الكتاب: مختصر بصائر الدرجات
المؤلف: الحسن بن سليمان الحلي
الجزء:
الوفاة: ق ٩
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٣٧٠ - ١٩٥٠ م
المطبعة:
الناشر: منشورات المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف
ردمك:
ملاحظات: انتشارات الرسول المصطفى (ص) - قم

مختصر
بصائر الدرجات
تأليف
الشيخ الجليل حسن بن سليمان الحلي
تلميذ شيخنا الشهيد الأول من علماء
أوائل القرن التاسع
" الطبعة الأولى "
" حقوق الطبع محفوظة للناشر "
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف
1370 ه‍ - 1950 م
تعريف الكتاب 1

ترجمة مؤلف الكتاب
عز الدين الحسن بن سليمان الحلي
الشيخ الفقيه العلامة عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد ويقال:
سليمان بن خالد كما في [الأمل]. ولعل أحدهما جد المؤلف الأعلى. وعينه
شيخنا الأفندي في الرياض وشيخنا الرازي في [الحقايق الراهنة] في خالد
فساقا النسب من سليمان إلى محمد ومنه إلى خالد.
العاملي كما نص به شيخنا الشهيد الأول في اجارته له ولجمع من العلماء
في 13 شعبان 757 هج‍ وقد فات ذلك شيخنا الحر في [أمل الآمل] فلم
يذكره في القسم الأول المعقود لتراجم علماء [عامله] وإنما عده من رجال
القسم الثاني في علماء الأمصار المختلفة.
والظاهر أنه كان له هبوط في كل من مدينتي العلم [قم] المشرفة والحلة
الفيحاء، ولذلك يقال الحلي تارة والقمي أخرى. ولعل ذلك كان بعد
هجرته من البلاد العاملية أو ان الهجرة كانت لأبويه قبله فكان مولده
بإحدى المدينتين ومهجره إلى الأخرى.
وعلى أي فهو من تلامذة شيخنا الشهيد الأول، وفى [رياض العلماء]
المخطوط للشيخ عبد الله أفندي إنه من أجلتهم، ويروي عنه وعن السيد
بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، والشيخ محمد بن
إبراهيم بن محسن المطار آبادي.
وروى عن المترجم له الحسين بن محمد بن الحسن المصموني بإجازة
مؤرخة في 23 من المحرم 802 هج‍.
وروى الشيخ شمس الدين محمد جد شيخنا البهائي المتولد 822 هج‍
ترجمة المؤلف 2

والمتوفى 886 هج‍ الصحيفة السجادية عن الشيخ علي بن محمد بن علي (المحلى)
إجازة 851 هج‍ وهو قرأها على السيد تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدين
أحمد بن علي الهاشمي الزينبي وهو يرويها عن شيخنا المؤلف المترجم له.
والمتحصل من تعرف مشايخه ومن روى عنه إنه من علماء القرن
الثامن كما ذكره في [الحقايق الراهنة] كذلك، ولو فرضنا عند إجازة
الشهيد له 757 هج‍ بالغا مبالغ الرجال وفي أولياته قدر مولده بحدود 742 هج‍
ولا شك انه أدرك شيئا من القرن التاسع لحياته في تأريخ اجازته
للمصموني سنة 802 هج‍.
وعلى اي فهو ممن القي العلماء إليه ثقتهم واتخذوا كتبه مصادر لمؤلفاتهم
ووصفه العلامة المجلسي في الفصل الأول من مقدمة البحار بالفضل وذكر
له كتاب المختصر - بالخاء المعجمة والصاد المهملة - وقد اختصر فيه كتاب
(بصائر الدرجات) لسعد بن عبد الله القمي الثقة الجليل وأضاف إليه
أحاديث جمة من كتب معتبرة أخرى، وكتاب المحتضر - بالحاء المهملة
والضاد المعجمة - حاول فيه الرد على من حسب أن الذي يشهده المحتضر
ساعة الموت هو أثر ولاية الأئمة عليهم السلام ويصفهم لأشخاصهم، وأول
الأحاديث بما تأباه نصوصها لكن المؤلف أوضحها غاية الايضاح وبين
الغلط فيما ذهبوا إليه، وكتاب الرجعة وهو من مصادر (البحار) والكتاب
الأول هو الذي يشاهده القارئ الكريم امامه، والكتاب الثاني تحت
الطبع. وقد ناء بأمرهما الفاضل الشيخ محمد كاظم الكتبي الذي عرف بنشره
لآثار أئمة الهدى عليهم السلام ومآثر السلف الصالح.
ذكر العلامة المجلسي في الفصل الثاني من مقدمة البحار ان هذه الكتب
صالحة للاعتماد وان مؤلفها من العلماء الأمجاد; ويظهر منها غاية المتانة
والسداد، وأطراه شيخنا الحر العاملي في الأمل والعلامة السيد محمد باقر
الخونساري في كتابه (روضات الجنات) بالفضل والعقائد واعتمد
الأول عليه، وروى عنه في كتاب (الايقاظ من الهجعة) وجعل رسالة
ترجمة المؤلف 3

الرجعة له في عداد الكتب المعتبرة التي عول عليها فيه، وفى (رياض العلماء)
جاء (أنه محدث جليل فقيه، نبيل. وقد وجدت بخط الشيخ محمد بن علي
ابن الحسن الجباعي تلميذ الشيخ ابن فهد الحلي أنه قال: الحسن بن راشد
في وصف هذا الشيخ هكذا: الشيخ الصالح العابد الزاهد عز الدين الخ)
وفي كتاب صحيفة الأبرار ان المختصر وأسماه (المنتخب) كتاب
معروف معتبر. وأما أصل هذا الكتاب فهو كتاب بصائر الدرجات لأبي
القاسم سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري. وفى رجال الشيخ الطوسي:
جليل القدر صاحب تصانيف، وفى الفهرست أيضا: جليل القدر واسع
الأخبار كثير التصانيف ثقة; وعد كتبه ومنها بصائر الدرجات، وقال
الشيخ النجاشي في فهرسته: شيخ هذه الطائفة وفقيهها، ووجهها.
ووثقه جمال الدين أحمد بن طاووس كما في (التحرير الطاووسي)
وابن شهرآشوب المازندراني في (معالم العلماء) والعلامة المجلسي في (الوجيزة)
والشيخ البحراني في (بلغة الرجال) والشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه
(حاوي الأقوال) والشيخ الطريحي والشيخ عبد النبي الكاظمي في
كتابيهما (مشتركات الرجال)
ونقل رضي الدين ابن طاووس في كتابه (الاقبال) الاتفاق على ثقته
وفضله وعدالته. كما نفى الشيخ الشهيد الثاني في حاشيته على (الخلاصة)
الخلاف عن ثقته وجلالته وغزارة علمه، وأطراه ابن داود الحلي في
القسم الأول من " رجاله ". واما العلامة الشيخ عبد الله المامقاني في رجاله
فقد أغرق نزعا في إكباره واعظامه ولقد أعطي النصفة حقها فرحم الله
السالفين من علمائنا العاملين وسدد الله خطانا إلى ما فيه خير الأمة والدين.
محمد علي الاوردآبادي الغروي
ترجمة المؤلف 4

بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبد الله بن أبي خلف
القمي رحمه الله عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان أو غيره عن بشير
الدهان عن حمران بن أعين عن جعيد الهمداني وكان جعيد ممن خرج
مع الحسين بن علي عليهما السلام فقتل بكر بلا قال قلت للحسين بن علي
عليهما السلام بأي حكم تحكمون قال يا جعيد بحكم آل داود فإذا أعيينا عن
شئ يلقانا به روح القدس.
موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن الحسن بن علي الوشا قال
حدثني علي بن عبد العزيز عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أن
الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وجه عليا عليه السلام
إلى اليمن ليقضى بينهم فقال على " ع " فما وردت قضية الا حكمت فيها
بحكم الله عز وجل وحكم رسول الله " ص " فقال صدقوا فقلت وكيف
ذاك ولم يكن انزل القرآن كله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله
غائبا فقال كان يتلقي به روح القدس.
أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق بن سعيد عن الحسن بن عباس
ابن حريش عن أبي جعفر الثاني " ع " قال قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر
عليه السلام أن الأوصياء عليهم السلام محدثون يحدثهم روح القدس
ولا يرونه وكان علي " ع " يعرض على روح القدس ما يسأل فيوجس عن
1

نفسه أن قد أصبت الجواب فيخبر به فيكون كما كان.
إسماعيل بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل عبد الله بن إدريس
عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله " ع " عن علم الإمام
بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال يا مفضل
أن الله تبارك وتعالى جعل في النبي " ص " خمسة أرواح روح الحياة وبها
دب ودرج وروح القوة فبها نهض وجاهد عدوه وروح الشهوة فبها اكل
وشرب وأتى النساء من الحلال وروح الايمان فبها امر وعدل وروح
القدس فبها حمل النبوة ولما قبض النبي " ص " انتقل روح القدس فصار
في الامام " ع " وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو والأربعة
الأرواح تنام وتلهو وتزهو وبروح القدس كان يرى ما في شرق الأرض
وغربها وبرها وبحرها قلت جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده قال
نعم وما دون العرش.
موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن محمد بن سنان عن عثمان بن مروان
عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر " ع " قال إن الله عز وجل خلق الأنبياء
والأئمة عليهم السلام على خمسة أرواح روح الايمان وروح القوة وروح
الشهوة وروح الحياة وروح القدس فروح القدس من الله تعالى وسائر
هذه الأرواح يصيبها الحدثان وروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا تلعب
فبروح القدس يا جابر علمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن
النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي
بصير قال سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله عز وجل وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان فقال
خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله " ص "
يخبره ويسدده وهو مع الأئمة عليهم السلام من بعده.
عنه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي
2

جعفر عليه السلام في قوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت
تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من
عبادنا قال لقد انزل الله عز وجل ذلك الروح على نبيه " ص " وما صعد
إلى السماء منذ انزل انه لفينا.
عمران بن موسى عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي
ابن أسباط عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي قال سألت
أبا عبد الله " ع " عن العلم ما هو أعلم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أو في
كتاب عندكم تقرؤنه فتتعلمون منه قال الامر أعظم من ذلك وأوجب
اما سمعت قول الله عز وجل وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت
تدرى ما الكتاب ولا الايمان فقلت لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك
فقال بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله
تلك الروح التي ذكر في الكتاب فلما أو جبها الله إليه علم بها العلم والفهم
وهي الروح يعطيها الله من يشاء فإذا أعطاها علمه الفهم والعلم.
حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت
أبا عبد الله " ع " يقول ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى
قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد
صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة عليهم السلام يوفقهم ويسددهم وليس
كلما طلب وجد.
محمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن محمد بن سنان عن
المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال مثل روح المؤمن وبدنه
كجوهرة في صندوق إذا خرجت الجوهرة منه اطرح الصندوق ولم يعبأ به
وقال إن الأرواح لا تمازج البدن ولا تواكله وإنما هي كلل للبدن محيطة به
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد
الصيقل عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل ينزل الملائكة والروح
3

من امره على من يشاء من عباده فقال جبرئيل الذي نزل على الأنبياء والروح
تكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ويسددهم من عند الله وانه لا إله إلا الله
محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وبهما عبد الله عز وجل واستعبد الخلق على
هذا الجن والإنس والملائكة ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا انس ولا جن
الا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وما خلق الله عز وجل
خلقا الا لعبادة.
أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد البصري عن محمد بن سليمان عن أبيه
عن أبي بصير قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فذكر شيئا من امر
الامام إذا ولد فقال استوجب زيارة الروح في ليله القدر فقلت له جعلت
فداك أليس الروح جبرئيل فقال جبرئيل " ع " من الملائكة والروح
خلق أعظم من الملائكة أليس الله عز وجل يقول تنزل الملائكة والروح فيها
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت
له الامام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه فقال يورث كتبا
ويزداد في كل يوم وليلة ولا يوكل إلى نفسه.
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيي قال قلت لأبي
الحسن عليه السلام أخبرني عن الامام متى يعلم أنه امام أحين يبلغه ان
صاحبه قد مضى أو حين يمضى مثل أبى الحسن عليه السلام قبض ببغداد
وأنت هنا فقال يعلم ذلك حين يمضى صاحبه قلت بأي شئ قال يلهمه الله
عز وجل ذلك. محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته
يقول لما قضى محمد نبوته واستكمل أيامه أوحى الله عز وجل إليه يا محمد قد
قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم
الأكبر وميراث العلم والايمان واثار النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي
طالب عليه السلام فانى لن اقطع العلم والايمان والاسم والأكبر وميراث
4

العلم واثار علم النبوة في العقب من ذريتك كما لم اقطعها من بيوتات
الأنبياء عليهم السلام.
أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه والحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير
ومحمد بن الحسين أبى الخطاب ويعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن
أبيه عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل
ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان
تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به قال إنما عنى ان يؤدي الامام الأول
منا إلى الامام الذي يكون بعده الكتب والسلاح وقوله إذا حكمتم بين
الناس ان تحكموا بالعدل قال إذا ظهرتهم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم.
حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن موسى بن أكيل النميري عن العلا بن سيابه عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله عز وجل إذ هذا القران يهدى للتي هي أقوم قال يهدى إلى
الإمام عليه السلام.
حدثنا المعلى بن محمد البصري قال حدثنا محمد بن جمهور العمي عن سليمان
ابن سماعه عن عمر بن القسم الحضرمي عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله
عليه السلام ان الامام يعرف نطفة الامام التي يكون منها امام بعده.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن الحكم بن
مسكين عن عبيد بن زرارة وجماعة من أصحابنا قالوا سمعنا أبا عبد الله
عليه السلام يقول يعرف الامام الذي بعد الامام ما عند من كان قبله
في آخر دقيقة تبقى من الامام.
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيي عن ذريح
المحاربي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن أبي ونعم الأب " ص "
كان يقول لواجد ثلاثة رهط استودعتهم العلم وهم أهل لذلك ما يحتاج فيه
إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن
5

النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر عن أبي
عبد الله عليه السلام أو عمن رواه عن أبي عبد الله " ع " قال قلنا له الأئمة
بعضهم اعلم من بعض فقال نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القران واحد
حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن علي بن أسباط عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين " ع "
قال دخل أمير المؤمنين " ع " الحمام فسمع كلام الحسن والحسين " ع "
قد علا فخرج إليهما فقال لهما مالكما فداكما أبى وأمي فقالا اتبعك هذا
الفاجر يعنون ابن ملجم لعنه الله فظننا انه يريد أن يقتلك فقال دعاه
فوا الله ما أجلى الا له.
أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي محمود عن بعض أصحابنا
قال قلت للرضا عليه السلام الامام يعلم إذا مات فقال نعم حتى يتقدم في
الامر قلت علم أبو الحسن " ع " بالرطب والريحان المسمومين الذين بعث
بهما إليه يحيي بن خالد فقال نعم قلت فأكله وهو يعلم فقال نسيه لينفذ فيه الحكم
عبد الله بن محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن عبد الله بن مسافر
قال قال أبو جعفر عليه السلام في العشية التي اعتل فيها من ليلتها وهي
الليلة التي توفي فيها يا عبد الله ما أرسل الله نبيا من أنبيائه إلى أحد حتى اخذ
عليه ثلاثة أشياء قلت اي شئ هي يا سيدي قال الاقرار له بالعبودية والوحدانية
وان الله تعالى يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ونحن قوم أو نحن معشر إذا
لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه.
أيوب بن نوح عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله
عليه السلام قال ذكرت خروج الحسين بن علي " ع " وتخلف بن الحنفية
عنه فقال أبو عبد الله " ع " يا حمزة انى سأحدثك في هذا الحديث لا تسأل
عنه بعد مجلسنا هذا ان الحسين بن علي " ع " لما مثل متوجها دعا بقرطاس
فكتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم اما بعد
فإنه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام.
6

وعنه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن سعدان بن مسلم عن أبي عمران
رجلا من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما كانت الليلة التي
وعد بها علي بن الحسين عليه السلام قال لمحمد بن علي ابنه آتيني بوضوء
قال أبى فقمت فجئته بوضوء فقال لا نبغ هذا فان فيه شيئا ميتا قال فخرجت
فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميته فجئته بوضوء غيره فقال يا بني هذه الليلة
التي وعدت بها فأوصاني بناقته ان يحضر لها عصام ويقام لها علف فحصلت
لها ذلك فتوفى فيها عليه السلام فلما دفن لم تلبث ان خرجت حتى أتت القبر
فضربت بجرانها القبر ورغت وهملت عيناها فاتى محمد بن علي " ع " فقيل
له الناقة قد خرجت إلى القبر فأتاها فقال مه قومي الآن بارك الله فيك فثارت
حتى دخلت موضعها ثم لم تلبث ان خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها
ورغت وهملت عيناها فاتى محمد بن علي " ع " فقيل له ان الناقة قد خرجت
إلى القبر فأتاها فقال مه الآن قومي فلم تفعل فقال دعوها فإنها مودعة فلم
تلبث الا ثلاثة أيام حتى نفقت وانه كان ليخرج عليها إلى مكة
فيعلق السوط بالرحل فلم يقرعها حتى يدخل المدينة وروى أنه حج
عليها أربعين حجة.
عنه وإبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام الامام يعلم متى يموت قال نعم قلت فأبوك حيث بعث إليه
يحيي بن خالد بالرطب والريحان المسمومين علم به قال نعم قلت فأكله وهو
يعلم فيكون معينا على نفسه فقال لا انه يعلم قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج إليه
فإذا جاء الوقت القى الله تعالى على قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم.
سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن عبد الله
ابن القسم بن الحرث البطل عن أبي بصيرا وعمن رواه عن أبي بصير قال
قال أبو عبد الله عليه السلام اي امام لا يعلم ما يصيبه ولا إلى ما يصير امره
فليس ذلك بحجة الله على خلقه.
يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن
7

سالم عن أبي عبد الله " ع " قال مرض أبا جعفر عليه السلام مرضا شديدا
فخفت عليه فقال ليس علي من مرضي هذا بأس قال ثم مكث ما شاء الله ثم
اعتل علة خفيفة فجعل يوصينا ثم قال يا بني ادخل علي نفرا من أهل المدينة
حتى أشهدهم فقلت له يا أبة ليس عليك بأس فقال يا بني ان الذي جاءني فأخبرني
انى لست بميت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني انى ميت في مرضي هذا.
وعنهما عن محمد بن الفضيل عن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر قال
والله ما ترك الأرض منذ قبض الله آدم (ع) الا وفيها امام يهتدي به إلى
الله وهو حجة على عباده فلا تبقي الأرض بغير امام حجة الله على عباده.
وعنهم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر يفزع الناس في حلالهم
وحرامهم إليه فقال لا يا با يوسف وان ذلك في كتاب الله عز وجل قوله يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واصبروا على دينكم وصابروا
عدوكم ورابطوا امامكم فيما امركم وفرض عليكم.
أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران عن أبي
عبد الله (ع) قال لو بقي على الأرض اثنان لكان أحدهما حجة على صاحبه.
أحمد بن محمد بن أبي نصر قال كتب أبو الحسن الرضا (ع) إلى احمد
ابن عمر الحلال في جواب كتابته بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك
بأحسن عافية سألت عن الامام إذا مات بأي شئ يعرف الامام الذي بعده
الامام له علامات منها أن يكون أكبر ولده ويكون فيه الفضل وإذا اقدم
الركب المدينة قالوا إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان بن فلان والسلاح
فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل فكونوا مع السلاح أينما كان.
عن سليمان بن جعفر الجعفري قال سألت الرضا عليه السلام فقلت تخلو
الأرض من حجة فقال لو خلت الأرض من حجة طرفة عين لساخت باهلها
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشا عن علي بن قيس
قال لما قدم أبو عبد الله (ع) على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى على رأسه
8

وقال له إذا دخل علي فاضرب عنقه فلما دخل أبو عبد الله عليه السلام
على أبي جعفر فنظر " ع " إلى أبي جعفر فاستر شيئا في نفسه فيما بينه وبين
نفسه ولم يدر ما هو ثم أظهر (يامن يكفي خلقه كله ولا يكفيه أحدا كفني
شر عبد الله بن محمد بن علي) فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه
لا يبصره فقال أبو جعفر يا جعفر بن محمد لقد غثثتك في هذا الحر فانصرف
فخرج أبو عبد الله " ع " من عنده فقال أبو جعفر لمولاه ما منعك ان
تفعل ما أمرتك فقال لا والله ما أبصرته ولقد جاء شئ فحال بيني وبينه
قال أبو جعفر والله لئن حدثت بهذا الحديث أحدا لأقتلنك.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي عن
الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال كنت عند أبي عبد الله " ع "
بالمدينة وهو راكب حماره فنزل وقد كنا صرنا إلى السوق أو قريبا من
السوق قال فنزل وسجد وأطال السجود وانا انتظره ثم رفع رأسه فقلت
جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت فقال إني ذكرت نعمة الله علي فسجدت
قال قلت قريبا من السوق والناس يجيؤن ويذهبون فقال إنه لم يرني أحد.
علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد
ابن أبي نصر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر
عليه السلام قال رسول الله " ص " ليلة فقر اتيت يدا أبى لهب فقيل لام
جميل امرأة أبى لهب ان محمدا صلى الله عليه وآله لم يزل البارحة يهتف بك وبزوجك في
صلاته فخرجت تطلبه وهي تقول لئن رأيته لأسمعنه وجعلت تنشد من
أحس لي محمدا فانتهت إلى النبي صلى الله عليه وآله وأبو بكر جالس معه إلى جنب حايط
فقال أبو بكر يا رسول الله لو تنحيت هذه أم جميل وانا خايف ان تسمعك
ما تكرهه فقال إنها لم ترني ولن ترني فجاءت حتى قامت عليهما فقالت يا أبا بكر
رأيت محمدا صلى الله عليه وآله فقال لا فمضت قال أبو جعفر عليه السلام ضرب بينهما
حجاب أصفر.
عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن
9

محمد بن ملسم عن أبي جعفر " ع " قال سمعته يقول ليس عند أحد شئ
من حق ولا ميراث وليس أحد من الناس يقضى بحق ولا يعدل الا شئ
خرج منا أهل البيت وليس أحد يقضي بقضاء يصيب فيه الحق الا مفتاحه
قضاء علي " ع " فإذا كان الخطأ فمن قبلهم والصواب من قبلنا أو كما قال.
أحمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن
الحسين بن سعيد جميعا عن فضالة بن أيوب عن القسم بن بريد عن محمد بن
مسلم قال سألت أبا عبد الله " ع " عن ميراث العلم ما مبلغه أجوامع هو
من هذا العلم أم تفسير كل شئ من هذه الأمور التي نتكلم فيها فقال إن لله
عز وجل مدينتين مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب فيهما قوم لا يعرفون إبليس
ولا يعلمون بخلق إبليس نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ويسألونا
عن الدعاء فنعلمهم ويسألونا عن قايمنا متى يظهر وفيهم عبادة واجتهاد
شديد ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ لهم تقديس
وتمجيد ودعاء واجتهاد شديد لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم يصلي الرجل
منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجدته طعامهم التسبيح ولباسهم الورع
ووجوهم مشرقة بالنور وإذا رأوا منا واحد احتوشوه واجتمعوا إليه
واخذوا من اثره من الأرض يتبركون به لهم دوي إذا صلوا كأشد من
دوي الريح العاصف منهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قايمنا
يدعون الله عز وجل ان يريهم إياه وعمر أحدهم الف سنة إذا رأيتهم رأيت الخشوع
والاستكانة وطلب ما يقربهم إلى الله عز وجل إذا احتبسنا عنهم ظنوا ذلك
من سخط يتعاهدون أوقاتنا التي تأتيهم فيها فلا يسأمون ولا يفترون يتلون
كتاب الله عز وجل كما علمناهم وان ما في نعلمهم ما لو تلى على الناس
لكفروا به ولأنكروه يسألونا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن
لا يعرفونه فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون منا وسألوا لنا
البقاء وان لا يفقدونا ويعلمون ان المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة
ولهم خرجة مع الامام إذا قام يسبقون فيها أصحاب السلاح ويدعون الله
10

عز وجل أين يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه فهم كهول وشبان إذا رأى شاب
منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره، لهم طريق
اعلم به من الخلق إلى حيث يريد الامام " ع " فإذا أمرهم الامام بأمر قاموا
إليه أبد حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره لو أنهم وردوا على ما بين المشرق
والمغرب من خلق لأفنوهم في ساعة واحدة، لا يختل فيهم الحديد، لهم سيوف
من حديد غير هذا الحديد لو ضرب أحد بسيفه جبلا لقده حتى يفصله
ويغزو بهم الامام " ع " الهند والديلم والكرد والروم وبربر وفارس وبين
جابرسا إلى جابلقا وهما مدينتان واحدة بالمشرق وواحدة بالمغرب لا يأتون
على أهل دين الا دعوهم إلى الله عز وجل وإلى الاسلام والاقرار بمحمد
صلى الله عليه وآله والتوحيد وولايتنا أهل البيت فمن أجاب منهم ودخل
في الاسلام تركوه وأمروا عليه أميرا منهم ومن لم يجب ولم يقر بمحمد
ولم يقر بالاسلام ولم يسلم قتلوه حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون
الجبل أحد الا آمن.
حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن
عبد الله بن القسم عن سماعة بن مهران عمن حدثه عن الحسن بن حي وأبى
الجارود وذكراه عن أبي سعيد عقيصا الهمداني قال قال الحسن بن علي
عليهما السلام ان لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب على كل واحدة منهما
سور من حديد في كل سور سبعون الف مصراع ذهبا يدخل في كل
مصراع سبعون الف لغة آدمي ليس منها لغة الا وهي مخالفة للأخرى
وما منها لغة الا وقد علمناها وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيري وغير أخي
وانا الحجة عليهم.
وعنه عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربه الصيرفي عن محمد بن سليمان
عن يقطين الجواليقي عن فلفلة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله عز وجل
خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجدة خضراء وإنما خضرة السماء من خضرة
ذلك الجبل وخلق خلفه خلقا لم يفترض عليهم شيئا مما افترض على خلقه
11

من صلاة وزكاة وكلهم يلعن رجلين من هذه الأمة وسماهما.
أحمد بن الحسين عن علي بن ريان عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان
عن أبي الحسن الرضا " ع " قال سمعته يقول إن لله خلف هذا النطاف
زبر جدة خضراء منها اخضرت السماء قلت وما النطاف قال الحجاب ولله
عز وجل وراء ذلك سبعون الف عالم أكثر من عدد الجن والإنس وكلهم
يلعن فلانا وفلانا.
محمد بن هارون بن موسى عن أبي يحيي سهل بن زياد الواسطي عن
عجلان بن صالح قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قبة آدم " ع "
فقلت هذه قبة آدم فقال نعم والله ولله عز وجل قباب كثيرة اما ان لخلف
مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيؤون بنورها
لم يعصوا الله طرفة عين، لا يدرون أخلق الله عز وجل آدم " ع " أم لم يخلقه
يبرؤون من فلان وفلان قيل له كيف هذا وكيف يبرؤون من فلان وفلان
وهم لا يدرون ان الله خلق آدم " ع " أم لم يخلقه فقال للسائل عن ذلك
أكنت تلعن إبليس قال لا الا بالخبر فقال إذا أمرت بلعنه والبراءة منه قال
نعم فقال فكذلك امر هؤلاء.
محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الصمد بن
بشير عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال إن من وراء شمسكم
هذه أربعين عين شمس ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاما فيها خلق
كثير ما يعلمون ان الله عز وجل خلق آدم أم لم يخلفه وان من وراء قمركم
هذا أربعين قرصا من القمر ما بين القرص إلى القرص أربعون عاما فيها
خلق كثير لا يعلمون ان الله عز وجل خلق آدم أم لم يخلقه قد ألهموا كما
ألهمت النحلة بلعن الأول والثاني في كل الأوقات وقد وكل ملائكة
متى لم يلعنوا عذبوا.
يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله " ع "
يرفعه إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال إن الله عز وجل مدينتين أحدهما
12

بالمشرق والأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد يدور على كل واحدة
منهما سبعون الف الف مصراع ذهبا وفيها سبعون الف الف لغة يتكلم أهل
كل لغة بخلاف لغة صاحبها وانا اعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وحجة
غيري وغير الحسين أخي صلوات الله عليهما.
حدثني الحسن بن عبد الصمد قال حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان قال
حدثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع)
قال إن لله عز وجل مدينة بالمشرق اسمها جابلقا لها اثني عشر الف باب من
ذهب بين كل باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ على كل باب برج فيه اثنى
عشر الف مقاتل يلهبون الخيل ويستحذون السيوف والسلاح ينتظرون
قيام قايمنا، وان لله عز وجل بالمغرب مدينة يقال لها جابرسا لها اثنى عشر
الف باب من ذهب بين كل باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ على كل باب برج
فيه اثني عشر الف مقاتل يلهبون الخيل ويشحذون السلاح ينتظرون قايمنا
وانا الحجة عليهم.
وعنه عن الحسن بن علي بن أبي عثمان قال حدثنا العباد بن عبد الخالق
عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام وعن محمد بن سنان عن المفضل بن
عمر عن أبي عبد الله " ع " قال إن لله عز وجل اثنى عشر الف عالم كل عالم
منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ما يرى كل عالم منهم ان لله
عالما غيرهم وانا الحجة عليهم.
حدثنا معاوية بن حكيم عن إبراهيم بن أبي سماك قال كتبت إلى أبي
الحسن الحسن الرضا عليه السلام انا قد روينا عن أبي عبد الله عليه السلام
ان الامام لا يغسله الا الامام وقد بلغنا هذا الحديث فما تقول فيه فكتب
إلي ان الذي بلغك هو الحق قال فدخلت عليه بعد ذلك فقلت له أبوك من
غسله ومن وليه فقال لعل الذين حضروه أفضل من الذين تخلفوا عنه
قلت ومن هم قال حضروه الذين حضروا يوسف ملائكة الله ورحمته.
أبو يوسف يعقوب إبراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن السلماني عن
13

حبيش بن المعتمر عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال دعاني رسول الله
صلى الله عليه وآله فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله انهم
قوم كثير ولهم سن وانا شاب حدث فقال يا علي إذا صرت بأعلى العقبة أفيق
فناد بأعلى صوتك يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤكم السلام
قال فذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم
مقبلون نحوي مشرعون رماحهم مسوون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون
سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله
يقرؤكم السلام قال فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى الا ارتجت بصوت
واحد وعلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليك السلام فاضطربت قوايم القوم
وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من بين أيديهم وأقبلوا إلي مسرعين
فأصلحت بينهم وانصرفت.
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب
عن أبي عبيدة الحذاء وزرارة بن أعين عن أبي جعفر " ع " قال لما قتل
الحسين بن علي عليهما السلام أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين
عليهما السلام فحلى به ثم قال يا بن أخي قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله
كانت الوصية منه والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين " ع " وقد قتل أبوك " ع " ولم يوص
وانا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي " ع " في سني وقديمي وانا أحق
بها منك في حداثتك لا تنازعني الوصية والإمامة ولا تجانبني فقال له علي
ابن الحسين " ع " يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق انى أعظك أن تكون
من الجاهلين، ان أبى " ع " يا عم أوصى إلى في ذلك قبل أن يتوجه
إلى العراق وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة وهذا سلاح رسول
الله صلى الله عليه وآله
عندي فلا تتعرض لهذا فانى أخاف عليك نقص العمر وتشتت
الحال، ان الله تبارك وتعالى لما صنع الحسين عليه السلام مع معاوية ما صنع
إلى أن لا يجعل الوصية والإمامة الا في عقب الحسين " ع " فان رأيت أن
14

تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك
قال أبو جعفر عليه السلام وكان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر
فقال علي بن الحسين (ع) لمحمد بن علي آته يا عم وابتهل إلى الله عز وجل
ان ينطق لك الحجر ثم سله عما ادعيت فابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا
الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين (ع) اما انك يا عم لو كنت وصيا
واماما لأجابك فقال له محمد فادع أنت يا بن أخي فاسأله فدعا الله علي بن
الحسين عليه السلام بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء
والأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الامام والوصي بعد الحسين
فتحرك الحجر حتى كاد ان يزول عن موضعه ثم أنطقه الله بلسان عربي
مبين فقال اللهم ان الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي عليهما السلام
إلى علي بن الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرف
محمد بن علي بن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين عليهما السلام.
محمد بن عبد الجبار قال حدثني جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من
أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركن
الغربي فجازه فقال له الركن يا رسول الله الست قعيدا من قواعيد بيت ربك
فما بالي لا استسلم فدنى منه النبي صلى الله عليه وآله فاستسلمه وقال اسكن
عليك السلام غير مهجور.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد الجوهري
عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال سم رسول الله صلى الله عليه وآله
يوم خيبر فتكلم اللحم فقال يا رسول الله صلوات الله عليك وعلى آلك اني
مسموم فقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته اليوم قطعت مطاياي
الأكلة التي أكلتها بخيبر وما من نبي ولا وصى إلا شهيد.
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر
عليه السلام قال إني لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالسا إذ نظرت إلى جان
15

قد اقبل من ناحية المسعى حتى دنى من الحجر فطاف بالبيت أسبوعا ثم إنه
أتى المقام فقام على ذنبه فصلى ركعتين وذاك عند زوال الشمس فبصر
به عطا وأناس من أصحابه فاتوني فقالوا يا أبا جعفر اما رأيت هذا الجان
فقلت رايته وما صنع ثم قلت لهم انطلقوا إليه وقولوا يقول لك محمد بن علي
عليهما السلام ان البيت يحضره أعبد وسودان وهذه ساعة خلق منه وقد
قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم فلو خففت وانطلقت قال فكوم
كومة من بطحاء المسجد برأسه ثم وضع ذنبه عليها ثم مثل في الهواء.
الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن
كثير الهاشمي عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول كان رسول الله صلى الله عليه وآله
ذات يوم قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه
وضرب بجرانه الأرض ورغى فقال له رجل من القوم يا رسول الله
أيسجد لك هذا الجمل فان سجد لك فنحن أحق ان نفعل فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله بل اسجدوا لله ان هذا الجمل يشكو أربابه ويزعم أنهم
أنتجوه صغيرا فاعتملوه فلما كبر وصار عورا كبيرا ضعيفا أرادوا
نحره فشكى ذلك إلي فداخل رجلا من القوم ما شاء الله ان يداخله من
الانكار لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر أبو بصير انه عمر فقال أنت
تقول ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لو أمرت أحدا ان يسجدا لاحد لأمرت
المرأة ان تسجد لزوجها ثم أنشأ أبو عبد الله (ع) فقال ثلاثة من البهائم
تكلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله الجمل والذئب والبقرة
فاما الجمل فكلامه الذي سمعت واما الذئب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكى إليه
الجوع فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله أصحاب الغنم فقال افرضوا للذئب شيئا
فشحوا فذهب ثم عاد الثانية فشكى الجوع فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله فشحوا
ثم عاد الثالثة فشكى الجوع فدعاهم فشحوا فقال رسول الله " ص " اختلف
إلى حده ولو أن رسول الله " ص " فرض للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه
16

شيئا حتى تقوم الساعة واما البقرة فإنها إذ تنبئ " 1 " النبي " ص " وكانت
في محلة بني سالم من الأنصار فقالت يا آل ذريح عمل نجيح صايح يصيح بلسان
عربي فصيح بان لا إله إلا الله رب العالمين ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله سيد
النبيين وعلي عليه السلام سيد الوصيين.
باب الكرات وحالاتها وما جاء فيها
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن
مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام
قال لبس من مؤمن الأولة قتلة وموتة انه من قتل نشر حتى يموت ومن
مات نشر حتى يقتل ثم تلوت على أبي جعفر عليه السلام هذه الآية (كل
نفس ذائقة الموت) فقال ومنشورة قلت قولك ومنشورة ما هو فقال
هكذا انزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله (كل نفس ذائقة الموت)
ومنشورة ثم قال ما في هذه الأمة أحد بر ولا فاجر الا فينشر اما المؤمنون
فينشرون إلى قرة أعينهم واما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم ألم
تسمع ان الله تعالى يقول (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب
الأكبر) وقوله (يا أيها المدثر قم فأنذر) يعنى بذلك محمدا صلى الله عليه وآله قيامه في
الرجعة ينذر فيها وقوله (انها لإحدى الكبر نذير للبشر) يعني محمدا صلى الله عليه وآله
نذير للبشر في الرجعة وقوله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال يظهره الله عز وجل في
الرجعة وقوله (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديدا) هو علي بن أبي

(1) آذنت بالنبي " ص " ودلت عليه و كانت في نخل لبني سالم
[بصائر]
17

طالب صلوات الله عليه إذا رجع في الرجعة قال جابر قال أبو جعفر (ع)
قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله عز وجل ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين) قال هو انا إذا خرجت انا وشيعتي وخرج عثمان بن
عفان وشيعته ونقتل بني أمية فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسين
الميثمي عن محمد بن الحسين عن أبان بن عثمان عن موسى الحناط قال سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول أيام الله ثلاثة يوم يقوم القائم عليه السلام
ويوم الكرة ويوم القيامة.
أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن يوسف بن عميره عن أبي
داود عن بريدة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله كيف أنت إذا استيئت
أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء وأهل
الأرض فقلت يا رسول الله بعد الموت فقال والله ان بعد الموت هدى
وايمانا ونورا قلت يا رسول الله اي العمرين أطول قال الآخر بالضعف
وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جميل بن دراج عن المعلي
ابن خنيس وزيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قالا سمعناه يقول إن
أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي عليهما السلام ويمكث في
الأرض أربعين سنة حتى يسقط حاجباه على عينيه.
وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن إبراهيم بن المستنير عن
معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يقول الله تعالى (فان له
معيشة ضنكا) فقال هي والله للنصاب قلت فقد رأيناهم في دهرهم الأطول
في الكفاية حتى ماتوا فقال والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة.
وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (ع)
قال قلت له قول الله عز وجل (انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) قال ذلك والله في الرجعة اما علمت أن أنبياء
الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا فذلك
18

في الرجعة قلت واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون
الصيحة بالحق يوم الخروج قال هي الرجعة.
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وعبد الله بن محمد بن عيسى
عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال كرهت ان أسأل
أبا جعفر عليه السلام فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها فقلت
أخبرني عمن قتل مات، قال لا الموت موت والقتل قتل فقلت ما أجد قولك
قد فرق بين القتل والموت في القرآن (فقال أفإن مات أو قتل وقال ولئن
متم أو قتلتم لألي الله تحشرون) فليس كما قلت يا زرارة فالموت موت والقتل
قتل وقد قال الله عز وجل ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا قال فقلت
ان الله عز وجل يقول كل نفس ذائقة الموت أفرأيت من قتل لم يذق
الموت فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ان من قتل لابد ان
يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال سمعته يقول في الرجعة من مات من المؤمنين
قتل ومن قتل منهم مات.
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة
المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إنه
بلغ رسول الله عن بطنين من قريش كلام تكلموا به فقال يرى محمد ان لو قد
قضى ان هذا الامر يعوذ في أهل بيته من بعده فاعلم رسول الله " ص "
ذلك فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه فقال كيف أنتم معاشر قريش
وقد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي اضرب وجوهكم
ورقابكم بالسيف قال فنزل جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد قل إن شاء الله
أو يكون ذلك علي بن أبي طالب " ع " إن شاء الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
أو يكون ذلك علي بن أبي طالب إن شاء الله فقال جبرائيل عليه السلام
19

واحدة لك واثنتان لعلي بن أبي طالب " ع " وموعد كم السلم قال أبان
جعلت فداك وأين السلم فقال " ع " يا ابان السلم من ظهر الكوفة.
أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر بن سعد عن محمد بن خالد البرقي عن أبي
حمزة الثمالي قال قال أبو جعفر عليه السلام كان أمير المؤمنين " ع " يقول
من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان والباكي على
أهل النهروان ان من لقي الله عز وجل مؤمنا بان عثمان قتل مظلوما لقي الله
عز وجل ساخطا عليه ويدرك الدجال فقال رجل يا أمير المؤمنين فان مات
قبل ذلك قال يبعث من قبره حتى يؤمن به وان رغم انفه.
أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن الحكم
عن المثنى بن الوليد الحناط عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قول
الله عز وجل ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل
سبيلا، قال في الرجعة.
وعنه ومحمد بن إسماعيل بن عيسى عن علي بن الحكم عن رفاعة بن
موسى عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر عليه السلام قال كنت مريضا
بمنى وأبى " ع " عندي فجاءه الغلام فقال هاهنا رهط من العراقيين يسئلون
الأذن عليك فقال أبى " ع " أدخلهم الفسطاط وقام إليهم فدخل عليهم
فما لبث ان سمعت ضحك أبى عليه السلام قد ارتفع فأنكرت ووجدت في
نفسي من ضحكه وانا في تلك الحال ثم عاد إلي فقال يا أبا جعفر عساك
وجدت في نفسك من ضحكي فقلت وما الذي غلبك منه الضحك جعلت
فداك فقال إن هؤلاء العراقيين سألوني عن امر كان مضى من اباءك
وسلفك يؤمنون به ويقرون فغلبني الضحك سرورا ان في الخلق من يؤمن
به ويقر فقلت وما هو جعلت فداك قال سألوني عن الأموات متى يبعثون
فيقاتلون الاحياء على الدين.
وعنهما عن علي بن الحكم عن حنان بن سدير عن أبيه قال سألت
أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة فقال القدرية تنكرها ثلاثا.
20

محمد بن الحسين بن الخطاب عن وهب بن حفص النخاس عن أبي بصير
قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت انا نتحدث ان عمر بن ذر
لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمد صلى الله عليه وآله فقال إن مثل ابن ذر
مثل رجل في بني إسرائيل يقال له عبد ربه وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة
فمات فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده إذا خرج عليهم من قبره
؟ ينفض التراب من رأسه ويقول لهم كيت وكيت.
وعنه بهذا الاسناد قال سألت أبا جعفر " ع " عن قول الله عز وجل
(ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل
الله فيقتلون ويقتلون) إلى اخر الآية فقال ذلك في الميثاق ثم قرأت التائبون
العابدون إلى اخر الآية فقال أبو جعفر عليه السلام لا تقرأ هكذا ولكن
اقرأ التائبين العابدين إلى آخر الآية ثم قال إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم
الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة ثم قال أبو جعفر " ع "
وما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة من مات بعث حتى يقتل ومن قتل
بعث حتى يموت.
أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن سالم
قال حدثنا نوح بن دراج عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد خطبنا يوم الفتح، أيها الناس
لأعرفنكم ترجعون بعدي كفار أيضرب بعضكم رقاب بعض ولئن فعلتم
لتعرفني أضربكم بالسيف ثم التفت عن يمينه فقال الناس غمزه جبرئيل " ع "
فقال له أو علي عليه السلام.
وعنه ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور
ابن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال لا يسأل
في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا قلت له فسائر
الناس فقال يلهى عنه
وعنه ومحمد بن عبد الجبار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن
21

الحسن بن علي بن فضال عن حميد بن المثنى العجلي عن شعيب الحذاء عن أبي
الصباح الكناني قال سألت أبا جعفر " ع " فقلت جعلت فداك اكره ان
أسميها له فقال لي هو أعن الكرات تسألني، فقلت نعم فقال تلك القدرة
ولا ينكرها الا القدرية لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها ان رسول الله
صلى الله عليه وآله أتى بقناع من الجنة عليه عذق يقال له سنة فتناولها
رسول الله صلى الله عليه وآله سنة من كان قبلكم.
وعنهم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي المغري حميد بن المثنى عن
داود بن راشد عن حمران بن أعين قال قال أبو جعفر " ع " لنا ولسوف
يرجع جاركم الحسين بن علي عليهما السلام ألفا فيملك حتى تقع حاجباه على
عينيه من الكبر.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن فضال عن الحسين بن علوان
عن محمد بن داود العبدي عن الأصبغ بن نباتة ان عبد الله بن الكواء
اليشكري قام إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه فقال يا أمير المؤمنين ان
أبا المعتمر تكلم آنفا بكلام لا يحتمله قلبي فقال وما ذاك، قال يزعم انك
حدثته انك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول انا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر
سنا من أبيه فقال أمير المؤمنين " ع " فهذا الذي كبر عليك قال نعم فهل
تؤمن أنت بهذا وتعرفه فقال نعم ويلك يا ابن الكوا أفقه عنى أخبرك عن
ذلك أن عزير اخرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة
فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه فرجع إلى أهله وهو
ابن خمسين سنة فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ورد الله عزيرا في السن
الذي كان به فقال له ما يريد فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سل عما بدا
لك فقال نعم ان أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت فقال
أمير المؤمنين " ع " نعم تكلم بما سمعت ولا تزد في الكلام فما قلت لهم قال قلت
لا أؤمن بشئ مما قلتم فقال له أمير المؤمنين " ع " ويلك ان الله عز وجل
ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم
22

إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك قال فكبر على ابن الكواء
ولم يهتد له فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ويلك تعلم أن الله عز وجل
قال في كتابه واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فانطلق بهم معه
ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملاء من بني إسرائيل ان ربي قد كلمني فلو أنهم
سلموا ذلك له وصدقوا به لكان خيرا لهم ولكنهم قالوا لموسى عليه السلام
لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة قال الله عز وجل فاخذتهم الصاعقة
يعني الموت وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون
افترى يا بن الكوا ان هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن
الكواء وما ذاك ثم أماتهم مكانهم فقال له أمير المؤمنين " ع " ويلك أوليس
قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم
المن والسلوى فهذا بعد الموت إذ بعثهم وأيضا مثلهم يا بن الكوا الملاء من
بني إسرائيل حيث يقول الله عز وجل ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم
وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم وقوله أيضا في عزير
حيث أخبر الله عز وجل فقال أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على
عروشها فقال إني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله واخذه بذلك الذنب
مائة عام ثم بعثه ورده إلى الدنيا فقال كم لبثت فقال لبثت يوما أو بعض يوم
فقال بل لبثت مائة عام فلا تشكن يا بن الكوا في قدرة الله عز وجل.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط
عن عبد الرحمن بن القصير عن أبي جعفر " ع " قال قرأ هذه الآية ان الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم فقال هل تدري من يعنى فقلت يقاتل
المؤمنون فيقتلون ويقتلون فقال لا ولكن من قتل من المؤمنين رد حتى
يموت ومن مات رد حتى يقتل وتلك القدرة فلا تنكرها.
وعنه عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين عن
أبي جعفر " ع " قال قلت له كان في بني إسرائيل شئ لا يكون هاهنا مثله
فقال لا فقلت فحدثني عن قول الله عز وجل ألم تر إلى الذين خرجوا من
23

ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم حتى نظر الناس
إليهم ثم أماتهم من يومهم أو ردهم إلى الدنيا فقال بل ردهم إلى الدنيا حتى
سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء
الله ثم ماتوا بالآجال.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سمعت حمران بن
أعين وأبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث انهما
سمعا أبا عبد الله " ع " يقول أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا
الحسين بن علي عليهما السلام وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع
الامن محض الايمان محضا أو محض الشرك محضا.
وعنهما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن بكير بن
أعين قال قال لي من لا أشك فيه يعني أبا جعفر (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وعليا عليه السلام سيرجعان.
وعنهما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن الفضيل بن
يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا
الرجعة فان قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا اما اليوم فلا نقول
فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه
فلا تتألفونهم بالكلام.
وعنهما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال سألت
أبا عبد الله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال إن
هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه وقد قال الله عزو جل بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله.
السندي بن محمد البزاز عن صفوان بن يحيى عن رفاعة بن موسى عن
عبد الله بن عطا عن أبي جعفر عليه السلام قال كنت اشتكى ونحن بمنى
شكوى شديدة فدخل على أبي (ع) رجل من أهل الكوفة فقال لأبى (ع)
24

ان لنا إليك حاجة فأشار إليهم إلى الفسطاط واتبعهم فلم البث ان سمعت ضحكه
مستعليا ثم رجع إلي وهو يضحك وقد وجدت من ضحكه وانا بي وجع
فقلت لقد غلبك الضحك فقال إن هؤلاء سألوني عن امر ما كنت أرى ان
أحدا اعلمه من أهل الدنيا غيري فقلت عمن سألوك فقال سألوني عن الأموات
متى يبعثون يقاتلون الاحياء عن الدين.
يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى بن
عبيد وإبراهيم بن محمد عن بن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال حدثنا محمد
ابن الطيار عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل ويوم نحشر من
كل أمة فوجا فقال ليس أحد من المؤمنين قتل الأسير جع حتى يموت
ولا أحد من المؤمنين مات الأسير جع حتى يقتل.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن أبي محمد يعني أبا بصير قال قال لي أبو جعفر (ع)
ينكر أهل العراق الرجعة قلت نعم قال اما يقرؤن القرآن ويوم نحشر
من كل أمة فوجا الآية.
وعند عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن عمر بن يزيد عن
عمر بن أبان عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (ع) قال كأني بحمران
ابن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن المغيرة عمن حدثه عن
جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل عن قول الله عز وجل
(ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم) فقال يا جابر أتدري ما سبيل الله قلت
لا والله الا إذا سمعت منك فقال القتل في سبيل علي " ع " وذريته فمن قتل
في ولايته قتل في سبيل الله وليس أحد يؤمن بهذه الآية الا وله قتلة
وميتة انه من قتل فينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل.
أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن
فيض بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وتلي هذه الآية
25

(وإذ اخذ الله ميثاق النبيين) الآية قال ليؤمنن برسول الله صلى الله
عليه وآله ولينصرن عليا أمير المؤمنين عليه السلام قال نعم والله من لدن
آدم " ع " فهلم جرا فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد جميعهم إلى الدنيا حتى
يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع).
وعنه عن علي بن النعمان عن عامر بن معقل قال حدثني أبو حمزة الثمالي
عن أبي جعفر قال قال لي يا أبا حمزة لا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله
ولا تضعوا عليا دون ما وضعه الله كفى بعلي عليه السلام ان يقاتل أهل
الكرة ويزوج أهل الجنة.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مسروق
عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر " ع " في قول الله عز وجل
(يا أيها المدثر قم فأنذر) يعني بذلك محمدا صلى الله عليه وآله وقيامه في
الرجعة ينذر فيها وفي قوله (انها لإحدى الكبر نذيرا) يعنى محمدا " ص "
نذيرا للبشر في الرجعة وفى قوله انا أرسلناك كافة للناس في الرجعة.
وبهذا الاسناد عن أبي جعفر " ع " ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه
كان يقول إن المدثر هو كاين عند الرجعة فقال له رجل يا أمير المؤمنين
أحياة قبل القيامة ثم موت فقال له عند ذلك نعم والله لكفرة من الكفر
بعد الرجعة أشد من كفرات قبلها.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين
ابن علي الوشا عن أحمد بن عايذ عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال عن أبي
عبد الله " ع " قال سمعته يقول اني سألت الله عز وجل في إسماعيل ان
يبقيه بعدي فأبى ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أن يكون أول منشور في
عشرة من أصحابه وفيهم عبد الله بن شريك العامري وفيهم صاحب الراية
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن سعد ان عن عبد الله بن
القاسم الحضرمي عن عبد الكريم بن عمر والخثعمي قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول إن إبليس قال انظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك
26

