثلاث أربعا لم يقو، وعلى صاحب
الأربع خمسا لم يقو، وعلى صاحب الخمس ستا لم يقو، وعلى صاحب
الست سبعا لم يقو، وعلى هذه الدرجات.
(21246) 7 - وعنه عن أحمد عن علي بن الحكم، عن محمد بن
سنان، عن الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أنتم
والبراءة يبرأ بعضكم من بعض، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض،
وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصرا (1) من بعض وهي
الدرجات.
(21247) 8 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن
سعد، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن المنقري، عن سفيان بن
عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كان آخر
ما أوصى به الخضر موسى (عليه السلام) قال: لا تعيرن أحدا بذنب،
وإن أحب الأمور إلى الله ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة،
والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة،
ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل.

(6) الكافي 2: 37 / 3.
(7) الكافي 2: 38 / 4.
(1) في نسخة: بصيرة (هامش المخطوط).
(8) الخصال: 111 / 83.
163

(21248) 9 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن عمار بن أبي الأحوص قال: قلت لأبي عبد الله (عليه
السلام): إن عندنا قوما يتولون بأمير المؤمنين (عليه السلام) ويفضلونه على
الناس كلهم، وليس يصفون ما نصف من فضلكم، أنتولاهم؟ فقال لي:
نعم في الجملة، أليس عند الله ما لم يكن عند رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله ما ليس لنا،
وعندنا ما ليس عندكم، وعندكم ما ليس عند غيركم إن الله وضع الاسلام
على سبعة أسهم: على الصبر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم
والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو
كامل محتمل، ثم قسم لبعض الناس السهم، ولبعضهم السهمين، ولبعض
الثلاثة الأسهم ولبعض الأربعة الأسهم، ولبعض الخمسة الأسهم، ولبعض
الستة الأسهم، ولبعض السبعة الأسهم، فلا تحملوا على صاحب السهم
سهمين، ولا على صاحب السهمين ثلاثة أسهم، ولا على صاحب الثلاثة
أربعة أسهم، ولا على صاحب الأربعة خمسة أسهم ولا على صاحب
الخمسة ستة أسهم، ولا على صاحب الستة سبعة أسهم فتثقلوهم وتنفروهم،
ولكن ترفقوا بهم وسهلوا لهم المدخل، وسأضرب لك مثلا تعتبر به إنه كان
رجل مسلم، وكان له جار كافر، وكان الكافر يرافق المؤمن (1)، فلم يزل
يزين له الاسلام حتى أسلم، فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله فذهب به
إلى المسجد ليصلي معه الفجر جماعة، فلما صلى قال له: لو قعدنا نذكر
الله حتى تطلع الشمس، فقعد معه، فقال له: لو تعلمت القرآن إلى أن
تزول الشمس وصمت اليوم كان أفضل، فقعد معه وصام حتى صلى الظهر
والعصر، فقال له: لو صبرت حتى تصلي المغرب والعشاء الآخرة كان

(9) الخصال: 354 / 35.
(1) في المصدر زيادة: فأحب المؤمن للكافر الاسلام.
164

أفضل، فقعد معه حتى صلى المغرب والعشاء الآخرة ثم نهضا، وقد بلغ
مجهوده، وحمل عليه ما لا يطيق، فلما كان من الغد غدا عليه وهو يريد مثل
ما صنع بالأمس، فدق عليه بابه، ثم قال له: اخرج حتى نذهب إلى
المسجد، فأجابه أن انصرف عني فان هذا دين شديد لا أطيقه، فلا تخرقوا
بهم، أما علمت أن امارة بني أمية كانت بالسيف والعسف والجور، وأن
إمامتنا (2) بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة والورع والاجتهاد،
فرغبوا الناس في دينكم وفي ما أنتم فيه.
15 - باب وجوب الحب في الله، والبغض في الله،
والاعطاء في الله والمنع في الله.
(21249) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد، وعن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي
عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب لله وأبغض لله
وأعطى لله فهو ممن كمل ايمانه.
(21250) 2 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد
الأعرج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الايمان أن
تحب في الله، وتبغض في الله وتعطي في الله، وتمنع في الله.

(2) في المصدر: إمارتنا.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 10 من هذه الأبواب، وما يدل عليه بعمومه في
الباب 27 من أبواب جهاد النفس.
الباب 15
فيه 21 حديثا
(1) الكافي 2: 101 / 1، والمحاسن: 263 / 330.
(2) الكافي 2: 102 / 2، والمحاسن: 263 / 328.
165

ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) وفي (المجالس) عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب
مثله (1).
(21251) 3 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان الأحول،
عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ود المؤمن
للمؤمن (1) في الله من أعظم شعب الايمان ألا ومن أحب في الله وأبغض
في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن محبوب (2) وكذا الذي قبله
وكذا الحديث الأول.
(21252) 4 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة
على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم ونور أجسادهم ونور منابرهم على
كل شئ، حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن الحسن بن علي الوشاء نحوه.
وعن أبيه مرسلا عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه (1).
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن

(1) ثواب الأعمال: 202 / 1، وأمالي الصدوق: 463 / 13.
(3) الكافي 2: 102 / 3.
(1) وضع المصنف عليها علامة النسخة.
(2) المحاسن: 263 / 329.
(4) الكافي 2: 102 / 4.
(1) المحاسن: 265 / 339 و 338.
166

أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن (عليه
السلام) نحوه (2).
(21253) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن علي، عن عمر بن جبلة (1)، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر
(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المتحابون في
الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضرا في ظل عرشه عن يمينه - وكلتا يديه
يمين - وجوههم أشد بياضا، وأضوء من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم
كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، يقول الناس: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء
المتحابون في الله
(21254) 6 - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن
هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما
السلام) قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس
فيقول: أين المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم:
اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين؟
فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: ويقولون: وأي ضرب أنتم من
الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: أي شئ كانت
أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم
أجر العاملين.

(2) ثواب الأعمال: 182 / 1.
(5) الكافي 2: 102 / 7، والمحاسن: 264 / 337.
(1) في المحاسن: محمد بن جبلة الأحمسي.
(6) الكافي 2: 103 / 8، والمحاسن: 264 / 336.
167

(21255) 7 - وعنهم، عن أحمد، عن علي بن حسان، عمن ذكره، عن
داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من علامات
المؤمن: علمه بالله، ومن يحب، ومن يبغض.
ورواه البرقي في (المحاسن) (1) وكذا الحديثان قبله.
(21256) 8 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير
الكناسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قد يكون حب في الله
ورسوله، وحب في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله وما كان
في الدنيا فليس بشئ.
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده عن أبي عبد الله (عليه
السلام) (1).
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد مثله (2).
(21257) 9 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو،
وأنس بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، (عليهم
السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه
السلام) - قال: يا علي من أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في
الله.

(7) الكافي 2: 103 / 9.
(1) المحاسن: 263 / 332.
(8) الكافي 2: 103 / 13.
(1) مصادقة الإخوان: 50 / 1.
(2) المحاسن: 265 / 344.
(9) الفقيه 4: 262 / 821.
168

(21258) 10 - وفي (عيون الأخبار) بأسانيده الآتية (1) عن الفضل بن
شاذان، عن الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى المأمون - قال: وحب
أولياء الله عز وجل واجب، وكذلك بغض أعدائهم والبراءة منهم ومن
أئمتهم.
(21259) 11 - وفي كتاب (الاخوان) بإسناده عن حمران بن أعين، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله عمودا من زبرجد أعلاه معقود
بالعرش، وأسفله في تخوم الأرضين السابعة عليه سبعون ألف قصر في
كل قصر سبعون ألف مقصورة، في كل مقصورة سبعون ألف حوراء، قد أعد
الله ذلك للمتحابين في الله، والمتباغضين في الله.
(21260) 12 - الحسن بن محمد الديلمي في (الارشاد) عن الباقر (عليه
السلام) قال: احبب حبيب آل محمد (صلى الله عليه وآله) وإن كان
فاسقا زانيا، وابغض مبغض آل محمد (صلى الله عليه وآله) وإن كان
صواما قواما.
(21261) 13 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه.
(21262) 14 - وعنه (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب
لله، وتبغض لله، وتعطى في الله، وتمنع في الله.

(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124.
(1) تأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ب).
(11) مصادقة الإخوان: 50 / 5.
(12) إرشاد القلوب: 256، وأورده عن أمالي الطوسي في الحديث 19 من الباب 17 من هذه الأبواب.
(13) الزهد: 17 / 34.
(14) الزهد: 17 / 35.
169

(21263) 15 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
أبي عمير، عن صباح الحذاء، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر
محمد بن علي الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) - في حديث - قال: إذا كان يوم القيامة ينادى مناد من الله
عز وجل يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين جيران الله جل جلاله في
داره؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون: ما كان
عملكم في دار الدنيا فصرتم اليوم جيران الله تعالى في داره؟ فيقولون: كنا
نتحاب في الله، ونتوازر في الله تعالى قال: فينادي مناد من عند الله تعالى:
صدق عبادي خلوا سبيلهم، فينطلقون إلى جوار الله في الجنة بغير حساب، ثم
قال أبو جعفر (عليه السلام): فهؤلاء جيران الله في داره يخاف الناس ولا
يخافون ويحاسب الناس ولا يحاسبون.
(21264) 16 - أحمد بن محمد بن خالد في (المحاسن) عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن فضيل بن يسار قال: سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن الحب والبغض، أمن الايمان هو؟ فقال: وهل
الايمان إلا الحب والبغض، ثم تأول هذه الآية: (و... حبب إليكم
الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم
الراشدون) (1).
ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير (2)،

(15) أمالي الطوسي 1: 100، وأورد صدره في الحديث 15 من الباب 19 من أبواب جهاد النفس.
وقطعة منه في الحديث 10 من الباب 112 من أبواب أحكام العشرة.
(16) المحاسن: 262 / 326.
(1) الحجرات 49: 7.
(2) في الكافي: حماد.
170

عن حريز مثله (3).
(21265) 17 - وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال،
عن أبي عبيدة زياد الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - أنه
قال له: يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحب؟ ألا ترى إلى قوله: (قل إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) (1) أولا ترى قول
الله لمحمد (صلى الله عليه وآله): (حبب إليكم الايمان وزينه في
قلوبكم) (2) وقال: (يحبون من هاجر إليهم) (3) فقال: الدين هو
الحب، والحب هو الدين.
(21266) 18 - وعن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان،
عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ويل لمن يبدل
نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين في الله.
(21267) 19 - وعن محمد بن خالد الأشعري، عن إبراهيم بن محمد
الأشعري، عن حسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من أحب الله وأبغض عدوه لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم
القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفرها الله له.
(21268) 20 - وعن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن

(3) الكافي 2: 102 / 5.
(17) المحاسن: 262 / 327.
(1) آل عمران 3: 31.
(2) الحجرات 49: 7.
(3) الحشر 59: 9.
(18) المحاسن: 265 / 340.
(19) المحاسن: 265 / 341.
(20) المحاسن: 266 / 345، وأورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 16 من أبواب العشرة.
171

عبد الله بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار، وحب الأبرار للأبرار فضيلة للأبرار، وحب
الفجار للأبرار زين للأبرار، وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار.
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده عن عبد الله بن القاسم
الجعفري مثله (1).
(21269) 21 - وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من وضع حبه في غير موضع فقد تعرض للقطيعة.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1) ويأتي ما يدل عليه (2).
16 - باب استحباب إقامة السنن الحسنة، واجراء عادات
الخير والامر بها وتعليمها، وتحريم اجراء عادات الشر.
(21270) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن
محمد البرقي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي

(1) مصادقة الإخوان: 50 / 4.
(21) المحاسن: 266 / 346.
(1) تقدم في الحديثين 1، 3 من الباب 8 من هذه الأبواب، وفي الباب 5 من أبواب المستحقين
للزكاة، وفي الحديث 3 من الباب 122 من أبواب العشرة، وفي الباب 97 من أبواب المزار،
وفي الحديث 31 من الباب 4 وفي الحديثين 1 و 2 من الباب 94 من أبواب جهاد النفس، وفي
الحديثين 2، 35 من الباب 1 من أبواب الصوم المندوب.
(2) يأتي في الباب 17، وفي الحديثين 1، 2 من الباب 18 من هذه الأبواب، وفي الباب 30 من
أبواب ما يكتسب به، وفي الباب 19 من أبواب آداب المائدة.
الباب 16
فيه 11 حديثا
(1) الكافي 1: 27 / 3.
172

بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من علم خيرا فله
مثل أجر من عمل به قلت: فان علمه غيره يجرى ذلك له؟ قال: إن علمه
الناس كلهم جرى له، قلت: فان مات؟ قال: وإن مات.
(21271) 2 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن
العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به، ولا ينقص أولئك من
أجورهم شيئا، ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا
ينقص أولئك من أوزارهم شيئا.
(21272) 3 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن النبي
(صلى الله عليه وآله) قال: الدال على الخير كفاعله.
(21273) 4 - وعن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد (1)،
عن أبي عبد الله البرقي عمن رواه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي
عبد الله قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يتكلم الرجل بكلمة حق
يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها، ولا يتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها
إلا كان عليه وزر من أخذ بها.
(21274) 5 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر

(2) الكافي 1: 27 / 4.
(3) ثواب الأعمال: 15، وأورده في الحديث 19 من الباب 1 من هذه الأبواب، وفي الحديث 5 من
الباب 1 من أبواب فعل المعروف.
(4) ثواب الأعمال: 160 / 1.
(1) في المصدر: أحمد بن محمد.
(5) ثواب الأعمال: 160 / 1.
173

الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن
وهب، عن ميمون القداح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما عبد
من عباد الله سن سنة هدى كان له مثل أجر من عمل بذلك من غير أن ينقص
من أجورهم شئ، وأيما عبد من عباد الله سن سنة ضلال كان عليه مثل وزر
من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (1).
(21275) 6 - وفي (الأمالي) عن محمد بن علي، عن علي بن إبراهيم
عن محمد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن الصادق
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر
إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنة هدى
سنها فهي يعمل بها بعد موته، وولد صالح يستغفر له.
ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن عيسى (1).
ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد مثله (2).
(21276) 7 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن ابن
محبوب، عن إسماعيل الجعفي (1) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: من استن بسنة عدل فاتبع كان له أجر من عمل بها من غير أن ينتقص
من أجورهم شئ، ومن استن سنة جور فاتبع كان عليه مثل وزر من عمل به

(1) في نسخة: شيئا (هامش المخطوط).
(6) أمالي الصدوق: 38 / 7، وأورده في الحديث 1 من الباب 1 من أبواب أحكام الوقوف والصدقات.
(1) الكافي 7: 56 / 1.
(2) التهذيب 9: 232 / 909.
(7) المحاسن: 27 / 8.
(1) في المصدر: إسماعيل الجعفري.
174

من غير أن ينتقص من أوزارهم شئ.
(21277) 8 - وعن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه سيف بن
عميرة، عن أبي جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): من تمسك بسنتي في اختلاف أمتي كان له أجر مائة
شهيد.
(21278) 9 - وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن محمد
البجلي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: من عمل باب هدى كان له أجر من عمل به ولا ينقص أولئك
من أجورهم، ومن عمل باب ضلال كان عليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص
أولئك من أوزارهم.
(21279) 10 - وعن الحسن بن علي بن يقطين، عن سعدان بن مسلم،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن سن
على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إلا كتب
الله له ما أجرى على نفسه أيام الدنيا
(21280) 11 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن علي
(عليه السلام) - في خطبة له - قال: وما أحدثت بدعة إلا تركت بها سنة،
فاتقوا البدع، والزموا المهيع (1) إن عوازم الأمور أفضلها، وإن محدثاتها
شرارها.

(8) المحاسن: 27 / 7.
(9) المحاسن: 27 / 9.
(10) المحاسن: 28 / 10.
(11) نهج البلاغة 2: 38 / 141.
(1) المهيع: الطريق الواضح الواسع البين (لسان العرب - هيع - 8: 378).
175

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في الوقوف (2).
17 - باب وجوب حب المؤمن وبغض الكافر وتحريم
العكس
(21281) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري جميعا عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه
فيدخله الله الجنة بحبكم، وإن الرجل ليبغضكم وما يعلم ما أنتم عليه فيدخله
الله ببغضكم النار.
(21282) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر وابن فضال جميعا عن صفوان الجمال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما
أشدهما حبا لأخيه. ورواه البرقي في (المحاسن) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
مثله (1).
(21283) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن

(2) يأتي في الأحاديث 2، 3، 4، 5، 10 من الباب 1 من أبواب أحكام الوقوف والصدقات،
وفي الحديث 1 من الباب 20 من أبواب إحياء الموات.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 21 من الباب 1 من هذه الأبواب، وفي الحديث 3 من الباب 30
من أبواب الاحتضار، وفي الحديث 1 من الباب 5 من أبواب جهاد العدو.
الباب 17
فيه 19 حديثا
(1) الكافي 2: 103 / 10.
(2) الكافي 2: 104 / 15.
(1) المحاسن: 263 / 333.
(3) الكافي 2: 104 / 14، والمحاسن: 264 / 334.
176

مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المسلمين يلتقيان فأفضلهما
أشدهما حبا لصاحبه.
(21284) 4 - وعنهم، عن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن
يحيى فيما اعلمه عن عمرو بن مدرك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: أي عرى الايمان
أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة وقال بعضهم:
الزكاة، وقال بعضهم: الصوم، وقال بعضهم: الحج والعمرة، وقال
بعضهم: الجهاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل ما قلتم
فضل، وليس به، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في
الله، وتوالي أولياء الله، والتبري من أعداء الله.
ورواه البرقي في (المحاسن) بالاسناد المذكور مثله (1).
ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن محمد بن عيسى، عن علي بن يحيى، عن علي بن مروك،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
(21285) 5 - وعن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبيعي،
عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له.
(21286) 6 - وبالاسناد الآتي (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في

(4) الكافي 2: 102 / 6.
(1) المحاسن: 264 / 335.
(2) معاني الأخبار: 398 / 55.
(5) الكافي 2: 104 / 16.
(6) الكافي 8: 12.
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
177

وصيته لأصحابه - قال: أحبوا في الله من وصف صفتكم، وابغضوا في الله
من خالفكم، وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم، ولا تبذلوها
لمن يرغب عن صفتكم.
(21287) 7 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) و (عيون الأخبار
) و (المجالس) و (صفات الشيعة) و (العلل) عن محمد بن القاسم
الأسترآبادي (1)، عن يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار (2)،
عن أبويهما عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه (عليهم السلام)
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لبعض أصحابه ذات يوم: يا
عبد الله احبب في الله وابغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه
لن (3) تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته
وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في
الدنيا عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا،
فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أنى قد واليت في الله،
وعاديت في الله، ومن ولى الله حتى أو إليه، ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار
له رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال:
أترى هذا؟ قال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله
فعاده، وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدوه هذا ولو أنه أبوك أو
ولدك.

(7) معاني الأخبار: 399 / 58، وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 291 / 41، وأمالي
الصدوق: 19 / 7، وصفات الشيعة: 45 / 65، وعلل الشرائع: 140 / 1.
(1) في نسخة: محمد بن أبي القاسم الأسترآبادي.
(2) في المعاني: علي بن محمد بن سنان.
(3) في نسخة: لا (هامش المخطوط).
178

(21288) 8 - وفي كتاب (الخصال) عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن
الصلت (1) عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من حب الرجل دينه حبه لاخوانه.
(21289) 9 - وفي (صفات الشيعة) عن محمد بن موسى بن المتوكل،
(عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،) (1) عن الحسن بن علي
الخزاز قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل
البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال، فقلت: بماذا؟ قال:
بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل،
واشتبه الامر فلم يعرف مؤمن من منافق.
(21290) 10 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد،
عن ابن أبي نجران قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من
عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا، لأنهم منا خلقوا من
طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا - إلى أن قال: - من رد
عليهم فقد رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لأنهم عباد الله
حقا، وأولياؤه صدقا، والله وإن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه
الله فيهم لكرامته على الله عز وجل.
(21291) 11 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن

(8) الخصال: 3 / 4.
(1) جليل القدر ممدوح كما ذكره الصدوق في أول كتاب إكمال الدين. (منه. قده).
(9) صفات الشيعة: 8 / 14.
(1) ليس في المصدر.
(10) صفات الشيعة: 3 / 5.
(11) صفات الشيعة: 7 / 11.
179

أحمد بن محمد بن رضه، ولا اغتم الا اغتممنا لغمه، ولا يفرح الا خالد، عن ابن فضال، عن الرضا (عليه السلام) قال:
من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله، ومن عادى أولياء الله فقد عادى
الله، وحق على الله أن يدخله نار جهنم.
(21292) 12 - وفي (المجالس) و (صفات الشيعة) عن محمد بن
الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن جعفر بن محمد بن مالك عن
محمد بن الحسين بن زيد (1)، محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل (2)،
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من أحب كافرا فقد
أبغض الله، ومن أبغض كافرا فقد أحب الله، ثم قال (عليه السلام):
صديق عدو الله عدو الله.
(21293) 13 - وفي (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحبنا وأبغض عدونا في الله من غير ترة
وترها إياه في شئ من الدنيا ثم مات على ذلك فلقي الله وعليه مثل زبد البحر
ذنوبا غفرها الله له.
(21294) 14 - وعن أبيه، عن سعد (1)، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي

(12) أمالي الصدوق: 484 / 8، وصفات الشيعة: 9 / 15.
(1) في الأمالي: الحسين بن زيد.
(2) ورد السند في صفات الشيعة هكذا: أبي، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه
السلام).
(13) ثواب الأعمال: 204 / 1.
(14) ثواب الأعمال: 220 / 1.
(1) ليس في المصدر.
180

عبد الله (عليه السلام) قال: من فضل الرجل عند الله محبته لاخوانه، ومن
عرفه الله محبة اخوانه أحبه الله، ومن أحبه الله وفاه أجره يوم القيامة.
(212295) 15 - وعن أبيه، عن علي بن الحسين الكوفي (1)، عن أبيه،
عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه
(عليهم السلام) قال: ان الله عز وجل إذا أراد أن يصيب أهل الأرض
بعذاب يقول: لولا الذين يتحابون في، ويعمرون مساجدي ويستغفرون
بالاسحار لولاهم لأنزلت عليهم عذابي.
(21296) 16 - وفي (عيون الأخبار) بإسناده عن الفضل بن شاذان، عن
الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى المأمون - قال: وحب أولياء الله واجب
وكذلك بغض أعداء الله، والبراءة منهم ومن أئمتهم.
وفي (الخصال) بإسناده عن الأعمش عن الصادق (عليه السلام)
- في حديث شرائع الدين - نحوه (1).
(21297) 17 - وفي (عيون الأخبار) عن أحمد بن هارون الفامي، عن
محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم، بن هاشم، عن
علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا
(عليه السلام) - في حديث - قال: إنما وضع الاخبار عنا في الجبر والتشبيه
الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد
أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن قطعهم فقد

(15) ثواب الأعمال: 211 / 1، وأورده في الحديث 3 من الباب 8 من أبواب أحكام المساجد.
(1) في المصدر: علي بن الحسن الكوفي.
(16) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 124 / 1.
(1) الخصال: 607 / 9.
(17) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 142 / 45.
181

وصلنا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد
جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن ردهم فقد
قبلنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء
إليهم فقد أحسن الينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا،
ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا ابن خالد من كان من
شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا.
(21298) 18 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (جامع
البزنطي) عن أبي جعفر وأبي الحسن (عليهما السلام) لا لوم على من أحب
قومه وإن كانوا كفارا، قال: فقلت له: فقول الله: (لا تجد قوما يؤمنون
بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) (1) فقال: ليس حيث تذهب
إنه يبغضه في الله ولا يواده ويأكله ولا يطعمه غيره من الناس
أقول: الحب في أوله محمول على المجاز أو على اجتماع حبه وبغضه
باعتبارين.
(21299) 19 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
القاسم بن سهل بن الوكيل (1)، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق
الأحمري، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن
يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين (عليه السلام) قال: دخلت
على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: إني وجدت في كتب أبي أن عليا

(18) مستطرفات السرائر: 58 / 25.
(1) المجادلة 58: 22.
(19) أمالي الطوسي 2: 20، وأورده عن الارشاد في الحديث 12 من الباب 15 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر: أبو القاسم بن شبل بن أسد الوكيل وفي نسخة مصححة منه: أبو القاسم علي بن
شبل بن أسد الوكيل.
182

(عليه السلام) قال: لأبي: يا ميثم احبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا
زانيا، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما، فاني سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية) (2) ثم التفت إلي وقال: هم والله أنت وشيعتك،
وميعادك وميعادهم الحوض غدا، غرا محجلين متوجين، فقال: أبو جعفر
(عليه السلام): هكذا هو عندنا في كتاب علي (عليه السلام).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
18 - باب وجوب حب المطيع وبغض العاصي
وتحريم العكس
(21300) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن ابن العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك
فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك،
وإذا كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله
يبغضك والمرء مع من أحب.
ورواه البرقي في (المحاسن) مثله (1).

(2) البينة 98: 7.
(3) تقدم في البابين 8، 15 من هذه الأبواب، وفي الحديثين 28، 31 من الباب 4، والحديثين
33، 36 من الباب 46 من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث 39 من الباب 1 من أبواب
مقدمة العبادات.
(4) يأتي في الباب 18 من هذه الأبواب.
الباب 18
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 2: 103 / 11.
(1) المحاسن: 263 / 331.
183

ورواه الصدوق في (العلل) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن
أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن العرزمي (2).
ورواه في كتاب (الاخوان) بإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله (3).
(21301) 2 - وعنهم، عن أحمد، عن أبي علي الواسطي عن
الحسين بن أبان، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أن
رجلا أحب رجلا لله لاثابه الله على حبه إياه، وإن كان المحبوب في علم الله
من أهل النار، ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لاثابه الله على بغضه وإن كان
المبغض في علم الله من أهل الجنة.
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده مثله (1).
أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن أبي علي مثله (2).
(21302) 3 - وعن بعض أصحابنا، عن صالح بن بشير الدهان قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إن الرجل ليحب ولي الله وما يعلم ما يقول
فيدخله الله الجنة، وإن الرجل يبغض ولي الله وما يدرى ما يقول فيموت
فيدخل النار.
(21303) 4 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه
السلام): طبعت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها.

(2) علل الشرائع: 117 / 16.
(3) مصادقة الإخوان: 50 / 3 وفيه عن أبي جعفر (عليه السلام).
(2) الكافي 2: 103 / 12.
(1) مصادقة الإخوان: 50 / 2.
(2) المحاسن: 265 / 342.
(3) المحاسن: 265 / 343.
(4) الفقيه 4: 301 / 913.
184

(21304) ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن علي بن حديد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جبلت القلوب على حب من نفعها، وبغض من ضرها.
أقول: هذا القسم مستثنى من الحكم السابق (1) لأنه غير اختياري لكن
قد تكون أسبابه اختيارية فيدخل تحت القدرة.
(21305) 6 - وفي (عيون الأخبار) عن جعفر بن نعيم الشافاني، عن
أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الثقفي (1)،
قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من أحب عاصيا فهو عاص،
ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، (ومن خذل ظالما
فهو عادل) (2)، انه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا تنال ولاية الله إلا
بالطاعة... الحديث.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3).

(5) الكافي 8: 152 / 140.
(1) السابق في العنوان، وفي الأحاديث 1، 2، 3 من نفس الباب.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 235 / 7.
(1) في المصدر: إبراهيم بن محمد الهمداني.
(2) في المصدر: ومن خذل عادلا فهو ظالم.
(3) تقدم في الحديث 12 من الباب 3، وفي الأبواب 8، 15، 17 من هذه الأبواب، وفي الحديث
11 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس.
ويأتي ما يدل علي المقصود في البابين 37، 39 من هذه الأبواب.
185

19 - باب استحباب الدعاء إلى الايمان والاسلام مع رجاء
القبول وعدم الخوف
(21306) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن خالد، عن النصر بن سويد، عن يحيى بن عمران
الحلبي عن أبي خالد القماط، عن حمران قال: قلت لأبي عبد الله (عليه
السلام): أسألك أصلحك الله؟ قال: نعم، فقلت: كنت على حال وأنا
اليوم على حال أخرى، كنت أدخل الأرض فادعو الرجل والاثنين والمرأة
فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا، فقال: وما عليك أن تخلي بين
الناس وبين ربهم، فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه، ثم
قال: ولا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ، نبذا قلت:
أخبرني عن قول الله عز وجل: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (1)
قال: من حرق أو غرق، ثم سكت، ثم قال: تأويلها الأعظم أن دعاها
فاستجابت له.
(21307) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي
جعفر (عليه السلام): قول الله عز وجل في كتابه: (ومن أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعا) (1) قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من
ضلال إلى هدى؟ قال: ذاك تأويلها الأعظم.

الباب 19
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 2: 168 / 3.
(1) المائدة 5: 32.
(2) الكافي 2: 168 / 2، والمحاسن: 232 / 182.
(1) المائدة 5: 32.
186

وعن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم مثله (2).
(21308) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عز وجل:
(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن
أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (1) فقال: من أخرجها من ضلال إلى هدى
فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.
ورواه البرقي في (المحاسن) (2) وكذا الذي قبله.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن ابن
قولويه (3)، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى
مثله (4).
(21309) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول لأبي جعفر الأحول: أتيت البصرة؟ قال: نعم، قال:
كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الامر ودخولهم فيه؟ فقال: والله إنهم
لقليل، ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل، فقال: عليك بالاحداث فإنهم أسرع
إلى كل خير... الحديث.

(2) الكافي 2: 168 / ذيل حديث 2.
(3) الكافي 2: 168 / 1.
(1) المائدة 5: 32.
(2) المحاسن: 231 / 181.
(3) في الأمالي زيادة: عن أبيه.
(4) أمالي الطوسي 1: 230.
(4) الكافي 8: 93 / 66.
187

ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن محمد بن خالد الطيالسي
عن إسماعيل بن عبد الخالق مثله (1).
(21310) 5 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الحسين بن علي
الكلبي، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن النبي
(صلى الله عليه وآله) ان رجلا قال له: أوصني، فقال: أوصيك ان
لا تشرك بالله شيئا (1)، ولا تعص والديك - إلى أن قال: - وادع الناس إلى
الاسلام، واعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب.
(21311) 6 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال)
عن محمد بن مسعود، عن محمد بن أحمد النهدي، عن معاوية بن حكيم،
عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): إني أدخل إلى بلاد الشرك وان من عندنا يقولون:
إن مت ثم حشرت معهم، قال: فقال لي: يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا
وتدعو إليه؟ قلت: نعم، قال: فإذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر
أمرنا وتدعو إليه؟ قال: قلت: لا، فقال لي: إنك إن مت ثم حشرت
أمة وحدك يسعى نورك بين يديك.
ورواه الطوسي في (الأمالي) كما مر في الجهاد (1).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (2) وخصوصا (3)، ويأتي ما يدل

(1) قرب الإسناد: 60.
(5) الزهد: 20 / 44.
(1) في المصدر زيادة: وان قطعت وأحرقت بالنار.
(6) رجال الكشي 2: 634 / 635.
(1) مر في الحديث 6 من الباب 36 من أبواب جهاد العدو.
(2) تقدم في الأبواب 1، 2، 3، 9 من هذه الأبواب.
(3) تقدم في الباب 10 من أبواب جهاد العدو.
188

عليه (4)، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبين وجهه (5).
20 - باب تأكد استحباب دعاء الأهل إلى الايمان مع الامكان
(21312) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي أهل بيت
وهم يسمعون منى، أفأدعوهم إلى هذا الامر؟ فقال: نعم، إن الله يقول في
كتابه: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس
والحجارة) (1).
ورواه البرقي في (المحاسن) عن علي بن النعمان (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3).
21 - باب عدم وجوب الدعاء إلى الايمان على الرعية،
وعدم جوازه مع التقية
(21313) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي على الأشعري، عن محمد بن

(4) يأتي في الباب 20 من هذه الأبواب.
(5) يأتي في الباب 21 من هذه الأبواب.
الباب 20
فيه حديث واحد
(1) الكافي 2: 168 / 1.
(1) التحريم 66: 6.
(2) المحاسن: 231 / 180.
(3) تقدم في الباب 9، وبعمومه في البابين 1، 19 من هذه الأبواب.
الباب 21
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 2: 169 / 3.
189

عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن مروان، عن الفضيل
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ندعو الناس إلى هذا الامر؟
فقال: يا فضيل إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى
دخله في هذا الامر طائعا أو كارها.
(21314) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
كليب بن معاوية الصيداوي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم
والناس إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فتركه وهو يجول
لذلك ويطلبه، ثم قال: لو أنكم إذا كلمتم الناس قلتم: ذهبنا حيث ذهب
الله، واخترنا من اختار الله، اختار الله محمدا واخترنا آل محمد (صلى الله
عليه وآله).
(21315) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن
ثابت أبي سعيد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا ثابت ما لكم
وللناس؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم، فوالله لو أن أهل
السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما
استطاعوا كفوا عن الناس، ولا يقول أحدكم: أخي وابن عمي وجاري،
فان الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه، فلا يسمع بمعروف إلا
عرفه، ولا بمنكر إلا أنكره ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.
(21316) 4 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة،
عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اجعلوا امركم هذا لله،

(2) الكافي 2: 169 / 1.
(3) الكافي 2: 169 / 2.
(4) الكافي 2: 169 / 4.
190

ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد
إلى السماء، ولا تخاصموا بدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب إن الله عز
وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله
يهدي من يشاء) (1) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا
مؤمنين) (2) ذروا الناس، فإن الناس أخذوا عن الناس، وإنكم أخذتم عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ولا سواء
وإني سمعت أبي (عليه السلام) يقول: إذا كتب الله على عبد أن يدخله في
هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (3).
(21317) 5 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن أبيه،
عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: لا تخاصموا الناس، فان الناس لو استطاعوا أن
يحبونا لاحبونا.
(21318) 6 - وبالاسناد عن أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر (عليه
السلام): أدعو الناس إلى ما في يدي؟ فقال: لا، قلت: إن استرشدني
أحد ارشده؟ قال: نعم، ان استرشدك فارشده، فان استزادك فزده، وإن
جاحدك فجاحده (1). أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).

