الكتاب: الخصال
المؤلف: الشيخ الصدوق
الجزء:
الوفاة: ٣٨١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٨ ذي القعدة الحرام ١٤٠٣ - ١٣٦٢ ش
المطبعة:
الناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة
ردمك:
ملاحظات:

كتاب الخصال
للشيخ الجليل الأقدم
الصدوق
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المتوفى 381 ه‍
صححه وعلق عليه
علي أكبر الغفاري
منشورات
جماعة المدرسين في الحوزة العلمية
قم المقدسة
تعريف الكتاب 1

تمتاز هذه الطبعة عما سبقها بالعناية
التامة في التصحيح والمقابلة، وتجديد النظر
في التعاليق، واصلاح ما زاغ عنه البصر في
الطبعة الأولى، وبزيادة الفهارس الموضوعة
في آخر الكتاب من الاعلام والأماكن
والبيوتات والقبائل والأمم.
فلرواد الفضيلة الذين وازرونا في هذا
المشروع شكر متواصل غير مقطوع ولا
ممنوع.
وجميع حقوق الطبع بهذه الصورة
المزدانة بالحواشي والتقدمة والفهارس الفنية
محفوظ لمركز المنشورات الاسلامية
المربوطة بجامعة المدرسين بالحوزة العلمية
بقم المشرفة.
18 ذي القعدة الحرام 1403
5 شهريور 1362
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلم كله في كتابه العزيز، الذي
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم
حميد.
والصلاة والسلام على رسوله محمد سيد الصفوة من البشر،
وعلى آله قرناء القرآن كما صح بذلك الخبر.
مقدمة المصحح 3

المؤلف والثناء عليه
غرة جبهة الزمان، إنسان العين وعين الانسان، المتفاني في ترويج الحق وإذاعته
ونشر حقائق الدين وإعلاء كلمته. صاحب التصانيف التي طبقت ذيوع صيتها الآفاق
ولا يعتريها في مرور الشهور محاق. أحد الاعلام الذين تناقلوا الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
والأئمة الاثني عشر، ونوروا مناهج الأقطار بأنوار المآثر والآثار. البحر المتلاطم
الزخار، شيخ مشايخ الحديث والاخبار. أما الفقه فهو حامل رايته، وأما الحديث
فهو إمام درايته، وأما الكلام فهو ابن بجدته: مولانا الأجل " أبو جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه القمي " المشهور بالصدوق.
كان قدس سره في الرعيل الأول من حملة العلم ومروجي المذهب و
الداعين إلى الحنيفية البيضاء بهمة عالية قعساء. دأب في كسب العلم فتى وكهلا، و
عكف على سماعه ليلا ونهارا، وسافر في أخذه حزنا وسهلا، بعزم لا يكهمه الفشل،
ونشاط لا يفله الكلل.
نشأ بقم، فرحل إلى الري (1)، واسترآباد وجرجان ونيشابور ومشهد
الرضا عليه السلام ومرو الروذ وسرخس وإيلاق وسمرقند وفرغانة وبلخ من بلاد
ما وراء النهر وهمدان وبغداد والكوفة وفيد ومكة والمدينة حتى ارتقى في الفضائل
ذراها وتمسك في المحامد بأوثق عراها، وبلغ من العلم مقاما شدت الجوزاء له نطاقا،
تمشي على ضوء فتاويه فقهاء الأيام، وتخضع لآرائه وأنظاره علماء الاعصار والأعوام
له من الكتب والرسائل بخطه ما يكل لسان القلم عن ضبطه. والاعلام كلهم قد أطبقوا
على إكبار قدره، والمسير على ضياء بدره.
عنونه الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابيه وقال: " كان محمد بن علي بن الحسين

(1) راجع تفصيل رحلاته مقدمة معاني الأخبار طبع مكتبتنا.
مقدمة المصحح 4

حافظ للأحاديث، بصيرا بالفقه والرجال، ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في
حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف ".
وقال الرجالي الكبير أبو العباس النجاشي: " أبو جعفر، نزيل الري، شيخنا
وفقيهنا، ووجه الطائفة بخراسان، كان ورد بغداد وسمع منه شيوخ الطائفة وهو
حدث السن ".
وأطراه ابن إدريس في السرائر، وابن شهرآشوب في المعالم، والمحقق الحلي
في المعتبر، وابن طاووس في الاقبال وغيره، والعلامة في الخلاصة، وابن داود في رجاله،
وزمرة كبيرة من رجالات العلم (1) زينوا بتبجيله وتجليله كتبهم، ولولا خوف الملال
لسردنا ذكرهم.
غير أني سمعت أن أحدا ممن له الدعاية، وجاوز الحد فوق الغاية جاء بالسقر
والبقر وبينات غير، ولم يفرق بين الانسان والبقر، فطفق يقع في الشيخ بتافه قوله
وأساء الأدب وقال في كلام له: " الصدوق كذوب " كبرت كلمة تخرج من فيه، بل
هو الكاذب فيما يفتريه. ولا حاجة بنا في هذا المقام إلى رد هذا القائل لأنه عند العلماء
ضال وهابي مضل، والصدوق في مقام يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو
أشرق فيه.
من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعه شئ ولا يضع
ومن سبر غور الكتب ومعاجم التراجم يجده إماما من أئمة المحدثين وعلما
من أعلام الدين، مجمعا على شيخوخيته وتقدمه بحيث يستغنى عن تزكيته.
كان والده علي بن الحسين رحمهما الله شيخ القميين وثقتهم في عصره، و
فقيههم ومتقدمهم في مصره مع أن بلدة قم يومئذ تعج بالفطاحل من العلماء والأماثل. وهو
رضوان الله عليه مع سمو مقامه في العلم ومرجعيته في الفتيا كان تاجرا، له دكان
في السوق، يتجر فيه بزهد وعفاف وقناعة بكفاف، فيعتاش من تجارته ويعبد ربه
حق عبادته. وكان عالما، زاهدا، تقيا، ورعا، ثقة، صدوقا عند الأنام، وشيخا

(1) راجع الأعلام للزركلي ودائرة المعارف الاسلامية ج 1 ص 94، وتاريخ
بغداد ج 3 ص 89.
مقدمة المصحح 5

فقيها معتمدا عند الامام كما نص عليه العسكري عليه السلام في التوقيع الذي صدر منه
إليه.
له كتب ورسائل في فنون علوم الدين، ذكر الطوسي والنجاشي منها نحوا من
عشرين: في الفقه والأخلاق والتوحيد، والطب والمنطق والتفسير، وغيرها مما يطيل
الكلام بذكره.
وقال أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم: قرأت بخط ابنه (محمد بن علي) على
ظهر جزء: " قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي (علي بن الحسين) وهي مائتا كتاب،
وكتبي وهي ثمانية عشر ". (الفهرست ص 277).
وهو كما ترى يدل على تبحره وتضلعه ومكانته في العلم والفقه والأصول والفروع.
فبيته في قم أعظم بيوتات الشيعة، بيت معمور بالعلم والفضيلة، معرق بالمجد والشرف،
مغدق بالزهد والصلاح، معروف بالسؤدد والنجاح. وشيخنا المترجم له " أبو جعفر
الصدوق " وليد هذا البيت، ونسيب ذلك الشرف، وعقيد ذاك العز، وغصن تلك
الدوحة. وناشئة أحضان تلك الفضائل، مع ما حباه الله سبحانه من جودة الفهم، و
حسن الذكاء، وقدرة الحفظ، وكمال العقل.
عاش رحمه الله مع أبيه عشرين سنة، قرأ عليه وأخذ عنه ثم عن غيره من
علماء قم بعناية تامة من أبيه، فلم يمض من عمره إلا أيام قلائل حتى صار من جملة
العلماء والأفاضل، فبرع في العلم وفاق الاقران فاختلف إلى مجالس الشيوخ والأعيان،
وتزود من العلم ما استطاع فسمع منهم وروى عنهم ما شاء.
فلما اشتد من فنون العلوم كاهله وصفت له مناهله سافر إلى بلدة الري بالتماس
من أهلها، فسطع بها بدره، وعلا صيته، ونشر علمه، وأقام فيها مدة. ثم استأذن الملك
ركن الدولة البويهي في زيارة المشهد الرضوي عليه السلام، فنزل بعد منصرفه نيسابور،
واجتمع عليه العلماء والفحول، فأكبروا شأنه ورفعوا قدره وأقبلوا على استيضاح غرة
فضله، والاستصباح بأنواره، فوجدهم حائرين في أمر الحجة عليه السلام مائلين عن المحجة
فبذل مجهوده في ردهم إلى الصواب، وأزال عنهم الشك والارتياب، فأفاد بإثارة
مقدمة المصحح 6

من علمه أنموذج من فضله، فبهر النواظر والاسماع، وانعقد على تقدمه وشيخوخيته
الاجماع، فجعل شيخ مشايخ خراسان مع ما فيها من الأفاضل والأماثل والأعيان،
وهو في حداثة من سنه، وباكورة من عمره.
ولا غرو لأنه ولد بدعاء الحجة عليه السلام (1). فإن قال العلامة المجلسي رحمه
الله: " هو ركن من أركان الدين " فليس بعجيب. وإن كان الفقهاء نزلوا كلامه منزلة
النص المنقول والخبر المأثور (2) فما كان بغريب.
قال صاحب مقابس الأنوار (ره): " الصدوق: رئيس المحدثين ومحيي معالم
الدين، الحاوي بمجامع الفضائل والمكارم، المولود كأخيه بدعاء الإمام العسكري (3) أو
دعاء القائم عليهما السلام بعد سؤال والده له بالمكاتبة أو غيرها أو بدعائهما صلوات الله عليهما،
الشيخ الحفظة، ووجه الطائفة المستحفظة، عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين "
القمي الخراساني الرازي طيب الله ثراه ورفع في الجنان مثواه الخ ".

(1) قال المصنف في كمال الدين: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود: قال: سألني
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمرى رضي الله عنه
أن أسأل أبا القاسم الروحي (قده) أن يسئل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عز وجل
أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا
لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفعه الله به، وبعده أولاد قال أبو جعفر محمد بن علي
الأسود: وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن أرزق ولدا ذكرا فلم يجبني إليه، وقال:
ليس إلى هذا سبيل. قال: فولد لعلي بن الحسين محمد بن علي وبعده أولاد، ولم يولد
لي شئ ".
واخرج شيخ الطائفة في كتاب الغيبة مسندا عن ابن الدلال وغيره من مشايخ أهل قم
" أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى فلم يرزق منها ولدا
فكتب إلى الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن
يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب أنك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلمية وترزق منها
ولدين فقيهين قال: وقال لي أبو عبد الله ابن سورة حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة
أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان مالا يحفظ غيرهما.. الخ ".
(2) البحار ج 9 الباب التاسع والخمسون.
(3) كذا.
مقدمة المصحح 7

وقال السيد الطباطبائي رضوان الله عليه في فوائده: " شيخ مشايخ الشيعة وركن
من أركان الشريعة، رئيس المحدثين والصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء
صاحب الامر صلوات الله عليه، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر، وصفه الإمام عليه السلام
في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه، خير، مبارك، ينفع الله به، فعمت
بركته الأنام، وانتفع به الخاص والعام، وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام، و
عم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الأصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام.. ".
(وفاته ومدفنه)
توفي رحمه الله بالري سنة 381 الهجري القمري في العشر الثامن من عمره.
وقبره بالري في بستان عظيم، بالقرب من قبر سيدنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني
رضي الله عنه وهو اليوم مشهور يزار.
(شيوخه وتلامذته)
روى قدس سره عن جم غفير من أعلام المحدثين تناهز عددهم 250، راجع
مقدمة معاني الأخبار، تخبرك بأسمائهم وأخبارهم.
ويروي عنه زرافات من رواد العلم والفضل يبلغ عدد من ذكر منهم العشرين،
راجع مقدمة من لا يحضره الفقيه توقفك على من لم تعلم من أعيانهم.
ثم اعلم أن هذين المقدمتين من أحسن ما كتب في ترجمة المؤلف رحمه الله
والأولى بقلم العالم البارع المحقق الشيخ عبد الرحيم الرباني نزيل قم المشرفة أبقاه
الله تعالى وسدده. والثانية سطرها يراع الحجة سيدنا ومولانا السيد حسن الموسوي
الخرسان حفظه الله سبحانه من الآفات والعاهات والحدثان، فلقد أجاد وقرى، وتتبع
واستقرى.
مقدمة المصحح 8

اما الخصال
فهو كتاب مبتكر في موضوعه، فريد في بابه، مفعم بالحقائق، ملء غضونه
رقائق، جؤنة حافلة بنفيس الاعلاق من طرائف الحكم ومحاسن الأخلاق، وفرائض
الأحكام وملاحم الأيام، وعظات وعبر وبينات من صحيح الأثر مما لم يجمع مثله في
كتاب.
ولم تر عيناي من قبله * كتاب حوى بعض ما قد حوى
وهو بما في طيه من الدروس العالية والأبحاث القيمة من نفائس الاخبار
منهل عذب أظمأت إليه علماء الاعصار، فلو اطلع على نفائسه الفقيه يقتصد في قوته
ليقتنيه، وتبيع العذراء عقدها لتشتريه.
والقارئ جد عليم بأن قيمة الكتاب بلباب المعارف لا بتكثير الصحائف، و
بفخامة الاسرار، لا بضخامة الاسفار، وبجلالة ما وعى من الفوائد لا بكثرة ما حوى
من الزوائد، وبدقة حواشيه لا بفرط غواشيه.
والخصال مع صغر حجمه دائرة معارف تحتوي علوما جمة من معارف الاسلام
وأحكام الحلال والحرام، وغيرها مما لا غنى عنه لأي فقيه أو أديب أو مؤرخ أو
مفسر أو واعظ ناطق، أو خطيب مصقع، أو حكيم متأله، أو سياسي أو نطاسي.
فالباحث مهما سبح في أجواء بحره الطامي وخاض غمراته واغتمس في أمواجه
يجده بحرا زاخرا جياش العباب، فيه اللؤلؤ والمرجان والدر الوضئ، وإذا ورد
مناهله الروية واغترف من مائه أو ارتشف من عذبه بجده غير آسن أصفى من المزن
وأطيب من المسك.
جواهر فرائده للعقول بواهر، وأزاهر أنجمه في أفق المقال زواهر.
كلام كالجواهر حين يبدو * وكالند المعنبر إذ يفوح
له في ظاهر الألفاظ جسم * ولكن المعاني فيه روح
ولا يسع الانسان حين يناوله ويصفح أوراقه إلا أن تأخذه الدهشة وتعتريه
مقدمة المصحح 9

الحيرة لما يرى من كثرة اطلاع مؤلفه العبقري وجهوده الجبارة في اقتناء غرائب درره،
ولم شوارد غرره، وما كابده وعاناه في أسفاره ورحلاته لجمعه وتنسيقه.
ثم اعلم أنا مع ما بالغنا في أهمية الكتاب وعظمة مؤلفه لم نقل بصحة صدور
جميع أخباره، ولا نلتزم بذلك في الخصال ولا غيره من كتب الاخبار، من أي مؤلف
في أي مقام. بل غاية ما نقول إن الخصال أحد الكتب التي عليها المدار في جميع الأعصار،
ولم يقل أحد من الأكابر ولا المصنف نفسه بقطعية صدور ما بين دفتيه، فالكلام فيه
كالكلام في غيره.
وللعلماء في معرفة الحديث الصحاح منه والرياف والحسان والضعاف قواعد
معلومة، مدعومة عندهم بالبرهان، ونحن لا نمشي فيها إلا بضياء نورهم، ولا نكتل إلا
بمكيالهم، ولا نزن إلا بموازين قسطهم. نصحح ما صححوا ونضعف ما ضعفوا ونطرح
ما طرحوا، ولا نحوم حوم الفضول، مع أنا لا نقول بقول حشوية أهل الحديث والسذج
منهم فنعتقد بكل باطل ينسب إلى المعصوم عليه السلام.
كما أنا لا نجعل عقولنا القاصرة " الحكم الترضي حكومته " في معرفة مقبول
الحديث ومردوده.
ثم اعلم أيضا أنا لا نجوز لاحد أن يلعب بالروايات يصحح منها ما وافق هواه
وإن كان موضوعا مكذوبا ويكذب منها ما خالف رأيه وإن كان صحيحا ثابتا.
وكم في عصرنا هذا من أناس غلب المستشرقون على عقولهم، واستولوا على قلوبهم،
فمالوا معهم حيثما مالوا وذهبوا معهم أينما ذهبوا، فلا يمشون إلا على ضوء نارهم يزعمون
أنها نور لجهلهم، يتأولون القرآن بآرائهم، ويفسرونه بأوهامهم، ولا يقبلون من
الأحاديث ما يخالف أهواءهم، ويدعون أنهم علموا ما فات أسلافهم. فرغما لمعاطس
قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.
مقدمة المصحح 10

طبعاته
طبع الكتاب مرتين بالطبع الحجري بجزئيه في مجلد واحد. الأولى سنة
1302 الهجري القمري والأخرى 1374. ومرة جزؤه الأول فقط بالطبع الحروفي
مصححا مزينا بالتعاليق بعناية شقيقنا المفضال السيد فضل الله الطباطبائي اليزدي نزيل
قم المشرفة. وكما في تقدمته راجع تصحيحه خمس نسخ مخطوطة عنده أدام الله تأييده.
وطبع مرات بالطبع الحروفي أيضا مغلوطا مترجما بحذف الاسناد.
اما المطبوع المصحح بعناية السيد الطباطبائي فهو في غاية الدقة ونهاية الصحة
بالنظر إلى لفظ الحديث لكن بقيت فيه أخطاء وبخاصة في الأسانيد فقد صحف فيه كما في
أصوله يعلى بمعلى. والمخرمي بالمحرمي. ورشدين بن سعد المصري برشيد بن سعد البصري.
ومزيد بيزيد. ومحمد بن سنان العوقي بمحمد بن سيار العوفي. وعبد الرحمن بن الأسود
بعبد الله بن الأسود. وأبي ظبيان بابن ظبيان. والسختياني بسجستاني. وأمي الصيرفي
بأخي الصيرفي. وقزعة بقرعة. وإسماعيل بن أمية بإسماعيل بن أسيد. وأبو سفيان
بأبو سنان. والميثمي بالمثنى. وسليمان بن حفص البصري بسليمان بن جعفر البصري.
وهدبة بن خالد القيسي بهدية بن خالد العبسي. وأبو بشر المري بأبو بشير المزني.
وعبيد الله بن عبد الرحمن بعبد الله بن عبد الرحمن. وأبو عمر سهل بعمر بن سهل.
والصدائي بالصيداوي. وابن الهيثم بإبراهيم. وميمون البان بميمون اللبان. وكثيرا
ما صحف " عن " ب‍ " بن " مثلا عوف عن ميمون صحف بعوف بن ميمون فصار الرجلان
المعلومان مهملين أو مجهولين. وربما صحف عمرو بعمر، وبالعكس، وحفص بجعفر
وبالعكس.
وهذه الأخطاء كلها موجودة في الطبع الحجري الأسبق بل بأضعاف مضاعفة.
ولم يكن إبقاء تلك الأغلاط لتسامح المصحح في التحقيق كلا، نحن نجل ساحته عن
التسامح في أمثال هذه الأمور، بل ذلك لكثرة ما في الأسانيد من رجال العامة أو الخاصة
المترجمين في كتبهم الرجالية ولم يكن عند السيد المعظم منها إلا قليل فلم يتمكن
مقدمة المصحح 11

من استقراء البحث والتنقيب حول كل واحد منهم فسعيه وراء تصحيح الكتاب عند العلماء
مشكور، وتحمله المشاق في تعليقه وتحقيقه عند الله مأجور.
أما النسخ المطبوعة سواه فأغلاطه في لفظ الأحاديث وأخطاؤه في الأسانيد وسقطاته
في الصفحات كادت من الكثرة أن لا تحصى. وربما يكون الساقط منها في الصفحة سطرا
أو سطرين، أو جملة أو جملتين.
أما عملي في التصحيح
فاعلم أني راجعت نصوصه في الجزء الأول النسخة المطبوعة المصححة المذكورة
ثم قابلته بنسخة مخطوطة متوسطة في الصحة لمكتبة مسجد شاه بطهران أهداها إليها
زميلنا العالم السيد محمود المحرمي الزرندي لا زال مؤيدا ومسددا. وكانت النسخة في
جزئين تاريخ الجزء الأول 1011 القمري، بدون ذكر الكاتب، والجزء الثاني بخط
آخر تاريخها 1064 كاتبها بهاء الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين البشروي وفي
خلال الجزئين أوراق خطها مغاير لخط الكاتب المزبور وكاتب الجزء الأول.
وأما الجزء الثاني فراجعت أولا النسخة المخطوطة المذكورة، ثم نسخة نفيسة
ثمينة لمكتبة الدكتور " السيد محمود حجت " الهمداني المحترم، تاريخها محرم الحرام
سنة 1104 القمري. كاتبها محمد جان ابن حاج الحرمين الشريفين الحاج محب علي
الهمداني. وهي نسخة نفيسة جدا إلا أن في أواخرها حذف الكاتب الأسانيد برمتها.
فبعد المقابلة مع هذين النسختين راجعت إلى المنقول منه ألم \ ثبوت في مجلدات البحار
والوسائل وغيرهما من الأصول المعتبرة التي صححها المشايخ وذلك على ما تيسر لي منها.
وتخيرت في موارد الاختلاف ما يرجح لي نصه، واجتهدت في إخراجه صحيحا كاملا
على ما في الأصول التي تقدم ذكرها. ولم يكن عندي نسخة مقروءة على الشيوخ أو
يكون قريبة من عصر المؤلف حتى أجعلها أصلا.
وأما النسخ المطبوعة على الحجر فلم أبالها بالي، وما جعلتها من أدوات أعمالي
لكثرة ما فيها من الأغلاط والتحريفات، وإن أردت أن تحيط بذلك خبرا فإني أذكر لك
مقدمة المصحح 12

منها زائدا على ما مر نزرا يسيرا مما ظهر لي من أخطائها في الجزء الثاني في الأسانيد
فحسب فقد صحف فيه:
شيبان بن فروخ بسنان بن فروخ. وقطن بن نسير بقطن بن بشير. وسهل بن زنجلة
بسهل بن نحرة أو بحرة. وجعفر بن برقان بجعفر بن عرفان. وعيسى بن موسى غنجار
بعيسى بن موسى بمنجار. ورقبة برقية. وأشوع بأشرع. وعبد الله بن رزين بعبد الله بن زيد
والحسين بن الكميت بالحسين بن المكتب. وبشار بن يسار ببشار بن بشار. وحميد بن
زنجويه بسعيد بن زنجويه. وعلي بن الحسن بعلي بن الحسين. وسفيان عن سعد
بسفيان بن سعد. وأبي بجير بأبي عتبة. وغرزة بعروة. وخصيف بمضيف.
والقادري بالقارئ. وشداد بن الهاد بشداد الهادي وفي موضع أبي الهادي. وموسى
ابن إبراهيم بإبراهيم بن موسى. وعبد الله بن محمد بن رمح المهاجر التجيبى بعبد الله
ابن المهاجر بن الربيح النجيبي. وحفص بن ميسرة بجعفر بن ميسرة. وإسحاق بن نجيح
بسعيد بن نجيح. وعبد الله بن حرام بعبد الرحمن بن حمام. والحكم بن مسكين
غير مرة بحسن بن مسكين. والفضل بمفضل. ومحمد بن عبيد الله بمحمد بن عبد الله.
وسليمان بن بريدة بسليمان بن يزيد. ويونس عن صباح بيونس بن صباح. ومحمد بن
الفضل بن محمد بن إسحاق بمحمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق. وكثيرا ما سقط واحد
من رجال السند أو صحف ابن بأبي وهكذا أبي بابن إلى غير ذلك، وأصبحت هذه النسخة
المغلوطة مصدرا للأخطاء وتوارثته الكتب التي طبعت بعدها بالنقل عنها.
ولأجل هذه الأخطاء كم من حديث صحيح صار ضعيفا وكم من رجل ثقة معلوم
صار مجهولا أو مهملا.
مقدمة المصحح 13

اما عملي في التحقيق
فبعد ما فرغت من تصحيح الكتاب سندا ومتنا على أوسع مدى مستطاع اهتممت
بترجمة رجاله الذين لم يذكروا في كتب الخاصة وكثيرا ما يحتاج القارئ إلى الوقوف
على حالهم فراجعت فيها تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني، وتهذيب التهذيب له،
وميزان الاعتدال للذهبي، والاكمال في أسماء الرجال لمحمد بن عبد الله الخطيب، و
الإستيعاب لابن عبد البر، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، والإصابة لتمييز
الصحابة لابن حجر. واللباب في تهذيب الأنساب للجزري، والمعارف لابن قتيبة
الدينوري، والمحبر لحبيب بن أمية البغدادي، وتاريخ بغداد للخطيب، والجواهر
المضيئة لعبد القادر بن أبي الوفاء الحنفي المصري.
وكانت ترجمتي لهم وجيزة للتعريف فحسب، وغالبا ذكرت المصدر الذي أخذت
عنه ليكون القارئ على بصيرة من أمره أو راجعه إذا أراد التفصيل.
ولقد لقيت في تنفيذ هذا الامر تعبا شديدا لم أصادفه في غيره من الكتب التي
تصديت لتحقيقها وتصحيحها.
ثم إرشادا للمستفيدين وتسهيلا للباحثين فسرت ما لعله يحتاج إلى البيان من
غريب اللفظ ومشكل اللغة، وجعلت له فهرسا عاما لجميع الأحاديث وفي كل ذلك
رائدي الاخلاص وصواي صدق النية، ولله الحمد والمنة.
ومن المؤسف عليه وبالرغم من جدنا في تصحيح وقع في الكتاب حين الطبع
أغلاط أو أغيلاط جلها بسبب إهمال المطبعة وسهو النظر ويهون الخطب ولا ينزل بالكتاب
عن درجة الاعتبار.
فالمرجو من الكرام تصويب الأخطاء، ثم صالح الدعاء. فاني أتيت بالمقدور
وما هفوت فيه فمن القصور، والعمل خطير، وبضاعتي مزجاة، فمثلي من الانصاف
بمنجاة، إن أريد إلا الاصلاح، وما توفيقي إلا بالله.
خادم العلم والدين
علي أكبر الغفاري
مقدمة المصحح 14

كتاب الخصال
للشيخ الجليل الأقدم
الصدوق
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المتوفى 381 ه‍
صححه وعلق عليه
علي أكبر الغفاري
كونوا للعلم رعاة، ولا تكونوا له رواة،
فقد يرعوي من لا يروى، وقد يروى من لا
يرعوي، انكم لم تكونوا عالمين حتى تكونوا بما
علمتم عاملين
رسول الله صلى الله عليه وآله
كونوا دراة، ولا تكونوا رواة، حديث
تعرفون فقهه خير من ألف تروونه
الرضا عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي توحد بالوحدانية، وتفرد بالإلهية، وفطر العباد على معرفته
وكل الألسن عن صفته، وحجب الابصار عن رؤيته، الذي علا عن صفات المخلوقين
وجل عن معاني المحدودين، فلا مثل له في الخلائق أجمعين، ولا إله غيره لجميع
العالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقر بتوحيده، راغب في
كرامته، تائب من ذنوبه.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اصطفاه برسالته، وأودعه معالم دينه، وبعثه
بكتابه حجة على عباده.
وأشهد أن علي بن أبي طالب وصيه وخير الخلق بعده، والقائم بأمره، و
الداعي إلى سبيله، وأنه أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأولى الناس بالنبيين،
وأن زوجته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأن الحسن والحسين والأئمة
[التسعة] من ولده أئمة الهدى، وأعلام التقى، وحجج الله على أهل الدنيا، وأشهد
أن من تبعهم نجا، ومن تخلف عنهم هلك، صلوات الله عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم
ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني وجدت مشايخي وأسلافي - رحمة الله عليهم - قد صنفوا في فنون
العلم كتبا وأغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الاعداد والخصال المحمودة، و
المذمومة، ووجدت في تصنيفه نفعا كثيرا لطالب العلم، والراغب في الخير فتقربت
إلى الله جل اسمه بتصنيف هذا الكتاب، طالبا لثوابه، وراغبا في الفوز برحمته، وأرجو
أن لا يخيبني فيما أملته ورجوته منه بتطوله ومنه، إنه على كل شئ قدير.
1

باب الواحد
قال الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الفقيه مصنف هذا الكتاب أدام الله عزه.
1 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله تعالى
عنه قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى البزوري، قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم
البلدي، قال: حدثنا أبي، عن المعافى بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن
شريح بن هانئ، عن أبيه قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين
عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إن الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه،
وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟ فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: دعوه فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال:
يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان
على الله عز وجل ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل:
" واحد " يقصد به باب الاعداد، فهذا ما لا يجوز لان ما لا ثاني له لا يدخل في
باب الاعداد، أما ترى أنه كفر من قال: " إنه ثالث ثلاثة ". وقول القائل: " هو
واحد من الناس " يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه، وجل
ربنا وتعالى عن ذلك. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل " هو واحد ليس
له في الأشياء شبه " كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني
به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عز وجل.
ترك خصلة موجودة بخصلة موعودة
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
2

طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره (1).
خصلة من الجور
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بي يحيى العطار، عن محمد بن -
عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من الجور قول الراكب للراجل: الطريق.
خصلة من حب الدين
4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن
أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل
ابن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حب الرجل دينه حبه إخوانه.
خصلة واحدة بخمس خصال
5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل
يقول: بجلالي وجمالي وبهائي وعلائي وارتفاعي لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا
جعلت غناه في نفسه، وهمه في آخرته، وكففت عنه ضيعته وضمنت السماوات و
الأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر (2).
خصلة بخصلة
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي -
زياد السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال

(1) أي لأجل أمر غير حاضر بل غائب عن حس البصر.
(2) أي كنت له عوضا من تجارة كل تاجر، فان كل تاجر يتجر لمنفعة دنيوية
أو أخروية ولما أعرض عن جميع ذلك كنت أنا ربح تجارته، أو كنت له بعد حصول تجارة
كل تاجر.
3

رسول الله صلى الله عليه وآله من طلب رضى الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذاما.
7 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب،
عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمنى شيئا وهو لله عز وجل رضى لم يخرج من الدنيا
حتى يعطاه.
خصلة منجية
8 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد
ابن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان بإسناده يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني
ما يصلحك.
خصلة هي أفضل الدين
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل العلم أحب إلى الله عز وجل من فضل العبادة، وأفضل
دينكم الورع.
ما جمع شئ إلى شئ أفضل من خصلة إلى خصلة
10 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثني إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني الحسن بن أبي الحسين
الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جمع شئ إلى شئ أفضل
من حلم إلى علم.
11 - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي (1) قال: حدثنا عبد الوهاب

(1) قال في الأمالي ص 261 أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي فيما كتب إلى من
أصبهان. وظاهر " أخبرنا " يفيد الإجازة والكتابة كما أن لفظة " حدثنا " تفيد السماع.
4

ابن خراجة قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا علي بن حفص العبسي قال: حدثنا
الحسن بن الحسين العلوي، عن أبيه الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد
ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده ما جمع شئ إلى شئ أفضل
من حلم إلى علم.
خصلة فيها شرف الدنيا والآخرة
12 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو عبد الله
الجاموراني (1) عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن -
حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مجالسة أهل الدين شرف
الدنيا والآخرة.
أعلم الناس من جمع خصلة إلى خصلة
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن سيف، عن أخيه الحسين، عن أبيه
سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أعلم الناس،
قال: من جمع علم الناس إلى علمه.
حقيقة السعادة واحدة وحقيقة الشقاء واحدة
14 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أنه قال: حقيقة السعادة أن يختم الرجل
عمله بالسعادة، وحقيقة الشقاء أن يختم المرء عمله بالشقاء.
يثاب الناس أو يعاقبون بخصلة
15 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -

(1) هو محمد بن أحمد أبو عبد الله الرازي.
5

أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن
إبراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن لسان
ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن
تركتنا، ويقولون: الله الله فينا، ويناشدونه، ويقولون: إنما نثاب بك، ونعاقب بك.
خصلة هي أفضل الجهاد
16 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، عن
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سئل جعفر بن محمد عليهما السلام عن الحديث الذي
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله " إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر " ما معناه؟ قال:
هذا على أن يأمره بقدر معرفته وهو مع ذلك يقبل منه وإلا فلا.
أشد الأشياء خصلة لا تتقى الا بترك خصلة
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قال:
حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم: يا معلم الخير أعلمنا أي
الأشياء أشد؟ فقال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: فبم يتقى غضب الله؟
قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة الناس.
شرف المؤمن في خصلة وعزه في خصلة
18 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر بن -
أبي جعفر الكميداني (1) ومحمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كف الأذى عن الناس.

(1) قال في نخبة المقال نقلا عن " صه " كمنذان بضم الكاف والميم واسكان النون وفتح
الذال المعجمة قرية من قرى قم، وفي حواشي نقد الرجال أن المشهور اليوم بالياء التحتانية
المثناة والدال. وفي حواشي الوسائل مثله مع إعجام الذال نسبة إلى كميذان محلة انتهى.
6

19 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر بن -
أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبرئيل: عظني فقال:
يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت
فإنك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كفه عن أعراض الناس.
20 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
محمد بن جرير، والحسن بن عروة، وعبد الله بن محمد الوهبي قالوا: حدثنا محمد بن -
حميد قال: حدثنا زافر بن سليمان قال: حدثنا محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن
سهل بن سعد قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك
ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن
شرف الرجل قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.
21 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
عمر بن أبي غيلان الثقفي، وعيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي قالا: حدثنا
أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثنا سعد بن سعيد الجرجاني قال: حدثنا نهشل بن -
سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أشراف أمتي حملة
القرآن وأصحاب الليل.
مفتاح كل شر خصلة
22 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني علي بن -
الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن،
عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الغضب مفتاح كل شر.
خصلة من العدل
23 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن
حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: أحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم.
7

خصلة من فعلها رضى بها حكما
24 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.
أدنى حق المؤمن على أخيه خصلة
25 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر
قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام: ما أدنى حق المؤمن على أخيه؟ قال: أن لا يستأثر عليه
بما هو أحوج إليه منه.
التقرب إلى الله عز وجل بخصلة
26 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تقربوا إلى الله تعالى بمواساة إخوانكم.
ما بلا الله العباد بشئ أشد عليهم من خصلة
27 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد
ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد
ابن سنان، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ما بلا الله العباد بشئ أشد عليهم من إخراج الدرهم.
ثمرة المعروف خصلة
28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن خالد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر، عن زرارة،
عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: لكل شئ ثمرة، و
ثمرة المعروف تعجيل السراج.
8

خصلة تثبت الايمان في العبد، وخصلة تخرجه منه
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن علي
ابن سليمان بن رشيد، عن موسى بن سلام، عن أبان بن سويد، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قلت: ما الذي يثبت الايمان في العبد؟ قال: الذي يثبته فيه الورع، والذي
يخرجه منه الطمع.
خصلة تذهب ببهاء المؤمن
30 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى بن عبيد،
عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم
ابن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن.
بر ليس فوقه بر، وعقوق ليس فوقه عقوق
31 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن أبي همام - إسماعيل بن همام - عن
محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله
عز وجل فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر. وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل
الرجل أحد والديه. فإذا قتل أحدهما فليس فوقه عقوق.
مضمون لمن عمل خصلة أن لا يفتقر
32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر، عن عبد الله بن أيوب، عن إبراهيم
ابن ميمون قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر.
9

مروءة أهل البيت عليهم السلام خصلة
33 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن ابن أبي نجران،
عن حماد، عن حريز، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنا أهل بيت
مروءتنا العفو عمن ظلمنا (1).
خصلة من المروءة
34 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن صالح بن سعيد،
عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من المروءة
استصلاح المال.
خصلة مكروهة للرجل السرى
35 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن
- وهب قال: رآني أبو عبد الله عليه السلام بالمدينة وأنا أحمل بقلا فقال: إنه يكره للرجل
السري (2) أن يحمل الشئ الدني فيجترئ عليه.
خصلة يحبها الله وخصلة يبغضها عز وجل
36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن داود الرقي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القصد (3) أمر يحبه الله عز وجل، وإن السرف (4)

(1) كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله مع أهل مكة بعد فتحها لا سيما قريش مع علمه
بأنهم يقاتلون أهل بيته بعده ويفعلون بهم ما لا يفعل بالمشركين من الترك والديلم.
(2) السرى بفتح السين: صاحب المروءة في شرف، أو السخاء في مروءة. والشريف.
(3) القصد الاستقامة. والحد بين الافراط والتفريط. والاعتدال.
(4) السرف - بفتح السين والراء - تجاوز الحد، ضد القصد.
10

[أمر] يبغضه [الله عز وجل] حتى طرحك النواة (1) فإنها تصلح لشئ وحتى
صبك فضل شرابك.
خصلة من احتملها لم يشكر النعمة
37 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن حسان، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة. (2)
من لم تغضبه خصلة لم يشكر خصلة
38 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد
ابن أحمد، عن أحمد بن محمد السياري، عن علي بن أسباط يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام
قال: من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة.
خصلة من التواضع
39 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن -
خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من التواضع أن تسلم على من لقيت.
خصلة كادت أن تكون كفرا وخصلة كادت أن تغلب القدر
40 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: أخبرني
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن -

(1) النواة: عجمة التمر. يقال لها بالفارسية: هستهء خرما.
(2) الجفاء ضد الانس. والمعنى أن من لم يأنس بالناس لسوء خلقه وغلظته لم يشكر
نعمة الانسانية. أو المراد بالجفاء الظلم والتعدي. فالمعنى أن من احتمل الظلم ولم يدفعه
عن نفسه وأهله مع القدرة على دفعه فهو لم يشكر نعمة القوة الغضبية التي أعطاها الله تعالى
لدفع المكروه.
11

محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاد الفقر أن
يكون كفرا، وكاد الحسد أن يغلب القدر.
خصلة أهلكت القرون الأولى
41 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول لأبي العباس البقباق: ما منعك من الحج؟ قال: كفالة كفلت
بها، قال: مالك والكفالات، أما علمت أن الكفالة هي التي أهلكت القرون الأولى.
كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله عز وجل الا خصلة
فإنها لا يكفرها الا إحدى ثلاث خصال
42 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن
سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله
عز وجل إلا الدين [فإنه] لا كفارة له إلا أداءه، أو يقضى صاحبه (1) أو يعفو الذي
له الحق.
ان الله تبارك وتعالى أهدى إلى محمد صلى الله عليه وآله والى أمته
هدية لم يهدها إلى أحد من الأمم
43 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى أهدى إلي وإلى أمتي هدية لم يهدها إلى
أحد من الأمم، كرامة من الله لنا، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الافطار في
في السفر، والتقصير في الصلاة، فمن لم يفعل ذلك فقد رد على الله عز وجل هديته.

(1) أي يقضى عنه غيره.
12

من أحب أن يكثر خير بيته فليفعل خصلة عند حضور طعامه
44 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم
عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من سره أن يكثر خير
بيته فليتوضأ عند حضور طعامه.
ان الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نظر إليه فإذا نظر
إليه أتحفه من ثلاثة بواحدة
45 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني أحمد بن إدريس، عن محمد بن -
أحمد، عن علي بن السندي، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أحب الله عبدا نظر إليه فإذا نظر إليه، أتحفه من ثلاثة
بواحدة: إما صداع، وإما حمى، وإما رمد.
القيامة عرس المتقين
46 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد القاشاني، عمن ذكره، عن عبد الله بن -
القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القيامة عرس المتقين.
خصلة من أجلها لا يحب الموت
47 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي
قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن السكوني،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله رجل فقال له: مالي لا أحب
الموت؟ فقال له: ألك مال؟ قال: نعم، قال: فقدمته؟ قال: لا، قال: فمن ثم
لا تحب الموت.
13

خصلة تشبه ضدها
48 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد،
عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يخلق الله عز وجل
يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت.
شرار الناس الذين يكرمون مخافة خصلة فيهم
49 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي
عن عبد الله (1) قال: حدثني الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
ألا إن شرار أمتي (2) الذين يكرمون مخافة شرهم ألا ومن أكرمه الناس اتقاء شره
فليس مني.
خصلة هي الزهد في الدنيا وخصلة هي شكر كل نعمة
50 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن -
أحمد، عن أحمد بن محمد، عن بعض النوفليين، ومحمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين
عليه السلام قال: كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل. الزهد في
الدنيا قصر الامل. وشكر كل نعمة الورع عما حرم الله عز وجل. من أسخط بدنه
أرضى ربه، ومن لم يسخط بدنه عصى ربه.
ما شئ أحق بطول السجن من اللسان
51 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن زياد بن مروان القندي، عن أبي وكيع،

(1) كذا. والظاهر الحسن بن علي بن عبد الله. وهو الحسن بن علي الكوفي الراوي
عن الحسين بن يزيد النوفلي.
(2) في بعض النسخ " شرار أهلي ".
14

عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما من شئ أحق
بطول السجن من اللسان.
من أطال أمله ساء عمله
52 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن أبي همام - إسماعيل بن همام - عن
محمد بن سعيد بن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه،
عن علي عليهم السلام قال: من: أطال أمله ساء عمله.
لا يزال الرجل المسلم يكتب محسنا ما دام ساكتا
53 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن موسى بن عمر، عن علي بن الحسين بن رباط، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا، فإذا تكلم كتب
محسنا أو مسيئا.
خصلة من فعلها آمنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة
54 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن حمزة بن يعلى يرفعه بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مقت نفسه دون
مقت الناس (1) آمنه الله من فزع يوم القيامة.
رأس العقل خصلة
55 - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثنا عبد الوهاب بن -
خراجة، قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا علي بن حفص العبسي قال: حدثنا
الحسن بن الحسين العلوي، عن أبيه الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن -
علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأس العقل بعد الايمان بالله عز وجل التحبب إلى الناس.

(1) أي من نظر إلى عيوب نفسه فأبغضها من غير أن ينظر إلى عيوب الناس.
15

أورع الناس، وأعبد الناس، وأزهد الناس، وأشد الناس اجتهادا
56 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن العباس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام الفرائض،
أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.
كفى بالندم توبة
57 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي الجهضمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كفى
بالندم توبة.
من أصاب من الدنيا فوق قوته
58 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن ابن محبوب، عن علي بن الحسين بن رباط، رفعه قال: شكى رجل إلى
أمير المؤمنين عليه السلام الحاجة فقال له: اعلم أن كل شئ تصيبه من الدنيا فوق قوتك
فإنما أنت فيه خازن لغيرك.
الوصية بخصلة
59 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور
عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما حضرت
علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني
به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به يا بني إياك وظلم من
لا يجد عليك ناصرا إلا الله.
16

خصلة نافية وخصلة مثبتة
60 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني
أبو سعيد الادمي قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن
حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قوما من قريش قلت
مدارأتهم للناس فنفوا من قريش (1) وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس. وإن قوما من
غيرهم حسنت مدارأتهم فالحقوا بالبيت الرفيع. قال: ثم قال: من كف يده عن
الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيادي كثيرة.
خصلة ثقلت على أهل الدنيا وخصلة خفت عليهم
61 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحجال، عن علاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام (2)
يقول: إن الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة وإن
الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة (3).

(1) يعنى من أهل البيت عليهم السلام.
(2) في بعض النسخ " سمعت أبا عبد الله عليه السلام ".
(3) ميزان كل شئ بحسبه وهو المعيار الذي يعرف به قدر ذلك الشئ ولا يكون الا
من جنسه ومما يناسبه على اختلاف أجناس الموزونات كذى الكفتين والقبان وما يجرى مجراها
للاجرام والأثقال، والأسطرلاب للمواقيت والارتفاعات، والفرجار للدوائر، والقسي والشاقول
للأعمدة، والمسطر للخطوط، والطراز للسطوح، والعروض للشعر، والمنطق للفلسفة،
والحس والعقل للكل، فميزان يوم القيامة هو ما يوزن به العقائد والأعمال فيعرف قدرها، مثلا
كلمة " لا إله إلا الله " ميزان الايمان والكفر والمائزة بين أهل الجنة والنار. وميزان الأعمال
الصلاة كما ورد " الصلاة ميزان " والأنبياء والأولياء هم الموازين القسط فالقبول الراجح
من الأعمال ما وافق أعمالهم والمرضى من الأخلاق والأقوال ما طابق أخلاقهم وأقوالهم،
والحق من العقائد ما اقتبس من مشكاتهم والمردود منها ما خالف ذلك (راجع مفصل شرح
الميزان كتاب علم اليقين للمحدث القاشاني رحمه الله ص 208).
17

لا حسب الا بخصلة، ولا كرم الا بخصلة، ولا عمل
الا بخصلة، ولا عبادة الا بخصلة
62 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: لا حسب
لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع، ولا كرم إلا بتقوى، ولا عمل إلا بنية، ألا وإن أبغض
الناس إلى الله عز وجل من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
خصلة تنفع في أربعة أشياء
63 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكحل ينبت الشعر، ويجفف الدمعة، ويعذب
الريق، ويجلو البصر.
إذا أحب الله عز وجل عبدا ابتلاه بعظيم البلاء
64 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال:
حدثني سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن -
سنان، عن زيد أبي أسامة الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن عظيم البلاء يكافى به عظيم الجزاء، وإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن
رضي فله الرضا عند الله عز وجل، ومن سخط البلاء فله السخط.
خصلة تورث الباسور (1)
65 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثني أبو سعيد الآدمي قال: حدثني الحسن بن الحسين اللؤلؤي،

(1) في بعض النسخ " تورث الناسور ".
18

عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله جعفر بن -
محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: طول الجلوس
على الخلاء يورث الباسور. (1)
ما طهرت كف فيها خاتم من حديد
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما طهرت كف فيها خاتم من حديد.
من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه
67 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن -
هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله،
عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه،
وقال عليه السلام: لا تدع إلى طعامك أحدا حتى يسلم.
خصلة من فعلها أو فعلت له برئ من دين محمد صلى الله عليه وآله
68 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من تكهن أو تكهن له (2) فقد برئ من دين محمد صلى الله عليه وآله. قلت:

(1) الباسور علة معروفة والجمع بواسير وفى بعض النسخ " الناسور " بالسين والصاد
جميعا قرحة لها غور يسيل منها القيح والصديد دائما وقلما يندمل. فارسية ريش روان قد
يحدث في ماق العين وقد يحدث في حوالي المقعد.
(2) كهن له كمنع ونصر وكرم كهانة - بالفتح - وتكهن تكهينا وتكهنا: قضى
له بالغيب فهو كاهن.
19

فالقافة (1) قال: ما أحب أن تأتيهم، وقل ما يقولون (2) شيئا إلا كان قريبا مما يقولون،
وقال: القيافة فضلة من النبوة ذهبت في الناس.
ما بقي من أمثال الأنبياء الا كلمة
69 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن
الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: ما بقي من أمثال الأنبياء إلا
كلمة: إذا لم تستحي فاعمل ما شئت. وقال: أما انها في بني أمية.
إذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيرا عجل عقوبته في الدنيا وإذا
أراد به سوءا أخر عقوبته
70 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد
الله بعبد خيرا عجل عقوبته في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتى
يوافي بها يوم القيامة.
الصبر على أعداء النعم
71 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: اصبر على أعداء النعم، فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل
من أن تطيع الله فيه.

(1) القائف من يعرف الآثار، الجمع قافة. وقاف أثره: تبعه كقفاه وأقفاه. وفى بعض
النسخ " فالقيافة " وهي تتبع الأثر.
(2) في بعض النسخ " وقيل ما تقولون " فيحتمل أن يكون لفظ قيل من كلام الإمام عليه السلام
أو كلام الصدوق (ره) والمعنى: أنتم تقولون أيضا قريبا مما يقولون مثل أن تقولوا
فلان يشبه أباه كما يقولون هذا أيضا.
20

خلق النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب (ع) من شجرة واحدة
72 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن يحيى العطار، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدثنا
الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن علي بن حفص العبسي، عن الصلت بن العلاء، عن
أبي الحزور، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الناس من شجر
شتى، وخلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة، أصلي علي وفرعي جعفر.
شكر كل نعمة خصلة
73 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن بن عطية (1)، عن عمر بن يزيد، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله
عز وجل.
الدين هو الحب
74 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سعيد بن يسار قال: قال لي أبو عبد الله
عليه السلام: هل الدين إلا الحب؟ إن الله عز وجل يقول: " قل إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله ". (2)
المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا عن غير ذنب
75 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبيدة الحذاء

(1) في بعض النسخ " الحسين بن عطية ".
(2) آل عمران: 31.
21

قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا عن غير ذنب. (1)
خصلة تحيى القلوب
76 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خطاب بن -
مسلمة، عن الفضيل بن يسار قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا فضل إن حديثنا يحيي
القلوب.
خصلة فيها حياة لأمر حجج الله عز وجل
77 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن -
أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن خيثمة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: تزاوروا في
بيوتكم فإن ذلك حياة لامرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا.
ما خلق الله عز وجل شيئا أقر للعين من خصلة
78 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أبي الصهبان
عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال لي: يا محمد كان أبي عليه السلام يقول: يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية.
تسعة أعشار الدين في خصلة
79 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني
أبو سعيد الآدمي قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الله بن جندب، عن أبي عمر العجمي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة
أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شئ إلا في شرب -

(1) في بعض النسخ " من غير ذنب " وقال في مجمع بحار الأنوار: في حديث المصافحة
" لم يبق بينهما ذنب " أي غل وشحناء.
22

النبيذ والمسح على الخفين (1).
من رضى القضاء ومن سخطه
80 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن الفراء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام
قال: من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور، ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء
وأحبط الله أجره.
خصلة لا يتحبب (2) بها حمر النعم
81 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن -
الحسين عليهما السلام قال: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم (3) وما تجرعت جرعة
أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافي بها صاحبها.
خصلة تزيد في الرزق
82 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثني
الحسن بن متيل الدقاق، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير،
عن أبي عوف العجلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الوضوء قبل الطعام وبعده
يزيد في الرزق.

(1) ذلك لعدم مس الحاجة إلى التقية فيهما لأنه يمكن الاحتزار عنهما بأن لا يشرب
النبيذ لان الشافعي يحرمه. ولا يمسح الخفين لأنه بدعة حدثت بعد ثبوت حكم المسح على
الرجلين بنص القرآن إذ لاخفاء في أن الخف غير الرجل، على أنه يمكنه أن ينزعه ويمسحه
ثم يغسله. كما يظهر من بعض الروايات. راجع الوسائل ج 1 ص 65 باب وجوب المسح
على الرجلين.
(2) كذا في نسخة مصححة وفى أكثر النسخ " لا يستحب ".
(3) حمر النعم كرائمها وهي مثل في كل نفيس من المال. والإبل الحمر أنفس
أموال العرب.
23

خصلة من الذنوب التي لا تغفر
83 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أخي الفضيل، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: يا ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا (1).
خصلة تورث النفاق وتعقب الفقر
84 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر.
أول ما يتحف به المؤمن خصلة
85 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد أبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عن الحسن بن عثمان، وابن أبي حمزة: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قلت له: ما أول ما يتحف به المؤمن؟ قال: يغفر لمن تبع جنازته.
يغفر لعبد يوم القيامة ليست له حسنة بخصلة
86 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
محمد بن عمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة،
فيقال له: أذكر أو تذكر (2) هل لك من حسنة، قال: فيتذكر فيقول: يا رب مالي

(1) لان هذا الكلام يدل على استصغار الذنب وعدم الندامة عليه وهو جرأة على الله
سبحانه قال أبو الحسن عليه السلام " لا تستقلوا قليل الذنوب ". وقال أبو عبد الله عليه السلام " اتقوا -
المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر ".
(2) ياد كن، ياد بياور.
24

من حسنة إلا أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فطلبت منه ماء فأعطاني ماء فتوضأت به
وصليت لك، قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: قد غفرت لك أدخلوا عبدي الجنة.
رأس كل خطيئة خصلة
87 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن درست بن أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
ما أقبح بالرجل أن يدخل الجنة وهو مهتوك الستر
88 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن -
نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن نجم (1)، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال لي: يا نجم كلكم في الجنة معنا إلا أنه ما أقبح بالرجل منكم
أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وإن ذلك
لكائن؟ قال: نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه.
خصلة من فعلها استوجب رحمة الله عز وجل
89 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن -
نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: يا مدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه، فحدثهم بما
يعرفون، وترك ما ينكرون.
خصلة من فعلها كثر خير بيته
90 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن أبي سعيد
الآدمي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل
ابن أبي زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:

(1) نجم بن حطيم من أصحاب الباقر عليه السلام والظاهر هو الغنوي.
25

من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل الاكل.
في من ظهرت صحته على سقمه فيعالج بشئ فمات
91 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن سهل بن -
زياد، عن النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ظهرت
صحته على سقمه فيعالج بشئ فمات فأنا إلى الله منه برئ.
المؤمن مشغول عن خصلة
92 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن سهل
ابن زياد قال: حدثنا أبو نصر محمد بن جعفر بن عقبة، عن الحسن بن محمد ابن أخت
أبي مالك، عن عبد الله بن سنان، عن عبد الواحد بن المختار قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال: إن المؤمن لمشغول عن اللعب.
ما محق الايمان محق خصلة شئ
93 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري
قال: حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الايمان محق الشح شئ (1)، ثم قال: إن
لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.
سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من بعده
94 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني
أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لأبي -
الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: الرجل يقول لابنه أو لابنته بأبي أنت وأمي أو بأبوي.
أترى بذلك بأسا؟ فقال: إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وإن كانا قد ماتا فلا

(1) الشح - بضم المعجمة وشد الحاء -: الحرص مع البخل. ومحقه: أبطله ومحاه.
26

بأس. قال: ثم قال: كان جعفر عليه السلام يقول: سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من
بعده (1) وقد والله أراني الله خلفي من بعدي.
المؤمن أعظم حرمة من الكعبة
95 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن
أعظم حرمة من الكعبة.
حسب المؤمن (2) من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عز وجل
96 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن -
نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حسب
المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله.
الهدية تذهب بالضغائن
97 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن سهل
ابن زياد، قال: أخبرنا محمد بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: نعم الشئ الهدية أمام الحاجة، وقال: تهادوا تحابوا فإن
الهدية تذهب بالضغائن (3).
طوبى لعبد نومة
98 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طوبى

(1) الخلف - بالتحريك -: الولد الصالح، فإذا كان فاسدا سكنت اللام. وربما
استعمل كلا منهما مكان الاخر.
(2) حسبك درهم أي كفاك.
(3) ضغن ضغنا من باب تعب: حقد، والاسم الضغن.
27

لعبد نومة (1)، عرف الناس فصاحبهم ببدنه ولم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه فعرفهم في
الظاهر ولم يعرفوه في الباطن
خصلة تدع الرجل فقيرا يوم القيامة
99 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي
ابن أسد الأسدي قال: حدثني محمد بن أبي أيوب النهروي قال: حدثني جعفر بن -
سنسيد بن داود قال: حدثني أبي قال: حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه،
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قالت أم سليمان بن داود لسليمان عليه السلام:
إياك وكثرة النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا (2) يوم القيامة.
عرفاء أهل الجنة صنف
100 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
أبي، وعلي بن العباس البجلي، والحسن علي بن نصر الطوسي قالوا: حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قال: حدثنا أبو سنان العابدي قال: حدثنا صفوان بن
سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حملة
القرآن عرفاء أهل الجنة (3).
توضأ رسول الله صلى الله عليه وآله مرة مرة
101 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني بفرغانة قال: حدثنا
أبو العباس الحمادي قال: حدثنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب

(1) رجل نومة - بالضم ساكنة الواو - أي لا يؤبه به، ويقال للخامل الذكر الذي
لا يؤبه به: نومة. وروى المصنف في معاني الأخبار باسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام في معنى
النومة قال عليه السلام: " الذي لا يدرى الناس ما في نفسه ".
(2) أي يتركه فقيرا.
(3) حملة القرآن حفظته العاملون به. وعرفاء أهل الجنة: المقدمون في الرتب
العلية.
28

قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وآله توضأ مرة مرة.
أحسن الحسن خصلة
102 - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري قال: حدثنا
أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي (1) المذكر قال: حدثني أبو محمد عبد العزيز
ابن علي السرخسي بمرو الروذ قال: حدثني أبو بكر أحمد بن عمران البغدادي
قال: حدثنا أبو الحسن قال: حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا أبو الحسن، قال:
حدثنا الحسن، عن الحسن، عن الحسن: إن أحسن الحسن الخلق الحسن.
فأما أبو الحسن الأول فمحمد بن عبد الرحيم التستري، وأما أبو الحسن
الثاني فعلي بن أحمد البصري التمار، وأما أبو الحسن الثالث فعلي بن محمد الواقدي
وأما الحسن الأول فالحسن بن عرفة العبدي، وأما الحسن الثاني فالحسن بن أبي -
الحسن البصري وأما الحسن الثالث فالحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
ترك النبي صلى الله عليه وآله دعوته لخصلة
103 - أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس قال: حدثنا محمد بن عثمان
الهروي قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: حدثنا أبو بشر ختن المقرئ قال: حدثنا
معمر بن سليمان قال: إني سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل
نبي دعوة قد دعا بها وقد سأل سؤلا، وقد خبأت دعوتي (2) لشفاعتي لامتي يوم القيامة.
أفضل العبادة خصلة وأفضل الدين خصلة
104 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع (3) قال: حدثنا هارون

(1) في بعض النسخ " السحري " وهو منسوب إلى السحر، واما السجزي فمنسوب إلى
سجز اسم لسجستان.
(2) السؤل - بالضم -: ما يسأل. وخبأ الشئ: ستره وأخفاه.
(3) في بعض النسخ " أبو منيع " وكذا فيما يأتي.
29

ابن عبد الله قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا خالد بن -
أبي خالد الأزرق، عن محمد بن عبد الرحمن - وأظنه ابن أبي ليلى - عن نافع، عن
ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع.
شئ هو كثير وفاعله قليل
105 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا أحمد بن -
عمران الأخنسي سنة ثمان وعشرين (1) وفيها مات، قال: سمعت أبا خالد الأحمري
يحدث عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله
ابن عمرو (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الخير كثير (3) وفاعله قليل.
خصلة هي نصف الدين
106 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن منيع قال: حدثنا علي بن -
عيسى المخرمي سنة إحدى وثلاثين (4) قال: حدثنا خلاد بن عيسى، عن ثابت، عن
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسن الخلق نصف الدين.
أفضل ما أعطى المسلم خصلة
107 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان، عن زياد بن علاقة، عن
أسامة بن شريك قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما أفضل ما أعطي المرء المسلم؟ قال:
الخلق الحسن.

(1) يعنى بعد المائتين بقرينة رواية ابن منيع عن المخرمي المتوفى سنة 233 كما
في التقريب في الخبر الآتي.
(2) رواه الخطيب في التاريخ والطبراني في الأوسط عن عبد الله بن عمرو يعنى ابن
العاص. وفى بعض النسخ " عن عبد الله بن عمر " وهو خطأ.
(3) أي طرقه وأنواعه كثيرة وفاعله قليل لان اقبال الناس على دنياهم وأهملوا ما
ينفعهم في أخراهم، والغالب عليهم حب الشهوات.
(4) يعنى بعد المائتين كما هو ظاهر التقريب.
30

خلق النبي وعلي بن أبي طالب عليهما السلام من نور واحد
108 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن -
عبد الله الرازي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد
ابن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين قال: حدثني
أخي الحسن بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: خلقت أنا وعلى من نور واحد.
صلاح العبد في صلاح شئ من جسده
109 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم
الديبلي (1) قال: حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا سفيان، عن مجاهد قال: سمعت
الشعبي يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: في الانسان
مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم بها سائر الجسد
وفسد، وهي القلب.
110 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا
قتيبة قال: حدثنا رشدين بن سعد المصري أبو الحجاج (2) قال: حدثنا شراحيل
ابن يزيد (3) عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا طاب
قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد.

(1) ديبل - بفتح الدال وتقديم المثناة التحتية على الباء الموحدة المضمومة مدينة
على ساحل البحر الهندي قريبة من السند ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء منهم أبو جعفر
محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي الراوي عن أبي عبد الله الحسين بن الحسن المروزي.
(اللباب)
(2) رشدين - بكسر الراء وسكون المعجمة ابن سعد بن مفلح المهري المصري.
وفى نسخ الكتاب " رشيد بن سعد البصري " وهو تصحيف.
(3) يعنى المعافري.
31

دخل الرجل الجنة بخصلة
111 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا ابن معاذ قال: حدثنا
الحسين المروزي قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله (1) قال: سمعت
أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: دخل عبد الجنة بغصن من
شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه. (2)
من سره خصلتان فليستعمل خصلة
112 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني، قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن محمد بن جمهور الحمادي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن -
زيد الصايغ المكي بمكة قال: حدثنا أحمد بن شبيب قال: أخبرني أبي، عن يونس
عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من سره أن يبسط
له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه (3).
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم تسليمة واحدة
113 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثني أبو القاسم سعيد بن -
أحمد بن أبي سالم قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن الفضل الوراق قال: حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم الوراق السمرقندي قال: حدثنا سليمان بن سلمة قال: حدثنا بقية بن -
الوليد، عن الزيادي (4)، عن الزهري، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسلم تسليمة
واحدة.

(1) هو يحيى بن عبيد الله بن موهب التيمي يروى عنه عبد الله بن المبارك. وقال
الجوزجاني: هو كوفي وأبوه لا يعرف. يروى عن أبيه عن أبي هريرة.
(2) أماطه أي أزاله ونحاه.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه ج 8 ص 8 وفيه " أو ينسأ في أثره ". والأثر الاجل.
(4) الظاهر هو محمد بن زياد بن عبيد الزيادي أبو عبد الله البصري الملقب بيؤيؤ.
32

باب الاثنين
معرفة التوحيد بخصلتين
1 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي (1) وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله
عنهما قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت
أبي يحدث عن أبيه عليه السلام أن رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين
بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم لما أن هممت فحال بيني وبين همي،
وعزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت أن المدبر غيري، قال: فبماذا شكرت نعماه؟ قال:
نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته،
قال: فبماذا أحببت لقاءه؟ قال: لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه
علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه.
قال النبي صلى الله عليه وآله خلتان (2) لا أحب أن يشاركني فيهما أحد
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فإنه
من صلاتي، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل فإنها تقع في يد الرحمن.
غريبتان فاحتملوهما
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر

(1) في بعض النسخ " القاضي " ولعله تصحيف.
(2) الخلة: الخصلة.
33

ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: غريبتان
فاحتملوهما كلمة حكم من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.
لا ينقض الوضوء الا ما خرج من الطرفين
4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثني محمد بن سماعة، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن
الحجامة والقئ وكل دم سائل، فقال: ليس فيه وضوء إنما الوضوء مما خرج من
طرفيك اللذين أنعم الله بهما عليك.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: يعني من بول أو غائط أو ريح أو مني.
نعمتان مكفورتان
5 - حدثنا جعفر بن علي الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن
ابن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
نعمتان مكفورتان: الامن والعافية. (1)
خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما
6 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما (2): الصحة والفراغ.
7 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن معاذ قال: حدثنا
الحسين بن الحسن المروزي، عن عبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى قالا: أخبرنا

(1) المكفور: المستور أو غير المشكور.
(2) أي مختبرون وممتحنون بهما.
34

عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
نعمتان مفتون فيهما كثير من الناس الفراغ والصحة.
ما عبد الله عز وجل بشئ أفضل من الصمت والمشي إلى بيته
8 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمد المسلي، عن أبي الربيع
الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عبد الله بشئ أفضل من الصمت والمشي
إلى بيته.
يؤمر بالمعروف رجلان
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل البصري (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، وأما صاحب
سوط وسيف فلا.
للكفر جناحان
10 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي العباس جرير البجلي (2)
عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للكفر جناحان: بنو أمية
وآل المهلب (3).

(1) في التهذيب في باب النوادر من كتاب الجهاد يحيى الطويل صاحب المصري،
ولعل الصواب المقرى وهو غير يحيى بن أم الطويل الذي كان من حواري علي بن الحسين
عليهما السلام وخواصه.
(2) في بعص النسخ " حريز البجلي " ولم أجدهما.
(3) المهلب - بضم الميم وفتح الهاء واللام المشددة أبو بطن. وآل المهلب جماعة
من الامراء والولاة لدولة بنى أمية وبنى العباس وهم منسوبون إلى المهلب بن أبي صفرة ظالم
ابن سراق الأزدي العتكي، يكنى أبا سعيد، أمير، بطاش، جواد، قال فيه عبد الله بن الزبير:
هذا سيد أهل العراق ولد في دبا، ونشأ بالبصرة، وقدم المدينة مع أبيه في أيام عمر، وولى
امارة البصرة لمصعب بن الزبير، وفقئت عينه بسمرقند كما في المحبر ص 261 وانتدب لقتال
الأزارقة، وكانوا قد غلبوا على البلاد، وشرط له أن كل بلد يجليهم عنه يكون له التصرف
في خراجه تلك السنة، فأقام يحاربهم تسعة عشر عاما لقى فيها منهم الأهوال، وأخيرا تم
له الظفر بهم، فقتل كثيرين، وشرد بقيتهم في البلاد، ثم ولاه عبد الملك بن مروان ولاية
خراسان فقدمها سنة 79 ه‍ ومات فيها. قال ابن الجوزي في المدهش من العجائب ثلاثة
اخوة ولدوا في سنة واحدة وقتلوا في سنة واحدة وكانت أعمارهم ثمانيا وأربعين سنة:
يزيد، وزياد، ومدرك بنو المهلب بن أبي صفرة. وأخبارهم كثيرة، راجع الوفيات ج 2
ص 145 ورغبة الامل ج 2 ص 201 و 204. و ج 3 ص 60 و 116. و ج 5 ص 130.
و ج 6 ص 105. والطبري ج 8 ص: 19. وابن الأثير ج 4 ص 183. (الزركلي)
35

قسم الله تبارك وتعالى أهل الأرض قسمين
11 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
ظريف بن ناصح، عن إبراهيم بن يحيى قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قسم الله تبارك وتعالى أهل الأرض قسمين فجعلني في خيرهما
ثم قسم النصف الآخر على ثلاثة فكنت خير الثلاثة، ثم اختار العرب من الناس، ثم
اختار قريشا من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبد المطلب
من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب.
صنفان من هذه الأمة إذا صلحا صلحت الأمة. وإذا فسدا فسدت الأمة
12 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد
ابن أحمد، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن السكوني، عن
36

جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت
أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والامراء.
اتقوا الله في الضعيفين
13 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي،
عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا الله في الضعيفين يعني بذلك اليتيم والنساء.
ثواب من عال ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين
14 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن زكريا المؤمن رفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام قال: من عال ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين حجبتاه من النار.
لا يجد ريح الجنة رجلان
15 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن شريس الوابشي (1)،
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الجنة ليوجد ريحها
من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها عاق ولا ديوث، قيل: يا رسول الله وما الديوث
قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم.
ما جاء في ذي وجهين
16 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن أبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله، عن
الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن

(1) نسبة إلى بنى وابش بطن من قريش.
37

علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يجئ يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه (1)
في قفاه وآخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال له: هذا الذي كان
في الدنيا ذا وجهين وذا لسانين يعرف بذلك يوم القيامة.
17 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن منيع قال: حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن من شر الناس عند الله عز وجل يوم القيامة ذا الوجهين.
18 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال: حدثنا شريك، عن الركين (2) عن نعيم بن حنظلة، عن عمار قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار.
19 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري، عن موسى بن عمر، عن ابن سنان، عن عون بن معين
بياع القلانس، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من لقى المؤمنين
بوجه، وغابهم بوجه أتى يوم القيامة وله لسانان من نار.
20 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن
عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه في الله شاهدا، ويأكله
غائبا، إن أعطي حسده، وإن ابتلي خذله.
الناس اثنان واحد أراح، وآخر استراح
21 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن -
سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

(1) في بعض النسخ " دلعا لسانه ".
(2) هو الركين بن الربيع الراوي عن نعيم بن حنظلة. ونعيم بن حنطب كما في
بعض نسخ الكتاب تصحيف والخبر رواه أبو داود بهذا الاسناد في السنن ج 2 ص 567.
38

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الناس اثنان واحد أراح وآخر استراح، فأما الذي استراح
فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح
الشجر والدواب وكثيرا من الناس.
الناس اثنان عالم ومتعلم
22 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد
ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد
ابن أبي عمير رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال: الناس اثنان عالم ومتعلم، وسائر الناس
همج والهمج في النار.
خصلتان إحداهما تنسى الذنوب والأخرى تقسي القلوب
23 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد
عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام: لا تفرح
بكثرة المال، ولا تدع ذكري على كل حال، فان كثرة المال تنسي الذنوب، وترك
ذكري يقسي القلوب.
خصلتان أمان من الجذام
24 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: تقليم الأظفار وأخذ الشارب من جمعة إلى جمعة أمان من الجذام.
الشغل بالعظيمتين
25 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين
ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
39

عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: بكى أبو ذر رحمه الله
من خشية الله عز وجل حتى اشتكى بصره، فقيل له: يا أبا ذر لو دعوت الله أن يشفي
بصرك، فقال: إني عنه لمشغول وما هو من أكبر همي، قالوا: وما يشغلك عنه؟
قال: العظيمتان: الجنة والنار.
الدنيا كلمتان ودرهمان
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قام أبو ذر رحمة الله عليه عند
الكعبة فقال: أنا جندب بن سكن، فاكتنفه الناس، فقال: لو أن أحدكم أراد سفرا
لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه، فسفر يوم القيامة أما تريدون فيه ما يصلحكم؟ فقام إليه
رجل فقال: أرشدنا، فقال: صم يوما شديد الحر للنشور، وحج حجة لعظائم الأمور
وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها وكلمة شر تسكت عنها
أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها يا مستكين من يوم عسير. اجعل الدنيا درهمين
درهما أنفقته على عيالك، ودرهما قدمته لآخرتك، والثالث يضر ولا ينفع فلا
ترده. اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال وكلمة للآخرة، والثالثة تضر ولا
ننفع لا تردها، ثم قال: قتلني هم يوم لا أدركه.
لا يكون الرجل فقيها حتى يكون فيه خصلتان
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن موسى بن أكيل قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل
وبما سد فورة الجوع.
لا خير في العيش الا لرجلين
28 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي - رحمه الله - عن أبيه علي
ابن الحسن، عن أبيه الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن المغيرة، عن
40

السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: لا خير في العيش إلا لرجلين: عالم مطاع، أو مستمع واع.
لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين
29 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله،
عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين: رجل يزداد في كل يوم
إحسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع
عنقه ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت.
العلم علمان
30 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن علي بن -
مهزيار، عن حكم بن بهلول، عن إسماعيل بن همام، عن عمر بن أذينة، عن أبان
ابن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول لأبي الطفيل
عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس إلا النظر فيه
وهو صبغة الاسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل.
خصلتان عجيبتان اكل رزق الله وادعاء الربوبية دون الله عز وجل
31 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان،
عن إبراهيم بن [أبي] زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أهبط ملكا
إلى الأرض فلبث فيها دهرا طويلا ثم عرج إلى السماء فقيل له: ما رأيت؟ فقال:
رأيت عجائب كثيرة وأعجب ما رأيت أني رأيت عبدا متقلبا في نعمتك يأكل رزقك و
يدعي الربوبية، فعجبت من جرأته عليك، ومن حلمك عنه. فقال الله عز وجل:
41

فمن حلمي عجبت؟ قال: نعم [يا رب] قال: قد أمهلته أربع مائة سنة لا يضرب عليه
عرق، ولا يريد من الدنيا شيئا إلا ناله، ولا يتغير عليه فيها مطعم ولا مشرب.
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله عز وجل
32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد باسناده رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله عز وجل، فمن نصرهما أعزه الله و
من خذلهما خذله الله عز وجل.
كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله خصلتين
33 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، عن
يونس بن عبد الرحمن، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر
- رحمة الله عليه - خصلتين: التفكر والاعتبار.
المرأة يكون لها زوجان من أهل الجنة لأيهما تكون في الجنة
34 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن موسى بن إبراهيم، عن الحسن، عن أبيه باسناده
رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: أن أم سلمة قالت له: بأبي أنت وأمي المرأة يكون لها
زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لأيهما تكون؟ فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما
خلقا وخيرهما لأهله، يا أم سلمة إن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.
خصمان اختصموا في ربهم
35 - حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين الاسروشني رضي الله عنه قال: حدثني
علي بن محمد بن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا أبو الحسن
42

ابن أبي شجاع البجلي، عن جعفر بن عبد الله (1) الحنفي، عن يحيى بن هاشم، عن
محمد بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن علي بن -
أبي طالب عليهما السلام: يا أبا عبد الله حدثني عن قول الله عز وجل " [هذان] خصمان
اختصموا في ربهم " قال: نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عز وجل قلنا: صدق الله،
وقالوا: كذب الله. فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة.
الجواد على وجهين
36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن -
هاشم، عن أحمد بن سليمان قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام وهو في الطواف، فقال
له: أخبرني عن الجواد؟ فقال: إن لكلامك وجهين فان كنت تسأل عن المخلوق فان
الجواد: الذي يؤدي ما افترض الله جل وعز عليه، والبخيل من بخل بما افترض
الله عليه، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع، لأنه
إن أعطى عبد أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له.
الدينار والدرهم مهلكان
37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن زياد بن مروان، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق، عن الحارث (2) قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم
وهما مهلكاكم.
الذهب والفضة حجران ممسوخان
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -

(1) في بعض النسخ " جعفر بن عبيد الله ".
(2) يعنى بابى إسحاق أبا إسحاق السبيعي، وبالحارث: الحارث بن عبد الله الأعور.
وفى نسخ الكتاب " عن إسحاق بن الحارث " وهو تصحيف وسيأتي هذا السند بعينه في هذا
الباب تحت رقم 44.
43

أحمد بن يحيى بن عمران يرفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان (1)
فمن أحبهما كان معهما.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: يعني بذلك من أحبهما حبا يمنع
حق الله منهما.
التعوذ من خصلتين
39 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن يوسف بن الحارث، عن عبد الله بن يزيد، عن حياة بن شريح قال: حدثنا سالم
ابن غيلان، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: أعوذ بالله من الكفر والدين، قيل: يا رسول الله أيعدل
الدين بالكفر؟ فقال صلى الله عليه وآله: نعم.
في الشيعة خصلتان
40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية،
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: وددت أني افتديت خصلتين في الشيعة
لنا ببعض [لحم] ساعدي: النزق (2) وقلة الكتمان.
للصائم فرحتان
41 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن سعيد، عن رجاله يرفعه إلى الصادق عليه السلام
قال: للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء الله عز وجل.

(1) قال بعض الأفاضل: المسخ تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها. وعليه فاللازم أن
تكون الصورة المحولة عنها أقل قبحا منهما.
(2) النزق: الطيش وما يقال له بالفارسية كما في منتهى الإرب: سبكى وشتاب
نمودن هنگام خشم.
44

42 - حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني بسمرقند، قال:
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن يعقوب بن يوسف الرازي قال: حدثنا محمد بن يونس
الكديمي قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، عن ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام
هو لي وأنا أجزي به، والصيام جنة العبد المؤمن يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه
في الدنيا، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك، والصائم
يفرح بفرحتين: حين يفطر فيطعم ويشرب، وحين يلقاني فأدخله الجنة.
ما جاء في التاجرين إذا صدقا وبرا، وإذا كذبا وخانا
43 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد رفعه إلى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن -
أبي طالب، عن أبيه زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن
أبيه علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا التاجران (1) صدقا وبرا بورك لهما،
وإذا كذبا وخانا لم يبارك لهما، وهما بالخيار ما لم يفترقا، فان اختلفا فالقول قول رب
السلعة أو يتتاركا.
شيئان يروحان بخير ويغدوان بخير
44 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن
الحارث قال: قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالغنم والحرث،
فإنهما يروحان بخير ويغدوان بخير (2) فقيل: يا رسول الله فأين الإبل؟ قال: تلك

(1) يعنى المتعاملين.
(2) أي ينتفع بهما غدوا ورواحا.
45

أعنان الشياطين ويأتيها خيرها من الجانب الأشأم (1)، قيل: يا رسول الله إن سمع
الناس بذلك تركوها، فقال: إذا لا يعدمها الأشقياء الفجرة.
بيعان مكروهان
45 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن حماد، عن محمد بن سنان
مسندا إلى أبي جعفر عليه السلام أنه كره بيعين: اطرح وخذ، من غير تقليب وشرى ما لم
تره (2).
في الجيد دعوتان وفى الردى دعوتان
46 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن مروك بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: في الجيد
دعوتان، وفي الردئ دعوتان، يقال لصاحب الجيد: بارك الله فيك وفيمن باعك، و
يقال لصاحب الردئ: لا بارك الله فيك ولا فيمن باعك.
من ناصح الله عز وجل اعطى خصلتين
47 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن
وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما ناصح الله عبد مسلم في نفسه (3) فأعطى الحق
منها وأخذ الحق لها إلا أعطي خصلتين: رزقا من الله عز وجل يقنع به ورضى عن
الله ينجيه.

(1) قال في النهاية: الأعنان: النواحي، كأنه قال: إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي
الشيطان في اخلاقها وطبايعها. والأشام: الشمال ومنه قولهم لليد الشمال " الشؤمى " تأنيث
الأشام. ويريد بخيرها لبنها، لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر.
(2) أي يقول البايع للمشترى: اطرح الثمن وخذ المتاع من غير أن يكون المشترى
قلب المتاع واختبره.
(3) ناصح هنا بمعنى نصح أي أخلص، كما أن سافر بمعنى سفر.
46

من كان فيه خصلتان فهو مؤمن حقا
48 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن
أبي محمد عبد الله بن محمد الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه
فذلك المؤمن حقا.
49 - وفي خبر آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سرته حسنته وساءته (1) سيئته
فهو مؤمن.
خصلتان من كانتا فيه والا فأعزب ثم أعزب ثم أعزب
50 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رحمه الله - عن أبيه، عن أحمد بن محمد
ابن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري
عن يونس بن ظبيان، والمفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خصلتان من كانتا
فيه وإلا فأعزب ثم أعزب ثم أعزب، قيل: وما هما قال: الصلاة في مواقيتها، والمحافظة
عليها والمواساة.
أمران أيهما سبق إلى المطلقة المسترابة (2) بانت به
51 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن جميل، عن زرارة، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: أمران أيهما سبق إليها بانت به المطلقة المسترابة التي تستريب

(1) كذا في بعض النسخ المخطوطة وهو الموافق لكتب اللغة أي أحزنته وفى
المطبوعة وبعض النسخ المخطوطة " إساءته ".
(2) المسترابة: المرأة التي لا تحيض وهي في سن من تحيض، سميت بذلك لحصول
الريب والشك بالنسبة إليها باعتبار توهم الحمل أو غيره.
47

الحيض إن مرت بها ثلاثة أشهر بيض ليس بها دم بانت بها، وإن مرت بها ثلاث حيض
ليس بين الحيضتين ثلاثة أشهر بانت بالحيض.
التقرب إلى الله عز وجل بخصلتين
52 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
المعروف شئ سوى الزكاة، فتقربوا إلى الله عز وجل بالبر وصلة الرحم.
خصلتان ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان عن
فاعلهما سبعين ميتة سوء
53 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن
إسحاق بن غالب، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر،
ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء.
السنة سنتان
54 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أنه قال:
السنة سنتان: سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة
الاخذ بها فضيلة، وتركها غير خطيئة.
لا تصلح الصنيعة الا عند ذي خصلتين
55 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تصلح الصنيعة (1) إلا عند ذي حسب أو دين.

(1) الصنيعة: الاحسان.
48

الاخوان صنفان
56 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص
عن يعقوب بن بشير (1)، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام رجل
بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان؟ قال: الاخوان صنفان إخوان
الثقة وإخوان المكاشرة (2) فأما إخوان الثقة فهم الكف والجناح والاهل والمال
فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك، وصاف من صافاه، و
عاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن. واعلم أيها السائل إنهم
أقل من الكبريت الأحمر. وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن
ذلك منهم. ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة
الوجه وحلاوة اللسان.
الناس رجلان
57 - حدثنا جعفر بن علي الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن أبيه
الحسن بن علي، عن العباس بن عامر، عن صالح بن سعيد السكوني، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الناس رجلان: مؤمن وجاهل، فلا تؤذي المؤمن
ولا تجهل الجاهل فتكون مثله.
أميران وليسا بأميرين
58 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن أحمد بن محمد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أميران وليسا بأميرين، ليس لمن تبع جنازة أن يرجع حتى تدفن أو يؤذن له، و
رجل يحج مع امرأة فليس له أن ينفر حتى تقضي نسكها.

(1) لم أجده.
(2) كاشره إذا تبسم في وجهه وانبسط معه. والكاشر: المتبسم من غير صوت وإن كان
معه صوت فهو ضحك.
49

شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم
59 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن ميسرة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك وإنما هو
شئ قالته الجن بجهالة فحكى الله عنهم، وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله -
الصالحين (1).
ما من خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوتين، وما من جرعة أحب إلى الله من
جرعتين وما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين
60 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن
أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام يقول: ما من خطوة
أحب إلى الله عز وجل من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفا في سبيل الله، و
خطوة إلى ذي رحم قاطع، وما من جرعة أحب إلى الله عز وجل من جرعتين: جرعة
غيظ ردها مؤمن بحلم، وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلى الله
عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد
إلا الله عز وجل.
خصلتان ذكرهما إبليس لنوح عليه السلام
61 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي (2)، عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن

(1) يعنى في التشهد الأول. كما نهى عنه في رواية الأعمش. لان بالتسليم تحليل الصلاة.
(2) زاد في النسخ هنا " عن عمر " وهو زيادة لما في طريقه عن العلاء في شرح
المشيخة.
50

أبي عبد الله عليه السلام قال: لما هبط نوح عليه السلام من السفينة أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض
رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا أعلمك
خصلتين: إياك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص فهو الذي عمل
بآدم ما عمل.
أخوف ما يخاف على الناس خصلتان
62 - حدثنا محمد بن أحمد الأسدي قال: حدثنا محمد بن أبي عمران قال: حدثنا
أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال: حدثنا علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد
ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أخوف ما أخاف
على أمتي الهوى وطول الامل، أما الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الامل
فينسي الآخرة، وهذه الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وهذه الآخرة قد ارتحلت مقبلة، و
لكل واحدة منهما بنون، فان استطعتم أن تكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من
أبناء الدنيا فافعلوا، فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب وأنتم غدا في دار حساب
ولا عمل.
63 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن
أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين عليه السلام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال في كلام له: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، ورجل عالم تارك
لعلمه فهذا هالك. وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه. وإن أشد
أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز وجل فاستجاب له وقبل منه و
أطاع الله عز وجل فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتين (1) اتباع الهوى و
طول الامل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الامل ينسي الآخرة.

(1) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا والقياس " خصلتان ".
51

64 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي الفرغاني بفرغانة قال:
حدثنا أبو العباس الحمادي قال: حدثنا أحمد بن محمد الشافعي قال: حدثنا عمي
إبراهيم بن محمد قال: حدثنا علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أخوف ما أتخوف على أمتي الهوى وطول
الامل، أما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الامل فينسي الآخرة وهذه الدنيا مرتحلة
ذاهبة وهذه الآخرة مرتحلة قادمة ولكل واحدة منهما بنون فان استطعتم أن تكونوا
من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فافعلوا، فإنكم اليوم في دار العمل
ولا حساب، وأنتم غدا في دار الحساب ولا عمل.
النهى عن الخصلتين
65 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد و
عبد الله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن مزيد
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال: أن تدين الله بالباطل
وتفتي الناس بما لا تعلم.
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس
برأيك، أو تدين بما لا تعلم.
ماءان لم يجيبا نوحا لما دعا المياه
67 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه: عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته إلا الماء
المر، و [ماء] الكبريت.
52

الايمان قول وعمل
68 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد
ابن عبد الله بن طاهر قال: كنت واقفا على أبي وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن
راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل، فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث،
فقال: أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا - وكان والله رضى كما سمي -
عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، علي
ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: الايمان قول وعمل، فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل: ما
هذا الاسناد؟ فقال له أبي: هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق.
منهومان لا يشبعان
69 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد [البرقي] عن
عدة من أصحابه يرفعونه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: منهومان لا يشبعان: منهوم
علم ومنهوم مال (1).
خصلتان من حقيقة الايمان
70 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن حسان الواسطي يرفعه إلى زرارة، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل
وإن نفعك، وأن لا تجوز منطقك علمك.

(1) المنهوم: المولع بالشئ، يقال: هو منهوم بالمال أي مولع به لا يشبع منه.
والنهمة بلوغ الهمة في الشئ.
53

المروءة مروءتان
71 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن حماد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في
وصيته لابنه محمد بن الحنفية: واعلم أن مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر
ومروءة في سفر، فأما مروءة الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه
والمحافظة على الصلاة في الجماعات، وأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف
على من صحبك، وكثرة ذكر الله عز وجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود.
خصلتان من الجفاء
72 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البول قائما من غير علة من الجفاء، و
الاستنجاء باليمين من الجفاء.
خصلتان مجلبتان للرزق
73 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي،
عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مروان،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل الإناء، وكسح الفناء مجلبة للرزق. (1)
تجب النفقة على العيال بين المكروهين
74 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه قال: سمعت
العياشي وهو يقول: استأذنت الرضا عليه السلام في النفقة على العيال فقال: بين المكروهين

(1) الكسح - بالفتح - إزالة الزبالة والغبار من البيت. والفناء - بكسر الفاء -:
الساحة أمام البيت. والمجلبة - بفتح الميم واللام -: ما يجلب الشئ.
54

قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين: قال: فقال: بلى يرحمك الله
أما تعرف أن الله عز وجل كره الاسراف وكره الإقتار فقال: " والذين إذا أنفقوا لم
يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (1).
خصلتان بخصلتين
75 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
الحسن بن علي بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم.
الحياء على وجهين
76 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحياء على وجهين فمنه ضعف ومنه قوة
وإسلام وإيمان.
ما يلزم الوالدين من عقوق الولد
77 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان
الولد صالحا ما يلزم الولد لهما.
قول النبي صلى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين
78 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي
قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي -

(1) الفرقان: 67.
55

ابن موسى الرضا عليهما السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا ابن الذبيحين قال: يعني إسماعيل
ابن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي
بشر الله به إبراهيم " فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك
فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر (ولم يقل له: يا أبت افعل ما رأيت) ستجدني
إن شاء الله من الصابرين " فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح (1) يأكل
في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد، ويبول ويبعر في سواد،
وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما، وما خرج من رحم أنثى، وإنما
قال الله جل وعز له: كن، فكان ليفدي به إسماعيل فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل
إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين، وأما الآخر فان عبد المطلب كان تعلق بحلقة
باب الكعبة ودعا الله عز وجل أن يرزقه عشرة بنين ونذر لله عز وجل أن يذبح واحدا
منهم متى أجاب الله دعوته، فلما بلغوا عشرة [أولاد] قال: قد وفى الله لي فلا فين (1)
لله عز وجل فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وآله
وكان أحب ولده إليه، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله، ثم أجالها ثالثة فخرج
سهم عبد الله، فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك واجتمع
نساء عبد المطلب يبكين ويصحن فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه اعذر فيما بينك وبين الله
عز وجل في قتل ابنك (2): قال: فكيف أعذر يا بنية فإنك مباركة، قالت: اعمد
إلى تلك السوائم (3) التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل وأعط
ربك حتى يرضى. فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشرا وضرب السهام

(1) الملحة - بالضم - من الألوان بياض ويخالط سواد، يقال: كبش أملح.
(1) في بعض النسخ " فلا وفين ".
(2) يحتمل أن يكون قول العاتكة عن سبيل الالهام لان الالهام القاء الشئ في القلب
بطريق الفيض أي بلا اكتساب واستفاضة.
(3) السوام والسائم بمعنى وهو المال الراعي، يقال: سامت الماشية تسوم سوما
أي رعت فهو سائمة وجمع السائم والسائمة: السوائم.
56

فخرج سهم عبد الله، فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة فضرب فخرج السهم
على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت (1) لها جبال تهامة، فقال عبد المطلب: لا حتى
أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل، فلما كان
في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه (2) من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت
جلدة خده الذي كان على الأرض وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب
وأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة (3) ولا يمنع أحد منها وكانت مائة وكانت
لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله عز وجل في الاسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء،
وسن الدية في القتل مائة من الإبل، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ووجد كنزا
فأخرج منه الخمس، وسمى زمزم لما حفرها سقاية الحاج، ولولا أن عبد المطلب
كان حجة وأن عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل (4)
لما افتخر النبي صلى الله عليه وآله بالانتساب إليهما لأجل أنهما الذبيحان في قوله عليه السلام: " أنا
ابن الذبيحين " والعلة التي من أجلها رفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل هي العلة
التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله وهي كون النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام في
صلبهما فببركة النبي والأئمة صلى الله عليه وآله رفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس
بقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره
بقتل أولادهم، وكل ما يتقرب الناس به إلى الله عز وجل من أضحية فهو فداء لإسماعيل
إلى يوم القيامة.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: قد اختلف الروايات في الذبيح فمنها
ما ورد بأنه إسماعيل ومنها ما ورد بأنه إسحاق، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح

(1) أي اضطربت.
(2) في بعض النسخ " أخواته ".
(3) كقسورة موضع بمكة.
(4) في بعض النسخ " ولولا أن عبد المطلب كان مجدا في ذبح ابنه عبد الله شبيها
بعزم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه إسماعيل لما افتخر - اه ".
57

طرقها، وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي
أمر أبوه بذبحه فكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه، فينال بذلك درجته
في الثواب، فعلم الله عز وجل ذلك من قلبه فسماه الله عز وجل بين ملائكته ذبيحا
لتمنيه لذلك.
[و] حدثنا بذلك محمد بن علي البشاري القزويني رضي الله عنه قال: حدثنا
المظفر بن أحمد القزويني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، عن محمد بن -
إسماعيل البرمكي، عن عبد الله بن داهر (1)، عن أبي قتادة الحراني، عن وكيع بن -
الجراح، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام. وقول
النبي صلى الله عليه وآله " أنا ابن الذبيحين يريد بذلك العم [لان العم] قد سماه الله عز وجل
أبا في قوله " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي
قالوا نعبد إلهك وآله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق " وكان إسماعيل عم يعقوب
فسماه الله في هذا الموضع أبا، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: العم والد فعلى هذا الأصل أيضا
يطرد قول النبي صلى الله عليه وآله " أنا ابن الذبيحين " أحدهما ذبيح بالحقيقة والآخر ذبيح
بالمجاز، واستحقاق الثواب على النية والتمني، فالنبي صلى الله عليه وآله هو ابن الذبيحين من
وجهين على ما ذكرناه وللذبح العظيم وجه آخر:
79 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه
قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان
ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه
إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع (2) إلى قلب الوالد

(1) عنونه النجاشي والعلامة، وقالا: ضعيف له كتاب عن أبي عبد الله عليه السلام،
وعنونه الخطيب في التاريخ أيضا ج 9 ص 453. والمراد بأبي قتادة الحراني:
عبد الله بن واقد الذي عنونه العسقلاني في التهذيب والتقريب، وقال: مات
في 210 وعليه رواية عبد الله بن داهر عنه فيه إعضال لاختلاف الطبقة.
(2) كذا.
58

الذي يذبح أعز ولده عليه بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب
فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت
خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد صلى الله عليه وآله فأوحى الله تعالى إليه أفهو أحب إليك أم نفسك
قال: بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك: قال: بل ولده، قال:
فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب
بل ذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فان طائفة تزعم
أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، و
يستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك، وتوجع قلبه، وأقبل يبكي،
فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك
بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك
قول الله عز وجل " وفديناه بذبح عظيم " (1).
شيئان قائمان وشيئان جاريان وشيئان مختلفان وشيئان متباغضان
80 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدثنا محمد بن عطية قال: حدثنا عبد الله بن عمرو -
ابن سعيد البصري قال: حدثنا هشام بن جعفر، عن حماد، عن عبد الله بن سليمان وكان

(1) قيل: فيه اشكال لأنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدى
عنه أجل رتبة من المفدى به مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء التعويض عن الشئ بما
دونه في الخطر والشرف. وقوله تعالى " وفديناه بذبح عظيم " اخبار عن الماضي لا المستقبل.
أقول: هذا الاشكال نشأ من عدم فهم معنى الحديث حيث زعم المستشكل أن الله سبحانه
جعل الحسين عليه السلام - العياذ بالله - فداء لإسماعيل عليه السلام وهذا زعم باطل مخالف لصريح لسان
الحديث بل المعنى كما هو الظاهر أن الله تعالى بعد ما انزل الكبش فداء لإسماعيل تمنى
إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه بيده ولم يؤمر بذبح الكبش ليستحق بذلك أرفع درجات
الثواب فأخبره الله حينذاك بقتل الحسين عليه السلام مظلوما فجزع لذلك وتوجع قلبه وأقبل
يبكى ويجزع فأوحى الله تعالى إليه قد فديت (أي عوضت) مصابك بمصيبة ابنك لو ذبحته
بجزعك هذا على الحسين وتوجع قلبك له وأوجبت لك ببكائك عليه أرفع درجات أهل الثواب
كما تمنيت أن يكون لك ذلك في ذبح ولدك. وهذا اخبار عن الماضي لا المستقبل.
59

قارئا للكتب قال: قرأت في بعض كتب الله عز وجل إن ذا القرنين لما فرغ من عمل
السد انطلق على وجهه فبينا هو يسير وجنوده إذ مر برجل عالم فقال لذي القرنين:
أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله عز وجل قائمين؟ وعن شيئين جاريين؟ وعن
شيئين مختلفين؟ وعن شيئين متباغضين؟ فقال له ذو القرنين: أما الشيئان القائمان
فالسماوات والأرض، وأما الشيئان الجاريان فالشمس والقمر، وأما الشيئان المختلفان
فالليل والنهار، وأما الشيئان المتباغضان فالموت والحياة. قال: فانطلق فإنك عالم.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته تاما في كتاب النبوة.
ثواب من حج حجتين
81 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن الحجال، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران
الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت.
قول الحق في حالين
82 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال أبي عليه السلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنفق مؤمن من نفقة هي أحب إلى الله عز وجل من قول الحق
في الرضا والغضب.
القتل قتلان والقتال قتالان
83 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أنه قال:
القتل قتلان، قتل كفارة، وقتل درجة، والقتال قتالان: قتال الفئة الكافرة حتى
يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا. (1)

(1) يفيئوا أي يرجعوا.
60

خصلتان من فعلهما أحبه الله عز وجل من السماء وأحبه الناس من الأرض
84 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي سعيد الآدمي، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي،
عن أخيه سليمان بن داود باسناده رفعه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله: يا رسول الله
علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء وأحبني الناس من الأرض، فقال له:
ارغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس.
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله خاتمان
85 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد (1)، عن أبي عبد الله الرازي، (2) عن علي بن سليمان، عن عبد الله
ابن عبيد الله الهاشمي، عن إبراهيم بن أبي البلاد [عن أبيه]، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله خاتمان أحدهما عليه مكتوب " لا إله إلا الله، محمد رسول الله "
والآخر " صدق الله ".
تحفة الصائم شيئان
86 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن
عبد الله بن أيوب، عن عبد السلام الإسكافي، عن عمير بن مأمون (3) وكانت ابنته تحت
الحسن، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: تحفة الصائم أن يدهن لحيته ويجمر ثوبه (4) و
تحفة المرأة الصائمة أن تمشط رأسها وتجمر ثوبها.

(1) يعنى محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري.
(2) يعنى محمد بن أحمد الجاموراني الرازي. وعلي بن سليمان الظاهر هو على
ابن سليمان بن رشيد البغدادي من أصحاب الهادي عليه السلام.
(3) عمير بن مأمون قد يقال عمير بن مأموم كما في بعض النسخ وقاله الترمذي في
السنن عند نقل هذا الحديث عنه عن الحسن بن علي عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله.
وقال الدارقطني: يقال ابن مأموم الدارمي. كما في الميزان للذهبي.
(4) أجمر الثوب: بخره بالطيب.
61

وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام: إذا صام يتطيب بالطيب ويقول: الطيب
تحفة الصائم.
تقوم الساعة عند ظهور علامتين
87 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف
ابن ناصح، عن أبي الحصين (1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله
عن الساعة، فقال: عند إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر.
لا تحل الصدقة لبني هاشم الا في وجهين
88 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن يوسف بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه عليهم السلام قال: لا تحل الصدقة لبني هاشم إلا في وجهين: إن كانوا عطاشا وأصابوا
ماء فشربوا، وصدقة بعضهم على بعض.
خصلتان من فعلهما فهو سفلة
89 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن السياري باسناده يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه
سئل عن السفلة، فقال: من يشرب الخمر، ويضرب بالطنبور.
ذنبان أحدهما أشد من الاخر
90 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران قال: حدثني أبو عبد الله الرازي،
عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أسباط بن محمد باسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله

(1) يحتمل أن يكون هو زحر بن زياد أبو الحصين الأسدي. وفى بعض النسخ أبى الحسين
62

أنه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا
يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه
الذي يحله. (1)
اتخاذ السعد في الأسنان يورث خصلتين
91 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله، وأبي الخزرج الحسن بن الزبرقان، عن
فضيل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اتخذوا في أسنانكم السعد فإنه
يطيب الفم، ويزيد في الجماع.
اكل الأشنان يورث خصلتين
92 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أكل الأشنان يوهن الركبتين ويفسد ماء الظهر.
رجلان لا تنالهما شفاعة النبي صلى الله عليه وآله
93 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الجبار باسناده يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
رجلان لا تنالهما شفاعتي: صاحب سلطان عسوف غشوم، وغال في الدين مارق (2).
خلالان يهيجان عرق الجذام
94 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان قال:

(1) في بعض النسخ " حتى يعفو صاحبه الذي يغتابه ".
(2) العسوف: الظلوم، والغشوم أيضا بمعناه. والغالي المتجاوز عن الحق. والمارق
الخارج من الدين.
63

قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تتخللوا بعود الريحان، ولا بقضيب الرمان، فإنهما يهيجان
عرق الجذام.
الدنيا والآخرة ككفتي الميزان
95 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري
قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على
الدنيا حسرات (1)، والله ما الدنيا والآخرة إلا ككفتي الميزان فأيهما رجح ذهب
بالآخر، ثم تلا قوله عز وجل " إذا وقعت الواقعة " يعني القيامة " ليس لوقعتها كاذبة
خافضة " خفضت والله بأعداء الله إلى النار " رافعة " رفعت والله أولياء الله إلى الجنة.
ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له: اتق الله وأجمل في الطلب ولا تطلب
ما لم يخلق فان من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه حسرات ولم ينل ما طلب. ثم
قال: وكيف ينال ما لم يخلق، فقال الرجل: وكيف يطلب ما لم يخلق؟ فقال: من
طلب الغنى والأموال والسعة في الدنيا فإنما يطلب ذلك للراحة، والراحة لم
تخلق في الدنيا ولا لأهل الدنيا، إنما خلقت الراحة في الجنة ولأهل الجنة، و
التعب والنصب خلقا في الدنيا ولأهل الدنيا وما أعطي أحد منها جفنة (2) إلا أعطي
من الحرص مثليها ومن أصاب من الدنيا أكثر كان فيها أشد فقرا لأنه يفتقر إلى
الناس في حفظ أمواله، ويفتقر إلى كل آلة من آلات الدنيا فليس في غنى الدنيا
راحة ولكن الشيطان يوسوس إلى ابن آدم أن له في جمع [ذلك] المال راحة وإنما
يسوقه إلى التعب في الدنيا والحساب عليه في الآخرة، ثم قال عليه السلام: كلا ما تعب

(1) أراد بالتعزي بعزاء الله التصبر والتسلي عند المصيبة وشعاره أن يقول " انا لله
وانا إليه راجعون " كما أمر الله تعالى. وقوله " بعزاء الله " أي بتعزية الله تعالى إياه فأقام الاسم
مقام المصدر (النهاية).
(2) الجفنة كالقصعة.
64

أولياء الله في الدنيا للدنيا بل تعبوا في الدنيا للآخرة، ثم قال: ألا ومن اهتم لرزقه
كتب عليه خطيئة كذلك قال المسيح [عيسى] عليه السلام للحواريين: إنما الدنيا قنطرة
فاعبروها ولا تعمروها.
مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان
96 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله عز وجل: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ
لا يبغيان " قال: علي وفاطمة عليهما السلام بحران من العلم، عميقان، لا يبغي أحدهما على
صاحبه. " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " الحسن والحسين عليهما السلام.
ترك النبي صلى الله عليه وآله في أمته أمرين
97 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا محمد بن حمدان
القشيري قال: أخبرنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثني أبي قال: حدثني
عبد الله بن داود، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض. فقلت لأبي سعيد: من عترته؟ قال: أهل بيته.
السؤال عن الثقلين يوم القيامة
98 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد جميعا، عن
محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع
ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم، ثم
65

نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: إنه قد نبأني
اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما
أرسلت به إليكم، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته وأنكم مسؤولون، فما
أنتم قائلون لربكم؟ قالوا: نقول: قد بلغت ونصحت وجاهدت - فجزاك الله عنا أفضل
الجزاء - ثم قال لهم: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن
الجنة حق؟ وأن النار حق؟ وأن البعث بعد الموت حق؟ فقالوا: نشهد بذلك،
قال: اللهم اشهد على ما يقولون، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي، وأنا
مولى كل مسلم، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهل تقرون لي بذلك، وتشهدون
لي به؟ فقالوا: نعم نشهد لك بذلك، فقال: ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه (1) وهو
هذا، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما: ثم: قال: اللهم وال
من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ألا وإني فرطكم (2)
وأنتم واردون علي الحوض، حوضي غدا وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء (3)
فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت
الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين (4) من
بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟ قالوا: وما هذان الثقلان
يا رسول الله؟ قال: أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل، سبب ممدود من الله ومني
في أيديكم، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن
تقوم الساعة، وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن (5) وهو علي بن أبي طالب و

(1) في بعض النسخ " فعلى مولاه ".
(2) فرطت القوم أفرطهم فرطا: سبقتهم إلى الماء.
(3) بصرى - بالضم والقصر - في موضعين أحدهما بالشام وأخرى من قرى بغداد.
(4) قال في القاموس الثقل - محركة -: متاع المسافر وحشمه وكل شئ نفيس
مصون، ومنه الحديث: " انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ".
(5) كل شئ لزم شيئا فلم يفارقه فهو حليفه حتى يقال فلان حليف الجود وفلان حليف -
الاكثار، وفلان حليف الاقلال. وعلى وعترته عليهم السلام حلفاء القرآن يعنى لم يفارقوه.
66

عترته عليهم السلام، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
قال معروف بن خربوذ: فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال: صدق
أبو الطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه.
وحدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن -
أبي عمير.
وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير.
وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن -
أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: الاخبار في هذا المعنى كثيرة وقد
أخرجتها في كتاب المعرفة في الفضائل.
كان على الحسن والحسين عليهما السلام تعويذان
99 - حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي " قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأحول قال: حدثنا
خلاد المقرئ، عن قيس، عن أبي الحصين (1)، عن يحيى بن وثاب، عن ابن عمر قال: كان
على الحسن والحسين عليهما السلام تعويذان حشوهما من زغب جناح جبرائيل عليه السلام (2).
الليل والنهار مطيتان
100 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن إسحاق

(1) هو أبو الحصين عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي قال احمد: كان صحيح الحديث
وراويه قيس الربيع الأسدي أبو محمد قال ابن الحجر: صدوق.
(2) الزغب - بالزاي والعين المعجمة محركة - الشعرات الصفر من ريش الفراخ.
67

الهروي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي قال: حدثنا مؤمل بن -
إهاب (1) قال: حدثنا عبد الله بن المغيرة المصري، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الليل والنهار مطيتان. (2)
رجلان جعل الله عز وجل لكل واحد منهما جناحين
يطير بهما مع الملائكة في الجنة
101 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
ابن أسباط، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفية (3) قال: قال علي بن -
الحسين عليهما السلام: رحم الله العباس يعني ابن علي فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه
حتى قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل
لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع
الشهداء يوم القيامة. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته
بتمامه مع ما رويته في فضائل العباس بن علي عليهما السلام في كتاب مقتل الحسين بن علي
عليهما السلام.
اثنان أهلكا الناس
102 - حدثنا محمد بن أحمد أبو عبد الله القضاعي رضي الله عنه قال: أخبرنا
أبو عبد الله إسحاق بن العباس بن إسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن

(1) هو مؤمل بن أهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدك أبو عبد الرحمن الربعي،
كوفي صدوق ثقة. ترجمه الخطيب في التاريخ ج 13 ص 181. وقال ابن حجر في التقريب
أبو عبد الرحمن الكوفي نزيل الرملة أصله من كرمان صدوق له أوهام.
(2) مطى في السير جد وأسرع والمطية هي الناقة التي يركب مطاها أي ظهرها يقال:
يمطى بها في السير أي يمد.
(3) هو أبو حمزة الثمالي - بضم المثلثة واسم أبيه دينار، كوفي مات في خلافة المنصور.
68

الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أهلك الناس اثنان خوف الفقر،
وطلب الفخر.
قول أمير المؤمنين (ع) قطع ظهري رجلان
103 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر
ابن بطة المعروف بميل (1) قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه باسناده
يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: قطع ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم
اللسان فاسق، ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه، وهذا
بنسكه عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين، أولئك فتنة كل
مفتون، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي هلاك أمتي على يدي [كل] منافق
عليم اللسان.
حرم الحريص خصلتين ولزمته خصلتان
104 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة
قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال:
حرم الحريص خصلتين، ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا
فافتقد اليقين.
صلاتان لم يتركهما رسول الله صلى الله عليه وآله
105 - أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد الفقيه فيما أجازه لي ببلخ قال: أخبرنا
علي بن عبد العزيز قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا خلف بن عبد الله، عن
أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود (2) عن أبيه، عن عائشة قالت:

(1) كذا. وفى بعض النسخ " المعروف بهيل ".
(2) أبو إسحاق هو سليمان بن أبي سليمان الشيباني الكوفي عنونه ابن حجر وقال
ثقة. وعبد الرحمن هو عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي وهو ثقة أيضا كما في التقريب
وفى النسخ المطبوعة من الخصال " عبد الله بن الأسود " وهو من تصحيف النساخ.
69

صلاتان لم يتركهما رسول الله صلى الله عليه وآله سرا وعلانية: ركعتين بعد العصر وركعتين قبل
الفجر (1).
106 - أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال:
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني أبي، عن عائشة أنه
دخل عليها يسألها عن الركعتين بعد العصر قالت: والذي ذهب بنفسه (تعني رسول الله
صلى الله عليه وآله) ما تركهما حتى لقى الله عز وجل، وحتى ثقل عن الصلاة،
وكان يصلي كثيرا من صلاته وهو قاعد، فقلت: إنه لما ولي عمر كان ينهى عنهما،
قالت: صدقت، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على
أمته وكان يحب ما خفف عليهم. (2)

(1) أخرجه مسلم في الصحيح ج 2 ص 211 عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن عن أبيه
وفيه " لم يتركهما رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتي سرا وعلانية ".
(2) روى أحمد في مسنده والطبراني في الكبير باسناد حسن عن زيد بن خالد الجهني
أنه رآه عمر بن الخطاب - وهو خليفة - ركع بعد العصر ركعتين فمشى إليه فضربه بالدرة
وهو يصلى كما هو، فلما انصرف قال زيد: يا أمير المؤمنين فوالله لا أدعهما أبدا بعد إذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصليهما، قال: فجلس عمر إليه، وقال: يا زيد بن -
خالد لولا أنى أخشى أن يتخذها الناس سلما إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما.
وفى مجمع الزوائد ج 2 ص 222 نحوه عن تميم الداري وفيه " لكني أخاف أن
يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى الغروب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يصلى فيها ". أقول: أراد بالساعة التي نهى صلى الله عليه وآله عنها الغروب
لما روى عنه صلى الله عليه وآله قال: " لا تصلوا حين تطلع الشمس ولا حين تسقط فإنها تطلع
بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان " وفى رواية رواها مسلم ج 2 ص 210 عن
عائشة عنه صلى الله عليه وآله " لا تنحروا طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا عند ذلك " وقد
روى من طريق الخاصة أحاديث في النهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها (راجع
وسائل الشيعة كتاب الصلاة أبواب المواقيت ص 245 أأشفقتم 38) وحمل الشيخ (ره) النهى على الكراهة
لما ورد من أخبار الجواز، وجوز حملها على التقية. والحكمة في النهى اما التوقي عن
مضاهاة عبدة الشمس أو المنع عن تأخير الفريضة إلى آخر الوقت.
70

107 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق
الحضرمي قال: حدثنا الحوضي (1) قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسروق
عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندي يصلي بعد العصر ركعتين.
108 - أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن علي بن طرخان (2)
قال: حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، قال: حدثنا محمد بن سنان - يعني العوقي - (3)
قال: حدثنا أبو حمزة، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس (4)، عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صلى البردين دخل الجنة " يعني بعد الغداة وبعد العصر (5).
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: كان مرادي بايراد هذه الأخبار الرد
على المخالفين لأنهم لا يرون بعد الغداة وبعد العصر صلاة (6) فأحببت أن أبين أنهم قد

(1) أخرجه أبو داود ج 1 ص 294 عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق..
الخ. وعليه فالمراد بالحوضي حفص بن عمر بن الحارث أبى عمر الحوضي وهو ثقة كما
في التقريب ويحتمل بعيدا أن يكون الحوضي تصحيف الحرشي وهو سعيد بن الربيع العامري
لما روى نحوه الدارمي في السنن ج 1 ص 334 عنه عن شعبة عن أبي إسحاق. والمراد بشعبة
شعبة بن الحجاج.
(2) لم أجده وشيخه عبد الله بن الصباح ذكره ابن حبان في الثقات.
(3) محمد بن سنان العوقي - بالقاف - الباهلي أبو بكر البصري ثقة ثبت. وفى
النسخ المطبوعة " محمد بن سيار - يعنى العوفي - " وهو تصحيف.
(4) أبو جمرة هو نصر بن عمران الضبعي البصري نزيل خراسان يروى عن أبي بكر بن أبي
موسى الأشعري المعروف واسم أبى بكر عمرو، واسم أبى موسى عبد الله وهو ابن قيس
ابن سليم. وفى النسخ المطبوعة " أبو حمزة " وهو تصحيف.
(5) قوله " يعنى بعد الغداة وبعد العصر " من كلام الصدوق (ره) لان هذا الخبر رواه
مسلم ج 2 ص 114 باسناده، عن أبي جمرة، عن أبي بكر، عن أبيه. إلى قوله صلى الله عليه وآله " دخل
الجنة ". وحمله النووي على فريضة الفجر والعصر. وهو خلاف الظاهر.
(6) أخرج أبو عوانة في مسنده ج 1 ص 383 وأيضا مسلم في صحيحة ج 2 ص 211
عن أبي سلمة أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصليهما بعد العصر
فقالت: كان يصليهما قبل العصر ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتها وكان
إذا صلى صلاة أثبتها. أقول: قال النووي - في توجيه هذه الأخبار والجمع بينها وبين أخبار
النهى عن الصلاتين في هاتين الساعتين -: انه من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجوز
لغيره. وهذا القول كما ترى اقتراح بلا دليل.
71

خالفوا النبي صلى الله عليه وآله في قوله وفعله.
صنفان لا نصيب لهما في الاسلام
109 - حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه قال: حدثنا المظفر بن
أحمد، وعلي بن محمد بن سليمان قالا: حدثنا علي بن جعفر البغدادي، عن جعفر بن -
محمد بن مالك الكوفي، عن الحسن بن راشد، عن علي بن سالم، عن أبيه قال: قال
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يجلس
إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله، إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده
عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام: الغلاة
والقدرية.
110 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا الحسن بن -
عرفة قال: حدثنا علي بن ثابت، عن إسماعيل بن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام
نصيب: المرجئة والقدرية.
معاداة الرجال لا يخلو صاحبها من خصلتين
111 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي قال: حدثنا أبو الفضل محمد
ابن أحمد الكاتب النيسابوري باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
أنه قال لبنيه: يا بني إياكم ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من ضربين: من
72

عاقل يمكر بكم، أو جاهل يعجل عليكم، والكلام ذكر والجواب أنثى، فإذا اجتمع
الزوجان فلا بد من النتاج ثم أنشأ يقول:
سليم العرض من حذر الجوابا * ومن داري الرجال فقد أصابا
ومن هاب الرجال تهيبوه * ومن حقر الرجال فلن يهابا
يهرم ابن آدم ويشب منه اثنان (1)
112 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني بفرغانة قال: حدثني
أبو القاسم سعيد بن أحمد بن أبي سالم قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن الفضل الوراق
قال: حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: يهرم ابن آدم ويشب منه اثنان: الحرص على المال، والحرص
على العمر.
113 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا محمد بن معاذ قال: حدثنا
الحسين بن الحسن، عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة،
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله قال: يهلك - أو قال: يهرم - ابن آدم ويبقى منه
اثنتان الحرص والأمل.
خصلتان تورث كل واحدة منهما خصلتين
114 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن الحسن العامري قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد قال: حدثنا
سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن
أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن، والزهد
في الدنيا يريح القلب والبدن.