عليه فقال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فإذا كان يوم الوقت
المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم
الوقت المعلوم وهي اخر كرة يكرها أمير المؤمنين عليه السلام فقلت وانها
لكرات قال نعم انها لكرات وكرات ما من امام في قرن الا ويكر؟؟
البر والفاجر في دهره حتى يديل الله المؤمن الكافر فإذا كان يوم الوقت
المعلوم كر أمير المؤمنين (ع) في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه ويكون
ميقاتهم في ارض من أراضي الفرات يقال لها الروحا قريب من كوفتكم
فيقتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز وجل العالمين فكأني انظر إلى
أصحاب علي أمير المؤمنين قد رجعوا إلى خلفهم القهقري مائة قدم وكأني
انظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار
عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر رسول الله صلى الله عليه وآله
بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقري ناكصا على عقبيه
فيقولون له أصحابه أين تريد وقد ظفرت فيقول انى أرى مالا ترون انى أخاف
الله رب العالمين فيلحقه النبي صلى الله عليه وآله فيطعنه طعنة بين كتفيه
فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك
به شيئا ويملك أمير المؤمنين عليه السلام أربعا وأربعين الف سنة حتى يلد
الرجل من شيعة علي عليه السلام الف ولد من صلبه ذكرا في كل سنة ذكرا
وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله
وعنه عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن الحسين بن أحمد
المعروف بالمنقري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي " ع " فاما يوم
القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة وبعث إلى النار.
أيوب بن نوح والحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن العباس
ابن العامر القصباني عن سعيد عن داود بن راشد عن حمران بن أعين عن أبي
جعفر (ع) قال إن أول من يرجع لجاركم الحسين (ع) فيملك حتى
27

تقع حاجباه على عينيه من الكبر.
أبو عبد الله أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن عبد الله بن قبيصة
المهلي عن أبيه عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (ع) في كتاب الكرات
في قول الله عز وجل يوم هم على النار يفتنون قال يكسرون في الكرة
كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شئ إلى شبهه يعني إلى حقيقته.
محمد بن عيسى بن عبيد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد
عن أبي إبراهيم " ع " قال قال لترجعن نفوس ذهبت وليقتص يوم يقوم
أو من عذب يقتص بعذابه ومن أغيظ أغاظ بغيظه ومن قتل اقتص بقتله
ويرد لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا
ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثارهم وشفوا أنفسهم ويصير عدوهم
إلى أشد النار عذابا ثم يوقفون بين يدي الجبار عز وجل فيؤخذ لهم بحقوقهم.
وبهذا الاسناد عن الحسن بن راشد قال حدثني محمد بن عبد الله بن
الحسين قال دخلت مع أبي على أبي عبد الله " ع " فجرى بينهما حديث فقال
أبى لأبي عبد الله " ع " ما تقول في الكرة قال أقول فيها ما قال الله عز وجل
وذلك أن تفسيرها صار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يأتي هذا الحرف
بخمس وعشرين ليلة قول الله عز وجل تلك إذا كرة خاسرة إذا رجعوا
إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم فقال له أبى يقول الله عز وجل (فإنما هي زجرة
واحدة فإذا هم بالساهرة) أي شئ أراد بهذا فقال إذا انتقم منهم وماتت
الأبدان بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت.
حدثني جماعة من أصحابنا عن الحسن بن علي بن أبي عثمان وإبراهيم
ابن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال سألت أبا عبد الله " ع "
عن قول الله عز وجل (وجعلكم أنبياء وجعلكم ملوكا) فقال الأنبياء
رسول الله صلى الله عليه وآله وإبراهيم وإسماعيل وذريته والملوك الأئمة
عليهم السلام قال فقلت وأي ملك أعطيتم فقال ملك الجنة وملك الكرة.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن
28

النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن المعلى بن عثمان عن المعلى بن
خنيس قال قال لي أبو عبد الله " ع " أول من يرجع إلى الدنيا الحسين
ابن علي عليهما السلام فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر قال
فقال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ان الذي فرض عليك
القران لرادك إلى معاد قال نبيكم صلى الله عليه وآله راجع إليكم.
محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سفيان البزاز عن عمرو بن شمر
عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لعلي (ع) في الأرض
كرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتى ينتقم له من أمية
ومعاوية وآل معاوية ومن شهد حربه ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ
من أهل الكوفة ثلاثين ألفا ومن سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهما بصفين
مثل المرة الأولى حتى يقتلهم ولا يبقى منهم مخبر ثم يبعثهم الله عز وجل
فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون وآل فرعون ثم كرة أخرى مع رسول الله
صلى الله عليه وآله حتى يكون خليفة في الأرض وتكون الأئمة (ع)
عماله وحتى يعبد الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض كما عبد الله
سرا في الأرض ثم قال اي والله واضعاف ذلك ثم عقد بيده اضعافا يعطى
الله نبيه صلى الله عليه وآله ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى
يوم يفنيها حتى ينجز له موعده في كتابه كما قال (ويظهره على الدين
كله ولو كره المشركون).
موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن عثمان بن عيسى عن خالد بن يحيي
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام سمى رسول الله صلى الله عليه وآله
أبا بكر صديقا فقال نعم انه حيث كان معه أبو بكر في الغار قال رسول
الله صلى الله عليه وآله اني لأرى سفينة بني عبد المطلب تضطرب في البحر ضالة فقال
له أبو بكر وانك لتراها قال نعم فقال يا رسول الله تقدر ان ترينيها فقال
ادن مني فدنى منه فمسح يده على عينيه ثم قال له انظر فنظر أبو بكر فرأى
السفينة تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه
29

الآن صدقت انك ساحر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله صديق أنت فقلت لم سمى
عمر الفاروق قال نعم الا ترى أنه قد فرق بين الحق والباطل واخذ الناس
بالباطل قلت فلم سمى سالما الأمين قال لما ان كتبوا الكتب ووضعوها
على يد سالم فصار الأمين قلت فقال اتقوا دعوة سعد قال نعم قلت وكيف
ذلك قال إن سعدا يكر فيقاتل عليا عليه السلام.
يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربه الغنى حسن بن سليمان انى قد رويت
في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبد الله فانا مشتبها في هذه
الأوراق ثم ارجع إلى ما رواه سعد بن عبد الله في كتاب (مختصر البصائر).
فمها أجاز لي الشيخ السعيد الشهيد أبو عبد الله محمد بن مكي الشامي
روايته عن شيخه السعيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني.
عن الحسن بن يوسف بن مطهر عن أبيه عن السيد فخار بن معد
الموسوي عن شاذان بن جبرائيل عن العماد الطبري عن أبي علي ابن الشيخ
أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه عن محمد بن محمد بن النعمان عن
محمد بن علي بن بابويه قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد
العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا الحسن بن معاذ قال حدثنا
قيس بن حفص قال حدثنا يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن
الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال خطبنا علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه فحمد الله واثني عليه ثم قال أيها الناس سلوني قبل أن
تفقدوني قالها ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متى
يخرج الدجال فقال له عليه السلام اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت
والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وامارات وهنات
يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل فإن شئت أنبأتك بها فقال نعم
يا أمير المؤمنين فقال علي عليه السلام احفظ فان علامة ذلك إذا أمات
الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا واخذوا
الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا
30

النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء وكان العلم
ضعيفا والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة
والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والاثم
والطغيان وجليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المناير وأكرم
الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب
الموعود وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت
أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة
شره وصدق الكاذب وائتمن الخاين واتخذت القينات والمعازف ولعن
اخر هذه الأمة أو لها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه النساء قضاء
بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الاخر
لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين واثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة
ولبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر
فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس
ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم انه من سكانه فقام إليه الأصبغ بن
نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال الا ان الدجال صايدين الصيد
فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من
قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جهته تضئ كأنها
كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر
يقرأه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل
من دخان وخلفه جبل ابيض يرى الناس انه طعام يخرج حين يخرج في
قحط شديد تحته حمارا قمر خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا
لا يمر بماء الا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين
من الجن والإنس والشياطين يقول إلي أوليائي انا الذي خلق فسوى
وقدر فهدى انا ربكم الأعلى وكذب عدو الله انه أعور يطعم الطعام
ويمشي في الأسواق وان ربكم عز وجل ليس باعور ولا يطعم ولا يمشي
31

في الأسواق ولا يزول الا وان أكثر اتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب
الطيالسة الخضر يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق
لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم
عليه السلام خلفه الا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا وما ذاك يا أمير المؤمنين
قال خروج دابة عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا موسى " ع " تضع
الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه
كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقا حتى أن المؤمن ينادي الويل لك يا كافر
وان الكافر ينادى طوبى لك يا مؤمن وددت اليوم انى مثلك فأفوز فوزا
عظيما فترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل وذلك
بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل
يرفع ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن أمنت من قبل أو كسبت في ايمانها
خيرا ثم قال " ع " لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد لي حبيبي (ع)
الا أخبر به غير عترتي ثم قال النزال بن سيرة فقلت لصعصعة بن صوحان
يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنين عليه السلام بهذا القول فقال صعصعة يا بن
سبرة ان الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم " ع " هو الثاني عشر من العشرة
التاسع من ولد الحسين بن علي " ع " وهو الشمس الطالعة من مغربها
يظهر بين ا لركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد
أحدا فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام ان حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليه
الا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة عليهم السلام.
ومن كتاب الواحدة روى عن محمد بن الحسن بن عبد الله الأطروش
الكوفي قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد البجلي قال حدثني أحمد بن
محمد بن خالد البرقي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن
حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر " ع " قال قال أمير المؤمنين
عليه السلام ان الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم
بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا صلى الله عليه وآله وخلقني وذريتي
32

ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور واسكنه في أبداننا
فنحن روح الله وكلماته فبنا احتج على خلقه فما زلنا في ظلة خضراء حيث
لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدسه ونسبحه
وذلك قبل أن يخلق الخلق واخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا وذلك
قوله عز وجل وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسول الله مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد
ولتنصرن وصيه " 1 " وسينصرونه جميعا وان الله اخذ ميثاقي مع ميثاق
محمد صلى الله عليه وآله بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمدا " ص "
وجاهدت بين يديه وقتلت عدوه ووفيت لله بما اخذ علي من الميثاق والعهد
والنصرة لمحمد صلى الله عليه وآله ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم
الله إليه وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثنهم
الله احياء من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف
هام الأموات والاحياء والثقلين جميعا فيا عجباه وكيف لا؟؟ أموات
يبعثهم الله احياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد أطلوا
بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة
وجبابرتهم واتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في
قوله عز وجل (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم
وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) اي يعبدونني
آمنين لا يخافون أحدا في عبادي ليس عندهم تقية وان لي الكرة بعد الكرة
والرجعة بعد الرجعة وانا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات
والنقمات والدولات العجيبات وانا قرن من حديد وانا عبد الله وأخو
رسول الله صلى الله عليه وآله وانا امين الله وخازنه وعيبة سره وحجابه ووجهه
وصراطه وميزانه وانا الحاشر إلى الله وانا كلمة الله التي يجمع بها المفترق

" 1 " فقد آمنوا بمحمد ولم ينصروا وصيه (كنز الكراجكي)
33

ويفرق بها المجتمع وانا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا وآياته الكبرى وانا
صاحب الجنة والنار اسكن أهل الجنة الجنة واسكن أهل النار النار وإلي
تزويج أهل الجنة وإلي عذاب أهل النار وإلي إياب الخلق جميعا وانا الإياب
الذي يؤب إليه كل شئ بعد القضاء وإلي حساب الخلق جميعا وانا صاحب
الهنات وانا المؤذن على الأعراف وانا بارز الشمس وانا دابة الأرض وانا
قسيم النار وانا خازن الجنان وصاحب الأعراف وأنا أمير المؤمنين ويعسوب
المتقين وآية السابقين ولسان الناطقين وخاتم الوصيين ووراث النبيين
وخليفة رب العالمين وصراط ربي المستقيم وفسطاطه والحجة على أهل
السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما وانا احتج الله به عليكم في ابتداء
خلفكم وانا الشاهد يوم الدين وانا الذي علمت علم المنايا والبلايا والقضايا
وفصل الخطاب والأنساب واستحفظت آيات النبيين المستحقين المستحفظين
وانا صاحب العصا والميسم وانا الذي سخرت لي السحاب والرعد والبرق
والظلم والأنوار والرياح والجبال والبحار والنجوم والشمس والقمر
وانا الذي أهلكت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا
وانا الذي ذللت الجبابرة وانا صاحب مدين ومهلك فرعون ومنجي
موسى " ع " وانا القرن الحديد وانا فاروق الأمة وانا الهادي وانا الذي
أحصيت كل شئ عددا بعلم الله الذي أودعنيه وبسره الذي اسره إلى محمد
صلى الله عليه وآله وأسره النبي " ص " إلي وانا الذي انحلني ربي اسمه
وكلمته وعلمه وفهمه يا مشعر الناس اسألوني قبل أن تفقدوني اللهم إني
أشهدك واستعد بك عليهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمد
لله متبعين أمره.
ورويت باسنادي المتصل إلى الشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي
رحمه الله على ما ذكره في كتاب مصباح المتهجد قال رحمه الله اليوم الثالث
منه يعنى من شعبان فيه ولد الحسين بن علي " ع " خرج إلى أبي القاسم
ابن العلا الهمداني وكيل أبى محمد " ع " ان مولانا الحسين عليه السلام
34

ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء اللهم إني
أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته
بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ولما يطأ لا (بيتها) قتيل العبرة
وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الأئمة من
نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم
وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير
أنصار صلى الله عليه وآله مع اختلاف الليل والنهار اللهم فبحقهم عليك
أتوسل واسأل سؤال معترف مسئ إلى نفسه مما فرط في يومه وأمسه
يسألك العصمة إلى محل رمسه اللهم فصل على محمد وعترته واحشرنا في
زمرته وبوأنا معه دار الكرامة ومحل الإقامة اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته
فأكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته ومتابعته واجعلنا ممن يسلم لامره ويكثر
الصلاة عليه عند ذكره وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه الممدودين
منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر والحجج على جميع البشر اللهم وهب
لنا في هذا اليوم خير موهبة وأنجح لنا في كل طلبة كما وهبت الحسين " ع "
لمحمد صلى الله عليه وآله جده وعاذ فطرس بمهده فنحن عايذون بقبره من بعده نشهد تربته
وننتظر أوبته امين رب العالمين.
ورويت باسنادي المتصل عن الصدوق أبى جعفر محمد بن علي بن بابويه
قال روى محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا موسى بن عبد الله النخعي
قال قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يا بن رسول الله قولا أقول به
بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال قل وذكر الزيارة بتمامها وذكر
في أثنائها ما يدل على رجعتهم عليهم السلام فمنها مقر بفضلكم محتمل لعلمكم
محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لامر كم
مرتقب لدولتكم ومنها ونصرتي لكم معدة حتى يجئ الله بكم دينه ويرد كم
في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في ارضه ومنها ويحشر في زمرتكم
35

ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في
أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم ومنها ومكنني في دولتكم وأحياني في
رجعتكم وملكني في أيامكم.
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب مصباح
المتهجد في زيارة العباس " ع " اشهد انك قتلت مظلوما وان الله منجز لكم
ما وعدكم جئتك يا بن أمير المؤمنين وقلبي مسلم لكم وانا لكم تابع ونصرتي
لكم معدة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم
انى بكم وبإيابكم من المؤمنين.
وباسنادي إلى سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد
البرقي عن محمد بن سنان أو غيره عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله
عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي
من وراء حجاب ما أوحى وكلمني بما كلم به وكان مما كلني به ان قال يا محمد
انى انا الله لا اله الا انا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم انى انا الله لا الله
الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان
الله عما يشركون انى انا الله لا اله الا انا الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى
يسبح لي من في السماوات والأرض وانا العزيز الحكيم يا محمد انى انا الله
لا اله الا انا الأولى فلا شئ قبلي وانا الاخر فلا شئ بعدي وانا الظاهر
فلا شئ فوقى وانا الباطن فلا شئ دوني وانا الله لا اله الا انا بكل شئ
عليم يا محمد علي أول ما اخذ بميثاقه من الأئمة يا محمد على آخر من اقبض
روحه من الأئمة وهو الدابة التي تكلمهم يا محمد علي أظهره على جميع
ما أوجهه إليك ليس لك ان تكتم منه شيئا يا محمد أبطنه الذي أسررته إليك
فلبس فيما بيني وبينك سر دونه يا محمد على علي ما خلقت من حلال
وحرام علي عليم به.
ومن كتاب الخرايج والجرايح تأليف سعد بن هبة الله بن الحسن
الراوندي رحمه الله عن أبي سعيد سهل بن زياد أخبرنا الحسن بن محبوب.
36

أخبرنا ابن فضيل أخبرنا سعد الجلاب عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام
قال قال الحسين بن علي عليهما السلام لأصحابه قبل أن يقتل ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال لي يا بني انك ستساق إلى العراق وهي ارض قد التقى فيها
النبيون وأوصياء النبيين وهي ارض تدعى عمورا وانك تستشهد بها يستشهد
جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد وتلي يا نار كوني بردا
وسلاما على إبراهيم يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم فأبشروا
فوالله لان قتلونا فانا نرد على نبينا صلى الله عليه وآله ثم امكث ما شاء الله فأكون أول
من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجه أمير المؤمنين " ع "
وقيام قائمنا عليه السلام وحياة رسول صلى الله عليه وآله ثم لينزلن على وفد من
السماء من عند الله عز وجل لم ينزلوا إلى الأرض قط ولينزلن إلى جبرائيل
وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد وعلي وانا وأخي
وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور
لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد صلى الله عليه وآله لواءه وليدفعنه إلى قايمنا " ع " مع سيفه
ثم انا نمكث بعد ذلك ما شاء الله ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا
من دهن وعينا من لبن وعينا من ماء ثم إن أمير المؤمنين (ع) يدفع إلي
سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فيبعثني إلى المشرق والمغرب فلا أتى على عدو الله
الا أهرقت دمه ولا ادع صنما الا أحرقته حتى أقع إلى الهند فافتحها وان
دانيال ويوشع يخرجان مع أمير المؤمنين عليه السلام يقولان صدق الله
ورسوله ويبعث الله معهما سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا إلى
الروم فيفتح الله لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على
وجه الأرض الا الطيب وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل
ولأخيرنهم بين الاسلام والسيف فمن أسلم مننت عليه ومن كره الاسلام
أهرق الله دمه ولا يبقى رجل من شيعتنا الا انزل الله إليه ملكا يمسح عن
وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنة ولا يبقى على وجه الأرض
أعمى ولا مقعد ولا مبتلي الا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت ولتنزلن
37

البركة من السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتقصف بما يزيد الله فيها
من الثمرة ولتؤكلن ثمرة الشتا في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك
قوله تعالى ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من
السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ثم إن الله تعالى
ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شئ من الأرض وما كان فيها حتى أن
الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبر هم بعلم ما يعلمون.
ومن الكتاب قال الرضا عليه السلام لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها
كل بطانة ووليجة وذلك عند فقد الشيعة الثالث من ولدي تبكي عليه أهل
السماء وأهل الأرض وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان
الماء المعين كأني بهم شر ما يكونون وقد نودوا نداء يسمع من بعد كما
يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين.
فقال له الحسن بن محبوب: وأي نداء هو قال ينادون في شهر رجب
ثلاثة أصوات من السماء صوتا الا لعنة الله على الظالمين والصوت الثاني أزفت
الأزفة يا معشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس
يقول هذا أمير المؤمنين قد كر في هلاك الظالمين.
وفى رواية الحميري والصوت الثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس
يقول إن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا وأقبلوا جميعا فعند ذلك يأتي
الناس الفرج ويود الأموات ان لو كانوا احياء وليشفى الله صدور قوم مؤمنين
ومن كتاب الغيبة للشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن رضي الله عنه.
رويت باسنادي إليه عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن
محمد بن عبد الحميد ومحمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي
عبد الله عليه السلام.
في حديث طويل أنه قال يا با حمزة ان منا بعد القائم أحد عشر مهديا
من ولد الحسين عليه السلام.
الفضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن
38

جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول والله ليملكن منا أهل البيت
رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعا قلت متى يكون ذلك قال بعد القائم
قلت وكم يقوم القائم في عالمه قال تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتظر فيطلب
بدم الحسين (ع) ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح.
أخبرنا جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري
عن علي بن سنان الموصلي العدل عن علي بن الحسين عن أحمد بن محمد بن
الخليل عن جعفر بن محمد المصري عن عمه الحسن بن علي عن أبيه عن أبي
عبد الله جعفر بن محمد عن الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن
أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن
احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله صلى الله عليه وآله وصيته حتى انتهى إلى هذا
الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنى عشر أماما ومن بعدهم اثنى
عشر مهديا فأنت يا علي أول الاثني عشر الامام سماك الله في سمائه عليا
المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون
والمهدي فلا تصلح هذه الأسماء لاحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل
بيتي حيهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا ومن طلقتها فانا برئ
منها لم ترني ولم أرها في عرصات القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته
الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها
إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى
ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا
حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها
إلى ابنه علي الرضى فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا
حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها
إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ
39

من آل محمد صلى الله عليه وعليهم فذلك اثنى عشر أماما ثم يكون من بعده
اثنى عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة
أسامي اسم كاسمي واسم أبى وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدى
وهو أول المؤمنين.
ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه الذي رواه عنه أبان
ابن أبي عياش وقراه جميعه على سيدنا علي بن الحسين عليهما السلام بحضور جماعة
أعيان من الصحابة منهم أبو الطفيل فأقره عليه زين العابدين " ع " وقال
هذه أحاديثنا صحيحة قال أبان لقيت أبا لطفيل بعد ذلك في منزله فحدثني في
الرجعة عن أناس من أهل بدر وعن سلمان والمقداد وأبي بن كعب وقال
أبو الطفيل فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب " ع "
بالكوفة فقال هذا علم خاص لا يسع الأمة جهله ورد علمه إلى الله تعالى ثم
صدقني بكل ما حدثوني وقرأ علي بذلك قراءة كثيرة فسره تفسيرا شافيا حتى
صرت ما انا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة وكان مما قلت يا أمير المؤمنين
أخبرني عن حوض النبي صلى الله عليه وآله في الدنيا أم في الآخرة فقال
بل في الدنيا قلت فمن الذايد عنه فقال انا بيدي فليردنه أوليائي وليصرفن
عنه أعدائي (*) فقلت يا أمير المؤمنين قول الله عز وجل وإذا وقع القول
عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون
ما الدابة قال يا أبا الطفيل اله عن هذا فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت
فداك قال هي دابة تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتنكح النساء فقلت
يا أمير المؤمنين من هو قال هو رب الأرض الذي تسكن الأرض به قلت
يا أمير المؤمنين من هو قال صديق هذه الأمة وفاروقها وربيها وذو قرينها
قلت يا أمير المؤمنين من هو قال الذي قال الله تعالى ويتلوه شاهد منه والذي
عنده علم الكتاب والذي جاء بالصدق والذي صدق به انا، والناس كلهم
كافرون غيري وغيره قلت يا أمير المؤمنين فسمه لي قال قد سميته لك يا أبا

* وفي رواية أخرى ولأوردنه أوليائي ولأصرفن عنه أعدائي
40

الطفيل والله لو أدخلت على عامة شيعتي الذين بهم أقاتل الذين أقروا بطاعتي
وسموني أمير المؤمنين واستحلوا جهاد من خالفني فحدثتهم ببعض ما اعلم من
الحق في الكتاب الذي نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله لتفرقوا عنى حتى أبقى في
عصابة من الحق قليلة أنت وأشباهك من شيعتي ففزعت فقلت يا أمير المؤمنين
أنا وأشباهي نتفرق عنك أو نثبت معك قال لا بل تثبتون ثم اقبل على فقال إن
أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقربه الا ثلاثة ملك مقرب
أو نبي مرسل أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان يا أبا الطفيل ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قبض فارتد الناس ضلالا وجهالا الامن
عصمه الله بنا أهل البيت.
وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا أحمد
ابن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني يعقوب بن
يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي عن المثنى الحناط قال سمعت أبا جعفر " ع "
يقول أيام الله ثلاثة يوم قيام القائم ويوم الكرة ويوم الرجعة.
وباسنادي إلى محمد بن الحسن الصفار عن علي بن حسان قال حدثنا
أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر عليه السلام
قال قال أمير المؤمنين " ع " انا قسيم الجنة والنار لا يدخلها داخل الا على
أحد قسمين وانا الفاروق الأكبر وانا الامام لمن بعدي والمؤدي عمن كان
قبلي لا يتقدمني أحد الا احمد صلى الله عليه وآله وانى وإياه لعلى سبيل
واحد الا انه هو المدعو باسمه ولقد أعطيت الست علم المنايا والوصايا
وفصل الخطاب وانى لصاحب الكرات ودولة الدول وانى لصاحب العصا
والميسم والدابة التي تكلم الناس.
حدثني الشيخ أبو عبد الله محمد بن مكي بإسناده عن علي بن إبراهيم
ابن هاشم من تفسير القران العزيز قال واما الرد على من أنكر الرجعة
فقوله عز وجل ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال علي بن إبراهيم وحدثني أبي
عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله " ع " قال ما يقول الناس في
41

هذه الآية ويوم نحشر من كل أمة فوجا قلت يقولون انها في القيامة قال
ليس كما يقولون إن ذلك الرجعة أيحشر الله في القيامة من كل أمة
فوجا ويدع الباقين إنما اية القيامة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا
وقوله وحرام على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون فقال الصادق " ع " كل
قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة واما يوم القيامة فيرجعون
الذين محضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا
الكفر محضا يرجعون.
قال علي بن إبراهيم وحدثني أبي عن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما
اتينكم من كتاب وحكمة ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه)
قال ما بعث الله نبيا من ولدن آدم عليه السلام الا ويرجع إلى الدنيا فينصر
أمير المؤمنين " ع " وهو قوله لتؤمنن به يعني برسول الله صلى الله عليه وآله
ولتنصرنه يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ومثله كثير مما وعد الله تبارك
وتعالى الأئمة عليهم السلام من الرجعة والنصر فقال وعد الله الذين آمنوا
منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من
قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا
يعبدونني لا يشركون بي شيئا وهذا إنما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا وقوله
(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم
الوارثين ونمكن لهم في الأرض) فهذا كله مما يكون في الرجعة.
قال علي بن إبراهيم وحدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر
قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام جابر فقال رحم الله جابرا لقد بلغ من
علمه انه يعرف تأويل هذه الآية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك
إلى معاد يعني الرجعة ومثله كثير نذكره في مواضعه.
ومن التفسير أيضا قوله تعالي وإذا وقع القول أخرجنا لهم دابة
من الأرض إلى قوله بآياتنا لا يوقنون فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن
42

أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال انتهى رسول الله " ص " إلى
أمير المؤمنين " ع " وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه
فحركه رسول الله صلى الله عليه وآله برجله ثم قال يا دابة الله فقال رجل من أصحابه
يا رسول الله أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال لا والله ما هو الاله خاصة
وهو الدابة التي ذكر الله تعالى في كتابه وإذا وقع القول عليهم أخرجنا
لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي إذا كان اخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة
ومعك ميسم تسم به أعدائك فقال الرجل لأبي عبد الله عليه السلام ان
العامة يقولون هذه الآية إنما تكلمهم فقال أبو عبد الله (ع) كلمهم الله
في نار جهنم إنما هو تكلمهم من الكلام والدليل على أن هذا في الرجعة قوله
ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤوا
قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما ما ذا كنتم تعملون قال الآيات
أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقال الرجل لأبى عبد الله ان العامة
تزعم أن قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا عنى في القيامة فقال أبو عبد الله
عليه السلام يحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين لا
ولكنه في الرجعة واما اية القيامة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا.
حدثني أبي قال حدثني ابن أبي عمير المفضل عن أبي عبد الله (ع)
في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال ليس أحد من المؤمنين قتل
الا ويرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومحض الكفر
محضا قال أبو عبد الله عليه السلام قال رجل لعمار بن ياسر يا أبا اليقظان
آية في كتاب الله تعالى قد أفسدت قلبي وشككتني قال عمار وأية آية هي
قال قول الله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض
تكلمهم الآية فأية دابة هذه قال عمار والله ما اجلس ولا اكل ولا اشرب
حتى أريكها فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (ع) وهو يأكل تمرا
وزبدا فقال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار واقبل يأكل معه فتعجب الرجل
43

منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت انك لا تأكل
ولا نشرب ولا تجلس حتى ترينيها قال عمار قد أريتكها ان كنت تعقل.
قال علي بن إبراهيم في قوله إنما أمرت ان أعبد رب هذه البلدة التي
حرمها قال مكة وله كل شئ قال الله عز وجل وأمرت ان أكون من
المسلمين إلى قوله سيريكم آياته فتعرفونها قال أمير المؤمنين والأئمة (ع)
إذا رجعوا يعرفهم أعدائهم إذا رأوهم والدليل على أن الآيات هم الأئمة (ع)
قول أمير المؤمنين (ع) مالله آية أعظم منى فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم
أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا.
قال علي بن إبراهيم وقوله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فإنه
حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي جعفر (ع) قال سال عن جابر
فقال رحم الله جابرا قد بلغ من فقهه انه كان يعرف تأويل هذه الآية ان
الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد يعني الرجعة.
قال وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الجلبي عن عبد الحميد
الطائي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله
تعالى ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال يرجع إليكم
نبيكم صلى الله عليه وآله.
ومنه حدثنا علي بن جعفر قال حدثني محمد بن عبد الله الطاهر قال حدثنا
محمد بن أبي عمير قال حدثنا حفص الكناس قال سمعت عبد الله بن بكير
الأرجاني قال قال لي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أخبرني عن رسول
الله صلى الله عليه وآله كان عاما للناس أليس قال الله تعالى في محكم كتابه
وما أرسلناك الا رحمة للعالمين لأهل الشرق وأهل الغرب وأهل السماء
والأرض من الجن والإنس هل بلغ رسالته إليهم كلهم قلت لا أدري فقال
يا بن بكير ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق
والغرب قلت لا أدري قال إن الله تبارك وتعالى امر جبرئيل (ع) فاقتلع
الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد " ص " وكانت بين يديه مثل
44

راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم
ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه فما بقيت قرية ولا مدينة الا دعاهم
النبي صلى الله عليه وآله بنفسه.
وقال علي بن إبراهيم في قوله تعالى ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين
قال الصادق " ع " ذلك في الرجعة وقال في قوله سبحانه انا لننصر رسلنا
والذين آمنوا في الحياة الدنيا وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله
والأئمة عليهم السلام.
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن
جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت قول الله تبارك وتعالى انا لننصر
رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد قال ذلك والله
في الرجعة اما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة من
بعدهم قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة.
وقال علي بن إبراهيم في قوله ويريكم آياته يعني أمير المؤمنين " ع "
والأئمة عليهم السلام في الرجعة فإذا رأوهم قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا
بما كنا به مشركين اي جحدنا بما أشركنا هم فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا
بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون.
ومنه أيضا قوله تعالى فأرتقب اي أصبر يوم تأتي السماء بدخان مبين
قال ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم الظلمة يقولون
هذا عذاب اليم (ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون) فقال الله تعالى
ردا عليهم أنى لهم الذكرى في ذلك اليوم وقد جاءهم رسول مبين أي رسول
قد بين لهم ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون قال قالوا ذلك لما نزل الوحي على
رسول الله صلى الله عليه وآله واخذه الغشي فقالوا هو مجنون ثم قال انا كاشفوا العذاب
قليلا انكم عايدون يعني إلى القيامة ولو كان قوله يوم تأتي السماء بدخان
مبين في القيامة لم يقل انكم عايدون لأنه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة
يعودون إليها ثم قال يوم نبطش البطشة الكبرى يعنى في القيامة انا منتقمون
45

ومنه أيضا قوله (ووصيا الانسان بوالديه احسانا) قال الاحسان
رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله بوالديه إنما عني الحسن والحسين
عليهما السلام ثم عطف على الحسين " ع " فقال حملته أمه كرها ووضعته
كرها وذلك أن الله أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وبشره بالحسين عليه السلام
قبل حمله وان الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه
من القتل في نفسه وولده ثم عوضه بان جعل الإمامة في عقبه ثم اعلمه انه
يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداؤه ويملكه الأرض وهو
قوله تعالى (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض) الآية وقوله
تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي
الصالحون) فبشر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان أهل بيتك يملكون
الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة
بخبر الحسين " ع " وقتله فحملته كرها ثم قال أبو عبد الله عليه السلام
فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها اي انها اغتمت وكرهت
لما أخبرت بقتله ووضعته كرها لما علمت من ذلك.
ومنه أيضا أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن عمر
ابن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد الله " ع " في قوله تعالى يوم يسمعون
الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج قال هي الرجعة.
وقال علي بن إبراهيم في قوله (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا)
قال في الرجعة.
ومنه أيضا قوله ان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال
عذاب الرجعة بالسيف.
ومنه قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا قال اي الثاني أساطير الأولين
اي أكاذيب الأولين سنسمه على الخرطوم قال في الرجعة إذا رجع
أمير المؤمنين عليه السلام ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم
البهائم على الخراطيم الانف والشفتان.
46

ومنه قال علي بن إبراهيم في قوله حتى إذا رأوا ما يوعدون قال القائم
وأمير المؤمنين عليهما السلام في الرجعة فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل
عددا قال هو قول أمير المؤمنين عليه السلام لزفر والله يا ابن صهاك لولا
عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله عز وجل سبق لعلمت أينا أضعف
ناصرا وأقل عددا قال فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة
قالوا متى يكون هذا قال الله تعالى (قل يا محمد ان أدري أقريب ما توعدون
أم يجعل له ربى أمدا).
ومنه قوله قم فأنذر قال هو قيامه في الرجعة ينذر فيها.
ومنه في قوله (قتل الانسان ما أكفره) قال هو أمير المؤمنين " ع "
قال ما أكفره اي ماذا فعل وأذنب حتى قتلتموه.
ثم قال (من اي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره)
قال يسر له طريق الخير ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره قال في الرجعة
كلا لما يقض ما أمره اي لم يقض أمير المؤمنين عليه السلام ما قد أمره
وسيرجع حتى يقضى ما أمره.
وأخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن بن أبي نصر عن جميل
ابن دراج عن أبي سلمة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول
الله عز وجل قتل الانسان ما أكفره قال نعم نزلت في أمير المؤمنين " ع "
ما أكفره يعني بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين " ع " فنسب خلقه
وما أكرمه الله به فقال من اي شئ خلقه يقول من طينة الأنبياء خلقه فقدره
للخير ثم السبيل يسره يعني سبيل الهدى ثم اماته ميتة الأنبياء ثم إذا شاء
انشره قلت ما قوله ثم إذا شاء انشره قال يمكث بعد قتله في الرجعة
فيقضي ما أمره.
ومنه حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن
ابن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله
(وللآخرة خير لك من الأولى) قال:؟؟ الكرة هي الآخرة للنبي صلى الله عليه وآله
47

قلت قوله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) قال يعطيك من الجنة حتى ترضى
وباسنادي عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن
محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله
ابن القاسم البطل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (وقضينا إلى بني
إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين قال قتل علي بن أبي طالب
وطعن الحسن عليهما السلام ولتعلن علوا كبيرا قال قتل الحسين عليه السلام
فإذا جاء وعدا وليهما فإذا جاء نصر دم الحسين " ع " بعثنا عليكم عبادا لنا
أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم
عليه السلام فلا يدعون وتر لآل محمد الا قتلوه وكان وعدا مفعولا خروج
القائم " ع " ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين " ع " يخرج في
سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان يؤذن المؤذنون
إلى الناس ان هذا الحسين (ع) قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وانه
ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في
قلوب المؤمنين ان الحسين (ع) جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله
ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليهما السلام ولا يلي
الوصي الا الوصي.
ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن عبد
الحميد الحسيني رواه بطريقه عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى أحمد بن
عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) سأل عن الرجعة أحق هي قال نعم
فقيل له من أول من يخرج قال الحسين (ع) يخرج على اثر القائم (ع)
قلت ومعه الناس كلهم قال لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه يوم ينفخ
في الصور فتأتون أفواجا قوم بعد قوم.
وعنه عليه السلام ويقبل الحسين (ع) في أصحابه الذين قتلوا معه
ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران (ع) فيدفع إليه القائم (ع)
الخاتم فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه
48

ويواري به في حفرته.
وعنه (ع) ان منا بعد القائم عليه السلام اثنى عشر مهديا من ولد
الحسين عليه السلام.
وعن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول والله ليملكن أهل
البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا قلت متى يكون ذلك قال
بعد القائم عليه السلام قلت وكم يقوم القائم في عالمه قال تسع عشرة سنة ثم
يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين عليه السلام فيطلب بدمه ودم
أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام.
ورويت عنه أيضا بطريقه إلى أسد بن إسماعيل عن أبي عبد الله (ع)
أنه قال حين سأل عن اليوم الذي ذكر الله مقداره في القران في يوم
كان مقداره خمسين الف سنة وهي كرة رسول الله صلى الله عليه وآله
فيكون ملكه في كرته خمسين الف سنة ويملك أمير المؤمنين (ع) في
كرته أربعا وأربعين الف سنة.
وباسنادي عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال دخلت عليه
يوما فألقى إلى ثيابا وقال يا وليد ردها على مطاويها فقمت بين يديه فقال
أبو عبد الله عليه السلام رحم الله المعلى بن خنيس فظننت انه شبه قيامي
بين يديه بقيام المعلى بن خنيس بين يديه ثم قال لي أف للدنيا أف للدنيا
إنما الدنيا دار بلاء سلط الله فيها عدوه على وليه وان بعدها دارا ليست
هكذا فقلت جعلت فداك وأين تلك الدار فقال هاهنا وأشار بيده إلى الأرض
وباسنادي عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن
أبي عبد الله (ع) انه سأل هل كان عيسى بن مريم عليه السلام أحيى أحدا
بعد موته حتى كان له اكل ورزق ومدة وولد فقال نعم انه كان له صديق
49

مواخ له في الله تبارك وتعالى وكان عيسى عليه السلام يمر به وينزل عليه
وان عيسى عليه السلام غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه
فسألها عنه فقالت مات يا رسول الله فقال أفتحبين ان تريه قالت نعم فقال
لها إذا كان غدا اتيتك حتى أحييه لك بإذن الله تعالى فلما كان من الغد اتاها فقال
لها انطلقي معي إلى قبره فانطلقا حتى اتيا قبره فوقف عليه عيسى (ع)
ثم دعى الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا
فرحمهما فقال له عيسى عليه السلام تحب ان تبقى مع أمك في الدنيا فقال
يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير رزق ولا اكل ولا مدة فقال له عيسى
عليه السلام بل بأكل ورزق ومدة وتعمر عشرين سنة وتتزوج ويولد لك
قال نعم قال فدفعه عيسى عليه السلام إلى أمه فعاش عشرين سنة
وتزوج وولد له.
ومما رواه لي ورويته عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيد
عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني بإسناده عن أبي سعيد يرفعه إلى أبي جعفر
عليه السلام قال قال الحسين (ع) لأصحابه قبل أن يقتل ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال لي يا بني انك ستساق إلى العران وهي ارض قد
التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين وهي ارض تدعى عمورا وانك تستشهد
بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك ولا يجدون ألم مس الحديد وتلي
* يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * يكون الحرب عليك وعليهم بردا
وسلاما فأبشروا فوالله لو قتلونا فانا نرد على نبينا صلى الله عليه وآله ثم
امكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة
توافق خرجة أمير المؤمنين عليه السلام وقيام قائمنا وحياة رسول الله
صلى الله عليه وآله ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله عز وجل
لم ينزلوا إلى الأرض قط ولينزلن إلي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود
من الملائكة ولينزلن محمد صلى الله عليه وآله وعلي * ع * وانا وأخي
وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور
50

لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد صلى الله عليه وآله لواءه وليدفعنه إلى قائمنا
عليه السلام مع سيفه ثم إن الله تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن
وعينا من لبن وعينا من ماء ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام يدفع إلي سيف رسول
الله صلى الله عليه وآله فيبعثني إلى المشرق والمغرب فلا اتي على عدو الله
الا هرقت دمه ولا ادع صنما الا أحرقته حتى أقع إلى الهند فافتحها وان
دانيال ويوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين " ع " يقولان صدق الله ورسوله
ويبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم ويبعث بعثا إلى الروم ويفتح
الله لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض
الطيب وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولأخيرنهم دين
الاسلام أو السيف فمن أسلم مننت عليه ومن كره الاسلام أهرق الله دمه
ولا يبقى رجل من شيعتنا الا انزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب
ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنة ولا يبقى على وجهه الأرض أعمى ولا مقعد
ولا مبتلى الا كشف الله عنه بلاؤه بنا أهل البيت ولتنزلن البركة من
السماء إلى الأرض حتى أن الشجرة لتقصف مما يزيد الله فيها من الثمرة
ولتؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى
(ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء
والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون) قد تقدم مثل هذا
الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا.
باب في رجال الأعراف
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن أبي هاشم
عن أبي سلمة بن مكرم الجمال عن أبي جعفر " ع " في قول الله عز وجل
وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال نحن أولئك الرجال الأئمة
51

منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم
الرجال منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين عن
محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر " ع " وإسحاق
ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم قال هم الأئمة عليهم السلام.
حدثني أبو الجود المنبه بن عبد الله التميمي قال حدثني الحسين بن علوان
الكلبي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن هذه
الآية وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال يا سعد آل محمد صلى الله عليه وآله
الأعراف لا يدخل الجنة الا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار الامن
أنكرهم وأنكروه وهم أعراف لا يعرف الله تعالى الا بسبيل معرفتهم.
أحمد وعبد الله أبنا محمد بن عيسى عن الحسن بن مجوب عن أبي أيوب
الخزاز عن بريد بن معاوية العجلي قال سألت أبا جعفر " ع " عن قول الله
عز وجل (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال أنزلت في هذه
الأمة والرجال هم أئمة عليهم السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله قلت فالأعراف
قال صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الامام من المؤمنين المذنبين نجى
ومن لم يشفع له هوى.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان
عن سعد بن طريف عن اصبغ بن نباته قال كنت عند أمير المؤمنين " ع "
جالسا فجاء رجل فقال له يا أمير المؤمنين وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم فقال له علي (ع) نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن
الأعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف نوقف
يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا
يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه وذلك لان الله عزو جل لو شاء عرف
الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكنه جعلنا أبوابه
52

وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه.
علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري عن حمدان بن يحيى عن بشر
ابن حبيب عن أبي عبد الله " ع " انه سأل عن قول الله عز وجل وبينهما
حجاب وعلى الأعراف رجال قال سور بين الجنة والنار قائم عليه محمد صلى الله عليه وآله
وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فينادون ابن
محبونا أين شيعتنا فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء ابائهم وذلك
قوله الله تعالى يعرفون كلا بسيماهم فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط
ويدخلونهم الجنة.
المعلى بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل المدني عن أبي مريم
الأنصاري عن منهال بن عمرو عن ذر بن حبيش عن أمير المؤمنين " ع " قال
سمعته يقول إذا دخل الرجل حفرته اتاه ملكان اسمهما منكر ونكير
فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فان أجاب نجى وان تحير
عذباه فقال رجل فما حال من عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه فقال
مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا
فذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي صلى الله عليه وآله من ولي الله يا نبي الله
فقال وليكم في هذا الزمان علي عليه السلام ومن بعده وصيه ولكل زمان
عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم
ربنا لولا أرسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى بما كان
من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله عز وجل قل
تربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى وإنما كان
تربصهم ان قالوا نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتى نعرف اماما فعيرهم
الله بذلك فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفا عليه لا يدخل الجنة الا
من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه لأنهم
عرفاء الله عز وجل عرفهم عليهم عند اخذه المواثيق عليهم ووصفهم في
كتابه وقال عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم وهم
53

الشهداء على أوليائهم والنبي " ص " الشهيد عليهم اخذ لهم مواثيق العباد
بالطاعة واخذ النبي " ص " عليهم الميثاق بالطاعة فجرت نبوته عليهم
وذلك قول الله عز وجل فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك
على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم
الأرض ولا يكتمون الله حديثا.
حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد
ابن خباب عن بعض أصحابه عمن حدثه عن الأصبغ بن نباته عن سلمان
الفارسي قال قال اشهدوا قال سمعت أو قال اقسم بالله لسمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع) يا علي انك والأوصياء من بعدي أو قال
من بعدك أعراف لا يعرف الله الا بسبيل معرفتكم وأعراف لا يدخل الجنة
الا من عرفتموه وعرفكم لا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن
القاسم الحضرمي عن بعض أصحابه عن سعد بن طريف قال قلت لأبي
جعفر (ع) قول الله عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم
قال يا سعد انها أعراف ولا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه وأعراف
لا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه وأعراف لا يعرف الله الا بسبيل
معرفتهم فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة ومن ذهب مذهب الناس
ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ومن أتى آل محمد صلى
الله عليه وآله أتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع
ذلك بان الله لو شاء لأريهم شخصه حتى يأتوه من بابه ولكن جعل محمدا صلى الله عليه وآله
وآل محمد عليهم السلام الأبواب التي يؤتى منها وذلك قول الله عز وجل
(ليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا
البيوت من أبوابها)
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان
عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال سألت أبا جعفر " ع " عن
54

الأعراف ما هم فقال هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالي.
محمد بن الحسين أبى الخطاب عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن
مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر " ع " في قول الله عز وجل وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال هم الأئمة منا أهل البيت عليهم
السلام في باب من ياقوت احمر على سور الجنة يعرف كل امام منا ما يليه فقال
رجل ما معنى وما يليه فقال من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان.
المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن
الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله " ع " يقول
جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين " ع " فقال يا أمير المؤمنين وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن
الأعراف الذين لا يعرف الله عز وجل يوم القيامة على الصراط غيرنا ولا
يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا
وأنكرناه ان الله لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه
وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل ولايتنا أو فضل علينا غيرنا
فإنهم عن الصراط لناكبون ولا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء من
ذهب حيث ذهب الناس ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في
بعض وذهب من ذهب الينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها
ولا انقطاع.
أحمد بن الحسين الكناني قال حدثنا عاصم بن محمد المحاربي قال حدثنا
يزيد بن عبد الله الخيبري قال حدثنا محمد بن الحسين بن مسلم البجلي عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم قال نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلى الجنة ومن أنكرنا
فإلى النار.
55

باب فضل الأئمة صلوات الله عليهم
وما جاء فيهم من القرآن العزيز
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن هشام
ابن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفر " ع " قال كنا عنده ثمانية
رجال فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا
جاء رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله لا يجئ ولا يذهب وإنما
يجئ ويذهب الزايل ولكن قولوا شهر رمضان فالشهر المضاف إلى
الاسم والأسم اسم الله وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن جعله الله..
وعيدا الا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ونحن سبيل
الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن والحصن هو الامام فليبكر عند
رؤيته كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع
والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن فقلت يا أبا جعفر وما
الميزان فقال إنك قد ازددت قوة ونظرا يا سعد رسول الله صلى الله عليه وآله
الصخرة ونحن الميزان وذلك قول الله عز وجل في الامام ليقوم الناس
بالقسط قال ومن كبر بين يدي الامام وقال لا آله الا الله وحده لا شريك
له كتب الله له رضوانه الأكبر ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر
يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد عليهما السلام والمرسلين في دار الجلال فقلت
وما دار الجلال فقال نحن الدار وذلك قول الله عز وجل تلك الدار
الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة
للمتقين فنحن العاقبة يا سعد وأما مودتنا للمتقين فيقول الله عز وجل
56

تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام جلال الله وكرامته التي أكرم الله
تبارك وتعالى العباد بطاعتنا.
وعنه عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله
عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال إن علي بن الحسين عليهما
السلام أتى بعسل فشربه فقال والله لا علم من أين هذا العسل وأين ارضه
وانه ليمار من قرية كذا وكذا.
محمد بن عيسى بن عبيد عن بعض رجاله يرفعه قال قال أبو عبد الله (ع)
أبى الله ان يجري الأشياء الا بالأسباب فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل
سبب شرحا وجعل لكل شرح مفتاحا وجعل لكل مفتاح علما وجعل
لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله ومن أنكره أنكر الله وذلك
رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن.
علي بن إسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن
بعض أصحابه عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول
الله عز وجل وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا
ممنوعة قال يا نصر انه والله ليس حيث ذهب الناس إنما هو العالم وما يخرج
منه وسألته عن قول الله عز وجل وبئر معطلة وقصر مشيد قال البئر
المعطلة الامام الصامت والقصر المشيد الامام الناطق.
إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن
الرضا (ع) قال سألته عن قول الله عز وجل الرحمن علم القرآن فقال إن
الله عز وجل علم محمدا القرآن قلت خلق الانسان علمه البيان قال ذلك
علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام علمه بيان كل شئ مما يحتاج
إليه الناس.
أحمد بن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد
قال سمعت أبا إبراهيم عليه السلام يقول إن الله عزو جل أوحى إلى محمد صلى الله عليه وآله
انه قد فنيت أيامك وذهبت دنياك واحتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي
57