(1) القصص 28: 56.
(2) يونس 10: 99.
(3) فيه ذم تقليد غير المعصوم في رأيه لا في روايته (منه. قده).
(5) المحاسن: 203 / 49.
(6) المحاسن: 232 / 184.
(1) في هذه الأحاديث دلالة على بطلان التفويض لا على إثبات الجبر، كما لا يخفى (منه. قده).
(2) تقدم ما يدل على وجوب الدعاء إلى الاسلام عند القتال في الباب 10 وعلى كيفية الدعاء
في الباب 11 من أبواب جهاد العدو.
191

22 - باب وجوب بذل المال دون النفس والعرض وبذل
النفس دون الدين
(21319) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر
(عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من المال، والمال زينة
من زينة الدنيا حسنة.
وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد مثله (1).
(21320) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان في وصية أمير
المؤمنين (عليه السلام) أصابه: إذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون
أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الهالك
من هلك دينه، والحريب من حرب دينه، ألا وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا
وإنه لا غنى بعد النار، ولا يفك أسيرها، ولا يبرأ ضريرها.
(21321) 3 - وعن محمد بن علي بن معمر رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه
السلام) في بعض خطبه: إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال.
(21322) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن

الباب 22
فيه 5 أحاديث
(1) الكافي 2: 171 / 3.
(1) الكافي 2: 171 / ذيل حديث 3.
(2) الكافي 2: 171 / 2.
(3) الكافي 8: 22 / 4.
(4) أمالي الصدوق: 401 / 2.
192

الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن
الحسن بن علي الخزاز قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)
يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) للحواريين: يا بني إسرائيل لا
تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم، كما لا يأسى أهل الدنيا على
ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم.
(21323) 5 - أحمد بن أبي عبد الله في (المحاسن) عن محمد بن
إسماعيل رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله): يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها اللهم أعنه
- إلى أن قال: - والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك.
ورواه الكليني والشيخ والصدوق كما مر في جهاد النفس (1).
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (2).
23 - باب عدم جواز الكلام في ذات الله والتفكر في ذلك،
والخصومة في الدين والكلام بغير كلام الأئمة
(عليهم السلام).
(21324) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن

(5) المحاسن: 17 / 48.
(1) مر في الحديث 2 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس.
(2) يأتي في الباب 29 من هذه الأبواب، وفي الحديث 41 من الباب 12 من أبواب صفات
القاضي.
الباب 23
فيه 32 حديثا
(1) الكافي 1: 72 / 2، والتوحيد: 456 / 9.
193

خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله يقول: (وان إلى
ربك المنتهى) (1) فإذا انتهى الكلام إلى الله فامسكوا.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن صفوان بن يحيى،
ومحمد بن أبي عمير مثله (2).
(21325) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا
محمد ان الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك
فقولوا: لا إله الا الله الواحد الذي ليس كمثله شئ
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله (1).
(21326) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا زياد إياك والخصومات، فإنها تورث
الشك، وتحبط العمل، وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم بالشئ فلا يغفر
له إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى
انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا حتى أن كان الرجل ليدعى من بين يديه،
فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه.
وفي رواية أخرى حتى تاهوا في الأرض.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر

(1) النجم 53: 42.
(2) المحاسن: 237 / 206.
(2) الكافي 1: 72 / 3، والتوحيد: 456 / 10.
(1) المحاسن: 237 / 209.
(3) الكافي 1: 73 / 4، والمحاسن: 238 / 210.
194

الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن
أبي عمير، نحوه (1).
وفي (التوحيد) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير مثله (2) وكذا الحديثان قبله.
(21327) 4 - وعنهم عن ابن خالد، عن محمد بن عبد الحميد، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى
عظم خلقه.
ورواه الصدوق في (التوحيد) عن أبيه، عن سعد عن محمد بن
عبد الحميد مثله (1).
(21328) 5 - وعنهم، عن ابن خالد، عن بعض أصحابه، عن
الحسين بن مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من نظر في الله كيف هو؟ هلك.
ورواه البرقي في (المحاسن) مثله (1).
(21329) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: ان ملكا عظيم الشأن كان في مجلس له فتناول الرب تبارك.

(1) أمالي الصدوق: 340 / 2.
(2) التوحيد: 456 / 11.
(4) الكافي 1: 73 / 7.
(1) التوحيد: 458 / 20.
(5) الكافي 1: 73 / 5.
(1) المحاسن: 237 / 208.
(6) الكافي 1: 73 / 6، والتوحيد: 458 / 19.
195

وتعالى ففقد فما يدرى أين هو؟!
(21330) 7 - وعن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه
السلام): تكلموا في خلق الله، ولا تكلموا في الله، فان الكلام في الله لا
يزداد صاحبه إلا تحيرا (1).
ورواه الصدوق في كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، والذي قبله عن
أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
بكير مثله (2).
(21331) 8 - قال الكليني في رواية أخرى عن حريز: تكلموا في كل
شئ، ولا تتكلموا في ذات الله.
(21332) 9 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
يحيى الخثعمي، عن عبد الرحمن بن عتيك القصير (1) قال: سألت أبا
جعفر (2) (عليه السلام) عن شئ من الصفة؟ فرفع يده إلى السماء ثم قال:
تعالى الجبار، تعالى الجبار، من تعاطى ماثم هلك.

(7) الكافي 1: 72 / 1.
(1) في التوحيد: لا يزيد إلا تحيرا (هامش المخطوط).
(2) التوحيد: 454 / 1.
(8) الكافي 1: 72 / 1.
(9) الكافي 1: 74 / 10.
(1) في التوحيد والمحاسن: عبد الرحيم القصير.
(2) في المحاسن: أبا عبد الله (عليه السلام).
196

ورواه الصدوق في كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه نحوه (3)
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (4).
(21333) 10 - وعنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: فقلت له: جعلت فداك اني
سمعتك تنهى عن الكلام وتقول: ويل لأصحاب الكلام يقولون: هذا ينقاد،
وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق، وهذا نعقله وهذا لا نعقله، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إنما قلت: ويل لهم ان تركوا ما أقول، وذهبوا
إلى ما يريدون.
(21334) 11 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن محمد بن
الحسن، عن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن صفوان بن
يحيى، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): إياكم والتفكر في الله فان التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، ان الله
لا تدركه الابصار ولا يوصف بمقدار.
ورواه في (التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع مثله (1).
(21335) 12 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن

(3) التوحيد: 456 / 8.
(4) المحاسن: 237 / 207.
(10) الكافي 1: 130 / 4.
(11) أمالي الصدوق: 340 / 3.
(1) التوحيد: 457 / 14.
(12) أمالي الصدوق: 340 / 4، وأورده عن الكافي في الحديث 5 من الباب 135 من أبواب العشرة.
197

أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب عن
ذكر الله، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن وتستجيز الكذب.
(21336) 13 - وفي كتاب (التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن
محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي
جعفر (عليه السلام) أنه قال: تكلموا في كل شئ، ولا تكلموا في الله.
(21337) 14 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس
الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: اذكروا من عظمة الله ما
شئتم، ولا تذكروا ذاته فإنكم لا تذكرون منه شيئا إلا وهو أعظم منه.
(21338) 15 - وبالاسناد عن ابن رئاب، عن بريد العجلي قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) على
أصحابه فقال: ما جمعكم؟ قالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته،
قال: لن تدركوا التفكر في عظمته.
(21339) 16 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن
محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن الصيقل، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تكلموا فيما دون
العرش، ولا تكلموا فيما فوق العرش، فإن قوما تكلموا في الله فتاهوا حتى
كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من
بين يديه.

(13) التوحيد: 455 / 2.
(14) التوحيد: 455 / 3.
(15) التوحيد: 455 / 4.
(16) التوحيد: 455 / 7.
198

ورواه البرقي في (المحاسن) عن الحسن بن علي بن فضال مثله (1).
(21340) 17 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: دعوا التفكر في الله فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، لان
الله لا تدركه الابصار، ولا تبلغه الاخبار.
(21341) 18 - وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن محمد بن خالد، عن علي بن النعمان، وصفوان بن
يحيى، عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل
عليه قوم من هؤلاء الذين يتكلمون في الربوبية، فقال اتقوا الله وعظموا الله،
ولا تقولوا ما لا نقول، فإنكم إن قلتم وقلنا متم ومتنا، ثم بعثكم الله وبعثنا
فكنتم حيث شاء الله وكنا.
(21342) 19 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر،
عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس
الكناسي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) إياكم والكلام في الله تكلموا
في عظمته ولا تكلموا فيه فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تيها.
(21343) 20 - وعن علي بن أحمد بن عمران، عن محمد بن أبي
عبد الله، عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد (1)، عن بعض

(1) المحاسن: 238 / 211.
(17) التوحيد: 457 / 13.
(18) التوحيد: 457 / 15.
(19) التوحيد: 457 / 17.
(20) التوحيد: 457 / 18.
(1) في المصدر زيادة: عن علي بن حسان الواسطي.
199

أصحابنا، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس قبلنا
قد أكثروا في الصفة، فما تقول؟ قال: مكروه أما تسمع الله يقول: (وإن
إلى ربك المنتهى) (2) تكلموا فيما دون ذلك.
(21344) 21 - وعن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن علي بن السندي عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: الخصومة
تمحق الدين، وتحبط العمل، وتورث الشك.
(21345) 22 - وبالاسناد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون إن المسلمين هم
النجباء.
(21346) 23 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن
معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: سمعته يقول: لا يخاصم إلا رجل ليس له ورع أو رجل
شاك.
(21347) 24 - وعن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن
علي بن الحكم، عن فضيل، عن أبي عبيدة عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال لي: يا أبا عبيدة إياك وأصحاب الخصومات والكذابين علينا، فإنهم
تركوا ما أمروا بعلمه، وتكلفوا علم السماء... الحديث.

(2) النجم 53: 42.
(21) التوحيد: 458 / 21.
(22) التوحيد: 458 / 22.
(23) التوحيد: 458 / 23.
(24) التوحيد: 458 / 24.
200

(21348) 25 - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن
الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم وجدال كل مفتون فان كل
مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته، فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار.
(21349) 26 - وعن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى قال: قرأت
في كتاب علي بن هلال (1) عن الرجل - يعنى: أبا الحسن (عليه السلام) - أنه
روي عن آبائك (عليهم السلام) أنهم نهوا عن الكلام في الدين، فتأول مواليك
المتكلمون بأنه إنما نهى من لا يحسن أن يتكلم فيه فأما من يحسن أن يتكلم
فلم ينهه، فهل ذلك كما تأولوا أم لا؟ فكتب (عليه السلام): المحسن
وغير المحسن لا يتكلم فيه، فإن اثمه أكبر من نفعه.
(21350) 27 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن
محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن نجية القواس، عن علي بن
يقطين قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): مر أصحابك أن يكفوا ألسنتهم
ويدعوا الخصومة في الدين، ويجتهدوا في عبادة الله عز وجل.
(21351) 28 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن
محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن العباس بن عامر، عن مثنى،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يخاصم إلا شاك أو
من لا ورع له.

(25) التوحيد: 459 / 25، وأورده عن الزهد في الحديث 8 من الباب 120 من أبواب العشرة.
(26) التوحيد: 459 / 26.
(1) في المصدر: علي بن بلال.
(27) التوحيد: 460 / 29.
(28) التوحيد: 460 / 30.
201

(21352) 29 - وبالاسناد عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن،
عن عمر بن العزيز عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
متكلمو هذه العصابة من شر من هم منه من كل صنف.
(21353) 30 - علي بن موسى بن طاووس في كتاب (كشف المحجة)
نقلا من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري من أصل قرئ على الشيخ
هارون بن موسى التلعكبري، عن عبد الله بن سنان قال: أردت الدخول على
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي مؤمن الطاق: استأذن لي على أبي
عبد الله (عليه السلام)، فدخلت عليه فأعلمته مكانه، فقال: لا تأذن له
علي، فقلت: جعلت فداك انقطاعه إليكم، وولاؤه لكم، وجداله فيكم،
ولا يقدر أحد من خلق الله أن يخصمه، فقال: بلى يخصمه صبي من صبيان
الكتاب، فقلت: جعلت فداك هو أجدل (1) من ذلك وقد خاصم جميع أهل
الأديان فخصمهم، فكيف يخصمه غلام من الغلمان، وصبي من الصبيان؟
فقال يقول له الصبي: أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم الناس؟ فلا يقدر
أن يكذب علي، فيقول: لا، فيقول له: فأنت تخاصم الناس من غير أن
يأمرك إمامك، فأنت عاص له فيخصمه يا ابن سنان لا تأذن له، علي فان
الكلام والخصومات تفسد النية وتمحق الدين.
(21354) 31 - وعن عاصم الحناط (1)، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال
لي أبو جعفر (عليه السلام): يا أبا عبيدة إياك وأصحاب الكلام والخصومات

(29) التوحيد: 460 / 31.
(30) كشف المحجة: 18.
(1) في المصدر: أجل.
(31) كشف المحجة: 19.
(1) في المصدر: عاصم الخياط.
202

ومجالستهم، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه، وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه، حتى
تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم وزايلهم بأعمالهم، يا
أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فقيها حتى يعرف لحن القول، وهو قول الله:
(ولنعرفنهم في لحن القول) (2).
(21355) 32 - وعن جميل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: متكلمو هذه العصابة من شرار من هم منهم.
أقول: والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد وردت أحاديث كثيرة أيضا
في النهى عن الكلام في القضاء والقدر في الامر بالكلام في البداء (1).
24 - باب وجوب التقية مع الخوف إلى خروج صاحب
الزمان (عليه السلام)
(21356) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قول الله عز وجل: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) قال: بما
صبروا على التقية (ويدرءون بالحسنة السيئة) (1) قال: الحسنة التقية،
والسيئة: الإذاعة.

(2) محمد 47: 30.
(32) كشف المحجة: 19.
(1) تقدم ما يدل على ترك الخصومة في الدين في الحديثين 4، 5 من الباب 21 من هذه الأبواب، وما
يدل عليه بعمومه في الباب 135 من أبواب العشرة، وفي الحديث 1 من الباب 71 من أبواب
المزار.
ويأتي ما يدل على ترك الخصومة في الحديث 71 من الباب 13 من أبواب صفات القاضي.
الباب 24
فيه 36 حديثا
(1) الكافي 2: 172 / 1.
(1) القصص 28: 54.
203

(21357) 2 - ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير
مثله، وزاد وقوله: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) (1) قال: التي هي
أحسن: التقية.
(21358) 3 - وبالاسناد عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الأعجمي (1) قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا با عمر إن تسعة أعشار الدين في
التقية، ولا دين لمن لا تقية له... الحديث.
(21359) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن
خلاد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن القيام للولاة؟ فقال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية
له.
(21360) 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: وأي شئ أقر لعيني من التقية، إن
التقية جنة المؤمن.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح
نحوه (1).

(2) المحاسن: 257 / 297.
(1) المؤمنون 23: 96.
(3) الكافي 2: 172 / 2، والمحاسن: 259 / 309، وأورد ذيله في الحديث 3 من الباب 25 من هذه
الأبواب.
(1) في نسخة ابن عمر الأعجمي (هامش المخطوط).
(4) الكافي 2: 174 / 12.
(5) الكافي 2: 174 / 14.
(1) المحاسن: 258 / 301.
204

(21361) 6 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): احذروا عواقب العثرات.
(21362) 7 - وعن أبي على الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: التقية
ترس المؤمن، والتقية حرز المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له...
الحديث.
(21363) 8 - وعنه، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر،
عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: اتقوا على دينكم، وأحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية
له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير، ولو أن الطير يعلم ما في أجواف
النحل ما بقي منها شئ إلا أكلته، ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم انكم
تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم، ولنحلوكم في السر والعلانية رحم الله
عبدا منكم كان على ولايتنا.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن عدة من أصحابنا النهديان وغيرهما
عن عباس بن عامر مثله (1).
(21364) 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن
يحيى بن عمران الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير

(6) الكافي 2: 175 / 22.
(7) الكافي 2: 175 / 23، وأورده في الحديث 41 من الباب 8 من أبواب صفات القاضي.
(8) الكافي 2: 172 / 5.
(1) المحاسن: 257 / 300.
(9) الكافي 2: 172 / 4.
205

قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه
الأرض شئ أحب إلي من التقية، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله
يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب ان الناس إنما هم في
هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد مثله (1).
(21365) 10 - وعن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عمن
أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولا تستوى
الحسنة ولا السيئة) (1) قال: الحسنة التقية والسيئة: الإذاعة.
وقوله عز وجل: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) (2) قال: التي هي
أحسن: التقية (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (3)
(21366) 11 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الكناني (1)، عن
أبي عبد الله عليه السلام - في حديث - أنه قال: يا أبا عمر أبي الله إلا
أن يعبد سرا، أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه الا التقية.
(21367) 12 - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن

(1) المحاسن: 256 / 294.
(10) الكافي 2: 173 / 6، والمحاسن: 257 / 297.
(1) فصلت 41: 34.
(2) المؤمنون 23: 96.
(3) فصلت 41: 34.
(11) الكافي 2: 173 / 7، ولم نعثر عليه في المحاسن المطبوع.
وأورده في الحديث 17 من الباب 9 من أبواب صفات القاضي.
(1) في المصدر: أبي عمرو الكناني.
(12) الكافي 2: 175 / 17.
206

محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كلما تقارب هذا
الامر كان أشد للتقية.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن علي بن فضال، والذي قبله عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) مثله (1).
(21368) 13 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن
يونس، عن ابن مسكان عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال: التقية ترس الله بينه وبين خلقه.
(21369) 14 - وبإسناده الآتي (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
رسالته إلى أصحابه قال: وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم
منهم، وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم
وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما
بينكم وبينهم... الحديث.
(21370) 15 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن أبيه،
عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما عبد الله
بشئ أحب إليه من الخبء، قلت: وما الخبء؟ قال: التقية.
(21371) 16 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن

(1) المحاسن: 259 / 311.
(13) الكافي 2: 175 / 19.
(14) الكافي 8: 2.
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.
(15) معاني الأخبار: 162 / 1.
(16) معاني الأخبار: 369 / 1.
207

الحسين، عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا - قال: اصبروا على المصائب
وصابروهم على التقية، ورابطوا على من تقتدون به - واتقوا الله لعلكم
تفلحون) (1).
(21372) 17 - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي
السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة
عن أبيه، عن سفيان بن سعيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد
الصادق (عليه السلام) يقول: عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل
(عليه السلام) - إلى أن قال: - وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كان إذا أراد سفرا داري بعيره (1) وقال (عليه السلام): أمرني ربي بمداراة
الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض، ولقد أدبه الله عز وجل بالتقية، فقال:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما
يلقها إلا الذين صبروا) (2) الآية، يا سفيان من استعمل التقية في دين الله
فقد تسنم الذروة العليا من القرآن، وإن عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم
يملك لسانه ندم... الحديث (3).
(21373) 18 - وفي (العلل) عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي،
عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن إبراهيم بن علي، عن
إبراهيم بن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة،

(1) آل عمران 3: 200.
(17) معاني الأخبار: 385 / 20.
(1) في المصدر: ورى بغيره.
(2) فصلت 41: 34 - 35.
(3) فيه تقية الأنبياء ومثله كثير، فتأمل (منه رحمه الله) (هامش المخطوط).
(18) علل الشرائع: 51 / 1.
208

عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لا خير فيمن
لا تقية له، ولقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) (1) وما سرقوا.
(21374) 19 - وعنه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن
محمد بن نصير (1)، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن عثمان بن عيسى عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): التقية دين الله عز وجل، قلت من دين الله؟ قال: فقال:
أي والله من دين الله، لقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) (2)
والله ما كانوا سرقوا شيئا.
(21375) 20 - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي
السكري (1)، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن
عمارة، عن أبيه قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)
يقول: المؤمن علوي - إلى أن قال - والمؤمن مجاهد، لأنه يجاهد أعداء الله
عز وجل في دولة الباطل بالتقية، وفي دولة الحق بالسيف.
(21376) 21 - وفي (الخصال) عن أبيه عن أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح
، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي يقول:

(1) يوسف 12: 70.
(19) علل الشرائع: 51 / 2.
(1) في المصدر: محمد بن أبي نصر.
(2) يوسف 12: 70.
(20) علل الشرائع: 467 / 22.
(1) في المصدر: الحسن بن علي السكوني.
(21) الخصال: 22 / 75.
209

يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية.
(21377) 22 - وبإسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (عليه
السلام) - في حديث شرايع الدين - قال: ولا يحل قتل أحد من الكفار
والنصاب في التقية إلا قاتل اوساع في فساد وذلك إذا لم تخف على
نفسك ولا على أصحابك، واستعمال التقية في دار التقية واجب ولا حنث ولا
كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه.
(21378) 23 - وفي (صفات الشيعة) عن جعفر بن محمد بن مسرور،
عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي
عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: لا دين
لمن لا تقية له، ولا ايمان لمن لا ورع له.
(21379) 24 - سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن
محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن
عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو
عبد الله (عليه السلام): يا معلي اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولا
يذيعه (1) أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنة، يا
معلي إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلي إن
الله يحب ان يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، والمذيع لامرنا
كالجاحد له.

(22) الخصال: 607 / 9، وأورده عن تحف العقول في الحديث 10 من الباب 12 من أبواب جهاد العدو،
وعن العيون في الحديث 6 من الباب 5 من أبواب حد المرتد.
(23) صفات الشيعة: 3 / 3.
(24) بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: 101، وأورده عن الكافي والمحاسن
في الحديث 6 من الباب 32 من هذه الأبواب.
(1) في المصدر: ولم يذعه.
210

(21380) 25 - وعنهما، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبي كان يقول: أي شئ أقر للعين
من التقية، إن التقية جنة المؤمن.
(21381) 26 - علي بن محمد الخزاز في كتاب (الكفاية) عن محمد بن علي
بن الحسين عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن (علي بن معبد، عن الحسين بن خالد) (1)، عن الرضا (عليه
السلام) قال: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، وإن
أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية، قيل: يا بن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى
قيام القائم، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا... الحديث
ورواه الطبرسي في (إعلام الورى) عن علي بن إبراهيم (2)
ورواه الصدوق في (إكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر
مثله (3).
(21382) 27 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب مسائل
الرجال ومكاتباتهم مولانا علي بن محمد (عليه السلام) من مسائل داود
الصرمي قال: قال لي: يا داود لو قلت: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت
صادقا.

(25) بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: 104.
(26) كفاية الأثر: 270.
(1) في إعلام الورى: علي بن الحسين بن خالد.
(2) إعلام الورى: 434.
(3) إكمال الدين: 371 / 5.
(27) مستطرفات السرائر: 67 / 10، وأورده عن الفقيه في الحديث 2 من الباب 57 من أبواب ما
يمسك عنه الصائم.
211

(21383) 28 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الإمام علي بن محمد (عليه
السلام) عن آبائه قال: قال الصادق (عليه السلام): ليس منا من لم يلزم
التقية، ويصوننا عن سفلة الرعية.
(21384) 29 - وبهذا الاسناد قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام):
عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون
سجيته مع من يحذره.
(21385) 30 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن)، عن
أبيه، عن حماد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: لا خير فيمن لا تقية له، ولا إيمان لمن لا تقية
له.
(21386) 31 - وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن
حبيب (1) عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إن
أكرمكم عند الله أتقاكم) (2) قال: أشدكم تقية.
(21387) 32 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن الحسن بن

(28) أمالي الطوسي 1: 287.
(29) أمالي الطوسي 1: 299.
(30) المحاسن: 257 / 299.
(31) المحاسن: 258 / 302.
(1) استظهر المصنف انه: عبد الله بن جندب.
(2) الحجرات 49: 13.
(32) تفسير العياشي 1: 166 / 24.
212

زيد بن علي (1)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له،
ويقول: قال الله: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) (2).
(21388) 33 - وعن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(تجعل بيننا وبينهم سدا... فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له
نقبا) (1) قال: هو التقية.
(21389) 34 - وعن المفضل قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن
قوله: (اجعل بينكم وبينهم ردما) (1) قال التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه
وما استطاعوا له نقبا) (2) قال إذا عملت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة،
وهو الحصن الحصين، وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا.
(21390) 35 - قال: وسألته عن قوله: (فإذا جاء وعد ربي جعله
دكاء) (1) قال: رفع التقية عند الكشف فانتقم من أعداء الله.
(21391) 36 - وعن حذيفة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ولا تلقوا

(1) في المصدر: الحسين بن زيد بن علي.
(2) آل عمران 3: 28.
(33) تفسير العياشي 2: 351 / 85.
(1) الكهف 18: 94 - 97.
(34) تفسير العياشي 2: 351 / 86.
(1) الكهف 18: 95.
(2) الكهف 18: 97.
(35) تفسير العياشي 2: 351 / ذيل حديث 86.
(1) الكهف 18: 98.
(36) تفسير العياشي 1: 87 / 218.
213

بأيديكم إلى التهلكة) (1) قال: هذا في التقية.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
25 - باب وجوب التقية في كل ضرورة بقدرها، وتحريم
التقية مع عدمها، وحكم التقية في شرب الخمر ومسح
الخفين ومتعة الحج.
(21392) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: التقية
في كل ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به.
(21393) 2 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن
إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى بن سالم ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا:
سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم
فقد أحله الله له.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن حماد بن عيسى، عن عمر بن
أذينة، عن محمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدة من أصحابنا مثله (1).

(1) البقرة 2: 195.
(2) تقدم في الحديث 9 من الباب 14 من هذه الأبواب، وفي الباب 25 من أبواب مقدمة العبادات،
وفي الحديث 4 من الباب 6 من أبواب صلاة الجماعة.
(3) يأتي في الأبواب 25 - 36 من هذه الأبواب.
الباب 25
فيه 10 أحاديث
(1) الكافي 2: 174 / 13، وأورده عن الفقيه في الحديث 7 من الباب 12 من أبواب الايمان.
(2) الكافي 2: 175 / 18.
(1) المحاسن: 259 / 308.
214

(21394) 3 - وعنه عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن أبي عمر الأعجمي (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - أنه قال
: لا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شئ إلا في النبيذ والمسح على
الخفين.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير (2).
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن
سهل بن زياد، عن اللؤلؤي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن جندب،
عن أبي عمر الأعجمي مثله وزاد: إن تسعة أعشار الدين في التقية (3).
(21395) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): التقية من دين الله قلت: من دين الله؟ قال: اي والله من دين
الله، ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم لسارقون) (1) والله ما كانوا سرقوا
شيئا، ولقد قال إبراهيم: (إني سقيم) (2) والله ما كان سقيما.
ورواه البرقي في (المحاسن) مثله (3).
(21396) 5 - وعن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة

(3) الكافي 2: 172 / 2، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 24 من هذه الأبواب.
(1) في نسخة: ابن عمر الأعجمي (هامش المخطوط).
(2) المحاسن: 259 / 309.
(3) الخصال: 22 / 79.
(4) الكافي 2: 172 / 3.
(1) يوسف 12: 70.
(2) الصافات 37: 89.
(3) المحاسن: 258 / 303.
(5) الكافي 3: 32 / 2، وأورده في الحديث 1 من الباب 38 من أبواب الوضوء، وفي الحديث 1 من
الباب 22 من أبواب الأشربة المحرمة.
215

قال: قلت له: في مسح الخفين تقية؟ فقال: ثلاثة لا أتقى فيهن أحدا:
شرب المسكر، ومسح الخفين ومتعة الحج قال زرارة: ولم يقل الواجب
عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا.
(21397) 6 - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - إن المؤمن إذا أظهر الايمان ثم ظهر
منه ما يدل على نقضه خرج مما وصف وأظهر وكان له ناقضا إلا أن يدعي أنه
إنما عمل ذلك تقية، ومع ذلك ينظر فيه، فإن كان ليس مما يمكن أن تكون
التقية في مثله لم يقبل منه ذلك، لان للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها
لم تستقم له وتفسير ما يتقى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على
غير حكم الحق وفعله، فكل شئ يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا
يؤدي إلى الفساد في الدين فإنه جائز.
(21398) 7 - محمد بن عمر الكشي في كتاب (الرجال) عن نصر بن
الصباح، عن إسحاق بن يزيد بن محمد البصري (1)، عن جعفر بن محمد بن
الفضيل (2)، عن محمد بن علي الهمداني (3)، عن درست بن أبي منصور
قال: كنت عند أبي الحسن موسى (عليه السلام) وعنده الكميت بن زيد،
فقال للكميت: أنت الذي تقول:
فالآن صرت إلى أميرة * والأمور لها (4) إلى مصائر

(6) الكافي 2: 134 / 1.
(7) رجال الكشي 2: 465 / 364.
(1) في المصدر: أبو يعقوب: إسحاق بن محمد البصري.
(2) في المصدر: جعفر بن محمد بن الفضيل.
(3) في المصدر: جعفر بن علي الهمداني.
(4) في نسخة: إلى (هامش المخطوط).
216

قال: قلت ذاك والله ما رجعت عن ايماني، وإني لكم لموال،
ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك إن التقية
تجوز في شرب الخمر.
(21399) 8 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن عمر بن يحيى بن سالم (1)، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: التقية في كل ضرورة.
وعن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معمر مثله.
وعن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة
نحوه (2).
(21400) 9 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج) عن
أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) - في حديث - ان
الرضا (عليه السلام) جفا جماعة من الشيعة وحجبهم فقالوا: يا ابن رسول
الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد الحجاب الصعب؟ قال:
لدعواكم انكم شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنتم في أكثر أعمالكم
مخالفون، ومقصرون في كثير من الفرائض، وتتهاونون بعظيم حقوق
إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لا بد
من التقية.

(8) المحاسن: 259 / 307.
(1) في المصدر: معمر بن يحيى بن سالم.
(2) المحاسن: 259 / ذيل حديث 307.
(9) الاحتجاج: 441.
217

(21401) 10 - العياشي في (تفسيره) عن عمرو بن مروان الخزاز قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): رفعت عن أمتي أربع خصال: ما اضطروا إليه، وما نسوا، وما
أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله قوله: (ربنا لا تؤاخذنا
إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) (1) وقول الله: (إلا من اكره وقلبه
مطمئن بالايمان) (2).
أقول: ويأتي ما يدل على بعض المقصود في أحاديث ذبيحة
الناصب (3)، وفي الأشربة المحرمة (4) وغير ذلك (5)، وتقدم ما يدل على
ذلك في الطهارة (6) والحج (7).

(10) تفسير العياشي 1: 160 / 534، وأورده عن الكافي في الحديث 2 من الباب 56 من
أبواب جهاد النفس.
(1) البقرة 2: 286.
(2) النحل 16: 106.
(3) يأتي في الحديثين 5، 6 من الباب 28 من أبواب الذبائح.
(4) يأتي في الباب 22 من أبواب الأشربة المحرمة.
(5) يأتي في البابين 26، 29 من هذه الأبواب، وفي الباب 12 من أبواب الايمان، وفي الباب 11
من أبواب آداب القاضي.
(6) تقدم في البابين 32، 38 من أبواب الوضوء.
(7) تقدم في الحديث 5 من الباب 3 من أبواب أقسام الحج، وتقدم ما يدل على التقية في الباب 24 من
هذه الأبواب، وفي الحديث 1 من الباب 71 من أبواب المزار، وفي الباب 56 من أبواب جهاد
النفس.
218

26 - باب وجوب عشرة العامة بالتقية
(21402) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن الحسن بن علي، عن درست الواسطي قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، ان كانوا
ليشهدون الأعياد، ويشدون الزنانير (1)، فأعطاهم الله أجرهم مرتين.
(21403) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم أن
تعملوا عملا نعير به، فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم
إليه زينا، ولا تكونوا عليه شينا، صلوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم،
واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقونكم إلى شئ من الخير فأنتم أولى به منهم،
والله ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخبء، قلت: وما الخبء؟ قال التقية.
(21404) 3 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
محمد بن جمهور، عن أحمد بن حمزة، عن الحسين بن المختار، عن أبي
بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)، خالطوهم بالبرانية (1)، وخالفوهم
بالجوانية إذا كانت الامرة صبيانية.