(1) هرم أي ضعف وشب أي بلغت قواه الظاهرة إلى حد الكمال.
73

خصلتان يكرههما ابن آدم
115 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: حدثنا
قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة،
عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: شيئان يكرههما ابن آدم: يكره الموت
والموت راحة للمؤمن (1) من الفتنة، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب.
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله سكتتان
116 - أخبرني القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي قال: حدثنا الحسن
ابن حمدان (2) قال: حدثنا أبو مسعود إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا يزيد - وهو ابن
زريع - (3) قال: حدثنا سعيد - وهو ابن أبي عروبة - (4) عن قتادة، عن الحسن أن
سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا فحدث سمرة (5) أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وآله
سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءته عند ركوعه، ثم إن قتادة ذكر

(1) في بعض النسخ " راحة المؤمن ".
(2) كذا في المخطوط المصحح وفى النسخ المطبوعة " الحسن بن أحمد " ولم أجدهما.
(3) يزيد بن زريع بتقديم الزاي مصغرا أبو معاوية البصري ثقة ثبت مات سنة اثنتين
وثمانين ومائة. كما في التهذيب.
(4) سعيد بن أبي عروبة عنونه العسقلاني في التقريب وقال: أبو نصر البصري ثقة
حافظ له تصانيف لكنه كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة.
(5) الظاهر أن هذا من كلام سعيد يدل عليه ما أخرجه ابن ماجة في سننه تحت رقم
844 باب سكتتى الامام عن جميل بن الحسن بن جميل العتكي، عن عبد الأعلى، عن سعيد،
عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله
فأنكر ذلك عمران بن الحصين فكتبنا إلى أبي بن كعب بالمدينة فكتب أن سمرة قد حفظ،
قال سعيد فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته وإذا فرغ من القراءة
ثم قال بعد: وإذا قرأ " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال وكان يعجبهم إذا فرغ من
القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه ".
74

السكتة الأخيرة إذا فرغ من قراءة " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " أي حفظ ذلك
سمرة وأنكره عليه عمران بن حصين قال: فكتبنا في ذلك إلى أبي بن كعب فكان في
كتابه إليهما أو في رده عليهما أن سمرة قد حفظ (1).
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: إن النبي صلى الله عليه وآله إنما سكت بعد
القراءة لئلا يكون التكبير موصولا بالقراءة، وليكون بين القراءة والتكبير فصل، وهذا
يدل على أنه لم يقل: آمين بعد فاتحة الكتاب سرا ولا جهرا لان المتكلم سرا وعلانية
لا يكون ساكتا، وفي ذلك حجة قوية للشيعة على مخالفيهم في قولهم " آمين " بعد الفاتحة
ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم].
خصلتان لا يجتمعان في مسلم
117 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا العباس
ابن محمد قال: حدثنا عون بن عمارة العنزي (2) قال: حدثنا جعفر بن سليمان (3) عن
مالك بن دينار، عن عبد الله بن غالب، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البخل وسوء الخلق.
خصلتان لا يجتمعان في قلب عبد
118 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا ابن صاعد قال: حدثنا
إسحاق بن شاهين قال: حدثنا خالد بن عبد الله قال: حدثنا يوسف بن موسى قال:
حدثنا جرير، عن سهيل (4) عن صفوان، عن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عن

(1) حفظ أي كان حديثه عن حفظ لا عن وهم.
(2) لم أجده، والظاهر أنه عون بن عمارة العبدي القيسي أبو محمد البصري.
(3) هو جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري كان يتشيع.
(4) جرير هذا هو جرير بن عبد الحميد يروى عنه يوسف بن موسى بن راشد بن
بلال القطان، وهو يروى عن سهيل بن أبي صالح وهو يروى عن صفوان عن أبي يزيد الأعرج
وفى بعض النسخ " جرير بن سهيل " وفى بعضها " حريز بن سهيل عن صفوان عن أبي يزيد "
وكلتاهما من تصحيف النساخ.
75

أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا.
لا حسد الا في اثنتين
119 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي
قال: حدثنا أبو عبد الله (1) قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حسد إلا في اثنتين (2) رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه
آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار.
علة محبة النبي صلى الله عليه وآله لعقيل بن أبي طالب حبين
120 - حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله
ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثني جدي
يحيى بن الحسن قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي قال: حدثنا علي
ابن الحسن، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة السكوني، عن جابر بن يزيد الجعفي
عن عبد الرحمن بن سابط (3) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعقيل: إني لأحبك يا عقيل
حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك.
أمران سر بهما النبي صلى الله عليه وآله
121 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال: حدثني جدي
قال: حدثنا داود بن القاسم قال: حدثنا الحسن بن زيد قال: سمعت جماعة من أهل -

(1) يعنى الحسين بن الحسن المروزي.
(2) المراد بالحسد هنا الغبطة وهي تمنى مثل ما للغير، لا تمنى ما للغير.
(3) هو من التابعين ولم يدرك النبي صلى الله عليه وآله ففيه ارسال، ورواه الطبراني
مرسلا ورجاله ثقات. كما في مجمع الزوائد ج 9 ص 273.
76

بيتي يقولون: إن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قدم من أرض الحبشة وكان بها
مهاجرا وذلك يوم فتح خيبر، قام إليه النبي صلى الله عليه وآله فقبل بين عينيه ثم قال: ما أدري
بأيهما أنا أسر: بقدوم جعفر، أو بفتح خيبر.
وقد أخرجت الاخبار التي رويتها في هذا المعنى في كتاب فضائل جعفر بن -
أبي طالب عليه السلام.
نحل النبي صلى الله عليه وآله الحسن عليه السلام والحسين خصلتين
122 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال: حدثني جدي
قال: حدثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدثني إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم
ابن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته بنت أبي رافع قالت: أتت فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله بابنيها الحسن والحسين عليهما السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في شكواه الذي
توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا قال: أما الحسن فان له
هيبتي وسؤددي (1) وأما الحسين فان له جرأتي وجودي (2).
123 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي - رحمه الله - قال: حدثني
جدي قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثنا عبد الله بن الحسن بن محمد (3) وحسين بن
علي بن عبد الله بن أبي رافع قال: (3) أخبرني أبي عن شيخ من الأنصار يرفعه إلى زينب
بنت ابن أبي رافع، عن أمها قالت: قالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله هذان ابناك فانحلهما،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما الحسن فنحلته هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فنحلته سخائي
وشجاعتي.
124 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال: حدثني
جدي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني أبي، عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان

(1) السؤدد - بضم السين وفتح الدال الأولى وقد يضم وسكون الهمزة -: السيادة
والشرافة.
(2) روى الطبراني نحوه في الأوسط وفيه مكان " جرأتي " " حزامتي " وأورده
العسقلاني في تهذيب التهذيب كما في المتن.
(3) كذا.
77

ابن سليمان أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أما الحسن فأنحله الهيبة والحلم، وأما الحسين
فأنحله الجود والرحمة.
لا سمر بعد العشاء الآخرة الا لاحد رجلين
125 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: حدثنا
عبد الله بن عمر (1) قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن منصور (2) عن
خيثمة، عن عبد الله (3) عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا سمر (4) بعد العشاء الآخرة إلا
لاحد رجلين: مصل أو مسافر.
أكثر ما يدخل به الأمة النار شيئان، وأكثر ما يدخل به الجنة شيئان
126 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن معاذ قال: حدثنا الحسين
المروزي، قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا داود الأودي (5) عن أبيه، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن أول ما يدخل به النار من أمتي الأجوفان،
قالوا: يا رسول الله وما الأجوفان قال: الفرج والفم، وأكثر ما يدخل به الجنة
تقوى الله وحسن الخلق.

(1) هو عبد الله بن عبد الله العمرى من ولد عمر بن الخطاب يكنى أبو عبد الرحمن.
(2) هو منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعه الكوفي روى عن خيثمة بن عبد الرحمن
وجماعة ويروى عنه سفيان الثوري وغيره.
(3) يعنى عبد الله بن مسعود كما رواه الديلمي في الفردوس والطبراني في الكبير و
الأوسط وأحمد وأبو يعلى الا أن في مسنديهما عن خيثمة عن رجل عن عبد الله بن مسعود.
(4) قال في النهاية: في الحديث " السمر بعد العشاء " الرواية بفتح الميم من
المسامرة وهو الحديث بالليل ورواه بعضهم بسكون الميم وجعله المصدر، واصل السمر لون
ضوء القمر لأنهم كانوا يتحدثون فيه. وفى النسخ المطبوعة من الخصال " لاسهر " وهو تصحيف.
(5) هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن أبو يزيد الأعرج الذي تقدم تحت رقم 118.
78

لا يجمع الله عز وجل على عبده خوفين ولا أمنين
127 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن معاذ قال: حدثنا الحسين
المروزي قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا [ابن] عون (1)، عن الحسن قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين،
ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا
آمنته يوم القيامة.
صلاح أول هذه الأمة بخصلتين وهلاك آخرها بخصلتين
128 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن الحسن العامري قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد السدوسي
قال: حدثنا سليمان بن عمرو، عن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي، عن أمه فاطمة
بنت الحسين، عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن صلاح أول هذه الأمة
بالزهد واليقين، وهلاك آخرها بالشح والأمل.

(1) لعله عبد الله بن عون، والمراد بالحسن الحسن بن أبي الحسن البصري ولم يدرك
النبي صلى الله عليه وآله وقال في تهذيب الكمال: قال يونس بن عبيد: سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد انك
تقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وانك لم تدركه؟ قال يا ابن أخي لقد سألتني عن شئ ما سألني منه أحد
قبلك ولولا منزلتك منى ما أخبرتك، انى في زمان كما ترى (وكان في عمل الحجاج)
كل شئ سمعتني أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فهو عن علي بن أبي طالب غير أنى
في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.
79

باب الثلاثة
ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب، وثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن سليمان
ابن درستويه، عن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير
حساب، وثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب، فأما الذين يدخلهم الله الجنة
بغير حساب فامام عادل، وتاجر صدوق، شيخ أفنى عمره في طاعة الله عز وجل،
وأما الثلاثة الذين يدخلهم الله النار بغير حساب فامام جائر، وتاجر كذوب، وشيخ زان.
ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عز وجل عليها المؤمن
2 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي، عن ابن زياد (1)، عن الحلبي قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن: طعام يأكله وثوب يلبسه و
زوجة صالحة تعاونه، وتحصن فرجه.
ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله عز وجل
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن
أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه أو
واحدة منهن كان في ظل عرش الله عز وجل [يوم القيامة] يوم لا ظل إلا ظله: رجل
أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر أخرى

(1) في بعض النسخ " أبى زياد " والحسن بن علي هو ابن فضال وأما ابن زياد يحتمل
أن يكون تصحيف ابن رئاب لروايته عن الحلبي كثيرا.
80

حتى يعلم أن ذلك لله فيه رضى أو سخط، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى
ينفي ذلك العيب من نفسه فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب، وكفى بالمرء شغلا
بنفسه عن الناس.
4 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان قال: حدثنا الخضر بن -
مسلم الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة في ظل عرش الله عز وجل
يوم لا ظل إلا ظله: رجل أنصف الناس من نفسه ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر
أخرى حتى يعلم أن ذلك لله عز وجل رضى أو سخط، ورجل لم يعب أخاه بعيب
حتى ينفي ذلك العيب من نفسه، فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب آخر، وكفى
بالمرء شغلا بنفسه عن الناس.
ثلاثة أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة
5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة
حتى يفرغ [الناس] من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف
على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة (1)
ورجل قال الحق فيما له وعليه.
عند وجود ثلاثة أشياء إجابة الدعاء
6 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن -
إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام

(1) في بعض النسخ " بشعرة ".
81

قال: إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك (1) فقد قصد قصدك (2).
لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني محمد بن -
أحمد قال: حدثني سهل بن زياد، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال:
سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله
عز وجل: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول " (3). وأما
السنة من نبيه صلى الله عليه وآله فمداراة الناس فان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة
الناس فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " (4) وأما السنة من
وليه فالصبر في البأساء والضراء فان الله عز وجل يقول: " والصابرين في البأساء
والضراء (5) ".
ثلاث خصال لا تكون في المؤمن
8 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن

(1) أي خذه فهو دونك وقريب منك يقال: هذا دونه أي قريب منه فهو اغراء والتكرير
للمبالغة.
(2) القصد اتيان الشئ، تقول: قصدته وقصدت إليه بمعنى وقصدت قصده أي نحوت
نحوه. والظاهر " قصد " على البناء للمفعول وقصدك مفعول مطلق نائب مناب الفاعل
مضافا إلى المفعول يعنى إذا ظهر هذه العلامات فعليك بالدعاء وطلب الحاجات والاستغفار لان الله
سبحانه قد أقبل عليك بالرحمة وتوجه إليك بالإجابة والمغفرة.
(3) الجن: 27.
(4) الأعراف: 199.
(5) البقرة: 177.
82

الحارثي (1) عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد والجبن
ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا.
سأل النبي صلى الله عليه وآله ربه عز وجل ثلاث خصال فأعطاه اثنتين، ومنعه واحدة
9 - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثنا محمد بن عثمان
ابن أبي شيبة قال: حدثنا منجاب بن الحارث قال: حدثنا أبو حذيفة الثعلبي (2) عن
زياد بن علاقة، عن جابر بن سمرة السوائي (3)، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن
النبي صلى الله عليه وآله قال: سألت ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني
واحدة، قلت: يا رب لا تهلك أمتي جوعا، قال: لك هذه، قلت: يا رب لا تسلط
عليهم عدوا من غيرهم - يعني من المشركين - فيجتاحوهم (4) قال: لك ذلك، قلت:
يا رب لا تجعل بأسهم بينهم، فمنعني هذه.
قال سليمان بن أحمد: لا يروى هذا الحديث عن علي عليه السلام إلا بهذا الاسناد تفرد
به منجاب بن الحارث (5).
ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات
10 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا

(1) كذا في أكثر النسخ، وفى بعضها " الجازى " وإن كان فهو عبد الغفار الجازى.
(2) لم أجده.
(3) بضم المهملة والمد هو صحابي بن صحابي أبوه سمرة بن جنادة.
(4) الاجتياح: الاهلاك والإبادة.
(5) قال السمهودي في وفاء الوفاء عند ذكر مسجد الإجابة الذي بنى بضاحية المدينة
الشرقية بشمال البقيع: " سمى هذا المسجد مسجد الإجابة لان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا ربه فيه و
طلب إليه ألا يهلك أمته بالغرق ولا بالجدب وألا يجعل بأسهم بينهم، فأجاب الدعوتين الأولى
والثانية ومنعه الثالثة ".
83

محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن هارون بن -
الجهم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث
موبقات (1)، وثلاث منجيات، فأما الدرجات فافشاء السلام، وإطعام الطعام، و
الصلاة بالليل والناس نيام، والكفارات إسباغ الوضوء في السبرات (2) والمشي بالليل
والنهار إلى الصلوات، والمحافظة على الجماعات، وأما الثلاث الموبقات فشح مطاع
وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، و
القصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط (3).
11 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي القاضي قال: أخبرنا ابن صاعد قال
حدثنا يوسف بن موسى القطان، وأحمد بن منصور بن سيار قالا: حدثنا أحمد بن -
يونس قال: حدثنا أيوب بن عتبة، عن الفضل بن بكير العبدي (4) قال: حدثنا قتادة،
عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، فالمنجيات خشية الله
عز وجل في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب.
والثلاث المهلكات شح مطاع، وهو متبع، وإعجاب المرء بنفسه.
وقد روي حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنه قال: الشح المطاع سوء الظن بالله
عز وجل. وقد أخرجته مسندا في كتاب معاني الأخبار (5).
12 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن
محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن -
أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) الموبقة: المهلكة.
(2) السبرات جمع سبرة - بالفتح - وهي الغداة الباردة أو شدة البرد.
(3) في بعض النسخ " في الرضا والغضب ".
(4) في بعض النسخ " المفضل بن بكير " ولم أجدهما.
(5) المصدر طبع مكتبتنا ص 314 لكن مرسلا بدون ذكر السند.
84

أنه قال: في وصيته له: يا علي ثلاث درجات وثلاث كفارات، وثلاث مهلكات،
وثلاث منجيات، فأما الدرجات فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد
الصلاة، والمشي (1) بالليل والنهار إلى الجماعات. وأما الكفارات فافشاء السلام و
إطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام، وأما المهلكات فشح مطاع، وهوى متبع
وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى
والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه لما سئل في المعراج فيما اختصم الملاء
الاعلى؟ قال: في الدرجات والكفارات قال: فنوديت وما الدرجات قلت: إسباغ
الوضوء في السبرات، والمشي إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وولايتي
وولاية أهل بيتي حتى الممات.
والحديث طويل قد أخرجته مسندا على وجهه في كتاب إثبات المعراج.
13 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
أن النبي. صلى الله عليه وآله قال: ثلاث موبقات: نكث الصفقة (2)، وترك السنة، وفراق الجماعة.
وثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك. وتلزم بيتك.
ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين
14 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف يشاء: كظم الغيظ،
والصبر على السيوف لله عز وجل، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله عز وجل.

(1) في بعض النسخ " ومشى بالليل ".
(2) الصفقة ضرب اليد باليد، وكانت العرب إذا وجب البيع ضرب أحدهما يده على
يد صاحبه. ثم استعملت الصفقة في العقد، فقيل بارك الله في صفقة يمينك. (المصباح).
85

ثلاثة ان لم تظلمهم ظلموك (1)
15 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري، عن الفضل بن عامر، عن موسى بن القاسم البجلي، عن ذريح المحاربي،
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة (2) إن لم تظلمهم
ظلموك (1): السفلة، وزوجتك، وخادمك.
ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة
16 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - عن عمه محمد بن أبي القاسم
قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان،
عن عمرو بن ثابت، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: ثلاثة لا ينتصفون
من ثلاثة: شريف من وضيع، وحليم من سفيه، وبر من فاجر.
ثلاث خصال العبد بينهن
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله
عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عن أبي عمران عمرو بن مصعب العرزمي، عن
أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العبد بين ثلاثة: بلاء وقضاء ونعمة
فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة، وعليه في
النعمة من الله عز وجل الشكر فريضة.
ثلاثة حق لهم أن يرحموا
18 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

(1) في بعض النسخ " يظلموك ".
(2) الظاهر سقط هنا واو والصحيح كما في غيره من كتب الحديث كتحف العقول
والبحار هكذا " ثلاثة وان لم تظلمهم ظلموك " أي وان لم تظلمهم أنت لكن انهم ظلموك
لدناءة طبعهم ونقصان عقولهم وسوء أخلاقهم. ورواه المصنف في الفقيه بلفظ آخر ج 4 ص 359.
86

ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله -
ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: إني لأرحم ثلاثة، وحق لهم أن يرحموا:
عزيز أصابته مذلة بعد العز، وغني أصابته حاجة بعد الغني، وعالم يستخف به أهله
والجهلة.
ثلاثة يبغضهم الله عز وجل
19 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يبغض الغني الظلوم، والشيخ الفاجر،
والصعلوك المختال، ثم قال: أتدري ما الصعلوك المختال؟ قال: فقلنا: القليل المال،
قال: لا هو الذي لا يتقرب إلى الله عز وجل بشئ من ماله.
ثلاث يحسن فيهن الكذب وثلاث يقبح فيهن الصدق وثلاثة مجالستهم تميت القلب
20 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
الحسين بن سعيد، عن أبي الحسين بن الحضرمي، عن موسى بن القاسم البجلي، عن
جميل بن دراج، عن محمد بن سعيد، عن المحاربي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة
في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس. وثلاث يقبح فيهن الصدق:
النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه. وتكذيبك الرجل عن الخبر. قال:
وثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال (1) والحديث مع النساء، ومجالسة
الأغنياء.
ثلاث بثلاث
21 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني

(1) النذل بسكون الذال المعجمة والنذيل: الخسيس من الناس، والساقط في
الحسب والدين، والجمع أنذال.
87

محمد بن أحمد، عن عبد الله بن محمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن أبي أيوب، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته
زاد الله في رزقه، ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره.
واحدة بثلاث
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن أبي سعيد الادمي، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: من تعلق قلبه بالدنيا تعلق منها بثلاث خصال: هم لا يفنى،
وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال.
علامات الكبر ثلاث
23 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن الصباح (1) مولى أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما مررنا بأحد
قال: ترى الثقب الذي فيه، قلت: نعم، قال: أما أنا فلست أراه، وعلامة الكبر
ثلاث: كلال البصر، وانحناء الظهر، ورقة القدم.
ثلاث خصال خص بها الأنبياء عليهم السلام وأولادهم وأتباعهم
24 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
الحسن بن موسى الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن عثمان، عن أبي الحسن
موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إن الأنبياء وأولاد الأنبياء وأتباع الأنبياء خصوا بثلاث
خصال: السقم في الأبدان، وخوف السلطان، والفقر.

(1) الصباح هو أخو إبراهيم بن عبد الحميد وما في بعض النسخ من " أبى الصباح "
تصحيف.
88

ثلاث خصال فيهن المقت من الله تبارك وتعالى
25 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني موسى بن جعفر البغدادي، عن محمد بن -
المعلي، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل:
نوم من غير سهر، وضحك من غير عجب، وأكل على الشبع.
الهدية على ثلاثة وجوه
26 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط،
عن أحمد بن عبد الجبار، عن جده، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الهدية على ثلاثة وجوه:
هدية مكافأة، وهدية مصانعة، وهدية لله عز وجل.
ثلاث خصال لم يعر منها نبي فمن دونه
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى
العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري باسناده يرفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه: الطيرة والحسد، والتفكر في الوسوسة
في الخلق.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: معنى الطيرة في هذا الموضع هو أن
يتطير منهم قومهم فأما هم عليهم السلام فلا يتطيرون وذلك كما قال الله عز وجل عن قوم
صالح " قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله " (1) وكما قال آخرون لأنبيائهم
عليهم السلام: " إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم - الآية " (2).
وأما الحسد [فإنه] في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا أنهم يحسدون غيرهم

(1) النمل: 47.
(2) يس: 18.
89

وذلك كما قال الله عز وجل: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (1).
وأما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم عليهم السلام بأهل الوسوسة لا غير ذلك،
وذلك كما حكى الله عز وجل عنهم عن الوليد بن المغيرة المخزومي " إنه فكر و
قدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر " يعني قال للقرآن: " إن هذا إلا سحر
يؤثر إن هذا إلا قول البشر " (2).
أصول الكفر ثلاثة
28 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن بكر بن محمد، عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد، فأما
الحرص فآدم حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن يأكل منها، وأما الاستكبار
فإبليس حين أمر بالسجود فأبى، وأما الحسد فابنا آدم حين قتل أحدهما صاحبه حسدا.
الدين على ثلاثة وجوه
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن منصور بن العباس، عن الحسن بن علي بن يقطين
عن عمرو (3) عن خلف بن حماد، عن محرز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدين على ثلاثة وجوه: رجل إذا كان له فأنظر (4) وإذا
كان عليه أعطى ولم يماطل (5) فذلك له ولا عليه. ورجل إذا كان له استوفى، وإن

(1) النساء: 54:
(2) المدثر: 16 - 24.
(3) يعنى عمرو بن إبراهيم الأزدي الكوفي.
(4) أي أمهل ولم يطالب.
(5) المطل: التسويف والتأخير في العدة والدين وماطله من باب قاتل مبالغة.
90

كان عليه أوفى، فذلك لا له ولا عليه. ورجل إذا كان له استوفى وإذا كان عليه مطل
فذلك عليه ولا له.
وجوه الاستيذان ثلاثة
30 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاستيذان ثلاثة أولهن يسمعون، والثانية
يحذرون، والثالثة إن شاؤوا أذنوا وإن شاؤوا لم يفعلوا فيرجع المستأذن.
ثلاثة لا يسلمون
31 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب باسناده يرفعه إلى الصادق عليه السلام
قال: ثلاثة لا يسلمون: الماشي مع جنازة، والماشي إلى الجمعة، وفي بيت الحمام.
خير الناس ثلاثة
32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن عيسى بن عبد الله
الهاشمي، عن أبي خالد (1) محمد بن سليمان، عن رجل، عن ابن المنكدر باسناده قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم من أطعم الطعام، وأفشى السلام وصلى والناس نيام.
ثلاث خصال خصلة منها تظهر الغنى وخصلة تظهر
الجمال وخصلة تكبت الأعداء
33 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،

(1) في بعض النسخ " عن خاله محمد بن سليمان ".
91

عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: الدهن يظهر الغنى، والثياب تظهر الجمال، وحسن
الملكة يكبت الأعداء (1).
ثلاث من سنن المرسلين
34 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه: قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم يرفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة
الطروقة (2).
ثلاثة يجلين البصر
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: ثلاثة يجلين البصر: النظر
إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن.
الخصال الجميلة ثلاث
36 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر، عن أحمد بن عمر

(1) أي أهانهم وأذلهم. كبت الله العدو أي أهانه وأذله.
(2) إحفاء الشعر: المبالغة في قصها وإزالتها. والطروقة - فعولة بمعنى مفعولة -:
الزوجة، وكل امرأة طروقة زوجها، كما في النهاية، وفيه أيضا " السنة إذا أطلقت في الشرع
فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونهى عنه وندب إليها قولا وفعلا مما لم
ينطق به الكتاب العزيز " انتهى. فمعنى الحديث أن الأنبياء عليهم السلام رغبوا الناس في هذه
الأمور سواء فعلوها بأنفسهم أم لم يفعلوا وعلى هذا فلا ينافي قوله تعالى في يحيى كان " سيدا
وحصورا " وكذلك عيسى عليه السلام في عدم اختياره الزوجة.
92

الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال عليه السلام: وقار بلا
مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة (1)، وتشاغل بغير متاع الدنيا.
السرف في ثلاث
37 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه عن أبيه قال: حدثني
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري باسناده يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال:
السرف في ثلاث (2) ابتذالك ثوب صونك، وإلقائك النوى يمينا وشمالا، وإهراقك
فضلة الماء، وقال: ليس في الطعام سرف.
لعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة
38 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان.
عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
لعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة: الآكل زاده وحده، والراكب في الفلاة وحده، والنائم في
بيت وحده.
في الجنة درجة لا ينالها الا ثلاثة
39 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن زرعة
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في الجنة درجة
لا ينالها (3) إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور.
رفع القلم عن ثلاثة
40 - حدثنا الحسن بن محمد السكوني قال: حدثنا الحضرمي (4) قال: حدثنا

(1) السماح: الجود والكرم.
(2) السرف - محركة - تجاوز الحد. وبذل الثوب وابتذله: لبسه في أيام الخدمة.
(3) في بعض النسخ " لا يبلغها ".
(4) هو محمد بن عبد الله الحضرمي.
93

إبراهيم بن أبي معاوية قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي ظبيان (*) قال: اتي عمر
بامرأة مجنونة قد فجرت فأمر برجمها فمروا بها على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ما
هذه؟ قالوا: مجنونة فجرت، فأمر بها عمر أن ترجم، فقال: لا تعجلوا فأتى عمر فقال له:
أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق،
وعن النائم حتى يستيقظ.
قال مصنف هذا الكتاب: جاء هذا الحديث هكذا والأصل في هذا قول أهل البيت
عليهم السلام المجنون إذا زنى حد، والمجنونة إذا زنت لا تحد لان المجنون يأتي
والمجنونة تؤتى. (1)
حديث الثلاثة النفر الذين حلفوا باللات والعزى أن يقتلوا
رسول الله صلى الله عليه وآله فنهض إليهم علي عليه السلام
41 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن معقل القرميسيني، عن
جعفر الوراق قال: حدثنا محمد بن الحسن الأشج، عن يحيى بن زيد بن علي بن -
الحسين عليهما السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وصلى الفجر، ثم قال: معاشر
الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا (2) باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا و
رب الكعبة، فأحجم الناس (3) وما تكلم أحد، فقال: ما أحسب أن علي بن -
أبي طالب فيكم، فقام إليه عامر بن قتادة فقال: إنه وعك في هذه الليلة (4) ولم
يخرج يصلي معك، فتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: شأنك، فمضى إليه
فأخبره فخرج أمير المؤمنين عليه السلام وكأنه نشط من عقال (5) وعليه إزار قد عقد طرفيه

* هو أبو ظبيان بن جندب.
(1) من قوله " قال المصنف " إلى هنا " سقط من النسخ المطبوعة.
(2) أي حلفوا. وفى بعض النسخ " حلفوا ".
(3) الاحجام: الكف.
(4) الوعك: شدة الحر ووجع الحمى، ووعك على البناء للمفعول.
(5) كذا والقياس أنشط. نشط الحبل: عقده. وأنشطه حله. ويقال هذا للمريض
إذا برأ، وللمغشي عليه إذا أفاق. والعقال حبل يشد به البعير في وسط ذراعه.
94

على رقبته فقال: يا رسول الله ما هذا الخبر فقال: هذا رسول ربي يخبرني عن ثلاثة
نفر قد نهضوا إلي ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا
لهم سرية وحدي هوذا ألبس علي ثيابي فقال النبي صلى الله عليه وآله: بل هذه ثيابي وهذا درعي
وهذا سيفي فألبسه ودرعه وعممه وقلده وأركبه فرسه وخرج أمير المؤمنين عليه السلام
فمكث ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض فأقبلت فاطمة بالحسن
والحسين عليهم السلام على وركيها تقول: أوشك أن يؤتم هذين الغلامين فأسبل النبي صلى الله عليه وآله
عينيه يبكي (1)، ثم قال: معاشر الناس من يأتيني بخبر علي، أبشره بالجنة، و
افترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي صلى الله عليه وآله وأقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي
ودخل أمير المؤمنين عليه السلام ومعه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس وهبط جبرئيل
فخبر النبي صلى الله عليه وآله بما كان فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: تحب أن أخبرك بما كنت فيه
يا أبا الحسن؟ فقال المنافقون: هو منذ ساعة قد أخذه المخاض (2) وهو الساعة يريد أن
يحدثه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: بل تحدث أنت يا أبا الحسن لتكون شهيدا على القوم،
فقال: نعم يا رسول الله لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر، فنادوني
من أنت فقلت: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله، فقالوا: ما نعرف لله من
رسول سواء علينا وقعنا عليك أو على محمد، وشد علي هذا المقتول، ودار بيني وبينه
ضربات وهبت ريح حمراء وسمعت صوتك فيها يا رسول الله وأنت تقول: قد قطعت
لك جربان درعه (3) فاضرب حبل عاتقه، فضربته فلم أحفه (4)، ثم هبت ريح سوداء
سمعت صوتك فيها يا رسول الله وأنت تقول: قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب

(1) أسبل الدمع والمطر: هطل.
(2) المخاض - بالفتح -: وجع الولادة.
(3) جربان - بكسر الجيم والراء وبضمهما وشد الباء الموحدة -: طوق القميص.
وغلاف السيف.
(4) العاتق ما بين المنكب والعنق. والاحفاء: المبالغة في الاخذ.
95

فخذه، فضربته فقطعته ووكزته (1) وقطعت رأسه ورميت به وأخذت رأسه، وقال لي:
هذان الرجلان: بلغنا أن محمدا رفيق شفيق رحيم فاحملنا إليه ولا تعجل علينا وصاحبنا
كان يعد بألف فارس.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما الصوت الأول الذي حك مسامعك (2) فصوت جبرئيل،
وأما صوت الآخر فصوت ميكائيل، قدم إلى أحد الرجلين [فقدمه علي عليه السلام] فقال
[النبي صلى الله عليه وآله]: قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله فقال لنقل جبل أبي قبيس أحب
إلي من أن أقول هذه الكلمة. فقال: أخره يا أبا الحسن واضرب عنقه [فضرب علي عليه السلام
عنقه] ثم قال: قدم الآخر، فقدم، فقال: قل لا إله إلا الله واشهد أني رسول الله فقال:
ألحقني بصاحبي، قال: أخره يا أبا الحسن واضرب عنقه فأخره وقام أمير المؤمنين عليه السلام
ليضرب عنقه فهبط جبرئيل فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: لا تقتله فإنه
حسن الخلق، سخي في قومه، فقال الرجل وهو تحت السيف: هذا رسول ربك
يخبرك؟ قال: نعم، فقال: والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط إلا أنفقته، ولا كلمت
بسوء مع أخ لي، ولا قطبت وجهي في الجدب (3)، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك
رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: هذا ممن جره حسن خلقه وسخاؤه إلى جنات النعيم.
في البر بالاخوان والسعي في حوائجهن ثلاث خصال
42 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثني سهل بن زياد الادمي قال: حدثني رجل، وعمر بن عبد العزيز
عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم،
ومن صالح الأعمال البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان،

(1) وكزه - من باب وعد -: دفعه، ضربه بجمع الكف، وكزه بالرمح: طعنه.
(2) حك الشئ بالشئ أو عليه: أمره عليه دلكا وصكا.
(3) القطوب العبوس، والجدب القحط، وفى بعض النسخ " وما قلبت وجهي في
الحرب " ولعله تصحيف.
96

وتزحزح عن النيران (1) ودخول الجنان يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك،
قال: فقلت له: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر
واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله
عز وجل صاحب القليل، فقال: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن
يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " (2).
النهى عن التغوط في ثلاثة مواضع
43 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه،
عن علي عليهم السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتغوط على شفير ماء يستعذب منه، أو نهر
يستعذب منه، أو تحت شجرة عليها ثمرها.
في استقبال الشمس ثلاث خصال ردية
44 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري
قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبو يحيى سهيل بن زياد الواسطي (3)
باسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تستقبلوا الشمس فإنها مبخرة، تشحب
اللون (4) وتبلي الثوب، وتظهر الداء الدفين.
للمسرف ثلاث علامات
45 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن أحمد

(1) الرغمة: الكره، يقال: فعلت ذلك على مرغمة أي على كره وأرغمه أي أذله
وأسخطه وحمله على فعل ما يكرهه، وزحزحه عن مكانه باعده والتزحزح: التباعد و
التنحي.
(2) الحشر: 9. والشح: البخل مع الحرص.
(3) ذكره العلامة في الضعفاء.
(4) البخر: نتن الفم، والشحب تغير اللون من جوع أو مرض، وبلى الثوب: رث.
97

عن محمد بن الحسين، عن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبي إسحاق
يرفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: للمسرف ثلاث علامات
يأكل ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويشتري ما ليس له (1).
كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاث أعين
46 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي رضي الله عنه، عن الحسن بن -
علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين بكت من
خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله (2).
جمع الخير كله في ثلاث خصال
47 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب الخزاز، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: جمع الخير كله في ثلاث
خصال: النظر، والسكوت، والكلام. فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل
سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو. فطوبى لمن كان
نظره عبرة (3) وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره.
النهى عن ارتداف ثلاثة نفر على الدابة
48 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن جده (4)

(1) المراد أنه يجاوز عن حده يأكل ويلبس ما يكون هو فوق شأنه ويشترى متاعا
ليس له أن يشتريه.
(2) غض بصره أي منعه وكفه وحفظه. وسهر يسهر من باب علم: لم ينم ليلا.
(3) في بعض النسخ " عبرا ".
(4) يعنى جد أبيه.
98

أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم يرفع الحديث
إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل: لا يرتدف ثلاثة
على دابة، فان أحدهم ملعون، وهو المقدم.
حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا
49 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه محمد بن يحيى
عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عدة من أصحابنا رفعوا الحديث قال: حق
المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا (1).
في النعل السوداء ثلاث خصال ردية، وفى الصفراء ثلاث خصال محمودة
50 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن جبلة، عن حنان بن سدير قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعلي نعل سوداء فقال: مالك ولبس نعل سوداء! أما
علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قال: قلت: وما هي جعلت فداك؟ قال: تضعف البصر،
وترخي الذكر، وتورث الهم وهي مع ذلك من لباس الجبارين، عليك بلبس نعل صفراء
فان فيها ثلاث خصال قال: قلت: وما هي قال: تحد البصر، وتشد الذكر، وتنفي
الهم، وهي مع ذلك من لباس الأنبياء عليهم السلام.
تعلموا من الغراب ثلاث خصال
51 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن -

(1) الحديث مضمر أو مقطوع والمراد توقف أصحاب المريض في السفر له ثلاث
ليال فان برئ فهو معهم، والا فيتركوه عند أهله ويمضوا في سفرهم.
99

جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
تعلموا من الغراب خصالا ثلاثا: استتاره بالسفاد (1) وبكوره في طلب الرزق، وحذره.
ثلاثة تكون مع ثلاثة
52 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد
ابن عمر الحلبي، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: مع التثبت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في
غير وقته كان بلوغه في غير حينه.
الشوم في ثلاثة
53 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن
سهل بن زياد الادمي قال: حدثني عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: تذاكروا الشوم عنده، فقال: الشوم في ثلاثة في المرأة والدابة
والدار، فأما شوم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأما الدابة فسوء خلقها و
منعها ظهرها، وأما الدار فضيق ساحتها، وشر جيرانها، وكثرة عيوبها.
الذين نسوا ما ذكروا به ثلاثة أصناف
54 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن -
زياد قال: حدثني عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة الشامي، عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فلما نسوا ما ذكروا به " (2) قال: كانوا ثلاثة
أصناف: صنف ائتمروا وأمروا [فنجوا] وصنف ائتمروا ولم يأمروا [فمسخوا ذرا]
وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا.

(1) السفاد، نزوا الذكر على الأنثى.
(2) الأعراف: 165. في قصه أصحاب السبت من اليهود.
100

ثلاثة في حرز الله عز وجل إلى أن يفرغ الله من الحساب
55 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
عن محمد بن أحمد: قال حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي،
عن الحسين بن يوسف (*)، عن الحسن بن زياد العطار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاثة
في حرز الله عز وجل إلى أن يفرغ الله من الحساب: رجل لم يهم بزنا قط (1) ورجل
لم يشب ماله بربا قط، ورجل لم يسع فيهما قط.
من أعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة
56 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب (2)
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا معاوية من أعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من أعطي
الدعاء (3) أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل
أعطي الكفاية، فان الله عز وجل يقول في كتابه: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " (4)
ويقول: " لئن شكرتم لأزيدنكم " (5) ويقول: " ادعوني أستجب لكم " (6)
النهى عن مشاورة ثلاثة
57 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى

* كذا ولعله " بن سيف ".
(1) في المطبوعة قديما " لم يزن قط ".
(2) في المطبوعة " معاوية بن عمار ". والصحيح ما اخترناه لوجود الرواية في غيره
من كتب الحديث عن معاوية بن وهب راجع الكافي ج 2، ص 65
(3) المراد بالاعطاء توفيق الاتيان به.
(4) الطلاق: 3.
(5). إبراهيم: 7.
(6) المؤمن: 60.
101

العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن آدم، عن أبيه باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج، ولا تشاورن البخيل فإنه يقصر بك
عن غايتك، ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها. واعلم يا علي أن الجبن و
البخل والحرص غريزة واحدة (1) يجمعها سوء الظن.
قسم العقل على ثلاثة أجزاء
58 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد باسناده يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قسم العقل على
ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة
بالله عز وجل، وحسن الطاعة له، وحسن البصيرة على أمره (2).
خير آدم (ع) من ثلاثة خصال واحدة
59 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن جده
أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن -
طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: هبط جبرئيل عليه السلام
على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث، فاختر واحدة
ودع اثنتين، فقال له آدم: وما الثلاث يا جبرئيل؟ قال: العقل والحياء والدين،
قال آدم: فاني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا، فقالا:
يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان، قال جبرئيل: فشأنكما،
وعرج (3).

(1) الغريزة: الطبيعة،
(2) في المطبوعة " حسن الصبر على أمره ".
(3) قال المولى صالح المازندراني في شرحه على الكافي: لا يقال: اختياره للعقل لم
يكن الا لملاحظة أن حسن عواقب أموره في الدارين يتوقف عليه وان نظام أحواله في النشأتين
لا يتم الا به ولا يكون ذلك الا لكونه عاقلا متفكرا متأملا فيما ينفعه عاجلا وآجلا، لأنا نقول:
المراد بهذا العقل العقل الكامل الذي يكون للأنبياء والأوصياء واختياره يتوقف على عقل
سابق يكون درجته دون هذا، وللعقل درجات ومراتب. وقد يقال: هذه الأمور الثلاثة
كانت حاصلة له عليه السلام على وجه الكمال، والتخيير فيها لا ينافي حصولها، والغرض منه اظهار
قدر نعمة العقل والحث على الشكر عليها.
102

يعتبر عقل الرجل في ثلاث
60 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن بشار، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وفي نقش خاتمه، و
في كنيته.
الشيعة ثلاث
61 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد، عن معاوية
ابن وهب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الشيعة ثلاث: محب واد، فهو منا، ومتزين
بنا، ونحن زين لمن تزين بنا. ومستأكل بنا الناس، ومن استأكل بنا افتقر.
امتحان الشيعة عند ثلاث
62 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه. عن أبيه، عن محمد بن -
أحمد، عن هارون بن مسلم، عن الليثي، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: امتحنوا شيعتنا
عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارهم كيف حفظهم لها
عند عدونا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لاخوانهم فيها.
103

ثلاث خصال من كن فيه فقد استكمل الايمان
63 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن محمد بن حسان، عن إبراهيم بن عاصم بن حميد، عن صالح بن ميثم، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على
الظلم، وكظم غيظه واحتسب، وعفى وغفر كان ممن يدخله الله الجنة بغير حساب،
ويشفعه في مثل ربيعة ومضر (1).
64 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: أخبرنا أبو صالح الكناني. عن يحيى بن عبد الحميد
الحماني (2) عن شريك، عن هشام بن معاذ قال: كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث
دخل المدينة فأمر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة (3) فليأت الباب، فأتى
محمد بن علي - يعني الباقر - عليهما السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: إن محمد بن علي
بالباب، فقال له: أدخله يا مزاحم، قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع، فقال
له محمد بن علي: ما أبكاك يا عمر؟ فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله،
فقال محمد بن علي: يا عمر إنما الدنيا سوق من الأسواق، منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها
خرجوا بما يضرهم، وكم من قوم قد ضرهم بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت
فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة، ولا مما
كرهوا جنة، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم، وصالوا إلى من لا يعذرهم، فنحن والله

(1) المراد بالصبر على الظلم المدارأة مع الظالم لا قبول الظلم المنهى عنه في الروايات.
والاحتساب أن يعتد ما يغضبه من جملة بلايا الله التي يثاب على كظم الغيظ عليها، ويشفعه
أي يقبل شفاعته، وربيعة ومضر قبيلتان يضرب بهما المثل في الكثرة.
(2) كوفي حافظ. والحماني بكسر المهملة وتشديد الميم وهو يروى عن شريك بن -
عبد الله النخعي، كما في تهذيب التهذيب، وأما هشام بن معاذ فلم أجده
(3) المظلمة - بكسر اللام - والظلامة بضم الظاء المعجمة -: ما احتملته من الظلم
وما أخذ منك ظلما، والجمع مظالم
104

محقوقون (1) أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم فيها وننظر إلى
تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف عنها، فاتق الله، واجعل في قلبك
اثنتين: تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك و
تنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ فيه البدل ولا تذهبن إلى
سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك. واتق الله عز وجل يا عمر، وافتح
الأبواب وسهل الحجاب (2) وانصر المظلوم، ورد الظالم.
ثم قال: ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله فجثى عمر على ركبتيه، ثم
قال: إيه يا أهل بيت النبوة، فقال: نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل
وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له. فدعا عمر
بدواة وقرطاس وكتب " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة
محمد بن علي فدك ".
65 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن -
جعفر الحميري قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما المؤمن
الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول
الحق، والمؤمن: الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق.
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن الصلت.
عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن
أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام
عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال
الايمان: الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل وإذا غضب لم يخرجه الغضب من
الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (3)

(1) هو حقيق به ومحقوق به أي خليق وجدير به.
(2) في بعض النسخ " الصعاب " (3) أي لم يقدم على ما ليس له ولم يناوله.
105

67 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان قال:
ذكر رجل المؤمن عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: إنما المؤمن: الذي إذا سخط لم يخرجه
سخطه من الحق، والمؤمن [الذي] إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل والمؤمن: الذي
إذا قدر لم يتعاط ما ليس له [بنفسه].
ثلاثا لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم
ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم
68 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن خالد
الطيالسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عون عن ابن أبي نجران التميمي (1) قال: حدثنا
عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله
يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الناتف شيبه، والناكح نفسه،
والمنكوح في دبره،
69 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن علي بن -
إسماعيل الأشعري قال: حدثنا محمد بن سنان، عن أبي مالك الجهني قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم
عذاب أليم: من ادعى إماما ليست إمامته من الله، ومن جحد إماما إمامته من عند الله
عز وجل ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
70 - حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن عبدويه السراج الزاهد
الهمذاني بهمذان منصرفنا من بيت الله الحرام سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال:
أخبرنا الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة (2)

(1) عبد الرحمن بن عون لم أجده وفى بعض النسخ " عبد الرحمن بن عوف " ولم
أجده أيضا والظاهر زيادة " عون، عن " من النساخ لرواية محمد بن خالد الطيالسي عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، ورواية ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد كثيرا.
(2) - بفتح الكاف وتخفيف الراء - الكوفي كما في التقريب.
106

قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم و
لا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا (1)، إن أعطاه منها ما يريد
وفى له وإلا كف. ورجل بايع رجلا بسلعته بعد العصر (2) فحلف بالله عز وجل
لقد أعطى بها كذا وكذا فصدقه فأخذها ولم يعط فيها ما قال، ورجل على فضل ماء
بالفلاة يمنعه ابن السبيل.
أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن
71 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن حمزة الأشعري قال: حدثني ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا
عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن يوم يولد ويخرج
من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما
لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن
روعته فقال: " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا " وقد سلم عيسى بن -
مريم عليه السلام: على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: " والسلام علي يوم ولدت ويوم
أموت ويوم ابعث حيا ".
الشركاء في الظلم ثلاثة
72 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: كان علي عليه السلام يقول: العامل بالظلم
والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة.
الساعي قاتل ثلاثة
73 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن

(1) كذا وفى صحيح البخاري ومسلم " الا لدنيا " أي لغرض دنيوي.
(2) خصه بالعصر لشرفه بسبب اجتماع ملائكة الليل والنهار ورفع الأعمال فيه.
107

أبيه، عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: الساعي (1) قاتل ثلاثة:
قاتل نفسه، وقاتل من يسعى به (2)، وقاتل من يسعى إليه،
للمؤمن ثلاثة مساكن سجن وحصن ومأوى وللكافر ثلاثة مساكن
74 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن الأول، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه.
والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافر، والقبر سجنه، والنار مأواه.
أيام الله عز وجل ثلاثة
75 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ممد بن الحسن الميثمي، عن مثنى الحناط
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أيام الله عز وجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم
الكرة، ويوم القيامة (3).
ثلاثة يعذبون يوم القيامة
76 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن هشام بن أحمر، وعبد الله بن مسكان،
عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة
من صور صورة من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها، وليس بنافخ فيها. والمكذب
في منامه يعذب حتى يعقد بين شعيرتين، وليس بعاقد بينهما. والمستمع إلى حديث قوم
وهم له كارهون يصب في اذنه الآنك وهو الا سرب.

(1) الساعي: الواشي وهو الذي يسعى إلى الحكام.
(2) في بعض النسخ " من سعى به ".
(3) الكرة: الرجعة.
108

77 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا أبو جعفر الديبلي قال: حدثنا
أبو عبد الله قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني (1)، عن عكرمة، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها، وليس بفاعل.
ومن كذب في حلمه عذب (2) وكلف أن يعقد بين شعيرتين، وليس بفاعل، ومن استمع
إلى حديث قوم وهم له كارهون، يصب في اذنيه الآنك يوم القيامة: قال سفيان:
الآنك من الرصاص.
ثلاث خصال تبرئ من الكبر
78 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من رقع جيبه
هكذا (3) وخصف نعله، وحمل سلعته فقد أمن من الكبر.
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاثة خصال
79 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاثة خصال:
عامل بما يأمر به وتارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر، عادل فيما ينهى، رفيق فيما يأمر
ورفيق فيما ينهى.

(1) السختياني - بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون وهو
أيوب بن أبي تميمة كيسان ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء والعباد مات 131 وله خمس
وستون سنة، يروى عن عكرمة وجماعة وعنه السفيانان ابن عيينة والثوري وغيرهما. وفى النسخ
المطبوعة " السجستاني " وهو تصحيف.
(2) الحلم بضم الحاء المهملة واللام - ما يراه النائم.
(3) في روضة الكافي بسند آخر بدون " هكذا " وجيب القميص - بالفتح -: طوقه.
109

ثلاثة لا ينجبون
80 - حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رحمه الله، عن أبيه، عن محمد بن أحمد،
عن محمد بن علي الهمداني يرفعه إلى داود بن فرقد، عن أبي جعفر أو أبي عبد الله عليهما السلام
قال: ثلاثة لا ينجبون (1) أعور يمين، وأزرق كالفص، ومولد السند (2)
كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال
81 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي. عن بكر بن صالح. عن الحسن بن علي بن -
فضال، عن عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر
عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه، ويعير الناس
بما لا يستطيع تركه، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه.
من لم يحب عترة النبي صلى الله عليه وآله فهو لاحدى ثلاث
82 - حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن -
أحمد، عن أبي نصر البغدادي، عن محمد بن جعفر الأحمر. عن إسماعيل بن العباس بن -
يزيد بن جبير (3) عن داود بن الحسن، عن أبي رافع، عن علي عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يحب عترتي فهو لاحدى ثلاث إما: منافق، وإما لزنية. وإما امرء
حملت به أمه في غير طهر.

(1) يعنى غالبا. وأعور يمين هو الذي عمى عينه اليمنى، والفص ما يركب في الخاتم
من الحجارة الكريمة، والسند: بلاد تتاخم الهند هذا إذا كان بكسر السين، وأما إن كان
بفتحتين فهو بلد معروف في البادية، وقيل ماء معروف لبني سعد.
(2) في بعض النسخ " مولد السنة " يعنى من كان حمله سنة.
(3) في بعض النسخ " يزيد بن الحسين " ورجال السند أكثرهم مجهولون ولم أجدهم.
110

أحب الأمور إلى الله ثلاثة
83 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما السلام أن
قال له: لا تعيرن أحدا بذنب، وإن أحب الأمور إلى الله عز وجل ثلاثة: القصد في
الجدة (1) والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله
عز وجل به يوم القيامة ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى.
تكلم النار يوم القيامة ثلاثة
84 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن أبي همام - إسماعيل بن همام - عن محمد
ابن سعيد بن غزوان، عن السكوني، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه
عن علي عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله: قال: تكلم النار يوم القيامة ثلاثا أميرا وقاريا و
ذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل، فتزدرده كما
يزدرد الطير حب السمسم (2) وتقول للقارئ: يا من تزين للناس وبارز الله بالمعاصي
فتزدرده. وتقول للغني: يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا وسأله الفقير اليسير
قرضا (3) فأبى إلا بخلا فتزدرده.
ثلاث قاصمات الظهر
85 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الحميد، عن عامر بن رباح. عن عمرو بن الوليد،

(1) الجدة: الرخاء والسعة.
(2) الازدراد: الابتلاع. والسمسم ما يقال له بالفارسية (كنجد)
(3) في بعض النسخ " الحقير اليسير قرضا ".
111

عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاث قاصمات الظهر: رجل استكثر عمله،
ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.
86 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال إبليس - لعنة الله عليه - لجنوده: إذا استمكنت من ابن آدم
في ثلاث لم أبال ما عمل فإنه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله
العجب.
تطول الله عز وجل على عباده بثلاث
87 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يقول: إني تطولت على
عبادي بثلاث: ألقيت عليهم الريح بعد الروح (1) ولولا ذلك ما دفن حميم حميما، وألقيت
عليهم السلوة بعد المصيبة (2) ولولا ذلك لم يتهن (3) أحد منهم بعيشه، وخلقت هذه
الدابة وسلطتها على الحنطة والشعير ولولا ذلك لكنزهما ملوكهم كما يكنزون الذهب
والفضة.
لا سهر الا في ثلاث
88 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي رضي الله عنه عن جده الحسن
ابن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا سهر إلا في ثلاث: متهجد بالقرآن، أو في طلب العلم،
أو عروس تهدى إلى زوجها.

(1) أي الرائحة الكريهة بعد قبض الروح.
(2) السلوة: الصبر والنسيان.
(3) كذا، والظاهر " لم يتهنأ " من هنأه الطعام أي صار له هنيئا.
112

لولا ثلاث في ابن آدم ما طأطأ رأسه شئ
89 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن جعفر، عن هارون بن -
مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لولا ثلاث في ابن آدم ما طأطأ رأسه شئ (1): المرض والفقر والموت، كلهم فيه وإنه
معهن لو ثاب.
جميع شرايع الدين ثلاثة أشياء
90 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال:
حدثني جدي الحسن بن علي، عن عمرو بن عثمان الثقفي، عن سعيد بن شرحبيل.
عن ابن لهيعة (2) عن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: أخبرني بجميع
شرايع الدين، قال: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد.
الفتن ثلاث
91 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي. عن أبيه، عن محمد بن سنان،
عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف. عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين.
عليه السلام: الفتن ثلاث: حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ
الشيطان (3) وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، فمن أحب النساء لم ينتفع
بعيشه، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة، ومن أحب الدينار والدرهم فهو
عبد الدنيا، وقال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: الدينار داء الدين. والعالم طبيب
الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه، واعملوا أنه غير ناصح لغيره،

(1) طأطأ - كدحرج - أي خفض.
(2) بفتح اللام وكسر الهاء واسمه عبد الله وشرحبيل بضم أوله وفتح الراء وسكون المهملة.
(3) الفخ: آلة معروفة يصاد بها (المصباح).
113

للمرء المسلم ثلاثة أخلاء
92 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام
قال: قال علي عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء فخليل يقول: أنا معك حيا وميتا
وهو عمله، وخليل يقول له: أنا معك إلى باب قبرك ثم أخليك وهو ولده، وخليل يقول
له: أنا معك إلى أن تموت وهو ماله. فإذا مات صار للوارث.
93 - حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدثنا أبو بكر
محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم (1) عن العبسي - يعني أبو محمد عبيد الله -
عن أبيه، وأخبرنا (2) عبد الله بن شبيب البصري قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري
قال: حدثنا العلاء بن الفضل (3) عن أبيه، عن جده قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع
جماعة من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وآله فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس (4) فقلت: يا
نبي الله عظنا موعظه فانا قوم نعبر في البرية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن مع العز ذلا،
وإن مع الحياة موتا، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شئ حسيبا، وعلى كل
شئ رقيبا. وإن لكل حسنة ثوابا، ولكل سيئة عقابا، ولكل أجل كتابا، وإنه
لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي. وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان
كريما أكرمك، وإن كان لئيما أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه، ولا تسئل
إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح آنست به، وإن فسد لا تستوحش إلا منه، وهو

(1) أبو حاتم هو محمد بن إدريس بن المنذر. يروى عن العبسي وهو أبو محمد عبيد الله
ابن موسى كما في تهذيب التهذيب: وفى أكثر النسخ " العتبى يعنى محمد بن عبيد الله ".
(2) في الأمالي " قال أخبرنا " وعبد الله بن شبيب لم أجده.
(3) هو العلاء بن الفضل بن عبد الملك المنقري الهذيل البصري، وما في الأمالي
من العلاء بن محمد بن الفضل من زيادة النساخ راجع تهذيب التهذيب ج 8 ص 189.
(4) ما عثرت على ضبطه.
114

فعلك، فقال: يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على
من يلينا من العرب وندخره، فأمر النبي صلى الله عليه وآله من يأتيه بحسان بن ثابت قال:
فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب (1) لي القول قبل مجئ حسان
فقلت: يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت:
تخير خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فان كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الانسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الانسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل
أوحى الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام ثلاث كلمات
94 - حدثنا الحسن بن محمد السكوني المزكي (2) بالكوفة سنة أربع وخمسين
وثلاثمائة قال: حدثا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار
قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا جعفر الأحمر (3)، عن أمي الصيرفي،
عن أبي كثير الأنصاري، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) أشبه أي أمثل، واستتب له الامر: تهيأ واستقام.
(2) الظاهر هو أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني المذكر الكوفي فصحف. وفى
بعض النسخ " المذكى " وفى بعضها " الحسن بن علي السكوني المزكى "
(3) هو جعفر بن زياد الأحمر صدوق شيعي ثقة يروى عنه إسحاق بن منصور السلولي
وهو ممن يروى أعنى جعفر بن زياد عن أمي بن ربيعة المرادي الصيرفي وهو ثقة أيضا كما
قال يحيى بن معين ومحمد بن سعد وأبى داود.
(4) روى نحوه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 137 باسناده عن يحيى بن العلاء الرازي
عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، وقال هذا حديث صحيح لم
يخرجاه.
115

أسرى بي ربي فأوحى إلي في علي عليه السلام بثلاث: إنه إمام المتقين وسيد المؤمنين وقائد
الغر المحجلين.
الرجال ثلاثة
95 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد أبي عبد الله
البرقي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: الرجال ثلاثة: رجل بماله، ورجل بجاهه، ورجل بلسانه، وهو أفضل
الثلاثة.
96 - وبهذا الاسناد قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق
وفاجر، فالعاقل الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي سجيته، إن سئل أجاب،
وإن تكلم أصاب، وإن سمع وعى، وإن حدث صدق، وإن اطمأن إليه أحد وفى، والأحمق
إن استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جهل جهل، وإن
حدث كذب، لا يفقه وإن فقه لا يتفقه، والفاجر إن ائتمنته خانك، وإن صاحبته شأنك
وإن وثقت به لم ينصحك.
الإمامة لا تصلح الا لرجل فيه ثلاث خصال
97 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال:
إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وحلم يملك
به غضبه، وحسن الخلافة على من ولي حتى يكون له كالوالد الرحيم.
98 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سئل أبو الحسن
عليه السلام الامام بأي شئ يعرف بعد الامام؟ قال: إن للامام علامات أن يكون أكبر
ولد أبيه بعده ويكون فيه الفضل وإذا قدم الركب المدينة قال: إلى من أوصى فلان؟
116

قالوا: إلى فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور مع الامام حيث
كان (1).
99 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن يزيد بن إسحاق شعر قال: حدثني هارون
ابن حمزة الغنوي، عن عبد الأعلى بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما الحجة على
المدعي لهذا الامر بغير حق؟ قال: ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب
هذا الامر: أن يكون أولى الناس بمن قبله، ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، ويكون
صاحب الوصية الظاهرة الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان إلى من أوصى
فلان؟ فيقولون: إلى فلان.
فيمن حج ثلاثة حجج
100 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن السندي بن الربيع، عن محمد بن القاسم بن
فضيل بن يسار، عن أيمن بن محرز يرويه عن القاسم [وا] بن فضال (2) إن حريزا
قال: من حج ثلاث سنين متوالية ثم حج أو لم يحج فهو بمنزلة مدمن الحج (3).
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله تأييده -: هذا الاسناد مضطرب ولم أغيره
لأنه كان هكذا في نسختي، والحديث صحيح.
101 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن الحجال [عن صفوان بن يحيى] عن صفوان بن مهران الجمال،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبدا.
102 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى

(1) في الكافي ج 1 ص 284 " حيثما كان ".
(2) في البحار " ويرويه عنه القاسم وابن فضال ".
(3) في البحار " بمنزلة من يدمن الحج ".
117

ابن عمران الأشعري قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن منصور بن العباس، عن عمرو
ابن سعيد، عن عيسى بن حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: أي بعير حج عليه ثلاث
سنين جعل من نعم الجنة، وروي سبع سنين.
فيمن حج بثلاثة نفر من المؤمنين
103 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن علي، عن الحسن
ابن علي الديلمي، مولى الرضا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من حج بثلاثة نفر من
المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن ولم يسأله من أين كسب ماله من
حلال أو حرام (1).
كان في قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات
104 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد
ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف عليه السلام
ثلاث آيات في قوله عز وجل: " وجاؤا على قميصه بدم كذب " وقوله عز وجل: " إن
كان قميصه قد من قبل - الآية " وقوله: " اذهبوا بقميصي هذا - الآية " (2).
الظلم ثلاثة
105 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد
ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل
ابن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم الثلاثة: ظلم يغفره الله

(1) قال المؤلف بعد نقل الخبر في العيون: " يعنى بذلك أنه لم يسأله عما وقع في
ماله من الشبهة ويرضى عنه خصماءه بالعوض " وزاد الفيض (ره): " لعل ذلك بشرط
التوبة وعدم معرفة أصحاب المال بأعيانهم ليرده عليهم ". أقول: سلمة بن الخطاب كان
ضعيفا في حديثه كما في (صه وجش) وأحمد بن علي مجهول والديلمي مهمل غير مذكور
(2) يوسف 18 - 26 - 93.
118

عز وجل، وظلم لا يغفره، وظلم لا يدعه، فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك بالله عز وجل
وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل، وأما الظلم
الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد.
تحل الفروج بثلاثة وجوه
106 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه. عن أبيه، عن
جده، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بملك
اليمين، ونكاح بلا ميراث (1).
ترجى النجاة لجميع الأمة الا لاحد ثلاثة
107 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم
ابن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي، عن جعفر
ابن محمد عليهما السلام قال: إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلا لاحد ثلاثة:
صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن.
أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات
108 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري
قال: قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشد ساعات ابن آدم ثلاث
ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت. والساعة التي يقوم فيها من قبره، والساعة
التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى، فاما إلى الجنة وإما إلى النار، ثم قال:
إن نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت يا ابن آدم حين
توضع في قبرك فأنت أنت، وإلا هلكت، وإن نجوت حين يحمل الناس على الصراط

(1) أي المتعة.
119

فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت
ثم تلا " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " (1) قال: هو القبر وإن لهم فيه لمعيشة
ضنكا، والله إن القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ثم أقبل على
رجل من جلسائه فقال له: لقد علم ساكن السماء ساكن الجنة من ساكن النار، فأي
الرجلين أنت، وأي الدارين دارك.
لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله عز وجل من ثلاثة
109 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: سمعت غير واحد من أصحابنا يروي عن
أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله
تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عز وجل
قبلة لعباده أو أفرغ ماءه في امرأة حراما.
لا يظعن الرجل الا في ثلاث
110 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: أخبرني غير واحد من أصحابنا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: مكتوب في حكمة آل داود عليه السلام: لا يظعن الرجل إلا في ثلاث:
زاد لمعاد، أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم، ثم قال: من أحب الحياة ذل.
الفرش ثلاثة
111 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم
ابن محمد، عن سليمان بن داود قال: حدثني حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
نظر إلى فرش في دار رجل فقال: فراش للرجل وفراش لأهله وفراش لضيفه، والفراش

(1) المؤمنون: 100.
120

الرابع للشيطان.
112 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: حدثنا عمر بن حفص (1) قال: حدثنا
سليمان بن الأشعث قال: حدثنا يزيد بن خالد الرملي قال: حدثنا ابن وهب، عن
أبي هانئ (2) عن [أبي] عبد الرحمن الحبلي، عن جابر بن عبد الله قال: ذكر رسول الله
صلى الله عليه وآله الفرش فقال: فراش للرجل وفراش للمرأة وفراش للضيف والرابع
للشيطان.
العلامات الثلاث
113 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: حدثني حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها، وإن للدين
ثلاث علامات: العلم والايمان والعمل به، وللايمان ثلاث علامات: الايمان بالله و
كتبه ورسله. وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله وبما يحب وبما يكره، وللعامل ثلاث علامات:
الصلاة والصيام والزكاة، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويقول مالا يعلم
ويتعاطى ما لا ينال (3) وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة
ويعين الظلمة. وللمنافق ثلاث علامات: يخالف لسانه قلبه، وقلبه فعله، وعلانيته سريرته.
وللاثم ثلاث علامات: يخون، ويكذب، ويخالف ما يقول: وللمرائي ثلاث علامات:
يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان الناس عنده، ويتعرض في كل أمر للمحمدة.
وللحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب، ويتملق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة. وللمسرف
ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليس له. وللكسلان

(1) في بعض النسخ " عمرو بن حفص ".
(2) هو حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني المصري روى عن أبي عبد الرحمن الحبلى
وروى عنه عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي.
(3) في بعض النسخ " فيما لا ينال ".
121

ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم. وللغافل
ثلاث علامات: السهو واللهو والنسيان.
قال حماد بن عيسى: قال أبو عبد الله عليه السلام: ولكل واحدة من هذه العلامات شعب
يبلغ العالم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب، فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء
الليل وأطراف النهار فان أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع
مما في أيدي الناس وعد نفسك في الموتى ولا تحدثن نفسك إنك فوق أحد من الناس و
اخزن لسانك كما تخزن مالك.
خلق الله عز وجل العبد في ثلاثة أحوال من أمره
114 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد، عن سليمان بن داود قال: حدثني حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له يا بني ليعتبر من قصر يقينه
وضعفت نيته في طلب الرزق، إن الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، و
آتاه رزقه، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة: إن الله تبارك وتعالى سيرزقه
في الحال الرابعة، أما أول ذلك فإنه كان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث
لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقا من لبن أمه يكفيه به و
يربيه وينعشه (1) من غير حول به ولا قوة، ثم فطم من ذلك (2) فأجرى له رزقا من كسب
أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك (3) حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما
في أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن الظنون بربه

(1) نعشه تداركه من هلكة، جبره يعد فقره.
(2) فطم الولد: فصله عن الرضاع.
(3) أي لا يستطيعان ترك ذلك لما جبلهما الله عليه من حبه أو ينفقان عليه كسبهما وان
لم يكونا يملكان غيره (قاله العلامة المجلسي).
122

وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه وعياله مخافة اقتار رزق وسوء يقين (1) بالخلف
من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يا بني.
الناس ثلاثة
115 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء. عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء
وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء (2).
116 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن -
الخطاب، عن الحسين بن سيف (3)، عن صالح بن عقبة، عن أبي الحسن موسى بن -
جعفر عليهما السلام قال: الناس ثلاثة: عربي ومولى وعلج، فأما العرب فنحن، وأما المولى
فمن وألانا، وأما العلج فمن تبر أمنا وناصبنا.
117 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي. عن أبيه محمد بن خالد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب
الخزاز. عن محمد بن مسلم وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اغد عالما أو متعلما أو أحب العلماء، ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم.
ثلاث خصال لا عذر فيها لاحد
118 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر بن -
أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين
ابن مصعب الهمداني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة لا عذر لاحد فيها: أداء -

(1) في بعض النسخ " سوء ظن ويقين " والخلف البدل والعوض.
(2) الغثاء بشد الثاء المثلثة وتخفيفها: الزبد والبالي من ورق الشجر والمخالط
زبد السيل.
(3) في بعض النسخ " بن يوسف ".
123

الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين
كانا أو فاجرين.
ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن
119 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية
عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: في كتاب علي عليه السلام ثلاث خصال لا يموت صاحبهن
أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها وإن أعجل
الطاعة ثوابا لصلة الرحم، وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويبرون
فتزداد أعمارهم، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع (1) من أهلها
ويثقلان الرحم، وإن تثقل الرحم انقطاع النسل.
ثلاث بهن يكمل المسلم
120 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن أبي عبد الله قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور العمي، عن جعفر
ابن بشير البجلي، عن أبي بحر، عن شريح الهمداني، عن أبي إسحاق السبيعي. عن الحارث
الأعور قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ثلاث بهن يكمل المسلم: التفقه في الدين، و
التقدير في المعيشة، والصبر على النوائب.
ما جاء على ثلاثة في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام
121 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي أنهاك عن ثلاث خصال

(1) البلقع والبلقعة: الأرض القفر التي لا شئ بها.
124

عظام: الحسد والحرص والكذب، يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال: انصافك الناس
من نفسك، ومواساة الأخ في الله عز وجل: وذكر الله تبارك وتعالى على كل حال،
يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والافطار في الصيام (1) والتهجد
من آخر الليل، يا علي ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي
الله عز وجل، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل. يا علي ثلاث
من حقائق الايمان: الانفاق في الأقتار، وانصاف الناس من نفسك، وبذل العلم
للمتعلم. يا علي ثلاث خصال من مكارم الأخلاق: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك
وتعفو عمن ظلمك.
122 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه المروالر وذي قال: حدثنا
أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي (2) قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد
أبو مالك. عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي ثلاث من لقى الله بهن
فهو من أفضل الناس: من أتى الله بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع
عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس.
يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وانصاف الناس من
نفسه، وذكر الله على كل حال، وليس هو " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و
الله أكبر " ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عز وجل عنده وتركه.
يا علي ثلاثة يتخوف منهن الجنون: التغوط بين القبور، والمشي في خف
واحد، والرجل ينام وحده.
يا علي ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال (3) ومجالسة الأغنياء،

(1) في بعض النسخ " من الصيام ".
(2) في بعض النسخ " أبو زيد " وأكثر رجال السند مجاهيل ولم أجدهم.
(3) الأنذال جمع نذل بسكون الذال المعجمة - وهو الساقط في الدين أو الحسب و
من كان خسيسا.
125

والحديث مع النساء.
يا علي ثلاثة يزدن في الحفظ، ويذهبن السقم: اللبان (1) والسواك. وقراءة
القرآن.
يا علي ثلاثة من الوسواس أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية،
يا علي أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد والحرص والكبر.
يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، واتيان باب السلطان.
يا علي العيش في ثلاثة: دار قوراء (2) وجارية حسناء، وفرس قباء.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: الفرس القباء -: الضامر البطن، يقال
فرس أقب وقباء، لان الفرس يذكر ويؤنث، ويقال للأنثى: قباء لا غير.
ثلاثة يرد عليهم الدعاء بلفظ الجماعة
123 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير. عن
أبي عيينة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يرد عليهم الدعاء
جماعة وإن كانوا واحدا، الرجل يعطس فيقال له: " يرحمكم الله " فإن معه غيره، و
الرجل يسلم على الرجل فيقول: " السلام عليكم " والرجل يدعو للرجل فيقول:
" عافاكم الله ".
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: يقال للعاطس إذا كان مخالفا: " يرحمكما
الله " والمراد به الملكان الموكلان به، فأما المؤمن فإنه يقال له: " يرحمكم الله "
إذا عطس.
يسمت العاطس ثلاثا
124 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -

(1) هو ما يقال له بالفارسية (كندر).
(2) بفتح القاف ممدودا كحمراء: الواسعة.
126

أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
إن عليا عليه السلام قال: يسمت العاطس ثلاثا فما فوقها فهو ريح (1).
125 - وفي حديث آخر: أنه إن زاد العاطس على ثلاث قيل له: " شفاك الله "
لان ذلك من علة.
ثلاث خصال لا يجمعها الله عز وجل لمنافق ولا فاسق
126 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن -
محمد بن عامر. عن عمه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن عباد بن صهيب
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يجمع الله لمنافق ولا فاسق حسن السمت (2) و
الفقه، وحسن الخلق أبدا.
ثلاثة من أضياف الله عز وجل وزواره وفى كنفه
127 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن عباد بن صهيب قال:
سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يحدث قال: إن ضيف الله عز وجل (3) رجل حج واعتمر فهو
ضيف الله حتى يرجع إلى منزله، ورجل كان في صلاته فهو في كنف الله حتى ينصرف.
ورجل زار أخاه المؤمن في الله عز وجل فهو زائر الله في عاجل ثوابه وخزائن رحمته.
الشرط في الحيوان ثلاثة أيام للمشترى
128 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله

(1) تسميت العاطس وتشميته: الدعاء له.
(2) السمت: هيئة أهل الخير.
(3) في بعض النسخ " ضيفان الله عز وجل "
127

عليه السلام قال: قلت له: ما الشرط في الحيوان؟ قال: ثلاثة أيام للمشتري، قلت:
فما الشرط في غير الحيوان؟ قال: البيعان (1) بالخيار ما لم يفترقا، فإذا افترقا فلا خيار
بعد الرضا منهما.
ثلاث لم يجعل الله عز وجل لاحد من الناس فيهن رخصة
129 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن
عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاث لم يجعل الله لاحد من
الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، ووفاء بالعهد للبر والفاجر
وأداء الأمانة إلى البر والفاجر.
ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها
130 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله. عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
ما ابتلي المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل: وما هن؟ قال: المواساة
في ذات يده بالله والانصاف من نفسه وذكر الله كثيرا، أما إني لا أقول لكم " سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ولكن ذكر الله عندما أحل له، وذكر الله عندما
حرمه عليه.
لولا ثلاث لصب الله العذاب على عباده صبا
131 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
وأحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين
ابن مصعب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن لله في كل يوم وليلة ملكا ينادي: مهلا مهلا
عباد الله من معاصي الله فلولا بهائم رتع، وصبية رضع، وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب

(1) يعنى المتعاملين.
128

صبا وترضون به رضا (1).
ثلاثة ملعونون
132 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم النوفلي،
عن الحسين بن المختار باسناده يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ملعون ملعون من أكمه
أعمى [عن ولاية أهل بيتي]، ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم، ملعون
ملعون من نكح بهيمة.
كانت الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة
133 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا
كتبوا ثلاثا ليس معهن رابعة: من كانت الآخرة همته كفاه الله همه من الدنيا، ومن
أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله فيما
بينه وبين الناس.
المؤمن لا تكون سجيته ثلاث
134 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن -
أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن المؤمن لا تكون سجيته الكذب والبخل والفجور

(1) رتع بضم الراء وشد التاء المثناة، ورضع وركع جمع راتع وراضع وراكع، و
رتعت الماشية ترتع رتوعا أي أكلت ما شاءت. ووضع الولد أمه: امتص ثديها، والركوع
الانحناء ومنه ركوع الصلاة، وركع الشيخ ركوعا: انحنى من الكبر. والرض: الدق.
129

ولكن ربما ألم بشئ من هذا (1) لا يدوم عليه. فقيل له: أفيزني؟ قال: نعم هو مفتن
تواب (2) ولكن لا يولد له [ابن] من تلك النطفة.
ثلاث خصال لمن يؤخذ منه شئ من دنياه قسرا
135 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن عبد الله بن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله جل جلاله: " إني
أعطيت الدنيا بين عبادي قيضا (3) فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة منهن
عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه
قسرا (4) أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا: الصلاة والهداية
والرحمة ". إن الله عز وجل يقول: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم " (5) واحدة من الثلاث " ورحمة " اثنتين " و
أولئك هم المهتدون " ثلاثة (6)، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا لمن أخذ [الله] منه
شيئا قسرا.

(1) قوله " ربما ألم " على بناء المعلوم من الإلمام أي قلما قاربه ونزل إليه ففعله.
(2) قوله " مفتن تواب " على صيغة اسم المفعول من الافتان أي ممتحن يمتحنه الله
بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب.
(3) قوله " قيضا " من قاضه يقيضه وقايضه مقايضة في البيع إذا أعطاه سلعة وأخذ
عوضها سلعة والمعنى انى أعطيت الدنيا بينهم للمبادلة والمعاوضة بأن يقرضونى فأعوضهم
أضعافها لا ليمسكوا عليها، وفى نسخة الكافي " انى جعلت الدنيا بين عبادي قرضا " إلى آخر
الحديث بأدنى تفاوت، وفى بعض نسخ الخصال " فيضا " من فاض الماء إذا كثر حتى سال
كالوادي.
(4) في بعض النسخ " فآخذ منه قسرا " أي قهرا.
(5) البقرة: 157. قيل الصلاة من الله الثناء الجميل والتزكية، وقيل: البركة
وقيل المغفرة.
(6) قوله " واحدة من الثلاث " أي هذه واحدة من الثلاث. وقوله " اثنتين " هكذا
في نسخ الخصال لكن في نسخة الكافي " اثنتان " وهو الأظهر. قوله " ثلاثة " هكذا في نسخ
الخصال لكن في نسخة الكافي " ثلاث " وهو القياس.
130

لله عز وجل جنة لا يدخلها الا ثلاثة
136 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحق، و
رجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله عز وجل.
ثلاث خصال لا تكون في الشيعة
137 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن علي بن أسباط. عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء: لا يكون فيهم من
يسأل بكفه، ولا يكون فيهم بخيل، ولا يكون فيهم من يؤتى في دبره.
ثلاث خصال من أشد ما عمل العباد
138 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم.
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي: الصباح
الكناني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاث من أشد ما عمل العباد: انصاف
المؤمن من نفسه، ومواساة المرء أخاه، وذكر الله على كل حال، وهو أن يذكر الله
عز وجل عند المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية وهو قول الله عز وجل
" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " (1).
139 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،

(1) الأعراف: 201.
131

عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسين بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة،
عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أشد الأعمال ثلاثة: انصاف
الناس من نفسك حتى لا ترضى لها منهم بشئ إلا رضيت لهم منها بمثله، ومواساتك
الأخ في المال، وذكر الله على كل حال، ليس " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و
الله أكبر " فقط، ولكن إذا ورد عليك شئ من أمر الله أخذت به وإذا ورد عليك شئ
نهى الله عز وجل عنه تركته.
قول إبليس لعنه الله لنوح (ع) اذكرني في ثلاثة مواطن
140 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر.
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دعا نوح عليه السلام ربه عز وجل على قومه أتاه
إبليس لعنه الله فقال: يا نوح إن لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها، فقال نوح:
والله إني لبغيض إلي أن يكون لك عندي يد (1) فما هي؟ قال: بلى دعوت الله على قومك
فأغرقتهم فلم يبق أحد اغويه، فأنا مستريح حتى ينشأ قرن آخر فأغويهم، فقال له
نوح: ما الذي تريد أن تكافئني به؟ قال له: اذكرني في ثلاثة مواطن فاني أقرب ما أكون
إلى العبد إذا كان في إحديهن: اذكرني إذا غضبت (2)، واذكرني إذا حكمت بين اثنين.
واذكرني إذا كنت مع امرأة خاليا ليس معكما أحد.
قول إبليس لعنه الله ما أعياني في ابن آدم فلن يعييني منه واحدة من ثلاث
141 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: يقول إبليس - لعنه الله -: ما أعياني في ابن آدم فلن يعييني منه

(1) كذا ولعل الصواب " أن يكون لي عندك يد ".
(2) في بعض النسخ " عند غضبك ".
132

واحدة من ثلاث: أخذ مال من غير حله، أو منعه من حقه، أو وضعه في غير وجهه.
ثلاث خصال لا يطيقهن الناس
142 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله. عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن -
أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاث لا يطيقهن الناس: الصفح عن الناس، و
مواساة الأخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا.
المعروف لا يصلح الا بثلاث خصال
143 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن حاتم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته
عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنئته (1) وإن كان غير
ذلك محقته ونكدته (2).
الأيدي ثلاث
144 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا محمد بن -
عبد العزيز قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا عبيدة بن حميد قال:
حدثني أبو الزعراء (3) عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: الأيدي ثلاث فيد الله عز وجل العليا ويد المعطي التي تليها، ويد

(1) هنئته أي جعلته هنيئا له.
(2) المحق: المحو والابطال، ونكد عيشه ينكد نكدا: اشتد وعسر.
(3) هو عمرو بن عمرو (أو عامر) بن مالك ابن أخي عوف بن مالك بن نضلة أبى -
الأحوص الكوفي وراويه.
133

السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز نفسك (1).
ثلاث خصال مستحبة
145 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن -
إبراهيم بن هاشم. عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح،
عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل معروف
صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان (2).
المعطون ثلاثة
146 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي سماك، عن علي بن -
شهاب بن عبد ربه، عن أبيه. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المعطون ثلاثة: الله رب العالمين
وصاحب المال، والذي يجري على يديه (3).
147 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله. عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: المعطون ثلاثة: الله المعطي، والمعطي من ماله، والساعي
في ذلك معط.

(1) قوله " ويد السائل السفلى " أي السائل من غير اضطرار، وفيه زجر للسائل عن
سؤاله الخلق. قوله " فأعط الفضل " أي ما زاد عن نفسك وعيالك. " ولا تعجز " بضم التاء
وكسر الجيم أي ولا تعجز نفسك بعد عطيتك نفقة نفسك ومن تلزمك نفقته بأن تعطى مالك كله
ثم تقعد ملوما محسورا.
(2) اللهفان واللهيف: المضطر والمتحسر.
(3) يعنى واسطة الاعطاء.
134

لا تصلح المسألة الا في ثلاث
148 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبى عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن عواض
الطائي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تصلح المسألة إلا في ثلاث: في دم منقطع، أو غرم
مثقل، أو حاجة مدقعة (1).
149 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن -
هاشم، وسهل بن زياد الرازي، عن إسماعيل بن مرار، و عبد الجبار بن المبارك، عن
يونس بن عبد الرحمن، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا
مر بعثمان بن عفان وهو قاعد على باب المسجد فسأله فأمر له بخمسة دراهم، فقال له
الرجل: أرشدني فقال له عثمان: دونك الفتية التي ترى - وأومأ بيده إلى ناحية من
المسجد فيها الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر - فمضى الرجل نحوهم حتى سلم عليهم
وسألهم فقال له الحسن والحسين عليهما السلام: يا هذا إن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث
دم مفجع، أو دين مقرح، أو فقر مدقع، ففي أيها تسأل؟ فقال: في واحدة من هذه
الثلاث، فأمر له الحسن عليه السلام بخمسين دينارا، وأمر له الحسين عليهما السلام بتسعة وأربعين
دينارا، وأمر له عبد الله بن جعفر بثمانية وأربعين دينارا، فانصرف الرجل فمر بعثمان

(1) قال الجوهري قطع بفلان فهو مقطوع به، وانقطع به فهو منقطع به إذا عجز
عن سفره من نفقة ذهبت، أو قامت عليه راحلته، أو أتاه أمر لا يقدر على أن يتحرك معه. انتهى
وفى بعض النسخ " دم مقطع " والظاهر تصحيفها عن المفظع أي الشديد الشنيع وفى كتب
العامة عن أنس عن النبي " لذي دم موجع " أي لشخص استحق القصاص مكافئا عمدا فهو ذو -
دم موجع أي إذا قتل قصاصا حصل له وجع شديد فإذا عفى عنه على الدية وسأل الناس مالا
يدفعه في ذلك كان سؤاله والدفع إليه من أكمل الطاعات ويليه من وجبت عليه الدية لخطأ
أو شبه عمد. والغرم - بضم المعجمة - القرض. والمدقع بالدال المهملة والقاف أي
شديد يفضى بصاحبه إلى الدقعاء وهو اللصوق بالتراب، وقيل هو سوء احتمال الفقر.
135

فقال له: ما صنعت؟ فقال: مررت بك فسألتك فأمرت لي بما أمرت ولم تسألني فيما
اسأل وإن صاحب الوفرة (1) لما سألته قال لي: يا هذا فيما تسأل فان المسألة لا تحل
إلا في إحدى ثلاث فأخبرته بالوجه الذي أسأله من الثلاثة فأعطاني خمسين دينارا، و
أعطاني الثاني تسعة وأربعين دينارا، وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين دينارا، فقال
عثمان: ومن لك بمثل هؤلاء الفتية أولئك فطموا العلم فطما، وحازوا الخير والحكمة.
قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: معنى قوله " فطموا العلم فطما " أي
قطعوه عن غيرهم قطعا، وجمعوه لأنفسهم جمعا.
ثلاث خصال تطول الله بها عز وجل على ابن آدم
150 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى العبيدي، عن زكريا المؤمن، عن علي بن -
أبي نعيم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: [يا]
ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واراك (2) وأوسعت
عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم
خيرا.
لا يكون العبد مشركا حتى يفعل إحدى ثلاث خصال
151 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن
عباس بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: إن هؤلاء العوام يزعمون أن الشرك
أخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء على المسح الأسود (3) فقال: لا يكون العبد

(1) الوفرة: ما سال من الشعر على الاذنين.
(2) تطول عليه: امتن عليه، ووارى مواراة الشئ أخفاه.
(3) المسح - بكسر الميم -: البلاس.
136

مشركا حتى يصلي لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يدعو لغير الله عز وجل.
لم تعط هذه الأمة أقل من ثلاث
152 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار. عن محمد بن أحمد
عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم تعط أمتي أقل من ثلاثة الجمال والصوت الحسن والحفظ.
جهد البلاء في ثلاثة (1)
153 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: جهد البلاء أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا (2) و
الأسير ما دام في وثاق العدو، والرجل يجد على بطن امرأته رجلا.
ليس في هذه الأمة ثلاثة أشياء
154 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثني
محمد بن الحسن الصفار، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله، عن الحسين بن علوان،
عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله

(1) الجهد - بالفتح - المشقة. وبالضم: الوسع والطاقة، وجهد البلاء - بالفتح - أي
الحالة الشاقة.
(2) في النهاية " انه نهى عن قتل شئ من الدواب صبرا " هو أن يمسك شئ من
ذوات الأرواح حيا ثم يرمى بشئ حتى يموت. ومنه الحديث في الذي أمسك رجلا وقتله
آخر " اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي احبسوا الذي حبسه حتى يموت كفعله به. وكل
من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرا.
137

صلى الله عليه وآله: " ليس في أمتي رهبانية، ولا سياحة، ولازم " يعني سكوت (1).
لا تدخل الملائكة بيتا فيه ثلاثة أشياء
155 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب
ابن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن جبرئيل عليه السلام أتاني فقال: إنا
معشر الملائكة (2) لا ندخل بيتا فيه كلب، ولا تمثال جسد، ولا إناء يبال فيه.
ثلاثة يشتركون في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
156 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل
على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دل عليه أو أشار به فهو شريك.
اعطى الله عز وجل المؤمن ثلاث خصال
157 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله

(1) قال الجزري في الحديث: " لا رهبانية في الاسلام " هي من رهبنة النصارى. و
أصلها من الرهبة: الخوف، كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا، وترك ملاذها و
الزهد فيها والعزلة عن أهلها وتعمد مشاقها، حتى أن منهم من كان يخصى نفسه ويضع
السلسلة في عنقه، وغير ذلك من أنواع التعذيب، فنفاها النبي صلى الله عليه وآله عن الاسلام ونهى
المسلمين عنها. وقوله صلى الله عليه وآله: " ولا سياحة " من ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها،
أراد صلى الله عليه وآله مفارقة الأمصار وسكنى البراري وترك شهود الجمعة والجماعات. والمراد
بالزم - بشد الميم - ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه بأنفسهم ليسكتوا عن الكلام من زم
الأنوف، وهو أن يخرق الانف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به.
(2) في بعض النسخ " انا معاشر الملائكة ".
138

ابن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب
الخزاز، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل
أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه، والفلج في الآخرة (1) والمهابة في
صدور العالمين.
يحذر على الدين ثلاثة
158 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة. عن أبان بن أبي عياش
عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام يقول: احذروا على دينكم
ثلاثة: رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه
بالشرك، فقلت: يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك؟ قال: الرامي، ورجلا استخفته
الأحاديث كلما أحدثت أحدوثة كذب مدها بأطول منها، ورجلا آتاه الله عز وجل
سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق، لا ينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله (2) فلا طاعة في معصيته ولا
طاعة لمن عصى الله، إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر، وإنما أمر الله عز وجل
بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر، لا يأمر بمعصيته وإنما أمر بطاعة أولي الأمر
لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته.
سؤال الديراني جعفر بن محمد عليه السلام عن ثلاث خصال
159 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين

(1) هكذا في الكافي أيضا. والفلج: الظفر. وفى بعض النسخ " الفلح " وسيأتي
تحت رقم 187 وفيه " الفلح " بالمهملة.
(2) وفى بعض النسخ " ينبغي للمخلوق أن يكون جنة لمعصية الله ".
139

الثقفي قال: حدثني أبو سعيد المكاري، عن سلمة بياع الجواري قال: سألني رجل
من أصحابنا أن أقوم له في بيدر (1) وأحفظه، فكان إلى جانبي دير فكنت أقوم إذا زالت
الشمس فأتوضأ وأصلي فناداني الديراني ذات يوم فقال: ما هذه الصلاة التي تصلي؟
فما أرى أحدا يصليها، فقلت: أخذناها عن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: وعالم هو؟
فقلت له: نعم، فقال: سله عن ثلاث خصال عن البيض أي شئ يحرم منه، وعن السمك
أي شئ يحرم منه، وعن الطير أي شئ يحرم منه؟ قال: فحججت من سنتي فدخلت
على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: إن رجلا سألني أن أسألك عن ثلاث خصال، قال:
وما هي؟ قلت: قال لي: سله عن البيض أي شئ يحرم منه، وعن السمك أي شئ
يحرم منه، وعن الطير أي شئ يحرم منه، فقال [أبو عبد الله عليه السلام] قل له: [أما]
البيض كل ما لم تعرف رأسه من استه فلا تأكله (2) وأما السمك فما لم يكن له قشر (3)
فلا تأكله، وأما الطير فما لم تكن له قانصة فلا تأكله. (4) قال: فرجعت من مكة
فخرجت إلى الديراني متعمدا فأخبرته بما قال، فقال: هذا والله هو نبي أو وصي نبي.
قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: يؤكل من طير الماء ما كانت له قانصة
أو صيصية (5) ويؤكل من طير البر ما دف، ولا يؤكل ما صف (6) فإن كان الطير يصف

(1) البيدر: الموضع الذي يداس فيه الحبوب.
(2) هذا إذا لم يعلم حال الحيوان الذي حصل منه، والا فهو تابع للحيوان في الحل
والحرمة.
(3) أريد به الفلس.
(4) القانصة للطير بمنزلة المصارين لغيرها أي المعاء (قاله الجوهري) وقوله
" فما لم تكن له قانصة " أي من طير الماء كما يدل عليه بعض الأخبار أو مطلقا وعلى التقديرين
محمول على ما إذا لم يظهر فيه شئ من العلامات الاخر.
(5) الصيصية - بكسر أوله بغير همز -: الإصبع الزائدة في باطن رجل الطائر بمنزلة
الابهام من بني آدم لأنها شوكة ويقال للشوكة: الصيصية أيضا.
(6) والمشهور أن الطير إذا كانت له قانصة أو صيصية أو حوصلة أو كان دفيفه أكثر
من صفيفه حلال سواء كان من طير الماء أو البر، أما ما نص على تحريمه فلا عبرة بالعلامات.
140

ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل، وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لم يؤكل.
ما عجت الأرض إلى ربها عز وجل كعجيجها من ثلاثة
160 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن أبي الحسن (1).
الفارسي، عن سليمان بن حفص البصري، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما عجت الأرض (2) إلى ربها عز وجل كعجيجها من ثلاثة،
من دم حرام يسفك عليها، أو اغتسال من زنا، أو النوم عليها قبل طلوع الشمس.
ثلاثة لا يتقبل الله لهم بالحفظ
161 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن محمد بن الحسين بإسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ثلاثة لا يتقبل
الله عز وجل لهم بالحفظ: رجل نزل في بيت خرب، ورجل صلى على قارعة
الطريق (3) ورجل أرسل راحلته ولم يستوثق منها.
ثلاثة يستظلون بظل عرش الله عز وجل يوم القيامة
162 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن النهيكي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال:
ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل زوج أخاه المسلم، أو أخدمه
أو كتم له سرا.

(1) كذا وفي بعض النسخ " بن أبي الحسين ".
(2) العج: رفع الصوت. والعجيج مثله.
(3). قارعة الطريق: أعلاه.
141

ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل
163 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن [محمد بن] أحمد، عن موسى بن عمر (1) [وسعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي
عبد الله] عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يشكون
إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق
قد وقع عليه غبار ولا يقرء فيه.
قراء القرآن ثلاثة
164 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن
عبيس بن هشام الناشري، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قراء القرآن ثلاثة
رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس، ورجل
قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على
داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره. وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه،
فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء (2)
وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله هؤلاء قراء القرآن أعز من الكبريت
الأحمر.
165 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام

(1) وفى البحار والنسخ المطبوعة من الخصال، ونسخ الوسائل وبعض النسخ
المخطوطة من الخصال أيضا هكذا " محمد بن موسى بن المتوكل عن سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن أبي عبد الله وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن موسى بن عمر ". وأحمد بن موسى غير
مذكور في الرجال.
(2) من الأدالة بمعنى النصرة والغلبة.
142

قال: القراء ثلاثة قارئ قرأ [القرآن] ليستدر به الملوك. ويستطيل به على الناس
فذاك من أهل النار وقارئ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده فذاك من أهل
النار، وقارئ قرأ [القرآن] فاستتر به تحت برنسه (1) فهو يعمل بمحكمه ويؤمن
بمتشابهه ويقيم فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه فهذا ممن ينقذه الله من مضلات
الفتن، وهو من أهل الجنة ويشفع فيمن شاء،
لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد
166 - حدثنا أبي، ومحمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد
ابن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن بعض
أصحابنا، عن الحسن بن علي، وأبي الصخر جميعا يرفعانه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال: لا تشد الرجال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله،
ومسجد الكوفة (2).
167 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني رضي الله عنه قال: حدثنا

(1) البرنس - كقنفذ - قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الاسلام، أوكل ثوب
رأسه منه، دراعة كانت أو جبة كما في القاموس. وقوله عليه السلام: " استتر به تحت برنسه " أي
مشغول بنفسه، لا يرائى بقراءته. يقرء ليفهم: ويتدبر ليعلم، ويعلم ليعمل.
(2) " لا تشد " بالبناء للمفعول اما نفى بمعنى النهى أو لمجرد الاخبار. والرحال
جمع رحل، كنى به عن السفر، يعنى لا ينبغي شد الرحال للسفر إلى المساجد الا إلى هذه
الثلاثة لفضلها الذاتي وشرفها الذي ليس لغيرها والمراد بالفضل والشرف ما يشهد الشرع
باعتباره ورتب عليه حكما شرعيا كتخيير المسافر في القصر والاتمام في الصلاة فيها. وهذا
مخصوص بالمساجد وزيارتها فحسب، واما شد الرحال إلى طلب العلم أو زيارة قبور الأئمة
عليهم السلام أو زيارة الصالحين فغير داخل في حيز المنع، كما أن زيارة سائر المساجد بدون
الحاجة إلى المسافرة وشد الرحال خارجة عن هذا الحكم.
143

علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام:
لا تشد الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني لمقتول بالسم ظلما،
ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه.
في الفجل ثلاث خصال
168 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن حنان بن سدير قال: كنت مع
أبي عبد الله عليه السلام على المائدة فناولني فجلة، وقال لي: يا حنان كل الفجل فان فيه ثلاث
خصال، ورقه يطرد الرياح. ولبه يسربل البول (1) وأصوله تقطع البلغم.
ثلاثة لا تضر
169 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن النهيكي (2)، عن منصور بن يونس قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام يقول: ثلاثة لا تضر: العنب الرازقي، وقصب السكر، والتفاح اللبناني.
النبي صلى الله عليه وآله زعيم بثلاثة بيوت في الجنة لمن ترك ثلاث خصال
170 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: حدثنا أبو العباس السراج قال:
حدثنا قتيبة قال: حدثنا قزعة، عن إسماعيل بن أمية، عن جبلة الإفريقي أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة (3) وبيت في وسط الجنة، وبيت
في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا، ولمن
حسن خلقه.

(1) أي يحدر البول، وفى بعض النسخ " يزيل " وفى بعضها " يسهل " وفى بعضها
" يستزيل " وفى الكافي كما في المتن.
(2) هو عبد الله بن أحمد.
(3) الزعيم: الكفيل. والربض - بالتحريك - النواحي.
144

أمر أمير المؤمنين عليه السلام بقتال ثلاث فرق
171 - حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر قال: حدثنا أبو عبد الله الراوساني
قال: حدثنا علي بن سلمة (1) قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا فطر بن خليفة،
عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم (2) قال: سمعت علقمة يقول: سمعت علي بن أبي طالب
عليه السلام يقول: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الناكثون أصحاب الجمل، والقاسطون
أهل الشام ومعاوية، والمارقون أهل النهروان، وقد أخرجت كل ما رويته في هذا
المعنى في كتاب وصف قتال الشراة المارقين (3).
ثلاث من لم تكن فيه فليس من الله عز وجل ولا من رسوله
172 - أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثنا عبد الوهاب
ابن خراجة، قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا علي بن جعفر العبسي (4) قال:
حدثنا الحسن بن الحسين العلوي، عن أبيه الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ثلاث من لم
تكن فيه فليس مني ولا من الله عز وجل، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: حلم

(1) الراوساني بفتح الراء والواو بينهما ألف ساكنة وبعدها سين مهملة مفتوحة وفى
آخرها نون هذه النسبة إلى راوسان وهي قرية من قرى نيسابور فيما يظن السمعاني. وعلي بن -
سلمة هو أبو الحسن علي بن سلمة بن عقبة النيسابوري الثقة كان يروى عن محمد بن بشر
ابن الفرافصة بن المختار، الحافظ العبدي الكوفي. وفى بعض النسخ " الراوستاني " ولم
أجده وفى البحار " الراوستاني " نسبة إلى براوستان من قرى قم.
(2) إبراهيم هو النخعي، وعلقمة هو ابن قيس وهما ثقتان.
(3) الشراة - كقضاة - هم الخوارج سموا بذلك لزعمهم أنهم شروا دنياهم بالآخرة
وأنفسهم بالجنة،
(4) قد مر هذا السند بعينه في ص 15 تحت رقم 55 وفيه " علي بن حفص العبسي "
ولم أجدهما، وفى حلية الأولياء ج 3 ص 203 علي بن حفص العبسي.
145

يرد به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله
عز وجل.
لله عز وجل حرمات ثلاث
173 - أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح
ومطلب بن شعيب الأزدي وأحمد بن رشيد البصريون (1) قالوا: حدثنا إبراهيم بن حماد
عن أبي حازم المديني قال: حدثنا عمران بن عمر بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن
جده، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله حرمات ثلاث من
حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا: حرمة الاسلام
وحرمتي، وحرمة عترتي.
174 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن -
عبد الحميد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: إن لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شئ: كتابه
وهو نوره وحكمته، وبيته الذي جعله للناس قبلة لا يقبل الله من أحد وجها إلى غيره،
وعترة نبيكم محمد صلى الله عليه وآله.
حقيقة الايمان ثلاث خصال
175 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله: ذات يوم في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا:
السلام عليك يا رسول الله فالتفت إليهم فقال: ما أنتم؟ قالوا: مؤمنون، قال: فما حقيقة
إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين
فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون.

(1) في بعض النسخ " المصريون " ولم أجدهم.
146

الحاج على ثلاثة وجوه
176 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، وزرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحاج على ثلاثة وجوه: رجل
أفرد الحج بسياق الهدي، ورجل أفرد الحج ولم يسق، ورجل تمتع بالعمرة
إلى الحج.
177 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن مفضل بن صالح (1) عن جابر
الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحاج ثلاثة فأفضلهم نصيبا
رجل غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ووقاه الله عذاب النار، وأما الذي يليه
فرجل غفر له ما تقدم من ذنبه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه
فرجل حفظ في أهله وماله.
النهى عن ثلاث خصال
178 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في
وصيته لابنه محمد بن الحنفية: إياك والعجب، وسوء الخلق، وقلة الصبر، فإنه
لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا يزال لك عليها من الناس مجانب،
وألزم نفسك التودد، وصبر على مؤونات الناس نفسك، وابذل لصديقك نفسك ومالك،
ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامة بشرك ومحبتك، ولعدوك عدلك وإنصافك، و
أضنن بدينك وعرضك عن كل أحد، فإنه أسلم لدينك ودنياك.

(1) مفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي النخاس ضعيف كذاب يضع الحديث مات في
حياة الرضا عليه السلام (الخلاصة) والحديث صحيح لاجماع الأصحاب على تصحيح ما يصح عن البزنطي.
147

يكره السواد الا في ثلاثة أشياء
179 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه محمد بن -
يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي باسناده يرفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يكره السواد إلا في ثلاثة: العمامة، والخف،
والكساء.
ما يعبأ بمن يؤم البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال
180 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثني مفضل بن صالح
عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت (1) إذا لم يكن فيه
ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله تعالى، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحابة
لمن صحبه.
الضيافة ثلاثة أيام
181 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أبي عبد الله الرازي، عن سجادة واسمه
الحسن بن علي بن أبي عثمان (2) عن واصل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام

(1) أي لا يعتنى بمن قصد البيت أو يكون من أهل القبلة إذا لم تكن فيه هذه الخصال.
(2) الحسن بن علي بن أبي عثمان من أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام غال ضعيف
في عداد القميين، قال الكشي على السجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين
فلقد كان من العليائية الذين يقعون في رسول الله صلى الله عليه وآله ليس لهم في الاسلام نصيب (كذا في
الخلاصة) وقال النجاشي: أبو محمد كوفي ضعفه أصحابنا وذكر أن أباه علي بن أبي عثمان
روى عن الكاظم عليه السلام، له كتاب روى عنه الحسين بن عبيد الله بن سهل في حال استقامته.
أقول: الخبر رواه الكليني في الكافي عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن واصل
عن ابن سنان.
148

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الضيافة أول يوم حق والثاني والثالث. وما بعد ذلك
فإنها صدقة تصدق بها عليه، ثم قال عليه السلام: لا ينزلن أحدكم على أخيه حتى يوثمه (1)
قيل: يا رسول الله وكيف يوثمه؟ قال: حتى لا يكون عنده ما ينفق عليه.
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم
182 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن
عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس بمنى
في حجة الوداع في مسجد الخيف فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: نضر الله عبدا سمع
مقالتي فوعاها، ثم بلغها إلى من لم يسمعها (2) فرب حامل فقه غير فقيه (3)، ورب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم (4) إخلاص العمل

(1) وثمه يثمه: دقه وكسره، وما أو ثمها: ما أقل رعيها (القاموس) وقوله عليه السلام
يوثمه أي يوقعه في التعب والمشقة والتكلف في الانفاق وقد يقرء " يؤثمه " من الاثم فيكون
تفسيرا باللازم.
(2) " نضر الله " بضاد معجمة مشددة وتخفف من النضارة وهي الحسن أي خص بالبهجة
والسرور بما رزق بعمله ومعرفته من علو القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في
الآخرة حتى يرى رونق الرخاء ورقيق النعمة. وإنما خص صلى الله عليه وآله حافظ سنته وكلامه ومبلغها
بهذا الدعاء لأنه سعى في نضارة العلم وتجديد السنة فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في
المعاملة. (السراج المنير).
(3) " غير فقيه " أي غير مستنبط علم الاحكام من طريق الاستدلال بل يحمل الرواية
ويحكى الحكاية فقط. يدل على أن الراوي ليس من شرطه الفقه إنما شرطه الحفظ وعلى
الفقيه والتفهم والتدبر.
(4) غل صدره يغل كضرب غلا: حقد، والغل هو الحقد والضغن.
149

لله، والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم (1)، فان دعوتهم محيطة من ورائهم.
المسلمون إخوة، تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم. وهم يد على من سواهم (2).
قول النبي صلى الله عليه وآله ثلاث أقسم أنهن حق
183 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن نصر العطار. عمن رفعه
باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: ثلاث أقسم أنهن حق: إنك والأوصياء
من بعدك عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم، وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من
عرفكم وعرفتموه، وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.

(1) أي جماعة الأئمة أو جماعة المسلمين وهم أهل الحق، روى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن جماعة أمته، فقال: جماعة أمتي أهل الحق وان قلوا " قوله
" فان دعوتهم محيطة من ورائهم " الضميران اما يرجعان إلى المسلمين وتكون إضافة الدعوة
إضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول، واما يرجع الأول إلى الأئمة والثاني إلى المسلمين
فعلى إضافة الفاعل يكون المعنى فان دعاء المسلمين بعضهم لبعض محيطة بهم من جميع جوانبهم،
فإذا دخل فيهم أحد ولزم جماعتهم شمله ذلك الدعاء، وعلى إضافة المفعول يكون التقدير
فان دعاء النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين محيطة بهم وشاملة لهم. وعلى الأخير صار الكلام فان دعاء
الأئمة عليه السلام لشيعتهم تحيط بهم وتشملهم. (كذا في هامش المطبوع).
(2) قوله " تتكافأ دماؤهم " بالهمز وقد يخفف أي يتساوى دماؤهم، فإذا قتل شريف
وضيعا أو جرحه يقتص منه، قوله " يسعى بذمتهم أدناهم " على بناء المعلوم والمراد بالذمة
الأمان أي يسعى أدنى المسلمين في عقد الأمان من قبلهم وامضائه عليهم. وفى الكافي
عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قلت له ما معنى قول النبي صلى الله عليه وآله " يسعى بذمتهم
أدناهم " قال: لو أن جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل فقال
أعطوني الأمان حتى ألقى صاحبكم وأناظره، فأعطاه أدناهم الأمان وجب على أفضلهم الوفاء ".
قوله " وهم يد على من سواهم " أي هم مجتمعون، على أعدائهم لا يسعهم التخاذل.
150

ليس يتبع الرجل بعد موته الا ثلاث خصال
184 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال: صدقة
أجراها في حياته فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة - صدقة موقوفة لا تورث -، أو
سنة هدى سنها فكان يعمل بها، وعمل بها من بعده غيره، أو ولد صالح يستغفر له.
لا يسكن الله عز وجل جنته ثلاثة أصناف
185 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن -
يحيى بن عمران الأشعري، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين بن زيد (1)، عن
محمد بن سنان، عن منذر بن يزيد قال: حدثني أبو هارون المكفوف قال: قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا هارون إن الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن لا يجاوره
خائن (2) قال: قلت: وما الخائن؟ قال: من ادخر عن مؤمن درهما أو حبس عنه
شيئا من أمر الدنيا، قال: أعوذ بالله من غضب الله، فقال: إن الله تبارك وتعالى آلى
على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة: راد على الله عز وجل، أو راد على
إمام هدى، أو من حبس حق امرء مؤمن، قال: قلت: يعطيه من فضل ما يملك؟
قال: يعطيه من نفسه وروحه، فان بخل عليه مسلم بنفسه فليس منه، إنما هو شرك
الشيطان.
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله تأييده -: الاعطاء من النفس والروح إنما
هو بذل الجاه له إذا احتاج إلى معاونته، وهو السعي له في حوائجه.

(1) هو محمد بن الحسين أبو الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني جليل من أصحابنا
عظيم القدر كثير الرواية ثقة عين حسن التصانيف مسكون إلى روايته (صه، جش).
(2) في بعض النسخ " يجاوزه خائن ".
151

الاباء ثلاثة
186 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن
الحسن بن ظريف، عن أبي عبد الرحمن، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا، والجان ولد مؤمنا وكافرا، وإبليس ولد كافرا
وليس فيهم نتاج، إنما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم إناث.
اعطى المؤمن ثلاث خصال
187 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن عبد المؤمن
الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل أعطى المؤمن ثلاث خصال
العزة في الدنيا، والفلح في الآخرة، والمهابة في صدور الظالمين (1)، ثم قرأ " ولله
العزة ولرسوله وللمؤمنين ". وقرأ " قد أفلح المؤمنون - إلي قوله - هم فيها خالدون ".
أحق الناس بتمني ثلاثة أشياء ثلاثة نفر
188 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن أحق الناس أن يتمنى للناس الغنى البخلاء، لان الناس إذا استغنوا كفوا عن
أموالهم، وأحق الناس أن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب، لان الناس إذا
صلحوا كفوا عن تتبع عيوب الناس، وأحق الناس أن يتمنى للناس الحلم أهل السفه
الذين يحتاجون إلى أن يعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس،
وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس، وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس،

(1) هذا الخبر إلى هنا تقدم في هذا الباب تحت رقم 158.
152

وفي الفقر الحاجة إلى البخيل، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب، وفي السفه المكافأة
بالذنوب.
الأمور ثلاثة
189 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال:
حدثني الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن
الحارث بن الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل: الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر
تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز وجل.
السراق ثلاثة
190 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن
الحسن بن علي بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن كثير بن بسام
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: السراق ثلاثة: مانع الزكاة، ومستحل مهور النساء، و
كذلك من استدان دينا ولم ينو قضاءه.
الملائكة على ثلاثة أصناف
191 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن طلحة بإسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله
قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء، فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة أجنحة، وجزء
لهم أربعة أجنحة (1)

(1) هذا كناية عن اختلاف درجاتهم في القدرة ومراتبهم في القرب ولم يرد خصوصية
العدد، وقد روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه رأى جبرئيل عليه السلام ليلة
المعراج وله ستمائة جناح.
153

الجن على ثلاثة أجزاء، والانس على ثلاثة أجزاء
192 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: الجن على ثلاثة أجزاء، فجزء مع الملائكة، وجزء يطيرون في
الهواء، وجزء كلاب وحيات، والانس على ثلاثة أجزاء، فجزء تحت ظل العرش
يوم لا ظل إلا ظله، وجزء عليهم الحساب والعذاب، وجزء وجوهم وجوه الآدميين
وقلوبهم قلوب الشياطين.
ثلاثة لا يصلى خلفهم
193 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن الحسن علي بن يقطين، عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن
رجل من أصحابنا - نسي الحسن بن علي اسمه - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة
لا يصلى خلفهم: المجهول، والغالي وإن كان يقول بقولك (1)، والمجاهر بالفسق و
إن كان مقتصدا.

(1) غلا في الدين غلوا من باب قعد: تصلب وشدد حتى تجاوز الحد، وفى التنزيل
" لا تغلوا في دينكم ".
والغلو يطلق على معنيين الأول الغلو في أئمة أهل البيت عليهم السلام فالغالي هو الذي يقول
فيهم عليهم السلام ما ليس لهم كتفويض أمر الكائنات إليهم مثلا. والثاني الاعتقاد بأن معرفة الامام
وولايته يكفي عن الفرائض فيتركون الصلاة والزكاة وجميع العبادات اعتمادا على ولايتهم. و
جل ما ورد في كتب الرجال بان فلانا غال بهذا المعنى والدليل على ذلك ما رواه أحمد بن
الحسين الغضائري عن الحسن بن محمد بن بندار القمي قال: سمعت مشايخي يقولون إن محمد
ابن أورمة لما طعن عليه بالغلو بعث إليه الأشاعرة ليقتلوه فوجدوه يصلى الليل أوله إلى آخره
ليالي عدة فتوقفوا عن اعتقادهم، وفى فلاح السائل عن الحسين بن أحمد المالكي قلت
لأحمد بن مليك الكرخي عما يقال في محمد بن سنان من أمر الغلو فقال: معاذ الله هو والله
علمني الطهور. إلى غير ذلك من الاخبار تدل على أن المراد بالغلو والغالي في كتب
الرجاليين من القدماء هذا المعنى لا الأول، واشتبه الامر على بعض المتأخرين وزعم أن
المراد بالغالي معنى الأول فلذا طعن على القدماء وقال: رميهم بعض الرواة بالغلو لنقلهم
بعض المعجزات عنهم أو اعتقادهم في الامام أنه يعلم الغيب أو نظير ذلك. وهذا زعم باطل وسوء
ظن بمشايخ الحديث والاجلاء عصمنا الله منه.
154

ثلاثة لا يؤكلن فيسمن وثلاثة يؤكلن فيهزلن
194 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن موسى بن عمر، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ثلاثة يسمن، وثلاثة يهزلن، فأما التي يسمن فادمان الحمام، وشم
الرائحة الطيبة، ولبس الثياب اللينة، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك
والطلع (1).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم
لا، فإنه إن دخله كل يوم نقص من لحمه.
جميع احكام المسلمين تجرى على ثلاثة أوجه
195 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي جميلة،
عن إسماعيل بن أبي أويس، عن ضمرة بن أبي ضمرة، عن أبيه، عن جده قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: جميع أحكام المسلمين تجري على ثلاثة أوجه: شهادة عادلة، أو يمين
قاطعة، أو سنة جارية مع أئمة الهدى.