صلى الله عليه وآله يده إلى السماء باسطا وهو يقول عدتك التي وعدتني
انك لا تخلف الميعاد فأوحى الله عز وجل إليه ان ائت أحدا أنت ومن
يثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله عز وجل إليه امض أنت وابن عمك حتى
تأتي أحدا ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك ثم ادع وحش
الجبل تجبك فإذا اجابتك تعمد إلى جفرة منهن أنثى وهي التي تدعى الجفرة
حين ناهد قرناها الطلوع تشخب أوداجها دما وهي التي لك فمر ابن عمك
فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها فإنه سيجدها
مدبوغة وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل ومعه دواة وقلم ومداد
ليس هومن مداد الأرض يبقى المداد ويبقى الجلد لا تأكله الأرض
ولا يبليه التراب لا يزداد كلما نشر الا جدة غير أنه محفوظ مستور يأتيك
علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك وتمليه على ابن عمك وليكتب
وليستمد من تلك الدواة فمضى رسول الله " ص " حتى انتهى إلى الجبل
ففعل ما امره الله به وصادف ما وصف له ربه فلما ابتدأ علي عليه السلام
في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي
عددهم الا الله ومن حضر ذلك المجلس بين يديه وجاءته الدواة والمداد
خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور ثم نزل الوحي على محمد " ص "
وكتب علي " ع " الا انه يصف كل زمان وما فيه ويخبره بالظهر
والبطن وأخبره بما كان وما هو كاين إلى يوم القيامة وفسر له أشياء
لا يعلم تأويلها الا الله والراسخون في العلم ثم أخبره بكل عدو يكون لهم
في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه ثم أخبره بأمر ما يحدث
عليه وعليهم من بعده فسأله عنها فقال الصبر الصبر وأوصى الينا بالصبر
وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج وأخبره بأشراط
أو انه وأشراط تولده وعلامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب
استخرجت أحاديث الملاحم كلها وصار الولي إذا أفضى إليه الامر
تكلم بالعجب.
58

وعنه عن محمد بن سنان عن مرازم بن حكيم وموسى بن بكير قالا
سمعنا أبا عبد الله " ع " يقول انا أهل البيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم
كتابه من أوله إلى اخره وان عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا
كتمانه ما نستطيع ان نحدث به أحدا.
الحسن بن موسى الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة
عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله " ع " ذات يوم فقال لي
يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم قال فقلت نجعل لكم
ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا فقال ما عسى ان
تقولوا والله ما خرج إليكم من علمنا الا الف غير معطوفة.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
عبد الكريم بن عمرو عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال جاء
اعرابي حتى قام على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله يتوسم
الناس فرأى أبا جعفر " ع " فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه
شملة له فقال له أبو جعفر عليه السلام من أين جئت يا اعرابي قال جئت
من أقصى البلدان فقال أبو جعفر " ع " البلدان أوسع من ذلك فمن أين
جئت قال من الأحقاف قال أحقاف عاد قال نعم قال أفرأيت سدرة
إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها قال وما علمك بذلك قال هو عندنا في
كتاب وأي شئ رأيت أيضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم
لا يبصر قعره قال أو تدري ما ذاك الوادي قال لا والله ما أدري قال ذاك
برهوت فيه نسمة كل كافر وأين بلغت فقطع الاعرابي فقال بلغت قوما
جلوسا في منازلهم ليس لهم طعام ولا شراب الا البان أغنامهم فهي
طعامهم وشرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له جلساؤه من
هو جعلنا الله فداك قال هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ثم
جاءه رجل اخر فقال له رأيت لي جعفرا فقال الأعرابي ومن جعفر الذي
يسأل عنه فقالوا ابنه فقال سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن
59

أهل السماء ولا يدري أين ابنه.
وبهذا الاسناد عن محمد بن مسلم قال دخلت انا وأبو جعفر عليه السلام
مسجد الرسول صلى الله عليه وآله فإذا طاوس اليماني يقول لأصحابه
أتدرون متى قتل نصف الناس فسمع أبو جعفر " ع " قوله نصف الناس
فقال إنما هو ربع الناس إنما هو ولد آدم وحوا وقابيل وهابيل قال
صدقت يا بن رسول الله قال محمد فقلت في نفسي هذه والله مسألة فغدوت
عليه في منزله وقد لبس ثيابه وأسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله
فقال يا محمد بن مسلم ان في الهند أو ببلقا الهند رجلا يلبس المسوح مغلولة
يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط يفني الناس ولا يفنون كلما ذهب
واحد جعل مكانه واحد يدور مع الشمس حيث ما دارت يعذب بحر
الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة قلت ومن ذاك جعلت فداك قال
ذاك قابيل، أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد
البرقي عن فضالة بن أيوب عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال
قلت لأبي جعفر " ع " ان سالم بن أبي حفصة قال لي اما بلغك انه من
مات ليس له أمام مات ميتة جاهلية فأقول له بلي فيقول من امامك فأقول
أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام قال ما أحسبك عرفت اماما فقال أبو
جعفر (ع) ويج سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام الامام أعظم وأفضل
مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون وانه لم يمت هنا ميت قط الا وجعل
الله مكانه من بعمل مثل عمله ويسير مثل سيرته ويدعوا لي مثل ما دعا
إليه وانه لم يمنع الله ما أعطى داود " ع " ان يعطى سليمان عليه السلام
أفضل مما أعطى داود " ع ".
وبهذا الاسناد عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن نصر قال قال
أبو عبد الله " ع " ينكرون الامام المفروض الطاعة ويجحدونه والله
ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة امام مفترض الطاعة لقد كان
إبراهيم " ع " دهرا ينزل عليه الوحي والامر من الله وما كان مفترض
60

الطاعة حتى بدا لله ان يكرمه ويعظمه فقال إني جاعلك للناس اماما فعرف
إبراهيم عليه السلام ما فيها من الفضل فقال ومن ذريتي اي واجعل ذلك
في ذريتي فقال الله عز وجل لا ينال عهدي الظالمين قال أبو عبد الله " ع "
إنما هو في ذريتك لا يكون في غيرهم.
وعنه عن الحسين بن سعيد وعبد الله بن القاسم جميعا عن حماد بن
عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر " ع " في
قول الله عز وجل واتيناهم ملكا عظيما قال الطاعة المفروضة.
وحدثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن حماد بن
عيسى الاسناد.
يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن فضيل
الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر " ع " حين قبض (ع)
نتردد كالأغنام لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من
امامك فقلت أئمتي آل محمد صلى الله عليه وآله فقال هلكت وأهلكت اما
سمعت أبا جعفر " ع " يقول من مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية
فقلت بلى لعمري وقد كنا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي
عبد الله (ع) فرزقني الله عز وجل المعرفة فدخلت عليه فقلت له سالم بن أبي
حفصة قال لي كذا وكذا فقلت له كذا وكذا فقال أبو عبد الله
يا ويل سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام الامام أعظم مما يذهب إليه سالم
والناس أجمعون يا أبا عبيدة انه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من
يعمل مثل عمله ويسير مثل سيرته ويدعو إلي مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة
انه لم يمنع الله ما أعطى داود ان يعطى سليمان (ع) أفضل مما أعطى
داود (ع) ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب فقلت ما أعطاه
الله جعلت فداك فقال نعم يا أبا عبيدة انه إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله
حكم بحكم سليمان عليه السلام لا يسأل الناس بنية الحسن بن علي بن عبد
الله بن المغيرة عن عبيس بن هشام الأسدي عن عبد الله بن الوليد عن
61

الحارث بن المغيرة البصري قال سمعت أبا عبد الله " ع " يقول لا تكون
الأرض الا وفيها عالم يعلم مثل الأول وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله
ومن علي بن أبي طالب (ع) علما يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد.
محمد بن عبد الحميد العطار عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي
عبد الله (ع) قال قلت له قول الله عز وجل ولقد اتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما قال ما هو قلت أنت اعلم قال طاعة
الله مفروضة.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن النضر الخراز عن عبد
الرحمن بن أبي نجران عن أبي جميلة المفضل بن صالح الأسدي عن مالك
الجهني قال قلت لأبي جعفر عليه السلام وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم
به ومن بلغ انكم لتشهدون قال الامام منا ينذر به كما أنذر به رسول الله صلى الله عليه وآله
وعنه عن محمد بن الهيثم عن بعض أصحابنا عن محمد بن يزيد قال قلت
لأبي الحسن الرضا (ع) انى سألت أباك (ع) عن مسألة أريد ان أسألك
عنها فقال وعن أي شئ تسأل قلت عندك علم رسول الله " ص " وكتبه
وعلم الأوصياء عليهم السلام وكتبهم فقال نعم وأكثر من ذلك فاسأل
عما بدا لك.
وعنه وعن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا
ابن رزين عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله (ع) قال كان
علي بن أبي طالب " ع " عالم هذه الأمة والعلم يتوارث وليس يهلك منا
هالك حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى الأرض بغير امام تفزع
إليه الأمة قلت فيكون اثنان فقال لا الا واحد هما صامت ولا يتكلم حتى
يمضي الأول.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد والعباس بن معروف عن
حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله بن الجارود عن الفضيل بن يسار قال
سمعت أبا جعفر (ع) يقول كلما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.
62

وعنه عن الحسن بن علي الوشا قال رأيت أبا الحسن الرضا (ع) وهو
ينظر إلى السماء ويتكلم بكلام كأنه كلام الخطأ طيف فما فهمت منه شيئا
ساعة بعد ساعة ثم سكت.
وعنه عن الحسن بن سعيد عن معمر بن خلاد قال قلت لأبي الحسن
الرضا " ع " تعرفون الغيب فقال قال أبو جعفر (ع) يبسط لنا العلم
فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.
وأخبرني أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى انهما سمعا ذلك من معمر
ابن خلاد يرويه عن الرضا " ع ".
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النظر بن شعيب عن عبد
الغفار الجازي عن أبي عبد الله " ع " قال سمعته يقول نحن ورثة الأنبياء
وورثة كتاب الله ونحن صفوته.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن
مفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر " ع " قال انا أهل بيت
من علم الله علمنا ومن حكمه أخذنا وقول صادق سمعنا فان تتبعونا تهتدوا.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النظر بن شعيب عن عبد الغفار
الجازي عن أبي عبد الله " ع " قال إن الله عز وجل قال لنبيه " ص "
ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوح وإبراهيم والنبيين من قبلك ان
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه من تولية
علي بن أبي طالب (ع) قال (ع) ان الله عز وجل قد اخذ ميثاق كل
نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد وعلي وبكل نبي وبالولاية ثم قال لمحمد صلى الله عليه وآله
أولئك الذين هدى الله فيهديهم اقتده يعني آدم ونوحا وكل نبي بعده.
إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان أو غيره عن
عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله " ع " قال رسول الله " ص " لقد
أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى وكلمني
بما كلمني فكان مما كلمني به ان قال يا محمد انى انا الله لا اله الا انا عالم الغيب
63

الرحمن الرحيم انى انا الله لا اله الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن
العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون انى انا الله الخالق الباري
المصور لي الأسماء الحسنى يسبح لي من في السماوات والأرض وانا العزيز
الحكيم يا محمد انى انا الله لا اله الا انا الأول فلا شئ قبلي وانا الاخر
فلا شئ بعدي وانا الظاهر فلا شئ فوقي وانا الباطن فلا شئ دوني وانا
الله لا اله الا انا بكل شئ عليم يا محمد على أول من آخذ ميثاقه من الأئمة
يا محمد على آخر من اقبض روحه من الأئمة وهو الدابة التي تكلمهم يا محمد
علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس لك ان تكتم منه شيئا يا محمد علي
أبطنه سرى الذي أسررته إليك فليس فيما بيني وبينك سر دونه يا محمد علي
على ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به.
علي بن إسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) في قول
الله عزو جل ولقد وصلنا لهم القول قال في امام بعد امام.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن
الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل يا أهل الكتاب
لستم على شئ حتى تقيموا التورية والإنجيل وما انزل إليكم من ربكم قال
هي ولايتنا وفي قوله (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال
هي ولايتنا وفي قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته) قال هي الولاية.
علي بن محمد بن عبد الرحمن الحجال عن صالح بن السندي عن الحسن
ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يزيد بن معاوية العجلي قال سألت
أبا جعفر " ع " عن قول الله عز وجل " في صحف مطهرة فيها كتب
قيمة " قال هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب.
وعنه عن صالح بن السندي عن الحسن بن محبوب عمن رواه عن أبي
عبيدة الحذاء قال سألت أبا جعفر " ع " عن قول الله عز وجل ائتوني
64

بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم قال يعني بدلك علم الأوصياء
والأنبياء ان كنتم صادقين
عبد الله بن محمد بن عيسى عن محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب
عن الحرث بن المغيرة عن أبي عبد الله (ع) قلت له العلم الذي يعلمه عالمكم
بما يعلم فقال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعن علي (ع)
يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
عن علي بن النعمان عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبى عبد الله " ع " تترك
الأرض بغير امام فقال لا قلت فتكون الأرض فيها امامان قال لا الا واحد هما
صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله والامام يعرف الامام الذي بعده.
وعنهما عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن علي بن النعمان عن هارون بن
خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول
عليكم شهيدا قال نحن الشهداء على الناس بما عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا
وعنه عن عبد الرحمن بن أبي بخران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير
عن أبي جعفر عليه السلام قال إني لأعرف من لو قام على شاطي البحر لنوه
بأسماء دواب البحر وبأمهاتها وعماتها وخالاتها.
أحمد بن محمد السياري قال حدثني غير واحد من أصحابنا عن أبي
الحسن الثالث " ع " قال إن الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمة عليهم السلام
موارد لإرادته وإذا شاء شيئا شاؤه وهو قول الله تعالى وما تشاؤن
الا ان يشاء الله رب العالمين.
الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير
عن أبي عبد الله " ع " في قول الله عز وجل وتعيها اذن واعية قال وعتها
اذن أمير المؤمنين عليه السلام من الله ما كان وما يكون.
عبد الله بن عامر بن سعيد عن الربيع بن محمد عن جعفر بن بشير
65

البجلي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي سعيد عقيصا قال كنا في أصحاب
البرود ونحن شباب فرجع الينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا
بود اسكفت (*) قد جاء كم فقال أمير المؤمنين ويحك ان أعلاه علم
وأسفله طعام، محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن
بشير البجلي عن حماد بن عثمان عن أبي أسامة زيد الشحام، قال كنت عند
أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل من المغيرية فسأله عن شئ من السنن
فقال ما من شئ يحتاج إليه ابن آدم الا وخرجت فيه السنة من الله تعالى
ومن رسوله صلى الله عليه وآله ولولا ذلك ما احتج الله عز وجل علينا
بما احتج فقال المغيري وبما احتج الله فقال أبو عبد الله " ع " بقوله
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
حتى تمم الآية فلو لم يكمل سنته وفرايضه ما احتج به.
علي بن إسماعيل بن عيسى عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي عن
الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل ان في ذلك لآيات لأولي النهى قال نحن
والله أولى النهى قال قلت ما معنى أولى النهى قال ما أخبر الله عز وجل
رسول الله صلى الله عليه وآله مما يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة
والقيام بها والاخر من بعده والثالث من بعدهما وبني أمية فأخبر النبي صلى الله عليه وآله
عليا (ع) فبان ذلك كما أخبر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وآله وكما أخبر

* قال العلامة المجلسي " ره " في البحار (ج 9 باب كرائم خصاله)
بعد ذكر الحديث المذكور ما نصه بود اسكفت لعله كان اسم رجل بطين
فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطينا أو كان في بعض اللغات
موضوعا للبطين وإنما أطلقوا ذلك لظنهم انه عليه السلام لا يعرف تلك
اللغة فأجابهم عليه السلام بان أسفل بطني محل الطعام وأعلاه محل الطوم
والاحكام لما مر أنه إنما سمي بطينا لكونه بطينا من العلم انتهى. (محمد صادق آل بحر العلوم)
66

رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " ع " وكما انتهى الينا من علم علي (ع)
ما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم فنحن أولي النهي الذين
انتهى الينا علم ذلك كله ثم الامر لله عز وجل ونحن قوام الله على خلقه
وخزانه على دينه نخزنه ونستره ونكتم به من عدوه كما اكتتم به
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اذن الله له في الهجرة وجهاد المشركين
فنحن على منهاج رسول الله " ص " حتى يأذن الله لنا باظهار دينه
بالسيف وندعو الناس إليه ولنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله بدأ
محمد بن عيسى بن عبيد عن ياسين البصري عن حريز بن عبد الله عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ان الله عز وجل فرض العلم على ستة اجزاء فأعطى عليا " ع " خمسة
اجزاء وأسهم له في الجزء الآخر.
وعنه عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي عن هارون بن
خارجة عن عبد الله بن عطا قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول نحن
أو لوا الذكر ونحن أولوا العلم وعندنا الحلال والحرام.
وحدثني بعض أصحابنا عن بكر بن صالح الضبي عن إسماعيل بن
عياد القصري عن تميم بن بهلول عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر (ع)
قال قلت له لم سمى أمير المؤمنين (ع) أمير المؤمنين فقال لان ميرة المؤمنين
منه وهو كان يميرهم العلم.
إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن حماد الطنافسي عن الكلبي عن أبي
عبد الله قال قال لي يا كلبي كم لمحمد صلى الله عليه وآله من اسم في
القرآن فقلت اسمان أو ثلاثة فقال يا؟؟ له عشرة أسماء (وما محمد الا
رسول قد خلت من قبله الرسل) وقوله ومبشرا برسول يأتي من بعدي
اسمه أحمد ولما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (وطه ما أنزلنا
عليك القرآن لتشقى) (ويس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على
صراط مستقيم) " ون والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون
67

" ويا أيها المدثر " " ويا أيها المزمل " وقوله فاتقوا الله يا أولى الألباب
" الذين آمنوا قد انزل الله إليكم ذكرا رسولا " فالذكر من أسماء
محمد " ص " ونحن أهل الذكر فاسأل يا كلبي عما بدا لك قال نسيت والله
القرآن كله فما حفظت منه ولا حرفا أسأله عنه.
حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن علي بن أسباط عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله " ع " قال سألته عن قول
الله عز وجل هذا صراط علي مستقيم قال هو والله علي عليه السلام هو
والله الميزان والصراط المستقيم.
محمد بن عيسى بن عبيد عن داود بن محمد النهدي عن علي بن جعفر
عن أبي الحسن الرضا (ع) انه سمعه يقول لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا فقلت له
العلم منه قال فقال لي العلم أيسر من ذلك.
وعنه عن أبي محمد عبد الله بن حماد الأنصاري عن صباح المزني عن
الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال دخلت على أمير المؤمنين * ع *
والحسن والحسين عليهما السلام عنده وهو ينظر إليهما نظرا شديدا فقلت له
بارك الله لك فيهما وبلغهما آمالهما في أنفسهما والله اني لأراك تنظر إليهما نظرا
شديدا فتطيل النظر إليهما فقال نعم يا اصبغ ذكرت لهما حديثا فقلت حدثني
به جعلت فداك فقال كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدة الحر
وانا جايع فقلت لابنه محمد صلى الله عليه وآله أعندك شئ تطعمينيه فقامت
لتهئ لي شيئا حتى إذا انفلت من الصلاة قد أحضرت اقبل الحسن
والحسين عليهما السلام حتى جلسا في حجرها فقالت لهما ما حبسكما وأبطأكما
عني قالا حبسنا رسول الله صلى الله عليه وآله وجبرئيل * ع * فقال الحسن
انا كنت في حجر رسول الله * ص * والحسين * ع * في حجر
جبرئيل * ع * فكنت انا أثب من حجر رسول الله * ص * إلى حجر
جبرئيل * ع * وكان الحسين * ع * يثب من حجر جبرئيل إلى حجر
رسول الله * ص * حتى إذا زالت الشمس قال جبرئيل * ع * قم فصلي
68

ان الشمس قد زالت فعرج جبرئيل * ع * إلى السماء وقام رسول الله صلى الله عليه وآله
فجئنا فقلت يا أمير المؤمنين في اي صورة نظر إليه الحسن والحسين عليهما السلام
فقال في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله " ص " فلما حضرت
الصلاة خرجت فصليت مع رسول الله " ص " فلما انصرف من صلاته
قلت يا رسول الله اني كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وانا جايع
فسألت ابنة محمد " ص " هل عندك شئ تطعمينيه فقامت لتهئ لي شيئا
حتى إذا قبل ابناك الحسن والحسين عليهما السلام حتى جلسا في حجر أمها
فسألتهما ما أبطأكما وما حبسكما عني فسمعتهما يقولان حبسنا جبرئيل
ورسول الله صلى الله عليهما فقلت كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلى الله عليه وآله
فقال الحسن " ع " كنت انا في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله
والحسين " ع " في حجر جبرئيل " ع " فكنت انا أثب من حجر
رسول الله * ص * إلى حجر جبرئيل وكان الحسين يثب من حجر جبرئيل
إلى حجر رسول الله * ص * فقال رسول الله * ص * صدق ابناي
ما زلت انا وجبرئل " ع " نزهو بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس
قلت يا رسول الله بأي صورة كانا يريان جبرئيل * ع * فقال بالصورة التي
كان ينزل فيها علي.
محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن قال
حدثني أبو علي حسان بن مهران الجمال عن أبي داود السبيعي عن بريدة
الأسلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال قال رسول الله * ص *
يا علي ان الله عز وجل أشهدك معي في سبعة مواطن.
اما أولهن قليلة أسرى بي إلى السماء فقال لي جبرئيل * ع * أين أخوك
فقلت ودعته خلفي فقال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي
وإذا الملائكة صفوف وقوف فقلت ما هؤلاء يا جبرئيل فقال هؤلاء يباهيهم
الله بك قال فاذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلايق بمثله نطقت بما خلق
الله وما هو خالق إلى يوم القيامة.
69

الموطن الثاني اتاني جبرئيل * ع * فأسرى بي إلى السماء فقال لي أين
أخوك فقلت ودعته خلفي فقال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت
معي فكشط لي عن السماوات السبع والأرضين السبع حتى رأيت سكانها
وعمارها وموضع كل ملك منها فلم أر من ذلك شيئا الا رأيته.
الموطن الثالث ذهبت إلى الجن وما معي غيرك فقال لي جبرئيل (ع)
أين أخوك فقلت ودعته خلفي قال فادع الله فليأتك به فدعوت الله عز وجل
فإذا أنت معي فلم أقل لهم شيئا ولم يردوا علي شيئا الا سمعته وعلمته كما علمته
الموطن الرابع اني ما سألت الله عزو جل شيئا الا أعطيته فيك الا
النبوة فإنه قال يا محمد خصصتك بها.
الموطن الخامس خصصنا بليلة القدر وليس لاحد غيرنا.
الموطن السادس اتاني جبرئيل " ع " وأسرى بي إلى السماء فقال ابن
أخوك فقلت ودعته خلفي قال فادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت
معي فاذن جبرئيل فصليت باهل السماوات جميعا وأنت معي.
الموطن السابع نبقى حتى لا يبقى أحد وهلاك الأحزاب بأيدينا.
محمد بن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن بن الجهم عن حبيب بن
علي قال كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون وكان هشام بن أحمر
يجلس معنا في المجلس فنحن يوما في ذلك المجلس فاتانا سعيد الأزرق وابن
أبي الأصبغ فقال لهشام اني قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها عندي وعظم
الامر وقال ما هو قال معروف أشكرك عليه ما بقيت فقال هشام هاتها
قال تستأذن لي على أبي الحسن عليه السلام وتسأله ان يأذن لي في الوصول
إليه قال له نعم انا اضمن لك ذلك فلما دخل علينا سعيد وهو شبه الواله فقلت
له مالك فقال ابغ لي هشاما فقلت له اجلس فإنه يأتي فقال إني لأحب
ان ألقاه فلم يلبث ان جاء هشام فقال له سعيد يا أبا الحسن انى قد سألتك
ما قد علمت فقال له نعم قد كلمت صاحبك فاذن لك فقال له سعيد فاني لما
انصرفت جاءني جماعة من الجن فقالوا ما أردت بطلبتك إلى هشام يكلم
70

لك امامك أردت القربة إلى الله تعالى بان يدخل عليه ما يكره ويكلفه
مالا يحب إنما عليك ان تجيب إذا دعيت وإذا فتح بابه تستأذن والا حرمك
في تركه أعظم من أن تكلفه ما لا يحب فانا ارجع فيما كلفتك فيه ولا حاجة
لي في الرجوع إليه ثم انصرف فقال لنا هشام اما علمت يا أبا الحسن بها قال فإن كان
الحايط كلمني فقد كلمني أو رأيت في الحايط شيئا فقد رأيته في وجهه.
(باب ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه)
عليهم السلام
حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن مسكان عن
كامل التمار قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا كامل أتدري ما قول الله
عز وجل " قد أفلح المؤمنون " قلت أفلحوا فازوا وادخلوا الجنة قال
قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم الجباء، وزاد فيه غيره قال وقال أبو عبد الله (ع)
في قول الله عز وجل (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) بفتح
السين مثقلة هكذا قرأها.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن
عمر بن أذينة عن عبد الله بن النجاشي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن قول الله عز وجل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) قال عني بها عليا (ع)
وتصديق ذلك ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يعني عليا فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول يعني النبي صلى الله عليه وآله.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن يحيى
الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام انه تلى هذه الآية (فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما
71

قضيت ويسلموا تسليما) فقال لوا ان قوما عبدوا الله وحده وثم قالوا لشئ
صنعه الله لم صنع كذا وكذا ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع
لكانوا بذلك مشركين ثم قال لو أن قوما عبدوا الله وحده ثم قالوا لشئ
صنعه رسول الله * ص * لو صنع كذا وكذا ووجدوا ذلك في أنفسهم
لكانوا بذلك مشركين ثم قرأ (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن أبي العباس الفضل
ابن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) قال هو التسليم له في الأمور
علي بن إسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد
عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي عبد الله (ع)
قال يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء.
محمد بن عيسى بن عبيد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن يحيى
عن عمر بن أذينة عن أبي بكر بن محمد الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء يقولون هذا
ينقاد وهذا لا ينقاد اما والله لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان
وعنه عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر * ع * في قول الله عز وجل ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا
فقال الاقتراف للحسنة هو التسليم لنا والصدق علينا وان لا يكذب علينا.
يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسى
عن حريز بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر * ع * مثله.
يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير وحماد
ابن عيسى عن سعيد بن غزوان قال سمعت أبا عبد الله * ع * يقول والله
لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة ثم لم يسلموا لكانوا
بذلك مشركين ثم تلى هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
72

شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن داود بن
فرقد عن زيد الشحام عن أبي عبد الله * ع * قال قال لي أتدري بما
أمروا؟ أمروا بمعرفتنا والرد الينا والتسليم لنا.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن
عاصم بن حميد عن كامل التمار قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا كامل
قد أفلح المؤمنون المسلمون يا كامل ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس
أشباه الغنم الا قليلا من المؤمنين والمؤمن قليل.
محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير البجلي
عن المعلي بن عثمان الأحول عن كامل التمار عن أبي جعفر * ع * قال
كنت عنده وهو يحدثني إذ نكس رأسه إلى الأرض فقال قد أفلح
المسلمون ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس كلهم بهائم الا قليلا من
المؤمنين والمؤمن غريب.
وعنه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن جميل بن دارج
عن أبي عبد الله (ع) في قوله الله عز وجل ويسلموا تسليما قال التسليم في الامر
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل
ابن عمر قال قلت لأبي عبد الله (ع) بأي شئ علمت الرسل انها رسل
قال قد كشف لها عن الغطاء قلت فبأي شئ عرف المؤمن انه مؤمن قال
بالتسليم لله فيما ورد عليه.
وعنهما عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن ضريس قال قال
أبو جعفر * ع * أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم أنه يكون
ما أنت صانع قلت انتهى فيه والله إلى امرك فقال هو والله التسليم والا
فالذبح وأومى بيده إلى حلقه وروى بعض أصحابنا عمن روى عن ثعلبة
ابن ميمون عن زرارة وحمران قالا كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم
يكن بسمع بحديث الا قال سلموا حتى لقب سلم فكان كلما جاء قال
73

أصحابنا قد جاء سلم فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر * ع * فقالا ان
رجلا من أصحابنا إذا سمع شيئا من أحاديثكم قال سلموا حتى لقب بذلك
سلم فكان إذا جاء قالوا قد جاء سلم فقال أبو جعفر * ع * قد أفلح المسلمون
ان المسلمين هم النجباء.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن
النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلي عن أيوب بن الحر أخي أديم
قال سمعت أبا جعفر * ع * يقول إن مولى عثمان كان سبابة لعلي صلوات
الله عليه وآله فحدثني مولاة لهم كانت تأتينا وتألفنا انه حين حضره الموت
قال مالي ومالهم فقلت جعلت فداك ما امن هذا فقال اما تسمع قول الله
عز وجل (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية) ثم
قال هيهات هيهات حتى يكون الثبات في القلب وان صام وصلى.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن مسكان
عن ضريس عن أبي عبد الله * ع * قال سمعته يقول قد أفلح المسلمون
ان المسلمين هم النجباء.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن
مسكان عن سدير قال قلت لأبي جعفر * ع * انى تركت مواليك مختلفين
برأ بعضهم عن بعض فقال وما أنت وذاك إنما كلف الله الناس ثلاث معرفة
الأئمة عليهم السلام والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.
وعنه عن الحسين بن سعيد قال أخبرني محمد بن حماد السمندي عن
عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه قال قال أبو جعفر * ع * يا سالم ان
الامام هادي مهدي لا يدخله الله في عمى ولا يجهله عن سنة ليس للناس
النظر في امره ولا التحير عليه وإنما أمروا بالتسليم له.
وعنه عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيي عن موسى بن بكر
عن زرارة عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر " ع " من سمع من
رجل امرا لم يحط به علما فكذب به ومن امره الرضا بنا والتسليم لنا
74

فان ذلك لا يكفره، أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن منصور
الصيقل قال دخلت انا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبد الله (ع)
فقال له الحارث انه يعني منصور الصيقل يسمع حديثنا فوالله ما يدري
ما يقبل وما يرد فقال أبو عبد الله (ع) هذا رجل من المسلمة ان المسلمين
هم النجباء ثم قال فما يقول قال يقول قولي في هذا جعفر بن محمد عليهما السلام
قال بهذا انزل جبرئيل (ع).
وعنه عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد الجوهري عن سلمة بن
حنان عن أبي الصباح الكناني قال كنت عند أبي عبد الله " ع " فقال
يا أبا الصباح قد أفلح المؤمنون قالها ثلاثا وقلتها ثلاثا فقال إن المسلمين هم
المنتجبون يوم القيامة هم أصحاب النجايب.
محمد بن عيسى بن عبيد قال أقرأني داود بن فرقد كتابة إلى أبي الحسن
الثالث عليه السلام أعرفه بخطه يسأله عن العلم المنقول الينا عن آبائك (ع)
وأحاديث قد اختلفوا علينا فيها فكيف العمل بها على اختلافها والرد إليك
وقد اختلفوا فيه فكتب إليه وقرأته ما علمتم انه قولنا فالزموه وما لم
تعلموا انه قولنا فردوه الينا.
محمد بن عبد الجبار عن محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن الفضل عن
عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله (ع) يختلف أصحابنا في الشئ فأقول
قولي في هذا قول جعفر بن محمد عليهما السلام فقال بهذا نزل جبرئيل " ع "
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن أبي أسامة زبد الشحام عن أبي عبد الله " ع " قال
قلت له ان عندنا رجلا يسمى كليبا ولا يخرج عنكم حديث ولا شئ الا
قال انا أسلم فسميناه كليب يسلم قال فترحم عليه وقال أتدرون ما التسليم
فسكتنا فقال هو والله الاخبات قول الله عز وجل الذين آمنوا وعلموا
الصالحات وأخبتوا إلى ربهم.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور بن يونس
75

عن بشير الدهان قال سمعت كامل التمار يقول قال أبو جعفر " ع " قد أفلح
المؤمنون أتدري من هم قلت أنت اعلم بهم قال قد أفلح المسلمون ان
المسلمين هم النجباء، وعنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي
بكر بن محمد الحضرمي عن أبي الصباح الكناني الخيبري قال قلت لأبي
جعفر " ع " انا نتحدث عنك بحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فما
تريد أتريد أن تكون اماما يقتدى بك من رد القول الينا فقد سلم.
وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (ع)
قال إن من قرة العين التسليم الينا وان تقولوا بكل ما اختلف عنا أو تردوه الينا
وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله
ابن الجارود عن الفضيل بن يسار قال دخلت على أبي عبد الله " ع " انا
ومحمد بن مسلم فقلنا ما لنا وللناس بكم والله (فأتم) وعنكم نأخذ ولكم والله
نسلم ومن وليتم والله تولينا ومن برئتم منه برئنا منه ومن كففتم عنه
كففنا عنه فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده إلى السماء فقال والله هذا
هو الحق المبين، وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
سنان عن منصور الصيقل قال قال بعض أصحابنا لأبي عبد الله " ع "
وانا قاعد عنده ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا مما يرد فقال وما ذاك
قال ليس بشئ يسمعه منا الا قال القول قولهم فقال أبو عبد الله * ع *
هذا من المسلمين ان المسلمين هم النجباء إنما عليه إذا جاءه شئ لا يدري
ما هو يرده الينا، وعنهما والهيثم بن أبي مسروق عن إسماعيل بن مهران
عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال ما على أحدكم
إذا بلغه عنا حديث لم يعط معرفته أن يقول القول قولهم فيكون قد
آمن بسرنا وعلانيتنا.
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي
عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله * ع *
جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث
76

فنستبشعه فقال أبو عبد الله * ع * يقول لك انى قلت الليل انه نهار
والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا اني قلته فلا نكذب به فإنك
إنما تكذبني، وحدثني علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن سعيد الزيات عن
عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله " ع " ان
الرجل يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الامر فتضيق لذلك
صدورنا حتى نكذبه فقال أبو عبد الله " ع " أليس عني يحدثكم قلت بلى
فقال فيقول لليل انه نهار والنهار انه ليل فقلت لا قال فردوه الينا فإنك إذا
كذبته فإنما تكذبنا، أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن
سويد السائبي عن أبي الحسن الأول " ع " انه كتب إليه في رسالته ولا
تقل لما يبلغك عنا أو ينسب الينا هذا باطل وإن كنت تعرف خلافه فإنك
لا تدري لم قلناه وعلى اي وجه وضعناه.
وعنهما عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن بشير البجلي قال
محمد بن الحسين وقد حدثني به جعفر بن بشير عن حماد بن عثمان أو غيره
عن أبي بصير عن أبي جعفر " ع " أو عن أبي عبد الله " ع " قال سمعته
يقول لا تكذبوا الحديث أتاكم به من جئ ولا قدري ولا خارجي نسبه
الينا فإنكم لا تدرون لعله شئ من الحق فتكذبون الله عز وجل فوق عرشه
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن
إسحاق بن عمار عن أبي بصير أو عمن سمع أبا بصير يحدث عن
أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه قال هم المسلمون لآل محمد صلى الله عليه وآله إذا سمعوا الحديث
جاؤوا به كما سمعوه ولم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه.
77

باب في نوادر مختلفة
وكتاب أبي عبد الله عليه السلام إلى المفضل بن عمر رضي الله عنه
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن
علي بن فضال عن حفص المؤذن قال كتب أبو عبد الله " ع " إلى أبي
الخطاب بلغني انك تزعم أن الخمر رجل وان الزنا رجل وان الصلاة رجل
وان الصوم رجل وليس كما تقول نحن أصل الخير وفروعه طاعة الله
وعدونا أصل الشر وفروعه معصية الله ثم كتب كيف يطاع من لا يعرف
وكيف يعرف من لا يطاع.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد
قال قال أبو عبد الله " ع " لا تقولوا لكل آية هذا رجل وهذا رجل من
القرآن حلال ومنه حرام ومنه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم وخبر ما بعدكم
وهكذا هو، وعنه عن آدم بن إسحاق الأشعري عن هشيم بن بشير عن
الهيثم بن عروة التميمي قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا هيثم التميمي
ان قوما آمنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم شئ وجاء قوم من
بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شئ ولا ايمان
بظاهر الا بباطن ولا باطن الا بظاهر.
القسم بن الربيع الوراق ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
سنان عن صياح المدايني عن المفضل بن عمر انه كتب إلى أبي عبد الله (ع)
كتابا فجائه هذا الجواب من أبي عبد الله " ع ".
اما بعد فاني أوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته فان من التقوى الطاعة
78

والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد له والاخذ بأمره والنصيحة
لرسله والمسارعة في مرضاته واجتناب ما نهى عنه فإنه من يتق الله فقد
أرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة ومن
امر بالتقوى فقد أبلغ في الموعظة جعلنا الله وإياكم من المتقين برحمة جاءني
كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك
ألسنا الله وإياك عافية في الدنيا والآخرة كتبت تذكر ان قوما انا
أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وانك أبلغتم أمورا تروى عنهم
كرهتها لهم ولم تر منهم الا هديا طريقا حسنا وورعا وتخشعا وبلغك انهم
يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال ثم من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل
ما شئت وذكرت انك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال وفقك الله
وذكرت انه بلغك انهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان
والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر
الحرام هم رجال وان الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل وكل فريضة
افترضها الله عز وجل على عباده فهي رجال وانهم ذكروا ذلك بزعمهم ان
من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل وقد صلى وأي
الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات
الله والشهر الحرام والمسجد الحرام والبيت الحرام وانهم ذكروا ان من
عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له ان يتهاون بالعمل وليس
عليه ان يجتهد في العمل وزعموا انهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت
منهم هذه الحدود لوقتها وان هم لم يعملوا بها وانه بلغك انهم يزعمون أن
الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر والميسر والدم والميتة ولحم الخنزير
هم رجال وذكروا ان ما حرم الله عز وجل من نكاح الأمهات والبنات
والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم الله
على المؤمنين من النساء إنما عني بذلك نكاح نساء النبي " ص " وما سوى
ذلك فمباح كله وذكرت انه بلغك انهم يترادفون المرأة الواحدة
79

ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون ان لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه
فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم والباطن هو الذي
يطلبون وبه أمروا بزعمهم، وكتبت تذكر الذين عظم عليك من ذلك حين
بلغك فكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام وكتبت
تسألني عن تفسير ذلك وانا أبين لك حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا
شبهة تدخل عليك وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه
فاحفظه الحفاظ كله وعد كما قال الله تعالى وتعيها اذن واعية وانا أصفه
لك بحله وأنفي عنك حرامه انشاء الله تعالى كما وصفت لك وأعرفكه
حتى تعرفه انشاء الله تعالى فلا تنكره ولا قوة الا بالله والقوة والعزة
لله جميعا; أخبرك انه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها
فهو مشرك بالله بين الشرك لا يسع لاحد الشك فيه.
وأخبرك ان هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ولم
يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حدود ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء
مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ولم يضعوها على حدود ما أمروا كذبا
وافتراء على الله تعالى وعلى رسوله " ص " وجرأة على المعاصي فكفى بهذا
لهم جهلا ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن
به بأس ولكن حرفوها وتعدوا الحق وكذبوا فيها وتهاونوا بأمر الله
وطاعته ولكن أخبرك ان الله عز وجل حدها بحدودها لئلا يتعدى
حدود الله أحد ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهل ما لم يعرفوا
حد ما حد لهم فيه ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا إذا لم
يعرفوها ولكن جعلها الله عز وجل حدودا محدودة لا يتعدا الا مشرك
كافر قال الله عز وجل (تلك حدود الله فلا تتعدوها ومن يتعد حدود
الله فأولئك هم الظالمون).
وأخبرك حقا يقينا ان الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا
ورضيه لخلقه فلم يقبل من أحد عملا الآية وبه بعث أنبيائه ورسله ثم قال
80

وبالحق أنزلناه وبالحق نزل فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا
صلى الله عليه وآله فأصل الدين معرفة الرسل وولايتهم وان الله عز وجل
أحل حلالا وحرم حراما فجعل حلاله حلالا إلى يوم القيامة وجعل
حرامه حراما إلى يوم القيامة فمعرفه الرسل وولايتهم وطاعتهم هي
الحلال فالمحلل ما حللوا والمحرم ما حرموا وهم أصله ومنهم الفروع الحلال
فمن فروعهم امرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال من إقامة الصلاة وايتاء
الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله
عز وجل وشعايره ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والشهر الحرام والطهر
والاغتسال من الجنابة ومكارم الأخلاق ومحاسنها وجميع البر وذكر الله
ذلك في كتابه فقال إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى
عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فعدوهم هم الحرام
المحرم وأوليائهم الداخلون في امرهم إلى يوم القيامة وهم الفواحش ما ظهر
منها وما بطن والخمر والميسر والربا والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير فهم
الحرام المحرم واصل كل حرام وهم الشر واصل كل شر ومنهم فروع
الشر كله ومن تلك الفروع استحلالهم الحرام واتيانهم إياها ومن فروعهم
تكذيب الأنبياء عليهم السلام وجحود الأوصياء عليهم السلام وركوب
الفواحش من الزنا والسرقة وشرب الخمر والمسكر واكل مال اليتيم
واكل الربا والخديعة والخيانة وركوب المحارم كلها وانتهاك المعاصي
وإنما امر الله تعالى بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى يعني مودة ذوي
القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وهم أعداء
الأنبياء عليهم السلام وأوصياء الأنبياء عليهم السلام وهم المنهى عنهم وعن
مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذا لعلكم تذكرون.
وأخبرك انى لو قلت لك ان الفاحشة والخمر والزنا والميتة والدم ولحم
الخنزير هو رجل وانا اعلم أن الله عز وجل قد حرم هذا الأصل وحرم
فروعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركاء
81

ومن دعا إلى عبادة نفسه كفرعون إذ قال انا ربكم الأعلى فهذا كله على
وجه إن شئت قلت هو رجل وهو إلى جهنم وكل من شايعه على ذلك
فإنهم مثل قوم الله عز وجل إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
لصدقت قم اني لو قلت إنه فلان وهو ذلك كله لصدقت ان فلانا هو المعبود
من دون الله والمتعدي لحدود الله التي؟؟ عنها ان تتعدى.
ثم أخبرك ان أصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو
الايمان وهو امام أهل زمانه فمن عرفه عرف الله ودينه ومن أنكره أنكر
الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وشرايعه بغير
ذلك الامام كذلك جرى بان معرفة الرجال دين الله عز وجل والمعرفة
على وجهين معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله فهذه المعرفة الباطنة
الثابتة بعينها الموجب حقها المستوجب عليها الشكر لله الذي من عليكم
بها منا من الله يمن به على من يشاء من عباده مع المعرفة الظاهرة ومعرفة
في الظاهر فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم به
لا يحلق باهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة
إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه ولا يملك الذين يدعون من دونه
الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه
قلبه ولا يبصر ما يتكلم به لم يثبه الله عليه ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة
فيه وكذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من
عقد قلبه وثبت عليه على بصيرة وقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة
في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن
انتهى الامر إلى نبي الله صلى الله عليه وآله وبعده إلى من صاروا والى
ما انتهت به معرفتهم وإنما عرفوا بمعرفة اعمالهم ودينهم الذي دانوا به
الله عز وجل المحسن باحسانه والمسئ بإساءته وقد يقال إنه من دخل في
هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله وإياك
معرفة ثابتة على بصيرة.
82

وأخبرك اني لو قلت إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج
والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهر والاغتسال
من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي " ص " الذي جاء به من
عند ربه لصدقت لان ذلك كله إنما يعرف بالنبي " ص " ولولا معرفة
ذلك النبي " ص " والاقرار به والتسليم له ما عرفت ذلك فذلك من الله
عز وجل على من يمن به عليه ولولا ذلك لم اعرف شيئا من هذا فهذا
كله النبي " ص " واصله وهو فرعه وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه
وأمرني به وأوجب له علي الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله وكيف
يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله عز وجل وكيف يستقيم لي لولا أني
أصف ان ديني هو الذي اتاني به ذلك النبي " ص " ان أصف ان الدين
غيره وكيف لا يكون هو معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله عز وجل
وإنما أنكر دين الله عز وجل من أنكره بان قال ابعث الله بشرا رسولا
ثم قال أبشر يهدوننا فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وتولوا عنه وهم
معرضون وقالوا لولا انزل عليه ملك فقال لهم الله تبارك وتعالى قل لهم
من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ثم قال في اية
أخرى ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه
رجلا والله تبارك وتعالى إنما أحب ان يعرف بالرجال وان يطاع بطاعتهم
فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه لا يقبل من العباد غير ذلك لا يسأل
عما يفعل وهم يسألون وقال فيما أوجب منه محبته لذلك من يطع الرسول
فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا فمن قال لك ان هذه
الفريضة كلها هي رجل وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق ومن قال
على الصفة التي ذكرت بغير طاعة لا يغني التمسك بالأصل يترك الفرع شيئا
كما لا يغنى شهادة أن لا إله إلا الله يترك شهادة ان محمدا رسول الله " ص " ولم يبعث الله نبيا قط الا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الأخلاق ومحاسن
الاعمال والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فالباطن منها ولاية
83

أهل الباطل والظاهر منها فروعهم ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة
ليس معها طاعة في امر أو نهي وإنما يتقبل الله من العباد العمل بالفرايض
التي افترضها على حدودها مع معرفة من جاءهم بها من عنده ودعاهم إليه
فأول ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما افترض فيما يقربه ممن لا طاعة
له وانه من عرف أطاع ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ولا يكون
تحريم الباطن واستحلال الظاهر إنما حرم الله الظاهر بالباطن والباطن
بالظاهر معا جميعا ولا يكون الأصل والفرع و (*) باطن الحرام حرام
وظاهره حلال ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر وكذلك لا يستقيم ان
يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ولا الزكاة ولا الصوم ولا
الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام ولا جميع حرمات الله ولا شعاير الله
وان تترك بمعرفة الباطن لان باطنه ظهره ولا يستقيم واحد منهما الا بصاحبه
إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه حرام خبيث إنما يشبه الباطن
بالظاهر من زعم أن ذلك انها المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة
فقد كذب وأشرك وذلك لم يعرف ولم يطع وإنما قيل اعرف واعمل
ما شئت من الخير فإنه يقبل ذلك منه ولا يقبل ذلك منك بغير معرفة فإذا
عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة والخير قل أو كثر بعد أن
لا تترك شيئا من الفرايض والسنن الواجبة فإنه مقبول منك مع جميع اعمالك
وأخبرك انه من عرف أطاع فإذا عرف صلى وصام وزكى وحج
واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر
كله ومكارم الأخلاق كلها واجتنب سيئها ومبتدأ كل ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله
والنبي " ص " أصله وهو أصل هذا كله لأنه هو جاء به ودل عليه وأمر
به ولا يقبل الله عز وجل من أحد شيئا منه الا به فمن عرفه اجتنب
الكباير وحرم الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن وحرم المحارم كلها

* الواو هنا حالية وكذا في قوله ويستحل الظاهر.
(محمد صادق آل بحر العلوم)
84

لأنه بمعرفة النبي " ص " وطاعته دخل فيما دخل فيه النبي " ص " وخرج
مما خرج منه، ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة
النبي " ص " لم يحلل الله حلالا ولم يحرم له حراما وانه من صلى وزكى
وحج واعتمر وفعل البر كله بغير معرفة من افترض الله طاعته فإنه لم
يقبل منه شيئا من ذلك ولم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم
يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحلل لله حلالا وليس
له صلاة وان ركع وسجد ولا له زكاة وان اخرج من كل أربعين درهما
درهما ولا له حج ولا عمرة وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة رجل وهو من امر
الله خلقه بطاعته والاخذ عنه فمن عرفه واخذ عنه فقد أطاع الله عز وجل
واما ما ذكرت انهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله
عز وجل في كتابه فإنهم زعموا انه إنما حرم وعني بذلك النكاح نكاح
نساء النبي صلى الله عليه وآله فان أحق ما يبدأ به تعظيم حق الله وكرامته
وكرامة رسول الله " ص " وتعظيم شأنه وما حرم الله على تابعيه
ونكاح نسائه من بعده بقوله ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان
تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما وقال تبارك
وتعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم ثم
قال ولا تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة
ومقتا وساء سبيلا فمن حرم نساء النبي صلى الله عليه وآله لتحريم الله ذلك
فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات والبنات والأخوات والعمات
والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم من الرضاع لان تحريم
ذلك كتحريم نساء النبي صلى الله عليه وآله فمن استحل ما حرم الله عز وجل
من نكاح ما حرم الله فقد أشرك بالله إذ اتخذ ذلك دينا.
واما ما ذكرت انهم يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون
ذلك من دين الله عز وجل ودين رسول الله " ص " إنما دينه ان يحل
ما أحل الله ويحرم ما حرم الله وان مما أجل الله المتعة من النساء في كتابه
85

والمتعة من الحج أحلهما ثم لم يحرمهما فإذا أراد الرجل المسلم ان يتمتع من
المرأة فعل ما شاء وعلى كتاب الله وسنة نبيه " ص " نكاحا غير سفاح
تراضيا على ما أحبا من الأجرة والأجل كما قال الله عز وجل (فما استمتعتم
به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم) فيما تراضيتم به من
بعد الفريضة ان هما أحبا مدا في الأجل على ذلك الاجر أو ما أحبا في اخر
يوم من اجلهما قبل أن ينقضي الاجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا
في الاجل على ما أحبا فان مضى اخر يوم منه لم يصلح الا بالأمر مستقبل
وليس بينهما عدة الا لرجل سواه فان أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوما
وليس بينهما ميراث ثم إن شاءت تمتعت من اخر فهذا حلال لها إلى يوم
القيامة ان شاءت تمتعت ابدا وإن شاءت من عشرين بعد أن تعتد
من كل واحد فارقته خمسة وأربعين يوما فلها ذلك ما بقيت الدنيا كل هذا
حلال لها على حدود الله التي بينها على لسان رسول الله " ص " ومن
يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه وإذا أردت المتعة في الحج فاحرم من العقيق
واجعلها متعة فمتى ما قدمت مكة طفت بالبيت استلمت الحجر الأسود
وفتحت به وختمت سبعة أشواط ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم (ع)
ثم اخرج من المسجد فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط تفتح بالصفا
وتختم بالمروة فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت
ما صنعت في العقيق ثم أحرمت بين الركن والمقام بالحج فلا تزال محرما
حتى تقف بالموقف ثم ترمي الجمرات وتذبح وتحل وتغتسل ثم تزور البيت
فإذا أنت فعلت ذلك فقد حللت وهو قول الله عز وجل فمن تمتع بالعمرة
إلى الحج فما استيسر من الهدي ان يذبح ذبحا.
واما ما ذكرت انهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فان
ذلك لا يجوز ولا يحل وليس هو على ما تأولوا لقول الله عز وجل (يا أيها
الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان
ذوا عدل منكم أو اخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم
86