الباب 26
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 2: 173 / 8، وأورده عن العياشي في الحديث 15 من الباب 29 من هذه الأبواب.
(1) الزنانير: جمع زنار وهو ما يشده النصارى والمجوس على أوساطهم، شعارا لهم يعرفون به، انظر
(القاموس المحيط - زنر - 2: 41).
(2) الكافي 2: 174 / 11.
(3) الكافي 2: 175 / 20.
(1) البرانية: الظاهر، والجوانية: الباطن (مجمع البحرين - برر - 3: 220).
219

(21405) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن
سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن
مدرك بن الهزهاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله عبدا اجتر
مودة الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
27 - باب وجوب طاعة السلطان للتقية
(21406) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أحمد بن
زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم (1)، عن أبيه، عن موسى بن إسماعيل،
عن أبيه، عن جده موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال لشيعته: لا
تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم، فإن كان عادلا فاسألوا الله بقاه، وإن كان
جائرا فاسألوا الله إصلاحه، فان صلاحكم في صلاح سلطانكم، وإن
السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم، فاحبوا له ما تحبون لأنفسكم، واكرهوا
له ما تكرهون لأنفسكم.
(21407) 2 - وعن محمد بن علي بن بشار، عن علي بن إبراهيم

(4) الخصال: 25 / 89.
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 14، وفي الحديث 31 من الباب 23، وفي الحديث 16 من الباب
24 من هذه الأبواب، وفي الأبواب، 1، 2، 3 من أبواب أحكام العشرة، وفي الباب 6،
وفي الحديث 3 من الباب 10، وفي الحديث 2 من الباب 56 من أبواب صلاة الجماعة.
(2) يأتي في الباب 32 من هذه الأبواب.
الباب 27
فيه 3 أحاديث
(1) أمالي الصدوق: 277 / 21.
(1) في نسخة زيادة: عن أبيه (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(2) أمالي الصدوق: 277 / 20.
220

القطان، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن بكر، عن
محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): طاعة السلطان واجبة، ومن ترك طاعة
السلطان فقد ترك طاعة الله عز وجل، ودخل في نهيه، ان الله عز وجل
يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (1).
(21408) 3 - وفي (عيون الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسن المدني، عن
عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) - في
حديث طويل - قال: لولا أنى سمعت في خبر عن جدي رسول الله (صلى
الله عليه وآله) ان طاعة السلطان للتقية واجبة إذا ما أجبت.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
28 - باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق
الاخوان المؤمنين
(21409) 1 - الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) في (تفسيره)
في قوله تعالى: (وعملوا الصالحات) (1) قال: قضوا الفرائض كلها بعد

(1) البقرة 2: 195.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 76 / 5.
(1) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب 24، وخصوصا في الباب 57 من أبواب ما يمسك عنه
الصائم.
(2) يأتي في الحديث 10 من الباب 45 من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث 2 من الباب 11 من
أبواب آداب القاضي.
الباب 28
فيه 13 حديثا
(1) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 320 / 161.
(1) البقرة 2: 25.
221

التوحيد واعتقاد النبوة والإمامة، قال: وأعظمها فرضان: قضاء حقوق
الاخوان في الله، واستعمال التقية من أعداء الله عز وجل.
(21410) 2 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل مؤمن لا
تقية له كمثل جسد لا رأس له - إلى أن قال: - وكذلك المؤمن إذا جهل حقوق
إخوانه فإنه يفوت ثواب حقوقهم فكان كالعطشان يحضره الماء البارد فلم
يشرب حتى طغا (1)، وبمنزلة ذي الحواس الصحيحة لم يستعمل شيئا منها
لدفع مكروه، ولا لانتفاع محبوب، فإذا هو سليب كل نعمة مبتلى بكل آفة.
(21411) 3 - قال: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): التقية من أفضل
أعمال المؤمن، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين، وقضاء حقوق
الاخوان أشراف أعمال المتقين، يستجلب مودة الملائكة المقربين، وشوق
الحور العين.
(21412) 4 - قال: وقال الحسن بن علي (عليه السلام): إن التقية
يصلح الله بها أمة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، فان تركها أهلك أمة تاركها
شريك من أهلكهم، وإن معرفة حقوق الاخوان يحبب إلى الرحمن، ويعظم
الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة
عند الكريم المنان.
(21413) 5 - قال: وقال الحسين بن علي (عليه السلام): لولا التقية
ما عرف ولينا من عدونا ولولا معرفة حقوق الاخوان ما عرف من السيئات شئ
إلا عوقب على جميعها.

(2) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 320 / 162.
(1) طغا الرجل: مات (القاموس - طغو - 4: 357).
(3) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 320 / 163.
(4) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 321 / 164.
(5) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 321 / 165.
222

(21414
6 - قال: وقال علي بن الحسين (عليه السلام): يغفر الله
للمؤمن كل ذنب، ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية،
وتضييع حقوق الاخوان.
(21415) 7 - قال: وقال محمد بن علي (عليه السلام): أشرف
أخلاق الأئمة (1) والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية، وأخذ النفس بحقوق
الاخوان.
(21416) 8 - قال: وقال جعفر بن محمد (عليه السلام): استعمال
التقية بصيانة الاخوان، فإن كان هو يحمي الخائف فهو من أشرف خصال
الكرم، والمعرفة بحقوق الاخوان من أفضل الصدقات والزكاة والحج
والمجاهدات.
(21417) 9 - قال: وقال موسى بن جعفر (عليه السلام) لرجل: لو
جعل إليك التمني في الدنيا ما كنت تتمنى؟ قال: كنت أتمنى أن أرزق التقية
في ديني، وقضاء حقوق إخواني (1)، فقال: أحسنت اعطوه ألفي درهم.
(21418) 10 - قال: وقال رجل للرضا (عليه السلام): سل لي ربك
التقية الحسنة، والمعرفة بحقوق الاخوان، والعمل بما أعرف من ذلك،
فقال: الرضا (عليه السلام): قد أعطاك الله ذلك لقد سألت أفضل شعار
الصالحين ودثارهم.

(6) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 321 / 166.
(7) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 321 / 167.
(1) في نسخة: الأمة (هامش المخطوط).
(8) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 322 / 168.
(9) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 322 / 169.
(1) في المصدر زيادة: قال: فما بالك لم تسأل الولاية لنا أهل البيت؟ قال: ذاك أعطيته وهذا لم اعطه
فانا اشكر الله علي ما أعطيت، واسال ربي عز وجل ما منعت.
(10) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 323 / 170.
223

(21419) 11 - قال: وقيل لمحمد بن علي (عليه السلام): إن
فلانا اخذ بتهمة فضربوه مأة سوط، فقال محمد بن علي (عليه السلام):
انه ضيع حق أخ مؤمن، وترك التقية، فوجه إليه فتاب.
(21420) 12 - قال: وقيل لعلي بن محمد (عليه السلام): من أكمل
الناس؟ قال: أعلمهم بالتقية وأقضاهم لحقوق إخوانه - إلى أن قال: - في قوله
تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) (1) قال:
الرحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد، وسع لهم في التقية يجاهرون
باظهار موالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه إذا قدروا، ويسرون بها إذا عجزوا.
(21421) 13 - ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ولو شاء لحرم عليكم التقية، وأمركم بالصبر على ما ينالكم من أعدائكم عند
اظهاركم الحق، ألا فأعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا ومعاداة
أعدائكم استعمال التقية على أنفسكم وأموالكم (1)، ومعارفكم وقضاء حقوق
اخوانكم، وان الله يغفر كل ذنب بعد ذلك ولا يستقصى، وأما هذان فقل من
ينجو منهما إلا بعد مس عذاب شديد إلا أن يكون لهم مظالم على النواصب
والكفار فيكون عقاب هذين على أولئك الكفار والنواصب قصاصا بمالكم
عليه من الحقوق، وما لهم إليكم من الظلم، فاتقوا الله ولا تتعرضوا لمقت
الله بترك التقية، والتقصير، في حقوق إخوانكم المؤمنين.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).

(11) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 324 / 171.
(12) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 324 / 172 و 574 / 336.
(1) البقرة 2: 163.
(13) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 574 / 337.
(1) في المصدر: واخوانكم.
(2) تقدم في الباب 24، وفي الحديث 9 من الباب 25 من هذه الأبواب، وفي الباب 122 من أبواب
أحكام العشرة.
(3) يأتي ما يدل علي بعض المقصود في الباب 29 من هذه الأبواب.
224

29 - باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر كسب الأنبياء
والأئمة (عليهم السلام) والبراءة منهم وعدم وجوب التقية
في ذلك وان تيقن القتل.
(21422) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك،
فآتاهم الله أجرهم مرتين.
ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن المنذر بن محمد،
عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق
جعفر بن محمد (عليه السلام) مثله (1).
(21423) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يروون
أن عليا (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: أيها الناس انكم ستدعون إلى
سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منى فلا تبرؤوا منى، فقال: ما أكثر ما
يكذب (1) الناس على علي (عليه السلام)، ثم قال: إنما قال: انكم
ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منى وإني لعلى دين محمد
(صلى الله عليه وآله)، ولم يقل: ولا تبرؤوا منى، فقال له السائل:

الباب 29
فيه 21 حديثا
(1) الكافي 1: 373 / 28.
(1) أمالي الصدوق: 492 / 12.
(2) الكافي 2: 173 / 10.
(1) يأتي وجه التكذيب (منه. قده).
225

أرأيت ان اختار القتل دون البراءة، فقال: والله ما ذلك عليه، وماله إلا ما
مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل
الله عز وجل فيه: (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) فقال له النبي
(صلى الله عليه وآله) عندها: يا عمار إن عادوا فعد، فقد انزل الله
عذرك، وأمرك ان تعود إن عادوا.
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم مثله (3).
(21424) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن
محمد بن مروان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما منع ميثم رحمه
الله من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه: (إلا
من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1).
(21425) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن زكريا المؤمن، عن عبد الله بن أسد، عن عبد الله بن عطا قال: قلت لأبي
جعفر (عليه السلام): رجلان من أهل الكوفة اخذا فقيل لهما: ابرءا من
أمير المؤمنين (عليه السلام) فبرئ واحد منهما، وأبي الآخر فخلى سبيل
الذي برئ وقتل الآخر، فقال: أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه، وأما
الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة.
(21426) 5 - وعنه، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن خالد بن نافع،
عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رجلا أتى النبي

(2) النحل 16: 106.
(3) قرب الإسناد: 8.
(3) الكافي 2: 174 / 15.
(1) النحل 16: 106.
(4) الكافي 2: 175 / 21.
(5) الكافي 2: 126 / 2، وأورده في الحديث 4 من الباب 92 من أبواب أحكام الأولاد.
226

(صلى الله عليه وآله) فقال: أوصني فقال: لا تشرك بالله شيئا وإن
أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعهما...
الحديث
(21427) 6 - عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن أحمد بن
إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن التقية
ترس المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له، فقلت له: جعلت فداك قول الله
تبارك وتعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1) قال: وهل التقية الا
هذا.
(21428) 7 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال)
عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي
الصيرفي، عن علي بن محمد عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت
ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه
السلام) وقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعى بني أمية - عبيد الله بن زياد -
إلى البراءة منى؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك؟ قال: إذا
والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فداك في الله قليل فقال: يا ميثم إذا
تكون معي في درجتي... الحديث.
ورواه الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن عمران عن أبيه ميثم
مثله (1).
(21429) 8 - الحسن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن

(6) قرب الإسناد: 17.
(1) النحل 16: 106.
(7) رجال الكشي 1: 295 / 139.
(1) الخرائج والجرائح: 61.
(8) أمالي الطوسي 1: 213.
227

محمد بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن
سعيد، عن يحيى بن زكريا يا بن شيبان، عن بكر بن مسلم (1)، عن
محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ستدعون إلى سبى
فسبوني، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فاني على الفطرة.
(21430) 9 - وعن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن
علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي الخزاعي، عن علي بن
موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم
السلام) أنه قال: انكم ستعرضون على سبي، فإن خفتم على أنفسكم
فسبوني، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تفعلوا فإني على
الفطرة.
(21431) 10 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب
البلعوم، مند حق البطن (1)، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن
تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني فأما السب فسبوني فإنه لي
زكاة، ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرأوا منى فإني ولدت على الفطرة،
وسبقت إلى الايمان والهجرة.
(21432) 11 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج)

(1) في المصدر: بكير بن سلم.
(9) أمالي الطوسي 1: 374.
(10) نهج البلاغة 1: 101 / 56.
(1) مند حق البطن: واسعها. (لسان العرب - دحق - 10: 95).
(11) الاحتجاج: 238.
228

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على بعض اليونان قال:
وآمرك أن تصون دينك، وعلمنا الذي أودعناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها
بالعناد (1) ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا وآمرك أن تستعمل التقية في
دينك فان الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تتقوا منهم تقاة) (2) وقد اذنت
لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة إن حملك
الوجل عليه وفي ترك الصلوات (3) المكتوبات ان خشيت على حشاشة (4)
نفسك الآفات والعاهات، فان تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم ولا
يضرنا، وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا ولئن
تبرأ منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقى على نفسك روحها التي
بها قوامها، ومالها الذي به قيامها، وجاهها الذي به تمسكها، وتصون من
عرف بذلك أولياءنا واخواننا، فان ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك،
وتنقطع به عن عمل في الدين، وصلاح اخوانك المؤمنين، وإياك ثم إياك أن
تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض
لنعمتك ونعمتهم للزوال، ومذل لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد أمرك الله
باعزازهم فإنك ان خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من
ضرر الناصب لنا الكافر بنا.
ورواه العسكري في (تفسيره) عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)
مثله (5).

(1) في المصدر زيادة: ويقابلك من أهلها بالشتم واللعن، و التناول من العرض والبدن.
(2) آل عمران 3: 28.
(3) المراد ترك ما زاد على الايماء، لما تقدم في صلاة الخوف وغيره (منه. قده).
(4) الحشاشة: بقية الروح (الصحاح - حشش - 3: 1002).
(5) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): 175 / 84.
229

(21433) 12 - محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن أبي بكر
الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - انه قيل له: مد
الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي (عليه السلام)؟ فقال: الرخصة أحب
إلي، أما سمعت قول الله عز وجل في عمار: (إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان) (1).
(21434) 13 - وعن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته فقلت له: ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك ان تدعى إلى
البراءة من على (عليه السلام)، فكيف نصنع؟ قال: فابرأ منه، قلت: أيهما
أحب إليك؟ قال: ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن ياسر، أخذ بمكة
فقالوا له: أبرأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبرأ منه فأنزل الله
عز وجل عذره: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1).
(21435) 14 - وعن عبد الله بن يحيى (1)، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم،
فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا
لهم الشرك، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج.
(21436) 15 - وعن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما

(12) تفسير العياشي 2: 272 / 74.
(1) النحل 16: 106.
(13) تفسير العياشي 2: 272 / 76.
(1) النحل 16: 106.
(14) تفسير العياشي 2: 323 / 8.
(1) في المصدر: عبيد الله بن يحيى.
(15) تفسير العياشي 2: 323 / 9، وأورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 26 من هذه الأبواب.
230

بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف، إنهم كانوا يشدون الزنانير،
ويشهدون الأعياد فآتاهم الله أجرهم مرتين.
(21437) 16 - وعن الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على إجهار الكفر
أعظم أجرا منهم على إسرار الايمان.
(21438) 17 - فخار بن معد الموسوي في كتاب (الحجة على الذاهب
إلى تكفير أبى طالب) بإسناده إلى ابن بابويه، عن أبيه، عن الحسين بن
أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عن علي بن حسان، عن عمه
عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - ان
جبرئيل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا
محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: ان أصحاب الكهف أسروا
الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر
الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين وما خرج من الدنيا حتى أتته
البشارة من الله بالجنة.
(21439) 18 - وعن عبد الحميد بن التقي الحسيني، عن الشريف أبي
علي الموضح عن محمد بن الحسن العلوي، عن عبد العزيز بن يحيى
الجلودي (1)، عن عبد الله بن أبي الصقر عن الشعبي يرفعه عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب
مؤمنا مسلما يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش، ثم ذكر

(16) تفسير العياشي 2: 323 / 10.
(17) الحجة على الذاهب: 17.
(18) الحجة على الذاهب: 24.
(1) السند في المصدر هكذا: عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن أحمد بن محمد العطار، عن
أبو عمر حفص بن عمر بن الحرث النمري، عن عمر بن أبي زائدة.... إلى آخره.
231

لعلي (عليه السلام) أبياتا في رثاء أبيه والدعاء له.
(21440) 19 - وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمد بن القاسم المفسر
عن يوسف بن محمد بن زياد، عن العسكري (عليه السلام) - في حديث -
قال: إن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه.
(21441) 20 - علي بن الحسين المرتضى في رسالة (المحكم والمتشابه)
نقلا من تفسير النعماني بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) قال: وأما
الرخصة التي (صاحبها فيها بالخيار) (2) فإن الله نهى المؤمن أن يتخذ
الكافر وليا، ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر - إلى أن
قال: - قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله
نفسه) (3) فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها
عند التقية في الظاهر، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله
يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه.
(21442) 21 - محمد بن محمد المفيد في (الارشاد) قال: استفاض عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ستعرضون من بعدي على سبي
فسبوني، فمن عرض عليه البراءة مني فليمدد عنقه، فان برئ مني فلا دنيا
له ولا آخرة.

(19) الحجة علي الذاهب: 114.
(20) المحكم والمتشابه: 36.
(1) يأتي في الفائدة الثانية / من الخاتمة برقم (52).
(2) في المصدر: يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها.
(3) آل عمران 3: 28.
(21) إرشاد المفيد: 169.
232

أقول: وتقدم ما يدل على بعض المقصود (1)، ويأتي ما يدل عليه (2)،
وما تقدم في حديث مسعدة من تكذيب رواية النهي عن البراءة راويه عامي
ويحتمل الحمل على إنكار النهي التحريمي خاصة، وعلى التقية في
الرواية، ولا يخفى على اللبيب ما فيه من الحكمة (3).
30 - باب وجوب التقية في الفتوى مع الضرورة.
(21443) 1 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال)
عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
إسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): إني أقعد في المسجد فيجئ الناس فيسألوني
فإن لم أجبهم لم يقبلوا منى، وأكره أن أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال
لي: انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك.
(21444) 2 - وعن حمدويه وإبراهيم ابني نصير، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير عن حسين بن معاذ (1)، عن أبيه معاذ بن مسلم
النحوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بلغني أنك تقعد في الجامع

(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 25 من هذه الأبواب، وفي الباب 56 من أبواب جهاد النفس.
وتقدم ما يدل على التقية مطلقا في الأبواب 24، 25، 27، 28 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الباب 31 من هذه الأبواب.
(3) تقدم في الحديث 2 من هذا الباب.
الباب 30
فيه حديثان
(1) رجال الكشي 2: 622 / 602.
(2) رجال الكشي 2: 524 / 470.
(1) في نسخة: حسن بن معاذ (هامش المخطوط).
233

فتفتي الناس؟ قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، إني
أقعد في المسجد فيجئ الرجل فيسألني عن الشئ فإذا عرفته بالخلاف
لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بمودتكم فأخبره بما جاء
عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدرى من هو، فأقول: جاء عن فلان
كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، قال: فقال لي:
اصنع كذا فانى كذا أصنع.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
31 - باب عدم جواز التقية في الدم.
(21445) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار، عن صفوان عن شعيب الحداد، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغ
الدم فليس تقية.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطيني
عن صفوان بن يحيى نحوه (1).
(21446) 2 - محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسن
الصفار، عن يعقوب - يعنى ابن يزيد - عن الحسن بن علي بن فضال، عن

(2) تقدم في الباب 25 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الباب 31 من هذه الأبواب، وفي الأحاديث 2، 3، 7، 17، 46 من الباب 9 من
أبواب صفات القاضي، وفي الباب 11 من أبواب آداب القاضي.
الباب 31
فيه حديثان
(1) الكافي 2: 174 / 16.
(1) المحاسن: 259 / 310.
(2) التهذيب 6: 172 / 335.
234

شعيب العقرقوفي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام) لم (1) تبق الأرض إلا وفيها منا عالم يعرف الحق من الباطل
قال: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغت التقية الدم فلا تقية
وأيم الله لو دعيتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل إنما نتقى، ولكانت التقية أحب
إليكم من آبائكم وأمهاتكم، ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن
ذلك ولا قام في كثير منكم من أهل النفاق حد الله.
32 - باب وجوب كتم الدين عن غير أهله مع التقية.
(21447) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد، قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن
أذاعه أذله الله.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (1).
(21448) 2 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن مالك بن عطية عن حمزة، عن علي بن الحسين
(عليه السلام) قال: وددت والله اني افتديت خصلتين في الشيعة لنا
ببعض لحم ساعدى: النزق (1)، وقلة الكتمان.
ورواه الصدوق في (الخصال) عن أبيه، عن الحميري عن

(1) في المصدر: لن.
الباب 32
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 2: 176 / 3.
(1) المحاسن: 257 / 295.
(2) الكافي 2: 175 / 1.
(1) النزق: الخفة والطيش (الصحاح - نزق - 4: 1558).
235

محمد بن الحسين، عن ابن محبوب مثله (2).
(21449) 3 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مروان، عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ: الصبر
والكتمان.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن حسين بن المختار، عن أبي أسامة مثله الا أنه قال:
كثرة الصبر (1).
(21450) 4 - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير،
عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - انه أوصى جماعة
فقال: ليقو شديدكم ضعيفكم، وليعد غنيكم على فقيركم، ولا تبثوا سرنا،
ولا تذيعوا أمرنا.
(21451) 5 - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الأعلى
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنه ليس احتمال أمرنا
التصديق له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله
فاقرئهم السلام وقل لهم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا، حدثوهم
بما يعرفون، واستروا عنهم ما ينكرون... الحديث.
(21452) 6 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(2) الخصال: 44 / 40.
(3) الكافي 2: 176 / 2.
(1) المحاسن: 255 / 285.
(4) الكافي 2: 176 / 4، وأورد قطعة منه في الحديث 18 من الباب 9 من أبواب صفات القاضي.
(5) الكافي 2: 176 / 5، وأورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 7 من هذه الأبواب.
(6) الكافي 2: 177 / 8، وأورده عن البصائر في الحديث 24 من الباب 24 من هذه الأبواب.
236

أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا
ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى
الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور
من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار يا معلى إن التقية
من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى إن الله يحب أن
يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لامرنا
كالجاحد له.
ورواه في (المحاسن) عن أبيه، ومثله إلا أنه ترك ذكر العبادة في السر
والعلانية (1).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
33 - باب تحريم تسمية المهدى (عليه السلام)، وسائر
الأئمة (عليهم السلام) وذكرهم وقت التقية، وجواز ذلك
مع عدم الخوف.
(21453) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن القاسم - شريك المفضل -
وكان رجل صدق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خلق في

(1) المحاسن: 255 / 286.
(2) تقدم في الحديثين 1، 9 من الباب 24، وفي الأحاديث 1، 11، 14، 16، 17، 18،
19 من الباب 29 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الحديث 1 من الباب 33، وفي الباب 34 من هذه الأبواب.
الباب 33
فيه 23 حديثا
(1) الكافي 8: 374 / 562.
237

المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم، أولئك ليسوا منا، ولا نحن منهم،
أنطلق فاداري وأستر فيه تكون ستري، هتك الله ستورهم يقولون: امام، والله
ما أنا بإمام إلا من أطاعني، فأما من عصاني فلست له بامام، لم يتعلقون
باسمي ألا يكفون اسمي من أفواههم! فوالله لا يجمعني الله وإياهم في
دار.
(21454) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن
جعفر بن بشير، عن عنبسة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم
وذكر علي وفاطمة (عليهما السلام)، فان الناس ليس شئ أبغض إليهم من
ذكر علي وفاطمة (عليهما السلام).
(21455) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في
حديث الخضر (عليه السلام) - أنه قال: واشهد على رجل من ولد الحسن
لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا إنه القائم
بأمر الحسن بن علي (عليه السلام).
ورواه الصدوق في كتاب (إكمال الدين) و (في عيون الأخبار) عن
أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد والحميري و محمد بن يحيى وأحمد بن
إدريس كلهم عن أحمد بن محمد البرقي مثله (1).
(21456) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
صاحب هذا الامر لا يسميه باسمه إلا كافر.

(2) الكافي 8: 159 / 156.
(3) الكافي 1: 441 / 1.
(1) إكمال الدين: 315، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 67.
(4) الكافي 1: 268 / 4.
238

ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه، عن سعد، عن
يعقوب بن يزيد، عن ابن محبوب، عن علي بن الريان - وفي نسخة: علي
بن زياد (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه (2)
(21457) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن
فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه
السلام) وسئل عن القائم (عليه السلام)؟ فقال: لا يرى جسمه ولا يسمى
اسمه.
ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن
سعد، عن جعفر بن محمد بن مالك مثله (1).
(21458) 6 - وعن علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن أحمد
العلوي، عن داود بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري
(عليه السلام) يقول: الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من
بعد الخلف؟ قلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: لأنكم لا ترون شخصه
ولا يحل لكم ذكره باسمه، قلت: كيف نذكره؟ قال: قولوا الحجة من آل
محمد
ورواه الصدوق في (اكمال الدين) عن أبيه عن سعد، عن
محمد بن أحمد العلوي مثله (1).

(1) في الاكمال: علي بن رئاب.
(2) إكمال الدين: 648 / 1.
(5) الكافي 1: 268 / 3.
(1) إكمال الدين: 648 / 2.
(6) الكافي 1: 268 / 1.
(1) إكمال الدين: 648 / 4.
239

(21459) 7 - وعن علي بن محمد، عن أبي عبد الله الصالحي قال:
سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) أن أسال عن الاسم
والمكان، فخرج الجواب: إن دللتم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا
المكان دلوا عليه.
أقول: هذا دال على اختصاص النهي بالخوف وترتب المفسدة.
(21460) 8 - وعن محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعا، عن
عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عثمان العمرى - في حديث - أنه
قال له: أنت رأيت الخلف؟ قال: اي والله - إلى أن قال: - قلت:
فالاسم، قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي
فليس لي أن أحلل ولا أحرم، ولكن عنه (عليه السلام) فان الامر عند
السلطان، ان أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا - إلى أن قال: - وإذا وقع الاسم
وقع الطلب، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك.
أقول: هذا أوضح دلالة في أن وجه النهي التقية والخوف.
(21461) 9 - محمد بن علي بن الحسين في كتاب (اكمال الدين) وفي
كتاب (التوحيد) عن علي بن أحمد الدقاق وعلي بن عبد الله الوراق، عن
محمد بن هارون (1)، عن عبد العظيم الحسني، عن سيدنا علي بن محمد
(عليه السلام) أنه عرض عليه اعتقاده واقراره بالأئمة (عليهم السلام)
- إلى أن قال: - ثم أنت يا مولاي، فقال له (عليه السلام): ومن بعدي ابني

(7) الكافي 1: 268 / 2.
(8) الكافي 1: 265 / 1، وأورد صدره في الحديث 4 من الباب 11 من أبواب صفات القاضي.
(9) إكمال الدين: 379 / 1، والتوحيد: 81 / 37.
(1) في الاكمال زيادة: عن أبي تراب عبد الله بن موسى الروياني وفي التوحيد: أبو تراب عبيد الله بن
موسى الروياني.
240

الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قلت: وكيف ذلك؟ قال: لأنه
لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا
- إلى أن قال: - فقال (عليه السلام): هذا ديني ودين آبائي.
أقول: هذا لا ينافي الحمل على التقية والتخصيص بوقت الخوف
كما يظن، لما تقدم من التصريح بوجوب التقية إلى أن يخرج صاحب الزمان
(عليه السلام) (2)، ولكن التقية في هذه المدة لا تشتمل جميع الأشخاص
والأماكن، لما مر أيضا (3)، فهذا من جملة القرائن على ما قلنا، لأن هذه
المدة هي مدة التقية.
(21462) 10 - وفي كتاب (اكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي، عن
موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث أوصاف الإمام الثاني عشر
وغيبته قال: تخفى على الناس ولادته، ولا تحل لهم تسميته حتى يظهره
الله فيملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما.
(21463) 11 - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن
أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق
(عليه السلام) انه قيل له: من المهدى من ولدك؟ قال: الخامس من ولد
السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.
وعن علي بن محمد الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن
زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن

(2) تقدم في الحديث 25 من الباب 24 من هذه الأبواب.
(3) مر في الحديثين 6 و 10 من الباب 25 من هذه الأبواب.
وفي الحديث 8 من هذا الباب.
(10) إكمال الدين: 368 / 6.
(11) إكمال الدين: 333 / 1.
241

أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1).
(21464) 12 - وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن
مسعود، وحيدر بن محمد عن محمد بن مسعود، عن آدم بن محمد
البلخي، عن علي بن الحسين الدقاق (1) وإبراهيم بن محمد قالا: سمعنا
علي بن عاصم الكوفي يقول: خرج في توقيعات صاحب الزمان (عليه
السلام): ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.
أقول فيه وفي أمثاله دلالة على ما قلنا في العنوان لاختصاصه
بالمحفل وهو مظنه التقية والمفسدة، وبالناس وكثيرا ما يطلق هذا اللفظ
على العامة (2) فهو قرينة أيضا.
(21465) 13 - وعن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن همام،
عن محمد بن عثمان العمري قال: خرج توقيع بخط أعرفه: من سماني في
مجمع من الناس فعليه لعنة الله.
ورواه المفيد في (الارشاد) (1).
والطبرسي، في (أعلام الورى) نحوه (2).
(21466) 14 - وعن محمد بن أحمد السناني (1)، عن محمد بن أبي

(1) إكمال الدين: 338 / 12.
(12) إكمال الدين: 482 / 1.
(1) في المصدر: علي بن الحسن الدقاق...
(2) تقدم إطلاقه على العامة هنا في حديث عنبسة (منه. قده).
(13) إكمال الدين: 483 / 3.
(1) لم نجده في ارشاد المفيد المطبوع.
(2) إعلام الورى: 451.
(14) إكمال الدين: 377 / 2.
(1) في المصدر: محمد بن أحمد الشيباني.
242

عبد الله، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسني، عن محمد بن
علي بن موسى (عليه السلام) في ذكر القائم (عليه السلام) قال: يخفى
على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، وتحرم عليهم تسميته، وهو
سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه... الحديث.
(21467) 15 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن محمد بن إبراهيم الكوفي ان أبا محمد الحسن بن علي
العسكري (عليهما السلام) بعث إلى بعض من سماه شاة مذبوحة وقال: هذه
من عقيقة ابني محمد.
(21468) 16 - وعنه، عن الحميري، عن محمد بن أحمد العلوي، عن
أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد (عليه السلام) مولود فسماه محمدا،
وعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي
عليكم وهو القائم... الحديث
(21469) 17 - وعن محمد بن محمد بن عصام، عن محمد بن يعقوب
الكليني، عن علان الرازي عن بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي
محمد (عليه السلام) قال: ستحملين ولدا واسمه محمد وهو القائم من
بعدي.
(21470) 18 - وعن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسين بن
إسماعيل القطان (1)، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن عبد الرحمن،
عن محمد بن سعيد، عن العباس بن أبي عمرو عن صدقة بن أبي موسى،

(15) إكمال الدين: 432 / 10.
(16) إكمال الدين: 431 / 8.
(17) إكمال الدين: 408 / 4.
(18) إكمال الدين: 305 / 1.
(1) في المصدر: الحسن بن إسماعيل، عن أبي عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان...
243

عن أبي نصرة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله عن
فاطمة (عليها السلام) انه وجد معها صحيفة من درة فيها أسماء الأئمة من
ولدها فقرأها - إلى أن قال: - أبو القاسم محمد بن الحسن حجة الله على خلقه
القائم، أمه جارية اسمها نرجس.
(21471) 19 - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن إسماعيل بن مالك، عن
محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم
السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر: يخرج رجل
من ولدي في آخر الزمان - وذكر صفة القائم وأحواله إلى أن قال - له اسمان:
اسم يخفى، واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن
فمحمد... الحديث.
(21472) 20 - وبأسانيده الكثيرة عن الحسن بن محبوب، عن أبي
الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر قال: دخلت على فاطمة
(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنى
عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي.
ورواه في (الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب (1).
ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن محبوب مثله (2).