(1) الطلع - بالفتح - ما يطلع من النخلة ثم يصير ثمرا إن كانت أنثى وإن كانت
النخلة ذكرا لم يصر ثمرا بل يؤكل طريا ويترك على النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه
شئ أبيض مثل الدقيق وله رائحة ذكية فيلقح به الأنثى. (المصباح).
155

ثلاثة مقرون بها ثلاثة
196 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن السياري، عن الحارث بن دلهاث، عن أبيه، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى: أمر بالصلاة
والزكاة (1) فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين (2)،
فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم (3)، فمن لم يصل
رحمه لم يتق الله عز وجل.
ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون
197 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون:
الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء.
أول من سوهم عليه ثلاثة
198 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي، وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما
قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف
عن حماد بن عيسى، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: أول من
سوهم عليه مريم بنت عمران وهو قول الله عز وجل " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم
أيهم يكفل مريم " (4) والسهام ستة، ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم فوقفت

(1) في قوله تعالى " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "
البقرة: 44.
(2) في قوله تعالى " أن اشكر لي ولوالديك " لقمان: 14.
(3) في قوله تعالى " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " النساء: 2.
(4) آل عمران: 44.
156

السفينة في اللجة، فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات قال: فمضى يونس إلى
صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه، ثم كان عبد المطلب ولد له تسعة فنذر
في العاشر إن يرزقه الله غلاما أن يذبحه قال: فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه
ورسول الله صلى الله عليه وآله في صلبه، فجاء بعشر من الإبل وساهم عليها وعلى عبد الله فخرج السهام
على عبد الله فزاد عشرا، فلم تزل السهام تخرج على عبد الله، ويزيد عشرا، فلما [أن]
بلغت مائة خرجت السهام على الإبل، فقال عبد المطلب: ما أنصفت ربي، فأعاد السهام
ثلاثا فخرجت على الإبل، فقال: الآن علمت أن ربي قد رضي فنحرها.
السفرجل فيه ثلاث خصال
199 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن محمد بن علي البصري، عن فضالة بن أيوب، ووهب بن حفص،
عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الزبير دخل على
رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده سفرجلة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا زبير ما هذه بيدك؟ فقال
له: يا رسول الله هذه سفرجلة، فقال: يا زبير كل السفرجل فان فيه ثلاث خصال،
قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: يجم الفؤاد (1)، ويسخي البخيل، ويشجع الجبان.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: سمعت شيخنا محمد بن الحسن رضي الله عنه
يروي أن الصادق عليه السلام قال: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى أدرك فرخه (2)
فنهاه عن رأيه.
في البصل ثلاث خصال
200 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني، عن الحسن بن علي الكسائي (3) عن ميسر

(1) أي يريح القلب.
(2) كناية عن ابنه عبد الله.
(3) كذا في النسخ وفى الكافي ج 6 ص 374 " عن محمد بن علي الهمداني عن الحسن
ابن علي الكسلان ".
157

بياع الزطي وكان خاله قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كلوا البصل فان فيه
ثلاث خصال: يطيب النكهة (1)، ويشد اللثة، ويزيد في الماء والجماع.
لا رقى الا في ثلاثة
201 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا رقى إلا في ثلاثة: في حمة أو عين أو دم
لا يرقأ.
ثلاث خصال من علامات الفقه
202 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن -
أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
قال: قال أبو الحسن عليه السلام: من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت، إن الصمت باب
من أبواب الحكمة، وإن الصمت يكسب المحبة، [و] إنه دليل على كل خير.
يكره النفخ في ثلاثة أشياء
203 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا
أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن -
بهلول، عن أبيه، عن الحسين بن مصعب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يكره النفخ في
الرقي، والطعام، وموضع السجود.
ثلاث خصال من كن فيه فهو في جهنم
204 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن

(1) النكهة: ريح الفم. واللثة - بكسر اللام وتخفيف المثلثة -: خفيف لحم الأسنان
والأصل لثى مثال عنب فحذفت اللام وعوض عنها الهاء والجمع لثات على لفظ المفرد.
158

أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث إذا كن في الرجل فلا تحرج أن تقول: إنه في جهنم:
الجفاء والجبن والبخل، وثلاث إذا كن في المرأة فلا تحرج أن تقول: إنها في جهنم
البذاء والخيلاء والفجر (1).
من كسب مالا من غير حله سلط الله عليه ثلاثة أشياء
205 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كسب مالا من غير حل (2) سلط الله عليه البناء والماء
والطين.
ثلاثة للمؤمن فيهن راحة
206 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن علي بن الصلت، عن
أحمد بن محمد بن علي بن خالد، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن مطرف
مولى معن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة للمؤمن فيهن راحة: دار واسعة تواري عورته
وسوء حاله من الناس. وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة، وابنة أو أخت
يخرجها من منزله بموت أو بتزويج.
من سعادة المرء أن يكون له ثلاثة أشياء
207 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان يرفعه
إلى علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون
خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين بهم.

(1) في بعض النسخ " والفخر ".
(2) في بعض النسخ " حله ".
159

ثلاثة لا يستجاب لهم دعوة
208 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن عبد الله بن سنان، عن الوليد
ابن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده وعنده جفنة من رطب فجاء سائل
فأعطاه ثم جاء سائل آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فقال: وسع الله
عليك، ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألفا، ثم شاء أن
لا يبقى منه شئ إلا قسمه في حق فعل فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين
يرد دعاؤهم عليهم، قال: قلت: جعلت فداك من هم؟ قال: رجل رزقه الله عز وجل
مالا فأنفقه في وجوهه ثم قال: يا رب ارزقني [فيقول الله عز وجل أولم أرزقك] و
رجل دعا على امرأته وهو ظالم لها (1) فيقال له: ألم أجعل أمرها بيدك، ورجل جلس
في بيته وترك الطلب، ثم يقول: يا رب ارزقني فيقول [الله] عز وجل ألم أجعل لك
السبيل إلى الطلب للرزق.
صيام السنة ثلاثة أيام من كل شهر
209 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عما جرت به السنة في الصوم من
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ثلاثة أيام في كل شهر: خميس في العشر الأول، وأربعاء في
العشر الأوسط، وخميس في العشر الأخير، يعدل صيامهن صيام الدهر لقول الله عز وجل
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " فمن لم يقدر عليها لضعف فصدقة درهم أفضل له
من صيام يوم.

(1) كذا في جميع النسخ وفى الكافي ج 2 ص 511 أيضا. ولعل الصواب " هي
ظالمة له " لما روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمسه لا يستجاب لهم:
رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها، ولم يخل سبيلها - الحديث ".
160

لهو المؤمن في ثلاثة أشياء
210 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
حماد بن يعلى بن حماد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبد الله،
عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع بالنساء
ومفاكهة الاخوان والصلاة بالليل.
من اجتمعت له ثلاث خصال فكأنما حيزت له الدنيا
211 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمد الوهبي، وأحمد بن عمير، ومحمد بن أبي أيوب
قالوا: حدثنا محمد بن بشر بن هانئ بن عبد الرحمن (1) قال: حدثنا أبي، عن عمه إبراهيم
ابن أبي عبلة (2) عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت (3) له
الدنيا. يا ابن خثعم (4) يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك فإن يكن بيت

(1) السند إلى هنا هكذا في جميع النسخ. وفى الأمالي للمصنف " عبد الله بن هانئ "
بدل " محمد بن بشر بن هانئ ".
(2) إبراهيم بن أبي عبلة - بسكون الموحدة - اسمه شمر بن يقظان الشامي يكنى
أبا إسماعيل ثقة، وممن يروى عنه هانئ بن عبد الرحمن. وإبراهيم ذكر فيمن يروى عن أم
الدرداء كما في تهذيب التهذيب للعسقلاني.
(3) في النهاية: يقال فلان آمن في سربه أي في نفسه وفلان واسع السرب أي رخى
البال. ويروى - بالفتح - وهو المسلك والطريق، يقال: خل له سربه أي طريقه. وفى
التنزيل " واتخذ سبيله في البحر سربا " أي مسلكا. قوله " حيزت " أي جمعت. وفى بعض
النسخ " خيرت " وهو تصحيف.
(4) كذا وهذا من غريب التصحيف الذي فعله النساخ والصواب " يا ابن آدم جفينة
يكفيك - " كما رواه الطبراني في الكبير على ما في مجمع الزوائد ج 10 ص 289 عن أبي
الدرداء وهو هذا الحديث بلفظه. والجفينة تصغير جفنة وهي القصعة والمظنون جدا أنه
جعل الكاتب " جفينة " فوق " آدم " واتصل الهاء بالميم هكذا (جفينة يا بن آدم) فقرأه بعضهم " يا
ابن خثعم " كما في النسخ، وبعضهم " يا ابن جعشم " كما في الأمالي والوسائل.
161

يكنك فذاك وإن تكن دابة تركبها فبخ، فلق الخبز وماء الجر (1) وما بعد ذلك حساب
عليك أو عذاب.
ضرب النبي صلى الله عليه وآله في الخندق بالمعول ثلاث مرات وكبر ثلاث مرات
212 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي (2) قال: حدثنا
أبو عبد الله محمد بن الفرج الشروطي (3) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن المهلب
قال: حدثنا أبو سفيان (4) قال: حدثني عوف، عن ميمون قال: أخبرني البراء بن -
عازب قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله: بحفر الخندق عرضت له صخرة عظيمة شديدة في
عرض الخندق لا تأخذ فيها المعاول فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآها وضع ثوبه فأخذ
المعول، وقال: بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح
الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله،
ففلق ثلثا آخر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن
الأبيض، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، و
الله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا.

(1) في النسخ المطبوعة " فبخ بخ والخير وماء الخير " وهو أيضا من تصحيف النساخ،
والجر لغة في الجرة - بالفتح - بمعنى الاناء، أو كتمرة وتمر كما في المصباح
(2) احتمل بعض الأفاضل اتحاده مع محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد المعاذي.
(3) كذا، وفى الأمالي " محمد بن عبد الله بن الفرج ".
(4) هو أبو سفيان سعيد بن يحيى الحذاء الواسطي روى عن عوف الاعرابي البصري
المترجم في التهذيب تحت رقم 301 وهو ممن يروى عن ميمون أبى عبد الله البصري الكندي
المترجم فيه تحت رقم 705 وهو عن البراء. وفى النسخ " حدثنا أبو سنان قال: حدثني عوف بن
ميمون " وهذا أيضا من تصحيف النساخ.
162

أحب الأعمال إلى الله عز وجل ثلاثة
213 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال:
حدثنا علي - يعني ابن الجعد - قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني الوليد بن العيزار
ابن حريث (1) قال: سمعت أبا عمرو الشيباني قال: حدثني صاحب هذه الدار وأشار
بيده إلى دار عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله أي الأعمال أحب إلى الله
عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها، قلت: ثم أي شئ؟ قال: بر الوالدين، قلت:
ثم أي شئ؟ قال: الجهاد في سبيل الله عز وجل، قال: فحدثني بهذا ولو استزدته
لزادني.
أشد ما يتخوف على أمتي ثلاثة أشياء
214 - حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا
أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال:
حدثنا أبو غسان قال: حدثنا مسعود بن سعد الجعفي - وكان من خيار من أدركنا -
عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أشد
ما يتخوف على أمتي ثلاثة: زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن أو دنيا تقطع رقابكم،
فاتهموها على أنفسكم.
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يفعل ثلاثة أشياء
215 - حدثنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن معاذ قال: حدثنا علي بن -

(1) قال العسقلاني: علي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي ثقة ثبت رمى بالتشيع
مات سنة ثلاثين ومائتين. وذكره فيمن يروى عن شعبة بن الحجاج وهو ممن يروى عن
الوليد بن العيزار بن حريث العبدي الكوفي الثقة وهو ممن يروى عن سعد بن اياس أبى عمرو
الشيباني وهو مخضرم عاش مائة وعشرين سنة، حضر القادسية ومات بعد 96. وممن يروى عن
علي بن الجعد أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المذكور في صدر السند.
163

خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي معمر، عن سعيد المقبري (1) عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على
مائدة يشرب عليها الخمر (2) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا
بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمام (3).
التخوف على الأمة من ثلاث خصال
216 - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الأسواري المذكر قال: حدثنا
أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر قال: حدثنا أبو يعقوب قال: حدثنا
علي بن خشرم قال: أخبرنا عيسى، عن أبي عبيدة (4) عن محمد بن كعب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن
على غير تأويله (5) أو يتبعوا زلة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، و
سأنبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما

(1) سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة. (التقريب).
(2) وان لم يشرب هو وذلك لوجوب إزالة المنكر وحرمة الكون في مجلس يفعل فيه
الحرام لأنه تقرير على منكر.
(3) أي بغير عذر شرعي كلزوم الطهارة أو إذا ما يترتب عليه مفسدة، أو إذا ما خرجت
منفردة دون أن يراقبها أحد من محارمه.
(4) المراد بعيسى عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي كما في الحديث السابق
وأبو عبيدة هو ابن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي. وما في نسخ الخصال من " ابن عبيدة "
مصحف، وفى البحار كما في المتن وهو الصواب.
(5) التأويل ارجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه مأخوذ
من آل يؤل إذا رجع وصار إليه. واعلم أن التأويل غير جائز في مذهبنا وبابه مسدود
الا عن أهله وهم الراسخون في العلم، والمراد بهم الأئمة المعصومون عليهم السلام.
164

العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته (1)، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة و
أداء حقه.
حبب إلى النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا ثلاث
217 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا
أبو العباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا علي بن الجعد،
قال: أخبرنا سلام أبو المنذر (2) قال: سمعت ثابت البناني ولم أسمع من غيره يحدث
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: حبب إلي من الدنيا (3) النساء. والطيب،
وقرة عيني في الصلاة.
218 - حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن [علي بن] عمر [و] العطار ببلخ
قال: حدثنا أبو مصعب محمد بن أحمد بن مصعب بن القاسم السلمي بترمذ قال: حدثنا
أبو محمد أحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الآملي بآمل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب
البصري الزاهد ببغداد قال: حدثنا يسار مولى أخا (4) أنس بن مالك، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وآله: قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعل قرة عيني
في الصلاة.
قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: إن الملحدين يتعلقون بهذا الخبر
ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وأراد أن
يقول الثالث فندم وقال: " وجعل قرة عيني في الصلاة " وكذبوا لأنه صلى الله عليه وآله لم يكن
مراده بهذا الخبر إلا الصلاة وحدها لأنه صلى الله عليه وآله قال: ركعتين يصليهما المتزوج أفضل

(1) أي فانتظروا رجوعه عن الزلة إلى الحق والاستقامة.
(2) هو سلام سليمان المزني أبو المنذر القارئ النحوي الكوفي قال ابن أبي حاتم صدوق
صالح الحديث. وفى النسخ المطبوعة " سلام بن المنذر ".
(3) زاد هنا في بعض النسخ " ثلاث " ولا أصل له إذ يغير المعنى لأنه إنما ذكر اثنين
وفصل الأخير بقوله " قرة عيني ". ويأتي بيان الخبر عند قول المصنف.
(4) كذا.
165

عند الله من سبعين ركعة يصليها غير متزوج، وإنما حبب الله إليه النساء لأجل الصلاة
وهكذا قال: ركعتين يصليهما متعطر أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطر، وإنما
حبب الله إليه الطيب أيضا لأجل الصلاة، ثم قال عليه السلام " وجعل قرة عيني في الصلاة "
لان الرجل لو تطيب وتزوج، ثم لم يصل لم يكن له في التزويج والطيب فضل و
لا ثواب (1).

(1) ينبغي التأمل في ألفاظ الخبر قبل توضيحه. الأول قوله صلى الله عليه وآله: " حبب " بصيغة
المجهول دون " أحببت " والثاني " من دنياكم " والثالث " قرة عيني في الصلاة ".
وأما قوله " حبب " إشارة إلى أن جبلته صلى الله عليه وآله مجبولة على حب أمور الآخرة دون
الدنيا. ولكن الله تعالى حببه لهذين الشيئين: حب النساء والطيب من أمور الدنيا لكثرة
ما يترتب عليهما من المنافع والخيرات. اما النساء فيترتب على حبهن مضافا على كثرة التناسل
أمور أخر وقد أباح الله تعالى له صلى الله عليه وآله تزويج تسعة من النساء دون أمته لتلك الأمور وهي
أن الله تعالى أراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيا من ذكره وما لا يستحيا منه
وكان صلى الله عليه وآله أشد الناس حياء، فجعل الله له نسوة ينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله و
يسمعنه من أقواله ويذكرنه من سنته في معاشرته معهن التي قد يستحيى من الافصاح بها بحضرة
الرجال وذلك ليتكمل نقل الشريعة. فقد نقلن كثيرا من آدابه في تهجده وسواكه ونومه
ويقظته وسائر أموره ما لم يكن ينقله غيرهن وما رأينه في منامه وخلواته من الآيات الباهرات
والحجج البالغات على نبوته، ومن جده واجتهاده في العبادة وخشيته من الله وغيرها مما
يشهد كل ذي لب أنها لا تكون الا لنبي وما كان يشاهدها غيرهن، فحصل بذلك خير عظيم. و
هذا هو المشاهد لمن سبر كتب الحديث.
وأما الطيب وإن كان تنعم في الدنيا الا أنه يقوى القلب والجوارح، مضافا إلى أنه
حظ الملائكة ففي الخبر " لا تدع الطيب فان الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن ".
وأما قوله صلى الله عليه وآله " من دنياكم " كما في الخبر الثاني ففيه مالا يخفى من إضافة الدنيا
إلى غيره. وأما قوله صلى الله عليه وآله " قرة عيني في الصلاة " إشارة إلى أنه وإن كان حبب إليه من الدنيا
" النساء والطيب " لكن قرة عينه في الصلاة لا غير، يعنى محبوبه الحقيقي وما يقر عينه و
يتعلق سويداء قلبه به هو في الصلاة هذا إذا كانت " الصلاة " بفتح الصاد، وأما إذا كان بكسر
الصاد كما قد قرء فهو من باب " وصل " واحدها صلة بكسر الصاد فهي العطية والاحسان و
الجائزة وما يقال له بالفارسية (چشم روشنى) فلعل المراد اهداء الطيب كما يظهر من بعض الأخبار
ففي معاني الأخبار في معنى لا يأبى الكرامة الا الحمار المراد الطيب والتوسعة في المجلس.
لكنه بعيد ومخالف لكتابة الصلاة لأنها بالتاء المدور لا الممدود.
166

كان الصادق (ع) لا يخلو من إحدى ثلاث خصال
219 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه قال: حدثنا أبو أحمد
محمد بن زياد الأزدي قال: سمعت مالك بن أنس (1) فقيه المدينة يقول: كنت أدخل على
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك إني
أحبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه، وكان عليه السلام لا يخلو من إحدى ثلاث
خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين
يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد فإذا قال:
" قال رسول الله صلى الله عليه وآله " اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه، ولقد
حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت
في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلا بد لك من أن تقول،
فقال عليه السلام: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: " لبيك اللهم لبيك " وأخشى
أن يقول عز وجل [لي]: لا لبيك ولا سعديك. (2)
ينتفع زائر الرضا عليه السلام في ثلاث مواطن
220 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي -

(1) هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أبو عبد الله المدني الفقيه.
(2) لبيك أي مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. وسعديك أي أسعدك اسعادا بعد اسعاد.
167

عبد الله الكوفي، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي، عن حمدان الديواني (1) قال:
قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى
أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان.
الأعمال على ثلاثة أحوال
221 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن الميثمي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني قال:
حدثنا أبو أحمد الغازي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى
ابن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثنا
أبي علي بن الحسين قال: حدثنا أبي الحسين بن علي قال: سمعت أبي علي بن أبي -
طالب عليهم السلام يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال فرائض، وفضائل، ومعاصي. فأما
الفرائض فبأمر الله وبرضى الله وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وعلمه عز وجل. وأما
الفضائل فليست بأمر الله (2) ولكن برضى الله وبقضاء الله وبمشيئته الله وبعلم الله عز
وجل، وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيئته وعلمه ثم
يعاقب عليها.
قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله لان
حكمه عز وجل فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله " بقدر الله " أي بعلم الله
بمبلغها ومقدارها. ومعنى قوله " وبمشيئته " فإنه عز وجل شاء أن لا يمنع العاصي
من المعاصي إلا بالزجر والقول والنهي والتحذير، دون الجبر والمنع بالقوة و
الدفع بالقدرة.

(1) في بعض النسخ " الديراني ".
(2) يعنى الامر الوجوبي. أي لا يأمر بها وجوبا.
168

أمر الباقر عليه السلام ابنه الصادق عليه السلام بثلاث ونهاه عن ثلاث
222 - حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد السراج الهمذاني بهمذان قال: حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد الضبي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري قال: حدثنا
عبيد الله بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن -
محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ
لملوك ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيئ الخلق، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي:
يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا، وأحسن مجاورة من
جاورته تكن مسلما، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين
يخشون الله عز وجل، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد
عزا بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته،
فقلت: زدني يا ابن رسول الله، فقال لي: يا سفيان أمرني والدي عليه السلام بثلاث ونهاني عن
ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل
مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني [فقال] عليه السلام:
عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد
إذا قام القائم عليه السلام حكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله
223 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم
العلوي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمران البرقي قال: حدثنا محمد بن علي الهمداني،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام قالا: لو قد قام القائم (1) لحكم
بثلاث لم يحكم بها أحد قبله: يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث
الأخ أخاه في الأظلة. (2)

(1) في بعض النسخ " إذا قام القائم " عليه السلام.
(2) يعنى عالم الأظلة والأشباح وهو عالم الذر.
169

قول النبي صلى الله عليه وآله لسلمان الفارسي (ره) ان لك في علتك ثلاث خصال
224 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو يزيد
أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال:
حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان الفارسي رضي
الله عنه: يا سلمان إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال أنت من الله تبارك وتعالى
بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية
إلى انقضاء أجلك.
قول عمر أتوب إلى الله من ثلاث
225 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن
أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرني يحيى بن الحسن
ابن الفرات القزاز قال: حدثنا هارون بن عبيدة، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن -
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من
ثلاث: اغتصابي هذا الامر أنا وأبو بكر من دون الناس واستخلافي عليهم، وتفضيلي
المسلمين بعضهم على بعض (1).

(1) اعلم أن السنة النبوية جرت بالاتفاق على القسم بالسوية لان الفئ والغنائم ونحو
ذلك هي من حقوق المسلمين يجب صرفها إليهم على الوجه الذي دلت عليه الشريعة المقدسة
وتفضيل طائفة في القسمة وإعطاءها أكثر مما جرت السنة عليه لا يمكن الا بمنع من استحق
بالشرع حقه وهو غصب لمال الغير وصرف له في غير أهله، وأول من فضل السابقين على غيرهم
وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين وفضلهم كافة على الأنصار جميعا وفضل
العرب على العجم وفضل الصريح على المولى عمر وقد كان أشار على أبى بكر أيام خلافته بذلك
فلم يقبل وقال إن الله لم يفضل أحدا على أحد، ولكنه قال " إنما الصدقات للفقراء والمساكين "
ولم يخص قوما دون قوم، فلما أفضت إليه الخلافة عمل بما كان أشار به أولا، وخالفه في
ذلك علي عليه السلام وقصته عليه السلام مع أخيه عقيل المسماة بالحديدة المحماة مشهورة (كذا في
هامش المطبوع الحروفى).
170

226 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن
أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني المسعودي قال:
حدثنا الحسن بن حماد الطائي، عن زياد بن المنذر، عن عطية - فيما يظن - عن
جابر بن عبد الله قال: شهدت عمر عند موته يقول: أتوب إلى الله من ثلاث من ردي
رقيق اليمن، ومن رجوعي عن جيش أسامة بعد أن أمره رسول الله صلى الله عليه وآله علينا، ومن
تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحدا.
227 - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني محمد بن علي
قال: حدثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه قال: حدثني فضل بن الزبير قال: حدثني
أبو عبيدة الحذاء زياد بن عيسى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما حضر عمر الموت
قال: أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش أسامة، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن،
وأتوب إلى الله من شئ كنا أشعرناه قلوبنا نسئل الله أن يكفينا ضره، وأن بيعة أبي بكر
كانت فلتة.
قول أبي بكر لا آسى من الدنيا الا على ثلاث فعلتها وددت أنى تركتها، وثلاث تركتها
وددت أني فعلتها، وثلاث وددت أنى كنت سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وآله
228 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا
عبد الله بن حماد، وسليمان بن معبد قالا: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني
الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن
ابن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال أبو بكر في مرضه الذي قبض فيه:
أما إني لا آسى من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها ووددت أني تركتها، وثلاث تركتها
171

ووددت أني فعلتها، وثلاث وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وآله أما التي
وددت أني تركتها فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وإن كان أعلن (1) علي الحرب.
ووددت أني لم أكن أحرقت الفجاءة (2) وأني قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا، ووددت
أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين: عمر، أو أبي عبيدة،
فكان أميرا وكنت وزيرا. وأما التي تركتها [فوددت أني فعلتها] فوددت أني يوم
أتيت بالأشعث أسيرا كنت ضربت عنقه فإنه يخيل لي (3) أنه لم ير صاحب شر إلا
أعانه، ووددت أني حين سيرت خالدا إلى أهل الردة (4) كنت قدمت إلى قرية فان

(1) في بعض النسخ المخطوطة " أغلق " وفى النسخ المطبوعة " علق ".
(2) قوله " لم أكن أحرقت الفجاءة " هو اياس بن عبد الله بن عبد يا ليل رجل من بنى
سليم قدم على أبى بكر فقال إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتد من الكفار، فاحملني وأعنى،
فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد فشن الغارة
على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن فأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم، فلما بلغ
أبا بكر خبره ارسل إلى طريفة بن حاجز وكتب إليه: أن عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه
مسلم ويسألني أن أقويه على من ارتد عن الاسلام، فحملته وسلحته، ثم انتهى إلى - من يقين -
الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد، يأخذ أموالهم، ويقتل من خالفه
منهم، فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار إليه طريفة فهرب
الفجاءة فلحقه فأسره ثم بعث به إلى أبى بكر فلما قدم عليه أمر أبو بكر أن توقد له نار في مصلى
المدينة ثم رمى به فيها مكتوفا مقموطا. راجع تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير ج 2 ص 237.
(3) يعنى به الأشعث بن قيس الكندي الزنديق وكان سبب اسارته ومقاتلة قومه امتناعهم
عن البيعة وتركهم الصدقة لكن لما قدم على أبى بكر عفى عنه وزوجه أخته أم فروة و
قوله " يخيل لي ": على بناء المفعول من التخييل وفى بعض النسخ " إلى " بدل " لي "
والمعنى أظن.
(4) يعنى به مالك بن نويرة وقومه حيث أنكروا خلافته وامتنعوا من اعطاء الصدقات
إلى عامله فامر أبو بكر خالد بن وليد بقتله فذهب خالد إليه في جمع وقتله وأسر نساءه و
تزوج بزوجته ليلته.
172

ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كيدا كنت بصدد لقاء أو مدد، ووددت أني كنت إذ وجهت
خالدا إلى الشام قذفت المشرق لعمر بن الخطاب فكنت بسطت يدي يميني وشمالي في
سبيل الله، وأما التي وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وآله فوددت أني كنت
سألته فيمن هذا الامر فلم ننازعه أهله، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا
الامر نصيب، ووددت أني كنت سألته عن ميراث الأخ والعم، فان في نفسي منها
حاجة (1).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن يوم غدير خم لم يدع لاحد عذرا
هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة عليها السلام لما منعت فدك وخاطبت الأنصار، فقالوا: يا بنت
محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحدا، فقالت: وهل
ترك أبي يوم غدير خم لاحد عذرا.
قول عبد الله بن مسعود علماء الأرض ثلاثة
229 - حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني المزكي (2) بالكوفة قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثنا حسين قال:
حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء قال: قال عبد الله بن مسعود:
علماء الأرض ثلاثة: عالم بالشام، وعالم بالحجاز، وعالم بالعراق، أما عالم الشام
فأبو الدرداء، وأما عالم الحجاز فهو علي عليه السلام، وأما عالم العراق فهو أخ لكم
بالكوفة (3)، وعالم الشام، وعالم العراق محتاجان إلى عالم الحجاز، وعالم الحجاز

(1) أورد نحوه صاحب الإمامة والسياسة في مرض أبى بكر.
(2) كذا، ولعل الصواب المذكر. وفى بعض النسخ " المولى ".
(3) قوله فهو أخ لكم بالكوفة: أراد به نفسه ونقل عن الشيرازي في طبقات الفقهاء أنه قال
مسروق: " انتهى العلم إلى ثلاثة عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق، فعالم المدينة
علي بن أبي طالب وعالم العراق عبد الله بن مسعود وعالم الشام أبو الدرداء، فإذا التقوا سأل
عالم العراق وعالم الشام عالم المدينة، ولم يسألهما ".
173

لا يحتاج إليهما.
ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين
230 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [الأصبهاني] قال: حدثنا أحمد
ابن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني قال:
حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد قال: حدثنا محمد بن المغيرة
الشهرزوري قال: حدثنا يحيى بن الحسين المدايني قال: حدثنا ابن لهيعة (1)،
عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لم يكفروا بالوحي
طرفة عين: مؤمن آل يس، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، وآسية امرأة فرعون.
ثواب من كن له ثلاث بنات فصبر عليهن
231 - حدثنا أبو محمد محمد بن أبي عبد الله الشافعي الفرغاني بفرغانة قال:
حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن الأشعث قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا محمد بن -
عبد الله الأنصاري قال: حدثني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان (2)،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من كن له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن و
ضرائهن وسرائهن كن له حجابا يوم القيامة.
ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل يوم القيامة
232 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا

(1) تقدم ضبطه وأنه عبد الله بن لهيعة في ص 113. وهو ممن يروى عن محمد بن مسلم
ابن تدرس أبى الزبير المكي.
(2) ذكره ابن حبان في الثقات. وفى جميع النسخ " عمر بن تيهان " وهو تصحيف
راجع التهذيب ج 7 تحت رقم 837.
174

عبد الله بن بشير (1) قال: حدثنا الحسن بن الزبرقان المرادي قال: حدثنا أبو بكر
ابن عياش، عن الأجلح (2)، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: المصحف، والمسجد، والعترة.
يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني،
وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله
جل جلاله لي: أنا أولى بذلك.
رفع القلم عن ثلاثة
233 - حدثنا الحسن بن محمد السكوني المزكي بالكوفة (3) قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية قال: حدثني أبي، عن
الأعمش، عن أبي ظبيان قال: أتى عمر بامرأة مجنونة قد فجرت فأمر عمر برجمها، فمروا
بها على علي عليه السلام فقال: ما هذه؟ فقالوا: مجنونة قد فجرت، فأمر بها عمر أن ترجم،
فقال: لا تعجلوا فأتى عمر فقال: أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم
وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ (4).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه جاء هذا الحديث هكذا، والأصل في هذا
قول أهل البيت عليهم السلام أن المجنون إذا زنى حد والمجنونة إذا زنت لم تحد لان
المجنون يأتي والمجنونة تؤتى.
الشح يولد ثلاث خصال مذمومة
234 - حدثنا الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا الحسن بن -

(1) كذا في الوسائل والموجود في كتب الرجال، وفى النسخ " عبد الله بشر ".
(2) هو يحيى بن عبد الله. كما في التقريب.
(3) تقدم الكلام فيه.
(4) هذا الخبر بهذا السند مع قول المصنف تقدم تحت رقم 40 من هذا الباب والظاهر
أن التكرار من المؤلف لوجوده في جميع النسخ في الموضعين.
175

عرفة قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الآبار، عن محمد بن جحادة (1) عن بكير
ابن عبد الله المدني، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إياكم والشح (2) فإنما
هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم
بالقطيعة فقطعوا (3).
235 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: حدثنا
قتيبة قال: حدثنا بكر بن عجلان (4) عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إياكم والفحش فان الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش (5)
وإياكم والظلم فان الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فإنه
دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دماءهم، ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم، ودعاهم

(1) محمد بن جحادة - بتقديم المعجمة على المهملة والدال المخففة - ثقة، يروى
عنه عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الآبار - بتشديد الباء - الكوفي الحافظ نزيل بغداد هو أيضا
صدوق ثقة مات في ولاية هارون. وروى محمد بن جحادة عن بكير بن عبد الله بن الأشج
أبى عبد الله المدني، نزيل مصر.
(2) تقدم أن الشح هو البخل مع الحرص.
(3) المراد بالقطيعة هو قطيعة الرحم فالشح مخالف للايمان ومانع من السعادة والفلاح
" ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
(4) بكر بن عجلان غير مذكور في الرجال والصحيح " قتيبة قال حدثنا: بكر، عن ابن
عجلان " وهو قتيبة بن سعيد راوي بكر بن مضر راوي محمد بن عجلان راوي سعيد بن أبي
سعيد المقبري كما في التهذيب.
(5) قوله الفاحش المتفحش: قال في النهاية الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله
والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده انتهى. وقيل إن المراد بالمتفحش الذي يقبل الفحش
من غيره فالفاحش المتفحش هو الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ويؤيد ذلك ما روى في
الكافي عن أبي جعفر عليه السلام قال خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس - إلى قوله - ثم قال صلى الله عليه وآله: ألا
أخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال: المتفحش اللعان، الذي إذا ذكر
عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه " بناء على كون الجزء الثاني تفسيرا للمتفحش.
176

حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم. (1)
بدء أمر النبي صلى الله عليه وآله من ثلاثة
236 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفقيه بأخسيكث (2) قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن جمهور (3) الحمادي قال: حدثني أبو علي صالح بن محمد البغدادي ببخارا
قال: حدثنا سعيد بن سليمان، ومحمد بن بكار، وإسماعيل بن إبراهيم قال (4): حدثنا
الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان
بدء أمرك، قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج
منها شئ أضاءت منه قصور الشام (5).
ثلاث خصال من فعلهن فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم
237 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس محمد بن محمد
ابن جمهور (3) الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي (6) قال: حدثنا العباس بن -

(1) انتهك فلان الحرمة: تناولها بما لا يحل. وفلان فلانا نقض عرضه وذهب بحرمته.
وفى بعض النسخ " انهتكوا " وهتك الله ستر الفاجر أي فضحه.
(2) كذا وأخسيكت بالتاء المثناة أو الثاء المثلثة. من بلاد فرغانة وفى اللباب:
الاخسيكثى - بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفى آخرها الثاء المثلثة هذه النسبة إلى اخسيكث.
(3) كذا.
(4) كذا أي قال كل واحد منهم: حدثنا.
(5) قوله " دعوة إبراهيم " إشارة إلى قوله تعالى " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا
عليهم آياتك - الآية " البقرة: 129. و " بشرى عيسى بن مريم " إشارة إلى قوله تعالى:
" ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد " الصف: 6. و " رأت أمي " يعنى ما رأته حين
ولادته صلى الله عليه وآله كما في المناقب ج 1 ص 23.
(6) راجع ترجمته مفصلا تاريخ بغداد ج 9 ص 322.
177

الوليد النرسي (1) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا منصور بن سعد، عن
ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من استقبل قبلتنا، و
صلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا فله مالنا وعليه ما علينا.
ثلاثة أشياء كل واحد منها جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة
238 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي
قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا عبيدة
ابن حميد قال: حدثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: الهدى الصالح، والسمت الصالح (2)، والاقتصاد جزء من خمسة
وأربعين جزءا من النبوة.
الايمان ثلاثة أشياء
239 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي
قال: حدثنا محمد بن عمر بن منصور البلخي بمكة قال: حدثنا أبو يونس أحمد بن محمد
ابن يزيد بن عبد الله الجمحي قال: حدثنا عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى،
عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن -
الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
240 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح الرازي، عن
أبي الصلت الهروي قال: سألت الرضا عليه السلام عن الايمان فقال: الايمان عقد بالقلب

(1) النرسي بفتح النون وسكون الراء بعدها سين مهملة. وهو عباس بن الوليد بن
نصر النرسي أبو الفضل البصري.
(2) الهدى - بفتح الهاء وسكون الدال -: الطريقة والسيرة. والسمت هيئة أهل الخير.
178

[و] لفظ باللسان [و] عمل بالجوارح، لا يكون الايمان إلا هكذا.
241 - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثني علي بن -
عبد العزيز، ومعاذ بن المثنى قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: حدثنا
علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،
عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الايمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان.
242 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو الحسن
علي بن محمد البزاز قال: حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي
ابن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر
ابن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال:
حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: الايمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان.
قال حمزة بن محمد رضي الله عنه وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت
أبي يقول: وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن علي
ابن موسى الرضا عليهما السلام باسناد مثله. قال أبو حاتم: لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرأ.
ثلاثة لا يدخلون الجنة
243 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه
قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد بمدينة السلام قال: حدثنا إبراهيم بن -
جميل قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قرأت على فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير أن
أبا بردة حدثه، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يدخلون الجنة
مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم. ومن مات مدمن خمر سقاه الله عز وجل
من نهر الغوطة، قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات (1) يؤذي

(1) المومسة: الفاجرة.
179

أهل النار ريحهن.
244 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.
فيمن مات له ثلاثة أولاد
245 - أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا المخلدي (1) قال: حدثنا يونس
ابن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث أن
أبا عشانة المعافري (2) حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من ثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل وجبت له الجنة.
ثواب ثلاث خصال: اسباغ الوضوء وإفشاء السلام وصدقة السر
246 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبو عبد الله
عبد السلام بن محمد بن هارون بن الفضل بن العباس بن علي بن عبد الله بن العباس بن -
عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن موسى الهادي (3) بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال: حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني (4) قال:
حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان، عن أبي هدية إبراهيم بن هدية البصري (5) عن أنس

(1) الظاهر هو بقي بن المخلد. وفى بعض النسخ " الخلدى ".
(2) أبو عشانة المعافري هو حي بن يؤمن بن حجيل بن جريج المصري ثقة من أحبار
اليمن توفى سنة 118.
(3) كذا. واشتبه على الراوي فان موسى الهادي هو أخو هارون وإنما أبوه هو المهدى.
(4) كذا.
(5) بالياء المثناة التحتانية على ما في نسخ الخصال، لكن في نسخة الوسائل هدبة
بضم الهاء وسكون الدال بعدها باء موحدة وهو والخضر بن أبان عنونهما الخطيب في التاريخ
ولم أجد راويه محمد بن محمد بن عقبة. ولعله محمد بن عقبة الشيباني أبو جعفر الطحان.
180

ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما: يا أنس أسبغ الوضوء تمر على الصراط
مر السحاب، أفش السلام يكثر خير بيتك، أكثر من صدقة السر فإنها تطفي غضب
الرب عز وجل.
ثلاثة اخوة بين كل واحد منهم وبين الذي يليه عشر سنين
247 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال: حدثني
جدي قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا ابن أبي السري قال: حدثنا هشام
ابن محمد بن السائب (1)، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كان بين طالب و
عقيل عشر سنين، وبين عقيل وجعفر عشر سنين، وبين جعفر وعلي عليه السلام عشر سنين،
وكان علي عليه السلام أصغرهم.
ذل الناس بعد ثلاثة أشياء
248 - حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال: حدثني
جدي قال: حدثنا داود قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا
أبو مالك الجنبي (2) عن عمر بن بشر الهمداني قال: قلت لأبي إسحاق: متى ذل الناس
قال: حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام، وادعي زياد (3)، وقتل حجر بن عدي.

(1) هو أبو المنذر الناسب المشهور بالفضل والعلم، العارف بالأيام، المعاصر لجعفر بن
محمد عليهما السلام.
(2) هو عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي - بفتح الجيم وسكون النون بعدها موحدة -
الكوفي قال أحمد بن حنبل: صدوق ولم يكن صاحب حديث، راجع تهذيب التهذيب ج 8
ص 111 تحت رقم 184. وعمر بن بشر الهمداني لم أجده.
(3) قوله " وادعى زياد " على بناء المجهول أي ادعا معاوية انه أخ له. واعلم أن زيادا
حيث كان في نسبه خمول يقال له زياد بن أمه تارة وتارة زياد بن أبيه وتارة زياد بن عبيد
وتارة زياد بن سمية وهي أمه وكانت تحت عبيد، لكن لما استلحق قال له أكثر الناس زياد بن
أبي سفيان، والوجه في استلحاقه بعد اخبار أبي سفيان بأنه أتى أمه في الجاهلية سفاحا و
أنه منه، أن معاوية لما عرف ولايته من قبل أمير المؤمنين عليه السلام وحمايته عنه عليه السلام وكفايته
في أمره خاف جانبه وصعوبة ناحيته فكتب إليه مرة بعد مرة بالوعد والوعيد والمواصلة و
الملاطفة حتى خدعه بالإستلحاق وأماله إلى نفسه ففعل ما فعل، نقل ابن أبي الحديد عن المدايني
انه لما أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشام جمع الناس وصعد المنبر وأصعد زيادا
معه فأجلسه بين يديه على المرقاة التي تحت مرقاته وحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس
انى قد عرفت نسبنا أهل البيت في زياد فمن كان عنده شهادة فليقم بها، فقام ناس فشهدوا
أنه ابن أبي سفيان وأنهم سمعوا ما أقر به قبل موته، فقام أبو مريم السلولي وكان خمارا
في الجاهلية فقال: أشهد يا أمير المؤمنين أن أبا سفيان قدم علينا بالطائف فأتاني فاشتريت
له لحما وخمرا وطعاما فلما أكل قال: يا أبا مريم أصب لي بغيا، فخرجت فأتيت سمية فقلت
لها ان أبا سفيان ممن قد عرفت شرفه وجوده وقد أمرني أن أصيب له بغيا فهل لك؟ فقالت نعم
يجئ الآن عبيد بغنمه وكان راعيا فإذا تعشى ووضع رأسه أتيته فرجعت إلى أبي سفيان فأعلمته
فلم تلبث أن جاءت تجر ذيلها فدخلت معه فلم تزل عنده حتى أصبحت فقلت له لما انصرفت:
كيف رأيت صاحبتك؟ قال: خير صاحبة لولا ذفر في إبطيها (يعنى نتن) فقال زياد من
فوق المنبر: يا أبا مريم لا تشتم أمهات الرجال فتشتم أمك، فلما انقضى كلام معاوية و
مناشدته قام زياد وأنصت الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس ان معاوية والشهود
قد قالوا ما سمعتم ولست أدرى حق هذا من باطله وهو والشهود أعلم بما قالوا، وإنما عبيد أب
مبرور ووالد مشكور، ثم نزل.
181

في السؤال ثلاث خصال، وشر الناس ثلاثة
249 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو يزيد
أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال:
حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر رحمة الله عليه:
يا أبا ذر إياك والسؤال فإنه ذل حاضر، وفقر تتعجله، وفيه حساب طويل يوم القيامة
182

يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل
العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك، يا أبا ذر لا تسأل بكفك وإن أتاك شئ فاقبله،
ثم قال عليه السلام لأصحابه: ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب.
لا هجرة فوق ثلاث
250 - حدثنا محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي قال:
حدثنا محمد بن علي الصايغ قال: حدثنا القعنبي (1) قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن
ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه
فوق ثلاث (2).
251 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبيه،
عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام أنه قال: ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلا وبرئت منهما
في الثالثة، فقيل له: يا ابن رسول الله هذا حال الظالم فما بال المظلوم؟ فقال عليه السلام:
ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى يصطلحا.
ثلاثة من سعادة المسلم
252 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرني ابن خزيمة قال: حدثنا أبو موسى
قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن حبيب، عن جميل مولى عبد الحارث
عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعادة المسلم سعة المسكن و

(1) هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن البصري ثقة، وابن أبي
ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي ثقة أيضا.
(2) قوله " أخاه " مشعر بالعلية والمراد أخاه في الاسلام ويفهم منه انه ان خالف
هذه الشريطة وقطع هذه الرابطة جاز هجرانه (قاله الطيبي).
183

الجار الصالح، والمركب الهنئ.
ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل
253 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن خزيمة قال: حدثنا أبو موسى
قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سليمان بن مسهر،
عن خرشة بن الحر (1)، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ثلاثة لا يكلمهم الله:
المنان الذي لا يعطي شيئا إلا بمنة، والمسبل إزاره (2) والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
الصديقون ثلاثة
254 - أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا النعمان بن أبي الدلهاث
البلدي قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن محمد
ابن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديقون ثلاثة: علي بن أبي طالب، وحبيب
النجار، ومؤمن آل فرعون.
أصحاب الرقيم ثلاثة
255 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا
أبو همام - الوليد بن شجاع السكوني - قال: حدثنا علي بن مسهر قال: حدثنا
عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينا ثلاثة نفر فيمن
كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض: يا
هؤلاء والله ما ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم الله عز وجل أنه قد
صدق فيه، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي عملا على فرق (3)

(1) خرشة - بفتحات والسين المعجمة - ابن الحر - بضم المهملة - الفزاري ثقة كان
يتيما في حجر عمر (التقريب).
(2) أسبل ازاره: أرسله.
(3) الفرق: - بفتح الفاء وسكون الراء - مكيال معروف بالمدينة.
184

من أرز فذهب وتركه فزرعته، فصار من أمره أني اشتريت من ذلك الفرق بقرا، ثم
أتاني فطلب أجره فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال: إنما لي عندك فرق من أرز
فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها فإنها من ذلك، فساقها. فان كنت تعلم أني فعلت
ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساحت الصخرة عنهم (1). وقال الآخر: اللهم إن كنت
تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت
عليهما ذات ليلة فأتيتهما وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع (2)، فكنت لا
أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما من رقدتهما وكرهت أن أرجع فيستيقظا
لشربهما، فلم أزل أنتظرهما حتى طلع الفجر، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك من
خشيتك ففرج عنا، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء. وقال الآخر: اللهم
إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم أحب الناس إلي، وأني راودتها عن نفسها،
فأبت علي إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت عليها فجئت بها فدفعتها إليها
فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه
فقمت عنها وتركت لها المائة، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا
ففرج الله عز وجل عنهم فخرجوا.
أحب الأعمال إلى الله عز وجل ثلاثة
256 - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا
علي - يعني ابن الجعد - قال: حدثنا شعبة قال: أخبرنا الوليد بن العيزار بن حريث قال:
سمعت أبا عمرو الشيباني قال: حدثني عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله: إن أحب
الأعمال إلى الله الصلاة والبر والجهاد (3).

(1) انساحت الصخرة: اندفعت وانشقت.
(2) تضاغى: تضور من الجوع أو الضرب وصاح.
(3) تقدم العنوان والحديث مع زيادة بهذا الاسناد تحت رقم 213 من هذا الباب.
185

الناس ثلاثة
257 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو إسحاق الخواص
قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، عن سفيان بن وكيع (1) عن أبيه، عن سفيان
الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن كميل بن زياد قال: خرج إلي علي بن -
أبي طالب عليه السلام فأخذ بيدي وأخرجني إلى الجبان (2) وجلس وجلست، ثم رفع رأسه
إلي فقال: يا كميل احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على
سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور
العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك و
أنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق، يا كميل محبة
العالم دين يدان به تكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته (3) فمنفعة المال
تزول بزواله، يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر،
أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة (4) هاه [و] إن ههنا - وأشار بيده إلى
صدره - لعلما جما، لو أصبت له حملة، (5) بلى أصبت لقنا غير مأمون، يستعمل آلة

(1) هو سفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد الرواسي.
(2) وفى عدة من النسخ الجبانة بدل الجبان، وجبان وجبانة: بفتح الجيم وتشديد
الباء الموحدة: الصحراء.
(3) قوله " دين يدان به ": على بناء المجهول أي محبة العالم طاعة يطاع الله بها،
قوله " تكسبه الطاعة في حياته " الظاهر رجوع الضمير المنصوب إلى الدين أي وذلك الدين
إنما تكسبه طاعة العالم في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وقوله " جميل الأحدوثة "
بالضم أي الثناء الحسن.
(4) قوله " وأمثالهم - اه " أي أشباحهم وصورهم متمثلة في قلوب المحبين لهم أو
حكمهم ومواعظهم محفوظة عند أصحابهم يعملون بها.
(5) قوله " أصبت " أي وجدت. " لقنا " أي سريع الفهم فتنا.
186

الدين في الدنيا ويستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده ليتخذه الضعفاء وليجة
من دون ولي الحق، أو منقادا لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه (1) يقدح الشك في قلبه
بأول عارض من شبهة، ألا لاذا ولا ذاك، (2) فمنهوم باللذات، سلس القياد أو مغري (3)
بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين، أقرب شبها بهما الانعام السائمة، كذلك يموت
العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر (4) أو خاف مغمور
لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم وأين؟! أولئك الأقلون عددا (5) الأعظمون خطرا،
بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم
العلم على حقائق الأمور، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا
بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى،
يا كميل أولئك خلفاء الله والدعاة إلى دينه، هاي هاي شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله
لي ولكم.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: قد رويت هذا الخبر من طرق كثيرة، قد
أخرجتها في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة.
ذكر النور الذي جعل ثلاثة أثلاث
258 - حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد العطار قال: حدثنا محمد بن -

(1) الضمير يرجع إلى العلم والاحناء الأطراف وذلك لعدم علمه بالبرهان والحجة.
" يقدح الشك " على بناء المجهول أي يشتعل نار الشك في قلبه بسبب أول شبهة تعرض له.
(2) " لاذا " إشارة إلى المنقاد. و " لا ذاك " إشارة إلى اللقن. ويجوز أن يكون
المعنى لا هذا المنقاد محمود عند الله ناج. ولا ذاك اللقن.
(3) من الاغراء وفى النهج " مغرما " أي مولعا.
(4) في بعض النسخ " من قائم بحجة ظاهر مشهور " وفى بعضها " من قائم بحجة ظاهر
مقهور ".
(5) في بعض النسخ " أولئك والله الأقلون عددا ".
187

علي بن إسماعيل بن الحسين بن القاسم بن الحسن بن زيد [بن الحسن] بن الحسن بن -
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي، عن عمر [و]
ابن عبدوس المهندس قال: حدثنا هانئ بن المتوكل، عن محمد بن علي بن عياض بن عبد الله
ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده (1)، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لما خلق الله عز وجل الجنة خلقها من نور العرش، ثم أخذ من ذلك النور فقذفه
فأصابني ثلث النور، وأصاب فاطمة ثلث النور، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور،
فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن
ولاية آل محمد.
الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاثة أوجه
259 - حدثنا محمد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
هارون الصوفي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى الحبال الطبري قال: حدثنا محمد بن -
الحسين الخشاب قال: حدثنا محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام: إن الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاثة أوجه، فطبقة يعبدونه
رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا من النار
فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حبا له عز وجل فتلك عبادة الكرام
وهو الامن لقوله عز وجل " وهم من فزع يومئذ آمنون " (2) ولقوله عز وجل " قل
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (3) " فمن أحب الله أحبه الله
عز وجل، ومن أحبه الله عز وجل كان من الآمنين.
ضمن أمير المؤمنين عليه السلام من أضافه ثلاث خصال
260 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الجوزي (4) قال: حدثنا زيد بن محمد

(1) رجال السند أكثرهم مجاهيل غير مذكورين أو لم أجدهم.
(2) النمل: 89.
(3) آل عمران: 31.
(4) لعل الصواب الجورى.
188

البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي (1) بالبصرة قال: حدثنا علي
ابن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه دعاه رجل
فقال له علي عليه السلام: على أن تضمن لي ثلاث خصال، قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: لا تدخل علينا شيئا من خارج، ولا تدخر عني شيئا في البيت، ولا تجحف بالعيال
قال: ذلك لك، فأجابه علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثلاث كن في أمير المؤمنين عليه السلام
261 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
الحسن بن علي العدوي، عن عباد بن صهيب [بن عباد صهيب] عن أبيه، عن جده
عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أسألك عن ثلاث
هن فيك: أسألك عن قصر خلقك، وعن كبر بطنك، وعن صلع رأسك فقال أمير المؤمنين
عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لم يخلقني طويلا، ولم يخلقني قصيرا، ولكن
خلقني معتدلا، أضرب القصير فأقده، وأضرب الطويل فأقطه (2) وأما كبر بطني فان
رسول الله صلى الله عليه وآله علمني بابا من العلم ففتح لي ذلك الباب ألف باب فازدحم العلم في
بطني فنفجت عنه عضوي (3) وأما صلع رأسي فمن إدمان لبس البيض (4) ومجالدة الاقران.

(1) يأتي الكلام فيه ذيل حديث 30 من باب الأربعة ص 208.
(2) القد: الشق طولا. والقط: القطع عرضا.
(3) في القاموس " انتفج جنبا البعير " إذا ارتفعا وعظما. وفى خبر آخر " فنفجت
عن ضلوعي ".
(4) أي الخود. وقال العلامة المجلسي: أما كون كثرة العلم سببا لذلك فيحتمل أن
يكون لكثرة السرور والفرح بذلك فإنه عليه السلام لما كان مع كثرة رياضاته في الدين ومقاساته للشدائد
وقلة أكله ونومه وما يلقاه من أعدائه من الآلام الجسمانية والروحانية بطينا لم يكن سببه
الا ما يلحقه ويدركه من الفرح بحصول الفيوض القدسية والمعارف الربانية. ويمكن أن يكون
توفر العلوم والاسرار التي لا يمكن اظهارها سببا لذلك ولعل التجربة شاهدة به والله يعلم
انتهى، أقول: أكثر رجال السند مجاهيل وعلى فرض صحته لابد أن يوجه على ما جاء في الاخبار في
معنى " الأنزع البطين " انه عليه السلام منزوع من الشرك بطين من العلم كما في معاني الأخبار و
العيون. فالبطين كناية عن كثرة العلم لا ضخامة البطن، ومقتضى ما قاله العلامة المجلسي (ره)
كثرة اللحم وشدة العظم في جميع الأعضاء وتناسب البطن مع سائر الجسد.
189

[جرت في بريرة مولاة عائشة ثلاث من السنن
262 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير،
عن حماد بن عثمان الناب، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
ذكر أن بريرة كانت عند زوج لها وهي مملوكة فاشترتها عائشة فأعتقتها فخيرها
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن شاءت أن تقر عند زوجها وإن شاءت فارقته، وكان مواليها الذين
باعوها قد اشترطوا على عائشة أن لهم ولاءها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الولاء لمن أعتق ".
وصدق (1) على بريرة بلحم فأهدته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فعلقته عائشة، وقالت: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله لا يأكل الصدقة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله واللحم معلق فقال: ما شأن
هذا اللحم لم يطبخ؟ قالت: يا رسول الله صدق (1) به على بريرة فأهدته لنا، وأنت لا تأكل
الصدقة. فقال: " هو لها صدقة ولنا هدية "، ثم أمر بطبخه فجرت فيها ثلاث من السنن (2).
ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله)
263 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
عبد العزيز بن يحيى قال: حدثني محمد بن زكريا قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة،
عن أبيه قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله
أبو هريرة، وأنس بن مالك، وامرأة.

(1) كذا، والقياس تصدق كما في غيره من الكتب.
(2) الأولى تخيير الأمة بعد ما أعتقت بين القرار والفراق. والثانية كون الولاء
لمن أعتق، والثالثة ان ما تصدق به إذا أهديت إلى الغير يصير هدية.
190

ثلاثة ملعونون: قائد وسائق وراكب
264 - حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصايغ قال: حدثني أبو حصين محمد بن -
جعفر بن محمد بن زياد الزعفراني، عن أبي الأحوص قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال:
حدثنا أبو غسان قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن
مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك الزبيدي، عن عبد الله بن عمر [و]
أن أبا سفيان ركب بعيرا له ومعاوية يقوده ويزيد يسوق به (1) فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله
الراكب والقائد والسائق.
ثلاثة لا أدرى أيهم أعظم جرما
265 - حدثنا محمد بن أحمد السناني المكتب رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن -
يحيي بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن
أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا أدري أيهم
أعظم جرما: الذي يمشي خلف جنازة في مصيبة غيره بغير رداء، أو الذي يضرب يده
على فخذه عند المصيبة، أو الذي يقول: ارفقوا به وترحموا عليه يرحمكم الله (2).

(1) كذا. وهو يزيد بن أبي سفيان بن حرب أخو معاوية.
(2) قوله " الذي يمشى خلف جنازة - الخ " كانوا يضعون الرداء في مصيبة الغير ليراؤون
الحزن كذبا ويتقربون بذلك إلى صاحب المصيبة فنهى الشارع عن ذلك وقال " ملعون ملعون
من وضع رداءه في مصيبة غيره " وخص وضع الرداء بالمصاب فقط وقال " ينبغي لصاحب الجنازة
أن لا يلبس رداء وأن يكون في قميص حتى يعرف ".
واما قوله " ارفقوا به واستغفروا له " هذا أيضا نهى عما فعلوا بالجنائز حيث يضعونه على
شفير القبر وأخروا الدفن وينادى عليه رجل " ارفقوا به أو ترحموا عليه أو استغفروا له "
والسنة في ذلك تعجيل الدفن والدعاء للميت باللهم اغفر له، واللهم ارحمه وأمثال ذلك مما
ورد في الشرع.
وأما ضرب اليد على الفخذ عند المصيبة فهو موجب لإحباط الاجر كما جاء في الاخبار.
191

266 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا أدري أيهم أعظم جرما الذي يمشي
مع الجنازة بغير رداء، والذي يقول: ارفقوا به، والذي يقول: استغفروا له
غفر الله لكم.
جرت في البراء بن معرور الأنصاري ثلاث من السنن
267 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن مصعب، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: جرت في البراء بن معرور الأنصاري ثلاث من السنن أما أوليهن
فان الناس كانوا يستنجون بالأحجار فأكل البراء بن معرور الدباء فلان بطنه فاستنجى
بالماء فأنزل الله عز وجل فيه " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " فجرت السنة
في الاستنجاء بالماء. فلما حضرته الوفاة كان غائبا عن المدينة (1) فأمر أن يحول

(1) قوله " كان غائبا عن المدينة " وهم من الراوي بل كان فيها والبراء بن معرور من
النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة وكان أول من تكلم مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو أول من ضرب على يد رسول الله في البيعة في ليله العقبة في السبعين
من الأنصار وقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد (صلى الله عليه وآله) وجاءنا به
وكان أول من أجاب وآخر من دعا فأجبنا الله عز وجل وسمعنا وأطعنا، يا معشر الأوس و
الخزرج قد أكرمكم الله بدينه فان أخذتم السمع والطاعة والموازرة بالشكر فأطيعوا الله و
رسوله " ثم جلس. رواه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 181، وتوفى في صفر قبل قدومه
صلى الله عليه وآله المدينة بشهر فلما قدم صلى الله عليه وآله انطلق بأصحابه فصلى على قبره وقال اللهم اغفر له
وارحمه وارض عنه وقد فعلت. وهو أول من مات من النقباء، ويظهر من بعض الروايات العامية
انه أول من توجه إلى الكعبة في الصلاة وكان ذلك في سفر حجه، ثم أوصى بتوجهه عند الدفن
كما عن أسد الغابة وغيره. وفى الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال " كان البراء بن معرور
التميمي الأنصاري بالمدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة وانه حضره الموت وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى البراء إذا دفن أن يجعل وجهه
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى القبلة فجرت به السنة - الحديث ".
192

وجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وأوصى بالثلث من ماله. فنزل الكتاب بالقبلة، وجرت
السنة بالثلث.
جرت في صفوان بن أمية الجمحي ثلاث من السنن
268 - قال أبو عبد الله عليه السلام جرت في صفوان بن أمية الجمحي ثلاث من السنن:
استعار منه رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين درعا حطمية فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: بل عارية
مؤداة، فقال: يا رسول الله أقبل هجرتي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " لا هجرة بعد الفتح ".
وكان راقدا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وتحت رأسه رداءه فخرج يبول فجاء وقد سرق
رداؤه، فقال: من ذهب بردائي، وخرج في طلبه فوجده في يد رجل فرفعه إلى النبي
صلى الله عليه وآله، فقال: اقطعوا يده، فقال: أتقطع يده من أجل ردائي يا رسول الله؟
فأنا أهبه له، فقال: ألا كان هذا قبل أن تأتيني به، فقطعت يده.
لسعد بن معاذ ثلاثة مواقف في الاسلام لو كانت واحدة منهن
لجميع الناس لاكتفوا بها فضلا
(1)

(1) كذا بياض في جميع النسخ. واما سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي الأوسي أسلم
بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية فأسلم باسلامه بنو عبد الأشهل ودارهم أول دار أسلمت من
الأنصار وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله سيد الأنصار، كان مقداما مطاعا شريفا في قومه من أجلة الصحابة
وأكابرهم وخيرهم، شهد بدرا واحدا وثبت مع النبي صلى الله عليه وآله، ورمى يوم الخندق في أكحله ولم
يرقأ الدم حتى مات بعد حكمه على بني قريظة وذلك في ذي القعدة سنة خمس وهو ابن سبع
وثلاثين سنة ودفن بالبقيع. وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول - وجنازة سعد بين
أيديهم -: " اهتز له عرش الرحمن ". وهذا كناية عن تعظيم شأن وفاته والعرب ينسب الشئ
العظيم إلى أعظم الأشياء فيقول: أظلمت الأرض أو قامت القيامة لموت فلان وأمثال ذلك وقد
حضر رسول الله تجهيزه وتشييعه ودخل قبره وأحكم لحده وترحم عليه واستغفر له إلى غير ذلك من
فضائله. كما قال المصنف في العنوان.
193

حملة العلم على ثلاثة أصناف
269 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن سنان، عن
أبي الجارود زياد بن المنذر، عن سعيد بن علاقة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: طلبة
هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم: صنف منهم يتعلمون العلم
للمراء والجهل، وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلمون
للفقه والعقل، فأما صاحب المراء والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال،
وقد تسربل بالتخشع (1) وتخلى من الورع، فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه
خيشومه (2) أما صاحب الاستطالة والختل فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع
للأغنياء من دونهم، فهو لحلوانهم هاضم، ولدينه حاطم (3)، فأعمى الله من هذا بصره،
وقطع من آثار العلماء أثره. وأما صاحب الفقه والعقل تراه ذا كأبة (4) وحزن، قد قام

(1) السربال - بالكسر - القميص. والخشوع: التذلل والخضوع والمقصود ان
صاحب الجهل يظهر أنه كان في سلك الخاشعين ومتصف بزيهم.
(2) الحيزوم - بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحت والزاي - وسط الصدر.
والخيشوم: الانف.
(3) الحلوان بضم الحاء المهملة وسكون اللام -: ما يأخذه الحكام والقضاة والكاهن
من الاجر والرشوة على أعمالهم، وفى أكثر النسخ " لحلوائهم " فالمراد ما يعطونه الأغنياء
من أموالهم ولذيذ أطعمتهم وأشربتهم لأجل تملقة وتواضعه إياهم، والحاطم: الكاسر. و
ذلك لأنه باع دينه بلقمة يأكلها من مائدتهم.
(4) الكأبة - بالتحريك - والكآبة - بالمد -: سوء الحال.
194

الليل في حندسه، وقد انحنى في برنسه (1)، يعمل ويخشى خائفا وجلا من كل أحد
إلا من كل فقيه من إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه.
ثلاثة من عازهم ذل
270 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو العباس
أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا
تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبيد الله بن الفضل الهاشمي (2) قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام ثلاثة من عازهم ذل (3): الوالد والسلطان والغريم.
الناس في القدر على ثلاثة أوجه
271 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي، وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما
قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن علي
ابن محبوب، ومحمد بن الحسن بن عبد العزيز، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: الناس في القدر على ثلاثة أوجه رجل يزعم أن الله عز وجل أجبر الناس على
المعاصي فهذا قد ظلم الله عز وجل في حكمه فهو كافر، ورجل يزعم أن الامر مفوض
إليهم فهذا [قد] وهن الله في سلطانه فهو كافر، ورجل يقول: إن الله عز وجل كلف
العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون، فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله،
فهذا مسلم بالغ، والله الموفق.

(1) الحندس: الليل المظلم والظلمة، والإضافة إلى ضمير الليل بتقدير اللام. وتقدم
معنى البرنس ص 143.
(2) كذا في جميع النسخ والمعنون في الرجال عبد الله بن الفضل الهاشمي.
(3) المعازة: المغالبة والمعارضة. عازه معازة: عارضه في العزة، وفلانا: غلبه
في الخطاب، ولا تكون المعازة الا في المال.
195

باب الأربعة
قول النبي صلى الله عليه وآله أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة
1 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله
ابن إبراهيم الأصبهاني قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا داود بن سليمان،
عن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل
الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم
بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده.
عقوبة من أطاع امرأته في أربعة أشياء
2 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن -
أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي
صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في
النار، فقال علي عليه السلام: وما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات
والعرسات والنياحات، ولبس الثياب الرقاق.
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن العباس بن معروف، عن أبي همام - إسماعيل بن همام - عن محمد بن سعيد
ابن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: من أطاع امرأته في أربعة أشياء أكبه الله على منخريه في النار (1) قيل: وما هي؟

(1) المنخر: الانف.
196

قال: في الثياب الرقاق والحمامات والعرسات والنياحات.
أربعة لا ترد لهم دعوة
4 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي
قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته
له: يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة: إمام عادل، ووالد لولده، والرجل يدعو لأخيه
بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله جل جلالة: وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو
بعد حين.
قوام الدين بأربعة
5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير،
عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
قوام الدين بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له، وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين الله،
وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم. فإذا كتم العالم علمه، و
بخل الغني بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل عن طلب العلم رجعت
الدنيا إلى ورائها القهقرى، فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة، قيل:
يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان، فقال: خالطوهم بالبرانية - يعني في
الظاهر - وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحب، وانتظروا مع ذلك
الفرج من الله عز وجل.
غفر الله عز وجل لرجل كان سهلا في أربعة أحوال
6 - حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بسرخس قال: حدثنا
197

أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا
عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا إسرائيل بن يونس، عن زيد بن عطاء بن سائب،
عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: غفر الله عز وجل
لرجل كان من قبلكم كان سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا قضى، سهلا
إذا اقتضى.
مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة
7 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري
قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه،
قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى
والدعة وقلة الاهتمام والعز. فأما الغنى فموجود في القناعة، فمن طلبه في كثرة المال
لم يجده، وأما الدعة فموجودة في خفة المحمل، فمن طلبها في ثقله لم يجدها. وأما
قلة الاهتمام فموجودة في قلة الشغل، فمن طلبها مع كثرته لم يجدها. وأما العز فموجود
في خدمة الخالق، فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده.
لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة
8 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن -
خزيمة قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا شريك، عن منصور بن المعتمر، عن
ربعي بن خراش (1) عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يؤمن عبد حتى
يؤمن بأربعة: حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله، بعثني

(1) ربعي بكسر أوله وسكون الموحدة ابن خراش قيل بالحاء المهملة والراء وآخره
معجمة -: أبو مريم العبسي الكوفي ثقة عابد مخضرم. وضبطه الميرزا في هامش الوسيط على
ما في هامش البحار بالخاء المعجمة المكسورة والراء والشين. وقال البرقي في رجاله
" ربعي ومسعود ابنا خراش العبسيان " كانا من خواص أمير المؤمنين عليه السلام.
198

بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر.
كان لأمير المؤمنين (ع) أربعة خواتيم
9 - حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر قال: أخبرنا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم ابن وارة الرازي (1)
قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل السدي (2)
عن عبد خير قال: كان لعلي عليه السلام أربعة خواتيم يتختم بها: ياقوت لنبله، وفيروزج
لنصرته، والحديد الصيني لقوته، وعقيق لحرزه. وكان نقش الياقوت " لا إله إلا الله
الملك الحق المبين " ونقش الفيروزج " الله الملك الحق " ونقش الحديد الصيني " العزة
لله جميعا " ونقش العقيق ثلاثة أسطر " ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، أستغفر الله ".
أربع سور شيبت النبي صلى الله عليه وآله
10 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي قال: حدثنا
عبد الله بن زيدان وعلي بن العباس البجليان قالا: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا
معاوية بن هشام قال: حدثنا شيبان (3)، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس
قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود، والواقعة،
والمرسلات، وعم يتساءلون.

(1) محمد بن مسلم بن عثمان الرازي أبو عبد الله ابن وارة قال النسائي ثقة. وهو ممن
يروى عن محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي.
(2) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدى أبو محمد القرشي المفسر قيل كان
يقعد في سدة باب الجامع فسمى السدى. وهو يروى عن عبد خير بن يزيد أبى عمارة الكوفي
الذي أدرك الجاهلية، وروى عن ابن مسعود وزيد بن أرقم وعلي عليه السلام وعائشة.
(3) هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي ثقة. وأبو إسحاق هو السبيعي
كما في التهذيب.
199

اعتمر النبي صلى الله عليه وآله أربع عمر
11 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي
قال: حدثنا أحمد بن محمد الشافعي قال: حدثنا عمي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن (1)،
عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله: اعتمر أربع عمر:
عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من قابل، والثالثة من جعرانة (2) والرابعة التي
مع حجته.
يعرف الامام بأربع خصال
12 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بم يعرف صاحب هذا الامر؟ قال: بالسكينة والوقار
والعلم والوصية.
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد
ابن أحمد بن عيسى (3) عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قلت له: جعلت فداك إذا مضى عالمكم أهل البيت فبأي شئ يعرفون من يجئ بعده؟
قال: بالهدى والإطراق وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ مما بين صدفيها إلا
أجاب فيه (4).

(1) هو داود بن عبد الرحمن بن شابور أبو سليمان المكي ثقة يروى عن عمرو بن شعيب
عن عكرمة البربري مولى ابن عباس.
(2) يعنى حين منصرفه من غزوة الطائف أتى صلى الله عليه وآله مع المسلمين الجعرانة - وهو منزل
بين الطائف ومكة - وقسم غنائم حنين وأحرم منها ودخل مكة ليلا معتمرا.
(3) كذا في جميع النسخ ولعله كان " محمد بن أحمد بن يحيى " فصحف.
(4) الصدف - بالتحريك -: الجانب والناحية، والضمير راجع إلى الدنيا.
200

قول النبي صلى الله عليه وآله فضلت بأربع
14 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا مجاهد بن أعين
أبو الحجاج قال: حدثنا أبو بكر بن أبي العوام قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا
سليمان التميمي، عن سيار (1)، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضلت بأربع
جعلت لامتي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أراد الصلاة فلم يجد ماء
ووجد الأرض فقد جعلت له مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يسير بين
يدي، وأحلت لامتي الغنائم (2)، وأرسلت إلى الناس كافة.
خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف
15 - حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن -
حكيم العسكري (3) قال: حدثنا أبو مسعود عبد الله بن محمد، عن عبدان العسكري
قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين (4) قال: حدثنا حبان بن علي، عن

(1) الظاهر المراد بيزيد يزيد بن محمد بن عبد الصمد وهو ثقة صدوق. وبسليمان
التميمي سليمان عبد الرحمن وهو أيضا صدوق مستقيم الحديث. وبسيار سيار الأموي الدمشقي
الذي ذكره ابن حبان في الثقات. وأبو امامة هو صدى - بالتصغير - ابن عجلان بن وهب وهو
آخر من مات من الصحابة بالشام.
(2) المشهور أن حل الغنيمة من خصائص هذه الأمة وأن الأمم المتقدمة لم يبح لهم
الغنائم وقال في السراج المنير: لا يحل لهم منها شئ بل كانت تجمع فتأتي نار من السماء
فتحرقها.
(3) هو أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي
العلامة والظاهر زيادة " بن الحسن " من النساخ. راجع معجم الأدباء ج 4 ص 124 واللباب ج 2
ص 136.
(4) محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي أبو جعفر العلاف الكوفي ثم المصيصي لقبه
لوين - بالتصغير - ثقة. يروى عن حبان بن علي العنزي وهو يروى عن عقيل بن خالد.
201

عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يهزم
اثنى عشر ألف من قلة إذا صبروا وصدقوا.
من اعطى أربعا لم يحرم أربعا
16 - حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري قال: حدثنا أبو القاسم
بدر بن الهيثم القاضي قال: حدثنا علي بن منذر الكوفي قال: حدثنا محمد بن الفضيل
عن أبي الصباح قال: قال جعفر بن محمد عليهما السلام: من أعطي أربعا لم يحرم أربعا من أعطي
الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة، ومن أعطي الشكر لم
يحرم الزيادة، ومن أعطي الصبر لم يحرم الاجر.
أربعة أشياء أعطيت سمع الخلائق
17 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عائذ الأحمسي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة أوتوا (1) سمع الخلائق: النبي صلى الله عليه وآله (2) وحور العين
والجنة والنار، فما من عبد يصلي على النبي صلى الله عليه وآله ويسلم عليه (3) إلا بلغه ذلك وسمعه
وما من أحد قال: اللهم زوجني من الحور العين (4) إلا سمعنه وقلن يا ربنا إن فلانا
قد خطبنا إليك فزوجنا منه، وما من أحد يقول: اللهم أدخلني الجنة إلا قالت الجنة:
اللهم أسكنه في، وما من أحد يستجير بالله من النار إلا قالت النار: يا رب أجره مني.

(1) في بعض النسخ " أعطيت ".
(2) قوله " سمع الخلايق " أي سمع كلام الخلايق.
(3) وفى أكثر النسخ المخطوطة " أو يسلم ".
(4) في بعض النسخ " زوجنا.. "
202

أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
18 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نوح
قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا بشر بن نمير، عن
القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة لا ينظر الله
إليهم يوم القيامة: عاق ومنان، ومكذب بالقدر، ومدمن خمر.
الركبان يوم القيامة أربعة
19 - أخبرني أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن
زيدان البلخي فيما قرأه عليه أبو العباس بن عقدة قال: حدثني علي بن المثنى قال:
حدثني زيد بن حباب قال: حدثني عبد الله بن لهيعة قال: حدثني جعفر بن ربيعة،
عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما في القيامة راكب غيرنا و
نحن أربعة، فقام إليه العباس بن عبد المطلب فقال: من هم يا رسول الله؟ فقال: أما
أنا فعلى البراق ووجهها كوجه الانسان (2) وخدها كخد الفرس وعرفها من لؤلؤ مسموط (3)
واذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة، تتوقدان مثل النجمين
المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، ينحدر من نحرها الجمان (5) مطوية الحلق
طويلة اليدين والرجلين، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق
الحمار ودون البغل. قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: وأخي صالح على
ناقة الله عز وجل التي عقرها قومه، قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: وعمي حمزة

(1) هو صدى - بالتصغير - ابن عجلان أبو أمامة الباهلي الصحابي المشهور سكن الشام.
(2) في بعض النسخ " كوجه الآدميين ".
ومات بها سنة 86 وقيل 81.
(3) السمط: الخيط ما دام الخرز أو اللؤلؤ منتظما فيه والا فهو سلك.
(4) الجمان: الدرة البيضاء.
203

ابن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، سيد الشهداء على ناقتي العضباء، قال العباس:
ومن يا رسول الله؟ قال: وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب
عليها محمل من ياقوت أحمر، قضبانه من الدر الأبيض (1) على رأسه تاج من نور
عليه حلتان خضراوان، بيده لواء الحمد وهو ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأن محمدا رسول الله. فيقول الخلائق ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، فينادي
مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرش،
هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر -
المحجلين.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا حديث غريب لما فيه من ذكر البراق
ووصفه، وذكر حمزة بن عبد المطلب.
20 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله
البطل (2) عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو آخذ بيد علي عليه السلام وهو يقول: يا معشر الأنصار،
يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب أنا محمد، أنا رسول الله إلا أني خلقت من
طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا وعلي وحمزة وجعفر، فقال قائل: يا رسول الله
هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟ فقال: ثكلتك أمك إنه لن يركب يومئذ إلا أربعة أنا و
علي وفاطمة وصالح نبي الله، فأما أنا فعلى البراق وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء
وأما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وأما علي فعلى ناقة من نوق الجنة، زمامها من

(1) أي قضبان المحمل يعنى أعواده جمع قضيب وهو الغصن المقطوع.
(2) عبد الله بن عبد الرحمن الأصم بصرى ضعيف غال ليس بشئ وله كتاب في الزيارات
يدل على خبث عظيم ومذهب متهافت وكان من كذابة أهل البصرة (صه) وأما عبد الله البطل
فهو عبد الله بن قاسم الحضرمي واقفي كذاب غال يروى عن الغلاة، لا خير فيه ولا يعتمد بروايته
كما قال النجاشي.
204

ياقوت، عليه حلتان خضراوان، فيقف بين الجنة والنار وقد الجم الناس [من] العرق
يومئذ فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم فيقول الملائكة والأنبياء والصديقون
ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل فينادي مناد ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل
ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا والآخرة.
أربع خصال سالت عجوز بني إسرائيل موسى عليه السلام
21 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: احتبس
القمر عن بني إسرائيل (1) فأوحى الله جل جلاله إلى موسى عليه السلام أن أخرج عظام يوسف
من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه (2) فسأل موسى عمن يعلم موضعه،
فقيل له: ههنا عجوز تعلم علمه، فبعث إليها فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها:
أتعرفين موضع قبر يوسف، قالت: نعم، قال: فأخبريني به، قالت: لا حتى تعطيني
أربع خصال: تطلق لي رجلي، وتعيد إلي شبابي، وتعيد إلي بصري، وتجعلني معك
في الجنة، قال: فكبر ذلك على موسى فأوحى الله جل جلاله إليه: يا موسى أعطها
ما سألت فإنك إنما تعطي علي، ففعل فدلته عليه فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق
مرمر فلما أخرجه طلع القمر، فحمله إلى الشام فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى
الشام.
أفضل نساء أهل الجنة أربع
22 - أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال: أخبرنا أبو العباس ابن منيع قال:
حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا داود بن أبي الفرات قال: حدثنا علباء بن أحمر
قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض

(1) يعنى احتبسه السحاب عن الرؤية في أول الشهور أو ليالي متواليا.
(2) زاد هنا في بعض النسخ " فلما أراد اخراج عظامه ".
205

وقال: أتدرون ما هذا: قلنا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل نساء [أهل]
الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت
مزاحم امرأة فرعون.
23 - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثنا علي بن -
عبد العزيز قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا داود بن أبي الفرات الكندي
عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط
ثم قال: خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد،
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
أربعة أشياء من قواصم الظهر
24 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد (1) قال: حدثنا
أبو يزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثني أنس
ابن محمد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن -
أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في وصيته لي: يا علي أربعة من قواصم
الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد
صاحبه له مداويا، وجار سوء في دار مقام.
الإطلاعات الأربع من الله عز وجل إلى الدنيا
25 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا
أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن
أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا
علي إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع

(1) في بعض النسخ " أبو خالد ".
206

الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك
على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام انى رأيت اسمك مقرونا
إلى اسمى في أربعة مواطن
26 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال:
حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي
عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته
لي: يا علي إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن، فآنست بالنظر إليه: إني
لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها مكتوبا لا إله إلا الله
محمد رسول الله، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال:
علي بن أبي طالب، فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها: إني أنا
الله لا إله أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره. فقلت
لجبرئيل: من وزيري؟ فقال علي بن أبي طالب، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش
رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد
حبيبي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فلما رفعت رأسي وجدت على بطنان العرش مكتوبا
أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، محمد عبدي ورسولي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره.
لا يحتمل حديث أهل البيت (ع) الا أربعة
27 - حدثنا علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم
الهمداني في منزله بالكوفة قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي (1)
قال: حدثنا علي بن بزرج الحناط قال: حدثنا عمرو بن اليسع، عن شعيب الحداد

(1) لعله متحد مع جعفر الأودي ولعله مصحف عنه.
207

قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله
إلا ملك مقرب أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة. قال عمرو:
فقلت لشعيب: يا أبا الحسن وأي شئ المدينة الحصينة؟ قال: فقال: سألت الصادق عليه السلام
عنها فقال لي: القلب المجتمع (1).
من عامل الناس مجتنبا لثلاث خصال وجبت له عليهم أربع خصال
28 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر قال: حدثنا أبو محمد زيد بن -
محمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة
قال: حدثنا أبي (2) قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم
يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت اخوته و
حرمت غيبته.
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر
الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه أو جبن له أربعا على الناس: من إذا حدثهم
لم يكذبهم وإذا خالطهم لم يظلمهم وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أن تظهر في الناس
عدالته، وتظهر فيهم مروءته، وأن تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.
أربع أبيات شعر لإبليس أجاب بها آدم (ع) عن بيتين
30 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال:
حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثني أبو القاسم عبد الله
ابن أحمد بن عامر الطائي (2) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا

(1) أي القلب الذي لا يتفرق بمتابعة الشكوك والأهواء ولا يدخل فيه الأوهام.
(2) عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح أبو القاسم الطائي روى عن أبيه
وكلاهما من أصحاب الرضا عليه السلام عنونهما الخطيب في التاريخ ج 9 ص 385 و ج 4 ص 336.
208

قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي (1) بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان
علي بن أبي طالب بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين
إني أسألك عن أشياء فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا فسأله عن أشياء، فكان فيما سأله
أن قال له: أخبرني عن أول من قال الشعر؟ فقال: آدم، فقال: وما كان [من] شعره
قال: لما انزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهوائها وقتل قابيل هابيل فقال
آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح
فأجابه إبليس:
تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح
فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار أضحت * بكفك من جنان الخلد ريح
ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة
31 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن
ابن راشد، عن أبي بصير، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن
أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال:
إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من
طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم. وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من
معصيته، فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم. وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن

(1) في بعض النسخ " الحسن بن علي ".
209

شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم. وأخفى وليه في عبادة فلا تستصغرن
عبدا من عبيد الله، فربما يكون وليه وأنت لا تعلم.
قول النبي صلى الله عليه وآله لا تكرهوا أربعة فإنها لأربعة
32 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثني علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تكرهوا أربعة
فإنها لأربعة: لا تكرهوا الزكام فإنه أمان من الجذام، ولا تكرهوا الدماميل فإنها
أمان من البرص، ولا تكرهوا الرمد فإنه أمان من العمى، ولا تكرهوا السعال فإنه
أمان من الفالج.
لأمير المؤمنين عليه السلام أربع مناقب لم يسبقه إليها عربي
33 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري القاضي قال: أخبرني محمد بن -
عبد الحميد الفرغاني قال: حدثنا أحمد بن بديل قال: حدثنا مفضل بن صالح الأسدي
عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان لعلي عليه السلام أربع مناقب
لم يسبقه إليها عربي: كان أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله: وكان صاحب رايته في
كل زحف، وانهزم الناس يوم المهراس وثبت (1) وغسله، وأدخله قبره.
34 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري (2)

(1) في النهاية في الحديث " أنه صلى الله عليه وآله عطش يوم أحد فجاءه علي عليه السلام بماء من المهراس
فعافه وغسل به الدم عن وجهه " المهراس: صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء، وقد يعمل
منها حياض للماء. وقيل: المهراس في هذا الحديث اسم ماء بأحد. قال شبل بن عبد الله
يذكر حمزة بن عبد المطلب وكان دفن بمهراس:
واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس
(2) في نسخة " محمد أبو عبد الله بن صالح ".
210

قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب (1) قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي نجيح
عن أبيه، عن ربيعة الجرشي (2) أنه ذكر عليا عليه السلام عند معاوية (3) وعنده سعد بن -
أبي وقاص (4) فقال له سعد: تذكر عليا، أما إن له مناقب أربع لان تكون لي واحدة
[منها] أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله صلى الله عليه وآله: " لأعطين الراية غدا "
وقوله صلى الله عليه وآله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقوله صلى الله عليه وآله: " من كنت مولاه فعلي
مولاه ". ونسي سعد الرابعة.
قول معاوية لابن عباس أنى لأحبك لخصال أربع مع مغفرتي لك خصالا أربعا
35 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى
ابن زكريا القطان قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا العباس
ابن الفرج قال: حدثنا أبو سلمة الغفاري قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن أبي فروة
عن عبد الملك بن مروان قال: كنا عند معاوية ذات يوم وقد اجتمع عنده جماعة من
قريش وفيهم عدة من بني هاشم، فقال معاوية: يا بني هاشم بم تفخرون علينا؟ أليس
الأب والام واحدا؟ والدار والمولد واحدا؟ فقال ابن عباس: نفخر عليكم بما أصبحت
تفخر به (5) على سائر قريش، وتفخر به قريش على [سائر] الأنصار، وتفخز به
الأنصار على سائر العرب، وتفخر به العرب على [سائر] العجم: برسول الله صلى الله عليه وآله و
بما لا تستطيع له إنكارا ولا منه فرارا، فقال معاوية: يا ابن عباس لقد أعطيت لسانا

(1) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة صدوق. (التقريب)
(2) هو ربيعة بن عمرو ويقال ابن الحارث الدمشقي وهو ربيعة بن الغاز - بمعجمة
وزاي - أبو الغاز الجرشى - بضم الجيم وفتح الراء بعدها شين معجمة.
(3) الذكر هنا بمعنى العيب أي يعيبونه ويذكرونه بالسوء كما في قوله تعالى: " قالوا
سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم "
(4) في النسخ المطبوعة " وعند سعد بن أبي وقاص ".
(5) في بعض النسخ " تفتخر " وكذا فيما يأتي.
211

ذلقا، تكاد تغلب بباطلك حق سواك، فقال ابن عباس: مه فان الباطل لا يغلب الحق،
ودع عنك الحسد فلبئس الشعار الحسد، فقال معاوية: صدقت أما والله إني لأحبك
لخصال أربع مع مغفرتي لك خصالا أربعا، فأما إني أحبك (1) فلقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله (2)
وأما الثانية فإنك رجل من أسرتي وأهل بيتي ومن مصاص (3) عبد مناف. وأما
الثالثة فأبي كان خلا لأبيك، وأما الرابعة فإنك لسان قريش وزعيمها وفقيهها.
وأما الأربع التي غفرت لك: فعدوك علي بصفين فيمن عدا، وإساءتك في خذلان
عثمان فيمن أساء، وسعيك على عائشة أم المؤمنين فيمن سعى، ونفيك عني زيادا
فيمن نفى، فضربت أنف هذا الامر وعينه حتى استخرجت عذرك من كتاب الله عز وجل
وقول الشعراء، أما ما وافق كتاب الله عز وجل فقوله " خلطوا عملا صالحا وآخر
سيئا " وأما ما قالت الشعراء فقول أخي بني ذبيان:
ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب (4)
فاعلم أني قد قبلت فيك الأربع الأولى، وغفرت لك الأربع الأخرى، و
كنت في ذلك (5) كما قال الأول:
سأقبل ممن قد أحب جميله * وأغفر ما قد كان من غير ذلكا
ثم أنصت فتكلم ابن عباس فقال بعد حمد الله والثناء عليه: وأما ما ذكرت أنك
تحبني لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله فذلك الواجب عليك وعلى كل مسلم آمن

(1) في بعض النسخ " فاما ما أحبك ".
(2) في بعض النسخ " برسول الله صلى الله عليه وآله ".
(3) الأسرة: العشيرة. والمصاص خالص كل شئ، يقال فلان مصاص قومه إذا كان
أخلصهم نسبا.
(4) من قصيدة النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر وقد سعى إليه بعض
الوشاة بأنه هجاه. وقوله " لا تلمه على شعث " من قولهم: لم الله شعث فلان أي جمع وقارب
بين شتيت أمره.
(5) في بعض النسخ " كنت فيك ".
212

بالله وبرسوله، لأنه الاجر الذي سألكم رسول الله صلى الله عليه وآله على ما آتاكم به من الضياء
والبرهان المبين، فقال عز وجل: " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1) "
فمن لم يجب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما سأله خاب وخزي وكبا (2) في جهنم، وأما ما
ذكرت أني رجل من أسرتك وأهل بيتك، فذلك كذلك وإنما أردت به صلة الرحم
ولعمري إنك اليوم وصول مما قد كان منك مما لا تثريب عليك فيه اليوم. وأما
قولك إن أبي كان خلا لأبيك فقد كان ذلك، وقد سبق فيه قول الأول:
سأحفظ من آخى أبي في حياته * وأحفظه من بعده في الأقارب
ولست لمن لا يحفظ العهد وامقا * ولا هو عند النائبات بصاحب
وأما ما ذكرت من أني لسان قريش وزعيمها وفقيهها فاني لم اعط من ذلك شيئا
إلا وقد أوتيته غير أنك قد أبيت بشرفك وكرمك إلا أن تفضلني، وقد سبق في
ذلك قول الأول:
وكل كريم للكرام مفضل * يراه له أهلا وإن كان فاضلا
وأما ما ذكرت من عدوي عليك بصفين فوالله لو لم أفعل ذلك لكنت من ألام
العالمين، أكانت نفسك تحدثك يا معاوية أني أخذل ابن عمي أمير المؤمنين وسيد -
المسلمين وقد حشد له المهاجرون والأنصار (3) والمصطفون الأخيار. ولم يا معاوية!!
أشك في ديني؟ أم حيرة في سجيتي؟ أم ضن بنفسي؟. وأما ما ذكرت من خذلان
عثمان، فقد خذله من كان أمس رحما به مني ولي في الأقربين والأبعدين أسوة،
وإني لم أعد عليه فيمن عدا بل كففت عنه كما كف أهل المروات والحجى. وأما
ما ذكرت من سعيي على عائشة فان الله تعالى أمرها أن تقر في بيتها وتحتجب بسترها
فلما كشفت جلباب الحياء وخالفت نبيها صلى الله عليه وآله: وسعنا ما كان منا إليها. وأما ما
ذكرت من نفي زياد، فاني لم أنفه بل نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال: " الولد للفراش

(1) الشورى: 23.
(2) كبا لوجهه يكبو انكب على وجهه.
(3) حشد القوم دعوا فأجابوا مسرعين.
213

وللعاهر الحجر " وإني من بعد هذا لأحب ما سرك في جميع أمورك.
فتكلم عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين والله ما أحبك ساعة قط غير أنه قد
أعطي لسانا ذربا (1) فقلبه كيف شاء، وإن مثلك ومثله كما قال الأول - وذكر بيت
شعر - فقال ابن عباس إن عمرا داخل بين العظم واللحم والعصا واللحاء (2) وقد
تكلم فليستمع فقد وافق قرنا. أما والله يا عمرو إني لأبغضك في الله وما أعتذر منه،
إنك قمت خطيبا (3) فقلت: أنا شانئ محمد، فأنزل الله عز وجل " إن شانئك هو الأبتر "
فأنت أبتر الدين والدنيا، وأنت شانئ محمد في الجاهلية والاسلام، وقد قال الله
تبارك وتعالى: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله
وقد حاددت الله ورسوله قديما وحديثا ولقد جهدت على رسول الله جهدك، وأجلبت
عليه بخيلك ورجلك حتى إذا غلبك الله على أمرك ورد كيدك في نحرك وأوهن قوتك
وأكذب احدوثتك، نزعت وأنت حسير، ثم كدت بجهدك لعداوة أهل بيت نبيه من
بعده ليس بك في [ذلك] حب معاوية ولا آل معاوية إلا العداوة لله عز وجل ولرسوله
صلى الله عليه وآله مع بغضك وحسدك القديم لأبناء عبد مناف ومثلك في ذلك كما
قال الأول:
تعرض لي عمرو وعمرو خزاية * تعرض ضبع القفر للأسد الورد
فما هو لي ند فأشتم عرضه * ولا هو لي عبد فأبطش بالعبد
فتكلم عمرو بن العاص، فقطع عليه معاوية، وقال: أما والله يا عمرو ما أنت من
رجاله فان شئت فقل وإن شئت فدع فاغتنمها عمرو وسكت، فقال ابن عباس: دعه يا معاوية
فوالله لاسمنه بميسم يبقى عليه عاره وشناره إلى يوم القيامة تتحدث به الإماء والعبيد
ويتغنى به في المجالس ويتحدث به في المحافل، ثم قال ابن عباس: يا عمرو وابتدأ

(1) الذرب: سليط اللسان، والجاد من كل شئ.
(2) اللحاء: قشرة الشجرة أو العصا مثل يضرب في المتصافيين المتحابين لا يحسن ان يدخل
الانسان بينهما بشر. وفى المثل " ولا تدخلن بين العصا ولحائها ".
(3) هذا وهم من الراوي لان الآية نزلت في أبيه العاص بن وائل السهمي.
214

في الكلام، فمد معاوية يده فوضعها على في ابن عباس، وقال له: أقسمت عليك يا
ابن عباس إلا أمسكت، وكره أن يسمع أهل الشام ما يقول ابن عباس، وكان آخر
كلامه: اخسأ أيها العبد وأنت مذموم، وافترقوا.
وجوه الذنوب أربعة
36 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير قال: ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم
في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في عصمة الامام، فاني سألته يوما عن
الامام أهو معصوم؟ فقال: نعم، فقلت: فما صفة العصمة فيه؟ وبأي شئ يعرف؟
فقال: إن جميع الذنوب [لها] أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب
والشهوة فهذه منفية عنه، لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه
لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص، ولا يجوز أن يكون حسودا لان الانسان إنما
يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه، ولا يجوز أن يغضب لشئ
من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل، فان الله عز وجل قد فرض عليه
إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عز وجل
ولا يجوز له أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل حبب
إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا، فهل
رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر، وثوبا لينا لثوب
خشن، ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية.
ثواب من حج أربع حجج
37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عمن حج أربع حجج ماله من الثواب، قال: يا منصور من حج أربع
215

حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا، وإذا مات صور الله الحج الذي حج في صورة حسنة
من أحسن ما يكون من الصور بين عينيه، تصلي في جوف قبره حتى يبعثه الله من قبره
ويكون ثواب تلك الصلاة له، واعلم أن صلاة من تلك الصلاة تعدل ألف ركعة من
صلاة الآدميين.
أربع لا يجزن في أربعة
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى عن محمد بن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان الأحمر
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لا يجزن في أربع: الخيانة والغلول والسرقة والربا،
لا يجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة.
الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تم
39 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إذا جمع للطعام أربع خصال فقد تم: إذا كان من حلال، وكثرت الأيدي عليه، وسمى الله
تبارك وتعالى في أوله، وحمد في آخره.
لولد الزنا أربع علامات
40 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن -
عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام: من لم يبال ما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان، ومن لم يبال أن يراه
الناس مسيئا فهو شرك الشيطان، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة (1) بينهما فهو

(1) أي ظلم من وتر يتر وترا وترة - أفزعه، أصابه بظلم أو مكروه، ومعنى " شرك
شيطان " أن الشيطان شرك في نطفته.
216

شرك شيطان، ومن شعف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان، ثم قال عليه السلام:
إن لولد الزنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت، وثانيها أنه يحن إلى الحرام الذي
خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء المحضر للناس ولا يسئ محضر
إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه، أو [من] حملت به أمه في حيضها.
أوصى الله عز وجل موسى عليه السلام بأربعة أشياء
41 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني (1) قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن هارون
ابن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى احفظ وصيتي لك
بأربعة أشياء: أولهن ما دمت لا ترى ذنوبك تغفر فلا تشتغل بعيوب غيرك، والثانية ما دمت
لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك، والثالثة ما دمت لا ترى زوال ملكي
فلا ترج أحدا غيري، والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.
كان لأمير المؤمنين عليه السلام إذا توجه في سرية أربع خصال
42 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن -
يزيد الجعفي، عن أبي الزبير المكي (2)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت إلى جبرئيل
عليه السلام في سبعين ألفا من الملائكة عن يمينه، وإلى ميكائيل عن يساره في سبعين

(1) هو أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي المعروف بابن عقدة أبو العباس
أمره في الجلالة أشهر من أن يعرف. وفى بعض النسخ " الميداني " وهو تصحيف.
(2) هو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي. موثق، وفى بعض النسخ
" أبى الرس " وفى بعضها " أبو الورس ". وكلاهما تصحيف.
217

ألفا من الملائكة، وإلى ملك الموت أمامه، وإلى سحابة تظله حتى يرزق حسن الظفر.
العجب لمن يفزع من أربعة كيف لا يفزع (*) إلى أربعة
43 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن
محمد ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا جماعة من
مشايخنا منهم أبان بن عثمان، وهشام بن سالم، ومحمد بن حمران، عن الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع: عجبت لمن خاف كيف
لا يفزع إلى قوله عز وجل: " حسبنا الله ونعم الوكيل " فاني سمعت الله جل جلاله يقول
بعقبها: " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " (1) وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع
إلى قوله عز وجل: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فاني سمعت الله
عز وجل يقول بعقبها: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (2) "
وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد "
فاني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: " فوقيه الله سيئات ما مكروا " (3) وعجبت
لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: " ما شاء الله لا قوة إلا
بالله " فاني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: " إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى
ربي أن يؤتين خيرا من جنتك " (4) وعسى موجبة (5).

* فزع إليه أي لجأ واستغاث. وفزع منه: خاف.
(1) آل عمران: 174.
(2) الأنبياء: 87.
(3) غافر: 44.
(4) الكهف: 39.
(5) يعنى كلمة " عسى " في الآية للايجاب والاثبات لا للترجي أو الاشفاق. والظاهر
أنه من كلام المصنف.
218

أربعة كتموا الشهادة لأمير المؤمنين (ع) بالولاية فاستجاب الله
عز وجل دعاءه عليهم
44 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن
الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان،
عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود - زياد بن المنذر - عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى
عليه، ثم قال: أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله
منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد
البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من
كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك
ببرص لا تغطيه العمامة، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
" من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى
يذهب بكريمتيك (1)، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
" من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي
اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه.
قال: جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص
يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول:
الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم
يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن
يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على

(1) يعنى عينيك.
219

باب منزله، فمات ميتة جاهلية. وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات
بها ومنها كان هاجر.
ما فيه الأمان من أربع خصال في الدنيا والكلمات الأربع للآخرة
45 حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني بسمرقند في منزله
قال: حدثنا أبو محمد بندار بن إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا
داود بن داود قال: حدثنا أبو هرمز نافع بن عبد الله الخراساني قال: سمعت عطاء بن
أبي رباح يحدث، عن عبد الله بن عباس قال: قدم قبيصة بن مخارق الهلالي (1) على
رسول الله صلى الله عليه وآله فسلم عليه ورحب به، ثم قال: ما جاء بك يا قبيصة؟ قال: يا رسول الله
كبرت سني، وضعفت قوتي، وهنت على أهلي، وعجزت عن أشياء قد كنت
أحملها فعلمني كلمات ينفعني الله بهن وأوجز، فاني رجل نسي (2)، فقال له:
كيف قلت يا قبيصة؟ فأعاده، ثم قال له: كيف قلت؟ فأعاده، ثم قال له: كيف قلت؟
فأعاده، فقال: ما بقي حولك حجر ولا شجر ولا مدر إلا و [قد] بكى رحمة لك، يا قبيصة
احفظ عني: أما لدنياك فقل: ثلاث مرات إذا صليت الغداة " سبحان الله وبحمده،
سبحان الله العظيم وبحمده [و] لا حول ولا قوة إلا بالله " فإنك إذا قلتهن آمنت من عمى
وجذام وبرص وفالج، وأما لآخرتك فقل " اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من
فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركاتك " قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله
يقولهن وقبيصة يعقد عليهن أصابعه، فقال أبو بكر وعمر: إن خالك هذا (3) يا
رسول الله لشد ما عقد عليهن أصابعه يعني على الكلمات الأربع - فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إن وافى بهن يوم القيامة لم يدعهن متعمدا فتح له أربعة أبواب

(1) هو قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة البصري وفد
على النبي صلى الله عليه وآله. ومخارق بضم الميم وتخفيف المعجمة.
(2) بفتح النون وكسر السين والياء المشددة: الكثير النسيان.
(3) أي صاحبك، من قولهم " أنا خال هذا الفرس " أي صاحبه.
220

من الجنة يدخل من أيها شاء. قال: نافع فحدثت بهذا الحديث جارا لي جليسا للحسن (1)
فحدث به الحسن فقال له: أتيني به، فأتيته فسألني عن الحديث فحدثته فقال: ما
أغلى حديثك هذا يا خراساني عندي وأرخصه عندك، والله لقد أوطئ رجل راحلته
حتى قدم على صاحب الحديث وهو والي مصر فقال: إني لم آتك لشئ مما في يدك، ثم
سأله عن الحديث ثم انصرف (2).
أربعة من الوسواس
46 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: أربعة من الوسواس: أكل الطين، وفت
الطين (3)، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية.
أربعة لا يشبعن من أربعة
47 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر، والعين من النظر،
والأنثى من الذكر، والعالم من العلم.
48 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن -
أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال:
حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال:

(1) الظاهر هو الحسن البصري.
(2) أورده المصنف في الأمالي المجلس الثالث عشر بسند آخر مع اختلاف في المتن
(3) فت الشئ أي كسره.
221

حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للشامي الذي سأله عن
المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من أربعة، أرض من مطر (1) وأنثى من ذكر
وعين من نظر، وعالم من علم (2).
أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الأعظم
49 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: سعد بن -
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن -
أبي المقدام، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن
فيه كان في نور الله الأعظم: من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله،
ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال:
الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه.
أربع خصال من كن فيه كمل اسلامه
50 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أربع من كن فيه
كمل إسلامه ومحصت عنه ذنوبه (2) ولقى ربه عز وجل وهو عنه راض: من وفى لله
عز وجل بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل
قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله.

(1) كذا.
(2) لأنه إذا ذاق اسراره وخاض بحاره صار عنده أعظم اللذات وبمنزلة الأقوات
وعبر بعالم دون انسان أو رجل لان العلم صعب على المبتدىء (السراج المنير).
(2) محص الشئ: نقصه بالشد - يقال: محص الله عن فلان ذنوبه أي نقصها و
طهره منها.
222

أربع كلمات حكم
51 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جعفر باسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس
للبحر جار، ولا للملك صديق، ولا للعافية ثمن، وكم من منعم عليه وهو لا يعلم.
أربع خصال بأربعة أبيات في الجنة
52 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ من أنفق ولم يخف فقرا، وأنصف
الناس من نفسه، وأفشى السلام في العالم، وترك المراء وإن كان محقا.
أربع خصال من كن فيه بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة
53 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في
الجنة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه.
من سلم من أربع خصال فله الجنة
54 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر
قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن أبي الحسن
الفارسي، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلم من أمتي من أربع خصال فله الجنة: من الدخول
في الدنيا، واتباع الهوى، وشهوة البطن، وشهوة الفرج. ومن سلم من نساء أمتي
223

من أربع خصال فلها الجنة: إذا حفظت [ما] بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلت
خمسها، وصامت شهرها.
أربعة ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة
55 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: أربعة ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث
لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا.
أربع خصال لا تبتلى الشيعة بها
56 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع: بأن يكونوا لغير
رشدة (1) أو أن يسألوا بأكفهم، أو أن يؤتوا في أدبارهم، أو أن يكون فيهم أخضر
أزرق (2).

(1) في النهاية في الحديث " من ادعى ولدا لغير رشدة فلا يرث ولا يورث " يقال: هذا
ولد رشدة - بكسر الراء وسكون المعجمة - إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده:
ولد زنية بالكسر أيضا. ونقل عن الأزهري أن الفتح في رشدة وزنية أفصح.
(2) الأخضر ما فيه لون الخضرة وقد يطلق على الأسود. وقال في منتهى الإرب:
أزرق گربه چشم ونابينا. وفى الأقرب " العدو الأزرق " قيل معناه الخالص العداوة من
زرقة الماء وهي خلوصه وصفاؤه، وقيل معناه الشديد العداوة لان زرقة العيون غالبة في الروم
والديلم وبينهم وبين العرب عداوة شديدة، ثم لما كثر ذكرهم إياهم بهذه الصفة سمى كل
عدو بذلك وان لم يكن أزرق العين، انتهى. أقول: وعلى هذا فيكون كناية عمن تكون عداوة
العرب جبلته وان لم يكن أزرق العين.
224

أربع خصال من كن فيه كان في كنف الله عز وجل
57 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن
ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه
نشر الله عليه كنفه وأدخله الجنة في رحمته: حسن خلق يعيش به في الناس، ورفق بالمكروب
وشفقة على الوالدين، وإحسان إلى المملوك.
ان الله عز وجل اختار من كل شئ أربعة
58 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثني أبي قال:
حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي
عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة: اختار من الملائكة جبرئيل و
ميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، واختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم و
داود وموسى وأنا، واختار من البيوتات أربعة، فقال: " إن الله اصطفى آدم ونوحا
وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ". واختار من البلدان أربعة فقال عز وجل
والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين " فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس
وطور سينين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكة، واختار من النساء أربعا: مريم وآسية
وخديجة وفاطمة، واختار من الحج أربعة: الثج والعج والاحرام والطواف، فأما
الثج فالنحر، والعج ضجيج الناس بالتلبية. واختار من الأشهر أربعة: رجب وشوال
وذو القعدة وذو الحجة. واختار من الأيام أربعة: يوم الجمعة، ويوم التروية، ويوم
عرفة، ويوم النحر.
أربع خصال يتولد منها الغم
59 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري بإسناده يرفعه إلى
225

أبي عبد الله عليه السلام قال: اغتم أمير المؤمنين عليه السلام يوما فقال: من أين أتيت فما أعلم أني
جلست على عتبة باب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي
ووجهي بذيلي.
أربع خصال لا تزال في أمة محمد صلى الله عليه وآله
60 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه
عن الحسن بن [أبي] الحسين الفارسي، عن سليمان بن حفص البصري، عن عبد الله بن -
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر بن -
محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة لا تزال في أمتي
إلى يوم القيامة: الفخر بالأحساب (1) والطعن في الأنساب (2) والاستسقاء بالنجوم (3)
والنياحة (4) وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من
قطران ودرع من جرب.
بنى الجسد على أربعة أشياء
61 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن درست، عن أبي الأصبغ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بني الجسد
على أربعة أشياء [على] الروح والعقل، والدم والنفس فإذا خرج الروح تبعه
العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل وبقي الدم والنفس.

(1) أي الشرف بالإباء والتعاظم بمناقبهم بان يقول أنا ابن فلان العالم أو فلان الأمير.
(2) أي الوقوع فيها بنحو قدح وذم كأن يقول لغيره لست ابن فلان أوليس فلان شريفا.
(3) أي اعتقاد أن نزول المطر بنجم كذا.
(4) يعنى النياحة بالباطل أو بالتغني ورفع الصوت بندب الميت وتعديد شمائله و
انعقاد مجلس يجتمعون فيه وينوحون على الميت وهو غير ما هو المرسوم اليوم من انعقاد مجلس
الترحيم للميت، الذي يجتمعون الناس فيه لتسلية المصاب فهو مستحب كما في جملة من الاخبار.
226

قوام الانسان وبقاؤه بأربعة، والنيران أربعة
62 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار
قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوام الانسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء،
فبالنار يأكل ويشرب، وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة
الطعام والشراب، فلولا النار في معدته لما هضمت الطعام والشراب، ولولا أن النور في
بصره لما أبصر ولا عقل، ولولا الريح لما التهبت نار المعدة، ولولا الماء لم يجد لذة
الطعام والشراب. قال: وسألته عن النيران، فقال: النيران أربعة: نار تأكل وتشرب،
ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالنار التي تأكل
وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان، والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب
ولا تأكل فنار الشجرة، والتي لا تأكل ولا تشرب فنار القداحة والحباحب (1).
أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق
63 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
قال: روى الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى المروزي، عن أبي الحسن
الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب
كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء (2)، واتيان باب السلطان، وطلب
الصيد.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب أربع قبائل ويبغض أربع قبائل
64 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن -
عيسى بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن أبيه، عن جده،

(1) ذباب في ذنبه شعاع يطير في الليل.
(2) البذاء - بالفتح والمد - الفحش.
227

عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحب أربع قبائل: كان يحب الأنصار، و
عبد القيس، وأسلم، وبني تميم، وكان يبغض بني أمية، وبني حنيف وبني ثقيف و
بني هذيل وكان عليه السلام يقول: لم تلدني أمي بكرية ولا ثقفية، وكان عليه السلام يقول: في
كل حي نجيب إلا في بني أمية (1).
أربع خصال يمتن القلب
65 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء - يعني
محادثتهن - ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير [أبدا]، ومجالسة
الموتى، فقيل له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما الموتى؟ قال كل غني مترف.
لا تخلو الأرض من أربعة من المؤمنين
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أحدهما عليهما السلام قال:
ليس تخلو الأرض من أربعة من المؤمنين، وقد يكونون أكثر، ولا يكونون أقل من
أربعة، وذلك أن الفسطاط لا يقوم إلا بأربعة أطناب، والعمود في وسطه.
أربع خصال يستغنى بها عن الطب (2)
67 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى
ابن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عثمان بن عبيد
قال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي (3) قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الإصبع بن -

(1) يحمل على الغالب لان الغالب فيهم عداوة بني هاشم.
(2) في بعض النسخ " بها يستغنى عن الطبيب ".
(3) هدبة - بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة - أبو خالد البصري ثقة عابد.
228

نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام: يا بني ألا أعلمك
أربع خصال تستغني بها عن الطب، فقال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على
الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت
فاعرض نفسك على الخلاء. فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (1).
أربع خصال لا تكون في مؤمن
68 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن أحمد بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان،
عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع خصال لا تكون في مؤمن:
لا يكون مجنونا، ولا يسأل عن أبواب الناس (2) ولا يولد من الزنا، ولا ينكح في دبره.
أخذ الله عز وجل ميثاق المؤمن على أربعة
69 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام
قال: أخذ الله عز وجل ميثاق المؤمن على أن لا يقبل قوله، ولا يصدق حديثه، ولا
ينتصف من عدوه، ولا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه لان كل مؤمن ملجم.
لا ينفك المؤمن من أربع خصال
70 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن مالك، عن مسمع بن مالك، عن
سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال أربع: من
جار يؤذيه، وشيطان يغويه، ومنافق يقفو أثره، ومؤمن يحسده، ثم قال: يا سماعة
أما إنه أشدهم عليه، قلت: كيف ذاك؟ قال: إنه يقول فيه القول فيصدق عليه.