مصيبة الموت فذلك إذا كان مسافرا وحضره الموت اشهد اثنين ذوي
عدل من أهل دينه فإن لم يجد فاخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته
تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان
ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين فان عثر على أنهما استحقا
اثما فاخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان من أهل
ولايته فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا انا إذا لمن
الآثمين ذلك أدنى ان يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أو يرد ايمان
بعد ايمانهم واتقوا الله واسمعوا وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولا يبطل حق مسلم ولا يرد
شهادة مؤمن فإذا اخذ يمين المدعى وشهادة الرجل الواحد قضى له بحقه
وليس يعمل اليوم بهذا وقد ترك فإذا كان للرجل المسلم قبل آخر حق
فجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فهو إذا رفعه إلى بعض ولاة الجور
أبطلوا حقه ولم يقضوا فيه بقضاء رسول الله " ص " وقد كان في الحق
أن لا يبطل حق رجل مسلم وكان يستخرج الله على يديه حق رجل مسلم
ويأجره الله عز وجل ويجئ عدلا كأن رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل به.
واما ما ذكرت في اخر كتابك انهم يزعمون أن الله رب العالمين هو
النبي محمد " ص " وانك شبهت قولهم يقول الذين قالوا في عيسى " ع "
ما قالوا فقد عرفت أن السنن والأمثال قائمة لم يكن شئ فيما مضى الا سيكون
مثله حتى لو كانت هناك شاة برشاء كان هاهنا مثلها ولتعلم انه سيضل
قوم على ضلالة من كان قبلهم فكتبت تسألني عن مثل ذلك وما هو وما
أرادوا به وأخبرك ان الله عز وجل خلق الخلق لا شريك له له الخلق
والامر والدنيا والآخرة وهو رب كل شئ وخالقه خلق الخلق وأوجب
ان يعرفوه بأنبيائه فاحتج عليهم بهم والنبي " ص " هو الدليل على الله
عز وجل وهو عبد مخلوق مربوب اصطفاه الله لنفسه برسالته وأكرمه
بها وجعله خليفته في ارضه وفى خليفته ولسانه فيهم وأمينه عليهم وخازنه
87

في السماوات والأرض قوله قول الله عز وجل لا يقول على الله الا الحق
من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصا الله وهو مولي كل من كان لله ربه
ووليه من أبى ان يقر له بالطاعة فقد أبى ان يقر لربه بالطاعة وبالعبودية
ومن أقر بطاعته أطاع الله وهداه فالنبي " ص " مولى الخلق جميعا
عرفوا ذلك أو أنكروه وهو الوالد المبرور فمن أحبه واطاعه فهو الولد
البار وهو مجانب الكبائر وقد بينت لك ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما
سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها
على نحو ما قد بلغك وما قد كتبت به إلي وقد بري الله ورسوله " ص "
منهم وممن يصفون من اعمالهم الخبيثة وينسبونها الينا وانا نقول بها
ونأمرهم بالأخذ بها فقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول
لمن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة
ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا
يعلمون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين.
واما ما كتبت به ونحوه تخوفت أن تكون صفتهم من صفة فقد
أكرمه الله عز وجل عن ذلك تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا كبيرا
صفتي هذه هي صفة. صاحبنا النبي " ص " وهي صفة من وصفه من بعده
وعنه أخذنا ذلك وبه نقتدى فجزاه الله عنا أفضل الجزاء فان جزاءه على
الله عز وجل فتفهم كتابي هذا والعزة لله جميعا والقوة به وصلى الله على
محمد عبده ورسوله وعلى آله وعترته وسلم تسليما كثيرا.
أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن محمد
الحجال عن حبيب بن المعلى الخثعمي قال ذكرت لأبي عبد الله " ع "
ما يقول أبو الخطاب فقال احك لي ما يقول قلت يقول في قول الله
عز وجل وإذا ذكر الله وحده انه أمير المؤمنين صلوت الله عليه وإذا
ذكر الذين من دونه فلان وفلان فقال أبو عبد الله " ع " من قال هذا
فهو مشرك بالله عز وجل ثلاثا انا إلى الله منه برئ ثلاثا بل عنى الله
88

بذلك نفسه قال وأخبرته بالآية الأخرى التي في حم قوله عز وجل ذلكم
بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم ثم قال قلت زعم أنه يعنى بذلك
أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال أبو عبد الله " ع " من قال هذا فهو
مشرك بالله ثلاثا انا إلى الله منه برئ ثلاثا بل عنى الله بذلك نفسه (بل عنى
الله بذلك نفسه ثلاثا).
(باب في صفاتهم وما فضلهم الله عز وجل به)
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي
ابن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح الأسدي عن شعيب الحداد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا أول
قادم على الله عز وجل ثم يقدم على كتاب الله ثم يقدم علي أهل بيتي ثم
يقدم على أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتاب الله وأهل بيت نبيكم.
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق
ابن غالب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في خطبة طويلة له مضى
رسول الله صلى الله عليه وآله وخلف في أمته كتاب الله ووصيه
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين وامام المتقين وحبل الله
المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان
يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق ينطق الإمام عليه السلام عن
الله عز وجل في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد من طاعة الله
عز وجل وطاعة الإمام عليه السلام وولايته وأوجب حقه الذي أراد
الله من استكمال دينه واظهار امره والاحتجاج بحجته والاستيضاء بنوره
في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل خيرته فأوضح الله بأئمة الهدى من
89

أهل بيت نبينا " ص " عن دينه من أبلج بهم عن سبيله وفتح بهم عن
باطن ينابيع علمه فمن عرف من أمة محمد صلى عليه وآله واجب حق امامه
وجد طعم حلاوة ايمانه وعلم فضل طراوة اسلامه لان الله عز وجل
ورسوله نصب الإمام علما لخلقه وحجة على أهل عالمه ألبسه تاج الوقار
وغشاء نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه مواده ولا ينال
ما عند الله الا بجهة أسبابه ولا يقبل الله عمل العباد الا بمعرفته فهو عالم
بما يرد عليه من ملتبسات الوحي ومعيمات السنن ومشتبهات الفتن ولم يكن
الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يفتنون وتكون الحجة من
الله على العباد بالغة.
القسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف
بالشاذ كوني عن يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله عن جابر بن يزيد
الجعفي عن أبي جعفر " ع " قال دعى رسول الله " ص " الناس بمنى فقال
أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله
وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال أيها الناس
اني تارك فيكم حرمات ثلاثا كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم
قال أبو جعفر عليه السلام اما كتاب الله فحرفوا واما الكعبة فهدموا واما
العترة فقتلوا وكل ودايع الله قد نبذوا ومنها قد تبرؤا.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير البجلي عن ذريح
ابن محمد بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله " ع " قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فنحن أهل بيته.
وعنه عن النضر بن سويد عن خالد بن زياد القلانسي عن رجل عن أبي
جعفر " ع " عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
يا أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر ان
تمسكتم بهما لن تضلوا ولن نزلوا ولن تبدلوا، فاني سألت اللطيف الخبير
الا يفترقا حتى يردا على الحوض فأعطيت ذلك فقيل له فما الثقل الأكبر
90

وما الثقل الأصغر فقال الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله
عز وجل وطرف بأيديكم والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي.
إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس بن عبد
الرحمن عن هشام بن الحكم عن سعد بن طريف الإسكاف قال: سألت
أبا جعفر " ع " عن قول النبي " ص " اني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا
بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقال أبو جعفر " ع " لا يزال
كتاب الله والدليل منا عليه حتى نرد على الحوض.
(باب ما جاء في التسليم لما جاء عنهم)
(وفيمن رده وأنكره)
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن عبد الله الحناط
عن عمر بن ختن عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر " ع " قال: قال علي بن الحسين " ع " موت الفجأة تخفيف على المؤمن وأسف
على الكافر وان المؤمن من ليعرف غاسله وحامله فإن كان له عند ربه خير ناشد
حملته بتعجيله وان أكن غير ذلك ناشدهم ان يقصروا به فقال ضمرة بن
سمرة يا علي إن كان كما نقول لقفز من السرير فضحك وأضحك فقال
علي بن الحسين اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك من حديث
رسول الله فخذه اخذ آسف فعاش بعد ذلك أربعين يوما ومات فجأة فاتى على
ابن الحسين (ع) مولى لضمرة فقال أصلحك الله ان ضمرة عاش بعد
ذلك الكلام الذي كان بينك وبينه أربعين يوما ومات فجأة واني أقسم بالله
لسمعت صوته وانا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول الويل لضمرة
بن سمرة تخلى منه كل حميم وحل بدار الجحيم وبها مبيته والمقيل فقال علي بن
الحسين الله أكبر هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث رسول الله " ص "
أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن المفضل بن
91

عمر قال: قال أبو عبد الله " ع " ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في
المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه الينا وما جاء كم عنا
مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه الينا.
أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي بكر بن محمد الحضرمي
أو عن من حدثه عن الحجاج بن الصباح الخيبري قال: قلت لأبي جعفر (ع)
انا نتحدث عنك بالحديث فيقول بعضنا قولنا فيه قولهم قال فما تريد أتريد
أن تكون اماما يقتدى بك من رد القول الينا فقد سلم.
وعنه عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن حنان بن سدير عن أبي
خالد ذي الشامة النحاس قال دخلت على أبي عبد الله (ع) فقلت له ان عمي
وابن عمي أصيبا مع أبي الخطاب فما قولك فيهما فقال اما من قتل معه مسلم
لنا دونه فرحمه الله واما من قتل معه مسلم له دوننا فقد عطب.
أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن الصلت عن زرعة بن محمد الحضرمي
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن موسى بن اشيم قال قلت لأبي عبد الله (ع)
اني أريد ان تجعل لي مجلسا فواعدني يوما واتيته للميعاد فدخلت عليه
فسألته عما أردت أن أسأله عنه فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب
فقال ما ترى هذا رجل بالباب فقلت جعلت فداك اما انا فقد فرغت من
حاجتي فرأيك فاذن له فدخل الرجل فتحدث ساعة ثم سأله مسائلي بعينها
لم يخرم منها شيئا فأجابه بغير ما أجابني فدخلني من ذلك مالا يعلمه الا الله
ثم خرج فلم يلبث الا يسيرا حيت استأذن عليه آخر فأذن له فتحدث
ساعة ثم سأله عن تلك المسايل بعينها فأجابه ما أجابني وأجاب الأول قبله
فازددت غما حتى كدت ان اكفر ثم خرج فلم يلبث الا يسيرا حتى جاء
آخر ثالث فسأله عن تلك المسايل بعينها فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين فاظلم
علي البيت ودخلني غم شديد فلما نظر إلي ورأي ما بي مما تداخلني ضرب
بيده على منكبي ثم قال يا بن اشيم ان الله عز وجل فوض إلي سليمان
ابن داود عليه السلام ملكه فقال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب
92

وان الله عز وجل فوض إلى محمد صلى الله عليه وآله امر دينه فقال احكم
بين الناس بما أريك الله وان الله فوض الينا ذلك كما فوض إلى محمد صلى الله عليه وآله
أيوب بن نوح عن جميل بن دراج والحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة الخزاز عن العباس بن عامر القصباني عن الربيع بن محمد المكي عن
يحيى بن زكريا الأنصاري عن أبي عبد الله " ع " قال سمعته يقول من
سره ان يستكمل الايمان فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل
محمد صلى الله عليه وآله فيما أسروا وفيما أعلنوا وفيما بلغني وفيما لم يبلغني.
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد وغيره عمن حدثه عن الحسين
ابن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول لم ينزل من السماء أقل ولا أعز من ثلاثة أشياء اما أولها فالتسليم
والثانية البر والثالثة اليقين ان الله عز وجل يقول في كتابه فما وجدنا
فيها غير بيت من المسلمين ثم قال كيف يقرؤن هذه الآية (ومن يبغ غير
الاسلام دينا) فقلت هكذا يقرؤنها فقال ليس هكذا أنزلت إنما أنزلت
ومن يتبع غير دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ثم كان
يقول لي كثيرا يا يونس سلم تسلم فقلت له ما تفسير هذه الآية (قد أفلح
المؤمنون) قال تفسيرها قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء يوم القيامة.
أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد ومحمد بن خالد البرقي عن
محمد بن أبي عمير عن جميل دراج قال كنا عند أبي عبد الله السلام
فتلا عنا رجلان عنده حتى برئ كل واحد منها من صاحبه فقال لهما أبو
عبد الله " ع " أليس من دينكما الرد إلي فقالا بلى قال فإنكما مني في ولاية
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وغيرهما عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف الخفاف قال قلت لأبي
جعفر " ع " ما تقول فيمن اخذ عنكم علما فنسيه قال لا حجة عليه إنما
الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره أو بلغه فلم يؤمن به وكفر فاما
النسيان فهو موضوع عنكم ان أول سورة نزلت على رسول الله " ص "
93

سبح اسم ربك الأعلى فنسيها فلا يلزمه حجة في نسيانها ولكن الله تعالى
أمضى له ذلك ثم قال سنقرءك فلا تنسى.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب والحسين بن موسى الخشاب ومحمد بن
عيسى بن عبيد عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن أبي بكر بن
محمد الحضرمي عن الحجاج الخيبري قال قلت لأبي عبد الله " ع " انا نكون
في الموضع فيروي عنكم الحديث العظيم فيقول بعضنا لبعض القول قولهم
فيشق ذلك على بعضنا فقال " ع " كأنك تريد أن تكون اماما يقتدى
بك أو به من رد الينا فقد سلم.
حدثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي عن بكر بن صالح الضبي عن
عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن داود بن فرقد عن
عبد الأعلى مولي آل سام عن أبي عبد الله " ع " قال قلت له إذا جاء
حديث عن أولكم وحديث عن اخركم فبأيهما نأخذ فقال بحديث الأخير.
وبهذا الاسناد عن علي بن أسباط عن يونس بن عبد الرحمن عن
داود بن فرقد عن أبي عبد الله (ع) قال إذا حدثوكم بحديث عن الأئمة
فخذوا به حتى يبلغكم عن الحي فان بلغكم عنه شئ فخذوا به ثم قال انا
والله لا ندخلكم فيما لا يسعكم.
وبهذا الاسناد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الصمد بن بشير
عن عثمان بن زياد انه دخل علي أبى عبد الله " ع " ومعه شيخ من الشيعة
فقال الشيخ لأبي عبد الله " ع " اني سألت أبا جعفر عليه السلام عن
الوضوء فقال مرة مرة فما تقول أنت فقال إنك لم تسألني عن هذه المسألة
الا وأنت ترى اني أخالف أبي صلوات الله عليه توضأ ثلاثا وخلل أصابعك
وبهذا الاسناد عن يونس بن عبد الرحمن عن محمد بن إسحاق بن عمار
عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال جاء رجل فلما نظر
إليه أبو عبد الله " ع " قال اما والله لا ضله اما والله لأوهمنه فجلس الرجل
فسأله مسألة فأفتاه فلما خرج قال أبو عبد الله " ع " لقد افتيته بالضلالة
94

التي لا هداية فيها ثم إن الرجل جاء إلي أبي الحسن [ع] فلما نظر اليه
أبو الحسن [ع] قال اما والله لأضلنه بحق فسأله الرجل عن تلك المسألة
بعينها فأفتاه فقال الرجل هيهات هيهات لقد سألت عنها أباك فأفتاني بغير
هذا وما يجب علي ان ادع قوله ابدا فلما خرج قال أبو الحسن " ع " اما والله
لقد افتيته بالهداية التي لا ضلالة فيها.
وبهذا الاسناد عن يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال قلت
لأبي عبد الله " ع " ما تقول في العزل فقال كان علي " ع " لا يعزل
واما انا فأعزل فقلت هذا خلاف فقال ما ضر داود ان خالفه سليمان
عليهما السلام والله عز وجل يقول ففهمناها سليمان.
وبهذا الاسناد عن يونس عن بكار بن أبي بكر عن موسى بن اشيم
قال كنت عند أبي عبد الله " ع " إذا اتاه رجل فسأله عن رجل طلق
امرأته ثلاثا في مقعد فقال أبو عبد الله " ع " قد بانت منه ثلاث ثم اتاه
آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها فقال هي واحدة وهو أملك بها ثم اتاه
آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها فقال ليس بطلاق فاظلم علي البيت لما
رأيت منه فالتفت إلي فقال يا بن اشيم ان الله تبارك وتعالى فوض الملك
إلى سليمان [ع] فقال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب وان الله
تبارك وتعالى فوض إلى محمد صلى الله عليه وآله امر دينه فقال ما أتاكم
الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فمنا كان مفوضا لمحمد صلى الله عليه وآله
فقد فوض الينا.
وبهذا الاسناد عن يونس عن أديم بن الحر قال شهدت أبا عبد الله (ع)
وقد سأله رجل عن اية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها ثم جاء رجل
آخر فسأله عنها فأجاب بخلاف ما أجاب الأول ثم جاء رجل آخر فأجابه
بخلاف ما أجاب الأول والثاني فقيل له في ذلك فقال إن الله عز وجل
فوض إلى سليمان [ع] امر ملكه فقال هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير
حساب وان الله عز وجل فوض إلى محمد " ص " امر دينه فقال ما اتاكم
95

الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا وما فوض إلى محمد صلى الله عليه
وآله فقد فوض الينا.
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزار عن أبي
بصير عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل (ان الذين قالوا ربنا الله
ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا) قال هم الأئمة
عليهم السلام ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلم لأمرنا وكتم حديثنا
عن عدونا تستقبله الملائكة بالبشرى من الله بالجنة وقد والله مضى أقوام
كانوا مثل ما أنتم عليه من الذين استقاموا وسلموا لأمرنا وكتموا
حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا ولم يشكوا فيه كما شككتم فاستقبلتهم
الملائكة بالبشرى من الله بالجنة.
وعنهم عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن أبي خالد
يزيد الكناسي قال سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله عز وجل فامنوا
بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا فقال يا أبا خالد النور والله الأئمة عليهم السلام
يا أبا خالد نور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة
بالنهار وهم الذين ينورون المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم
قلوبهم ويغشاها لذلك ران الكفر والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولى
الامام منا الا كان معنا يوم القيامة ونزل منازلنا ولا يحبنا عبد ويتولانا
حتى يطهر الله قلبه ولا يطهر الله قلبه حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا فإذا
كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وامنه من فزع يوم القيامة الأكبر
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وغيرهما عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر عن كرام عبد الكريم بن عمر وعن أبي
بصير قال قلت لأبي عبد الله " ع " رجل بلغه عنكم امر باطل قد ان به
فمات فقال يجعل الله له يا أبا بصير مخرجا قلت فإنه مات على ذلك فقال
لا يموت حتى يجعل الله له مخرجا.
96

وحدثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي عن بكر بن صالح الضبي
عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن يزيد بن عبد
الله عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)
يمثل ذلك، أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد
ابن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن يعقوب السراج قال سألني
أبو عبد الله " ع " عن رجل فقال إنه لا يحتمل حديثنا فقلت نعم قال فلا
يغفل فان الناس عندنا درجات منهم على درجة ومنهم على درجتين ومنهم
على ثلاث ومنهم على أربع حتى بلغ سبعا.
وحدثني أبو طلحة يحيى بن زكريا البصري الحذاء قال حدثنا عدة من
أصحابنا عن موسى بن اشيم قال دخلنا على أبي عبد الله " ع " فسألته عن
رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس فقال ليس بشئ فانا جالس إذ دخل عليه
رجل من أصحابنا فقال له ما تقول في رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس
فقال يرد الثلاثة إلى الواحدة فقد وقعت واحدة ولا يرد ما فوق الثلاثة إلى
الثلاثة ولا إلي الواحدة فداخلني من جوابه للرجل ما غمني ولم أدر كيف
ذلك فنحن كذلك إذ جاء رجل آخر فدخل علينا فقال له ما تقول في
رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس فقال له إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا
بانت منه فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فاظلم علي البيت وتحيرت من
جوابه في مجلس واحد بثلاثة أجوبة مختلفة في مسألة واحدة فنظر إلي
متغيرا فقال مالك يا بن اشيم أشككت ود والله الشيطان انك شككت إذا
طلق الرجل امرأته على غير طهر ولغير عدة كما قال الله تعالى ثلاثا أو
واحدة فليس طلاقه بطلاق وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا وهي على طهر
من غير جماع بشاهدين عدلين فقد وقعت واحدة وبطلت الثنتان ولا يرد
ما فوق الثلاث إلى الثلاث ولا إلى الواحدة وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا
على العدة كما امر الله عز وجل فقد بانت منه فلا تحل له حتى تنكح زوجا
غيره فلا تشكن يا بن اشيم ففي كل والله من الحق.
97

أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول إن أحب أصحابي إلي أفقههم وأودعهم وأكتمهم
لحديثنا وان أسوأهم عندي حالا وامقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب
الينا ويروي عنا فلم يحتمله قلبه واشمئز منه جحده وأكفر من دان به ولا
يدري لعل الحديث من عندنا خرج والينا أسند فيكون بذلك خارجا من ديننا
باب في كتمان الحديث واذاعته
حدثنا أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
والهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب السواد عن علي بن
رئاب عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع) اما والله لو وجدت منكم
ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت ان اكتم شيئا.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن خالد البرقي عن الربيع الوراق عن
بعض أصحابه عن حفص الأبيض قال دخلت على أبي عبد الله (ع) أيام
قتل المعلى بن خنيس وصلب فقال يا حفص انى نهيت المعلى عن امر
فأذاعه فاقبل بما ترى قلت له ان لنا حديثا من حفظه حفظ الله عليه دينه
ودنياه ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه يا معلى لا تكونوا أسرى في أيدي
الناس لحديثنا ان شاء وآمنوا عليكم وان شاءوا قتلوكم يا معلى انه من
كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه ورزقه العز في الناس
يا معلى من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت
يخيل انى رأيته يوما حزينا فقلت مالك أذكرت أهلك وعيالك فقال نعم
فمسحت وجهه فقلت أني تراك فقال أراني في بيتي مع زوجتي وعيالي
فتركته في تلك الحال مليا ثم مسحت وجهه فقلت ابن تراك فقال أراني
98

معك في المدينة فقلت له احفظ ما رأيت فلا تذعه فقال لأهل المدينة ان
الأرض تطوى لي فأصابه ما قد رأيت.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
سنان عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي
الحسن الأول " ع " قال: قال امر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما
على غير شئ الصبر والكتمان.
وعنهما عن محمد بن سنان عن ذريح بن محمد المحاربي عن أبي حمزة ثابت
الثمالي عن أبي عبد الله " ع " قال: قال لي أبى ونعم الأب كان " ص "
يقول لو وجدت ثلاثة استودعهم لا عطيتهم مالا يحتاجون معه إلى النظر
في حلال ولاحرام ولا في شئ إلي ان يقوم وقايمنا قائم آل محمد " ص "
ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد
امحتن الله قلبه للايمان.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وعلي بن محمد بن عبد الله الحناط عن
علي بن أبي حمزة قال أرسلني أبو الحسن موسى " ع " إلي رجل من بني
حنفية إلى مسجدهم الكبير فقال إنك تجد في ميمنة المسجد رجلا يعقب
حتى تطلع الشمس يقال له فلان بن فلان ووصفه لي فاتيته وعرفته بالصفة
فقلت له أنت فلان بن فلان فقال نعم فمن أنت فقلت انا رسول فلان بن
فلان وهذا كتابه فزبرني زبرة فزعت منها ودخلني من ذلك الشك أن لا
يكون صاحبي فلم أزل أكلمه وألينه وقلت له ليس عليك مني بأس
وصاحبك اعلم منك حيث بعثني إليك فاطمأن قلبه وسكن فدفعت إليه كتابه
فقرأه ثم قال آتني يوم كذا حتى أعطيك جوابه فاتيته فأعطاني جوابه
ثم لبثت شهرا فاتيته أسلم عليه فقيل مات الرجل فاغتممت لذلك غما شديدا
لتخلفي عنه ورجعت من قابل إلى مكة فلقيت أبا الحسن " ع " فدفعت
إليه جواب كتابه فقال رحمه الله يا علي لم تشهد جنازته قلت لا قال قد كنت
أحب ان تشهد جنازة مثله ثم قال قد كتب لك ثواب ذلك بما نويت يا علي
99

ذلك رجل ممن كان يكتم ايمانه ويكتم حديثنا وأمرنا وكان لنا شيعة
وهو معنا في عليين وكان نومة لا يعرفه الناس ويعرفه الله وهو معنا في
درجتنا ان الله عزيز حكيم.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
سنان عن الحسين بن بحر عن رجل من أصحاب علي " ع " قال: قال
أمت الحديث بالكتمان واجعل سر الايمان بالقلب.
أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن مسلم عن
عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي عبد الله " ع " قال: قال لي
يا معاوية أتريدون ان تكذبوا الله عز وجل في عرشه لا تحدثوا الناس
الا بما يحتملون فان الله تبارك وتعالى لم يزل يعبد سرا قال معاوية بن
عمار وقال لي أبو عبد الله (ع) من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام
وقل لهم إنما مثلكم في الناس مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا
الشرك فأوجروا مرتين.
أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن الحسين
ابن علوان وعمرو بن مصعب قال حديثا كان لنا عند أبي عبد الله (ع)
ذات ليلة ونحن جماع فاقبلوا يقولون ويتمنون ليت هذا الامر كان
وريناه فلم يزالوا حتى ذهب عامة الليل ليس منهم من يسأل عن شئ
ينتفع به في حلال ولا حرام فلما رآهم لا يقحمون قال " ص " فسكتوا
فقال أيسر كم ان هذا الامر كان قالوا بلى والله وددنا ان قدر رأيناه قال
حتى تجتنبوا الأحبة من الأهلين والأولاد وتلبسوا السلاح وتركبوا
الخيل ويغار على الحصون قالوا نعم قال قد سألناكم ما هو أهون من هذا
فلم تفعلوا أمرناكم ان تكفوا وتكتموا حديثنا وأخبرناكم انكم إذا فعلتم
ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا.
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
سنان عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: قال أبو عبد الله " ع " انه ليس
100

من احتمال أمرنا التصديق به والقبول له فقط ان من احتمال أمرنا ستره
وصيانته عن غير أهله فاقرأوا موالينا السلام وقولوا لهم رحم الله عبدا
اجتر مودة الناس إلي وإلى نفسه فحدثهم بما يعرفون وستر عنهم ما ينكرون
ثم قال والله ما الناصب لنا حربا بأشد مؤنة علينا من الناطق علينا بما
نكرهه فإذا رأيتم من عبد إذاعة فامشوا إليه ورده عنها فان هو قبل
والا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه " ص " ويسمع منه فان الرجل منكم
يطلب الحاجة فيتلطف فيها حتى تقضى له فألطفوا في حاجتي كما تلطفون
في حوايجكم فان هو قبل منكم والا فادفنوا كلامه تحت اقدامكم ولا تقولوا
أنه يقول ويقول فان ذلك يحمل علي وعليكم اما والله لو كنتم تقولون
ما أقول لكم لأقررت انكم أصحابي هذا أبو حنيفة له أصحاب وهذا
الحسن له أصحاب وانا امرء من قريش ولدني رسول الله " ص " وعلمت
كتاب الله وفيه تبيان كل شئ وفيه بدؤ الخلق وأمر السماء وأمر الأرض
وأمر الأولين وأمر الآخرين وما كان وما يكون كأني انظر ذلك
نصب عيني، وعنهما عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الحسين بن
المختار عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال العبد الصالح عليه السلام امر
الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ الصبر والكتمان.
وعنهما عن غير واحد ممن حدثهما عن حماد بن عيسى وغيره من أصحابنا
عن حريز بن عبد الله عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله (ع)
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في
الدنيا وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة.
يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من
بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة يقوده إلى النار.
يا معلى ان التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له.
يا معلى ان الله عز وجل يحب ان يعبد في السر كما يعبد في العلانية.
يا معلى المذيع أمرنا كالجاحد له.
101

أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه والحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير
عن يونس بن عمار عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
يا سليمان انكم على امر من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله.
وعنه عن أبيه والحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وحدثني علي بن
إسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار
القلانسي عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله " ع " فسألته عن
حديث كثير فقال هل كتمت على شيئا قط فبقيت أتذكر فلما رأى ما حل
بي قال اما ما حدثت به أصحابك فلا بأس به إنما الإذاعة ان تحدث به
غير أصحابك، وعنه عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير
وحدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن داود بن فرقد قال: قال
لي أبو عبد الله " ع " لا نحدث حديثنا الا أهلك أو من تثق به.
محمد بن أبي عمير عن جميل بن صالح عن منصور بن حازم قال: قال
أبو عبد الله (ع) يا منصور ما أجد أحدا أحدثه واني لأحدث الرجل
منكم بالحديث فيتحدث به فأؤتى به فأقول لم أقله.
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى
وحدثني علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
صفوان بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وعدوا سنة السبعين فلما قتل الحسين (ع)
غضب الله عز وجل على أهل الأرض فأضعف عليهم العذاب وان أمرنا
كان قد دنى فأذعتموه فاخره الله عز وجل ليس لكم سر وليس لكم
حديث الا وهو في يد عدوكم ان شيعة بني فلان طلبوا امرا فكتموه
حتى نالوه واما أنتم فليس لكم سر.
وعنه عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (ع)
قد هممت ان اكتم أمري من الناس كلهم حتى أصحابي خاصة فلا يدري
أحد علي ما انا عليه فقال ما أحب ذلك لك ولكن جالس هؤلاء مرة
102

وهؤلاء مرة، أحمد وعبد الله أبناء محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي
عن علي بن الحسين (ع) أنه قال وددت والله اني افتديت خصلتين في
الشيعة ببعض لحم ساعدي النزق وقلة الكتمان.
وعنه وعلي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
عثمان بن عيسى الكلابي عن محمد بن عجلان قال: قال أبو عبد الله (ع) ان
الله تبارك وتعالى غير قوما بالإذاعة فقال وإذا جاءهم امر من الا من
أو الخوف أذاعوا به فإياكم والإذاعة.
وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن يونس
ابن يعقوب عن أبي عبد الله " ع " قال: قال من أذاع علينا شيئا من
أمرنا فهو ممن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ.
وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن علي بن فضال
وصفوان بن يحيى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)
في قول الله عز وجل (ويقتلون الأنبياء بغير حق) قال اما والله ما قتلوهم
بالسيوف ولكنهم أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم امرهم فقتلوا.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن أبي عمير
عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله " ع " قال أوصى آدم " ع " إلى هابيل
فحسده قابيل فقتله ووهب الله له هبة الله وأمره ان يوصي إليه وان يسر
ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان والوصية فأوصى إليه واسر ذلك فقال
قابيل لهبة الله انى قد علمت أن أباك قد أوصى إليك وانا أعطى الله عهدا
لئن أظهرت ذلك أو تكلمت به لأقتلنك كما قتلت أخاك.
وعنه عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وحدثني علي بن إسماعيل
ابن عيسى ويعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي
بصير عن أبي عبد الله (ع) قال حسبك ان تعلم الله وامامك الذي
تأثم به رأيك وما أنت عليه.
103

أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله " ع " قال إن أبي
صلوات الله عليه كان يقول وأي شئ أقر للعين من التقية ان التقية جنة المؤمن
أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن عثمان بن عيسى
الكلابي قال: قال لي أبو الحسن موسى (ع) إن كان في يدك هذه شئ
فاستطعت أن لا تعلم به هذه فافعل.
وعنه عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد
الجوهري عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله " ع " وعن فضالة بن
أيوب عن أبان بن عثمان عن عبد الواحد بن المختار عن أبي جعفر " ع " قال لو
أن على أفواهكم أوكية لحدثنا كل امرئ بماله.
وعنه وعلي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن
قيس الهلالي قال سمعت عليا " ع " يقول في شهر رمضان وهو الشهر
الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام وبني عبد الله
ابن جعفر بن أبي طالب " ع " وخاصة شيعة وهو يقول دعوا الناس
وما رضوا لأنفسهم والزموا أنفسكم السكوت ودولة عدوكم فإنه
لا يعدمكم ما ينتحل امركم وعدو باغ حاسد الناس ثلاثة أصناف صنف
بين بنورنا وصنف يأكلون بنا وصنف اهتدوا بنا واقتدوا بأمرنا وهم
أقل الأصناف أولئك الشيعة النجباء الحكماء والعلماء الفقهاء والأتقياء
الأسخياء طوبى لهم وحسن مآب.
وعنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت أبا الحسن " ع "
علي بن موسى الرضا " ع " عن الرؤيا فامسك عني ثم قال لو انا أعطيناكم
ما تريدون كان شرا لكم واخذ برقبة صاحب هذا الامر.
قال أبو جعفر " ع " ولاية الله أسرها إلى جبرئيل " ع " وأسرها
جبرئيل " ع " إلى محمد " ص " وأسرها محمد " ص " إلى علي " ص "
104

واسرها علي صلوات الله عليه إلى من شاء ثم أنتم تذيعون ذلك من
الذي امسك حرفا سمع به.
وقال أبو جعفر " ع " في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن يكون
مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا باهل زمانه فاتقوا الله ولا تذيعوا علينا
فلولا ان الله يدافع عن أوليائه وينتقم من أعدائه لأوليائه اما رأيت
ما صنع الله بآل برمك وما انتقم لأبي الحسن عليه السلام منهم وقد كان
بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن " ع "
وأنتم بالعراق وترون اعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم فعليكم
بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا ولا تغتروا بمن أمهل الله له فكان الامر قد
صار إليكم ولو أن العلماء وجدوا من يحدثونه ويكتم سره لحدثوا ولبينوا
الحكمة ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم ويخالف
ذلك فعلكم والله ما يستوى اختلاف أصحابك ولهذا استر على صاحبكم
ليقال مختلفون مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتى يجئ الله بالذي
تريدون ان هذا الامر ليس يجئ على ما يريد الناس إنما هو امر الله وقضاؤه
والصبر إنما يعجل من يخاف الفوت وقد رأيت ما كان من امر علي
ابن يقطين وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من امركم فلولا دفاع الله عن
صاحبكم وحسن تقديره له ولكن هومن من الله ودفاعه عن أوليائه
اما كان لكم في أبي الحسن " ع " عظة اما ترى حال هشام بن الحكم
فهو الذي صنع بابي الحسن " ع " ما صنع وقال لهم وأخبرهم أترى الله
يغفر له ما ركب منا فلو أعطينا كم ما تريدون كان شرا لكم ولكن العالم
يعمل بما يعلم، وعنه ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي
حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر " ع " إنما شيعتنا الخرس.
وعنهما عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن من ذكره عن عبد الله
ابن مسكان عن عبيد الله بن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
ما ذنبي إن كان الله تعالى يحب ان يعبد سرا ولا يعبد علانية.
105

وعنهما عن محمد بن سنان عن علي بن السرى قال قال أبو عبد الله (ع)
اني لأحدث الرجل بالحديث فيسره فيكون غنا له في الدنيا ونورا له في
الآخرة واني لأحدث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذلا له في الدنيا
وحسرة عليه يوم القيامة.
وعنهما عن الحسن بن علي بن فضال عن يونس بن يعقوب أو غيره
عن أبي عبد الله " ع " قال لقد كتم الله الحق كتمانا كأنه أراد أن لا يعبد
وقال الحق ميسر يسير ان الله عز وجل آلى ان يعبد الا سرا.
وعنهما وعبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن
رياب عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال سمعتهما
يقولان اما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث
ما استحللت ان أكتمكم شيئا.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن
عقبة عن يزيد بن عبد الملك قال سمعت أبا جعفر " ع " بقول آلى الرحمن
على الناكح والمنكوح ذكرا كان أو أنثى إذا كانا محصنين وهو على الذكر
إذا كان منكوحا أحصن يا يزيد الزانية والزاني المتبرئ منا قلت برئ
الله منهم أليس هم المرجئة قال لا ولكنه الرجل منكم إذا أذاع سرنا وأخبر
به أهله فخبرت تلك جارتها فاذاعته فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان ومن
كتاب الخرايج والجرايح لسعيد بن هبة الله الراوندي رحمه الله قال
حدثنا علي بن عبد الصمد التميمي أخبرنا عن أبيه عن السيد أبي البركات
علي بن الحسين الحويزي الحسيني أخبرنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن
أبيه عن سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد
قال: قال أبو جعفر (ع) قال رسول الله " ص " ان حديث آل محمد عظيم
صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن
الله قلبه للايمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى الله عليه وآله
106

فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت له قلوبكم وأنكر تموه
فردوه إلى الله والى الرسول " ص " والى العالم من آل محمد صلى الله عليهم
وإنما الهالك ان يحدث أحدكم بالحديث أو بشئ لا يحتمله فيقول والله
ما كان هذا والله ما كان هذا والانكار لفضائلهم هو الكفر.
وأخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي عن الشيخ
أبى جعفر الطوسي عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن
محمد بن الحسن الصفار أخبرنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن
منصور بن يونس عن مخلد بن حمزة بن نصر عن أبي الربيع الشامي قال
كنت عند أبي جعفر " ع " جالسا فرأيت أنه قد نام فرفع رأسه وهو
يقول يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كهنه قلت
ما هو قال قول علي بن أبي طالب " ع " ان أمرنا صعب مستصعب
لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه
للايمان يا أبا الربيع الا ترى أنه قد يكون ملك ولا يكون مقربا فلا يحتلمه
الا مقرب وقد يكون نبي ولا يكون بمرسل فلا يحتمله الا مرسل وقد
يكون مؤمن وليس ممتحن فلا يحتمله الا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان
وأخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن
النيسابوري والشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد عن الشيخ أبي الحسن
علي بن عبد الصمد التميمي أخبرنا أبو محمد أحمد بن محمد العمري أخبرنا
محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن
كثير عن أبي عبد الله " ع " قال أتى الحسين " ع " أناس فقالوا له يا أبا عبد الله
حدثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم فقال إنكم لا تحتملونه ولا تطيقونه
فقالوا بلى نحتمل قال إن كنتم صادقين فليتنح اثنان وأحدث واحدا فان
احتمله حدثتكم فتنحى اثنان وحدث واحدا فقام طاير العقل ومر على
وجهه وذهب فكلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا وانصرفوا.
107

وبهذا الاسناد قال أتى رجل الحسين بن علي عليهما السلام فقال حدثني
بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال إنك لن تطيق حمله فقال بلى حدثني
يا بن رسول الله فاني احتمله فحدثه الحسين عليه السلام بحديث فما فرغ
الحسين " ع " من حديثه حتى ابيض رأس الرجل ولحيته وأنسي الحديث
فقال الحسين " ع " أدركته رحمة الله حيث أنسي الحديث.
وأخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسنى
والأستاذان أبو القاسم وأبو جعفر ابنا كميح عن الشيخ أبي عبد الله
جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى
عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سعد عن حمدان
ابن سليمان النيشابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج
عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله " ع " قال إن الله تعالى فضل أولي
العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء عليهم السلام وفضل محمدا " ع " عليهم
وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله " ص " مالا يعلمون
وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله فرويناه لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم
وأينما نكون فشيعتنا معنا وقال (ع) يمصون الرواضع ويدعون النهر
العظيم فقيل ما تعنى بذلك قال إن الله تعالى أوحى إلى رسول الله * ص *
علم النبيين بأسره وعلمه الله ما لم يعلمهم فاسر ذلك كله إلى أمير المؤمنين (ع)
قيل فيكون علي (ع) اعلم أم بعض الأنبياء عليهم السلام فقال إن الله
عز وجل يفتح مسامع من يشاء أقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله حوى علم
جميع النبيين وعلمه الله ما لم يعلمهم وانه جعل ذلك كله عند علي (ع)
فتقول في علي (ع) اعلم أم بعض الأنبياء ثم تلى قوله تعالى (قال الذي
عنده علم من الكتاب) ثم فرق بين أصابعه ووضعها على صدره وقال وعندنا
والله علم الكتاب كله.
أخبرنا السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي عن جعفر الدوريستي
عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان أبي عبد الله الحارثي عن محمد بن
108

علي بن الحسين بن موسى أخبرنا أبي عن سعد بن عبد الله عن محمد
ابن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي بشير عن كثير بن أبي عمران الباقر (ع)
قال لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن لها عنده جواب ولو كنت شاهدهما
لأخبرت كل واحد منهما بجوابه ولسألتهما مسألة لم تكن عندهما فيها جواب.
قال: سعد وأخبرنا محمد بن عيسى بن عبيد عن معمر بن عمرو عن
عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر (ع) يا عبد الله ما تقول في علي
وعيسى وموسى صلوات الله عليهم قلت وما عسى ان أقول فيهم قال
والله علي اعلم منهما ثم قال ألستم تقولون ان لعلي صلوات الله عليه
ما لرسول الله صلى الله عليه وآله من العلم قلنا نعم والناس ينكرون قال فخاصمهم
فيه بقوله تعالى لموسى (ع) وكتبنا له في الألواح من كل شئ فأعلمنا
أنه لم يكتب له الشئ كله وقال لعيسى ولأبين لكم بعض الذي تختلفون
فيه فأعلمنا أنه لم يبين له الامر كله وقال لمحمد صلى الله عليه وآله وجئنا بك على
هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وقال فأسال عن
قوله تعالى فكفى بالله شهيدا ببني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال والله
إيانا عني وعلي (ع) أولنا وأفضلنا وأخبرنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وقال: ان العلم الذي نزل مع آدم (ع) على حاله عندنا وليس يمضي
منا عالم الا خلف من يعلم علمه والعلم نتوارث به.
فإذا كان ذلك كذلك فكل حديث رواه أصحابنا ودونوه مشايخنا
في معجزاتهم ودلائلهم لا يستحيل في مقدورات الله ان يفعله تأييدا لهم
ولطفا للخلق فإنه لا يطرح بل يتلقى بالقبول.
وروى عن عباد بن سليمان عن أبيه عن عثيم بن أسلم عن معاوية بن
عمار الدهني قال دخل أبو بكر على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له ان
رسول الله صلى الله عليه وآله لم يحدث الينا في امرك شيئا بعد أيام الولاية بالغدير
وانا اشهد انك مولاي مقر لك بذلك وقد سلمت عليك على عهد رسول
الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله انك وصيه ووارثه
109

وخليفته في أهله ونسائه وانك وارثه وميراثه قد صار إليك ولم يخبرنا
انك خليفته في أمته من بعده ولا جرم لي فيما بيني وبينك ولا ذنب لنا فيما
بيننا وبين الله تعالى فقال له علي " ع " ان أريتك رسول الله * ص *
حتى يخبرك باني أولى بالأمر الذي أنت فيه منك وانك إن لم تعتزل نفسك
عنه فقد خالفت الله ورسوله * ص * فقال إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض
هذا اكتفيت به فقال عليه السلام فتلقاني إذا صليت المغرب حتى أريكه
قال فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا فإذا هو
برسول الله * ص * جالس في القبلة فقال له يا فلان وثبت على مولاك
علي عليه السلام وجلست مجلسه وهو مجلس النبوة لا يستحقه غيره لأنه
وصي وخليفتي فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك وتعرضت لسخط الله
وسخطي فانزع هذا السربال الذي أنت تسر بلته بغير حق ولا أنت من
أهله والا فموعدك النار قال فخرج مذعورا ليسلم الامر إليه وانطلق
أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان وما جرى فقال له
سلمان ليبدين هذا الحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر فضحك أمير المؤمنين ع
فقال اما انه سيخبره وليمنعنه ان هم بان يفعل ثم قال لا والله لا يذكران
ذلك ابدا حتى يموتا قال فلقي صاحبه فحدثه بالحديث كله فقال له ما أضعف
رأيك وأخور عقلك اما تعلم أن ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة أنسيت
سحر بني هاشم فأقم على ما أنت عليه.
وعن الباقر عليه السلام عن أبيه عليه السلام أنه قال صار جماعة من
الناس بعد موت الحسن " ع " إلى الحسين " ع " فقالوا يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله
ما عندك من أعاجيب أبيك التي كان يريناها فقال هل تعرفون أبي فقال
كلنا نعرفه فرفع لهم سترا كان على باب بيت ثم قال انظروا في البيت فنظرنا
فإذا أمير المؤمنين " ع " فقلنا هذا أمير المؤمنين " ع " ونشهد انك خليفة
الله حقا وانك ولده.
وروي ان أمير المؤمنين " ع " قال للحارث الهمداني:
110

يا حار همدان من يميت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
وهذا الكلام منه عليه السلام عام يتناول حال حياته والحال التي بعد
وفاته، وعن محمد بن الحسن الصفار أخبرنا الحسن بن علي عن العباس بن
عامر عن ابان عن بشير النبال عن أبي جعفر الباقر " ع " قال كنت خلف
أبي عليه السلام وهو علي بلغته فنظرت فإذا الرجل في عنقه سلسلة ورجل
يتبعه فقال لأبي يا علي بن الحسين أسقني فقال الرجل الذي خلفه وكأنه
موكل به لا تسقه لا سقاه الله فإذا هو معاوية.
روى أبو الصخر عن أبيه عن جده انه كان مع الباقر عليه السلام
بمنى وهو برمي الجمار فرمي وبقي في يده خمس حصيات فرمى باثنتين في
ناحية من الجمرة وبثلاث في ناحية منها فقال له جدي جعلني الله فداك
لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد انك رميت بحصياتك في العقبات
ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة ويسرة فقال نعم يا بن العم إذا كان في كل
موسم يخرج الله الفاسقين الناكثين غضين طريين فيصلبان هاهنا لا يراهما
أحدا الا الامام فرميت الأول ثنتين والثاني ثلاث لأنه اكفر وأظهر
لعداوتنا والأول أدهى وأمر.
وعن الصفار عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن
عبد الرحمن الخثعمي عن أبي جعفر " ع " قال خرجت مع أبي * ع *
إلى بعض أمواله فلما صرنا في الصحراء استقبله شيخ فنزل إليه أبي وسلم
عليه فجعلت اسمعه وهو يقول جعلت فداك ثم تحادثا طويلا ثم ودعه أبي
وقام الشيخ وانصرف وأبي ينظر إليه حتى غاب شخصه عنا فقلت لأبي
من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظمه في مسألتك فقال يا بني هذا جدك
الحسين عليه السلام، وعن الصفار عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه
عن العلاء بن يحيى المكفوف عن أبيه عن محمد بن أبي زياد عن عطية
الابزاري أنه قال طاف رسول الله * ص * بالكعبة فإذا آدم بحذاء الركن
اليماني فسلم عليه ثم انتهى إلى الحجر فإذا نوح * ع * بحذائه وهو رجل
111

طويل فسلم عليه، وعن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد
ابن عيسى عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن عبد العزيز عن ابان عن أبي
بصير عن الصادق (ع) قال قلت له ما فضلنا على من خالفكم فوالله انى
لأرى الرجل منهم أرخى بالا وانعم عيشا وأحسن حالا وأطمع في الجنة
قال فسكت عني حتى إذا كنا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلى
الله تعالى فقال يا أبا محمد هل تسمع ما اسمع قلت اسمع ضجيج الناس إلى الله
تعالى قال ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث بالنبوة
محمدا صلى الله عليه وآله وعجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك
ومن أصحابك خاصة قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا أكثر الناس
خنازير وحمير وقردة الا رجل.
وعن أبي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى
عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي
جعفر (ع) انا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة قال
أولا أعطيك علامة الأئمة أو غير هم قلت وما عليك ان تجمعهما لي قال
وتحب ذلك قلت وكيف لا أحب فما زاد ان مسح على بصري فأبصرت
جميع الأئمة عنده ثم ما في السقيفة التي كان فيها جالسا ثم قال يا أبا محمد مد
بصرك فانظر ما ذا ترى بعينك قال فوالله ما أبصرت الا كلبا أو خنزيرا
أو قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هو السواد
الأعظم ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه
الصورة ثم قال يا أبا محمد ان أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على
الله وان أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالك الأول قلت
لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني إلى حالتي فما للجنة
عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كما كنت.
وعن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جميلة عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله (ع) فلما كنا في
112

الطواف قلت له يا بن رسول الله أيغفر الله لهذا الخلق قال إن أكثر من
ترى قردة وخنازير قلت أرينهم فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصري
فرأيتهم كما قال فقلت رد علي بصري الأول فدعا فرأيتهم كالمرة الأولى.
ثم قال أنتم في الجنة تحيرون وبين اطباق النار تطلبون فلا تجدون ثم
قال لي والله لا يجتمع منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد.
وعن الصفار عن الحسن بن علي (الزيتوني) بن فضال عن أحمد بن هلال
عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري قال: قال أبو جعفر عليه السلام
ان رسول الله " ص " قال لعلي " ع " إذا انا مت فاشتر لي سبع قرب ماء
من بير غرس ثم غسلني وكفني وخذ بمجامعي وأجلسني واسألني عما
شئت واحفظ عني واكتب فإنك لا تسألني عن شئ الا أخبرتك به قال
على " ع " فأنبأني بما هو كاين إلى يوم القيامة.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله " ع " قال كان علي محدثا قلت وما
اية المحدث قال يأتيه الملك فينكت في قلبه بكيت وكيت فقال ابن أبي يعفور
لأبي عبد الله (ع) انا نقول إن عليا (ع) ينكت في اذنه أو يقذف في
قلبه أو انه كان محدثا فلما أكثرت عليه قال لي ان عليا (ع) كان يوم
قريظة والنضير جبرئيل (ع) عن يمينه وميكائيل (ع) عن يساره يحدثانه
وقال أبو عبد الله (ع) ان الله تعالى لم يخل الأرض من عالم يعلم الزيادة
والنقصان في الأرض فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا أكمله لهم
فقال خذوه كاملا ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين امرهم ولم يفرقوا بين
الحق والباطل، وعن علي بن الحكم قال أخبرنا علي بن النعمان عن علي
ابن إسماعيل عن محمد بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال كنت انا
وأبو بصير عند أبي جعفر (ع) فقال له أبو بصير بم يعلم عالمكم قال إن
عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ولكن يحدث
في الساعة بما يحدث بالليل وفي الساعة بما يحدث بالنهار الأمر بعد الأمر
والشئ بعد الشئ بما يكون إلى يوم القيامة.
113

وقال أبو جعفر " ع " ما ترك الله الأرض بغير عالم ينقص ما يزاد
ويزيد ما ينقص ولولا ذلك لاختلط على الناس امرهم.
وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول والنبي والمحدث فقال الرسول
تأتيه الملائكة ظاهرين وتبلغه الأمر والنهي عن الله تعالى والنبي الذي
يوحى إليه في منامه ليلا ونهارا فما رأى فهو كما رأى والمحدث يسمع
كلام الملائكة ولا يرى الشخص فينقر في اذنه وينكت في قلبه وصدره.
وعن الصفار عن محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن أبي الحسن
الكركي عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن
سماعة عن أبي بصير عن عبد العزيز قال خرجت مع علي بن الحسين " ع "
إلى مكة فلما وافينا إلى (الأبواء) وكان عليه السلام على راحلته وكنت
أمشي فإذا قطيع غنم ونعجة قد تخلفت وهي تصيح بسخلة لها وكلما قامت
السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها فقال لي يا عبد العزيز أتدري ما تقول
هذه النعجة لسخلتها قلت لا والله قال إنها تقول لها الحقي بالقطيع فان
أختك في العام الأول تخلفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذيب.
وعن الصفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن عمر أخبرنا
بشير النبال عن علي بن أبي حمزة قال دخل رجل من موالي أبي الحسن (ع)
فقال له رأيت أن تتغذى عندي فقام فمضى معه فلما دخل بيته وضع له
سريرا فقعد عليه وكان تحته زوج حمام فذهب الرجل ليحمل طعامه وعاد
إليه فوجده يضحك فقال أضحك الله سنك مم تضحك فقال إن حمامك
هذا هدر الذكر على الأنثى فقال يا سكنى وعرسي والله ما على وجه الأرض
أحد أحب إلي منك ما خلا هذا القاعد على السرير فقلت وتفهم ذلك فقال
نعم علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ.
وعن جماعة أخبرنا أبو الحسن غسق قال أخبرنا أبي أخبرنا الفضل
ابن يعقوب البغدادي أخبرنا الهيثم بن جميل أخبرنا عمرو بن عبيد عن
عيسى بن سلام عن علي بن نصر بن سنان عن الحسن بن علي بن أبي
114