(19) إكمال الدين: 653 / 17.
(20) إكمال الدين: 313 / 4.
(1) الفقيه 4: 132 / 7.
(2) الكافي 1: 447 / 9.
244

(21473) 21 - وعن علي بن الحسن بن شاذويه (1) وأحمد بن هارون
الفامى (2) جميعا عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه، عن
جعفر بن محمد بن مالك (3)، عن درست، عن عبد الله بن القاسم، عن
عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه
السلام)، عن جابر بن عبد الله أنه رأى قدام فاطمة (عليها السلام) لوحا يكاد
ضوؤه يغشى الابصار، فيه اثنى عشر اسما، قال: فقلت: أسماء من هؤلاء؟
قالت: أسماء الأوصياء أولهم ابن عمى وأحد عشر من ولدى، آخرهم
القائم، قال جابر: فرأيت فيه محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع، وعليا
عليا عليا عليا في أربعة مواضع.
ورواه في (عيون الأخبار) أيضا (4).
(21474) 22 - وعن علي بن محمد بن أحمد الدقاق (1)، عن محمد بن
أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن زيد (2)، عن
المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت: لو
عهدت الينا في الخلف من بعدك، فقال: الإمام بعدي ابني موسى،

(21) إكمال الدين: 311 / 2، إعلام الورى: 394.
(1) في الاكمال: علي بن الحسين بن شاذويه.
(2) في المصدر: أحمد بن هارون القاضي.
(3) في المصدر زيادة: عن مالك السلولي.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 46 / 5.
(22) إكمال الدين: 334 / 4.
(1) في المصدر: علي بن أحمد بن محمد الدقاق.
(2) في المصدر: الحسين بن يزيد النوفلي.
245

والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
موسى.
الفضل بن الحسن الطبرسي في (إعلام الورى) عن المفضل بن عمر
مثله (3).
(21475) 23 - وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني، عن أبي محمد بن همام، عن محمد بن عثمان العمرى،
عن أبيه، عن أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) في الخبر الذي روى
عن آبائه (عليهم السلام) ان الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه، وأن
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال: إن هذا حق كما أن
النهار حق، فقيل: يا بن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك؟ فقال: ابني
محمد (1)، هو الامام والحجة بعدي، فمن مات ولم يعرفه مات ميتة
جاهلية.
ورواه علي بن عيسى في (كشف الغمة) نقلا عن الطبرسي في (إعلام الورى
) (2).
أقول: والأحاديث في التصريح باسم المهدى محمد بن الحسن
(عليهما السلام) وفي الامر بتسميته عموما وخصوصا تصريحا وتلويحا
فعلا وتقريرا في النصوص والزيارات والدعوات والتعقيبات

(3) إعلام الورى: 429.
(23) إعلام الورى: 442.
(1) قد صرح باسمه (عليه السلام) جماعة من علمائنا في كتب الحديث، والأصول، والكلام،
وغيرها، منهم العلامة، والمحقق، والمقداد، والمرتضى، والمفيد، وابن طاوس،
وغيرهم، والمنع نادر، وقد حققناه في رسالة مفردة. (منه. قده).
(2) كشف الغمة 2: 528.
246

والتلقين وغير ذلك كثيرة جدا، قد تقدم جملة من ذلك (3)، ويأتي جملة
أخرى (4) وهو دال على ما قلناه في العنوان.
34 - باب تحريم إذاعة الحق مع الخوف به
(21476) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) - في
حديث - قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ولاية الله أسرها إلى جبرئيل
(عليه السلام)، وأسرها جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله)
وأسرها (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) وأسرها
على (عليه السلام) إلى من شاء الله ثم أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك
حرفا سمعه قال أبو جعفر (عليه السلام) في حكمة آل داود: ينبغي
للمسلم أن يكون مالكا لنفسه، مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه، فاتقوا
الله ولا تذيعوا حديثنا.
(21477) 2 - وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من استفتح نهار بإذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق
المحابس.

(3) تقدم في الحديث 3 من الباب 37 من أبواب الاحتضار، وفي الباب 20، وفي الحديثين 5، 6
من الباب 21 من أبواب الدفن، وفي الحديث 6 من الباب 48 من أبواب الذكر، وفي الحديث
2 من الباب 81 من أبواب المزار.
(4) يأتي في الحديثين 3، 4 من الباب 64 من أبواب أحكام الأولاد.
الباب 34
فيه 22 حديثا
(1) الكافي 2: 178 / 10.
(2) الكافي 2: 276 / 12.
247

(21478) 3 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله) طوبى لعبد نؤمة عرفه الله ولم يعرفه الله الناس أولئك مصابيح
الهدى، وينابيع العلم، تنجلي عنهم كل فتنه مظلمة، ليسوا بالمذاييع
البذر (1)، ولا بالجفاة المرائين.
(21479) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن أبي الحسن الأصبهاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير
المؤمنين (عليه السلام) وذكر نحوه وزاد: وقال: قولوا الخير تعرفوا به،
واعملوا بالخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، فان
خياركم الذين إذا نظر إليهم ذكر الله، وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون
بين الأحبة المبتغون للبراء المعايب.
(21480) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عمن أخبره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفوا
ألسنتكم والزموا بيوتكم... الحديث.
(21481) 6 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن (عليه
السلام) قال: إن كان في يدك هذه شئ فان استطعت أن لا تعلم هذه
فافعل، قال: وكان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة، فقال: احفظ لسانك
تعز، ولا تمكن الناس من قياد رقبتك فتذل.

(3) الكافي 2: 178 / 11.
(1) البذر: جمع بذور، وهو الذي يذيع الاسرار. (الصحاح - بذر - 2: 587).
(4) الكافي 2: 178 / 12.
(5) الكافي 2: 178 / 13.
(6) الكافي 2: 179 / 14.
248

(21482) 7 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل عير قوما
بالإذاعة في قوله عز وجل: (وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا
به) (1) فإياكم و الإذاعة.
(21483) 8 - وبالاسناد عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ويقتلون
الأنبياء بغير حق) (1) فقال: أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا
عليهم وأفشوا سرهم فقتلوا.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن عثمان بن عيسى (2) وكذا الذي
قبله.
(21484) 9 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ان من أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذله الله.
(21485) 10 - وعن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن
علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن سعيد بن
غزوان، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: نفس المهموم لنا المغتم

(7) الكافي 2: 274 / 1، والمحاسن: 256 / 293.
(1) النساء 4: 83.
(8) الكافي 2: 275 / 7.
(1) آل عمران 3: 112.
(2) المحاسن: 256 / 290.
(9) الكافي 2: 179 / 15.
(10) الكافي 2: 179 / 16.
249

لمظلمتنا تسبيح، وهمه لامرنا عبادة، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله.
قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن
منه.
(21486) 11 - وعنه، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
نصر بن صاعد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
مذيع السر شاك، وقائله عند غير أهله كافر، ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو
ناج، قلت: ما هو؟ قال: التسليم.
(21487) 12 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن
يونس، عن محمد الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أذاع
علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا.
قال: وقال للمعلى بن خنيس: المذيع لحديثنا كالجاحد له.
(21488) 13 - وبالاسناد عن يونس، عن ابن مسكان، عن ابن أبي
يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أذاع علينا حديثنا سلبه الله
الايمان.
(21489) 14 - (وبالاسناد عن يونس) (1)، عن يونس بن يعقوب، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما قتلنا من أذاع
حديثنا قتل خطأ، ولكن قتلنا قتل عمد.

(11) الكافي 2: 276 / 10.
(12) الكافي 2: 274 / 2.
(13) الكافي 2: 275 / 3.
(14) الكافي 2: 275 / 4.
(1) ليس في المصدر.
250

ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب
مثله (2).
(21490) 15 - وبالاسناد عن يونس، عن العلا، عن محمد بن مسلم
قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: يحشر العبد يوم القيامة وما ندا
دما (1) فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك
من دم فلان، فيقول: يا رب إنك تعلم أنك قبضتني وما سفكت دما،
فيقول: بلى ولكنك سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه فنقلت
عليه حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه.
(21491) 16 - وبالاسناد عن يونس، عن ابن مسكان (1)، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتلا هذه الآية: (ذلك بأنهم كانوا
يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون) (2) قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم
سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء
ومعصية.
(21492) 17 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حسين بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من

(2) المحاسن: 256 / 292.
(15) الكافي 2: 275 / 5.
(1) ما ندا دما: اي لم يصب منه شيئا ولم ينله منه شئ، كأنه نالته نداوة الدم وبلله (النهاية - ندا -
5: 38).
(16) الكافي 2: 275 / 6، والمحاسن: 256 / 291.
(1) في نسخة: ابن سنان (هامش المخطوط)، وكذلك المصدر.
(2) البقرة 2: 61.
(17) الكافي 2: 275 / 9.
251

أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن محمد بن سنان، عن يونس بن
يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1)، والذي قبله عن ابن مسكان (2)
مثله.
(21493) 18 - وعن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن
رجل، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في
حديث - قال: المذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين.
(21494) 19 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن ابن
الديلمي، عن داود الرقي ومفضل وفضيل - في حديث - قالوا: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به الا أهله، فان المذيع
علينا أمرنا أشد علينا مؤنة من عدونا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا.
(21495) 20 - وعن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن أخبره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الناطق علينا بما نكره أشد مؤونة علينا
من المذيع.
(21496) 21 - وعن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يونس بن
عمار، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا
سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله.

(1) المحاسن: 256 / 289.
(2) في نسخة: ابن سنان (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(18) الكافي 2: 276 / 11.
(19) المحاسن: 255 / 287.
(20) المحاسن: 256 / 288.
(21) المحاسن: 257 / 295.
252

(21497) 22 - وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار،
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حديث فقال:
هل كتمت علي شيئا قط؟ فبقيت أتذكر، فلما رأى ما بي، قال: أما ما
حدثت به أصحابك فلا بأس إنما الإذاعة أن تحدث به غير أصحابك.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، وقد روى النعماني في كتاب
(الغيبة) أحاديث كثيرة في هذا المعنى.
35 - باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقية وإن كان سيدا.
(21498) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر
(عليه السلام) يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج
فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقر لي أنك عبد لي إن
شئت بعتك، وإن شئت استرققتك - إلى أن قال: - فقال له يزيد: ان لم تقر
لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتل الحسين
(عليه السلام)، قال: فأمر به فقتل، ثم ارسل إلى علي بن الحسين
(عليه السلام) فقال له مثل مقاله للقرشي، فقال له علي بن الحسين
(عليه السلام): أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل

(22) المحاسن: 258 / 306.
(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 7، وفي الأحاديث 1، 9، 23 من الباب 24، وفي الحديث 11
من الباب 29، وفي الباب 32، وفي الحديث 1 من الباب 33 من هذه الأبواب، وفي الباب
47، وفي الحديث 3 من الباب 145 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 16 من الباب 1
من أبواب المواقيت.
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 41 من الباب 8 من أبواب صفات القاضي.
الباب 35
فيه حديث واحد
(1) الكافي 8: 234 / 313. وعلق المصنف بقوله: (هذا في الروضة) بخطه ره.
253

بالأمس؟ فقال له يزيد: بلى، فقال علي بن الحسين: قد أقررت لك بما
سألت، أنا عبد مكره فان شئت فأمسك، وإن شئت فبع، فقال له يزيد:
أولى لك، حقنت دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك عموما (1).
36 - باب وجوب كف اللسان على المخالفين وعن أئمتهم
مع التقية
(21499) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما أيسر ما رضي الناس به منكم، كفوا ألسنتكم عنهم.
(21500) 2 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن محمد بن
الحسن، عن الصفار عن العباس بن معروف، عن عاصم، عن أبي بكر
الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يفتري
على الرجل من جاهلية العرب؟ قال: يضرب حدا، قلت: حدا؟ قال:
نعم، إن ذلك يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(21501) 3 - علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن قول النبي (صلى
الله عليه وآله): إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في

(1) تقدم في الباب 24 من هذه الأبواب.
الباب 36
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 8: 341 / 537.
(2) علل الشرائع: 393 / 6، وأورده في الحديث 4 من الباب 73 من أبواب جهاد النفس، وأورد نحوه
عن التهذيب في الحديث 7 من الباب 17 من أبواب حد القذف.
(3) تفسير القمي 1: 213.
254

ليلة ظلماء، قال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله،
وكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله عن سب آلهتهم لكي لا
يسب الكفار إله المؤمنين، فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا
يعملون، فقال: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله) (1).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في جهاد النفس (2).
37 - باب تحريم مجاورة أهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا
ومحبة بقائهم.
(21502) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن
عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفي، عن مهاجر الأسدي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر عيسى بن مريم (عليه السلام) على
قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها، فقال: أما انهم لم يموتوا إلا بسخطة ولو
ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله أن
يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها قال: فدعا عيسى فنودي من
الجو أن نادهم، فقام عيسى (عليه السلام) بالليل على شرف (1) من
الأرض، فقال: يا أهل القرية فأجابه منهم مجيب: لبيك، فقال: ويحكم ما
كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت، وحب الدنيا، مع خوف قليل،
وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب - إلى أن قال: - كيف عبادتكم للطاغوت؟

(1) الانعام 6: 108.
(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 18 من أبواب جهاد النفس.
الباب 37
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 2: 239 / 11.
(1) الشرف: المكان العالي (الصحاح - شرف - 4: 1379).
255

قال: الطاعة لأهل المعاصي، قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا في
عافية، وأصبحنا في الهاوية فقال: وما الهاوية؟ قال: سجين قال: وما
سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة - إلى أن قال: - قال:
ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله إنهم ملجمون
بلجم من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم،
فلما نزل العذاب عمني معهم، فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم لا أدى
أكبكب فيها أم أنجو منها، فالتفت عيسى (عليه السلام) إلى الحواريين
فقال: يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل
خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.
ورواه الصدوق في (العلل) وفي (عقاب الأعمال) وفي (معاني الأخبار
) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن
أحمد (2)، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير (3)، عن صالح بن
سعيد، أخيه سهل الحلواني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه (4).
(21503) 2 - وعن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعيد،
(عن محمد بن سالم أبي سلمة) (1) عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن
عبد الله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن لي جارين
أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما، فمن أعاشر؟ فقال:

(2) لم يرد في المعاني.
(3) في المصادر الثلاثة: محمد بن عمرو.
(4) علل الشرائع: 466 / 21، وعقاب الأعمال: 303 / 1، ومعاني الأخبار: 341 / 1.
(2) الكافي 8: 235 / 314.
(1) في المصدر: محمد بن سالم بن أبي سلمة، وعلق المصنف عليه بقوله: (هذا في الروضة)
بخطه ره.
256

هما سيان: من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الاسلام وراء ظهره، وهو
المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، ثم قال: إن هذا نصب لك،
وهذا الزيدي نصب لنا.
(21504) 3 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن أبيه،
عن الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا بلغ به
سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور قال: قال علي
للحسن ابنه (عليهما السلام) في مسائله التي سأله عنها: يا بني ما
السفه؟ قال: اتباع الدناة، ومصاحبة الغواة
(21505) 4 - وفي (المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية،
عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة، ولكن الله يضعه حيث
يشاء، ان الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم
من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال، وان
الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها
لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل
المعاصي، قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فاعتبروا يا أولى
الابصار... الحديث.
ورواه في (عقاب الأعمال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد (1).

(3) معاني الأخبار: 247 / 1.
(4) أمالي الصدوق: 253 / 2، وأورد ذيله في الحديث 2 من الباب 41 من هذه الأبواب.
(1) عقاب الأعمال: 300 / 1.
257

ورواه البرقي في (المحاسن) عن أحمد بن محمد بن عيسى (2)
ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد مثله (3).
(21506) 5 - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: من الورع من الناس؟ قال: الذي يتورع عن محارم الله، ويجتنب
هؤلاء، فإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه وإذا رأى المنكر ولم
ينكره وهو يقوى عليه فقد أحب أن يعصي الله ومن أحب أن يعصي الله فقد
بارز الله بالعداوة، ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصي الله، ان الله
تبارك وتعالى حمد نفسه على إهلاك الظالمين فقال: (فقطع دابر القوم
الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (1).
ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبيه (2) عن المنقري
مثله (3).
(21507) 6 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن علي
بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري،
عن فضيل بن عياض قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء من
المكاسب فنهاني عنها وقال: يا فضيل والله لضرر هؤلاء على هذه الأمة

(2) المحاسن: 116 / 122.
(3) الكافي 2: 208 / 15.
(5) معاني الأخبار: 252 / 1، وأورد صدره في الحديث 25 من الباب 12 من أبواب صفات القاضي.
(1) الانعام 6: 45.
(2) في تفسير القمي زيادة: عن القاسم بن محمد
(3) تفسير القمي 1: 200.
(6) الكافي 5: 108 / 11، وأورد قطعة منه في الحديث 5 من الباب 44 من أبواب ما يكتسب به.
258

أشد من ضرر الترك والديلم، قال: وسألته عن الورع من الناس وذكر
مثله.
(21508) 7 - محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال)
عن حمدويه، عن محمد بن إسماعيل الرازي عن الحسن بن علي بن
فضال، عن صفوان الجمال ان أبا الحسن موسى (عليه السلام) قال له:
كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت لا أي شئ؟ قال:
إكراؤك جمالك من هذا الرجل - يعنى هارون - إلى أن قال: - يا صفوان أيقع
كراؤك عليهم؟ قلت: نعم، قال: أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك؟ قلت:
نعم، قال: فمن أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار،
قال صفوان: فذهبت فبعت جمالي عن آخرها... الحديث.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في أحاديث العشرة (1)، ويأتي ما يدل
عليه (2).
38 - باب تحريم المجالسة لأهل المعاصي وأهل البدع.
(21509) 1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي

(7) رجال الكشي 2: 740 / 828، وأورده بتمامه في الحديث 17 من الباب 42 من أبواب ما يكتسب
به.
(1) تقدم في الأبواب 11، 15، 17 من أبواب أحكام العشرة.
وتقدم في البابين 15، 18 من هذه الأبواب، وفي الحديث 27 من الباب 4 من أبواب جهاد
النفس.
(2) يأتي في الباب 38 من هذه الأبواب، وفي الباب 44 من أبواب ما يكتسب به.
الباب 38
فيه 22 حديثا
(1) الكافي 2: 278 / 3 و 469 / 10، وأورده في الحديث 1 من الباب 27 من أبواب أحكام العشرة.
259

عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم
فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): المرء على دين خليله وقرينه.
(21510) 2 - وعنه، عن ابن عبد الجبار، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قعد عند
سباب لأولياء الله فقد عصى الله.
(21511) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
وعن علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام)
- في حديث طويل - قال: إياكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين ومجاورة
الفاسقين، احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم.
(21512) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي زياد النهدي، عن عبد الله بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على
تغييره.
(21513) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن
محمد، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقلت إنه خالي، فقال: إنه يقول
في الله قولا عظيما، يصف الله ولا يوصف فإما جلست معه وتركتنا، وإما

(2) الكافي 2: 281 / 14.
(3) الكافي 8: 16 / 2، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 62 من أبواب جهاد النفس، وقطعة منه في
الحديث 1 من الباب 42 من أبواب ما يكتسب به.
(4) الكافي 2: 278 / 1.
(5) الكافي 2: 278 / 2.
260

جلست معنا وتركته، فقلت: هو يقول ما شاء، اي شئ علي منه إذا لم أقل
ما يقول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): أما تخاف ان تنزل به نقمة
فتصيبكم جميعا، أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى (عليه السلام)
وكان أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون بموسى تخلف عنه
ليعظ أباه فيلحقه بموسى، فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من
البحر، فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال: هو في رحمة الله، ولكن
النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع.
(21514) 6 - وعنهم، عن أحمد عن ابن محبوب، عن شعيب
العقرقوفي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ
بها) (1) إلى آخر الآية، فقال إنما عنى بهذا الرجل يجحد الحق ويكذب
به، ويقع في الأئمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان.
(21515) 7 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن
سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام أو
يعاب فيه مؤمن.
(21516) 8 - ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أحمد بن إدريس،
عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن
سيف بن عميرة مثله إلا أنه قال: أو يغتاب فيه مؤمن، إن الله يقول في
كتابه: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا

(6) الكافي 2: 280 / 8.
(1) النساء 4: 140.
(7) الكافي 2: 280 / 9.
(8) تفسير القمي 1: 204.
261

في حديث غيره) (1). وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة نحوه إلا أنه جعل يعاب مكان ينتقص وبالعكس (2).
(21517) 9 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم
مكان ريبة.
(21518) 10 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على
الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا، وعذبه في الآخرة، وسلبه
صالح مامن به عليه من معرفتنا.
(21519) 11 - وعن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد
، عن محمد بن مسلم، عن إسحاق بن موسى، عن أخيه وعمه، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على
أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في
فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث، ومجلسا فيه من يصد عنا
وأنت تعلم، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث آيات من كتاب الله كأنما
كن في فيه أو قال: في كفه: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا

(1) الانعام 6: 68.
(2) الكافي 2: 280 / 11.
(9) الكافي 2: 280 / 10.
(10) الكافي 2: 281 / 15.
(11) الكافي 2: 280 / 12.
262

الله عدوا بغير علم) (1) (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض
عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (2) (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم
الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) (3).
(21520) 12 - وبهذا الاسناد عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا،
عن محمد بن خالد بن ميمون، عن عبد الله بن سنان، عن غياث بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: ما اجتمع ثلاثة
من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين فإن تكلموا تكلم
الشياطين بنحو كلامهم وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا من أولياء
الله نالوا معهم، فمن ابتلى من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا
يكن شرك شيطان ولا جليسه فان غضب الله لا يقوم له شئ، ولعنته لا
يردها شئ ثم قال (عليه السلام): فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو
حلب شاة أو فواق ناقة.
(21521) 13 - وبالاسناد عن محمد بن مسلم، عن داود بن فرقد، عن
محمد بن سعيد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف (1) حتى تقوم،
فان الله يمقتهم ويلعنهم، فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر امام من الأئمة فقم
فان سخط الله ينزل هناك عليهم.
(21522) 14 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين

(1) الانعام 6: 108.
(2) الانعام 6: 68.
(3) النحل 16: 116.
(12) الكافي 2: 150 / 6، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 23 من أبواب فعل المعروف.
(13) الكافي 2: 280 / 13.
(1) الرضف: الحجارة المحماة (الصحاح - رضف - 4: 1365).
(14) الفقيه 4: 275 / 830.
263

(عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية قال: ومن خير حظ المرء قرين
صالح، جالس أهل الخير تكن منهم، باين أهل الشر ومن يصدك عن ذكر
الله وذكر الموت بالأباطيل المزخرفة، والأراجيف الملفقة تبن منهم.
(21523) 15 - وفي (المجالس) عن علي بن أحمد بن عبد الله، عن
أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن سليمان بن عقيل (1)، عن
محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد
(عليه السلام) قال: من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو وصل لنا
قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والي لنا عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر
بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.
(21524) 16 - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون،
عن عبد الله بن موسى (1) عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد،
عن آبائه (عليهم السلام) - في حديث - قال: قال أمير المؤمنين (عليه
السلام): مجالسة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار.
(21525) 17 - وفي (العلل) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي
بن الحسين السعد آبادي (1)، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
عبد العظيم الحسني، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن

(15) أمالي الصدوق: 55 / 7.
(1) في المصدر: سليمان بن مقبل المديني...
(16) أمالي الصدوق: 362 / 9، وأورد قطعة منه في الحديث 2 من الباب 22، و أخرى في الحديث 8
من الباب 107 من أبواب العشرة، وأخرى في الحديث 11 من الباب 1 من أبواب فعل المعروف.
(1) في المصدر: أبو تراب عبيد الله بن الروياني.
(17) علل الشرائع: 605 / 80، وأورد ذيله في الحديث 8 من الباب 2 من أبواب جهاد النفس.
(1) في المصدر: علي بن الحسن السعد آبادي.
264

أبيه (عليهم السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): ليس
لك أن تقعد مع من شئت، لان الله تبارك وتعالى يقول: (وإذا رأيت الذين
يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك
الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (2)... الحديث.
(21526) 18 - وفي كتاب (صفات الشيعة) عن أحمد بن محمد بن
يحيى، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي نجران، عن
عاصم بن حميد عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي
(عليهم السلام) قال: مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومجالسة
الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار ومجالسة الفجار للأبرار تلحق الفجار
بالأبرار فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه
فان كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن لم يكونوا على دين الله فلا
حظ لهم في دين الله إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا، ومن آخى كافرا
أو خالط فاجرا كان فاجرا كافرا.
(21527) 19 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن
عيسى، عن ابن فضال قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من
واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائبا أو أكرم لنا مخالفا
فليس منا ولسنا منه.
(21528) 20 - وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن غير واحد، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من جالس أهل الريب فهو مريب.

(2) الانعام 6: 68.
(18) صفات الشيعة: 6 / 9.
(19) صفات الشيعة: 7 / 10.
(20) صفات الشيعة: 9 / 16.
265

(21529) 21 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب رواية
أبي القاسم بن قولويه، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام، أو يعاب (1) فيه مسلم إن الله تبارك
وتعالى يقول: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) (2) الآية.
(21530) 22 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن علي بن خالد المراغي (1)، عن ثوابة بن يزيد، عن أحمد بن
علي، عن سيابة بن سوار (2)، عن المبارك بن سعيد، عن خليد الفرا، عن
أبي الخير (3) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة
مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء، والاستمتاع منهن، والاخذ برأيهن،
ومجالسة الموتى، فقيل: يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال: (4) كل
ضال عن الايمان وجابر عن الأحكام.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك هنا (5) وفي العشرة (6).

(21) مستطرفات السرائر: 127 / 22.
(1) في المصدر: ويغتاب.
(2) الانعام 6: 68.
(22) أمالي الطوسي 1: 81.
(1) في المصدر: أبو علي الحسن بن خالد المراغي.
(2) في المصدر: شبابة بن سوار.
(3) في المصدر: أبي المحبر.
(4) في المصدر زيادة: مجالسة.
(5) تقدم في الباب 7، وفي الباب 37 من هذه الأبواب.
(6) تقدم في الأبواب 11 و 17 و 27 من أبواب أحكام العشرة.
ويأتي ما يدل عليه في البابين 39 و 40 من هذه الأبواب.
266

39 - باب وجوب البراءة من أهل البدع وسبهم وتحذير
الناس منهم وترك تعظيمهم مع عدم الخوف.
(21531) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن محمد بن الحسين (1)،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل
الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والقول
فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم
الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع
لكم به الدرجات في الآخرة.
(21532) 2 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن يعقوب
بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمى رفعه قال: من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما
سعى في هدم الاسلام.
ورواه الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
محمد بن جمهور مثله (1).
(21533) 3 - وعن أبيه عن، هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو،

الباب 39
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 2: 278 / 4.
(1) في المصدر: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين.
(2) المحاسن: 208 / 72.
(1) الكافي 1: 44 / 3.
(3) المحاسن: 208 / 73، وأورده عن الفقيه وعقاب الأعمال في الحديث 7 من الباب 40 من هذه
الأبواب.
267

عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام) قال: من مشى إلى
صاحب بدعة فوقره فقد مشى في هدم الاسلام.
(21534) 4 - العياشي في (تفسيره) عن محمد بن هاشم، عمن حدثه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية (قل قد جاءكم رسل
من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) (1) وقد علم
أنهم قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، قال: وإنما قيل لهم: ابرأوا من قتلهم
فأبوا.
(21535) 5 - وعن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
في قول الله: (قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم
إن كنتم صادقين) (1) وقد علم أن هؤلاء لم يقتلوا، ولكن كان هواهم مع
الذين قتلوا فسماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل.
(21536) 6 - وعن معمر بن عمر (1) قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): لعن الله القدرية لعن الله الحرورية، لعن الله المرجئة، لعن الله
المرجئة، قلت: كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟ فقال: ان
هؤلاء زعموا أن الذين قتلونا كانوا مؤمنين فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم
القيامة، أما تسمع لقول الله: (الذين قالوا إن الله عهد إلينا - إلى قوله -: فلم
قتلتموهم ان كنتم صادقين) (2) قال: وكان بين الذين خوطبوا بهذا القول

(4) تفسير العياشي 1: 209 / 164، وأورده في الحديث 13 من الباب 5 من هذه الأبواب.
(1) آل عمران 3: 183.
(5) تفسير العياشي 1: 208 / 162.
(1) آل عمران 3: 183.
(6) تفسير العياشي 1: 208 / 163.
(1) في المصدر: عمر بن معمر.
(2) آل عمران 3: 183.
268

وبين القائلين خمسمائة عام، فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك.
(21537) 7 - وعن محمد بن الهيثم التميمي، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) في قوله تعالى: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون) (1) قال: أما أنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم، ولا يجلسون
مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
40 - باب وجوب اظهار العلم عند ظهور البدع وتحريم
كتمه الا لتقية وخوف، وتحريم الابتداع.
(21538) 1 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): إذ ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم
علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
ورواه الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
محمد بن جمهور مثله (1).

(7) تفسير العياشي 1: 335 / 161.
(1) المائدة 5: 79.
(2) تقدم في الحديث 39 من الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الأبواب 7 و 11 و 15 و 37
و 38 من هذه الأبواب.
(3) يأتي ما يدل عليه بعمومه في الباب الآتي من هذه الأبواب.
الباب 40
فيه 11 حديثا
(1) المحاسن: 231 / 176.
(1) الكافي 1: 44 / 2.
269

(21539) 2 - وعن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمد بن سنان، عن
طلحة بن زيد عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي
(عليه السلام): إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، تلعنه
كل دابة من (1) دواب الأرض الصغار.
(21540) 3 - وعمن ذكره (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر الله لهما
جميعا.
(21541) 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (عليه
السلام): ما أدنى النصب؟ قال أن يبتدع الرجل رأيا (1) فيحب عليه
ويبغض عليه.
(21542) 5 - وبإسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض.
(21543) 6 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل بدعة
ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار

(2) المحاسن: 231 / 177.
(1) في المصدر: حتى.
(3) المحاسن: 231 / 178.
(1) في المصدر زيادة: عن أبي بكر الحضرمي...
(4) الفقيه 3: 374 / 1770، وعقاب الأعمال: 307 / 4.
(1) في العقاب: شيئا (هامش المخطوط) وكذلك الفقيه.
(5) الفقيه 3: 374 / 1769، وعقاب الأعمال: 307 / 3، وأورد مثله عن تفسير العياشي في الحديث
46 من الباب 6 من أبواب صفات القاضي.
(6) الفقيه 3: 374 / 1768.
270

(21544) 7 - قال: وقال علي (عليه السلام): من مشى إلى صاحب
بدعة فوقره فقد سعى في هدم الاسلام
وفي (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
أبي عبد الله عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1).
وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن
الحسين، عن الحسن بن محبوب وذكر الذي قبله.
(21545) 8 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن
يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز رفعه قال: كل بدعة ضلالة، وكل
ضلالة سبيلها إلى النار.
(21546) 9 - وفي (عيون الأخبار) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار (1)، عن محمد بن يحيى (عن أحمد بن محمد، عن
الحسين بن سعيد) (2)، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن
يونس بن عبد الرحمن - في حديث - قال: روينا عن الصادقين (عليهم
السلام) انهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه، فإن لم
يفعل سلب نور الايمان.