(1) في بعض النسخ " عن الطبيب ".
(2) في بعض النسخ " على أبواب الناس ".
229

أربعة أسرع شئ عقوبة
71 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد (1)، عن سعيد بن الحسن بن الحصين، عن موسى
ابن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: أربعة أسرع شئ عقوبة رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه إساءة، ورجل
لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر، فمن أمرك الوفاء له ومن أمره
الغدر بك، ورجل يصل قرابته ويقطعونه.
72 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد
ابن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن -
أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله:
أنه قال في وصيته له: يا علي أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك
بالاحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر
فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه، ثم قال عليه السلام: يا علي من استولى
عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا الا خرب
73 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد
ابن أحمد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن الحصين (2)، عن موسى بن -
القاسم البجلي باسناده يرفعه إلى علي عليه السلام قال: أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا إلا

(1) الظاهر هو أحمد بن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران، وأما سعيد بن
الحسن فلم أجده ويأتي تحت رقم 73 رواية أحمد عن الحسين بن الحصين ولم أجده.
(2) كذا ولم أجده وتقدم الكلام فيه.
230

خرب ولم يعمر: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنا.
الأشياء التي كل واحدة منها على أربعة
74 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال جميعا، عن علي بن أسباط
عن الحسن بن زيد قال: حدثني محمد بن سالم، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن -
نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل
والجهاد.
والصبر على أربع شعب: على الشوق، والاشفاق، والزهد، والترقب. فمن اشتاق
إلى الجنة سلا عن الشهوات (1) ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد
في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات (2).
واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة (3) وتأول الحكمة، وموعظة العبرة،
وسنة الأولين، فمن تبصر في الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة
ومن عرف العبرة فكأنما عاش في الأولين.
والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم، وغمرة العلم، وزهرة الحكمة، و
روضة الحلم (4)، فمن فهم فسر جمل العلم، ومن علم شرح غرائب الحكم، ومن كان

(1) أي ترك الشهوات ونسيها.
(2) في بعض النسخ " سارع إلى الخيرات ".
(3) التبصرة: مصدر باب التفعيل. والفطنة: الحذق وجودة الفهم. وتأول الحكمة
يعنى الاستدلال على الأشياء بالبراهين المحكمة، وموعظة العبرة أي الاتعاظ بها.
(4) الغائص من الغوص وهو الدخول تحت الماء لاخراج اللؤلؤ وغيره. غائص الفهم
من باب إضافة الصفة إلى الموصوف والفهم الغائص ما يهجم على الشئ فيطلع على ما هو عليه
كمن يغوص على الدر واللؤلؤ. وغمرة العلم كثرته. والزهرة - بالفتح - البهجة والغضارة
والإضافة من باب لجين الماء وكذا في روضة الحلم.
231

حليما (1) لم يفرط في أمر يلبسه في الناس (2).
والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في
المواطن وشنآن الفاسقين (3) فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر
أرغم أنف المنافق (4) ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنأ الفاسقين و
غضب لله عز وجل غضب الله له، فذلك الايمان ودعائمه وشعبه.
والكفر على أربع دعائم: على الفسق، والعتو (5)، والشك، والشبهة.
والفسق على أربع شعب: على الجفاء، والعمى، والغفلة، والعتو.
فمن جفا حقر الحق، ومقت الفقهاء، وأصر على الحنث العظيم، ومن عمى
نسي الذكر واتبع الظن، وألح عليه الشيطان، ومن غفل غرته الأماني، وأخذته
الحسرة إذا انكشف الغطاء، وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب، ومن عتا عن أمر الله (6)
تعالى الله عليه. ثم أذله بسلطانه، وصغره بجلاله كما فرط في جنبه، وعتا عن أمر ربه
الكريم.
والعتو (7) على أربع شعب: على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق. فمن

(1) في أكثر النسخ " حكيما ".
(2) في بعض النسخ " في أمر يليه في الناس "، وفى بعضها " في أمره يليه " وفى
بعضها " في أمره ببلية " وفى بعضها " في أمره ثلاثة في الناس " والكل مصحف ولعل الصواب
كما في المجالس والأمالي والتحف والكافي " لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا ".
(3) الشنآن - بالتحريك -: البغض، وهذا هو المرتبة الأولى من النهى عن المنكر.
(4) ارغام الانف كناية عن الاذلال وأصله الصاق الانف بالرغام وهو التراب.
(5) الظاهر أنه تصحيف من النساخ لان العتو مذكور في شعب الفسق. والصواب
" الغلو " كما في الكافي وغيره.
(6) في الكافي " ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه " أي استولى عليه
وأذله بتمكنه وقدرته.
(7) تقدم أن الصواب " الغلو ".
232

تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات، فلم تحتبس عنه فتنة إلا غشيته
أخرى، وانخرق دينه، فهو يهيم في أمر مريج (1) ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل (2)
وذاقوا وبال أمرهم، وساءت عنده الحسنة، وحسنت عنده السيئة، ومن ساءت عليه
الحسنة أعورت عليه طرقه (3) واعترض عليه أمره (4) وضاق [عليه] مخرجه، وحري
أن ترجع من دينه، ويتبع غير سبيل المؤمنين.
والشك على أربع شعب: على الهول، والريب، والتردد، والاستسلام [فمن
جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله] (5) فبأي آلاء ربك يتمارى المتمارون (6) فمن هاله
ما بين يديه نكص على عقبيه (7)، ومن تردد في الريب سبقه الأولون، وأدركه
الآخرون، وقطعته سنابك الشياطين (8)، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك
فيما بينهما ومن نجا فباليقين.
والشبهة على أربع شعب: على الاعجاب بالزينة، وتسويل النفس، وتأول

(1) هام يهيم على وجهه ذهب لا يدرى أين يتوجه. واصل المرج الخلط، والمرج
الاختلاط يقال: أمرهم مريج أي مختلط مضطرب.
(2) أي الضعف والجبن وفى الكافي " شهر بالعتل ".
(3) أي صارت له مسالك دينه أعور بلا علم يهتدى به وفى أكثر النسخ " اعتورت عليه
طرقه ". وما اخترناه موافق لما في الكافي. وفى بعض نسخ الكافي " أوعرت " أي صعبت.
(4) أي يحول بينه وبين الوصول إلى مقصوده.
(5) ما بين القوسين ليس في البحار ولا بعض نسخ الخصال. والديدن الدأب والعادة.
(6) في الكافي " وهو قول الله عز وجل: فبأي ألاء ربك تتمارى " والممارات: المجادلة
على مذهب الشك وشعبه.
(7) الهول: الخوف من الحق. و " نكص " أي رجع عما كان عليه.
(8) السنبك - كقنفذ -: ضرب من العدو وطرف الحافر وهو كناية عن استيلاء الشيطان
وجنوده عليه.
233

الفرج (1) وتلبس الحق بالباطل، وذلك بأن الزينة تزيل على البينة (2) وأن تسويل
النفس يقحم على الشهوة، وإن الفرج (3) يميل ميلا عظيما، وإن التلبس ظلمات
بعضها فوق بعض، فذلك الكفر ودعائمه وشعبه.
والنفاق على أربع دعائم: على الهوى، والهوينا، والحفيظة، والطمع.
والهوى على أربع شعب: على البغي، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن
بغي كثرت غوائله وعلاته، ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه، ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل
نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له.
وشعب الهوينا: الهيبة، والغرة، والمماطلة والأمل، وذلك لان الهيبة ترد
على دين الحق (4)، وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الامل علم
الانسان حسب ما هو فيه، ولو علم حسب ما هو فيه مات من الهول والوجل (5).
وشعب الحفيظة: الكبر، والفخر، والحمية، والعصبية، فمن استكبر أدبر،
ومن فخر فجر، ومن حمى أضر، ومن أخذته العصبية جار، فبئس الامر أمر بين
الاستكبار والادبار، وفجور وجور.
وشعب الطمع أربع: الفرح، والمرح، واللجاجة، والتكاثر، فالفرح
مكروه عند الله عز وجل، والمرح خيلاء، واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبائل

(1) كذا ولعل الصواب " تأول العوج " كما في الكافي وقال المولى صالح المازندراني:
التأول هنا بمعنى التأويل أي تأويل العوج وتغييره بوجه يخفى عوجه ويبرز استقامته فيظن
أنه مستقيم كما فعله أهل الخلاف في كثير من أحاديثهم الموضوعة.
(2) تزيل من الإزالة و " على " للمجاوزة بمعنى " عن " أي تصرفه عن الحجة والدليل.
(3) تقدم الكلام فيه.
(4) في الكافي " لان الهيبة ترد عن الحق ".
(5) الحسب - بالتحريك -: القدر والعدد. والوجل: الخوف، وفى الكافي " مات
خفاتا من الهول والوجل " والخفات بضم المعجمة -: الموت فجأة.
234

الآثام، والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فذلك النفاق
ودعائمه وشعبه.
كتب نجدة الحروري (1) إلى ابن عباس يسأله عن أربعة أشياء
75 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد، وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن
حماد بن عثمان الناب، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن أربعة أشياء هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغزو
بالنساء؟ وهل كان يقسم لهن شيئا؟ وعن موضع الخمس، وعن اليتيم متى ينقطع
يتمه؟ وعن قتل الذراري. فكتب إليه ابن عباس أما قولك في النساء فان رسول الله
صلى الله عليه وآله كان يحذيهن (2) ولا يقسم لهن شيئا، وأما الخمس فانا نزعم أنه
لنا، وزعم قوم أنه ليس لنا فصبرنا، فأما اليتيم فانقطاع يتمه أشده وهو الاحتلام
إلا أن لا تؤنس منه رشدا فيكون عندك سفيها أو ضعيفا فيمسك عليه وليه، وأما الذراري
فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله يقتلها، وكان الخضر عليه السلام يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت
تعلم منهم ما يعلم الخضر فأنت أعلم.
العلامات في الشيب في أربعة مواضع
76 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان الجعفري،
عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشيب في مقدم
الرأس يمن، وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفا شوم.

(1) نجدة بن عامر الحروري رجل من الخوارج.
(2) أي يعطيهن شيئا ما، ولم يحرمهن من الغنيمة. وفى بعض النسخ " يخرج بهن ".
235

الناس أربعة
77 - حدثني أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله،
عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي بإسناده يرفعه إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال: الناس
أربعة: فمنهم من له خلق ولا خلاق له، ومنهم من له خلاق ولا خلق له، ومنهم من
لا خلق ولا خلاق له، وذلك [من] شر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذلك خير
الناس (1).
بين الحق والباطل أربع أصابع
78 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن كرام، عن ميسر
ابن عبد العزيز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول: سئل أمير المؤمنين عليه السلام: كم بين
الحق والباطل؟ فقال: أربع أصابع، ووضع أمير المؤمنين عليه السلام يده على اذنه وعينيه
فقال: ما رأته عيناك فهو الحق وما سمعته أذناك فأكثره باطل.
كنز اليتيمين أربع كلمات
79 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد
ابن عبد الحميد العطار قال: حدثنا العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " وكان تحته كنز لهما (2) " قال: والله ما كان من

(1) في النهاية: الخلق - بضم اللام وسكونها - الدين والطبع والسجية، وحقيقيته
أنه لصورة الانسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق - بفتح الخاء -
لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب مما يتعلقان
بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الأحاديث
في مدح حسن الخلق في غير موضع انتهى. والخلاق: النصيب.
(2) الكهف: 81.
236

ذهب ولا فضة وما كان إلا لوحا فيه كلمات أربع: إني أنا الله لا إله إلا أنا، ومحمد رسولي،
عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه، وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه،
وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطئ الله في رزقه، وعجبت لمن يرى النشأة الأولى
كيف ينكر النشأة الأخرى.
أربعة لا يسلم عليهم
80 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على أربعة: على السكران في سكره، وعلى من يعمل
التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب بالأربعة عشر، وأنا أزيدكم الخامسة
أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج (1).
أربعة يضئن الوجه
81 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
محمد بن أحمد، عن حمدان بن سليمان، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن -
أحمد الادمي، عن أحمد بن محمد بن مسلمة، عن زياد بن بندار، عن عبد الله بن سنان قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام أربع يضئن الوجه: النظر إلى الوجه الحسن، والنظر إلى الماء
والنظر إلى الخضرة، والكحل عند النوم.

(1) قال العلامة المجلسي في المرآة قال في المسالك: مذهب الأصحاب تحريم اللعب
بآلات القمار كلها من النرد والشطرنج والأربعة عشر وغيرها، ووافقهم على ذلك جماعة
من العامة منهم أبو حنيفة ومالك وبعض الشافعية ورووا عن النبي صلى الله عليه وآله روايات،
وفسروا الأربعة عشر بأنها قطعة من خشب فيها حفر في ثلاثة أسطر ويجعل في الحفر حصا
صغارا يلعب بها.
237

أحب الصحابة إلى الله عز وجل أربعة
82 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي بن سيف، عن
أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن موسى، عن رجل من بني نوفل بن المطلب، عن أبيه،
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب الصحابة إلى الله عز وجل
أربعة، وما زاد قوم على سبعة إلا زاد لغطهم (1).
تحرم النار على أربعة يوم القيامة
83 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟
قيل: بلى يا رسول الله، قال: الهين اللين القريب السهل.
أربعة القليل منها كثير
84 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن صالح يرفعه باسناده قال (2):
أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير، والنوم القليل منه كثير، والمرض
القليل منه كثير، والعداوة القليل منها كثير.
المبادرة بأربع قبل أربع
85 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني يعقوب
ابن يزيد، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن مسلم

(1) اللغط - بالتحريك - الصوت والجلبة أو أصوات مبهمة لا تفهم. وسيأتي بيان
الحديث في هذا الباب في الخبر الذي تحت رقم 126.
(2) كذا.
238

السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك،
وحياتك قبل مماتك.
86 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن -
الحسين، قال حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن -
صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال في وصيته له: يا علي بادر بأربع قبل أربع بشبابك قبل هرمك، وصحتك
قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.
علم الناس كلهم موجود في أربع
87 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: وجدت علم الناس كلهم في أربع أولها أن تعرف ربك، والثاني
أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك
من دينك.
يلزم الحق للأمة في أربع
88 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني (1) علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يلزم الحق لامتي في أربع:
يحبون التائب، ويرحمون الضعيف، ويعينون المحسن، ويستغفرون للمذنب.

(1) في بعض النسخ " حدثني ".
239

الجهاد على أربعة أوجه
89 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال، سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان
فرض، وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض، وجهاد سنة، فأما أحد الفرضين فمجاهدة
الرجل نفسه عن معاصي الله عز وجل، وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من
الكفار فرض، وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض: فإن مجاهدة العدو
فرض على جميع الأمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب، وهذا هو من عذاب الأمة
وهو سنة على الامام أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم. وأما الجهاد الذي هو سنة
فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من
أفضل الأعمال لأنه أحيا سنة (1) قال النبي صلى الله عليه وآله: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر
من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شئ.
للعبد أربع أعين
90 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال في حديث طويل يقول فيه: ألا إن للعبد أربع أعين: عينان
يبصر بهما أمر دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا
فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته (2) وإذا أراد به غير ذلك ترك
القلب بما فيه.

(1) في بعض النسخ " احياء سنة ".
(2) في بعض النسخ " وأمر آخرته ".
240

أربع خصال أفضل من كل شئ
91 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان
ابن داود، عن سفيان بن نجيح (1) عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام:
أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد
شيئا أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق
في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل في كل حال (2).
النساء أربع
92 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي
رضي الله عنه، عن جده الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل
ابن أبي زياد [السكوني]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع (3)
وغل قمل.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: " جامع مجمع " أي كثير الخير مخصبة.
و " ربيع مربع " التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر. و " كرب مقمع " أي سيئة
الخلق مع زوجها، و " غل قمل " أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من
جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ أن يحل (4) منه شئ، وهو مثل للعرب.

(1) كذا ولم أجده والمحتمل هو ابن عيينة فصحف لما في طريقه في المشيخة سليمان
ابن داود عنه. وفى بعض النسخ " عن أبي عبد الله عليه السلام ".
(2) في بعض النسخ " على كل حال ".
(3) رواه الكليني في الكافي بسند عن أمير المؤمنين كما في المتن وبسند آخر عن الصادق
عليه السلام وفيه " خرقاء مقمع " وامرأة خرقاء أي قليلة العقل.
(4) كذا في المعاني ص 317 وفى الفقيه " يحذر " وفى نسخة منه " يحل ".
241

أربع خصال من سنن المرسلين
93 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من سنن المرسلين:
العطر، والنساء (1)، والسواك، والحناء.
أربعة لا تقبل لهم صلاة
94 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن بقاح
عن زكريا بن محمد، عن عبد الملك بن [أبي] عمير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة لا تقبل
لهم صلاة: الامام الجائر، والرجل يؤم القوم وهم له كارهون، والعبد الآبق من مواليه
من غير ضرورة، والمرأة تخرج من بيت زوجها بغير إذنه.
إذا فشت أربعة ظهرت أربعة
95 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي رضي الله عنه، عن جده الحسن
ابن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير
الهاشمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا
ظهرت الزلازل، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، وإذا جار الحاكم في القضاء
أمسكت القطر من السماء، وإذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين.
أربع من علامات الشقاء
96 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -

(1) أي من سنن غالب الرسل ولا فعيسى ويحيى عليهما السلام لم يتزوجا.
242

الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
علامات الشقاء جمود العين (1) وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الرزق، والإصرار
على الذنب.
97 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا
أبو يزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الصالح التميمي، عن أبيه قال: حدثني أنس
ابن محمد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب
وبعد الامل (2)، وحب البقاء.
جمع الله عز وجل الكلام لآدم عليه السلام في أربع كلمات
98 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت،
عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن يوسف بن عمران، عن
ميثم بن يعقوب بن شعيب (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى
آدم عليه السلام أني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات، قال: يا رب وما هن؟ قال:
واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين -

(1) أي قلة الدمع، وإنما كان مذموما لأنه يدل على قسوة القلب وعدم الخشية منه
تعالى وعطف قسوة القلب عليه من باب عطف السبب على المسبب.
(2) أصل الامل لازم لبقاء نظام الوجود إذ لولاه لما أرضعت والدة ولدها ولا غرس
شخص شجرة ولا يتعب التاجر نفسه لربح وإنما المذموم بعده لأنه يقتضى الحرص على الدنيا
وجمعها وعدم التوجه لما ينفع في الآخرة، ولذلك أناط الحكم ببعده وطوله.
(3) كذا وفى الكافي ج 2 ص 146 " عن يوسف بن عمران بن ميثم، عن يعقوب بن -
شعيب " وفى البحار نقلا عن الخصال " عن يوسف بن عمران، عن ميثم، عن يعقوب بن -
شعيب ".
243

الناس، فقال: يا رب بينهن لي حتى أعلمهن، فقال: أما التي لي فتعبدني [و] لا تشرك
بي شيئا، وأما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه (1) وأما التي بيني وبينك
فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضاه لنفسك.
99 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وأحمد بن محمد بن الهيثم العجلي، ومحمد
ابن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال:
حدثنا موسى بن إسحاق قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثنا صالح بن -
بشير أبو بشر المري (2) قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال: قال رسول -
الله صلى الله عليه وآله فيما يروي عن ربه جل جلاله أنه قال: أربع خصال واحدة لي، وواحدة
لك وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي، فأما التي لي فتعبدني
[و] لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني
وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فأن ترضى لهم
ما ترضى لنفسك. ولم يذكر آدم في هذا الحديث.
النهى عن مصادقة أربعة ومؤاخاتهم
100 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يوسف أخي أحمد بن يوسف بن القاسم الكاتب،
عن حنان بن سدير الصيرفي، عن سدير الصيرفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا تقارن ولا
تواخ أربعة: الأحمق والبخيل والجبان والكذاب، أما الأحمق فإنه يريد أن ينفعك
فيضرك، وأما البخيل فإنه يأخذ منك ولا يعطيك، وأما الجبان فإنه يهرب عنك وعن
والديه، وأما الكذاب فإنه يصدق ولا يصدق.
يؤجر في العلم أربعة
101 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي

(1) في بعض النسخ " فأجازيك بعملك ".
(2) هو صالح بن بشير بن وادع البصري المعروف بالمري قاص. " وأبو بشير المزني "
كما في النسخ تصحيف.
244

الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه عليهما السلام قال: العلم خزائن والمفاتيح السؤال فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر في العلم
أربعة: السائل، والمتكلم، والمستمع، والمحب لهم.
لا يماكس في أربعة أشياء
102 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بإسناده
يرفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لا يماكس في أربعة أشياء: في الأضحية، والكفن
وثمن النسمة، والكرى إلى مكة.
103 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال:
حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي،
عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد [عن
أبيه] عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي لا تماكس في أربعة
أشياء: في شراء الأضحية، والكفن، والنسمة، والكرى إلى مكة.
أربع خصال تحدث في الرقيق خيار سنة
104 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى قال: كان ابن فضال يروي عن
أبي الحسن الثاني عليه السلام في أربعة أشياء خيار سنة: الجنون، والجذام، والبرص،
والقرن (1).
خير المال أربعة أشياء
105 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى

(1) القرن - بسكون الراء -: شئ يكون في فرج المرأة كالسن يمنع من الوطي
245

العطار قال: حدثني محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي
عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدى
حقه يوم حصاده، قيل: فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها
مواضع القطر (1) يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، قيل: فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر
تغدو بخير وتروح بخير (2)، قيل: فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في الوحل
والمطعمات في المحل (3)، نعم الشئ النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس
شاهقة (4) اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها (5)، قيل: يا رسول الله
فأي المال بعد النخل خير؟ فسكت فقال له رجل: فأين الإبل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء
والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم (6)
أما إنها لا تعدم الأشقياء الفجرة.
106 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
أبي عبد الله الكوفي، عن صالح بن أبي حماد قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن أبيه،
عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:

(1) الباء للتعدية أو للمصاحبة أو للسببية أي يتبع لغنمه مواضع قطر السماء ونزول
المطر، فإذا رأى ماء وعشبا نزل هناك.
(2) أي تأتى بلبن غدوا ورواحا، والخير كل ما يرغب فيه ويكون نافعا.
(3) يعنى بالراسيات النخيل التي نشبت عروقها في الوحل وهو الطين وثبتت فيه وهي تطعم
أي تثمر في المحل والمحل في الأصل انقطاع المطر والمراد هنا القحط والغلاء والتخصيص
بها لأنها تحمل العطش أكثر من سائر الأشجار.
(4) الشاهق: المرتفع من الجبال والأبنية وغيرها.
(5) أي غير أن يخلف مكانها مثله والا صار ثمنه كالرماد في يوم عاصف.
(6) الأشأم: الشمال ومنه قولهم لليد الشمال " الشؤمى " تأنيث الأشأم. ويريد
بخيرها لبنها، لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر.
246

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغنم إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت
أقبلت وإذا أدبرت أدبرت، والإبل أعنان الشياطين (1) إذا أقبلت أدبرت وإذا أدبرت
أدبرت، ولا يجئ خيرها إلا من الجانب الأشأم، قيل: يا رسول الله فمن يتخذها
بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة. قال صالح: وأنشد إسماعيل بن مهران:
هي المال لولا قلة الخفض حولها * فمن شاء داراها ومن شاء باعها
أربع صلوات يصليها الرجل في كل ساعة
107 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أربع صلوات
يصليها الرجل في كل ساعة: صلاة فاتتك فمتى ذكرتها أديتها، وصلاة ركعتي طواف
الفريضة، وصلاة الكسوف، والصلاة على الميت، هؤلاء يصليهن الرجل في الساعات
كلها.
القضاة أربعة
108 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن -
أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: القضاة أربعة: قاض قضى بالحق وهو لا يعلم
أنه حق فهو في النار، وقاض قضى بالباطل وهو لا يعلم أنه باطل فهو في النار، وقاض
قضى بالباطل وهو يعلم أنه باطل فهو في النار، وقاض قضى بالحق وهو يعلم أنه حق
فهو في الجنة.
يجبر الرجل على نفقة أربعة
109 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى

(1) الأعنان: النواحي. كأنه قال: إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي الشيطان في
اخلاقها وطبايعها. (النهاية).
247

العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن -
المغيرة، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: من الذي أجبر عليه وتلزمني نفقته؟
قال: الوالدان، والولد، والزوجة.
ملوك الأنبياء في الأرض أربعة
110 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن هشام
ابن سالم، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث الأنبياء
ملوكا في الأرض إلا أربعة بعد نوح: ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان،
ويوسف عليهم السلام فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، وأما داود فملك ما بين الشامات
إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، وأما يوسف فملك مصر وبراريها [و] لم
يجاوزها إلى غيرها.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: جاء هذا الخبر هكذا، والصحيح الذي
أعتقده في ذي القرنين أنه لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله و
نصح لله فنصحه الله، قال أمير المؤمنين عليه السلام: وفيكم مثله، وذو القرنين ملك مبعوث وليس
برسول ولا نبي كما كان طالوت [ملكا] قال الله عز وجل: " وقال لهم نبيهم إن الله
قد بعث لكم طالوت ملكا ". وقد يجوز أن يذكر في جملة الأنبياء من ليس بنبي كما يجوز
أن يذكر في جملة الملائكة من ليس بملك قال الله عز وجل ثناؤه " وإذ قلنا للملائكة
اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن "
في الشمس أربع خصال
111 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن عبيد الله بن -
عبد الله، عن موسى بن إبراهيم المروزي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال:
248

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب
وتورث الداء.
الدواء أربعة
112 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الدواء أربعة: الحجامة، والسعوط (1) والحقنة، والقئ.
أربعة يعدلن الطبايع
113 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس،
عن محمد بن أحمد، [عن] السياري، عن محمد بن أسلم، عن نوح بن شعيب النيسابوري،
عن عبد العزيز بن المهتدي يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة يعدلن الطبايع،
الرمان السوراني، والبسر المطبوخ، والبنفسج، والهندبا (2).
في الكراث أربع خصال
114 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن علي الهمداني، عن عمر بن عيسى، عن
فرات بن أحنف قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الكراث (3) فقال: كله فان فيه أربع
خصال: يطيب النكهة (4)، ويطرد الرياح، ويقطع البواسير، وهو أمان من الجذام

(1) في القاموس: سعطه الدواء كمنعه ونصره وأسعطه إياه سعطة واحدة واسعاطة واحدة:
أدخله في أنفه فاستعط. والسعوط - كصبور - ذلك الدواء.
(2) البسر - بالضم - التمر إذا لون ولم ينضج والواحدة بسرة، ويقال له بالفارسية
(غورهء خرما). والهندبا: بقل معروف وهو ما يقال له بالفارسية (كاسنى).
(3) يعنى تره.
(4) أي ريح الفم.
249

لمن أدمن عليه (1).
علامات الدم أربع
115 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
علامات الدم أربع الحكة والبثرة (2) والنعاس والدوران.
أربعة أنهار من الجنة
116 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة أنهار من الجنة: الفرات والنيل وسيحان
وجيحان، فالفرات الماء في الدنيا والآخرة، والنيل العسل، وسيحان الخمر، و
جيحان اللبن.
النهى عن أربع كنى
117 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله
نهى عن أربع كنى: عن أبي عيسى، وعن أبي الحكم، وعن أبي مالك، وعن أبي القاسم
إذا كان الاسم محمدا.
خير الأسماء أربعة، وشر الأسماء أربعة
118 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله،

(1) أي داوم على أكله وأكثر منه.
(2) الحكة - بكسر الحاء وشد الكاف - علة توجب الحكاك كالجرب ويقال له بالفارسية
(خارش). والبثر: خراج صغير، الواحدة بثرة.
250

عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله على منبره: ألا إن خير الأسماء عبد الله، وعبد الرحمن، وحارثة،
وهمام، وشر الأسماء ضرار، ومرة، وحرب، وظالم.
النهى عن أربعة أشياء، وعن أربعة ظروف
119 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن خالد
ابن جرير، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الشطرنج والنرد
قال: لا تقربوهما، قلت: فالغناء؟ قال: لا خير فيه لا تفعلوا، قلت: فالنبيذ؟ قال:
نهي رسول الله عن كل مسكر، وكل مسكر حرام، قلت: فالظروف التي تصنع فيها؟
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير، قلت: وما ذاك قال
الدباء القرع، والمزفت الدنان. والحنتم جرار الأرزن، والنقير خشبة كان أهل
الجاهلية ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها، وقيل: إن الحنتم: الجرار الخضر.
الامر بدفن أربعة أشياء
120 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: أمرنا رسول -
الله صلى الله عليه وآله بدفن أربعة: الشعر والسن والظفر والدم.
أربع خصال من أخلاق الأنبياء
121 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن الصبر والبر والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء.
251

أربعة يجب عليهم التمام في سفر كانوا أو في حضر
122 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي -
جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربعة يجب عليهم التمام في سفر كانوا أو في حضر:
المكاري، والكري، والاشتقان، والراعي لأنه عملهم.
قال مصنف هذا الكتاب: الاشتقان: البريد.
من مخزون علم الله عز وجل الاتمام في أربعة مواطن
123 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن أبي عبد الله البرقي
عن علي بن مهزيار، وأبي علي بن راشد، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من مخزون علم الله عز وجل الاتمام في أربعة مواطن: حرم الله عز وجل، و
حرم رسوله صلى الله عليه وآله، وحرم أمير المؤمنين عليه السلام (1)، وحرم الحسين بن علي عليهما السلام.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني أن ينوي الانسان في حرمهم عليهم السلام
مقام عشرة أيام ويتم ولا ينوي مقام دون عشرة أيام فيقصر (2) وليس ما يقوله غير أهل
الاستبصار بشئ: أنه يتم في هذه المواضع على كل حال.
العزائم التي يسجد فيها أربع سور
124 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن داود بن سرحان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العزائم أربع: اقرأ باسم ربك الذي خلق، والنجم، وتنزيل
السجدة، وحم السجدة.

(1) يعنى مسجد الكوفة. والمراد بحرم الحسين عليه السلام الحائر الشريف فقط.
(2) ما ذكره المصنف - عليه الرحمة - مخالف للشهرة، والمشهور بين الفقهاء التخيير.
252

لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع
125 - حدثنا محمد بن أحمد بن علي الأسدي: قال: حدثتنا رقية بنت إسحاق
ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قالت:
حدثني أبي إسحاق بن موسى بن جعفر قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر
ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن
عمره فيما أفناه، و [عن] شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
وعن حبنا أهل البيت.
أمر النبي صلى الله عليه وآله بحب أربعة
126 - حدثنا علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قال:
حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد ببغداد (1) قال: حدثنا إسماعيل بن موسى قال:
حدثنا شريك، عن أبي ربيعة الأيادي (2) عن ابن بريدة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، فقلنا: يا رسول الله من هم سمهم لنا،
فقال: علي منهم وسلمان وأبو ذر والمقداد، وأمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم.

(1) الظاهر هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، أبو شبيل بن أبي مسلم الواقدي
المتوفى سنة 298 عنونه الخطيب في التاريخ تحت رقم 5478 ج 10 ص 340. وإسماعيل
ابن موسى هو أبو محمد الفزاري وقد يقال أبو إسحاق الكوفي، قال النسائي: ليس به بأس، وقال
الاجرى عن أبي داود: صدوق في الحديث وكان يتشيع، وجزم البخاري ومسلم في الكنى
وابن سعد والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدى (تهذيب التهذيب).
(2) أبو ربيعة الأيادي، اسمه عمر بن ربيعة، قال ابن مندة: روى عن عبد الله بن بريدة
[وعبد الله ثقة] وعن الحسن البصري، وروى عنه شريك بن عبد الله النخعي، وقال ابن
معين شريك صدوق ثقة، وقال الساجي: ينسب إلى التشيع المفرط.
253

127 - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني العدل ببلخ قال: أخبرني
جدي قال: حدثنا إبراهيم بن نصر قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: أخبرنا شريك،
عن أبي ربيعة الأيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله
عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم، قلنا: يا رسول -
الله فمن هم فكلنا نحب أن نكون منهم فقال: ألا إن عليا منهم، ثم سكت، ثم قال:
ألا إن عليا منهم وأبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي.
أول أربعة يدخلون الجنة
128 - حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني قال: أخبرنا عبد الله بن زيدان
قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا يحيى بن مساور
عن أبي خالد (1) عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: شكوت إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله حسد من يحسدني فقال: يا علي أما ترضى أن أول أربعة يدخلون
الجنة أنا وأنت، وذرارينا خلف ظهورنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا.
أربع من كن فيه فهو منافق
129 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري (2) قال: حدثنا محمد بن موسى
ابن الوليد العدل قال: حدثنا يحيى بن حاتم قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا
شعبة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة (3)، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: أربع من كن فيه فهو منافق وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر،
وإذا خاصم فجر.

(1) يعنى عمرو بن خالد الواسطي راوي زيد المقتول في سبيل الله.
(2) في بعض النسخ " السكوفي " وهو خطأ وتقدم الكلام فيه.
(3) عبد الله بن مرة الهمداني الخارقي الكوفي ثقة يروى عن مسروق بن الأجدع.
254

ملك الأرض كلها أربعة: مؤمنان وكافران
130 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال:
حدثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله
عليه السلام قال: ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن -
داود عليهما السلام وذو القرنين، والكافران نمرود وبختنصر، واسم ذي القرنين عبد الله بن -
ضحاك بن معد.
أتى الناس الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله من أربعة ليس لهم خامس
131 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، وعمر بن أذينة، عن أبان بن -
أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين
أني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله
صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت
في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله أنتم
تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله
متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم، قال: فأقبل علي عليه السلام فقال: قد سألت فافهم
الجواب إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما
وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما. وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده
حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت على الكذابة (1)، فمن كذب على متعمدا

(1) الكذابة - بكسر الكاف وتخفيف الذال مصدر كذب يكذب أي كثرت على كذبة
الكذابين ويصح أيضا جعل الكذاب بمعنى المكذوب والتاء للتأنيث أي الأحاديث المفتراة أو
بفتح الكاف وتشديد الذال بمعنى الواحد الكثير الكذب والتاء لزيادة المبالغة والمعنى كثرت
على أكاذيب الكذابة أو التاء للتأنيث والمعنى كثرت الجماعة الكذابة ولعل الأخير أظهر
وعلى التقادير الظاهر أن الجار متعلق بالكذابة ويحتمل تعلقه بكثرت على تضمين أجمعت
ونحوه (مرآة العقول).
255

فليتبوء (1) مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، إنما أتاكم الحديث من أربعة
ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لا يتألم ولا يتحرج أن
يكذب على رسول الله متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه
ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله ورآه وسمع منه فأخذوا عنه، وهم
لا يعرفون حاله وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل:
" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم " (2) ثم بقوا بعده فتقربوا إلى
أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال، وحملوهم
على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله،
فهذا أحد الأربعة. ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه ووهم فيه ولم
يتعمد كذبا فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ويقول: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله
فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه، ورجل ثالث سمع
من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا أمر به ثم نهى عنه، وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به
وهو لا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ (3) الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم
المسلمون أنه منسوخ لرفضوه، وآخر رابع لم يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله مبغض
للكذب خوفا من الله عز وجل وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يسه بل حفظ ما سمع على
وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ فعمل
بالناسخ ورفض المنسوخ، فان أمر النبي صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص
وعام، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان وكلام

(1) على صيغة الامر ومعناه الخبر، وتبوأ المكان هيأه، وبه: أقام ونزل.
(2) المنافقون: 3.
(3) في بعض النسخ " ولم يعلم ".
256

عام، وكلام خاص مثل القرآن و [قد] قال الله عز وجل في كتابه: " ما آتيكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله
صلى الله عليه وآله، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يسأله عن الشئ فيفهم، كان
منهم من يسأله ولا يستفهم حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الاعرابي والطاري (1) فيسأل
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا، وكنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم دخلة وكل
ليلة دخلة، فيخليني فيها أدور معه حيثما دار، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، فربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول الله صلى الله عليه وآله
أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه،
فلا يبقى عنده [أحد] غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في بيتي لم تقم عنه فاطمة ولا
أحد من بني، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكت وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت
على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي، وعلمني
تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها، و
دعا الله لي أن يؤتيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه
علي وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام [ولا] أمر
ولا نهي كان أو يكون، ولا كتاب منزل على أحد قبله في أمر بطاعة أو نهي عن معصية
إلا علمنيه وحفظته (2) فلم أنس حرفا واحدا، ثم وضع عليه السلام يده على صدري ودعا الله
لي أن يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا، فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني
منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شئ لم أكتبه أفتتخوف علي
النسيان فيما بعد؟ فقال: لا لست أخاف عليك النسيان ولا الجهل (3).

(1) الطاري الغريب الذي أتاه عن قريب من غير أنس به وبكلامه. وقال العلامة
المجلسي (ره): إنما كانوا يحبون قدومها اما لاستفهامهم وعدم استعظامهم أو لأنه صلى الله
عليه وآله كان يتكلم على وفق عقولهم فيوضحه حتى يفهم غيرهم.
(2) في بعض النسخ " وحفظنيه ".
(3) هذا الخبر على تقديري صدقه وكذبه يدل على وقوع الكذب عليه صلى الله عليه وآله
لأنه إن كان صحيحا فهو نص على وقوع الكذب عليه عليه السلام وإن كان موضوعا فهو أحد
الاخبار الموضوعة.
257

132 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبو سعيد
سهل بن زياد الادمي قال: حدثني جعفر بن بشار الواسطي قال: حدثنا عبيد الله
ابن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عمر بن أذينة، عن زرارة
ابن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من صنع مثل ما صنع إليه
فقد كافأ، ومن أضعف كان شكورا، ومن شكر كان كريما، ومن علم أن ما صنع إنما
صنع لنفسه لم يستبط الناس في برهم، ولم يستزدهم في مودتهم، فلا تطلبن غيرك شكر
ما أتيته إلى نفسك (1) ووقيت به عرضك، واعلم أن طالب الحاجة إليك لم يكرم وجهه
عن وجهك، فأكرم وجهك عن رده.
133 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط
عن سليم مولى طربال، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الدنيا
دول، فما كان لك فيها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع منه
بقوة. ثم أتبع هذا الكلام بأن قال: من يئس مما فات أراح بدنه، ومن قنع بما أوتي
قرت عينه.
134 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن رجل من خزاعة، عن
أسلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم
به خلقه، ونظفوا الماضغين، وبلغوا بالخواتيم (2).
قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: قد روى هذا
الحديث أبو سعيد الآدمي وقال في آخره: بلعوا بالخواتيم، أي اجعلوا الخواتيم في

(1) في بعض النسخ " فلا تطالبن من غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك ".
(2) الماضغان: أصول اللحيين عند منبت الأضراس، وتنظيفهما بالسواك والخلال.
258

آخر الأصابع ولا تجعلوها في أطرافها فإنه يروى أنه من عمل قوم لوط (1).
أربع خصال لا غنى بالناس عنها في شهر رمضان
135 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي الورد، عن أبي -
جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من
ألف شهر، وهو شهر رمضان، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن
تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال
الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله، ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله
كان كمن أدى فيه سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، وإن الصبر ثوابه الجنة،
وهو شهر المواساة، وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن، ومن فطر فيه مؤمنا صائما
كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه فيما مضى.
فقيل له: يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما، فقال: إن الله
تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم لمن لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها
صائما، أو شربة من ماء عذب، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك، ومن خفف فيه
عن مملوكه خفف عنه حسابه، وهو شهر أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره إجابة
والعتق من النار، ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال، خصلتين ترضون الله بهما، و
خصلتين لا غنى بكم عنهما، وأما اللتان ترضون الله بهما فشهادة أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة، وتسألون

(1) قال العلامة المجلسي (ره): يمكن أن يكون " بلعوا " بالعين المهملة أي بلعوا
أصابعكم في الخواتيم. من البلع، وفى أكثر النسخ " بلغوا " بالغين المعجمة أي أبلغوها آخر
الأصابع بان تكون الباء زائدة، وظاهر المصنف أنه قرأ الأول بالمعجمة والثاني بالمهملة.
259

الله فيه العافية، وتتعوذون به من النار (1).
لم تبهم البهائم عن أربعة
136 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن -
رئاب، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه كان يقول: ما بهمت البهائم عنه فلم
تبهم عن أربعة: معرفتها بالرب تبارك وتعالى، ومعرفتها بالموت، ومعرفتها بالأنثى
من الذكر، ومعرفتها بالمرعى الخصب.
خلق الله عز وجل الخيل من أربعة أشياء
137 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا أحمد بن إدريس
ومحمد بن يحيى العطار جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن -
الحسين، عن أحمد بن علي، عن أبي خالد زيد بن مهران قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار
عن الحسين بن زيد قال: بلغني أن الله عز وجل خلق الخيل من أربعة أشياء: من
البحر الأعظم المحدق بالدنيا، ومن النار، ومن دموع ملك يقال له إبراهيم، ومن
بئر طيبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
الرياح الأربع
138 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار
عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، وهشام بن سالم
عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرياح الأربع: الشمال، والجنوب،
والدبور، والصبا. وقلت له: إن الناس يذكرون أن الشمال من الجنة، والجنوب
من النار، فقال: إن لله عز وجل جنودا من رياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه،

(1) في بعض النسخ " تتعوذون فيه من النار ".
260

ولكل ريح منها ملك موكل بها، فإذا أراد الله عز وجل أن يعذب قوما بنوع من
العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها
قال: فأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، ولكل ريح منها اسم أما تسمع قوله
عز وجل: " كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر " وذكر رياحا في العذاب، ثم قال
فريح الشمال، وريح الصبا، وريح الجنوب، وريح الدبور أيضا تضاف إلى الملائكة
الموكلين بها (1).

(1) قال الأستاذ الشعراني في هوامش شرح الكافي: " هذا الحديث صحيح من جهة
الاسناد، قريب من جهة الاعتبار، منبه على طريقتهم عليهم السلام في أمثال هذه المسائل
الكونية. والمعلوم من سؤال السائل: " ان الناس يذكرون " أن ذهنهم متوجه إلى السبب
الطبيعي الموجب لوجود الرياح ومنشأها وعلة اختلافها في البرودة والحرارة وغيرها.
وغاية ما وصل إليه فكرهم أن الشمال لبرودتها من الجنة، والجنوب لحرارتها من النار.
فصرف الامام ذهنهم عن التحقيق لهذا الغرض إذ ليس المقصود من بعث الأنبياء والرسل و
انزال الكتب كشف الأمور الطبيعية ولو كان المقصود ذلك لبين ما يحتاج إليه الناس من
أدوية الأمراض كالسل والسرطان، وخواص المركبات والمواليد، ولذكر في القرآن
مكررا علة الكسوف والخسوف كما تكرر ذكر الزكاة والصلاة وتوحيد الله تعالى ورسالة
الرسل، ولورد ذكر الحوت في الروايات متواترا كما ورد ذكر الإمامة والولاية والمعاد
والجنة والنار، وكذلك ما يستقر عليه الأرض وما خلق منه الماء، مع أنا لا نرى من أمثال
ذلك شيئا في الكتاب والسنة المتواترة الا بعض أحاديث ضعيفة غير معتبرة أو بوجه يحتمل
التحريف والسهو، والمعهود في كل ما هو مهم في الشرع ويجب على الناس معرفته أن يصر
الإمام عليه السلام بل النبي صلى الله عليه وآله على تثبيته وتسجيله وبيانه بطرق عديدة غير
محتملة للتأويل حتى لا يغفل عنه أحد.
وبالجملة لما رأى الإمام عليه السلام اعتناء الناس بالجهة الطبيعية صرفهم بان الواجب على
الناظر في أمر الرياح والمتفكر فيها أن يعتنى بالجهة الإلهية وكيفية الاعتبار بها والاتعاظ
بما يترتب عليها من الخير والشر، سواء كانت من الجنة أو من الشام أو من إفريقية واليمن،
فأول ما يجب: أن يعترف بأن جميع العوامل الطبيعية مسخرة بأمر الله تعالى وعلى كل شئ
ملك موكل به وأن الجسم الملكي تحت سيطرة المجرد الملكوتي المفارق عن الماديات كما
ثبت في محله " أن المادة قائمة بالصورة والصورة قائمة بالعقل المفارق " وهذا أهم ما يدل
عليه هذا الحديث الذي يلوح عليه أثر الصدق وصحة النسبة إلى المعصوم عليه السلام.
ثم بعد هذا الاعتراف يجب الاعتبار بما وقع من العذاب على الأمم السالفة بهذه الرياح
وما يترتب من المنافع على جريانها وهذا هو الواجب على المسلم من جهة الدين إذا نظر إلى
الأمور الطبيعية ".
261

الناس على أربعة أصناف
139 - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا أبو عمرو محمد
ابن جعفر المقرئ الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد
قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبو زيد عياش بن زيد بن الحسن (1)
ابن علي الكحال مولي زيد بن علي قال: أخبرني زيد بن الحسن قال: حدثني
موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: الناس على أربعة أصناف
جاهل متردي معانق لهواه، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد
أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس. وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو
عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا.
النوم على أربعة وجوه
140 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله
ابن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن -
جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين
قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في

(1) في بعض النسخ " أبو زيد عياش بن يزيد الحسن " ولم أجده.
262

الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له:
أخبرني عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الأنبياء عليهم السلام
تنام على أقفيتهم، مستلقين، وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عز وجل، والمؤمن
ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما يأكلون
وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحا (1).
رن إبليس لعنه الله أربع رنات
141 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رن إبليس أربع رنات: أولهن، يوم لعن، وحين اهبط
إلى الأرض، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على حين فترة من الرسل، وحين أنزلت أم الكتاب (2)
ونخر نخرتين: حين أكل آدم من الشجرة، وحين اهبط من الجنة.
أربعة يذهبن ضياعا
142 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي -
جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم بإسناده يرفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: البذر في السبخة، والسراج في القمر،
والاكل على الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله.
143 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو -
يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه
قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

(1) انبطح: اسبطر على وجهه، ممتدا على وجه الأرض.
(2) رن رنينا: رفع صوته بالبكاء. ونخر الانسان أو الدابة: مد الصوت في خياشيمه.
263

جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله: أنه قال في وصيته له: يا علي
أربعة يذهبن ضياعا: الاكل بعد الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة،
والصنيعة عند غير أهلها.
144 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن
درست بن أبي منصور الواسطي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: مودة
تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يشكر له، وعلم عند من لا استماع له،
وسر تودعه عند من لا حصانة له.
قول الصادق عليه السلام للمسلمين أربعة أعياد
145 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي -
عبد الله الكوفي قال: حدثني الحسين بن عبيد الله الأشعري قال: حدثني محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد
عرفت العيدين والجمعة، فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة
وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علما،
قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له
مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم
الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة.
قول الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك - الآية "
146 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم
قال: حدثني أبو سمينة محمد بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن -
القاسم، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فخذ أربعة
264

من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا - الآية " قال: أخذ الهدهد
والصرد والطاووس والغراب، فذبحهن وعزل رؤوسهن، ثم نحز أبدانهن في المنحاز (1)
بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة
أجبل، ثم وضع عنده حبا وماء، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم قال: آتين سعيا
بإذن الله عز وجل، فتطاير بعضها إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت
الأبدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار، فخلى
إبراهيم عن مناقيرهن فوقعن (2) وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم
قلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيى ويميت، فهذا تفسير
الظاهر، قال عليه السلام وتفسيره [في] الباطن خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك
ثم أبعثهم في أطراف الأرضين حججا لك على الناس وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم
الأكبر يأتونك سعيا بإذن الله عز وجل.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الذي عندي في ذلك أنه عليه السلام أمر بالامرين
جميعا، وروي أن الطيور التي أمر بأخذها الطاووس والنسر والديك والبط، وسمعت
محمد بن عبد الله بن محمد بن طيفور يقول في قول إبراهيم عليه السلام " رب أرني كيف تحيى
الموتى - الآية " إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يزور عبدا من عباده الصالحين فزاره
فلما كلمه قال: إن لله تبارك وتعالى في الدنيا عبدا يقال له إبراهيم اتخذه خليلا،
قال إبراهيم: وما علامة ذلك العبد؟ قال: يحيى له الموتى فوقع لإبراهيم أنه هو فسأله
أن يحيي له الموتى " قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " يعني على الخلة و
يقال: إنه أراد أن يكون له في ذلك معجزة كما كانت للرسل، وإن إبراهيم عليه السلام سأل
ربه أن يحيي له الميت (3) فأمره الله عز وجل أن يميت لأجله الحي سواء بسواء،
وهو أنه لما أمره بذبح ابنه إسماعيل وإن الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام أن يذبح أربعة

(1) النحز: الدق بالمنحاز وهو الهاون.
(2) في بعض النسخ " فوقفن ".
(3) في بعض النسخ " أن يحيى الموتى ".
265

من الطير طاووسا ونسرا وديكا وبطا، فالطاووس يريد به زينة الدنيا، والنسر يريد به
الامل الطويل، والبط يريد به الحرص، والديك يريد به الشهوة. يقول الله عز وجل
إن أحببت أن يحيى قلبك ويطمئن معي فأخرج عن هذه الأشياء الأربعة فإنه إذا كانت
هذه الأشياء في قلب فإنه لا يطمئن معي. وسألته كيف قال: " أولم تؤمن " مع علمه
بسره وحاله، فقال: إنه لما قال " رب أرني كيف تحيى الموتى " كان ظاهر هذه اللفظة
توهيما أنه لم يكن يتيقن (1)، فقرره الله عز وجل (2) بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه
وتنزيها له من الشك (3).
أربع خصال يبغض الله عز وجل من كن فيه
147 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي القاضي قال: أخبرنا ابن صاعد قال:
حدثنا حمزة بن العباس المروزي قال: حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب قال: حدثنا
ورقاء بن عمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن الله عز وجل يبغض الفاحش البذي السائل الملحف.

(1) في البحار " كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين ".
(2) في بعض النسخ " فقرنه الله عز وجل ".
(3) قال في هامش البحار: هذا تأويل للآية ذكره محمد بن عبد الله بن محمد بن طيفور
من عند نفسه لم يصححه خبر ولا آية ولعله تأويل لانتخاب تلك الأربعة من بين الطيور.
266

باب الخمسة
خمس ما أثقلهن في الميزان
1 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي قال:
حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: حدثنا عمرو بن سهل بن زنجلة الرازي قال: حدثنا
الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن أبي سلام الأسود، عن أبي سالم راعي رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: خمس ما أثقلهن في الميزان
" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر
ويحتسب.
خمسة أشياء أمر الله عز وجل فيها نبيا من أنبيائه بخمسة أشياء مختلفة
2 - حدثنا أبو الفضل تميم بن عبد الله بن تميم القرشي الحيري (1) قال: أخبرنا
أبو علي أحمد بن علي الأنصاري بنيسابور قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو الصلت
عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: أوحى الله
عز وجل إلى نبي من أنبيائه: إذا أصبحت فأول شئ يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه،
والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه، قال: فلما أصبح مضى
فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف فقال: أمرني ربي عز وجل: أن آكل هذا وبقي
متحيرا، ثم رجع إلى نفسه فقال: إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق، فمشى
إليه ليأكله فلما دنى منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ
أكله، ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال: أمرني ربي عز وجل أن أكتم هذا، فحفر

(1) الحيري منسوب إلى الحيرة وهي مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة في محل
النجف. وقرية بفارس، ومحلة كبيرة بنيسابور ينسب إليها كثير من المحدثين والظاهر أن
تميم القرشي منسوب إلى الأخير ويمكن أن يكون " الحبري " بالموحدة.
267

له وجعله فيه وألقى عليه التراب، ثم مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر، فقال: قد فعلت
ما أمرني ربي عز وجل، فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله، فقال:
أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا، ففتح كمه فدخل الطير فيه، فقال له البازي: أخذت
مني صيدي، وأنا خلفه منذ أيام، فقال: (1) أمرني ربي عز وجل أن لا أويس هذا
فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه، ثم مضى [فلما مضى] فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود
فقال: أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع، فرأى في المنام كأنه
قد قيل له: إنك فعلت ما أمرت به فهل تدري ماذا كان؟ قال: لا، قيل له: أما الجبل
فهو الغضب إن العبد إذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه
وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلتها، وأما الطست فهو
العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما
يدخر له من ثواب الآخرة، وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل
نصيحته، وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه، وأما اللحم المنتن
فهي الغيبة فاهرب منها.
في المشط خمس خصال
3 - حدثنا إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار بفرغانة، قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن -
أبي طالب عليهما السلام قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري أبو علي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن -
خالد البرقي قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن
ابن حجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " خذوا زينتكم عند كل مسجد "
قال: المشط [فإن المشط] يجلب الرزق، ويحسن الشعر، وينجز الحاجة، ويزيد في
ماء الصلب، ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة، ومن
فوقها سبع مرات، ويقول: إنه يزيد في الذهن، ويقطع البلغم.

(1) يعنى قال في نفسه.
268

علامات المؤمن خمس
4 - حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه قال: حدثنا
أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد عمر الخراني (1)
عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني (2) عن عبد الله بن معن الأزدي (3)
عن عمران بن سليمان (4) عن طاووس بن اليمان قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام
يقول: علامات المؤمن خمس، قلت: وما هن يا ابن رسول الله؟ قال: الورع في
الخلوة والصدقة في القلة، والصبر عند المصيبة، والحلم عند الغضب، والصدق
عند الخوف.
خمس من خمسة محال
5 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: خمس من خمسة محال: النصيحة من الحاسد محال، و
الشفقة من العدو محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفاء من المرأة محال، والهيبة
من الفقير محال.
خمس بخمسين
6 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثني أبو القاسم سعيد بن أحمد
ابن أبي سالم قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن الفضل الوراق قال: حدثنا يحيى بن -
موسى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال:
فرضت على النبي صلى الله عليه وآله ليلة أسري به الصلاة خمسين، ثم نقصت فجعلت خمسا ثم نودي

(1) كذا. وفى النسخ المخطوطة " الجراني ".
(2) في بعض النسخ " عبد الله بن ميمون " وفى المجالس " السكري ".
(3) في بعض النسخ " عبد الله بن معز الأودي ".
(4) في بعض النسخ " عمران بن سليم ".
269

يا محمد إنه لا يبدل القول لدي بأن لك بهذه الخمس خمسين.
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لما خفف الله عز وجل عن النبي صلى الله عليه وآله حتى صارت خمس صلوات أوحى الله إليه يا محمد
خمس بخمسين.
الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه خمس
8 - حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن العباس البغدادي قال: قرأت على
أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث قلت: حدثكم محمد بن علي بن خلف العطار قال:
حدثنا حسين الأشقر (1) قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب
عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه.
وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير القرآن.
خمس خصال تورث البرص
9 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن -
زياد الأزدي (2) عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن -
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة
ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والاكل على الجنابة
وغشيان المرأة في أيام حيضها، والاكل على الشبع.

(1) هو الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي قال ابن حجر في التقريب:
صدوق يهم ويغلو في التشيع.
(2) يعنى ابن أبي عمير.
270

قول الصادق عليه السلام خمس هن كما أقول
10 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن موسى بن عمر، عن أبي علي بن راشد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: خمس
هن كما أقول: ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء (1) ولا لكذاب
مروءة، ولا يسود سفيه.
خمس من السنن في الرأس وخمس في الجسد
11 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
الحسن بن الجهم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام خمس من السنن في الرأس
وخمس في الجسد فأما التي في الرأس فالسواك وأخذ الشارب وفرق الشعر والمضمضة
والاستنشاق، وأما التي في الجسد فالختان وحلق العانة ونتف الإبطين وتقليم الأظفار
والاستنجاء.
قول النبي صلى الله عليه وآله خمس لا أدعهن حتى الممات
12 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وصفوان
ابن يحيى جميعا، عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث
عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات
الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا (2) وحلب العنز بيدي، ولبس
الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي.
13 - [حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثني أبو القاسم إسحاق
ابن جعفر بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

(1) كذا. والظاهر أنه تصحيف من النساخ والصواب " ولا لمملوك وفاء ".
(2) اكف إيكافا الحمار شد عليه الأكاف أي البرذعة. وفى بعض النسخ " مردفا ".
271

حدثني أبي جعفر بن محمد العلوي قال: حدثني علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل
قال: أخبرني سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام] (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله خمس لست بتاركهن حتى
الممات لباس الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي،
وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي.
الشوم للمسافر في خمسة
14 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشوم في خمسة للمسافر [في طريقه]: الغراب الناعق
عن يمينه، و [الكلب] الناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل، وهو
مقع على ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض - ثلاثا -، والظبي السانح عن يمين إلى
شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء (2) تلقى فرجها، والأتان العضباء [يعني
الجدعاء] (3) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: " اعتصمت بك يا رب من
شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك ".
البكاؤون خمسة
15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت
محمد، وعلي بن الحسين عليهم السلام. فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال

(1) سقط السند من الكتاب في الطبع الحجري.
(2) الشمطاء هي المرأة التي خالط بياض رأسه سواد وقد يكون هذا في شعرها.
(3) الجدعاء: المقطوع الاذنين أو الشفتين أو الانف.
272

الأودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: " تالله تفتؤ
تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين " وأما يوسف فبكى على يعقوب
حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار، وإما أن
تبكي النهار وتسكت بالليل، فصالحهم على واحد منهما، أما فاطمة فبكت على
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت
تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي
ابن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة (1) ما وضع بين يديه
طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك
أن تكون من الهالكين، قال: " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون "
إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.
الكبائر خمس
16 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن محمد بن أبي عمير
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام: أن الكبائر
خمس: الشرك بالله عز وجل، وعقوق الوالدين، وأكل الربا بعد البينة (2) والفرار
من الزحف، والتعرب بعد الهجرة.
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبيد بن زرارة، قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام أخبرني عن الكبائر؟ فقال: هن خمس، وهن مما أوجب الله
عز وجل عليهن النار، قال الله عز وجل: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما
إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا " (3) وقال: " يا أيها الذين آمنوا إذا

(1) الترديد من الراوي.
(2) أي بعد نزول الحرمة.
(3) النساء: 10.
273

لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار - إلى آخر الآية (1) " وقوله: " يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا - إلى آخر الآية " (2) ورمي المحصنات
الغافلات، وقتل المؤمن متعمدا على دينه.
بعث [الله] النبي صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف
18 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني القاسم
ابن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان
السائل من محبينا فقال له أبو عبد الله عليه السلام (3): إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة
أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد (4) إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب
أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها (5) آمن الناس
كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيرا، وسيف منها ملفوف (6) وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا.
فأما السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيف على مشركي العرب، قال الله تبارك وتعالى
" اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن
تابوا (يعني فان آمنوا) فإخوانكم في الدين (7) [وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة] "

(1) الأنفال: 15.
(2) البقرة: 278.
(3) في الكافي " قال: سأل رجل أبى صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين وكان
السائل من محبينا فقال له أبو جعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله - الحديث ".
(4) شاهرة أي مجردة من الغمد.
(5) لعل طلوع الشمس من مغربها كناية عن أشراط الساعة وقيام القيامة.
(6) في الكافي " وسيف مكفوف ".
(7) كذا وهكذا في الكافي والآية في سورة التوبة: هكذا " فان تابوا وأقاموا الصلاة
وآتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ". والظاهر أن التقديم والتأخير من قلم النساخ.
وما بين القوسين ليس في بعض النسخ.
274

فهؤلاء لا يقبل منهم إلا [السيف و] القتل أو الدخول في الاسلام وما لهم فيئ، و
ذراريهم سبي على ما سبى رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه سبى وعفا، وقبل الفداء.
والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله عز وجل " وقولوا للناس حسنا " (1)
نزلت في أهل الذمة، ثم نسخها قوله " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى
يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " (2) فمن كان منهم في دار الاسلام لم يقبل منه إلا
الجزية أو القتل، فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم، وحرمت أموالهم،
وحل لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولم يحل
لنا نكاحهم، ولم يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام.
وسيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر، قال الله عز وجل في
سورة الذين كفروا: " [فإذا لقيتم الذين كفروا] فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم
فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء " (3) يعني المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام
فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في
دار الحرب.
وأما [السيف] الملفوف (4) فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله تبارك وتعالى:
" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الأخرى
فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله " (5) ولما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) البقرة: 83. أي قولا حسنا وسماه حسنا للمبالغة.
(2) التوبة: 30 وقوله " عن يد " حال من الضمير في " يعطوا " أي عن يد مؤاتية
غير ممتنعة، أو حتى يعطوا عن يد إلى يد نقدا غير نسيئة. " صاغرون " أي أذلاء.
(3) محمد صلى الله عليه وآله: 4 وقوله " أثخنتموهم " أي أكثرتم قتلهم وأغلظتموهم من الثخن.
(4) في الكافي " اما السيف المكفوف ".
(5) الحجرات: 9. وهذه الآية أصل في قتال أهل البغى من المسلمين ودليل على
وجوب قتالهم وعليها بنى أمير المؤمنين عليه السلام قتال الناكثين والقاسطين والمارقين وإياها عنى
رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال لعمار: " تقتلك الفئة الباغية ".
275

إن فيكم من يقاتل بعدي على التأويل (1) كما قاتلت على التنزيل، قيل: يا رسول الله
من هو؟ قال: خاصف النعل - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - وقال عمار بن ياسر: قاتلت
تحت هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته ثلاثا وهذه [هي والله] الرابعة، والله
لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر (2) لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل
وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ما كان من رسول الله في أهل مكة يوم فتح مكة،
فإنه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه وألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان
فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية و
لا تجهزوا على جريح (3) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.
وأما السيف المغمود (4) فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عز وجل " النفس
بالنفس " (5) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا (6)، فهذه السيوف التي بعث الله
عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وآله فمن جحدها أو جحد شيئا [منها أو] من سيرها وأحكامها
فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله.

(1) لعل كون القتال بالتأويل لكون الآية غير نص في خصوص طائفة إذ الباغي يدعى
أنه على الحق وخصمه باغ، أو المراد به أن آيات قتال المشركين والكافرين يشملهم في
تأويل القرآن.
(2) السعفات جمع سعفة وهي أغصان النخل. والهجر - محركة -: بلدة باليمن واسم
لجميع ارض البحرين (القاموس) وقال البكري في المعجم: هجر - بفتح أوله وثانيه -:
مدينة البحرين معروفة وهي معرفة لا تدخلها الألف واللام. انتهى. وإنما خص هجر لبعد
المسافة أو لكثرة النخل بها.
(3) أجهز على الجريح إذا أسرع قتله
(4) أي الذي كان مستورا في غمده.
(5) المائدة: 45. والسل: اخراج السيف عن غلافه
(6) قال في هامش التهذيب الطبع الحجري: " واما جهاد من أراد قتل نفس محرمة
أو سلب مال أو حريم فلا اختصاص له بالأئمة عليهم السلام والكلام هنا في جهاد مختص بهم كما
أشار إليه بقوله " سله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا ".
276

حدود الصداقة خمسة
19 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أبي خالد
السجستاني، عن يزيد بن خالد النيسابوري (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصداقة
محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن
فيه شئ من تلك الحدود فلا تنسبه إلى [شئ من] الصداقة، أولها أن يكون سريرته
وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه، وشينك شينه، والثالثة [أن]
لا يغيره مال ولا ولاية، والرابعة [أن] لا يمنعك شيئا مما تصل إليه مقدرته، والخامسة
أن لا يسلمك عند النكبات.
المؤمن يتقلب في خمسة من النور
20 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد،
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: المؤمن يتقلب (2)
في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره
يوم القيامة إلى النور.
الدعائم التي بنى عليها الاسلام خمس
21 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين، عن ابن أبي نجران، و

(1) في النسخ المخطوطة " زيد بن مجالد ". وفى البحار " يزيد بن مجالد " ولم
أجده. والخبر في الكافي بسند صحيح ج 2 ص 639.
(2) في بعض النسخ " ينقلب " ههنا وفى العنوان.
277

جعفر بن سليمان، عن العلاء بن رزين، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
بني الاسلام على خمس: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان
والولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة، ولم يجعل في الولاية رخصة من لم
يكن له مال لم يكن عليه الزكاة، ومن لم يكن عنده مال فليس عليه حج، ومن كان
مريضا صلى قاعدا وأفطر شهر رمضان. والولاية صحيحا كان أو مريضا أو ذا مال أو لا
مال له فهي لازمة [واجبة].
أسماء مكة خمسة
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثنا أيمن بن محرز
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أسماء مكة خمسة: أم القرى، ومكة
وبكة، والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم (1) كانوا
إذا لزموها رحموا.
فرض الله عز وجل على العباد في اليوم والليلة خمس صلوات
23 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل فرض عليكم الصلوات الخمس في أفضل الساعات،
فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات.
المستهزؤون بالنبي صلى الله عليه وآله خمسة
24 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي

(1) في القاموس " أم رحم وأم الرحم " بضم الراء وسكون الحاء المهملة -: مكة،
والمرحومة: المدينة شرفهما الله تعالى.
278

ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن [عثمان] الأحمر
رفعه قال: المستهزؤون برسول الله صلى الله عليه وآله خمسة: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص
ابن وائل السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، والحارث
ابن الطلاطلة الثقفي.
25 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن -
محمد الحسني قال: حدثنا أبو العباس محمد بن علي الخراساني قال: حدثنا أبو سعيد
سهل بن صالح العباسي (1)، عن أبيه، وإبراهيم بن عبد الرحمن الأيلي (2) قال:
حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني
أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن -
علي عليهم السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال ليهودي من يهود الشام وأحبارهم فيما أجابه
عنه من جواب مسائله، فأما المستهزؤون فقال الله عز وجل له " إنا كفيناك المستهزئين (3) "
فقتل الله خمستهم، قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد:
أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل (4) لرجل من بني خزاعة قد راشه في الطريق
فأصابته شظية منه فانقطع أكحله (5) حتى أدماه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد.
وأما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى كداء (6) فتدهده
تحته حجر فسقط، فتقطع قطعة قطعة، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.

(1) في بعض النسخ " أبو سعيد سهل بن صالح العباسي ".
(2) في بعض النسخ " الأبلى " وفى بعضها " الآملي " ولم أعرفه.
(3) الحجر: 95.
(4) النبل السهام لا واحد له.
(5) الشظية: الفلقة من العصا ونحوها. والأكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة
ولا تقل عرق الأكحل. (القاموس).
(6) كداء - بالفتح كسماء - اسم لعرفات، وثنية أو جبل بأعلى مكة. كما في القاموس
والمراصد. ودهدهت الحجر فتدهده: تدحرج.
279

وأما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة ومعه غلام له فاستظل
بشجرة تحت كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع
هذا عني، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا، إلا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني
رب محمد.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ويقال في خبر آخر في الأسود قول آخر
يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله كان قد دعا عليه أن يعمى الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان
في ذلك اليوم جاء حتى صار إلى كداء فأتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه
فعمي وبقي حتى أثكله الله عز وجل ولده يوم بدر ثم مات، وأما الحارث بن الطلاطلة
فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث
فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الأسود بن المطلب (1) فإنه أكل
حوتا مالحا فأصابه غلبة العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول
قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله
فقالوا له: يا محمد ننتظر بك [إلى] الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل
النبي صلى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم فأتاه جبرئيل عليه السلام ساعته فقال له:
يا محمد السلام يقرئك السلام وهو يقول: " فاصدع بما تؤمر " يعني أظهر أمرك لأهل
مكة وادع " وأعرض عن المشركين " قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما
أوعدوني؟ قال له: " إنا كفيناك المستهزئين " قال: يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين
يدي؟ فقال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء
الرابع من كتاب النبوة.
الصلاة على الميت خمس تكبيرات
26 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

(1) في أكثر النسخ " اسود بن الحارث ".
280

ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عمر بن عبد الملك
الحضرمي، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا أبا بكر أتدري
كم الصلاة على الميت؟ قلت: لا، قال: خمس تكبيرات، أفتدري من أين أخذت الخمس
قلت: لا، قال: أخذت الخمس من خمس صلوات من كل واحدة تكبيرة.
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، وأحمد بن أبي عبد الله جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن -
يعقوب، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آدم عليه السلام اشتكى
فاشتهى فاكهة، فانطلق هبة الله يطلب له فاكهة، فاستقبله جبرئيل فقال له: أين تذهب
يا هبة الله؟ فقال: إن آدم يشتكي وإنه اشتهى فاكهة، قال له: فارجع فإن الله
عز وجل قد قبض روحه، قال: فرجع فوجده قد قبضه الله، فغسلته الملائكة، ثم وضع
وأمر هبة الله أن يتقدم ويصلي عليه، فتقدم وصلى عليه والملائكة خلفه وأوحى الله
عز وجل إليه أن يكبر عليه خمسا وأن يسله، وأن يسوي قبره، ثم قال: هكذا
فاصنعوا بموتاكم.
أنواع الخوف خمسة
خوف، وخشية، ووجل، ورهبة، وهيبة. فالخوف للعاصين، والخشية للعالمين
والوجل للمخبتين، والرهبة للعابدين، والهيبة للعارفين.
أما الخوف فلأجل الذنوب قال الله عز وجل: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " (1).
والخشية لأجل رؤية التقصير قال الله عز وجل: " إنما يخشى الله من عباده
العلماء " (2).
وأما الوجل فلأجل ترك الخدمة قال الله عز وجل: " الذين إذا ذكر الله وجلت
قلوبهم (3) ".

(1) الرحمن: 46.
(2) فاطر: 28.
(3) الأنفال: 2.
281

والرهبة لرؤية التقصير قال الله عز وجل: " ويدعوننا رغبا ورهبا (1) ".
والهيبة لأجل شهادة الحق عند كشف الاسرار - أسرار العارفين - قال الله
عز وجل: " ويحذركم الله نفسه " (2) يشير إلى هذا المعنى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان إذا صلى سمع لصدره أزيز كأزيز المرجل (3)
من الهيبة. حدثنا بذلك أبو [محمد] عبد الله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام.
خمس خصال يحبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله
28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة
الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتي النبي صلى الله عليه وآله باسارى، فأمر بقتلهم وخلى رجلا
من بينهم، فقال الرجل: يا نبي الله كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني
جبرئيل عن الله جل جلاله أن فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله: الغيرة الشديدة
على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة، فلما سمعها
الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وآله قتالا شديدا حتى استشهد.
لا يجتمع المال الا بخصال خمس
29 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال:
حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال:
قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل
طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا على الآخرة.
ثواب من حج خمس حجج
30 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد

(1) الأنبياء: 90.
(2) آل عمران: 28.
(3) الأزيز - كامير - صوت القدر إذا غلى أو صوت الرعد.
282

ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا محمد بن يحيى المعاذي، عن محمد بن خالد
الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
ما لمن حج خمس حجج؟ قال: من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا.
يحتج الله عز وجل يوم القيامة على خمسة
31 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إذا كان يوم القيامة احتج الله عز وجل على خمسة: على الطفل والذي مات بين
النبيين والذي أدرك النبي وهو لا يعقل، والأبله، والمجنون الذي لا يعقل، والأصم
والأبكم. فكل واحد منهم يحتج على الله عز وجل قال: فيبعث الله عليهم رسولا
فيؤجج لهم نارا فيقول لهم: ربكم يأمركم أن تثبوا فيها (1)، فمن وثب فيها كانت
عليه بردا وسلاما، ومن عصى سيق إلى النار.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن قوما من أصحاب الكلام ينكرون
ذلك، ويقولون: إنه لا يجوز أن يكون في دار الجزاء تكليف. ودار الجزاء للمؤمنين
إنما هي الجنة، ودار الجزاء للكافرين إنما هي النار، وإنما يكون هذا التكليف من
[عند] الله عز وجل [لهم] في غير الجنة والنار، فلا يكون كلفهم في دار الجزاء،
ثم يصيرهم إلى الدار التي يستحقونها بطاعتهم أو معصيتهم فلا وجه لانكار ذلك، ولا
قوة إلا بالله.
يكره أكل خمسة أشياء من الشاة
32 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد
ابن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده،

(1) أجج النار: ألهبها. ووثب يثب وثبا ووثوبا: نهض وقام.
283

عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكره أكل خمسة (1):
الطحال، والقضيب، والأنثيين، والحياء، وآذان القلب (2).
خمس خصال من لم تكن فيه واحدة منهن فليس فيه كثير مستمتع
33 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير
مستمتع (3) أولها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق
والخامسة - وهي تجمع هذه الخصال - الحرية.
34 - وقال عليه السلام: خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش،
زائل العقل، مشغول القلب: فأولها صحة البدن، والثانية الامن، والثالثة السعة
في الرزق، والرابعة الأنيس الموافق -. قلت: وما الأنيس الموافق؟ قال الزوجة
الصالحة، والولد الصالح، والخليط الصالح -. والخامسة وهي تجمع هذه الخصال:
الدعة.
لا تعاد الصلاة الا من خمسة
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن

(1) أريد بالكراهة هنا معناها اللغوي أعنى الحرمة.
(2) في القاموس الحياء: الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع وقد يقصر انتهى.
والظاهر أن المراد فرج الأنثى ويحتمل شموله لحلقة الدبر من الذكر والأنثى. قال في
المصباح حياء الشاة ممدود، وقال أبو زيد: الحياء اسم للدبر من كل أنثى من ذي الظلف و
الخف وغير ذلك. وقال الفارابي في باب فعاء: الحياء فرج الجارية والناقة (بحار الأنوار).
(3) مصدر ميمي من الاستمتاع. تمتع واستمتع بكذا ومن كذا: انتفع وتلذذ به
زمانا طويلا.
284

أبي عبد الله عليه السلام (1) قال: لا تعاد الصلاة إلا من خمسة: الطهور، والوقت، والقبلة
والركوع، والسجود (2) ثم قال عليه السلام: القراءة سنة، والتشهد سنة، والتكبير سنة،
ولا تنقض السنة الفريضة (3).
لم يقسم بين العباد أقل من خمس خصال
36 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: لم يقسم بين العباد أقل من خمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر والذي
يكمل له هذا كله العقل.
خمسة أشياء ليس لإبليس لعنه الله فيهن حيلة
37 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر
ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى
يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال إبليس: خمسة [أشياء] ليس لي فيهن حيلة
وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع أموره،
ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لأخيه المؤمن بما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع
على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقه.
من أتجر فليجتنب خمس خصال
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم

(1) في بعض النسخ " عن أبي جعفر عليه السلام ".
(2) أي لا تعاد الصلاة لترك شئ من شرائطها أو أجزائها سهوا الا من خمسة.
(3) " ولا تنقض السنة الفريضة " المراد بالسنة ما علم وجوبه من جهة السنة وبالفريضة
ما علم وجوبه من القرآن.
285

ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من باع واشترى فليجتنب خمس خصال وإلا فلا
يبيعن ولا يشترين: الربا، والحلف، وكتمان العيب، والمدح إذا باع (1) والذم
إذا اشترى.
خمسة أشياء تفطر الصائم
39 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام
قال: خمسة أشياء تفطر الصائم: الاكل، والشرب، والجماع، والارتماس في الماء،
والكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة عليهم السلام.
قول علي عليه السلام خصصنا بخمسة
40 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
أبو سعيد الحسن بن علي العدوي (2) قال: حدثنا محمد بن خليلان بن علي العباسي
قال: حدثنا أبي خليلان، عن أبيه، عن جده، عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب
عليه السلام: خصصنا بخمسة: بفصاحة، وصباحة، وسماحة، ونجدة، وحظوة عند النساء.
خمسة خلقوا ناريين
41 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى

(1) في بعض النسخ " والحمد إذا باع ".
(2) الحسن بن علي العدوي هو الذي عنونه العلامة (ره) في القسم الثاني وقال:
" الحسن بن علي بن زكريا البزوفري العدوي - من عدى الرباب - ضعيف جدا قاله ابن
الغضائري. أما البواقي من رجال السند فلم أجدهم وعليك بالفحص والتنقيب لعلك تقف على
ما قصرنا عنه.
286

العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري
باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: خمسة خلقوا ناريين: الطويل الذاهب، والقصير
القمئ (1)، والأزرق بخضرة، والزائد، والناقص.
خمسة يجتنبون على كل حال
42 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله بن عبد الله
الدهقان، عن درست، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمسة يجتنبون
على كل حال: المجذوم، والأبرص، والمجنون، وولد الزنا، والأعرابي.
درجات العلم خمسة
43 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال:
الانصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع له، قال: ثم مه؟ قال: الحفظ له، قال:
ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه؟ قال: ثم نشره.
خمس صناعات مكروهة
44 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتابة
ففي أي شئ أسلمه؟ قال: أسلمه - لله أبوك - ولا تسلمه في خمس: لا تسلمه سباء،

(1) القمئ - بفتح القاف وكسر الميم وآخره الهمز -: الذليل الصغير.
287

ولا صايغا، ولا قصابا، ولا حناطا، ولا نخاسا. فقال: يا رسول الله وما السباء؟
فقال: الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت أمتي وللمولود من أمتي أحب إلي مما طلعت
عليه الشمس، وأما الصايغ فإنه يعالج غبن أمتي. وأما القصاب فإنه يذبح حتى
تذهب الرحمة من قلبه. وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على أمتي، ولان يلقى الله
العبد سارقا أحب إليه من أن يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما. وأما النخاس فإنه
قد أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن شرار أمتك الذين يبيعون الناس.
خمسة لا يعطون من الزكاة
45 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
عن محمد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت
القمي، عن عدة من أصحابنا يرفعونه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: خمسة لا يعطون
من الزكاة: الولد، والوالدان، والمرأة، والمملوك لأنه يجبر [الرجل] على النفقة عليهم.
لا يكون جماعة بأقل من خمسة
46 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد أبي نصر البزنطي، عن عاصم بن عبد الحميد الحناط، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تكون جماعة بأقل من خمسة (1).

(1) يعنى في صلاة الجمعة، ففي الفقيه عن زرارة " قلت له عليه السلام: على من تجب
الجمعة؟ قال: تجب على سبعة نفر من المسلمين، ولا جمعة لأقل من خمسة من المسلمين أحدهم
الامام. فإذا اجتمع سبعة ولم يخافوا أمهم بعضهم وخطبهم ". وفى حديث آخر عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام " قال: تجب الجمعة على سبعة نفر من المؤمنين ولا تجب على أقل منهم:
الامام، وقاضيه ومدعيا حق، وشاهدان، والذي يضرب الحدود بين يدي الامام ". وقيل: هذا الخبر
تفسير وتوضيح للخبر الأول يعنى المراد بالسبعة هؤلاء الذين تقام الجمعة بهم.
288

خمس من فاكهة الجنة في الدنيا
47 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي -
عبد الله البرقي، عن أحمد بن سليمان الكوفي، عن أحمد بن يحيى الطحان، عمن حدثه
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الإمليسي (1)
والتفاح، والسفرجل، والعنب، والرطب المشان (2).
نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن خمسة أشياء
48 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد، وعبد الله
ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام: نهاني رسول الله صلى الله عليه وآله - ولا أقول نهاكم - عن
التختم بالذهب، وعن ثياب القسي (3) وعن مياثر الأرجوان (4)، وعن الملاحف
المفدمة (5)، وعن القراءة وأنا راكع.

(1) الإمليس - كإبريق - وبهاء: الفلاة ليس بها نبات، جمعه أماليس، وأمالس شاذ،
والرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه (القاموس) ويقال له بالفارسية (أنار دشتى).
(2) المشان - كغراب وكتاب من أطيب الرطب.
(3) القسي: ثوب يحمل من مصر يخالطه الحرير. وفى الحديث " انه نهى عن لبس القسي "
قال أبو عبيدة وهو منسوب إلى بلاد يقال لها القس قال: وقد رأيتها ولم يعرفها الأصمعي.
قال: وأصحاب الحديث يقولون بكسر القاف وأهل مصر بالفتح.
(4) ميثرة الفرس لبدته غير مهموز والجمع مياثر ومواثر. قال أبو عبيدة واما
المياثر الحمر التي جاء فيه النهى فإنها كانت من مراكب الأعاجم من ديباج. والأرجوان
معرب وهو بالفارسية ارغوان. وثياب حمر وصبغ أحمر. وميثر الأرجوان: وطاء محشو
يترك على رحل البعير تحت الراكب.
(5) ملاحف جمع ملحفة - واللحاف - ككتاب - ما يلتحف به واللباس فوق سائر اللباس
من دثار البرد ونحوه. وفى النهاية " انه نهى عن الثوب المفدم " وهو الثوب المشبع
حمرة، كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهى حمرته فهو كالممتنع قبول الصبغ.
289

قال: مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ثياب القسي هي ثياب يؤتى بها من مصر
يخالطها الحرير.
خمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه
49 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد، عن إبراهيم بن -
عبد الحميد، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبي: ألا أخبرك بخمسة
لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه، قلت: بلى، قال: " إن الله عنده علم الساعة. وينزل
الغيث. ويعلم ما في الأرحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا. وما تدري نفس بأي
أرض تموت. إن الله عليم خبير " (1).
يعرف كمال دين المسلم بخمس خصال
50 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد
[الحناط]، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن المعرفة
بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلة المراء وحلمه وصبره وحسن خلقه.
ما يجب فيه الخمس [خمس]
51 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن مروان قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: فيما يخرج من المعادن، والبحر، والغنيمة، والحلال المختلط
بالحرام إذا لم يعرف صاحبه، والكنوز، الخمس.
52 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

(1) لقمان: 34.
290

ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن
اليعقوبي (1)، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد
ابن علي عليهم السلام قال: إن الله الذي لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا
الخمس، فالصدقة علينا حرام، والخمس لنا فريضة، والكرامة لنا حلال (2).
53 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: الخمس على خمسة أشياء: على الكنوز، والمعادن، والغوص، والغنيمة،
- ونسي ابن أبي عمير الخامس -.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: أظن الخامس الذي نسيه ابن أبي عمير
مالا يرثه الرجل وهو يعلم أن فيه من الحلال والحرام،، ولا يعرف أصحاب الحرام
فيؤديه إليهم، ولا يعرف الحرام بعينه فيجتنبه، فيخرج منه الخمس.
خمسة أنهار في الأرض كراها (3) جبرئيل عليه السلام برجله
54 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب
ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
جبرئيل كرى برجله خمسة أنهار ولسان الماء يتبعه: الفرات، والدجلة، ونيل مصر
ومهران (4)، ونهر بلخ، فما سقت أو سقي منها فللامام، والبحر المطيف بالدنيا (5).

(1) هو داود بن علي الهاشمي وقد يطلق على جعفر بن داود وموسى بن داود أيضا.
(2) يعنى الهدايا والخيرات.
(3) كرى - كرضى - كريت النهر كريا: حفرته.
(4) يعنى به نهر السند. ويعني بنهر بلخ جيحون.
(5) رواه المصنف في الفقيه بزيادة ما فليراجع.
291

البقرة في الأضحية تجزى عن خمسة لان الذين أمرهم الله عز وجل
بذبح البقرة في بني إسرائيل كانوا خمسة
55 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي -
الحسن عليه السلام قال: قلت له: عن كم تجزي البدنة؟ قال: عن نفس واحدة، قلت:
فالبقرة؟ قال: تجزي عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة، قلت: كيف صارت
البدنة لا تجزي إلا عن واحد والبقرة تجزي عن خمسة؟ قال: لان البدنة لم يكن فيها
من العلة ما كان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى عليه السلام بعبادة العجل كانوا خمسة
أنفس وكانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد وهم أذينوه وأخوه مبذويه وابن أخيه
وابنته وامرأته وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله عز وجل بذبحها.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: جاء هذا الحديث هكذا فأوردته لما فيه
من ذكر الخمسة والذي أفتي به في البدنة أنها تجزي عن سبعة وكذلك البقرة تجزي عن
سبعة متفرقين وليست هذه الأخبار بمختلفة لان ما تجزي عن سبعة تجزي عن واحد
وتجزي عن خمسة أيضا، وليس في هذا الحديث أن البدنة لا تجزي إلا عن واحد ولا
فيه أن البقرة لا تجزي إلا عن خمسة.
أعطى النبي صلى الله عليه وآله خمسا لم يعطها أحد قبله
56 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي -
عبد الله البرقي، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر أبي
الجارود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت خمسا
لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، وأحل
لي المغنم، وأعطيت جوامع الكلم، وأعطيت الشفاعة (1).

(1) تقدم الكلام فيه في الحديث الرابع عشر من باب الأربعة.
292

أعطى الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وآله
خمسا وأعطى عليا عليه السلام خمسا
57 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
عبد الله بن موسى بن هارون المفتي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا
المعلي بن هلال، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع
الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر،
وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب
السماوات والحجب حتى نظر إلى ما نظرت إليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع
الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في كتاب المعراج.
حق الحياء من الله عز وجل في خمس خصال
58 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: استحيوا من الله حق الحياء،
قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله
بين عينيه، وليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، ومن
أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا.
شفع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله في خمسة
59 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
أبو محمد الفضل اليماني قال: حدثني الحسن بن جمهور، عن أبيه، عن علي بن حديد،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هبط
جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله عز وجل: قد شفعك في خمسة: في
293

بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطلب
وفي حجر كفلك، وهو عبد المطلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن -
عبد المطلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية، قيل: يا رسول الله من هذا الأخ؟
فقال: كان انسي وكنت انسه، وكان سخيا يطعم الطعام.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه اسم هذا الأخ الجلاس بن علقمة.
قول النبي صلى الله عليه وآله من يضمن لي خمسا اضمن له الجنة
60 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي قال: حدثنا أبو الفضل
العباس [بن طاهر] بن طاهر بن ظهير وكان من الأفاضل - رحمه الله - قال: حدثنا
النصر بن الأصبغ بن منصور البغدادي المقيم ببلخ (1) قال: حدثنا موسى بن هلال،
عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن تميم الداري (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة، قيل: وما هي؟ يا رسول الله قال: النصيحة
لله عز وجل، والنصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله و
النصيحة لجماعة المسلمين (3).

(1) عنونه الخطيب في التاريخ ج 13 ص 289.
(2) هو تميم بن أوس بن خارجة الداري، أبو رقية صحابي مشهور انتقل إلى الشام
بعد قتل عثمان وسكن بيت المقدس مات قبل سنة أربعين وكان اسلامه سنه تسع وهو أول
من أسرج السراج في المسجد. يروى عنه الحسن البصري وجماعة.
(3) في النهاية: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له،
وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة يجمع معناه غيرها، وأصل النصح في اللغة
الخلوص، يقال: نصحته ونصحت له. ومعنى نصيحة الله: صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص
النية في عبادته ومعنى نصيحة رسوله التصديق بنبوته ورسالته، والانقياد لما أمر به ونهى
عنه، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه. ونصيحة عامة المسلمين: ارشادهم
إلى مصالحهم.
294

قول النبي صلى الله عليه وآله أعطيت في علي خمسا
61 - أخبرني أبو العباس الفضل [بن الفضل] بن العباس الكندي الهمداني
فيما أجازه لي بهمذان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا محمد بن الضحاك (1)،
عن مجالد النبال، قال: أخبرنا سليمان بن فرخان (2) قال: حدثنا عبد الله بن أبي سليمان
ابن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن أبي سليمان، عن
عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أعطيت في علي خمسا أما
واحدة فيواري عورتي، وأما الثانية فيقضي ديني، وأما الثالثة فهو متكأ لي يوم القيامة
في طول الموقف، وأما الرابعة فهو عوني على عقر حوضي، وأما الخامسة فإني لا أخاف
عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان.
طوبى لمن كان فيه خمس خصال
62 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: طوبى لمن كان صمته
فكرا، ونظره عبرا، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته. وسلم الناس من يده ولسانه.
شيعة جعفر بن محمد عليه السلام من اجتمع فيه خمس خصال
63 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد

(1) هو محمد بن الضحاك الشيباني الذي عنونه الخطيب في التاريخ ج 5 ص 376.
(2) لم أجده وكذلك شيخه عبد الله وراويه مجالد. وروى الخبر الحافظ أبو نعيم
في الحلية ج 10 ص 211 وسنده هكذا " عن محمد بن المظفر - املاء - عن أبي على محمد
ابن الضحاك بن عمرو، عن سهل بن عبد الله الزاهد، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن محمد
ابن عبد الرحمن القشيري، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري
عن النبي قال: - الحديث " وجميع رجال السند معنون في التقريب والتهذيب.
295

ابن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه،
وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر. وقد أخرجت ما رويته في هذا
المعنى في كتاب صفات الشيعة.
خمسة لا ينامون
64 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن موسى بن جعفر البغدادي، عن عبيد الله بن عبد الله بن عروة (1)، عن شعيب، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمسة لا ينامون: الهام بدم يسفكه، وذو المال
الكثير لا أمين له، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، و
المأخوذ بالمال الكثير ولا مال له، والمحب حبيبا يتوقع فراقه.
في جهنم رحى تطحن خمسة
65 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:
حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه
عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: إن في جهنم رحى تطحن [خمسا] أفلا تسألون
ما طحنها؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين؟ قال: العلماء الفجرة، والقراء الفسقة،
والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة (2). وإن في النار لمدينة
يقال لها: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال: فيها
أيدي الناكثين (3).

(1) كذا والمراد بشعيب شعيب العقرقوفي ويروى عنه عبيد الله بن عبد الله الدهقان
كثيرا. ولعل الصواب " عبيد الله بن عبد الله، عن عروة، عن شعيب " والمراد بعروة: ابن
أخت شعيب كما يظهر من الكافي باب الصلاة في طلب الرزق.
(2) العرفاء: جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم
ويتعرف الأمير منه أحوالهم.
(3) تخصيص الأيدي إنما هو لوقوع عقد البيعة بها.
296

النهى عن قتل خمسة والامر بقتل خمسة
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاشاني، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان
ابن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى
عن قتل خمسة: الصرد الصوام (1)، والهدهد، والنحلة، والنملة، والضفدع، وأمر بقتل
خمسة: الغراب، والحدأة، والحية، والعقرب، والكلب العقور (2).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا أمر إطلاق ورخصة لا أمر وجوب وفرض.
خمسة ملعونون
67 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي الكوفي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن نصر بن -
قابوس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المنجم ملعون، والكاهن ملعون، والساحر
ملعون، والمغنية ملعونة، ومن آواها وأكل كسبها ملعون، وقال عليه السلام: المنجم
كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار.

(1) قوله الصوام: الظاهر أنه بالفتح والتشديد بمعنى كثير الصوم قال في القاموس
الصرد بضم الصاد وفتح الراء طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير وهو أول طائر صام لله تعالى.
وفى حياة الحيوان عن القرطبي ويقال له: الصرد الصوام. هذا ولكن في جملة من نسخ الخصال
ونسخة العيون الصرد والصوام بالعطف الظاهر في التعدد ويوافقه كلام الفقهاء قال الشهيد:
ويكره أيضا الصرد بضم الصاد وفتح الراء والصوام بضم الصاد وتشديد الواو قال في التحرير
انه طائر أغبر اللون طويل الرقبة أكثر ما يبيت في النخل، وفى الاخبار النهى عن قتلهما
في جملة ستة انتهى. أقول لزوم اختلاف العدد والمعدود أعنى كون العدد خمسة والمعدود
ستة يبعد نسخ العطف الا أن يحمل العطف على التفسير وكون الصرد والصوام مترادفين (كذا
في هامش المطبوع).
(2) للخبر توضيح سيأتي في باب الخصال الستة تحت رقم 18.
297

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: المنجم الملعون هو الذي يقول بقدم
الفلك، ولا يقول بمفلكه وخالقه عز وجل.
ما من عمل يوم النحر أفضل من خمس خصال
68 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن أحمد الأيادي، عن عبد الله بن محمد، عن
عمرو بن شمر، عن أبان بن محمد، عن محمد بن علي عليهما السلام قال: ما من عمل أفضل يوم
النحر من دم مسفوك، أو مشي في بر الوالدين، أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل
ويبدؤه بالسلام (1) أو رجل أطعم من صالح نسكه (2) ودعا إلى بقيتها جيرانه من اليتامى
وأهل المسكنة والمملوك، وتعاهد الاسراء (3).
خمس خصال من عدمت فيه لم يكن فيه كثير مستمتع
69 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع: الدين، والعقل، والأدب،
والحرية، وحسن الخلق.
في الديك الأبيض خمس خصال
70 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد،
عن إبراهيم بن حمويه (4)، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: قال الرضا عليه السلام في الديك

(1) أي يأخذ على رحمه القاطع بالاحسان إليه والسلام عليه.
(2) نسك: كعنق وقفل: الذبيحة.
(3) تعاهده أي تفقده وتحفظه.
(4) عنونه الأستاذ الوحيد البهبهاني في التعليقة وقال: روى عنه محمد بن أحمد بن
يحيى ولم يستثن روايته وفيه اشعار بالاعتماد عليه.
298

الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم السلام: معرفته بأوقات الصلاة، والغيرة، و
السخاء والشجاعة، وكثرة الطروقة.
خمسة لا يستجاب لهم
71 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن علي الكوفي، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن حماد الحارثي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمسة لا يستجاب لهم: رجل جعل
الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها ورجل أبق مملوكه
ثلاث مرات ولم يبعه، ورجل مر بحائط مائل وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط
عليه، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه، ورجل جلس في بيته وقال: اللهم
ارزقني ولم يطلب.
الامر بتمجيد الله عز وجل في خمس كلمات
72 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد السياري باسناده رفعه إلى أبي -
حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قلت قولك مجدوا الله في خمس كلمات
ما هي؟ قال: إذا قلت " سبحان الله وبحمده " رفعت الله تبارك وتعالى عما يقول العادلون
به (1)، فإذا قلت: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " فهي كلمة الاخلاص التي لا
يقولها عبد إلا أعتقه الله من النار إلا المستكبرين والجبارين، ومن قال " لا حول ولا
قوة إلا بالله " فوض الامر إلى الله عز وجل، ومن قال: " أستغفر الله وأتوب إليه "
فليس بمستكبر ولا جبار، إن المستكبر الذي يصر على الذنب الذي قد غلبه هواه
فيه وآثر دنياه على آخرته، ومن قال: الحمد لله فقد أدى شكر كل نعمة لله عز
وجل عليه.

(1) أريد به المشركون العادلون عن الحق.
299

أولو العزم من الرسل خمسة
73 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد
محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
أولو العزم من الرسل خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله
عليهم أجمعين.
خمسة ينتظر بهم إلى أن يتغيروا
74 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد الخالق - ابن أخي شهاب بن
عبد ربه - قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خمسة ينتظر بهم إلى أن يتغيروا (1): الغريق،
والمصعوق، والمبطون، والمهدوم، والمدخن.
خمسة مساجد بالكوفة ملعونة وخمسة مباركة
75 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر
عن أبي حمزة الثمالي، عن محمد بن مسلم (2)، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: بالكوفة
مساجد ملعونة ومساجد مباركة، فأما المباركة فمسجد غنى والله إن قبلته لقاسطه وإن
طينته لطيبة، ولقد بناه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتى ينفجر عنده عينان، و
يكون فيهما جنتان، وأهله ملعونون وهو مسلوب منهم. ومسجد بني ظفر، ومسجد

(1) أي لا يسرع في تجهيزهم بل يتركوا حتى علم موتهم يقينا.
(2) في الكافي " عن محمد بن عذافر عن أبي حمزة أو عن محمد بن مسلم ". وفى
التهذيب " عن محمد بن عذافر عن محمد بن مسلم " بدون ذكر أبى حمزة.
300

السهلة، ومسجد بالخمراء، ومسجد جعفي. وليس هو مسجدهم اليوم ويقال:
درس (1). واما المساجد المعونة: فمسجد ثقيف، ومسجد الأشعث، ومسجد جرير
البجلي، ومسجد سماك. ومسجد بالخمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة.
النهي عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة
76 حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب قال: حدثني صفوان بن يحيى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
أمير المؤمنين عليه السلام نهى عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة: مسجد الأشعث بن
قيس الكندي، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي، ومسجد سماك بن مخرمة، ومسجد
شبث بن ربعي (2) ومسجد تيم، قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام إذا نظر إلى مسجدهم

(1) غنى حي من غطفان. وبنو ظفر - محركة - بطن في الأنصار. وبطن في سليم.
والسهلة - بالكسر تراب رملي يجئ به الماء ومنه مسجد السهلة. وبالخمراء - بالموحدة
والخاء المعجمة والراء - قرية بقرب الكوفة بها قبر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي
عليهما السلام، وضبطه في القاموس باخمرى - كسكرى -. وجعفي - ككرسي - ابن سعد
العشيرة أبو حي من اليمن والنسبة جعفى أيضا. وثقيف كامير أبوحي من هوازن. والأشعث
هو أشعث بن قيس الكندي من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام ارتد بعد النبي
صلى الله عليه وآله في ردة أهل ياسر ثم صار ملعونا خارجيا. وجرير بالجيم - ابن عبد الله
البجلي سكن الكوفة وقدم الشام برسالة أمير المؤمنين إلى معاوية ولصق به قيل كان طوله
ستة أذرع. وسماك - ككتاب - ابن مخرمة بالمعجمة والراء، ومسجد بالخمراء ثانيا استيناف
لا فائدة له. وفي التهذيب وأكثر نسخ الكتاب " مسجد الحمراء " بدون الباء وإهمال الحاء
في الموضعين. (الوافي). وفي المراصد باخمرا موضع بين الكوفة وواسط.
(2) شبث - بفتح أوله والموحدة ثم المثلثة - ابن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد -
القدوس الكوفي مخضرم كان مؤذن سجاح، ثم أسلم، ثم كان ممن أعان على عثمان، ثم صحب
عليا، ثم صار من الخوارج عليه، ثم تاب فحضر قتل الحسين، ثم كان ممن طلب بدم الحسين
مع المختار ثم ولى شرطة الكوفة. ثم حضر قتل المختار ومات بالكوفة في حدود سنة
الثمانين (التقريب).
301

قال: هذه بقعة تيم، ومعناه إنهم قعدوا عنه لا يصلون معه عداوة له وبغضا. لعنهم الله (1)
خمسة يجب عليهم التمام في السفر
77 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن
الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد
عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: خمسة يتمون في سفر كانوا أو في
حضر: المكاري والكري والاشتقان - وهو البريد - والراعي، والملاح لأنه عملهم (2).
للرجل أن يرى من المرأة التي ليست له بمحرم خمسة أشياء
78 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد (3)، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما للرجل ان يرى من المرأة إذا لم يكن لها بمحرم،
قال: الوجه، والكفين، والقدمين (4).
تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت
79 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن ابن يحيى (5)، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد

(1) لا يقال هذه المساجد قد أحدثت بعد أمير المؤمنين فكيف يستقيم نهيه عن الصلاة فيها
لأنا نقول هذه المساجد بنيت قبل ودرست وجددت بعد، كما في خبر عبيس بن هشام عن سالم
عن أبي جعفر عليه السلام قال " جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسين: مسجد الأشعث ومسجد
جرير ومسجد سماك ومسجد شبث بن ربعي " فتكون قديمة موجودة في عصره عليه السلام.
(2) تقدم نحوه في باب الأربعة تحت رقم 122.
(3) مروك بن عبيد بن سالم ثقة صدوق (صه).
(4) الخبر يدل على أن الوجه والكفين والقدمين ليست في المرأة من العورة.
(5) الظاهر هو القاسم بن يحيى.
302

ابن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه عليهم السلام أن أمير
المؤمنين عليه السلام قال فيما علم أصحابه: تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت، عند نزول
الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس،
وعند طلوع الفجر (1).
الجنة تشتاق إلى خمسة
80 - حدثنا القاضي محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الحافظ البغدادي
رضي الله عنه قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس الرازي قال:
حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي عليهم السلام قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: الجنة تشتاق إليك والى عمار و [إلى] سلمان وأبي ذر والمقداد.
خمس يطلقن على كل حال
81 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد
عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس يطلقن
على كل حال: الحامل والتي قد يئست من المحيض، والتي لم يدخل بها، والغائب
عنها زوجها، والتي لم تبلغ المحيض.
علامات خروج القائم عليه السلام خمس
82 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان
ابن يحيى، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس
قبل قيام القائم: [خروج] اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف
البيداء، وقتل النفس الزكية.

(1) كذا. والعدد لا يطابق المعدود.
303

ليس بين خمس من النساء وبين أزواجهن ملاعنة
83 حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
وعبد الله ابنا محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي،
عن علي بن داود اليعقوبي، عن سليمان بن حفص البصري، عن أبي عبد الله جعفر بن -
محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن عليا عليه السلام قال: ليس بين خمس من النساء وبين
أزواجهن ملاعنة: اليهودية تكون تحت المسلم، والنصرانية والأمة تكونان تحت
الحر (1) فيقذفهما، والحرة تكون تحت العبد فيقذفها، والمجلود في الفرية، لان الله
عز وجل يقول: " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " (2) والخرساء ليس بينها وبين زوجها
لعان إنما اللعان باللسان.
الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه بهن فأتمهن خمس
84 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم
العلوي العباسي (3) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري (4) قال:
حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الأزدي، عن المفضل

(1) يعني الحر المسلم.
(2) في قوله تعالى " الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم
ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور: 5.
(3) هو حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي
ابن أبي طالب عليه السلام أبو يعلى ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث. كما في جش وصه.
(4) هو جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور أبو عبد الله الكوفي مولى، كان
ضعيفا في الحديث قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا ويروى عن المجاهيل و
سمعنا من قال كان أيضا فاسد المذهب والرواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة
أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله تعالى (جش) وعنه
(صه) وقال ابن الغضائري: انه كان كذابا متروك الحديث، واما محمد بن الحسين بن
زيد أبو جعفر الزيات فهو ثقة جليل، عظيم القدر، كثير الرواية، حسن التصانيف، مسكون
إلى روايته، واما محمد بن زياد فهو ابن أبي عمير.
304

ابن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وإذ ابتلى
إبراهيم ربه بكلمات " (1) ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه
فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
الا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله
فما يعني عز وجل بقوله " فأتمهن "؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم عليه السلام اثني عشر
إماما تسعة من ولد الحسين.
قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: " وجعلها
كلمة باقية في عقبه " (2)؟ قال: يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم
القيامة. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون
ولد الحسن عليهما السلام، وهما جميعا ولدا رسول صلى الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟
فقال عليه السلام إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب
هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، وإن الإمامة
خلافة [من] الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون
صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون (3).
ولقول الله تبارك وتعالى " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " وجه آخر
وما ذكرناه أصله والابتلاء على ضربين أحدهما يستحيل على الله تعالى ذكره، والآخر
جائز، فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه، وهذا ما لا يصح له لأنه
عز وجل علام الغيوب، والضرب الآخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به
فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق، ولينظر إليه الناظر فيقتدي به،
فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة إلا إلى الكافي المستقل، الذي
كشفت الأيام عنه بخبره، فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه، ومنها اليقين وذلك قول الله

(1) البقرة: 124.
(2) الزخرف: 27.
(3) إلى هنا تمام الخبر وما بعده من كلام الصدوق رحمه الله كما هو الظاهر من ألفاظه.
305

عز وجل: " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " (1)
ومنها المعرفة بقدم باريه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حين نظر إلى الكوكب، والقمر
والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه (2)، ثم علمه
عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز وجل: (فنظر نظرة في النجوم فقال
إني سقيم) (3) وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب
الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه وآله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام:
" يا علي أول النظرة لك، والثانية عليك لا لك "، ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام
عنه بدلالة قوله عز وجل: " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون
* قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال: لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا
أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي
فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتالله لأكيدن أصنامكم (4) بعد أن تولوا
مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون (5) ". ومقاومة الرجل
الواحد ألوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة، ثم الحلم مضمن معناه في قوله
عز وجل: " إن إبراهيم لحليم أواه منيب (6) " ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف
إبراهيم المكرمين، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله: (وأعتزلكم
وما تدعون من دون الله - الآية (7) " والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك

(1) الانعام: 75.
(2) كذا ولا يجيئ مصدر حدث يحدث الا " حدوثا وحداثة " والظاهر أنه كان " على
حدوثه وبحدوثه على محدثه " فصحف.
(3) الصافات: 88 و 89.
(4) أكيدن أي لأدبرن أو لإجتهدن في كسر أصنامكم.
(5) الأنبياء. 53 إلى 59. والجذاذ من الجذ وهو القطع.
(6) هود: 77. و " أواه " أي كثير التآلف على الناس ومنيب أي راجع إلى الله.
(7) مريم: 49.
306

في قوله عز وجل: " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا
أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا، يا أبت لا تعبد
الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من
الرحمن فتكون للشيطان وليا (1) " ودفع السيئة بالحسنة، وذلك لما قال له أبوه:
" أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا " فقال في جواب
أبيه " سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا (2) " والتوكل بيان ذلك في قوله: " الذي
خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي
يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (3)) ثم الحكم
والانتماء إلى الصالحين في قوله: " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين (4) " يعني
بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل، ولا يحكمون بالآراء والمقائيس
حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله: " واجعل لي لسان
صدق في الآخرين (4) " أراد به هذه الأمة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه
لسان صدق في الآخرين، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك قوله عز وجل: " وجعلنا
لهم لسان صدق عليا (5) " والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقذف به في النار،
ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل، ثم المحنة بالأهل حين خلص الله
عز وجل حرمته من عزازة القبطي المذكور في هذه القصة (6)، ثم الصبر على سوء
خلق سارة، ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله: " ولا تخزني يوم يبعثون (7) " ثم

(1) مريم: 43 إلى 46 " أهدك صراطا سويا " أي أوضح لك طريقا مستقيما.
(2) مريم: 47 و 48. أرجمنك باللسان يعني الشتم والذم أو بالحجارة حتى تموت
" مليا " أي زمانا طويلا. و " حفيا " أي بارا لطيفا.
(3) الشعراء: 78 إلى 82.
(4) الشعراء: 83 و 84.
(5) مريم: 51. عبر باللسان عما يوجد به.
(6) في المعاني " عرارة " والقصة مذكورة في روضة الكافي تحت رقم 560، وعزازة
أو عرارة اسم ذلك القبطي.
(7) الشعراء: 87.
307

النزاهة في قوله عز وجل: " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما
وما كان من المشركين (1) " ثم الجمع لاشراط الكلمات (2) في قوله: " إن صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العاملين * لا شريك له بذلك أمرت وأنا أول
المسلمين (3) " فقد جمع في قوله " محياي ومماتي لله رب العالمين " جميع أشراط الطاعات
كلها حتى لا تعزب عنه عازبة ولا تغيب عن معانيها غائبة (4).
ثم استجابة الله دعوته حين قال: (رب أرني كيف تحيى الموتى (5) " وهذه آية
متشابهة معناها أنه سأل عن الكيفية والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها
العالم لم يلحقه عيب، ولا عرض في توحيده نقص، فقال الله عز وجل: " أو لم تؤمن
قال بلى " هذا شرط عامة من آمن به متى سئل واحد منهم " أو لم تؤمن " وجب أن
يقول: بلى، كما قال إبراهيم، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم: " ألست
بربكم قالوا بلى (6) " قال: أول من قال بلى محمد صلى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى " بلى " سيد
الأولين والآخرين، وأفضل النبيين والمرسلين. فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب
إبراهيم فقد رغب عن ملته، قال الله عز وجل: " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من
سفه نفسه (7) " ثم اصطفاء الله عز وجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من
الصالحين في قوله عز وجل: " ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين " (7)
والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين الآخذون عن الله عز وجل أمره
ونهية والملتمسون للصلاح من عنده والمجتنبون للرأي والقياس في دينه في قوله: " إذ قال له
ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (8) " ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في
قوله عز وجل: " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين

(1) آل عمران: 67.
(2) في بعض النسخ " لاشتراط الكلمات ".
(3) الانعام: 262.
(4) اي لا يخفى عنه شئ، وعزب أي بعد وغاب وخفى.
(5) البقرة: 262.
(6) الأعراف: 171.
(7) البقرة: 129.
(8) البقرة: 125.
308

فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " (1) وفي قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله، " ثم أوحينا
إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " (2) وفي قوله عز وجل:
" ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل " (3) وأشراط كلمات الامام (4)
مأخوذة مما تحتاج إليه الأمة من جهته من مصالح الدنيا والآخرة. وقول إبراهيم عليه السلام:
" ومن ذريتي " (5) " من " حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة، و
منهم من لا يستحق الإمامة، هذا من جملة المسلمين، وذلك أنه يستحيل أن يدعو
إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم، فصح أن باب التبعيض وقع
على خواص المؤمنين والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد عن الكفر، ثم من اجتنب
الكبائر صار من جملة الخواص أخص (6)، ثم المعصوم هو الخاص الأخص ولو كان
للتخصيص صورة أربى عليه (7) لجعل ذلك من أوصاف الامام قد سمى الله عز وجل
عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده، ولما صح أن ابن البنت ذرية
ودعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في
المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه
بقوله " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا - الآية " (2) ولو خالف ذلك لكان
داخلا في قوله عز وجل: " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه (8) " جل نبي
الله عن ذلك، وقال الله عز وجل: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا " (9) وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه وآله ووضع

(1) البقرة: 126.
(2) النحل: 124. والحنيف المستقيم طريقته.
(3) الحج: 77. " من قبل " أي من قبل نزول القرآن.
(4) في بعض نسخ الكتاب ومعاني الأخبار " اشتراط كلمات الامام ".
(5) البقرة: 118.
(6) في بعض النسخ " الأخص ".
(7) أي أعلا مرتبة. وفي بعض النسخ " أدنى عليه ".
(8) البقرة: 129.
(9) آل عمران: 67.
309

الامامية فيه وضعها في ذريته المعصومين، وقوله عز وجل: " لا ينال عهدي الظالمين "
عني به أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد صنما أو وثنا أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم
بعد ذلك والظلم وضع الشئ في غير موضعه، وأعظم الظلم الشرك قال الله عز وجل:
" ان الشرك لظلم عظيم " (1) وكذلك لا تصلح الإمامة لمن قد ارتكب من المحارم شيئا
صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك، وكذلك لا يقم الحد من في جنبه حد
فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمته إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان
نبيه صلى الله عليه وآله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك
وهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل.
كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عماله بخمس خصال
85 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ين يحيى
العطار قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إبراهيم
النوفلي رفعه إلى جعفر بن محمد أنه ذكر عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب
إلى عماله: أدقوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم، واقصدوا
قصد المعاني، وإياكم والاكثار، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار.
خمس من الفطرة
86 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نوح
قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حماد من أهل قومس قال: حدثنا أبو محمد الحسن
ابن علي الحلواني قال حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا مالك بن أنس، عن سعيد بن -
أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس من الفطرة:
تقليم الأظفار: وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاختتان.

(1) لقمان: 12.
310

خمس مناقب لأمير المؤمنين عليه السلام
87 - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأسترآبادي العدل ببلخ قال: أخبرنا
جدي قال: حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا
زافر بن سليمان، عن إسرائيل، عن عبيد الله بن شريك العامري، عن الحارث بن ثعلبة
قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام قال: نعم شهدت له أربع مناقب
والخامسة قد شهدتها لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة، ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه فرجع أبو بكر فقال:
يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا إلا أنه لا يبلغ عني إلا رجل مني. وسد
رسول الله صلى الله عليه وآله أبوابا كانت في المسجد وترك باب علي عليه السلام فقالوا: سددت الأبواب
وتركت بابه؟ فقال صلى الله عليه وآله: ما انا سددتها ولا أنا تركته. قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله
عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين فقال النبي صلى الله عليه وآله: لأعطين
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير، قال: فتعرض
لها غير واحد فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له. والرابعة
يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رأى بياض آباطهما
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن
كنت مولاه فعلي مولاه، والخامسة خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله ثم لحق به فقال له:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
خمسة أشياء يجب الاخذ فيها على القاضي بظاهر الحكم
88 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار. عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر المقرئ بإسناده رفعه إلى أبي -
عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: خمسة أشياء
يجب على القاضي الاخذ فيه بظاهر الحكم: الولاية، والمناكح، والمواريث،
311

والذبايح، والشهادات، إذا كان ظاهر الشهود مأمونا جازت شهادتهم ولا يسأل عن باطنهم.
السباق الخمسة
89 - أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا البجيري (1) قال: حدثنا
محمد بن حرب الواسطي قال: حدثني يزيد بن هارون، عن أبي شيبة قال: حدثنا رجل
من همدان، عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: السباق خمسة فأنا سابق
العرب، وسلمان سابق فارس (2) وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب
سابق النبط (3).
سن عبد المطلب في الجاهلية خمس سنن أجراها الله عز وجل في الاسلام
90 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو
يزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد
أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب
عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي إن عبد المطلب سن في
الجاهلية خمس سنن أجارها الله له في الاسلام، حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله

(1) الظاهر هو عمرو بن محمد بن بجير الذي ذكر في جملة رواة محمد بن -
حرب الواسطي. وفي بعض النسخ " البحتري " وفي بعضها " البحيري ".
(2) اي سابق فارس إلى الاسلام يعني هو أولهم اسلاما. وأنشد بعضهم:
لعمرك ما الانسان الا ابن دينه * فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الاسلام سلمان فارس * وقد وضع الكفر الحسيب أبا لهب
أسلم سلمان بالمدينة لما قدم النبي صلى الله عليه وآله بها مهاجرا وكان من المعمرين
عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة وخمسين سنة والأول أصح وكان يأكل من عمل يده
ويتصدق بعطائه، ومناقبه كثيرة، مات بالمدائن سنة 35.
(3) يعني به خباب بن الأرت التميمي أبو عبد الله من كبار الصحابة والسابقين إلى
الاسلام وكان يعذب في الله، شهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين.
312

عز وجل " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء " (1) ووجد كنزا فأخرج منه الخمس
وتصدق به، فأنزل الله عز وجل: " واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
- الآية " (2) ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله " أجعلتم سقاية الحاج و
عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر - الآية " وسن في القتل مائة من الإبل
فأجرى الله عز وجل ذلك في الاسلام، ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم
عبد المطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الاسلام. يا علي إن عبد المطلب كان لا
يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح على النصب، ويقول: أنا على
دين أبي إبراهيم عليه السلام.
لا وليمة الا في خمس
91 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن سجادة العابد واسمه الحسن بن علي
ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر قال: قال أبو الحسن الأول عليه السلام: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذار، أو وكار أو
ركاز، فأما العرس فالتزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الرجل
يشتري الدار، والركاز الذي يقدم من مكة.
92 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين
قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح
التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته
له: يا علي لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز. والعرس
التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار في شراء الدار، والركاز
الذي يقدم من مكة.