طالب صلوات الله عليهما قال بينا النبي " ص " جالس مع أصحابه إذا قبلت
الريح الدبور فقال لها النبي " ص " أيتها الريح اني أستودعك إخواننا
فرد بهم الينا قالت قد أمرت فالسمع والطاعة لك فدعا ببساط كان أهدي
إليه ثم بسطه ثم دعا بعلي بن أبي طالب فأجلسه عليه ثم دعا بابي بكر
وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص
وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبي ذر وسلمان فأجلسهم عليه ثم قال
اما انكم سائرون إلى موضع فيه عين ماء فانزلوا وتوضؤوا وصلوا ركعتين
وأدوا لي الرسالة كما تودي إليكم ثم قال أيتها الريح استعلى بإذن الله
فحملتهم الريح حتى رمتهم إلى بلاد الروم عند أصحاب الكهف فنزلوا وتوضؤوا
وصلوا فأول من تقدم إلى باب الكهف أبو بكر فسلم فلم يردوا ثم عمر فلم
يردوا ثم تقدم واحد بعد واحد فسلم فلم يردوا ثم قام علي بن أبي طالب (ع)
فأفاض عليه الماء وصلى ركعتين ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون
من السلام فانصدع الكهف ثم قاموا إليه فصافحوه وسلموا عليه بإمرة المؤمنين
وقالوا يا بقية الله في خلقه بعد رسوله وعلمهم ما امره رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح فرمت بهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله
وقد خرج لصلاة الفجر فصلوا معه.
وعن جماعة أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل؟؟؟؟ أحمد البرمكي أخبرنا
عبد الله بن داهر بن يحيى الأحمري أخبرنا أبى عن الأعمش أخبرنا أبو سفيان
عن انس قال كنت عند النبي " ص " وأبو بكر وعمر في ليلة مكفهرة
فقال لهما النبي " ص " قوما فأتيا باب حجرة علي * ع * فذهبا فنقر الباب
نقرا خفيفا فخرج * ع * متزرا بإزار من صوف مرتد يا بمثله، في كفه
سيف رسول الله * ص * فقال أحدث حدث فقالا خيرا مرنا رسول الله صلى الله عليه وآله
ان نقصد بابك وهو بالأثر فاقبل رسول الله * ص * فقال يا أبا الحسن
أخبر أصحابك بخبر البارحة فقال إني لأستحي قال صلى الله عليه وآله ان
الله لا يستحي من الحق قال علي * ع * أصابتني جنابة من فاطمة عليها السلام
115

فطلبت في منزلي ماء فلم أجد فوجهت الحسن والحسين عليهما السلام فأبطأ
علي فاستلقيت على قفاي فإذا بهاتف يهتف يا أبا الحسن خذ السطل واغتسل
فإذا انا بسطل من ماء وعليه منديل من سندس فأخذت السطل فاغتسلت
منه واخذت المنديل فتمسحت به ثم رددت المنديل فوق السطل فقام السطل
في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي فوجدت يردها على الفواد
فقال النبي صلى الله عليه وآله بخ بخ من كان خادمه جبرئيل.
قالوا وحدثنا البرمكي أخبرنا عبد الله بن داهر أخبرنا الجامي أخبرنا
محمد بن الفضيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن سلمان قال: قال
النبي " ص " كنت انا وعلى نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق
آدم " ع " بأربعة عشر الف سنة فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين
فركبه في صلب آدم وأهبطه إلى الأرض ثم حمل في السفينة في صلب
نوح وقذفه في النار في صلب إبراهيم " ع " فجزء انا وجزء علي والنور
الحق يزول معنا حيثما زلنا.
وعن محمد بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي
جعفر " ع " قال من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي
ضعف قوي، وعن أبي بكر عن عبد الأعلى بن أعين قال قمت من عند
أبي جعفر عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت كنت أرجو ان
أدرك صاحب هذا الامر ولي قوة فقال اما ترضون ان أعداؤكم يقتل
بعضهم بعضا وأنتم آمنون في بيوتكم انه لو كان ذلك أعطى الرجل منكم
قوة أربعين رجلا وجعل قلوبكم كزبر الحديد لو قذف بها الجبال لقلعتها
وكنتم قوما الأرض وخزانها.
وعن محمد بن عيسى عن صفوان عن المثنى الحناط عن عمرو بن شمر عن
جابر قال: قال أبو عبد الله " ع " ان الله عز وجل نزع الخوف من
قلوب أعدائنا واسكنه في قلوب شيعتنا فإذا جاء أمرنا نزع الخوف من
قلوب شيعتنا واسكنه في قلوب أعدائنا فأحدهم أمضى من سنان وأجرأ
116

من ليث يطعن عدوه برمحه ويضربه بسيفه ويدوسه بقدمه.
وعن محمد بن عيسى عن صفوان عن مثنى الحناط عن أبي خالد الكابلي
عن أبي جعفر " ع " قال: قال إذا قام قايمنا وضع يده على رؤوس
العباد فجمع به عقولهم وأكمل به أحلامهم.
وعن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد عن أبي
الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله " ع " يقول إن قائمنا إذا قام مد الله
لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى يكون بينهم وبين القايم عليه السلام
بريد يكلمهم ويسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه.
وعن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن الحسن بن محبوب عن صالح
ابن حمزة عن ابان عن أبي عبد الله " ع " قال العلم سبعة وعشرون حرفا
فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين
فإذا قام القائم " ع " اخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم
إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا.
وعن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي عن جعفر بن بشير
عن عمر بن ابان عن معتب غلام الصادق " ع " قال كنت مع أبي
عبد الله " ع " بالعريض فجاء يتمشى حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه
أبوه وهو يصلى في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معتب أترى هذا
الموضع قال نعم قال بينا أبي عليه السلام قائم يصلى في هذا المكان إذ دخل
شيخ يمشي حسن السمت فجلس فبينا هو جالس إذا جاء رجل آدم حسن
الوجه والسمة فقال للشيخ ما يجلسك ليس بهذا أمرت فقاما وانصرفا
وتواريا عني فلم أر شيئا فقال أبي يا بني هل رأيت الشيخ وصاحبه قلت
نعم فمن الشيخ ومن صاحبه قال الشيخ ملك الموت والذي جاء وأخرجه
جبرئيل عليه السلام، وروى جماعة عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه أخبرنا
أبي أخبرنا سعد بن عبد الله أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى أخبرنا الحسين
ابن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن فضيل
117

الرسان عن أبي جعفر " ع " ان رجلا قال لعلي " ع " يا أمير المؤمنين
لو أريتنا ما نطمئن به مما انهى إليك رسول الله صلى الله عليه وآله قال
لو رأيتم عجيبة من عجايبي لكفرتم وقلتم اني ساحر كذاب وكاهن وهو
من أحسن قولكم قالوا ما منا أحد الا وهو يعلم انك ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله
وصار إليك علمه قال علم العالم شديد لا يحتلمه الا مؤمن امتحن الله قلبه
للايمان وأيده بروح منه ثم قال إذا أبيتم الا ان أريكم بعض عجايبي وما
اتاني الله من العلم فاتبعوا أثري إذا صليت العشاء الآخرة فلما صلاها اخذ
طريقه إلى ظهر الكوفة فاتبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس
من شيعته فقال لهم على " ع " اني لست أريكم شيئا حتى آخذ عليكم
عهد الله وميثاقه الا تكفروا بي ولا ترموني بمعضلة فوالله ما أريكم الا
ما علمني رسول الله " ص " فاخذ عليهم والميثاق أشد ما اخذ الله على رسله
من عهد وميثاق ثم قال حولوا وجوهكم عني حتى ادعو بما أريد فسمعوا
جميعا يدعو بدعوات لا يعرفونها ثم قال حولوا وجوهكم فحولوا فإذا هم
بجنات وانهار وقصور من جانب وسعير تتلظى من جانب حتى أنهم ما شكوا
انها الجنة والنار فقال أحسنهم ان هذا لسحر عظيم ورجعوا كفارا الا
رجلين فلما رجع مع الرجلين قال لهما قد سمعتما مقالتهم وأخذي عليهم العهود
و المواثيق ورجوعهم يكفرون اما والله انها لحجتي عليهم غدا عند الله
فان الله تعالى يعلم اني لست بساحر ولا كاهن ولا يعرف هذا لي ولا لآبائي
ولكنه علم الله وعلم رسوله أنهاه الله إلى رسوله وأنهاه رسوله إلي وأنهيته إليكم
فإذا رددتم علي فعلى الله رددتم حتى إذا صار إلى باب مسجد الكوفة دعا
بدعوات يسمعان فإذا حصى المسجد در وياقوت فقال لهما ماذا تريان قالا
هذا در وياقوت فقال صدقتما لو أقسمت علي ربي فيما هو أعظم من ذلك
لأبر قسمي فرجع أحدهما كافرا واما الآخر فثبت فقال عليه السلام ان
اخذت منه شيئا ندمت وان تركت ندمت فلم يدعه حرصه حتى اخذ درة
فصرها في كمه حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درة بيضاء لم ينظر الناس
118

إلى مثلها قط فقال يا أمير المؤمنين اني اخذت من ذلك الدر واحدة وهي
معي فقال ما دعاك إلى ذلك فقال أحببت ان اعلم أحق هو أم باطل قال إنك
ان رددتها إلى موضعها الذي اخذتها منه عوضك الله منها الجنة وان
أنت لم تردها عوضك الله منها النار فقام الرجل فردها إلى موضعها الذي
اخذها منه فحولها الله حصاة كما كانت قال بعض الناس كان هذا ميثم
التمار وقال بعضهم عمرو بن الحمق.
وعن قتيبة بن الجهم قال لما دخل (1) علي عليه السلام إلى بلاد صفين
نزل بقرية يقال لها صندودا (2) فعبر عنها وعرج بنا في موضع ارض
بلقع فقال له مالك بن الحارث الأشتر نزلت على غير ماء قال إن الله تعالى
يسقينا في هذا الموضع ماء أصفى من الياقوت وأبرد من الثلج فتعجبنا
- ولا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السلام - فوقف على ارض فقال
يا مالك احتفر أنت وأصحابك فاحتفر نا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة
فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع ان نزيلها فقال علي عليه السلام اللهم إني
أسألك ان تمدني بحسن المعونة وتكلم بكلام حسبناه سريانيا ثم اخذها
فرمي بها فظهر لنا ماء عذب فشربنا منه وسقينا دوابنا ثم رد الصخرة
وأمرنا ان نحثو عليها التراب فلما سرنا غير بعيد قال (ع) من يعرف منكم
موضع العين قلنا كلنا نعرف فرجعنا فخفي علينا أشد خفاء فإذا نحن

(1) ذكر حديث الصخرة ابن شهرآشوب في المناقب ص 442 من
طبع إيران ج 1 وقال إنه ذكره أهل السير عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد
التميمي والنطنزي في الخصائص والأعثم في الفتوح والطبري في كتاب
الولاية باسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني، وذكره أبو عبد الله البرقي
عن شيوخه عن جماعة من أصحاب علي عليه السلام.
(2) قال: في المراصد (صندودا) قرية كانت في غربي الفرات فوق
الأنبار خربت وبها مشهد لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه انتهى. (محمد صادق آل بحر العلوم)
119

بصومعة راهب فدنونا منها ومنه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماء مرا جشبا
فقلنا له لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين ههنا قال صاحبكم
نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلى علي " ع " فلما بصبر به أمير المؤمنين (ع)
قال عليه السلام أنت شمعون قال نعم هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه
أحد الا الله ثم قال ما اسم هذه العين قال عليه السلام عين (راحوما) من
الجنة شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي وانا خير الوصيين شربت منها
قال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله صلى الله عليه وآله وانك وصي محمد ثم قال علي " ع "
والله لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم
وأنسابهم، وعن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله
ابن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال: قال أبو عبد الله " ع " في قوله
تعالى وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض كشط الله
لإبراهيم السماوات حتى نظر إلى ما فوق العرش ثم كشطت له الأرض
حتى رأى ما تحت تخومها وما فوق الهواء وفعل بمحمد صلى الله عليه وآله
مثل ذلك واني لأرى صاحبكم والأئمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك
فقال له أبو بصير هل رأي محمد صلى الله عليه وآله ملكوت السماوات والأرض كما
رأى ذلك إبراهيم قال نعم وصاحبكم والأئمة من بعده.
وقال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى وكذلك نرى إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض كشطت له السماوات السبع حتى نظر إلى
السماء السابعة وما فيها والأرضون السبع حتى نظر إليهن وما فيهن وفعل
بمحمد " ص " كما فعل بإبراهيم " ع " واني لأرى صاحبكم قد فعل به
مثل ذلك والأئمة من بعده مثل ذلك.
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى
عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت
أبا جعفر " ع " يقول وعنده أناس من أصحابه وهم حوله اني لا عجب من
120

قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون بان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله
تعالى ثم ينكرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا
حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا
أترون ان الله تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم اخبار
السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم
فقال له حمران يا بن رسول الله أرأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين والحسن
والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا به من
قبل الطواغيت والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر عليه السلام
ولو أنهم يا حمران حين نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا الله تعالى ان يدفع
عنهم ذلك وألحوا عليه في إزالة تلك الطواغيت عنهم وذهاب ملكهم لكان
ذلك أسرع من سلك منظوم انقطع وتبدد وما كان الذي أصابهم لذنب
اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوه فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله
تعالى أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب.
ومن كتاب ابن البطريق روى علي بن الحسين قال حدثنا هارون بن
موسى قال حدثني محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عمر بن
علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال دخلت
على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت يا بن رسول الله اني دخلت
على مالك وعنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول إن الله
تبارك وتعالى وجها كالوجوه وبعضهم يقول له يدان واحتجوا بقول
الله تعالى بيدي استكبرت وبعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة
فما عندك في هذا يا بن رسول الله قال وكان متكيا فاستوى جالسا وقال
اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد
أشرك ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا
شهادته ولا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين
وجه الله أنبيائه وأوليائه وقوله تالي خلقت بيدي فاليد القدرة وكقوله
121

تعالى هو الذي أيدك بنصره فمن زعم أن الله تعالى في شئ أو علي شئ
أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين والله خالق
كل شئ لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس ولا يخلو منه مكان ولا يشغل
به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا اله غيره فمن أراد
الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين ومن وصفه بغير هذه
الصفة فالله برئ منه ونحن براء منه ثم قال عليه السلام إنما أولوا الألباب
الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فان حب الله إذا ورثه
القلب استضاء وأسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوايد
تكلم بالحكمة فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل
بها في القدرة فإذا عمل بها في القدرة عرف الاطباق السبعة فإذا بلغ إلى هذه
المنزلة صار يتقلب فكره بلطف وحكمة وبيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل
شهوته ومحبة في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه
وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء وورث العلم بغير ما ورثه العلماء وورث
الصدق بغير ما ورثه الصديقون ان الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت وان
العلماء ورثوا العلم بالطلب وان الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول
العبادة فمن اخذ بهذه الصفة اما ان يسفل أو يرفع وأكثرهم يسفل ولا يرفع
إذ لم يرع حق الله ولم يعمل بما امر به فهذه منزلة من لم يعرفه حق
معرفته ولم يحبه حق محبته فلا تغرنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وكلامهم
وعلومهم فإنهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح
فعندنا أهل البيت فانا ورثناه وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب فقلت
يا بن رسول الله فكل من كان من أهل البيت ورث ما ورث ولد علي
وفاطمة عليهما السلام فقال ما ورثه الا الأئمة الاثني عشر قلت سمهم لي
يا بن رسول الله قال أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وبعده الحسن
وبعده الحسين وبعده علي بن الحسين وبعده محمد بن علي وبعده انا
وبعدي موسى ولدي وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد وبعد محمد علي
122

وبعد علي الحسن وبعد الحسن الحجة اصطفانا الله وطهرنا وأوتينا ما لم
يؤت أحدا من العالمين، ومن كتاب محمد بن الحسن الصفار الموسوم
ببصائر الدرجات.
باب في أئمة آل محمد
(صلوات الله عليهم أجمعين)
وان حديثهم صعب مستصعب رويت باسنادي عن محمد بن الحسن
الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن
مروان عن المنخل عن جابر قال: قال أبو جعفر " ع " قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ان حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي
مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلى الله عليه وآله
فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه
فردوه إلى الله تعال والى الرسول والى العالم من آل محمد " ص " وإنما
الهالك ان يحدث أحدكم بشئ لا يحتمله فيقول والله ما كان هذا
والانكار هو الكفر، وباسنادي عن محمد بن الحسن عن محمد بن أحمد عن
جعفر بن محمد بن مالك الكوفي قال حدثنا الحسن بن حماد الطائي عن سعد
عن أبي جعفر عليه السلام قال حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك
مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن أو مدينة حصينة فإذا وقع أمرنا
وجاء مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان يطأ عدونا
برجليه ويضربه بكفيه وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه عن العباد.
محمد بن الحسن عن محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم عن أبيه عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر " ع " قال سمعته يقول إن حديثنا صعب مستصعب
لا يحتلمه الا ثلاث نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد امتحن الله قلبه للايمان
123

ثم قال يا أبا حمزة الا ترى أنه اختار لأمرنا من الملائكة المقربين ومن
النبيين المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين.
محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن ابن
سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال إن حديثنا صعب
مستصعب لا يحتمله الا صدور منيرة وقلوب سليمة وأخلاق حسنة ان الله
تعالى اخذ من شيعتنا الميثاق كما اخذ على بني آدم حيث يقول عز وجل
وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم قالوا بلى فمن وفي لنا وفي الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد الينا
حقنا ففي النار خالدا مخلدا.
محمد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن صباح
المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباته قال سمعت
أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول إن حديثنا صعب مستصعب خشن
مخشوش فانبذوا إلى الناس نبذا فمن عرف فزيدوه ومن أنكر فامسكوا
لا يحتمله الا ثلاث ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبدا مؤمن امتحن الله
قلبه للايمان، محمد بن الحسن قال حدثني سلمة عن محمد بن المثني عن إبراهيم
ابن هاشم عن إسماعيل بن عبد العزيز قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول
حديثنا صعب مستصعب ذكوان مقنع لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي
مرسل أو مؤمن ممتحن قال ثم قال ما من أحد أفضل من المؤمن الممتحن.
محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن منصور بن يونس
عن أبي بصير عن أبي عبد الله " ع " قال حديثنا صعب مستصعب ذكوان
أجرد مقنع قال قلت فسر لي جعلت فداك قال ذكوان ذكى ابدا قال قلت
أجرد قال طوي ابدا قلت مقنع قال مستور.
عمران بن موسى عن محمد بن علي وغيره عن هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال ذكرت التقية يوما
عند علي بن الحسين " ع " فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله
124

ولقد آخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ظنكم بساير الخلق ان علم
العلماء صعب مستصعب لا يحتلمه الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد
مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرء
منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء.
محمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن عثمان
ابن جميلة عن أبي الصامت قال: قال أبو عبد الله " ع " حديثنا صعب
مستصعب شريف كريم ذكوان ذكي وعر لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي
مرسل ولا مؤمن ممتحن قلت فمن يحتمله جعلت فداك قال من شئنا
يا أبا الصامت قال أبو الصامت فظننت ان لله عبادا أفضل من هؤلاء الثلاثة
يقول حسن بن سليمان لعله عليه السلام أراد بقوله من شئناهم صلوات
الله عليهم لان علمهم الذي استودعهم الله سبحانه منه ما لا يصل إلى غيرهم
بل خصهم به، كما روى عن الصادق عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى
جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا فأعطى آدم منها خمسة وعشرين
حرفا وأعطى نوحا منها خمسة عشر حرفا وأعطى إبراهيم منها ثمانية
أحرف وأعطى موسى منها أربعة أحرف وأعطى عيسى منها حرفين
فكان يحيى بها الموتى ويبرء الأكمه والأبرص وأعطى محمدا " ص "
اثنتين وسبعين حرفا واحتجب بحرف لئلا يعلم أحد ما في نفسه ويعلم
ما في أنفس العباد وما روى من أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى محمد صلى الله عليه وآله
يا محمد لا تكتم عليا شيئا مما ببني وبينك فإنه ليس بيني وبينك وبينه سر
فهذا فضل لم يؤته سواهم.
ومن ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله يا علي ما عرف الله
الا انا وأنت وما عرفني الا الله وأنت وما عرفك الا الله وانا فقد صح
انهم خزان العلم وعيبته وصاحب الدرجة العليا يطيق حمل الدنيا وصاحب
الدنيا لا يطيق حمل العليا كما مر في حديث أبي ذر وسلمان إذ كان أبو ذر
في التاسعة من درجات الايمان وسلمان في العاشرة من درجات الايمان
125

فوضح ما ادعيناه والله أعلم.
محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن
منصور عن مخلد بن حمزة بن نصر عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر (ع)
قال كنت معه جالسا فرأيت أن أبا جعفر (ع) قد نام فرفع رأسه وهو
يقول يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه قلت ما هو جعلني
الله فداك قال قول أبي علي بن أبي طالب " ع " ان أمرنا صعب مستصعب
لا يحتلمه الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان
يا أبا الربيع الا تري أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ولا يحتمله الا مقرب
وقد يكون نبي وليس بمرسل ولا يحتمله الا مرسل وقد يكون مؤمن
وليس بممتحنين ولا يحتمله الا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان.
سلمة بن الخطاب عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي
عبد الله " ع " قال خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم مما ينكرون ولا تحملوا
على أنفسكم وعلينا ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب
أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن الهيثم
عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر " ع " يقول إن أمرنا
صعب مستصعب لا يحتلمه الا ثلاثة ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد
امتحن الله قلبه للايمان ثم قال لي يا أبا حمزة الست تعلم أن في الملائكة مقربين
وغير مقربين وفى النبيين مرسلين وغير مرسلين وفى المؤمنين ممتحنين وغير
ممتحنين قال قلت بلى قال الا ترى إلى صعوبة أمرنا ان الله اختار له من
الملائكة المقربين من النبيين المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين.
محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي
عبد الله " ع " قال إن أمرنا سر في سر وسر مستسر وسر لا نعيده الأسر
وسر على سر وسر مقنع بسر.
محمد بن أحمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي قال حدثني أحمد بن
126

محمد عن أبي اليسر قال حدثني زيد بن المعدل عن أبان بن عثمان قال: قال
لي أبو عبد الله " ع " ان أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله
وروي عن ابن محبوب عن مرازم قال: قال لي أبو عبد الله " ع " ان
أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن
وهو السر وسر السر وسر المستسر وسر مقنع بسر.
عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قرأت عليه آية
الخمس فقال ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا ثم قال والله
لقد يسر الله على المؤمنين رزقهم بخمسة دارهم جعلوا لربهم واحدا وأكلوا
أربعة حلالا ثم قال هذا من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر
عليه الا ممتحن قلبه للايمان.
ورويت باسنادي إلى محمد بن علي بن بابويه رحمه الله عن أبيه عن أحمد
ابن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن بعض
أهل المدائن قال كتبت إلى أبي محمد " ع " روى لنا عن آبائكم عليهم السلام
ان حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا
مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال فجاء الجواب إنما معناه ان الملك لا يحتمله
في جوفه حتى يخرجه إلى ملك اخر مثله ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى
نبي آخر مثله ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن آخر مثله إنما معناه
انه لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما في صدره حتى يخرجه إلى غيره.
محمد بن علي بن بابويه قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سفيان
ابن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة قال حدثنا
أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي قال حدثنا علي بن بزرج
الحناط قال حدثنا عمرو بن اليسع عن شعيب الحداد قال سمعت
أبا عبد الله " ع " يقول إن حديثنا صعب مستسصعب لا يحتلمه الا ملك
مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة
127

قال عمرو فقلت لشعيب يا أبا الحسن وأي شئ المدينة الحصينة قال فقال
سألت أبا عبد الله " ع " عنها فقال لي القلب المجتمع.
(حديث من غير الباب) وباسنادي المتصل للصدوق محمد بن علي
ابن بابويه رحمه الله عن أبيه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة ومحمدا بني حمران
قالا اجتمعنا عند أبي عبد الله عليه السلام في جماعة من أجلة مواليه وفينا
حمران بن أعين فحصنا بالمناظرة وحمران ساكت فقال له أبو عبد الله (ع)
مالك لا تتكلم يا حمران فقال يا سيدي آليت على نفسي الا أتكلم في مجلس
تكون أنت فيه فقال أبو عبد الله " ع " اني قد أذنت لك في الكلام فتكلم
فقال حمران اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا) خارج من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه وان الحق القول
بين القولين لا جبر ولا تفويض وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله
أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
واشهد ان الجنة حق وان النار حق وان البعث بعد الموت حق واشهد ان
عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله وان حسنا بعده وان الحسين
من بعده ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت يا سيدي من بعدهم
فقال أبو عبد الله عليه السلام الترتر حمران ثم قال يا حمران مد المطمر بينك
وبين العالم قلت يا سيدي وما المطمر فقال أنتم تسمونه خيط البناء فمن
خالفك على هذا الامر فهو زنديق فقال حمران وإن كان علويا فاطميا فقال
أبو عبد الله " ع " وإن كان محمديا علويا فاطميا.
وباسنادي إلى محمد بن علي بن بابويه رحمه الله عن أبيه قال حدثنا
سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن سنان عن
إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول
أمير المؤمنين عليه السلام ان أمرنا صعب مستصعب لا يقربه الا ملك مقرب
أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فقال إن من الملائكة مقربين
128

وغير مقربين ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين
وغير ممتحنين فعرض امركم هذا على الملائكة فلم يقربه الا المقربون
وعرض على الأنبياء فلم يقربه الا المرسلون وعرض على المؤمنين فلم يقربه الا
الممتحنون قال ثم قال لي مر في حديثك.
وباسنادي عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن سعيد بن المسيب قال
سألت علي بن الحسين عليهما السلام ابن كم كان علي بن أبي طالب (ع)
يوم أسلم قال أو كان كافرا قط إنما كان لعلي حيث بعث الله عز وجل
رسوله صلوات الله عليه وآله عشر سنين ولم يكن يومئذ كافرا ولقد آمن
بالله وبرسوله " ص " وسبق الناس كلهم إلى الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله
والى الصلاة بثلاث سنين وكانت أول صلاة صلاها مع رسول الله صلى الله عليه وآله
الظهر ركعتين وكذلك فرضها الله تعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين
في الخمس صلوات وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصليها بمكة ركعتين
ثم يصليها علي معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى المدينة وخلف عليا " ع " في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره وكان
خروج رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة في أول يوم من ربيع
الأول وذلك يوم الخميس من سنة ثلاثة عشرة من المبعث وقدم المدينة
لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول مع زوال الشمس ونزل (بقبا)
فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا " ع "
يصلى الخمس صلوات ركعتين ركعتين وكان نازلا على عمرو بن عوف
فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا
ومسجدا فيقول لا اني انتظر علي بن أبي طالب عليه السلام وقد امرته
ان يلحقني فلست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي عليه السلام وما أسرعه إن شاء الله
تعالى فقدم علي " ع " والنبي " ص " في بيت عمرو بن عوف
فنزل معه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم علي (ع) تحول عن
129

قبا إلى بني سالم بن عوف وعلي " ع " معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس
فحط لهم مسجدا ونصب قبلة فصلى بهم الجمعة ركعتين وخطب خطبتين ثم
راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعلي عليه السلام
معه لا يفارقه يمشي بمشيته وليس يمر رسول الله " ص " ببطن من بطون
الأنصار الا قاموا إليه يسألونه ان ينزل عليهم فيقول لهم خلوا سبيل الله الناقة
فإنها مأمورة فانطلقت به ورسول الله صلى الله عليه وآله واضع لها زمامها
حتى انتهت إلى هذا الموضع الذي ترى وأشار بيده إلى باب مسجد
رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يصلي عنده بالجنايز فوقفت عنده
وبركت ووضعت جرائها على الأرض فنزل رسول الله " ص " واقبل
أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ونزل رسول الله " ص "
وعلي (ع) معه حتى بنى له مسجد وبنيت له مساكن ومسكن علي (ع)
فتحولا إلى منازلهما فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين عليهما السلام
جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وآله حين اقبل
إلى المدينة فأين فارقه فقال له ان أبا بكر لما قدم رسول الله " ص " إلى
قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي " ع " فقال له أبو بكر انهض بنا إلى
المدينة فان القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون اقبالك إليهم فانطلق
بنا ولا تقم ههنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك إلى شهر فقال له رسول
الله صلى الله عليه وآله كلا ما أسرعه لست أريم حتى يقدم ابن عمي
وأخي في الله وأحب أهل بيتي إلي فقد وفاني بنفسه من المشركين قال
فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز وداخله من ذلك حسد لعلي " ع "
فكان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله " ص " في علي عليه السلام
وأول خلاف على رسول الله " ص " فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف
رسول الله " ص " بقبا ينتظر عليا (ع) قال: فقلت لعلي بن الحسين (ع)
فمتى زوج رسول الله " ص " فاطمة عليها السلام من علي فقال بالمدينة بعد
الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين قال: علي بن الحسين عليهما السلام
130

ولم يولد لرسول الله " ص " من خديجة على فطرة الاسلام الا فاطمة (ع)
وقد كانت خديجة رضي الله عنها ماتت قبل الهجرة بسنة ومات أبو طالب
بعد موت خديجة رحمها الله بسنة فلما فقدها رسول الله صلى الله عليه وآله
سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش
فشكى إلى جبرئيل عليه السلام ذلك فأوحى الله تعالى إليه اخرج من
القرية الظالم أهلها وهاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر وانصب
للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة
فقلت له متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم فقال بالمدينة
حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد زاد
رسول الله " ص " في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين وفي العصر
ركعتين وفي المغرب ركعة وفى العشاء الآخرة ركعتين وأقر الفجر على
ما فرضت بمكة لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء وتعجيل عروج
ملائكة الليل إلى السماء فكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون
مع رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر فلذلك قال الله عز وجل
وقران الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا يشهده المسلمون وتشهده
ملائكة النهار وملائكة الليل.
أحاديث القضاء والقدر
وبالاسناد المتقدم عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه قال أخبرنا أحمد
ابن هارون القاضي وجعفر بن محمد بن مسرور قالا: حدثنا محمد بن جعفر
ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن أبي
عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله " ع " قال: سمعت أبي عليه السلام
يحدث عن أبيه " ع " ان رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له
131

يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك فقال (ع) بفسخ العزم ونقض الهم لما ان
هممت حال بيني وبين همي وعزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت ان المدبر
غيري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وبالاسناد عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن
عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم
صايرون إليه وأمرهم ونهاهم فما امرهم به من شئ فقد جعل لهم السبيل
إلى الاخذ به وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه ولا يكونوا
آخذين ولا تاركين الا بإذن الله تعالى.
وبالاسناد عنه قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حفص بن قرط
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله " ص " من زعم أن الله
تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم أن الخير
والشر بغير مشية الله فقد اخرج الله من سلطانه ومن زعم أن المعاصي
بغير قوة الله فقد كذب على الله ومن كذب على الله ادخله الله النار.
قوله عليه السلام ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية الله فقد اخرج
الله من سلطانه; ومثله ما روي في الحديث عن حريم الحسين بن علي (ع)
شاء الله ان يراهن سبايا.
أعلم ان المشية قد تكون مشية حتم كمشية الله سبحانه وتعالى لخلقنا
على الصفات الجارية في علمه السابق فهو يقع كما شاء وقد تكون مشية
تخليته للعبد بينه وبين فعله كما يخلى الله تعالى بين العصاة وبين معاصيهم
إذ لم يتفضل عليهم ويعصمهم منها فمشيته فيها عدم عصمته لهم وتركه إياهم
وأنفسهم بعد ما بين لهم من امره ونهيه فوافق علمه السابق في علمه لتمام
حكمته وبلوغ ما جرى من علمه من الثواب للمطيع والعقاب للعاصي
فمشيته في الشر التخلية من غير عصمة وإذ لم يشأ عصم كما خلى بين
132

آدم (ع) وأكل الشجرة التي نهاه الله تعالى عنها وكان أكله سببا لخروج
الذرية المأخوذة العهد والميثاق عليها إلى هذه الدار على هذه الصفة على
ما جرى في علمه سبحانه ان كاين ولا بد منه والا كل من الشجرة أصله
وسببه فنهاه سبحانه عن الأكل منها وشاء ان يخلى بينه وبينها ولا يعصمه
في تلك الحال كما عصم يوسف " ع " لما علم منهما من وجه الحكمة لا يسأل
عما يفعل وهم يسألون.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن
أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن
العباس بن معروف عن الحسن بن علي بن فضال عن ظريف بن ناصح عن
الحصين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول سئل رسول الله " ص "
عن الساعة فقال عند ايمان بالنجوم وتكذيب بالقدر.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن موسى بن
المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين السعد أبادي عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن غير واحد عن أبي جعفر
وأبي عبد الله عليهما السلام قالا إن الله عز وجل ارحم بخلقه من أن يجبر
خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليا والله أعز من أن يريد امرا فلا يكون
قال فسئلا عليهما السلام هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة قالا نعم أوسع مما
بين السماء والأرض، وبالاسناد عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد
ابن الوليد قال: حدثنا الحسن بن متيل عن أحمد بن أبي عبد الله عن
علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله " ع " قال إن الله أكرم
من أن يكلف خلقه مالا يطيقون والله أعز من أن يكون في سلطانه مالا يريد
وبالاسناد عنه عن علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله
عن إسماعيل بن سهل عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال: قلت لأبي
عبد الله " ع " فوض الله الامر إلى العباد فقال الله أكرم من أن يفوض
إليهم قلت فاجبر الله العباد على أفعالهم فقال الله أعدل من أن يجبر عبدا
133

على فعل ثم يعذبه عليه.
وبالاسناد عنه عن أبيه عن سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن خالد عن أبيه عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا (ع)
قال ذكر عنده الجبر والتفويض فقال الا أعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون
فيه ولا تخاصمون عليه أحد الا كسر تموه قلنا إن رأيت ذلك فقال إن
الله عز وجل لم يطع باكراه ولم يعص بغلبة ولم يهمل العباد في ملكه هو
المالك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه فان اثم العباد بطاعته عز وجل
لم يكن الله عنها صادا ولا منها مانعا وان ائتمروا بمعصية الله فشاء ان يحول
بينهم وبين ذلك فعل وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه ثم
قال عليه السلام من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه.
وبالاسناد عنه عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا يعقوب
ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله
ابن سليمان عن أبي عبد الله " ع " قال سمعته يقول إن القضاء والقدر
خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.
وبالاسناد عنه قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار
عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن درست عن ابن أذينة عن
زرارة عن أبي عبد الله " ع " قال: قلت له جعلت فداك ما تقول في القضاء
والقدر قال أقول: ان الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم
عما عهد إليهم ولا يسألهم عما قضى عليهم.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله
قال حدثني علي بن أحمد الرازي قال حدثني محمد بن جعفر الأسدي قال
حدثني محمد بن أبي القاسم قال حدثني إسحاق بن إبراهيم العطار قال حدثني
محمد بن علي بن موسى البصري قال حدثني سليمان بن عيسى الشحري قال
حدثني إسرائيل عن ابن إسحاق عن الحارث عن أمير المؤمنين عليه السلام
قال إن أرواح القدرية تعرض على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة
134

فإذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب فيقولون يا ربنا عذبتنا
خاصة وتعذبنا عامة فيرد عليهم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر
وبالإسناد عن محمد بن علي قال حدثني علي بن أحمد قال حدثني محمد
ابن جعفر قال حدثني محمد بن أبي بشر قال حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني
قال حدثني محمد بن خالد البرقي عن يونس بن عبد الرحمن عمن حدثه عن أبي
عبد الله " ع " قال ما انزل الله هذه الآيات الا في القدرية (ان
المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس
سقر انا كل شئ خلقناه بقدر).
وبالإسناد عن محمد بن علي قال حدثني علي بن أحمد قال حدثني محمد
ابن جعفر قال حدثني سلمة بن عبد الملك قال حدثني داود بن سليمان عن أبي
الحسن علي بن موسى عن أبيه عن ابائه صلوات الله عليهم أجمعين
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله صنفان من أمتي ليس لهم في
الاسلام نصيب المرجئة والقدرية
وبالإسناد عن محمد بن علي بن الحسين قال حدثني أحمد بن محمد قال
حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة قال حدثني أبي انه سمع
أبا جعفر " ع " يقول يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مسخوا
قردة وخنازير، وبالإسناد عن محمد بن علي بن الحسين قال حدثني محمد
ابن موسى بن المتوكل قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة
ابن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر " ع " قال نزلت هذه الآية في
القدرية (ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر).
وبالإسناد عن محمد بن علي قال حدثني محمد بن موسى بن المتوكل
قال حدثني بن جعفر قال حدثنا موسى بن عمران النخعي قال حدثني
الحسين بن زيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن أبي عبد الله
135

جعفر بن محمد عن ابائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال يجاء
بأصحاب البدع يوم القيامة فترى القدرية من بينهم كالشامة البيضاء في الثور
الأسود فيقول الله عز وجل ما أردتم فيقولون أردنا وجهك فيقول
قد أقلتكم عثراتكم وغفرت لكم زلاتكم الا القدرية فإنهم دخلوا في الشرك
من حيث لا يعلمون، وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب " ص " انه
دخل عليه مجاهد مولى عبد الله ابن عباس فقال يا أمير المؤمنين ما تقول
في كلام القدرية ومعه جماعة من الناس فقال أمير المؤمنين " ع " أمعك
أحد منهم - أو في البيت أحد منهم - قال ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين فقال
أستتيبهم والا ضربت أعناقهم.
ورويت باسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
رحمه الله رفع الحديث إلى الصادق " ع " أنه قال لزرارة حين سأله فقال
ما تقول في القضاء والقدر قال: أقول إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد
يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.
ورويت بطريق الصدوق أيضا عن مولانا أمير المؤمنين " ع " أنه قال
: في القدر الا ان القدر سر من سر الله وستر من ستر الله وحرز من
حرز الله مرفوع في حجاب الله مطوي عن خلق الله مختوم بخاتم الله سابق
في علم الله وضع الله العباد عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم
لأنهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمه النورانية
ولا بعزة الوحدانية لأنه بحرز آخر خالص لله عز وجل عمقه ما بين
السماء والأرض عرضه ما بين المشرق والمغرب اسود كالليل الدامس كثير
الحيات والحيتان يعلو مرة ويسفل أخرى في قعره شمس تضئ لا ينبغي
ان يطلع إليها الا الله الواحد الفرد فمن تطلع إليها فقد ضاد الله في حكمه
ونازعه في سلطانه وكشف عن سره وستره وباء بغضب من الله ومأواه
جهنم وبئس المصير، وروي ان أمير المؤمنين " ع " عدل من عند حايط
مايل إلى حائط آخر فقيل له يا أمير المؤمنين أتفر من قضاء الله فقال (ع)
136

أفر من قضاء الله تعالى إلى قدره.
وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن الحسين عن أبيه قال حدثنا
سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري
عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال: قال رجل لعلي بن الحسين " ع "
جعلني الله فداك أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل فقال إن القدر
والعمل بمنزلة الروح والجسد فالروح بغير جسد لا تحس والجسد بغير
روح صورة لا حراك لها فإذا اجتمعا قويا وصلحا كذلك العمل والقدر
فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق وكان القدر
شيئا لا يحس ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتم ولكنهما
باجتماعهما قويا ولله فيه العون لعباده الصالحين.
ثم قالا الا ان من أجور الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدي
جورا الا ان للعبد أربعة أعين عينين يبصر بهما امر آخرته وعينين يبصر
بهما أمر دنياه فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر
بهما العيب وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه ثم التفت إلى السائل عن
القدر فقال هذا منه هذا منه.
وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي رحمه الله عن أبيه قال حدثنا أحمد
ابن إدريس قال حدثنا محمد بن أحمد عن يوسف بن الحارث عن محمد بن
عبد الرحمن العرزمي عن أبيه عبد الرحمن باسناده رفعه إلى من قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات
والأرض بخمسين الف سنة.
وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي بن الحسين قال حدثنا أبو الحسين
محمد بن عمر بن علي البصري قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الميثمي
قال حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني قال حدثنا أبو أحمد الغازي
قال حدثنا علي بن موسى الرضا " ع " قال حدثنا أبي موسى بن جعفر
قال حدثنا أبي جعفر بن محمد قال حدثنا أبي محمد بن علي قال حدثنا أبي علي
137

ابن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي عليهم السلام قال سمعت أبي
علي بن أبي طالب عليه السلام يقول الاعمال على ثلاثة أحوال فرايض
وفضايل ومعاصي واما الفرايض فبأمر الله وبرضاء الله وبقضاء الله
وتقديره ومشيته وعلمه واما الفضائل فليست بأمر الله عز وجل ولكن
برضاء الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه واما المعاصي فليست
بأمر الله عز وجل ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه ثم يعاقب
عليها، وباسنادي إلى محمد بن علي الصدوق رحمه الله قال حدثنا الحسين
ابن إبراهيم بن أحمد المؤدب قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه
عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا (ع) عن
أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه
علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (ع)
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الله جل جلاله من لم يرض بقضائي
ولم يؤمن بقدري فليلتمس آلها غيري، وقال: رسول الله " ص " في كل
قضاء الله عز وجل خيرة للمؤمن.
وعن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين " ع " أما بعد فان
الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف وفيه تضييع الزاد والاقبال على
الآخرة غير ناقص من المقدور وفيه احراز المعياد.
وباسنادي إلى الصدوق محمد بن علي رحمه الله قال حدثنا الحسين بن
أحمد بن إدريس قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد ابن أبي الصهبان قال حدثنا
أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي قال حدثنا أبان الأحمر عن جعفر بن محمد
الصادق " ع " انه جاء إليه رجل فقال له بابي أنت وأمي عظني موعظة
فقال عليه السلام إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك
لماذا وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا وإن كان الحساب حقا فالجمع
لماذا وإن كان الخلف من الله عز وجل حقا فالبخل لماذا وان كانت
العقوبة من الله عز وجل النار فالمعصية لماذا وإن كان الموت حقا فالفرح
138

لماذا وإن كان العرض على الله عز وجل حقا فالمكر لماذا وإن كان
الشيطان عدوا فالغفلة لماذا وإن كان الممر على الصراط حقا فالعجب لماذا
وإن كان كل شئ بقضاء وقدر فالحزن لماذا وان كانت الدنيا فانية
فالطمأنينة إليها لماذا.
وباسنادي إلى علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله
قال حدثني موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم
قال: قال أبو عبد الله " ع " وجدت لأهل القدر أسماء في كتاب الله
عز وجل (ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم
ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر فهم المجرمون.
ومن كتاب غرر الحكم ودرر الكلام جمع عبد الواحد بن محمد بن عبد
الواحد الآمدي التميمي من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله القدر
يغلب الحاذر القدر يغلب الحذر القدر ينسى الحفيظة الحسود غضبان على
القدر الاتكال على القضاء أروح العبد عبد وان ساعده القدر المقادير
لا تدفع بالقوة والمغالبة، الرضاء بقدر الله، يهون عظيم الرزايا، الجزع
لا يدفع القدر، ولكن يحبط الاجر، التوكل التبري من الحول والقوة،
وانتظار ما يأتي به القدر، الأمور بالتقدير وليست بالتدبير، ان من
شغل نفسه بالمفروض عليه عن المضمون له ورضى بالمقدور عليه وله كان
أكثر الناس سلامة في عافية وربحا في غبطة، وغنيمة في مسرة، ان
صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور وان جزعت جرى عليك القدر
وأنت ما زور ان عقدت ايمانك فارض بالمقضي عليك ولك ولا ترج أحدا
الا الله، وانتظر ما أتاك به القدر انكم ان رضيتم بالقضاء; طابت عيشتكم
وفزتم بالغناء انكم ان صبرتم على البلاء وشكرتم في الرخاء ورضيتم بالقضاء
كان لكم من الله الرضاء آفة المجد عوايق القضاء إذا ضلت المقادير بطلت
التدابير إذا كان القدر لا يرد فالاحتراس باطل الرضاء بالقضاء يستدل على
اليقين تحرز رضاء الله برضاك، بقدره تذل الأمور للمقادير حتى يكون
139

الحتف في التدبير جعل الله لكل شئ قدرا ولكل قدر اجلا حد العقل،
النظر في العواقب والرضاء بما يجري به القضاء.
أحاديث الإرادة وانها من صفات الأفعال
وبالاسناد المقدم ذكره عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله
قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدثنا الحسين بن الحسن
ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قلت له لم يزل الله مريدا فقال إن المريد
لا يكون الا لمراد معه بل لم يزل الله عالما قادرا ثم أراد.
وبالإسناد عن الصدوق رحمه الله قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد
ابن إسماعيل البرمكي عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن علي
ابن أسباط عن الحسن بن الجهم عن بكر بن أعين قال: قلت لأبي
عبد الله " ع " علم الله ومشيته هما مختلفان أم متفقان قال العلم ليس هو
المشية الا ترى انك تقول سأفعل كذا ان شاء الهل ولا تقول سأفعل
كذا ان علم الله فقولك إن شاء الله دليل على أنه لم يشاء فإذا شاء كان
الذي شاء كما شاء وعلم الله سابق للمشية.
وبالاسناد المقدم عن الصدوق رحمه الله قال حدثنا الحسين بن أحمد
ابن إدريس رضي الله عنه عن أبيه عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن
يحيى قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام أخبرني عن الإرادة من الله
ومن الخلق قال فقال الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك
من الفعل واما من الله عز وجل فإرادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي
ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي من صفات الخلق فإرادة
140

الله هي الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكن فلا لفظ ولا نطق بلسان
ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه بلا كيف
وبالاسناد المقدم عن الصدوق محمد بن علي رحمه الله عن أبيه قال
حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال
المشية محدثة، وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي رحمه الله عن أبيه قال
حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال خلق الله المشية بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشية.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي عن علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن
إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسين بن الحسن بن بردة قال حدثني العباس
ابن عمرو الفقمي عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد العلوي عن فتح بن يزيد
الجرجاني قال لقيته عليه السلام على الطريق عند منصرفي من مكة إلى
خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول من اتقى الله يتقى ومن أطاع
الله يطاع فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت فرد علي السلام ثم
قال يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فقمن
ان يسلط عليه سخط المخلوق وان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه
فسأله عن مسائل (*) في التوحيد فأجابه عليه السلام فكان فيما سأله (ع)
ان قال وغير الخالق الجليل خالق قال إن الله تبارك وتعالى يقول تبارك
الله أحسن الخالقين فقد أخبر ان في عبادة خالقين منهم عيسى بن مريم (ع)
خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فنفخ فيه فصار طايرا بإذن الله
والسامري خلق لهم عجلا جسدا له خوار قلت إن عيسى عليه السلام خلق
من الطين طيرا دليلا على نبوته والسامري خلق عجلا جسدا لنقض نبوة

* انظر ذلك فيما ذكره الصدوق " ره " في كتاب التوحيد ص 31 طبع إيران سنة 1285. [محمد صادق آل بحر العلوم]
141

موسى (ع) وشاء الله أن يكون ذلك كذلك ان هذا لهو العجب فقال
ويحك يا فتح ان لله إرادتين ومشيتين إرادة حتم وإرادة عزم ينهى وهو
يشاء ويأمر وهو لا يشاء اما رأيت أنه نهى آدم " ع " وزوجته عن أن
يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك ولو لم يشأ لم يأكلا ولو اكلا لغلبت
مشيتهما مشيه الله وأمر إبراهيم (ع) بذبح ابنه إسماعيل " ع " وشاء أن لا
يذبحه ولو لم يشاء أن لا يذبحه لغلبت مشية إبراهيم مشية الله عز وجل
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا
علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق عن محمد بن يعقوب عن الحسين
ابن محمد عن معلى بن محمد قال سأل العالم عليه السلام كيف علم الله قال علم
وشاء وأراد وقدر وقضى وأبدى فأمضى ما قضى وقضى ما قدر وقدر
ما أراد فبعلمه كانت المشية وبمشية كانت الإرادة وبإرادته كان التقدير
وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء فالعلم متقدم على المشية
والمشية ثانية الإرادة ثالثة والتقدير واقع على القضاء بالامضاء فلله
تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما أراد التقدير الأشياء فإذا وقع القضاء
بالامضاء فلا بداء فالعلم بالمعلوم قبل كونه والمشية في المنشأ قبل عينه
والإرادة في المراد قبل قيامه والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها
وتوصيلها عيانا وقياما والقضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات
الأجسام المدركات بالحواس من ذي لون وربح ووزن وكيل ومادب
ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله
تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء
والله يفعل ما يشاء وبالعلم علم الأشياء قبل كونها وبالمشية عرف صفاتها
وحدودها وأنشأها قبل إظهارها وبالإرادة ميزا نفسها في ألوانها وصفاتها
وحدودها وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها واخرها وبالقضاء أبان
للناس ما كنها ودلهم عليها وبالإمضاء شرح عللها وأبان امرها وذلك
تقدير العزيز العليم.
142

وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن
ابن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن
عبيد عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضا " ع " المشية والإرادة
من صفات الأفعال فمن زعم أن الله عز وجل لم يزيل مريدا وشائيا فليس
بموحد، وبالاسناد المتقدم عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله
قال حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه قال أخبرنا أبو محمد الحسن
ابن محمد بن علي بن صدقة القمي قال حدثنا أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد
العزيز الأنصاري الكجي قال حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي يقول
اجتمع سليمان المروزي متكلم خراسان بمولانا أبي الحسن الرضا " ع "
عند المأمون فقال سليمان يا سيدي أسألك قال الرضا " ع " سل عما بدا لك
قال ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حي وسميع وبصير وقدير
قال الرضا " ع " إنما قلتم حدثت الأشياء واختلفت لأنه شاء وأراد ولم
تقولوا حدثت واختلفت لأنه سميع بصير فهذا دليل على أنها ليست مثل
سميع ولا بصير ولا قدير، قال: سليمان فإنه لم يزل مريدا قال يا سليمان
فإرادته غيره قال نعم قال فقد أثبت معه شيئا غيره لم يزل قال سليمان
ما أثبت قال الرضا " ع " أهي محدثة قال سليمان لا ما هي محدثة فصاح
به المأمون فقال يا سليمان مثله يعايا أو يكابر عليك بالانصاف اما ترى من
حولك من أهل النظر ثم قال كلمه يا أبا الحسن فإنه متكلم خراسان
فأعاد (ع) عليه المسألة فقال هي محدثه يا سليمان فان الشئ إذا لم يكن
أزليا كان محدثا وإذا لم يكن محدثا كان أزليا قال سليمان ان ارادته منه
كما أن سمعته منه وبصره منه وعلمه منه قال الرضا " ع " فإرادته نفسه
قال لا قال " ع " فليس المريد مثل السميع والبصير قال سليمان إنما أراد نفسه
كما اسمع نفسه وابصر نفسه وعلم نفسه فقال الرضا " ع " ما معنى ارادته
نفسه أراد أن يكون شيئا أو أراد أن يكون حيا أو سميعا أو بصيرا
أو قديرا قال نعم قال الرضا " ع " أفبإرادته كان ذلك قال سليمان نعم
143

قال الرضا " ع " فليس لقولك أراد أن يكون حيا سميعا بصيرا معنى
إذا لم يكن ذلك بإرادته قال سليمان بلى قد كان ذلك بإرادته فضحك المأمون
ومن حوله وضحك الرضا عليه السلام ثم قال لهم ارفقوا بمتكلم خراسان
فقال يا سليمان فقد حال عند كم عن حاله وتغير عنها وهذا مالا يوصف الله
عز وجل به فانقطع ثم قال الرضا (ع) يا سليمان أسئلك عن مسألة قال
سل جعلت فداك قال أخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما
تفقهون وتعرفون أو بما لا تفقهون ولا تعرفون قال بل بما نفقة ونعلم
قال الرضا (ع) فالذي يعلم الناس ان المريد غير الإرادة وان المريد قبل
الإرادة وان الفاعل قبل المفعول وهذا يبطل قولكم ان الإرادة والمريد
شئ واحد قال جعلت فداك ليس ذاك منه على ما يعرف الناس ولا على
ما يفقهون قال " ع " فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة وقلتم ان الإرادة
كالسميع والبصير إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل فلم
يحر جوابا ثم قال الرضا " ع " يا سليمان هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار
قال سليمان نعم قال أفيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون من ذلك قال
نعم قال فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ الا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم
قال سليمان بل يزيدهم قال فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون
قال جعلت فداك فالمزيد لا غاية له قال فليس يحيط علمه عندكم بما
يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم
بما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال سليمان
إنما قلت لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا لان الله عز وجل وصفهما بالخلود وكرهنا
ان نجعل لهما انقطاعا قال الرضا " ع " ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه
عنهم لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم ولذلك قال عز وجل في
كتابه (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) وقال
عز وجل لأهل الجنة عطاء غير مجذود وقال عز وجل {وفاكهة كثيرة
لا مقطوعة ولا ممنوعة} فهو عز وجل يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة
144

أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس الله يخلف مكانه قال بلى قال
أفيكون يقطع عنهم ذلك وقد أخلف مكانه قال سليمان لا قال فكذلك
كلما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم قال سليمان بل
يقطعه عنهم ولا يزيدهم قال الرضا عليه السلام إذا يبيد ما فيها وهذا
يا سليمان ابطال الخلود وخلاف ما في الكتاب لان الله عز وجل يقول لهم
{ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} ويقول عز وجل {عطاء غير مجذود} ويقول
عز وجل {وما عندهم بمخرجين} ويقول عز وجل {خالدين فيها ابدا} ويقول عز وجل {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فلم يحر جوابا
ثم قال: الرضا عليه السلام يا سليمان الا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم
غير فعل قال بل هي فعل قال فهي محدثة لان الفعل كله محدث قال ليست
بفعل قال فمعه غيره لم يزل قال سليمان الإرادة هي الانشاء قال يا سليمان هذا
الذي ادعيتموه على ضرار وأصحابه من قولهم ان كلما خلق الله عز وجل
في سماء أو ارض أو بر أو بحر من كلب أو خنزير أو قرد أو انسان
أو دابة إرادة الله تعالى وان إرادة الله تعالى تحي وتموت وتذهب وتأكل
وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك فيبرأ منها
ويعاديها وهذا حدها قال سليمان انها كالسمع والبصر والعلم.
قال: الرضا عليه السلام قد رجعت إلى هذا ثانية فأخبرني عن السمع
والبصر والعلم أمصنوع قال سليمان لا قال الرضا عليه السلام فكيف
نفيتموه فمرة قلتم لم يرد ومرة قلتم أراد وليست بمفعول له قال سليمان إنما
ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم، قال الرضا " ع " ليس ذلك سواء
لان نفى المعلوم ليس ينفى العلم ونفى المراد نفى الإرادة أن تكون لان الشئ
إذا لم يرد لم تكن إرادة وقد يكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم بمنزلة
البصر فقد يكون الانسان بصيرا وإن لم يكن المبصر ويكون العلم ثابتا
وإن لم يكن المعلوم قال سليمان إنما هي مصنوعة قال " ع " فهي محدثة
ليست كالسمع والبصر لان السمع والبصر لبسا بمصنوعين وهذه مصنوعة
145

قال سليمان انها صفة من صفاته لم تزل قال " ع " فينبغي أن يكون
الانسان لم يزل لا صفته لم تزل قال سليمان لا لأنه لم يفعلها قال الرضا (ع)
يا خراساني ما أكثر غلطك أفليس بإرادته وقوله تكون الأشياء قال سليمان
لا قال فإذا لم تكن بإرادته ولا مشية ولا امره ولا بالمباشرة فكيف يكون
ذلك تعالى الله عن ذلك فلم يحر جوابا.
ثم قال: الرضا عليه السلام الا تخبرني عن قول الله عز وجل (وإذا
أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) يعني بذلك انه يحدث إرادة
قال له نعم قال: فإذا أحدث إرادة كان قولك ان الإرادة هي هو أو شئ
منه باطلا لأنه لا يكون ان يحدث نفسه ولا يتغير عن حاله، تعالى الله عن
ذلك قال سليمان انه لم يكن عنى بذلك انه يحدث إرادة قال فما عنى به قال
عنى به فعل الشئ قال الرضا عليه السلام ويلك كم تردد هذه المسألة وقد
أخبرتك ان الإرادة محدثة لان فعل الشئ محدث قال فليس لها معنى قال
الرضا عليه السلام قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى
له وإذا لم يكن لها معنى حديث ولا قديم بطل قولكم ان الله عز وجل
لم يزل مريدا قال سليمان إنما عنيت انها فعل من الله لم يزل قال الا تعلم أن
ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا
قال: الرضا عليه السلام لا بأس أتمم مسألتك قال سليمان قلت إن
الإرادة صفة من صفاته قال عليه السلام كم تردد علي انها صفة من صفاته
فصفته محدثة أو لم تزل قال سليمان محدثة قال الرضا " ع " الله أكبر
فالإرادة محدثة وان كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا قال الرضا (ع)
ان ما لم يزل لا يكون مفعولا قال سليمان ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئا
قال الرضا " ع " وسوست يا سليمان فقد فعل وخلق ما لم يرد فعله ولا خلقه
وهذه صفة من لا يدري ما فعل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال سليمان
يا سيدي قد أخبرتك انها كالسمع والبصر والعلم قال المأمون ويلك يا سليمان
كم هذا الغلط والترداد اقطع هذا وخذ في غيره إذ لست تقولي على غير هذا
146

الرد قال الرضا " ع " دعه يا أمير المؤمنين لا تقطع عليه مسألة فيجعلها
حجة تكلم يا سليمان قال قد أخبرتك انها كالسمع والبصر والعلم قال
الرضا " ع " لا بأس أخبرني عن معني هذه أمعنى واحد أو معان مختلفة
قال سليمان بل معنى واحد قال الرضا " ع " فمعنى الإرادات كلها معنى
واحد قال سليمان نعم قال الرضا " ع " فإن كان معناها معنى واحدا
كانت إرادة القيام إرادة القعود وإرادة الحياة إرادة الموت إذا كانت
ارادته واحدة لم يتقدم بعضها بعضا ولم يخالف بعضها بعضا وكانت شيئا
واحدا قال سليمان ان معناها مختلف قال فأخبرني عن المريد أهو الإرادة
أم غيرها قال سليمان بل هو الإرادة قال الرضا " ع " فالمريد عندكم مختلف
إذا كان هو الإرادة قال يا سيدي ليس الإرادة المريد قال فالإرادة محدثة
والا فمعه غيره افهم وزد في مسألتك قال سليمان فإنها اسم من أسمائه قال
الرضا " ع " هل سمى نفسه بذلك قال سليمان لا لم يسم نفسه بذلك قال
الرضا عليه السلام فليس لك ان تسميه بما لم يسم به نفسه قال قد وصف
نفسه بأنه مريد قال الرضا عليه السلام ليس صفته نفسه انه مريدا خبار
عن انه إرادة ولا خبار عن أن الإرادة اسم من أسمائه قال سليمان لان
ارادته علمه قال الرضا " ع " يا جاهل فإذا علم الشئ فقد اراده قال سليمان
أجل قال فإذا لم يرده لم يعلمه قال سليمان أجل قال من أين قلت ذاك وما
الدليل على أن ارادته عمله وقد يعلم مالا يريده ابدا وذلك قوله عز وجل
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك فهو يعلم كيف يذهب به وهو
لا يذهب به ابدا قال سليمان انه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا
قال الرضا عليه السلام هذا قول اليهود فكيف قال الله عز وجل ادعوني
استجب لكم قال سليمان إنما عنى بذلك انه قادر عليه قال أفيعد بما لا يفي
به فكيف قال عز وجل يزيد في الخلق ما يشاء وقال يمحو الله ما يشاء
ويثبت وعنده أم الكتاب، وقد فرغ من الامر فلم يحر جوابا قال الرضا (ع)
يا سليمان هل تعلم أن انسانا يكون ولا يريد أن يخلق انسانا ابدا وان
147

انسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم قال سليمان نعم قال الرضا " ع "
فيعلم أنه يكون يريد أن يكون أو يعلم أنه يكون مالا يريد أن يكون
قال يعلم أنهما يكونان جميعا قال الرضا " ع " إذا يعلم أن انسانا حي ميت
قائم قاعد أعمى بصير في حال واحد وهذا هو الحال قال جعلت فداك فإنه
يعلم أن يكون أحدهما دون الآخر قال لا بأس فأيهما يكون الذي أراد أن
يكون أو الذي لم يرد أن يكون قال سليمان الذي أراد أن يكون فضحك
الرضا " ع " والمأمون وأصحاب المقالات قال الرضا " ع " غلطت
وتركت قولك انه يعلم أن انسانا يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم
وانه يخلق خلقا وانه لا يريد أن يخلقهم وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد
أن يكون فإنما يعلم أنه يكون ما أراد يكون قال سليمان فإنما قولي ان
الإرادة ليست هو ولا غيره قال الرضا " ع " يا جاهل إذا قلت ليست هو
فقد جعلتها غيره وإذا قلت ليست هي غيره فقد جعلتها هو قال سليمان فهو يعلم
كيف يصنع الشئ قال نعم قال سليمان فان ذلك اثبات للشئ قال الرضا " ع "
أحلت لان الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ويحسن الخياطة وإن لم يخط
ويحسن صنعة الشئ وإن لم يصنعه ابدا ثم قال له يا سليمان هل تعلم أنه واحد
لا شئ معه قال نعم قال أفيكون ذلك اثباتا للشئ قال سليمان ليس يعلم أنه
واحد لا شئ معه قال الرضا عليه السلام أفتعلم أنت ذاك قال نعم قال فأنت
يا سليمان اعلم منه إذا قال سليمان المسألة محال قال محال عندك انه واحد
لا شئ معه وانه سميع بصير حكيم عليم قال نعم قال الرضا عليه السلام
فكيف أخبر عز وجل انه واحد حي سميع بصير عليم خبير وهو لا يعلم
ذلك وهذا رد ما قال وتكذيبه تعالى الله عن ذلك ثم قال له الرضا " ع "
فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو وإذا كان الصانع لا يدري
كيف يصنع الشئ قبل أن يصنعه فإنما هو متحير تعالى الله عن ذلك قال
سليمان فان الا رادة القدرة قال الرضا عليه السلام وعز وجل يقدر على
مالا يريده ابدا ولا بد من ذلك لأنه قال تارك وتعالى (ولئن شئنا لذهبن
148

بالذي أوحينا إليك) فلو كانت الإرادة هي القدرة لان قد أراد أن يذهب
به لقدرته فانقطع سليمان فقال المأمون عند ذلك يا سليمان هذا اعلم هاشمي
ثم تفرق القوم. وباسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالى قال
حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد
الرحمن قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام يا يونس لا تقل بقول
القدرية فان القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا
بقول إبليس فان أهل الجنة قالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدانا الله وقال أهل النار ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما
ضالين وقال إبليس رب ما أغويتني فقلت والله ما أقول بقولهم ولكني
أقول لا يكون الا بما شاء الله وأراد وقدر وقضى قال فقال يا يونس ليس
هكذا لا يكون إلا ما شاء الله عز وجل وأراد وقد وقضى يا يونس تعلم
ما المشية قلت لا قال هي الذكر الأول فتعلم ما الا رادة قلت لا قال هي العزيمة
على ما يشاء فتعلم ما القدر قلت لا قال هي الهندسة ووضع الحدود من
البقاء والفناء قال: ثم قال والقضاء هو الابرام وإقامة العين قال: فاستأذنته
ان اقبل رأسه وقلت فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة.
أحاديث الذر
قال الله عز وجل (وإذا اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة
انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من
بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون.
يقول: العبد الضعيف الفقير إلى ربه الغني حسن بن سليمان بن محمد الحلي
رويت: عن الشيخ الفقيه الشهيد السعيد أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي
149

عن السيد عبد المطلب بن الأعرج الحسيني عن الحسن بن يوسف بن المطهر
عن أبيه عن السيد فخار بن معد الموسوي عن شاذان بن جبرئيل عن العماد الطبري
عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أبيه عن الشيخ المفيد محمد
ابن محمد بن النعمان عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه عن محمد بن عصام
الكليني وعلي بن (محمد) أحمد بن عصام الكليني وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق عن محمد بن يعقوب الكليني عن أبي علي الأشعري ومحمد بن يحيى عن
محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق ما اختلف اثنان
ان الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال كن ماء عذبا أخلق منك جنتي
وأهل طاعتي وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي ثم أمرهما
فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر والكافر المؤمن ثم اخذ طينا من
أديم الأرض فعركه عركا شديدا فإذا هم كالذر يدبون فقال لا صحاب
اليمين إلى الجنة بسلام وقال لا صحاب الشمال إلى النار ولا أبالي ثم امر نارا
فأسعرت فقال لا صحاب الشمال ادخلوها فابوها وقال لا صحاب اليمين
ادخلوها فدخلوها فقال كوني بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما فقال
أصحاب الشمال يا رب قلنا قال قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت
الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء
ان يكونوا من هؤلاء.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله
عز وجل وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم إلى آخر الآية
فقال وأبوه يسمع وحدثني أبي ان الله عز وجل قبض قبضة من تراب
التربة التي خلق منها آدم " ع " فصب عليها الماء العذب الفرات وتركها
أربعين صباحا ثم صب عليها الماء المالح الأجاج فتركها أربعين صباحا فلما
اختمرت الطينة اخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه
150

وشماله وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم
بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال بان يدخلوها.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم " ع "
أرسل الماء على الطين ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذراهم
فإذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فامر أهل الشمال ان يدخلوها فذهبوا إليها
فهابوها ولم يدخلوها ثم امر أهل اليمين ان يدخلوها فذهبوا فدخلوها فامر
الله عز وجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما فلما رأي ذلك أهل الشمال
قالوا يا رب أقلنا فأقالهم ثم قال لهم ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم
يدخلوها فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليه السلام وقال أبو عبد الله (ع)
فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من
هؤلاء قال فيرون ان رسول الله صلى الله عليه وآله أول من دخل تلك
النار فذلك قوله عز وجل قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين.
يقول: عبد الله وفقيره ومسكينه حسن بن سليمان المدعى محبة الله
ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وإن لم يكن معه بينة
قوله عليه السلام فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء
ان يكونوا من هؤلاء ظاهره الجبر وليس هو المراد مما ثبت وتحقق من
مذهب آل محمد صلوات الله عليهم لكونه ينافي الثواب والعقاب.
والجواب عن هذا الظاهر أنه صلى الله عليه وآله أخبر الامر الباطن
الذي جرى في علم الله عز وجل مما يؤل امر خلقه إليه ويختم لهم به وكان
سببه طاعة من أطاعه ومعصية من عصاه في بدء الخلقة وهم ذر كما بين
عليه السلام وشرح في الحديث ولا يلزم من اخباره بهذا العلم الذي علمه
الله تعالى إياه وأظهره عليه وحدث هو عليه السلام به وانتقل من الغيب
إلى الشهادة ومن السر إلى العلانية رفع القدرة والاختيار عن المكلفين فان
151

التكليف إنما هو جار على الظاهر دون الباطن الذي هو في علمه سبحانه
وتعالى وان أمرنا بتصديقه والاذعان له ولهذا أمثلة كثيرة.
منها: ما ورد في الحديث ان ولد الزنا لا ينجب فهو اخبار بما يختم
له به ويصير امره إليه وهو من سر الله الذي يظهر عليه من يشاء من عباده
ولا ينافي هذه الأخبار التكليف بل تجامعه لان التكليف على الظاهر وتحققه
قدرة المكلف وهذا اخبار عن الامر الباطن وليس يدخل تحت قدرته.
ومنها ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن مشركي أهل مكة
وانهم لا يسلمون ومن يقتل منهم ببدر ويرمى بالقليب مع أنهم مكلفون
بالاسلام والرسول صلى الله عليه وآله يدعوهم إليه ويأمرهم به.
ومنها حاجة أهل الفقر والمسكنة واضطرارهم ففي الباطن من الله سبحانه
وتعالى لأنه هو المغني المفقر بالاجماع لأنه سبحانه وتعالى الخالق الرازق
المغنى المفقر ومن ادعى سواه كفر به وفي الظاهر ما ورد في الحديث
ما جاع فقيرا لا يمنع غني ويسمى الغني قاتل الفقير إذ منعه حقه ويعاقب
عليه لاختياره لذلك ولا منافاة بينهما.
ومنها قتل المقتول ففي الباطن قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم
وهو عبد مأمور لا يتوفى نفسا الا باذن ربه سبحانه وفي الظاهر القاتل
الذي تولى ازهاق نفس المقتول هو الفاعل للقتل وباختياره فعله ثم يثاب
أو يعاقب أو يكون مباحا ولا ينافي باطن هذا الامر ظاهره.
ومنها الغلاء بسبب الاحتكار ففي الباطن هو سبحانه المغلى المرخص
للاسعار لأنه قسم ارزاق عباده على السعة والضيق ففي الحديث عن الرسول
صلى الله عليه وآله أنه قال قد نفث الروح الأمين في روعي انه لن
تموت نفس حتى تستكمل ما كتب لها ولا يجوز ان ينسب الرزق الا إليه
سعته وضيقه وإن كان في الظاهر يلام المحتكر ويذم ويعاقب لأنه اختار
لا احتكار على البيع ولا منافاة بين هذين الامرين.
ومنها الامر الجليل الكبير الذي امر الله عباده بالاقرار به وتصديق
152

نص الكتاب العزيز عليه وورود الأحاديث الصحيحة به ولا يجوز رد
ما ثبت في الكتاب والسنة وليس فيه منافاة للعقول المستصحبة بنور هدى
آل محمد صلوات الله عليه وعلومهم التي خصهم بها ربهم وأمر من سواهم
بسؤالهم كما قال فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فهم أهل الذكر
والذكر هنا محمد صلى الله عليه وآله بنص الصادق عليه السلام وهو التصديق
بقضاء الله وقدره والرضاء بهما ففي الحديث القدسي المروي من لم يرض
بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي فليتخذ إلها سوائي، وهو
من اسرار الله سبحانه التي لم يطلع عليها سواه أو من أراد من حججه من أراد
وبالاسناد المقدم المتصل إلى الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله
عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وقال في القدر الا ان القدر
سر من سر الله وستر من ستر الله وحرز من حرز الله مرفوع في حجاب
الله مطوي عن خلق الله مختوم بخاتم الله سابق في علم الله وضع الله العباد
عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم لأنهم لا ينالونه بحقيقة الربانية
ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانية ولا بعزة الوحدانية لأنه بحرز
اخر خالص لله عز وجل عمقه ما بين السماء والأرض عرضه ما بين المشرق
والمغرب اسود كالليل الدامس كثير الحيات والحيتان يعلو مرة ويسفل
أخرى في قعره شمس تضئ لا ينبغي ان يطلع إليها الا الواحد الفرد
فمن تطلع إليها فقد ضاد الله في حكمه ونازعه في سلطانه وكشف عن سره
وستره وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير.
ولقوله عليه السلام فلا يستطيع إلى اخره تأويل اخر وهو صعوبة
الانتقال من احدى الحالتين إلى الأخرى لا التعذر الكلي والامتناع من
الوقوع كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين " ع "
يا علي ثلاث لا يطيقها أحد من هذه الأمة المواساة للأخ في ماله وانصاف
الناس من نفسه وذكر الله على كل حال يريد صلى الله عليه وآله بعدم الطاقة
الصعوبة والمشقة لا امتناع الوقوع لتكليفهم بها بنصوص أهل البيت (ع)
153

وأيضا ما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الا وان امامكم
قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه الا وانكم لا تقدرون
على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وما عنى عليه السلام بعدم القدرة
سلبها بالكلية وإنما أراد الصعوبة والمشقة والتعسر.
ونقول: ان أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته صلوات
الله عليهم تحذو حذو القرآن العزيز ففيها المحكم والمتشابه والخاص والعام
والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفصل إلى غير ذلك ولا يحل لمؤمن ان
يرد الحديث ان صح طريقه أو لم يصح بما يكون فيه مما لا يستبين معناه
ويتضح كالقرآن العزيز وقد قال الصادق عليه السلام وقف عندكل ما
اشتبه عليك فان الوقوف عند حيرة الضلال أهون من ركوب الأهوال
ومن أعظم الأهوال رد علم آل محمد عليهم لا إليهم.
وفي الحديث عن الصادق عليه السلام ان رجلا قال له يا بن رسول الله
الرجل يعرف بالكذب يأتينا عنكم بالحديث وما نعرفه أنرده عليه قال يقول
لكم ان جعفر بن محمد يقول إن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار قال
ما يبلغ إلى هذا فقال عليه السلام ان قال لك ان جعفر بن محمد يقول إن
الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار فلا تكذبه فإنك ان كذبته إنما كذبت
جعفر بن محمد " ع " قال الله سبحانه وتعالى وما أوتيتم من العلم الا قليلا
وما يعلم السامع ما قصد بالحديث.
وفى الحديث بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم فمن
ثم وجب التسليم وحرم الرد لتعدد درجات العقل وكثرتها لكن كلما
خالف الكتاب العزيز والسنة المتفق عليها لا يجوز الا خذ به ولا يحل تكذيب
راويه الا ان يرده إلى امام معصوم ويصح النقل عنه بالرد فيجوز حينئذ.
(رجعنا إلى أصل الباب).
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن
علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر (ع)
154

قال إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا
فأمزج الماءان واخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال
لا صحاب اليمين وهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال
إلى النار ولا أبالي ثم قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة
انا كنا عن هذا غافلين قال ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال الست بربكم
وان هذا محمد رسولي وان هذا أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم النبوة
واخذ الميثاق على أولي العزم انني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين
وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وان المهدي انتصر به لديني
وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأبعد به طوعا وكرها قالوا
أقررنا يا رب وشهدنا. (*)
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي
ابن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب
السجساني قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الله عز وجل لما اخرج
ذرية آدم من ظهره ليأخذ عليه الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي فكان
أول من اخذ له عليهم الميثاق نبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ثم
قال الله عز وجل لآدم انظر ماذا ترى قال فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته
وهم ذر قد ملؤوا السماء فقال آدم يا رب ما أكثر ذريتي ولا مر ما خلقتهم فما
تريد منهم باخذك الميثاق عليهم قال الله عز وجل يعبدونني ولا يشركون
بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم قال آدم يا رب فمالي أرى بعض الذر
أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس
له نور قال الله عز وجل كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم قال آدم
يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم قال الله عز وجل له تكلم فان روحك من
روحي وطبيعتك خلاف كينونتي قال آدم يا رب فلو كنت خلقتهم على

* للحديث بقية ذكرت في الكافي في كتاب الايمان والكفر فراجع.
(محمد صادق آل بحر العلوم)
155

مثال واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة
واعمار واحدة وارزاق واحدة سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن
بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الأشياء قال الله تعالى
يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك تكلفت مالا علم لك به وانا الخالق
العليم بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيتي يمضي فيهم أمري والى تدبيري
وتقديري سائرون لا تبديل لخلقي إنما خلقت الجن والإنس ليعبدوني
وخلقت الجنة لمن عبدني وأطاعني منهم واتبع رسلي ولا أبالي وخقت النار
لمن كفرني وعصاني ولم يتبع رسلي ولا أبالي وخلقتك وخلقت ذريتك
من غير فاقة بي إليك واليهم وإنما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيكم
أحسن عملا في الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم ولذلك خلقت الدنيا
والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار وكذلك أردت.
في تقديري وتدبيري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم
وألوانهم واعمارهم وارزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم فجعلت منهم لسعيد
والشقي والبصير والأعمى والقصير والطويل والجميل والذميم والعالم
والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به
الزمانة ومن لا عاهة به فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على
عافيته وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني ان أعافيه ويصبر
على بلائي فأنيله جزيل عطائي وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني
وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني
على ما هديته فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السراء والضراء وفيما أعافيهم وفيما
أبليهم وفيما أعطيهم وفيما أمنعهم وانا الله الملك القادر ولي ان أمضى جميع
ما قدرت على ما دبرت ولي ان أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت وأقدم من
ذلك ما أخرت وأؤخر من ذلك ما قدمت وانا الله الفعال لما أريد لا اسئل
عما افعل وانا اسأل خلقي عما هم فاعلون.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد
156

عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان
بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله بأي شئ سبقت الأنبياء
وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم قال إني كنت أول من آمن بربي وأول من
أجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم فكنت
انا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالاقرار بالله عز وجل.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن
بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك اني لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحذق والطيش فأغتم
لذلك غما شديدا وارى من خالفنا فأراه حسن السمت فقال لا تقل حسن
السمت فان السمت سمت الطريق ولكن قل حسن السيماء فان الله عز وجل
يقول سيماهم في وجوههم قال: قلت له حسن السيماء له وقاد فأغتم لذلك
فقال لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من
خالفك ان الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين
فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقا باذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج
وقال لأصحاب الشمال كونوا خلقا باذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج
ثم رفع لهم نارا فقال ادخلوها باذني فكان أول من دخلها محمد " ص " ثم اتبعه أولوا العزم من الرسل وأوصيائهم واتباعهم ثم قال لأصحاب
الشمال ادخلوها باذني فقالوا ربنا خلقتنا لتحرقنا فعصوا فقال لأصحاب
اليمين اخرجوا من النار باذني فخرجوا لم تكلم منهم كلما ولم تؤثر فيهم اثرا
فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا
بالدخول قال قد أقلتكم فادخلوها فلما دنوا واخذهم الوهج رجعوا وقالوا
يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا واما أصحاب اليمين فامرهم بالدخول
ثالثا كل ذلك يطيعون ويخرجون وأمر هؤلاء ثلاثا كل ذلك يعصون
ويرجعون فقال لهم كونوا طينا باذني فخلق منهم آدم قال فمن كان من
هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما
157

رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما
رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن
علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح بن
سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وآله
بأي شئ سبقت ولد آدم قال انني أول من أقر بربي ان الله عز وجل
اخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى فكنت أول
من أجاب، وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه
عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد
الله عليه السلام كيف أجابوا وهم ذر فقال جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه
يعني في الميثاق، وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن
محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: سألته عن قول الله عز وجل فطرة الله التي فطر الناس عليها ما تلك
الفطرة قال هي الاسلام فطرهم حين اخذ ميثاقهم على التوحيد قال الست
بربكم وفيه المؤمن والكافر.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن
قول الله عز وجل (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى) الآية قال اخرج من ظهر
آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم فأراهم نفسه ولولا ذلك
لم يعرف أحد ربه عز وجل.
نقول: صدق عليه السلام ان الرؤية تطلق على معنيين رؤية القلب
بمعنى اليقين وعدم الشك وتطلق أيضا على البصر بالعين وهذا منفي عنه
بقوله سبحانه وتعالى ولا يحيطون به علما ومن أدركه ببصر العين فقد
أحاط به العلم فيكون المعنى الأول هو المراد هنا خاصة.
158

وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المنقري قال حدثنا أبو عمر محمد بن جعفر
المقري الجرجاني قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الموصلي ببغداد قال
حدثني محمد بن عاصم الطريفي قال حدثنا أبو زيد عياش بن زيد بن الحسن
ابن علي الكحال مولى زيد بن علي قال حدثنا أبي زيد بن الحسن قال
حدثني موسى بن جعفر صلى الله عليهما قال: قال الصادق عليه السلام من
صلى على النبي وآله فمعناه اني انا على الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله
الست بربكم قالوا بلى.
وبالإسناد عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه رفعه إلى
الصادق عليه السلام قال إن الله تعالى آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن
يخلق الأجساد بألفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت ورث الأخ الذي آخا
بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ في الولادة.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا علي
ابن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي
عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي
قال حدثني سهل بن زياد الادمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن
ابن كثير عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله
عز وجل وكان عرشه على الماء فقال لي ما يقولون في ذلك قلت يقولون إن
العرش كان على الماء والرب فوقه فقال كذبوا من زعم هذا فقد صير
الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ولزمه ان الشئ الذي يحمله أقوى منه
قلت بينه لي جعلت فداك فقال إن الله عز وجل حمل دينه وعلمه الماء قبل أن
تكون ارض أو سماء أو جن أو انس أو شمس أو قمر فلما أراد أن يخلق
الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم من ربكم فكان أول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله
وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقالوا أنت ربنا فحملهم العلم والدين ثم
قال للملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون ثم
159

قيل لبني آدم أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا نعم ربنا
أقررنا فقال الله تعالى للملائكة اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أن لا
يقولوا غدا انا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل
وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون يا داود ولا يتنا مؤكدة
عليهم في الميثاق، وبالإسناد عن محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا
محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عيسى
ابن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع)
قال سألته عن قول الله عز وجل فطرة الله التي فطر الناس عليها ما تلك
الفطرة قال هي الاسلام فطرهم الله حين اخذ ميثاقهم على التوحيد فقال
الست بربكم وفيه المؤمن والكافر.
وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله عن أبيه عن
سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن
مسكان عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أصلحك الله قول الله
عز وجل في كتابه فطرة الله التي فطر الناس عليها قال فطرهم على التوحيد
عند الميثاق على معرفة انه ربهم قلت وعاينوه فطأطأ رأسه ثم قال لولا ذلك
لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.
نقول: صدق ابن رسول الله ومعناه ما قال مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله
لما قال له رجل أرأيت ربك يا أمير المؤمنين قال لم أكن أعبد ربا لم أره قال
وكيف رأيته قال لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقايق
الايمان، وبالاسناد عنه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم
ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن أبي عمير
عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول
الله عز وجل حنفاء لله غير مشركين به وعن الحنيفية فقال هي الفطرة التي
فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال فطرهم الله على المعرفة به.
قال: زرارة وسألته عن قول الله عز وجل وإذ اخذ ربك من بني آدم
160

من ظهورهم الآية قال اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا
كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه وقال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله كل مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة
بان الله عز وجل خالقه فذلك قوله (ولئن سألتهم من خلق السماوات
والأرض ليقولن الله).
ومن كتاب أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني باسناده إلى أبي هاشم
قال كنت عند أبي محمد عليه السلام يعني العسكري فسأله محمد بن صالح
الأرمني عن قول الله عز وجل (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا) فقال أبو محمد (ع)
ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه
ولا من رازقه، وبالاسناد إلى أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال أخبرنا
عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن
عن سعد بن عبد الله عن المعلى بن محمد البصري قال حدثنا أبو الفضل المدني
عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن
أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله قال سمعته يقول إن العبد إذا ادخل
حفرته اتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن
نبيه ثم عن وليه فان أجاب نجى وإن لم يجب عذباه فقال له رجل فما حال
من عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه فقال مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى
هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا فذلك لا سبيل له.
وقد قيل للنبي صلى الله عليه وآله من الولي يا نبي الله قال وليكم في هذا
الزمان علي عليه السلام ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به
لئلا يكون كما يقول الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم ربنا لولا أرسلت
الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى بما كان من ضلالتهم وهي
جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله عز وجل (قل تربصوا فستعلمون
من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى وإنما كان تربصهم ان قالوا
161

نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف اماما فعيرهم الله بذلك فالأوصياء
هم أصحاب الصراط وقوفا عليه لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه
ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه لأنهم عرفاء الله عرفهم عليهم
عند اخذه المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عز وجل وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم وهم الشهداء على أوليائهم والنبي " ص " الشهيد
عليهم اخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي صلى الله عليه وآله عليهم
المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم وذلك قول الله عز وجل فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين
كفروا وعصوا الرسول لو تسوي بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا.
ورويت بالطريق المذكور عن محمد بن الحسن الصفار رحمه الله عن محمد
ابن الحسين عن محمد بن الهيثم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع)
قال: سمعته يقول إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ثلاث نبي مرسل
أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة الا ترى أنه
اختار لأمرنا من الملائكة المقربين ومن النبيين المرسلين ومن المؤمنين
الممتحنين، محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله
البرقي عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبد الله " ع " قال إن حديثنا
صعب مستصعب لا يحتمله الا صدور منيرة وقلوب سليمة وأخلاق حسنة
ان الله تعالى اخذ من شيعتنا الميثاق كما اخذ على بني آدم حيث يقول عز وجل
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم) قالوا بلى فمن وفي لنا وفي الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد الينا
حقنا ففي النار خالدا مخلدا.
وبالإسناد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن علي بن
الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر " ع " قال إن
الله عز وجل حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا فامتزج
الماءان فاخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال لا صحاب
162

اليمين وهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام وقال لا صحاب الشمال وهم كالذر
يدبون إلى النار ولا أبالي ثم قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم
القيامة انا كنا عن هذا غافلين ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال الست بربكم
قال وان هذا ثم محمدا رسول الله وعليا أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم
النبوة واخذ الميثاق على أولي العزم الا اني ربكم ومحمد رسولي وعلي
أمير المؤمنين وأوصياؤه ومن بعده ولاة أمري وخزان علمي وان المهدي
انتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا
وكرها قالوا أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة
لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله
عز وجل ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما - قالا إنما
يعني فترك - ثم امر نارا فأججت فقال لا صحاب الشمال ادخلوها فهابوها
وقال لا صحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال
أصحاب الشمال يا رب أقلنا فقال أقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها فثم ثبتت
الطاعة والمعصية والولاية.
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن
علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في
قوله عز وجل (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
على أنفسهم قال اخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة) وهم كالذر
فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه وقال الست بربكم قالوا بلى وان
هذا محمدا رسول الله " ص " وعليا أمير المؤمنين " ع ".
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام فقال يا سليمان اتق فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله فسكت حتى أصبت خلوة فقلت جعلت فداك سمعتك تقول
اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال نعم يا سليمان ان الله خلق المؤمنين
من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية فالمؤمن أخو المؤمن
163

لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه
محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن علي عن إبراهيم عن محمد بن سليمان
عن أبيه عن أبي عبد الله " ع " قال إن الله عز وجل جعل لنا شيعة فجعلهم
من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم
عرفهم نفسه فهو المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم من لم يلق الله
بما هو عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز عنه سيئة.
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن
صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال إن
الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب ان
يخلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض ان
يخلقه من طينة النار ثم بعثهم في الضلال قال قلت اي شئ الضلال قال ألم
تر ظلك في الشمس شئ وليس بشئ ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى
الاقرار بالله وهو قوله (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعاهم
إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم أو نكر بعضهم ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر
بها والله من أحب وأنكرها من أبغض وهو قوله تعالى (فما كانوا ليؤمنوا
بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر " ع " كان التكذيب.
ثم محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن الحسين بن نعيم
الصحاف قال سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله تبارك وتعالى فمنكم
مؤمن ومنكم كافر قال عرف الله والله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم
اخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن
ابن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله " ع "
قال إن رسول الله " ص " قال إن الله تبارك وتعالى مثل لي أمتي في الطين
وعلمني أسمائهم كلها كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات
فاستغفرت لعلي " ع " وشيعته ان ربى وعدني في شيعة على " ع " خصلة
164

قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما هي قال المغفرة لمن آمن منهم
واتقي لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل السيئات حسنات.
محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي
عبد الله " ع " ان بعض قريش قال يا رسول الله بأي شئ سبقت
الأنبياء وأنت بعثت اخرهم وخاتمهم قال إني كنت أول من آمن بربي
وأول من أجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم قالوا بلى وكنت انا أولى نبي قال بلي فسبقتهم بالاقرار بالله.
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد والحسن بن علي بن النعمان
عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر " ع " قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله ان أمتي عرضت علي عند الميثاق فكان أول
من آمن بي وصدقني علي وكان أول من آمن بي وصدقني حيث بعثت
فهو الصديق الأكبر.
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن
معاوية بن عمار عن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال
رسول الله " ص " يا علي لقد مثلت لي أمتي في الطين حتى رأيت صغيرهم
وكبيرهم أرواحا قبل أن يخلق الأجساد وانى مررت بك وبشيعتك فاستغفرت
لكم فقال علي " ع " يا نبي الله زدني فيهم قال نعم يا علي تخرج أنت وشيعتك
من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر قد فرجت عنكم الشدايد
وذهبت عنكم الأحزان تستظلون تحت العرش يخاف الناس ولا تخافون
ويحزن الناس ولا تحزنون وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب.
محمد بن الحسن الصفار عن بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن علي
ابن أسباط عن علي بن معمر عن أبيه قال سألت أبا عبد الله " ع " عن
قول الله عز وجل هذا نذير من النذر الأولى قال يعني محمد ا " ص " حيث
دعاهم إلى الاقرار بالله في الذر الأول.
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن
165

صالح بن سهل عن أبي عبد الله " ع " ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (ع)
وهو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال انا والله أحبك وأتولاك فقال له
أمير المؤمنين كذبت ما أنت كما قلت ويلك ان الله تعالى خلق الأرواح
قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك
فيمن عرض علينا فأين كنت قال فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن آدم
أبى الحسين عن إسماعيل بن أبي حمزة عمن حدثه عن أبي عبد الله " ع "
قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين " ع " فقال يا أمير المؤمنين والله اني لا حبك
فقال له كذبت فقال له الرجل سبحان الله كأنك تعرف ما في نفسي قل
فغضب أمير المؤمنين " ع " وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب
قال فرفع يده إلى السماء وقال كيف لا يكون ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى
خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب من المبغض
فوالله ما رأيتك فيمن أحبنا فأين كنت.
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن
الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر (ع)
يقول إن الله تعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق
على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة وعرض
الله عز وجل على محمد أمته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق
منها آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه
وعرفهم رسول الله " ص " وعرفهم عليا عليه السلام ونحن نعرفهم في
لحن القول، محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن حماد الكوفي عن أبيه عن
نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إن الله تعالى اخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف بذلك حب
المحب وان أظهر خلاف ذلك بلسانه ونعرف بغض المبغض وان أظهر
حبنا أهل البيت، علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن النضر بن سويد
166

عن يحيى الحلبي عن ابن سنان في قوله سبحانه وإذ اخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى قال أبو عبد الله (ع)
أول من سبق إلي بلي رسول الله " ص " وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى
الله تبارك وتعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء
تقدم يا محمد فقد وطئت موطأ لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولولا أن
روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه فكان من الله
عز وجل كما قال الله تعالى قاب قوسين أو أدنى اي بل أدنى فلما خرج
الامر من الله تعالى وقع إلى أوليائه عليهم السلام قال الصادق عليه السلام
كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ولرسوله بالنبوة ولأمير المؤمنين
والأئمة عليهم السلام بالإمامة فقال الست بربكم ومحمد نبيكم وعلي امامكم
والأئمة الهادون أئمتكم فقالوا بلى فقال الله تعالى ان تقولوا يوم القيامة
اي لئلا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فأول ما اخذ الله عز وجل
الميثاق على الأنبياء له بالربوبية وهو قوله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال ومنك يا محمد فقدم محمدا صلى الله عليه وآله
ولأنه أفضلهم من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم فهؤلاء الخمسة
أفضل الأنبياء ورسول الله " ص " أفضلهم ثم اخذ بعد ذلك ميثاق
رسول الله " ص " على الأنبياء بالايمان به وعلى ان ينصروا أمير المؤمنين (ع)
فقال وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم
رسول مصدق لما معكم يعني رسول الله " ص " لتؤمنن به ولتنصرنه يعني
أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا انكم بخبره وخبر وليه من الأئمة.
علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله
ابن مسكان عن أبي عبد الله " ع " وعن أبي بصير عن أبي جعفر " ع " في قوله لتؤمنن به ولتنصرنه قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا
الا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله صلى الله عليه وآله
وأمير المؤمنين " ص " ثم اخذ أيضا ميثاق الأنبياء على رسول الله صلى الله عليه وآله
167

فقال قل يا محمد امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون
من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.
علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى قلت معاينة كان هذا قال نعم
فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من
خالقه ورازقه فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله تعالى
فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل.
علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد
ابن علي عن بن أسباط عن علي بن معمر عن أبيه قال سألت أبا عبد الله (ع)
عن قول الله عز وجل هذا نذير من النذر الأولى قال إن الله تبارك وتعالى
لما ذرأ الخلق في الذر الأول فأقامهم صفوفا قد أمه بعث الله محمدا " ص "
فآمن به قوم وأنكره قوم فقال الله هذا نذير من النذر الأولى يعنى به
محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم إلى الله عز وجل في الذر الأول.
علي بن إبراهيم قال حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله
عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الصادق " ع " عن قوله فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال عرف الله عز وجل ايمانهم بولايتنا
وكفرهم بتركها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم " ع ".
علي بن إبراهيم قال أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد
عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن جابر
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية (وان لو استقاموا
على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) يعني من جرى فيه شئ من شرك الشيطان
على الطريقة يعني على الولاية في الأصل عند الأظلة حين اخذ الله ميثاق
ذرية آدم أسقيناهم ماء غدقا يعنى لكنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.
168

علي بن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى ونقلب أفئدتهم وابصارهم
قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام ان أول ما تغلبون عليه من الجهاد
بأيديكم ثم الجهاد بألسنتكم ثم الجهاد بقلوبكم فمن لم يعرف قلبه معروفا
ولم ينكر منكرا انتكس قلبه فصار أسفله أعلاه فلم يقبل خيرا ابدا كما
لم يؤمنوا به أول مرة يعني في الذر والميثاق
من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان مؤمن الطاق
عن سلام عن أبي جعفر " ع " في قول الله عز وجل مخلقة وغير مخلقة
قال المخلقة الذر الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوا واخذ عليهم الميثاق
ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء وهم الذين يخرجون إلى الدنيا
حتى يسألوا عن الميثاق.
واما قوله وغير مخلقة فهو كل نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم (ع)
حين خلق الذر واخذ عليهم الميثاق ومنهم النطف من العزل والسقط قبل أن
ينفخ فيه روح الحياة والبقاء وما يموت في بطن أمه قبل الأربعة أشهر وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء قال فهؤلاء قال الله عز وجل
وغير مختلفة وهم الذين لا يسألون عن الميثاق وإنما هم خلق بد الله فيهم
فخلقهم في الأصلاب والأرحام.
الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم
الست بربكم قالوا بلى قال ثم اخذ عليهم بعد التصديق والايمان لأنبيائه لكل
رسول يأتيهم مصدقا لما معهم ليؤمنن به ولينصرنه.
الحسن بن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت أبا عبد الله (ع)
عن قول الله عز وجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال فقال عرف الله ايمانهم
بولايتنا وكفرهم بها يوم اخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.
الحسن بن محبوب عن داود قال سألت أبا عبد الله عليه السلام أم حسبتم
ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم قال إن الله تعالى قد علم
169

بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر وعلم من يجاهد ومن لا يجاهد كما
علم أنه يميت خلقه قبل أن يميتهم ولم يرهم موتى وهم احياء.
الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
بعض قريش قال لرسول الله " ص " بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت
بعثت آخرهم وخاتمهم فقال إني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب
حيث اخذ الله ميثاق النبيين عليهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم
قالوا بلى فكنت انا أول نبي قال بلى فسبقتهم إلى الاقرار بالله عز وجل.
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله عن علي
ابن أحمد بن موسى عن حمزة بن القاسم العلوي قال حدثنا محمد بن عبد الله
ابن عمران البرقي قال حدثنا محمد بن علي الهمداني عن علي بن أبي حمزة عن
أبيه عن أبي عبد الله " ع " وأبي الحسن " ع " قالا لو قد قام القائم " ع " لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله يقتل الشيخ الزاني ويقتل مانع الزكاة
ويورث الأخ أخاه في الأظلة.
وبالاسناد الأول عن محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد
عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال كان
أبو جعفر " ع " يقول إن الله عز وجل اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم
ذر يوم اخذ الميثاق على الذر والاقرار له بالربوبية ولمحمد " ص " بالنبوة
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
علي بن رئاب عن أبي عبيدة وزرارة جميعا عن أبي جعفر " ع " في حديث
طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين " ع " ومحمد ابن الحنفية إلى
الحجر الأسود لما قال محمد لعلي بن الحسين لا تنازعني الإمامة فاني أولى بها
منك وكانا يومئذ بمكة فانطلقا حتى اتيا الحجر فقال علي بن الحسين (ع)
لمحمد ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل واسأله ان ينطق لك الحجر ثم سله
فابتهل محمد ابن الحنفية في الدعاء وسأل الله عز وجل ثم دعا الحجر فلم يجبه
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام يا عم لو كنت وصيا واماما لأجابك فقال
170

له محمد فادع الله أنت يا ابن أخي وسله فدعا الله علي بن الحسين عليهما السلام
بما أراد تم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء
وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والامام بعد الحسين بن علي (ع)
قال فتحرك الحجر حتى كاد ان يزول عن موضعه ثم أنطقه الله عز وجل
بلسان عربي مبين فقال اللهم ان الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (ع)
لعلي بن الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قال
فانصرف محمد بن علي صلوات الله عليه وهو يتولى علي بن الحسين صلوات
الله عليهم أجمعين، محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن يعقوب بن يزيد
عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قلت له لم سمعي أمير المؤمنين قال الله سماه وهكذا انزل الله في كتابه
وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا أمير المؤمنين.
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن
الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله
عز وجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن فقال عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم
بها يوم اخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر.
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله " ع " في قول الله عز وجل
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة قال صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.
محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد
عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال: قال أبو جعفر (ع)
ان الله اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر
بالاقرار بالربوبية لله ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة.
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب
عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول
171

ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق
على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد " ص " بالنبوة وعرض الله عز وجل
على محمد " ص " أمته في المطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها
آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم
رسول الله " ص " وعرفهم عليا عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول
محمد بن يعقوب عن بعض أصحابه رفعه عن محمد بن سنان عن داود
ابن كثير الرقي قال: قلت ما معني السلام على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله
فقال إن الله عز وجل لما خلق نبيه ووصيه وابنيه وابنته وجميع
الأئمة عليهم السلام وخلق شيعتهم اخذ عليهم الميثاق وان يصبروا ويصابروا
ويرابطوا وان يتقوا الله ووعدهم ان يسلم لهم الأرض المباركة والحرم
الآمن وان ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع وينجيهم
من عدوهم والأرض التي يبدلها من السلام ويسلم ما فيها لهم ولا شية
فيها قال لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم منها ما يحيون واخذ
رسول الله " ص " على جميع الأئمة وشيعتهم الميثاق بذلك وإنما " ع " بذكره
نفس الميثاق وتجديدا له على الله لعله ان يعجله ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل
عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر " ع " قال لما
ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمد " ص "
فسماها فاطمة ثم قال إني قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ثم قال
أبو جعفر " ع " والله لقد فطمها الله بالعلم وعن الطمث في الميثاق.
يقول: عبد الله حسن بن سليمان وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات
التي نزلت في محمد وآله صلوات الله عليه تأليف محمد بن العباس بن مروان
يعرف يا بن الحجام (*) وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاوس ان

* الحجام بضم الجيم ثم الحاء المهملة بزنة الغلام كذا ضبطه العلامة
الحلي رحمه الله في الخلاصة والتوضيح وكذا غيره فراجع (آل بحر العلوم)
172

الكشي ذكر عنه انه ثقة ثقة.
روى السيد رضي الدين علي بن طاوس عن هذا الكتاب فخار بن معد
بطريقه إليه من الكتاب المذكور.
حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا علي بن أحمد بن محمد
العقيقي العلوي عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن أحمد بن
النضر الجعفي عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع)
في قول الله عز وجل (قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين) قال
حيث اخذ الهل ميثاق بني آدم فقال الست بربكم كان رسول الله " ص "
أول من قال بلى فقال أبو عبد الله (ع) أول العابدين أول المطيعين.
ومنه أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عيسى قال
حدثنا يونس بن عبد الرحمن عن رجل عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع)
هذا نذير من النذر الأولى يعني محمدا صلى الله عليه وآله هو نذير من النذر
الأولى يعني إبراهيم وإسماعيل هم ولدوه فهو منهم.
أخبرنا عبد الله بن العلا المزاري قال حدثنا محمد بن الحسن بن شمون
قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال حدثنا عبد الله بن القاسم عن أبي
بصير قال: قال أبو عبد الله (ع) ما بعث الله عزو جل نبيا الا بخاتم
محمد صلى الله عليه وآله وذلك قوله جل اسمه هذا نذير من النذر الأولى.
حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد
ابن جعفر العلوي عن أبيه قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال
عن أبيه عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (ع)
في قول الله عز وجل هذا نذير من النذر الأولى قال خلق الله عز وجل
الخلق وهم أظلة فأرسل رسول الله " ص " إليهم فمنهم من آمن به ومنهم
من كفر به ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن به في الأظلة
وجحد به من جحد به يومئذ فقال عز وجل فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا
به من قبل، ومن الكتاب حدثنا أحمد بن هوذة وحدثنا إبراهيم بن
173