(7) الفقيه 3: 375 / 1771، وأورده عن المحاسن في الحديث 3 من الباب 39 من هذه الأبواب.
(1) عقاب الأعمال: 307 / 6.
(8) عقاب الأعمال: 307 / 2.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 112 / 2.
(1) ليس في المصدر، وذكر في هامشه عن بعض النسخ.
(2) في المصدر: أحمد بن الحسين بن سعيد.
271

(21547) 10 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعن
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر، وأبي عبد الله
(عليهما السلام) قالا: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
(21548) 11 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن
علي بن الحكم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الرحيم القصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
41 - باب تحريم التظاهر بالمنكرات، وذكر جملة من
المحرمات والمكروهات
(21549) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبان، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول

(10) الكافي 1: 45 / 8، وأورد نحوه في الحديث 5 من الباب 20 من أبواب الجماعة.
(11) الكافي 1: 46 / 12، وأورد نحوه في الحديث 6 من الباب 20 من أبواب الجماعة.
(1) تقدم ما يدل عليه عموما في الباب 1، وفي الحديث 1 من الباب 39 من هذه الأبواب، وما يدل
على بعض المقصود في الحديث 1 من الباب 10 من أبواب نافلة شهر رمضان، وفي الباب 79
من أبواب جهاد النفس، وفي الباب 16 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الحديث 4 من الباب 13 من أبواب مقدمات التجارة، وفي الأحاديث 5 و 7 و 49
من الباب 6 وفي الحديث 52 من الباب 12 من أبواب صفات القاضي، وفي الباب 6 من
أبواب حد المحارب، وفي الحديثين 2 و 6 من الباب 41 من هذه الأبواب.
الباب 41
فيه 8 أحاديث
(1) الكافي 2: 277 / 1.
272

الله (صلى الله عليه وآله): خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع
التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا
أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا
القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد
رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم، وأخذ (1) بعض ما في أيديهم، ولم
يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن أبي نصر البزنطي،
عن أبان الأحمر، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (2).
(21550) 2 - وعنهم، عن أحمد، وعن علي، عن أبيه، عن ابن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا
ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإذا طفف الميزان والمكيال أخذهم
الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار
والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا
نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في
أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا
الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب
لهم
ورواه الصدوق في (الأمالي) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن

(1) في المصدر: واخذوا.
(2) عقاب الأعمال: 301 / 2.
(2) الكافي 2: 277 / 2، وأورد صدره في الحديث 4 من الباب 37 من هذه الأبواب.
273

محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب (1)
ورواه في (عقاب الأعمال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد (2)
ورواه البرقي في (المحاسن) عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (3).
(21551) 3 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
أحمد بن محمد، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير النعم البغي، والذنوب التي
تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك الستور شرب
الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم، والتي
ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين
ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن المعلى بن محمد، عن العباس بن العلاء (1).
ورواه في (العلل) عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن
محمد، عن معلى بن محمد، عن العباس مثله (2).
(21552) 4 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن
عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أبي يقول: تعوذ
بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، وتقرب الآجال، وتخلي الديار، وهي

(1) أمالي الصدوق: 253 / 1.
(2) عقاب الأعمال: 300 / 1.
(3) المحاسن: 116 / 122.
(3) الكافي 2: 324 / 1.
(1) معاني الأخبار: 269 / 1.
(2) علل الشرائع: 584 / 27.
(4) الكافي 2: 324 / 2.
274

قطيعة الرحم، والعقوق وترك البر.
(21553) 5 - وعنه، عن أيوب بن نوح أو بعض أصحابه، عن أيوب
عن صفوان بن يحيى، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): إذ فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة، وإذا
فشا الجور في الحكم احتبس القطر، وإذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من
أهل الاسلام، وإذا منعوا (1) الزكاة ظهرت الحاجة.
ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير، عن الصادق (عليه
السلام) نحوه (2).
ورواه في (الخصال) عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، عن
جده عن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن
كثير نحوه (3).
(21554) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض
أصحابه، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن
محمد بن أبي حمزة، عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في
حديث - قال: ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى
والخوف فهو غدا في زمرتنا؟ فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت
الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه،
ووجه على الأهواء، ورأيت الدين قد انكفا كما ينكفئ الماء، ورأيت أهل
الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر

(5) الكافي 2: 325 / 3، وأورده في الحديث 1 من الباب 7 من أبواب صلاة الاستسقاء.
(1) في المصدر: منعت.
(2) الفقيه 1: 332 / 1491.
(3) الخصال: 242 / 95.
(6) الكافي 8: 36 / 7.
275

أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء
، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه
وفريته، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت، ورأيت
من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، ورأيت الغلام يعطى ما
تعطى المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت
الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت
الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره
وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في
الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا
يخاف الله عز وجل، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا، ورأيت الفاسق فيما لا
يحب الله قويا محمودا، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون (1) ويحتقر من
يحبهم، ورأيت سبيل الخير منقطعا، وسبيل الشر مسلوكا، ورأيت بيت الله
قد عطل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال
يتسمنون للرجال، والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة
المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال،
ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كما
تمتشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم، وتنوفس في
الرجل، وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكان
الربا ظاهرا لا يغير (2)، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع
زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء
على فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع والزنا قد
ظهر، ورأيت الناس يقتدون (3) بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل، ورأيت

(1) في المصدر: يحتقرون.
(2) في المصدر: يعير.
(3) في المصدر: يعتدون.
276

الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل
لا يستحيى (4) به من الجرأة على الله ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر الا
بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل ورأيت الولاة
يقربون أهل الكفر، ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في
الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى
بهن، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة، ويتغاير على الرجل الذكر
فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء، ورأيت الرجل
يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة
تقهر زوجها وتعمل مالا يشتهي وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته
وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب، ورأيت الايمان بالله عز وجل
كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له
مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد
ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا، ولا يجترئ أحد على منعها، ورأيت
الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من
يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته، ورأيت
الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه
وخف على الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه،
ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء، ورأيت المساجد قد
زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفترى الكذب، ورأيت الشر قد
ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر
بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله، ورأيت
السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران، ورأيت
الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف

(4) في المصدر: لا يستخفي.
277

بها، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان
ليتقى وتسند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده
المال الكثير لم يزكه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر (5) من قبره ويؤذى وتباع
أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا
يهتم بما الناس فيه، ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم يفرس بعضها
بعضا ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شئ من ثيابه
ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت
السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس،
ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من
غلب، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير، وطالب الحرام يمدح ويعظم،
ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول
بينهم وبين العمل القبيح أحد، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، ورأيت
الرجل يتكلم بشئ من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه
من ينصحه في نفسه ويقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم
إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا
يسلكه أحد، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورأيت كل عام يحدث
فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا
الأغنياء، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به، ويرحم لغير وجه الله،
ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، ورأيت الناس يتسافدون كما
تتسافد البهائم، ولا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس، ورأيت الرجل ينفق
الكثير في غير طاعة الله، ويمنع اليسير (6) في طاعة الله، ورأيت العقوق قد
ظهر، واستخف بالوالدين، وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد، ويفرح بأن

(5) في المصدر: ينبش.
(6) كان في الأصل: الكثير، وما أثبتناه من المصدر.
278

يفترى عليهما، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك، وغلبن على كل أمر
لا يؤتى الا مالهن فيه هوى ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو
على والديه ويفرح بموتهما، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه
الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب
مسكر كئيبا حزينا، يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، وإذا رأيت
السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر
بها ويشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض
ويستشفى بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وترك التدين به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة (7)،
ورياح أهل الحق لا تحرك، ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر، ورأيت
المساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل
الحق، ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو
لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقى وخيف وترك لا يعاقب
ويعذر بسكره. ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدث (8) بصلاحه، ورأيت
القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع،
ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسق (9) والجرأة على الله يأخذون
منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل
القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة
لا يراد بها وجه الله، ويعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همهم بطونهم
وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت
أعلام الحق قد درست فكن على حذر، واطلب إلى الله النجاة، واعلم أن

(7) في المصدر: قائمة.
(8) في المصدر: يحمد..
(9) في المصدر: الفسوق.
279

الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقبا،
واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه، فان نزل بهم العذاب
وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله، وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما
هم فيه من الجرأة على الله عز وجل، واعلم أن الله لا يضيع أجر
المحسنين، وإن رحمة الله قريب من المحسنين.
(21555) 7 - محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب (كنز
الفوائد) عن أبي الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن
الوليد، عن الصفار، عن محمد بن زياد عن المفضل بن عمر، عن
يونس بن يعقوب قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)
يقول - في حديث -: يا يونس ملعون ملعون من اذى جاره، ملعون ملعون
رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على
شرب الخمر، ملعون ملعون عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جور (1)،
ملعون معلون مبغض علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ما أبغضه حتى
أبغض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبغض رسول الله
(صلى الله عليه وآله) لعنه الله في الدنيا والآخرة، ملعون ملعون من
رمى مؤمنا بكفر، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقاتله، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي
زوجها أو تغمه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في
جميع أحواله - إلى أن قال: - ملعون ملعون، قاطع رحم (2)، ملعون ملعون من
صدق بسحر، ملعون ملعون من قال الايمان قول بلا عمل، ملعون ملعون
من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشئ، أما سمعت أن النبي (صلى الله
عليه وآله) قال: صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال، ملعون

(7) كنز الفوائد: 63.
(1) في المصدر: جوره.
(2) في المصدر: رحمه.
280

ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عق والديه، ملعون
ملعون من لم يوقر المسجد.
(21556) 8 - محمد بن علي بن الحسين في (معاني الأخبار) عن
أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن
عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه عبد الله بن الفضيل،
عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين
(عليه السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم (1): البغي على الناس،
والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك
الشكر، قال الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم) (2)
والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالى
في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه: (فأصبح من
النادمين) (3) وترك صلة القرابة حتى يستغنوا، وترك الصلاة حتى يخرج
وقتها، وترك الوصية ورد المظالم، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق
اللسان.
والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي، والتطاول على
الناس، والاستهزاء بهم، والسخرية منهم.
والذنوب التي تدفع القسم: اظهار الافتقار والنوم عن العتمة، وعن
صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عز وجل.

(8) معاني الأخبار: 270 / 2.
(1) قد تقدم الاستعاذة من اقسام الذنوب المذكورة في دعاء كل يوم من شهر رمضان (منه. ره).
(2) الرعد 13: 11.
(3) المائدة 5: 31.
281

والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطى
ما يضحك الناس من اللغو والمزاح وذكر عيوب الناس ومجالسة أهل
الريب.
والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة
المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.
والذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم، واعلان الفجور
وإباحة المحظور وعصيان الأخيار والانصياع للأشرار.
والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم واليمين الفاجرة، والأقوال
الكاذبة، والزنا وسد طريق (4) المسلمين وادعاء الإمامة بغير حق.
والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة
الله، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله عز وجل.
والذنوب التي تظلم الهواء: السحر والكهانة، والايمان بالنجوم،
والتكذيب بالقدر وعقوق الوالدين.
والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء، والاسراف في
النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد، وذوي الأرحام، وسوء
الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين.
والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع
الاخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى
تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة، واستعمال
البذاء والفحش في القول.
والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة

(4) في نسخة: طرق (هامش المخطوط).
282

الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب
على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل ورده بالليل.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (5).

(5) تقدم في الباب 84 من أبواب جهاد النفس.
283

أبواب فعل المعروف
1 - باب استحبابه وكراهة تركه
(21557) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد عن حريز عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): إن من بقاء المسلمين وبقاء الاسلام أن تصير الأموال عند من
يعرف فيها الحق، ويصنع المعروف، وإن من فناء الاسلام وفناء
المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق، ولا يصنع
فيها المعروف.
(21558) 2 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): كل معروف صدقة.
(21559) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى

أبواب فعل المعروف
الباب 1
فيه 24 حديثا
(1) الكافي 4: 25 / 1.
(2) الكافي 4: 26 / 2، وأورده في الحديث 2 من الباب 41 من أبواب الصدقة.
(3) الكافي 4: 25 / 2.
285

عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال
لي أبو جعفر (عليه السلام): إن الله جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب
إليهم فعاله، ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم ويسر لهم قضاءه كما
يسر الغيث الأرض المجدبة (1) وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه (2)
بغض إليهم فعاله، وحظر على طلاب المعروف الطلب إليهم، وحظر عليهم
قضاه كما يحظر (3) الغيث على الأرض المجدبة ليهلكها، ويهلك أهلها، وما
يعفو (4) الله أكثر.
(21560) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
الحسن بن يقطين عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، عن أبي حمزة
قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن من أحب عباد الله إلى الله
لمن حبب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان مثله (1).
(21561) 5 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل معروف صدقة

(1) في المصدر زيادة: ليحييها ويحيى به أهلها.
(2) في المصدر زيادة: بغض إليهم المعروف و...
(3) في نسخة: يحرم (هامش المخطوط).
(4) في نسخة: يغفر (هامش المخطوط).
(4) الكافي 4: 25 / 3.
(1) الكافي 4: 26 / ذيل حديث 3.
(5) الكافي 4: 27 / 4، والفقيه 2: 30 / 109، وأورد قطعة منه عن الفقيه في الحديث 19 من الباب
1، وفي الحديث 3 من الباب 16 من أبواب الأمر بالمعروف.
286

والدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان (1).
ورواه الصدوق في (الخصال) عن حمزة بن محمد العلوي، عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن
ميمون مثله (2).
(21562) 6 - وبهذا الاسناد، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم
السلام) قال: صنائع المعروف تقى (1) مصارع السوء.
(21563) 7 - وعنهم، عن سهل وأحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن
محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): المعروف
شئ سوى الزكاة فتقربوا إلى الله عز وجل بالبر وصلة الرحم.
(21564) 8 - وعن علي بن إبراهيم، عن النوفلي، عن أبيه، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن البركة أسرع إلى البيت يمتار فيه المعروف من الشفرة في
سنام الجزور (1) أو من السيل إلى منتهاه.
(21565) 9 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المعزا، عن
عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن صنائع
المعروف تدفع مصارع السوء.

(1) اللهيف: المضطر، واللهفان: المتحسر (الصحاح - لهف - 4: 1429).
(2) الخصال 1: 134 / 145.
(6) الكافي 4: 28 / 1، والفقيه 2: 30 / 114.
(1) في نسخة: تدفع (هامش المخطوط).
(7) الكافي 4: 27 / 5، والفقيه 2: 30 / 112.
(8) الكافي 4: 29 / 2، والفقيه 2: 30 / 116.
(1) في نسخة: البعير (هامش المخطوط) وكذلك المصدرين.
(9) الكافي 4: 29 / 3.
287

ورواه الصدوق مرسلا (1)، وكذا الأحاديث الأربعة التي قبله.
(21566) 10 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن علي بن
أحمد بن عبد الله عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن
سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبد الله بن الوليد الوصافي قال: قال
أبو جعفر الباقر (عليه السلام): صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وكل
معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة،
وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول أهل الجنة دخولا
إلى الجنة أهل المعروف، وإن أول أهل النار دخولا إلى النار أهل المنكر.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) مثله (1).
(21567) 11 - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون،
عن عبيد الله بن موسى عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد، عن
آبائه (عليهم السلام) - في حديث - قال: قال أمير المؤمنين (عليه
السلام): من أيقن بالخلف جاد بالعطية.
(21568) 12 - وفي (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر بإسناده رفعه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه كان يقول:

(1) الفقيه 2: 30 / 114.
(10) أمالي الصدوق: 210 / 5، وأورد نحوه في الحديث 1 من الباب 6 من هذه الأبواب.
(1) الزهد: 30 / 77.
(11) أمالي الصدوق: 362 / 9، وأورد قطعة منه في الحديث 2 من الباب 22، وفي الحديث 8 من
الباب 107 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 16 من الباب 38 من أبواب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
(12) علل الشرائع: 247 / 1، وأورده في الحديث 4 من الباب 13 من أبواب الصدقة، وصدره في
الحديث 30 من الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات، وذيله في الحديث 13 من الباب 138 من
أبواب أحكام العشرة.
288

أفضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله - إلى أن قال: - وصلة الرحم فإنها
مثراة للمال، ومنساة للأجل، وصدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة وتطفئ
غضب الرب، وصنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء، وتقي مصارع
الهوان... الحديث.
ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن حماد بن عيسى مثله (1).
(21569) 13 - وعن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن ابن
محبوب، عن إبراهيم الجازي، عن أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي عبد الله
(عليه السلام) الأغنياء من الشيعة، فكأنه كره ما سمع منا فيهم، فقال: يا با
محمد إذا كان المؤمن غنيا وصولا رحيما له معروف إلى أصحابه أعطاه الله
أجر ما ينفق في البر (1) مرتين ضعفين لان الله يقول في كتابه: (وما
أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا
فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) (2).
(21570) 14 - وفي (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن الهيثم بن
أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن علي بن يقطين قال: قال
لي أبو الحسن موسى (عليه السلام): كان في بني إسرائيل مؤمن وكان له جار
كافر، فكان الكافر يرفق بالمؤمن، ويوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات
الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين، وكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من
غيرها، وقيل له: هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن فلان من
الرفق، وتوليه من المعروف في الدنيا.

(1) الزهد: 13 / 27.
(13) علل الشرائع: 604 / 73.
(1) في المصدر زيادة: اجره.
(2) سبأ 34: 37.
(14) ثواب الأعمال: 202 / 1.
289

(21571) 15 - وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن
محمد، عن الحسن بن محبوب عن جميل بن دراج، عن حديد أو مرازم
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن
معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ورواه الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم أو مرازم
نحوه (1).
(21572) 16 - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به
في الدنيا وقد أمر به إلى النار، والملك ينطلق به فيقول له: يا فلان أغثني
فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأسعفك بالحاجة تطلبها مني،
فهل عندك اليوم مكافاة؟ قال: فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل
سبيله، قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك (الموكل به) (1) أن
يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله.
(21573) 17 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه يرفع الحديث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل: يا رسول
الله وكيف ذلك؟ قال: يغفر لهم بالتطول منه عليهم ويدفعون حسناتهم إلى

(15) ثواب الأعمال: 203 / 1.
(1) الكافي 4: 27 / 8.
(16) ثواب الأعمال: 206 / 1.
(1) ليس في المصدر.
(17) ثواب الأعمال: 217 / 1.
290

الناس فيدخلون بها الجنة فيكونون أهل المعروف في الدنيا والآخرة.
(21574) 18 - وعن محمد بن الحسن (1)، عن الصفار، عن يعقوب بن
يزيد، عن مروك بن عبيد (2)، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
- في حديث - ان الله يقول للفقراء يوم القيامة: انظروا وتصفحوا وجوه
الناس، فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده وأدخلوه الجنة.
(21575) 19 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر
منه.
(21576) 20 - قال: وقال (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إن
الله يأمر بالعدل والاحسان) (1) العدل: الانصاف، والاحسان: التفضل.
(21577) 21 - قال: وقال (عليه السلام): من يعط باليد القصيرة يعط
باليد الطويلة.
قال الرضي: واليدان هنا عبارة عن النعمتين، وقد فرق بين نعمة العبد
ونعمة الرب، فجعل هذه قصيرة وهذه طويلة.
أقول: والأقرب أن اليد هنا بمعنى القدرة أو من باب المشاكلة.

(18) ثواب الأعمال: 218 / 1.
(1) في المصدر زيادة: عن أبيه...
(2) (مروك بن عبيد) ليس في المصدر.
(19) نهج البلاغة 3: 159 / 32.
(20) نهج البلاغة 3: 204 / 231.
(1) النحل 16: 90.
(21) نهج البلاغة 3: 204 / 232.
291

(21578) 22 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن
سعيد، عن يعقوب بن زياد، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، عن جده
إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن
محمد (عليه السلام) يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير
فاعله
(21579) 23 - وعن أبيه، عن محمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن
قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن أبي سعيد القماط عن المفضل بن عمر قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: لا يكمل إيمان
العبد حتى يكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك
الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله.
(21580) 24 - وعن أبيه، عن ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن
محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد، عن
أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أهل المعروف في الدنيا هم
أهل المعروف في الآخرة، لأنهم في الآخرة ترجع لهم الحسنات فيجودون
بها على أهل المعاصي.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)،

(22) أمالي الطوسي 1: 226.
(23) أمالي الطوسي 1: 235، وأورده في الحديث 21 من الباب 1 من أبواب الصدقة.
(24) أمالي الطوسي 1: 311.
(1) تقدم في الحديث 5 من الباب 7، وفي الأبواب 38 و 39 و 41 وفي الحديث 5 من الباب 42 من
أبواب الصدقة، وفي الحديث 7 من الباب 1 وفي الأحاديث 2 و 3 و 11 و 13 من الباب 7 من
أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 6 من الباب 7 من أبواب المستحقين للزكاة، وفي
الحديث 1 من الباب 107 من أبواب أحكام العشرة، وفي الأحاديث 3 و 4 و 7 و 13 و 23 من
الباب 4، وفي الحديث 14 من الباب 14 من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث 8 من الباب
41 من أبواب الأمر بالمعروف.
292

ويأتي ما يدل عليه (2).
2 - باب استحباب المبادرة بالمعروف مع القدرة قبل التعذر.
(21581) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن عيسى وأحمد ابن أبي عبد الله جميعا، عن محمد بن خالد، عن
سعدان بن مسلم عن أبي اليقظان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
رأيت المعروف كاسمه، وليس شئ أفضل من المعروف إلا ثوابه وذلك
يراد منه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه، وليس
كل من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا
اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.
ورواه الصدوق مرسلا (1)
وعنهم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن أبي جميلة،
عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3) ويأتي ما يدل عليه (4).

(2) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.
الباب 2
فيه حديث واحد
(1) الكافي 4: 26 / 3.
(1) الفقيه 2: 30 / 113.
(2) الكافي 4: 26 / ذيل حديث 3.
(3) تقدم في الباب 27 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الباب السابق من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الباب 9 من هذه الأبواب.
293

3 - باب استحباب فعل المعروف مع كل أحد وان لم
يعلم كونه من أهله.
(21582) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس من أهله، فإن لم يكن هو
أهله فكن أنت من أهله.
(21583) 2 - وعنه، عن أبيه، عن أبي عمير، عن معاوية بن عمار
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اصنعوا المعروف إلى كل أحد فإن كان
أهله، وإلا فأنت أهله.
ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21584) 3 - وعن محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن
عمه الحسين بن عيسى بن عبد الله، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي
الحسن موسى (عليه السلام) قال: أخذ أبي بيدي ثم قال: يا بني إن
أبي محمد بن علي (عليه السلام) اخذ بيدي كما أخذت بيدك، وقال: ان
أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) اخذ بيدي وقال: يا بنى افعل
الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وان لم

الباب 3
فيه 9 أحاديث
(1) الكافي 4: 27 / 6.
(2) الكافي 4: 27 / 9.
(1) الفقيه 2: 30 / 110.
(3) الكافي 8: 152 / 141، وأورد ذيله في الحديث 3 من الباب 125 من أبواب أحكام العشرة.
294

يكن من أهله كنت أنت من أهله وان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى
يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره.
(21585) 4 - محمد بن علي بن الحسين في (عيون الأخبار) بأسانيد
تقدمت في اسباغ الوضوء (1) عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): اصنعوا المعروف (2) إلى من هو أهله،
والى من ليس من أهله، فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله.
(21586) 5 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
رأس العقل بعد الايمان (1) التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر
وفاجر.
ورواه الطبرسي في (صحيفة الرضا) (عليه السلام) (2) وكذا الذي
قبله.
(21587) 6 - وعن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق
البغدادي، عن علي بن محمد بن عنبسة (1) عن دارم بن قبيصة عن
الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه
وآله) قال: اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله فإن كان أهله
فهو أهله، وإن لم يكن أهله فأنت أهله.

(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 35 / 76، وصحيفة الرضا (عليه السلام): 104 / 53.
(1) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
(2) في نسخة: الخير (هامش المخطوط).
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 35 / 77.
(1) في المصدر زيادة: بالله.
(2) صحيفة الرضا (عليه السلام): 105 / 54.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 68 / 317.
(1) في نسخة: عيينة (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
295

(21588) 7 - وبهذا الاسناد عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنما سمي الأبرار أبرارا لأنهم
بروا الآباء والأبناء والاخوان.
(21589) 8 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن ابن أبي عمير،
عن منصور، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
للجنة بابا يقال له: باب المعروف فلا يدخله إلا أهل المعروف.
(21590) 9 - وعنه، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
اصنع المعروف إلى من هو أهله ومن ليس هو أهله، فإن لم يكن (1) أهله
فأنت أهله.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبين
وجهه (3).
4 - باب تأكد استحباب فعل المعروف مع أهله
(21591) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن
حديد بن حكيم أو مرازم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن

(7) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 70 / 324.
(8) الزهد: 32 / 82.
(9) الزهد: 32 / 82.
(1) في المصدر زيادة: هو.
(2) تقدم ما يدل عليه بعمومه في البابين 1 و 2 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الأبواب التالية من هذه الأبواب.
الباب 4
فيه 8 أحاديث
(1) الكافي 4: 27 / 8.
296

أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى الله
عليه وآله).
ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21592) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
أعرابيا من بني تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: أوصني،
فكان فيما أوصا به أن قال: يا فلان لا تزهدن في المعروف عند أهله.
(21593) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج،
عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة ان تعلمهن (1)
المؤمن كانت زيادة في عمره، وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هن؟ فقال:
تطويله لركوعه (2) وسجوده في صلاته وتطويله لجلوسه على طعامه إذا (3)
طعم على مائدته، واصطناعه المعروف إلى أهله.
(21594) 4 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
موسى بن القاسم، عن أبي جميلة، عن ضريس قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): إنما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجهوها حيث وجهها
الله، ولم يعطكموها لتكنزوها.

(1) الفقيه 2: 30 / 111.
(2) الكافي 4: 27 / 10.
(3) الكافي 4: 49 / 15، وأورده في الحديث 5 من الباب 6 من أبواب الركوع.
(1) في المصدر: يعلمهن.
(2) في نسخة: في ركوعه (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(3) في نسخة: كان (هامش المخطوط).
(4) الكافي 4: 32 / 5.
297

ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21595) 5 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه
السلام) يقول: لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله عز وجل به فأنفقوه فيما
نهاهم الله عنه ما قبله منهم، ولو أنهم أخذوا ما نهاهم عنه فأنفقوه فيما
أمرهم الله به ما قبله منهم حتى يأخذوه من حق وينفقوه في حق.
ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21596) 6 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن
يحيى (1)، عن موسى بن بكر عن زرارة، عن الصادق جعفر بن محمد
(عليه السلام) قال: الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو
دين... الحديث.
ورواه ابن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب موسى بن بكر (2).
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن إبراهيم بن أبي البلاد،
عن إبراهيم بن عباد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (3).
(21597) 7 - وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) الفقيه 2: 31 / 120.
(5) الكافي 4: 32 / 4، وأورده في الحديث 3 من الباب 46 من أبواب الصدقة، وفي الحديث 1 من
الباب 2 من أبواب مكان المصلي.
(1) الفقيه 2: 31 / 121.
(6) الفقيه 4: 298 / 900.
(1) في المصدر زيادة: ومحمد بن أبي عمير.
(2) مستطرفات السرائر: 19 / 9.
(3) الزهد: 32 / 80.
(7) الفقيه 4: 299 / 903.
298

إسماعيل، عن عبد الله بن الوليد (1)، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: أربع تذهب ضياعا: مودة
تمنح من لا وفاء له، ومعروف يوضع عند من لا يشكره، وعلم يعلم من لا
يستمع له، وسر (يوضع عند من لا حضانة له) (2).
(21598) 8 - وفي (الخصال) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن سيف بن عميرة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا
تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
5 - باب عدم جواز وضع المعروف في غير موضعه ومع
غير أهله.
(21599) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)
لمفضل بن عمر: يا مفضل إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد؟ فانظر

(1) في المصدر: عبيد الله بن الوليد.
(2) في المصدر: يودع من لا حصانة لا.
(8) الخصال: 48 / 55.
(1) تقدم في الحديث 8 من الباب 14 من أبواب الصدقة، وفي الأبواب 1 و 2 و 3 من هذه
الأبواب.
(2) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.
الباب 5
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 4: 30 / 1.
299

سيبه (1) ومعروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه
إلى خير، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير.
ورواه الشيخ في (المجالس والاخبار) عن الحسين بن عبيد الله،
عن هارون بن موسى عن محمد بن همام (2)، عن عبد الله بن جعفر، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة (3).
ورواه الصدوق بإسناده عن المفضل بن عمر مثله (4)
(21600) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): إذا أردت ان تعرف (1) إلى خير يصير الرجل أم إلى شر؟ فانظر
أين يصنع (2) معروفه، فإن كان يصنع (3) معروفه عند أهله فاعلم أنه يصير إلى
خير، وإن كان يصنع معروفه مع غير أهله فاعلم أنه ليس له في الآخرة من
خلاق.
(21601) 3 - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي،

(1) السيب: العطاء. (الصحاح - سيب - 1: 150).
(2) في أمالي الطوسي: محمد بن محمد بن همام.
(3) أمالي الطوسي 2: 257.
(4) الفقيه 2: 31 / 119.
(2) الكافي 4: 31 / 2.
(1) في المصدر: تعلم.
(2) في نسخة: يضع (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(3) في المصدر: يضع.
(3) الكافي 4: 31 / 3، وأورد صدره في الحديثين 2 و 6 من الباب 39 من أبواب جهاد العدو.
300

عن أحمد بن عمرو بن سالم البجلي (1)، عن (الحسن بن إسماعيل بن
شعيب، عن ميثم التمار) (2)، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن
رجل، عن أبي مخنف الأزدي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) - في
حديث - أنه قال: من كان له منكم مال (3) فإياه والفساد، فان إعطاءه في غير
حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس، ويضعه عند الله ولم
يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله الا حرمه الله شكرهم، وكان لغيره
ودهم، فان بقي معه بقية ممن يظهر الشكر له ويريد النصح فإنما ذلك ملق
وكذب فان زلت به النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم فألام خليل وشر
خدين، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله الا لم يكن له من
الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام منعما مفضلا، ومقالة
الجاهل ما أجوده، وهو عند الله بخيل فأي حظ أبور واخسر (4) من هذا
الحظ؟ وأي فائدة معروف أقل من هذا المعروف؟ فمن كان منكم له مال
فليصل به، القرابة وليحسن منه الضيافة، وليفك به العاني والأسير وابن
السبيل فان الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن
علي بن بلال، عن علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي،
عن محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي بن أبي سيف، عن علي بن أبي

(1) في نسخة: أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(2) في المصدر: إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار.
(3) في المصدر: من كان فيكم له مال.
(4) في نسخة: أخس (هامش المخطوط).
301

حباب، عن ربيعة وعمارة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) نحوه (5).
ورواه الرضي في (نهج البلاغة) مرسلا نحوه، واقتصر على حكم
وضع المال في غير حقه (6).
(21602) 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله)
لعلي (عليه السلام) - قال: يا علي أربعة تذهب ضياعا: الاكل
على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير
أهلها.
(21603) 5 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب أبان بن
تغلب، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن الحارث الهمداني، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) - في حديث - أنه قال: أيها الناس إنه ليس من
الشكر لواضع (1) المعروف عند غير أهله إلا محمدة اللئام، وثناء الجهال فان
زلت بصاحبه النعل فشر خدين وألام (2) خليل.
(21604) 6 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
أبي محمد الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الإمام علي بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه واحدا واحدا (عليهم السلام) قال: قال أمير
المؤمنين (عليه السلام): خمس تذهب ضياعا: سراج تفسده في شمس:

(5) أمالي الطوسي 1: 197.
(6) نهج البلاغة 2: 10 / 122.
(4) الفقيه 4: 270 / 824، وأورده في الحديث 1 من الباب 12 من أبواب أحكام المساكن، وفي
الحديث 4 من الباب 2 من أبواب آداب المائدة.
(5) مستطرفات السرائر: 40 / 5، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 39 من أبواب جهاد العدو.
(1) في المصدر: أيها الناس ليس لواضع...
(2) في المصدر: وشر.
(6) أمالي الطوسي 1: 291.
302

الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة: المطر
يضيع والأرض لا ينتفع بها، وطعام يحكمه طاهيه (1) يقدم إلى شبعان فلا
ينتفع به، وامرأة حسناء تزف إلى عنين فلا ينتفع بها، ومعروف يصطنع إلى
من لا يشكره.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2).
6 - باب وجوب تعظيم فاعل المعروف وتحقير فاعل المنكر
(21605) 1 - محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن
عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أهل
المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم
أهل المنكر في الآخرة.
(21606) 2 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أول من يدخل الجنة المعروف وأهله، وأول من يرد على الحوض.
ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21607) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) الطاهي: الطباخ والشواء و الخباز وكل معالج لطعام (القاموس المحيط - طهو - 4: 358).
(2) تقدم في الحديث 1 من الباب 2 من أبواب مكان المصلي، وفي الباب 12 من أبواب أحكام
المساكن، وفي الباب 4 من هذه الأبواب.
الباب 6
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 4: 29 / 3، وأورد نحوه عن أمالي الصدوق والزهد في الحديث 10 من الباب 1 من هذه
الأبواب.
(2) الكافي 4: 28 / 11.
(1) الفقيه 2: 29 / 107.
(3) الكافي 4: 28 / 12.
303

إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: أجيزوا (1) لأهل المعروف عثراتهم واغفروها لهم، فان كف الله عز
وجل عليهم هكذا، وأوما بيده كأنه يظل بها شيئا.
(21608) 4 - وعنهم، عن أحمد، عن زكريا المؤمن، عن داود بن فرقد
أو قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله فداك آباؤنا وأمهاتنا، إن
أهل (1) المعروف في الدنيا عرفوا بمعروفهم، فبم يعرفون في الآخرة؟
فقال: ان الله عز وجل إذا أدخل أهل الجنة الجنة أمر ريحا عبقة (2) فلصقت
بأهل المعروف، فلا يمر أحد منهم بملا من أهل الجنة الا وجدوا ريحه
فقالوا: هذا من أهل المعروف.
(21609) 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف، وأهل
المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
(21610) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن أبي عبد الله البرقي، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، يقال
لهم: ان ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم.

(1) في نسخة: أقيلوا (هامش المخطوط).
(4) الكافي 4: 29 / 1.
(1) في المصدر: أصحاب.
(2) في المصدر زيادة: طيبة.
(5) الكافي 4: 30 / 4.
(6) الكافي 4: 29 / 2.
304

ورواه الصدوق مرسلا نحوه وزاد: وادخلوا الجنة (1).
(21611) 7 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) عن جماعة،
عن أبي المفضل، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج، عن محمد بن يحيى
الخنسى، عن منذر بن جيفر العبدي، عن الوصافي عبد الله بن الوليد،
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) عن أم سلمة قالت: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنائع المعروف تقى مصارع
السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر،
وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة،
وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة
المعروف.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
7 - باب استحباب مكافاة المعروف بمثله أو ضعفه أو
بالدعاء له، وكراهة طلب فاعله للمكافأة.
(21612) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن

(1) الفقيه 2: 30 / 108.
(7) أمالي الطوسي 2: 216.
(2) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب 1 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في البابين الآتيين من هذه الأبواب.
الباب 7
فيه 12 حديثا
(1) الكافي 4: 28 / 1.
305

زياد، عن عبد الله الدهقان (1)، عن درست بن أبي منصور، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
(عليه السلام) يقول: من صنع بمثل ما صنع إليه فإنما كافأه، ومن
أضعفه كان شكورا، ومن شكر كان كريما، ومن علم أن ما صنع إنما صنع
إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم، ولم يستزدهم في مودتهم، ولا
تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك، ووقيت به عرضك، واعلم أن
الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده.
ورواه الصدوق في (معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي
منصور، عن عمر بن أذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه
السلام) يقول وذكره مثله (2).
(21613) 2 - وعن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): ما أقل من شكر المعروف.
(21614) 3 - الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن عثمان بن
عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
آية في كتاب الله مسجلة، قلت: ما هي؟ قال: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) (1)
جرت في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن

(1) في المصدر: عبد الله بن الدهقان، وفي المعاني: عبيد الله بن عبد الله الدهقان.
(2) معاني الأخبار: 141 / 1.
(2) الكافي 4: 33 / 2.
(3) الزهد: 31 / 78.
(1) الرحمن 55: 60.
306

يكافئ به، وليست المكافاة أن يصنع كما صنع به، بل يرى مع فعله لذلك
أن له الفضل المبتدا.
(21615) 4 - ورواه الطبرسي في (مجمع البيان) قال: روى العياشي
بإسناده عن الحسين بن سعيد وذكر مثله الا أنه قال: وليس المكافاة أن
يصنع كما صنع حتى يربى عليه، فان صنعت كما صنع كان له الفضل
بالابتداء.
(21616) 5 - وعن إبراهيم بن أبي البلاد رفعه قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم): من سألكم بالله فاعطوه، ومن اتاكم معروفا فكافئوه،
وإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه.
(21617) 6 - وعن بعض أصحابنا، عن القاسم بن محمد، عن
إسحاق بن إبراهيم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله خلق خلقا
من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك.
(21618) 7 - قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفاك بثنائك
على أخيك إذا أسدى إليك معروفا أن تقول له: جزاك الله خيرا، وإذا ذكر
وليس هو في المجلس أن تقول: جزاه الله خيرا، فإذا أنت قد كافأته.
(21619) 8 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) إنه قال: لا يزهدنك في المعروف من لا يشكره
لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشئ منه، وقد يدرك من شكر الشاكر

(4) مجمع البيان 5: 208.
(5) الزهد: 31 / 79.
(6) الزهد: 33 / 85.
(7) الزهد: 33 / 85.
(8) نهج البلاغة 3: 199 / 204.
307

أكثر مما أضاع الكافر، والله يحب المحسنين.
(21620) 9 - محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن محمد بن
موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن
المؤمن مكفر (1)، وذلك أن معروفه يصعد إلى الله عز وجل فلا ينشر في
الناس، والكافر مشكور وذلك أن معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد
إلى السماء.
(21621) 10 - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي،
عن السكوني عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يد الله عز وجل فوق رؤوس
المكفرين ترفرف بالرحمة.
(21622) 11 - وعن علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم
السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله): مكفرا لا يشكر
معروفه، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم
من رسول الله (صلى الله عليه وآله) معروفا على هذا الخلق، وكذلك
نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر
معروفهم.