(1) النساء: 22.
(2) الأنفال: 41.
313

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يقال للطعام الذي يدعا إليه الناس عند
بناء الدار أو شرائها: الوكيرة، والوكار منه، ويقال للطعام الذي يتخذ للقادم من السفر:
النقيعة، والركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه
من الثواب الجزيل. ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله: " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " (1).
سأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه عز وجل في علي عليه السلام خمس خصال
93 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر قال: حدثنا زيد بن محمد
البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال: حدثني أبي قال:
حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: يا علي سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فسألت
ربي أن أكون أول من تنشق عنه الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي،
فأعطاني. وأما الثانية فسألت ربي أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني.
وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك في القيامة صاحب لوائي، فأعطاني. وأما الرابعة
فسألت ربي أن يسقى أمتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة فسألت ربي
أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني. فالحمد لله الذي من علي بذلك.
94 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن
هشام المكتب، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: حدثنا
علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد
ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إني سألت ربي عز وجل
فيك خمس خصال فأعطاني، أما أولها فاني سألته أن تنشق الأرض عني فأنفض
التراب عن رأسي وأنت معي، فأعطاني. وأما الثانية فاني سألته أن يقفني عند كفة
الميزان وأنت معي، فأعطاني. وأما الثالثة فسألت ربي عز وجل أن يجعلك حامل

(1) راجع معاني الأخبار ص 272.
314

لوائي وهو لواء الله الأكبر، عليه مكتوب " المفلحون الفائزون بالجنة "، فأعطاني.
وأما الرابعة فاني سألته أن يسقى أمتي من حوضي بيدك، فأعطاني. وأما الخامسة
فإني سألته أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني. والحمد لله الذي من علي به.
خمسة لو رحل الناس فيهن ما قدروا على مثلهن
95 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا زيد بن محمد البغدادي
قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي
ابن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال علي عليه السلام: خمس لو رحلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن: لا يخاف عبد إلا
ذنبه، ولا يرجو إلا ربه عز وجل، ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم،
[ولا يستحيي أحدكم، إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم:] والصبر من الايمان
بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له.
96 - حدثنا الحسن بن محمد السكوني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرمي قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن
السري، عن الشعبي قال: قال علي عليه السلام: خذوا عني كلمات لو ركبتم المطي فأنضيتموها
لم تصيبوا مثلهن: ألا لا يرجو أحد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيي [العالم]
إذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، واعلموا
أن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له.
في يوم الجمعة خمس خصال
97 - حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني بسمرقند، قال:
حدثنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسحاق المعروف بابن الشغال (1) قال: حدثنا الحارث
ابن محمد بن أبي أسامة (2) قال: حدثني يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا زهير بن محمد،
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي لبابة بن عبد المنذر

(1) كذا ولم أظفر به.
(2) عنونه الخطيب في التاريخ ج 8 ص 218.
315

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظم عند الله عز وجل من
يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصال: خلق الله عز وجل فيه آدم عليه السلام،
وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد
فيها شيئا إلا آتاه، ما لم يسأل حراما، وما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض ولا رياح
ولا جبال ولا بر ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة.
كراهة التزويج بخمس
98 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبو الحسن علي
ابن الحسن بن البندار التميمي الطبري بأسفرايين في الجامع قال: حدثنا أبو نصر
محمد بن يوسف الطوسي بطبران قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن خشرم المروزي
قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني المروزي (1) قال: قال أبو حنيفة النعمان
ابن ثابت أفيدك حديثا طريفا لم تسمع أطرف منه، قال: فقلت: نعم، قال أبو حنيفة:
أخبرني حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله ابن بحينة (2) عن زيد
ابن ثابت قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا زيد تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج
تستعف مع عفتك، ولا تزوجن خمسا، قال زيد: من هن يا رسول الله؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا. فقال
زيد يا رسول الله: ما عرفت مما قلت شيئا، وإني بأمرهن لجاهل، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ألستم عربا! أما الشهبرة فالزرقاء البذية، وأما اللهبرة فالطويلة
المهزولة، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت
فذات الولد من غيرك.

(1) الفضل بن موسى السينانى - بمهملة مكسورة ونونين - أبو عبد الله المروزي ثقة
ثبت (التقريب).
(2) هو عبد الله بن مالك بن القشب - بكسر القاف وسكون المعجمة بعدها موحدة -
الأزدي أبو محمد حليف بنى عبد المطلب يعرف بابن بحينة بموحدة ومهملة مصغرا صحابي
معروف مات بعد الخمسين.
316

خيار العباد الذين يفعلون خمس خصال
99 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن إسماعيل بن مهران
عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن جعفر النخعي، عن محمد بن مسلم، وغيره، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن خيار العباد، فقال:
الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا
صبروا. وإذا غضبوا غفروا.
في القول الحسن خمس خصال
100 - حدثنا يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز بالكوفة قال: حدثنا
عمي علي بن العباس، قال: حدثنا إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي قال: حدثنا
عمرو بن خالد قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: القول
الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسأ في الاجل، ويحبب إلى الأهل، ويدخل
الجنة.
أعطيت أمة محمد صلى الله عليه وآله في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبله
101 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبو الفضل أحمد
ابن محمد بن حمدون النسائي بها، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي ببغداد، وكان
ثقة قال: حدثنا الحسن بن عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا هشيم، عن أبي
الحواري زيد العمي (1)، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله قال
أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبلي: أما واحدة فإذا كان أول

(1) في النسخ " الهيثم بن الجويري عن زيد العمى، عن أبي نصرة " وهذا من غريب
التصحيف. وزيد العمى أبو الحوارى البصري هو قاضي هراة وكان مولى زياد بن أبيه يروى
عن أبي نضرة منذر بن مالك العبدي، وروى عنه هشيم - مصغرا - كما في تهذيب التهذيب.
317

ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، وأما
الثانية فإن خلوف أفواههم (1) - حين يمسون - عند الله عز وجل أطيب من ريح
المسك. وأما الثالثة فإن الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم. وأما الرابعة
فإن الله عز وجل يأمر جنته أن استغفري وتزيني لعبادي، فيوشك أن يذهب عنهم
نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى جنتي وكرامتي. وأما الخامسة فإذا كان آخر ليلة
غفر لهم جميعا. فقال رجل: في ليلة القدر يا رسول الله؟ فقال: ألم تر إلى العمال إذا
فرغوا من أعمالهم وفوا.
يفر يوم القيامة خمسة من خمسة
102 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد الطائي قال: حدثنا أبي: قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال:
حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن -
أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان
فيما سأله أن قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه
وأبيه * وصاحبته وبنيه " من هم؟ فقال عليه السلام: قابيل يفر من هابيل، والذي يفر من
أمه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر
من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إنما يفر موسى من أمه خشية أن
يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم إنما يفر من الأب المربي المشرك لا
من الأب الوالد وهو تارخ.

(1) اي تغير رائحة أفواههم.
318

خمسة من الأنبياء عليهم السلام تكلموا بالعربية
103 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن -
عبد الله الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى
الرضا عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في
الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له:
أخبرني عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية فقال: هود وصالح وشعيب وإسماعيل
ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
خمسة من شر خلق الله عز وجل
104 - حدثنا علي بن محمد بن موسى الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد
ابن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني
نصير بن عبيد (1) قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثني يحيى بن يعلى،
عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد (2)، عن أبي حرب
ابن أبي الأسود، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
" من شر خلق الله خمسة: إبليس، وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد،
ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الأمة يبايع على كفر عند باب
لد " (3)، قال: ثم قال: إني لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد، ذكرت قول
رسول الله صلى الله عليه وآله فلحقت بعلي عليه السلام فكنت معه (4).

(1) في بعض النسخ " نصر بن عبيد ".
(2) هو سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم. مات سنة سبع أو ثمان
وتسعين وقيل مائة، وأما أبو حرب بن أبي الأسود الديلي [أو الدئلي] البصري، ثقة،
قيل اسمه محجن وقيل عطاء، مات سنة 108 (تهذيب التهذيب).
(3) لد - بالضم والتشديد - قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.
(4) أورده نصر في كتابه وقعة صفين أوائل الجزء الرابع.
319

باب الستة
في هذه الأمة ست خصال
1 حدثنا محمد بن علي بن الشاه أبو الحسين الفقيه بمروالروذ، قال: حدثنا
إبراهيم بن عبد الرزاق أبو إسحاق الأنطاكي قال: حدثنا يحيى بن المستفاد قال:
حدثنا يزيد بن سلمة النميري قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا بن أبي زائدة
[عن زائدة]، عن زاذان، عن زر بن حبيش قال: سمعت محمد بن الحنفية رضي الله عنه
يقول: فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن كان قبلنا، ولا تكون في أحد بعدنا: منا
محمد سيد المرسلين وعلي سيد الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، والحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة، وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث
يشاء ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام.
في الزنا ست خصال
2 - أخبرنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي بهمدان منصرفي من الحج
قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا هشام بن عمار قال:
حدثنا مسلمة بن علي (1)، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة بن اليمان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: [يا] معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال، ثلاث في
الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء، ويورث الفقر، و
ينقص العمر، وأما التي في الآخرة فإنه يوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود
في النار. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: " سولت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب
هم خالدون ".
3 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو يزيد
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك

(1) هو مسلمة بن علي بن خلف الخشني أبو سعيد الدمشقي البلاطي.
320

عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا
وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق
وأما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن، والخلود في النار.
4 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: للزاني: ست خصال، ثلاث في الدنيا: وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا
فإنه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأما التي في الآخرة فسخط
الرب جل جلاله، وسوء الحساب، والخلود في النار.
قول النبي صلى الله عليه وآله تقبلوا لي بست خصال أتقبل لكم بالجنة
5 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال:
حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام قال: حدثنا
علي بن يزيد الصدائي (1)، عن أبي شيبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا،
وإذا ائتمنتم فلا تخونوا. وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وألسنتكم.
ست خصال من فعلهن دخل الجنة
6 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس محمد بن محمد
ابن جمهور الحمادي الحبال قال: حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي ببخارى
قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي (2) قال: حدثنا إسماعيل

(1) بضم المهملة وتخفيف الدال بمد. فيه لين (التقريب).
(2) هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي. صدوق
مات سنة 250 كما في التقريب.
321

ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم (1) ومحمد بن زياد قالا: سمعنا أبا امامة يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أيها الناس إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا
ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم
طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم.
ستة من الأنبياء عليهم السلام لكل واحد منهم اسمان
7 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري قال: حدثنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد
ابن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا
موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي
ابن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام
بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله
أن قال: أخبرني عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل،
ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حلقيا (2) ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح،
ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
ستة لم يركضوا في رحم
8 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر

(1) في جميع النسخ " شرجيل " وهو تصحيف، والصواب ما في المتن وهو شرحبيل
ابن مسلم بن حامد الخولاني الشامي صدوق فيه لين، يروى عن أبي أمامة الباهلي وروى عنه
إسماعيل بن عياش بن سلم العنسي أبو عتبة الحمصي، وأما محمد بن زياد هو محمد بن زياد
الألهاني أبو سفيان الحمصي.
(2) في بعض النسخ " مليقا " وفي بعضها والعيون " ملقيا ".
322

الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن -
جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين
قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في
الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له:
أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا
موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله عز وجل.
ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب الصيرفي، عن الهيثم أبي كهمس، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، ومصحف
يقرء فيه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنة حسنة يؤخذ
بها بعده.
ست كلمات مكتوبة على باب الجنة
10 - حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن [علي بن] عمرو العطار
ببلخ، وكان جده علي بن عمرو صاحب علي بن محمد العسكري عليه السلام وهو الذي خرج
على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه (1) قال: حدثنا سليمان بن أيوب المطلبي
قال: حدثنا محمد بن محمد المصري (2) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن -
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن

(1) فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر من أصحاب الرضا عليه السلام غال
ملعون فسد مذهبه وقتله بعض أصحاب أبي محمد العسكري، لا يلتف إلى حديثه، له كتب كلها
تخليط (صه وجش).
(2) هو محمد بن محمد بن الأشعث أبو علي الكوفي ثقة من أصحابنا سكن مصر (جش).
323

علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أدخلت الجنة فرأيت على بابها
مكتوبا بالذهب (لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن
والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله.
ست خصال من المروءة
11 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي قل: حدثنا محمد
ابن زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان
الطائي بالبصرة قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا،
عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ست من
المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فأما التي في الحضر: فتلاوة
كتاب الله عز وجل، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الاخوان في الله عز وجل، وأما
التي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي.
يقسم الخمس ستة أسهم
12 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله
ابن مسكان، عن أبي العباس، عن زكريا بن مالك الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه سأله عن قول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول
ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " (1) قال: أما خمس الله عز وجل
فللرسول يضعه حيث يشاء، وأما خمس الرسول فلأقاربه، وخمس ذوي القربى فهم
أقرباؤه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم، وأما المساكين
وأبناء السبيل فقد علمت أنا لا نأكل الصدقة، ولا تحل لنا فهي للمساكين وأبناء السبيل (2).

(1) الأنفال: 41.
(2) يعني السهمان الآخران لنا أيضا، راجع في توضيح ذلك كتاب الزكاة من مصباح
الفقيه للهمداني ص 145 ففيه بيان لطيف وتحقيق دقيق.
324

ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن موسى بن جعفر البغدادي، عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن درست، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجهل،
والرضا، والغضب والنوم، واليقظة.
ان الله عز وجل يعذب ستة بست خصال
14 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أسلم الجبلي
باسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله عز وجل يعذب ستة بستة:
العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار
بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (1).
ست خصال لا تكون في المؤمن
15 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان
عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ستة لا
تكون في المؤمن: العسر، والنكد، (2) واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي.

(1) الرستاق معرب روستا بمعنى ده.
(2) في بعض النسخ " النكر ". والنكد - بضم النون -. البخل، وقلة العطاء و
- بفتحها - منع الخير.
325

ستة لا يسلم عليهم
16 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن بنان بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة،
عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ستة لا يسلم عليهم:
اليهودي، والنصراني والمجوسي، والرجل على غائطه وعلى موائد الخمر، وعلى
الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب الأمهات.
ست عجيبات
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن إسحاق
الضحاك، عن منذر الجوان (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال سلمان رحمة الله عليه:
عجبت بست: ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني، فأما التي أبكتني: ففراق الأحبة محمد
وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله عز وجل، وأما التي أضحكتني:
فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري
أرضي الله أم سخط.
النهي عن قتل ستة
18 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسين بن زياد (2)، عن داود بن كثير الرقي قال:
بينما نحن قعود عند أبي عبد الله صلى الله عليه وآله إذ مر بنا رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب
إليه أبو عبد الله عليه السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الأرض، ثم قال: أعالمكم

(1) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا ولم أجدهما ولعل الصواب إسحاق الجلاب
فصحف.
(2) عنونه الشيخ وقال: هو من أصحاب الرضا عليه السلام لكن حاله مجهول.
326

أمركم بهذا أم فقيهكم لقد أخبرني أبي، عن جدي عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى
عن قتل ستة: النحلة، والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف. فأما النحلة
فإنها تأكل طيبا وتضع طيبا وهي التي أوحى الله عز وجل إليها، ليست من الجن
ولا من الانس، وأما النملة فإنهم قحطوا على عهد سليمان بن داود عليهما السلام فخرجوا
يستسقون فإذا هم بنملة قائمة على رجليها، مادة يدها إلى السماء وهي تقول: اللهم
أنا خلق من خلقك، لا غنى بنا عن فضلك، فارزقنا من عندك، ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء
ولد آدم، فقال لهم سليمان: ارجعوا إلى منازلكم فإن الله تبارك وتعالى قد سقاكم
بدعاء غيركم، وأما الضفدع فإنه لما أضرمت النار على إبراهيم شكت هوام الأرض
إلى الله عز وجل واستأذنته أن تصب عليها الماء، فلم يأذن الله عز وجل لشئ منها إلا
الضفدع فاحترق منه الثلثان وبقي منه الثلث، وأما الهدهد فإنه كان دليل سليمان
عليه السلام إلى ملك بلقيس، واما الصرد فإنه كان دليل آدم عليه السلام من بلاد سرانديب
إلى بلاد جدة شهرا، وأما الخطاف، فان دورانه في السماء أسفا لما فعل بأهل بيت
محمد صلى الله عليه وآله وتسبيحه قراءة الحمد لله رب العالمين، ألا ترونه وهو يقول: ولا الضالين.
ست خصال كرهها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله
والأوصياء من ولده وأتباعهم عليهم السلام
19 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن إبراهيم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل كره لي ست خصال و
كرههن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم،
والمن بعد الصدقة، وإتيان المسجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور.
327

المحمدية السمحة ست خصال
20 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس
ابن ظبيان قال: قال [لي] أبو عبد الله عليه السلام يا يونس اتقوا الله وآمنوا برسوله، قال:
قلت: آمنا بالله وبرسوله، فقال: المحمدية السمحة إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و
صيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام والطاعة للامام، وأداء حقوق المؤمن،
فإن من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل
من عرقه أودية، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذي حبس عن الله
حقه، قال: فيوبخ أربعين عام. ثم يؤمر به إلى نار جهنم.
ستة لا ينجبون
21 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سعيد بن جناح يرفعه (1)
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ستة لا ينجبون: السندي، والزنجي، والتركي،
والكردي، والخوزي، ونبك الري (2).
لا بأس بالعزل في ستة وجوه
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،

(1) قيل لعل الواسطة مطرف مولى معن لما سيأتي نظير هذا الخبر عنه في المجلد الثاني
وسعيد بن جناح يروى عنه، ومطرف مهمل وعلى فرض صحة الصدور يحمل على الغالب أو
هو ناظر إلى الزمان لان في ذلك الزمان أهالي هذه البلدان اما كفار مشركون أو ناصبون
لأهل بيت العصمة عليهم السلام بقرينة رواية تأتي في باب ستة عشر.
(2) النبك - بتقديم النون على الموحدة -: المكان المرتفع ولعل الإضافة إلى الري
بيانية. ويمكن أن يقرء " بنك الري " والبنك - بالضم - خالص كل شئ.
328

عن القاسم بن يحيى، عن جده (1) عن يعقوب الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام
يقول: لا بأس بالعزل في ستة وجوه: المرأة التي أيقنت أنها لا تلد، والمسنة، والمرأة
السليطة، والبذية والمرأة، التي لا ترضع ولدها، والأمة.
الحكرة في ستة أشياء
23 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحكرة في ستة أشياء:
في الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والسمن، والزيت.
التعوذ من ست خصال
24 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ في كل يوم من
ست [خصال] من الشك، والشرك، والحمية، والغضب، والبغي، والحسد.
ستة أشياء من السحت
25 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن
الخمر، ومهر البغي، والرشوة في الحكم، واجرة الكاهن.
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن عمار بن مروان قال: قال

(1) يعني أبا علي الحسن بن راشد وكان ثقة.
329

أبو عبد الله عليه السلام: السحت أنواع كثيرة، منها ما أصيب من أعمال الولاة الظلمة، ومنها
أجور القضاة وأجور الفواجر، وثمن الخمر، والنبيذ المسكر (1) والربا بعد البينة،
فأما الرشا يا عمار في الاحكام فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله.
أول ما عصى الله تبارك وتعالى به ست خصال
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول ما عصي الله تبارك وتعالى بست خصال (2)
حب الدنيا وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم،
وحب الراحة.
للدابة على صاحبها ست خصال
28 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن -
محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
للدابة على صاحبها ست خصال: يبدء بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به،
ولا يضرب وجهها، فإنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله
عز وجل، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق.
ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم وستة لا ينبغي لهم أن يأموا وستة أشياء
في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد

(1) يعني الشراب الذي يعمل من التمر، وقيده بالمسكر لاخراج الماء المالح الذي
نفذت فيه شئ من التمر ليطيب طعمه.
(2) في بعض النسخ " أول ما عصى الله به ست خصال ".
330

ابن عيسى، عن العباس بن معروف، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ
ابن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم، وستة لا ينبغي
[لهم] أن يأموا، وستة في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط، فأما الذين لا ينبغي أن يسلم
عليهم: فاليهود، والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر، والبربط
والطنبور، والمتفكهون بسب الأمهات، والشعراء. وأما الذين لا ينبغي أن يأموا من
الناس فولد الزنا، والمرتد، والأعرابي بعد الهجرة (1) وشارب الخمر والمحدود،
والأغلف (2). وأما التي من أخلاق قوم لوط فالجلاهق وهو البندق والحذف (3)، ومضغ
العلك، وإرخاء الإزار خيلاء، وحل الأزرار من القباء والقميص (4).
تفسير كلمات هن أصل الهجاء
30 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن -
علي بن فضال، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زيد قال: حدثني محمد بن سالم (5)
رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعاجيب كلها، ويل لعالم
جهل تفسيره، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما تفسير أبجد قال: أما الألف فآلاء الله، حرف
من أسمائه. وأما الباء فبهجة الله. وأما الجيم فجنة الله وجمال الله وجلال الله. و
أما الدال فدين الله. وأما هوز فالهاء هاء الهاوية: فويل لمن هوى في النار. وأما

(1) أي المتعرب بعد الهجرة.
(2) المحدود من ارتكب شيئا مما يوجب الحد فيحد. والأغلف هو غير المختون.
(3) الجلاهق - بضم الجيم وكسرها -: جسم صغير كروي من طين أو رصاص يرمى
به إلى الناس وهو بمعنى الحذف. وفي بعض النسخ " الخذف " وهو بمعناه، والبندق - بضم الباء
والدال -: جسم كروي صغير أيضا يعملونه من الطير ويرمون الناس به. والعلك: صمغ يعلك.
(4) الأزرار عروة القميص وما يقال له بالفارسية (دكمه).
(5) هو مشترك ولا تميز وفي المعاني يروى عن الأصبغ عنه عليه السلام.
331

الواو فويل لأهل النار. وأما الزاي فزاوية في جهنم نعوذ بالله مما في الزاوية يعني
زوايا جهنم. وأما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر، وما
نزل به جبرئيل عليه السلام مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن
مآب، وهي شجرة غرسها الله عز وجل بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى
من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل والثمار، متدلية على أفواههم. وأما الياء
فيد الله فوق خلقه، سبحانه وتعالى عما يشركون. وأما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل
لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحدا. وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في
الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم. وأما الميم فملك الله الذي
لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى، وأما النون فنون والقلم وما يسطرون. فالقلم قلم
من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ، يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا،
أما سعفص فالصاد صاع بصاع يعني الجزاء بالجزاء، كما تدين تدان، إن الله لا يريد
ظلما للعباد، وأما قرشت يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة، فقضي بينهم
بالحق وهم لا يظلمون.
وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير حروف المعجم من كتاب معاني الأخبار.
المجنون من فيه ست خصال
31 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم
ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن محمد
ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر
ابن محمد، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله على جماعة
فقال: على ما اجتمعتم؟ قالوا: يا رسول الله هذا مجنون يصرع، فاجتمعنا عليه، فقال:
ليس هذا بمجنون ولكنه المبتلى، ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حق المجنون؟
قالوا: بلى يا رسول الله قال: [ان المجنون حق المجنون] المتبختر في مشيته، الناظر
332

في عطفيه، (1) المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته وهو يعصيه، الذي لا
يؤمن شره، ولا يرجى خيره، فذلك المجنون، وهذا المبتلى.
من السنة التوجه في ست صلوات
32 - قال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي (2) إن من السنة التوجه في ست صلوات
وهي أول ركعة من صلاة الليل، والمفردة من الوتر، وأول ركعتي الزوال (3)، و
أول ركعة من ركعتي الاحرام، وأول ركعة من نوافل المغرب، وأول ركعة من الفريضة.
33 - ينزع عن الشهيد ستة أشياء ويترك عليه ما سوى ذلك
33 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الجوزاء المنبه
ابن عبد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه،
عن علي عليهم السلام قال: ينزع عن الشهيد الفرو، والخف، والقلنسوة، والعمامة، و
المنطقة، والسراويل إلا أن يكون أصابه دم فيترك، ولا يترك عليه شئ معقود إلا حل.
الناس على ست فرق
34 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن سعيد الأهوازي
عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الناس على
ست فرق: مستضعف، ومؤلف، ومرجى، ومعترف بذنبه (4) وناصب، ومؤمن.

(1) يعني من نظر إلى الناس بجانب عينيه تكبرا كالمتهاون بهم.
(2) كذا مضمرا.
(3) اي ركعتي نافلة الزوال والمراد بالتوجه التكبيرات الست قبل تكبيرة الاحرام.
(4) قوله " مستضعف " هو الذي لا يهتدي إلى الايمان سبيلا لعدم استطاعته كالصبي و
المجنون والأبله ومن لم يصل الدعوة إليه، قوله ومؤلف: روى أن المؤلفة قلوبهم هم الذين
وحدوا الله تعالى وخرجوا من الشرك ولم يدخل معرفة محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به قلوبهم فتألفهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكيما يعرفوا، قوله ومرجى - على
بناء اسم المفعول - من الارجاء اي المؤخر حكمه إلى يوم القيامة وعن أبي جعفر عليه السلام في
قول الله تعالى " وآخرون مرجون لأمر الله " قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر
وأشباههما من المؤمنين رحمة الله عليهم، ثم إنهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا
الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة ولم يكونوا على
جحودهم فيكفروا فيجب لهم النار، وهم على تلك الحال أما يعذبهم واما يتوب عليهم "،
وقوله: معترف بذنبه " وهو المؤمن الفاسق الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ثم اعترف
بذنبه فعسى الله ان يتوب عليه وقوله " ناصب " وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام
أو مواليهم (كذا في هامش المطبوع).
333

من أحب رجلا فليجتنب معه خصال ست
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن أحمد بن نوح، عن رجل
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحارث الأعور لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أنا
والله أحبك، فقال له: يا حارث أما إذا أحببتني فلا تخاصمني، ولا تلاعبني، ولا
تجاريني (1) ولا تمازحني، ولا تواضعني، ولا ترافعني.

(1) هي أن يجري الانسان مع غيره في المناظرة ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة
وترفعا. في بعض النسخ " ولا تحاربني " وفي ثالث " ولا تجازيني " وفي رابع " ولا تجاربني "
ثم إنه على اختيار المتن أو بعض النسخ يجب كون اللفظ على صيغة النفي دون النهي
لاقتضائه حذف الياء. وقوله " ولا تواضعني - اه " لعل المراد بالمواضعة والمرافعة هنا كون كل
منهما في صدد وضع الاخر ورفعه بالمدح والذم. (كذا في هامش المطبوع).
334

اهبط الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام خاتما فيه ستة أحرف (1)
36 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد
ابن أحمد، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسين بن خالد،
قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: ما كان نقش خاتم آدم؟ فقال: " لا إله
إلا الله، محمد رسول الله " هبط به آدم معه من الجنة، وإن نوحا عليه السلام لما ركب
السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا، ثم سلني النجاة
أنجك من الغرق ومن آمن معك. قال: فلما استوى نوح ومن معه في السفينة [و]
عصفت عليهم الريح فلم يأمن نوح من الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألفا،
فقال بالسريانية: هلوليا ألفا (2) ألفا يا ماريا أتقن، قال: فاستوى القلس (3) واستمرت
السفينة. فقال نوح عليه السلام: إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني،
فنقش في خاتمه " لا إله إلا الله - ألف مرة - يا رب أصلحني ". وكان نقش خاتم
سليمان بن داود عليهما السلام " سبحان من ألجم الجن بكلماته " وإن إبراهيم عليه السلام لما وضع
في المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحى الله عز وجل إليه يا جبرئيل ما يغضبك، قال:
يا رب إبراهيم خليلك ليس على وجه الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوك و
عدوه، فأوحى الله إليه اسكت، فإنما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأما
أنا فهو عبد آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل ثم التفت إلى إبراهيم عليه السلام
فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فأهبط الله عز وجل عندها خاتما فيه
ستة أحرف " لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري
إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله " قال: فأوحى الله عز وجل إليه بأن

(1) في أكثر النسخ المخطوطة العنوان هكذا " اهبط الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام
خاتما فيه ستة أحرف فتختم بها فجعل الله تعالى النار عليه بردا وسلاما ".
(2) في بعض النسخ " هلويا ألفا ألفا ".
(3) القلس: حبل عظيم من ليف أو خوص من قلوس السفن.
335

تختم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما.
أعفى الله عز وجل الشيعة من ست خصال
37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
أبو سعيد الادمي، عن أحمد بن محمد السياري (1)، عن محمد بن يحيى الخزاز، عمن
أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أعفى شيعتنا من ست خصال من الجنون
والجذام، والبرص، والابنة وأن يولد له من زنا، وأن يسأل الناس بكفه.
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ألا إن شيعتنا قد أعاذهم الله عز وجل من ست [من]
أن يطمعوا طمع الغراب أو يهروا هرير الكلاب (2) أو ينكحوا في أدبارهم، أو يلدوا من
الزنا أو يولد لهم من الزنا أو يتصدقوا على الأبواب.
خاصم أمير المؤمنين عليه السلام الناس بست خصال فخصمهم
39 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا أحمد
ابن الفضل الأهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا زيد بن موسى قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
خرج أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وغير واحد
من الصحابة يطلبون النبي في بيت أم سلمة فوجدوني على الباب جالسا فسألوني عنه،

(1) أحمد بن محمد السياري البصري من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد عليه
السلام ضعيف، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ ورجال
النجاشي وخلاصة الرجال للعلامة الحلي رحمهم الله.
(2) في بعض النسخ " الكلب ". والهرير. صوت الكلب.
336

فقلت: يخرج الساعة، فلم يلبث أن خرج وضرب بيده على ظهري فقال: كبريا ابن
أبي طالب (1) فإنك تخاصم الناس بعدي بست خصال فتخصمهم، ليست في قريش منها
شئ، إنك أولهم إيمانا بالله، وأقومهم بأمر الله عز وجل، وأوفاهم بعهد الله، وأرأفهم
بالرعية، وأعلمهم بالقضية، وأقسمهم بالسوية، وأفضلهم عند الله عز وجل.
حدثنا محمد بن أحمد البغدادي قال: حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي قال:
حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا أبو أحمد جعفر بن محمد بن عبد الله بن موسى
[قال حدثنا أبي] (2) قال: حدثنا أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام وساق
الحديث بإسناده مثله.
ستة دعوتهم مردودة
40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح
عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الأعلى، عن نوف (3) قال: بت ليلة عند أمير
المؤمنين علي عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و
يتلو القرآن، قال: فمر بي بعد هدوء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟
قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين، قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا
والراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها
طيبا: والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا تقريضا، على منهاج
عيسى بن مريم عليه السلام، إن الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام: قل للملا من
بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف
نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي

(1) في بعض النسخ " كن يا ابن أبي طالب ".
(2) ما بين القوسين ساقط من النسخ.
(3) يعني نوف البكالي.
337

قبله مظلمة، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا، أو شرطيا، أو عريفا، أو
صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإن نبي الله صلى الله عليه وآله
خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة
عريف (1) أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.
ستة ملعونون
41 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن -
محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن -
ميمون الخزاز قال: حدثنا عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي
ابن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد
في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والتارك لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله
والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذله الله، والمستأثر بفيئ المسلمين
المستحل له.
كمال الرجل بست خصال
42 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي قال: حدثنا أبو الفضل محمد
ابن أحمد الكاتب النيسابوري بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال
الرجل بست خصال بأصغريه، وأكبريه، وهيئتيه: فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل
قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم ببيان، وإما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله.
الناس على ست طبقات
43 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر
ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى زرارة بن أوفى

(1) العريف كامير: قيم القوم ومن يعرف أفراد القبيلة.
338

قال: دخلت على علي بن الحسين عليهم السلام فقال: يا زرارة الناس في زماننا على ست
طبقات: أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير وشاة، فأما الأسد فملوك الدنيا يحب
كل واحد منهم أن يغلب ولا يغلب. وأما الذئب فتجاركم يذمو [ن] إذا اشتروا، و
يمدحو [ن] إذا باعوا، وأما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم، ولا يكون في قلوبهم
ما يصفون بألسنتهم، وأما الكلب يهر على الناس بلسانه ويكرمه الناس من شر لسانه.
وأما الخنزير فهؤلاء المخنثون وأشباههم لا يدعون إلى فاحشة إلا أجابوا، وأما الشاة
فالمؤمنون الذين تجز شعورهم ويؤكل لحومهم ويكسر عظمهم فكيف تصنع الشاة بن
أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير.
تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني أوله باب السبعة.
339

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاملين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
باب السبعة
ورد الامر بدفن سبعة أشياء
قال الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الفقيه مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته ووفقه لمرضاته:
1 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو بكر مسعدة بن أسمع (1)
قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن إسحاق الهروي قال: حدثنا الفضل بن عبد الله الهروي
قال: حدثنا مالك بن سليمان، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الانسان: الشعر
والظفر، والدم، والحيض، والمشيمة، والسن، والعلقة (2).
نهي رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبع وأمر بسبع
2 - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبو العباس الثقفي قال:
حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن -
أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبع وأمر بسبع: نهانا أن نتختم بالذهب، وعن الشرب في آنية

(1) في بعض النسخ " سعد بن أسمع ". ولم أجده.
(2) في بعض النسخ " والعظم ".
340

الذهب والفضة، وقال: من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيه في الآخرة، وعن
ركوب المياثر، وعن لبس القسي (1)، وعن لبس الحرير والديباج والإستبرق، وأمرنا
عليه السلام باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم وإفشاء
السلام، وإجابة الداعي، وإبرار القسم. قال الخليل بن أحمد: لعل الصواب إبرار المقسم.
حرم من الشاة سبعة أشياء
3 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه، قال: حدثنا أبو حامد، قال:
حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي
عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: في وصيته
له: يا علي حرم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والمذاكير، والمثانة، والنخاع،
والغدد، والطحال، والمرارة.
4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن محمد بن هارون، عن أبي يحيى الواسطي بإسناده رفعه إلى أمير المؤمنين
عليه السلام أنه مر بالقصابين فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة: نهاهم عن بيع
الدم والغدد، وآذان الفؤاد، والطحال والنخاع والخصي والقضيب فقال له رجل
من القصابين: يا أمير المؤمنين ما الكبد والطحال إلا سواء، فقال له: كذبت
يا لكع (2) آتني بتورين من ماء آتك بخلاف ما بينهما، فأتي بكبد وطحال وتورين
من ماء، فقال: أمرس كل واحد منهما في إناء على حدة فمرسهما جميعا كما أمر به فانقبضت
الكبد ولم يخرج منه شئ ولم ينقبض الطحال وخرج ما فيه كله وكان دما كله وبقي
جلده وعروقه، فقال: هذا خلاف ما بينهما، هذا لحم وهذا دم.

(1) القسي ثياب تجلب من مصر مخلوطة بالإبريشم.
(2) اللكع - بضم اللام وفتح الكاف -: اللئيم.
341

اعطى النبي صلى الله عليه وآله في علي (ع) سبع خصال
5 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو يزيد
أحمد بن خالد الخالدي: قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال:
حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله آله قال في وصيته له: يا علي إن الله
تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال أنت أول من ينشق عنه القبر معي، وأنت أول
من يقف على الصراط معي، وأنت أول من يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حييت، وأنت
أول من يسكن معي في عليين وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي
ختامه مسك.
قول النبي صلى الله عليه وآله طوبى ثم طوبى - سبع مرات - لمن لم يرني وآمن بي
6 - حدثنا محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو العباس الحمادي قال:
حدثنا أبو جعفر الحضرمي قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام بن يحيى (1)
قال: حدثنا قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن
رآني وآمن بي، طوبى ثم طوبى - يقولها سبعا - لمن لم يرني وآمن بي (2).
سبعة في ظل عرش الله يوم القيامة
7 - أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا مصعب قال:

(1) هدبة بن خالد أبو خالد البصري ويقال الهداب - بالتثقيل وفتح أوله - ثقة عابد،
يروى عن همام بن يحيى بن دينار العوذى أبي عبد الله البصري، وهو ثقة يروى عن قتادة
ابن دعامة أبي الخطاب السدوسي البصري، وهو أيضا ثقة ثبت يروى عن أيمن بن ثابت
أبي ثابت الكوفي مولى بني ثعلبة، وهو يروى عن اياس بن ثعلبة أبي أمامة البلوى الأنصاري.
وقال المناوي: أبو أمامة هذا هو صدى بن عجلان الباهلي لكن الظاهر هو البلوى الأنصاري.
(2) طوبى تأنيث الأطيب أي راحة وطيب عيش حاصل.
342

حدثني مالك، عن أبي عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل
إلا ظله (1) إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل (2)، ورجل قلبه متعلق
بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعة الله عز وجل فاجتمعا
على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل (3)
ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال، فقال: إني أخاف الله عز وجل، ورجل تصدق
بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه.
8 - حدثنا المظفر بن جعفر [بن المظفر] العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه
قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسين بن إشكيب، عن
محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة الأسدي، عن أبي بكر الخضرمي، عن سلمة بن -
كهيل رفعه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سبعة في ظل عرش الله عز وجل
يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل تصدق
بيمينه فأخفاه عن شماله، ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله
عز وجل، ورجل لقى أخاه المؤمن فقال: إني لأحبك في الله عز وجل، ورجل خرج
من المسجد وفي نيته أن يرجع إليه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها، فقال:
إني أخاف الله رب العالمين.
في الزبيب سبع خصال
9 - حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي قال: حدثنا زيد بن -

(1) لا مفهوم للعدد في هذا الخبر فقد روى الاظلال لذي خصال اخر، جمعها الحافظ
ابن حجر في أماليه ثم أفردها بكتاب سماه معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال. وقوله " يظلهم "
أي يدخلهم في ظل رحمته. وقوله " لا ظل الا ظله " أي لا رحمة الا رحمته.
(2) خص الشاب بذلك لكونه مظنة غلبة الشهوة والقوة الباعثة على متابعة الهوى، و
ملازمة العبادة مع ذلك أشق وأدل على غلبة التقوى.
(3) أي سالت من عينيه الدموع.
343

محمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي قال: حدثني أبي قال:
حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالزبيب فإنه يكشف المرة (1) ويذهب بالبلغم، ويشد
العصب، ويذهب بالاعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغم.
سبعة جبال تطايرت يوم موسى عليه السلام
10 - حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن عبدويه السراج بهمدان قال:
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد البزاز قال: حدثنا حميد بن زنجويه (2)
قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثني خالد بن يزيد بن صبيح، عن طلحة بن -
عمرو الحضرمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من
الجبال التي تطايرت يوم موسى سبعة أجبل فلحقت بالحجاز واليمن، منها بالمدينة
أحد وورقان، وبمكة ثور وثبير وحراء، وباليمن صبر وحضور (3).
أسماء السماوات السبع وألوانها
11 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن -
أحمد بن عامر الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال:
حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا
علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام
بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن

(1) المرة: الصفراء.
(2) في بعض النسخ " أبو الحسن علي بن الحسين بن سعيد البزاز " وفي بعضها " عن
سعيد بن زنجويه " وكليهما تصحيف.
(3) في القاموس حضور - كصبور -: جبل باليمن.
344

قال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ألوان السماوات وأسمائها؟ فقال له: إن اسم السماء
الدنيا رفيع وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية قيدوم وهي على لون النحاس،
والسماء الثالثة اسمها الماروم وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها أرقلون (1) وهي
على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيفون (2) وهي على لون الذهب، والسماء السادسة
اسمها عروس وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء وهي درة بيضاء، و
الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا ذر بسبع
12 - حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد العطار قال: حدثنا محمد بن محمود
قال: حدثنا أبو سليمان محمد بن منصور الفقيه، وإسماعيل، والمكي، وحمدان قالوا:
حدثنا المكي بن إبراهيم قال: حدثنا هشام بن حسان، والحسن بن دينار، عن محمد
ابن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: أوصاني رسول الله
بسبع أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر اليم من هو فوقي، وأوصاني بحب
المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني أن أصل
رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أستكثر من
قول " لا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم] " فإنها من كنوز الجنة.
حدثنا أبو محمد محمد بن أبي عبد الله الشافعي بفرغانة قال: أخبرنا مجاهد بن أعين
قال: حدثنا أبو يحيى عبد الصمد بن الفضل البلخي قال: حدثنا مكي بن إبراهيم
قال: حدثنا هشام بن حسان، والحسن بن دينار، عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن -
الصامت، عن أبي ذر قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله بسبع - وذكر الحديث مثله سواء.
سبعة من كن فيه فقد استكمل حقيقة الايمان
13 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد

(1) كذا.
(2) في بعض النسخ " هيقهون ".
345

ابن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال
في وصيته له: يا علي سبعة من كن فيه فقد استكمل حقيقة الايمان، وأبواب الجنة
مفتحة له: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن
لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه.
من صام شهر رمضان وجبت له سبع خصال
14 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا علي بن الحسين الرقي (1) عن عبد الله
ابن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبد الله، عن آبائه، عن جده الحسن
ابن علي بن أبي طالب، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث طويل يقول فيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع
خصال: أولها يذوب الحرام من جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عز وجل، والثالثة
قد كفر خطيئة أبيه آدم، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان
من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يطعمه الله عز وجل من طيبات الجنة،
والسابعة يعطيه الله عز وجل براءة من النار. قال: صدقت يا محمد.
سبعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة
15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن -
سدير قال: حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أشد
الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي
حاج إبراهيم في ربه، واثنان من بني إسرائيل هودا قومهم ونصراهم، وفرعون الذي
قال: أنا ربكم الاعلى، واثنان من هذه الأمة.

(1) يأتي تحت رقم 36 حديث جاء نفر من اليهود وفيه " أبو الحسن علي بن الحسين
البرقي " عن عبد الله بن جبلة وكذا في مشيخة الفقيه في طريق.
346

تكبيرات الافتتاح سبع
16 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن أحمد بن عبد الله الخليجي، عن أبي علي الحسن بن راشد قال: سألت
الرضا عليه السلام عن تكبيرة الافتتاح، فقال: سبع، قلت: روي عن النبي صلى الله عليه وآله إنه كان
يكبر واحدة، فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله كان يكبر واحدة يجهز بها ويسر ستا.
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه
عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وسمعته
استفتح الصلاة بسبع تكبيرات ولاء.
18 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا كنت إماما فإنه يجزيك أن تكبر واحدة وتسر ستا.
19 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أدنى ما
يجزي من التكبير في التوجه إلى الصلاة تكبيرة واحدة، وثلاث تكبيرات وخمس و
سبع أفضل.
وقد أخرجت علة السبع التكبيرات في الافتتاح في كتاب علل الشرايع والاحكام
والأسباب.
يقرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في سبع مواطن
20 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن -
نوح، عن عبد الله بن المغيرة قال: حدثني معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لا تدع أن تقرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في سبعة مواطن: في الركعتين
قبل الفجر، وركعتي الزوال، والركعتين بعد المغرب، والركعتين في أول صلاة الليل
347

وركعتي الاحرام، وركعتي الفجر إذا أصبحت بها، وركعتي الطواف.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الامر بقراءة هاتين السورتين في هذه السبع
المواطن على الاستحباب لا على الوجوب.
تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات
21 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
عن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن سجادة - واسمه الحسن بن علي
ابن أبي عثمان، واسم أبي عثمان حبيب - عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال
له: يا هذا ما أرفع من السماء وأوسع من الأرض وأغنى من البحر وأقسى من الحجر
وأشد حرارة من النار وأشد بردا من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات؟،
فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس
أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع أشد حرارة من
النار، واليأس من روح الله أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البرئ أثقل من
الجبال الراسيات.
سبعة يفسدون أعمالهم
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن أحمد بن -
عمر الحلال، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سبعة
يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم
الذي يدين ماله كل كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة
والسيد الفظ الذي لا رحمة له، والام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه،
والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي لا يزال يجادل أخاه مخاصما له (1).

(1) قوله: " لا يعرف بذلك " أي لا ينشر علمه ليعرف به، قوله " منكر لما يؤتى إليه "
صفة للكاذب -، أي كلما يعطيه ينكره ولا يقربه، أو لا يعرف ما أحسن إليه. قال الفيروز -
آبادي: أتي إليه الشئ: ساقه إليه، وقوله: " يأمن ذا المكر " أي يكون آمنا منه لا
يحترز من مكره وخيانته، قوله عليه السلام: " والذي يجادل أخاه " أي في النسب أو
في الدين. فكل هؤلاء يفسدون مساعيهم وأعمالهم بترك متمماتها. فالعالم يفسد بترك النشر
علمه، وذو المال يفسد بترك الحزم ماله، وكذا الذي يأمن ذا المكر يفسد ماله ونفسه
وعزه ودينه. والسيد الفظ الغليظ يفسد سيادته ودولته أو احسانه إلى الخلق، والام تفسد
رأفتها ومساعيها بولدها وكذا الأخيران (بحار الأنوار)
348

السجود على سبعة أعظم
23 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن حماد، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: السجود على سبعة أعظم: الجبهة
والكفين والركبتين، والابهامين، وترغم بأنفك، أما الفرض فهذه السبعة، وأما
الارغام فسنة.
لعن رسول الله صلى الله عليه وآله سبعة
24 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي القاسم الكوفي، عن عبد المؤمن
الأنصاري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لعنت سبعة لعنهم
الله وكل نبي مجاب قبلي، فقيل: ومن هم؟ فقال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر
الله، والمخالف لسنتي (1)، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط بالجبرية
ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له (2)

(1) قوله: " الزائد في كتاب الله " أي من يدخل فيه ما ليس منه أو يتأوله. والزيادة
في كتاب الله كفر وتأويله بما يخالف الكتاب والسند بدعة. قوله " والمخالف لسنتي " أي
تاركها استخفافا بها وقلة مبالاة.
(2) قوله " والمستأثر على المسلمين بفيئهم " أي المختص به نفسه ولم يصرفه لمستحقه.
والفئ: الغنيمة وما أخذ من الكفار بلا قتال ولا إيجاف خيل.
349

والمحرم ما أحل الله عز وجل.
25 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن -
حفص الخثعمي قال: حدثنا ثابت بن غارم السنجاري (1) قال: حدثنا عبد الملك بن -
الوليد قال: حدثنا عمرو بن عبد الجبار قال: حدثني عبد الله بن زياد قال: أخبرني
زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله سبعة لعنهم الله
وكل نبي مجاب: المغير لكتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمبدل سنة رسول الله،
والمستحل من عترتي ما حرم الله عز وجل، والمتسلط في سلطانه ليعز من أذل الله
يذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمتكبر على عباد الله عز وجل.
للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد -
الجبار، عن الحسن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن
المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال:
سبعة حقوق واجبات ما فيها حق إلا وهو واجب عليه وإن خالفه خرج من ولاية الله
وترك طاعته ولم يكن لله عزو جل فيه نصيب. قال: قلت: جعلت فداك حدثني ما هي؟
قال: ويحك يا معلى إني شفيق عليك أخشى أن تضيع ولا تحفظ، وتعلم ولا تعمل، قلت
لا قوة إلا بالله، قال: أيسر منها أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك،
والحق الثاني أن تمشي في حاجته وتبتغي رضاه ولا تخالف قوله، والحق الثالث أن
تصله بنفسك ومالك ويدك ورجلك ولسانك. والحق الرابع أن تكون عينه ودليله
ومرآته وقميصه. والحق الخامس أن لا تشبع ويجوع، ولا تلبس ويعرى، ولا تروي

(1) السنجاري - بكسر السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد الألف راء -
هذه النسبة إلى مدينه سنجار وهي من بلاد الجزيرة ينسب إليه جماعة من العلماء. وفي
بعض النسخ " ثابت بن عامر السنجاري ".
350

ويظمأ. والحق السادس إن يكون لك امرأة وخادم وليس لأخيك امرأة ولا خادم
أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه، فإن ذلك كله إنما
جعل بينك وبينه، والحق السابع أن تبر قسمه (1) وتجيب دعوته، وتشهد جنازته
وتعوده في مرضه، وتشخص بدنك في قضاء حاجته، ولا تحوجه إلى أن يسألك ولكن
تبادر إلى قضاء حوائجه، فإذا فعلت ذلك به وصلت ولايتك بولايته وولايته بولاية الله
عز وجل.
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:
حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد
عليهما السلام قال: للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة له من الله عز وجل والله
سائله عما صنع فيها: الإجلال له في عينه، والود له في صدره، والمواساة له في ماله،
وأن يحب له ما يحب لنفسه وأن يحرم غيبته، وأن يعوده في مرضه، ويشيع جنازته،
ولا يقول فيه بعد موته إلا خيرا.
الكافر يأكل في سبعة أمعاء
28 - حدثنا بذلك محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام: الكافر يأكل في
سبعة أمعاء.
29 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة
أمعاء.
المؤمن الذي يجتمع فيه سبع خصال
30 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن يحيى قال: حدثني أحمد بن محمد وغيره بإسناده رفعاه إلى أمير المؤمنين عليه السلام

(1) بر الله قسمه وأبره أي صدقه. ومنه الحديث " أمرنا بسبع منها أبرار المقسم ".
351

أنه قال: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل
من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفي الناس من شره، وأنصف الناس من نفسه.
المؤمنون على سبع درجات
31 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن محمد بن -
أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمنون
على سبع درجات: صاحب درجة منهم في مزيد من الله عز وجل لا يخرجه ذلك المزيد
من درجته إلى درجة غيره، ومنهم شهداء الله على خلقه، ومنهم النجباء، ومنهم
الممتحنة، ومنهم النجداء، ومنهم أهل الصبر، ومنهم أهل التقوى، ومنهم أهل المغفرة.
لا يدخل حلاوة الايمان قلوب سبعة
32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن منصور، عن نصر الكوسج، عن مطرف مولى معن
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يدخل حلاوة الايمان قلب سندي، ولا زنجي، ولا خوزي
ولا كردي، ولا بربري، ولا نبك الري، ولا من حملته أمه من الزنا (1).
سبعة من العلماء في النار
33 - حدثنا محمد بن علي ماجليويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن إسماعيل بن مهران،
وعلي بن أسباط فيما أعلم، عن بعض رجالهما قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن من العلماء
من يحب أن يخزن علمه ولا يؤخذ عنه، فذاك في الدرك الأول من النار، ومن
العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف (2) فذاك في الدرك الثاني من النار، ومن العلماء

(1) تقدم الكلام فيه.
(2) " من إذا وعظ - على المجهول - أنف " أي استكبر عن قبول الوعظ " وإذا وعظ
- على المعلوم - عنف " أي جاوز الحد، والعنف ضد الرفق.
352

من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف، ولا يرى له في المساكين وضعا فذاك في
الدرك الثالث من النار، ومن العلامة من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين
فان رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره غضب (1) فذاك في الدرك الرابع من
النار، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به ويكثر به (2) حديثه
فذاك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء من يصنع نفسه للفتيا ويقول: سلوني
ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار،
ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلا (3) فذاك في الدرك السابع من النار.
سبعة أشياء خلقها الله عز وجل لم تخرج من رحم
34 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن اليشكري (4)، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن
أبان بن تغلب، عن سفيان بن أبي ليلى، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال:
في حديث طويل له مع ملك الروم إن ملك الروم سأله فيما سأله عن سبعة أشياء خلقها الله
عز وجل لم تخرج من رحم، فقال: آدم وحواء، وكبش إبراهيم، وناقة صالح، وحية
الجنة، والغراب الذي بعثه الله عز وجل يبحث في الأرض، وإبليس لعنه الله
تبارك وتعالى.

(1) " أو قصر " على المجهول من باب التفعيل أي ان وقع التقصير من أحد في شئ
من أمره كاكرامه والاحسان إليه غضب.
(2) " ليغزر " أي يكثر.
(3) " يتخذ علمه مروءة وعقلا " أي يطلب العلم ويبذله ليعده الناس من أهل المروءة
والعقل.
(4) يحتمل أن يكون هو عبد الرحمن الأسود أبا عمرو اليشكري الكوفي.
353

وضع الله تعالى الاسلام على سبعة أسهم
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد لله، عن أحمد بن محمد بن -
عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن أبي الأحوص، قال: قلت لأبي عبد لله عليه السلام
إن عندنا أقواما يقولون بأمير المؤمنين عليه السلام يفضلونه على الناس كلهم وليس يصفون
ما نصف من فضلكم أنتولاهم؟ فقال لي: نعم في الجملة، أليس عند الله ما لم يكن عند
رسول الله، ولرسول الله عند الله ما ليس لنا، وعندنا ما ليس عندكم، وعندكم ما ليس
عند غيركم؟ إن الله تبارك وتعالى وضع الاسلام على سعبة أسهم: على الصبر والصدق واليقين
والرضا والوفاء والعلم والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس فمن جعل فيه هذه السبعة
الأسهم فهو كامل الايمان محتمل، ثم قسم لبعض الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض
الثلاثة الأسهم ولبعض الأربعة الأسهم ولبعض الخمسة الأسهم ولبعض الستة الأسهم
ولبعض السبعة الأسهم فلا تحملوا على صاحب السهم سهمين، ولا على صاحب السهمين
ثلاثة أسهم، ولا على صاحب الثلاثة أربعة أسهم، ولا على صاحب الأربعة خمسة أسهم،
ولا على صاحب الخمسة ستة أسهم ولا على صاحب الستة سبعة أسهم، فتثقلوهم وتنفروهم
ولكن ترفقوا بهم وسهلوا لهم المدخل، وسأضرب لك مثلا تعتبر به: إنه كان رجل مسلم
وكان له جار كافر، وكان الكافر يرافق المؤمن فأحب المؤمن للكافر الاسلام ولم يزل يزين
الاسلام ويحببه إلى الكافر حتى أسلم فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله فذهب به
إلى المسجد ليصلي معه الفجر في جماعة فلما صلى قال له: لو قعدنا نذكر الله عز وجل
حتى تطلع الشمس فقعد معه، فقال له: لو تعلمت القرآن إلى أن تزول الشمس وصمت اليوم
كان أفضل، فقعد معه وصام حتى صلى الظهر والعصر فقال: لو صبرت حتى تصلي المغرب
والعشاء الآخرة كان أفضل فقعد معه حتى صلى المغرب والعشاء الآخرة ثم نهضا وقد
بلغ مجهوده وحمل عليه ما لا يطيق فلما كان من الغد غدا عليه وهو يريد به مثل ما صنع
بالأمس فدق عليه بابه ثم قال له: اخرج حتى نذهب إلى المسجد فأجابه أن انصرف
عني فإن هذا دين شديد لا أطيقه. فلا تخرقوا بهم أما علمت أن إمارة بنى أمية كانت
354

بالسيف والعسف والجور وإن إمارتنا بالرفق والتألف والوقار والتقية وحسن الخلطة
والورع والاجتهاد، فرغبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه.
سبع خصال أعطاها الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله
36 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي (1)، عن عبد الله بن جبلة،
عن الحسن بن عبد الله، عن آبائه، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في
حديث طويل قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن أشياء
فكان فيما سأله أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين
الأمم؟ فقال النبي: أعطاني الله عز وجل فاتحة الكتاب والاذان والجماعة في
المسجد ويوم الجمعة والصلاة على الجنائز والاجهار في ثلاث صلوات والرخصة لامتي
عند الأمراض والسفر، والشفاعة لأصحاب الكبائر من أمتي.
قال اليهودي: صدقت يا محمد فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله عز وجل بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها
وأما الاذان فإنه يحشر المؤذنون من أمتي مع النبيين والصديقين والشهداء و
الصالحين. وأما الجماعة فإن صفوف أمتي في الأرض كصفوف الملائكة في السماء، و
الركعة في جماعة أربع وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى الله عز وجل من عبادة
أربعين سنة، وأما يوم الجمعة فان الله يجمع فيه الأولين والآخرين للحساب فما من مؤمن
مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عز وجل عليه أهوال يوم القيامة ثم يجازيه الجنة
وأما الاجهار فإنه يتباعد منه لهب النار بقدر ما يبلغ صوته ويجوز على الصراط ويعطي
السرور حتى يدخل الجنة، وأما السادس فإن الله عز وجل يخفف أهوال يوم القيامة
لامتي كما ذكر الله في القرآن، وما من مؤمن يصلى على الجنائز إلا أوجب الله له الجنة
إلا أن يكون منافقا أو عاقا، وأما شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم.

(1) فيما تقدم تحت رقم 14 " علي بن الحسين الرقي " وعلى أي هو مجهول لا يعرف.
355

قال: صدقت يا محمد وأنا أشهد أن الا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله خاتم النبيين
وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، فلما أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض فيه
جميع ما قال النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها
إلا من الألواح التي كتب الله عز وجل لموسى بن عمران ولقد قرأت في التوراة فضلك
حتى شككت فيه يا محمد، ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة وكلما محوته
وجدته مثبتا فيها، ولقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك، وأن في
الساعة التي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك
ووصيك بين يديك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: صدقت هذا جبرئيل عن يميني وميكائيل
عن يساري ووصيي علي بن أبي طالب بين يدي فآمن اليهودي وحسن إسلامه.
البقرة والبدنة تجزيان عن سبعة نفر
37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن بنان بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن أحمد (1)، عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام
عن البقرة يضحى بها؟ فقال: تجزي عن سبعة نفر.
38 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن وهيب بن حفص، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البقرة والبدنة تجزيان عن سبعة إذا اجتمعوا من
أهل بيت ومن غيرهم.
الشمس سبعة أطباق والقمر سبعة أطباق
39 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن عيسى بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حسان، عن

(1) يحتمل أن يكون هو المحسن بن أحمد البجلي أبا أحمد القيسي فصحف بقرينة
رواية بنان عن يونس بواسطته في باب الطواف من التهذيب وصلاة الكسوف من التهذيب
والاستبصار، والله أعلم.
356

أبى أيوب، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك لأي شئ صارت
الشمس أشد حرارة من القمر؟ فقال إن الله تبارك وتعالى خلق الشمس من نور النار
وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا، حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من
نار، فمن ثم صارت أشد حرارة من القمر، فقلت: جعلت فداك فالقمر؟ فقال: إن
الله تعالى خلق القمر من نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا
صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء فمن ثم صار القمر أبرد من الشمس.
الدنيا سبعة أقاليم
40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي باسناده رفعه إلى الصادق عليه السلام قال: الدنيا سبعة
أقاليم: يأجوج ومأجوج الروم والصين والزنج وقوم موسى وأقاليم بابل.
سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت
41 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع بإسناده يرفع الحديث إلى أبي -
جعفر عليه السلام فقال: سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت: الصلاة على الجنازة والقنوت
والمستجار (1) والصفا والمروة والوقوف بعرفات وركعتا الطواف.
سبعة لا يقرؤون القرآن
42 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن -
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: سبعة لا يقرؤون القرآن: الراكع والساجد
وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنفساء والحائض.

(1) المستجار أحد أركان الكعبة وقد يقال ركن الملتزم.
357

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا على الكراهة لا على النهي وذلك
لان الجنب والحائض مطلق لهما قراءة القرآن إلا العزائم الأربع وهي سجدة لقمان
وحم السجدة والنجم إذا هوى وسورة اقرأ باسم ربك، وقد جاء الاطلاق للرجل في قراءة
القرآن في الحمام ما لم يرد به الصوت إذا كان عليه مئزر، وأما الركوع والسجود
فلا يقرأ فيهما لان الموظف فيهما التسبيح إلا ما ورد في صلاة الحاجة، وأما الكنيف
فيجب أن يصان القرآن من أن يقرأ فيه، وأما النفساء فتجري مجرى الحائض في ذلك.
نزل القرآن على سبعة أحرف
43 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن يحيى الصيرفي، عن حماد
ابن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم قال: فقال:
إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال:
" هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " (1).
44 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال (2) عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه
عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني آت من الله فقال: إن الله عز وجل
يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: يا رب وسع على أمتي فقال: إن
الله عز وجل يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: يا رب وسع على أمتي
فقال: إن الله عز وجل يأمرك (أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت يا رب
وسع على أمتي فقال: إن الله يأمرك) أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف.
خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين
45 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

(1) سورة ص: 39.
(2) أحمد بن هلال العبرتائى غال متهم في دينه.
358

ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عبد الله بن هلال
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله
عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم
الأرض فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز وجل آدم أبا هذا
البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، و
لا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها عز وجل، لعلكم ترون أنه كان
يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان أهل
النار مع أرواحهم في النار أن الله عز وجل لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا
يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه؟ بلى والله ليخلقن الله خلقا من غير فحولة ولا إناث
يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلهم، أليس
الله عز وجل: يقول " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " (1) وقال الله عزو
جل: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد " (2).
لا يكون في السماوات والأرض شئ الا بسبعة
46 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن -
هاشم، عن أبي عبد الله البرقي، عن زكريا بن عمران، عن أبي الحسن الأول عليه السلام
قال: لا تكون شئ في السماوات والأرض إلا بسبعة: بقضاء وقدر وإرادة ومشيئة وكتاب
وأجل وإذن، فمن قال غير هذا فقد كذب على الله (أ) ورد على الله عز وجل.
كبر النبي صلى الله عليه وآله على النجاشي لما مات سبعا
47 - حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي رضي الله عنه قال: حدثني يوسف بن -
محمد، عن زياد (3)، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه

(1) إبراهيم: 48.
(2) سورة ق: 50.
(3) في الفقيه في حديث في باب التلبية محمد بن القاسم الأسترآبادي عن يوسف
ابن محمد بن زياد.
359

علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكا بكاء حزين عليه وقال: إن
أخاكم أصحمة - وهواسم النجاشي - مات ثم خرج إلى الجبانة وصلى عليه وكبر سبعا
فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة.
إذا غضب الله عز وجل على أمة ولم ينزل بها العذاب أصابها بسبعة أشياء
48 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن -
على الكوفي، عن العباس بن معروف، عن رجل، عن مندل بن علي العنزي، عن
محمد بن مطرف، عن مسمع، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إذا غضب الله عز وجل على أمة ولم ينزل بها العذاب غلت أسعارها
وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارها، ولم تزك ثمارها، ولم تغزر أنهارها (1) وحبس عنها
أمطارها، وسلط عليها (أ) شرارها.
حب النبي وأهل بيتة عليهم السلام ينفع في سبعة مواطن
49 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا محمد بن أحمد
ابن حمدان القشيري قال: حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال: حدثنا عبد الغفار محمد
ابن بكير الكلابي الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة
مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند
الحساب وعند الميزان، وعند الصراط.
ما روى من طريق العامة ان الأرض خلقت لسبعة
50 - حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال: حدثني أحمد بن الحسن بن -
عبد الكريم أبو عبد الله قال: حدثني عتاب يعني ابن صهيب قال: حدثنا عيسى بن -

(1) أي لم تكثر مياهها.
360

عبد الله العمري قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: خلقت
الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد
وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود، قال علي عليه السلام: وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا
الصلاة على فاطمة عليها السلام.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: معنى قوله " خلقت الأرض لسبعة نفر " ليس
يعني من ابتدائها إلى انتهائها وإنما يعني بذلك أن الفائدة في الأرض قدرت في ذلك
الوقت لمن شهد الصلاة على فاطمة عليها السلام وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين.
للنار سبعة أبواب
51 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني محمد بن عبد الله قال: حدثني
علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: للنار سبعة أبواب: باب يدخل منه فرعون وهامان و
قارون، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب
يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة، لا يزاحمهم فيه أحد، وهو باب لظى، وهو باب سقر،
وهو باب الهاوية تهوى بهم سبعين خريفا وكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة
قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ثم تهوي بهم كذلك سبعين خريفا، فلا يزالون هكذا أبدا
خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وأنه لأعظم الأبواب
وأشدها حرا. قال محمد بن الفضيل الرزقي: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: الباب الذي ذكرت
عن أبيك عن جدك عليهما السلام أنه يدخل منه بنو أمية يدخله من مات منهم على الشرك
أو من أدرك منهم الاسلام؟ فقال: لا أم لك، ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه
المشركون والكفار فهذا الباب يدخل فيه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب
وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أمية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة
يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار حطما لا تسمع لهم فيها واعية، ولا يحيون فيها
361

ولا يموتون (1).
يحاج علي عليه السلام الناس يوم القيامة بسبع خصال
52 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال:
حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، (2) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن
عمار بن ياسر، وعن جابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أحاجك
يوم القيامة فأحاجك بالنبوة وتحاج قومك فتحاجهم بسبع خصال: إقام الصلاة وإيتاء
الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعدل في الرعية والقسم بالسوية
والاخذ بأمر الله عز وجل، أما علمت يا علي أن إبراهيم عليه السلام موافينا يوم القيامة
فيدعى فيقام عن يمين العرش فيكسى كسوة الجنة، ويحلى من حليها، ويسيل له ميزاب
من ذهب من الجنة فيهب من الجنة ما هو أحلى من الشهد وأبيض من اللبن وأبرد
من الثلج، وادعى أنا فأقام عن شمال العرش فيفعل بي مثل ذلك، ثم تدعى أنت يا علي
فيفعل بك مثل ذلك، أما ترضى يا علي أن تدعى إذا دعيت أنا وتكسى إذا كسيت أنا وتحلى
إذا حليت أنا، إن الله عز ذكره أمرني أن أدنيك فلا أقصيك، وأعلمك فلا أجفوك،
وحقا عليك أن تعي وحقا علي أن أطيع ربي تبارك وتعالى.
53 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم

(1) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: الخبر يحتمل وجوها: الأول أنه عليه السلام لم
يعد جميع الأبواب بل عد أربعة هي معظمها واللظى وسقر والهاوية كلها أسماء باب بنى أمية،
والثاني أن يكون قوله: وهو باب لظى الضمير فيه راجعا إلى جنس الباب، والمعنى: من
الأبواب باب لظى فيكون غير باب بنى أمية فيتم السبعة. الثالث أن تكون تلك الأبواب أيضا
لبني أمية، الرابع أن ينقسم باب بنى أمية إلى تلك الأبواب، ولم يذكر الباب السابع لسائر
الناس لظهوره. الخامس أن تكون الثلاثة أسماء للأبواب الثلاثة المتقدمة على اللف والنشر.
(2) هو عبد الرحمن بن الأسود أبو عمر اليشكري الكوفي وأما رواية تيمم فلم أجده
وكذا شيخه محمد بن عبد الله.
362

العلوي العباسي قال: حدثنا جعفر بن مالك الكوفي قال: حدثنا محمد بن حميد قال:
حدثنا عبد الله بن عبد القدوس قال: حدثنا الأعمش، عن موسى بن طريف، عن
عباية بن ربعي قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: أحاج الناس يوم القيامة بسبع
إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر، والقسم بالسوية
والعدل في الرعية، وإقام الحدود.
54 - حدثنا الحسن بن محمد السكوني المزكي (1) الكوفي بالكوفة قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا خلف بن خالد العبدي قال: حدثنا
بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل
قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أخاصمك بالنبوة ولا نبي بعدي، وتخاصم الناس
بسبع ولا يحاجك فيهن أحد من قريش لأنك أنت أولهم إيمانا، وأوفاهم بعهد الله،
وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم في القضية،
وأعظمهم عند الله مزية.
الأخوات من أهل الجنة سبع
55 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: رحم الله الأخوات من أهل الجنة فسماهن:
أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وسلمى بنت عميس
الخثعمية وكانت تحت حمزة، وخمس من بني هلال: ميمونة بنت الحارث كانت تحت
النبي صلى الله عليه وآله، وأم الفضل عند العباس اسمها هند، والغميصاء أم خالد بن الوليد،
وعزة كانت في ثقيف الحجاج بن غلاظ، وحميدة ولم يكن لها عقب.
الكبائر سبع
56 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا

(1) تقدم الكلام فيه.
363

القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني محمد بن عبد الله قال:
حدثني علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي
حرم الله وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف
وإنكار حقنا، وأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله فينا ما
قال، فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا بالله عز وجل، وأما قتل النفس التي حرم الله
فقد قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه، وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي
جعله الله لنا فأعطوه غيرنا، وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله عز وجل في كتابه " النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فعقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته وعقوا
أمهم خديجة في ذريتها، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة عليها السلام على منابرهم (1)
وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين
ففروا عنه وخذلوه، وأما إنكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه
57 - حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين بن الحسن الديلمي الجوهري قال: حدثنا
محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن وهب
قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث (2)، عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله وماهن؟ قال:
الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل
مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
امتحان الله عز وجل أوصياء الأنبياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن وبعد
وفاتهم في سبعة مواطن
58 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله

(1) لعل المراد بالقذف تكذيبها في قصة فدك أو نفيهم السبطين عليهما السلام عن أن يكونا
بمنزلة ابني رسول الله صلى الله عليه وآله.
(2) هو سالم المدني مولى ابن مطيع ثقة.
364

قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدثني جعفر بن محمد النوفلي، عن
يعقوب بن يزيد قال: قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا
موسى بن عبيدة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن محمد بن -
الحنفية رضي الله عنه، وعمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر قال:
أتى رأس اليهود علي بن أبي طالب عليه السلام عند منصرفه عن وقعة النهروان وهو جالس
في مسجد الكوفة فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها
إلا نبي أو وصي نبي قال: سل عما بدا لك يا أخا اليهود؟ قال: إنا نجد في الكتاب أن
الله عز وجل إذا بعث نبيا أوحى إليه أن يتخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمته من بعده
وأن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذي عليه ويعمل به في أمته من بعده وأن الله عز وجل
يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء ويمتحنهم بعد وفاتهم فأخبرني كم يمتحن الله الأوصياء
في حياة الأنبياء؟ وكم يمتحنهم بعد وفاتهم من مرة؟ وإلى ما يصير آخر أمر الأوصياء
إذا رضي محنتهم؟.
فقال له علي عليه السلام: والله الذي لا إله غيره، الذي فلق البحر لبني إسرائيل
وأنزل التوراة على موسى عليه السلام لئن أخبرتك بحق عما تسأل عنه لتقرن به؟ قال: نعم
قال: والذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى عليه السلام لئن أجبتك
لتسلمن؟ قال: نعم، فقال له علي عليه السلام: إن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة
الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم، فإذا رضي طاعتهم ومحنتهم أمر الأنبياء أن
يتخذوهم أولياء في حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم ويصير طاعة الأوصياء في أعناق الأمم
ممن يقول بطاعة الأنبياء، ثم يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء عليهم السلام في سبعة مواطن
ليبلو صبرهم، فإذا رضي محنتهم ختم لهم بالسعادة ليلحقهم بالأنبياء، وقد أكمل لهم
السعادة.
قال له رأس اليهود: صدقت يا أمير المؤمنين فأخبرني كم امتحنك الله في حياة محمد
من مرة؟ وكم امتحنك بعد وفاته من مرة؟ وإلى ما يصير أخر أمرك؟ فأخذ علي عليه السلام
365

بيده وقال: انهض بنا أنبئك بذلك فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين
أنبئنا بذلك معه، فقال: إني أخاف أن لا تحتمله قلوبكم، قالوا: ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟
قال: لأمور بدت لي من كثير منكم، فقام إليه الأشتر فقال: يا أمير المؤمنين أنبئنا
بذلك، فوالله إنا لنعلم أنه ما على ظهر الأرض وصي نبي سواك، وإنا لنعلم أن الله
لا يبعث بعد نبينا صلى الله عليه وآله نبيا سواه وأن طاعتك لفي أعناقنا موصولة بطاعة نبينا، فجلس
علي عليه السلام وأقبل على اليهودي فقال: يا أخا اليهود إن الله عز وجل امتحنني في
حياء نبينا محمد صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن فوجدني فيهن - من غير تزكية لنفسي - بنعمة الله
له مطيعا قال: وفيم وفيم يا أمير المؤمنين؟ قال أما أولهن فإن الله عز وجل أوحى إلى
نبينا صلى الله عليه وآله وحمله الرسالة وأنا أحدث أهل بيتي سنا، أخدمه في بيته وأسعى في قضاء بين
يديه في أمره، فدعا صغير بني عبد المطلب وكبيرهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله
فامتنعوا من ذلك وأنكروه عليه وهجروه، ونابذوه (1) واعتزلوه واجتنبوه وسائر
الناس مقصين له ومخالفين عليه، قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم تحتمله قلوبهم
وتدركه عقولهم، فأجبت رسول الله صلى الله عليه وآله وحدي إلى ما دعا إليه مسرعا مطيعا موقنا، لم
يتخالجني في ذلك شك، فمكثنا بذلك ثلاث حجج وما على وجه الأرض خلق يصلي
أو يشهد لرسول الله صلى الله عليه وآله بما آتاه الله غيري وغير ابنة خويلد رحمها الله (2) وقد فعل
ثم أقبل عليه السلام على أصحابه فقال: أليس كذلك قالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام:
وأما الثانية يا أخا اليهود فإن قريشا لم تزل تخيل الآراء وتعمل الحيل في
قتل النبي صلى الله عليه وآله حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك يوم الدار - دار الندوة - وإبليس
الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف (3)، فلم تزل تضرب أمرها ظهر البطن حتى اجتمعت
آراؤها على أن ينتدب من كل فخذ من قريش رجل، ثم يأخذ كل رجل منهم سيفه
ثم يأتي النبي صلى الله عليه وآله وهو نائم على فراشه فيضربونه جميعا بأسيافهم ضربة رجل واحد

(1) نابذه: خالفه وفارقه عن عداوة.
(2) يعنى به خديجة سلام الله عليها.
(3) يعني مغيرة بن شعبة الثقفي.
366

فيقتلوه، وإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمها فيمضي دمه هدرا، فهبط جبرئيل
عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها والساعة
التي يأتون فراشه فيها، وأمره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار، فأخبرني
رسول الله صلى الله عليه وآله بالخبر، وأمرني أن أضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي، فأسرعت إلى
ذلك مطيعا له مسرورا لنفسي بأن اقتل دونه، فمضى عليه السلام لوجهه واضطجعت في مضجعه
وأقبلت رجالات قريش موقنة في أنفسها أن تقتل النبي صلى الله عليه وآله فلما استوى بي وبهم
البيت الذي أنا فيه ناهضتهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الله والناس، ثم
أقبل عليه السلام على أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام:
وأما الثالثة يا أخا اليهود فإن ابني ربيعة وابن عتبة (1) كانوا فرسان قريش
دعوا إلى البراز يوم بدر فلم يبرز لهم خلق من قريش فأنهضني رسول الله صلى الله عليه وآله مع صاحبي
- رضي الله عنهما - وقد فعل وأنا أحدث أصحابي سنا وأقلهم للحرب تجربة، فقتل الله
عز وجل بيدي وليدا وشيبة، سوى من قتلت من جحاجحة قريش (2) في ذلك اليوم،
وسوى من أسرت، وكان مني أكثر مما كان من أصحابي واستشهد ابن عمي في ذلك
رحمة الله عليه، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك قالوا: بلى يا أمير المؤمنين،
فقال علي عليه السلام:
وأما الرابعة يا أخا اليهود فإن أهل مكة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم (3) قد
استحاشوا من يليهم من قبايل العرب وقريش طالبين بثأر مشركي قريش في يوم بدر،

(1) المراد شيبة وعتبة ابنا ربيعة، ووليد بن عتبة.
(2) الجحاجحة جمع جحجاح: السيد الكريم، والهاء فيه لتأكيد الجمع (النهاية)
(3) قال الجزري في الحديث " جاءت هوازن على بكرة أبيها " هذه الكلمة للعرب
يريدون بها الكثرة وتوفر العدد، وانهم جاؤوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة
حقيقة وهي التي يستقى عليها الماء فاستعيرت في هذا الموضع. وفى القاموس: حاش الصيد:
جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة كأحاشه وأحوشه، والإبل: جمعها وساقها، والتحويش
التجميع، وحاوشته عليه: حرضته.
367

فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وعسكر بأصحابه
في سد أحد، وأقبل المشركون إلينا فحملوا إلينا حملة رجل واحد، واستشهد من
المسلمين من استشهد، وكان ممن بقي من الهزيمة، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومضى
المهاجرون والأنصار إلى منازلهم من المدينة كل يقول: قتل النبي صلى الله عليه وآله وقتل أصحابه
ثم ضرب الله عز وجل وجوه المشركين وقد جرحت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله نيفا
وسبعين جرحة منها هذه وهذه - ثم ألقى عليه السلام رداءه وأمر يده على جراحاته - وكان
مني في ذلك ما على الله عز وجل ثوابه إن شاء الله، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه
فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام:
وأما الخامسة يا أخا اليهود فإن قريشا والعرب تجمعت وعقدت بينها عقدا
وميثاقا لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب،
ثم أقبلت بحدها وحديدها حتى أناخت علينا بالمدينة، واثقة بأنفسها فيما توجهت له
فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك فخندق على نفسه ومن معه من
المهاجرين والأنصار، فقدمت قريش فأقامت على الخندق محاصرة لنا، ترى في أنفسها
القوة وفينا الضعف ترعد وتبرق (1) ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعوها إلى الله عز وجل
ويناشدها بالقرابة والرحم فتأبى، ولا يزيدها ذلك إلا عتوا، وفارسها وفارس العرب
يومئذ عمرو بن عبد ود، يهدر كالبعير المغتلم (2) يدعو إلى البراز ويرتجز ويخطر
برمحه مرة وبسيفه مرة (3) لا يقدم عليه مقدم، ولا يطمع فيه طامع، ولا حمية تهيجه
ولا بصيرة تشجعه، فأنهضني إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وعممني بيده وأعطاني سيفه هذا، و
ضرب بيده إلى ذي الفقار، فخرجت إليه ونساء أهل المدينة بواك إشفاقا علي من ابن
عبد ود، فقتله الله عز وجل بيدي، والعرب لا تعدلها فارسا غيره، وضربني هذه الضربة

(1) في النهاية: يقال: رعد وبرق وأرعد وأبرق: إذا توعد وتهدد.
(2) الهدير: ترديد صوت البعير في حنجرته. واغتلم البعير: هاج من شهوة الضراب.
(3) خطر الرجل بسيفه ورمحه يخطر - بالكسر -: رفعه مرة ووضعه أخرى.
368

- وأومأ بيده إلى هامته - فهزم الله قريشا والعرب بذلك وبما كان مني فيهم من
النكاية، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين،
فقال عليه السلام:
وأما السادسة يا أخا اليهود فإنا وردنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله مدينة أصحابك
خيبر على رجال من اليهود وفرسانها من قريش وغيرها، فتلقونا بأمثال الجبال من الخيل
والرجال والسلاح، وهم في أمنع دار وأكثر عدد، كل ينادي ويدعو ويبادر إلى القتال
فلم يبرز إليهم من أصحابي أحد إلا قتلوه حتى إذا احمرت الحدق، ودعيت إلى النزال
وأهمت كل امرئ نفسه. والتفت بعض أصحابي إلي بعض وكل يقول: يا أبا الحسن
انهض، فأنهضني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى دارهم فلم يبرز إلي منهم أحد إلا قتلته، ولا يثبت
لي فارس إلا طحنته ثم شددت عليهم شدة الليث على فريسته، حتى أدخلتهم جوف
مدينتهم مسددا عليهم، فاقتلعت باب حصنهم بيدي حتى دخلت عليهم مدينتهم وحدي
أقتل من يظهر فيها من رجالها، وأسبي من أجد من نسائها حتى أفتتحها وحدي، ولم
يكن لي فيها معاون إلا الله وحده، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟
قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام:
وأما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول لله صلى الله عليه وآله لما توجه لفتح مكة أحب
أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله عز وجل آخرا كما دعاهم أولا فكتب إليهم كتابا
يحذرهم فيه وينذرهم عذاب الله ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم، ونسخ لهم في
آخره سورة براءة ليقرأها عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضي به فكلهم يرى
التثاقل فيه، فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا فوجهه به فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد لا
يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك فأنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ووجهني بكتابه و
رسالته إلى أهل مكة فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا ولو قدر أن
يضع على كل جبل مني إربا لفعل، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله وولده وماله،
فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وقرأت عليهم كتابه، فكلهم يلقاني بالتهدد والوعيد ويبدى
لي البغضاء، ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم، ثم
369

التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
فقال عليه السلام: يا أخا اليهود هذه المواطن التي امتحنني فيه ربي عز وجل مع
نبيه صلى الله عليه وآله فوجدني فيها كلها بمنه مطيعا، ليس لأحد فيها مثل الذي لي ولو شئت
لوصفت ذلك ولكن الله عز وجل نهى عن التزكية.
فقالوا: يا أمير المؤمنين: صدقت والله ولقد أعطاك الله عز وجل الفضيلة بالقرابة
من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وأسعدك بأن جعلك أخاه، تنزل منه بمنزلة
هارون من موسى، وفضلك بالمواقف التي باشرتها، والأهوال التي ركبتها، وذخر لك
الذي ذكرت وأكثر منه مما لم تذكره، ومما ليس لأحد من المسلمين مثله، يقول ذلك
من شهدك منا مع نبينا صلى الله عليه وآله ومن شهدك بعده، فأخبرنا يا أمير المؤمنين ما امتحنك
الله عز وجل به بعد نبينا صلى الله عليه وآله فاحتملته وصبرت، فلو شئنا أن نصف ذلك لوصفناه
علما منا به وظهورا منا عليه، إلا أنا نحب أن نسمع منك ذلك كما سمعنا منك ما
امتحنك الله به في حياته فأطعته فيه.
فقال عليه السلام: يا أخا اليهود إن الله عز وجل امتحنني بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وآله في
سبعة مواطن فوجدني فيهن - من غير تزكية لنفسي - منه ونعمته صبورا.
واما أولهن يا أخا اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد
آنس به أو أعتمد عليه أو أستنيم إليه (1) أو أتقرب به غير رسول الله صلى الله علية وآله، هو رباني صغيرا
وبوأني كبيرا، وكفاني العيلة، وجبرني من اليتم، وأغناني عن الطلب، ووقاني المكسب.
وعال لي النفس والولد والاهل (2) هذا في تصاريف أمر الدنيا مع ما خصني به من
الدرجات التي قادتني إلى معالي الحق (3) عند الله عز وجل فنزل بي من وفاة رسول -
الله صلى الله عليه وآله ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به (4) فرأيت الناس من

(1) استنام إليه: سكن.
(2) عال يعيل عيله إذا افتقر. وفى بعض النسخ " عالني " وعاله الشئ اعوزه وأعجزه.
(3) في البحار " معالي الحظوة " وهي بالضم والكسر: المكانة والمنزلة.
(4) العنوة: القهر.
370

أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوي على حمل فادح
ما نزل به (1) قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والافهام
والقول والاسماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر، و
بين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم، وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت
والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه، وتغسيله وتحنيطه وتكفينه، والصلاة عليه، و
وضعه في حفرته، وجمع كتاب الله وعهده إلى خلقه، لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ولا
هائج زفرة ولا لاذع حرقة (2) ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب
لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله علي، وبلغت منه الذي أمرني به، واحتملته صابرا
محتسبا، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
فقال عليه السلام:
وأما الثانية يا أخا اليهود، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في حياته على جميع
أمته وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة والسمع والطاعة لامري، وأمرهم أن يبلغ
الشاهد الغائب ذلك، فكنت المؤدى إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره إذا حضرته والأمير
على من حضرني منهم إذا فارقته، لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شئ
من الامر في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولا بعد وفاته، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتوجيه الجيش
الذي وجهه مع أسامة بن زيد عند الذي أحدث الله به من المرض الذي توفاه فيه، فلم
يدع النبي أحدا من أفناء العرب (3) ولا من الأوس والخزرج وغيرهم من سائر الناس
ممن يخاف على نقضه ومنازعته ولا أحدا ممن يراني بعين البغضاء ممن قد وترته بقتل أبيه
أو أخيه أو حميمه إلا وجهه في ذلك الجيش، ولا من المهاجرين والأنصار والمسلمين وغيرهم

(1) الفادح: الثقيل.
(2) " بادر دمعة " أي الدمعة التي تبدر بغير اختيار. والزفرة - بالفتح ويضم -:
النفس الطويل. ولذع الحب قلبه: آلمه. والنار الشئ: لفحته.
(3) أفناء الناس هم الذين لم يعلم ممن هم. والواحدة: فنو. وفى بعض النسخ
" أبناء العرب ".
371

والمؤلفة قلوبهم والمنافقين، لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته، ولئلا يقول قائل شيئا
مما أكرهه، ولا يدفعني دافع من الولاية والقيام بأمر رعيته من بعده، ثم كان آخر ما
تكلم به في شئ من أمر أمته أن يمضي جيش أسامة ولا يتخلف عنه أحد ممن أنهض
معه، وتقدم في ذلك أشد التقدم وأوعز فيه أبلغ الإيعاز (1) وأكد فيه أكثر التأكيد
فلم أشعر بعد أن قبض النبي صلى الله عليه وآله إلا برجال من بعث أسامة بن زيد وأهل عسكره
قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أنهضهم له و
أمرهم به وتقدم إليهم من ملازمة أميرهم والسير معه تحت لوائه حتى ينفذ لوجهه
الذي أنفذه إليه، فخلفوا أميرهم مقيما في عسكره، وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا
إلى حل عقدة عقدها الله عز وجل لي ولرسوله صلى الله عليه وآله في أعناقهم فحلوها، وعهد عاهدوا
الله ورسوله فنكثوه، وعقدوا لأنفسهم عقدا ضجت به أصواتهم واختصت به آراؤهم
من غير مناظرة لاحد منا بني عبد المطلب أو مشاركة في رأي أو استقالة لما في أعناقهم (2)
من بيعتي، فعلو ذلك وأنا برسول الله صلى الله عليه وآله مشغول وبتجهيزه عن سائر الأشياء
مصدود فإنه كان أهمها وأحق ما بدئ به منها، فكان هذا يا أخا اليهود أقرح ما
ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية، وفاجع المصيبة، وفقد من لا خلف منه
إلا الله تبارك وتعالى، فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتصالها، ثم
التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام:
وأما الثالثة يا أخا اليهود فإن القائم بعد النبي صلى الله عليه وآله كان يلقاني معتذرا في كل
أيامه ويلوم غيره (3) ما ارتكبه من أخذ حقي ونقض بيعتي وسألني تحليله، فكنت
أقول: تنقضي أيامه، ثم يرجع إلي حقي الذي جعله الله لي عفوا (4) هنيئا من غير
أن أحدث في الاسلام مع حدوثه وقرب عهده بالجاهلية حدثا في طلب حقي بمنازعة

(1) أوعز إليه في كذا: تقدم.
(2) استقاله البيعة طلب منه أن يحلها.
(3) في بعض النسخ " ويلزم غيره " أي كان يقول: لم يكن هذا منى بل كان من غيري.
(4) العفو: السهل المتيسر.
372

لعل فلانا يقول فيها: نعم وفلانا يقول: لا، فيؤول ذلك من القول إلى الفعل، وجماعة
من خواص أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أعرفهم بالنصح لله ولرسوله ولكتابه ودينه الاسلام
يأتوني عودا وبدءا (1) وعلانية وسرا فيدعوني إلى أخذ حقي، ويبذلون أنفسهم في
نصرتي ليؤدوا إلى بذلك بيعتي في أعناقهم، فأقول رويدا وصبرا لعل الله يأتيني
بذلك عفوا بلا منازعة ولا إراقة الدماء، فقد ارتاب كثير من الناس بعد وفاة النبي
صلى الله عليه وآله، وطمع في الامر بعده من ليس له بأهل، فقال كل قوم: منا أمير، وما طمع
القائلون في ذلك إلا لتناول غيري الامر، فلما دنت وفاة القائم (2) وانقضت أيامه صير
الامر بعده لصاحبه، فكانت هذه أخت أختها، ومحلها مني مثل محلها وأخذا مني
ما جعله الله لي، فاجتمع إلى من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ممن مضى وممن بقي ممن أخره الله (3)
من اجتمع فقالوا لي فيها مثل الذي قالوا في أختها، فلم يعد قولي الثاني قولي الأول
صبرا واحتسابا ويقينا وإشفاقا من أن تفنى عصبة تألفهم رسول الله صلى الله عليه وآله باللين مرة
وبالشدة أخرى، وبالنذر مرة (4) وبالسيف أخرى حتى لقد كان من تألفه لهم
أن كان الناس في الكر والفرار (5) والشبع والري، واللباس والوطاء والدثار (6) و
نحن أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب ولا ستور إلا الجرائد، وما
أشبهها ولا وطاء لنا ولا دثار علينا، يتداول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا، ونطوي

(1) يقال: رجع عودا على بدء أي لم يتم ذهابه حتى وصله برجوعه.
(2) أي القائم بعد الرسول صلى الله عليه وآله يعنى أبا بكر.
(3) في البحار وبعض النسخ " من مضى رحمه الله ومن بقي ممن أخره الله ".
(4) في بعض النسخ والبحار " بالبذل مرة ".
(5) كذا ولعل المراد الاخذ والجر. ويحتمل أن يكون تصحيف الكزم والقزم
- بالمعجمتين - كما قاله العلامة المجلسي، والكزم بالتحريك -: شدة الاكل، والقزم:
اللوم والشح.
(6) الوطاء خلاف الغطاء أي ما تفترشه، والدثار: الثوب الذي يستدفأ به من فوق
الشعار، وما يتغطى به النائم.
373

الليالي والأيام عامتنا، وربما أتانا الشئ مما أفاءه الله علينا وصيره لنا خاصة دون
غيرنا ونحن على ما وصفت من حالنا فيؤثر به رسول الله صلى الله عليه وآله أرباب النعم والأموال
تألفا منه لهم، فكنت أحق من لم يفرق هذه العصبة التي ألفها رسول الله صلى الله عليه وآله ولم
يحملها على الخطة التي (1) لاخلاص لها منها دون بلوغها أو فناء آجالها لأني لو
نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصرتي كانوا منى وفي أمري على إحدى منزلتين إما متبع
مقاتل، وإما مقتول إن لم يتبع الجميع، وإما خاذل يكفر بخذلانه إن قصر في نصرتي
أو أمسك عن طاعتي، وقد علم الله أني منه بمنزلة هارون من موسى، يحل به في مخالفتي
والامساك عن نصرتي ما أحل قوم موسى بأنفسهم في مخالفة هارون وترك طاعته ورأيت
تجرع الغصص ورد أنفاس الصعداء ولزوم الصبر حتى يفتح الله أو يقضى بما أحب
أزيد لي في حظي وأرفق بالعصابة التي وصفت أمرهم " وكان أمر الله قدرا مقدورا " و
لو لم أتق هذه الحالة - يا أخا اليهود - ثم طلبت حقي لكنت أولى ممن طلبه لعلم من مضى
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بحضرتك منه بأني كنت أكثر عددا وأعز عشيرة
وأمنع رجالا وأطوع أمرا وأوضح حجة وأكثر في هذا الدين مناقب وآثارا
لسوابقي وقرابتي ووراثتي فضلا عن استحقاقي ذلك بالوصية التي لا مخرج للعباد منها
والبيعة المتقدمة في أعناقهم ممن تناولها، وقد قبض محمد صلى الله عليه وآله وإن ولاية الأمة في يده
وفي بيته، لا في يد الأولى تناولوها (2) ولا في بيوتهم، ولأهل بيته الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أولى بالامر من بعده من غيرهم في جميع الخصال، ثم
التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام:
وأما الرابعة يا أخا اليهود فإن القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الأمور
فيصدرها عن أمري ويناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي، لا أعلم أحدا ولا يعلمه
أصحابي يناظره (3) في ذلك غيري، ولا يطمع في الامر بعده سواي، فلما (أن) أتته

(1) الخطة الامر المشكل الذي لا يهتدى إليه.
(2) أولاء وأولى: اسم موصول. يعنى يد الذين تناولوها كما في الاختصار للمفيد (ره)
(3) في بعض النسخ المخطوطة من البحار " لا يناظره ".
374

منيته على فجأة بلا مرض كان قبله ولا أمر كان أمضاه في صحة من بدنه لم أشك أني
قد استرجعت حقي (1) في عافية بالمنزلة التي كنت أطلبها، والعاقبة التي كنت التمسها
وإن الله سيأتي بذلك على أحسن ما رجوت، وأفضل ما أملت، وكان من فعله أن ختم
أمره بأن سمى قوما أنا سادسهم، ولم يستوني بواحد منهم، ولا ذكر لي حالا في وراثة
الرسول ولا قرابة ولا صهر ولا نسب، ولا لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي ولا أثر من
آثاري، وصيرها شورى بيننا وصير ابنه فيها حاكما علينا وأمره أن يضرب أعناق النفر
الستة الذين صير الامر فيهم إن لم ينفذوا أمره، وكفى بالصبر على هذا - يا أخا
اليهود - صبرا فمكث القوم أيامهم كلها كل يخطب لنفسه وأنا ممسك عن أن سألوني
عن أمري فناظرتهم في أيامي وأيامهم وآثاري وآثارهم، وأوضحت لهم ما لم يجهلوه
من وجوه استحقاقي لها دونهم وذكرتهم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم وتأكيد ما أكده من
البيعة لي في أعناقهم، دعاهم حب الامارة وبسط الأيدي والألسن في الأمر والنهي
والركون إلى الدنيا والاقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما لم يجعل الله لهم، فإذا
خلوت بالواحد ذكرته أيام الله وحذرته ما هو قادم عليه وصائر إليه، التمس مني
شرطا أن أصيرها له بعدي فلما لم يجدوا عندي إلا المحجة البيضاء، والحمل على
كتاب الله عز وجل ووصية الرسول وإعطاء كل امرئ منهم ما جعله الله له، ومنعه
ما لم يجعل الله له (2) أزالها عني إلى ابن عفان طمعا في الشحيح معه فيها، وابن عفان
رجل لم يستوبه (؟) وبواحد ممن حضره حال قط فضلا عمن دونهم لاببدر (3) التي هي سنام
فخرهم ولا غيرها من المآثر التي أكرم الله بها رسوله ومن اختصه معه من أهل بيته عليه السلام
ثم لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتى ظهرت ندامتهم ونكصوا على أعقابهم
وأحال بعضهم على بعض، كل يلوم نفسه ويلوم أصحابه، ثم لم تطل الأيام بالمستبد
بالامر ابن عفان حتى أكفروه وتبرؤوا منه ومشى إلى أصحابه خاصة وسائر أصحاب

(1) قال العلامة المجلسي (ره): أمثال هذا الكلام إنما صدر عنه عليه السلام بناء على ظاهر
الامر، مع قطع النظر عما كان يعلمه باخبار الله ورسوله من استيلاء هؤلاء الأشقياء، وحاصل
الكلام أن حق المقام كان يقتضى أن لا يشك في ذلك كما قيل في قوله تعالى " لا ريب فيه ".
(2) زاد هنا في الاختصاص " شد من القوم مستبد فأزالها عفى - الخ " (3) يعنى غزوة بدر.
375

رسول الله صلى الله عليه وآله عامة يستقيلهم من بيعته ويتوب إلى الله من فلتته، فكانت هذه - يا أخا
اليهود - أكبر من أختها وأفظع (1) وأحرى أن لا يصبر عليها، فنالني منها الذي لا
يبلغ وصفه ولا يحد وقته، ولم يكن عندي فيها إلا الصبر على ما أمض وأبلغ منها،
ولقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كل راجع عما كان ركب مني يسألني خلع
ابن عفان والوثوب عليه وأخذ حقي ويؤتيني صفقته وبيعته على الموت تحت رايتي
أو يرد الله عز وجل على حقي، فوالله - يا أخا اليهود - ما منعني منا إلا الذي منعني
من أختيها قبلها، ورأيت الابقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي وآنس لقلبي من
فنائها، وعلمت أني إن حملتها على دعوة الموت ركبته، فأما نفسي فقد علم من حضر
ممن ترى ومن غاب من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في
اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدى، ولقد كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله
صلى الله عليه وآله أنا وعمي حمزة وأخي جعفر، وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به
لله عز وجل ولرسوله، فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله عز وجل فأنزل الله
فينا " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدلوا تبديلا " (2) حمزة وجعفر وعبيدة وأنا والله والمنتظر - يا أخ اليهود - وما
بدلت تبديلا، وما سكتني عن ابن عفان وحثني على الامساك عنه إلا أني عرفت من
أخلاقه فيما اختبرت منه بما لن يدعه حتى يستدعي الأباعد إلى قتله وخلعه فضلا عن
الأقارب وأنا في عزلة، فصبرت حتى كان ذلك، لم أنطق فيه بحرف من " لا "، ولا
" نعم " ثم أتاني القوم وأنا - علم الله - كاره لمعرفتي بما تطاعموا به من اعتقال الأمول
والمرح في الأرض وعلمهم بأن تلك ليست لهم عندي وشديد عادة منتزعة (3) فلما
لم يجدوا عندي تعللوا الأعاليل، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟

(1) في بعض النسخ " أقطع ".
(2) الأحزاب: 23. وزاد في الاختصاص " فمن قضى نحبه حمزة - الخ ".
(3) كذا في النسخ. ولعل قوله: " عادة " مبتدء و " شديد " خبره، أي انتزاع
العادة وسلبها شديد.
376

فقالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام:
وأما الخامسة يا أخا اليهود فإن المتابعين لي لما لم يطمعوا في تلك مني (1)
وثبوا بالمرأة علي وأنا ولي أمرها، والوصي عليها، فحملوها على الجمل وشدوها
على الرحال، وأقبلوا بها تخبط الفيافي (2) وتقطع البراري وتنبح عليها كلاب الحوأب،
وتظهر لهم علامات الندم في كل ساعة وعند كل حال في عصبة قد بايعوني ثانية بعد
بيعتهم الأولى في حياة النبي صلى الله عليه وآله حتى أتت أهل بلدة قصيرة أيديهم، طويلة لحاهم، قليلة
عقولهم عازبة آراؤهم، وهم جيران بدو ووراد بحر، فأخرجتهم يخبطون بسيوفهم من
غير علم، ويرمون بسهامهم بغير فهم، فوقفت من أمرهم على اثنتين كلتاهما في محلة
المكروه ممن إن كففت لم يرجع ولم يعقل، وإن أقمت كنت قد صرت إلى التي كرهت
فقدمت الحجة بالأعذار والانذار، ودعوت المرأة إلى الرجوع إلى بيتها، والقوم
الذين حملوها على الوفاء ببيعتهم لي، والترك لنقضهم عهد الله عز وجل في، وأعطيتهم
من نفسي كل الذي قدرت عليه، وناظرت بعضهم فرجع وذكرت فذكر، ثم أقبلت على
الناس بمثل ذلك فلم يزدادوا إلا جهلا وتماديا وغيا، فلما أبوا إلا هي، ركبتها
منه فكانت عليهم الدبرة، (3) وبهم الهزيمة، ولهم الحسرة، وفيهم الفناء والقتل،
وحملت نفسي على التي لم أجد منها بدا، ولم يسعني إذ فعلت ذلك وأظهرته آخرا
مثل الذي وسعني منه أولا من الاغضاء والامساك ورأيتني إن أمسكت كنت معينا لهم
علي بامساكي على ما صاروا إليه وطمعوا فيه من تناول الأطراف، وسفك الدماء

(1) يعنى تلك الأماني والأطماع التي لهم في دولة الباطل من اعتقال الأموال و
المرح في أرض الله. ويعنى بالمرأة عائشة أم المؤمنين.
(2) خبط البعير الأرض بيده خبطا: ضربها، ومنه قيل: خبط عشواء، وهي الناقة
التي في بصرها ضعف إذا مشت لا تتوقى شيئا. وخبطه: ضربه شديدا. والقوم بسيفه: جلدهم.
والشجر: شدها ثم نفض ورقها. والفيافي جمع الفيفى والفيفاء والفيفاة. وهي المفازة
لا ماء فيها، والمكان المستوى.
(3) الدبرة - بالتحريك - الادبار والهزيمة.
377

وقتل الرعية وتحكيم النساء النواقص العقول والحظوظ على كل حال، كعادة بنى
الأصفر (1) ومن مضى من ملوك سبأ والأمم الخالية، فأصير إلى ما كرهت أولا وآخرا،
وقد أهملت المرأة وجندها يفعلون ما وصفت بين الفريقين من الناس، ولم أهجم على الامر
إلا بعدما قدمت وأخرت، وتأنيت وراجعت، وأرسلت وسافرت، وأعذرت وأنذرت
وأعطيت القوم كل شئ يلتمسوه بعد أن عرضت عليهم كل شئ لم يلتمسوه، فلما
أبوا إلا تلك، أقدمت عليها، فبلغ الله بي وبهم ما أراد، وكان لي عليهم بما كان مني
إليهم شهيدا، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين،
فقال عليه السلام:
وأما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم [الحكمين] ومحاربة ابن آكلة الأكباد
وهو طليق معاند لله عز وجل ولرسوله والمؤمنين منذ بعث الله محمدا إلى أن فتح الله عليه
مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعده، وأبوه
بالأمس (2) أول من سلم علي بإمرة المؤمنين، وجعل يحثني على النهوض في أخذ حقي
من الماضين قبلي، ويجدد لي بيعته كلما أتاني، وأعجب العجب أنه لما رأى ربي تبارك
وتعالى قد رد إلي حقي وأقر في معدنه، وانقطع طمعه أن يصير في دين الله رابعا وفي
أمانة حملناها حاكما، كر على العاصي بن العاص فاستماله فمال إليه، ثم أقبل به
بعد أن أطعمه مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفيئ دون قسمه درهما، وحرام على
الراعي إيصال درهم إليه فوق حقه، فأقيل يخبط البلاد بالظلم ويطأها بالغشم، فمن
بايعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثم توجه إلي ناكثا علينا مغيرا في البلاد شرقا وغربا
ويمينا وشمالا، والأنباء تأتيني والاخبار ترد علي بذلك، فأتاني أعور ثقيف (3)
فأشار علي أن أوليه البلاد التي هو بها لاداريه بما أوليه منها وفي الذي أشار به الرأي

(1) يعنى أهل الروم لان أباهم أصفر اللون.
(2) المراد أبو سفيان في أول خلافة أبى بكر.
(3) يعنى مغيرة بن شعبة الثقفي.
378

في أمر الدنيا لو وجدت عند الله عز وجل في توليته لي مخرجا، وأصبت لنفسي في
ذلك عذرا، فأعلمت الرأي (1) في ذلك، وشاورت من أثق بنصيحته لله عز وجل و
لرسوله صلى الله عليه وآله ولي وللمؤمنين فان رأيه في ابن آكلة الأكباد كرأيي، ينهاني عن توليته
ويحذرني أن ادخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن الله ليراني أتخذ المضلين عضدا،
فوجهت إليه أخا بجيلة مرة وأخا الأشعريين مرة (2) كلاهما ركن إلى الدنيا وتابع
هواه فيما أرضاه، فلما لم أراه [أن] يزداد فيما انتهك من محارم الله إلا تماديا شاورت
من معي من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله البدريين والذين ارتضى الله عز وجل أمرهم ورضي عنهم
بعد بيعتهم، وغيرهم من صلحاء المسلمين والتابعين فكل يوافق رأيه رأيي في غزوه و
محاربته ومنعه مما نالت يده، وإني نهضت إليه بأصحابي، أنفذ إليه من كل موضع
كتبي وأوجه إليه رسلي أدعوه إلى الرجوع عما هو فيه، والدخول فيما فيه الناس
معي، فكتب يتحكم علي ويتمنى علي الأماني ويشترط علي شروطا لا يرضاها الله
عز وجل ورسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه أقواما من أصحاب
محمد صلى الله عليه وآله أبرارا، فيهم عمار بن ياسر، وأين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبي صلى الله عليه وآله
وما يعد منا خمسة إلا كان سادسهم، ولا أربعة إلا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه
ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان، ولعمر والله ما ألب على عثمان (3) ولا جمع الناس
على قتله إلا هو وأشباهه من أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن، فلما لم
أجب إلى ما اشترط من ذلك كر مستعليا في نفسه بطغيانه وبغيه بحمير لا عقول لهم
ولا بصائر، فموه لهم أمرا (4) فاتبعوه، وأعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه، فناجزناهم

(1) في بعض النسخ " فأعملت الرأي ". وفى الاختصاص " فما عملت الرأي ".
(2) يعنى بالأول جرير بن عبد الله البجلي وبالثاني زياد بن النضر أو أبا موسى الأشعري
ظاهرا ولم أعثر مهما تتبعت الكتب على ارسال أحدهما إلى معاوية ولعله سهو من الراوي.
وفى بعض النسخ " وأخا الأشعريين أخرى ".
(3) ألب بالتحفيف - تجمع وتحشد. ألب بينهم أفسد.
(4) موه عليه الامر أو الخبر: زوره عليه وزخرفه ولبسه.
379

وحاكمناهم إلى الله عز وجل بعد الاعذار والانذار فلما لم يزده ذلك إلا تماديا
وبغيا لقيناه بعادة الله التي عودناه من النصر على أعدائه وعدونا، وراية رسول الله صلى الله عليه وآله
بأيدينا، لم يزل الله تبارك وتعالى يفل حزب الشيطان بها حتى يقضي الموت عليه، وهو
معلم رايات أبيه التي لم أزل أقاتلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله في كل المواطن، فلم يجد من
الموت منجى إلا الهرب فركب فرسه وقلب رايته، لا يدري كيف يحتال فاستعان برأي
ابن العاص فأشار عليه بإظهار المصاحف ورفعها علي الاعلام والدعاء إلى ما فيها وقال:
إن ابن أبي طالب وحزبه أهل بصائر ورحمة وتقيا (1) وقد دعوك إلى كتاب الله أولا
وهم مجيبوك إليه آخرا فأطاعه فيما أشار به عليه إذ رأى أنه لا منجى له من القتل أو
الهرب غيره، فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه، فمالت إلى المصاحف قلوب ومن بقي
من أصحابي بعد فناء أخيارهم وجهدهم في جهاد أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم وظنوا
أن ابن آكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه، فأصغوا إلى دعوته وأقبلوا بأجمعهم في إجابته
فأعلمتهم أن ذلك منه مكر ومن ابن العاص معه وأنهما إلى النكث أقرب منهما إلى
الوفاء، فلم يقبلوا قولي ولم يطيعوا أمري، وأبوا إلا إجابته كرهت أم هويت، شئت
أو أبيت حي أخذ بعضهم يقول لبعض: إن لم يفعل فألحقوه بان عفان أو ادفعوه إلى
ابن هند برمته. فجهدت - علم الله جهدي - ولم أدع غلة في نفسي إلا بلغتها في أن يخلوني
ورأيي فلم يفعلوا، وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم
يجيبوا ما خلا هذا الشيخ - وأومأ بيده إلى الأشتر - وعصبة من أهل بيتي، فوالله ما منعني
أن أمضي على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان - وأومأ بيده إلى الحسن والحسين عليه السلام -
فينقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وذريته من أمته ومخافة أن يقتل هذا وهذا - وأومأ بيده
إلى عبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهما - فإني أعلم لولا مكاني لم يقفا
ذلك الموقف فلذلك صبر على ما أراد القوم مع ما سبق فيه من علم الله عز وجل فلما
رفعنا عن القوم سيوفنا تحكموا في الأمور وتخيروا الاحكام والآراء وتركوا المصاحف
وما دعوا إليه من حكم القرآن، وما كنت أحكم في دين الله أحدا إذ كان التحكيم في

(1) في البحار " وبقيا ". وفي الاختصاص " أهل بصيرة ورحمة ومعنى ".
380

ذلك الخطأ الذي لا شك فيه ولا امتراء، فلما أبوا إلا ذلك أردت أن احكم رجلا من
أهل بيتي أو رجلا ممن أرضي رأيه وعقله وأثق بنصيحته ومودته ودينه. وأقبلت
لا اسمي أحدا إلا امتنع منه ابن هند ولا أدعوه إلى شئ من الحق إلا أدبر عنه،
وأقبل ابن هند يسومنا عسفا، وما ذاك إلا باتباع أصحابي له على ذلك فلما أبوا إلا
غلبتي على التحكم تبرأت إلى الله عز وجل منهم وفوضت ذلك إليهم فقلدوه امرءا
فخدعه ابن العاص خديعة ظهرت في شرق الأرض وغربها، وأظهر المخدوع عليها ندما،
ثم أقبل عليه السلام على أصحابه فقال: أليس كذلك قالوا: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام
وأما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عهد إلي أن أقاتل في
آخر الزمان من أيامي قوما من أصحابي يصومون النهار ويقومون الليل ويتلون
الكتاب، يمرقون بخلافهم علي ومحاربتهم إياي من الدين مروق السهم من الرمية،
فيهم ذو الثدية يختم لي بقتلهم بالسعادة فلما انصرفت إلى موضعي هذا يعني بعد الحكمين
أقبل بعض القوم على بعض باللائمة فيما صاروا إليه من تحكيم الحكمين، فلم يجدوا
لأنفسهم من ذلك مخرجا إلا أن قالوا: كان ينبغي لأميرنا أن لا يبايع من أخطأ وأن
يقضى بحقيقة رأيه على قتل نفسه وقتل من خالفه منا فقد كفر بمتابعته إيانا وطاعته
لنا في الخطأ، وأحل لنا بذلك قتله وسفك دمه، فتجمعوا على ذلك وخرجوا راكبين
رؤوسهم ينادون بأعلى أصواتهم: لا حكم إلا لله، ثم تفرقوا فرقة بالنخيلة وأخرى
بحروراء وأخرى راكبة رأسها تخبط الأرض شرقا حتى عبرت دجلة، فلم تمر بمسلم
إلا امتحنته، فمن تابعها استحيته، ومن خالفها قتلته، فخرجت إلى الأوليين واحدة بعد
أخرى أدعوهم إلى طاعة الله عز وجل والرجوع إليه فأبيا إلا السيف لا يقنعهما غير
ذلك، فلما أعيت الحيلة فيهما حاكمتهما إلى الله عز وجل فقتل الله هذه وهذه وكانوا
- يا أخا اليهود - لولا ما فعلوا لكانوا ركنا قويا وسدا منيعا، فأبى الله إلا ما صاروا
إليه، ثم كتبت إلى الفرقة الثالثة ووجهت رسلي تترى (1) وكانوا من جلة أصحابي و
أهل التعبد منهم والزهد في الدنيا فأبت إلا اتباع أختيها والاحتذاء على مثالهما و

(1) يعنى واحدا بعد واحد وأصله " وترى ".
381

أسرعت في قتل من خالفها من المسلمين وتتابعت إلي الاخبار بفعلهم، فخرجت حتى
قطعت إليهم دجلة، أوجه السفراء والنصحاء وأطلب العتبي بجهدي (1) بهذا مرة و
بهذا مرة - أومأ بيده إلى الأشتر، والأحنف بن قيس، وسعيد بن قيس الأرحبي
والأشعث بن قيس الكندي - فلما أبوا إلا تلك ركبتها منهم فقتلهم الله - يا أخا اليهود -
عن آخرهم، وهم أربعة آلاف أو يزيدون حتى لم يفلت منهم مخبر، فاستخرجت ذا
الثدية من قتلاهم بحضرة من ترى، له ثدي كثدي المرأة ثم التفت عليه السلام إلى
أصحابه فقال، أليس كذلك؟ قالوا، بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: قد وفيت سبعا
وسبعا يا أخا اليهود، وبقيت الأخرى وأوشك بها فكان قد (2).
فبكى أصحاب علي عليه السلام وبكى رأس اليهود وقالوا: يا أمير المؤمنين أخبرنا
بالأخرى فقال: الأخرى أن تخضب هذه - وأومأ بيده إلى لحيته - من هذه - أومأ بيده
إلى هامته، قال: وارتفعت أصوات الناس في المسجد الجامع بالضجة والبكاء حتى لم يبق
بالكوفة دار إلا خرج أهلها فزعا، وأسلم رأس اليهود على يدي علي عليه السلام من ساعته
ولم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ ابن ملجم - لعنه الله - فأقبل رأس
اليهود حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس حوله وابن ملجم - لعنه الله - بين يديه
فقال له: يا أبا محمد اقتله قتله الله، فإني رأيت في الكتب التي أنزلت على موسى عليه السلام
أن هذا أعظم عند الله عز وجل جرما من ابن آدم قاتل أخيه ومن القدار عاقر
ناقة ثمود.
ما جاء في الأيام السبعة وأسمائها الاحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس
والجمعة والسبت
59 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا علي
ابن عبد الله بن إسحاق الأشعري (3)، عن الحسن بن محبوب، عن حبيب السجستاني،

(1) العتبى - ككبرى - الرجوع عن الإساءة إلى المسرة.
(2) أي ستوقع عن قريب.
(3) في بعض النسخ " علي بن عبديل بن إسحاق الأشعري " وفى البحار " علي بن -
عبديد الأشعري ".
382

عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم الجمعة يوم عبادة فتعبدوا الله عز وجل
ويوم السبت لآل محمد عليهم السلام، ويوم الأحد لشيعتهم، ويوم الاثنين يوم بني أمية،
ويوم الثلاثاء يوم لين، ويوم الأربعاء لبني العباس وفتحهم، ويوم الخميس يوم مبارك
بورك لامتي في بكورها فيه (1).
ما جاء في الاحد وما بعده
60 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال، حدثني أحمد
ابن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن أسد البصري، عن الحسين بن سعيد، عمن رواه
عن خلف بن حماد، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه مر بقوم يحتجمون فقال: ما
كان عليكم لو أخرتموه إلى عشية الاحد فكان يكون أنزل للداء.
61 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن سهل
ابن زياد الادمي قال: حدثنا أبو الحسن عمر [و] بن سفيان الجرجاني (2) رفع الحديث
إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل من مواليه: يا فلان مالك لم تخرج؟ قال:
جعلت فداك اليوم الاحد، قال: وما للأحد؟ قال الرجل: للحديث الذي جاء عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: احذروا حد الاحد فإن له حدا مثل حد السيف، قال:
كذبوا كذبوا ما قال ذلك رسول الله صلى الله علية وآله فإن الاحد اسم من أسماء الله عز وجل،
قال: قلت: جعلت فداك فالإثنين؟ قال: سمي باسمهما، قال الرجل: فسمي باسمهما
ولم يكونا، فقال له أبو عبد الله: إذا حدثت فافهم أن الله تبارك وتعالى قد علم اليوم
الذي يقبض فيه نبيه صلى الله عليه وآله واليوم الذي يظلم فيه وصيه فسماه باسمهما، قال: قلت:
فالثلثاء قال: خلقت يوم الثلاثاء النار وذلك قوله تعالى " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون *

(1) ضمير في بكورها راجع إلى الأمة، أي مباكرتهم في طلب الحوائج وتوجههم
إليها بكرة.
(2) ما عثرت على عنوانه في كتب الرجال أو معاجم التراجم.
383

انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب " (1) قال: قلت: فالأربعاء؟
قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء، قال: قلت: فالخميس؟ قال: خلق الله الجنة (2)
يوم الخميس، قال: قلت: فالجمعة؟ قال: جمع الله عز وجل الخلق لولايتنا يوم الجمعة
قال: قلت: فالسبت؟ قال: سبتت الملائكة لربها يوم السبت فوجدته لم يزل واحدا.
62 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بإيلاق قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال:
حدثني موسى ين حعفر قال: حدثني جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثني علي بن الحسين قال: حدثني الحسين بن علي عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين
عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم
الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شوم فيه
يتطير الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج، ويوم
الجمعة يوم خطبة ونكاح.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يوم اثنين يوم سفر إلى موضع الاستسقاء
والطلب للمطر.
ما جاء في يوم الاثنين
63 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد،
عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: احتجم رسول الله صلى لله عليه وآله يوم
الاثنين وأعطى الحجام برا.
64 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن -
إسماعيل، وأحمد بن الحسن الميثمي أو أحدهما، عن إبراهيم بن مهزم، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم يوم الاثنين بعد العصر.