إسحاق النهاوندي حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن الحسين بن نعيم
الصحاف في قوله عز وجل فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال: قال أبو عبد الله (ع)
اخذ الله ايمانهم بولايتنا يوم اخذ الميثاق في صلب آدم (ع) وهم ذر.
حدثنا أحمد بن هوذة وحدثنا إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد الله بن
حماد عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله " ع " يقول: في قول الله عز وجل
وان لو استقاموا على الطريقة لا سقينا هم ماء غدقا يعني على الولاية في الأصل
عند الأظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم لا سقيناهم ماء غدقا يعني لكنا
أظللناهم في الماء الفرات العذب.
ومن الكتاب حدثنا علي بن عبد الله وحدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي
حدثنا إسماعيل بن بشار قال حدثنا علي بن جعفر الحضرمي عن جابر
الجعفي عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل وان لو استقاموا على الطريقة
لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه قال: قال رسول الله " ص " لجعلنا أظلتهم
في الماء العذب لنفتنهم فيه، قال: قال فنفتنهم في علي وما فتنوا به كفرهم
بما انزل الله عز وجل من ولايته.
محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد العزيز
ابن المهتدى عن عبد الله بن جندب انه كتب إليه الرضا " ع " اما بعد
فان محمدا صلى الله عليه وآله كان امين الله في خلقه فلما قبض * ص *
كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا
وأنساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة
الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا المكتوبون بأسمائهم وأسماء ابائهم اخذ
علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام
غيرنا وغيرهم ونحن النجباء النجاة ونحن افراط الأنبياء ونحن أبناء
الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس بكتاب الله
ونحن أولى الناس برسول الله * ص * ونحن الذين شرع الله لنا دينه
فقال في كتابه (شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا) قد
174

وصانا بما وصى به نوحا (والذي أوحينا إليك) يا محمد وما وصينا به
إبراهيم وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم
نحن ورثة أولي العزم من الرسل ان أقيموا الدين يا آل محمد (ولا تتفرقوا
فيه) وكونوا على جماعة " كبر على المشركين " من أشرك بولاية علي
" ما تدعوهم إليه " من ولاية على " الله " يا محمد (يجتبي إليه من يشاء)
(ويهدى إليه من ينيب) من يجيبك إلى ولاية علي * ع * قوله * ع * نحن
افراط الأنبياء الافراط والفرط الخير السابق يحتمل كلام مولانا * ع *
وجهين، الأول انه أراد تقدمهم على الخلق لما خلقهم الله أشباحا وجعلهم
بعرشه محدقين كما رواه موسى بن عبد الله النخعي عن مولانا أبي الحسن
علي بن محمد الهادي * ع * وهذا شئ لا ربب فيه ولا شك وما رواه محمد
ابن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
ان الله عز وجل خلق نور محمد * ص * واثنى عشر حجابا معه قبل آدم
بأربعمائة الف عام وأربعة وعشرين الف عام والمراد بالحجب هنا الأئمة
الاثنتي عشر صلوات الله عليهم لما رواه محمد بن الحسن الطوسي في كتاب
المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة يقول فيها، والسلام
على محمد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب إذ قد صح وثبت في أحاديثهم (ع)
انهم لم يسبقوا بغيرهم من الخلق فالحجب هم لا غير بهذا المعنى افراط
الأنبياء خلقوا قبلهم خيرا سابقا بغير شك ولا ارتياب.
الثاني انه عليه السلام أراد أن الأئمة عليهم السلام يسبقون الأنبياء في
الرجعة إلى دار الدنيا كما روى في الحديث ان أول من يرجع إلى الدنيا
مولانا الحسين بن علي عليهما السلام وما رويناه من أن رجعة الأنبياء (ع)
إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين * ع * وقد يكون المعنيان قصده (ع)
جميعا والله العليم الخبير.
ومن كتاب محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة أخبرنا علي بن الحسين
عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد علي عن محمد بن
175

سنان عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (ع)
جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز وجل (السابقون السابقون أولئك
المقربون) قال نطق الله عز وجل بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن
يخلق الخلق بألفي عام فقلت فسر لي ذلك فقال إن الله عز وجل لما أراد أن
يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال ادخلوها فكان أول من
دخلها محمد * ص * وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمة (ع)
امام بعد امام ثم اتبعهم شيعتهم فهم والله السابقون.
ومن الكتاب أيضا أخبرنا علي بن الحسين المسعودي قال حدثنا محمد
ابن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي
عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي
عبد الله * ع * أنه قال لو قام القائم لا نكره الناس لأنه يرجع إليهم
شابا موفقا لا يثبت عليه الا من قد اخذ الله ميثاقه في الذر الأول.
(تتمة ما تقدم من أحاديث الرجعة)
ونقلت أيضا من كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان تصنيف السيد
الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني
ما صورته، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن مهزيار قال كنت نائما
في مرقدي إذ رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول: حج السنة فإنك تلقى
صاحب الزمان وذكر الحديث بطوله ثم قال يا بن مهزيار ومد يده إلي أنبئك
الخبر انه إذا فقد الصيني وتحرك المغربي وسار العباسي وبويع السفياني
يؤذن لولي الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء
فأجئ إلى الكوفة فأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأول وأهدم ما حوله
من بناء الجبابرة وأحج بالناس حجة الاسلام واجئ إلى يثرب فأهدم
الحجرة واخرج من بها وهما طريان فامر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين
يصلبان عليهما فتورقان من تحتها فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى
فينادي مناد من السماء يا سماء أنبذي ويا ارض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه
176

الأرض الا مؤمن قد أخلص قلبه للايمان قلت يا سيدي ما يكون بعد ذلك
قال الكرة الكرة الرجعة الرجعة ثم تلى هذه الآية (ثم رددنا لكم الكرة
عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا).
ومما رويته بالطرق المتقدمة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه
القمي من كتاب المزار عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن مروان بن مسلم
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي عبد الله (ع) يا بن رسول الله
أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول: واذكر
في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا أكان إسماعيل
ابن إبراهيم عليه السلام فان الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم " ع "
فقال عليه السلام ان إسماعيل مات قبل إبراهيم " ع " وان إبراهيم " ع "
كان حجة لله قائما صاحب شريعة فإلى من أرسل إسماعيل إذا قلت فمن
كان جعلت فداك قال ذاك إسماعيل بن حز قيل النبي بعثه الله تعالى إلى قوم
فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة وجهه فغضب الله تعالى له عليهم فوجه إليه
سطاطائيل ملك العذاب فقال له يا إسماعيل انا سطاطائيل ملك العذاب
وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت فقال له
إسماعيل لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فأوحى الله تعالى إليه فما حاجتك
يا إسماعيل فقال إسماعيل يا رب انك اخذت الميثاق لنفسك بالربوبية
ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولأوصيائه عليهم السلام بالولاية وأخبرت خير
خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي عليهما السلام من بعد نبيها وانك
وعدت الحسين عليه السلام ان تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل
ذلك به فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك
بي كما تكر الحسين عليه السلام فوعد الله عز وجل إسماعيل بن حز قيل
ذلك فهو يكر مع الحسين " ع ".
وعنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن علي بن محمد
177

ابن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، وروى الحديث أيضا محمد بن يعقوب الكليني عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم قال: حدثنا
أبو عبيدة البزاز عن حريز قال: قلت لأبي عبد الله " ع " جعلت فداك
ما أقل بقاء كم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا
الخلق إليكم فقال إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه ان يعمل
به في مدته فإذا انقضى ما فيها مما امر به عرف أن اجله قد حضر واتاه
النبي " ص " ينعى إليه نفسه وأخبره بماله عند الله وان الحسين " ص "
قرأ صحيفته التي اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى وبقي منها أشياء لم تنقض
فخرج إلى القتال فكانت تلك الأمور التي بقيت ان الملائكة سألت الله
عز وجل في نصرته فاذن لها فمكثت تستعد للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل
فنزلت وقد انقطعت مدته وقتل صلوات الله عليه فقالت الملائكة يا رب
أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته فأوحى
الله تعالى إليهم ان ألزموا قبره حتى ترونه وقد خرج فانصروه وابكوا
عليه وعلى ما فإنكم من نصرته فإنكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه فبكت
الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرته فإذا خرج صلوات الله عليه
يكونون أنصاره. وعنه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أبي عبد الله
محمد بن عبد الله الرازي الجاموراني عن الحسين بن سيف بن عميرة
عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام
قال: قلت له اي بقاع الله أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله " ص " فقال
الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير
المرسلين والأوصياء الصادقين وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا
الا وقد صلى فيه ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمة والقوم من بعده
وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين.
حدثني الأخ الصالح الرشيد محمد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي انه
178

وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره
واراني خطه وكتبته منه وصورته.
الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين عن أبي
شعيب محمد بن نصر عن عمر بن الفرات عن محمد بن المفضل عن المفضل
ابن عمر قال: سألت سيدي الصادق " ع " هل المأمول المنتظر المهدي (ع)
من وقت موقت يعلمه الناس فقال حاش لله ان يوقت ظهوره بوقت يعلمه
شيعتنا قلت يا سيدي ولم ذاك قال لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى
ويسئلونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت
في السماوات والأرض الآية (وهو الساعة التي قال الله تعالى ويسئلونك
عن الساعة أيان مرسيها) وقال عنده علم الساعة ولم يقل انها عند أحد
وقال (هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة) فقد جاء أشراطها الآية
وقال (اقتربت الساعة وانشق القمر) وقال (ما يدريك لعل الساعة تكون
قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها
ويعلمون انها الحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) قلت
فما معنى يمارون قال يقولون متى ولد ومن رآه وأين يكون ومتى يظهر
وكل ذلك استعجالا لامر الله وشكا في قضائه ودخولا في قدرته (أولئك
الذين خسروا الدنيا وان للكافرين لشر مآب) قلت أفلا يوقت له وقت
فقال يا مفضل لا أوقت له وقتا ولا يوقت له وقت ان من وقت لمهدينا
وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه وادعى انه ظهر علي سره وما لله من
سر الا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن
أولياء الله وما لله من خبر الا وهم أخص به لسره وهو عندهم وقد أصين
من جهلهم وإنما القى الله إليهم ليكون حجة عليهم.
قال: المفضل يا مولاي فكيف يدري ظهور المهدي " ع " وان إليه
التسليم قال " ع " يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو ذكره ويظهر امره
وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين
179

والموافقين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنه قد قصصنا ودللنا عليه ونسبناه
وسميناه وكنيناه وقلنا سمى جده رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيته
لئلا يقول الناس ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا والله ليتحقق
الايضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعض
كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهره كما وعد به جده صلى الله عليه وآله
في قوله عز وجل هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون.
قال: المفضل يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون، قال عليه السلام هو قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون
فتنة ويكون الدين كله لله، فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان
الاختلاف ويكون الدين كله واحدا كما قال جل ذكره ان الدين عند الله
الاسلام وقال الله تعالى ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فهو في
الآخرة من الخاسرين، قال المفضل قلت يا سيدي ومولاي والدين الذي
في آبائه إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد " ص " هو الاسلام قال
نعم يا مفضل هو الاسلام لا غير قلت يا مولاي أتجده في كتاب الله قال نعم
من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية (ان الدين عند الله الاسلام) وقوله
تعالى ملة أبيكم إبراهيم هون سماكم المسلمين ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم (ع)
وإسماعيل واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وقوله تعالى في
قصة فرعون حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت
به بنو إسرائيل وانا من المسلمين، وفى قصة سليمان وبلقيس قبل أن
يأتوني مسلمين وقولها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين وقول عيسى (ع)
من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله امنا بالله واشهد بانا
مسلمون وقوله عز وجل (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا
وكرها) وقوله في قصة لو " فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين "
ولوط عليه السلام قبل إبراهيم " ع " وقوله " قولوا امنا بالله وما انزل
180

الينا " إلى قوله لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وقوله تعالى أم كنتم
شهداء إذ حضر يعقوب الموت إلى قوله ونحن له مسلمون قلت يا سيدي
كم الملل قال أربعة وهي شرايع.
قال: المفضل قلت يا سيدي المجوس لم سموا المجوس قال عليه السلام لأنهم
تمجسوا في السريانية وادعوا على آدم وشيث " ع " وهو هبة الله انهما
أطلقا لهم نكاح الأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات والمحرمات
من النساء وانهما أمراهم أن يصلوا إلى الشمس حيث وقفت في السماء ولم
يجعل لصلاتهم وقتا وإنما هو افتراء على الله الكذب وعلى آدم وشيث (ع)
قال: المفضل يا مولاي وسيدي لم سمي قوم موسى اليهود قال " ع "
لقول الله عز وجل انا هدنا إليك اي اهتدينا إليك قال فالنصارى قال (ع)
لقول عيسى " ع " من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله
وتلا الآية إلى آخرها فسموا النصارى لنصرة دين الله; قال المفضل
فقلت يا سيدي فلم سمى الصابئون الصابين فقال " ع " انهم صبوا إلى
تعطيل الأنبياء والرسل والملل والشرايع وقالوا كلما جاءوا به باطل فجحدوا
توحيد الله تعالى ونبوة الأنبياء ورسالة المرسلين ووصية الأوصياء فهم
بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول وهم معطلة العالم.
قال: المفضل سبحان الله ما أجل هذا من علم قال " ع " نعم يا مفضل
فالقه إلى شيعتنا لئلا يشكوا في الدين.
قال: المفضل يا سيدي ففي اي بقعة يظهر المهدي قال " ع " لا تراه عين
في وقت ظهوره الا رأته كل عين فمن قال لكم غير هذا فكذبوه.
قال المفضل يا سيدي ولا يرى وقت ولادته قال بلى والله ليرى من
ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبى سنتين وتسعة أشهر أول ولادته وقت
الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلى
يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ربيع الأول سنة ستين ومائتين وهو يوم
وفاة أبيه بالمدينة التي بشاطئ دجلة يبنيها المتكبر الجبار المسمى باسم
181

جعفر الضال الملقب بالمتوكل وهو المتاكل لعنه الله تعالى وهي مدينة تدعى
بسر من رأى وهي ساء من رأى يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين
ومائتين ولا يره المشكك المرتاب وينفذ فيها امره ونهيه ويغيب عنها فيظهر
في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله " ص " فيلقاه
هناك من يسعده الله بالنظر إليه ثم بغيب في اخر يوم من سنة ست وستين
ومائتين فلا تراه عين أحد حتى يراه كل أحد وكل عين.
قال المفضل قلت يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب قال الصادق " ص "
تخاطبه الملائكة المؤمنون من الجن ويخرج امره ونهيه إلى ثقاته وولاته
ووكلائه ويقعد ببابه محمد بن نصير النميري في غيبته بصابر ثم يظهر بمكة
ووالله يا مفضل كأني انظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعلا رسول الله " ص " المخصوفة
وفي يده هراوته " ع " يسوق بين يديه أعنز أعجافا حتى يصل بها نحو
البيت ليس ثم أحد يعرفه ويظهر وهو شاب حزور.
قال المفضل يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبته فقال عليه السلام
سبحان الله وهل يعرف ذلك يظهر كيف شاء وباي صورة شاء إذا جاءه
الامر من الله تعالى مجده وجل ذكره.
قال المفضل يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر قال عليه السلام يا مفضل
يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل
وحده فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام
والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل " ع " يا سيدي قولك مقبول وأمرك
جائز فيمسح يده على وجهه " ع " ويقول الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ويقف بين
الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول يا معشر نقبائي وأهل خاصتي ومن
ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ائتوني طائعين فترد
صيحته " ع " عليهم وهم في محاربهم وعلى فرشهم في شرق الأرض
182

وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في اذن كل رجل فيجيئون نحوها
ولا يمضى لهم الا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين
الركن والمقام فيأمر الله عز وجل النور فيصير عمودا من الأرض إلى
السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الأرض ويدخل عليه نور من جوف
بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت
" ع " ثم يصبحون وقوفا بين يده " ع " وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر
رجلا بعدة أصحاب رسول الله " ع " يوم بدر.
قال المفضل يا مولاي ويا سيدي فالاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا
مع الحسين (ع) يظهرون معهم قال " ع " يظهر منهم أبو عبد الله الحسين
ابن علي " ع " في اثنى عشر الفاء مؤمنين من شيعة علي عليه السلام وعليه
عمامة سوداء، قال المفضل يا سيدي فبغير سنة القائم بايعوا له قبل ظهور
(وقبل) قيامه (ع) فقال عليه السلام يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم (ع)
فبيعة كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع لها والمبايع له بل يا مفضل بسند
القائم عليه السلام ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء
وبقول هذه يد الله وعن الله ويأمر الله ثم يتلو هذه الآية (ان الذين
يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) فمن نكث فإنما ينكث على
نفسه الآية فيكون أول من يقبل يده جبرئيل عليه السلام ثم يبايعه
وتبايعه الملائكة ونجباء الجن ثم النقباء ويصبح الناس بمكة فيقولون من
هذا الرجل الذي بجانب الكعبة وما هذا الخلق الذين معه وما هذه الآية
التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها فيقول بعضهم لبعض هذا الرجل هو صاحب
العنيزات فيقول بعضهم لبعض انظروا هل تعرفون أحدا ممن معه فيقولون
لا نعرف أحدا منهم الا أربعة من أهل مكة وأربعة من أهل المدينة وهم
فلان وفلان ويعدونهم بأسمائهم ويكون هذا أول طلوع الشمس في ذلك
اليوم فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلايق من عين الشمس
بلسان عربي مبين يسمع من في السماوات والأرضين، يا معشر الخلايق هذا
183

[مهدي] آل محمد ويسميه باسم جده رسول الله * ص * ويكنيه وينسبه
إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين
بايعوه تهتدوا ولا تخالفوا امره فتضلوا، فأول من يقبل يده الملائكة ثم
الجن ثم النقباء ويقولون سمعنا وأطعنا ولا يبقي ذو اذن من الخلايق الا سمع
ذلك النداء ويقبل الخلايق من البدو والحضر والبر والبحر يحدث بعضهم
بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم فإذا دنت الشمس للغروب
صرخ صارخ من مغربها، يا مشعر الخلايق قد ظهر ربكم بوادي اليابس
من ارض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية
لعنهم الله فبايعوه تهتدوا ولا تخالفوا عليه فتضلوا فيرد عليه الملائكة
والجن والنقباء قوله ويكذبونه ويقولون له سمعنا وعصينا ولا يبقى ذو
شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الا ضل بالنداء الا خير وسيدنا
القائم صلوات الله عليه مسنده ظهره إلى الكعبة ويقول، يا معشر الخلايق
الا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها انا ذا آدم وشيث الا ومن
أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام فها أنذا نوح وسام الا ومن أراد أن
ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنذا إبراهيم وإسماعيل الا ومن أراد أن
ينظر إلى موسى ويوشع فها أنذا موسى ويوشع الا ومن أراد أن
ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنذا عيسى وشمعون الا ومن أراد أن ينظر
إلى محمد * ص * وأمير المؤمنين صلوات الله عليه فها أنذا محمد * ص *
وأمير المؤمنين (ع) الا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام
فها أنذا الحسن والحسين عليهما السلام الا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من
ولد الحسين عليهم السلام فها أنذا الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام أجيبوا إلى
مسألتي فاني أنبئكم بما نبتم به وما لم تنبئوا به ومن كان يقرأ الكتب
والصحف فليسمع مني ثم يبتدي بالصحف التي أنزلها الله عز وجل على
آدم وشيث عليهما السلام وتقول أمة آدم وشيث هبة الله هذه والله هي
الصحف حقا ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها وما كان خفى عينا وما كان
184

اسقط منها وبدل وحرف ثم يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم عليهما السلام
والتورية والإنجيل والزبور فيقول أهل التورية والإنجيل والزبور هذه
والله صحف نوح وإبراهيم عليهما السلام حقا وما اسقط منها وبدل
وحرف منها هذه والله التورية الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل وانها
اضعاف ما قرأنا منها ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون هذا والله القرآن
حقا الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله وما اسقط منه وحرف
وبدل ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن
وفي وجه الكافر كافر ثم يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخربه
ويخرب الزوراء و؟ تركهما جماء ويخرب الكوفة والمدينة وتروث بغالهم
في مسجد رسول الله " ص " وجيش السفياني يومئذ ثلاثمائة الف رجل
بعد أن خرب الدنيا ثم نخرج إلى البيداء يريد مكة وخراب البيت فلما
صار بالبيداء وعرس فيها صاح بهم صائح يا بيداء أبيدي بهم فتبتلعهم الأرض
بخيلهم فيبقى اثنان فينزل ملك فيحول وجوههما إلى ورائهما ويقول يا بشير
امض إلى المهدي وبشره بهلاك جيش السفياني وقال للذي اسمه نذير امض
إلى السفياني فعرفه بظهور المهدي عليه السلام مهدي آل محمد " ص " فيمضي
مبشرا إلى المهدي عليه السلام ويعرفه بهلاك جيش السفياني وان الأرض
انفجرت فلم يبق من الجيش عقال وثاقة فإذا بات مسح المهدي عليه السلام
على وجهه وردة خلقا سويا ويبايعه ويكون معه وتظهر الملائكة والجن
وتخالط الناس ويسيرون معه ولينزلن ارض الهجرة وينزلون ما بين الكوفة
والجف ويكون حينئذ عدة أصحابه ستة وأربعون ألفا من الملائكة ومثلها
من الجن ثم ينصره الله ويفتح على يديه.
وقال عن الكوفة لا يبقى مؤمن الا كان بها أو حواليها وليبلغن مجالة
فرس منها الفي درهم اي والله وليودن أكثر الناس انه اشترى شبرا من
ارض السبع بشبر من ذهب والسبع خطة من خطط همدان ولتصيرن
الكوفة أربعة وخمسين ميلاد وليجاورن قصورها كربلا وليصيرن الله كربلا
185

معقلا ومقاما تختلف فيها الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شان عظيم
وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لا عطاه
بدعوته الواحدة مثل تلك الدنيا الف مرة ثم تنفس أبو عبد الله عليه السلام
وقال: يا مفضل ان بقاع الأرض تفاخرت ففخرت كعبة البيت الحرام على
بقعة كربلا فأوحى الله إليها ان اسكني كعبة البيت الحرام ولا تفتخري على
كربلا فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة وانها الربوة
التي آوت إليها مريم والمسيح عليهم السلام وفيها غسلت مريم عيسى عليهما السلام
واغتسلت من ولادتها وانها خير بقعة عرج رسول الله " ص " منها
وقت غيبته وليكونن لشيعتنا فيها حياة إلى ظهور قائمنا " ع ".
قال المفضل يا سيدي ثم يسير (المهدي) إلى أين قال عليه السلام إلى مدينة
جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فإذ أوردها كان له فيها مقام عجيب
يظهر فيه سرور للمؤمنين وخزي للكافرين، قال المفضل يا سيدي ما هو
ذاك قال يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله فيقول، يا معشر الخلايق
هذا قبر جدي رسول الله " ص " فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول ومن
معه في القبر فيقولون صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول وهو أعلم
بهما والخلايق كلهم جميعا يسمعون من أبو بكر وعمر وكيف دفنا من بين
الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وعسى المدفونون غيرهما فيقول
الناس يا مهدي آل محمد ما ههنا غير هما انهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله
وأبوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث أخرجوهما من قبريهما فيخرجان
غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما فيقول هل فيكم من يعرفهما
فيقولون نعرفهما بالصفة وليس ضجيعي جدك غيرهما فيقول هل فيكم أحد
يقول غير هذا أو يشك فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجهما ثلاثة أيام ثم
ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبر ين ويقول
للنقباء ابحثوا عنهما وأنبشوهما فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما فيخرجان
غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة
186

يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيى الشجرة وتورق وتونع وبطول فرعها
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما هذا والله الشرف حقا ولقد فزنا بمحبتهما
وولايتهما ويخبر من أخفى ما في نفسه ولو مقياس حبة من محبتهما وولايتهما
فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام كل
من أحب صاحبي رسول الله وضجيعيه فلينفرد جانبا فيتجزئ الخلق
جزئين أحدهما موال والآخر متبرء منهما فيعرض المهدي عليه السلام على
أوليائهما البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل رسول الله " ص " ما نبرأ منهما
وما كنا نقول لهما عند الله وعندك هذه المنزلة وهذا الذي بدا لنا من فضلهما
أنبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما
وغضاضتهما وحياة الشجرة بهما بل والله نبرأ منك وممن آمن بك وممن
لا يؤمن بهما ومن صلبهما وأخرجهما وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي " ع "
ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما
فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلايق بالاجتماع ثم يقص عليهم
قصص فعالهما في كل كورود ورحتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم (ع)
وجمع النار لإبراهيم عليه السلام وطرح يوسف عليه السلام في الجب
وحبس يونس عليه السلام في الحوت وقتل يحيى عليه السلام وصلب
عيسى عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام وضرب سلمان
الفارسي واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع)
لاحراقهم بها وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ورفس بطنها
واسقاطها محسنا وسم الحسن وقتل الحسين وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره
وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وإراقة دماء آل محمد " ص "
وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل زني وخبث وفاحشة واثم
وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا " ع " كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به فيقتص منهما في ذلك الوقت
بمظالم من حضر ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض
187

فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.
قال المفضل يا سيدي ذلك آخر عذابهما قال هيهات يا مفضل والله ليردن
وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والصديق
الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل
من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما بجميع فعلهما
وليقتلان في كل يوم وليلة الف قتلة ويردان إلى ما شاء ربهما ثم يسير
المهدي عليه السلام إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف وعدة أصحابه
في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة ومثلها من الجن والنقباء ثلاثمائة
وثلاثة عشر نفسا، قال المفضل يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك
الوقت قال في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها
كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يجلب الجزيرة ومن
الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد والله لينزلن بها من صنوف
العذاب ما نزل بساير الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن
بها من العذاب مالا عين رأت ولا اذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها
الا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها مسكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج
منها برحمة الله والله ليبقي من أهلها في الدنيا حتى يقال إنها هي الدنيا وان
دورها وقصورها هي الجنة وان بناتها هن الحور العين وان ولدانها هم
الولدان وليظنن ان الله لم يقسم رزق العباد الا بها وليظهرن من الافتراء
على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله والحكم بغير كتاب الله ومن شهادات
الزور وشرب الخمور والفجور واكل السحت وسفك الدماء مالا يكون
في الدنيا كلها الا دونه ثم ليخربها الله تعالى بتلك الفتن وتلك الرايات حتى
لو مر علينا مار لقال ههنا كانت الزوراء.
قال المفضل ثم يكون ماذا يا سيدي فقال ثم يخرج الفتى الحسني أيصيح
من نحو الديلم فيصيح بصوت له يا آل محمد أجيبوا الملهوف والمنادي من
حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز لا من ذهب ولا من
188

فضة بل رجال كزبر الحديد لكأني انظر إليهم على البراذين الشهب بأيديهم
الحراب يتعاوون شوقا إلى الحرب كما تتعاوى الذئاب أميرهم رجل من
تميم يقال له شعيب ابن صالح فيقبل الحسين عليه السلام فيهم وجهه كدايرة
القمر يروع الناس جمالا فيبقى على اثر الظلمة فيأخذ سيفه الصغير والكبير
والوضيع والعظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع
بها أكثر أهلها فيجعلها له معقلا ثم يتصل به خبر المهدي عليه السلام فيقولون
له يا بن رسول الله " ص " من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع)
اخرجوا بنا إليه حتى تنتظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي
وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخر ج الحسين عليه السلام
وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين
بسيوفهم فيقبل الحسين عليه السلام حتى ينزل بقرب المهدي عليه السلام
فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وما ذا يريد فيخرج بعض أصحاب
الحسين عليه السلام إلى عسكر المهدي عليه السلام فيقول أيها العسكر
الجايل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب
المهدي هذا مهدي آل محمد عليهم السلام ونحن أنصاره من الجن والإنس
والملائكة ثم يقول الحسين عليه السلام خلوا ببني وبين هذا فيخرج إليه
المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين عليه السلام ان
كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله فأين هراوة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء
وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعة
أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه
جميع ما طلبه وقال أبو عبد الله عليه السلام انه كان كله في السفط
وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم عليه السلام ونوح عليه السلام وتركة
هود وصالح عليهما السلام ومجموع إبراهيم " ع " وصاع يوسف " ع "
ومكيل شعيب " ع " وميزانه وعصى موسى " ع " وتابوته الذي فيه
189

بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ودرع داود " ع "
وخاتمه وخاتم سليمان عليه السلام وتاجه ورحل عيسى " ع " وميراث
النبيين والمرسلين في ذلك السفط فعند ذلك يقول الحسين عليه السلام يا بن
رسول الله اقض ما قد رأيته والذي أسألك ان تغرز هراوة رسول الله صلى الله عليه وآله
في هذا الحجر الصلب وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان
أصحابه يرون فضل المهدي عليه السلام حتى يطيعوه ويبايعوه فيأخذ
المهدي " ع " الهراوة فيغرزها فتنبت فتعلو وتفرع وتورق حتى تظل
عسكر الحسين عليه السلام فيقول الحسين " ع " الله أكبر يا بن رسول الله
مد يدك حتى أبايعك فيبايعه الحسين عليه السلام وسائر عسكره الا الأربعة
آلاف أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون بالزيدية فإنهم يقولون
ما هذا الا سحر عظيم فيختلط العسكران ويقبل المهدي عليه السلام على
الطائفة المنحرفة فيعظهم ويؤخرهم إلى ثلاثة أيام فلا يزدادون الا طغيانا
وكفرا فيأمر المهدي " ع " بقتلهم فكأني انظر إليهم قد ذبحوا على
مصاحفهم كلهم يتمرغون في دمائهم وتتمرغ المصاحف فيقبل بعض
أصحاب المهدي عليه السلام فيأخذ تلك المصاحف فيقول المهدي " ع " دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما
حكم الله فيها، قال المفضل يا سيدي ثم ماذا يعمل المهدي " ع " قال " ع "
يثور سراياه إلى السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ثم
يظهر الحسين بن علي عليهما السلام في اثنى عشر الف صديق واثنين وسبعين
رجلا أصحابه الذين قتلوا معه يوم عاشورا فيا لك عندها من كرة زهراء
ورجعة بيضاء ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين عليه السلام وينصب
له القبة البيضاء على النجف وتقام أركانها بالنجف وركن بهجر
وركن بصنعاء اليمن وركن بأرض طيبة فكأني انظر إلى مصابيحها
تشرق في السماء والأرض كأضوأ من الشمس والقمر فعندها يتلى السرائر
وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس
190

سكارى وما هم بسكارى الآية ثم يظهر السيد الاجل محمد صلى الله عليه وآله
في أنصاره والمهاجرين إليه ومن آمن به وصدقه واستشهد معه ويحضر
مكذبوه والشاكون فيه والمكفرون والقائلون انه ساحر وكاهن ومجنون
ومعلم وشاعر وناطق عن الهوى ومن حاربه وقاتله حتى نقتص منهم الحق
ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهور رسول الله " ص " إلى وقت ظهور
المهدي عليه السلام اماما اماما ووقتا وقتا ويحق تأويل هذه الآية (ونريد
ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)
قال: المفضل يا سيدي ومن فرعون وهامان قال " ع " أبو بكر وعمر
قال المفضل يا سيدي رسول الله وأمير المؤمنين يكونان معه فقال لابد ان
يطأ الأرض حتى ما وراء القاف أي والله وما في الظلمات وما في قعر البحار
حتى لا يبقى موضع قدم الا وطآه وأقاما فيه الدين الواجب لله تعالى كأني
(انظر) الينا معاشر الأئمة ونحن بين يدي جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
نشكو إليه ما نزل بنا من الأمة بعده من التكذيب والرد علينا وسبنا
ولعننا وارهاقنا بالقتل وقصد طواغيتهم الولاة لأمورهم إيانا من دون الأمة
فيبكى رسول الله " ص " ويقول يا بني ما نزل بكم الا ما نزل بجدكم ولو
علمت طواغيتهم وولاتهم ان نحن والمهدي عليه السلام والايمان والوصية
والولاية في غيركم لظنوا، ثم تتبدى فاطمة عليها السلام فتشكو ما نالها
من عمر وما نالها من أبي بكر واخذ فدك منها ومشيها إليه في مجمع من
المهاجرين والأنصار وخطابها له في امر (فدك) ومارد عليها من قوله ان الأنبياء
لا تورث واحتجاجها بقول زكريا ويحيى عليهما السلام وقصة داود
وسليمان عليهما السلام وقول صاحبه هاتي صحيفتك التي ذكرت ان أباك
كتبها لك واخراجها الصحيفة واخذها منها ونشرها على رؤس الاشهاد
من قريش وسائر المهاجرين والأنصار وتفل فيها وعزله لها وتمزيقه إياها
وبكائها ورجوعها إلى قبر أبيها باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها
191

واستغاثتها بالله وبأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وتمثلها فيه بقول
رقية بنت صفى:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقد ناك فقد الأرض وابلها * * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
أبدى رجال لنا نجوى صدورهم * * لما اتيت وحالت دونك الحجب
لكل قوم لهم قرب ومنزلة * * عند الاله على الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت يأخذنا * * أملوا أناس وفازوا بالذي طلبوا
وتقص عليه قصة أبي بكر وانفاذه خالدا وقنفذ وعمر والجمع معهم
لاخراج أمير المؤمنين عليه السلام من بيته إلى البيعة في سقيفة بنى ساعدة
واشتغال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله " ص " وضم
أزواجه وتعزيتهم وجمع القرآن وتأليفه وقضاء ديونه وانجاز عداته وهي
ثمانون ألف درهم باع فيها تليده وطارفه قضاها عن رسول الله " ص "
وقول عمر اخرج يا علي إلى ما اجمع عليه المسلمون من البيعة؟ فمالك ان
تخرج عما اجمع عليه المسلمون والا قتلناك، وقول فضة جارية فاطمة (ع)
ان أمير المؤمنين عليه السلام مشغول; والحق له (ان أنصفتم من أنفسكم
وأنصفتموه) وذكر أبو علي الطبرسي في قوله: وإذا وقع القول عليهم
أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ما يؤيد لك.
روى الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصباح المتهجد عن
يونس بن عبد الرحمن ان الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب
الامر عليه السلام اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك ثم ساق الدعاء
فقال اللهم وصل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في
آجالهم وأعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم من امرك ونهيك وثبت
دعائمهم واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا فإنهم معادن كلمتك وخزان
عملك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة امرك وخالصتك من عبادك
وصفوتك من خلقك وأوليائك وسلابل أوليائك وصفوة أولاد نبيك صلى الله عليه وآله
192

والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، اعلم أن هذا الدعاء يدعى به
لكل امام في زمانه ومولانا صاحب الامر والزمان (ع) ابن الحسن (ع)
أحدهم فحينئذ يصدق عليه هذا الدعاء اللهم وصل على ولاة عهده والأئمة
من بعده إلى آخره والا لم يكن هذا الدعاء عاما لهم أجمع ويكون هذا
النص مضافا إلى ما رويناه أولا عنهم عليهم السلام من الأحاديث الصحيحة
الصريحة في هذا المعنى واصلا له وشاهدا بمعناه.
ومن كتاب المذكور أيضا مما يدعى به في شهر رمضان وغيره اللهم
كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وكل ساعة وليا وحافظا وقائدا
وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.
قوله: حتى تسكنه أرضك طوعا يدل على زمان ظهوره وانبساط
يده عليه السلام لأنه اليوم مقهور مغصوب مستأثر على حقه غير مستطيع
لاظهار الحق في الخلق وقوله وتمتعه فيها طويلا هذا يكون على ما رويناه
في رجعته عليه السلام بعد وفاته لأنا روينا انه يعيش في عالمه بعد مقدم
ظهوره تسع عشرة سنة وأشهرا ويموت صلى الله عليه وآله.
فمن ذلك ما رويناه عن النعماني من كتاب الغيبة له رفع الحديث عن
حمزة بن حمران عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال يملك
القائم " ع " تسع عشرة سنة وأشهرا.
وروي أيضا ان الذي يغسله جده الحسين " ع " فأين موقع هذه
التسع عشرة سنة وأشهر من الدعاء له بطول العمر والتمتع في الأرض
طويلا الذي يظهر من هذا ويتبادر إليه الذهن أنه يكون أطول من
الزمان الذي انقضى في غيبته " ع " وعمره الشريف اليوم ينيف على الخمسمائة
والثلاثين سنة ويدل على ما قلناه ما تقدم ورويناه عن الصادق عليه السلام
انه سأل اي العمرين له أطول قال الثاني بالضعف وهذا صريح في رجعته (ع)
ورويت عن جعفر بن محمد عن الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد
البصري قال حدثني أبو الفضل عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر قال: قال
193

أبو عبد الله عليه السلام كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر
الحسين عليه السلام قال: قلت فيتراؤون لهم قال هيهات هيهات لزماء والله
المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم قال وينزل الله على زوار
الحسين عليه السلام غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة
لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا أعطاه إياها قال قلت
هذه والله الكرامة، قال المفضل قال لي أبو عبد الله (ع) أزيدك قلت نعم
يا سيدي قال كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من
ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر وكأني بالحسين (ع) جالسا على ذلك السرير
وحوله تسعون الف قبة خضراء وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه
فيقول الله عز وجل لهم أوليائي سلوني فطال ما أوذيتم وذللتم واضطهدتم
فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا قضيتها لكم
فيكون أكلهم وشربهم من الجنة فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها شئ
اعلم أن الحديث فيه دلالة واضحة بينة على أن ذلك يكون في الدنيا في رجعة
سيدنا الحسين عليه السلام إلى الدنيا كما رويناه في الأحاديث الصحيحة
الصريحة عنهم عليهم السلام في رجعته ورجعتهم.
أولا: قوله عليه السلام وينزل الله على زوار الحسين (ع) غدوة وعشية
من طعام الجنة والا نزال يدل على أنه في الدنيا لا في الآخرة.
وثانيا: قوله عليه السلام لا يسأل عبد حاجة من حوائج الدنيا
والآخرة الا أعطاه إياه وحوائج الدنيا لا تسأل في الآخرة.
وثالثا: قوله سبحانه فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا
والآخرة الا قضيتها لكم.
ورابعا: قوله عليه السلام فيكون أكلهم وشربهم من الجنة فظهر
ما قلناه والحمد الله معطي من يشاء ما يشاء كيف يشاء.
ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب رحمه الله باسنادي المتصل إليه
أولا عن محمد بن سلام عن أبي جعفر " ع " في قول الله ربنا أمتنا اثنتين
194

وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل قال هو خاص
لأقوام في الرجعة بعد الموت ويجرى في القيامة فبعدا للقوم الظالمين.
الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن إسحاق الخارقي عن أبي بصير قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام كان أبو جعفر عليه السلام يقول القائم
آل محمد عليه وعليهم السلام غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة
قال: فقال لي نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى ثم لا يكون ذلك
حتى يختلف ولد فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل
الناس موت وقتل ويلجئون منه إلى حرم الله وحرم رسول الله " ص ".
ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خط
السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس ما صورته
هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق " ص " فيمكن أن يكون
تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنه عليه السلام انتقل بعد سنة
مائة وأربعين من الهجرة وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن
فروة عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد " ع " وبعض ما فيه عن
غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين (ع) تسمى
المخزون وهي الحمد الله الأحد المحمود الذي توحد بملكه وعلا بقدرته
أحمده على ما عرف من سبيله والهم من طاعته وعلم من مكنون حكمته فإنه
محمود بكل ما يولى مشكور بكل ما يبلى واشهد ان قوله عدل وحكمه
فصل ولم ينطق فيه ناطق بكان الا كان قبل كان واشهد ان محمد " ص "
عبد الله وسيد عباده خير من أهل أولا وخير من أهل آخرا فكلما نسج
الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين لم يسهم فيه عاير ولا نكاح جاهلية
ثم إن الله تعالى (قد بعث إليكم رسولا من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فاتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا
من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) فان الله تعالى جعل للخير اهلا وللحق
دعايم وللطاعة عصا يعصم بهم ويقيم من حقه فيهم على ارتضاء من ذلك
195

وجعل لها رعاة وحفظة يحفظونها بقوة ويعينوا عليها أولياء ذلك بما
ولوا من حق الله فيها اما بعد فان روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع
ايمان الا به مع كلمة الله والتصديق بها فالكلمة من الروح والروح من
النور والنور نور السماوات فبأيديكم سبب وصل إليكم منه ايثار واختيار
نعمة الله لا تبلغوا شكرها خصصكم بها واختصكم لها وتلك الأمثال
نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فأبشروا بنصر من الله عاجل وفتح
يسير يقر الله به أعينكم ويذهب يحزنكم كفوا ما تناهى الناس عنكم فان
ذلك لا يخفى عليكم ان لكم عند كل طلعة عونا من الله يقول على الألسن
ويثبت على الأفئدة وذلك عون الله لأوليائه يظهر في خفى نعمته لطيفا وقد
أثمرت لأهل التقوى أغصان لشجرة الحياة وان فرقانا من الله بين أوليائه
وأعدائه فيه شفاء للصدور وظهور للنور يعز الله به أهل طاعته ويذل به
أهل معصيته فليعد لذلك امرء عدته ولا عدة له الا بسبب بصيرة وصدق
نية وتسليم سلامة أهل الخفة في الطاعة ثقل الميزان والميزان بالحكمة والحكمة
ضياء للبصر والشك والمعصية في النار وليسا منا ولا لنا ولا الينا قلوب
المؤمنين مطوية على الايمان إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي
وزرع فيها الحكمة وان لكل شئ إنا يبلغه لا يعجل الله بشئ حتى يبلغ أناه
ومنتهاه فاستبشروا ببشرى ما بشرتم به واعترفوا بقربان ما قرب لكم
وتنجزوا من الله ما وعدكم ان منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة
ويتم بها النعمة السابغة ويعطى بها الكرامة الفاضلة من استمسك بها اخذ
بحكمة منها أتاكم الله رحمته ومن رحمته نور القلوب ووضع عنكم أوزار
الذنوب وعجل شفاء صدوركم وصلاح أموركم وسلام منا لكم دائما عليكم
تسلمون به في دول الأيام وقرار الأرحام أين كنتم وسلامه لسلامه عليكم
في ظاهره وباطنه فان الله عز وجل اختار لدينه أقواما انتجبهم للقيام عليه
والنصرة له بهم ظهرت كلمة الاسلام وارجاء مفترض القرآن والعمل
بالطاعة في مشارق الأرض ومغاربها ثم إن الله تعالى خصكم بالاسلام
196

واستخلصكم له لأنه اسم سلامة وجماع كرامة اصطفاه الله فنهجه وبين
حججه وأرف أرفه وحده ووصفه وجعله رضا كما وصفه ووصف
أخلاقه وبين اطباقه ووكد ميثاقه من ظهر وبطن ذي حلاوة وأمن، فمن
ظفر بظاهره رأى عجائب مناظره في موارده ومصادره ومن فطن لما
بطن رأي مكنون الفطن وعجائب الأمثال والسنن فظاهره أنيق وباطنه
عميق لا تنقضي عجايبه ولا تفني غرايبه فيه ينابيع النعم ومصابيح الظلم
لا تفتح الخيرات الا بمفاتيحه ولا تنكشف الظلم الا بمصابيحه فيه تفصيل
وتوصيل وبيان الاسمين الا علين اللذين جمعا فاجتمعا لا يصلحان الا معا
يسميان فيعرفان ويوصفان فيجتمعان قيامها في تمام أحدهما في منازلهما
جرى بهما ولهما نجوم وعلى نجومهما نجوم سواهما تحمى حماه وترعى مراعيه
وفي القرآن بيانه وحدوده وأركانه ومواضيع تقادير ما خزن بخزائنه
ووزن بميزانه ميزان العدل وحكم الفصل ان رعاة الدين فرقوا بين الشك
واليقين وجاءوا بالحق المبين قد بينوا الاسلام تبيانا وأسسوا له أساسا
وأركانا وجاءوا على ذلك شهودا وبرهانا من علامات وامارات فيها كفاء
المكتف وشفاء لمشتف يحمون حماه ويرعون مرعاه ويصونون مصونه
ويهجرون مهجوره ويحبون محبوبه بحكم الله وبره وبعظيم امره وذكره
بما يجب ان يذكر به يتواصلون بالولاية ويتلاقون بحسن اللهجة ويتساقون
بكأس الرؤية ويتراعون بحسن الرعاية بصدور برية وأخلاق سنية، لم يؤلم
عليها وبقلوب رضية لا تتسرب فيها الدنية ولا تشرع فيها الغيبة فمن
استبطن من ذلك شيئا استبطن خلقا سنيا وقطع أصله واستبدل منزله
بنقضه مبرما واستحلاله محرما من عهد معهود إليه وعقد معقود عليه بالبر
والتقوى وايثار سبيل الهدى على ذلك عقد خلقهم وآخا ألفتهم فعليه
يتحابون وبه يتواصلون فكانوا كالزرع وتفاضله يبقى فيؤخذ منه ويفنى
ببقية التخصص ويبلغ منه التخليص فلينظر امره في قصر أيامه وقلة مقامه
في منزل حتى يستبدل منزلا فليضع متجوله ومعارف منتقله فطوبى لذي
197

قلب سليم أطاع من يهديه وتجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة
فأصاب سبيل السلامة يبصر ببصره وأطاع هادي امره دل أفضل الدلالة
وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن أراد تفكرا وتذكرا فليذكر رأيه
وليبرز بالهدى ما لم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه وقبل نصيحة من نصح
بخضوع وحسن خشوع بسلامة الاسلام ودعاء التمام وسلام بسلام تحية
دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالايمان ويتعارف عدل الميزان فليقبل امره
واكرامه بقبول وليحذر قارعة قبل حلولها ان أمرنا صعب مستصعب
لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان لا يعي
حديثنا الا حصون حصينة أو صدور أمينة أو أحلام رزينة يا عجبا كل
العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب
يا أمير المؤمنين قال ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون
الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجبا كل
العجب بين جمادى ورجب قال أيضا رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب
الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت الآخرة أمة وأي عجب يكون أعجب
من أموات يضربون هامات الاحياء قال أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين
قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كأني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة
وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله (ص)
وللمؤمنين وذلك قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما
غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئسوا الكفار من أصحاب
القبور) أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني لا نا بطرق السماء اعلم من العالم
بطرق الأرض انا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتم
الوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين انا قسيم النار وخازن الجنان
وصاحب الحوض وصاحب الأعراف فليس منا أهل البيت امام الا وهو
عارف بجميع أهل ولايته وذلك قول الله تبارك وتعالى (إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد) الا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية
198

وتطأ في خطانها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي
الأرض ورافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها فإذا استدار الفلك قلت
مات أو هلك بأي واد سلك فيومئذ تأويل هذه الآية (ثم رددنا لكم الكرة
عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) ولذلك آيات
وعلامات أو لهن احصار الكوفة بالرصد والخندق وتحريق الزوايا في
سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وتخفق رايات ثلاث حول
المسجد الأكبر يشبهن بالهدي، القاتل والمقتول في النار وقتل كثير وموت
ذريع وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن
والمقام وقتل الا سبع المظفر صبرا في بيعة الأصنام مع كثير من شياطين
الانس وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل
من كلب واثنى عشر الف عنان من خيل يحمل السفياني متوجها إلى مكة
والمدينة أميرها أحد من بني أمية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على
عينه طرفة تميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالا ونساءا
من آل محمد صلى الله عليه وآله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي
الحسن الأموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد " ص " قد اجتمع
إليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان حتى إذا توسطوا
الصفايح البيض بالبيداء يخسف بهم فلا ينجو منهم أحد الا رجل واحد
بحول الله وجهه في قفاه لينذر هم وليكون اية لمن خلقه فيومئذ تأويل هذه
الآية (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) ويبعث
السفياني مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق وموضع
مريم وعيسى عليهما السلام بالقادسية ويسير منهم ثمانون ألفا حتى ينزلوا
الكوفة، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة
وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة يقال
لها الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعين ألفا حتى
يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجسام ويسبي من الكوفة
199

أبكارا لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن
الثوية وهي الغريين ثم يخرج عن الكوفة مائة الف بين مشرك ومنافق
حتى يضربوا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي ارم ذات العماد وتقبل رايات
شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رؤس القنا
بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله يوم تطير
بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب امامها شهرا
ويخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم وهم أبناء الفسقة حتى
تهجم عليهم خيل الحسين " ع " يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث غبر
أصحاب بواكي وفوارح إذ يضرب أحدهم برجله باكية يقول لا خير في
مجلس بعد يومنا هذا، اللهم فانا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون
فهم الابدال الذين وصفهم الله عز وجل ان الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين والمطهرون نظرائهم من آل محمد صلى الله عليه وآله ويخرج
رجل من أهل نجران راهب مستجيب للامام فيكون أول النصارى إجابة
ويهدم صومعته ويدق صليبها ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل
فيسيرون إلى النخيلة باعلام هدى فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض
كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنين " ع " وهي ما بين البرس والفرات
فيقتل بومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى
يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية فما زالت تلك دعواهم حتى
جعلناهم حصيدا خامدين بالسيف وتحت ظل السيف ويخلف من بني
الأشهب الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتى يأتوا سبطرى
عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الآية (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها
يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم
تسئلون) ومساكنهم الكنوز التي غلبوا عليها من أموال المسلمين ويأتيهم
يومئذ الخسف والقذف والمسخ فيومئذ تأويل هذه الآية (وما هي من
الظالمين ببعيد) وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما تطلع
200