(9) علل الشرائع: 560 / 1.
(1) مكفر: مجحود النعمة. (الصحاح - كفر - 2: 807).
(10) علل الشرائع: 560 / 2.
(11) علل الشرائع: 560 / 3.
308

(21623) 12 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
جماعة، عن أبي المفضل عن أبي شيبة، عن إبراهيم بن سليمان
التميمي، عن أبي حفص الأعشى، عن زياد بن المنذر، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال علي (عليهم السلام): حق من أنعم
عليه أن يحسن مكافاة المنعم، فان قصر عن ذلك وسعه فعليه أن
يحسن معرفة المنعم ومحبة المنعم بها، فان قصر عن ذلك فليس للنعمة
بأهل.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
8 - باب تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس.
(21624) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبي جعفر البغدادي، عمن رواه، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: قال: لعن الله قاطعي سبيل المعروف، قيل: وما
قاطعو سبيل المعروف؟ قال الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمتنع
صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره.
(21625) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

(12) أمالي الطوسي 2: 115.
(1) تقدم في الحديث 1 من الباب 3، وفي الحديثين 4 و 22 من الباب 4 من أبواب أحكام جهاد النفس،
وفي الحديث 7 من الباب 4 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الباب الآتي، وفي الحديثين 7 و 8 من الباب 15 من هذه الأبواب.
الباب 18
فيه 16 حديثا
(1) الكافي 4: 33 / 1، والفقيه 2: 31 / 123.
(2) الكافي 4: 33 / 3، وأورده عن أمالي الطوسي في الحديث 6 من الباب 156 من أبواب أحكام
العشرة.
309

السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): من أتي إليه معروف فليكافئ به فان عجز فليثن عليه،
فإن لم يفعل فقد كفر النعمة.
ورواه الصدوق مرسلا (1) وكذا الذي قبله.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن
جعفر بن محمد، عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن إبراهيم بن
عبيد الله، عن الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني مثله (2).
(21626) 3 - عنه عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما
السلام) يقول: إن الله يحب قلب حزين، ويحب كل عبد شكور، يقول
الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلانا؟ فيقول: بل
شكرتك يا رب، فيقول: لم تشكرني إن لم تشكره، ثم قال: أشكركم لله
أشكركم للناس.
(21627) 4 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الطاعم الشاكر له من الاجر كأجر الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر له من
الاجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطى الشاكر له من الاجر كأجر المحروم
القانع.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال)، عن محمد بن موسى بن

(1) الفقيه 2: 31 / 122.
(2) أمالي الطوسي 1: 238.
(3) الكافي 2: 81 / 30.
(4) الكافي 2: 77 / 1، وأورده عن ثواب الأعمال في الحديث 4 من الباب 22 من أبواب الذكر.
310

المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن
معروف، عن موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه
عن، أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه (1).
(21628) 5 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة.
(21629) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن
محمد البغدادي، عن عبد الله بن إسحاق الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: مكتوب في التوراة: اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من
شكرك، فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر
زيادة في النعم، وأمان من الغير.
(21630) 7 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من (العيون
والمحاسن) للمفيد قال: قال الباقر (عليه السلام): ما أنعم الله على عبد
نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد قبل ان يظهر شكره على لسانه.
(21631) 8 - قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من قصرت يده
بالمكافأة فليطل لسانه بالشكر.
(21632) 9 - قال: وقال (عليه السلام): من حق الشكر لله أن تشكر
من أجرى تلك النعمة على يده.

(1) ثواب الأعمال: 216 / 1.
(5) الكافي 2: 77 / 2.
(6) الكافي 2: 77 / 3.
(7) مستطرفات السرائر: 164 / 6.
(8) مستطرفات السرائر: 164 / 7.
(9) مستطرفات السرائر: 164 / 7.
311

(21633) 10 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن عمر بن محمد بن الزيات، عن عبيد الله بن جعفر بن أعين، عن
مسعر بن يحيى النهدي، عن شريك بن عبد الله القاضي، عن أبي إسحاق
الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث من الذنوب تعجل
عقوبتها، ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر
الاحسان.
(21634) 11 - وعن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن
عبد الله بن راشد الطاهري (1)، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن
الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه
وآله): أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.
(21635) 12 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي (صلى الله عليه
وآله): يؤتى العبد (1) يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيأمر به إلى
النار، فيقول: أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن، فيقول الله:
أي عبدي انى قد أنعمت عليك ولم تشكر نعمتي، فيقول: أي رب أنعمت
علي بكذا وشكرتك بكذا، وأنعمت علي بكذا وشكرتك بكذا، فلا يزال
يحصي النعمة ويعدد الشكر فيقول الله تعالى: صدقت عبدي إلا أنك لم
تشكر من أجريت لك (النعمة على يديه) (2)، وإني قد آليت على نفسي أن
لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يشكر من ساقها من خلقي إليه.

(10) أمالي الطوسي 1: 12.
(11) أمالي الطوسي 2: 65.
(1) في المصدر: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن راشد الطاهري...
(12) أمالي الطوسي 2: 65.
(1) في المصدر: بعبد.
(2) في المصدر: نعمتي علي يدي فلان.
312

(21636) 13 - وعن أبيه عن جماعة، عن أبي المفضل، عن حنان بن
بشير (1)، عن عامر بن عمران الضبي، عن محمد بن مفضل الضبي، عن
أبيه عن مالك بن أعين الجهني قال: أوصى علي بن الحسين (عليه
السلام) بعض ولده فقال: يا بني اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من
شكرك، فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر
بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليها الشكر، وتلا: (لئن شكرتم
لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) (2)
(21637) 14 - محمد بن علي بن الحسين قال: من ألفاظ رسول الله
(صلى الله عليه وآله): لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
(21638) 15 - وفي (عيون الأخبار) عن علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق، ومحمد بن أحمد والحسين بن إبراهيم بن أحمد
المكتب جميعا، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد، عن
عبد العظيم الحسني، عن إبراهيم بن أبي محمود (1) قال: سمعت الرضا
(عليه السلام) يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز
وجل.
(21639) 16 - محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار،

(13) أمالي الطوسي 2: 114.
(1) في المصدر: أبو بشر حنان بن بشر الأسدي...
(2) إبراهيم 14: 7.
(14) الفقيه 4: 272 / 828.
(15) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 24 / 2.
(1) في نسخة: محمود بن أبي البلاد (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(16) التهذيب 6: 377 / 1101.
313

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن
مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله من (1)
على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب
فصبروا فصارت عليهم نعمة.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
9 - باب استحباب تصغير المعروف وستره وتعجيله وكراهة
خلاف ذلك
(21640) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن سعدان، عن حاتم، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث (1): تصغيره
وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا سترته
تممته، وإذا عجلته هناته، وإذا كان غير ذلك سخفته (2) ونكدته.
ورواه الصدوق مرسلا (3).
ورواه في (الخصال) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن

(1) في المصدر: أنعم.
(2) تقدم في الحديث 18 من الباب 15 وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي
الحديث 7 من الباب 18 وفي الباب 44 من أبواب جهاد النفس، وفي الباب 7 من هذه
الأبواب.
(3) يأتي في الحديثين 7 و 8 من الباب 15 من هذه الأبواب.
الباب 9
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 4: 30 / 1.
(1) في المصدر: رأيت المعروف لا يصلح الا بثلاث خصال.
(2) في الفقيه والخصال: محقته (هامش المخطوط).
(3) الفقيه 2: 31 / 118.
314

أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن حاتم مثله (4).
(21641) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن خالد (1)، عن خلف بن
حماد، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: سمعته يقول: لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيل
السراح.
ورواه الصدوق مرسلا إلا أنه قال: وثمرة المعروف تعجيله (2).
ورواه في (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد
البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد مثله إلا أنه قال: تعجيل السراج (3)
(21642) 3 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث:
باستصغارها لتعظم، وباستكتامها لتظهر وبتعجيلها لتهنأ.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في مقدمة العبادات (1).

(4) الخصال: 133 / 143.
(2) الكافي 4: 30 / 2.
(1) في المصدر: أحمد بن محمد عن محمد بن خالد.
(2) الفقيه 2: 31 / 117.
(3) الخصال: 8 / 28.
(3) نهج البلاغة 3: 172 / 101.
(1) تقدم في الباب 27 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث 13 من الباب 4، وفي الحديثين 2
و 8 من الباب 43 من أبواب جهاد النفس.
315

10 - باب انه يكره للانسان أن يدخل في أمر مضرته له أكثر
من منفعته لأخيه
(21643) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: لا تدخل لأخيك في أمر مضرته عليك أعظم من
منفعته له.
قال ابن سنان: يكون على الرجل دين كثير ولك مال فتؤدى عنه
فيذهب مالك ولا تكون قضيت عنه.
(21644) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عمن سمع أبا الحسن موسى (عليه
السلام) يقول: لا تبذل لاخوانك من نفسك ما ضره عليك أكثر من منفعته
لهم.
(21645) 3 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
الحسن بن علي الجرجاني، عمن حدثه، عن أحدهما (عليهما السلام)
قال: لا توجب على نفسك الحقوق واصبر على النوائب، ولا تدخل في
شئ مضرته عليك أعظم من منفعته لأخيك.
(21646) 4 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال الرضا (عليه السلام):

الباب 10
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 4: 32 / 1.
(2) الكافي 4: 33 / 2.
(3) الكافي 4: 33 / 3، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 7 من أبواب أحكام الضمان.
(4) الفقيه 3: 103 / 420.
316

لا تبذل لاخوانك من نفسك ما ضره (1) عليك أكثر من نفعه لهم.
(21647) 5 - محمد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن زكريا بن عمرو، عن رجل، عن إسماعيل بن جابر قال: قال لي رجل
صالح: لا تعرض للحقوق، واصبر على النائبة، ولا تعط أخاك من نفسك
ما مضرته لك أكثر من منفعته له.
(21648) 6 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن
الحسن بن محمد بن شمون، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن خالد
قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: جمعنا أبو
جعفر (عليه السلام) فقال: يا بني إياكم والتعرض للحقوق، واصبروا
على النوائب، وان دعاكم بعض قومكم إلى امر ضرره عليكم أكثر من نفعه
له (1) فلا تجيبوه
11 - باب استحباب قرض المؤمن
(21649) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) في المصدر: ما ضرره.
(5) التهذيب 7: 235 / 1027، وأورد صدره في الحديث 8 من الباب 7 من أبواب أحكام الضمان.
(6) أمالي الطوسي 1: 71، وأورد صدره في الحديث 6 من الباب 7 من أبواب أحكام الضمان.
(1) في المصدر: لكم.
ويأتي ما يدل عليه في الباب 7 من أبواب أحكام الضمان، وفي الحديث 4 من الباب 15 من هذه
الأبواب.
الباب 11
فيه 5 أحاديث
(1) الكافي 4: 34 / 3، والفقيه 3: 116 / 492.
317

في قول الله عز وجل: (لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو
معروف) (1) قال: يعني بالمعروف القرض.
(21650) 2 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن ربعي بن عبد الله، عن
فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن أقرض
مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع
ماله إليه.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن سنان عن الفضيل
مثله الا أنه قال: ما من مسلم أقرض مسلما (1).
(21651) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب
على باب الجنة الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر.
ورواه الصدوق مرسلا (1)، وكذا الحديثان قبله.
(21652) 4 - قال الكليني: وفي رواية أخرى بخمسة عشر.
(21653) 5 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى الله

(1) النساء 4: 114.
(2) الكافي 4: 34 / 2، والفقيه 2: 32 / 126، وأورده عن ثواب الأعمال في الحديث 2 من الباب 6
من أبواب الدين والقرض.
(1) ثواب الأعمال: 166 / 2.
(3) الكافي 4: 33 / 1.
(1) الفقيه 2: 31 / 124.
(4) الكافي 4: 33 / 1.
(5) الفقيه 2: 38 / 164، وأورده عن المقنعة في الحديث 6 من الباب 15 من أبواب المستحقين للزكاة،
وعن كتب متعددة في الحديث 2 من الباب 20 من أبواب الصدقة.
318

عليه وآله): الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر، وصلة الاخوان
بعشرين، وصلة الرحم بأربعة وعشرين.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في الزكاة (1) وغيرها (2)، ويأتي ما
يدل عليه (3).
12 - باب وجوب انظار المعسر واستحباب ابرائه.
(21654) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله قالها
ثلاثا فهابه الناس أن يسألوه، فقال: فلينظر معسرا أو ليدع له من حقه.
ورواه الصدوق مرسلا نحوه (1).
(21655) 2 - وعنه، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن

(1) تقدم في الأحاديث 2 و 3 و 11 من الباب 7 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الباب 49 من
أبواب المستحقين للزكاة.
(2) تقدم في الحديث 1 من الباب 4 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 3 من الباب 41 من
أبواب الصدقة.
(3) يأتي في الحديث 6 من الباب 22، وفي الحديثين 5 و 7 من الباب 39.
وما يدل عليه بعمومه في الباب 25 من هذه الأبواب، وفي الباب 6 من أبواب أحكام الدين
والقرض، وفي الباب 38 من أبواب آداب التجارة، وفي الحديث 7 من الباب 62 من أبواب
نكاح العبيد.
الباب 12
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 4: 35 / 1، وأورده عن تفسير العياشي في الحديث 4 من الباب 25 من أبواب أحكام الدين
والقرض.
(1) الفقيه 2: 32 / 130.
(2) الكافي 4: 35 / 2.
319

أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في يوم حار
وحنا كفه: من أحب أن يستظل من فور جهنم قالها ثلاث مرات، فقال
الناس في كل مرة: نحن يا رسول الله، فقال: من أنظر غريما أو ترك
المعسر ثم قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): قال عبد الله بن كعب بن
مالك: إن أبي أخبرني أنه لزم غريما له في المسجد، فأقبل رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فدخل بيته ونحن جالسان، ثم خرج في الهاجرة،
فكشف رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستره فقال: يا كعب مازلتما
جالسين، قال: نعم بأبي وأمي، قال: فأشار رسول الله (صلى الله عليه
وآله) بكفه خذ النصف، قال: فقلت: بأبي وأمي ثم قال: اتبعه
ببقية حقك، قال: فأخذت النصف ووضعت له النصف.
(21656) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن
محبوب (1)، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: خلوا سبيل المعسر كما خلاه الله عز وجل.
(21657) 4 - وعنهم، عن سهل، عن الحسن بن محبوب، عن
يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر ذات يوم فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ألا ومن أنظر
معسرا كان له على الله عز وجل في كل يوم صدقة بمثل ماله حتى يستوفيه
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى مسيرة،

(3) الكافي 4: 35 / 3، والفقيه 2: 32 / 129.
(1) عن ابن محبوب ليس في الكافي.
(4) الكافي 4: 35 / 4.
320

وإن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) (1) إنه معسر فتصدقوا عليه بما لكم
عليه فهو خير لكم.
ورواه الصدوق مرسلا (2) وكذا الذي قبله.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (3).
13 - باب استحباب تحليل الميت والحي من الدين
(21658) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحسن بن خنيس (1) قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام): إن لعبد الرحمن بن سيابة دينا على رجل قد مات وكلمناه
أن يحلله فأبى، فقال: ويحه أما يعلم أن له بكل درهم عشرة إذا حلله، فإذا
لم يحلله فإنما له درهم بدل درهم.
ورواه الصدوق مرسلا (2).
ورواه أيضا بإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد (3).
ورواه في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن

(1) البقرة 2: 280.
(2) الفقيه 2: 32 / 128.
(3) يأتي في الباب 25 من أبواب أحكام الدين والقرض، وفي الباب 13 من هذه الأبواب.
الباب 13
فيه حديثان
(1) الكافي 4: 36 / 1، وأورده في الحديث 1 من الباب 23 من أبواب أحكام الدين والقرض.
(1) في نسخة: الحسن بن حبيش (هامش المخطوط).
(2) الفقيه 2: 32 / 131.
(3) الفقيه 3: 116 / 498.
321

يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير مثله إلا أنه ترك الحسن بن خنيس من
السند (4).
(21659) 2 - وعن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عمن ذكره عن الوليد بن أبي العلاء، عن معتب قال: دخل
محمد بن بشر الوشاء على أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله أن يكلم شهابا أن
يخفف عنه حتى ينقضي الموسم، وكانت له عليه ألف دينار فأرسل إليه
فأتاه فقال له: قد عرفت حال محمد وانقطاعه إلينا، وقد ذكر أن لك عليه
ألف دينار لم تذهب في بطن ولا فرج، وإنما ذهبت دينا على الرجال،
ووضائع وضعها، فأنا أحب أن تجعله في حل، فقال: لعلك ممن
تزعم (1) أنه يقتص من حسناته فتعطاها، فقال: كذلك هو في أيدينا، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): الله أكرم وأعدل من أن يتقرب إليه عبده فيقوم في
الليلة القرة، ويصوم في اليوم الحار ويطوف بهذا البيت ثم يسلبه ذلك
فتعطاه، ولكن لله فضل كثير يكافئ المؤمن، فقال: هو في حل
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).

(4) ثواب الأعمال: 174 / 1.
(2) الكافي 4: 36 / 2.
(1) في المصدر: يزعم.
(2) تقدم في الباب 12 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الباب 23، وما يدل على بعض المقصود في الباب 25 من أبواب أحكام الدين و القرض.
322

14 - باب استحباب استدامة النعمة باحتمال المؤونة
(21660) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان الفراء مولى طربال،
عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عظمت نعمة
الله عليه اشتدت مؤونة الناس إليه، فاستديموا النعمة باحتمال المؤونة، ولا
تعرضوها للزوال، فقل من زالت عنه النعمة فكادت أن تعود إليه.
ورواه الصدوق مرسلا (1).
(21661) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن
أبي أيوب المدائني عن داود بن عبد الله الجعفري، عن إبراهيم بن محمد
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد تظاهرت عليه من الله نعمة
إلا اشتدت مؤونة الناس عليه، فمن لم يقم للناس بحوائجهم فقد عرض
النعمة للزوال، قال: فقلت: جعلت فداك ومن يقدر أن يقوم لهذا الخلق
بحوائجهم؟ فقال: إنما الناس في هذا الموضع - والله - المؤمنون.
(21662) 3 - وعن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام) للحسين الصحاف: يا حسين ما ظاهر الله على عبد النعم
حتى ظاهر عليه مؤونة الناس، فمن صبر لهم وقام بشأنهم زاده الله في نعمه

الباب 14
فيه 12 حديثا
(1) الكافي 4: 37 / 1.
(1) الفقيه 2: 33 / 132.
(2) الكافي 4: 37 / 2.
(3) الكافي 4: 37 / 3.
323

عليه عندهم، ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم أزال الله عز وجل عنه
تلك النعمة.
(21663) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عظمت عليه
النعمة اشتدت مؤونة الناس عليه، فإن هو قام بمؤونتهم اجتلب زيادة النعم
عليه من الله، وإن لم يفعل فقد عرض النعمة لزوالها.
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم مثله (1).
(21664) 5 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن إسحاق بن عمار،
عن الصادق (عليه السلام) قال: تنزل المعونة من السماء على قدر
المؤونة.
(21665) 6 - وفي (معاني الأخبار) عن محمد بن علي ماجيلويه، عن
عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن سعدان بن
مسلم، عن الحسين بن عثمان بن نعيم (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا حسين أكرم النعمة، قلت: وما إكرام النعمة؟ قال: اصطناع
المعروف فيما يبقى عليك.
(21666) 7 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير

(4) الكافي 4: 38 / 4.
(1) قرب الإسناد: 37.
(5) الفقيه 4: 299 / 907.
(6) معاني الأخبار: 150 / 1.
(1) في المصدر: حسين بن نعيم.
(7) نهج البلاغة 3: 207 / 244.
324

المؤمنين (عليه السلام) قال: إن لله تعالى في كل نعمة حقا، فمن أداه
زاده الله منها، ومن قصر خاطر بزوال نعمته (1)
(21667) 8 - قال: وقال (عليه السلام): احذروا نفار النعم فما كل
شارد بمردود.
(21668) 9 - قال: وقال (عليه السلام) لجابر: يا جابر من كثرت نعم
الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، (فان قام بما يجب لله منها عرض نعمته
لدوامها، وإن ضيع ما يجب لله فيها عرض نعمته لزوالها) (1).
(21669) 10 - قال: وقال (عليه السلام): إن لله عبادا يختصهم بالنعم
لمنافع العباد فيقرها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم ثم
حولها إلى غيرهم.
(21670) 11 - محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب
موسى بن بكر، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: تنزل المعونة على
قدر المؤونة، وينزل الصبر على قدر المصيبة
(21671) 12 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، عن أحمد بن جعفر بن سلمة (1)، عن

(1) في المصدر زيادة: عنه.
(8) نهج البلاغة 3: 207 / 246.
(9) نهج البلاغة 3: 242 / 372.
(1) والنص في المصدر هكذا: فمن قام لله فيها بما يجب [فيها] عرضها للدوام والبقاء ومن لم يقم
فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء.
(10) نهج البلاغة 3: 255 / 425.
(11) مستطرفات السرائر: 19 / 11.
(12) أمالي الطوسي 1: 312.
(1) في المصدر: أحمد بن جعفر بن سلم.
325

الحسن بن عنبر الوشاء، عن محمد بن الوزير الواسطي (2)، عن محمد بن
معدان (3)، عن نور بن يزيد (4)، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عظمت نعمة الله على
عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض
تلك النعمة للزوال.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (5).
15 - باب وجوب حسن جوار النعم بالشكر وأداء الحقوق.
(21672) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أحسنوا جوار نعم الله، واحذروا أن تنتقل
عنكم إلى غيركم، أما انها لم تنتقل عن أحد قط فكادت ترجع إليه قال:
وكان علي (عليه السلام) يقول: قلما أدبر شئ فأقبل.
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن
محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار عن أحمد بن محمد بن
عيسى (1).

(2) في المصدر: محمد بن الواسطي، وفي نسخة مصححة منه: محمد بن الوزير الواسطي.
(3) في المصدر: محمد بن معدن العبدي، وفي النسخة المصححة منه: محمد بن معدان.
(4) في نسخة مصححة من الأمالي: ثور بن يزيد.
(5) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.
الباب 15
فيه 8 أحاديث
(1) الكافي 4: 38 / 3.
(1) أمالي الطوسي 1: 251.
326

ورواه الصدوق مرسلا (2).
(21673) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
محمد بن عرفة قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): يا ابن عرفة ان
النعم كالإبل المعتلقة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها، فإذا أساؤوا
معاملتها وإبالتها (1) نفرت عنهم.
ورواه الصدوق في (عيون الأخبار) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم
مثله (2).
(21674) 3 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه
السلام) يقول: أحسنوا جوار النعم، قلت، وما حسن جوار النعم؟ قال:
الشكر لمن أنعم بها وأداء حقوقها.
ورواه الشيخ إسناده عن محمد بن يعقوب مثله (1).
(21675) 4 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن إسماعيل بن جابر،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تتعرضوا للحقوق، فإذا لزمتكم
فاصبروا لها.

(2) الفقيه 2: 33 / 133.
(2) الكافي 4: 38 / 1.
(1) إبل - ابالة فهو آبل اي: حاذق بمصلحة الإبل. (القاموس المحيط - إبل - 3: 326).
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 12 / 25.
(3) الكافي 4: 38 / 2.
(1) التهذيب 4: 109 / 415.
(4) الفقيه 3: 103 / 419، وأورده في الحديث 3 من الباب 7 من أبواب الدين.
327

(21676) 5 - وفي (العلل) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى،
عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما
عمل فيها.
(21677) 6 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا
أقصاها بقلة الشكر.
(21678) 7 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين
الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمي، عن داود بن
سرحان قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه سدير
الصيرفي فسلم وجلس، فقال له: يا سدير ما كثر مال أحد قط إلا
كثرت (1) الحجة لله تعالى عليه فإن قدرتم تدفعونها (2) عن أنفسكم فافعلوا،
فقال: يا بن رسول الله بماذا؟ فقال: بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم،
ثم قال: تلقوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم،
وأنعموا على من شكركم، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة،
ومن إخوانكم المناصحة، ثم تلا: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (3).

(5) علل الشرائع: 464 / 12.
(6) نهج البلاغة 3: 154 / 12.
(7) أمالي الطوسي 1: 309.
(1) في المصدر: عظمت.
(2) في المصدر: ان تدفعوها.
(3) إبراهيم 14: 7.
328

(21679) 8 - وعن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن
جعفر بن هشام عن محمد بن إسماعيل، عن وهب بن حريز (1)، عن
أبيه، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)
أنه قال: من أعطى الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي الشكر لم يحرم
الزيادة، وتلا أبو جعفر (عليه السلام): (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم
لأزيدنكم) (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).
16 - باب استحباب اطعام الطعام
(21680) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن
عيسى، عن علي بن الحكم (1)، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه
السلام) قال: من موجبات المغفرة (2) إطعام الطعام.

(8) أمالي الطوسي 2: 67.
(1) في المصدر: وهب بن جرير.
(2) إبراهيم 14: 7.
(3) تقدم في الحديث 2 من الباب 44، وفي الحديث 12 من الباب 62، و في الحديث 2 من الباب
82، وفي الحديث 16 من الباب 86 من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث 5 من الباب
110، وفي الحديث 24 من الباب 122 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديث 29 من الباب
18 من أبواب أحكام شهر رمضان، وفي الحديثين 16 و 18 من الباب 2 من أبواب الدعاء، وفي
الباب 8 من هذه الأبواب.
(4) يأتي في الحديث 6 من الباب 56، وفي الحديث 4 من الباب 59 من أبواب آداب المائدة.
الباب 16
فيه 9 أحاديث
(1) الكافي 4: 50 / 1، وأورده في الحديث 16 من الباب 26 من أبواب آداب المائدة.
(1) في المصدر زيادة: وغيره.
(2) في المصدر: مغفرة الله تبارك وتعالى.
329

(21681) 2 - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من الايمان حسن الخلق،
وإطعام الطعام.
(21682) 3 - وعن علي بن محمد القاساني، عمن حدثه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): خيركم من أطعم الطعام، وأفشى السلام وصلى
والناس نيام.
(21683) 4 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن علي، عن الحسن بن علي، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
(عليه السلام) يقول: إنا أهل بيت أمرنا أن نطعم الطعام، ونؤدي في الناس
النائبة، ونصلي إذا نام الناس.
(21684) 5 - وبالاسناد عن سيف بن عميرة، عن فيض بن المختار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من المنجيات إطعام الطعام، وإفشاء
السلام، والصلاة بالليل والناس نيام.
(21685) 6 - وعن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن

(2) الكافي 4: 50 / 2، والمحاسن: 389 / 15، وأورده في الحديث 2 من الباب 26 من أبواب آداب
المائدة.
(3) الكافي 4: 50 / 3، والمحاسن: 387 / 2، وأورده في الحديث 6 من الباب 26، وعن الخصال في
الحديث 7 من الباب 30 من أبواب المائدة.
(4) الكافي 4: 50 / 4، والمحاسن: 387 / 4، وأورده في الحديث 8 من الباب 26 من أبواب آداب
المائدة.
(5) الكافي 4: 51 / 5، والمحاسن: 387 / 1، وأورده في الحديث 5 من الباب 26 من أبواب آداب
المائدة.
(6) الكافي 4: 51 / 6، والمحاسن: 388 / 8، وأورده في الحديث 10 من الباب 26 من أبواب آداب
المائدة.
330

علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر
(عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يحب اهراق الدماء، وإطعام الطعام.
(21686) 7 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد وابن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: إن الله يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء.
(21687) 8 - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن
عبد الله بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ان النبي (صلى
الله عليه وآله) قال: الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في
السنام.
(21688) 9 - وعن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه
السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من
موجبات مغفرة الرب عز وجل إطعام الطعام.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل

(7) الكافي 4: 51 / 8، والمحاسن: 388 / 9، وأورده في الحديث 2 من الباب 47 من أبواب
الصدقة، وفي الحديث 4 من الباب 26 من أبواب آداب المائدة.
(8) الكافي 4: 51 / 10، والمحاسن: 390 / 23، وأورده في الحديث 18 من الباب 26 من أبواب
آداب المائدة.
(9) الكافي 4: 52 / 11، والمحاسن: 389 / 18، وأورده في الحديث 16 من الباب 26 من أبواب
آداب المائدة.
(1) تقدم في الحديث 12 من الباب 31 من أبواب الذكر، وفي الباب 47، وفي الحديث 1 من الباب
8، من أبواب الصدقة، وفي الحديث 23 من الباب 4، وفي الحديث 6 من الباب 9 من أبواب
جهاد النفس، وفي الحديث 5 و 7 و 8 من الباب 34، وفي الباب 88 من أبواب أحكام
العشرة، وفي الأحاديث 1 و 4 و 12 و 13 و 14 و 15 من الباب 49 من أبواب آداب السفر، وفي
الحديث 11 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
331

عليه (2).
17 - باب تأكد استحباب اصطناع المعروف إلى العلويين
والسادات.
(21689) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن النوفلي، عن عيسى بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه
السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صنع إلى
أحد من أهل بيتي يدا كافأته به يوم القيامة.
(21690) 2 - (وعنهم عن أحمد) (1)، عن أبيه، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر
ذريتي ورجل، بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان
القلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (2) وكذا الذي قبله.
محمد بن علي بن الحسين مرسلا مثله (3)، ومثل الذي قبله.

(2) يأتي في الأبواب 26 و 29 و 30 من أبواب آداب المائدة، وفي الأحاديث 5 و 7 و 10 من الباب
22، وفي الحديث 4 من الباب 29، وفي الحديث 4 من الباب 30 من هذه الأبواب.
الباب 17
فيه 11 حديثا
(1) الكافي 4: 60 / 8، والتهذيب 4: 110 / 322، والفقيه 2: 36 / 152، والمقنعة: 43.
(2) الكافي 4: 60 / 9، والمقنعة: 43.
(1) في التهذيب: عن علي (هامش المخطوط)، وكلا الطريقين صحيحان.
(2) التهذيب 4: 111 / 323.
(3) الفقيه 2: 36 / 153.
332

(21691) 3 - قال: وقال الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة
نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فان محمدا (صلى الله عليه وآله)
يكلمكم، فتنصت الخلائق فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا
معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافئه،
فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد أو أي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة
والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا
من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى
أكافئه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله تعالى: يا
محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت،
قال: فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته (عليهم
السلام).
(21692) 4 - وفي (عيون الأخبار) وفي (الخصال) عن عبد الله بن
محمد بن عبد الوهاب، عن منصور بن عبد الله الأصفهاني، عن علي بن
عبد الله (1)، عن داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض:
معين أهل بيتي والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم
بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده.
ورواه الطبرسي في (صحيفة الرضا عليه السلام) (2).
(21693) 5 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن

(3) الفقيه 2: 36 / 154.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 259 / 17، والخصال: 196 / 1.
(1) في العيون: علي بن أبي عبد الله...
(2) صحيفة الرضا (عليه السلام): 79 / 2.
(5) أمالي الطوسي 1: 365.
333

هلال بن محمد الحفار عن محمد بن أحمد الصواف، عن إسحاق بن
عبد الله بن سلمة، عن زيدان بن عبد الغفار (1) عن حسين بن موسى بن
جعفر، عن أخيه علي بن موسى بن جعفر، جعفر عن آبائه (عليهم السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أيما رجل اصطنع إلى رجل من ولدي
صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها.
(21694) 6 - وعن أبيه، عن الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي،
عن علي بن علي بن دعبل أخي دعبل بن علي، عن علي بن موسى الرضا، عن
أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي من بعدي،
والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه
والمحب لهم بقلبه ولسانه.
ورواه الصدوق في (عيون الأخبار) عن علي بن عيسى المجاور، عن
إسماعيل بن رزين (1)، عن دعبل بن علي (2).
ورواه أيضا بأسانيد تقدمت (3) في اسباغ الوضوء (4).
(21695) 7 - وعن أبيه، عن ابن الغضائري، عن الصدوق، عن
جعفر بن محمد مسرور (1) عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه

(1) في المصدر: زيد بن عبد الغفار الطيالسي، وفي نسخة مصححة منه: زيدان...
(6) أمالي الطوسي 1: 376.
(1) في العيون: إسماعيل بن علي بن رزين.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 253 / 2.
(3) تقدمت في الحديث 4 من الباب 54 من أبواب الوضوء.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 253 / 2.
(7) أمالي الطوسي 2: 37، وأورده في الحديث 5 من الباب 42 من أبواب الذكر.
(1) في المصدر: جعفر بن محمد بن مروان.
334

عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان ابن عثمان، عن أبان بن
تغلب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم
السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد التوسل إلي
وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل
السرور عليهم
(21696) 8 - وبالاسناد عن الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس،
عن أبيه، عن محمد بن يحيى (1)، عن محمد بن أحمد، عن عمر بن
علي بن عمر بن يزيد، عن محمد بن عمر عن أبيه، عن أبي عبد الله
الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من وصل أحدا من أهل بيتي في دار الدنيا بقيراط كافأته
بقنطار.
(21697) 9 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن أبيه،
عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يد فليقم، فيقوم عنق من الناس فيقول: ما
كانت أياديكم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقولون: كنا نصل
أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في الناس، فمن كانت له
عندكم يد فخذوا بيده وأدخلوه الجنة.