(1) المرسلات: 29 - 31.
(2) في بعض النسخ " الخمسة ".
384

65 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحجامة يوم الاثنين من آخر النهار تسل الداء سلا من البدن.
66 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن العباس بن معروف، عن
محمد بن أبي عمير، عن أبي حمزة، عن عقبة بن بشير الأزدي قال: جئت إلى أبي جعفر
عليه السلام يوم الاثنين فقال: كل، فقلت: إني صائم فقال: وكيف صمت؟ قال: قلت:
لان رسول الله صلى الله عليه وآله ولد فيه، فقال: أما ما ولد فيه فلا تعلمون، وأما ما قبض فيه فنعم
ثم قال: فلا تصم ولا تسافر فيه.
67 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر قال: جاء رجل
إلى أخي موسى بن جعفر عليهما السلام فقال له: جعلت فداك إني أريد الخروج فادع لي
فقال: ومتى تخرج؟ قال: يوم الاثنين؟ فقال له: ولم تخرج يوم الاثنين؟ قال: أطلب
فيه البركة لان رسول الله صلى الله عليه وآله ولد يوم الاثنين، فقال: كذبوا ولد رسول الله صلى الله عليه وآله
يوم الجمعة، وما من يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين، يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
وانقطع فيه وحي السماء، وظلمنا فيه حقنا، ألا أدلك على يوم سهل لين ألان الله
لداود عليه السلام فيه الحديد؟ فقال الرجل: بلى جعلت فداك، فقال: اخرج يوم الثلاثاء.
ما جاء في يوم الثلاثاء
68 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الخزرج (1)، عن سليمان، عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة
أو تسع عشرة أو لاحدى وعشرين من الشهر كانت له شفاء من كل داء من أدواء -

(1) يعنى الحسن بن الزبرقان القمي.
385

السنة كلها وكانت لما سوى ذلك شفاء من رجع الرأس والأضراس والجنون والجذام
والبرص.
69 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد
ابن عبد لله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص
ابن غياث النخعي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت، فلو
أن حجرا زال عن حجر يوم السبت لرده الله إلى مكانه، ومن تعذرت عليه الحوائج
فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام
ما جاء في يوم الأربعاء
70 - حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد لله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن بعض أصحابنا قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام يوم
الأربعاء وهو يحتجم فقلت له: إن أهل الحرمين يروون عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
من احتجم يوم الأربعاء فأصابه بياض فلا يلومن إلا نفسه، فقال: كذبوا إنما يصيب
ذلك من حملته أمة من طمث.
71 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن عمرو بن أسلم
قال: رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام احتجم يوم الأربعاء وهو محموم فلم تتركه
الحمى فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى.
72 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا السياري، عن
محمد بن أحمد الدقاق البغدادي قال: كتبت إلى أبي الحسن الثاني عليه السلام أسأله عن
الخروج يوم الأربعاء لا يدور (1) فكتب عليه السلام من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على

(1) " الأربعاء لا يدور " آخر أربعاء من الشهر والجملة صفة ليوم الأربعاء.
386

أهل الطيرة وقى من كل آفة، وعوفي من كل داء وعاهة، وقضى الله له حاجته. وكتبت
إليه مرة أخرى أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور، فكتب عليه السلام من احتجم في
يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة عوفي من كل آفة، ووقي من كل عاهة،
ولم تخضر محاجمه (1).
73 - حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد بن جعفر
ابن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن -
موسى الرضا قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه علي
ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر.
74 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن أبي جعفر الأحول
عن بشار بن يسار (2) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: لأي شئ يصام يوم الأربعاء؟
قال: لان النار خلقت يوم الأربعاء.
75 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
أبو سعيد الادمي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
حذيفة بن منصور، قال رأيت أبا عبد الله عليه السلام احتجم يوم الأربعاء بعد العصر.
76 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن إسحاق، عن القاسم بن يحيى
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن
أمير المؤمنين عليهم السلام قال: توقوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة: فإن يوم الأربعاء يوم

(1) اخضرار المحاجم فساد محل الحجامة وسواده.
(2) في جميع النسخ التي بأيدينا " بشار بن بشار " وهو تصحيف وبشار بن يسار هو أخو
سعيد الضبيعي مولى بنى ضبيعة بن عجل وكان ثقة.
387

نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم.
77 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد، عن أحمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن -
راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ينبغي
للرجل أن يتوقى النورة يوم الأربعاء فإنه يوم نحس مستمر.
78 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله
ابن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال:
حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: قام رجل إلى
أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء
والتطير منه وثقله؟ وأي أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق
وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القي إبراهيم عليه السلام في النار، ويوم الأربعاء
وضعوا المنجنيق (1) ويوم الأربعاء غرق الله فرعون، ويوم الأربعاء جعل الله عز وجل
أرض قوم لوط عاليها سافلها، ويوم الأربعاء أرسل الله عز وجل فيه الريح على قوم عاد،
ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم، ويوم الأربعاء سلط الله على نمرود البقة، ويوم
الأربعاء طلب فرعون موسى ليقتله، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم،
ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان، ويوم الأربعاء خرب بيت المقدس، ويوم
الأربعاء أحرق مسجد سليمان بن داود عليهما السلام واصطخر من كورة فارس، ويوم الأربعاء
قتل يحيى بن زكريا، ويوم الأربعاء ظل قوم فرعون أول العذاب، ويوم الأربعاء
خسف الله عز وجل بقارون، ويوم الأربعاء ابتلى الله أيوب عليه السلام بذهاب ماله وولده
ويوم الأربعاء ادخل يوسف السجن، ويوم الأربعاء قال الله عز وجل: " إنا دمرناهم

(1) في العلل والعيون " وضعوه في المنجنيق ".
388

وقومهم أجمعين " (1) ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة، ويوم الأربعاء عقروا الناقة،
ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل، ويوم الأربعاء شج النبي صلى الله عليه وآله
وكسرت رباعيته، ويوم الأربعاء أخذت العماليق التابوت (2).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: من اضطر إلى الخروج في سفر يوم
الأربعاء أو تبيع به الدم (3) في يوم الأربعاء فجائز له أن يسافر أو يحتجم فيه، ولا
يكون ذلك شؤما عليه لا سيما إذا فعل ذلك خلافا على أهل الطيرة، ومن استغنى عن
الخروج فيه أو عن إخراج الدم فالأولى أن يتوقى ولا يسافر فيه ولا يحتجم.
ما جاء في يوم الخميس
79 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
يعقوب بن يزيد، عن مروان بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن معتب بن المبارك قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في يوم الخميس وهو يحتجم فقلت له: يا ابن رسول الله
أتحتجم في يوم الخميس؟ فقال: نعم من كان منكم محتجما فليحتجم في يوم الخميس فإن
عشية كل جمعة يبتدر الدم فرقا من القيامة ولا يرجع إلى وكره إلى غداة الخميس،
ثم التفت إلى غلامه ربيح فقال: يا ربيح اشدد قصب الملازم، واجعل مصك رخيا،
واجعل شرطك زحفا (4) وقال أبو عبد الله: من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول
النهار سل منه الداء سلا.

(1) النمل: 51.
(2) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: يحتمل أن يكون وضع المنجنيق في غير
يوم الالقاء، ويحتمل اتحادهما. " يوم الأربعاء قال الله " أي في شأنه وهذا في قصة صالح
وقومه وكذا الصيحة لهم وهو ينافي كون عقر الناقة يوم الأربعاء، لأنه لم يكن بينهما الا
ثلاثة أيام، الا أن يكون المراد ابتداء ارادتهم وتمهيدهم للعقر، وأيضا شج النبي صلى الله عليه وآله
كان في غزوة أحد، والمشهور بين المفسرين والمؤرخين أنها كانت يوم السبت، وكل
ذلك مما يضعف الرواية. أقول: الخبر موضوع بلا مرية ولا يخفى ذلك على من له أنس
بكلمات أمير المؤمنين عليه السلام وحالاته ومقالاته.
(3) تبيغ الدم: هاج وغلب.
(4) يعني تيغ را آرام زن.
389

80 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن -
أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أول ما بعث يصوم حتى يقال: لا يفطر
ويفطر حتى يقال: لا يصوم، ثم ترك ذلك وصام يوما وترك يوما وهو صوم داود عليه السلام
ثم ترك ذلك، ثم قبض وهو يصوم خميسين بينهما أربعاء.
81 - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن -
سالم، عن الأحول، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن صوم خميسين
بينهما أربعاء فقال: أما الخميس فيوم تعرض فيه الأعمال، وأما الأربعاء فيوم خلقت
فيه النار، وأما الصوم فجنة.
82 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن عقبة، عن
زكريا، عن أبيه، عن يحيى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام من قص أظافيره يوم الخميس
وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.
ما جاء في يوم الجمعة
83 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد
ابن عيسى بن عبيد، عن زكريا المؤمن، عن محمد بن رباح القلاء قال: رأيت أبا إبراهيم
عليه السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة قال: أقرأ آية
الكرسي. فإذا هاج بك الدم ليلا كان أو نهارا فاقرأ آية الكرسي واحتجم.
84 - حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد مولى
الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن
أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تقوم
الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر.
390

85 - وعن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اطرفوا أهاليكم (1) في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم
حتى يفرحوا بالجمعة وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس
وإذا أراد أن يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة، وقد روي أنه كان
دخوله وخروجه يوم الجمعة.
86 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن صالح بن عقبة، عن أبي كهمس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
علمني دعاء أستنزل به الرزق فقال لي: خذ من شاربك وأظفارك وليكن ذلك في
يوم الجمعة.
87 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن -
عيسى، عن عتيبة، عن أبي أيوب المديني، عن ابن أبي عمير، عن هاشم بن سالم
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى
وإن لم يحتج فحكها حكا، وقال أبو عبد الله عليه السلام: من قلم أظفاره وقص شاربه في كل
جمعة ثم قال: " بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد " أعطي بكل قلامة وجزازة
عتق رقبة من ولد إسماعيل.
88 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن أبي محمد الرازي، عن الحسين بن يزيد،
عن السكوني عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم
أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله الداء وأدخل فيه الداء. وروي أنه لا يصيبه
جنون والجذام ولا برص.
89 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -

(1) أي اتحفوا، وفى بعض النسخ " اطرقوا " فالمراد ليلة الجمعة لان الطرق اتيان
القوم ليلا.
391

أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
بكر بن صالح، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قلموا أظفاركم
يوم الثلاثاء واستحموا يوم الأربعاء وأصيبوا من الحجام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا
بأطيب طيبكم يوم الجمعة.
90 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام (1)
قال: لا يبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا،
فإن لم يقدر ففي كل جمعة، ولا يدع ذلك.
91 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن أبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا محمد بن موسى بن الفرات، عن
علي بن مطر، عن السكن الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لله حق على
كل محتلم (2) في كل جمعة: أخذ شاربه وأظفاره، ومس شئ من الطيب.
92 - حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عمرو العطار القزويني
ببلخ قال: حدثنا أبو مصعب محمد بن أحمد بن مصعب بن القاسم السلمي بترمد قال:
حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الآملي بآمل قال: حدثنا أحمد بن -
محمد بن غالب البصري الزاهد ببغداد قال: حدثنا دينار مولى أنس بن مالك، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة لله عز -
وجل في كل ساعة ستمائة ألف عتيق من النار.
93 - حدثنا أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وعلي بن الحكم جميعا، عن هشام بن الحكم
عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصدقة والصوم و

(1) رواه الكليني في الكافي ج 6 ص 510 عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد،
عن معمر عنه عليه السلام.
(2) أي كل بالغ، وفى بعض نسخ الكافي " على كل مسلم ".
392

نحو هذا، قال: يستحب أن يكون ذلك يوم الجمعة فإن العمل يوم الجمعة يضاعف.
94 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثني
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمن رواه،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنشد بيت شعر يوم الجمعة فهو حظه من ذلك اليوم،
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم الشيخ يحدث يوم الجمعة بأحاديث الجاهلية
فارموا رأسه [ولو] بالحصى.
95 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن -
نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال
في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة وإن قاله كل ليلة فهو أفضل " اللهم
إني أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي
ذنبي العظيم " - سبع مرات - انصرف وقد غفر له. قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كانت
عشية الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء معها أقلام الذهب وصحف
الفضة لا يكتبون عشية الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة إلى أن تغيب الشمس إلا
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، ويكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة. يكره من أجل
الصلاة فأما بعد الصلاة فجائز يتبرك به.
96 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب إبراهيم
ابن عثمان الخزاز أنه قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: " فإذا قضيت الصلاة
فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " قال: الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت،
وقال أبو عبد الله عليه السلام: أف للرجل المسلم أن لا يفرغ نفسه في الأسبوع يوم الجمعة
لأمر دينه فيسأل عنه.
ما جاء في يوم السبت
97 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
393

الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت، فلو أن حجرا زال عن جبل
في يوم السبت لرده الله إلى مكانه.
98 - حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد بن جعفر
ابن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة، ونعيم بن صالح الطبري
قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد،
عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: اللهم بارك لا متي في بكورها يوم سبتها وخميسها.
99 - وبهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: باكروا بالحوائج فإنها ميسرة،
وتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة، واطلبوا الخير عند حسان الوجوه.
100 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم
السبت ويوم الخميس وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس ووجع العين.
101 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السبت لنا،
والاحد لشيعتنا، والاثنين لأعدائنا، والثلاثاء لبني أمية، والأربعاء يوم شرب
الدواء، والخميس تقضى فيه الحوائج، والجمعة للتنظف والتطيب، وهو عيد المسلمين
وهو أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي
الحجة وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة، ويقوم القيامة
يوم الجمعة، وما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمد وآله.
معنى الحديث الذي روى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تعادوا الأيام فتعاديكم
102 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
394

إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي
قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري عليه السلام جئت أسأل عن خبره قال:
فنظر إلي الرازقي وكان حاجبا للمتوكل فامر أن ادخل إليه فأدخلت إليه فقال: يا
صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الأستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر (1) وقلت:
أخطأت في المجئ قال: فوحى الناس عنه (2) ثم قال لي: ما شأنك، وفيم جئت؟ قلت:
لخير ما (3) فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين
فقال: أسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد لله قال: أتحب
أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده (4) قال: فجلست
فلما خرج، قال لغلام له: خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي
المحبوس وخل بينه وبينه قال: فأدخلني إلى الحجرة [التي فيه العلوي] فأومأ إلى بيت
فدخلت فإذا عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد،
ثم أمرني بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرف خبرك؟
قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال: يا صقر لا عليك (5) لن يصلوا إلينا

(1) أي بالسؤال عما تقدم وعما تأخر، يعنى الأمور المختلفة لاستعلام حالي وسبب
مجيئي. فلذا ندم على الذهاب إليه لئلا يطلع على حاله ومذهبه، أو الموصول فاعل " أخذني "
بتقدير أي أخذني التفكر فيما تقدم من الأمور من ظنه التشيع بي وفيما تأخر مما يترتب
على مجيئي من المفاسد كما في البحار.
(2) أي أشار إليهم أن يبعدوا عنه، أو على بناء التفعيل أي عجلهم في الذهاب، أو
على بناء المجرد والناس فاعل أي أسرعوا في الذهاب.
(3) في بعض النسخ " لخبر ما ".
(4) صاحب البريد يمكن أن يكون رئيس البريد أو المراد بالبريد المرتب والرسل
على دواب البريد. قال في النهاية البريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل وأصلها
" بريده دم " أي محذوف الذنب، لان بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها،
فأعربت وخففت، ثم سمى الرسول الذي يركبه بريدا، والمسافة التي بين السكتين بريدا.
(5) أي لا حزن عليك.
395

بسوء الآن، فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وآله لا أعرف
معناه، قال: وما هو؟ فقلت: قوله: " لا تعادوا الأيام فتعاديكم " ما معناه؟ فقال: نعم
الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والاحد كناية
عن أمير المؤمنين عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد
ابن علي وجعفر بن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي
وأنا، والخميس ابني الحسن بن علي، والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق
وهو الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهذا معنى الأيام فلا
تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال عليه السلام: ودع واخرج فلا آمن عليك.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الأيام ليست بأئمة ولكن كنى بها عليه السلام
عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز وجل بالتين والزيتون و
طور سينين وهذا البلد الأمين عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام وكما
كنى عز وجل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود والخصمين، و
كما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن، سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل:
" أو لم يسيروا في الأرض " (1) قال: معناه أو لم ينظروا في القرآن. وكما كنى عز وجل
بالسر عن النكاح في قوله عز وجل: " ولكن لا تواعدوهن سرا " (2). وكما كنى
عز وجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيس وأمه: " كانا يأكلان الطعام " (3)
ومعناه أنهما كانا يتغوطان، وكما كنى بالنحل عن رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله " وأوحى
ربك إلى النحل " (4) ومثل هذا كثير.
كان لبث آدم وحواء عليهما السلام في الجنة حتى أخرجهما منها سبع ساعات
103 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله

(1) الروم: 9.
(2) البقرة 235.
(3) المائدة 75. ولازم أكل الطعام التغوط وهو غير الكناية.
(4) النحل: 68. المراد بالنحل في الآية النحل نفسها وأريد بالوحي الالهام. وهذا
عجيب من المؤلف رحمه الله. وما ورد في بعض الأخبار " نحن والله النحل " هو تأويل لا تفسير.
396

وعبد الله بن جعفر الحميري قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي عبد الله
البرقي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن محمد
ابن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: إنما كان لبث آدم وحواء في الجنة حتى أخرجا منها سبع ساعات من أيام
الدنيا حتى أهبطهما الله من يومهما ذلك.
في الشيعة سبع خصال
104 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثنا العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال،
عن ظريف بن ناصح، عن عمرو بن أبي المقدام، عن محمد بن علي عليهما السلام قال: إنما
كانت شيعة علي المتباذلون في ولايتنا، والمتحابون في مودتنا، المتزاورون لاحياء أمرنا
إن غضبوا لم يظلموا، وأن رضوا لم يسرفوا بركة لمن جاوروا، سلم لمن خالطوا.
وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب صفات الشيعة.
لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في سبعة مواطن
105 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن موسى
الدقاق قال: حدثنا أحمد بن محمد بن داود الحنظلي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله
الجعفي، عن حكم بن مسكين قال: حدثنا أبو الجارود، عن أبي الطفيل عامر بن -
واثلة قال: إن رسول لله صلى الله عليه وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن في كلهن لا يستطيع إلا
أن يلعنه، أولهن يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا و
أبو سفيان جائي من الشام فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويوعده وهم أن يبطش به فصرفه
الله عن رسوله، والثانية يوم العير إذا طردها ليحرزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله فلعنه الله و
رسوله، والثالثة يوم أحد قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أعلى و
أجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله مولانا و
397

لا مولى لكم، والرابعة يوم الخندق يوم جاء أبو سفيان في جميع قريش فرد هم الله بغيظهم
لم ينالوا خيرا، وأنزل الله عز وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب فسمى أبا سفيان
وأصحابه كفارا، ومعاوية مشرك عدو لله ولرسوله، والخامسة يوم الحديبية والهدى
معكوفا أن يبلغ محله وصد مشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام وصدوا
بدنه (1) أن تبلغ المنحر فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله لم يطف بالكعبة ولم يقض نسكه فلعنه
الله ورسوله، والسادسة يوم الأحزاب يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وعامر بن الطفيل
بجمع هوازن وعيينة بن حصن بقطفان، وواعد لهم قريظة والنضير أن يأتوهم فلعن
رسول الله صلى الله عليه وآله القادة والاتباع وقال: أما الاتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة
فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج، والسابعة يوم حملوا على رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة
وهم اثنا عشر رجلا من بني أمية وخمسة من سائر الناس فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله من
على العقبة غير النبي صلى الله عليه وآله وناقته وسائقه وقائده.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: جاء هذا الخبر هكذا والصحيح أن
أصحاب العقبة كانوا أربعة عشر - الحديث.
الصناديق السبعة في النار
106 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه
سليمان الديلمي، عن إسحاق بن عمار الصيرفي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
في حديث طويل يقول فيه: يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له: سقر، لم يتنفس
منذ خلقه الله، ولو أذن الله عز وجل له في التنفس بقدر مخيط لاحرق ما على وجه
الأرض وإن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه
لأهله، وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك

(1) البدن - كقفل -: جمع بدنة - بالتحريك - وهي الهدى من الإبل والبقر تساق
إلى مكة كالأضحية من الغنم. وذلك في صلح الحديبية.
398

الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل
ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك
الشعب لقليبا (1) يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله
فيه لأهله، وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك
الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها، وإن في جوف تلك
الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة قال: قلت
جعلت فداك ومن الخمسة؟ ومن الاثنان؟ قال: وأما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل
ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، فقال " أن أحيى وأميت، وفرعون الذي قال:
أنا ربكم الاعلى، ويهود الذي هود اليهود، ويونس الذي نصر النصارى، ومن
هذه الأمة أعرابيان.
ابتلى أيوب عليه السلام سبع سنين بلا ذنب
107 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الخزاز، عن فضل الأشعري، عن الحسين
ابن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ابتلى أيوب عليه السلام سبع سنين
بلا ذنب.
108 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري
قال حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم السلام قال: إن أيوب عليه السلام ابتلى من غير ذنب، وإن
الأنبياء لا يذنبون لأنهم معصومون مطهرون، لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون
ذنبا، صغير ولا كبيرا.
وقال عليه السلام: إن أيوب عليه السلام مع جميع ما ابتلى به لم ينتن له رائحة، ولا قبحت

(1) القليب: البئر.
399

له صورة، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه
أحد شاهده، ولا يدود شئ من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه
من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه، وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره
لجهلهم بماله عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: " أعظم
الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل " وإنما ابتلاه الله عز وجل بالبلاء العظيم
الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله أن يوصله
إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى ذكره
على ضربين استحقاق واختصاص ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه، ولا فقيرا لفقره ولا مريضا
لمرضه وليعلموا أنه يسقم من يشاء ويشفي من يشاء، متى شاء كيف شاء بأي سبب
شاء، ويجعل ذلك عبرة لمن يشاء وشقاوة لمن يشاء وسعادة لمن يشاء، وهو في جميع
ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة لهم إلا به.
الملائكة على سبعة أصناف والحجب سبعة
109 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن زكريا القطان
قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن نصر بن مزاحم المنقري
عن عمر بن سعد (1) عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن أبي منصور، عن زيد بن وهب
قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قدرة الله عز وجل جلت عظمته، فقام خطيبا فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال: إن لله تبارك وتعالى ملائكة لو أن ملكا منهم هبط إلى الأرض
ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والإنس على أن
يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته
من سبع مائة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الأفق بجناح من

(1) يحتمل كونه عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي الذي روى عنه نصر بن مزاحم
كثيرا في كتاب صفين. وقال بعض الأفاضل في هامش كتاب التوحيد للمؤلف: " أظن أن
الصحيح " عمرو بن سعيد المدائني ".
400

أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السماوات إلى حجزته، ومنهم من قدمه على غير
قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه، ومنهم من لو القي في نقرة إبهامه
جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين
فتبارك الله أحسن الخالقين.
وسئل عليه السلام عن الحجب فقال عليه السلام: الحجب سبعة، غلظ كل حجاب [منها]
مسيرة خمسمائة عام، وبين كل حجا بين مسيرة خمسمائة عام، و الحجاب الثاني سبعون
حجابا، بين كل حجا بين مسيرة خمسمائة عام وطوله خمسمائة عام، حجبة كل حجاب
منها سبعون ألف ملك، قوة كل ملك منهم قوة الثقلين، منها ظلمة ومنها نور ومنها
نار ومنها دخان ومنها سحاب ومنها برق ومنها مطر ومنها رعد ومنها ضوء ومنها
رمل ومنها جبل ومنها عجاج ومنها ماء ومنها أنهار وهي حجب مختلفة، غلظ كل
حجاب مسيرة سبعين ألف عام، ثم سرادقات الجلال وهي ستون سرادقا (1)، وفي كل سرادق
سبعون ألف ملك، بين كل سرادق وسرادق مسيرة خمسمائة عام، ثم سرادق العز، ثم
سرادق الكبرياء، ثم سرادق العظمة، ثم سرادق القدس، ثم سرادق الجبروت، ثم
سرادق الفخر، ثم [سرادق] النور الأبيض، ثم سرادق الوحدانية، وهو مسيرة سبعين
ألف عام في سبعين ألف عام، ثم الحجاب الاعلى وانقضى كلامه عليه السلام وسكت، فقال
له عمر: لا بقيت ليوم لا أراك فيه يا أبا الحسن.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ليست هذه الحجب مضروبة على الله عزو
جل، تعالى الله عن ذلك لأنه لا يوصف بمكان ولكنها مضروبة على العظمة العليا من
خلقه التي لا يقادر قدرها غيره تبارك وتعالى.
صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قبل الناس بسبع سنين
110 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبو بكر مسعدة بن -

(1) في التوحيد ص 278 " سبعون سرادقا ".
401

أسمع قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال:
أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله (1)، عن
علي عليه السلام أنه قال: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي
إلا كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين.
تنزلت الشياطين على سبعة من الغلاة
111 - أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار
وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب
ابن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد، عن رجل، عن
أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل
على كل أفاك أثيم " (2) قال: هم سبعة: المغيرة، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة
البربري، والحارث الشامي، وعبد الله بن الحارث، وأبو الخطاب.
أخبر جبرئيل عليه السلام عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام
ومحبيه سبع خصال
112 - حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد
ابن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا الحسن بن الليث الرازي
عن شيبان بن فروخ الإبلي (3)، عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، عن
عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت ذات يوم عند النبي
إذا أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا أبشرك يا أبا الحسن؟ قال:

(1) هو عباد بن عبد الله الأسدي الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات.
(2) الشعراء: 222 و 223.
(3) سيأتي الخبر سندا ومتنا في باب التسعة ص 413 الا أن فيه " الحسين بن الليث "
ولم أجده. وما في النسخ من " سنان بن فروخ الآملي " و " القاسم بن عبد الله بن عقيل "
تصحيف.
402

بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعتك
ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور عند الظلمة
والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنة قبل
الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.
من روى أن أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير سبعة عليهم السلام
113 - أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد
ابن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم (1) قال:
حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني، عن عمار بن معاوية الدهني، عن عمرة
بنت أفعي (2) قالت: سمعت أم سلمة رضي الله عنها تقول: نزلت هذه الآية في بيتي " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت: وفي البيت سبعة
رسول الله وجبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم،
قالت: وأنا على الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك من
أزواج النبي صلى الله عليه وآله. وما قال: إنك من أهل البيت.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الطريق
والمعروف أن أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير خمسة وسادسهم جبرئيل عليه السلام.
سبعة لا يقصرون الصلاة
114 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي
رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن
إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: سبعة لا يقصرون الصلاة
الجابي الذي يدور في جبايته، والأمير الذي يدور في إمارته، والتاجر الذي يدور في

(1) لم أجده، وفى بعض النسخ " محول بن إبراهيم ".
(2) كذا ولم أجدها.
403

تجارته من سوق إلى سوق، والراعي، والبدوي الذي يطلب مواضع القطر ومنبت
الشجر، والرجل الذي يطلب الصيد يريد به لهو الدنيا، والمحارب الذي يقطع
السبيل.
الذكر مقسوم على سبعة أعضاء
اللسان والروح والنفس والعقل والمعرفة والسر والقلب. وكل واحد منها
يحتاج إلى الاستقامة، فأما استقامة اللسان فصدق الاقرار، واستقامة الروح صدق
الاستغفار، واستقامة القلب صدق الاعتذار، واستقامة العقل صدق الاعتبار، و
استقامة المعرفة صدق الافتخار، واستقامة السر السرور بعالم الاسرار، واستقامة القلب
صدق اليقين ومعرفة الجبار، فذكر اللسان الحمد والثناء، وذكر النفس الجهد و
العناء، وذكر الروح الخوف والرجاء، وذكر القلب الصدق والصفاء، وذكر العقل
التعظيم والحياء، وذكر المعرفة التسليم والرضاء،، وذكر السر على رؤية القاء.
حدثنا بذلك أبو محمد عبد الله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام.
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله سبعة أولاد
115 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن -
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة
القاسم والطاهر وهو عبد الله، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة. وتزوج علي
ابن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو رجل من بني أمية
زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها، فلما ساروا إلى بدر
زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله رقية. وولد لرسول الله صلى الله عليه وآله إبراهيم من مارية القبطية
وهي أم إبراهيم أم ولد.
116 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
404

محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثني أبو علي الواسطي،
عن عبد الله بن عصمة، عن يحيى بن عبد الله، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة
تصايحها (2) وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لامك علينا فضلا وأي فضل
كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا، فسمع مقالتها فاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله
بكت فقال لها: ما يبكيك يا بنت محمد؟ قالت: ذكرت أمي فتنقصتها فبكيت، فغضب
رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: مه يا حميرا فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود
وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهرا وهو عبد الله وهو المطهر، وولدت مني القاسم
وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا.

(2) تصايح القوم: صاح بعضهم بعضا.
405

باب الثمانية
ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن غالب (1)، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز (2)
صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، (3) لا يظلم الأعداء،
ولا يتحامل للأصدقاء (4) بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل
المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده (5).
2 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه قال: حدثني أبو حامد
أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن حاتم
القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن -
أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي ينبغي أن يكون
في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء
وقنوع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، وبدنه منه في تعب والناس
منه في راحه.

(1) في الكافي " عبد الملك بن غالب "
(2) الهزاهز: الفتن التي يفتتن الناس بها.
(3) في الكافي ج 2 ص 47 " وقورا "، " صبورا " " شكورا " " قانعا " كلها بالنصب
بتقدير أن يكون كذا وكذا، وفى الكتاب بالرفع بحذف المبتدا.
(4) أي لا يتحامل على الناس ولا يجور عليهم لأجل الأصدقاء وطلب مرضاتهم، وقيل:
لا يتحمل الوزر لآجلهم كما إذا كان عندك شهادة على صديقك لغيره فلا تشهد له رعاية للصداقة.
(5) كذا في لكافي ص 231 وفي ص 47 " والبر والده ".
406

ثمانية لا تقبل لهم صلاة
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى
العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمد بن -
خالد بإسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: ثمانية لا يقبل الله
لهم صلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشزة عن زوجها وهو عليها ساخط
ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم
يصلي بهم وهم له كارهون، والزبين - قالوا: يا رسول الله وما الزبين؟ قال: الذي
يدافع الغائط والبول - والسكران، فهؤلاء ثمانية لا تقبل منهم صلاة.
حملة العرش ثمانية
4 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد
ابن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص
ابن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حملة العرش ثمانية، لكل
واحد منهم ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا.
5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار مرسلا قال: قال الصادق عليه السلام: إن حملة العرش ثمانية أحدهم على
صورة ابن آدم يسترزق الله لولد آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير،
والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق
الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة
صاروا ثمانية.
للجنة ثمانية أبواب
6 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا
407

علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون
والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها
شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي و
أنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد أجيبت دعوتك و
شفعت، في شيعتك ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني
بفعل أو قول في سبعين ألف من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن
شهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي -
عبد الله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر
الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية
أبواب عرض كل باب منها مسيرة أربعين سنة.
لا يجوز أن يكون سمك البيت فوق ثمانية أذرع
8 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن أبي -
محمد الأنصاري، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكا إليه رجل عبث
أهل الأرض بأهل بيته وبعياله، فقال: كم سمك بيتك؟ قال: عشرة أذرع، فقال:
أذرع ثمانية أذرع كما تدور، واكتب عليه آية الكرسي فان كل بيت سمكه أكثر من
ثمانية أذرع فهو محتضر يحضره الجن ويسكنونه (1).

(1) زاد هنا في النسخة المطبوعة المترجمة بالفارسية " ثمانية أزواج " عن داود الرقي
قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الآية من كتاب الله عز وجل " ثمانية أزواج من الضأن
اثنين ومن المعز الاثنين قل آلذكرين حرام أم الأنثيين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين "
ما الذي أحل الله من ذلك وما الذي حرم؟ فلم يكن عندي منه شئ، فدخلت على أبي
عبد الله عليه السلام وانا حاج فأخبرته بما كان فقال إن الله أحل في الأضحية الإبل العراب وحرم
فيها البخاتي وأحل البقر الأهلية أن يضحى بها وحرم الجبلية، فانصرفت إلى الرجل
فأخبرته بهذا الجواب فقال: هذا شئ حملته الإبل من الحجاز.
أقول: لم أجد هذا الخبر في النسخ التي عندي ولا على منقوله في الوسائل وغيرها و
النسخة الفارسية في غاية التصحيف ونهاية التشويش ولا اعتماد عليها جدا. نعم رواه الصدوق في
الفقيه بإسناده عن داود، والكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبراهيم بن
محمد المسلي عن داود الرقي.
408

ثمانية ليسوا من الناس
9 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال:
حدثني بعض أصحابنا يعني جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن أبي يحيى الواسطي، عمن ذكره
أنه قال لأبي عبد الله عليه السلام: أترى هذا الخلق كله من الناس؟ فقال: الق منهم التارك
للسواك، والمتربع في موضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له،
والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق
وقد اتفقوا عليه، والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج
يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل إلى جوهريته وهو كما قال الله عز وجل: " إن هم إلا
كالانعام بل هم أضل سبيلا ".
من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان خصال
10 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد الإسكاف، عن زياد
ابن عيسى، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كان
يقول: من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفاد في الله أو علما مستظرفا
أو آية محكمة أو رحمة منتظرة أو كلمة ترده عن ردى أو يسمع كلمة تدله على هدى
409

أو يترك ذنبا خشية أو حياء.
11 - أخبرني إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب إلي قال:
حدثني حسين بن عبد الله قال: حدثنا موسى بن مروان قال: حدثنا مروان بن معاوية
عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون قال: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أدمن الاختلاف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان
أخا مستفادا في الله عز وجل، أو علما مستظرفا، أو كلمة تدله على هدى، أو أخرى
تصرفه عن الردى، أو رحمة منتظرة، أو ترك الذنب حياء أو خشية (1).
ثمانية ان أهينوا فلا يلوموا الا أنفسهم
12 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه بمروالروذ قال: حدثنا
أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن حاتم
القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي ثمانية إن أهينوا فلا
يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمر على رب البيت، وطالب
الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لهم لم يدخلاه
فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على
من لا يسمع منه.
تجنب المساجد ثمانية أشياء
13 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط، عن بعض
رجاله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: جنبوا مساجدكم الشراء والبيع والمجانين والصبيان

(1) كذا وهكذا في التهذيب والمعدود ست ولعل سقط من الراوي أو قلم الناسخ.
410

والضالة والاحكام والحدود ورفع الصوت.
الايمان ثمان خصال
14 - حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن -
هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي -
جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك الله إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك
فقال: وما هي؟ قال: يقولون: الايمان غير الاسلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم،
فقال الرجل: صفه لي قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأقر بما
جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم،
قلت: فالايمان؟ قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من
عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب
أوعد عليه النار فهو مؤمن. قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد
عليه النار، فقال ليس هو حيث تذهب إنما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار
ولم يتب منه.
الكبائر ثمان
15 - حدثنا محمد بن الحسن، وأبي رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن سليمان بن -
ظريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك مالنا
نشهد على من خالفنا بالكفر وبالنار، ولا نشهد لأنفسنا ولأصحابنا أنهم في الجنة
قال: من ضعفكم، إن لم يكن فيكم شئ من الكبائر فاشهدوا أنكم في الجنة، قلت:
فأي شئ الكبائر جعلت فداك، قال: أكبر الكبائر الشرك، وعقوق الوالدين، والتعرب
بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، والربا بعد
البينة، وقتل المؤمن، فقلت له: الزنا والسرقة فقال: ليسا من ذاك.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الاخبار في الكبائر ليست بمختلفة وإن
411

كان بعضها ورد بأنها خمس وبعضها بسبع وبعضها بثمان وبعضها بأكثر لان كل
ذنب بعد الشرك كبير بالإضافة إلى ما هو أصغر منه، وكل صغير من الذنوب كبير
بالإضافة إلى ما هو أصغر منه، وكل كبير صغير بالإضافة إلى الشرك بالله العظيم.
لعلي عليه السلام ثمان خصال
16 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا عمر بن المختار قال: حدثنا يحيى
الحماني (1) قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي الأسدي،
عن أبي أيوب الأنصاري قال: إن رسول الله مرض مرضة فأتته فاطمة عليها السلام تعوده وهو
ناقة من مرضه فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى
جرت دمعتها على خدها، فقال النبي صلى الله عليه وآله لها: يا فاطمة إن الله جل ذكره اطلع
على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك واطلع ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى إلي
فأنكحتكه، أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما وأعظمهم
حلما وأكثرهم علما قال: فسرت بذلك فاطمة واستبشرت بما قال لها رسول الله صلى الله
عليه وآله فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه
الله له ولمحمد صلى الله عليه وآله وآل محمد، فقال عليه السلام: يا فاطمة لعلي عليه السلام ثمان خصال:
إيمانه بالله وبرسوله، وعلمه وحكمته، وزوجته، وسبطاه حسن وحسين، وأمره بالمعروف
ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله، يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم
يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الأنبياء
وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة
عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه
الأمة وهما ابناك.

(1) هو يحيى بن عبد الحميد الحماني راوي قيس بن الربيع الأسدي الكوفي.
412

باب التسعة
تسع خصال أعطاها الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وآله
1 - حدثنا إسماعيل بن منصور القصار قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم
ابن محمد بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن [بن الحسن] بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا أحمد بن أبان قال: حدثنا
عبد العزيز بن محمد بن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن أم هاني بنت أبي طالب
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أظهر الله تبارك وتعالى الاسلام على يدي، وأنزل الفرقان
علي، وفتح الكعبة على يدي، وفضلني على جميع خلقه، وجعلني في الدنيا سيد
ولد آدم، وفي الآخرة زين القيامة، وحرم دخول الجنة على الأنبياء حتى أدخلها
أنا، وحرمها على أممهم حتى تدخلها أمتي، وجعل الخلافة في أهل بيتي من بعدي
إلى النفخ في الصور، فمن كفر بما أقول فقد كفر بالله العظيم.
اعطى شيعة علي (ع) ومحبوه تسع خصال
2 - حدثنا عمار بن الحسين الاسروشني (1) رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
محمد بن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا الحسين بن الليث
الرازي، عن شيبان بن فروخ الابلي (2) عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت ذات يوم عند

(1) كذا في اللباب نسبة إلى اسروشنة وقد مر ص 42 من هذا الكتاب.
(2) هو شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي - بمهملة وموحدة مفتوحتين - مولاهم
أبو محمد الابلي - بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام - صدوق ثقة رمى بالقدر. كما في
تهذيب التهذيب، وما في النسخ من " سنان بن فروخ " تصحيف. والأبلي - بضم الهمزة
وشد اللام - نسبة إلى بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة.
413

النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا أبشرك يا أبا الحسن
فقال: بلى يا رسول الله، فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى
شيعتك ومحبيك تسع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور
عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط،
ودخول الجنة قبل سائر الناس، ونورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم (1).
لفاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله عند الله عز وجل تسعة أسماء
3 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني عبد العظيم بن عبد الله
الحسني رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن يونس (2) عن يونس بن ظبيان
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لفاطمة عليه السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل فاطمة، والصديقة
والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء
ثم قال عليه السلام: أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر.
قال: ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة
على وجه الأرض آدم فمن دونه.
اعطى الله عز وجل أمير المؤمنين عليه السلام تسعة أشياء
لم يعطها أحدا قبله سوى محمد صلى الله عليه وآله
4 - أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن -
الحسين بن سعيد قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، وأحمد بن زكريا، عن محمد بن نعيم
عن يزداد بن إبراهيم (3) عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها
أحدا قبلي خلا النبي صلى الله عليه وآله: لقد فتحت لي السبل، وعلمت الأنساب، وأجرى لي

(1) كذا والمعدود سبع وقد مر في باب السبعة أيضا.
(2) كذا ولم أظفر به ولعله هو الذي عاصر موسى بن جعفر عليه السلام وله قصة معه في الكافي.
(3) لم أجده.
414

السحاب، وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن
ربي فما غاب عني ما كان قبلي وما يأتي بعدي وأن بولايتي أكمل الله لهذه الأمة
دينهم وأتم عليهم النعم ورضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية (1) لمحمد صلى الله عليه وآله: يا محمد
أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا وأتممت عليهم نعمتي
كل ذلك من من الله علي فله الحمد.
* أعطى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام تسع خصال
5 حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد
عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي
عن الحسن بن عطية، عن عطية، عن زيد بن أرقم قال: رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي
عليه السلام: أعطيت فيك يا علي تسع خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة واثنتان
لك وواحدة أخافها عليك، فأما الثلاثة التي في الدنيا فإنك وصيي وخليفتي في أهلي
وقاضي ديني، وأما الثلاث التي في الآخرة فاني اعطى لواء الحمد فأجعله في يدك وآدم
وذريته تحت لوائي، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت،
وأما اللتان لك فإنك لن ترجع بعدي كافرا ولا ضالا، وأما التي أخافها عليك فغدرة
قريش بك بعدي يا علي.
6 - حدثنا الحسين بن يحيى البجلي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو زرعة
قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا قطن بن نسير قال: حدثنا جعفر (2) قال:
حدثنا يعقوب بن الفضل، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن المزني
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت في علي تسع خصال: ثلاثا في الدنيا وثلاثا

(1) يعني يوم غدير خم.
(2) هو جعفر بن سليمان الضبعي - بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة - أبو سليمان
البصري، قال ابن حجر: صدوق زاهد لكنه كان يتشيع. انتهى. يروى عنه قطن بن نسير
- مصغرا - أبو عباد البصري ذكره ابن حبان في الثقات. واما شيخه يعقوب بن الفضل فلم أجده.
415

في الآخرة، واثنتين أرجوهما له، وواحدة أخافها عليه: وأما الثلاثة التي في الدنيا
فساتر عورتي، والقائم بأمر أهل بيتي، ووصيي في أهلي. وأما الثلاثة التي في الآخرة
فاني أعطي لواء الحمد فاعطيه يحمله وأتكئ عليه عند قيام الشفاعة، ويعينني على
مفاتيح الجنة. وأما الاثنتان اللتان أرجوهما له فإنه لا يرجع بعدي كافرا ولا ضالا،
وأما الواحدة التي أخافها عليه فغدر قريش به بعدي.
تسعة أشياء لها تسع آفات
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر
الحميري جميعا، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: آفة الحديث الكذب
وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف
الصلف (1)، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السخاء المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة
الحسب الفخر.
في التمر البرني تسع خصال
8 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
أبو سعيد الادمي قال: حدثنا علي بن الزيات (2) عن عبيد الله بن عبد الله، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله
إذ ورد عليه وفد عبد القيس فسلموا ثم وضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أصدقة أم هدية؟ قالوا: بل هدية يا رسول الله قال: أي تمراتكم هذه؟ قالوا: البرني
فقال عليه السلام: في تمرتكم هذه تسع خصال: إن هذا جبرئيل يخبرني أن فيه تسع خصال:

(1) الظرف مصدر: الكياسة والحذق والبراعة. وفي النهاية في الحديث " آفة
الظرف الصلف " هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار تكبرا.
(2) كذا ويحتمل بعيدا تصحيفه عن علي بن الريان بن الصلت لما ذكر هو في جملة
الرواة عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان. ويحتمل كونه علي بن عطية الزيات على بعد أيضا.
416

يطيب النكهة، ويطيب المعدة، ويهضم الطعام، ويزيد في السمع والبصر، ويقوي
الظهر، ويخبل الشيطان، ويقرب من الله عز وجل، ويباعد من الشيطان.
رفع عن هذه الأمة تسعة أشياء
9 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، والنسيان،
وما أكرهوا عليه، ومالا يعلمون (1) وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد،
والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق (2) ما لم ينطق بشفة.
النهي عن تسعة أشياء
10 - أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب
إلي قال: حدثني سالم بن سالم، وأبو عروبة قالا: حدثنا أبو الخطاب قال: حدثنا
هارون بن مسلم قال: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي،
عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله خيبر دعا بقوسه
فاتكأ على سيتها (3) ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر ما فتح الله له ونصره به ونهى

(1) ظاهره معذورية الجاهل مطلقا، لكن الفقهاء اقتصروا على موارد خاصة كالصلاة
مع نجاسة الثوب أو البدن أو موضع السجدة أو الثوب والمكان المغصوبين أو ترك الجهر
والاخفات وأمثالها والمسألة معنونة في كتب أصول الفقه باب البراءة مشروحة.
(2) كالتفكر بأنه تعالى كيف خلق الأشياء بلا مادة ولا مثال، أو لأي شئ خلق ما يضر
ولا ينفع بحسب الظاهر أو لأي شئ خلق بعض الأشياء طاهرا وبعضها نجسا أو لأي شئ خلق
الانسان من تفاوت وأمثال ذلك.
(3) سية القوس - بكسر السين وفتح الياء المثناة من تحت -: ما عطف من طرفيها.
417

عن خصال تسعة: عن مهر البغي، وعن كسب الدابة يعني عسب الفحل (1) وعن
خاتم الذهب، وعن ثمن الكلب، وعن مياثر الأرجوان - قال أبو عروبة: عن مياثر
الحمر (2) - وعن لبوس ثياب القسي وهي ثياب تنسج بالشام، وعن أكل لحوم السباع
وعن صرف الذهب بالذهب والفضة بالفضة بينهما فضل (3) وعن النظر في النجوم.
يؤجل المذنب تسع ساعات
11 - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم
ابن فرات الكوفي قال: حدثني محمد بن ظهير قال: حدثنا الحسن بن علي العبدي
المعروف بابن القارئ قال: حدثنا سهل بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبد القدوس
عن سليمان بن مهران، عن جعفر محمد عليهما السلام أنه قال: إذا هم العبد بحسنة كتبت له
حسنة، فإذا عملها كتبت له عشر حسنات، وإذا هم بسيئة لم تكتب عليه فإذا عملها
أجل تسع ساعات، فإن ندم عليها واستغفر وتاب لم يكتب عليه، وإن لم يندم ولم
يتب منها كتبت عليه سيئة واحدة.

(1) " مهر البغى " أي اجرة الزنا وعسب الفحل: ماؤه فرسا أو بعيرا أو غيرهما، وعسبه
ضرابه. قال الجزري: إنما أراد النهي عن كراء الذي يؤخذ عليه فان إعارة الفحل مندوب
إليها. ووجه الحديث أنه نهى عن كراء عسب الفحل فحذف المضاف وهو كثير في الكلام.
وقيل: يقال لكراء الفحل عسب، وعسب فحله يعسبه أكراه، وعسبت الرجل: أعطيته كراء
فحله. وعليه فلا يحتاج إلى حذف مضافا وإنما نهى عنه للجهالة التي فيه ولا بد في الإجارة
من تعيين العمل ومعرفة مقداره. انتهى. أما خاتم الذهب فهو حرام على الرجال دون
النساء لما جاء في الاخبار.
(2) مياثر جمع ميثرة - بالكسر - مفعلة من الوثارة، وهي لبدة الفرس والأرجوان الارغوان
فارسي معرب وقد مر بيانه سابقا والنهي للتنزيه لما فيه من الترفه والتشبه بالمتكبرين من عظماء
الفرس فإنه كان شعارهم في تلك الأيام ويبعد أن يكون النهي للونه، وميثرة الحمر أيضا وسادة
حمراء تتخذ من حرير أحمر وهي وسادة السرج.
(3) هذا نهى تحريم لكون معاملة النقدين بالفضل هي الربا المعاملي المحرم.
418

الأئمة من ولد الحسين بن علي تسعة عليهم السلام
12 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: تكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي عليهما السلام تاسعهم قائمهم.
قبض النبي صلى الله عليه وآله عن تسع نسوة
13 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
الحسين بن علي بن الحسين السكري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر
ابن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال:
تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة منهن، وقبض عن
تسع، فأما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسني (1)، وأما الثلاث عشرة اللاتي دخل
بهن فأولهن خديجة بنت خويلد، ثم سورة بنت زمعة، ثم أم سلمة واسمها هند
بنت أبي أمية، ثم أم عبد الله عائشة بنت أبي بكر، ثم حفصة بنت عمر، ثم زينب
بنت خزيمة بن الحارث أم المساكين، ثم زينب بنت جحش، ثم أم حبيبة رملة
بنت أبي سفيان، ثم ميمونة بنت الحارث، ثم زينب بنت عميس، ثم جويرية بنت
الحارث، ثم صفية بنت حيي بن أخطب. والتي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله خولة بنت
حكيم السلمي، وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية، وريحانة الخندفية،
والتسع اللاتي قبض عنهن: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، و
ميمونة بنت الحارث، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي بن أخطب، و
جويرية بنت الحارث، وسورة بنت زمعة. وأفضلهن خديجة بنت خويلد، ثم أم
سلمة بنت الحارث.

(1) في القاموس " السني " بنت أسماء بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي صلى
الله عليه وآله. وقيل: اسمها " سبأ بنت أبي الصلت السلمية " كما في بعض التواريخ.
419

تسع كلمات تكلم بهن أمير المؤمنين عليه السلام
14 - حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال: حدثني يوسف
ابن محمد الطبري، عن سهل أبي عمر (1) قال: حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة
عن عامر الشعبي قال: تكلم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلمات أرتجلهن ارتجالا، فقأن
عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن،
ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب، فأما اللاتي في
المناجاة فقال: " إلهي كفى لي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا إن تكون لي ربا
أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ". وأما اللاتي في الحكمة فقال: " قيمة كل امرئ
ما يحسنه، وما هلك امرء عرف قدره، والمرء مخبو تحت لسانه ". وأما اللاتي في الأدب
فقال: " امنن (2) على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن
عمن شئت تكن نظيره ".
حد بلوغ المرأة تسع سنين
15 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن موسى بن بكر، عن زرارة،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تدخل بالجارية حتى يتم لها تسع سنين أو عشر سنين.
وقال: أنا سمعته يقول: تسع أو عشر.
16 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان

(1) هو سهل بن زنجلة بن أبي الصفدي الرازي أبو عمر الخياط قال في التقريب صدوق
وذكره في تهذيب التهذيب من جملة رواة وكيع بن الجراح الراوي عن زكريا بن أبي زائدة.
وما في النسخ من " سهل بن نحرة " أو " سهل بن بحرة " تصحيف.
(2) من عليه بكذا: أنعم عليه به من غير تعب.
420

عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من وطئ امرأته قبل تسع
سنين فأصابها عيب فهو ضامن.
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حد بلوغ المرأة
تسع سنين.
المطلقة للعدة لا تحلل لزوجها بعد تسع تطليقات أبدا
18 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم
ابن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن التي تطلق ثم تراجع ثم تطلق؟ قال: لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره،
والتي يطلقها الرجل ثلاثا فيتزوجها رجل آخر فيطلقها على السنة، ثم ترجع إلى
زوجها الأول فيطلقها ثلاث مرات وتنكح زوجا غيره فيطلقها ثم ترجع إلى زوجها
الأول فيطلقها ثلاث مرات على السنة، ثم تنكح فتلك التي لا تحل له أبدا، والملاعنة
لا تحل له أبدا.
الزكاة على تسعة أشياء
19 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن موسى بن عمر
عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
وضع رسول الله صلى الله عليه وآله الزكاة على تسعة وعفا عما سوى ذلك: الحنطة والشعير والتمر
والزبيب والذهب والفضة والبقر والغنم والإبل. فقال السائل: فالذرة؟ فغضب
ثم قال: كان والله على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله السماسم والذرة والدخن وجميع ذلك
فقيل: إنهم يقولون: لم يكن ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما وضع على التسعة
421

لما لم يكن بحضرته غير ذلك، فغضب وقال: كذبوا فهل يكون العفو إلا عن شئ قد
كان ولا والله ما أعرف شيئا عليه الزكاة غير هذا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
20 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن جميل قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام في كم الزكاة؟ فقال: في تسعة أشياء وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وعفا عما سوى
ذلك فقال الطيار: إن عندنا حبا يقال له الأرز؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام وعندنا
أيضا حب كثير فقال له: عليه شئ؟ قال: ألم أقل لك إن رسول الله صلى الله عليه وآله عفا عما سوى
ذلك، منها الذهب والفضة، وثلاث من الحيوان: الإبل والغنم والبقر، ومما أنبتت
الأرض: الحنطة والشعير والزبيب والتمر.
وضعت الجمعة عن تسعة
21 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي -
نجران، والحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: إنما فرض الله عز وجل من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة
فيها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة ووضعها عن تسعة عن الصغير والكبير
والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمى ومن كان على رأس فرسخين. والقراءة
فيها جهار، والغسل فيها واجب، وعلى الامام فيها قنوتان قنوت في الركعة الأولى
قبل الركوع وفي الثانية بعد الركوع.
تسعة أشياء تورث النسيان
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور عن إبراهيم بن -
عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: تسعة يورثن النسيان: أكل التفاح يعني
422

الحامض، والكزبرة (1) والجبن، وأكل سؤر الفأر، والبول في الماء الواقف، وقراءة
كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في النقرة.
23 - حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد
ابن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: في وصيته له: يا علي تسعة أشياء يورثن النسيان: أكل التفاح الحامض،
وأكل الكزبرة، والجبن، وسؤر الفأرة، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين
وطرح القملة، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد.
ذكر التسع الآيات التي أعطى الله عز وجل موسى عليه السلام
24 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا أبو إسحاق ولقبه يزيد بن إسحاق شعر قال:
حدثني هارون بن حمزة الغنوي الصيرفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التسع
الآيات التي أوتي موسى عليه السلام فقال: الجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والبحر
والحجر والعصا ويده.
25 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان، عن سلام بن المستنير

(1) الكزبرة - بضم الكاف والباء وقد يفتح الباء - " گيشنيز " واختلف الأطباء في طبعها
فقيل بارد في الأولى، يابس في الثانية، وقيل إنها مركبة من القوى وذكروا لها فوائد
كثيرة ثريا وضمادا لكن إدمانها والاكثار منها يخلط الذهن ويظلم العين ويجفف المنى
ويسكن الباه ويورث النسيان، ولا يبعد حمل الاخبار على الاكثار. (البحار).
423

عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات " (1)
قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والعصا ويده.
الذين يقبلون مع القائم عليه السلام إلى أن يجتمع له
العدد يكونون من تسعة أحياء
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب
ابن يزيد، عن مصعب بن يزيد، عن العوام بن الزبير (2) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يقبل
القائم عليه السلام في خمسة وأربعين رجلا من تسعة أحياء: من حي رجل، ومن حي رجلان
ومن حي ثلاثة، ومن حي أربعة، ومن حي خمسة، ومن حي ستة، ومن حي
سبعة، ومن حي ثمانية، ومن حي تسعة، ولا يزال كذلك (3) حتى يجتمع له العدد.

(1) الاسراء: 101.
(2) يعقوب بن يزيد ثقة جليل من أصحاب الرضا عليه السلام، ومصعب بن يزيد مجهول
وليس هو مصعب بن يزيد الأنصاري لأنه عامل أمير المؤمنين على قول الصدوق - رحمه الله
في المشيخة والخبر هنا مروي عنه بواسطة عن أبي عبد الله عليه السلام، وأما العوام بن الزبير لم
أجده الا في خبر في الكافي باب الحياء رقم 3 وكذا راويه مصعب.
(3) الظاهر أن هذا الكلام زيادة من الراوي لان العدد أي " 45 " عند قوله: " من
حي تسعة " كامل.
424

باب العشرة
أسماء النبي صلى الله عليه وآله عشرة
1 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر
ابن أحمد البغدادي بآمد (1) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن السخت قال:
أخبرنا محمد بن أسود الوراق، عن أيوب بن سليمان، عن أبي البختري، عن محمد بن -
حميد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا أشبه
الناس بآدم، وإبراهيم أشبه الناس بي خلقة وخلقة، وسماني الله عز وجل من فوق
عرشه عشرة أسماء، وبين الله وصفي وبشر بي على لسان كل رسول بعثه إلى قومه، وسماني
ونشر في التوراة اسمي، وبث ذكري في أهل التوراة والإنجيل، وعلمني كتابه (2) ورفعني
في سمائه، وشق لي اسما من أسمائه، فسماني محمدا وهو محمود، وأخرجني في خير قرن من
أمتي، وجعل اسمي في التوراة أحيد [وهو من التوحيد] فبالتوحيد حرم أجساد أمتي على
النار، وسماني في الإنجيل أحمد فأنا محمود في أهل السماء وجعل أمتي الحامدين، وجعل
اسمي في الزبور ماح محى الله عز وجل بي من الأرض عبادة الأوثان، وجعل اسمي
في القرآن محمدا فأنا محمود في جميع القيامة في فصل القضاء، لا يشفع أحد غيري، وسماني
في القيامة حاشر يحشر الناس على قدمي، وسماني الموقف أوقف الناس بين يدي الله جل
جلاله، وسماني العاقب أنا عقب النبيين ليس بعدي رسول، وجعلني رسول الرحمة و
رسول التوبة ورسول الملاحم والمقفى قفيت النبيين جماعة، وأنا القيم الكامل الجامع
ومن علي ربي، وقال: يا محمد صلى الله عليك قد أرسلت كل رسول إلى أمته بلسانها
وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي، ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا، و
أحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك، وأعطيت لك ولامتك كنز من كنوز عرشي

(1) بعد الألف وكسر الميم وهي لفظة رومية: بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة
السود على نشز، ودجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال وهي تنشأ من عيون بقربه.
(2) في المعاني " كلامه ".
425

فاتحة الكتاب وخاتمة سورة البقرة، وجعلت لك ولامتك الأرض كلها مسجدا وترابها
طهورا. وأعطيت لك ولامتك التكبير، وقرنت ذكرك بذكري، حتى لا يذكرني
أحد من أمتك إلا ذكرك مع ذكري، طوبى لك يا محمد ولامتك.
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن -
عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
قال: إن لرسول الله عليه السلام عشرة أسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن
فأما التي في القرآن: فمحمد عليه السلام وأحمد وعبد الله ويس ونون، وأما التي ليست في
القرآن فالفاتح والخاتم والكافي والمقفى والحاشر.
ينبغي أن يكون الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه
3 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني
قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن -
أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام كانت
الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي أن يكون الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه
أولها بيت الله عز وجل لقضاء نسكه والقيام بحقه وأداء فرضه، والثاني أبواب الملوك
الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز وجل وحقهم واجب ونفعهم عظيم وضرهم شديد،
والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا، والرابع أبواب أهل
الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء الآخرة، والخامس أبواب
السفهاء الذين يحتاج إليهم في الحوادث ويفزع إليهم في الحوائج. والسادس أبواب
من يتقرب إليه من الاشراف لالتماس الهبة والمروءة والحاجة، والسابع أبواب من
يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الأهبة لما يحتاج إليه (1)
والثامن أبواب الاخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم، والتاسع أبواب
الأعداء التي تسكن بالمدارأة غوائلهم، ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة

(1) الأهبة: العدة، يقال: أخذ للسفر أهبته.
426

عداوتهم، والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن الأدب ويؤنس
بمحادثتهم.
ان الله تبارك وتعالى قوي العقل بعشرة أشياء
4 - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المقرئ قال: حدثنا أبو عمرو
محمد بن جعفر المقرئ الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد
قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن (1)
الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال: أخبرنا يزيد بن الحسن قال:
حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه،
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون
في سابق علمه التي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه،
والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة همه،
والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين والايمان والصدق والسكينة
والاخلاص والرفق، والعطية والقنوع والتسليم والشكر، ثم قال عز وجل: أدبر
فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: تكلم فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد
ولا ند ولا شبيه ولا كفو ولا عديل ولا مثل. الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل، فقال
الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع
منك ولا أشرف منك ولا أعز منك، بك أؤاخذ، وبك أعطي، وبك أوحد، وبك أعبد، وبك
ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك أخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب،
فخر العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام فقال الرب تبارك وتعالى: ارفع
رأسك وسل تعط، واشفع تشفع. فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفعني فيمن
خلقتني فيه فقال الله جل جلاله لملائكته: أشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه.

(1) في بعض النسخ " عياش بن زيد بن الحسن ".
427

عشر خصال من صفات الإمام عليه السلام
5 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن -
يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن -
بهلول قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
عليهما السلام قال: عشر خصال من صفات الامام: العصمة، والنصوص، وأن يكون
أعلم الناس وأتقاهم لله وأعلمهم بكتاب الله، وأن يكون صاحب الوصية الظاهرة، و
يكون له المعجز والدليل، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يكون له فيئ، ويرى من
خلفه كما يرى من بين يديه.
قال مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه: معجز الامام ودليله في العلم واستجابة
الدعوة فاما إخباره بالحوادث التي تحدث قبل حدوثها فذلك بعهد معهود إليه من
رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما لا يكون له فيئ لأنه مخلوق من نور الله عز وجل (1) وأما رؤيته
من خلفه كما يرى بين يديه فذلك بما أوتي من التوسم والتفرس في الأشياء قال الله
عز وجل: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " (2).
كانت لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله عشر خصال
6 - حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني

(1) هذا التوجيه غير وجيه ونحن لا نعلم معناه ولا معنى لا يكون له فيئ ونرد علمه إلى أهله
وأما تميم بن بهلول الواقع في سلسلة السند غير معنون في كتب الرجال وحاله مجهول لنا.
(2) الآية في سورة الحجر: 75. وقال بعض الأفاضل: الظاهر أن الرؤية من
الخلف غير التفرس، فان الرؤية إدراك الصور بالبصر، والتفرس أدراك المعاني بالحدث
بمعونة الحس على أن أبواب علومهم لا تنحصر في ما عهد إليهم، فقد روى عن أبي الحسن
موسى عليه السلام " أن علمهم كان قذفا في القلب ونقرا في السمع " ووردت روايات كثيرة بأنهم محدثون
إلى غير ذلك. ولعل مراد المصنف (ره) من أن اعجازهم في العلم هو هذا النوع من علمهم أو
ما شابهه من علومهم غير الاكتسابية والا فالنظر في الصحيفة والاخبار بما فيها مثلا لا يعد معجزا.
428

قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المؤمل قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال:
حدثنا نصر بن مزاحم أبو الفضل العطار قال: حدثنا عمرو بن خالد، عن زيد بن علي،
عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله
عشر خصال ما أحب أن لي بإحديهن ما طلعت عليه الشمس قال لي: أنت أخي في الدنيا و
الآخرة، وأقرب الخلائق مني في الموقف، وأنت الوزير والوصي والخليفة في الأهل
والمال، وأنت آخذ لوائي في الدنيا والآخرة، وليك وليي ووليي ولي الله، و
عدوك عدوي وعدوي عدو الله.
7 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أبي القاسم
عن محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري، عن أبي خالد (1)، عن
زيد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: كان لي عشر من رسول
الله صلى الله عليه وآله لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا
والآخرة: وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهين
كمنزل الأخوين، وأنت الوصي، وأنت الولي، وأنت الوزير، وعدوك عدوي
وعدوي عدو الله، ووليك وليي ووليي ولي الله.
8 - حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ بالري قال: حدثنا محمد بن العباس
ابن بسام قال: حدثني محمد بن خالد بن إبراهيم قال: حدثني إسماعيل بن موسى الثقفي
قال: أخبرني عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن محمد
ابن علي الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: كان لي من
رسول الله صلى الله عليه وآله عشر خصال: ما يسرني بإحديهن ما طلعت عليه الشمس وما غربت،
فقال له بعض أصحابه: بينها لنا يا علي، قال عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا
علي أنت الوصي، وأنت الوزير، وأنت الخليفة في الأهل والمال، ووليك وليي،
وعدوك عدوي، وأنت سيد المسلمين من بعدي وأنت أخي، وأنت أقرب الخلائق
مني في الموقف، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

(1) يعني عمرو بن خالد القرشي.
429

9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق
ابن سعد، عن بكر بن محمد الأزدي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله عشر ما يسرني بالواحدة منهن
ما طلعت عليه الشمس قال: أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الناس مني
موقفا يوم القيامة، ومنزلك تجاه منزلي في الجنة كما يتواجه الاخوان في الله، وأنت
صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت وصيي ووارثي وخليفتي في الأهل والمال
والمسلمين في كل غيبة، شفاعتك شفاعتي، ووليك وليي ووليي ولي الله، وعدوك
عدوي وعدوي عدو الله.
بشارة شيعة علي عليه السلام وأنصاره بعشر خصال
10 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان: وأحمد بن محمد بن الهيثم العجلي وعلي
ابن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد السناني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام
المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن -
يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن زكريا
قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا زيد بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن
جده، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام،
وحدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سعد بن -
عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد
ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي بشر شيعتك وأنصارك بخصال عشر:
أولها طيب المولد، وثانيها حسن إيمانهم بالله، وثالثها حب الله عز وجل لهم، و
رابعها الفسحة في قبورهم، وخامسها النور على الصراط بين أعينهم، وسادسها نزع الفقر
من بين أعينهم، وغنى قلوبهم، وسابعها المقت من الله عز وجل لأعدائهم، وثامنها الامن
من الجذام [والبرص والجنون]، يا علي وتاسعها انحطاط الذنوب والسيئات عنهم،
وعاشرها هم معي في الجنة وأنا معهم.
430

عشر خصال من المكارم
11 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
الحسن بن موسى، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: المكارم عشر فان استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا تكون
في ولده، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في الحر:
صدق البأس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف، وإطعام
السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب (1) ورأسهن الحياء.
12 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله
الصادق عليه السلام قال: أن الله تبارك وتعالى خص رسوله صلى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا
أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عز وجل وارغبوا إليه في الزيادة منها، فذكرها
عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والرضا وحسن الخلق والسخاء والغيرة
والشجاعة والمروءة.
لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات
13 - عن أبي الطفيل (2)، عن حذيفة بن أسيد قال: اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وآله
من غرفة له ونحن نتذاكر الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى تكون
عشر آيات: الدجال، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، و
يأجوع ومأجوج، وثلاث خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة

(1) التذمم: الاستنكاف والحياء والحماية. وفي النهاية الذمة والذمام هما بمعنى
العهد والأمان والضمان والحرمة والحق وسمى أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
(2) رواه مسلم مسندا عن أبي الطفيل ج 8 ص 178 وأبو داود أيضا ج 2 ص 429
في كتاب الملاحم من السنن باب أمارات الساعة وسقط الخبر في المطبوعة.
431

العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر، تنزل معهم إذا نزلوا وتقيل
معهم إذا قالوا.
عشر خصال جمعها الله عز وجل لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم
14 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم
العلوي قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم
السعدي قال: حدثنا الحسن بن عبد الله اليماني قال: حدثنا علي بن العباس المقرئ
قال: حدثنا حماد بن عمرو النصيبي، عن جعفر بن برقان (1)، عن ميمون بن مهران
عن عبد الله بن عباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: جمع
الله عز وجل لنا عشر خصال لم يجمعها لاحد قبلنا ولا تكون في أحد غيرنا: فينا
الحكم والحلم والعلم والنبوة والسماحة والشجاعة والقصد والصدق والطهور والعفاف
ونحن كلمة التقوى، وسبيل الهدى، والمثل الاعلى، والحجة العظمى، والعروة الوثقى
والحبل المتين، ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون.
عشر خصال من لقى الله عز وجل بهن دخل الجنة
15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم واسمه عبد الرحمن بن -
مسلم، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: عشر من لقى الله عز وجل
بهن دخل الجنة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والاقرار بما جاء
من عند الله عز وجل، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت
والولاية لأولياء الله والبراءة من أعد الله، واجتناب كل مسكر.
16 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا

(1) جعفر بن برقان - بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف - الكلابي أبو عبد الله
الرقي صدوق كما في التقريب و " جعفر بن عرفان " كما في بعض النسخ مصحف.
432

أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا صهيب بن عباد قال: حدثنا أبي،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: عشر من لقى الله بهن دخل الجنة
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، والاقرار بما جاء من عند الله، وإقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والولاية لأولياء الله، والبراءة
من أعداء الله، واجتناب كل مسكر.
لا يكون المؤمن عاقلا حتى يكون فيه عشر خصال
17 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال
عن أمية بن علي، عن عبد الله بن المغيرة، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم يعبد الله عز وجل بشئ أفضل من العقل، ولا يكون
المؤمن عاقلا حتى يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون،
يستكثر قليل الخير ممن غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب العلم
طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب
إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلا قال هو
خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى، وآخر هو شر منه
وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقى الذي هو شر منه
وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشره ظاهر، وعسى أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك
فقد علا مجده، وساد أهل زمانه.
لا يؤكل من الشاة عشرة أشياء
18 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يؤكل من الشاة عشرة أشياء: الفرث
والدم والطحال والنخاع والغدد والقضيب والأنثيين والرحم والحياء (1) والأوداج

(1) تقدم معنى الحياء شافيا ص 284.
433

- أو قال: العروق -.
عشرة أشياء من الميتة ذكية
19 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير يرفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: عشرة أشياء من الميتة ذكية: العظم والشعر والصوف
والريش والقرن والحافر والبيض والإنفحة واللبن والسن.
لا يطمعن عشرة في عشر خصال
20 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن محمد
ابن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن
أحمد بن عمر الحلال، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن، ولا الخب في كثرة الصديق (1) ولا السيئ الأدب
في الشرف، ولا البخيل، في صلة الرحم، ولا المستهزء بالناس في صدق المودة، ولا
القليل الفقه في القضاء، ولا المغتاب في السلامة، ولا الحسود في راحة القلب، ولا المعاقب
على الذنب الصغير في السؤدد، ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة.
عشرة مواضع لا يصلى فيها
21 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
عشرة مواضع لا يصلى فيها: الطين، والماء، والحمام، ومسان الطريق (2) وقرى النمل،

(1) الخب - بشد الباء الموحدة -: الخداع.
(2) مسان الطريق بشد النون - معظمه وقوله " لا يصلى " أعم من الحرمة والكراهة
والمراد بمعاطن الإبل مباركها ومقتضى كلام أهل اللغة أنها أخص من ذلك فإنهم قالوا: معاطن الإبل مباركها حول الماء لتشرب عللا بعد نهل - والعلل: الشرب الثاني والنهل: الشرب الأول
ونقل عن أبي الصلاح أنه منع من الصلاة في أعطان الإبل وهو ظاهر المفيد في المقنع و
لا ريب أنه أحوط. وعند المتأخرين محمول على الكراهة.
434

ومعاطن الإبل، ومجرى الماء، والسبخة، والثلج، ووادي ضجنان (1).
قال المصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذه المواضع لا يصلى فيها الانسان في حال
الاختيار فإذا حصل في الماء والطين واضطر إلى الصلاة فيه فإنه يصلى إيماء ويكون ركوعه
أخفض من سجوده، وأما الطريق فإنه لا بأس بأن يصلى على الظواهر التي بين الجواد
فأما على الجواد فلا يصلى، واما الحمام فإنه لا يصلى فيه على كل حال (2) فأما مسلخ
الحمام فلا بأس بالصلاة فيه لأنه ليس بحمام، وأما قرى النمل فلا يصلى فيها لأنه
لا يتمكن من الصلاة لكثرة ما يدب عليه من النمل فيؤذيه ويشغله عن الصلاة، وأما
معاطن الإبل فلا يصلى فيها إلا إذا خاف على متاعه الضيعة فلا بأس حينئذ بالصلاة فيها
وأما مرابض الغنم (3) فلا بأس بالصلاة فيها، وأما مجرى الماء فلا يصلى فيه على كل
حال لأنه لا يؤمن أن يجري الماء إليه وهو في صلاته، وأما السبخة فإنه لا يصلى
فيها نبي ولا وصي نبي، وأما غيرهما فإنه متى دق مكان سجوده حتى تتمكن
الجبهة فيه مستوية في سجوده فلا بأس، وأما الثلج فمتى اضطر الانسان إلى الصلاة
عليه فإنه يدق موضع جبهته حتى يستوي عليه في سجوده وأما وادي ضجنان وجميع
الأودية فلا تجوز الصلاة فيها لأنها مأوى الحيات والشياطين.
عشرة لا يدخلون الجنة
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه
عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن حفص البصري، عن عبد الله بن الحسين

(1) ضجنان جبل قرب مكة، وهو موضع خسف، وفي المراصد: جبل بتهامة
والسبخة: الأرض الملحة أو ارض ذات نزو يعلو الماء.
(2) هذا الحكم عند المتأخرين محمول على الكراهة وكذا في قرى النمل.
(3) مربض الغنم مأواها ومحل بروكها.
435

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل لما خلق
الجنة خلقها من لبنتين، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل حيطانها الياقوت، و
سقفها الزبرجد، وحصبائها اللؤلؤ، وترابها الزعفران والمسك الأذذفر، فقال لها
تكلمي، فقالت: لا إله إلا أنت الحي القيوم، قد سعد من يدخلني. فقال عز وجل
بعزتي وعظمتي وجلالي وارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر، ولا سكير (1)، ولا قتات
وهو النمام، ولا ديوث وهو القلطبان، ولا قلاع وهو الشرطي، ولا زنوق وهو
الخنثى، ولا خيوف وهو النباش (2)، ولا عشار، ولا قاطع رحم، ولا قدري.
23 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا أحمد بن إدريس
ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال:
حدثني محمد بن الحسين بإسناد له يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة
مدمن خمر، ولا سكير (3) ولا عاق، ولا شديد السواد، ولا ديوث، ولا قلاع وهو الشرطي،
ولا زنوق وهو الخنثى، ولا خيوف وهو النباش، ولا عشار، ولا قاطع رحم،
ولا قدري.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني بشديد السواد الذي لا يبيض شئ
من شعر رأسه ولا من شعر لحيته مع كبر السن ويسمى الغربيب.

(1) في البحار " السكير - بالكسر وتشديد الكاف -: الكثير السكر، والفرق بينه
وبين المدمن اما بكون المراد بالخمر ما يتخذ من العنب وبالسكر ما يسكر من غيره،
أو بكون المراد بالمدمن أعم مما يسكر " أقول: لعل الصواب كما في بعض النسخ " ولا
متكبر " فلا يحتاج إلى هذا التوجيه.
(2) فيه أيضا: شرط السلطان: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده،
والنسبة شرطي كتركي، ثم قال: ولم أجد اللغويين فسروا الزنوق والخيوف بما فسرا به
في الخبر. وفي بعض النسخ " خيوق ".
(3) في بعض النسخ " متكبر " ولعله هو الصواب.
436

العافية عشرة أجزاء
24 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن
الصفار، عن العباس بن المعروف، عن علي بن مهزيار بإسناده يرفعه قال: يأتي على
الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت.
عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم
25 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، و
سعيد بن عبد الله قالا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي بن أبي
عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول عليه السلام، عن أبيه قال: قال أمير -
المؤمنين عليه السلام: عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل يتكلف أن يعلم الناس
كثيرا، والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة، والذي يطلب ما لا يدرك ولا
ينبغي له، والكاد غير المتئد، المتئد الذي ليس له مع تؤدته علم (2) وعالم غير مريد
للصلاح، ومريد للصلاح وليس بعالم، والعالم يحب الدنيا، والرحيم بالناس يبخل
بما عنده، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم فإذا علمه لم يقبل منه.
الزهد عشرة أجزاء
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن -
محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه
عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه جاء إليه رجل فسأله فقال له: ما الزهد؟ فقال:
الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع، وأعلى درجات الورع
أدنى درجات اليقين وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا، وإن الزهد في آية
من كتاب الله عز وجل: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آيتكم " (2).

(1) التؤد - بالضم -: الرزانة والتأني، يقال: توأد في الامر - من باب التفعل -
أي تأنى وتمهل.
(2) الحديد: 23.
437

تحرم من الإماء عشرة
27 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري
قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
تحرم من الإماء عشرة: لا تجمع بين الام والبنت، ولا بين الأختين، ولا أمتك وهي
حامل من غيرك حتى تضع، ولا أمتك ولها زوج، ولا أمتك وهي أختك من الرضاعة
ولا أمتك وهي عمتك من الرضاعة، ولا أمتك وهي حائض حتى تطهر، ولا أمتك و
هي رضيعتك، ولا أمتك ولك فيها شريك.
الشهوة عشر أجزاء
28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط، عن ضريس، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن الله تبارك وتعالى جعل الشهوة عشرة اجزاء تسعة منها في النساء وواحدة في
الرجال (1)، ولولا ما جعل الله عز وجل فيهن من أجزاء الحياء على قدر أجزاء الشهوة
لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به (1).
الحياء عشرة أجزاء
29 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن

(1) كذا ورواه الكليني في الكافي باسناده عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام هكذا أيضا
وكأن فيه قلبا أو تصحيفا لان مقتضى الكلام عكس ذلك يعنى تعلق امرأة واحدة بتسعة رجال. و
كأن ذلك من تصرف الرواة في لفظ الحديث، هذا و:
روى الصدوق (ره) في الفقيه باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
الله عز وجل خلق الشهوة عشرة أجزاء تسعة في الرجال وواحدة في النساء وذلك لبني
هاشم وشيعتهم. وفي نساء بني أمية وشيعتهم: الشهوة عشرة أجزاء في النساء تسعة وفي
الرجال واحدة.
438

محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمد وغيره بإسناده يرفعه إلى الصادق
عليه السلام أنه قال: الحياء على عشرة أجزاء تسعة في النساء وواحدة في الرجال فإذا
حاضت الجارية ذهب جزء من حيائها، فإذا تزوجت ذهب جزء، فإذا افترعت (1) ذهب
جزء، فإذا ولدت ذهب جزء وبقى جزء وبقي لها خمسة أجزاء، فإن فجرت ذهب حياؤها كله، وان
عفت بقي لها خمسة أجزاء.
يفرق بين الصبيان والنساء في المضاجع لعشر سنين
30 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله الأشعري، عن عبد الله بن ميمون
القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: يفرق بين الصبيان والنساء
في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين.
للمرأة صبر عشرة رجال
31 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:
حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال:
إن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة صبر عشرة رجال فإذا حملت زادها قوة [صبر] عشرة
رجال أخرى.
32 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن سماعة، عن إسحاق بن -
عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل جعل للمرأة صبر
عشرة رجال فإذا هاجت كان لها قوة عشرة رجال.

(1) الإفتراع - بالفاء -. إزالة البكارة.
439

عشرة أشياء بعضها أشد من بعض
33 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه
عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: بينما أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين
مستفت ومن بين مستعدى إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة
الله وبركاته فنظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك
السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك قال:
ما أنت من رعيتي وأهل بلادي، ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي، فقال:
الأمان يا أمير المؤمنين، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ
دخلته قال: لا، قال: فعلك من رجال الحرب؟ قال: نعم، قال: إذا وضعت الحرب أوزارها
فلا بأس، قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن
الأصفر (1) وقال له: إن كنت أنت أحق بهذا الامر والخليفة بعد محمد فأجبني عما أسألك
فإنك إذا فعلت ذلك اتبعتك وأبعث إليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب، وقد أقلقه
ذلك فبعثني إليك لأسألك عنها فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكباد
ما أضله وأعماه ومن معه والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتروج بها حكم الله بيني
وبين هذه الأمة، قطعوا رحمي، وأضاعوا أيامي (2)، ودفعوا حقي وصغروا عظيم
منزلتي وأجمعوا على منازعتي، علي بالحسن والحسين ومحمد فاحضروا فقال: يا شامي

(1) أي ملك الروم وإنما سمى الروم بنو الأصفر لان أباهم الأول كان أصفر اللون.
(2) " قطعوا رحمي " أي لم يراعوا الرحم التي بيني وبين رسول الله صلى الله عليه
وآله أو بيني وبينهم فالمراد به القريش. وقوله " أضاعوا أيامى " أي ما صدر منى من
الغزوات وغيرها مما أيد الله به الدين ونصر به المسلمين فكثيرا ما يطلق الأيام ويراد بها
الوقايع المشهورة الواقعة فيها كما قاله العلامة المجلسي (ره) في البحار.
440

هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فسأل أيهم أحببت فقال: أسأل ذا الوفرة (1) يعني
الحسن عليه السلام وكان صبيا (2) فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك، فقال الشامي:
كم بين الحق والباطل، وكم بين السماء والأرض، وكم بين المشرق والمغرب، وما قوس
قزح، وما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين، وما العين التي تأوي إليها أرواح
المؤمنين، وما المؤنث، وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض؟ فقال الحسن بن علي
عليهما السلام: بين الحق والباطل أربع أصابع فما رأيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع
بإذنيك باطلا كثيرا، قال الشامي صدقت، قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم
ومد البصر فمن قال لك غير هذا فكذبه (3) قال: صدقت يا ابن رسول الله، قال:
وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وحين
تغيب من مغربها، قال الشامي: صدقت فما قوس قزح؟ قال عليه السلام ويحك لا تقل قوس قزح
فإن قزح اسم شيطان وهو قوس الله وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق،
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها: برهوت، وأما العين
التي تأوي إليها أرواح المؤمنين وهي يقال لها: سلمى، وأما المؤنث فهو الذي
لا يدري أذكر هو أم أنثى فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم وإن كانت أنثى حاضت
وبدا ثديها، وإلا قيل له بل على الحائط فان أصاب بوله الحائط فهو ذكر وإن انتكص
بوله كما انتكص بول البعير فهي امرأة.
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شئ خلقه الله عز وجل الحجر،
وأشد من الحجر الحديد الذي يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد
وأشد من النار الماء يطفئ النار، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد

(1) الوفرة ما سال من الشعر على الاذنين أو الشعر المجتمع على الرأس.
(2) المراد حدث السن وذلك لأنه عليه السلام في زمن خلافة أبيه متجاوزا عن الثلاثين
وقد يقال: هذا مما يضعف الخبر. والسند معتبر فلا بد من زيادة الجملة من النساخ.
(3) أي لا يعلم أكثر الناس ولا يصلحهم أن يعلموا بغير هذا الوجه (البحار).
441

من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يرسلها، وأشد
من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك
الموت، وأشد من الموت أمر الله رب العالمين يميت الموت. فقال الشامي: أشهد أنك
ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حقا وأن عليا أولى بالامر من معاوية، ثم كتب هذه الجوابات
وذهب بها إلى معاوية، فبعثها معاوية إلى ابن الأصفر فكتب إليه ابن الأصفر: يا معاوية
لم تكلمني بغير كلامك وتجيبني بغير جوابك، أقسم بالمسيح ما هذا جوابك وما هو إلا
من معدن النبوة وموضع الرسالة وأما أنت فلو سألتني درهما ما أعطيتك.
34 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
محمد بن أحمد قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما خلق الله عز وجل خلقا إلا وقد أمر عليه
آخر يغلبه به وذلك أن الله تبارك وتعالى لما خلق البحار فخرت وزخرت وقالت: أي
شئ يغلبني فخلق الله عز وجل الفلك فأدارها به وذللها، ثم إن الأرض فخرت و
قالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الله الجبال فأثبتها في ظهرها أوتادا منعها أن تميد
بما عليها فذلت الأرض واستقرت، ثم إن الجبال فخرت على الأرض، فشمخت
واستطالت، وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الله الحديد فقطعها فقرت الجبال
وذلت، ثم إن الحديد فخر على الجبال وقال: أي شئ يغلبني فخلق الله
النار فأذابت الحديد فذل الحديد، ثم إن النار زفرت وشهقت وفخرت،
وقالت: أي شئ يغلبني فخلق الله الماء فأطفأها فذلت، ثم إن الماء فخر وزخر و
قال: أي شئ يغلبني، فخلق الله الريح فحركت أمواجه، وأثارت ما في قعره وحبسه
عن مجاريه فذل الماء، ثم إن الريح فخرت وعصفت وأرخت أذيالها وقالت
أي شئ يغلبني؟ فخلق الانسان فاحتال واتخذ ما يستتر به من الريح وغيرها فذلت
الريح، ثم الانسان طغى وقال: من أشد مني قوة؟ فخلق له الموت فقهره فذل
الانسان، ثم إن الموت فخر في نفسه فقال الله جل جلاله: لا تفخر فاني ذابحك
بين الفريقين أهل الجنة والنار، ثم لا أحييك أبدا فذل وخاف.
442

في البطيخ عشر خصال مجتمعة
35 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: كلوا البطيخ فإن فيه عشر خصال هو شحمة الأرض لأداء
فيه ولا غائلة، وهو طعام وهو شراب وهو فاكهة وهو ريحان وهو إشنان وهو آدم
ويزيد في الباه ويغسل المثانة، ويدر البول.
36 - وحدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن أبي حمزة، عن يحيى
ابن إسحاق، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. وفي حديث آخر ويذيب الحصا في المثانة وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل البطيخ بالرطب، وفي خبر آخر كان عليه السلام يأكل الخربز بالسكر
وقال الصادق عليه السلام: أكل البطيخ على الريق يورث الفالج، وأكل التمر البرني على
الريق يورث الفالج.
النشوة في عشرة أشياء
37 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن رجل، عن جعفر بن خالد،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: النشوة في عشرة أشياء: المشي والركوب والارتماس في الماء
والنظر إلى الخضرة والأكل والشرب والنظر إلى المرأة الحسناء والجماع والسواك
ومحادثة الرجال.
38 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا صهيب بن عباد قال: حدثنا أبي، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: النشوة في عشرة أشياء في المشي والركوب
والارتماس في الماء والنظر إلى الخضرة والأكل والشرب والجماع والسواك وغسل
الرأس بالخطمي والنظر إلى المرأة الحسناء ومحادثة الرجال.
443

الصلاة على عشرة أوجه
39 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن -
يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
فرض الله عز وجل الصلاة وسن رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرة أوجه: صلاة الحضر و
السفر، وصلاة الخوف على ثلاثة أوجه، وصلاة الكسوف للشمس والقمر، وصلاة
العيدين، وصلاة الاستسقاء، والصلاة على الميت.
في الشيعة عشر خصال
40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد
ابن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسى، عن أبي محمد الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام
عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا أبا المقدام إنما شيعة علي عليه السلام الشاحبون
الناحلون، الذابلون (1) ذابلة شفاههم، خميصة بطونهم، متغيرة ألوانهم، مصفرة
وجوههم إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا، واستقبلوا الأرض بجباههم، كثير
سجودهم، كثيرة دموعهم، كثير دعاؤهم، كثير بكاؤهم، يفرح الناس وهم يحزنون.
لعن رسول الله صلى الله عليه وآله في الخمر عشرة
41 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر
الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لعن

(1) قال الجزري: الشاحب: المتغير اللون والجسم. وفي بعض النسخ " السائحون "
أي هم الملازمون للمساجد. وفي بعضها " الناحبون " أي الرافعون صوتهم بالبكاء في
مناجاة ربهم ومواقف دعائهم وفي الصحاح النحول: الهزال وجمل ناحل أي مهزول.
وذبلت بشرته أي قل ماء جلده وذهبت نضارته، وفي القاموس: الخمصة: الجوعة،
والمخمصة: المجاعة.
444

رسول الله صلى الله عليه وآله في الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها و
حاملها والمحمولة إليه وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها.
ثواب من صام عشرة أشهر من رمضان
42 - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفرج المؤذن رضي الله عنه قال:
حدثني محمد بن الحسين الكرخي قال: سمعت الحسن بن علي (1) عليهما السلام يقول لرجل في
داره: يا أبا هارون من صام عشرة أشهر رمضان متواليات دخل الجنة (2).
ثواب من حج عشر حجج
43 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا محمد بن يحيى المعاذي، عن محمد بن -
خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام
من حج عشر حجج لم يحاسبه الله أبدا (3).
البركة عشرة أجزاء
44 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن
يحيى بن عمران الأشعري، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن يزيد، عن سفيان الجريري
عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البركة
عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني بالجلود الغنم وتصديق ذلك ما
روي، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في

(1) يعني العسكري.
(2) أي في عشر سنين متواليا.
(3) تقدم الكلام فيه.
445

السابياء " يعني الغنم (1).
45 - حدثنا بذلك أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن -
زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول
قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا الحسين بن زيد، عن أبيه
عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي
ابن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء
الباقي في السابياء يعني الغنم.
عشر آيات بين يدي الساعة
46 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا عبد الله بن -
محمد بن حكيم القاضي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر قال: حدثنا إسحاق
ابن حمزة البخاري، وعمي قالا: حدثنا عيسى بن موسى غنجار (2)، عن أبي حمزة،

(1) في النهاية بعد ايراد الخبر: قال يريد به النتاج من المواشي وكثرتها يقال: إن
الفلان سابياء أي مواشي كثيرة والجمع السوابي وهي في الأصل الجلدة التي يخرج
فيها الولد، وقيل هي المشيمة انتهى. أقول: قال العلامة المجلسي (ره): الجلود في الخبر
الأول لعله أريد به ذوات الجلود من الحيوانات. وفي القاموس: الجلد - محركة -: الشاة
يموت ولدها حين تضع كالجلدة - محركة فيهما - والكبار من الإبل لا صغار فيها ومن الغنم
والإبل ما لا أولاد لها ولا ألبان - وككتاب - من الإبل الغزيرات اللبن كالمجاليد أو ما لا لبن
لها ولا نتاج، والجلد: الذكر " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا " أي لفروجهم.
(2) هو عيسى بن موسى التيمي ويقال التميمي مولاهم أبو أحمد البخاري الأزرق
المعروف بغنجار (لقب بذلك لحمرة لونه) روى عن أبي حمزة السكري وروى عنه إسحاق
ابن حمزة بن فروخ الأزدي البخاري. ورقبة هو رقبة بن مصقلة العبدي الكوفي. كما في
تهذيب التهذيب. وفى نسخ الكتاب " حدثنا عيسى بن موسى بمنجار، عن أبي حمزة بن
رقية وهو ابن مصقلة " وهو تصحيف من النساخ.
446

عن رقبة وهو ابن مصقلة الشيباني، عن الحكم بن عتيبة، عمن سمع حذيفة بن أسيد
يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: عشر آيات بين يدي الساعة: خمس بالمشرق، وخمس
بالمغرب، فذكر الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها وعيسى بن مريم عليه السلام
ويأجوج ومأجوج، وأنه يغلبهم ويغرقهم في البحر، ولم يذكر تمام الآيات.
بنى الاسلام على عشرة أسهم
47 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن أبي عمير، عن
ابن بكير، عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بني الاسلام
على عشرة أسهم: على شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة، والصلاة وهي الفريضة، والصوم
وهو الجنة، والزكاة وهي الطهر، والحج وهي الشريعة، والجهاد وهو الغزو،
والامر بالمعروف وهو الوفاء، والنهي، عن المنكر وهو الحجة، والجماعة وهي
الألفة، والعصمة وهي الطاعة.
الايمان عشر درجات
48 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان (1)، عن
محمد بن حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسي (2) قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام:
يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد المرقاة،
فلا تقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين: لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة،

(1) في الكافي ج 2 ص 45 " عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن -
عثمان، عن محمد بن حماد الخزاز - الخ ".
(2) أي بايع القراطيس.
447

ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك، فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه
إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره (1)
وكان المقداد في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة.
49 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن الحسن بن معاوية (2)، عن محمد بن حماد أخي يوسف بن حماد الخزاز، عن عبد العزيز
القراطيسي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فذكرت له شيئا من أمر الشيعة ومن
أقاويلهم، فقال: يا عبد العزيز الايمان عشر درجات بمنزلة السلم له عشر مراقي وترتقى
منه مرقات بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الواحدة لصاحب الثانية لست على شئ، و
لا يقولن صاحب الثانية لصاحب الثالثة لست على شئ حتى انتهى إلى العاشرة قال:
وكان سلمان في العاشرة، وأبو ذر في التاسعة، والمقداد في الثامنة يا عبد العزيز لا تسقط
من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، إذا رأيت الذي هو دونك فقدرت أن ترفعه إلى
درجتك رفعا رفيقا فافعل، ولا تحملن عليه ما لا يطيقه فتكسره فإنه من كسر مؤمنا
فعليه جبره، لأنك إذا ذهبت تحمل الفصيل حمل البازل فسخته (3).
ثواب من أذن عشر سنين محتسبا
50 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد، عن محمد بن علي الكوفي، عن مصعب بن سلام التميمي، عن سعد بن طريف،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أذن عشر سنين محتسبا يغفر الله له مد بصره ومد صوته
في السماء ويصدقه كل رطب ويابس سمعه، وله من كل من يصلي معه في مسجده
سهم وله من كل من يصلي (4) بصوته حسنة.

(1) إلى هنا رواه الكليني في الكافي.
(2) هو الذي سمع إسماعيل بن محمد بن إسماعيل حين قدم العراق كما في (جش)
(3) الفصيل ولد الناقة أو البقر إذا فصل عن اللبن، والبازل من الإبل الذي تم ثماني
سنين ودخل في التاسعة.
(4) في الفقيه " وله بكل من يصلى ".
448

في السواك عشر خصال
51 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ الجوهري
عن عمرو بن جميع بإسناده رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: السواك فيه عشر خصال: مطهرة
للفم، مرضاة للرب، يضاعف الحسنات سبعين ضعفا وهو من السنة، ويذهب الحفر (1) و
يبيض الأسنان، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويذهب بغشاوة البصر، ويشهي الطعام.
آيات الساعة عشر
52 - حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو عبد الله الوراق محمد بن -
عبد الله بن الفرج قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بيان المقرئ قال: حدثنا محمد
ابن سابق قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش قال: حدثنا فرات القزاز، عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في غرفة فاطلع علينا فقال: فيم أنتم؟ فقلنا نتحدث قال:
عم ذا؟ قلنا: عن الساعة فقال: إنكم لا ترون الساعة حتى ترون قبلها عشر آيات: طلوع
الشمس من مغربها والدجال، ودابة الأرض، وثلاثة خسوف في الأرض: خسف بالمشرق
وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخروج عيسى بن مريم عليه السلام، وخروج
يأجوج ومأجوج، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض
لا تدع خلفها أحدا، تسوق الناس إلى المحشر، كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يطوف بالليل والنهار عشرة أسباع
53 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، والقاسم،
عن الكاهلي، عن أبي الفرج قال: سأل أبان أبا عبد الله عليه السلام أكان لرسول الله صلى الله عليه وآله
طواف يعرف به قال: كان رسول الله يطوف بالليل والنهار عشرة أسباع: ثلاثة أول

(1) الحفر: صفرة تعلو الأسنان.
449

النهار، وثلاثة آخر الليل، واثنين إذا أصبح، واثنين بعد الظهر وكان فيما بين ذلك راحته.
فيمن واقع امرأة في يوم من شهر رمضان عشر مرات
54 - حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش
العياشي قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع، عن محمد
ابن عثمان، عن حميد بن محمد، عن أحمد بن الحسن بن صالح، عن أبيه، عن الفتح بن -
يزيد الجرجاني أنه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام سأله عن رجل واقع امرأة في شهر
رمضان من حل أو حرام عشر مرات؟ قال: عليه عشر كفارات لكل مرة كفارة.
قال: فإن أكل أو شرب فكفارة يوم واحد.
عشر كلمات عظات
55 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي
عظني موعظة فقال: عليه السلام: إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟
وإن كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ وإن كان الحساب حقا فالجمع لماذا؟ وإن
كان الخلف من الله حقا فالبخل لماذا، وإن كانت العقوبة من النار فالمعصية لماذا؟
وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا؟ وإن كان العرض على الله حقا فالمكر لماذا؟ وإن
كان الممر على الصراط حقا فالعجب لماذا؟ وإن كان كل شئ بقضاء وقدر فالحزن
لماذا؟ وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة إليها لماذا؟.
كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة
56 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
450

محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن -
أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن
أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة:
القتات، والساحر، والديوث، وناكح امرأة حراما في دبرها، وناكح البهيمة، ومن
نكح ذات محرم منه، والساعي في الفتنة، وبايع السلاح من أهل الحرب، ومانع
الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج.
الأزلام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها عشرة
57 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد
ابن هشام بن المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق، وحمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن -
محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قالوا: حدثنا علي بن -
إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة قال: حدثني أبي، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي
وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعا، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال: في قوله عز وجل: " حرمت عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير - الآية " (1) قال: الميتة والدم ولحم الخنزير معروف
" وما أهل لغير الله به " يعني ما ذبح للأصنام، وأما المنخنقة فإن المجوس كانوا لا
يأكلون الذبايح ويأكلون الميتة وكانوا يخنقون البقر والغنم فإذا اختنقت وماتت
أكلوها، " والمتردية " كانوا يشدون أعينها ويلقونها من السطح فإذا ماتت أكلوها، " و
النطيحة " كانوا يناطحون بالكباش فإذا ماتت أحدها أكلوها، " وما أكل السبع إلا ما
ذكيتم " فكانوا يأكلون ما يقتله الذئب والأسد، فحرم الله ذلك " وما ذبح على النصب "
كانوا يذبحون لبيوت النيران، وقريش كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لهما " و

(1) المائدة: 5.
451

أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق " قال كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزونه عشرة أجزاء
ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام ويدفعونها إلى رجل، والسهام عشرة سبعة لها أنصباء
وثلاثة لا أنصباء لها، فالتي لها أنصباء: الفذ، والتوأم، والمسبل، والنافس، والحلس
والرقيب، والمعلى. والفذ له سهم، والتوأم له سهمان، والمسبل له ثلاثة أسهم، و
النافس له أربعة أسهم، والحلس له خمسة أسهم، والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له
سبعة أسهم. والتي لا أنصباء لها: السفيح، والمنيح، والوغد. وثمن الجزور على من لا
يخرج له من الانصباء شئ وهو القمار فحرمه الله عز وجل.
ما فرض على كل مسلم أن يقوله كل يوم قبل طلوع الشمس عشر مرات
وقبل غروبها عشر مرات
58 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه قال:
حدثنا إسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فسبح
بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " (1) فقال: فريضة على كل مسلم أن
يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات " لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير
وهو على كل شئ قدير " قال: فقلت: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد، يحيى ويميت، ويميت ويحيى " فقال: يا هذا لا شك في أن الله يحيى ويميت
ويميت ويحيى ولكن قل كما أقول.
بنو عبد المطلب عشرة والعباس
59 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان الأحمر قال:

(1) طه: 130، ق: 38
452

سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عليهما السلام قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري
يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولد عبد المطلب فقال: عشرة والعباس.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: وهم عبد الله وأبو طالب والزبير وحمزة
والحارث - وهو أسنهم - والغيداق والمقوم وحجل وعبد العزى وهو أبو لهب و
ضرار والعباس، ومن الناس من يقول: إن المقوم هو حجل (1).
ولعبد المطلب عشرة أسماء تعرفه بها العرب وملوك القياصرة وملوك العجم و
ملوك الحبشة، فمن أسمائه عامر، وشيبة الحمد، وسيد البطحاء، وساقي الحجيج، و
ساقي المغيث، وغيث الورى في العام الجدب، وأبو السادة العشرة، وعبد المطلب، و
حافر زمزم، وليس ذلك لمن تقدمه.

(1) قال ابن قتيبة في المعارف بعد ذكر أولاد عبد المطلب كما في المتن: " والغيداق
ابن عبد المطلب واسمه حجل ".
وقال أيضا: وله ست بنات:
عاتكة، وأميمة، والبيضاء - وهي أم حكيم - وبرة، وصفية، وأروى وقال:
هؤلاء الذكور والإناث لأمهات ست: " فاطمة " بنت عمرو وولدها منهم: عبد الله - أبو النبي
صلى الله عليه وآله - والزبير وأبو طالب وعاتكة وأميمة والبيضاء وبرة. " والنمرية "
نتيلة وولدها منهم: العباس وضرار. و " هاله " وولدها منهم " حمزة والمقوم وصفية. و
" لبني " وولدها: أبو لهب وحده. وصفيه وولدها: الحارث وأروى. وأخرى خزاعية
لم يحفظ اسمها وولدها: الغيداق.
453

أبواب الأحد عشر
أسماء الكواكب الأحد عشر التي رآها يوسف عليه السلام في المنام
له ساجدين مع الشمس والقمر
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري، عن علي بن محمد، عن رجل، عن سليمان بن زياد المنقري (1)
عن عمرو بن شمر، عن إسماعيل السدي (2)، عن عبد الرحمن بن سابط القرشي، عن
جابر بن عبد الله الأنصاري، في قول الله عز وجل حكاية عن يوسف " إني رأيت أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " فقال في تسمية النجوم: وهو الطارق
وجربان، والذيال، وذو الكنفان، وذو القرع، وقابس، ووثاب (3)، وعمودان و
فيلق، ومصبح (4)، والضروح، والضياء والنور يعني الشمس والقمر، وكل هذه
الكواكب محيطة بالسماء.
2 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر قال:
حدثنا ابن عرفة يعني الحسن قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد
الرحمن بن سابط القرشي، عن جابر بن عبد الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله رجل من اليهود
يقال له بستان اليهودي فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام
أنها ساجدة ما أسماؤها فلم يجبه نبي الله صلى الله عليه وآله يومئذ في شئ ونزل جبرئيل عليه السلام بعد
فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بأسمائها، قال: فبعث نبي الله صلى الله عليه وآله إلى بستان فلما أن جاءه قال
النبي صلى الله عليه وآله: هل أنت تسلم إن أخبرتك بأسمائها؟ قال: فقال له: نعم فقال له النبي

(1) كذا ولم أجده.
(2) هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدى المفسر المعروف.
(3) في المحكى عن تفسير الثعالبي " ذو الكيفيات وذو القرع وذناب ".
(4) في بعض النسخ " مضبح ".
454

صلى الله عليه وآله: جربان، والطارق، والذيال، وذو الكنفان، وقابس، ووثاب، وعمودان
والفيلق، والمصبح، والضروح، وذو القرع، والضياء والنور رآها في أفق السماء ساجدة
له فلما قصها يوسف عليه السلام على يعقوب عليه السلام قال يعقوب: هذا أمر متشتت يجمعه الله
عز وجل بعد، قال: فقال بستان: والله إن هذه لأسماؤها.
أسماء زمزم إحدى عشر
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أيمن بن محرز، عن معاوية
ابن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أسماء زمزم: ركضة جبرئيل وحفيرة إسماعيل
وحفيرة عبد المطلب وزمزم وبرة والمضمونة والرواء، وشبعة وطعام ومطعم و
شفاء سقم.
455

أبواب الاثني عشر
باب الواحد إلى اثنى عشر
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن أبي الحسن
عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الله المحمدي من ولد محمد بن الحنفية، عن محمد بن جابر (1)
عن عطاء، عن طاووس قال: أتي قوم من اليهود عمر بن الخطاب وهو يومئذ وال علي
الناس فقالوا: أنت والي هذا الامر بعد نبيكم. وقد أتيناك نسألك عن أشياء إن
أنت أخبرتنا بها آمنا وصدقنا واتبعناك، فقال عمر: سلوا عما بدا لكم، قالوا: أخبرنا
عن أقفال السماوات السبع ومفاتيحها، وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه؟ وأخبرنا عمن
أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس؟ وأخبرنا عن موضع طلعت فيه الشمس ولم
تعد إليه، وأخبرنا عن خمسة لم يخلقوا في الأرحام، عن واحد واثنين وثلاثة وأربعة
وخمسة وستة وسبعة، وعن ثمانية وتسعة وعشرة وحادي عشر وثاني عشر؟ قال
فأطرق عمر ساعة ثم فتح عينيه ثم قال: سألتم عمر بن الخطاب عما ليس له به علم ولكن
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله يخبركم بما سألتموني عنه، فأرسل إليه فدعاه فلما أتاه قال
له: يا أبا الحسن إن معاشر اليهود سألوني عن أشياء لم أجبهم فيها بشئ وقد ضمنوا لي
إن أخبرتهم أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله فقال لهم علي عليه السلام: يا معشر اليهود اعرضوا
علي مسائلكم فقالوا له مثل ما قالوا لعمر، فقال لهم علي عليه السلام: أتريدون أن تسألوا
عن شئ سوى هذا قالوا لا: يا أبا شبر وشبير، فقال لهم علي عليه السلام: أما أقفال السماوات
فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا إله إلا الله، وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت

(1) محمد بن جابر لا أعرفه ويحتمل أن يكون هو محمد بن جابر بن سيار الكوفي
الذي عمى في أواخر عمره ودس في كتبه، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان محمد بن جابر
ربما ألحق أو يلحق في كتابه يعنى الحديث. واما عطاء فمشترك ولعله ابن السائب.
456

سار بيونس في بطنه البحار السبعة (1) وأما الذي أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس
فتلك نملة سليمان بن داود عليهما السلام، أما الموضع الذي طلعت فيه الشمس فلم تعد إليه
فذاك البحر الذي أنجى الله عز وجل فيه موسى عليه السلام وغرق فيه فرعون وأصحابه، و
أما الخمسة الذين لم يخلقوا في الأرحام فآدم وحواء وعصى موسى وناقة صالح وكبش
إبراهيم عليهم السلام، وأما الواحد فالله الواحد لا شريك له، وأما الاثنان فآدم وحواء وأما
الثلاثة فجبريل وميكائيل وإسرافيل، وأما الأربعة فالتوراة والإنجيل والزبور و
الفرقان، وأما الخمس فخمس صلوات مفروضات على النبي صلى الله عليه وآله، وأما الستة فقول الله
عز وجل: " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام " وأما السبعة
فقول الله عز وجل: " وبنينا فوقكم سبعا شدادا " وأما الثمانية فقول الله عز وجل " ويحمل
عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " وأما التسعة فالآيات المنزلات على موسى بن عمران
عليه السلام، وأما العشرة فقول الله عز وجل: " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها
بعشر " وأما الحادي عشر فقول يوسف لأبيه " إني رأيت أحد عشر كوكبا " وأما الاثني
عشر فقول الله عز وجل لموسى عليه السلام: " اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة
عينا " قال: فأقبل اليهود يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله و
إنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم أقبلوا على عمر فقالوا: نشهد أن هذا أخو
رسول الله صلى الله عليه وآله والله إنه أحق بهذا المقام منك. وأسلم من كان معهم وحسن إسلامهم.
شر الأولين والآخرين اثنا عشر
2 - حدثنا محمد بن الحسن بن سعيد الهاشمي الكوفي بالكوفة قال: حدثنا
فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا يحيى
ابن الحسن، وعباد بن يعقوب، ومحمد بن الجنيد قالوا: حدثنا أبو عبد الرحمن
المسعودي قال: حدثني الحارث بن حصيرة، عن الصخر بن الحكم الفزاري، عن حيان
ابن الحارث الأزدي، عن الربيع بن جميل الضبي، عن مالك بن ضمرة الرؤاسي

(1) إنما بعث يونس بن متى إلى أهل نينوى وما أدرى ما المراد بالبحار السبعة.
457

قال: لما سير أبو ذر رحمه الله اجتمع هو وعلي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد بن الأسود
وعمار بن يسار وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود فقال أبو ذر رحمه الله: حدثوا
حديثا نذكر به رسول الله صلى الله عليه وآله ونشهد له وندعو له ونصدقه بالتوحيد، فقال علي
عليه السلام: ما هذا زمان حديثي قالوا: صدقت، فقال: حدثنا يا حذيفة فقال: لقد
علمتم أني سألت المعضلات وخبرتهن لم اسأل عن غيرها. قال: حدثنا يا ابن مسعود
قال: لقد علمتم أني قرأت القرآن لم اسأل عن غيره، ولكن أنتم أصحاب الأحاديث،
قالوا: صدقت قال: حدثنا يا مقداد قال: لقد علمتم أني إنما كنت صاحب السيف
لا اسأل، عن غيره (1) ولكن أنتم أصحاب الأحاديث، قالوا: صدقت. فقال: حدثنا يا
عمار قال: قد علمتم أني رجل نسي إلا أن أذكر فأذكر فقال أبو ذر - رحمة الله عليه -
أنا أحدثكم بحديث قد سمعتموه ومن سمعه منكم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ألستم تشهدون
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من
في القبور وأن البعث حق وأن الجنة حق والنار حق؟ قالوا نشهد، قال: وأنا معكم
من الشاهدين، ثم قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " شر الأولين و
الآخرين اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين " ثم سمى الستة من الأولين
ابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في
الأولين ويخرج في الآخرين، وأما الستة من الآخرين فالعجل وهو نعثل، وفرعون
وهو معاوية، وهامان هذه الأمة وهو زياد، وقارونها وهو سعيد، والسامري وهو
أبو موسى عبد الله بن قيس لأنه قال كما قال سامري قوم موسى: لا مساس أي لا قتال (2)

(1) في بعض النسخ " إنما كنت صاحب الفتيا لا اسأل عن غيرها ".
(2) إنما توفى أبو ذر رحمه الله سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، ووقع التخذيل
من أبى موسى في وقعة صفين سنة سبع وثلاثين وذلك من اخباره صلى الله عليه وآله بما سيكون،
ويمكن أن يقال: تفسير هؤلاء النفر من كلام أبي ذر - رحمه الله - علمه من النبي صلى الله عليه وآله سرا
لأنه غير معهود في كلام النبي صلى الله عليه وآله جرح جماعة من أصحابه بأسمائهم صريحا وذلك لا يخفى
على من له أدنى عرفان بسيرته صلى الله عليه وآله.
458

والأبتر وهو عمرو بن العاص، أفتشهدون على ذلك قالوا: نعم، قال: وأنا على ذلك من
الشاهدين، ثم قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن أمتي ترد علي
الحوض على خمس رايات أولها راية العجل فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود
وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول: بماذا خلفتموني في
الثقلين من بعدي؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه، واضطهدنا الأصغر وأخذنا
حقه، فأقول: اسلكوا ذات الشمال فينصرفون ظمأ مظمئين، قد اسودت وجوههم
لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فرعون أمتي وهم أكثر الناس ومنهم المبهرجون
قيل: يا رسول الله وما المبهرجون بهرجوا الطريق؟ قال صلى الله عليه وآله: لا، ولكن بهرجوا
دينهم وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت
بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه. فأقول: بما
خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون كذبنا الأكبر ومزقناه، وقاتلنا الأصغر فقتلناه
فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظمأ مظمئين مسودة وجوههم، لا يطعمون منه
قطرة.
قال: ثم ترد علي راية هامان أمتي فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود
وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه، فأقول: بماذا خلفتموني في
الثقلين بعدي؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه، وخذلنا الأصغر وعصيناه، فأقول:
اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظمأ مظمئين مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية عبد الله بن قيس وهو إمام خمسين ألف من أمتي فأقوم فآخذ
بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه
فأقول: بما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون؟ كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر
وعدلنا عنه، فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظما مظمئين مسودة، وجوههم،
لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي المخدج برايته فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت
قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه، فأقول: بما خلفتموني في الثقلين بعدي؟
459

فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه، وقاتلنا الأصغر وقتلناه فأقول: اسلكوا سبيل
أصحابكم، فينصرفون ظمأ مظمئين مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين فأقوم فآخذ
بيده فإذا أخذت بيده ابيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: بما خلفتموني في الثقلين
من بعدي قال: فيقولون: اتبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه، وقاتلنا
معه، فأقول: ردوا رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبدا، وجه إمامهم
كالشمس الطالعة، ووجوه أصحابه كالقمر ليلة البدر وكأضواء نجم في السماء.
ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك قالوا: نعم قال: وأنا على ذلك من الشاهدين،
قال يحيى: وقال عباد: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن أبا عبد الرحمن حدثنا
بهذا، وقال أبو عبد الرحمن: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن الحارث بن حصيرة
حدثني بهذا، وقال الحارث: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن صخر بن الحكم
حدثني بهذا، وقال صخر بن الحكم: اشهدوا علي هذا عند الله عز وجل أن حيان
حدثني بهذا، وقال حيان: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن الربيع بن جميل
حدثني بهذا، وقال الربيع: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن مالك بن ضمرة
حدثني بهذا، وقال مالك بن ضمرة: اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن أبا ذر الغفاري
حدثني بهذا، وقال أبو ذر مثل ذلك، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثني به جبرئيل
عن الله تبارك وتعالى.
معرفة زوال الشمس في كل شهر من الشهور الاثني عشر الرومية
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني الحسن بن موسى الخشاب، عن
الحسن بن إسحاق التميمي، عن الحسن بن أخي الضبي (1) عن عبد الله بن سنان قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: تزول الشمس في النصف من حزيران على نصف قدم، وفي النصف
من تموز على قدم ونصف، وفي النصف من آب على قدمين ونصف، وفي النصف من

(1) كذا، ولم أظفر به.
460

أيلول على ثلاثة ونصف، وفي النصف من تشرين الأول، على خمسة ونصف، وفي
النصف من تشرين الآخر على سبعة ونصف، وفي النصف من كانون الأول على تسعة
ونصف، وفي النصف من كانون الآخر على سبعة ونصف، وفي النصف من شباط على
خمسة أقدام ونصف، وفي النصف من آذار على ثلاثة ونصف، وفي النصف من نيسان
على قدمين ونصف، وفي النصف من أيار على قدم ونصف، وفي النصف، من حزيران
على نصف قدم (1).
الذين أنكروا على أبى بكر جلوسه في الخلافة وتقدمه على علي
ابن أبي طالب عليه السلام اثنا عشر
4 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي،
عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني النهيكي قال، حدثنا أبو محمد خلف بن سالم
قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب
قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدمه على علي بن أبي طالب
عليه السلام اثنى عشر رجلا من المهاجرين والأنصار وكان من المهاجرين خالد بن سعيد
ابن العاص (2) والمقداد بن الأسود وأبي بن كعب وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري
وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وبريدة الأسلمي وكان من الأنصار خزيمة بن -
ثابت ذو الشهادتين وسهل بن حنيف وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان و
غيرهم فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم في أمره، فقال بعضهم: هلا نأتيه فننزله عن منبر
رسول الله صلى الله عليه وآله وقال آخرون: إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عز وجل
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (3) " ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
نستشيره ونستطلع أمره فأتوا عليا عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت
حقا أنت أولى به وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فإن

(1) راجع مفصل شرح هذا الحديث الشريف هامش الوافي ج 2 الجزء الأول ص 45
(ط - المكتبة الاسلامية)
(2) في الاحتجاج " عمرو بن سعيد " وهو الصحيح لان خالد حينذاك عامل اليمن.
(3) البقرة: 192.
461

الحق حقك، وأنت أولى بالامر منه فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك، فقال
لهم علي عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو
كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها والكاذبة على ربها
ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم (1)
وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه عليهم السلام وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية والله
لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال كما فعلوا ذلك حتى قهروني
وغلبوني على نفسي ولببوني (2) وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم
عن نفسي وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله " يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا
بها دونك، وعصوني فيك. فعليك بالصبر حتى ينزل الامر، ألا وإنهم سيغدرون بك
لا محالة فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستغدر بك بعدي
كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى " ولكن ائتوا الرجل فأخبروه
بما سمعتم من نبيكم ولا تجعلوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه
[وأزيد] وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره قال: فانطلقوا
حتى حفوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة فقالوا للمهاجرين: إن الله عز وجل بدا بكم
في القرآن فقال: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " فبكم بدا.
وكان أول من بدا وقام خالد بن سعيد بن العاص بادلاله ببني أمية.
فقال: يا أبا بكر اتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ألا تعلم
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة، وقد أقبل على رجال
منا ذوي قدر فقال: " يا معشر المهاجرين والأنصار أوصيكم بوصية فاحفظوها وإني
مؤد إليكم أمرا فاقبلوه، ألا إن عليا أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك
ربي وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه وتأووه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم، واضطرب
عليكم أمر دينكم، وولي عليكم الامر شراركم ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون
أمري، القائلون بأمر أمتي، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، واجعل

(1) وغر صدره على فلان: توقد عليه من الغيظ.
(2) أي أخذوا بتلبيبي وجروني.
462

له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوز الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي
فأحرمه الجنة التي عرضها السماوات والأرض ".
فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يرضى
بقوله، فقال خالد: بل اسكت أنت يا ابن الخطاب فوالله إنك لتعلم أنك تنطق بغير
لسانك، وتعتصم بغير أركانك، والله إن قريشا لتعلم [أني أعلاها حسبا وأقواها أدبا و
أجملها ذكرا وأقلها غنى من الله ورسوله و] إنك ألامها حسبا، وأقلها عددا وأخملها
ذكرا، وأقلها من الله عز وجل ومن رسوله (1). وإنك لجبان عند الحرب، بخيل في
الجدب، ليئم العنصر ما لك في قريش مفخر، قال: فأسكته خالد فجلس.
ثم قام أبو ذر - رحمة الله عليه - فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد يا
معشر المهاجرين والأنصار لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " الامر
لعلي عليه السلام بعدي، ثم للحسن والحسين عليهما السلام، ثم في أهل بيتي من ولد الحسين "
فأطرحتم قول نبيكم. وتناسيتم ما أوعز إليكم، واتبعتم الدنيا، وتركتم نعيم الآخرة
الباقية التي لا تهدم بنيانها ولا يزول نعيمها، ولا يحزن أهلها ولا يموت سكانها وكذلك
الأمم التي كفرت بعد أنبيائها بدلت وغيرت فحاذيتموها حذو القذة بالقذة، والنعل
بالنعل، فعما قليل تذوقون وبال أمركم وما الله بظلام للعبيد [ثم قال:].
ثم قام سلمان الفارسي - رحمه الله - فقال: يا أبا بكر إلى من تستند أمرك إذا
نزل بك القضاء، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم، وفي القوم من هو أعلم منك
وأكثر في الخير أعلاما ومناقب منك، وأقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله قرابة وقدمة في حياته
قد أوعز إليكم فتركتم قوله وتناسيتم وصيته فعما قليل يصفوا لكم الامر حين تزوروا
القبور، وقد أثقلت ظهرك من الأوزار لو حملت إلى قبرك لقدمت على ما قدمت،
فلو راجعت إلى الحق وأنصفت أهله لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك وتفرد في
حفرتك بذنوبك عما أنت له فاعل، وقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، فلم
يروعك ذلك عما أنت له فاعل، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر.
ثم قام المقداد بن الأسود - رحمة الله عليه - فقال: يا أبا بكر إربع على نفسك،

(1) كذا.
463

وقس شبرك بفترك (1) وألزم بيتك، وابك على خطيئتك فإن ذلك أسلم لك في حياتك
ومماتك، ورد هذا الامر إلى حيث جعله الله عز وجل ورسوله ولا تركن إلى الدنيا
ولا يغرنك من قد ترى من أوغادها (2) فعما قليل تضمحل عنك دنياك، ثم تصير إلى
ربك فيجزيك بعملك وقد علمت أن هذا الامر لعلي عليه السلام وهو صاحبه بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وقد نصحتك إن قبلت نصحي.
ثم قام بريدة الأسلمي فقال: يا أبا بكر نسيت أم تناسيت أم خادعتك نفسك
أما تذكر إذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمنا على علي بإمرة المؤمنين، ونبينا عليه السلام
بين أظهرنا فاتق الله ربك وأدرك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها من هلكتها، ودع
هذا الامر ووكله إلى من هو أحق به منك، ولا تماد في غيك، وارجع وأنت
تستطيع الرجوع فقد نصحتك نصحي وبذلت لك ما عندي، فإن قبلت وفقت ورشدت.
ثم قام عبد الله بن مسعود فقال: يا معشر قريش قد علمتم وعلم خياركم أن
أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله منكم وإن كنتم إنما تدعون هذا
الامر بقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وتقولون: إن السابقة لنا فأهل نبيكم أقرب إلى رسول
الله منكم وأقدم سابقة منكم. وعلي بن أبي طالب عليه السلام صاحب هذا الامر بعد نبيكم
فأعطوه ما جعله الله له ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.
ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا أبا بكر لا تجعل لنفسك حقا جعله الله عز وجل
لغيرك، ولا تكن أول من عصى رسول الله صلى الله عليه وآله وخالفه في أهل بيته واردد الحق إلى
أهله تخف ظهرك وتقل وزرك وتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عنك راض، ثم يصير إلى
الرحمن فيحاسبك بعملك ويسألك عما فعلت.
ثم قام خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فقال: يا أبا بكر ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قال: نعم، قال: فاشهد بالله أني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: " أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل، وهم الأئمة الذين يقتدى بهم ".