الشمس يا أهل الهدى اجتمعوا وينادي من ناحية المغرب بعد ما يغيب
الشمس يا أهل الضلالة اجتمعوا ومن الغد عند الظهر تكور الشمس فتكون
سوداء مظلمة، واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة
الأرض وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ويبعث الله
الفتية من كهفهم إليهم رجل يقال له تمليخا والاخر. كمسلمينا وهما الشهداء
المسلمون للقائم فيبعث أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة ويبعث
بالاخر فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية (وله أسلم من في السماوات
والأرض طوعا وكرها ثم يبعث الله من كل أمة فوجا ليريهم ما كانوا
يوعدون) فيومئذ تأويل هذا الآية (ويوم نبعث من كل أمة فوجا ممن يكذب
بآياتنا فهم يوزعون) والوزع خفقان أفئدتهم ويسير الصديق الأكبر براية
الهدى والسيف ذو الفقار والمخصرة حتى ينزل ارض الهجرة مرتين وهي
الكوفة فيهدم مسجدها ويبنيه على بنائه الأول ويهدم ما دونه من دور
الجبابرة ويسير إلى البصرة حتى يشرف على بحرها ومعه التابوت وعصا
موسى فيعزم عليه فيزفر زفرة بالبصرة فنصير بحرا لجيا فيغرقها لا يبقى
فيها غير مسجدها كجؤكجؤ السفينة على ظهر الماء ثم يسير إلى حرور ثم
يحرقها ويسير من باب بني أسد حتى يزفر زفرة في ثقيف وهم زرع فرعون
ثم يسير إلى مصر فيعلو منبره ويخطب الناس فتستبشر الأرض بالعدل
وتعطى السماء قطرها والشجر ثمرها والأرض نباتها وتتزين لأهلها وتأمن
الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم ويقذف في قلوب
المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم فيومئذ تأويل هذه
الآية (يغنى الله كلا من سعته وتخرج لهم الأرض كنوزها) ويقول
القائم عليه السلام كلوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الحالية فالمسلمون يومئذ
أهل صواب للدين اذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية (وجاء
ربك والملك صفا صفا) فلا يقبل الله يومئذ الا دينه الحق الا لله الدين
الخالص، فيومئذ تأويل هذه الآية أولم يروا انا نسوق الماء إلى الأرض
201

؟؟؟ فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون
متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم
ولا هم ينصرون فأعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون فيمكث فيما بين
خروجه إلى يوم موته ثلاثمائة سنة ونيفا وعدة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر
منهم تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ومائتان وأربعة وثلاثون
فيهم سبعون الذين غضبوا للنبي صلى الله عليه وآله إذ هجته مشركوا قريش
فطلبوا إلى نبي الله صلى الله عليه وآله ان يأذن لهم في اجابتهم فاذن لهم
حيث نزلت هذه الآية (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله
كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب
ينقلبون) وعشرون من أهل اليمن منهم المقداد بن الأسود ومائتان وأربعة
عشر الذين كانوا بساحل البحر مما يلي عدن فبعث إليهم نبي الله برسالة
فاتوا مسلمين وتسعة من بني إسرائيل ومن افناء الناس الفان وثمانمائة
وسبعة عشر ومن الملائكة أربعون ألفا من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف
ومن المردفين خمسة آلاف فجميع أصحابه عليه السلام سبعة وأربعون ألفا
ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف
من الجن والإنس عدة يوم بدر فيهم يقاتل وإياهم ينصر الله وبهم ينتصر
وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الأرض كتبتها كما وجدتها وفيها نقص
حروف. محمد بن علي الصدوق رحمه الله عن محمد بن أحمد بن إبراهيم
قال: حدثنا أبو عبد الله الوراق محمد بن عبد الله بن الفرج قال حدثنا
أبو الحسن علي بن بنان المقرئ قال حدثنا محمد بن سايق قال حدثنا زايده
عن الأعمش قال حدثنا فرات القزاز عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن
حذيفة بن أسيد الغفاري قال كنا جلوسا في المدينة في ظل حايط قال وكان
رسول الله صلى الله عليه في غرفة فاطلع الينا فقال فيما أنتم قلنا نتحدث
قال عم ذا قلنا عن الساعة فقال إنكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر
آيات طلوع الشمس من مغربها والدجال ودبة الأرض وثلاثة خسوف
202

يكون في الأرض خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب
ونزول عيسى بن مريم عليها السلام وخروج يأجوج ومأجوج وتكون
اخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحدا تسوق
الناس إلى المحشر (كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر).
محمد بن علي الصدوق رحمه الله عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن
محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم
قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولي بني هاشم قال أخبرني القاسم
ابن محمد بن جماد قال حدثنا غياث بن إبراهيم قال حدثنا الحسين بن زيد
ابن علي عن جعفر بن محمد عن ابائه عن علي (ع) قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله
بشروا ثم أبشروا ثلاث مرات إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدري أوله خير
أم اخره إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عام ثم أطعم منها
فوج عاما لعل اخرها فوجا يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا
وأحسنها جنا وكيف تهلك أمة انا أولها واثنى عشر من بعدي من السعداء
وأولى الألباب والمسيح عيسى بن مريم عليهم السلام اخرها ولكن يهلك
بين ذلك نتج الهرج ليسوا مني ولست منهم.
ومن الكتاب المذكور أيضا الذي فيه خطب مولانا أمير المؤمنين (ع)
خطبة قال: فيها بعد كلام طويل يا رسول الله فبأي المنازل أنزلهم إذا فعلوا
ذلك قال بمنزلة فتنة ينقذ الله بنا أهل البيت عند ظهورنا السعداء من أولي
الألباب الا ان يدعوا الضلالة ويستحلوا الحرام في حرم الله فمن فعل ذلك
منهم فهو كافر يا علي بنا ختم الله فتح الاسلام وبنا يختمه بنا أهلك الله
الأوثان ومن يعبدها وبنا يقصم كل جبار وكل منافق حتى ليقتل في الحق
من يقتل في الباطل يا علي إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج
عاما ثم فوج عاما ثم فوج عاما فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا
وأحسنها فرعا وأمدها ظلا وأحلاها جنا وأكثرها خيرا وأوسعها عدلا
وأطولها ملكا إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم اخره
203

وبعد ذلك نتج الهرج لست منه وليس مني إلى آخر الخطبة.
ومن كتاب التنزيل والتحريف أحمد بن محمد السياري عن محمد بن خالد
عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن نجيح اليماني قال قلت لأبي عبد الله (ع)
ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال النعيم الذي أنعم الله عليكم بمحمد وآل
محمد صلى الله عليه وآله وفى قوله تعالى (لو تعلمون علم اليقين) قال المعاينة
وفي قوله تعالى (كلا سوف تعلمون) قال مرة بالكرة وأخرى يوم القيامة.
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن
عن علي بن حسان قال حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت
الحلواني عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين " ع " انا قسيم
الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل الا على أحد قسمي وانا الفاروق
الأكبر وانا الامام لمن بعدي والمؤدي عمن كان قبلي لا يتقدمني أحد الا
أحمد صلى الله عليه وآله واني وإياه لعلى سبيل واحد الا انه هو المدعو
باسمه ولقد أعطيت الست علم البلايا والمنايا والوصايا وفصل الخطاب واني
لصاحب الكرات ودولة الدول واني لصاحب العصا والميسم والدابة التي
تكلم الناس. ومن كتاب الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن أبي طالب
الطبرسي رحمه الله قال روى أن يوما قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق انكم
تقولون بالرجعة قال نعم قال أبو حنيفة فاعطني ألف درهم حتى أعطيك ألف دينار
إذا رجعنا قال الطاقي لأبي حنيفة أعطني كفيلا بأنك ترجع انسانا
ولا ترجع خنزيرا. ومن كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال
الثقفي روى حديثا عن أمير المؤمنين عليه السلام منه قيل له فما ذو القرنين
قال عليه السلام رجل بعثه الله إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه فمات
ثم أحياه الله ثم بعثه إلى قومه فكذبوه وضربوه على قرنه الآخر فمات
ثم أحياه الله فهو ذو القرنين لأنه ضربت قرناه.
(وفي حديث اخر وفيكم مثله يريد نفسه عليه السلام)
ومنه أيضا حدثنا عبد الله بن أسيد الكندي وكان من شرطة الخميس
204

عن أبيه قال إني لجالس مع الناس عند علي عليه السلام إذ جاء ابن معن
وابن نعج معهما عبد الله بن وهب الراسبي قد جعلا في حلقه ثوبا يجرانه
فقالا يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن الكذابين قال ادنه فدنى فقال لهما
فما يقول قالا يزعم انك دابة الأرض وانك تضرب على هذا قبيل هذا
يعنون رأسه إلى اللحية فقال ما يقول هؤلاء قال يا أمير المؤمنين حدثتهم
حديثا حدثنيه عمار بن ياسر قال اتركوه فقد روى عن غيره يا بن أم السوداء
انك تبقر الحديث بقرا ولتبقرن كما تبقره خلوا سبيل الرجل فان يك
كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبني الذي يقول.
ومنه أيضا عن عباية قال سمعت عليا عليه السلام يقول انا سيد الشيب
وفى سنة من أيوب لان أيوب عليه السلام ابتلى ثم عافاه الله من بلواه وآتى
أهله ومثلهم معهم كما حكى الله سبحانه.
فروي انه أحيى له أهله الذين قد ماتوا لما اذهب بلواه وكشف ضره وقد
صح عنهم صلوات الله عليهم انه كلما كان في بني إسرائيل يكون في هذه
الأمة مثله حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة.
وقد قال إن فيه شبهه عليه السلام وقوله والله ليجمعن لي أهلي كما
جمعوا ليعقوب عليه السلام فان يعقوب فرق بينه وبين أهله برهة من
الزمان ثم جمعوا له فقد حلف عليه السلام ان الله سبحانه وتعالى سيجمع
له ولده كما جمعهم ليعقوب " ع " وقد كان اجتماع يعقوب بولده في دار
الدنيا فيكون أمير المؤمنين " ع " كذلك في الدنيا يجمعون له في رجعة (ع)
وولده الأئمة الإحدى عشر وهم المنصوص على رجعتهم في أحاديثهم
الصحيحة الصريحة والعاقبة للمتقين وهم المتقون.
ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات الله عليه
وعليهم تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن مروان وعلى هذا الكتاب
خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس ما صورته قال النجاشي
في كتاب الفهرست ما هذا لفظه محمد بن العباس ثقة ثقة في أصحابنا عين
205

سديد له كتاب المقنع في الفقه وكتاب الدواجن وقال جماعة من أصحابنا
انه لم يصنف في معناه مثله رواية علي بن موسى بن طاوس عن فخار بن معد
العلوي وغيره عن شاذان بن جبرئيل عن رجاله ومنه قوله عز وجل ان نشأ
ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)
حدثنا علي بن عبد الله بن أسد قال حدثني إبراهيم بن محمد قال حدثنا
أحمد بن معمر الأسدي قال حدثنا محمد بن فضل عن الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس في قوله عز وجل ان نشأ ننزل عليهم من المساء آية (فظلت
أعناقهم لها خاضعين) قال هذه نزلت فينا وفى بني أمية يكون لنا عليهم
دولة فتذل أعناقهم لنا بعد صعوبة وهو ان بعد عز.
حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن الحسن قال حدثنا أبي قال
حدثنا حصين بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله
ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية قال النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه
حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابنا
عن أبي بصير عن أبي جعفر " ع " قال سألته عن قول الله عز وجل ان
نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) قال تخضع لها
رقاب بني أمية قال ذلك بارز عند زوال الشمس قال وذاك علي بن أبي
طالب صلوات الله عليه يبرز عند زوال الشمس على رؤس الناس ساعة
حتى يبرز وجهه يعرف الناس حسبه ونسبه ثم قال اما ان بني أمية ليختبين
الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول هذا رجل من بني أمية فاقتلوه.
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن محمد الزيات
قال حدثنا محمد يعني ابن الجنيد قال حدثنا مفضل بن صالح عن جابر عن أبي
عبد الله الجدلي قال دخلت على علي " ع " يوما فقال انا دابة الأرض
حدثنا علي بن أحمد بن حاتم حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي عن جابر بن يزيد
عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال
206

الا أحدثك ثلاثا قبل أن يدخل علي وعليك داخل انا عبد الله انا دابة
الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها انا عبد الله الا أخبرك بأنف المهدي
وعينه قال قلت نعم فضرب بيده إلى صدره فقال انا.
حدثنا محمد بن الحسن بن الصباح حدثنا الحسين بن الحسن القاشي
حدثنا علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي
داود عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي عليه السلام فقال أحدثك
بسبعة أحاديث الا ان يدخل علينا داخل قال: قلت افعل جعلت فداك قال
أتعرف انف المهدي وعينه قال: قلت أنت يا أمير المؤمنين قال وحاجب
الضلالة تبدو مخازيهما في اخر الزمان قال: قلت ظن والله يا أمير المؤمنين
انهما فلان وفلان فقال الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله
مهلك من ظلمها وذكر الحديث.
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني الحسن السلمي حدثنا أيوب
ابن نوح عن صفوان عن يعقوب يعني ابن شعيب عن عمران بن ميثم عن
عباية قال أتى رجل أمير المؤمنين " ع " فقال حدثني عن الدابة فقال وما
تريد منها قال أحببت ان اعلم علمها قال هي دابة مؤمنة تقرأ القرآن وتؤمن
بالرحمن وتأكل الطعام وتمشي في الأسواق.
حدثنا الحسين بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا صفوان بن يحيى
عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن عباية وذكر مثله وزاد في
اخره قال من هو يا أمير المؤمنين قال هو علي ثكلت أمك.
حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان حدثنا أبي أخبرنا عبد الله بن الزبير
القرشي حدثني يعقوب بن شعيب قال حدثني عمران بن ميثم ان عباية
حدثه انه كان عند أمير المؤمنين " ع " يقول حدثني أخي انه ختم الف
نبي واني ختمت الف وصي واني كلفت ما لم يكلفوا واني لا علم الف كلمة
ما يعلمها غيري وغير محمد صلى الله عليه وآله ما منها كلمة الا مفتاح الف
باب بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة غير انكم تقرؤن منها آية واحدة في
207

القرآن (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم
ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون وما تدورنها من).
حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن
محمد بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا أحمد بن مستنير حدثني جعفر بن
عثمان وهو عمه قال حدثني صباح المزني ومحمد ابن كثير بن بشير بن عميرة
الأزدي قالا حدثنا عمران بن ميثم حدثني عباية بن ربعي قال كنت جالسا
عند أمير المؤمنين " ع " خامس خمسة وذكر نحوه.
حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي حدثنا عبد الله بن أيوب المخزومي
حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا أبو حريز عن علي بن زيد بن جذعان عن
خالد بن أوس - قال القاضي قال المخزومي - خالد بن أوس عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله تخرج دابة الأرض ومعها عصى
موسى وخاتم سليمان عليهما السلام تجلو وجه المؤمن بعصا موسى " ع " وتسم
وجه الكافر بخاتم سليمان.
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح
حدثنا الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال:
دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل خبزا وخلا وزيتا فقلت
يا أمير المؤمنين " ع " قال الله عز وجل وإذا وقع القول عليهم أخرجنا
لهم دابة من الأرض تكلمهم فما هذه الدابة قال هي دابة تأكل خبزا وخلا
وزيتا. حدثنا الحسين بن أحمد قال حدثنا الحسين بن عيسى حدثنا يونس ابن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن الفضل بن الزبير عن الأصبغ
ابن نباتة قال: قال لي معاوية يا معشر الشيعة تزعمون أن عليا دابة
الأرض فقلت نحن نقول اليهود تقوله فأرسل إلى رأس الجالوت فقال
ويحك تجدون دابة الأرض عندكم فقال نعم فقال ما هي فقال رجل فقال
أتدري ما اسمه قال نعم اسمه إليا قال فالتفت إلي فقال ويحك يا اصبغ
ما أقرب إليا من عليا. حدثنا الحسين بن أحمد قال حدثنا محمد بن عيسى
208

حدثنا يونس عن بعض أصحابه عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (ع)
اي شئ يقول الناس في هذه الآية (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم
دابة من الأرض تكلمهم) فقال هو أمير المؤمنين (ع).
حدثنا محمد بن الحسن بن صباح حدثنا الحسين بن الحسن حدثنا
علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن سيابة ويعقوب بن
شعيب عن صالح بن ميثم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام حدثني قال
فقال اما سمعت الحديث من أبيك قلت لا كنت صغيرا قال قلت فأقول
فان أصبت قلت نعم وان أخطأت رددتني عن الخطأ قال ما أشد شرطك
قال: قلت فأقول فان أصبت سكت وان أخطأت رددتني قال: هذا أهون
علي قلت تزعم أن عليا دابة الأرض قال هه وذكر الحديث.
حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسين
ابن سعيد قال حدثنا الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن الرضا " ع "
عن الدابة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابة.
حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسين
ابن سعيد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن مالك بن
حمزة الرواسبي قال سمعت أبا ذر يقول علي " ع " دابة الأرض.
حدثنا حميد بن زياد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا عيسى
ابن هشام عن ابان عن عبد الرحمن بن سيابة عن صالح بن ميثم عن أبي
جعفر " ع " قال: قلت له حدثني قال أليس قد سمعت الحديث من أبيك
قلت هلك أبى وانا صبي قال: قلت فأقول فان أصبت قلت نعم وان أخطأت
رددتني عن الخطأ قال هذا أهون قلت فاني أزعم ان عليا " ع " دابة
الأرض قال فسكت قال فقال أبو جعفر عليه السلام واراك والله ستقول
ان عليا " ع " راجع الينا وقرأ ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى
معاد قال: قلت والله لقد جعلتها فيما أريد ان أسألك عنها فنسيتها فقال
أبو جعفر " ع " أفلا أخبرك بما هو أعظم من هذا وما أرسلناك الا كافة
209

للناس بشيرا ونذيرا لا تبقى ارض الا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأشار بيده إلى آفاق الأرض.
حدثنا الحسين بن أحمد حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم
ابن عبد الحميد عن ابان الأحمر رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام في قول الله
عز وجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فقال أبو جعفر (ع)
ما أحسب نبيكم صلى الله عليه وآله الا سيطلع عليكم اطلاعة.
حدثنا جعفر بن محمد بن مالك حدثنا الحسن بن علي بن مروان حدثنا
سعيد بن عمار عن أبي مروان قال سألت أبا عبد الله " ع " عن قول الله
عز وجل ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال فقال لي لا والله
لا تقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلي عليه السلام بالثوية فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجدا، له اثنى عشر الف
باب يعني موضعا بالكوفة.
حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي
حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن أبي مريم الأنصاري قال سألت
أبا عبد الله وذكر مثله قوله (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر
حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا محمد بن عيسى حدثنا يونس عن
مفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال العذاب
الأدنى دابة الأرض. حدثنا الحسين حدثنا يونس عن رجل عن الحلبي
عن أبي عبد الله " ع " قال العذاب الأدنى دابة الأرض.
حدثنا هاشم بن خلف أبو محمد الدوري.
حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن
أبيه عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي " ص " قال في
خطبة خطبها في حجة الوداع لا قتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبرئيل (ع)
أو علي قال أو علي بن أبي طالب " ع ".
ومنه أيضا حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن القاسم بن
210

إسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن
سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يوم ترجف الراجفة تتبعها
الرادفة قال الراجفة الحسين بن علي " ع " والرادفة علي بن أبي طالب (ع)
وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي " ع " في خمسة وسبعين
ألفا. وهو قوله عز وجل انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا
ويوم يقوم الاشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار
محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عمن ذكره عن الحسن بن موسى
الخشاب عن جعفر بن محمد عن كرام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الامام " ع ".
وقال إن آخر من يموت الإمام عليه السلام لئلا يحتج أحد على الله انه
تركه بغير حجة عليه.
المراد بالامام هنا الذي هو آخر من يموت الجنس لان الحجة تقوم
على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه صلى الله عليه على ما ورد
عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدم من أن الحسين بن علي " ع " هو الذي
يغسل المهدي " ع " ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله.
ويجب على من يقر لآل محمد صلى الله عليه وعليهم بالإمامة وفرض
الطاعة ان يسلم إليهم فيما يقولون ولا يرد شيئا من حديثهم المروي عنهم إذا
لم يخالف الكتاب والسنة المتفق عليهما ورجعتهم صلوات الله عليهم جاءت في
الكتاب والسنة لا ريب فيها والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه عن علي بن أحمد بن
موسى الدقاق عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي
عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي
بصير قال: قلت للصادق عليه السلام يا بن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال
: يكون بعد القائم " ع " اثنى عشر اماما؟ فقال: قد قال اثنى عشر
211

مهديا ولم يقل اثنى عشر اماما ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى
موالاتنا ومعرفة حقنا.
اعلم هداك الله بهداه ان علم آل محمد ليس فيه اختلاف بل بعضه
يصدق بعضا. وقد روينا أحاديث عنهم صلوات الله عليهم جمة في رجعة
الأئمة الاثني عشر فكأنه عليه السلام عرف من السائل الضعف عن احتمال
هذا العلم الخاص الذي خص الله سبحانه من شاء من خاصته وتكرم به
على من أراد من بريته كما قال سبحانه وتعالى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم فأوله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينكر
قلبه فيكفر. فقد روى في الحديث عنهم عليهم السلام ما كل ما يعلم يقال
ولا كل ما يقال حان وقته ولا كل ما حان وقته حضر أهله.
وروى أيضا لا تقولوا الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة فان قالوا
قد كنتم تقولون قولوا الآن لا نقول، وهذا من باب التقية التي تعبد الله
بها عباده في زمن الأوصياء.
في وجوب التقية في زمن حكام الجور
ومن كتاب البشارة للسيد رضي الدين علي بن طاوس وجدت في
كتاب تأليف جعفر بن محمد بن مالك الكوفي باسناده إلى حمران بن أعين
قال عمر الدنيا مائة الف سنة لسائر الناس عشرون الف سنة وثمانون الف
سنة لآل محمد عليه وعليهم السلام قال السيد رضي الدين رحمه الله.
واعتقد انني وجدت في كتاب طاهر بن عبد الله أبسط من هذه الرواية
ومن كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني أخبرنا أحمد بن محمد بن
سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال حدثنا يوسف بن كليب
قال حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن عاصم بن حميد الحناط عن أبي
212

حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول لو قد خرج
قائم آل محمد " ع " لينصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين
والكروبين يكون جبرئيل " ع " امامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل
عن يساره والرعب مسيرة شهر امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله
والملائكة المقربون حذائه أول ما يبايعه محمد رسول الله " ص " وعلي
صلوات الله عليه، الثاني معه سيف مخترطه يفتح الله له الروم والصين
والترك والديلم والسند والهند وكابل ساه والخزر يا أبا حمزة لا يقوم القائم [ع]
الا علي خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل
ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم
وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى
من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا وخروجه إذا خرج عند الإياس
والقنوط فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن
ناواه وخالف امره وكان من أعدائه ثم قال يقوم بأمر جديد وكتاب
جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه الا القتل
لا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم.
من كتاب علل الشرايع للصدوق محمد مبن علي رحمه الله حدثنا محمد
ابن ماجيلويه عن محمد بن أبي القاسم عمه عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه
عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان عن عبد الرحمن القصير قال: قال لي
أبو جعفر " ع " اما لو قد قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها
الحد وحتى ينتقم لابنة محمد " ع " فاطمة منها قلت جعلت فداك ولم يجلدها
قال لفريتها على أم إبراهيم قلت فكيف اخره الله للقائم صلوات الله عليه
فقال لان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ويبعث
القائم " ع " نقمة. ومن كتاب الغيبة للنعماني أخبرنا أحمد بن محمد مبن
سعيد بن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة
الأشعري وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك
213

الزيات ومحمد بن أحمد بن الحسين القطواني عن الحسن بن محبوب عن عمرو
ابن ثابت عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام
يقول ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة وتزداد تسعا قال: قلت له
متى يكون ذلك فقال بعد موت القائم صلوات الله عليه فقلت وكم يقوم
القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته
ومنه أيضا أخبرنا محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن هابنداذ وعبد الله
ابن جعفر الحميري قالا حدثنا أحمد بن هلال قال حدثني الحسن بن محبوب
الزراد قال: قال لي الرضا عليه السلام يا حسن انه ستكون فتنه سماء صيلم
يذهب فيها كل وليجة وبطانة وفى رواية أخرى يسقط فيها كل وليجة
وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يحزن لفقده أهل
الأرض والسماء كم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده
ثم اطرق ثم رفع رأسه وقال بابي وأمي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسى
ابن عمران عليه السلام عليه جلابيب النور وتتوقد من شعاع ضياء القدس
كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه
من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين قلت بابي وأمي
أنت ما ذلك النداء قال ثلاثة أصوات في رجب أولها الا لعنة الله على
الظالمين. والثاني أزفت الأزفة يا معشر المؤمنين، والثالث يرون بدنا بارزا
مع قرن الشمس، قد مضى فيما تقدم من الروايات انه مولانا أمير المؤمنين
صلوات الله عليه الذي يراه الخلق بارزا مع الشمس في غير حديث والحمد
لله على ما هداه وما بكم من نعمة فمن الله.
[تتمة ما تقدم من أحاديث الذر]
من كتاب علل الشرايع تأليف محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن جعفر بن بشير عن الحسين بن أبي العلا عن حبيب قال
حدثني الثقة عن أبي عبد الله " ع " قال إن الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق
214

العباد وهم أظلة قبل الميلاد فما تعارف من الأرواح ائتلف وما تناكر منها اختلف
وبهذا الاسناد عن حبيب عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام
قال ما تقولون في الأرواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف
وما تناكر منها اختلف قال: فقلت انا لنقول ذلك قال فإنه كذلك ان الله
عز وجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلة قبل الميلاد وهو قوله عز وجل
(وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم)
إلى آخر الآية فمن أقر له يومئذ جاءت ألفته ههنا ومن أنكره يومئذ جاء
خلافه ههنا. ومنه أبى رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب
ابن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام
قال كنا عنده فذكر رجل من أصحابنا فقلنا فيه حدة فقال من علامة
المؤمن أن تكون فيه حدة قال فقلنا له ان عامة من أصحابنا فيهم حدة
فقال " ع " ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذراهم امر أصحاب اليمين
وهم أنتم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهجها فالحدة من ذلك الوهج
وأمر أصحاب الشمال وهم مخالفوكم ان يدخلوا النار فلم يدخلوها فمن ثم
لهم سمت ولهم وقار. ومنه أبى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن محمد
ابن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة
قال سألت أبا جعفر " ع " عن قول الله عز وجل " وإذ اخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربك قالوا بلى)
قال ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه يوما ولولا ذلك لم يدر أحد
من خالقه ولا من رازقه.
ومنه حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير
عن داود الرقي عن أبي عبد الله " ع " قال لما أراد الله ان يخلق الخلق
خلقهم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم فأول من نطق رسول الله [ص]
وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فقالوا أنت ربنا
215

فحملهم العلم والدين ثم قال الملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في
خلقي وهم المسؤولون ثم قال لبني آدم أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر
بالطاعة والولاية فقالوا نعم ربنا أقررنا فقال الله جل جلاله للملائكة
اشهدوا فقال الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا غدا انا كنا عن هذا
غافلين أو يقولوا إنما أشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا
بما فعل المبطلون يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
ومنه أبى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن محمد
ابن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة
جميعا عن أبي جعفر " ع " قال إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من
أحب مما أحب وكان ما أحب ان خلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض
مما أبغض وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال
فقلت وأي شئ الظلال فقال ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ
ثم بعث فيهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله تعالى ولئن سألتهم
من خلقهم ليقولن الله ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأنكر بعض وأقر
بعض ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض
وهو قوله عز وجل (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال
أبو جعفر " ع " كان التكذيب ثم.
ومنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا أحمد بن يحيى بن
زكريا أبو العباس القطان قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا
عبد الله بن داهر قال حدثني أبي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر
قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لم صار
أمير المؤمنين " ع " علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار قال لان حبه
ايمان وبغضه كفر وإنما خلقت الجنة لأهل الايمان وخلقت النار لأهل
الكفر فهو عليه السلام قسيم الجنة والنار لهذه العلة فالجنة لا يدخلها الا أهل
محبته والنار لا يدخلها الا أهل بغضه قال المفضل فقلت يا بن رسول الله
216

فالأنبياء والأوصياء كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه فقال نعم
فقلت فكيف ذلك قال اما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر
لا عطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ما يرجع
حتى يفتح الله على يديه فدفع الراية إلى علي عليه السلام ففتح الله على يديه
قلت بلى قال اما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أوتي بالطاير
المشوي قال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك والي يأكل معي من هذا الطاير
وعني به عليا عليه السلام قلت بلى قال فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله
ورسله وأوصيائهم رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله فقلت له
لا قال فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لا يحبون حبيب الله وحبيب
رسوله وأنبيائه عليهم السلام قلت لا قال فقد ثبت ان جميع أنبياء الله ورسله
وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب " ع " محبين وثبت ان أعدائهم
والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين قلت نعم قال فلا يدخل
الجنة الا من أحبه من الأولين والآخرين ولا يدخل النار الا من أبغضه
من الأولين والآخرين فهو إذا قسيم الجنة والنار.
قال المفضل بن عمر فقلت له يا بن رسول الله فرجت عني فرج الله
عنك فزدني مما علمك الله قال سل يا مفضل فقلت يا بن رسول الله فعلي بن أبي
طالب عليه السلام يدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار أو رضوان ومالك
فقال له يا مفضل اما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسوله " ص " وهو
روح إلى الأنبياء عليهم السلام وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عالم قلت
بلى قال اما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع امره ووعدهم
الجنة على ذلك وأوعد من خالف مما أجابوا إليه وأنكره النار قلت بلى قال
أفليس النبي صلى الله عليه وآله ضامنا لما وعدو أوعد عن ربه عز وجل
قلت بلى قال أوليس علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام خليفته وامام
أمته قلت بلى قال أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة المستغفرين
لشيعته الناجين بمحبته قلت بلى قال فعلي بن أبي طالب اذن قسيم الجنة
217

والنار عن رسول الله صلى الله عليه وآله ورضوان ومالك صادران عن
امره بأمر الله تبارك وتعالى يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه
لا تخرجه الا إلى أهله.
ومنه حدنا محمد بن علي ماجيلويه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن
محمد بن الحسين عن محمد بن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي
جعفر " ع " قال لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله عز وجل إلى
مالك فأنطق به لسان محمد " ص " وسماها فاطمة ثم قال إني فطمتك بالعلم
وفطمتك عن الطمث ثم قال أبو جعفر " ع " والله لقد فطمها الله تبارك
وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.
ومنه أبي رضي الله عنه عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد
ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد
الله عليه السلام قال سألته لم يستلم الحجر قال لان مواثيق الخلايق فيه.
وفي حديث اخر قال لان الله عز وجل لما اخذ مواثيق العباد امر الحجر
فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة.
ومنه حدثنا علي بن أحمد بن محمد رحمه الله عن محمد بن أبي عبد الله
الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن القاسم بن الربيع
الصحاف عن محمد بن سنان ان أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام
كتب إليه فيما كتب إليه من جواب مسائله علة استلام الحجر ان الله تبارك
وتعالى لما اخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر فمن ثم كلف الناس تعاهد
ذلك الميثاق ومن ثم يقال عند الحجر أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته
لتشهد لي بالموافاة. ومنه قول سلمان رحمه الله ليجيئن الحجر يوم القيامة
مثل أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة.
ومنه حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله " ع " قال لما امر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
218

ببناء البيت وتم بناه امره ان يصعد ركنا منه ثم ينادي في الناس الا هلم
الحج فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ انسيا مخلوقا
ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال لبيك داعي الله لبيك
داعي الله فمن لي عشرا حج عشرا ومن لي خمسا حج خمسا ومن لي أكثر
حج بعدد ذلك ومن لبي واحدا حج واحدا ومن لم يلب لم يحج.
ومنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا
محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز
عن أبي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم كلهم عن أبي عبد الله " ع " قال إن
الله عز وجل خلق الحجر الأسود ثم اخذ الميثاق على العباد ثم قال
للحجر التقمه والمؤمنون يتعاهدون ميثاقهم.
ومنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن
الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان
قال بينا نحن في الطواف إذ مر رجل من آل عمر فاخذ بيده رجل فاستلم
الحجر فانتهره وأغلظ له وقال له بطل حجك ان الذي تستلمه حجر لا يضر
ولا ينفع فقلت لأبي عبد الله " ع " جعلت فداك اما سمعت قول العمري
لهذا الذي استلم الحجر فأصابه ما اصابه فقال وما الذي قال له قلت قال له
يا عبد الله بطل حجك إنما هو حجر لا يضر ولا ينفع فقال أبو عبد الله [ع]
كذب ثم كذب ثم كذب ان للحجر لسانا ذلقا يوم القيامة يشهد لمن
وافاه بالموافاة ثم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق السماوات والأرض
خلق بحرين بحرا عذبا وبحر أجاجا فخلق تربة آدم " ع " من البحر العذب
وسن عليها من البحر الأجاج ثم جبل آدم فعركه عرك الأديم فتركه ما شاء
الله فلما أراد أن ينفخ فيه الروح اقامه شبحا فقبض قبضة من كتفه الأيمن
فخرجوا كالذر فقال هؤلاء إلى الجنة وقبض قبضة من كتفه الا يسر وقال
هؤلاء إلى النار فأنطق الله تعالى أصحاب اليمين وأصحاب اليسار فقال
أصحاب اليسار يا رب لم خلقت لنا النار ولم يثبت لنا ذنب ولم تبعث الينا
219

رسولا فقال الله عز وجل لهم ذلك لعلمي بما أنتم صايرون إليه واني
سأبليكم فامر الله عز وجل النار فاستعرت ثم قال لهم اتقحموا جميعا في
النار فاني اجعلها عليكم بردا وسلاما فقالوا يا رب إنما سألناك لأي شئ
جعلتها لنا هربا منها ولو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوها فامر الله عز وجل
فاستعرت ثم قال لأصحاب اليمين تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا
فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم جميعا الست بربكم قال أصحاب اليمين
بلى طوعا وقال أصحاب الشمال بلى كرها فاخذ منهم جميعا ميثاقهم وأشهدهم
على أنفسهم. قال وكان الحجر في الجنة فأخرجه الله عز وجل فالتقم
الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عز وجل (وله أسلم من في السماوات
والأرض طوعا وكرها إليه ترجعون) فلما اسكن الله عز وجل آدم (ع)
الجنة وعصى اهبط الله عز وجل الحجر فجعله في ركن بيته واهبط آدم
على الصفا فمكث ما شاء الله ثم رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره
فجاء إليه مسرعا فأكب عليه وبكى عليه أربعين صباحا تائبا من خطيئته
نادما على نقضه ميثاقه قال فمن أجل ذلك أمرتم ان تقولوا إذا استلمتم الحجر
أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة
ومنه أبي رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد
قال حدثنا موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكر بن
أعين قال سألت أبا عبد الله " ع " لأي علة وضع الله الحجر في الركن
الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ولأي علقة يقبل ولأي علة اخرج من
الجنة ولأي علة وضع فيه مواثيق العباد والعهد ولم توضع في غيره وكيف
السبب في ذلك فخبرني جعلت فداك فان تفكري فيه فافهم لعجب قال فقال
سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك واضع سمعك أخبرك
إن شاء الله تعالى ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهو
جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم " ع " فوضعت في ذلك الركن لعلة
الميثاق وذلك أنه لما اخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين اخذ الله
220

عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم ربهم ومن ذلك
الركن يهبط الطير على القائم عليه السلام فأول من يبايعه ذلك الطير وهو
والله جبرئيل " ع " والى ذلك المقام يسند ظهره وهو الحجة والدليل
على القائم " ع " وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد لمن أدى إليه
الميثاق والعهد الذي اخذه الله على العباد واما القبلة والالتماس فلعلة العهد
تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة وليؤدوا إليه ذلك العهد الذي
اخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة ليؤدوا إليه ذلك العهد الا ترى
انك تقول أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة والله ما يؤدي
ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وانهم
ليأتونه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم وذلك أنه لم يحفظ
ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود والكفر وهو
الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجئ وله لسان ناطق وعينان في صورته
الأولى يعرفه الخلق ولا ينكرونه يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق
عنده بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة ويشهد على كل من أنكره وجحد
ونسي الميثاق بالكفر والانكار.
واما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر قال قلت
لا قال كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة عند الله عز وجل فلما اخذ الله
الميثاق من الملائكة كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله
أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق ان يحددوا
عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي اخذه الله عليهم ثم جعله
الله تعالى مع آدم عليه السلام في الجنة يذكر الميثاق ويجدد عنده الاقرار
في كل سنة فلما عصى آدم " ع " فأخرج من الجنة أنساه الله العهد
والميثاق الذي اخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه وآله ووصيه
صلوات الله عليه وجعله باهتا حيرانا فلما تاب على آدم " ع " حول ذلك
الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم عليه السلام وهو بأرض
221

الهند فلما رآه انس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله
عز وجل فقال يا آدم أتعرفني قال لا. قال أجل استحوذ عليك الشيطان
فأنساك ذكر ربك وتحول إلى صورته التي كان بها في الجنة مع آدم (ع)
فقال لآدم أين العهد والميثاق فوثب إليه آدم " ع " وذكر الميثاق وبكى
وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق ثم حول الله عز وجل إلى
جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضئ فحمله آدم " ع " على عاتقه اجلالا
وتعظيما وكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل " ع " حتى وافى به مكة فما زال
يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة ثم إن الله عز وجل لما
اهبط جبرئيل " ع " إلى ارضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن
والباب وفي ذلك المكان ترائا لآدم حين اخذ الميثاق وفي ذلك الموضع ألقم
الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن ونحى آدم من مكان البيت
إلى الصفا وحواء إلى المروة وجعل الحجر في الركن فكبر الله وهلله ومجده
فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا
وان الله عز وجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة
لان الله عز وجل لما اخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله
بالنبوة ولعلي " ع " بالوصية اصطكت فرايض الملائكة وأول من أسرع
إلى الاقرار بذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد " ص "
منه فلذلك اختاره الله عز وجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم
القيمة وله لسان ناطق وعين ناظره ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان
وحفظ الميثاق. ومنه حدثنا حمزة بن محمد العلوي قال أخبرنا أحمد بن محمد
الهمداني قال حدثنا المنذر بن محمد قال حدثنا الحسين بن أحمد قال سليمان
ابن جعفر الجعفري عن الرضا " ع " قال أخبرني أبي عن أبيه عن جده
ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم اخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة
فرمي بها وقال بعدا وسحقا فقيل له يا أمير المؤمنين وما هذه البطيخة فقال
قال رسول الله " ص " ان الله تبارك وتعالى اخذ عقد مودتنا على كل
222

حيوان ونبت فما قبل الميثاق كان عذبا طيبا وما لم يقبل الميثاق كان ملحا زعاقا
ومنه حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي
ابن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال حدثنا عبد الله
ابن محمد الهمداني عن إسحاق القمي قال دخلت على أبي جعفر الباقر (ع)
فقلت له جعلت فداك أخبرني عن المؤمن يزنى قال لا قلت فيشرب المسكر
قال لا قلت فيذنب قال نعم قلت جعلت فداك لا يزنى ولا يلوط ولا يرتكب
السيئات فأي شئ ذنبه فقال يا إسحاق قال الله تبارك وتعالى الذين يجتنبون
كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وقد يلم المؤمن بالشئ الذي ليس فيه
مراد قلت جعلت فداك أخبرني عن الناصب لكم يظهر بشئ ابدا قال لا.
قلت جعلت فداك فقد أرى المؤمن الموحد الذي يقول بقولي ويدين الله
تعالى بولايتكم وليس بيني وبينه خلاف يشرب المسكر ويزنى ويلوط
وآتيه في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه كالح اللون ثقيلا في حاجتي
بطيئا فيها وقد أرى الناصب المخالف لما انا عليه ويعرفني بذلك فاتيه في
حاجة فأصيبه طلق الوجه حسن البشر متسرعا في حاجتي فرحا بها يحب
قضاءها كثير الصلاة كثير الصوم كثير الصدقة يودي الزكاة ويستودع
فيودي الأمانة قال يا إسحاق ليس تدرون من أين أو تيتم فقلت لا والله
جعلت فداك الا ان تخبرني فقال لي يا إسحاق ان الله عز وجل لم يزل
متفردا بالوحدانية ابتدء الأشياء لا من شئ فأجرى الماء العذب على ارض
طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها ثم نضب الماء عنها فقبض قبضة من صفاوة
ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين
وهي طينة شيعتنا ثم اصطفانا لنفسه فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت
طينتنا لما زنى أحد منهم ولا سرق ولا لاط ولا شرب المسكر ولا اكتسب
شيئا مما ذكرت ولكن الله عز وجل أجرى الماء المالح على ارض ملعونة
سبعة أيام ولياليها ثم نضب الماء عنها ثم قبض قبضة وهي طينة ملعونة من
حماء مسنون وهي طينة خبال وهي طينة أعدائنا فلو أن الله عز وجل
223

ترك طينتهم كما اخذها لم تروهم في خلق الآدميين ولم يقروا بالشهادتين
ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت ولم تروا أحدا منهم
بحسن الخلق ولكن الله عز وجل جمع الطينتين طينتكم وطينتهم فخلطهما
وعركهما عرك الأديم ومزجها بالمائين فما رأيت من أخيك المؤمن من شر
لفظ أو زنى أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غير فليس من جوهريته
ولا من ايمانه إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت
وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق أو صوم أو صلاة
أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته إنما تلك الأفاعيل
من مسحة الايمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الايمان قلت جعلت
فداك فإذا كان يوم القيامة فمه قال لي يا إسحاق لا يجمع الله الخير والشر
في موضع واحد إذا كان يوم القيامة نزع الله عز وجل مسحة الايمان
منهم فردها إلى شيعتنا ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات
فردها إلى أعدائنا وعاد كل شئ إلى عنصره الأول الذي منه ابتدأ اما
رأيت الشمس إذا هي بدت ترى لها شعاعا زاجرا متصلا أو باينا منها قلت
جعلت فداك الشمس إذا غربت بدأ إليها الشعاع كما بدأ منها ولو كان
باينا منها لما بدأ إليها قال نعم يا إسحاق كل شئ يعود إلى جوهره الذي منه
بدأ قلت جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد الينا وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم
قال اي والله الذي لا إله إلا هو قلت جعلت فداك أجدها في كتاب الله
عز وجل قال نعم يا إسحاق قلت في اي مكان قال لي يا إسحاق ما تتلو هذه
الآية (أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) فلن
يبدل الله سيئاتهم حسنات الا لكم ويبدل الله لكم.
ذكر لي ان بعض الناس أشكل عليه ما في هذه الحديث من قوله قبض
قبضة فقال إلى الجنة ولا أبالي وقبض قبضة وقال إلى النار ولا أبالي وقال
كيف يجوز ان يخلق قوما للنار في أصل الخلق ثم يكلفهم طاعته وترك
معصيته وهل هذا الا ينافي العدل وهو منزه عنه سبحانه.
224

اعلم أن كلام آل محمد صلى الله عليه وآله ولا يرد عليه اعتراض ابدا
وإنما يقع لعدم فهم السامع لمقصدهم وما عنوا به وقد جاء في حديثهم (ع)
ان الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام وأمرها سبحانه وتعالى بالاقرار
له بالربوبية لمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي ولأهل بيته عليه
وعليهم السلام بالإمامة فمنهم من أقر بقلبه ولسانه ومنهم من أقر بلسانه
دون قلبه وهو قوله سبحانه وتعالى (وله أسلم من في السماوات والأرض
طوعا وكرها واليه ترجعون) ثم امر الفريقين بدخول النار فدخل من
أقر بقلبه ولسانه وقال الذي أقر بلسانه يا رب خلقتنا لتحرقنا فثبتت الطاعة
والمعصية للأرواح من ثم ثم إنه سبحانه وتعالى لما أراد دخول الأجسام
خلق طينة طيبة وأجري عليها الماء العذب الطيب وخلق من صفوها
أجسام محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم وخلق طينة وخبيثة
وأجري عليها الماء المالح الخبيث ومزج الطينتين لمقتضى حكمته ولطفه
وعركهما عرك الأديم فأصاب كل منهما لطخ الأخرى فأسكن الأرواح
المؤمنة أولا في الطينة الطيبة فلم يضرها ما أصابها من لطخ الأخرى إذ ليس
اللطخ من سنخها وجوهرها واسكن الروح الكافرة في الطينة الخبيئة
ولم ينفعها ما أصابت من لطخ الطينة الطيبة إذ ليس هو من سنخها ولا
معدنها فأصاب المؤمن السيئات بسبب المزاج وأصاب الناصب الحسنات
للمزاج وقد ورد ان حكمة المزاج اشتباه الصورتين صورة المؤمن
وصورة الناصب ولولاه لامتاز كل منهما وفى ذلك تعب المؤمن وقصده
بالأذى وحتى تشتبه بالاعمال في الظاهر حتى يعمل المؤمن في دولة الظالمين
ولا يمتازوا هذا في الأبدان خاصة دون الأرواح فالقضية المذكورة في
الحديث كانت في الأبدان التي هي قالب الأرواح المؤمنة والكافرة وهي
تبع الأرواح في الخلق وفي التكليف والمعاد فليس في الحديث اشكال
مع هذا واما تبديل سيئات المؤمن بحسنات الناصب وحمل الناصب سيئات
المؤمن فقد جاء في الكتاب وفسره آل محمد عليه وعليهم السلام بهذا وهم
225

أهل الذكر الذين يجب سؤالهم والرد إليهم وما يعلم تأويله الا الله
والراسخون في العلم وهم بغير شك ويجب التسليم لهم والرد إليهم كما قال
سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقد جاء في الحديث إنما الكفران
يحدث أحدكم بالحديث فلم يقبله قلبه فينكره ويقول ما كان هذا وقد
جاء عنهم عليهم السلام حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب
أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه الايمان فالملك الغير المقرب لا يحتمله
والنبي الغير المرسل لا يحتمله والمؤمن الغير الممتحن لا يحتمله الا ترى ان
موسى عليه السلام حيث رأى من الخضر عليه السلام مالا يعرفه أنكره
ولم يطق حمله حتى فسره له وهو بمكانة من الله وقربة منه وفي الحديث
نجا المسلمون وهلك المتكلمون والبلاء موكل بالمنطق.
من كتاب أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه
عن أبي المفضل رضي الله عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده
إلى أبي سعيد الخدري قال حج عمر بن الخطاب في امرته فلما افتتح
الطواف حاذى الحجر الأسود ومر فاستلمه ثم قبله وقال أقبلك واني لأعلم
انك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وآله بك
حفيا ولولا انى رأيته يقبلك لما قبلتك قال وكان في القوم الحجيج علي بن أبي
طالب عليه السلام فقال بلى والله انه ليضر وينفع قال وبم قلت ذلك
يا أبا الحسن قال بكتاب الله تعالى قال اشهد انك لذ وعلم بكتاب الله تعالى
وأين ذلك من كتاب الله قال حيث انزل الله عز وجل (وإذ اخذ ربك
من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى)
شهدنا وأخبرك ان الله تعالى لما خلق آدم عليه السلام مسح ظهره فأخرج
ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل وقررهم انه الرب وانهم
العبيد فأقروا له بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله يعلم عز وجل
انهم في ذلك على منازل مختلفة وكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر
226

يومئذ عينان ولسان وشفتان فقال له افتح فاك قال ففتح فاه فألقمه ذلك
الرق ثم قال له اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة فلما اهبط آدم " ع "
اهبط الحجر معه فجعل في مثل موضعه من هذا الركن وكانت الملائكة
تحج هذا البيت من قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام ثم حجه آدم [ع]
ثم حجه نوح [ع] من بعده ثم انهدم البيت ودرست قواعده فاستودع الحجر
من أبي قبيس فلما أعاد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بناء البيت وبناء
قواعده استخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عز وجل فجعلاه
بحيث هو اليوم من هذا الركن فهو من حجارة الجنة وكان لما انزل في
مثل لون الدر وبياضه وصفاء الياقوت وضيائه فسودته أيدي الكفار
ومن كان يلتمسه من أهل الشرك سواهم قال فقال عمر لا عشت في أمة
لست فيها يا أبا الحسن عليه السلام.
[من تفسير القرآن العزيز تأليف علي بن إبراهيم بن هاشم]
واما قوله (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى) فإنه قال الصادق عليه السلام ان الله
تعالى اخذ الميثاق على الناس لله بالربوبية ولرسوله صلى الله عليه وآله بالنبوة
ولأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام بالإمامة ثم قال الست بربكم ومحمد نبيكم
وعلي امامكم والأئمة الهادون أوليائكم فقالوا بلى منهم اقرار باللسان ومنهم
تصديق بالقلب فقال الله عز وجل لهم (ان تقولوا يوم القيامة انا كنا
عن هذا غافلين) فأصابهم في الذر من الحسد ما أصابهم في الدنيا ومن
لم يصدق في الدنيا بالله وبرسوله وبالأئمة في قلبه وإنما أقر بلسانه انه لن
يؤمن في الدنيا وبرسوله وبالأئمة في قلبه وإنما أقر بلسانه والدليل على
تكذيبهم في الذر قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله ما كانوا
ليؤمنوا بما كذبوا به الا ان الحجة كانت أعظم عليهم في الذر لان الامر
من الله عز وجل مشافهة.
ومنه واما قوله وإذ أخذنا من النبيين؟ ميثاقهم ومنك ومن نوح
227

وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا فإنه روى أن
هذه الواو زايدة في قوله ومنك وإنما هو منك ومن نوح لان الله
تبارك وتعالى أول ما اخذ الميثاق لنفسه على جميع الخلق انه ربهم وخالقهم
فروي عن العالم عليه السلام أنه قال لما قال الله عز وجل في الذر
لبني آدم الست بربكم أول من أجابه وسبق إلي، بلى رسول الله " ص "
وهو قوله: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم منك فقدمه كما سبق إلي الاقرار
ثم قدم من سبق بعده فقال ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم
واخذنا منهم ميثاقا غليظا فقدم النبي صلى الله عليه وآله لأنه أفضل هؤلاء
الخمسة أولو العزم وذلك رد على من لم يفضل النبي " ص " على الأنبياء
ثم قدم بعد هؤلاء الأربعة على الأنبياء فهم أفضل الأنبياء لأنه ذكر
الأنبياء كلهم انه اخذ عليهم الميثاق في قوله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ابن مريم فلما أبرزهم بأسمائهم علمنا أنهم أفضل الأنبياء.
مثل قوله في الملائكة من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل
وميكال فان الله عدو للكافرين فجبرئيل وميكائيل هم من الملائكة وهم؟
أفضل من الملائكة كلهم لأنه سماهما.
ومثله في الذنوب في قوله إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما
بطن ثم سما بعضها فقال والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم
ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فهذه الأمور هي من
الفواحش داخلة في جملتها ولكنها أعظم الفواحش لأنه ذكرها بأسمائها
والله تعالى اعلم.
ووجدنا في خاتمة النسخة المخطوطة هذه العبارة لكاتبها نضعها بنصها:
قد اتفق الفراغ بعون الله تعالى وحسن توفيقه من كتابة هذه النسخة
الشريفة المباركة الميمونة في عصر يوم الأربعاء ثالث شهر شعبان المعظم
سنة تسع وسبعين بعد الألف من الهجرة النبوية على مشرفها الف الف سلام
228