(8) أمالي الطوسي 2: 54.
(1) في المصدر: محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري.
(9) المحاسن: 62 / 109.
335

(21698) 10 - قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من وصلنا وصل
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن وصل رسول الله (صلى الله
عليه وآله) فقد وصل الله تبارك وتعالى.
(21699) 11 - وعن محمد بن علي الصيرفي، عن عيسى بن عبد الله
العلوي، عن أبيه عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا
كافأته يوم القيامة.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1) ويأتي ما يدل عليه (2).
18 - باب وجوب الاهتمام بأمور المسلمين.
(21700) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن محمد بن القاسم الهاشمي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.
(21701) 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.

(10) المحاسن: 62 / 109.
(11) المحاسن: 63 / 111.
(1) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الباب 1 من هذه الأبواب.
(2) يأتي ما يدل عليه بعمومه في الأبواب 22 و 24 و 25 من هذه الأبواب.
الباب 18
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 2: 131 / 4.
(2) الكافي 2: 131 / 1.
336

(21702) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن
سليمان بن سماعة، عن عمر بن عاصم الكوفي (1)، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من أصبح لا يهتم بأمور
المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس
بمسلم.
(21703) 4 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر
(عليه السلام) قال: إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده
فيهتم بها قلبه فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (1).
19 - باب استحباب رحمة الضعيف واصلاح الطريق
وإيواء اليتيم والرفق بالمملوك.
(21704) 1 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم
السلام) - في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) -

(3) الكافي 2: 131 / 5، وأورد مثل ذيله في الحديث 1 من الباب 59 من أبواب جهاد العدو.
(1) في المصدر: عن عمه عاصم الكوزي.
(4) الكافي 2: 157 / 14.
(1) يأتي في البابين 19 و 20 من هذه الأبواب.
وتقدم ما يدل على حق أهل الملة في الباب 3 من أبواب جهاد النفس، وفي الباب 49 من أبواب
ما يكتسب به.
الباب 19
فيه 4 أحاديث
(1) الفقيه 4: 259، 269 / 824.
337

قال: يا علي أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة، من آوى اليتيم
، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه، ثم قال: يا علي
من كفى يتيما في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة، يا علي من
مسح يده على رأس يتيم ترحما له أعطاه الله بكل شعرة نورا يوم القيامة.
(21705) 2 - وفي (المجالس) عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن
أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن شريف بن
سابق، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مر
عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو
ليس يعذب فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب، ومررت
به العام وهو ليس يعذب فأوحى الله جل جلاله إليه: يا روح الله قد أدرك له
ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه.
(21706) 3 - وفي (الخصال) عن الخليل بن أحمد السحري (1)، عن
ابن معاذ، عن الحسين المروزي، عن عبد الله، عن يحيى بن عبد الله عن
أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دخل عبد
الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه
(21707) 4 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن ابن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر

(2) أمالي الصدوق: 414 / 8.
(3) الخصال: 32 / 111.
(1) في المصدر: الخليل بن أحمد السجزي.
(4) المحاسن: 8 / 23.
338

(عليه السلام) قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى
اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما ورفق
بمملوكه.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن
عبد الله بن سنان إلا أنه ترك قوله: وأنفق عليهما (1).
20 - باب استحباب بناء مكان على ظهر الطريق
للمسافرين، وحفر البئر ليشربوا منها، والشفاعة للمؤمن.
(21708) 1 - محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الأعمال) بسند تقدم
في عيادة المريض (1) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ومن بنى
على ظهر طريق مأوى عابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در
وجوهر، ووجهه يضئ لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل
الرحمن في قبته فيقول أهل الجمع: هذا ملك من الملائكة لم نر مثله
قط ودخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل، ومن شفع لأخيه

(1) ثواب الأعمال: 161 / 1.
تقدم ما يدل على المقصود في الحديث 5 من الباب 86، وفي الحديث 32 من الباب 104 من
أبواب أحكام العشرة، وفي الباب 59 من أبواب جهاد العدو، وفي الحديثين 21 و 31 من
الباب 4، وفي الحديث 11 من الباب 34، وفي الباب 3، وفي الحديث 4 من الباب 26 من
أبواب جهاد النفس، وفي الباب 91 من أبواب الدفن.
ويأتي ما يدل عليه بعمومه في الباب 13 من أبواب أحكام الأولاد، وفي الباب 37 من هذه
الأبواب.
الباب 20
فيه حديث واحد
(1) عقاب الأعمال: 343.
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
339

شفاعة طلبها نظر الله إليه فكان حقا على الله أن لا يعذبه أبدا، فان هو
شفع لأخيه شفاعة من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا، ومن حفر بئرا
للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها وصلى،
وكان له بعدد كل شعرة لمن شرب منها من إنسان أو بهيمة أو سبع أو طير عتق
ألف رقبة، وورد يوم القيامة ودخل في شفاعته عدد النجوم حوض القدس،
فقلنا: يا رسول الله وما حوض القدس؟ قال: حوضي حوضي حوضي
ثلاث مرات
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).
21 - باب وجوب نصيحة المسلمين وحسن القول فيهم
حتى يتبين غيره.
(21709) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): أنسك الناس نسكا أنصحهم جيبا وأسلمهم
قلبا لجميع المسلمين.
(21710) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله

(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 30 من أبواب الاحتضار، وفي الحديثين 6 و 10 من الباب 16
من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الباب 18 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في الباب 1، وفي الحديث 2 من الباب 6 من أبواب أحكام الوقوف والصدقات، وفي
الباب 22 من هذه الأبواب.
الباب 21
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 2: 131 / 2.
(2) الكافي 2: 132 / 9.
340

(عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) (1) قال: قولوا
للناس حسنا ولا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو
(21711) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن ابن أبي نجران، عن المفضل بن
صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في قول الله
عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) (1) قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون
أن يقال لكم (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في العشرة (3) وغيرها (4)، ويأتي ما
يدل عليه (5).
22 - باب استحباب نفع المؤمنين
(21712) 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله
من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا.
(21713) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) البقرة 2: 83.
(3) الكافي 2: 132 / 10.
(1) البقرة 2: 83.
(2) في المصدر: فيكم.
(3) تقدم في الباب 23، وفي الأحاديث 3 و 9 و 23 و 24 من الباب 122 من أبواب أحكام العشرة.
(4) تقدم في الحديث 1 من الباب 3، وفي الحديث 14 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس.
(5) يأتي في البابين 35 و 36 من هذه الأبواب.
الباب 22
فيه 10 أحاديث
(1) الكافي 2: 131 / 6.
(2) الكافي 2: 131 / 7.
341

علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحب الناس إلى الله؟
قال: أنفع الناس للناس.
(21714) 3 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن
عبد الله بن جبلة عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز
وجل: (وجعلني مباركا أين ما كنت) (1) قال: نفاعا.
(21715) 4 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
أحمد بن محمد بن الصلت عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن
الفضل (1)، عن قيس، عن أيوب بن محمد المسلي عن أبان بن تغلب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان وصولا لاخوانه بشفاعة في دفع
مغرم، أو جر مغنم ثبت الله عز وجل قدميه يوم تزل فيه الاقدام.
(21716) 5 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن أبيه،
عن سعد بن عبد الله عن عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي،
عن أبيه، عن محمد بن يزيد النيسابوري (1)، عن أبي حمزة الثمالي، عن
علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من قضى لأخيه حاجة فبحاجة الله
بدأ، وقضى الله له بها مائة حاجة في إحداهن الجنة ومن نفس عن أخيه

(3) الكافي 2: 132 / 11.
(1) مريم 19: 31.
(4) أمالي الطوسي 1: 96.
(1) في المصدر: عن المفضل... وفي نسخة مصححة من المصدر: المفضل بن قيس.
(5) ثواب الأعمال: 175 / 1.
(1) في نسخة: مخلد بن يزيد النيسابوري (هامش المخطوط)، وكذلك المصدر.
342

كربة نفس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت، ومن أعانه على ظالم له اعانه
الله على إجازة الصراط عند دحض الاقدام ومن سعى له في حاجته حتى
قضاها فيسر بقضائها كان إدخال السرور على رسول الله (صلى الله عليه
وآله) ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن أطعمه من
جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن كساه من عرى كساه الله من إستبرق
وحرير، ومن كساه من غير عرى لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسو من
الثوب سلك، ومن عاده عند مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف،
وتقول له: طبت وطابت لك الجنة ومن زوجه زوجة يأنس بها ويسكن إليها
آنسه الله في قبره بصورة أحب أهله إليه ومن كفاه بما هو يمتهنه ويكف
وجهه ويصل به ولده أخدمه الله عز وجل من الولدان المخلدين، ومن حمله
من رحله بعثه الله يوم القيامة في الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به
الملائكة، ومن كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته أمه إلى يوم يموت،
والله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين واعتكافهما في
المسجد الحرام.
(21717) 6 - وفي (عقاب الأعمال) باسناد تقدم في باب عيادة
المريض (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في آخر
خطبة خطبها: ومن قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه
كتب الله له بكل قدم رفعها ووضعها عتق رقبة، وصلت عليه الملائكة حتى
يفارقه، ومن كفى ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه
الله براءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق، وقضى له سبعين ألف حاجة
في عاجل الدنيا، ولم يزل يخوض في رحمة الله حتى يرجع، ومن قام على
مريض يوما وليلة بعثه الله مع إبراهيم الخليل (عليه السلام) فجاز على

(6) عقاب الأعمال: 340.
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
343

الصراط كالبرق الخاطف اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة قضاها خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله فإن كان
المريض من أهله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعظم
الناس أجرا ممن سعى في حاجة أهله، ومن ضيع أهله وقطع رحمه حرمه الله
حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيعه، ومن يضيعه الله في الآخرة فهو
يتردد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج، ولن يأتي به، ومن أقرض ملهوفا
فأحسن طلبته استأنف العمل وأعطاه الله بكل درهم ألف قنطار من الجنة،
ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته فنال بها الجنة،
وفرج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة، ومن مشى في اصلاح بين امرأة
وزوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقا، وكان له بكل
خطوة يخطوها وكلمة في ذلك عبادة سنة، قيام ليلها وصيام نهارها.
(21718) 7 - وفي (المقنع) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ما من
عبد مؤمن يكسو مؤمنا ثوبا من عرى إلا كساه الله عز وجل من الثياب الخضر،
وما من مؤمن يكسو مؤمنا وهو مستغن عنه إلا كان في حفظ الله ما بقيت منه
خرقة، وما من مؤمن يطعم مؤمنا إلا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مؤمن
يسقى مؤمنا من ظمأ إلا سقاه الله من الرحيق المختوم
(21719) 8 - عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن
الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من قضى لمؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة.
(21720) 9 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه

(7) المقنع: 97.
(8) قرب الإسناد: 56.
(9) قرب الإسناد: 57.
344

وآله): الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله.
(21721) 10 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من
ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوبا لم يزل في ضمان الله عز
وجل ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب سلك، والله لقضاء حاجة
المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه.
أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (1).
23 - باب استحباب تذاكر فضل الأئمة (عليهم السلام)
وأحاديثهم وكراهة ذكر أعدائهم.
(21722) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن علي بن أبي حمزة
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شيعتنا الرحماء بينهم الذين
إذا خلوا ذكروا الله إنا إذا ذكرنا ذكر الله، وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان.
(21723) 2 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن منصور بن
يونس، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني مررت
بقاص يقص وهو يقول: هذا المجلس لا يشقى به جليس، قال: فقال أبو

(10) قرب الإسناد: 57.
(1) يأتي ما يدل عليه بعمومه في الأبواب 24 و 25 و 26 من هذه الأبواب.
وتقدم ما يدل على المقصود في الباب 73 من أبواب أحكام الملابس، وما يدل عليه في
الحديث 21 من الباب 152 من أبواب أحكام العشرة.
الباب 23
فيه 11 حديثا
(1) الكافي 2: 149 / 1.
(2) الكافي 2: 149 / 3.
345

عبد الله (عليه السلام): هيهات هيهات أخطأت استاههم الحفرة (1) إن لله
ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين، فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل
محمد قالوا: قفوا (2) فيجلسون فيتفقهون معهم، فإذا قاموا عادوا مرضاهم
وشهدوا جنائزهم، وتعاهدوا غائبهم، فذلك المجلس الذي لا يشقى به
جليس.
(21724) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك،
عن بي عبد الله (عليه السلام) قال: تزاوروا فان في زيارتكم إحياء لقلوبكم،
وذكرا لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فان أخذتم بها رشدتم
ونجوتم، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم (1).
(21725) 4 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن المستورد النخعي، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين
والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد (صلى الله عليه وآله) قال: فتقول أما
ترون إلي هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد (صلى الله
عليه وآله)، قال: فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة: (ذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (1).

(1) هذا كناية عن الخطأ في الكلام، كما يخطئ المتغوط على جانب الحفرة لا في داخلها، وفيه تشبيه
لكلامهم بأقذر الأشياء. (منه. ره)
(2) في المصدر زيادة: فقد أصبتم حاجتكم.
(3) الكافي 2: 149 / 2، وأورده في الحديث 38 من الباب 8 من أبواب صفات القاضي.
(1) فيه وجوب العمل بأحاديثهم (عليهم السلام) وعدم جواز ترك العمل بها، وتأتي في ذلك
نصوص متواترة في القضاء. (منه. ره).
(4) الكافي 2: 149 / 4.
(1) الحديد 57: 21.
346

(21726) 5 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
مسكان، عن ميسر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: أتخلون
وتتحدثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت: أي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقول ما
شئنا، فقال: أما والله لوددت أنى معكم في بعض تلك المواطن، أما والله
إني لأحب ريحكم وأرواحكم، وإنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا
بورع واجتهاد.
(21727) 6 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: عالم ينتفع بعلمه أفضل من
سبعين ألف عابد.
(21728) 7 - وعن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن
علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا، عن
محمد بن خالد بن ميمون، عن عبد الله بن سنان عن غياث بن إبراهيم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا
حضر من الملائكة مثلهم، فان دعوا بخير أمنوا، وإن استعاذوا من شر دعوا
الله ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة شفعوا (1) إلى الله وسألوه قضاءها...
الحديث.
(21729) 8 - وبهذا الاسناد عن محمد بن سليمان، عن محمد بن
محفوظ، عن أبي المعزا قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:

(5) الكافي 2: 149 / 5، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 10 من أبواب أحكام العشرة.
(6) الكافي 1: 25 / 8.
(7) الكافي 2: 150 / 6، وأورد ذيله في الحديث 12 من الباب 38 من أبواب الأمر بالمعروف.
(1) في المصدر: تشفعوا.
(8) الكافي 2: 150 / 7.
347

ليس شئ أنكر لإبليس وجنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض،
قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله، ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا
يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من
شدة ما تجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا
يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.
(21730) 9 - محمد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): ذكر علي (عليه السلام) عبادة
(21731) 10 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
محمد بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن
جميل بن دراج، عن معتب مولى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول لداود بن سرحان: يا داود أبلغ موالي عني السلام، وأنى أقول: رحم
الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فان ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما
اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة، فإذا اجتمعتم
فاشتغلوا بالذكر فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس بعدنا
من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا.
(21732) 11 - أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن القاسم بن
يحيى، عن جده، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك
والأسقام، ووسواس الريب، وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى.

(9) الفقيه 2: 133 / 558، وعلق عليه المصنف: (هذا مذكور في باب فضائل الحج) منه.
(10) أمالي الطوسي 1: 228.
(11) المحاسن: 62 / 107.
348

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (1).
24 - باب استحباب ادخال السرور على المؤمن، وتحريم
ادخال الكرب عليه.
(21733) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن
الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي: قال سمعت أبا جعفر (عليه
السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سر مؤمنا فقد
سرني، ومن سرني فقد سر الله عز وجل.
(21734) 2 - وعنهم عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
رجل (1)، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرفه (2) القذى عنه حسنة، وما
عبد الله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.
(21735) 3 - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن
مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يرى أحدكم إذا

(1) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الأحاديث 3 و 18 و 36 و 38 و 52 و 66 من الباب 8، وفي
الحديثين 11 و 21 من الباب 11 من أبواب صفات القاضي.
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 7 من الباب 1، وفي الباب 10 من أبواب أحكام العشرة، وفي
الحديث 2 من الباب 98 من أبواب المزار، وفي الحديث 19 من الباب 4 من أبواب جهاد
النفس.
الباب 24
فيه 20 حديثا
(1) الكافي 2: 150 / 1، ومصادقة الاخوان: 62 / 9.
(2) الكافي 2: 150 / 2.
(1) في المصدر زيادة: من أهل الكوفة يكني أبا محمد.
(2) في المصدر: وصرف.
(3) الكافي 2: 151 / 6.
349

أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا، بل والله على
رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بسنده عن خلف بن حماد رفعه
عن أحدهما (عليهما السلام) مثله (1).
(21736) 4 - وعنهم، عن سهل، عن محمد بن أورمة، عن علي بن
يحيى، عن الوليد بن العلاء، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، ومن أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقد وصل ذلك إلى الله، وكذلك من أدخل عليه كربا.
(21737) 5 - وعنهم، عن سهل، عن إسماعيل بن منصور، عن
المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مسلم لقي مسلما
فسره سره الله عز وجل.
(21738) 6 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب الاعمال
إلى الله عز وجل ادخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته، أو تنفيس
كربته، أو قضاء دينه.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (1).

(1) مصادقة الإخوان: 60 / 1.
(4) الكافي 2: 153 / 14.
(5) الكافي 2: 154 / 15.
(6) الكافي 2: 154 / 16، ومصادقة الاخوان: 44 / 2.
(1) التهذيب 4: 110 / 318، وسنده: محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم....
350

(21739) 7 - وعنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه
السلام): إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، فقال داود (عليه
السلام): يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا
ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك.
ورواه الصدوق في (المجالس) وفي (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب
مثله (1).
(21740) 8 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي
الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان من أحب
الاعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن من شبعة مسلم أو قضاء
دينه.
(21741) 9 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن
مسكين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أدخل على مؤمن سرورا
خلق الله من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له: إبشر يا ولي الله
بكرامة من الله ورضوان، ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره فيقول له مثل
ذلك، فإذا بعث تلقاه فيقول له مثل ذلك، ثم لا يزال معه عند كل هول
يبشره ويقول له مثل ذلك، فيقول له: من أنت يرحمك الله؟ فيقول: أنا
السرور الذي أدخلته على فلان.

(7) الكافي 2: 151 / 5.
(1) أمالي الصدوق: 483 / 3، وثواب الاعمال: 163 / 1.
(8) الكافي 2: 151 / 7.
(9) الكافي 2: 153 / 12.
351

(21742) 10 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصيرفي قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام) في حديث طويل: إذا بعث الله المؤمن (1) خرج معه مثال يقدمه
أمامه، كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع
ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى يقف بين يدي
الله فيحاسبه حسابا يسيرا، ويأمر به إلى الجنة والمثال امامه، فيقول له
المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت (2) معي من قبري ما زلت تبشرني
بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فمن أنت؟ فيقول: انا السرور
الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله منه لأبشرك.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن محمد بن موسى بن
المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن الحسن بن محبوب (3)
ورواه أيضا فيه عن أبيه عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن محبوب (4)
ورواه الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن
جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (5).

(10) الكافي 2: 152 / 8.
(1) في الثواب زيادة: من قبره (هامش المخطوط) وكذلك الكافي.
(2) في ثواب زيادة: كنت (هامش المخطوط).
(3) ثواب الأعمال: 180 / 1.
(4) ثواب الأعمال: 238 / 1.
(5) أمالي الطوسي 1: 198.
352

(21743) 11 - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن السياري عن محمد بن
جمهور - في حديث النجاشي عامل الأهواز وفارس - ان أبا عبد الله (عليه
السلام) كتب إليه مع بعض أهل عمله: سر أخاك يسرك الله، فلما أوصله
الكتاب أدى عنه عشرين ألف درهم من الخراج، وامر له بمركب وجارية
وغلام وتخت ثياب وبفرش البيت الذي كان فيه، وأمره برفع حوائجه إليه
ففعل، ثم صار الرجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثه وقال له: كأنه
قد سرك ما فعل بي؟ قال: إي والله لقد سر الله ورسوله.
(21744) 12 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
مالك بن عطية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله): أحب الاعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن تطرد
عنه جوعته وتكشف عنه كربته.
(21745) 13 - وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن منصور، عن عمار أبي اليقظان (1)، عن
أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حق المؤمن على
المؤمن، فقال: حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم
لكفرتم، ان المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له: ابشر
بالكرامة من الله والسرور فيقول له: بشرك الله بخير، قال: ثم يمضى معه
يبشره بمثل ما قال، وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك، وإذا مر بخير قال:
هذا لك، فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه

(11) الكافي 2: 152 / 9.
(12) الكافي 2: 153 / 11.
(13) الكافي 2: 152 / 10.
(1) في المصدر: عمار بن أبي يقضان.
353

بين يدي الله عز وجل، فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال: ابشر فان الله عز
وجل قد أمر بك إلى الجنة، فيقول له: من أنت يرحمك الله - إلى أن قال: -
فيقول: انا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه
لأبشرك وأونس وحشتك.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال
مثله (2).
(21746) 14 - وعن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن
سعدان بن مسلم، عن عبد الله بن سنان قال: كان رجل عند أبي عبد الله
(عليه السلام) فقرأ هذه الآية: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير
ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) (1) قال: فقال أبو عبد الله (عليه
السلام): فما ثواب من أدخل عليه السرور؟ فقلت: جعلت فداك عشر
حسنات، قال: اي والله والف الف حسنة.
(21747) 15 - محمد بن الحسين الرضى في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لكميل بن زياد: يا كميل مر أهلك ان
يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فوالذي وسع
سمعه الأصوات ما من عبد (1) أودع قلبا سرورا الا وخلق الله (2) من ذلك
السرور لطفا، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها
عنه كما تطرد غريبة الإبل (عن حياضها) (3).

(2) الكافي 2: 153 / ذيل حديث 10.
(14) الكافي 2: 153 / 13.
(1) الأحزاب 33: 58.
(15) نهج البلاغة 3: 209 / 257.
(1) في المصدر: أحد.
(2) في المصدر زيادة: له.
(3) ليس في المصدر.
354

(21748) 16 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن
محمد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن الحسن بن علي، عن علي بن أبي حمزة (1) قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): من سر امرءا مؤمنا سره الله يوم القيامة وقيل له: تمن
على ربك ما أحببت، فقد كنت تحب أن تسر أوليائي (2) في دار الدنيا،
فيعطى ما تمنى ويزيده الله من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنة.
(21749) 17 - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبي محمد الغفاري، عن لوط بن إسحاق، عن أبيه، عن جده قال: قال
رسول اله (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يدخل على أهل بيت سرورا
إلا خلق الله من ذلك السرور خلقا يجيئه (1) يوم القيامة، كلما مرت عليه
شديدة يقول: يا ولي الله لا تخف فيقول له: من أنت يرحمك الله؟ فلو
ان الدنيا كانت لي ما رأيتها لك شيئا، فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلته
على آل فلان.
(21750) 18 - وعن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد، عن نضر بن وكيع (1)،
عن الربيع بن صبيح رفع الحديث إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من

(16) ثواب الأعمال: 179 / 1.
(1) في المصدر: أبي حمزة.
(2) في المصدر: أولياءه.
(17) ثواب الأعمال: 179 / 1، ومصادقة الاخوان: 60 / 5.
(1) في نسخة: يحبه (هامش المخطوط).
(18) ثواب الأعمال: 182 / 1، ومصادقة الاخوان: 62 / 7.
(1) في ثواب: عن نصر، عن وكيع.
355

لقي أخاه بما يسره سره الله يوم القيامة، ومن لقي أخاه بما يسوؤه ساءه الله
يوم القيامة.
(21751) 19 - وفي (المقنع) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
ادخل على مؤمن سرورا فقد أدخله على الله، ومن آذى مؤمنا فقد اذى الله عز
وجل في عرشه، والله ينتقم ممن ظلمه.
(21752) 20 - عبد الله بن جعفر في (قرب الإسناد) عن السندي بن
محمد عن أبي البختري عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سئل رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أي الاعمال أحب إلى الله تعالى؟ قال:
اتباع سرور المسلم، قيل: يا رسول الله ما اتباع سرور المسلم؟ قال:
شبع جوعته، وتنفيس كربته، وقضاء دينه.
وروى الصدوق في كتاب (الاخوان) أحاديث كثيرة في هذا
المعنى (1).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).

(2) في نسخة: ليسوأه (هامش المخطوط) وفي الثواب: بما يسوءه ليسواه.
(19) المقنع: 97.
(20) قرب الإسناد: 68.
(1) مصادقة الإخوان: 60 / 3.
(2) تقدم في الحديث 4 من الباب 80، وفي الحديث 2 من الباب 84 من أبواب أحكام العشرة، وفي
الحديثين 1 و 5 من الباب 22 من هذه الأبواب، وما يدل على بعض المقصود في البابين 145
و 163 من أبواب أحكام العشرة.
(3) يأتي في الباب 49 من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث 7 من الباب 25، وفي الحديث 2 من
الباب 27 من هذه الأبواب.
356

25 - باب استحباب قضاء حاجة المؤمن والاهتمام بها
(21753) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي عن بكار بن كردم، عن المفضل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال - في حديث -: ومن قضى لأخيه المؤمن
حاجة قضي الله له يوم القيامة مائة ألف حاجة، من ذلك أولها الجنة، ومن
ذلك ان يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد ان لا يكونوا نصابا.
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بإسناده نحوه (1).
(21754) 2 - وعنه، عن محمد بن زياد، عن خالد بن يزيد، عن
المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل
خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك
الجنة، فان استطعت أن تكون منهم فكن... الحديث.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن زياد مثله (1).
(21755) 3 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر
(عليه السلام) قال: ان المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده
يهتم (1) بها قلبه فيدخله الله بهمه الجنة.

الباب 25
فيه 15 حديثا
(1) الكافي 2: 154 / 1.
(1) مصادقة الإخوان: 52 / 2.
(2) الكافي 2: 154 / 2.
(1) الكافي 2: 155 ذيل حديث 3.
(3) الكافي 2: 157 / 14.
(1) في المصدر: فيهتم.
357

(21756) 4 - وعن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق (1)، عن
بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما قضى مسلم
لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك وتعالى: على ثوابك، ولا أرضى لك بدون
الجنة.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن عن
الصفار، عن أحمد بن إسحاق (2).
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن أحمد بن إسحاق مثله (3).
(21757) 5 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن هارون بن الجهم، عن إسماعيل بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام): المؤمن رحمة على المؤمن؟ قال نعم، قلت: وكيف
ذاك؟ قال: أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه
وسيبها (1) له، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها، وإن رده عن
حاجته وهو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من الله عز وجل ساقها
إليه وسيبها (2) له وذخر الله عز وجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى
يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها، إن شاء صرفها إلى نفسه، وإن
شاء صرفها إلى غيره، - إلى أن قال: - استيقن أنه لن يردها عن نفسه، يا
إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط
الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا.

(4) الكافي 2: 155 / 7.
(1) في المصدر: احمد [بن محمد] بن إسحاق.
(2) ثواب الأعمال: 223 / 1.
(3) قرب الإسناد: 19.
(5) الكافي 2: 155 / 5.
(1) و (2) في المصدر: وسببها.
358

ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال)، عن أبيه، عن سعد، عن
عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان (3)، عن أبيه، عن هارون بن الجهم
مثله (4).
(21758) 6 - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، أبيه، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): تنافسوا في المعروف لاخوانكم، وكونوا من أهله، فان
للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة
الدنيا، وإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به
ملكين: واحد عن يمينه، وآخر عن شماله، يستغفران له ربه يدعوان له
بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أسر
بحاجه (1) المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة.
(21759) 7 - وعنهم، عن سهل، عن أحمد بن الحسن بن علي، عن
أبيه، عن عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - أنه
قال لعثمان بن عمران (1): يا عثمان إنك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربه
ما توانيت في حاجته، ومن أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخل على رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وقضاء حاجة المؤمن تدفع الجنون
والجذام والبرص.

(3) ليس في عقاب الأعمال.
(4) عقاب الأعمال: 296 / 1.
(6) الكافي 2: 156 / 10.
(1) في المصدر: بقضاء حاجة.
(7) الكافي 4: 34 / 4، وأورد صدره في الحديث 2 من الباب 49 من أبواب المستحقين للزكاة.
(1) في نسخة: عثمان بن بهرام (هامش المخطوط).
359

(21760) 8 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي على صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): إن من عبادي
لمن يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة، قال موسى: يا رب وما تلك
الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أم لم
تقض.
(21761) 9 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
أحمد بن محمد بن عبد الله، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن
(عليه السلام) يقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله
تبارك وتعالى ساقها إليه، فان قبل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهو موصول
بولاية الله، وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه
شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا، فان عذره
الطالب كان أسوا حالا (1).
(21762) 10 - محمد بن الحسن في (المجالس والاخبار) بإسناده
الآتي (1) عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها
فرده عنها سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهش من أصابعه.

(8) الكافي 2: 156 / 12.
(9) الكافي 2: 157 / 13، و 273 / 4.
(1) قوله كان أسوأ حالا: اي المطلوب منه الحاجة، ووجهه انه إذا عذره صاحبها لم يندم ولم يتب ولم
يستغفر، بل ظن عدم تقصيره في حق الطالب، فاجترا على منع غيره، وقد قيل فيه غير ذلك
وهو بعيد. (منه. ره).
(10) أمالي الطوسي 2: 278.
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (50).
360

أقول: هذا وأمثاله محمول على اضطرار صاحب الحاجة فتجب
معونته.
(21763) 11 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن هودة الباهلي، عن إبراهيم بن
الحسن الأحمري (1) عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن أبي بصير
يحيى بن القاسم الأسدي (2)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن
أبيه، عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قضى لأخيه المؤمن حاجة
كان كمن عبد الله دهره... الحديث.
(21764) 12 - محمد بن علي بن الحسين في كتاب (الاخوان) عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قضى لمسلم حاجة
كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات،
وأظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
(21765) 13 - وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي (صلى الله
عليه وآله) قال (1): المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج بعض (2)
أقضي حوائجهم يوم القيامة.

(11) أمالي الطوسي 2: 95، وأورد قطعة منه في الحديث 10 من الباب 41، وذيله في الحديث 4 من
الباب 43 من أبواب الدعاء.
(1) في المصدر: إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشير الأحمري.
(2) في المصدر: أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي.
(12) مصادقة الإخوان: 54 / 4.
(13) مصادقة الإخوان: 54 / 5.
(1) في المصدر: قال الله تعالى.
(2) في المصدر زيادة: [و].
361

(21766) 14 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يؤتي بعبد يوم
القيامة ليست له حسنة فيقال له: اذكر هل لك من حسنة، فيقول (1): مالي
من حسنة إلا أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فطلب مني ماء يتوضأ به
ليصلي، فأعطيته، فيدعى بذلك المؤمن فيذكره ذلك، فيقول: نعم يا
رب (2)، فيقول الرب تبارك وتعالى: قد غفرت لك، ادخلوا عبدي الجنة.
(21767) 15 - وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): إن لله عبادا يحكمهم في جنته، قيل: (ومن
هم؟) (1) قال: من قضى لمؤمن حاجة بنية (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).