(1) " أربع على نفسك " أي توقف واقتصر على حدك، والفتر - بالكسر - ما بين
الابهام والسبابة والشبر ما بين الخنصر والابهام أي لا تتجاوز حدك.
(2) الوغد: الضعيف العقل، الأحمق، الدنئ.
464

ثم قام أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا أبا بكر أنا أشهد على النبي صلى الله عليه وآله أنه أقام
عليا فقالت الأنصار: ما أقامه إلا للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه
ولي من كان رسول الله صلى الله عليه وآله مولاه، فقال عليه السلام: " إن أهل بيتي نجوم أهل الأرض
فقدموهم ولا تقدموهم ".
ثم قام سهل بن حنيف فقال: اشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله قال على المنبر:
" إمامكم من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو أنصح الناس لامتي "
ثم قام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا الله في أهل بيت نبيكم وردوا هذا
الامر إليهم فقد سمعتم كما سمعنا في مقام بعد مقام من نبي الله صلى الله عليه وآله " أنهم أولى به
منكم " ثم جلس.
ثم قام زيد بن وهب (1) فتكلم وقام جماعة من بعده فتكلموا بنحو هذا، فأخبر الثقة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أن أبا بكر جلس في بيته ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث
أتاه عمر بن الخطاب وطلحة والزبير، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف،
وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح مع كل واحد منهم عشرة رجال من
عشائرهم. شاهرين السيوف فأخرجوه من منزله وعلا المنبر، وقال قائل منهم: والله
لئن عاد منكم أحد فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملان أسيافنا منه، فجلسوا في منازلهم
ولم يتكلم أحد بعد ذلك.
اخرج الله عز وجل من بني إسرائيل اثنى عشر سبطا ونشر من الحسن
والحسين عليهما السلام اثنى عشر سبطا
5 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا أبو الحسين النسابة
محمد بن القاسم التميمي السعدي: قال: أخبرني أبو الفضل جعفر بن محمد بن منصور قال:
حدثنا أبو محكم محمد بن هشام السعدي قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن -
جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي قال: سألت علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام عما
يقال في بني الأفطس فقال: إن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن -

(1) كذا، ولم يسبق ذكره في الاجمال، وسبق ذكر أبي بن كعب.
465

إسحاق بن إبراهيم عليه السلام اثنى عشر سبطا وجعل فيهم النبوة والكتاب، ونشر من الحسن
والحسين ابني أمير المؤمنين عليهم السلام من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله اثنى عشر سبطا، ثم عد
الاثني عشر من ولد إسرائيل فقال: روبيل بن يعقوب، وشمعون بن يعقوب، ويهودا
ابن يعقوب، ويشاجر بن يعقوب، وزيلون (*) بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب، وبنيامين
ابن يعقوب، ونفتالي بن يعقوب، ودان بن يعقوب، وسقط عن أبي الحسن النسابة
ثلاثة منهم ثم عد الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام فقال: أما الحسن فانتشر
من ستة أبطن وهم بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، وبنو عبد الله بن الحسن
ابن الحسن (1) بن علي، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي، وبنو الحسن بن -
الحسن بن الحسن (2) بن علي، وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي، وبنو جعفر
ابن الحسن بن الحسن علي، فعقب الحسن بن علي، من هذه الستة الا بطن، ثم عد
بني الحسين عليه السلام فقال: بنو محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام بطن، وبنو عبد الله
ابن الباهر بن علي، وبنو زيد بن علي بن الحسين، وبنو الحسين بن علي بن الحسين
ابن علي، وبنو عمر بن علي بن الحسين بن علي، وبنو علي بن علي بن الحسين بن -
علي، فهؤلاء الستة الا بطن نشر الله عز وجل من الحسين بن علي عليهما السلام.
الخلفاء والأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر عليهم السلام
6 - حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربه القطان (3) قال:
حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة
اثنين وثلاثمائة قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين و

* الصواب زبولون.
(1) يعني الحسن المثنى.
(2) يعني الحسن المثلث.
(3) وفي العيون ص 29 وكمال الدين ص 40 أحمد بن الحسن القطان المعروف
بأبي علي عبد ربه الرازي، وهو شيخ كبير لأصحاب الحديث وفي الأمالي ص 82 أحمد بن -
الحسين المعروف بأبي علي بن عبدويه - بالواو - وفي ص 86 أبو علي أحمد بن الحسن
ابن علي بن عبد ربه القطان - مكبرا وبالراء -.
466

مائتين وهو المعروف بإسحاق بن راهويه قال: حدثنا يحيى بن يحيى (1) قال حدثنا هشيم
عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض
مصاحفنا عليه إذ قال له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون من بعده خليفة؟
قال: إنك لحدث السن وإن هذا شئ ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا
نبينا صلى الله عليه وآله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.
7 - حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن -
محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي (2) قال: حدثنا محمد بن عبدوس الحراني قال:
حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن
الشعبي، عن عمه قيس بن عبد قال: كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود فجاء
أعرابي فقال: أيكم عبد الله بن مسعود؟ فقال عبد الله: أنا عبد الله بن مسعود، قال:
هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم اثنا عشر عدد نقباء
بني إسرائيل.
8 - حدثنا أبو القاسم عتاب بن محمد الوراميني الحافظ (3) قال: حدثنا يحيى
ابن محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل (4) ومحمد بن عبيد الله بن سوار

(1) هو يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي أبو زكريا النيسابوري.
قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله، وقال عبد الله
ابن أحمد عن أبيه: كان ثقة وزيادة وأثنى عليه خيرا وقال إسحاق بن راهويه: ما رأيت
مثله، واما أبو يعقوب إسحاق بن راهويه الحنظلي المروزي المحدث الفقيه حكى عن ابن
حنبل أنه قال: إسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين: ما عبر الجسر أفضل منه.
(2) المترجم في تاريخ بغداد ج 4 ص 485.
(3) ذكره ابن الأثير في اللباب في الوراميني وقال: هذه النسبة إلى ورامين وهي
قرية كبيرة من قرى الري خرج منه جماعة من العلماء منهم عتاب بن محمد بن أحمد بن
عتاب الوراميني الحافظ كان يفهم الحديث.
(4) المترجم في تاريخ بغداد 4 ص 243. وفى بعض النسخ " أحمد بن عبد الرحمن
ابن المفضل " وهو تصحيف وفى بعضها " محمد بن عبد الله بن سوار " ولم أظفر به.
467

قالا: حدثنا عبد الغفار بن الحكم قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف،
عن الشعبي (1). قال: عتاب بن محمد: وحدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي قال: حدثنا
يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي، قال عتاب
ابن محمد: وحدثنا الحسين بن محمد الحراني قال: حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال:
حدثنا سعيد بن مسلمة قال: حدثنا أشعث بن سوار، عن الشعبي كلهم قالوا عن عمه
قيس بن عبد. قال أبو القاسم عتاب: وهذا حديث مطرف قال: كنا جلوسا في المسجد
ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال: فيكم عبد الله؟ قال: نعم أنا عبد الله فما
حاجتك؟ قال: يا عبد الله أخبركم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون فيكم من خليفة؟ قال: لقد
سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق، نعم اثنا عشر عدة نقباء بني
إسرائيل. قال: أبو عروبة في حديثه: نعم عدة نقباء بني إسرائيل. وقال جرير عن
الأشعث (2) ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل.
9 - حدثنا عتاب بن محمد الوراميني الحافظ قال: حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغرا قال: حدثنا
مجالد، عن عامر، عن مسروق، قال عتاب بن محمد، وحدثنا محمد بن الحسين، عن حفص
قال. حدثنا حمزة بن عون، عن أبي أسامة. عن مجالد قال: أخبرنا عامر، عن مسروق
قال: جاء رجل إلى ابن مسعود قال: هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من
خليفة؟ فقال: نعم ما سألني عنها أحد قبلك وإنك لأحدث القوم سنا قال صلى الله عليه وآله:
يكون بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام.
10 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثني النعمان بن أحمد بن نعيم
الواسطي، قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني
مجالد، عن عامر، عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: يا أبا عبد -

(1) منصور بن أبي الأسود هو منصور بن حازم قال ابن حجر: رمى بالتشيع يروى عن
مطرف بن طريف الحارثي ويقال " الجارفي " أبى عبد الرحمن الكوفي، وهو يروى عن عامر بن
شراحيل بن عبد أبى عمر الشعبي الكوفي من شعب همدان: (2) يعنى معنعنا عن عبد الله بن مسعود.
468

الرحمن هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم وما سألني عنه
أحد قبلك وإنك لأحدث القوم سنا، نعم قال: يكون بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام.
11 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثني النعمان بن أحمد بن نعيم
الواسطي قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني
مجالد، عن عامر، عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: يا أبا عبد
الرحمن هل حدثكم نبيكم صلى الله عليه وآله كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال: نعم وما سألني
أحد قبلك وإنك لأحدث القوم سنا، نعم قال: يكون بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام.
12 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن -
عبيد النيسابوري قال: حدثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق يعني الهمداني قال:
حدثني عمى إبراهيم بن محمد، عن زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، عن جابر بن -
سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشرا أميرا
ثم أخفى صوته فقلت لأبي: ما الذي أخفى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: قال: كلهم من قريش.
13 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو علي محمد بن علي بن -
إسماعيل اليشكري المروزي قال: حدثنا سهل بن عمار النيسابوري قال: حدثنا عمر بن عبد الله
بن رزين قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن عمرو بن أشوع (1) عن الشعبي، عن جابر بن سمرة
قال: جئت مع أبي إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله يخطب فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر يعني
أميرا، ثم خفض من صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
14 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو الحسين طاهر بن إسماعيل
الخثعمي قال: حدثنا أبو كريب يعني محمد بن علاء الهمداني قال: حدثني عمي يعنى
ابن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم تكلم فخفي علي، ما

(1) " أشوع " بمفتوحة فساكنة معجمة فواو مفتوحة فمهملة " كذا في هامش التهذيب ".
وفى النسخ " عمر بن عبد الله بن زيد قال: حدثنا سفيان بن سعيد بن عمرو بن أشرع " وهو
تصحيف والمراد بسفيان: سفيان بن حسين كما يأتي.
469

قال: فسألت أبي ما الذي قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
15 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا علي بن الحسن بن سالم
قال: حدثنا محمد بن الوليد يعني البسري قال: حدثنا محمد بن جعفر يعني غندر قال:
حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت النبي
صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، وقال كلمة لم أسمعها فقال
القوم: قال: كلهم من قريش (1).
16 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو علي محمد بن علي بن -
إسماعيل المروزي بالري قال: حدثنا الفضل بن عبد الجبار المروزي قال: حدثنا
علي بن الحسن يعني ابن شقيق قال: حدثنا الحسين بن واقد قال: حدثني سماك بن -
حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الامر لن
ينقضي حتى يملك اثنا عشر خليفة كلهم، فقال كلمة خفية لم أفهمها فقلت لأبي: ما
قال؟ فقال: قال عليه السلام: كلهم من قريش.
17 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن -
سعدان بن سهل اليشكري قال: حدثنا أحمد بن المقدام قال: حدثنا يزيد - يعني
ابن زريع - قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من ناواهم إلى اثنى عشر خليفة،
وقال كلمة أصمنيها الناس (2) فقلت لأبي: ما الكلمة التي أصمنيها الناس؟ فقال: قال:
كلهم من قريش.
18 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي
حاتم قال: حدثنا الفضل بن يعقوب قال: حدثنا الهيثم بن كميل قال: حدثنا زهير، عن
زياد بن خيثمة، عن سعد بن قيس الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله
لا تزال هذه الأمة مستقيما أمرها، ظاهرة على عدوها حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من

(1) أخرجه البخاري ج 9 ص 81 باسناده عن غندر عن شعبة عن عبد الملك عن سماك.
(2) وفى صحيح مسلم " صمنيها ". قال النووي في شرح الصحيح أي أصموني عنها فلم
أسمعها لكثرة كلامهم ولغطهم وقال الآبي في اكمال الاكمال مثله.
470

قريش، فأتيته في منزله، قلت: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم الهرج.
19 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان: قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال:
حدثنا العلاء بن سالم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن سماك،
وعبد الله بن عمير، وحصين بن عبد الرحمن قالوا: سمعنا جابر بن سمرة يقول: دخلت
على رسول الله صلى الله عليه وآله مع أبي فقال: لا تزال هذه الأمة صالحا أمرها ظاهرة على عدوها
حتى يمضي اثنا عشر ملكا - أو قال: اثنا عشر خليفة - ثم قال: كلمة خفيت علي فسألت
أبي فقال: قال: كلهم من قريش.
20 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم
قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك بن زيد
الهمداني قال: سمعت زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير يحدثان، عن جابر بن -
سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا.
ثم أخفى صوته، فسألت أبي فقال: قال: كلهم من قريش.
21 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد
ابن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا زهير، عن سماك بن -
حرب، وزياد بن علاقة، وحصين بن عبد الرحمن كلهم، عن جابر بن سمرة أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يكون بعدي اثنا عشر أميرا غير أن قال في حديثه: ثم تكلم بشئ
لم أفهمه، وقال بعضهم في حديثه: فسألت أبي وقال بعضهم فسألت القوم فقالوا: قال:
كلهم من قريش.
22 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان
ابن الأشعث قال: حدثنا علي بن خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمران
يعني ابن سليمان، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول
لا يزال أمر هذه الأمة عاليا على من ناواها حتى تملك اثني عشر خليفة، ثم قال
كلمة خفية لم أفهمها، فسألت من هو أقرب إلى النبي صلى الله عليه وآله مني فقال
قال: كلهم من قريش.
471

23 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم
قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب السمين البغوي قال:
حدثنا ابن علية (1) عن ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: كنت
مع أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيا ينصرون على
من ناواهم إلى اثني عشر خليفة، ثم تكلم بكلمة أصمنيها الناس، فقلت لأبي:
ما الكلمة التي أصمنيها الناس، فقال: قال: كلهم من قريش.
24 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم
قال: حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا الحسين بن منصور
قال: حدثنا مبشر بن عبد الله بن رزين قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن سعيد بن -
عمرو بن أشوع، عن عامر الشعبي، عن جابر بن سمرة السوائي قال: كنت مع أبي في
المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله يخطب فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ثم خفض
من صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي: ما قال صلى الله عليه وآله؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
25 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن -
الأشعث قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن سالم السلمي (2) قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن -
رزين قال: حدثنا سفيان بن حسين، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، عن الشعبي، عن
جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله يخطب فسمعته يقول:
اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي: ما يقول؟ فقال:
قال: كلهم من قريش.
26 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا
علي بن الجعد قال: حدثنا زهير، عن زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد الهمداني
قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يكون بعدي اثنا عشر
خليفة كلهم من قريش، فلما رجع إلى منزله أتيته فيما بيني وبينه، وقلت: ثم يكون
ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج.

(1) يعنى إسماعيل بن علية.
(2) في بعض النسخ " الثقفي " ولم أجده.
472

27 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا إبراهيم
ابن بشار قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير أنه سمع جابر بن سمرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر الناس ماضيا حتى يلي عليهم اثنا عشر رجلا، ثم
تكلم بكلمة خفيت علي فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
28 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي قال: حدثنا حامد بن شعيب
البلخي قال: حدثنا بشير بن الوليد الكندي (1) قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن -
طلحة بن عبيد الله، عن سعيد بن خالد (2) عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال
هذا الدين صالحا لا يضره من عاداه أو من ناواه حتى يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش.
29 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال: حدثني أبو بكر بن أبي زواد قال:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان قال: حدثنا الوليد بن هشام قال: حدثنا محمد قال
حدثنا مخول بن ذكوان (3) قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن ابن سيرين، عن جابر بن -
سمرة السوائي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فقال: يلي هذا الامر اثنا عشر. قال:
فصرخ الناس فلم أسمع ما قال، فقلت لأبي - وكان أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني -
فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: قال: كلهم من قريش وكلهم لا يرى مثله.
30 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبه قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن المهاجر بن مسمار، عن
عامر بن سعد قال كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أخبرني بشئ سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وآله فكتب سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي:
لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (4).
31 - حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن القطان المعروف بابن عبد ربه قال: حدثنا
أبو بكر محمد بن قارن قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: أخبرنا سهل بن -

(1) لم أجده وفى بعض النسخ " بشر بن الوليد الكندي " ولم أجده أيضا.
(2) في بعض النسخ " معبد بن خالد ".
(3) في بعض النسخ " محمد بن ذكوان ".
(4) أخرجه مسلم بلفظه مع زيادة وكذا بعض ما تقدم راجع صحيحه ج 6 ص 4.
473

بكار قال: حدثنا حماد (1) قال: حدثنا يعلى بن عطاء، عن بجير بن أبي بجير، عن
سرح البرمكي، (2) قال في الكتاب: إن هذه الأمة فيهم اثنا عشر [وجدهم نبيهم]
فإذا وفت العدة طغوا وبغوا [في الأرض] وكان بأسهم بينهم.
32 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا محمد بن قارن قال: حدثنا
علي بن الحسن الهسنجاني قال: حدثنا سدير قال: حدثني يحيى بن أبي يونس قال:
حدثنا ابن نجران أن أبا الخالد (3) حدثه وحلف له عليه ألا تهلك هذه الأمة حتى
يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق.
33 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الصايغ قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن -
سعيد قال: حدثنا الحسن بن علي بن زياد قال: حدثنا إسماعيل الطيان (4) قال:
حدثنا أبو أسامة قال: حدثني سفيان، عن برد، عن مكحول أنه قيل له: إن
النبي صلى الله عليه وآله قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، قال: نعم وذكر لفظة أخرى.
34 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد قال:
حدثنا الحسن، عن إسماعيل الطيان (4) قال: حدثنا أبو أسامة، عن ابن مبارك، عن
معمر، عمن سمع وهب بن منبه يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، ثم يكون الهرج،
ثم يكون كذا، ثم يكون كذا وكذا.
35 - حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا الحسن بن علي
قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن

(1) هو حماد بن سلمة بن دينار البصري الثقة، يروى عنه سهل بن بكار بن بشر
الدارمي الثقة أيضا، والهسنجاني - بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح
الجيم وبعد الألف نون ثانية هذه النسبة إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنگان فعرب
فقيل هسنجان.
(2) لم أجده وأما راويه بجيرين أبى بجير الحجازي أو بجير بن سالم فمعنون في
التهذيب والتقريب وفى بعض النسخ " بجير بن عتبة " ولم أجده.
(3) لم أجد أحدهم فيما عندي من كتب الرجال مع كثرتها.
(4) لم أجده وكونه إسماعيل بن زيد الطحان أو إسماعيل بن سليمان الكحال بعيد.
474

عمرو البكائي، عن كعب الأحبار قال في الخلفاء: هم اثنا عشر فإذا كان عند انقضائهم
وأتى طبقة صالحة مد الله لهم في العمر كذلك وعد الله هذه الأمة ثم قرأ " وعد الله
الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم "
قال: وكذلك فعل الله ببني إسرائيل، وليست بعزيز أن تجمع هذه الأمة يوما أو نصف
يوم " وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ".
36 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن -
يحيى القصراني قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح قال: حدثنا أبو الوليد
خلف بن الوليد الجوهري (1) عن إسرائيل، عن سماك قال: سمعت جابر بن سمرة
السوائي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا ثم تكلم
بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا: قال: كلهم من قريش.
37 - حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا أبو الحسين قال: حدثنا أبو علي الحسين بن -
الكميت بن بهلول الموصلي قال: حدثنا غسان بن الربيع قال: حدثنا سليمان بن عبد -
الله، عن أبي عمر عامر الشعبي، عن جابر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال أمر أمتي
ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال:
حدثني يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن -
تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: دخلت على النبي
صلى الله عليه وآله وإذا الحسين عليه السلام على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، وهو
يقول: أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة، أنت حجة ابن حجة
أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم.
39 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين
عليهما السلام قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم قال: أخبرني
القاسم بن محمد بن حماد قال: حدثنا غياث بن إبراهيم قال: حدثنا حسين بن زيد بن -
علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله

(1) راجع تاريخ بغداد ج 7 ص 20 و 86. و ج 8 ص 320 ترجمة بشر وخلف وإسرائيل.
475

صلى الله عليه وآله: أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله
خير أم آخره، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما. ثم أطعم منها
فوج عاما، لعل آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا، وأحسنها
جنى، وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولي الألباب
والمسيح عيسى بن مريم آخرها، ولكن يهلك بين ذلك نتج الهرج ليسوا مني ولست منهم.
40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن -
محمد عليه السلام قال: لما هلك أبو بكر واستخلف عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه
رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود وأنا علامتهم، وقد أردت أن
أسألك عن مسائل إن أجبتني فيها أسلمت قال: ما هي؟ قال: ثلاث وثلاث وواحدة،
فإن شئت سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم منك فأرشدني إليه قال: عليك بذلك
الشاب يعني علي بن أبي طالب عليه السلام فأتى عليا عليه السلام فسأله فقال له: لم قلت ثلاثا و
ثلاثا وواحدة ألا قلت: سبعا، قال: إني إذا لجاهل إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت
قال: فإن أجبتك تسلم؟ قال: نعم، قال: سل، قال: أسألك عن أول حجر وضع
على وجه الأرض وأول عين نبعت وأول شجرة نبتت؟ قال: يا يهودي أنتم تقولون:
أول حجر وضع على وجه الأرض الذي في بيت المقدس وكذبتم، هو الحجر الذي نزل
به آدم من الجنة، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى، قال: وأنتم
تقولون: إن أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم هي
عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة وهي العين التي شرب منها الخضر و
ليس يشرب منها أحد إلا حيي، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى
قال: وأنتم تقولون: أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون وكذبتم، هي العجوة
التي نزل بها آدم عليه السلام من الجنة معه، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء
موسى، قال: والثلاث الأخرى كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم؟
قال: اثنا عشر إماما، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى، قال: فأين
476

يسكن نبيكم من الجنة؟ قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في جنة عدن، قال: صدقت
والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى، ثم قال: فمن ينزل بعده في منزله؟ قال:
اثنا عشر إماما، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى، ثم قال السابعة
فأسلم: كم يعيش وصيه بعده قال: ثلاثين سنة، قال: ثم مه؟ يموت أو يقتل؟ قال: يقتل
يضرب على قرنه فتخضب لحيته، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى
وقد أخرجت هذا الحديث من طرق في كتاب الأوائل.
41 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش. عن
سليم بن قيس الهلالي، وحدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن -
عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس
الهلالي قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية أنا والحسن و
الحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد فجرى بيني وبين
معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم
ثم أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن
ابن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابنه الحسين بعد أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا
استشهد فابنه علي بن الحسين الأكبر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني محمد بن علي
الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا حسين، ثم تكمله اثنى عشر إماما تسعة من
ولد الحسين رضي الله عنه، قال: عبد الله بن جعفر: ثم استشهدت الحسن والحسين و
عبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية، قال:
سليم بن قيس الهلالي: وقد سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وذكروا أنهم
سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.
42 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر
477

عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها
لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر أحدهم القائم، ثلاثة منهم محمد وثلاثة
منهم علي.
43 - حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن فضيل الصيرفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: إن الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والإنس وجعل من
بعده اثني عشر وصيا، منهم من سبق ومنهم من بقي، وكل وصي جرت به سنة.
والأوصياء الذين من بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى، وكانوا اثني عشر وكان
أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح عليه السلام.
44 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن عامر الأشعري، عن المعلى بن محمد البصري، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر
إماما منهم وحسن وحسين، ثم الأئمة من ولد الحسين.
45 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى
عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام
في منزله فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدثا
فقال له أبو بصير: تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله عليه السلام فحلفه مرة أو مرتين فحلف
أنه قد سمعه، فقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام.
46 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان [قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب] قال حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثني
عبد الله بن أبي الهذيل، وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟ فقال:
إن الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم
بالأحكام أخو نبي الله وخليفته على أمته ووصيه عليهم ووليه الذي كان منه بمنزلة
478

هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم " الموصوف بقوله " إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " المدعو إليه بالولاية،
المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل " ألست أولى
بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأعن من أعانه علي بن أبي طالب
عليه السلام أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين،
وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وبعد الحسن بن علي، ثم الحسين سبطا
رسول الله صلى الله عليه وآله وابنا خير النسوان أجمعين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي،
ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي
ابن محمد، ثم الحسن بن علي. ثم ابن الحسن عليهم السلام إلى يومنا وهذا واحدا بعد
واحد، وهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله المعروفون بالوصية والإمامة، ولا تخلو الأرض من
حجة منهم في كل عصر وزمان وفي كل وقت وأوان، وهم العروة الوثقى وأئمة
الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكل من خالفهم
ضال مضل، تارك للحق والهدى، وهم المعبرون عن القرآن. والناطقون عن
الرسول، ومن مات لا يعرفهم مات ميتة جاهلية، ودينهم الورع والعفة والصدق و
الصلاح والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وطول السجود، وقيام الليل، و
اجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار، ثم قال
تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الإمامة
مثله سواء،
47 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش
الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لابن
عباس: إن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك
479

الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا وأحد عشر من
صلبي أئمة محدثون.
48 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: آمنوا بليلة القدر
إنها تكون لعلي بن أبي طالب وولده الأحد عشر من بعدي.
49 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب
الكليني قال: حدثنا أبو علي الأشعري، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن -
موسى الخشاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن
ابن أذينة، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: اثنا عشر إماما من
آل محمد عليهم السلام كلهم محدثون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام منهم.
50 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير. عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم عليهم السلام.
51 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن -
محمد بن عامر الأشعري، عن معلى بن محمد البصري، عن الحسن بن علي الوشاء
عن أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: اثنا عشر إماما منهم علي و
الحسن والحسين، ثم الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام، وقد أخرجت ما رويته في هذا
المعنى في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة.
في السواك اثنتي عشرة خصلة
52 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن -
علي بن يوسف، عن معاذ بن الجوهري، عن عمرو بن جميع يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: في السواك اثنتي عشرة خصلة: مطهرة للفم، ومرضات للرب، ويبيض الأسنان،
ويذهب بالحفر (1) ويقل البلغم، ويشهي الطعام، ويضاعف الحسنات، وتصاب به

(1) الحفر: صفرة تعلو الأسنان.
480

السنة، وتحضره الملائكة، ويشد اللثة، وهو يمر بطريقة القرآن، وركعتين بسواك
أحب إلى الله عز وجل من سبعين ركعة بغير سواك،
53 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان، عن
درست، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في السواك اثنتا عشرة خصلة
هو من السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان،
ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ،
ويضاعف به الحسنات، وتفرح به الملائكة.
54 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد
ابن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه. عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله
أنه قال في وصيته له: يا علي السواك من السنة، وهو مطهرة للفم، ويجلو البصر
ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام
ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة.
حديث الحجب اثنا عشر
55 - حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن إبراهيم
ابن يحيى بن عجلان المروزي المقرئ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الجرجاني
قال: حدثنا أبو بكر عبد الصمد بن يحيى الواسطي قال: حدثنا الحسن بن علي
المدني (1) عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد الصادق، عن

(1) كذا في البحار والمعاني، ويحتمل على بعد تصحيفه عن " علي بن الحسن المروزي "
كما يظهر من بعض النسخ المخطوطة. وعليه فهو علي بن الحسن بن شقيق أبو عبد الرحمن
المروزي، وجميع رجال السند إلى هنا مجهول ولم أظفر بهم.
481

أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور
محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة
والنار، وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى و
عيسى وداود وسليمان، وكل من قال الله عز وجل في قوله " ووهبنا له إسحاق و
يعقوب - إلى قوله - وهديناهم إلى صراط مستقيم " وقبل أن خلق الأنبياء كلهم
بأربع مائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة وخلق الله عز وجل معه اثني عشر حجابا:
حجاب القدرة، وحجاب العظمة، وحجاب المنة، وحجاب الرحمة، وحجاب السعادة
وحجاب الكرامة، وحجاب المنزلة، وحجاب الهداية، وحجاب النبوة، وحجاب
الرفعة، وحجاب الهيبة، وحجاب الشفاعة، ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة
اثني عشر ألف سنة وهو يقول: سبحان ربي الأعلى وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة و
هو يقول: سبحان عالم السر، وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو
قائم لا يلهو، وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان الرفيع الاعلى،
وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو قائم لا يسهو، وفي
حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو غني لا يفتقر، وفي
حجاب المنزلة ستة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ربي العلي الكريم، وفي حجاب
الهداية خمسة آلاف سنة وهو يقول: سبحان رب العرش العظيم (1)، وفي حجاب النبوة
أربعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان رب العزة عما يصفون، وفي حجاب الرفعة
ثلاثة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ذي الملك والملكوت، وفي حجاب الهيبة ألفي
سنة، وهو يقول: سبحان الله وبحمده، وفي حجاب الشفاعة ألف سنة، وهو يقول:
سبحان ربي العظيم وبحمده.
ثم أظهر عز وجل اسمه على اللوح وكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة،
ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة إلى أن وضعه الله عز
وجل في صلب آدم، ثم نقله من صلب آدم إلى صلب نوح. ثم جعل يخرجه من صلب

(1) في بعض النسخ " سبحان ذي العرش العظيم ".
482

إلى صلب حتى أخرجه من صلب عبد الله بن عبد المطلب فأكرمه بست كرامات ألبسه
قميص الرضا، ورداه رداء الهيبة، وتوجه تاج الهداية، وألبسه سراويل المعرفة، و
جعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله، وجعل نعله الخوف، وناوله عصا المنزلة،
ثم قال عز وجل له: يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم: قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وكان أصل ذلك القميص في ستة أشياء قامته من الياقوت، وكماه من اللؤلؤ، وتخريصه (1)
من البلور الأصفر، وإبطاه من الزبرجد، وجربانه (2) من المرجان الأحمر، وجيبه
من نور الرب جل جلاله، فقبل الله توبة آدم عليه السلام بذلك القميص، ورد خاتم سليمان
به، ورد يوسف إلى يعقوب به، ونجا يونس من بطن الحوت به، وكذلك ساير -
الأنبياء عليهم السلام نجاهم من المحن به، ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلى الله عليه وآله.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: أرواح جميع الأئمة عليهم السلام والمؤمنين
خلقت مع روح محمد صلى الله عليه وآله.
لأهل التقوى اثنتا عشرة علامة
56 - حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي المصري السمرقندي
رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه أبي النضر قال: حدثنا
إبراهيم بن علي قال: حدثني ابن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن سنان
عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال:
كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث،
وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقلة الفخر والبخل، وصلة الأرحام، ورحمة
الضعفاء، وقلة المواتاة للنساء (3) وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتباع
العلم فيما يقرب إلى الله عز وجل، طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة
أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه وآله فليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، لا ينوي في

(1) الدخريص - بالكسر - لبنة القميص.
(2) جربان معرب گريبان.
(3) المواتاة: حسن المطاوعة والموافقة. وأصله الهمز فخفف.
483

قلبه شيئا إلا أتاه ذلك الغصن به، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام لم يخرج
منها، ولو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض هرما. ألا ففي هذا
فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش
وجهه وسجد لله تعالى ذكره بمكارم بدنه، ويناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا
فكونوا.
لا يسلم على اثنى عشر
57 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: لا
تسلموا على اليهود، ولا على النصارى، ولا على المجوس، ولا على عبدة الأوثان، ولا على
موائد شرب الخمر، ولا على صاحب الشطرنج والنرد، ولا على المخنث، ولا على
الشاعر الذي يقذف المحصنات، ولا على المصلي وذلك لان المصلي لا يستطيع أن يرد
السلام لان التسليم من المسلم تطوع والرد عليه فريضة، ولا على آكل الربا، ولا على
رجل جالس على غائط، ولا على الذي في الحمام، ولا على الفاسق المعلن بفسقه.
استقبل النبي صلى الله عليه وآله جعفر بن أبي طالب عليه السلام لما انصرف
من الحبشة اثنتي عشرة خطوة
58 - حدثني محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي الله
عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه
علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي. عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى
ابن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي الباقر، عن أبيه زين -
العابدين علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة
خطوة، وعانقه وقبل ما بين عينيه وبكى، وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا
بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر؟! وبكى فرحا بروئية (1).

(1) وكان سن جعفر يومذاك أقل من أربعين سنة.
484

في التابوت الأسفل من النار اثنا عشر
59 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثني الحكم بن مسكين الثقفي (1) عن عبد الرحمن
ابن سيابة، عن جعيد همدان (2) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن في التابوت الأسفل
ستة من الأولين وستة من الآخرين، فأما الستة من الأولين فابن آدم قاتل أخيه و
فرعون الفراعنة والسامري والدجال كتابه في الأولين ويخرج في الآخرين، وهامان
وقارون، والستة من الآخرين فنعثل ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري،
ونسي المحدث اثنين.
في المائدة اثنتا عشرة خصلة
60 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله
عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: في المائدة اثنتا عشرة خصلة
يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع منها فرض، وأربع منها سنة، وأربع منها
تأديب، فأما الفرض: فالمعرفة، والرضا، والتسمية (3) والشكر. وأما السنة فالوضوء
قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والاكل بثلاث أصابع، ولعق الأصابع.
وأما التأديب فالاكل مما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في
وجوه الناس.
61 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -

(1) يكنى أبا محمد كوفي وله كتب روى عن أبي عبد الله عليه السلام [جش].
(2) جعيد الهمداني عده الشيخ - رحمه الله - في رجاله تارة من أصحاب علي عليه
السلام وقال: جعيد همداني كوفي، وأخرى من أصحاب الحسن عليه السلام، بقوله: جعيد
الهمداني، وثالثة في أصحاب الحسين عليه السلام مثل ما في الحسن، ورابعة في أصحاب
السجاد عليه السلام،
(3) يعنى الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم.
485

محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن الخالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن -
أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك، عن أبيه
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال في وصيته له: يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها في
المائدة، أربع منها فريضة، وأربع منها سنة، وأربع منها أدب، فأما الفريضة فالمعرفة
بما يأكل، والتسمية، والشكر، والرضا، وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى.
والاكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه، ومص الأصابع، وأما الأدب فتصغير
اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين.
الشهور اثنا عشر شهرا
62 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الصباح بن سيابة، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الشهور اثني عشر شهرا وهي ثلاثمائة وستون
يوما، فحجر منها ستة أيام خلق فيها السماوات والأرضين، فمن ثم تقاصرت الشهور.
63 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ابن أخي أبي زرعة قال: حدثنا ابن عون قال: حدثني
مكي بن إبراهيم البلخي قال: حدثنا موسى بن عبيدة، عن صدقة بن يسار، عن
عبد الله بن عمر قال: نزلت هذه السورة " إذا جاء نصر الله والفتح " على رسول الله صلى الله عليه وآله
في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فركب راحلته العضباء فحمد الله وأثنى عليه،
ثم قال: يا أيها الناس كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وأول دم هدر دم الحارث بن -
ربيعة بن الحارث (1) كان مسترضعا في هذيل فقتله بنو الليث - أو قال: كان مسترضعا
في بني ليث فقتله هذيل - وكل ربا كان في الجاهلية فموضوع، وأول ربا وضع ربا -

(1) في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 42 الطبعة الأولى بمصر " دم آدم بن ربيعة
ابن الحارث بن عبد المطلب " وفى سيرة ابن هشام " دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ".
486

العباس بن عبد المطلب، أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق
السماوات والأرضين، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله
السماوات والأرض، منها أربعة حرم، رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان (1) وذو القعدة
وذو الحجة والمحرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم فإن النسئ زيادة في الكفر يضل به
الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله وكانوا يحرمون
المحرم عاما ويستحلون صفر، ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم، أيها الناس
إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلادكم آخر الأبد، ورضي منكم بمحقرات الأعمال
أيها الناس من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، أيها الناس إن النساء
عندكم عوان (2) لا يملكن لأنفسهن ضرا ولا نفعا، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم
فروجهن بكلمات الله فلكم عليهن حق ولهن عليكم حق، ومن حقكم عليهن أن
لا يوطئن فرشكم، ولا يعصينكم في معروف، فإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن
بالمعروف، ولا تضربوهن، أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا
كتاب الله عز وجل فاعتصموا به، يا أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام،
ثم قال: يا أيها الناس فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: أيها الناس أي بلد
هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فإن الله عز وجل حرم عليكم دماءكم وأموالكم و
أعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، ألا فليبلغ
شاهدكم غائبكم لابني بعدي ولا أمة بعدكم، ثم رفع يديه حتى أنه ليرى بياض
إبطيه، ثم قال: اللهم اشهد أنى قد بلغت.
64 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض " قال:
المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجماد الأولى وجمادى الآخرة ورجب

(1) إنما قيده بمضر لان ربيعة كانت تحرم رمضان وتسميه رجبا، فبين صلى الله عليه وآله أنه رجب
مضر لا رجب ربيعة وأنه الذي بين جمادى وشعبان.
(2) جمع عانية، والعاني الأسير.
487

وشعبان وشهر رمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة. منها أربعة حرم: عشرون من ذي
الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر (1).
ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة وساعات النهار كذلك
65 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن -
الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير
عن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة وساعات النهار
اثنتا عشرة ساعة وأفضل ساعات الليل والنهار أوقات الصلاة، ثم قال عليه السلام: إنه
إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وهبت الرياح. ونظر الله عز وجل إلى خلقه
وإني لأحب أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عمل صالح، ثم قال: عليكم بالدعاء
في أدبار الصلاة فإنه مستجاب.
66 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن الحسن بن ميمون (2)، عن
أبي هاشم قال: قلت لأبي الحسن الماضي عليه السلام لم جعلت الصلاة الفريضة والسنة خمسين
ركعة لا يزاد فيها ولا ينقص منها قال: إن ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة وفيما بين طلوع
الفجر إلى طلوع الشمس ساعة، وساعات النهار اثنتا عشرة ساعة فجعل لكل ساعة ركعتين
وما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق.
67 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرني عمي قال:
أخبرنا أبو إسحاق قال: أملى علينا ثعلب ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة
والهدأة، والجنح، والهزيع، والفقد، والعقر (3)، والزلفة، والسحرة.
والبهرة، وساعات النهار: الراد، والشروق، والمتوع، والترحل، والدلوك، و
الجنوح، والهجير، والظهيرة، والأصيل، والطفل.

(1) شاد.
(2) كذا ولم أجده ويحتمل تصحيفه عن محمد بن الحسن بن شمون.
(3) كذا.
488

البروج اثنا عشر والبر اثنا عشر، والبحور اثنا عشر، والعوالم اثنا عشر
68 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، وغيره، عن محمد بن سليمان
الصنعاني (1)، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله
عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له: مرحبا
بك يا سعد، فقال له الرجل: بهذا الاسم سمتني أمي وما أقل من يعرفني به، فقال
له أبو عبد الله صلى الله عليه وآله: صدقت يا سعد المولى، فقال الرجل: جعلت فداك بهذا كنت
ألقب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا خير في اللقب إن الله تبارك وتعالى يقول في
كتابه: " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان " (2) ما صناعتك يا سعد؟ فقال:
جعلت فداك أنا من أهل بيت ننظر في النجوم لا نقول: إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا،
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فأسألك؟ فقال اليماني: سل عما أحببت من النجوم فاني
أجيبك عن ذلك بعلم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كم ضوء الشمس على ضوء القمر
درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صدقت فكم ضوء القمر
على ضوء الزهرة درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صدقت
فكم ضوء الزهر على ضوء المشتري درجة؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله
عليه السلام: صدقة فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة؟ فقال اليماني: لا أدري
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صدقت فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت البقر؟ فقال اليماني:
لا أدري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صدقت، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت
الإبل؟ فقال اليماني: لا: أدري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: صدقت، فما اسم النجم
الذي إذا طلع هاجت الكلاب؟ فقال اليماني: لا أدري، فقال له أبو عبد الله عليه السلام:
صدقت في قولك لا أدري، فما زحل عندكم في النجوم؟ فقال اليماني: نجم نحس.

(1) كذا ولعله الديلمي بقرينة رواية أحمد بن خالد بواسطة عنه لكن لم أجده بهذه
النسبة.
(2) الحجرات: 13.
489

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: مه لا تقولن هذا فإنه نجم أمير المؤمنين عليه السلام وهو
نجم الأوصياء عليهم السلام وهو النجم الثاقب الذي قال الله عز وجل في كتابه، فقال له
اليماني: فما يعني بالثاقب؟ قال: إن مطلعه في السماء السابعة وإنه ثقب
بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا فمن ثم سماه الله عز وجل النجم الثاقب، يا أخا
اليمن عندكم علماء؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك إن باليمن قوما ليسوا كأحد من
الناس في علمهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: وما يبلغ من علم عالمهم فقال له اليماني: إن
عالمهم ليزجر الطير، ويقفوا الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد
فقال أبو عبد الله عليه السلام: فإن عالم المدينة أعلم من عالم اليمن فقال اليماني: وما بلغ من
علم عالم المدينة؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: علم عالم المدينة ينتهي إلى حيث لا يقفوا الأثر
ويزجر الطير، ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثني عشر بروجا واثني
عشر برا واثني عشر بحرا واثني عشر عالما، قال: فقال له اليماني: جعلت فداك
ما ظننت أن أحدا يعلم هذا أو يدري ماكنهه، قال: ثم قام اليماني: فخرج.
حديث الدراهم الاثني عشر التي اهتديت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
69 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان الأحمر، عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام
قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله - وقد بلي ثوبه - فحمل إلى اثني عشر درهما
فقال عليه السلام: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي بها ثوبا ألبسه قال علي عليه السلام: فجئت إلى
السوق فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليه فقال:
يا علي غير هذا أحب إلي أترى صاحبه يقيلنا (1) فقلت: لا أدري فقال: انظر، فجئت
إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد كره هذا يريد غيره فأقلنا فيه، فرد علي
الدراهم وجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فمشى معه إلى السوق ليبتاع قميصا فنظر إلى
جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: وما شأنك: قالت: يا رسول الله

(1) أقال البيع: فسخه.
490

إن أهلي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم حاجة فضاعت، فلا أجسر أن أرجع
إليهم فأعطاها، رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة دراهم وقال: ارجعي إلى أهلك
ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه وحمد الله عز وجل
فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله صلى الله عليه وآله
قميصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع عليه السلام إلى السوق فاشترى بالأربعة التي
بقيت قميصا آخر فلبسه وحمد الله عز وجل ورجع إلى منزله فإذا الجارية قاعدة
على الطريق تبكي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: مالك لا تأتين أهلك؟ قالت: يا
رسول الله إني قد أبطأت عليهم أخاف أن يضربوني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مري بين
يدي ودليني على أهلك، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله حتى وقف على باب دارهم، ثم
قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام
فقالوا: وعليكم السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال عليه الصلاة و
السلام: ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني؟ فقالوا: يا رسول الله سمعنا
كلامك فأحببنا أن نستكثر منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن هذه الجارية أبطأت
عليكم فلا تؤذوها (1)، فقالوا: يا رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الحمد لله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسا الله بها عاريين، و
أعتق نسمة.
النقباء اثنا عشر
70 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر
البزنطي، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن جماعة مشيخة قالوا: اختار رسول الله صلى الله عليه وآله
من أمته اثني عشر نقيبا أشار إليهم جبرئيل وأمره باختيارهم كعدة نقباء موسى عليه السلام
تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فمن الخزرج: أسعد بن زرارة، والبراء بن -

(1) في بعض النسخ " فلا تؤاخذوها ".
491

معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله (1) ورافع بن مالك، وسعد بن عبادة
والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة. وسعد بن الربيع، وابن القوافل عبادة بن
الصامت - ومعنى القوافل الرجل من العرب كان إذا دخل يثرب يجيئ إلى رجل من
أشراف الخزرج فيقول: أجرني ما دمت بها من أن أظلم، فيقول: قوفل حيث شئت فأنت
في جواري، فلا يتعرض له أحد - ومن الأوس أبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن -
حضير، وسعد بن خيثمة، وقد أخرجت قصتهم في كتاب النبوة،
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: النقيب الرئيس من العرفاء وقد قيل: إنه
الضمين، وقد قيل: إنه الأمين، وقد قيل: إنه الشهيد على قومه، وأصل النقيب
في اللغة من النقب وهو الثقب الواسع فقيل: نقيب القوم لأنه ينقب عن أحوالهم كما ينقب
عن الاسرار وعن مكنون الاضمار.
[معنى قول الله عز وجل: " وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " هو أنه أخذ من كل
سبط منهم ضمينا بما عقد عليهم من الميثاق في أمر دينهم، وقد قيل: إنهم بعثوا إلى
الجبارين ليقفوا على أحوالهم ويرجعوا بذلك إلى نبيهم موسى عليه السلام ورجعوا ينهون
قومهم عن قتالهم لما رأوا من شدة بأسهم وعظم خلقهم، والقصة معروفة، وكان مرادنا
ذكر معنى النقيب في اللغة والله الموفق للصواب] (2).

(1) في أكثر النسخ " عبد الرحمن بن حمام وجابر بن عبد الله " وهو تصحيف.
(2) ما جعل بين القوسين ليس في بعض النسخ.
492

أبواب الثلاثة عشر
المسوخ ثلاثة عشر صنفا
1 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار. عن محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط،
عن علي بن جعفر، عن مغيرة، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال:
المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا، منهم القردة والخنازير والخفاش والضب و
الدب والفيل والدعموص والجريث (1) والعقرب وسهيل والقنفذ والزهرة و
العنكبوت.
فأما القردة فكانوا قوما من بني إسرائيل كانوا ينزلون على شاطئ البحر اعتدوا في
السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله قردة، وأما الخنازير فكانوا قوما من بني إسرائيل
دعا عليهم عيسى بن مريم عليه السلام فمسخهم الله خنازير، وأما الخفاش فكانت امرأة مع ظئر لها (2)
فسخرتها فمسخها الله خفاشا، وأما الضب فكان أعرابيا بدويا لا يدع عن قتل من
مر به من الناس فمسخه الله ضبا، وأما الدب فكان رجلا يسرق الحاج فمسخه
الله دبا. وأما الفيل فكان رجلا ينكح البهائم فمسخه الله فيلا، وأما الدعموص
فكان رجلا زاني الفرج لا يدع من شئ فمسخه الله دعموصا. وأما الجريث فكان رجلا
نماما فمسخه الله جريثا. وأما العقرب فكان رجلا همازا لمازا فمسخه الله عقربا.
وأما سهيل فكان رجلا عشارا صاحب مكاس فمسخه الله كوكبا. وأما الزهرة فكانت
امرأة فتنت هاروت وماروت فمسخها الله. وأما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية
لزوجها مولية عنه فمسخها الله عنكبوتا. وأما القنفذ فكان رجلا سيئ الخلق فمسخه
الله قنفذا.

(1) الدعموص - بالضم -: دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت، والعامة تسميها
البلعط، والجريث: نوع من السمك.
(2) أي المرضعة لها.
493

2 - حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الأسواري المذكر قال: حدثنا مكي
ابن أحمد بن سعدويه البرذعي قال: حدثنا أبو محمد زكريا بن يحيى بن عبيد العطار
بدمياط قال: حدثنا القلانسي قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي (1)
قال: حدثنا علي بن جعفر، عن معتب مولى جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ
فقال: هم ثلاثة عشر: الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط
والدعموص والعقرب والعنكبوت والأرنب وسهيل والزهرة، فقيل: يا رسول الله
وما كان سبب مسخهم؟ فقال: اما الفيل فكان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا،
وأما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه، وأما الخنازير فكانوا قوما
نصارى سألوا ربهم إنزال المائدة عليهم فلما أنزلت عليهم كانوا أشد ما كانوا كفرا وأشد
تكذيبا، وأما القردة فقوم اعتدوا في السبت، وأما الجريث فكان رجلا ديوثا يدعو
الرجال إلى حليلته، وأما الضب فكان رجلا أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه (2)، وأما
الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رؤوس النخل، وأما الدعموص فكان نماما يفرق
بين الأحبة، وأما العقرب فكان رجلا لذاعا لا يسلم على لسانه أحد، وأما العنكبوت
فكانت امرأة تخون زوجها، وأما الأرنب فكانت امرأة لا يتطهر من حيض ولا غيره،
وأما سهيل فكان عشارا باليمن، وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض
ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت وماروت وكان اسمها ناهيل والناس
يقولون: ناهيد.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الناس يغلطون في الزهرة وسهيل فيقولون إنهما
نجمان وليسا كما يقولون، ولكنهما دابتان من دواب البحر سميتا باسمي نجمين في السماء
كما سميت بروج في السماء بأسماء حيوان في الأرض مثل الحمل والثور والجوزاء والسرطان
والعقرب والحوت والجدي، وكذلك الزهرة وسهيل وإنما غلط الناس فيهما دون

(1) هو عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس أبو القاسم المدني، ثقة.
(2) المحجن بتقديم المهملة على المعجمة - العصا المنعطفة الرأس.
494

غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما لأنهما دابتان في البحر المطيف بالدنيا بحيث
لا تبلغه سفينة ولا تعمل فيه حيلة وما كان الله عز وجل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة يهتدى
بها في البر والبحر، ثم يبقيهما ما بقيت السماء والأرض والمسوخ لم تبق أكثر من
ثلاثة أيام حتى ماتت ولم تتوالد وهذه الحيوانات التي تسمى المسوخ فالمسوخية لها
اسم مستعار مجازي بل هي مثل ما مسخ الله عز وجل على صورتها قوما عصوه واستحقوا
بعصيانهم تغيير ما بهم من نعمة وحرم الله تبارك وتعالى لحومها لكيلا ينتفع بها ولا يستخف
بعقوبتها حكيت لي هذه الحكاية عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه.
حد بلوغ الغلام ثلاث عشرة سنة إلى أربع عشرة سنة
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسين الخادم بياع
اللؤلؤ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبي وأنا حاضر عن
اليتيم متى يجوز أمره قال: حتى يبلغ أشده، قال: وما أشده قال: الاحتلام، قال:
قلت: قد يكون الغلام ابن ثمان عشرة سنة أو أقل أو أكثر ولا يحتلم؟ قال: إذا بلغ و
كتب عليه الشئ جاز أمره إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا.
4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إذا بلغ الغلام أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة سنة وجب
عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أم لم يحتلم، وكتبت عليه السيئات وكتبت له
الحسنات، وجاز له كل شئ من ماله إلا أن يكون ضعيفا أو سفيها (1).

(1) المشهور بين الأصحاب بلوغ الصبي بتمام خمس عشرة سنة، وقيل بتمام أربع عشرة
سنة، وقال في الشرايع: وفى أخرى (أي رواية) إذا بلغ عشرا وكان بصيرا أو بلغ خمسة
أشبار جازت وصيته واقتص منه وأقيمت عليه الحدود الكاملة،
495

ثلاث عشرة خصلة من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال:
حدثنا أحمد بن علي الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا جعفر بن -
الحسن بن عبيد الله بن موسى العبسي، عن محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد
ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في
علي عليه السلام خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله صلى الله عليه وآله:
" من كنت مولاه فعلي مولاه "، وقوله صلى الله عليه وآله: " علي مني كهارون من موسى "، و
قوله صلى الله عليه وآله: " علي مني وأنا منه "، وقوله صلى الله عليه وآله " علي مني كنفسي، طاعته طاعتي
ومعصيته معصيتي "، وقوله صلى الله عليه وآله: " حرب علي حرب الله، وسلم علي سلم الله "، و
قوله صلى الله عليه وآله: " ولي علي ولي الله، وعدو علي عدو الله " وقوله صلى الله عليه وآله: " علي
حجة الله، وخليفته على عباده "، وقوله صلى الله عليه وآله: " حب علي إيمان وبغضه كفر "،
وقوله صلى الله عليه وآله: " حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان " وقوله صلى الله عليه وآله:
" علي مع الحق والحق معه، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "، وقوله صلى الله عليه وآله:
" علي قسيم الجنة والنار "، وقوله صلى الله عليه وآله: " من فارق عليا فقد فارقني، ومن فارقني
فقد فارق الله عز وجل "، وقوله صلى الله عليه وآله: " شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة " (1).

(1) جميع ما جاء في هذا الخبر جاء من طريق العامة مسندا مستفيضا راجع كتاب
" فضائل الخمسة من الصحاح الستة وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة " وهو كتاب
كريم طبع في النجف الأشرف 1384، ألفه العالم البارع المحقق السيد مرتضى الحسيني
الفيروزآبادي المعاصر.
496

أبواب الأربعة عشر
في الخضاب أربع عشرة خصلة
1 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن
محمد بن علي البغدادي، عن أبيه، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن زيد
رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم
في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين، ويجلو الغشاوة عن
البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالضنى (1) ويقل
وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة. ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو
زينة وطيب، وبراءة في قبره، ويستحيى منه منكر ونكير.
2 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا
أبو يزيد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا
أنس بن محمد بن أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي
ابن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي درهم في الخضاب
أفضل من ألف درهم ينفق في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من
الاذنين، ويجلو البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب
بالضنى، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ
به الكافر، وهو زينة وطيب، ويستحيى منه منكر ونكير، وهو براءة له في قبره.
3 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي الفرغاني بفرغانة قال:
حدثنا أبو بكر مسعدة بن أسمع قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس

(1) الضنى: المرض والهزال والضعف وفى الكافي ج 6 ص 482 " ويذهب بالغشيان "
497

ابن محمد بن حازم أبي غرزة (1) الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال أحمد: أخبرنا محمد
ابن كناسة أبو يحيى الأسدي (2) قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة،
عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: غيروا الشيب ولا تتشبهوا
باليهود والنصارى (3).
4 - حدثنا أبو محمد محمد بن عبد الله الشافعي بفرغانة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد
ابن جعفر الأشعث (4) قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة (5) عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: غيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود والنصارى.
قال: مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إنما أوردت هذين الخبرين في الخضاب
أحدهما عن الزبير والآخر عن أبي هريرة لان أهل النصب ينكرون على الشيعة
استعمال الخضاب ولا يقدرون على دفع ما يصح عنهما وفيهما حجة لنا عليهم.
الغسل في أربعة عشر موطنا
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن -

(1) في بعض النسخ " حازم بن عروة " وهو تصحيف.
(2) هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة الأسدي الكوفي المعروف
ب‍ " ابن كناسة " وهو لقب أبيه، وقيل: لقب جده، روى عن هشام بن عروة. وروى عنه أحمد
ابن حازم بن أبي غرزة وما في النسخ من " محمد بن كتابية " تصحيف.
(3) أخرجه النسائي باسناده عن محمد بن كناسة عن هشام. عن عثمان، عن أبيه،
عن الزبير بدون قوله: " والنصارى " ج 8 ص 119.
(4) كذا ولم أجده.
(5) كذا وأخرجه الترمذي باسناده عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة وقال
بعده: " وفى الباب عن الزبير وابن عباس وجابر وأبي ذر وأنس وأبى رمثة والجهدمة
وأبى الطفيل وجابر بن سمرة وأبى جحيفة وابن عمر - ثم قال - وحديث أبي هريرة حديث
حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.
أقول: قال الزين العراقي في شرح الترمذي: " وصرفه عن الوجوب كون المصطفى
صلى الله عليه وسلم لم يختضب وكذا جمع من الصحابة - ثم قال -: وفيه نظر فما كان يأمر
بشئ الا كان صلى الله عليه وآله أول آخذ به " انتهى.
498

عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثني عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الغسل في أربعة عشر موطنا: غسل الميت، وغسل الجنب،
وغسل من غسل الميت، وغسل الجمعة، والعيدين، ويوم عرفة، وغسل الاحرام
ودخول الكعبة، ودخول المدينة، ودخول الحرم، والزيارة، وليلة تسع عشرة،
وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين من شهر رمضان.
أصحاب العقبة أربعة عشر رجلا
6 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن -
يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم
ابن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبيه، عن زياد بن المنذر
قال: حدثني جماعة من المشيخة، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: الذين نفروا برسول الله
ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر: أبو الشرور، وأبو الدواهي، وأبو المعازف، و
أبوه، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وأبو الأعور، والمغيرة، وسالم
مولى أبي حذيفة، وخالد بن وليد، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، و
عبد الرحمن بن عوف، وهم الذين أنزل الله عز وجل فيهم " وهموا بما لم ينالوا " (1).

(1) قال في الكشاف: " تواثق خمسة عشر منهم على أن يدفعوه صلى الله عليه وآله عن راحلته
إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل، فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة يسوقها
فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح، فالتفت فإذا قوم متلثمون،
فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا " انتهى، أقول: أخرجه أحمد من حديث أبي الطفيل
عامر بن واثلة. وفيه " قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك أمر مناديا ينادى: لا
يأخذن العقبة أحد، فان رسول الله صلى الله عليه وآله يسير وحده، فكان صلى الله عليه وآله يسير وحذيفة يقود به وعمار
يسوق به، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي صلى الله عليه وآله فرجع عمار فضرب وجوه
الرواحل، فقال النبي صلى الله عليه وآله لحذيفة: قدقد، فلحقه عمار فقال: سق سق حتى أناخ، فقال
لعمار: هل تعرف القوم فقال: لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل، فقال: أتدري
ما أرادوا برسول الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: أرادوا أن يمكروا برسول الله فطرحوه
من العقبة، فلما كان بعد ذلك وقع بين عمار وبين رجل منهم شئ مما يكون بين الناس
فقال: أنشدكم الله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا ان يمكروا برسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ترى
أنهم أربعة عشر، فان كنت فيهم فهم خمسة عشر ". وروى البزار والطبراني في الأوسط نحوه
وقال البزار روى من طريق حذيفة وهذا أحسنها وأصلحها اسنادا. وروى ابن إسحاق
في المغازي ومن طريقه البيهقي في الدلائل عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البحتري
عن حذيفة بن اليمان نحوا مما مر - وراجع مجمع الزوائد ج 6 ص 195.
499

أبواب الخمسة عشر
إذا عملت الأمة خمس عشرة خصلة حل بها البلاء
1 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدثنا محمد بن عبد الله
البزاز قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار قال: حدثنا أبو الربيع سليمان
ابن داود قال: حدثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن الحنفية، عن
علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة
حل بها البلاء، قيل: يا رسول الله وما هي؟ قال: إذا كانت المغانم دولا (1)، و
الأمانة مغنما (2)، والزكاة مغرما (3)، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر
صديقه، وجفا أباه، وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرمه القوم مخافة شره، وارتفعت

(1) " دولا " - بكسر ففتح -: جمع دولة بالضم والفتح اسم لكل ما يتداول من المال
يعنى إذا كان الأغنياء وأرباب المناصب يستأثرون بأموال الفيئ ويمنعون الضعفة والفقراء
قهرا وغلبة.
(2) أي غنيمة يذهبون بها ويغتنمونها.
(3) أي يشق عليهم أداؤها ويعدون اخراجها غرامة يغرمونها ومصيبة يصابونها.
500

الأصوات في المساجد (1)، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات (2) وضربوا بالمعازف
ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك الريح الحمراء أو الخسف أو المسخ (3).
2 - حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر قال: حدثنا
أبو يحيى البزاز النيسابوري فيما أجازه لنا قال: حدثنا محمد بن حسام بن عمران
البلخي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد
عن محمد بن علي، عن أبيه (4) علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إذا عملت أمتي خمسة عشر خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا
كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه
وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم
وضربوا بالمعازف، ولعن آخر الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا
أو مسخا.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: يعني بقوله ولعن آخر هذه الأمة أولها
الخوارج الذين يلعنون أمير المؤمنين عليه السلام وهو أول الأمة إيمانا بالله عز وجل و
برسوله صلى الله عليه وآله.
يؤدب الصبي على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ست عشرة سنة
3 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي
رضي الله عنه قال: حدثنا أبي علي بن الحسن، عن أبيه الحسن بن علي بن -

(1) يعنى بالخصومات أو بالبيع والشراء ونحوها مما نهى عنه في المساجد.
(2) أي اتخذوا الناس المغنيات، والمعازف - بمهملة وزاي مكسورة - أي الدفوف
والملاهي كالعود والطنبور.
(3) تمسك به بعض بان الخسف والمسخ قد يكونان في هذه الأمة كما كان في الأمم
الماضية وزعم أن مسخها إنما يكون بالقلوب لا بالصور.
(4) أخرجه الترمذي في أبواب الفتن عن صالح بن عبد الله عن فرج عن يحيى بن
محمد بن عمر بن علي، عن علي عليه السلام.
501

عبد الله بن المغيرة الكوفي: عن العباس بن عامر القصباني (1) عمن ذكره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤدب الصبي على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ست
عشرة سنة.
التكبير في أيام التشريق بمنى في دبر خمس عشرة صلاة
4 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى
عن حريز بن عبد الله، عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: التكبير أيام
التشريق في دبر الصلوات، قال: التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة وبالأمصار في دبر
عشر صلوات أول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر تقول: " الله أكبر، الله أكبر،
لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر، على ما هدانا، والله
أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام " وإنما جعل في سائر الأمصار في دبر عشر صلوات
التكبير أنه إذا نفر الناس في النفر الأول أمسك أهل الأمصار، عن التكبير وكبر أهل
منى ما داموا بمنى إلى النفر الأخير.
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين
ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، وفضالة، عن معاوية
ابن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التكبير أيام التشريق لأهل الأمصار، فقال:
يوم النحر صلاة الظهر إلى انقضاء عشر صلوات، ولأهل منى في خمس عشرة صلاة،
فإن أقام إلى الظهر والعصر كبر.
ثواب من صام خمسة عشر يوما من رجب
6 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن -

(1) قال النجاشي: " عباس بن عامر بن رباح أبو الفضل الثقفي القصباني - بالقاف
والصاد المهملة - الشيخ الصدوق الثقة كثير الحديث له كتب أخبرنا بها -: الخ ".
502

أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن كثير النواء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من كان معه أن يصوموا ذلك
اليوم، وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت النار عنه مسيرة [عشيرة] سنة، فمن صام سبعة
أيام أغلقت عنه أبواب النيران السبعة، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنان
الثمانية (1) ومن صام خمسة عشر يوما أعطي مسألته، ومن زاد زاده الله عز وجل.
حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن الحسين بن -
عبد العزيز بن المهتدي، عن سيف بن المبارك بن يزيد مولى أبي الحسن موسى عليه السلام
عن أبيه المبارك، عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن نوحا ركب السفينة أول يوم من
رجب، وذكر الحديث مثله سواء، وقد أخرجت ما رويته في ثواب صوم رجب في
كتاب فضائل رجب.
السنة في النورة في كل خمسة عشر يوما
7 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السنة في النورة في كل خمسة عشر يوما، فمن أتت عليه
إحدى وعشرين يوما فليستدين على الله عز وجل وليتنور، ومن أتت عليه أربعون
يوما ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة (2).

(1) هذا الحديث الشريف أخرجه أبو يعلى في مسنده بتقديم وتأخير وفيه " ومن صام
منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا الا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء
قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله " واعلم أن محدثي العامة وأرباب
صحاحهم لهم يعقدوا في كتبهم بابا لفضل صوم رجب ولم يخرجوا حديثا في فضله غير ما عن أبي
يعلى كما في الزوائد، نعم اخرج ابن ماجة بسند ضعيف عندهم حديثا عن ابن عباس قال: " ان النبي
صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب " ولعل السر في ذلك رعاية رأى الخليفة وقد روى الطبراني
في الأوسط باسناده عن خرشة بن الحر قال " رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجال
في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام ويقول: " رجب وما رجب إنما رجب شهر كان يعظمه
أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك " وما أدرى ما يفعل الخليفة بالآية الشريفة حيث يقول:
" - منها أربعة حرم ".
(2) يدل على كراهية شديدة.
503

أبواب الستة عشر
من حق العالم ست عشرة خصلة
1 - حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي في مسجده
بالكوفة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم القطفاني قال: حدثنا جعفر بن محمد بن هشام
الوراق قال: حدثنا علي بن محمد السدوسي الفقيه قال: حدثنا الحسين بن علوان،
عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي
ابن أبي طالب عليهم السلام قال: إن من حق العالم أن لا تكثر السؤال عليه، ولا تسبقه في
الجواب، ولا تلح عليه إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشير إليه بيدك،
ولا تغمزه بعينك، ولا تساره في مجلسه، ولا تطلب عوراته، وأن لا تقول: قال فلان
خلاف قولك، ولا تفشي له سرا، ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تحفظ له شاهدا وغائبا، و
أن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه، وإن كانت له حاجة سبقت
القوم إلى خدمته، ولا تمل من طول صحبته فإنما هو مثل النخلة، فانتظر متى
تسقط عليك منها منفعة. والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات
العالم انثلم في الاسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم ليشيعه سبعون
ألف ملك من مقربي السماء.
ست عشرة خصلة تورث الفقر وسبع عشرة خصلة تزيد في الرزق
2 - حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي -
القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي قال: حدثنا أبو زياد محمد بن زياد البصري قال:
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن المدني (1) قال: حدثنا ثابت بن أبي صفية الثمالي،
عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام يقول: ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث

(1) عده الشيخ - رحمه الله - في رجاله من أصحاب السجاد عليه السلام واحتمل العلامة
المامقاني اتحاده مع عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري المدني. وفى النسخ " المدائني ".
504

الفقر، والاكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل بالطرفاء يورث الفقر، والتمشط
من قيام يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة تورث
الفقر، والزنا تورث الفقر، وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشائين يورث
الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر،
وقطيعة الرحم يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلى الغناء
يورث الفقر، ورد السائل الذكر بالليل يورث الفقر.
ثم قال عليه السلام: ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق قالوا: بلى يا أمير المؤمنين
فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في
الرزق، وصلة الرحم تزيد في الرزق، وكسح الفنا (1) يزيد في الرزق، ومواساة الأخ
في الله عز وجل يزيد في الرزق، والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق، والاستغفار
يزيد في الرزق، واستعمال الأمانة يزيد في الرزق، وقول الحق يزيد في الرزق،
وإجابة المؤذن يزيد في الرزق، وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق، وترك
الحرص يزيد في الرزق، وشكر المنعم يزيد في الرزق، واجتناب اليمين الكاذبة يزيد
في الرزق، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد
في الرزق، ومن سبح الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من
البلاء أيسرها الفقر.
ست عشرة خصلة من الحكم
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس
جميعا قالا: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي، عن محمد بن الحسين بن زيد الزيات
عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف الخفاف، عن
الأصبغ بن نباتة قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: الصدق أمانة، والكذب خيانة،
والأدب رئاسة، والحزم كياسة، والشرف متواة، والقصد مثراة (2)، والحرص مفقرة،

(1) الفناء - بالكسر -: الساحة أمام البيت.
(2) المتواة ما يوجب التوى وهي الخسارة والضياع، والمثراة ما يسبب الغنى والثروة.
505

والدناءة، محقرة، والسخاء قربة، واللؤم غربة، والرقة استكانة، والعجز مهانة،
والهوى ميل، والوفاء كيل، والعجب هلاك، والصبر ملاك.
ستة عشر صنفا من أمة محمد صلى الله عليه وآله لا يحبون أهل بيته
ويبغضونهم ويعادونهم
4 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن موسى رضي -
الله عنهما قالا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو بكر بكر بن -
عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن
الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال بكر بن عبد الله بن حبيب: وحدثني عبد الله
ابن محمد بن ناطويه قال: حدثنا علي بن عبد المؤمن الزعفراني الكوفي (1) قال: حدثنا
مسلم بن خالد الزنجي قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام. قال:
بكر بن عبد الله بن حبيب: وحدثني الحسن بن سنان قال: حدثني أبي، عن محمد بن -
خالد البرقي، عن مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قالوا كلهم: ثلاثة عشر، و
قال تميم: ستة عشر صنفا من أمة جدي صلى الله عليه وآله لا يحبوننا، ولا يحببوننا إلى الناس،
ويبغضوننا ولا يتولننا، ويخذلوننا ويخذلون الناس عنا، فهم أعداؤنا حقا لهم نار جهنم
ولهم عذاب الحريق قال: قلت: بينهم لي يا ابن رسول الله (2) وقاك الله شرهم، قال:
الزائد في خلقه فلا ترى أحدا من الناس في خلقه زيادة إلا وجدته لنا مناصبا، ولم تجده
لنا مواليا، والناقص الخلق من الرجال، فلا ترى لله عز وجل خلقا ناقصة الخلقة إلا
وجدت في قلبه علينا غلا. والأعور باليمين للولادة، فلا ترى لله خلقا ولد أعور اليمين
إلا كان لنا محاربا، ولأعدائنا مسالما. والغربيب من الرجال، فلا ترى لله عز وجل
خلقا غربيبا - وهو الذي، قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب -
إلا كان علينا مؤلبا (3) ولأعدائنا مكاثرا. والحلكوك (4) من الرجال، فلا ترى

(1) عنونه الخطيب في التاريخ ج 12 ص 20.
(2) في بعض النسخ " يا أبه ".
(3) أي يجمع الناس علينا بالعداوة والظلم.
(4) الحلكوك - بالضم والفتح -: الشديد السواد.
506

منهم أحدا إلا كان لنا شتاما ولأعدائنا مداحا. والأقرع من الرجال، فلا ترى رجلا
به قرع إلا وجدته همازا لمازا مشاء بالنميمة علينا. [والمفصص بالخضرة (1) من الرجال
فلا ترى منهم أحدا - وهم كثيرون - إلا وجدته يلقانا بوجهه ويستدبرنا بآخر يبتغي
لنا الغوائل. والمنبوذ من الرجال (2)، فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته لنا عدوا مضلا
مبينا] (3) والأبرص من الرجال فلا تلقى منهم أحدا إلا وجدته يرصد لنا المراصد،
ويقعد لنا ولشيعتنا مقعدا ليضلنا بزعمه عن سواء السبيل. والمجذوم وهم حصب جهنم
هم لها واردون، والمنكوح فلا ترى منهم أحدا إلا وجدته يتغنى بهجائنا ويؤلب علينا.
وأهل مدينة تدعى سجستان هم لنا أهل عداوة ونصب وهم شر الخلق والخليقة، عليهم
من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون. وأهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله
وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله جهادا، و
مالهم مغنما، فلهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والآخرة ولهم عذاب مقيم. وأهل
مدينة تدعى الموصل هم شر من على وجه الأرض. وأهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر
الزمان يستشفون بدمائنا ويتقربون ببغضنا، يوالون في عداوتنا ويرون حربنا فرضا
وقتالنا حتما، يا بني فاحذر هؤلاء، ثم احذرهم، فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من
أهلك إلا هموا بقتله (4) واللفظ لتميم من أول الحديث إلى آخره.

(1) المفصص بالخضرة هو الذي يكون عينه أزرق كالفص وقد مر بيانه في ص 224
في ذيل الحديث 56 والفص أيضا حدقة العين
(2) المراد بالمنبوذ: ولد الزنا.
(3) الجملة الواقعة بين القوسين ليست في بعض النسخ ولا في المطبوعة منها، ولعل
بدونها على رواية غير تميم ومعها على رواية تميم.
(4) لعل سقط واحد من الستة عشر من النساخ أو الرواة: واما الخبر بالنسبة إلى بعض
هؤلاء الافراد فيحمل على الغالب لا العموم، وبالنسبة على البلاد فيحمل على بيان حال ساكنيها في
تلك الأزمان لا إلى يوم القيامة، هذا على فرض صحة صدوره والا فبكر بن عبد الله بن حبيب المزني
ضعيف وذمه جماعة وقال النجاشي: يعرف وينكر، وعبد الله بن محمد بن ناطويه لم يعرف.
507

باب السبعة عشر
الغسل في سبعة عشر موطنا
1 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه
عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله قال: قال محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام:
الغسل في سبعة عشر موطنا: ليلة سبع عشرة من شهر رمضان وهي ليلة التقاء الجمعين ليلة
بدر، وليلة تسع عشر، وفيها يكتب الوفد وفد السنة، وليلة إحدى وعشرين وهي
الليلة التي مات فيها أوصياء النبيين عليهم السلام، وفيها رفع عيسى بن مريم، وقبض موسى
عليهما السلام، وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر - وقال عبد الرحمن بن أبي
عبد الله البصري: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اغتسل في ليلة أربعة وعشرين ما عليك أن
تعمل في الليلتين جميعا، رجع الحديث إلى محمد بن مسلم في الغسل - ويوم العيدين، وإذا
دخلت الحرمين، ويوم تحرم، ويوم الزيارة، ويوم تدخل البيت، ويوم التروية، ويوم
عرفة، وغسل الميت، وإذا غسلت ميتا وكفنته أو مسسته بعد ما يبرد، ويوم الجمعة،
وغسل الكسوف إذا احترق القرص كله فاستيقظت ولم تصل فاغتسل واقض الصلاة (1).

(1) ذكر الفقهاء رضوان الله عليهم في صلاة الكسوفين إذا احترق القرص وتركها
عمدا أنه يستحب أن يغتسل ويقضيها عملا بهذه الرواية وأمثالها.
508

باب الثمانية عشر
لأمير المؤمنين عليه السلام ثماني عشرة منقبة
1 - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي ببلخ قال: أخبرنا
جدي قال: حدثنا محمد بن غفار قال: حدثنا عبد الله بن صالح المقرئ (1)، قال: حدثنا
إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن مجاهد، عن عبد الله بن شداد بن الهاد (2)، عن
ابن عباس قال: كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة لو لم يكن له إلا واحدة لنجا
ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة (3) لم تكن لاحد من هذه الأمة.
ما وبخ الله عز وجل به ابن ثمان وعشرة سنة
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن -
أبي عبد الله البرقي باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " أو لم
نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " (4) قال: توبيخ لابن ثمان عشرة سنة.

(1) هو عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرئ المتوفى 211 من
ثقات أئمة أهل الكوفة له ترجمة وافية في تاريخ الخطيب ج 9 ص 477، يروى عن إسرائيل
ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني وهو ثقة أيضا وله ترجمة ضافية أيضا في تاريخ
بغداد ج 7 ص 20. وأما محمد بن غفار فلم أجد من ذكره.
(2) هو عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي أبو الوليد المدني كانت أمه سلمى بنت عميس
الخثعمية أخت أسماء وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا، كما في التهذيب.
(3) في بعض النسخ " ثلاث عشرة منقبة ".
(4) فاطر: 37.
509

أبواب التسعة عشر
تسعة عشر حرفا فيها فرج للداعي بهن من الآفات
1 - حدثنا أبو أحمد هانئ بن محمود بن هانئ العبدي قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن القادري قال: حدثنا أبو محمد عبدوس بن محمد
البلغا شاذي قال: حدثنا منصور بن أسد قال: حدثنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا
إسحاق بن يحيى (1) عن خصيف بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
قال: أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فسأله شيئا فقال له النبي صلى الله عليه وآله:
يا علي والذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل ولا كثير ولكني أعلمك شيئا أتاني
به جبرئيل خليلي، فقال: يا محمد هذه هدية لك من عند الله عز وجل أكرمك الله بها
لم يعطها أحدا قبلك من الأنبياء وهي تسعة عشر حرفا لا يدعو بهن ملهوف ولا مكروب
ولا محزون ولا مغموم، ولا عند سرق ولا حرق، ولا يقولهن عبد يخاف سلطانا إلا
فرج الله عنه وهي تسعة عشر حرفا أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل، وأربعة منها
مكتوبة على جبهة ميكائيل، وأربعة منها مكتوبة حول العرش، وأربعة منها مكتوبة
على جبهة جبرئيل، وثلاثة منها حيث شاء الله، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: كيف
ندعو بهن يا رسول الله؟ قال: قل: " يا عماد من لا عماد له، ويا ذخر من لا ذخر له،
ويا سند من سند له، ويا حرز من لا حرز له، ويا غياث من لا غياث له، ويا كريم
العفو، ويا حسن البلاء، ويا عظيم الرجاء، ويا عون الضعفاء، ويا منقذ الغرقى،
ويا منجى الهلكى، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد -
الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودوي الماء، وحفيف الشجر،
يا الله يا الله يا الله، أنت وحدك لا شريك لك - ثم تقول -: اللهم افعل بي - كذا و

(1) رجال السند إلى هنا غير معنونين من كتب التراجم أو مجهولون والباقي معروفون
معنونون في التقريب والتهذيب وغيرهما وخصيف بن عبد الرحمن - بالخاء المعجمة
والصاد المهملة آخره فاء - قال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.
510

كذا - " فإنك لا تقوم من مجلسك حتى تستجاب لك إن شاء الله. قال أحمد بن عبد الله:
قال أبو صالح: لا تعلموا السفهاء ذلك.
وضع عن النساء تسعة عشر شيئا
2 - حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن -
الحسين قال: حدثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح
التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبو مالك،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال في وصيته له: يا علي ليس على النساء جمعة ولا جماعة، ولا أذان، ولا
إقامة، ولا عيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولا هرولة بين الصفا والمروة، ولا
استلام الحجر، ولا حلق، ولا تولي القضاء، ولا تستشار، ولا تذبح إلا عند الضرورة،
ولا تجهر بالتلبية، ولا تقيم عند قبر، ولا تسمع الخطبة، ولا تتولى التزويج،
ولا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبرئيل
وميكائيل ولا تعطى من بيت زوجها شيئا إلا بإذنه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط
وإن كان ظالما لها.
ذكر تسع عشرة مسألة
سأل عنها الصادق عليه السلام الطبيب الهندي في مجلس المنصور فلم يعلمها
وأخبره الصادق عليه السلام بجوابها
3 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال:
حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا عباد بن صهيب، عن أبيه، عن
جده، عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام
مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام ينصت لقراءته فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله: أتريد مما
معي شيئا؟ قال: لا، فإن ما معي خير مما معك، قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار
511

بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الامر كله
إلى الله عز وجل، وأستعمل ما قاله رسوله صلى الله عليه وآله وأعلم أن المعدة بيت الداء والحمية
هي الدواء، وأعود البدن ما اعتاد، فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا، فقال
الصادق عليه السلام: أفتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم، قال: لا والله ما أخذت إلا عن
الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: بل أنا، قال الصادق عليه السلام:
فأسألك شيئا؟ قال: سل، قال عليه السلام: أخبرني يا هندي لم كان في الرأس شؤون؟ (1)
قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟ قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الجبهة
من الشعر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ قال: لا أعلم، قال:
فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين
قال: لا أعلم، قال: فلم جعل الانف فيما بينهما؟ قال: لا أعلم قال: ولم كان ثقب
الانف في أسفله، قال: لا أعلم، قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟ قال:
لا أعلم، قال: فلم احتد السن وعرض الضرس وطال الناب؟ قال: لا أعلم، قال: فلم
جعلت اللحية للرجال؟ قال: لا أعلم، قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال: لا أعلم
قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كان القلب كحب
الصنوبر؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الرية قطعتين وجعل حركتها في موضعها؟
قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم، قال: فلم كانت الكلية
كحب اللوبيا؟ قال: لا أعلم، قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟ قال: لا أعلم
قال: فلم تخصرت القدمان؟ قال: لا أعلم.
فقال الصادق عليه السلام: لكني أعلم، قال: فأجب فقال الصادق عليه السلام: كان في الرأس
شؤون لأنه المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان
الصداع منه أبعد، وجعل شعر من فوقه ليوصل بوصوله الادهان إلى الدماغ (2)،

(1) الشؤون: ملتقى قبائل الرأس.
(2) أي بسبب وصول الشعر إلى الدماغ تصل إليه الادهان، وقال العلامة المجلسي
بعد هذا البيان: لعل كان بدله " بأصوله " لمقابلة قوله: " بأطرافه ".
512

ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من
الشعر لأنها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق
الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الانسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي
تحبس المياه، وجعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر الكفاية،
ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه
وجعل الانف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء، وكانت العين كاللوزة
ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى
فيها الميل، وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء، وجعل ثقب الانف في أسفله
لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيه الأراييح إلى المشام ولو كان على
أعلاه لما أنزل داء، ولا وجد رائحة، وجعل الشارب والشفة فوق الفم ليحتبس ما ينزل
من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص على الانسان طعامه (2) وشرابه فيميطه عن نفسه،
وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر (3) ويعلم بها الذكر من
الأنثى، وجعل السن حادا لان به يقع المضغ، وجعل الضرس عريضا لان به
يقع الطحن والمضغ، وكان الناب طويلا ليسند الأضراس (4) والأسنان كالأسطوانة
في البناء، وخلا الكفان من الشعر لان بهما يقع اللمس فلو كان فيهما شعر ما درى
الانسان ما يقابله ويلمسه، وخلا الشعر والظفر من الحياة لان طولهما سمج (5) و

(1) الأسارير جمع السرر واحد أسرار الكف والجبهة وهي خطوطها.
(2) أي لئلا يتكدر على الانسان طعامه وشرابه.
(3) " في المنظر " متعلق بقوله " يستغنى " أي ليستغني في النظر بسبب اللحية عن
كشف العورة لاستعلام كونه ذكرا أو أنثى. (البحار).
(4) قال العلامة المجلسي (ره) لعل ذلك لكونه طويلا يمنع وقوع الأسنان بعضها على
بعض في بعض الأحوال كما أن الأسطوانة تمنع وقوع السقف، أو لكونه أقوى وأثبت من سائر
الأسنان فيحفظ سائرها بالالتصاق به. وفى بعض النسخ " ليشتد الأضراس ".
(5) في نسخة " لان طولهما وسخ " وفى العلل " لان طولهما وسخ يقبح ".
513

قصهما حسن، فلو كان فيهما حياة لألم الانسان بقصهما، وكان القلب كحب الصنوبر
لأنه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرية فتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ
بحره (1) وجعلت الرية قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها، وكان
الكبد حدباء ليثقل المعدة ويقع جميعا عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار، وجعلت
الكلية كحب اللوبيا لان عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة احتبست
النقطة (2) الأولى إلى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي، إذ المني ينزل من قفار الظهر
إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس
وجعل طي الركبة إلى خلف لان الانسان يمشي إلى بين يديه فيعتدل الحركات و
لولا ذلك لسقط في المشي (3) وجعلت القدم مخصرة لان المشي إذا وقع على الأرض
جميعه ثقل كثقل حجر الرحى، فإذا كان على حرفه رفعه الصبي وإذا وقع على وجهه
صعب نقله على الرجل.
فقال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال عليه السلام: أخذته عن آبائي عليهم السلام
عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد
والأرواح، فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وعبده، وأنك أعلم أهل زمانك.

(1) في القاموس: شاط السمن إذا نضج حتى يحترق.
(2) كذا في البحار، وفى بعض النسخ " احتبست النطفة ".
(3) لعل المعنى أن الانسان يميل في المشي إلى قدامه بأعالي بدنه وإنما ينحنى
أعاليه إلى هذه الجهة كحالة الركوع مثلا، فلو كان طي الركبة من قدامه أيضا لكان يقع
على وجهه، فجعلت الأعالي مايلة إلى القدام والأسافل مايلة إلى الخلف لتعتدل الحركات فلا
يقع في المشي ولا في الركوع وأمثالهما، فقوله: " يمشى إلى ما بين يديه " أي مايلا ما بين
يديه (البحار).
514

أبواب العشرين
وما فوقه
في حب أهل البيت عليهم السلام عشرون خصلة
1 - حدثنا محمد بن الفضل بن زيدويه الجلاب الهمداني بهمدان قال: حدثنا
إبراهيم بن عمروس الهمداني (1) قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل، عن سعيد بن الحكم
عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة (2)، عن أبي سعد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب
خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرون
خصلة، عشر منها في الدنيا وعشر منها في الآخرة، أما التي في الدنيا فالزهد والحرص
على العمل، والورع في الدين، والرغبة في العبادة، والتوبة قبل الموت، والنشاط في
قيام الليل، واليأس مما في أيدي الناس، والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل، والتاسعة
بغض الدنيا، والعاشرة السخا، وأما التي في الآخرة فلا ينشر له ديوان، ولا ينصب له
ميزان، ويعطى كتابه بيمينه، ويكتب له براءة من النار، ويبيض وجهه، ويكسى
من حلل الجنة، ويشفع في مائة من أهل بيته، وينظر الله عز وجل إليه بالرحمة
ويتوج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي (3).

(1) لم أظفر به. والحسن بن إسماعيل هو أبو سعيد المصيصي ثقة، وسعيد بن الحكم
هو ابن أبي مريم الجمحي وثقه أبو حاتم.
(2) هو أبو سلمة بن عبد الرحمن. اسمه عبد الله وقيل إسماعيل ثقة مكثر، يروى عنه
يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليماني وهو ثقة ثبت، وقد يرسل عن الحكم
ابن مينا وعروة بن الزبير وأبى امامة وغيرهم وطعنوا عليه في ذلك.
(3) جاء مضمون هذا الخبر الشريف في كثير من الاخبار من طرق العامة والخاصة،
لكن لا يغرنك الشيطان فتجعل نفسك في عداد محبيهم ومواليهم عليهم السلام فان الولاية مقام
لا ينال بالآماني، واجعل قول الباقر عليه السلام نصب عينيك حيث يقول: " من كان لله مطيعا فهو
لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا الا بالعمل والورع ".
515

للمؤمن على الله عز وجل عشرون خصلة
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي -
عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني علي بن الحسين
ابن عبيد الله اليشكري قال: حدثني محمد بن المثنى الحضرمي، عن عثمان بن زيد، عن
جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: للمؤمن على الله عز وجل عشرون خصلة
يفي له بها، على الله تبارك وتعالى أن لا يفتنه ولا يضله، وله على الله أن لا يعريه ولا
يجوعه، وله على الله أن لا يشمت به عدوه، وله على الله أن لا يخذله ويعزله، وله على الله
أن لا يهتك ستره، وله على الله أن لا يميته غرقا ولا حرقا، وله على الله أن لا يقع على
شئ ولا يقع عليه شئ، وله على الله أن يقيه مكر الماكرين، وله على الله أن يعيذه من
سطوات الجبارين، وله على الله أن يجعله معنا في الدنيا والآخرة، وله على الله أن لا يسلط
عليه من الأدواء ما يشين خلقته، وله على الله أن يعيذه من البرص والجذام وله على الله
أن لا يميته على كبيرة، وله على الله أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتى يحدث توبة،
وله على الله أن لا يحجب عنه معرفته بحجته، وله على الله أن لا يعزز في قلبه
الباطل، وله على الله أن يحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه، وله على الله
أن يوفقه لكل خير، وله على الله أن لا يسلط عليه عدوه فيذله، وله على الله أن
يختم له بالأمن والايمان ويجعله معنا في الرفيق الاعلى. هذه شرائط الله عز وجل
للمؤمنين.
ثواب من حج عشرين حجة
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا محمد بن يحيى المعاذي، عن محمد بن خالد
الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
من حج عشرين حجة لم ير جهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها.
516

ذكر ثلاث وعشرين خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين
زين العابدين عليهما السلام
4 - حدثنا المظفر بن جعفر [بن المظفر] بن العلوي (1) السمرقندي - رضي الله عنه -
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي قال: حدثني أبي، عن محمد بن زياد الأزدي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه
حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام
يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام كانت له خمس مائة
نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان
قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية
الله عز وجل، وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا، ولقد صلى ذات
يوم فسقط الرداء عن إحدى منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه
عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما
أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا فقال: كلا إن الله عز وجل متمم ذلك
بالنوافل، وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر
من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا
فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما
توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهما السلام، ولما وضع عليه السلام
على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى
منازل الفقراء والمساكين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فعرض له سائل
فتعلق بالمطرف فمضى وتركه، وكان يشتري الخز في الشتاء، فإذا جاء الصيف باعه
فتصدق بثمنه، ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم

(1) قد مر هذا السند في ص 343 وفيه " العمرى " وكلاهما صحيح لأن الظاهر هو
من أولاد محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
517

أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا
سعداء (1) ولقد كان عليه السلام يأبى أن يؤاكل أمه (2) فقيل له: يا ابن رسول الله أنت
أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل أمك؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي
إلى ما سبقت عينها إليه، ولقد قال له عليه السلام رجل: يا ابن رسول الله إني لأحبك
في الله حبا شديدا فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أحب لك وأنت لي مبغض، ولقد
حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها
السباع، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري،
فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهى ذات يوم
إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين
فغفر الله لكم، فكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من
الأرض إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء
المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمني (3) والمساكين
الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان له منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه
وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله، ولقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفتات
من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلما مات دفنت معه، ولقد كان بكى
على أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له
مولى له: يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن تنقضي؟! فقال له: ويحك إن يعقوب
النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة
بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيا في

(1) في بعض النسخ " أن يكون سعيدا ".
(2) المشهور أن أمه عليه السلام مات في أيام نفاسه فلعل المراد بالام ظئره أو من تقوم
مقام أمه.
(3) الزمنى - كسكرى - جمع الزمين أي المصاب بالزمانة.
518

الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف
ينقضي حزني (1).
ما جاء في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين
من شهر رمضان
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن فضيل بن يسار، قال: كان أبو جعفر عليه السلام
إذا كانت ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين أخذ في الدعاء حتى يزول الليل فإذا
زال الليل صلى.
6 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين
ابن الحسن بن أبان، عن الحسن بن سعيد، عن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن
عليه السلام: صل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة، تقرأ في كل ركعة
" الحمد " مرة، و " قل هو الله أحد " عشر مرات.
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن رفاعة، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها.
واتفق مشايخنا رضي الله عنهم على أنها ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان
والغسل فيها من أول الليل وهو يجزي إلى آخره.
8 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته، عن ليلة القدر فقال: التمسها ليلة إحدى وعشرين وليلة
ثلاث وعشرين.

(1) جل هذه الخصال التي وصف بها عليه السلام مروي من طرق العامة مع زيادة مسندا
إلى رجال أكثرهم صحاح، راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ج 3 ص 133 إلى 145.
519

النهى عن أربع وعشرين خصلة
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم
عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن حفص البصري، عن عبد الله بن الحسين
ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
عن أبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل كره لكم أيتها
الأمة أربعا وعشرين خصلة، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة، وكره المن
في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلع في الدور، وكره النظر إلى
فروج النساء وقال: يورث العمى، وكره الكلام عند الجماع وقال: يورث الخرس
يعني في الولد، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة،
وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول
الأنهار إلا بمئزر وقال: في الأنهار عمار وسكان من الملائكة، وكره دخول الحمامات
إلا بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضي الصلاة، و
كره ركوب البحر في هيجانه، وكره النوم في سطح ليس بمحجر، وقال: من نام على
سطح غير ذي محجر فقد برئت منه الذمة (1)، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده،
وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض (2) فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو
أبرص فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يغشى الرجل امرأته وقد احتلم حتى يغتسل
من احتلامه الذي رأى، فان فعل فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن
يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبين المجذوم قدر ذراع، وقال: فر من

(1) راجع الكافي ج 6 ص 530 باب تحجير السطوح ومن جملة أخباره " عن الصادق
عليه السلام في السطح يبات عليه وهو غير محجر؟ قال: يجزيه أن يكون مقدار ارتفاع الحائط
ذراعين ".
(2) الكراهة هنا يحمل على الحرمة لما في غيره من الاخبار.
520

المجذوم فرارك من الأسد (1)، وكره البول على شط نهر جاري، وكره أن يحدث
الرجل تحت شجرة قد أينعت يعني أثمرت، وكره أن يتنعل الرجل وهو
قائم، وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه نار، وكره النفخ
في موضع الصلاة.
صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة
10 - أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد الفقيه ببلخ فيما أجازه لي قال: حدثنا
أبو حرب قال: حدثنا محمد بن أحيد، عن ابن أبي عيسى الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم
محمد بن إبراهيم (2) قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثنا الليث، عن ابن الهاد (3)، عن
عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: صلاة الجماعة
أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة.
وقال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي: لصلاة الرجل في جماعة على صلاة الرجل
وحده خمس وعشرين درجة في الجنة.

(1) هذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وآله " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة " لان المراد به نفى ما يعتقدونه
من أن تلك العلل المعدية مؤثرة بنفسها مستقلة في التأثير، فأعلمهم صلى الله عليه وآله أن الامر ليس كذلك
وإنما هو بمشيئة الله تعالى وفعله والحاصل أن العدوي ليست علة تامة وقضية كلية بل قضية
مهملة وعلة ناقصة قد يتخلف، ولا يدعى الأطباء كليتها كما قاله استاذنا الشعراني.
(2) محمد بن إبراهيم هو البوشنجي أبو عبد الله الفقيه الأديب ذكره ابن حبان في الثقات،
واما أبو حرب ومحمد بن أحيد وابن أبي عيسى الحافظ فلم أجدهم وفى بعض النسخ " محمد
ابن أحمد ". والخبر رواه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 208 باسناده عن عطاء بن يزيد عن أبي
سعيد بزيادة.
(3) هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ذكره ابن حبان في الثقات يروى عن
عبد الله بن خباب الأنصاري النجاري مولاهم وثقه النسائي وأبو حاتم. وروى عنه ليث بن سعد بن
عبد الرحمن الفهمي وهو ثقة يروى عنه يحيى بن عبد الله بن بكير وقال ابن حجر: ثقة في الليث.
521

في الصلاة تسع وعشرون خصلة
11 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم، قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثنا
جعفر (1)، عن أبان الأحمر قال: حدثنا الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن
أبيه، عن ضمرة بن حبيب، قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فقال عليه السلام: الصلاة
من شرايع الدين، وفيها مرضات الرب عز وجل، وهي منهاج الأنبياء، وللمصلي
حب الملائكة، وهدى وإيمان، ونور المعرفة، وبركة في الرزق، وراحة للبدن،
وكراهة للشيطان، وسلاح على الكافر، وإجابة للدعاء، وقبول للأعمال، وزاد للمؤمن
من الدنيا إلى الآخرة، وشفيع بينه وبين ملك الموت، وأنس في قبره، وفراش تحت
جنبه، وجواب لمنكر ونكير، وتكون صلاة العبد عند المحشر تاجا على رأسه ونورا
على وجهه، ولباسا على بدنه، وسترا بينه وبين النار، وحجة بينه وبين الرب
جل جلاله، ونجاة لبدنه من النار، وجوازا على الصراط، ومفتاحا للجنة، و
مهورا لحور العين، وثمنا للجنة، بالصلاة يبلغ العبد إلى الدرجة العليا لان الصلاة
تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وتمجيد وتقديس وقول ودعوة.
في العلم تسع وعشرون خصلة
12 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد اليقطيني قال: حدثنا جماعة من أصحابنا رفعوه إلى أمير المؤمنين عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدراسته تسبيح، والبحث
عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال و
الحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، و
دليل على السراء والضراء، وسلاح على الأعداء، وزين للأخلاء، يرفع الله به أقواما

(1) يعنى جعفر بن سماعة وهو ثقة من أصحاب الكاظم عليه السلام وراويه المنذر بن محمد بن
سعيد بن الجهم القابوسي ثقة من أصحابنا كما في (صه وجش).
522

يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة
في خلتهم، يمسحونهم في صلاتهم بأجنحتهم، ويستغفر لهم كل شئ حتى حيتان البحور
وهوامها، وسباع البر وأنعامها، لان العلم حياة القلوب، ونور الابصار من العمى،
وقوة الأبدان من الضعف، ينزل الله حامله منازل الأخيار، ويمنحه مجالس الأبرار
في الدنيا والآخرة، بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويؤخذ، وبالعلم
توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم امام العمل والعمل تابعه،
يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء.
الخصال التي سأل عنها أبو ذر رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وآله
13 - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري المذكر قال:
حدثنا أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر قال: حدثنا أبو الحسن عمر
ابن حفص قال: حدثني أبو محمد عبيد الله بن محمد بن أسد ببغداد (1) قال: حدثنا الحسين
ابن إبراهيم أبو علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد البصري (2) قال: حدثني ابن جريج
عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو جالس في المسجد وحده، فاغتنمت خلوته فقال لي: يا أبا ذر
للمسجد تحية، قلت: وما تحيته؟ قال: ركعتان تركعهما، فقلت: يا رسول الله إنك
أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال: خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر، قلت:
يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فقال: إيمان بالله، وجهاد
في سبيله (3) قلت: فأي [وقت] الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي

(1) كذا في المعاني والبحار وفى بعض النسخ " عبد الله بن سعد بن أسد " ولم أجده.
وعمر بن حفص الظاهر هو الشيباني البصري، صدوق.
(2) هو يحيى بن سعيد بن فروخ القطان.
(3) زاد في المعاني " قلت: أي المؤمنين أكمل ايمانا؟ قال: أحسنهم خلقا، قلت:
وأي المؤمنين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده " وزاد في البحار على المعاني:
" قلت: وأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء ".
523

الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قلت: وأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل
إلى فقير ذي سن (1)، قلت: ما الصوم؟ قال: فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة، قلت:
فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها، قلت: فأي الجهاد أفضل
قال: من عقر جواده واهريق دمه، قلت: فأي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال: آية
الكرسي.
ثم قال: يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة،
وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة، قلت: يا رسول الله كم
النبيون؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟
قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جماء غفيراء (2) قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال: آدم، قلت:
وكان من الأنبياء مرسلا، قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه.
ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث وأخنوخ،
وهو إدريس عليهم السلام - وهو أول من خط بالقلم - ونوح عليه السلام. وأربعة من الأنبياء
من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك محمد. وأول نبي من بني إسرائيل موسى،
وآخرهم عيسى، وستمائة نبي، قلت: يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب؟ قال:
مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة،
وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان،

(1) في البحار " إلى فقير ذي سر " والجهد: الطاقة وأقل الرجل صار إلى القلة
وهي الفقر والهمزة للصيرورة، وربما يعبر بالقلة عن العدم فيقال: قليل الخير أي لا يكاد
يفعله.
(2) قال الجوهري: جاؤوا جماء غفيراء - ممدودا - والجماء الغفير، وجم الغفير
وجماء الغفير. أي جاؤوا بجماعتهم ولم يتخلف منهم أحد، وكانت فيهم كثرة. وقال:
الجماء الغفير اسم وليس بفعل الا أنه تنصب المصادر التي هي في معناه كقولك جاؤوني جميعا
وقاطبة وطرا وكافة، وأدخلوا فيه الألف واللام كما ادخلوا في قولهم: أوردها العراك أي
أوردها عراكا.
524

قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها وكان فيها " أيها
الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك
لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم
يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل،
وساعة يحاسب نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها
بحظ نفسه من الحلال، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب، و
توزيع لها (1)، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه،
فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه، وعلى العاقل أن يكون
طالبا لثلاث (2): مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم ". قلت: يا رسول الله
فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرانية كلها، وفيها " عجبت لمن أيقن بالموت
كيف يفرح، ولمن أيقن بالنار لم يضحك، ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن
إليها، ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب (3) ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل ". قلت: يا
رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال:
يا أبا ذر اقرأ " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا و
الآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " (4) قلت:
يا رسول الله: أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الامر كله، قلت: زدني
قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله كثيرا، فإنه ذكر لك في السماء، ونور

(1) الاستجمام: التفريح يقال: استجم قلبي بشئ من اللهو أي أنى لا جعل قلبي يتفكه
بشئ من اللهو. وقوله " وتوزيع لها " كذا في نسخ الخصال ولكن في معاني الأخبار ص 334
" وتفريغ لها ".
(2) في مجالس الشيخ الطوسي ج 2 ص 153 " أن يكون ظاعنا لثلاث ".
(3) أي يتعب نفسه بالجد والجهد، وفى بعض نسخ المعاني " لم يغضب " ولعله الأصح
(4) الاعلى: 14 - 19، وقوله " ان هذا " أي هذه الآيات.
525

لك في الأرض، قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشياطين، وعون
لك على أمر دينك، قلت: زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب و
يذهب بنور الوجه، قلت: يا رسول الله زدني، قال: انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر
إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، قلت: يا رسول الله زدني،
قال: صل قرابتك وإن قطعوك، (1) قلت: زدني، قال: أحب المساكين (2) ومجالستهم،
قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: زدني قال: لا تخف في الله لومة
لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد عليهم (3) فيما
تأتي [مثله].
ثم قال: كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل
من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه، ثم قال عليه السلام: لا عقل
كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق (4).