(14) مصادقة الإخوان: 54 / 6.
(1) في المصدر زيادة: يا رب.
(2) في المصدر زيادة: مررت به فطلبت منه فأعطاني، فتوضأت فصليت لك.
(15) مصادقة الإخوان: 54 / 7.
(1) في المصدر: يا رسول الله ومن هؤلاء الذين يحكمهم الله في جنته؟
(2) في المصدر: بينه [وبينه].
(3) تقدم في الحديث 8 من الباب 96 من أبواب جهاد النفس، وفي الباب 122 من أبواب أحكام
العشرة، وفي الحديث 3 من الباب 47 من أبواب الصدقة، وفي الباب 18 من أبواب
الاحتضار، وفي الحديث 34 من الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الأحاديث 5 و 6 و 8
و 10 من الباب 22 من هذه الأبواب، وما يدل عليه بعمومه في هذه الأبواب.
(4) يأتي في الباب 49 من أبواب ما يكتسب به، وفي الأبواب 26 و 27 و 28 و 29 و 37 من هذه
الأبواب.
362

26 - باب استحباب اختيار قضاء حاجة المؤمن على غيرها
من القربات حتى العتق والطواف والحج المندوب.
(21768) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن زياد عن الحكم بن أيمن، عن صدقة الأحدب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف
رقبة، وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن زياد مثله (1).
ورواه الصدوق في كتاب (الاخوان) بإسناده مثله (2).
(21769) 2 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن صندل، عن
أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقضاء حاجة
امرئ مؤمن أحب الله من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مئة
ألف.
(21770) 3 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن
عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من طاف
بالبيت أسبوعا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة، ومحى عنه ستة آلاف
سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة.

الباب 26
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 2: 154 / 3.
(1) الكافي 2: 155 / ذيل حديث 3.
(2) مصادقة الإخوان: 54 / 3.
(2) الكافي 2: 155 / 4.
(3) الكافي 2: 155 / 6، وأورد نحوه في الحديثين 1 و 2 من الباب 4، وفي الحديث 7 من الباب 41 من
أبواب الطواف.
363

قال وزاد فيه إسحاق بن عمار: وقضى له ستة آلاف حاجة، قال: ثم
قال: وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرا.
(21771) 4 - وعن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق، عن
سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال: من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له ستة آلاف
حسنة، ومحى عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة حتى إذا كان
عند الملتزم فتح له سبعة أبواب من أبواب الجنة، قلت: جعلت فداك هذا
الفضل كله في الطواف؟ قال: نعم، وأخبرك بأفضل من ذلك، قضاء حاجة
المسلم أفضل من طواف وطواف حتى بلغ عشرا.
(21772) 5 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن ابن محبوب، عن إبراهيم الخارقي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه
السلام) يقول: من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله
حتى تقضى له كتب الله عز وجل له بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين،
وصوم شهرين من أشهر الحرم، واعتكافهما في المسجد الحرام ومن مشى
فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة فارغبوا في
الخير
(21773) 6 - محمد بن علي بن الحسين في (المجالس) عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن سهل بن زياد، عن
أحمد بن محمد بن ربيع، عن محمد بن سنان، عن أبي الأعز النخاس (1)
قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: قضاء حاجة

(4) الكافي 2: 155 / 8، و أورد نحوه في الحديث 10 من الباب 4 من أبواب الطواف.
(5) الكافي 2: 156 / 9.
(6) أمالي الصدوق: 196 / 1.
(1) في المصدر: أبي الأعز النحاس....
364

المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف رقبة لوجه الله
وحملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها.
(21774) 7 - وفي كتاب (الاخوان) بسنده عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: قال: مشى المسلم في حاجة أخيه المسلم خير من سبعين
طوافا بالبيت
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في الطواف (1) وغيره (2)، ويأتي ما
يدل عليه (3).
27 - باب استحباب السعي في قضاء حاجة المؤمن قضيت
أو لم تقض.
(21775) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن مروان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له
عشر حسنات، وتمحى عنه عشر سيئات، وترفع له عشر درجات، قال: ولا
أعلمه إلا قال: ويعدل عشر رقاب، وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد
الحرام.

(7) مصادقة الإخوان: 66 / 1.
(1) تقدم في الحديثين 10 و 11 من الباب 4، وفي الباب 42 من أبواب الطواف.
(2) تقدم في الحديث 9 من الباب 7 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 34 من الباب 1 من
أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث 10 من الباب 22 وفي الحديث 11 من الباب 25 من هذه
الأبواب.
(3) يأتي في الحديث 1 و 3 من الباب 27 وفي الباب 28 من هذه الأبواب.
الباب 27
فيه 11 حديثا
(1) الكافي 2: 157 / 1.
365

ورواه الصدوق في (المقنع) مرسلا نحوه (1).
(21776) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن لله عبادا في الأرض يسعون في
حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح
الله قلبه يوم القيامة.
(21777) 3 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
رجل، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من مشى
في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمس وسبعين ألف ملك، ولم يرفع قدما
إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة، ويرفع له بها درجة، فإذا فرغ
من حاجته كتب الله عز وجل له بها أجر حاج ومعتمر.
(21778) 4 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء اعتمادا
على أخيه أن ينزل به حاجته.
(21779) 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن
يمشى لأخيه المؤمن في حاجته إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة،
وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، وزيد بعد ذلك عشر حسنات،
وشفع في عشر حاجات.

(1) المقنع: 97.
(2) الكافي 2: 157 / 2، ومصادقة الاخوان: 70 / 8.
(3) الكافي 2: 157 / 3، ومصادقة الاخوان: 66 / 3.
(4) الكافي 2: 158 / 8.
(5) الكافي 2: 158 / 5.
366

(21780) 6 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله عز وجل
له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه ومعارفه وجيرانه وإخوانه، ومن صنع
إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته
فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عز وجل إلا أن يكون
ناصبيا.
(21781) 7 - وعن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي
جميلة، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال: الله عز
وجل: الخلق عيالي، فأحبهم إلى ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.
(21782) 8 - وعنهم، عن ابن خالد (1)، عن بعض أصحابه، عن أبي
عمارة قال: إنا روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة
صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.
(21783) 9 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن
أحمد بن محمد بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن جعفر بن
عبد الله، عن عمرو بن خالد، عن محمد بن يحيى المدني، قال: سمعت
جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: من كان في حاجة أخيه المسلم
كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه.

(6) الكافي 2: 158 / 6، ومصادقة الاخوان: 68 / 4.
(7) الكافي 2: 159 / 10.
(8) الكافي 2: 159 / 11.
(1) في المصدر: أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه.
(9) أمالي الطوسي 1: 94.
367

(21784) 10 - وعن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن
سعيد الثقفي، عن محمد بن سلمة الأموي، عن محمد بن القاسم الأموي،
عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله
(صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله إلى داود (عليه السلام) إن
العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فاحكمه (1) في الجنة، قال
داود: يا رب وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في
الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم (2) أحب قضاءها
قضيت له أم لم تقض.
محمد بن علي بن الحسين في كتاب (الاخوان) بإسناده عن أبي جعفر
(عليه السلام) مثله (3).
(21785) 11 - وعنه (عليه السلام) قال: من ذهب مع أخيه في حاجة
قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله عمره.
وروى الصدوق أيضا في كتاب (الاخوان) أحاديث كثيرة في هذا
المعنى (1)، وروى جملة من الأحاديث السابقة أيضا (2).
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (3)، ويأتي ما يدل عليه (4).

(10) أمالي الطوسي 2: 129.
(1) في المصدر زيادة: بها.
(2) في المصدر: المؤمن.
(3) مصادقة الإخوان: 66 / 2.
(11) مصادقة الإخوان: 68 / 6.
(1) راجع مصادقة الإخوان من ص 66 إلى ص 68.
(2) راجع مصادقة الإخوان: 44، 52، 54، 60، 62، 70.
(3) تقدم في الأحاديث 5 و 6 و 8 و 10 من الباب 22 وفي البابين 25 و 26 من هذه الأبواب
وما يدل عليه بعمومه في الباب 122 من أبواب أحكام العشرة.
(4) يأتي في الباب 49 من أبواب ما يكتسب به، وفي الباب 28 وفي الحديث 1 من الباب 29 من هذه
الأبواب.
368

28 - باب استحباب اختيار السعي في حاجة المؤمن على
العتق والحج والعمرة والاعتكاف والطواف المندوبات
(21786) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن صدقة رجل
من أهل حلوان (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لئن أمشي في
حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة، وأحمل في سبيل الله
على ألف فرس مسرجة ملجمة.
(21787) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن خلف بن حماد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد
فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عز وجل له حجة وعمرة،
واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما، وإن اجتهد (1) ولم يجر الله
قضاءها على يديه كتب الله عز وجل له حجة وعمرة.
(21788) 3 - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض

الباب 28
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 2: 158 / 4.
(1) في المصدر: عن صدقة، عن رجل من أهل حلوان...
(2) الكافي 2: 158 / 7.
(1) في المصدر زيادة: فيها.
(3) الكافي 2: 158 / 9.
369

أصحابنا، عن صفوان الجمال قال: كنت جالسا مع أبي عبد الله (عليه
السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له: ميمون، فشكي إليه تعذر
الكراء عليه، فقال لي: قم فأعن أخاك، فقمت معه فيسر الله كراه،
فرجعت إلى مجلسي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما صنعت في
حاجة أخيك؟ فقلت: قضاها الله بأبي أنت وأمي، فقال: أما أنك إن تعين
أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا، ثم قال: إن رجلا
أتى الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: بأبي أنت وأمي أعني على
قضاء حاجة، فانتعل وقام معه فمر على الحسين (عليه السلام) وهو قائم
يصلي، فقال: أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك؟ قال: قد
فعلت بأبي أنت وأمي فذكر أنه معتكف، فقال: أما لو أنه أعانك كان خيرا له
من اعتكافه شهرا.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه.
29 - باب استحباب تفريج كرب المؤمن
(21789) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان (1) عند جهده
فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل له بذلك ثنتين
وسبعين رحمة من الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته، ويدخر له

(1) تقدم في الحديث 10 من الباب 22 وفي الباب 42 من أبواب الطواف وفي البابين 26 و 27
من هذه الأبواب.
الباب 29
فيه 11 حديثا
(1) الكافي 2: 159 / 1، وثواب الاعمال: 179 / 1 و 220 / 1.
(1) في الكافي زيادة: اللهثان.
370

احدى وسبعين رحمة لافزاع يوم القيامة وأهواله.
(21790) 2 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن
ذريح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن نفس عن
مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة، ومن ستر
على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة،
قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة،
وارغبوا في الخير.
(21791) 3 - ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن
محمد بن يحيى مثله إلا أنه قال: أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة نفس الله
عنه سبعين كربة من كرب الدنيا، وكرب يوم القيامة وقال: من يسر على
مؤمن وهو معسر يسر الله له حوائجه. وذكر الباقي مثله، وروى الذي قبله،
عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد ابادي، عن
أحمد بن محمد مثله.
ورواه أيضا عن محمد بن الحسن، عن الصفار عن أحمد بن محمد
نحوه.
(21792) 4 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حسين بن نعيم، عن مسمع أبي سيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه
السلام) يقول: من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة،
وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار
الجنة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.

(2) الكافي 2: 160 / 5.
(3) ثواب الأعمال: 163 / 1.
(4) الكافي 2: 159 / 3.
371

ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم
مثله (1).
(21793) 5 - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من أعان مؤمنا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة، واحدة في الدنيا، واثنين
وسبعين كربة عند كربه (1) العظمى، قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم.
(21794) 6 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: من فرج عن مؤمن
فرح الله (1) قلبه يوم القيامة.
(21795) 7 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن
الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه
وآله) - في حديث المناهي - قال: ومن فرج عن مؤمن كربة فرج
الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة، واثنتين وسبعين كربة من كرب
الدنيا، أهونها المغص (1).
(21796) 8 - وفي (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن

(1) ثواب الأعمال: 179 / 1.
(5) الكافي 2: 159 / 2.
(1) في المصدر: كربته.
(6) الكافي 2: 160 / 4.
(1) في المصدر زيادة: عن.
(7) الفقيه 4: 10 / 1.
(1) في نسخة: المغفرة (هامش المخطوط) وكذلك المصدر. والمغص: وجع في البطن. (القاموس
المحيط - مغص - 2: 318).
(8) ثواب الأعمال: 178 / 1.
372

محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر،
عن جابر، عن شرحبيل بن سعد الأنصاري، عن أسيد بن حضيرة (1) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أغاث أخاه المسلم حتى
يخرجه من هم وكربة وورطة كتب الله له عشر حسنات، ورفع له عشر
درجات، وأعطاه ثواب عتق عشر نسمات، ودفع عنه عشر نقمات، وأعد له
يوم القيامة عشر شفاعات.
(21797) 9 - وفي (عيون الأخبار) و (معاني الأخبار) عن محمد بن علي
ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن داود بن سليمان،
عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهم
السلام) قال: أوحى الله إلى داود (عليه السلام) إن العبد من عبادي ليأتيني
بالحسنة فأدخله الجنة، قال: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يفرج عن
المؤمن كربه ولو بتمرة، فقال داود (عليه السلام): يا رب حق لمن عرفك
أن لا يقطع رجاءه منك.
ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن الحسن بن ظريف، عن
الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه مثله (1).
(21798) 10 - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال: من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف،
والتنفيس عن المكروب.
(21799) 11 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن

(1) في المصدر: أسيد بن حضيرة.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 313 / 84، ومعاني الأخبار: 374 / 1.
(1) قرب الإسناد: 56.
(10) نهج البلاغة 3: 156 / 23.
(11) أمالي الطوسي 1: 105.
373

المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن القاسم الأنباري، عن
أبيه، عن الحسين بن سليمان، عن أبي جعفر الطائي، عن وهب بن منبه أنه
قرأ في الزبور: يا داود اسمع مني ما أقول والحق أقول، وأتاني بحسنة
واحدة أدخلته الجنة، قال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: من فرج
عن عبد مسلم، قال داود: الهى لذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه
منك.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
30 - باب استحباب الطاف المؤمن واتحافه
(21800) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن هاشم، عن
سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أخذ من وجه
أخيه المؤمن قذاه كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومن تبسم في وجه
أخيه كانت له حسنة.
(21801) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن

(1) تقدم في الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث 8 من الباب 96 من
أبواب جهاد النفس، وفي الحديثين 3 و 5 من الباب 122 من أبواب أحكام العشرة، وفي
الحديث 3 من الباب 47 من أبواب الصدقة، وفي الحديث 34 من الباب 1 من أبواب مقدمة
العبادات، وفي الحديثين 5 و 6 من الباب 22، وفي الحديثين 6 و 20 من الباب 24 من هذه
الأبواب.
(2) يأتي في الحديثين 12 و 14 من الباب 26 من أبواب المائدة، وفي الباب 49 من أبواب ما يكتسب
به، وفي الحديث 2 من الباب 31 من هذه الأبواب.
الباب 30
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 2: 164 / 1.
(2) الكافي 2: 164 / 2.
374

جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال لأخيه:
مرحبا، كتب الله له مرحبا إلى يوم القيامة.
(21802) 3 - وعنه، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن نصر بن
إسحاق، عن الحارث بن النعمان، عن الهيثم بن حماد، عن أبي داود،
عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما في
أمتي عبد الطف أخاه في الله بشئ من لطف إلا ألطفه الله من خدم
الجنة.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس،
عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن نصر بن إسحاق نحوه (1).
(21803) 4 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة، قلت: وأي شئ
التحفة؟ قال: من مجلس ومتكا وطعام وكسوة وسلام فتتطاول الجنة مكافاة
له، ويوحى الله عز وجل إليها: أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا
على نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عز وجل إليها أن
كافئي أوليائي بتحفهم فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق مغطاة
بمناديل من لؤلؤ، فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت
عقولهم، وامتنعوا أن يأكلوا، فينادى مناد من تحت العرش: ان الله عز وجل
قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون.

(3) الكافي 2: 164 / 4.
(1) ثواب الأعمال: 181 / 1.
(4) الكافي 2: 165 / 7.
375

أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).
31 - باب استحباب اكرام المؤمن
(21804) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، (عن
أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى) (1)، عن يونس، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أتاه أخوه المسلم فأكرمه
فإنما أكرم الله عز وجل.
(21805) 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن
الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكرم أخاه
المؤمن (1) بكلمة يلطفه بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود
عليه (من الرحمة) (2) ما كان في ذلك.
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن محمد الغفاري، عن جعفر بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3).

(1) تقدم في الحديث 2 من الباب 88 من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث 7 من الباب 27 من
هذه الأبواب، وما يدل عليه بعمومه في الباب 22 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الحديث 2 من الباب الآتي.
الباب 31
فيه حديثان
(1) الكافي 2: 164 / 3.
(1) في المصدر: عن أحمد بن محمد بن عيسى....
(2) الكافي 2: 165 / 5.
(1) في المصدر: المسلم.
(2) في ثواب الأعمال: والرحمة (هامش المخطوط)، وفي المطبوع: بالرحمة.
(3) ثواب الأعمال: 178 / 1.
376

أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (4)، ويأتي ما يدل عليه (5).
32 - باب استحباب البر بالمؤمن والتعاون على البر
(21806) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: سمعته يقول: إن مما خص الله به المؤمن أن يعرفه بر
اخوانه وإن قل، وليس البر بالكثرة، وذلك أن الله عز وجل يقول في كتابه:
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (1) ثم قال: (ومن يوق
شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (2) ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه، ومن
أحبه الله تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا
جميل ارو هذا الحديث لاخوانك فإنه ترغيب في البر.
(21807) 2 - وعن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن
علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن علي بن عدي
قال: أملى علي محمد بن سليمان عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت، فما
أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه.

(4) تقدم في الحديث 27 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس، و في الحديث 4 من الباب 67، وفي
الأحاديث 8 و 19 و 22 من الباب 122، وفي الحديث 1 من الباب 145، وفي الحديث 5 من
الباب 146 من أبواب أحكام العشرة.
(5) يأتي في الحديث 2 من الباب 88 من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث 5 من الباب 39 من هذه
الأبواب.
الباب 32
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 2: 165 / 6، وأورد صدره وذيله في الحديث 40 من الباب 8 من أبواب صفات القاضي.
(1) و (2) الحشر 59: 9.
(2) الكافي 2: 165 / 9.
377

(21808) 3 - محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن
محمد بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه
السلام) أنه قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (رحم
الله ولدا أعان والديه على بره) (1)، ورحم والدا أعان ولده على بره،
ورحم الله جارا أعان جاره على بره، رحم الله رفيقا أعان رفيقه على بره،
ورحم الله خليطا أعان خليطه على بره، ورحم الله رجلا أعان سلطانه على بره.
وفي (المجالس) عن علي بن الحسين بن شاذويه، عن محمد بن
عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه مثله (2).
(21809) 4 - عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن أحمد بن
إسحاق، عن بكر بن محمد قال: أكثر ما كان يوصينا به أبو عبد الله (عليه
السلام) البر والصلة.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1)، ويأتي ما يدل عليه (2).

(3) ثواب الأعمال: 221 / 1.
(1) ليس في المصدر.
(2) أمالي الصدوق: 237 / 5.
(4) قرب الإسناد: 21.
(1) تقدم في الحديث 14 من الباب 7، من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 12 من الباب
13، وفي الحديث 2 من الباب 28، وفي الباب 50 من أبواب الصدقة، وفي الحديث 34 من
الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديثين 2 و 35 من الباب 1 من أبواب الصوم
المندوب، وفي الحديث 5 من الباب 104، وفي الحديثين 22 و 24 من الباب 122، وفي
الأحاديث 1 - 4 من الباب 124 من أبواب أحكام العشرة، وفي الحديثين 5 و 8 من الباب 74
من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث 18 من الباب 1 من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث
7 من الباب 1 وفي الحديث 7 من الباب 3 من هذه الأبواب.
(2) يأتي في الحديث 1 من الباب 37 من هذه الأبواب.
378

33 - باب وجوب الستر على المؤمن وتكذيب من نسب
إليه السوء إلى أن يتيقن
(21810) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن
أحمد (1) عن محمد بن عيسى، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه
سبعين كبيرة.
(21811) 2 - محمد بن الحسين الرضا في (نهج البلاغة) عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال: أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة في (1)
دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال أما إنه قد يرمى
الرامي وتخطئ السهام، ويحيك (2) الكلام، وباطل ذلك يبور، والله
سميع وشهيد (ألا إنه ما بين الحق والباطل) (3) إلا أربع أصابع، وجمع
أصابعه ووضعها بين اذنه وعينه، ثم قال: الباطل أن تقول: سمعت،
والحق أن تقول: رأيت.
(21812) 3 - قال: وقال (عليه السلام): ليس من العدل القضاء على
الثقة بالظن.

الباب 33
فيه 4 أحاديث
(1) الكافي 2: 165 / 8.
(1) في نسخة: أحمد بن محمد (هامش المخطوط)...
وفي المطبوع: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل...
(2) نهج البلاغة 2: 32 / 137.
(1) ليس في المصدر.
(2) في المصدر: ويحيل.
(3) في المصدر: اما انه ليس بين الباطل والحق.
(3) نهج البلاغة 3: 202 / 220.
379

(21813) 4 - قال: وقال (عليه السلام): لا تظنن بكلمة خرجت من
أخيك (1) سوءا وأنت تجد لها في الخير محتملا.
أقول: وتقدم ما يدل ذلك في العشرة (2) وغيرها (3)، ويأتي ما
يدل عليه (4).
34 - باب استحباب خدمة المسلمين ومعونتهم بالجاه وغيره
(21814) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن
الخطاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن أبان، عن
صالح بن أبي الأسود رفعه عن أبي المعتمر قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه
السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيما مسلم خدم قوما
من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة.
(21815) 2 - علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عن حماد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله فرض التمحل (1)
في القرآن، قلت: وما التمحل (2) جعلت فداك؟ قال: أن يكون وجهك

(4) نهج البلاغة 3: 238 / 360، وأورده في الحديث 3 من الباب 161 من أبواب أحكام العشرة.
(1) في المصدر: أحد.
(2) تقدم في الحديثين 2 و 5 من الباب 151 وفي الأحاديث 20 و 21 و 22 من الباب 152 وفي الباب
157 وفي الحديث 4 من الباب 164 من أبواب أحكام العشرة.
(3) تقدم في الحديث 2 من الباب 21 وفي الحديث 2 من الباب 29، من هذه الأبواب، وفي الباب 8
من أبواب آداب الحمام.
(4) يأتي في الحديثين 1 و 13 من الباب 41 من أبواب الشهادات.
الباب 34
فيه 3 أحاديث
(1) الكافي 2: 166 / 1.
(2) تفسير القمي 1: 152.
(1) في نسخة: التحمل (هامش المخطوط) وكذلك المطبوع. وتمحل: إحتال (الصحاح - محل -
5: 1817).
(2) في المصدر: وما التحمل.
380

أعود (3) من وجه أخيك فتمحل له.
(21816) 3 - وعن أبيه، عن بعض رجاله رفعه عن أمير المؤمنين (عليه
السلام) قال: إن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة
ما ملكت أيديكم.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في أحاديث السفر (1) وغيره (2).
35 - باب وجوب نصيحة المؤمن
(21817) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي
منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن أن
يناصحه.
(21818) 2 - وعنهم، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن معاوية بن
وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن
النصيحة له في المشهد والمغيب.
(21819) 3 - وبالاسناد عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة

(3) في نسخة: اعرض (هامش المخطوط) وكذلك المصدر.
(3) تفسير القمي 1: 152.
(1) تقدم في الحديث 2 من الباب 46 وفي الباب 52 من أبواب آداب السفر.
(2) تقدم في الحديث 3 من الباب 80 وفي الحديث 8 من الباب 96 من أبواب جهاد النفس، وفي
الباب 122 من أبواب أحكام العشرة.
الباب 35
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 2: 166 / 1.
(2) الكافي 2: 166 / 2.
(3) الكافي 2: 166 / 3.
381

الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن
النصيحة.
(21820) 4 - وعن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه.
(21821) 5 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله
عليه وآله): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه
بالنصيحة لخلقه.
(21822) 6 - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم
بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه.
(21823) 7 - الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه)، عن أبيه، عن
المفيد، عن علي بن خالد المراغي، عن أحمد بن إسماعيل بن ماهان، عن
زكريا بن يحيى، عن بندار بن عبد الرحمن، عن سفيان بن الجراح، عن
عطاء بن يزيد، عن تميم الداري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): الدين نصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله (1)
ولائمة الدين (2) ولجماعة المسلمين.

(4) الكافي 2: 166 / 4.
(5) الكافي 2: 166 / / 5.
(6) الكافي 2: 166 / 6.
(7) أمالي الطوسي 1: 82.
(1) في المصدر زيادة: ولكتابه.
(2) في المصدر: وللأئمة في الدين.
382

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك (3).
36 - باب تحريم ترك نصيحة المؤمن ومناصحته
(21824) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبي حفص الأعشى، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه فقد خان الله ورسوله.
(21825) 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أيما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله.
(21826) 3 - وعنهم، عن ابن خالد، وعن أبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار عن محمد بن حسان جميعا، عن إدريس بن الحسن،
عن مصبح بن هلقام، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم
يبالغ فيها بكل جهده فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، قلت: ما تعني
بقولك: المؤمنين؟ قال: من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم.

(3) يأتي في الباب 36 من هذه الأبواب.
وتقدم ما يدل عليه في الباب 21 من هذه الأبواب، وفي الحديثين 23، 24 من الباب 122 من
أبواب أحكام العشرة.
الباب 36
فيه 6 أحاديث
(1) الكافي 2: 269 / 1.
(2) الكافي 2: 269 / 2.
(3) الكافي 2: 270 / 3، والمحاسن: 98 / 65، وعقاب الأعمال: 297 / 2.
383

(21827) 4 - وبالاسناد عنهما جميعا (1)، عن محمد بن علي، عن أبي
جميلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من مشى في حاجة
أخيه ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان الله ورسوله وكان الله خصمه.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي جميلة (2) والذي قبله عن
محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
إدريس بن الحسن.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن محمد بن علي (3)، والذي قبله عن
إدريس بن الحسن مثله.
(21828) 5 - وعنهم عن ابن خالد، عن بعض أصحابه، عن حسين بن
حازم، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه الله عز
وجل رأيه.
(21829) 6 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس، عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما
مؤمن مشى مع أخيه المؤمن فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1).

(4) الكافي 2: 270 / 4.
(1) في الكافي: وعنهما جميعا وهو بناء على السند السابق (منه. قده)
(2) عقاب الأعمال: 297 / 1.
(3) المحاسن: 98 / 64.
(5) الكافي 2: 270 / 5، وأورده عن المحاسن في الحديث 2 من الباب 23 من أبواب أحكام العشرة.
(6) الكافي 2: 270 / 6.
(1) تقدم في البابين 21، 35 من هذه الأبواب.
384

37 - باب تحريم ترك معونة المؤمن عند ضرورته.
(21830) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه
السلام) قلت: قوم عندهم فضول وباخوانهم حاجة شديدة وليس تسعهم
الزكاة، أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فان الزمان شديد؟ فقال
(عليه السلام): المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه،
فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه والتواصل والتعاون عليه، والمواساة
لأهل الحاجة، والعطف منكم تكونون على ما أمر الله فيهم رحماء بينكم
متراحمين.
(21831) 2 - وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، وعن أبي علي
الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن سعدان، عن
حسين بن أمين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من بخل بمعونة
أخيه والقيام له في حاجته إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يوجر
(21832) 3 - وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس
عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما
رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو
يقدر إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج عدة من أعدائنا يعذبه الله عليها يوم
القيامة.

الباب 37
فيه 5 أحاديث
(1) الكافي 4: 50 / 16.
(2) الكافي 2: 272 / 1، والمحاسن: 99 / 69، وعقاب الأعمال: 298 / 2.
(3) الكافي 2: 272 / 2.
385

ورواه البرقي في (المحاسن) عن إدريس بن الحسن عن يونس بن
عبد الرحمن (1)، والذي قبله عن سعدان بن مسلم، عن حسين بن أنس
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس (2)، والذي قبله عن محمد بن
الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن
الحسين بن أبان، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.
(21833) 4 - وعن أبي على الأشعري، عن محمد بن حسان، عن
محمد بن أسلم، عن الخطاب بن مصعب، عن سدير عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: لم يدع رجل معونة أخيه المسلم حتى يسعى فيها
ويواسيه إلا ابتلي بمعونة من يأثم ولا يوجر.
(21834) 5 - وعن الحسين بن محمد، عن معلى، عن محمد بن
عبد الله (1)، عن علي بن جعفر عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
سمعته قول: من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله
فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (2)، ويأتي ما يدل عليه (3).

(1) المحاسن: 99 / 68.
(2) عقاب الأعمال: 297 / 1.
(4) الكافي 2: 272 / 3.
(5) الكافي 2: 272 / 4.
(1) في المصدر: أحمد بن محمد بن عبد الله.
(2) تقدم في الأحاديث 5، 9، 10 من الباب 25 من هذه الأبواب.
(3) يأتي في البابين 38، 39 من هذه الأبواب.
386

38 - باب كراهة البخل على المؤمن
(21835) 1 - محمد بن علي بن الحسين في كتاب (الاخوان) بسنده عن
الرضا (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): إني
لأستحيي من ربي ان أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل
عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة لك
لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل.
أقول: وتقدم ما يدل على ذلك (1) ويأتي ما يدل عليه (2).
39 - باب تحريم منع المؤمن شيئا من عنده، أو من عند غيره
عند ضرورته.
(21836) 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، وعن أبي على الأشعري عن محمد بن حسان جميعا، عن
محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه وهو يقدر
عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة

الباب 38
فيه حديث واحد
(1) مصادقة الإخوان: 62 / 1.
(1) تقدم في الباب 37 من هذه الأبواب، وفي الحديث 2 من الباب 28، وفي البابين 38، 43 من
أبواب الصدقة، وفي الحديث 8 من الباب 49 من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث 8 من
الباب 41 من أبواب الأمر والنهي.
(2) يأتي في الباب 39 من هذه الأبواب، وفي الحديث 6 من الباب 23، وفي الباب 24 من أبواب
النفقات.
الباب 39
فيه 7 أحاديث
(1) الكافي 2: 272 / 1، والمحاسن: 100 / 71.
387

عيناه مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله،
ثم يؤمر به إلى النار.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان مثله (1).
(21837) 2 - وبالاسناد عن ابن سنان عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام) يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله عز وجل
يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل عرقه أو دمه (1) وينادي
مناد من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، قال: فيوبخ أربعين
يوما ثم يؤمر به إلى النار.
ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن سنان (2)، والذي قبله عن
محمد بن علي.
ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي نحوه (3).
(21838) 3 - وبالاسناد عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه
إياها قال الله عز وجل: ملائكتي ابخل عبدي على عبدي بسكنى الدنيا
وعزتي لا يسكن جناني ابدا.

(1) عقاب الأعمال: 286 / 1.
(2) الكافي 2: 273 / 2.
(1) في عقاب الأعمال: من عرقه أودية.
(2) المحاسن: 100 / 72.
(3) عقاب الأعمال: 286 / 1.
(3) الكافي 2: 273 / 3.
388

(21839) 4 - الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في (مجالسه) عن
أبيه، عن أحمد بن محمد بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن
أحمد بن يحيى، عن حسين بن محمد عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي
خلف، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما
رجل أتاه رجل مسلم في حاجة ويقدر على قضائها فمنعه إياها عيره الله
يوم القيامة تعييرا شديدا، وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت
قضاءها في يديك فمنعته إياها زهدا منك في ثوابها؟ وعزتي وجلالي لا
أنظر إليك في حاجة معذبا كنت أو مغفورا لك.
(21840) 5 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن
الحسين بن زيد عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) - في حديث
المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يمنع أحد الماعون
جاره، وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى
نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله - إلى أن قال: - ومن احتاج إليه اخوه
المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة - إلى
أن قال: - ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عز وجل.
(21841) 6 - وفي (عقاب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن
محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان،
عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن حبس
مؤمنا عن ماله وهو محتاج إليه لم يذقه الله من طعام الجنة ولا يشرب
من الرحيق المختوم.

(4) أمالي الطوسي 1: 96.
(5) الفقيه 4: 8 - 9 / 1، وأورد قطعة منه في الحديث 12 من الباب 7 من أبواب ما تجب فيه الزكاة.
(6) عقاب الأعمال: 286 / 2.
389

(21842) 7 - وبإسناده تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله) - في آخر خطبة خطبها - قال: ومن شكى إليه أخوه المسلم فلم
يقرضه حرم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين، ومن منع طالبا حاجته
وهو يقدر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار فقام إليه مالك بن عوف
فقال: وما يبلغ من خطيئة عشار يا رسول الله؟ فقال: على العشار في كل
يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن يلعن الله فلن تجد له
نصيرا.
جاء في آخر الأصل ما نصه: تم المجلد الثاني من كتاب: (تفصيل وسائل
الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة) ويتلوه - إن شاء الله تعالى - كتاب التجارة.
والحمد لله وحده، وصل الله على سيدنا محمد وآله.
وكتب بيده مؤلفه
محمد بن الحسن بن علي بن محمد
الحر غفر الله له ولهم.
وفرغ منه في شعبان سنة سبعين بعد
الألف من الهجرة.
وفق الله لاكماله والعمل به، بمحمد
وآله.
وكتب في هامش هذا الموضع من النسخة الثالثة بخط المصنف ما نصه: (بلغ قبالا
بحمد الله تعالى حرره مؤلفه محمد الحر).

(7) عقاب الأعمال: 341، وأورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 22 من هذه الأبواب، وأخرى في
الحديث 15 من الباب 7 من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وأخرى في الحديث 5 من الباب 6 من أبواب
الدين.
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
وتقدم ما يدل على المقصود في الباب 37 من هذه الأبواب، وفي الحديث 15 من الباب 7 من
أبواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر بالمعروف.
390