(1) من قوله " فإنه يميت القلب " إلى هنا ليس في معاني الأخبار.
(2) في المعاني " عليك بحب المساكين ".
(3) أي لا تغضب عليهم.
(3) رواه الشيخ - رحمة الله عليه - مرسلا في الأمالي ج 2 ص 152 ذيل حديث
طويل رواه مسندا من حديث أبي ذر - رحمه الله -. ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب
الغايات مختصرا كما في البحار.
526

أبواب الثلاثين
وما فوقه
للإمام عليه السلام ثلاثون علامة
1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن -
محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه (1)، عن أبي الحسن
علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: للامام علامات يكون أعلم الناس، وأحكم الناس،

(1) قال النجاشي - رحمة الله عليه -: علي بن الحسن بن علي بن فضال أبو الحسن
كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه، سمع
منه شيئا كثيرا، ولم يعثر له على زلة فيه، ولا ما يشينه، وقل ما روى عن ضعيف، وكان
فطحيا، ولم يرو عن أبيه شيئا، وقال: كنت أقابله وسني ثمان عشرة سنة بكتبه ولا أفهم إذ
ذاك الروايات ولا أستحل أن أرويها عنه. وروى عن أخويه عن أبيهما وذكر أحمد بن -
الحسين (يعنى ابن الغضائري) رحمه الله أنه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه وقال:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال
حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا عليه السلام ولا يعرف الكوفيون هذه النسخة
ولا رويت من غير هذا الطريق. وقد صنف كتبا كثيرة منها ما وقع إلينا، ثم عد الكتب - الخ.
وقال الفاضل المحقق التستري: ويمكن الجمع بان علي بن الحسن بن فضال كان لا يستحل ذلك
أولا واستحله أخيرا لان أباه كان يقابل معه كتبه وذلك يكفي في الرواية لأنها كالشهادة في
كون العبرة فيها وقت الأداء لا التحمل فعدم فهمه يومئذ غير مضر وحينئذ فالكوفيون رأوا قوله
الأول والقميون عمله الأخير. وقال الشهيد في موضع من المسالك في رواية " فيها قصور من حيث
السند لان في طريقها علي بن الحسن بن فضال وهو فطحي ". وعنونه ابن داود في قسم المجروحين
ولكن الشيخ (ره) قال في الفهرست: " علي بن الحسن بن فضال فطحي المذهب ثقة كوفي كثير العلم،
واسع الرواية والاخبار، جيد التصانيف غير معاند، وكان قريب الامر إلى أصحابنا الإمامية و
القائلين بالاثني عشر - اه ". أقول: ويحتمل على بعد سقوط " عن أخيه " من قلم النساخ في
النسخة التي رآها ابن الغضائري.
527

وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس،
ويولد مختونا، ويكون مطهرا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون
له ظل، وإذا وقع على الأرض من [بطن] أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادة،
ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدثا ويستوي عليه درع رسول الله
صلى الله عليه وآله، ولا يرى له بول ولا غائط لان الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما
يخرج منه، ويكون له رائحة أطيب من رائحة المسك، ويكون أولى الناس منهم
بأنفسهم وأشفق عليهم من آبائهم، وأمهاتهم، ويكون أشد الناس تواضعا لله عز وجل،
ويكون آخذ الناس بما يأمرهم به وأكف الناس عما ينهى عنه، ويكون دعاؤه مستجابا
حتى لو أنه دعا على صخرة لانشقت نصفين، ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله
وسيفه ذو الفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة وصحيفة فيها
أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة، ويكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون
ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر إهاب -
ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة
وثلث الجلدة، ويكون عند مصحف فاطمة عليها السلام.
2 - وفي حديث آخر إن الامام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عز وجل
عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه.
3 - وقال الصادق عليه السلام: يبسط لنا فنعلم، ويقبض عنا فلا نعلم، والامام
يولد ويلد، ويصح ويمرض، ويأكل ويشرب، ويبول ويتغوط، ويفرح ويحزن،
ويضحك ويبكي، ويموت ويقبر، ويزاد فيعلم، ودلالته في خصلتين: في العلم و
استجابة الدعوة، وكلما أخبر به من الحوادث التي تحدث قبل كونها كذلك بعهد
معهود إليه من رسول الله صلى الله عليه وآله توارثه من آبائه عليهم السلام.
وكون ذلك مما عهده إليه جبرئيل عن علام الغيوب، وجميع الأئمة الأحد عشر
بعد النبي صلى الله عليه وآله قتلوا، منهم بالسيف، وهو أمير المؤمنين والحسين عليهما السلام، والباقون
عليهم السلام قتلوا بالسم، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة، لا كما يقوله الغلاة
528

والمفوضة لعنهم الله بأنهم يقولون: إنهم لم يقتلوا على الحقيقة، وإنما شبه للناس
أمرهم، وكذبوا ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه على الناس إلا أمر عيسى
ابن مريم عليهما السلام وحده لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء والأرض،
ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه، وذلك قول الله عز وجل: " إذ قال الله يا عيسى
إني متوفيك ورافعك إلي " (1) وقال عز وجل حكاية عما يقول عيسى يوم القيامة " وكنت
عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل
شئ شهيد " (2) ويقول المتجاوزون للحد في أمر الأئمة عليهم السلام: إنه إن
جاز أن يشبه أمر عيسى للناس، فلم لا يجوز أن يشبه أمرهم أيضا؟ والذي يجب أن يقال لهم:
إن عيسى هو مولود من غير أب فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير أب، وإنهم
لا يجسرون على إظهار مذهبهم - لعنهم الله - في ذلك ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء
الله وحججه عليهم السلام مولودين من الآباء والأمهات وكان عيسى من بينهم مولودا من
غير أب جاز أن يشبه أمره للناس دون أمر غيره من الأنبياء والحجج عليهم السلام كما جاز
أن يولد من غير أب دونهم وإنما أراد الله عز وجل: إن يجعل أمره آية وعلامة
ليعلم بذلك أن الله على كل شئ قدير.
شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا
4 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر
الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن محمد
ابن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور،
عن معاذ بن كثير، ويقال له: معاذ بن مسلم الهراء، (3) عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) آل عمران: 55.
(2) المائدة: 117.
(3) كذا في الفقيه أيضا وذكر الرجاليون معاذ بن كثير تحت عنوان وقالوا: معاذ
ابن كثير الكسائي من أصحاب الصادق عليه السلام وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين و
معاذ بن مسلم الهراء تحت عنوان آخر وقالوا معاذ بن مسلم الهراء الأنصاري النحوي الكوفي
وفى رجال ابن داود هو من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ممدوح وعنونه العلامة
في القسم الأول من الخلاصة ووثقه. أقول: إن كان قوله: " ويقال له معاذ بن مسلم الهراء "
كلام حذيفة بن منصور كما هو ظاهر تعبير الصدوق - رحمه الله - فكان قوله باتحادهما مقدما
على قول غيره، لكن الظاهر كونه من اجتهاد الصدوق (ره) لان الكليني رواه في الكافي
ج 4 ص 79 عن معاذ بن كثير وليس فيه هذه الجملة، هذا وقد عنون السيوطي في طبقات
النحاة " معاذ بن مسلم " وقال شيعي من رواة جعفر ومن أعيان النحاة، وأول من وضع
على الصرف وقول الكافيجي: ان واضعه معاذ بن جبل خطأ، ويقال له: الهراء لأنه كان يبيع
الثياب الهروية.
529

شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبدا (1).
5 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: هل يكون شهر رمضان
تسعة وعشرين يوما؟ فقال: إن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوما.
6 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين الرقي (2)
عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبد الله، عن أبائه، عن جده
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال: لأي شئ فرض الله الصوم على أمتك
بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم لما

(1) عمل المصنف في الفقيه بتلك الأخبار: ومعظم الأصحاب على خلافه وردوا تلك الأخبار
اما بضعف السند ومخالفة المحسوس والأخبار المستفيضة، أو حملوها على معان صحيحة راجع
تحقيق ذلك في هامش الكافي ج 4 ص 89. وأيضا هامش الوافي المحشى بقلم استاذنا العلامة
الميرزا أبو الحسن الشعراني (مد ظله).
(2) تقدم هذا السند ص 346 وفيه كما في المتن وفى ص 355 وفيه " أبو الحسن
علي بن الحسين البرقي " ولم أجده بكلا العنوانين.
530

أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله عز وجل على ذريته ثلاثين يوما
الجوع والعطش والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم كذلك كان على آدم
ففرض الله ذلك على أمتي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية " كتب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " (1) قال اليهودي صدقت
يا محمد.
7 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي
ابن حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ولتكملوا
العدة " قال: ثلاثين يوما (2).
8 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن -
عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد
ابن يعقوب بن شعيب، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل: شهر
رمضان ثلاثون يوما لقول الله عز وجل: " ولتكملوا العدة " والكاملة التامة.
9 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية،
عن إسماعيل بن مهران قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: والله ما كلف الله العباد
إلا دون ما يطيقون، إنما كلفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم في كل ألف
درهم خمسة وعشرين درهما، وكلفهم في السنة صيام ثلاثين يوما، وكلفهم حجة
واحدة، وهم يطيقون أكثر من ذلك.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: مذهب خواص الشيعة وأهل الاستبصار
منهم في شهر رمضان أنه لا ينقص عن ثلاثين يوما أبدا، والاخبار في ذلك موافقة
للكتاب ومخالفة للعامة فمن ذهب من ضعفة الشيعة إلى الاخبار التي وردت للتقية في

(1) البقرة: 180.
(2) كذا.
531

أنه ينقص ويصيبه ما يصيبه الشهور من النقصان والتمام اتقى كما تتقى العامة (1)،
ولم يكلم إلا بما يكلم به العامة، ولا قوة إلا بالله (2).
الفروج المحرمة في الكتاب والسنة على أربعة وثلاثين وجها
10 - حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن -
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا محمد بن يزداد
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد الكوفي قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن صالح
العباسي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن الآملي قال: حدثني موسى بن جعفر،
عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال: سئل أبي عليه السلام عما حرم الله عز وجل من الفروج
في القرآن وعما حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله في سنته فقال: الذي حرم الله عز وجل
أربعة وثلاثون وجها سبعة عشر في القرآن وسبعة عشر في السنة، فأما التي في القرآن
فالزنا قال الله عز وجل: " ولا تقربوا الزنا " (3) ونكاح امرأة الأب قال الله عز وجل:
" ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء " (4) و " أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم
وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من
الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم
بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم

(1) الظاهر أنهما على صيغة المجهول، وكذا " لم يكلم " كما في هامش الوافي.
(2) هذه المسألة مما تعارض فيه ظاهر الاخبار، والحق أنه لا تعارض بين المتواتر
والآحاد، وهذه الأخبار التي أورده المصنف من الشاذ النادر، والاخبار التي يعارضها من الاخبار
لمتواترة التي عمل بها من الصدر الأول إلى زماننا هذا قاطبة أهل الاسلام والاستهلال والشهادة
بالأهلة عمل جميع المسلمين في جميع الأعصار، وللشيخ الطوسي في رد قول المصنف ومن
حذا حذوه كلام طويل الذيل أورده صاحب الوافي (في أبواب فرض الصوم باب 16) وفى هامشه
بيان لأستاذنا الاجل الشعراني (مد ظله) فليراجع.
(3) الاسراء. 32.
(4) النساء: 27.
532

وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف " (1) والحائض حتى تطهر قال الله عز وجل:
" ولا تقربوهن حتى يطهرن " (2) والنكاح في الاعتكاف قال الله عز وجل: " ولا
تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد " (3).
وأما التي في السنة فالمواقعة في شهر رمضان نهارا، وتزويج الملاعنة بعد اللعان
والتزويج في العدة، والمواقعة في الاحرام، والمحرم يتزوج أو يزوج، والمظاهر قبل
أن يكفر، وتزويج المشركة، وتزويج الرجل امرأة قد طلقها للعدة تسع تطليقات،
وتزوج الأمة على الحرة، وتزويج الذمية على المسلمة، وتزويج المرأة على عمتها
وخالتها، وتزويج الأمة من غير إذن مولاها، وتزويج الأمة على من يقدر على
تزويج الحرة، والجارية من السبي قبل القسمة، والجارية المشتركة، والجارية
المشتراة قبل أن يستبرئها، والمكاتبة التي قد أدت بعض المكاتبة.
فرض الله تبارك وتعالى على الناس من الجمعة إلى
الجمعة خمسا وثلاثين صلاة
11 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: إنما فرض الله عز وجل من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين
صلاة، فيها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة.

(1) النساء 28. وصدر الآية " حرمت عليكم أمهاتكم - الآية ".
(2) البقرة: 222.
(3) البقرة: 187.
533

أبواب الأربعين
وما فوقه
شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوما
1 - حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن
الصفار، عن معاوية بن حكيم، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل
ابن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من شرب الخمر فسكر منها لم تقبل صلاته
أربعين يوما، فان ترك الصلاة في هذه الأيام ضوعف عليه العذاب لترك الصلاة، وفي
خبر آخر إن شارب الخمر توقف صلاته بين السماء والأرض، فإذا تاب ردت عليه.
الصوم على أربعين وجها
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد
الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال:
دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فقال لي: يا زهري من أين جئت؟ قلت:
من المسجد، قال: فيم كنتم، قال: تذاكرنا أمر الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي
أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم
إن الصوم على أربعين وجها فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة
أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام و
إن شاء أفطر، وصوم الاذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الإباحة، وصوم
السفر والمرض.
قلت: فسرهن لي جعلت فداك، قال: أما الواجب فصيام شهر رمضان، وصيام
شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا، وصيام شهرين متتابعين
في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب قال الله عز وجل: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير
534

رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله - إلى قوله - فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين (1) "
وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار لمن لم يجد العتق واجب قال الله تبارك وتعالى:
و " الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا
ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل
أن يتماسا " (2) وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الاطعام قال
الله تبارك وتعالى: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " (3) كل
ذلك متتابع وليس بمتفرق، وصيام أذى الحلق حلق الرأس واجب قال الله تبارك وتعالى
" فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " (4) و
صاحبها فيها بالخيار وإن صام صام ثلاثا، وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدي
قال الله تبارك وتعالى: " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد
فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة " (5) وصوم جزاء الصيد
واجب قال الله تبارك وتعالى: " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم
يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما " (6)
ثم قال: أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ فقلت: لا أدري، قال:
تقوم الصيد قيمة، ثم تفض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم
لكل نصف صاع يوما، وصوم النذر واجب وصوم الاعتكاف واجب.
وأما الصوم الحرام فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى وثلاثة أيام من أيام التشريق (7)

(1) النساء: 95.
(2) المجادلة: 2 و 3. " يتماسا " أي يجامعا.
(3) المائدة: 92.
(4) البقرة: 196 وقوله: " نسك " جمع نسيكة وهي الذبيحة.
(5) النساء: 92.
(6) المائدة: 95.
(7) لمن كان بمنى ناسكا.
535

وصوم يوم الشك أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا أن نصومه مع شعبان، ونهينا أن ينفرد
الرجل بصيامه (1) في اليوم الذي يشك فيه الناس، قلت: جعلت فداك فإن لم يكن
صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من شعبان فإن كان
من شهر رمضان أجزأ عنه وإن كان من شعبان لم يضر، قلت: وكيف يجزي صوم تطوع
عن فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا
يعلم أنه من شهر رمضان، ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه لان الفرض إنما وقع على اليوم
بعينه، وصوم الوصال حرام (2) وصوم الصمت حرام، وصوم النذر للمعصية حرام،
وصوم الدهر حرام (3).
وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة والخميس والاثنين،
وصوم أيام البيض، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، ويوم عرفة، ويوم

(1) الظاهر أن المراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن
يصح أنه منه والظاهر أن الراوي لم يتفطن لذلك وزعم أن مراده عليه السلام أنه لا يجوز صيامه إذا
لم يصم جميع شعبان فأجابه عليه السلام بما يظهر فساد وهمه.
(2) ذهب الشيخ في النهاية وأكثر الأصحاب إلى أن معناه أن ينوى صوم يوم وليلة
إلى السحر وذهب (ره) أيضا في الاقتصاد وابن إدريس إلى أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة
بينهما وإنما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزءا من الصوم أما لو أخره الصائم
بغير نية فإنه لا يحرم فيها، قطع به الأصحاب والاحتياط يقتضى اجتناب ذلك. واما صوم
الصمت فهو أن ينوى الصوم ساكتا وقد أجمع الأصحاب على تحريمه. كذا قال العلامة
المجلسي (ره) في المرآة.
(3) حرمة صوم الدهر اما لاشتماله على الأيام المحرمة إن كان المراد كل السنة وإن كان
المراد ما سوى الأيام المحرمة فلعله إنما يحرم إذا صام على اعتقاد انه سنة مؤكدة فإنه
يقتضى الافتراء على الله تعالى ويمكن حمله على الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضمون
بين العامة (المرآة).
536

عاشورا (1) كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام، وإن شاء أفطر.
وأما صوم الاذن فان المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها، والعبد لا يصوم
تطوعا إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" فمن نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا باذنهم ".
وأما صوم التأديب فإنه يؤمر الصبي إذا راهق (2) بالصوم تأديبا وليس بفرض
تأديبا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار، ثم قدم أهله أمر
بالإمساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض (3).
وأما صوم الإباحة فمن أكل أو شرب ناسيا أو تقيأ من غير تعمد فقد أباح الله
ذلك له وأجزأ عنه صومه.
وأما صوم السفر والمرض فإن العامة اختلفت فيه فقال قوم: يصوم، وقال
قوم: لا يصوم، وقال قوم: إن شاء صام وإن شاء أفطر، وأما نحن فنقول: يفطر في الحالين
جميعا فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء في ذلك لان الله عز وجل
يقول: " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " (4).
فيمن قدم أربعين رجلا من اخوانه في دعائه ثم دعا لنفسه
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد

(1) لأستاذنا العلامة " الميرزا أبو الحسن الشعراني مد ظله " تحقيق دقيق في صوم
عاشورا راجع كلامه في كتابه لغات القرآن الملحق بتفسير أبى الفتوح ص 589.
(2) راهق الغلام أي قارب الحلم فهو مراهق.
(3) روى الخبر الشيخ في التهذيب ج 1 ص 303 نقلا عن الكليني وزاد فيه " و
كذلك الحائض إذا طهرت أمسكت بقية يومها " ولكن ليست هذه الجملة في الكافي ولا في الفقيه
ولعله سقط من قلم النساخ بعد زمان الشيخ رحمه الله.
(4) البقرة: 187. أي فعليه صوم عدة أيام المرض أو السفر في أيام أخر.
537

ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد من
أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قدم أربعين رجلا من إخوانه فدعا لهم ثم
دعا لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه.
فيمن شهد له بعد موته أربعون رجلا من المؤمنين بالخير
4 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن عبد الله بن -
مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلا من
المؤمنين فقالوا: اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا، قال الله تبارك وتعالى:
إني قد أجزت شهادتكم وغفرت له ما علمت مما لا تعلمون.
في النهى عن ترك حلق العانة فوق أربعين يوما
5 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يترك حلق عانته فوق الأربعين، فإن لم يجد فليستقرض بعد الأربعين ولا يؤخر.
الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحا
6 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ختنوا أولادكم يوم
السابع فإنه أطهر وأطيب وأسرع لنبات اللحم، فإن الأرض تنجس من بول الأغلف
أربعين صباحا.
538

فيمن اتخذ جارية فلم يأتها في كل أربعين يوما ثم أتت محرما
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن الحسين بن المختار، باسناده يرفعه إلى سلمان
- رحمة الله عليه - أنه قال في حديث له (1): من اتخذ جارية فلم يأتها في كل أربعين
يوما، ثم أتت محرما كان وزر ذلك عليه.
8 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عثمان بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من اتخذ جارية فلم يأتها في كل أربعين يوما كان وزر ذلك عليه.
دية كلب الصيد أربعون درهما
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الأعلى
ابن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في كتاب علي عليه السلام دية كلب الصيد أربعون درهما.
10 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن -
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم
ابن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دية كلب الصيد السلوقي
أربعون درهما مما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله به لبني خزيمة.
أملى الله تبارك وتعالى لفرعون بين كلمتيه أربعين سنة
11 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن علي بن مهزيار، عن عيسى بن محمد، عن بعض
أصحابنا، عن عبد الله بن محمد، عن أبي جميلة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أملى

(1) في بعض النسخ " في حديث طويل ".
539

الله عز وجل لفرعون ما بين الكلمتين: قوله: " أنا ربكم الاعلى " (1) وقوله: " ما علمت
لكم من إله غيري " (2) أربعين سنة، ثم أخذه الله نكال الآخرة والأولى، وكان بين أن قال
الله عز وجل لموسى وهارون عليهما السلام: " قد أجيبت دعوتكما " (3) وبين أن عرفه الله
تعالى الإجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربي في فرعون منازلة
شديدة فقلت: يا رب تدعه وقد قال: أنا ربكم الاعلى، فقال: إنما يقول مثل هذا
عبد مثلك.
استغفار يغفر به أربعون كبيرة
12 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن -
أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يقترف في يوم وليلة أربعين كبيرة فيقول وهو نادم:
" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، بديع السماوات والأرض، ذا الجلال
والاكرام، وأسأله أن يتوب علي " إلا غفرها الله له، ثم قال: ولا خير فيمن يقارف
في كل يوم وليلة أربعين كبيرة.
الرحم تلتقي في أربعين أبا
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه،
عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء رأيت
رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها، فقلت لها: كم بينك وبينها من أب؟
فقالت: نلتقي في أربعين أبا.

(1) النازعات: 24.
(2) القصص: 38.
(3) يونس: 89.
540

إذا قام القائم عليه السلام جعل الله عز وجل قوة الرجل من
الشيعة قوة أربعين رجلا
14 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي، عن العباس
ابن عامر القصباني، عن ربيع بن محمد المسلي، عن الحسن بن ثوير بن أبي فاختة،
عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن
شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين
رجلا، ويكونون حكام الأرض وسنامها.
فيمن حفظ أربعين حديثا
15 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن عبيد الله الدهقان قال: أخبرني موسى
ابن إبراهيم المروزي (1)، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
حفظ من أمتي (2) أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة
فقيها عالما.
16 - أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن حياة الفقيه فيما أجازه لي

(1) في جميع النسخ " إبراهيم بن موسى " وهو من تصحيف النساخ والصواب " موسى
ابن إبراهيم " كما في أربعين الشيخ وغيره مرويا عن الصدوق والمعنون في كتب الرجال،
يروى عنه عبيد الله بن عبد الله الدهقان.
(2) في الأربعين " من حفظ على أمتي " وكذا في النبوي الذي جاء من طرق العامة
وقال الشيخ: الظاهر أن على بمعنى اللام أي حفظ لأجلهم كما في قوله تعالى: " ولتكبروا
الله على ما هديكم " ويحتمل أن يكون بمعنى " من " كما في قوله تعالى: " وإذا اكتالوا
على الناس ".
541

ببلخ قال: حدثنا محمد بن عثمان الهروي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن سوار (1)
قال: حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: حدثنا سعيد بن نجيح (2) عن ابن جريج،
عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من حفظ من أمتي
أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة.
17 - أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس قال: حدثنا محمد بن عثمان
الهروي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن سوار قال: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني قال:
حدثنا عروة بن مروان البرقي (3) قال: حدثنا ربيع بن بدر، عن أبان، عن أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من حفظ عني من أمتي أربعين حديثا في أمر دينه يريد به
وجه الله عز وجل والدار الآخرة بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما.
18 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي، وعبد الله بن محمد الصائغ، وعلي
ابن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي قال: حدثنا
الحسن بن متيل الدقاق قال: حدثنا أبو عبد الله علي بن محمد الشاذي، عن علي بن -
يوسف، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من حفظ عنا أربعين
حديثا من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما ولم يعذبه.

(1) جعفر بن محمد بن سوار - بشد الواو - أبو محمد النيسابوري المتوفى 288
وثقه الخطيب في التاريخ ج 7 ص 19. يروى عن علي بن حجر - بضم المهملة وسكون
الجيم - أبى الحسن المروزي وثقه النسائي، وأما محمد بن عثمان الهروي الظاهر فهو
محمد بن عثمان بن عبد الجليل أبو بكر الهروي المترجم في التاريخ ج 3 ص 48 والله أعلم.
(2) كذا وهو تصحيف والصواب إسحاق بن نجيح كما في سند هذا الحديث من طرق
العامة وقالوا كذاب وضاع ويروى عنه علي بن حجر. وأما ابن جريج فهو عبد الملك بن -
عبد العزيز الأموي مولاهم المكي وثقه ابن حجر.
(3) لم أجد من ذكره، وأما عيسى بن أحمد العسقلاني فعنونه ابن حجر في التقريب
وقال ثقة، وأما ربيع فهو ربيع بن بدر بن عمرو بن جراد التميمي السعدي أبو العلاء البصري
قال ابن حجر متروك. يروى عن أبان بن أبي عياش، عن أنس.
542

19 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد
ابن هشام المكتب، ومحمد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الأسدي الكوفي أبو الحسين، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين
ابن يزيد، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، وإسماعيل بن أبي زياد جميعا، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي
عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان
فيما أوصى به أن قال له: يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه
الله عز وجل والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
فقال علي عليه السلام: يا رسول الله أخبرني ما هذه الأحاديث فقال: أن تؤمن بالله
وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره. وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها و
لا تؤخرها فان في تأخيرها من غير علة غضب الله عز وجل. وتؤدي الزكاة. وتصوم
شهر رمضان. وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا. وأن لا تعق والديك،
ولا تأكل مال اليتيم ظلما. ولا تأكل الربا. ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الأشربة
المسكرة. ولا تزني ولا تلوط. ولا تمشي بالنميمة. ولا تحلف بالله كاذبا. و
لا تسرق. ولا تشهد شهادة الزور لاحد قريبا كان أو بعيدا. وأن تقبل الحق ممن
جاء به صغيرا كان أو كبيرا. وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميما قريبا. وأن لا تعمل
بالهوى. ولا تقذف المحصنة. ولا ترائي فان أيسر الرياء شرك بالله عز وجل. وأن
لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل تريد بذلك عيبه. وأن لا تسخر من
أحد من خلق الله. وأن تصبر على البلاء والمصيبة. وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها
عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله. وأن تتوب
إلى الله عز وجل من ذنوبك فان التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له. ولا تصر على
الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله (1). وأن تعلم أن ما أصابك

(1) في بعض النسخ " وأنبيائه ورسله ".
543

لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يك ليصيبك. وأن لا تطلب سخط الخالق برضى
المخلوق. وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة لان الدنيا فانية والآخرة الباقية. وأن لا تبخل
على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك
حسنة وسريرتك قبيحة، فان فعلت ذلك كنت من المنافقين. وأن لا تكذب، وأن
لا تخالط الكذابين. وأن لا تغضب إذا سمعت حقا. وأن تؤدب نفسك وأهلك و
ولدك وجيرانك على حسب الطاقة. وأن تعمل بما علمت. ولا تعاملن أحدا من خلق
الله عز وجل إلا بالحق. وأن تكون سهلا للقريب والبعيد وأن لا تكون جبارا
عنيدا، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة
والجنة والنار. وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه. وأن تستغنم البر و
الكرامة بالمؤمنين والمؤمنات. وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك فلا تفعله
بأحد من المؤمنين. ولا تمل من فعل الخير. وأن لا تثقل على أحد. وأن لا تمن على أحد
إذا أنعمت عليه. وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتى يجعل الله لك جنة فهذه أربعون
حديثا من استقام عليها وحفظها عني من أمتي دخل الجنة برحمة الله وكان من أفضل
الناس وأحبهم إلى الله عز وجل بعد النبيين والوصيين، وحشره الله يوم القيامة
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
حريم المسجد أربعون ذراعا والجوار أربعون دارا من أربعة جوانبها
20 - حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن
محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي
ابن عقبة بن خالد، عن أبيه عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: حريم المسجد أربعون ذراعا، والجوار أربعون
دارا من أربعة جوانبها.
فيمن عمر أربعين سنة فما فوقها
21 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثني محمد
544

ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن علي المقرئ (1) عن يحيى بن -
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه
عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمر أربعين سنة سلم من الأنواع الثلاثة
من الجنون والجذام والبرص، ومن عمر خمسين سنة رزقه الله الإنابة إليه، ومن عمر
ستين سنة هون الله حسابه يوم القيامة، ومن عمر سبعين سنة كتبت حسناته ولم تكتب
سيئاته، ومن عمر ثمانين سنة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومشى على الأرض
مغفورا له وشفع في أهل بيته.
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني سلمة بن -
الخطاب، عن أحمد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن محمد بن طلحة،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل ليكرم ابن الأربعين (2) ويستحيي من
ابن الثمانين.
23 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان،
عن سيف التمار، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثا و
ثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه، فإذا ظعن في إحدى و
أربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع.
24 - وبهذا الاسناد، عن داود بن النعمان، عن سيف، عن أبي بصير قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ
أربعين سنة أوحى الله عز وجل إلى ملائكته أني قد عمرت عبدي عمرا [وقد طال]
فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره.
قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له: خذ حذرك
فإنك غير معذور، وليس ابن أربعين سنة أحق بالعذر من ابن عشرين سنة، فان

(1) مجهول وكذا شيخه يحيى بن المبارك وكانا من أصحاب الرضا عليه السلام.
(2) في بعض النسخ " ليكرم ابن السبعين ".
545

الذي يطلبهما واحد، وليس عنهما براقد، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك
فضول القول.
25 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي،
عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد
ابن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا بلغ
المرء أربعين سنة آمنه الله عز وجل من الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص، فإذا
بلغ الخمسين خفف الله حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الإنابة إليه، فإذا بلغ السبعين
أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين أمر الله باثبات حسناته وإلقاء سيئاته، فإذا
بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب أسير الله في أرضه، وفي
حديث آخر فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر، وروي أن أرذل العمر أن يكون عقله
عقل ابن سبع سنين.
26 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن -
الخطاب، عن علي بن الحسين (1)، عن أحمد بن محمد المؤدب، عن عاصم بن حميد، عن
خالد القلانسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤتى بالشيخ يوم القيامة فيدفع إليه كتابه
ظاهرة مما يلي الناس لا يرى إلا مساوي فيطول ذلك عليه، فيقول: يا رب أتأمرني إلى
النار؟ فيقول الجبار جل جلاله: يا شيخ إني أستحيي أن أعذبك، وقد كنت تصلي
لي في دار الدنيا، اذهبوا بعبدي إلى الجنة.
27 - حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر (2) قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثني بكر بن سهل الدمياطي قال: حدثنا

(1) الظاهر هو علي بن الحسن الطاطري فصحف بقرينة رواية سلمة عنه.
(2) في جميع نسخ الخصال " أبو سعيد محمد بن الفضل، عن محمد بن إسحاق
المذكر " والصواب كما في المتن والرجل معروف بأبي سعيد المعلم حدثه بنيسابور كما في
التوحيد وكمال الدين والعيون وغيرها.
546

عبد الله بن المهاجر ربيح النجيبي (1) قال: حدثنا ابن وهب، عن حفص بن ميسرة (2)
عن زيد بن أسلم، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من معمر يعمر أربعين سنة
إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين
لين الله عليه حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب ويرضى، فإذا بلغ
السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته، وتجاوز
عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير الله
في أرضه، وشفع في أهل بيته.
28 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفقيه بفرغانة قال: حدثنا أبو العباس
الحمادي قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي بمكة قال: حدثنا إبراهيم بن -
المنذر الحزامي (3) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن الحسين (4) قال: حدثني محمد بن -
عبد الله بن عمر بن عثمان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عبد
يعمر في الاسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام
والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة

(1) كذا وهذا من تصحيف النساخ والصواب عبد الله بن محمد بن رمح بن المهاجر
التجيبى المصري صدوق مات قبل أبيه، قال القسطلاني: روى عن عبد الله بن وهب، وعنه
بكر بن سهل الدمياطي.
(2) هو حفص بن ميسرة العقيلي أبو عمر الصنعاني، قال أبو حاتم: صالح الحديث، و
وثقه ابن معين. وما في بعض النسخ من " جعفر بن ميسرة " تصحيف، يروى عن زيد بن
أسلم العدوي ابن أسامة المدني الذي وثقه النسائي، وروى عنه - أعنى عن حفص - عبد الله
ابن وهب القرشي كما في تهذيب التهذيب.
(3) هو إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن حزام الأسدي الحزامي قال ابن حجر:
صدوق، وثقة ابن معين وكتب عنه. وعند أبى حاتم صدوق وقال: جاء إلى أحمد بن حنبل
فسلم عليه فلما رد عليه، وقال في ميزان الاعتدال قال زكريا الساجي: عنده مناكير.
(4) كذا ولم أجده واما شيخه محمد بن عبد الله بن عمر فهو معنون في التقريب والتهذيب.
547

إليه بما يحب الله عز وجل، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا
بلغ الثمانين قبل الله حسناته، وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير الله في أرضه، وشفع في أهل بيته.
ثواب من حج أربعين حجة
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب عن أبي جعفر الأحول، عن زكريا الموصلي كوكب الدم (1) قال:
سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: من حج أربعين حجة قيل له: اشفع فيمن أحببت
ويفتح له باب من أبواب الجنة يدخل منه هو ومن يشفع له.
احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبى بكر بثلاث وأربعين خصلة
30 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني
قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد
قال: حدثني أحمد بن التغلبي (2) قال: حدثني أحمد بن عبد الحميد (3) قال: حدثني حفص
ابن منصور العطار قال: حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده عليهم السلام قال: لما كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له وفعلهم بعلي بن أبي طالب
عليه السلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط ويرى منه انقباضا فكبر ذلك على أبي بكر
فأحب لقاءه واستخراج ما عنده والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إياه
أمر الأمة وقلة رغبته في ذلك وزهده فيه، أتاه في وقت غفلة وطلب منه الخلوة، وقال
له: والله يا أبا الحسن ما كان هذا الامر مواطاة مني، ولا رغبة فيما وقعت فيه، و
لا حرصا عليه ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأمة ولا قوة لي لمال ولا كثرة العشيرة

(1) هو أبو يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم.
(2) الظاهر هو أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي قال ابن حجر ثقة زاهد. وأما
بقية رجال السند فمهملون أو مجاهيل.
(3) في بعض النسخ " محمد بن عبد الحميد ".
548

ولا ابتزاز له دون غيري (1) فمالك تضمر علي ما لم أستحقه منك وتظهر لي الكراهة
فيما صرت إليه وتنظر إلي بعين السأمة مني؟ قال: فقال له عليه السلام: فما حملك عليه
إذا لم ترغب فيه ولا حرصت عليه ولا وثقت بنفسك في القيام به، وبما يحتاج منك
فيه؟ فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله " إن الله لا يجمع أمتي على
ضلال " ولما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي صلى الله عليه وآله وأحلت أن يكون اجتماعهم
على خلاف الهدى وأعطيتهم قود الإجابة ولو علمت أن أحدا يتخلف لامتنعت، قال:
فقال علي عليه السلام: أما ما ذكرت من حديث النبي صلى الله عليه وآله " إن الله لا يجمع أمتي على ضلال "
أفكنت من الأمة أو لم أكن؟ قال: بلى، قال: وكذلك العصابة الممتنعة عليك من
سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد وابن عبادة ومن معه من الأنصار؟ قال: كل من
الأمة، فقال علي عليه السلام: فكيف تحتج بحديث النبي صلى الله عليه وآله وأمثال هؤلاء قد تخلفوا
عنك وليس للأمة فيهم طعن ولا في صحبة الرسول صلى الله عليه وآله ونصيحته منهم تقصير، قال:
ما علمت بتخلفهم إلا من بعد إبرام الامر وخفت إن دفعت عني الامر أن يتفاقم إلى
أن يرجع الناس مرتدين عن الدين وكان ممارستكم إلي إن أجبتم أهون مؤونة على
الدين وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا، وعلمت أنك لست
بدوني في الابقاء عليهم وعلى أديانهم، قال علي عليه السلام: أجل ولكن أخبرني عن الذي
يستحق هذا الامر بما يستحقه؟ فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ورفع المداهنة
والمحاباة، وحسن السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة وفصل الخطاب، مع
الزهد في الدنيا وقلة الرغبة فيها وانصاف المظلوم من الظالم القريب والبعيد. ثم سكت
فقال علي عليه السلام: أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أوفي؟ قال: بل فيك
يا أبا الحسن، قال: أنشدك بالله أنا المجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟
قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الاذان لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟
قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار أم أنت؟ قال: بل
أنت، قال: أنشدك بالله ألي الولاية من الله مع ولاية رسول الله في آية زكاة الخاتم أم لك، قال:

(1) الابتزاز: الاستلاب. وفى الاحتجاج " ولا استيثار به دون غيري ".
549

بل لك، قال: أنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير أم
أنت؟ قال: بل أنت، قال: أنشدك بالله ألي الوزارة من رسول الله صلى الله عليه وآله والمثل من هارون
من موسى أم لك؟ قال: بل لك، قال فأنشدك بالله أبي برز رسول الله صلى الله عليه وآله، وبأهل بيتي و
ولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وبأهلك وولدك؟ قال: بكم، قال: فأنشدك
بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس أم لك ولأهل بيتك؟ قال: بل لك
ولأهل بيتك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهلي وولدي
يوم الكساء " اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار " (1) أم أنت؟ قال: بل أنت وأهلك
وولدك، قال: فأنشدك بالله أنا صاحب الآية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره
مستطيرا " (2) أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الفتى الذي نودي من
السماء " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " (3) أم أنا؟ قال: بل أنت، قال:
فأنشدك بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا؟ قال:
بل أنت. (4) قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله صلى الله عليه وآله برايته يوم خيبر ففتح

(1) روى أحمد بن حنبل في مسنده من حديث أم سلمة قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وآله
في بيتي يوما إذ قالت الخادم: ان عليا وفاطمة بالسدة، قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله قومي
فتنحى لي عن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل على وفاطمة ومعها
ابناهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما و
اعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهم خميصة
سوداء، فقال " اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي " قالت: فقلت: أنا يا رسول الله؟
قال: وأنت " مجمع الزوائد ج 9 ص 166. والخميصة: ثوب خز أو صوف معلم.
(2) الدهر: 8.
(3) راجع سيرة ابن هشام ج 3 ص 52 وتاريخ الطبري ج 3 ص 17.
(4) حديث رد الشمس اختلفت فيه العامة فبعضهم تلقاه بالقبول وهم الأكثرون وشدد
بعضهم النكير عليه وضعفوا رواته كابن كثير وابن تيمية وابن الجوزي وابن حزم. راجع
كتاب الغدير الأغر ج 3 ص 127.
550

الله له أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي نفست عن رسول الله صلى الله عليه وآله
كربته وعن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله
أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله رسالته إلى الجن فأجابت (1) أم أنا؟ قال: بل
أنت، قال: أنشدك بالله أنت الذي طهرك رسول الله صلى الله عليه وآله من السفاح من آدم إلى أبيك
بقوله: " أنا وأنت من نكاح لا من سفاح من آدم إلى عبد المطلب " (2) أم أنا؟ قال: بل أنت،
قال: فأنشدك بالله أنا الذي اختارني رسول الله صلى الله عليه وآله وزوجني ابنته فاطمة وقال: " الله
زوجك " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله وأنا والد الحسن والحسين ريحانتيه
اللذين قال فيهما: " هذان سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما " (3) أم أنت؟ قال:
بل أنت، قال: فأنشدك بالله أخوك المزين بجناحين في الجنة ليطير بهما مع الملائكة (4) أم
أخي؟ قال: بل أخوك، قال: فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله وناديت في الموسم بإنجاز
موعده (5) أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي دعاه رسول الله لطير عنده يريد أكله
فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك بعدي " أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك
بالله أنا الذي بشرني رسول الله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن
أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وآله
ووليت غسله ودفنه أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنا الذي دل عليه
رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم القضاء بقوله: " علي أقضاكم " (6) أم أنت؟ قال: بل أنت،
قال: فأنشدك بالله أنا الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بالسلام عليه بالامرة في

(1) راجع بحار الأنوار ج 6 ص 315 (ط كمپانى).
(2) راجع الطبقات لابن سعد القسم الأول من المجلد الأول ص 31. ورياض النضرة
ج 2 ص 164.
(3) أخرجه ابن ماجة في مقدمة السنن تحت رقم 118.
(4) يعنى جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
(5) كنز العمال لعلى متقى ج 6 ص 396 وقال: أخرجه أحمد وابن جرير وصححه.
(6) الاستيعاب الملحق بالإصابة ج 3 ص 38، وغيره.
551

حياته أم أنت؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي سبقت له القرابة من
رسول الله صلى الله عليه وآله أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله
عز وجل بدينار عند حاجته وباعك جبرئيل وأضفت محمدا صلى الله عليه وآله وأطعمت ولده (1)؟
قال: فبكى أبو بكر وقال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي حملك رسول الله
صلى الله عليه وآله على كتفيه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها
أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت
صاحب لوائي في الدنيا والآخرة " أم أنا؟ قال: بل أنت، قال: فأنشدك بالله أنت
الذي أمر رسول الله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسد جميع أبواب أصحابه وأهل بيته (2)
وأحل له فيه ما أحله الله له أم أنا؟ قال: بل أنت قال: فأنشدك الله أنت الذي قدم
بين يدي نجوى رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه أم أنا إذا عاتب الله عز وجل قوما فقال:
" أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات - الآية "؟ (3) قال: بل أنت، قال:
فأنشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: " زوجتك أول الناس
إيمانا وأرجحهم إسلاما " (4) في كلام له أم أنا؟ قال: بل أنت. فلم يزل عليه السلام يعد
عليه مناقبه التي جعل الله عز وجل له دونه ودون غيره ويقول له أبو بكر: بل أنت،
قال: فبهذا وشبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلى الله عليه وآله، فقال له علي عليه السلام: فما الذي
غرك عن الله وعن رسوله وعن دينه وأنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه؟

(1) راجع مناقب الخوارزمي ص 224.
(2) حديث سد الأبواب أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث زيد بن أرقم ج 3
ص 125 وقال: صحيح ولم يخرجاه.
(3) المجادلة 13 وراجع حديث النجوى تفسير القرطبي ج 17 ص 320 والكشاف
ذيل الآية وجامع البيان للطبري طبع بولاق ج 28 ص 14. وأسباب النزول للواحدي
ص 308. وخصائص النسائي ص 39 والكنز لعلى متقى ج 1 ص 268.
(4) نحوه في كنز العمال ج 6 ص 153. ومجمع الزوائد للهيتمي ج 9 ص 208.
وذخائر العقبى وغيرها.
552

قال: فبكى أبو بكر وقال: صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا، فادبر ما أنا
فيه وما سمعت منك، قال: فقال له علي عليه السلام: لك ذلك يا أبا بكر، فرجع من عنده
وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لاحد إلى الليل، وعمر يتردد في الناس لما بلغه من خلوته
بعلي عليه السلام فبات في ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه متمثلا له في مجلسه فقام إليه
أبو بكر ليسلم عليه فولى وجهه فقال أبو بكر: يا رسول الله هل أمرت بأمر فلم
أفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرد السلام عليك وقد عاديت الله ورسوله؟! وعاديت
من والى الله ورسوله؟! رد الحق إلى أهله، قال: فقلت: من أهله؟ قال: من عاتبك عليه
وهو علي، قال: فقد رددت عليه يا رسول الله بأمرك، قال: فأصبح وبكى وقال
لعلي عليه السلام: ابسط يدك فبايعه وسلم إليه الامر، وقال له: اخرج إلى مسجد رسول
الله صلى الله عليه وآله فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي وما جرى بيني وبينك فأخرج نفسي من
هذا الامر وأسلم عليك بالامرة، قال: فقال له علي عليه السلام: نعم، فخرج من عنده متغيرا
لونه، فصادفه عمر وهو في طلبه فقال له: ما حالك يا خليفة رسول الله؟ فأخبره بما
كان منه وما رأى وما جرى بينه وبين علي عليه السلام، فقال له عمر: أنشدك بالله يا
خليفة رسول الله أن تغتر بسحر بني هاشم فليس هذا بأول سحر منهم فما زال به حتى
رده عن رأيه وصرفه عن عزمه ورغبه فيما هو فيه وأمره بالثبات عليه والقيام به، قال:
فأتى علي عليه السلام المسجد للميعاد فلم ير فيه منهم أحد فأحس بالشر منهم، فقعد إلى
قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فمر به عمر فقال: يا علي دون ما تروم خرط القتاد (1) فعلم بالامر
وقام ورجع إلى بيته.
احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بمثل هذه الخصال على
الناس يوم الشورى
31 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا:

(1) القتاد شجر له شوك. وخرط القتاد: انتزاع قشره أو شوكه باليد من أعلاه إلى
أسفله يعنى خرط القتاد باليد دون ذلك في المشقة.
553

حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن -
مسكين الثقفي، عن أبي الجارود (1) وهشام أبي ساسان (2)، وأبي طارق السراج،
عن عامر بن واثلة قال: كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول:
استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه، واستخلف أبو بكر عمر
وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف
لهم علي فضل ولو أشاء لأحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولاعجميهم المعاهد
منهم والمشرك تغيير ذلك (3)، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر هل فيكم أحد
وحد الله قبلي؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله صلى الله عليه وآله لرب العالمين هديا فأشركه فيه
غيري (4) قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد اتي رسول الله صلى الله عليه وآله بطير

(1) أبو الجارود هو زياد بن المنذر الهمداني زيدي أعمى ينسب إليه الجارودية
أورد الكشي (ره) في ذمه روايات.
(2) هو هشام السرى أبو ساسان التميمي كوفي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق
عليه السلام وقال العلامة المامقاني: والظاهر كونه أماميا الا أن حاله مجهول. وأما
أبو طارق فلعله كثير بن طارق أبو طارق القنبري الذي عنونه النجاشي وقال من ولد قنبر
مولى أمير المؤمنين عليه السلام. لكن لم أجده بعنوان السراج فلعل السراج تصحيف القنبري.
والله أعلم.
(3) هذه المناشدة أورد نحوها الذهبي في لسان الميزان ج 2 ص 156 إلى 157 عن أبي
الطفيل عامر بن واثلة، وكذا الخوارزمي في المناقب ص 217.
(4) يعنى في حجة الوداع حيث ساق رسول الله صلى الله عليه وآله معه الهدى، وبعد
مجيئ علي عليه السلام من اليمن وحضوره عنده صلى الله عليه وآله قال: بم أهللت يا علي؟ قال: يا رسول الله
انى قلت حين أحرمت اللهم إني أهل بما أهل به نبيك محمد صلى الله عليه وآله قال: هل معك من هدى؟
قال: لا، فأشركه رسول الله صلى الله عليه وآله في هديه، وثبت عليه السلام على احرامه مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم.
554

يأكل منه، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير "
فجئته أنا، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول
الله صلى الله عليه وآله حين رجع عمر يجبن أصحابه ويجبنونه قد رد راية رسول الله صلى الله عليه
وآله منهزما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " لأعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله
ورسوله ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله عليه " فلما أصبح قال: ادعوا
لي عليا، فقالوا: يا رسول الله هو رمد ما يطرف، فقال: جيئوني به، فلما
قمت بين يديه تفل في عيني وقال: " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فأذهب الله عني
الحر والبرد إلى ساعتي هذه، وأخذت الراية فهزم الله المشركين وأظفرني بهم غيري؟
قالوا: اللهم لا. قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين
بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل
فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري؟ قالوا:
اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين
ابني رسول الله صلى الله عليه وآله (1) وسيدي شباب أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبضعة
منه وسيدة نساء أهل الجنة غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " من فارقك فارقني ومن فارقني فارق الله " غيري؟ قالوا:
اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لينتهين بنو -
وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف
غيري (2)؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
" ما من مسلم وصل إلى قلبه حبي إلا كفر الله عنه ذنوبه ومن وصل حبي إلى قلبه فقد
وصل حبك إلى قلبه وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك " غيري؟ قالوا: اللهم لا،
قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت الخليفة في الأهل والولد

(1) كذا وفى الاحتجاج " هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله: الخ ".
(2) راجع مناقب الخوارزمي ص 217.
555

والمسلمين في كل غيبة، عدوك عدوي وعدوي عدو الله، ووليك وليي ووليي ولي الله "
غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
" يا علي من أحبك ووالاك سبقت له الرحمة ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة "
فقالت عائشة: يا رسول الله ادع الله لي ولأبي لا نكون ممن يبغضه ويعاديه، فقال صلى الله عليه وآله:
" اسكتي إن كنت أنت وأبوك ممن يتولاه ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة، وإن كنتما
ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللعنة، ولقد جئت أنت وأبوك إن كان أبوك أول
من يظلمه وأنت أول من يقاتله " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل
فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: " يا علي أنت أخي وأنا أخوك في
الدنيا والآخرة، ومنزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد "؟ قالوا:
اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي إن الله
خصك بأمر وأعطاكه، ليس من الأعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده: الزهد
في الدنيا فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك، وهي زينة الأبرار عند الله عز وجل
يوم القيامة فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك " غيري؟
قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله ليجئ بالماء
كما بعثني فذهبت حتى حملت القربة على ظهري ومشيت بها فاستقبلتني ريح فردتني
حتى أجلستني، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني، ثم قمت فجئت
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: ما حبسك عني؟ فقصصت عليه
القصة فقال: قد جاءني جبرئيل فأخبرني، أما الريح الأولى فجبرئيل كان في ألف من
الملائكة يسلمون عليك، وأما الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلمون عليك "
غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم من قال له جبرئيل: " يا محمد أترى
هذه المواساة من علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا
منكما " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يكتب لرسول الله
كما جعلت أكتب فأغفى رسول الله صلى الله عليه وآله فأنا أرى أنه يملي علي فلما انتبه قال له:
" يا علي من أملى عليك من ههنا إلى ههنا؟ فقلت: أنت يا رسول الله، فقال: لا
556

ولكن جبرئيل أملاه عليك " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد نادى له مناد من السماء: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " غيري؟
قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كما قال لي: " لولا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة
يطلب بها البركة لعقبه من بعده (1) لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك
قبضة " غيري؟ فقالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله
صلى الله عليه وآله: " احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزوروني فلا تأذن لاحد
منهم " فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده
زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا، ثم أذنت له، فدخل فقال: يا رسول الله إني
قد جئتك غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجب وعنده
زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا فكيف علم بالعدة أعاينهم؟ فقال له: يا علي
قد صدق كيف علمت بعدتهم؟ فقلت: اختلفت علي التحيات وسمعت الأصوات فأحصيت
العدد، قال: صدقت فإن فيك سنة من أخي عيسى، فخرج عمر وهو يقول: ضربه
لابن مريم مثلا، فأنزل الله عز وجل: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه
يصدون (قال: يضجون) وقالوا ء آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم
قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء
لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون " (2) غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم

(1) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: ظاهره عدم جواز الاستشفاء والتبرك بتراب
قدم الإمام عليه السلام وهو بعيد، ولعله ذكر هذا وأراد لوازمه وهو الغلو والاعتقاد بالألوهية كما
ورد في أخبار أخر " لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم
لقلت فيك قولا لم يمر بملاء الا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به " أو هو مبنى
على أن وضوح الامر بهذا الحد ينافي الابتلاء الذي لابد منه في التكليف. والأول أظهر. انتهى.
(2) الزخرف: 58 إلى 61.
557

بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي: " إن طوبى شجرة في الجنة أصلها في
دار علي ليس من مؤمن إلا وفي منزله غصن من أغصانها " غيري؟ قالوا: اللهم لا،
قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " تقاتل على سنتي وتبر
ذمتي " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله
" تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله
هل فيكم أحد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ورأسه في حجر جبرئيل فقال لي: " ادن من
ابن عمك فأنت أولى به مني " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه في حجره حتى غابت الشمس ولم يصل العصر فلما
انتبه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي صليت العصر؟ قلت: لا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله فردت
الشمس بيضاء نقية، فصليت ثم انحدرت. غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله
هل فيكم أحد أمر الله عز وجل رسوله أن يبعث ببراءة فبعث بها مع أبي بكر
فأتاه جبرئيل فقال: " يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " فبعثني
رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذتها من أبي بكر فمضيت بها وأديتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأثبت
الله على لسان رسوله أني منه، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد قال: له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت إمام من أطاعني، ونور أوليائي، والكلمة التي
ألزمتها المتقين " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنتي التي وعدني
ربي جنات عدن، قضيب غرسه الله بيده، ثم قال له: كن فكان، فليوال علي
ابن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده فهم الأئمة وهم الأوصياء أعطاهم الله علمي
وفهمي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم
منكم، يزول الحق معهم أينما زالوا " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل
فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " قضى فانقضى إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا
كافر منافق " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله
صلى الله عليه وآله مثل ما قال لي: " أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على
558

نوق بيض، شراك نعالهم نور يتلألأ، قد سهلت عليهم الموارد، وفرجت عنهم الشدائد
وأعطوا الأمان، وانقطعت عنهم الأحزان حتى ينطلق بهم إلى ظل عرش الرحمن،
توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب، يخاف الناس ولا يخافون
ويحزن الناس ولا يحزنون " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السلام فأبى أن يزوجه،
وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوجه، فخطبت إليه فزوجني، فجاء أبو بكر وعمر فقالا:
أبيت أن تزوجنا وزوجته؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما منعتكما وزوجته، بل الله
منعكما وزوجه " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " فأي سبب أفضل من
سببي وأي نسب أفضل من نسبي؟ إن أبي وأبا رسول الله لاخوان وإن الحسن و
الحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة ابناي، وفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله زوجتي سيدة نساء أهل الجنة، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله خلق الخلق ففرقهم
فرقتين فجعلني من خير الفرقتين،، ثم جعلهم شعوبا فجعلني في خير شعبه، ثم جعلهم
قبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت، ثم اختار من أهل
بيتي أنا وعليا وجعفر فجعلني خيرهم، فكنت نائما بين ابني أبي طالب فجاء جبرئيل
ومعه ملك فقال: يا جبرئيل إلى أي هؤلاء أرسلت؟ فقال: إلى هذا، ثم أخذ بيدي
فأجلسني. غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد سد رسول الله
صلى الله عليه وآله أبواب المسلمين كلهم في المسجد ولم يسد بابي فجاءه العباس وحمزة
وقالا: أخرجتنا وأسكنته؟ فقال لهما: " ما أنا أخرجتكم وأسكنته، بل الله أخرجكم
وأسكنه إن الله عز وجل أوحى إلى أخي موسى عليه السلام أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه
أنت وهارون وابنا هارون وإن الله عز وجل أوحى إلي أن اتخذ مسجدا طهورا
وأسكنه أنت وعلي وابنا علي " غيري؟ فقالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا
559

علي الحوض " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله
صلى الله عليه وآله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه وآله
نحو الغار وهم يرون أني أنا هو فقالوا: أين ابن عمك؟ فقلت: لا أدري فضربوني حتى
كادوا يقتلونني، غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي " إن الله أمرني بولاية علي فولايته ولايتي وولايتي ولاية ربي،
عهد عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه فهل سمعتم؟ قالوا: نعم قد سمعنا قال:
أما إن فيكم من يقول: قد سمعت وهو يحمل الناس على كتفيه ويعاديه قالوا: يا
رسول الله، أخبرنا بهم قال: أما إن ربى قد أخبرني بهم وأمرني بالاعراض عنهم
لأمر قد سبق وإنما يكتفي أحدكم بما يجد لعلي في قلبه " غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة غيري، كلهم يأخذ
اللواء ثم جاء صؤاب الحبشي (1) مولاهم، وهو يقول: والله لا أقتل بسادتي إلا محمدا
قد أزبد شدقاه واحمرتا عيناه فاتقيتموه وحدتم عنه (2) وخرجت إليه فلما أقبل
كأنه قبة مبنية، فاختلفت أنا وهو ضربتين فقطعته بنصفين وبقيت رجلاه وعجزه و
فخذه قائمة على الأرض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه. غيري قالوا: اللهم لا،
قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من مشركي قريش مثل قتلي؟ قالوا: اللهم
لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء عمرو بن عبد ود ينادي هل من مبارز، فكعتم (3)
عنه كلكم فقمت أنا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إلى أين تذهب، فقلت: أقوم إلى هذا
الفاسق، فقال: إنه عمرو بن عبد ود، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن كان هو عمرو بن -
عبد ود فأنا علي بن أبي طالب، فأعاد علي عليه السلام الكلام، وأعدت عليه، فقال:
إمض على اسم الله، فلما قربت منه قال: من الرجل؟ قلت: علي بن أبي طالب،
قال: كفو كريم ارجع يا ابن أخي فقد كان لأبيك معي صحبة ومحادثة فأنا أكره

(1) صؤاب هو غلام لبني أبى طلحة حبشي. وذلك في غزوة أحد.
(2) من حاد عنه يحيد: مال وعدل.
(3) كعت عن الشئ: إذا هبته وجبنته.
560

قتلك، فقلت له: يا عمرو إنك قد عاهدت الله ألا يخيرك أحد ثلاث خصال إلا اخترت
إحديهن فقال: اعرض علي، قلت: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، و
تقر بما جاء من عند الله، قال: هات غير هذه، قلت: ترجع من حيث جئت، قال: والله
لا تحدث نساء قريش بهذا أني رجعت عنك، فقلت: فأنزل فأقاتلك قال: أما هذه فنعم،
فنزل فاختلفت أنا وهو ضربتين فأصاب الحجفة وأصاب السيف رأسي وضربته ضربة
فانكشف رجليه فقتله الله على يدي، ففيكم أحد فعل هذا [غيري]؟ قالوا: اللهم لا،
قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد حين جاء مرحب وهو يقول:
أنا الذي سمتني أمي مرحب * شاك السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
فخرجت إليه فضربني وضربته وعلى رأسه نقير من جبل لم تكن تصلح على
رأسه بيضة من عظم رأسه، فقلبت النقير (1) ووصل السيف إلى رأسه فقتلته ففيكم أحد فعل
هذا؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على
رسوله صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله كساء خيبريا فضمني فيه وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين ثم قال:
" يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي
سيد العرب "؟ قالوا: " اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في
المسجد إذ نظر إلى شئ ينزل من السماء (2) فبادره ولحقه أصحابه فانتهى إلى سودان
أربعة يحملون سريرا، فقال لهم: ضعوا فوضعوا فقال: اكشفوا عنه فكشفوا فإذا أسود
مطوق بالحديد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من هذا؟ قالوا: غلام للرياحيين (3) كان قد أبق
عنهم خبثا وفسقا فأمرونا أن ندفنه في حديده كما هو فنظرت إليه، فقلت: يا رسول الله

(1) في بعض النسخ " فقلقت ". والنقير: ما نقر من الحجر والخشب ونحوه.
(2) أي انه صلى الله عليه وآله نظر إلى الملائكة ينزلون قام ومشى نحوهم لينظر لأي شئ والى
أي شئ ينزلون فمشى حتى انتهى إلى تلك الجنازة وعلم أن نزولهم لذلك (البحار)
(3) كأنه نسبة إلى رياح بطن من تميم.
561

ما رآني قط إلا قال: " أنا والله أحبك والله ما أحبك إلا مؤمن ولا أبغضك إلا كافر "
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا علي لقد أثابه الله بذا، هذا سبعون قبيلا من الملائكة كل
قبيل على ألف قبيل قد نزلوا يصلون عليه، ففك رسول الله صلى الله عليه وآله حديدته وصلى عليه
ودفنه؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله
مثل ما قال لي: " اذن لي البارحة في الدعاء فما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه، وما
سألت لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله وأعطانيه " فقلت: الحمد لله؟ قالوا: اللهم لا، قال:
نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففعل
ما فعل فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن -
الوليد - ثلاث مرات - ثم قال: اذهب يا علي فذهبت فوديتهم ثم ناشدتهم بالله هل بقي
شئ؟ فقالوا: إذ نشدتنا بالله فميلغة كلابنا وعقال بعيرنا فأعطيتهم لهما (1) وبقي معي
ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت: هذا لذمة رسول الله صلى الله عليه وآله ولما تعلمون ولما لا تعلمون و
لروعات النساء والصبيان، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال: والله ما يسرني
يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم (2)؟ قالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم

(1) الميلغة والميلغ: الاناء من خشب يجعل ليلغ فيه الكلب، يكون عند أصحاب
الغنم، يعنى أعطاهم قيمة كل مال ذهب لهم حتى قيمة الميلغة والعقال.
(2) قال ابن إسحاق على ما في السيرة ج 4 ص 70: قد بعث رسول الله صلى الله عليه وآله فيما حول
مكة السرايا تدعو إلى الله عز وجل ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره
أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا، فوطئ خالد بني جذيمة فأصاب منهم. ونقل باسناده
عن الباقر عليه السلام أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا
ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العرب: سليم بن منصور، ومدلج بن مرة فوطئوا بنى جذيمة
ابن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح
فان الناس قد أسلموا. فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك، فكتفوا، ثم عرضهم على
السيف، فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله رفع يده إلى
السماء، ثم قال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ". ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا
عليه السلام فقال: يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت
قدميك. فخرج علي عليه السلام حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وآله فودى لهم الدماء وما
أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدى ميلغة الكلب حتى إذا لم يبق شئ من دم ولا مال الا وداه
بقيت معه بقية من المال فقال لهم علي عليه السلام حين فرغ منهم: هل بقي لكم بقية من دم أو مال
لم يود لكم؟ قالوا: لا، قال: فانى أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وآله
ففعل ثم رجع - الخ (وفى الكامل) فرجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أصبت وأحسنت.
562

رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي لقد عرضت علي أمتي البارحة فمر بي أصحاب الرايات
فاستغفرت لك ولشيعتك "؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: يا أبا بكر اذهب فاضرب عنق ذلك الرجل الذي تجده في موضع كذا وكذا
فرجع، فقال: قتلته؟ قال: لا، وجدته يصلي، قال: يا عمر اذهب فاقتله فرجع، فقال: قتلته
قال: لا، وجدته يصلي فقال: آمركما بقتله فتقولان: وجدناه يصلي؟! قال: يا علي اذهب
فاقتله فلما مضيت قال: إن أدركه قتله. فرجعت فقلت: يا رسول الله لم أجد أحدا فقال:
صدقت أما إنك لو وجدته لقتلته؟ (1) قالوا: اللهم نعم، قال: نشدتكم بالله هل فيكم
أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي: " إن وليك في الجنة وعدوك في النار "؟
قالوا: اللهم لا.
قال: نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت: لرسول الله صلى الله عليه وآله: إن إبراهيم
ليس منك وإنه ابن فلان القبطي، قال: يا علي اذهب فاقتله، فقلت: يا رسول الله
إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت؟ قال: لا بل تثبت، فذهبت فلما
نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت
خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره، فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت
فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت (2)؟ فقالوا:
اللهم لا، فقال: اللهم اشهد.

(1) المراد به ذو الثدية وقصته مشهورة.
(2) فيه نكارة شديدة إذ النبي صلى الله عليه وآله كيف أمر بقتل من لم يثبت جرمه، وكيف لم يقم
حد القذف على عائشة؟! وهذا مما يضعف الخبر، والعلم عند الله.
563

أبواب الخمسين
وما فوقه
الحقوق الخمسون التي كتب بها علي بن الحسين سيد العابدين
عليهما السلام إلى بعض أصحابه
1 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي (1) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثنا خيران بن داهر
قال: حدثني أحمد بن علي بن سليمان الجبلي عن أبيه، عن محمد بن علي، عن محمد بن
فضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: هذه رسالة علي بن الحسين عليهما السلام إلى بعض أصحابه

(1) الظاهر هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي الثقة كما في منهج
المقال يروى عن جعفر بن محمد بن مالك وهو كما في الخلاصة ضعيف في الحديث. ونقل
- رحمه الله - عن ابن الغضائري (ره) أنه كان يضع الحديث وضعا ويروى عن المجاهيل
وسمعنا من قال كان أيضا فاسد المذهب والرواية، ثم قال قال الشيخ الطوسي (ره): أن جعفر
ابن محمد بن مالك كوفي ثقة ويضعفه قوم - الخ. وأما خيران - بالمعجمة - فإن كان هو
خيران الخادم القراطيسي الذي عده الشيخ من أصحاب الهادي عليه السلام فهو ثقة ذو مرتبة عظيمة
عنده عليه السلام كما يظهر من بعض الأخبار، وإن كان غيره فهو مهمل. وأما أحمد بن
علي بن سليمان الجبلي وأبيه فلم أجد من ذكرهما. وأما محمد بن علي فهو أبو سمينة
الصيرفي ظاهرا بقرينة روايته عن محمد بن فضيل. وقال النجاشي: ضعيف جدا فاسد الاعتقاد
لا يعتمد على شئ.
ثم اعلم أن الاعتبار في أمثال هذه الأحاديث بالمتن لا بالسند، وقد روى المصنف
- رحمه الله - قسما كبيرا من هذا الحديث الشريف في الفقيه بسند آخر عن أبي حمزة و
اعتمد عليه جملة من المشايخ العظام لقرائن كانت عندهم على صحة صدوره، ورواه ابن شعبة
الحراني في تحف العقول بنحو أبسط.
564

اعلم أن لله عز وجل عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها،
أو حال حلتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت فيها، فأكبر حقوق
الله تبارك وتعالى عليك ما أوجب عليك لنفسه من حقه الذي هو أصل الحقوق، ثم ما
أوجب الله عز وجل عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل
عز وجل للسانك عليك حقا، ولسمعك عليك حقا، ولبصرك عليك حقا، وليدك
عليك حقا، ولرجلك عليك حقا، ولبطنك عليك حقا، ولفرجك عليك حقا
فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الافعال، ثم جعل عز وجل لأفعالك عليك حقوقا
فجعل لصلاتك عليك حقا، ولصومك عليك حقا، ولصدقتك عليك حقا، ولهديك
عليك حقا، ولأفعالك عليك حقوقا.
ثم يخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك فأوجبها عليك
حقوق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق تتشعب منها
حقوق فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان، ثم حق سائسك
بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، وكل سائس إمام (1). وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها
عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم فإن الجاهل رعية العالم، ثم
حق رعيتك بالملك من الأزواج وما ملكت الايمان، وحقوق رعيتك كثيرة متصلة
بقدر اتصال الرحم في القرابة، وأوجبها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك
ثم حق أخيك، ثم الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى، ثم حق مولاك المنعم عليك
ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك، (2) ثم حق ذوي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك
لصلاتك، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك، ثم حق جاريك، ثم حق
صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق
غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك، ثم حق
خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق

(1) السائس: القائم بأمر والمدبر له.
(2) كذا والظاهر تصحيفه، والصواب كما سيأتي في تفصيله عليه السلام هذه الحقوق " حق
مولاك الجارية نعمتك عليه ".
565

مستنصحك، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو
أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرى لك على يديه
مساءة بقول أو فعل (1) عن تعمد منه أو غير تعمد، ثم حق أهل ملتك عليك، ثم حق
أهل ذمتك، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرف الأسباب.
فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه لذلك وسدده.
فأما حق الله (2) الأكبر عليك فأن تعبده لا تشرك به شيئا، فإذا فعلت بالاخلاص
جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، وحق نفسك عليك أن تستعملها
بطاعة الله عز وجل، وحق اللسان إكرامه عن الخنى، وتعويده الخير، وترك الفضول
التي لا فائدة لها، والبر بالناس وحسن القول فيهم، وحق السمع تنزيهه عن
سماع الغيبة، وسماع مالا يحل سماعه، وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر
بالنظر به، وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك، وحق رجليك أن لا تمشي
بهما إلى مالا يحل لك، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردى في النار،
وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام، ولا تزيد على الشبع، وحق فرجك أن
تحصنه عن الزنا، وتحفظه من أن ينظر إليه، وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة
إلى الله عز وجل وأنت فيها قائما بين يدي الله عز وجل، فإذا علمت ذلك قمت
مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع
المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار، وتقبل عليها بقلبك، وتقيمها بحدودها
وحقوقها، وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك،
وبه قبول توبتك (3) وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك، وحق الصوم أن تعلم أنه
حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار،
فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك، وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند

(1) زاد في التحف " أو مسرة بقول أو فعل " ولعله سقط من النساخ.
(2) من هنا إلى آخر الحديث أورده المصنف في الفقيه بعد كتاب الحج.
(3) في الفقيه " وفيه قبول توبتك ".
566

ربك عز وجل، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها فإذا علمت ذلك كنت
بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية، وتعلم أنها تدفع البلايا عنك
في الدنيا، وتدفع عنك النار في الآخرة، وحق الهدى أن تريد به وجه الله عز وجل،
ولا تريد به خلقه، ولا تريد به إلا التعرض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه، و
حق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعله الله عز وجل له
عليك من السلطان، وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة، و
تكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء، وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير
لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك وأن لا تجيب
أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدت في مجلسه أحدا ولا تغتاب
عنده أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه، ولا تجالس
له عدوا ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت
علمه لله جل اسمه لا للناس، وأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط
الله عز وجل، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأما حق رعيتك بالسلطان
فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد
الرحيم، وتغفر لهم جهلهم، ولا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله عز وجل على ما آتاك من
القوة عليهم، وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما
لهم فيما آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق
بهم (1) ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند
طلبهم العلم منك كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب
محلك، وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن
ذلك نعمة من الله عليك، فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فان لها
عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها فإذا جهلت عفوت عنها، وأما حق

(1) الخرق - بالضم والتحريك -: ضد الرفق، وأن لا يحسن الرجل العمل
567

مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك لم تملكه لأنك
صنعته دون الله ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا، ولكن الله عز وجل
كفاك ذلك، ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير
إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلت به، ولم تعذب خلق الله
عز وجل، ولا قوة إلا بالله.
وحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، و
أعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال
أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك،
وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها
إلا بعون الله تعالى وتوفيقه، وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنه لولاه
لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه،
فاحمد الله واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلا بالله، وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك
ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب
والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه
مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه، وأما حق أخيك فأن تعلم أنه
يدك وعزك وقوتك، فلا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم لخلق الله،
ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فان أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك
منه، ولا قوة إلا بالله، وأما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله و
أخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها فأطلقك من أسر الملكة و
فك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن، وملكك نفسك، وفرغك لعبادة ربك
وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج
إليه منك، ولا قوة إلا بالله، وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه، فأن تعلم أن الله عزو
جل جعل عتقك له وسيلة إليه، وحجابا لك من النار، وأن ثوابك في العاجل ميراثه
إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة، وأما حق ذي
568

المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء
فيما بينك وبين الله عز وجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية، ثم إن
قدرت على مكافأته يوما كافيته، وأما حق المؤذن أن تعلم أنه مذكر لك ربك عز و
جل، وداع لك إلى حظك، وعونك على قضاء فرض الله عليك، فاشكره على ذلك
شكرك للمحسن إليك، وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما
بينك وبين ربك عز وجل، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وكفاك
هول المقام بين يدي الله عز وجل، فإن كان به نقص كان به دونك، وإن كان تماما
كنت شريكه، ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته، فتشكر
له على قدر ذلك، وأما حق جليسك فأن تلين له جانبك وتنصفه في مجازاة اللفظ ولا
تقوم من مجلسك إلا باذنه، ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك وتنسي زلاته
وتحفظ خيراته، ولا تسمعه إلا خيرا، وأما حق جارك فحفظه غائبا، وإكرامه شاهدا
ونصرته إذا كان مظلوما، ولا تتبع له عورة، فان علمت عليه سوءا سترته عليه، وإن
علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تسلمه عند شديدة، وتقيل
عثرته، وتغفر ذنبه، وتعاشره معاشرة كريمة، ولا قوة إلا بالله، وأما حق
الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والانصاف، وتكرمه كما يكرمك، وكن عليه رحمة،
ولا تكن عليه عذابا، ولا قوة إلا بالله، وأما حق الشريك فان غاب كفيته وإن حضر
رعيته، ولا تحكم دون حكمه، ولا تعمل رأيك دون مناظرته، وتحفظ عليه ماله، ولا
تخونه فيما عز أو هان من أمره فإن يد الله تبارك وتعالى على الشريكين ما لم يتخاونا
ولا قوة إلا بالله. وأما حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حله، ولا تنفقه إلا في وجهه،
ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربك، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة
والندامة مع السعة، ولا قوة إلا بالله، وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا
أعطيته، وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا (1) وحق
الخليط أن لا تغره، ولا تغشه، ولا تخدعه، وتتقى الله تبارك وتعالى في أمره، وحق

(1) ليس في النسخ ولا في التحف حق الغريم الذي تطالبه ولعله سقط.
569

الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه،
وأوفيته حقه، وإن كان ما يدعي باطلا رفقت به، ولم تأت في أمره غير الرفق، ولم
تسخط ربك في أمره، ولا قوة إلا بالله، وحق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت
محقا في دعوتك أجملت مقاولته، ولم تجحد حقه، وإن كنت مبطلا في دعوتك اتقيت الله
عز وجل وتبت إليه، وتركت الدعوى، وحق المستشير إن علمت أن له رأيا أشرت
عليه، وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم، وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك
من رأيه، فان وافقك حمدت الله عز وجل، وحق المستنصح أن تودي إليه النصحية
وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به، وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغى إليه
بسمعك، فان أتى الصواب حمدت الله عز وجل وإن لم يوافق رحمته، ولم تتهمه وعلمت
أنه أخطأ، ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشئ من أمره على
حال، ولا قوة إلا بالله، وحق الكبير توقيره لسنه، وإجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك
وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه، ولا تستجهله، وإن جهل
عليك احتملته وأكرمته لحق الاسلام وحرمته، وحق الصغير رحمته في تعليمه والعفو
عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له، وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته،
وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله، وإن منع فاقبل عذره،
وحق من سرك الله تعالى ذكره أن تحمد الله عز وجل أولا، ثم تشكره، وحق
من أساءك أن تعفو عنه، وإن علمت أن العفو عنه يضر انتصرت قال الله تبارك وتعالى: " و
لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " (1) وحق أهل ملتك إضمار السلامة
والرحمة لهم، والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم، وشكر محسنهم وكف الأذى
عنهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تكون شيوخهم
بمنزله أبيك، وشبانهم بمنزلة إخوتك، وعجائزهم بمنزلة أمك، والصغار بمنزلة
أولادك، وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل، ولا تظلمهم ما وفوا الله
عز وجل بعهده.

(1) الشورى: 41.
570

خمسون خصلة من صفات المؤمن
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس
جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن علي،
عن أبي سليمان الحلواني (1) أو عن رجل عنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صفة المؤمن
قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى،
وبر في استقامة، وإغماض عند شهوة، وعلم في حلم، وشكر في رفق، وسخاء في حق،
وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة في نصيحة، وورع في رغبة،
وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره
صبور، وفي الرخاء شكور، لا يغتاب ولا يتكبر ولا يبغي، وإن بغي عليه صبر، ولا يقطع
الرحم وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ، ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه
ولا يحسد الناس، ولا يفتر ولا يبذر ولا يسرف، بل يقتصد، ينصر المظلوم، ويرحم
المساكين، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا، ولا يجزع
من ألمها، للناس هم قد أقبلوا عليه، وله هم قد شغله، لا يرى في حلمه نقص، ولا في
رأيه وهن، ولا في دينه ضياع (2)، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع من
الباطل والخنى والجهل (3) فهذه صفة المؤمن.
ثواب من حج خمسين حجة
3 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -
الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن سيف، عن عبد المؤمن، عن هارون بن -
خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من حج خمسين حجة بنى الله له
مدينة في جنة عدن فيها مائة ألف قصر في كل قصر حور من حور العين وألف زوجة،
ويجعل من رفقاء محمد صلى الله عليه وآله في الجنة.

(1) لم أجده. ولعله إبراهيم بن مسلم الحلواني ولكن لم أعثر على عنوانه بهذه الكنية.
(2) أي دينه متين لا يضيع بالشكوك والشبهات ولا بارتكاب المعاصي.
(3) كاع عنه يكيع: جبن عنه وهابه. وفى بعض النسخ " يكتع " بالتاء المثناة الفوقية
من كتع يكتع: هرب. والخنى: الفحش، والجهل مقابل العلم أو السفاهة.
571

أبواب السبعين
وما فوقه
لأمير المؤمنين عليه السلام سبعون منقبة لم يشركه فيها أحد من الأئمة
1 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن -
موسى الدقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب (1)، وعلي بن عبد الله
الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان
قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول: قال: حدثنا
سليمان بن حكيم، عن ثور بن يزيد، عن مكحول قال: قال أمير المؤمنين علي بن -
أبي طالب عليه السلام لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه ليس فيهم رجل
له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم،
قلت: يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن، فقال عليه السلام: إن أول منقبة لي أني لم
أشرك بالله طرفة عين ولم أعبد اللات والعزى، والثانية أني لم أشرب الخمر قط،
والثالثة أن رسول الله صلى الله عليه وآله استوهبني عن أبي في صبائي وكنت أكيله وشريبه ومؤنسه و
محدثه، والرابعة أني أول الناس إيمانا وإسلاما، والخامسة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال لي: " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، و
السادسة أني كنت آخر الناس عهدا برسول الله ودليته في حفرته، والسابعة أن
رسول الله صلى الله عليه وآله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار وسجاني ببرده، فلما جاء
المشركون ظنوني محمدا صلى الله عليه وآله فأيقظوني وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته
فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه، وأما الثامنة فان رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب
من العلم يفتح كل باب ألف باب ولم يعلم ذلك أحدا غيري، وأما التاسعة فان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي: " يا علي إذا حشر الله عز وجل الأولين والآخرين نصب
لي منبر فوق منابر النبيين، ونصب لك منبر فوق منابر الوصيين فترتقي عليه "، وأما

(1) هو والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب واحد، وله ترجمة في لسان
الميزان ج 2 ص 271.
572

العاشرة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي لا أعطى في القيامة إلا سألت لك مثله "
وأما الحادية عشرة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي أنت أخي وأنا أخوك
يدك في يدي حتى تدخل الجنة "، وأما الثانية عشرة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: " يا علي مثلك في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها
غرق، وأما الثالثة عشرة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله عممني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات
النصر على أعداء الله فهزمتهم بإذن الله عز وجل، وأما الرابعة عشرة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله
أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها فقلت: يا رسول الله بل امسح أنت،
فقال: " يا علي فعلك فعلي " فمسحت عليها يدي فدر علي من لبنها فسقيت رسول الله صلى الله عليه وآله
شربة، ثم أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني سألت الله
عز وجل أن يبارك في يدك ففعل "، وأما الخامسة عشرة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلي
وقال: " يا علي لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك، فإنه إن رأى أحد
عورتي غيرك تفقأت عيناه، فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول الله؟ فقال: إنك
ستعان " فوالله ما أردت أن اقلب عضوا من أعضائه إلا قلب لي، وأما السادسة عشرة فاني
أردت ان أجرده فنوديت " يا وصي محمد لا تجرده فغسله والقميص عليه " فلا والله الذي
أكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصني الله بذلك من بين أصحابه،
وأما السابعة عشرة فان الله عز وجل زوجني فاطمة، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر
فزوجني الله من فوق سبع سماواته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هنيئا لك يا علي فان الله
عز وجل زوجك فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وهي بضعة مني " فقلت: يا رسول الله
أو لست منك؟ فقال: " بلى يا علي أنت مني وأنا منك كيميني من شمالي، لا
أستغني عنك في الدنيا والآخرة " وأما الثامنة عشرة فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " لي يا
علي أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق مني مجلسا،
يبسط لي ويبسط لك فأكون في زمرة النبيين وتكون في زمرة الوصيين، ويوضع على
رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحف بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ الله عز وجل
من حساب الخلائق "، وأما التاسعة عشرة فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " ستقاتل الناكثين
573

والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فان لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة ألف
من شيعتك "، فقلت: يا رسول الله فمن الناكثون؟ قال: " طلحة والزبير سيبايعانك
بالحجاز وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما فان في قتالهما طهارة لأهل
الأرض " قلت: فمن القاسطون قال: " معاوية وأصحابه " قلت: فمن المارقون؟
قال: " أصحاب ذي الثدية وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
فاقتلهم فان في قتلهم فرجا لأهل الأرض، وعذابا معجلا عليهم، وذخرا لك عند الله
عز وجل يوم القيامة " وأما العشرون فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي: " مثلك
في أمتي مثل باب حطة في بني إسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما
أمره الله عز وجل، وأما الحادية والعشرون فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " أنا
مدينة العلم وعلي بابها ولن تدخل المدينة إلا من بابها، ثم قال: يا علي إنك سترعى
ذمتي وتقاتل على سنتي وتخالفك أمتي " وأما الثانية والعشرون فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: " إن الله تبارك وتعالى خلق ابني الحسن والحسين من نور ألقاه إليك و
إلى فاطمة، وهما يهتزان كما يهتز القرطان إذا كانا في الاذنين، ونورهما متضاعف على
نور الشهداء سبعين ألف ضعف، يا علي إن الله عز وجل قد وعدني أن يكرمهما كرامة
لا يكرم بها أحدا ما خلا النبيين والمرسلين "، وأما الثالثة والعشرون فان رسول الله
صلى الله عليه وآله أعطاني خاتمه في حياته ودرعه ومنطقته وقلدني سيفه وأصحابه كلهم حضور و
عمي العباس حاضر، فخصني الله عز وجل منه بذلك دونهم، وأما الرابعة والعشرون
فان الله عز وجل أنزل على رسوله " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجويكم صدقة " فكان لي دينار فبعته عشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله
صلى الله عليه وآله أصدق قبل ذلك بدرهم، ووالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي،
فأنزل الله عز وجل: " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله
عليكم - الآية " (1) فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان، أما الخامسة والعشرون فاني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا

(1) المجادلة: 13 - 14.
574

وهي محرمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت يا علي إن الله تبارك وتعالى بشرني
فيك ببشرى لم يبشر بها نبيا قبلي بشرني بأنك سيد الأوصياء وأن ابنيك الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة يوم القيامة "، وأما السادسة والعشرون فان جعفرا
أخي الطيار في الجنة مع الملائكة، المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد، و
أما السابعة والعشرون فعمي حمزة سيد الشهداء في الجنة، وأما الثامنة والعشرون فان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إن الله تبارك وتعالى وعدني فيك وعدا لن يخلفه، جعلني
نبيا وجعلك وصيا، وستلقى من أمتي من بعدي ما لقى موسى من فرعون، فاصبر
واحتسب حتى تلقاني فأوالي من والاك، وأعادي من عاداك "، وأما التاسعة والعشرون
فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك،
وسيأتيك قوم فيستسقونك فتقول: لا ولا مثل ذرة، فينصرفون مسودة وجوههم، و
سترد عليك شيعتي وشيعتك فتقول: رووا رواء مرويين فيروون مبيضة وجوههم "، وأما
الثلاثون فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يحشر أمتي يوم القيامة على خمس
رايات، فأول راية ترد علي راية فرعون هذه الأمة وهو معاوية، والثانية مع سامري
هذه الأمة وهو عمرو بن العاص، والثالثة مع جاثليق هذه الأمة وهو أبو موسى الأشعري،
والرابعة مع أبي الأعور السلمي، وأما الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون و
أنت إمامهم، ثم يقول الله تبارك وتعالى للأربعة: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا
فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وهم شيعتي ومن والاني وقاتل معي الفئة
الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي فينادي هؤلاء ألم أكن معكم
قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر
الله وغركم بالله الغرور. فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار
هي موليكم وبئس المصير، ثم ترد أمتي وشيعتي فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدي
عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل، وأما الحادية والثلاثون فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " لولا أن يقول فيك الغالون من أمتي ما قالت النصارى في عيسى
ابن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك
575

يستشفون به ". وأما الثانية والثلاثون فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " إن الله
تبارك وتعالى نصرني بالرعب فسألته أن ينصرك بمثله فجعل لك من ذلك مثل الذي
جعل لي ". وأما الثالثة والثلاثون فان رسول الله صلى الله عليه وآله التقم اذني وعلمني ما كان وما
يكون إلى يوم القيامة، فساق الله عز وجل ذلك إلي على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، وأما
الرابعة والثلاثون فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل الله عز وجل فيه " فمن حاجك فيه
من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا و
أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "، فكان نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله و
النساء فاطمة عليها السلام والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله
الاعفاء فأعفاهم والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله لو بأهلونا
لمسخوا قردة وخنازير. وأما الخامسة والثلاثون فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني يوم
بدر فقال: ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح
منها رائحة المسك فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين وتلك الحصيات أربع منها كن من
الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كل حصاة
مائة ألف ملك مددا لنا، لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضلة أحدا قبل ولا بعد، وأما
السادسة والثلاثون فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " ويل لقاتلك إنه أشقى من ثمود
ومن عاقر الناقة، وإن عرش الرحمن ليهتز لقتلك، فأبشر يا علي فإنك في زمرة الصديقين
والشهداء والصالحين، وأما السابعة والثلاثون فان الله تبارك وتعالى قد خصني من
بين أصحاب محمد صلى الله عليه وآله بعلم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاص والعام،
وذلك مما من الله به علي وعلى رسوله، وقال لي الرسول صلى الله عليه وآله: " يا علي إن الله
عز وجل أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأعلمك ولا أجفوك، وحق علي أن
أطيع ربي، وحق عليك أن تعي " وأما الثامنة والثلاثون فان رسول الله صلى الله عليه وآله
بعثني بعثا ودعا لي بدعوات وأطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه
قال: لو قدر محمد أن يجعل ابن عمه نبيا لجعله فشرفني الله عز وجل بالاطلاع
على ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، وأما التاسعة والثلاثون فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
576

يقول: " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا، لا يجتمع حبي وحبه إلا في قلب
مؤمن، إن الله عز وجل جعل أهل حبي وحبك يا علي في أول زمرة السابقين إلى
الجنة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار "، وأما
الأربعون فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني في بعض الغزوات إلى ركي فإذا ليس فيه ماء،
فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم، فقال: ائتني منه، فأتيت منه بطين
فتكلم فيه، ثم قال: ألقه في الركي فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب
الركي، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفقت يا علي وببركتك نبع الماء. فهذه
المنقبة خاصة بي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله. وأما الحادية والأربعون فاني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: " أبشر يا علي فان جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمد إن الله تبارك وتعالى
نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك فجعله وصيك
والمؤدي عنك "، وأما الثانية والأربعون فإني سمعت رسول الله يقول: " أبشر يا
علي فإن منزلك في الجنة مواجه منزلي وأنت معي في الرفيق الاعلى في أعلى
عليين "، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما أعلى عليون؟ فقال: قبة من درة بيضاء
لها سبعون ألف مصراع مسكن لي ولك يا علي، وأما الثالثة والأربعون فإن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إن الله عز وجل رسخ حبي في قلوب المؤمنين وكذلك رسخ
حبك يا علي في قلوب المؤمنين، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين، فلا يحبك
إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا منافق كافر، وأما الرابعة والأربعون فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " لن يبغضك من العرب إلا دعي، ولا من العجم إلا شقي، ولا
من النساء إلا سلقلقية " (1) وأما الخامسة والأربعون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاني وأنا
رمد العين فتفل في عيني وقال: " اللهم اجعل حرها في بردها وبردها في حرها "،
فوالله ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة (2) وأما السادسة والأربعون فإن رسول الله

(1) السلقلق التي تحيض في دبرها والسلقلقية: الصخابة. (القاموس).
(2) راجع خصائص النسائي ص 38 ومسند أبى داود الطيالسي ج 1 ص 122. ورياض
النضرة ج 2 ص 189.
577

صلى الله عليه وآله أمر أصحابه وعمومته بسد الأبواب وفتح بأبي بأمر الله عز وجل فليس لأحد
منقبة مثل منقبتي، وأما السابعة والأربعون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في وصيته
بقضاء ديونه وعداته، فقلت: يا رسول الله قد علمت أنه ليس عندي مال فقال:
سيعينك الله، فما أردت أمرا من قضاء ديونه وعداته إلا يسره الله لي حتى قضيت ديونه
وعداته، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا وبقي بقية أوصيت الحسن أن يقضيها،
وأما الثامنة والأربعون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في منزلي، ولم يكن طعمنا منذ
ثلاثة أيام فقال: يا علي هل عندك من شئ؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة
واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا
فاطمة ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئا، فقالت: خرجت الساعة، فقلت: يا
رسول الله أدخله أنا؟ فقال: ادخل باسم الله، فدخلت فإذا أنا بطبق موضوع عليه
رطب من تمر وجفنة من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي رأيت الرسول
الذي حمل هذا الطعام؟ فقلت: نعم، فقال صفه لي، فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر،
فقال: تلك خطط جناح جبرئيل عليه السلام مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى
شبعنا فما رأى إلا خدش أيدينا وأصابعنا فخصني الله عز وجل بذلك من بين أصحابه،
وأما التاسعة والأربعون فإن الله تبارك وتعالى خص نبيه صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصني
النبي صلى الله عليه وآله بالوصية فمن أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء عليهم السلام، وأما
الخمسون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ببراءة مع أبي بكر فلما مضى أتى جبرئيل عليه السلام
فقال: يا محمد لا يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك. فوجهني على ناقته العضباء فلحقته
بذي الحليفة فأخذتها منه فخصني الله عز وجل بذلك، وأما الحادية والخمسون فان
رسول الله صلى الله عليه وآله أقامني للناس كافة يوم غدير خم، فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه
فبعدا وسحقا للقوم الظالمين " وأما الثانية والخمسون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " يا
علي ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبرئيل عليه السلام؟ فقلت: بلى قال: قل: " يا رازق
المقلين، ويا راحم المساكين، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أرحم
الراحمين ارحمني وارزقني "، وأما الثالثة والخمسون فإن الله تبارك وتعالى لن
578

يذهب بالدنيا حتى يقوم منا القائم، يقتل مبغضينا، ولا يقبل الجزية، ويكسر
الصليب والأصنام، ويضع الحرب أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسوية، و
يعدل في الرعية. وأما الرابعة والخمسون فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا
علي سيلعنك بنو أمية ويرد عليهم ملك بكل لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم
أربعين سنة، وأما الخامسة والخمسون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي: سيفتتن فيك
طوائف من أمتي فيقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف شيئا فبماذا أوصى عليا؟ أوليس
كتاب ربي أفضل الأشياء بعد الله عز وجل والذي بعثني بالحق لئن لم تجمعه
باتقان لم يجمع أبدا " فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة، وأما السادسة
والخمسون فان الله تبارك وتعالى خصني بما خص به أولياءه وأهل طاعته وجعلني
وارث محمد صلى الله عليه وآله فمن ساءه ساءه ومن سره سره وأومأ بيده نحو المدينة. وأما السابعة
والخمسون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض الغزوات ففقد الماء فقال لي: يا علي قم
إلى هذه الصخرة وقل: أنا رسول رسول الله انفجري لي ماء، فوالله الذي أكرمه بالنبوة
لقد أبلغتها الرسالة فاطلع منها مثل ثدي البقر، فسال من كل ثدي منها ماء،
فلما رأيت ذلك أسرعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال: انطلق يا علي فخذ من الماء
وجاء القوم حتى ملؤوا قربهم وأدواتهم وسقوا دوابهم وشربوا وتوضؤوا فخصني الله
عز وجل بذلك من دون الصحابة، وأما الثامنة والخمسون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله
أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء فقال: يا علي ائتني بتور فأتيته به فوضع يده اليمنى
ويدي معها في التور، فقال: أنبع فنبع الماء من بين أصابعنا، وأما التاسعة والخمسون
فإن رسول الله وجهني إلى خيبر فلما أتيته وجدت الباب مغلقا فزعزعته شديدا فقلعته
ورميت به أربعين خطوة، فدخلت فبرز إلي مرحب فحمل علي وحملت عليه وسقيت
الأرض من دمه، وقد كان وجه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين، وأما الستون
فإني قتلت عمرو بن عبد ود، وكان يعد ألف رجل (1)، وأما الحادية والستون فاني

(1) زاد في نسخة من المخطوطة " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حقي: لضربة
على يوم الخندق أفضل من أعمال الثقلين ": وقال عليه السلام " برز الاسلام كله إلى
الكفر كله ".
579

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " يا علي مثلك في أمتي مثل " قل هو الله أحد " فمن
أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ
ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن
كله "، وأما الثانية والستون فإني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع المواطن و
الحروب وكانت رايته معي، وأما الثالثة والستون فإني لم أفر من الزحف قط،
ولم يبارزني أحد إلا سقيت الأرض من دمه، وأما الرابعة والستون فإن رسول الله
صلى الله عليه وآله اتي بطير مشوي من الجنة فدعا الله عز وجل أن يدخل عليه أحب خلقه إليه
فوفقني الله للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير. وأما الخامسة والستون فاني
كنت أصلي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل الله
تبارك وتعالى في " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون "، وأما السادسة والستون فإن الله تبارك وتعالى رد علي
الشمس مرتين ولم يردها على أحد من أمة محمد صلى الله عليه وآله غيري، وأما السابعة والستون
فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن ادعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته ولم يطلق ذلك
لاحد غيري، وأما الثامنة والستون فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " يا علي إذا كان
يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين سيد الأنبياء؟ فأقوم، ثم ينادي أين
سيد الأوصياء؟ فتقوم ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنة، ويأتيني مالك بمقاليد النار
فيقولان: إن الله جل جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ونأمرك أن تدفعها إلى علي بن -
أبي طالب، فتكون يا علي قسيم الجنة والنار، وأما التاسعة والستون فاني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " لولاك ما عرف المنافقون من المؤمنين "، وأما السبعون
فإن رسول الله صلى الله عليه وآله نام ونومني وزوجتي فاطمة وابني الحسن والحسين وألقى
علينا عباءة قطوانية فأنزل الله تبارك وتعالى فينا " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وقال جبرئيل عليه السلام: أنا منكم يا محمد، فكان سادسنا
جبرئيل عليه السلام.
2 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
580

عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا أبو حامد الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز
ابن الخطاب، عن تليد بن سليمان (1)، عن ليث، عن مجاهد قال: نزلت في علي
عليه السلام سبعون آية ما شركه في فضلها أحد.
ثواب من استغفر الله عز وجل في الوتر سبعين مرة
3 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد ولا أعلمه إلا عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من قال في وتره إذا أوتر: " أستغفر الله وأتوب إليه " سبعين مرة وهو قائم
فواظب على ذلك حتى يمضي له سنة كتبه الله عنده من المستغفرين بالاسحار ووجبت
له المغفرة من الله عز وجل.
ثواب من استغفر الله عز وجل بعد صلاة الفجر سبعين مرة
4 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى العطار
عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن
سعيد، عن عمرو بن سهل، عن هارون بن خارجة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له، ولو عمل ذلك اليوم سبعين ألف
ذنب، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه. وفي رواية أخرى " سبعمائة ذنب ".

(1) هو تليد بن سليمان المحاربي أبو سليمان أو أبو إدريس الكوفي الأعرج مذهبه
التشيع من أصحاب الصادق عليه السلام وجرحه العامة قال ابن حبان: " كان رافضيا يشتم الصحابة
وروى في فضائل أهل البيت عجائب " وقال صالح بن جزرة: كانوا يسمونه بليدا يعنى بالموحدة
والمراد بليث ليث بن أبي سليم القرشي مولاهم أبو بكر الكوفي واسم أبى سليم أيمن ويقال:
أنس ويقال: زياد ويقال عيسى. ضعفه العامة وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة ومع الضعف
يكتب حديثه، وقال البرقاني: سألت الدارقطني عنه فقال: صاحب سنة يخرج حديثه ". واما
عبد العزيز بن الخطاب فهو أبو الحسن الكوفي نزيل بصرة صدوق ثقة.
581

ثواب من استغفر الله عز وجل كل يوم من شعبان سبعين مرة
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني موسى
ابن جعفر البغدادي، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن محمد بن -
أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة:
" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الحي القيوم، وأتوب إليه " كتب
في الأفق المبين، قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع بين يدي العرش فيها أنهار
تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.
6 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا
جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال
قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن علي بن -
موسى الرضا عليهما السلام يقول: من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب الله دخل الجنة،
ومن استغفر في كل يوم من شعبان سبعين مرة حشر يوم القيامة في زمرة رسول الله صلى الله عليه وآله
ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة حرم الله
جسده على النار، ومن صام ثلاثة أيام من شعبان ووصلها من صيام شهر رمضان كتب الله
له صوم شهرين متتابعين.
لواء الحمد سبعون شقة
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن أحمد الاسكيف القمي
بالري يرفع الحديث إلى محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن حسان القوسي (1) قال:
حدثنا علي بن محمد الأنصاري المروزي قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم الرازي
المعروف بأبي زرعة قال: حدثني أحمد بن عبد الحميد (2) الحماني، عن ليث، عن مجاهد،

(1) كذا في بعض النسخ وفى بعضها " محمد بن حسان المقدسي " ولم أجد من ذكره
(2) كذا، ولعل الصواب " احمد عن عبد الحميد " والمراد أحمد بن يونس أو أحمد
ابن عمر الوكيعي.
582

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل عليه السلام وهو فرح مستبشر،
فقلت: حبيبي جبرئيل مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وابن عمي
علي بن أبي طالب عليه السلام عند ربه؟ فقال: والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة
ما هبطت في وقتي هذا إلا لهذا، يا محمد الله الاعلى يقرء عليكما السلام وقال: محمد نبي
رحمتي، وعلي مقيم حجتي، لا أعذب من والاه وإن عصاني ولا أرحم من عاداه
وإن أطاعني، قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه
لواء الحمد وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنا على كرسي
من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس فاخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب
عليه السلام، فوثب عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله وكيف يطيق على حمل اللواء وقد
ذكرت أنه سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا
كان يوم القيامة يعطي الله عليا من القوة مثل قوة جبرئيل، ومن النور مثل نور آدم، ومن
الحلم مثل حلم رضوان، ومن الجمال مثل جمال يوسف، ومن الصوت ما يداني صوت
داود، ولولا أن يكون داود خطيبا في الجنان لاعطى مثل صوته، وإن عليا أول
من يشرب من السلسبيل والزنجبيل لا يجوز لعلي قدم على الصراط إلا وثبتت له
مكانها أخرى، وإن لعلي وشيعته من الله مكانا يغبطه به الأولون والآخرون.
الربا سبعون جزءا
8 - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبو حامد قال: حدثنا أبو يزيد
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا أنس بن محمد أبو مالك،
عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي الربا سبعون جزءا فأيسرها مثل أن ينكح
الرجل أمه في بيت الله الحرام، يا علي درهم ربا أعظم من سبعين زنية كلها بذات محرم
في بيت الله الحرام.
583

حديث العبد الذي مكث في النار سبعين خريفا
9 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن أحمد
ابن رزق (1)، عن يحيى بن أبي العلاء، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عبدا مكث
في النار سبعين خريفا - والخريف سبعون سنة - ثم إنه سأل الله عز وجل بحق محمد وأهل
بيته إلا رحمتني، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى عبدي فأخرجه،
قال: يا رب وكيف لي بالهبوط في النار؟ قال: إن قد أمرتها أن تكون عليك بردا و
سلاما، قال: يا رب فما علمي بموضعه؟ قال: إنه في جب من سجين، قال: فهبط في
النار وهو معقول على وجهه فأخرجه فقال عز وجل: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار؟
فقال: ما أحصي يا رب، فقال: أما وعزتي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار،
ولكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان
بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم.
الأمة تفترق على اثنتين وسبعين فرقة
10 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا مجاهد
ابن أعين بن داود قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا ابن لهيعة، عن سعيد بن أبي
هلال، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن بني إسرائيل تفرقت على عيسى
إحدى وسبعين فرقة فهلك سبعون فرقة وتخلص فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين
وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون ويتخلص فرقة، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله من تلك
الفرقة؟ قال: الجماعة الجماعة الجماعة.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الجماعة أهل الحق وإن قلوا، وقد
روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " المؤمن وحده حجة، والمؤمن وحده جماعة ".

(1) هو أحمد بن رزق الغمشاني البجلي له كتاب يرويه جماعة منهم العباس بن عامر
القصباني.
584

من روى أن الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين فرقة
11 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو العباس
أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا
تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
عن جده، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: إن أمة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وسبعون
في النار، وافترقت أمة عيسى عليه السلام بعده على اثنتين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية
وإحدى وسبعون في النار، وإن أمتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة
منها ناجية واثنتان وسبعون في النار.
ثلاث وسبعون خصلة في آداب النساء والفرق بين
أحكامهن وأحكام الرجال
12 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي العسكري
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا البصري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: ليس على
النساء أذان ولا إقامة، ولا جمعة، ولا جماعة، ولا عيادة المريض، ولا اتباع الجنائز، ولا
إجهار بالتلبية، ولا الهرولة بين الصفا والمروة، ولا استلام الحجر الأسود، ولا دخول
الكعبة، ولا الحلق إنما يقصرن من شعورهن، ولا تولى المرأة القضاء، ولا تولى
الامارة، ولا تستشار، ولا تذبح إلا من اضطرار، وتبدء في الوضوء بباطن الذراع و
الرجل بظاهره، ولا تمسح كما يمسح الرجال بل عليها أن تلقى الخمار من موضع
مسح رأسها في صلاة الغداة والمغرب، وتمسح عليه وفي سائر الصلوات تدخل إصبعها
فتمسح على رأسها من غير أن تلقى عنها خمارها (1) فإذا قامت في صلاتها ضمت رجليها و

(1) قال في الذكرى: يستحب للمرأة وضع القناع في وضوء الغداة والمغرب لأنه
مظنة التبذل، وتمسح بثلاث أصابع ويجوز في غيرهما ادخال الإصبع تحت القناع وتجرى
الأنملة قاله الصدوق والمفيد ولعل السر في ذلك سهولة القاء القناع عليها في هذين الوقتين،
أو انها تكشف في المغرب للنوم وفي الغداة لم تلبسه بعد، وغالبا لا تحتاج إلى الوضوء
لصلاة العشاء، أو لظلمة هذين الوقتين فلا ينافي سترها المطلوب وعلى كل حال الظاهر استحباب
الحكم. (البحار)
585

وضعت يديها على صدرها، وتضع يديها في ركوعها على فخذيها، وتجلس إذا أرادت
السجود سجدت لاطئة بالأرض، وإذا رفعت رأسها من السجود جلست ثم نهضت إلى
القيام، وإذا قعدت للتشهد رفعت رجليها وضمت فخذيها، وإذا سبحت عقدت بالأنامل
لأنهن مسؤولات، وإذا كانت لها إلى الله عز وجل حاجة صعدت فوق بيتها وصلت ركعتين
وكشفت رأسها إلى السماء فإنها إذا فعلت ذلك استجاب الله لها ولم يخبها، وليس عليها
غسل الجمعة في السفر، ولا يجوز لها تركه في الحضر، ولا يجوز شهادة النساء في شئ
في الحدود، ولا يجوز شهادتهن في الطلاق، ولا في رؤية الهلال، وتجوز شهادتهن
فيما لا يحل للرجل النظر إليه، وليس للنساء من سروات الطريق شئ (1) ولهن
جنبتاه، ولا يجوز لهن نزول الغرف، ولا تعلم الكتابة، ويستحب لهن تعلم المغزل،
وسورة النور، ويكره لهن تعلم سورة يوسف، وإذا ارتدت المرأة عن الاسلام استتيبت،
فإن تابت وإلا خلدت في السجن، ولا تقتل كما يقتل الرجل إذا ارتد، ولكنها
تستخدم خدمة شديدة، وتمنع من الطعام والشراب إلا ما تمسك به نفسها، ولا تطعم
إلا جشب الطعام (2) ولا تكسى إلا غليظ الثياب وخشنها، وتضرب على الصلاة و
الصيام، ولا جزية على النساء، وإذا حضر ولادة المرأة وجب إخراج من في البيت من
النساء كيلا يكن أول ناظر إلى عورتها، ولا يجوز للمرأة الحائض ولا الجنب الحضور
عند تلقين الميت لان الملائكة تتأذى بهما، ولا يجوز لهما إدخال الميت قبره، و
إذا قامت المرأة من مجلسها فلا يجوز للرجل أن يجلس فيه حتى يبرد، وجهاد المرأة

(1) السراة - بفتح السين من الطريق: أعلاه، جمعها سروات.
(2) أي الغليظ منه.
586

حسن التبعل (1) وأعظم الناس حقا عليها زوجها، وأحق الناس بالصلاة عليها إذا
ماتت زوجها، ولا يجوز للمرأة أن تنكشف بين يدي اليهودية والنصرانية، لأنهن
يصفن ذلك لأزواجهن، ولا يجوز لها أن تتطيب إذا خرجت من بيتها، ولا يجوز
لها أن تتشبه بالرجال لان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن
المتشبهات من النساء بالرجال، ولا يجوز للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها
خيطا، ولا يجوز أن ترى أظافيرها بيضاء، ولو أن تمسحها بالحناء مسحا، ولا تخضب
يديها في حيضها لأنه يخاف عليها الشيطان، وإذا أرادت المرأة الحاجة وهي في صلاتها
صفقت بيديها والرجل يومي برأسه وهو في صلاته ويشير بيده ويسبح (2)، ولا يجوز
للمرأة أن تصلي بغير خمار إلا أن تكون أمة فإنها تصلى بغير خمار مكشوفة الرأس، و

(1) يعنى حسن العشرة مع زوجها.
(2) قال في الذكرى: يجوز الايماء بالرأس والإشارة باليد والتسبيح للرجل، والتصفيق
للمرأة عند إرادة الحاجة. وقال الشافعي: يسبح الرجل وتصفق المرأة لقوله صلى الله عليه وآله " إذ أنابكم
شئ في الصلاة فالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء ولو خالفا فسبحت المرأة وصفق الرجل
لم تبطل الصلاة عنده بل خالفا السنة، ثم قال: لو صفقت المرأة أو الرجل على وجه اللعب لا
للاعلام بطلت صلاتهما لان اللعب ينافي الصلاة ويحتمل ذلك مع الكثرة خاصة. وقال العلامة
المجلسي (ره): اشتهار تخصيص التسبيح بالرجال والتصفيق بالنساء بين المخالفين مما يوهم
التقية فيه وفسر بعض العامة التصفيق بان تضرب بظهور الأصابع اليمنى صفحة الكف اليسرى
أو بإصبعين من يمينها على كفها اليسرى لئلا يشبه اللهو. ولا وجه له لان الضرب على وجه
اللهو يمتاز عن الضرب لغيره في الكيفية ولا يجوز تخصيص النص من غير مخصص مع أن
منافاة مطلق اللعب للصلاة غير ثابت وقد وردت اخبار في حصر المبطلات في أشياء ليس
اللعب منها. وقال العلامة (ره) في النهاية: إذا صفقت ضربت بطن كفها الأيمن على ظهر
الكف الأيسر، أو بطن الأصابع الأخرى ولا ينبغي أن يضرب البطن على البطن لأنه لعب ولو
فعلته على وجه اللعب بطلت صلاتها مع الكثرة وفى القلة اشكال ينشأ مع تسويغ القليل ومن
منافاة اللعب الصلاة (البحار).
587

يجوز للمرأة لبس الديباج والحرير في غير صلاة وإحرام، وحرم ذلك على الرجال
إلا في الجهاد، ويجوز أن تتختم بالذهب وتصلي فيه، وحرم ذلك على الرجال [إلا
في الجهاد (1)] قال النبي صلى الله عليه وآله " يا علي لا تتختم بالذهب فإنه زينتك في الجنة، ولا
تلبس الحرير فإنه لباسك في الجنة " ولا يجوز للمرأة في مالها عتق ولا بر إلا بإذن
زوجها، ولا يجوز لها أن تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها، ولا يجوز للمرأة ان تصافح
غير ذي محرم إلا من وراء ثوبها، ولا تبايع إلا من وراء ثوبها، ولا يجوز أن تحج
تطوعا إلا بإذن زوجها، ولا يجوز للمرأة أن تدخل الحمام فان ذلك محرم عليها،
ولا يجوز للمرأة ركوب السرج إلا من ضرورة، أو في سفر، وميراث المرأة نصف
ميراث الرجل، وديتها نصف دية الرجل وتقابل المرأة الرجل في الجراحات
حتى تبلغ ثلث الدية فإذا زادت على الثلث ارتفع الرجل وسفلت المرأة (2)، وإذا
صلت المرأة وحدها مع الرجل قامت خلفه ولم تقم بجنبه، وإذا ماتت المرأة وقف
المصلي عليها عند صدرها ومن الرجل إذا صلى عليه عند رأسه، وإذا دخلت المرأة
القبر وقف زوجها في موضع يتناول وركها، ولا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا
زوجها، ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: " اللهم إني راض
عنه ابنة نبيك اللهم إنها قد أوحشت فأنسها، اللهم إنها قد هجرت فصلها، اللهم
إنها قد ظلمت فاحكم لها وأنت خير الحاكمين ".
اعطى الله عز وجل العقل خمسة وسبعين جندا وأعطى الجهل
خمسة وسبعين جندا
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر

(1) كذا في بعض النسخ وليس في الوسائل.
(2) يعنى في دية الأصابع مثلا تقابل المرأة الرجل في الثلث وان زادت على ثلاث
أصابع تكون نصف دية الرجل فعلى هذا إذا قطع أحد من الرجل أو المرأة ثلاث أصابع فديتها
سواء، وأما إذا قطع منهما أربع أصابع فدية المرأة نصف دية الرجل.
588

الحميري قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن علي بن حديد، عن سماعة
ابن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل و
الجهل فقال أبو عبد الله عليه السلام: اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة:
فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله جل ثناؤه خلق
العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له: أقبل
فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما وكرمتك
على جميع خلقي، قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا، فقال له: أدبر
فأدبر، ثم قال له: أقبل فلم يقبل، فقال له: استكبرت فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة و
سبعين جندا، فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة، فقال
الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به
فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم، فان عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك
من رحمتي قال: قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من الخمسة
والسبعين الجند:
الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر، وهو وزير الجهل، والايمان
وضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، والعدل وضده
الجور، والرضا وضده السخط، والشكر وضده الكفر، والطمع وضده اليأس،
والتوكل وضده الحرص، والرأفة وضدها الغرة، والرحمة وضدها الغضب (1) و
العلم وضده الجهل، والفهم وضده الحمق، والعفة وضدها التهتك، والزهد وضده
الرغبة، والرفق وضده الخرق (2)، والرهبة وضدها الجرأة، والتواضع وضده
التكبر، والتؤدة وضدها التسرع، والحلم وضده السفه، والصمت وضده الهذر

(1) الرأفة والرحمة أحدهما مكرر وفى الكافي والمحاسن " ضد الرأفة القسوة ".
(2) الخرق - بالضم والتحريك - ضد الرفق وأن لا يحسن العمل، والتصرف في
الأمور. (القاموس)
589

والاستسلام وضده الاستكبار، والتسليم (1) وضده التجبر، والعفو، وضده
الحقد، والرقة وضدها القسوة، واليقين وضدها الشك، والصبر وضده
الجزع، والصفح وضده الانتقام، والغنى وضده الفقر، والتفكر وضده السهو،
والحفظ وضده النسيان، والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص،
والمواساة وضدها المنع، والمودة وضدها العداوة، والوفاء وضده الغدر، و
الطاعة وضدها المعصية، والخضوع وضده التطاول، والسلامة وضدها البلاء، و
الحب وضده البغض، والصدق وضده الكذب، والحق وضده الباطل، والأمانة
وضدها الخيانة، والاخلاص وضده الشوب، والشهامة وضدها البلادة، والفهم
وضده الغباوة (2) والمعرفة وضدها الانكار، والمدارأة وضدها الكاشفة، و
سلامة الغيب وضدها المماكرة، والكتمان وضده الإفشاء، والصلاة وضدها
الإضاعة، والصوم وضده الافطار، والجهاد وضده النكول، والحج و
ضده نبذ الميثاق، وصدق الحديث وضده النميمة، وبر الوالدين وضده العقوق
والحقيقة وضدها الرياء، والمعروف وضده المنكر، والستر وضده التبرج، (3)
والتقية وضدها الإذاعة، والانصاف وضده الحمية، والتهيئة (4) وضدها البغي،
والنظافة وضدها القذر، والحياء وضده الخلع (5) والقصد وضده العدوان، و
الراحة وضدها التعب، والسهولة وضدها الصعوبة، والبركة وضدها المحق، والعافية

(1) الاستسلام، الانقياد لله تعالى فيما يأمر وينهى. والتسليم: الانقياد لائمة الحق.
وفى الكافي في مقابل التسليم " الشك ".
(2) في العلل " الفطنة وضدها الغباوة ".
(3) التبرج: إظهار الزينة. ولعل هذه الفقرة مخصوص بالنساء كما احتمله العلامة
المجلسي (ره).
(4) يعنى الموافقة والمصالحة بين الجماعة وامامهم.
(5) الخلع - بالخاء المعجمة - أي خلع لباس الحياء وهو مجاز شايع وفي بعض
النسخ " الجلع " بالجيم وهو قلة الحياء. والقصد: اختيار الوسط في الأمور.
590

وضدها البلاء، والقوام وضده المكاثرة (1) والحكمة وضدها الهوى، والوقار
وضده الخفة، والسعادة وضدها الشقاء، والتوبة وضدها الاصرار، والاستغفار
وضده الاغترار، والمحافظة وضدها التهاون، والدعاء وضده الاستنكاف، و
النشاط وضده الكسل، والفرح وضده الحزن، والألفة وضدها الفرقة (2) والسخاء
وضده البخل (3).
فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن
يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود الجهل فعند ذلك يكون في
الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل و
جنوده ومجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته.

(1) القوام - بفتح القاف كسحاب -: العدل وما يعاش به. والمكاثرة: المغالبة في
الكثرة أي تحصيل متاع الدنيا زائدا على قدر الحاجة للمباهات والمفاخرة والمغالبة، وفي
بعض نسخ الحديث " المكاشرة " وهي المضاحكة.
(2) في بعض نسخ الحديث " وضدها العصبية ".
(3) اعلم أن ما ذكر من جنود العقل والجهل هنا إحدى وثمانون خصلة وذلك لتكرار
النساخ بعض الفقرات بأن يكونوا أضافوا بعض النسخ إلى الأصل.
591

أبواب الثمانين
وما فوقه
نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثمانون
آية ما شركه فيها أحد
1 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا
عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثنا أحمد بن أبان، عن يحيى بن سلمة،
عن زيد بن الحارث، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزلت في علي عليه السلام ثمانون
آية صفوا في كتاب الله عز وجل ما شركه فيها أحد من هذه الأمة.
ضرب النبي صلى الله عليه وآله في الخمر ثمانين
2 - حدثنا أبو يوسف رافع بن عبد الله بن عبد الملك بمروالروذ قال: حدثنا
يوسف بن موسى (1) قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان قال: حدثني أبي قال: حدثنا
ابن لهيعة قال: حدثني خالد بن يزيد الجمحي، عن سعيد بن أبي هلال الليثي، عن

(1) يوسف بن موسى هو أبو يعقوب القطان المروروذي كان من أعيان محدثي خراسان مشهورا
بالطلب والرحلة المتوفى 296، وثقه الخطيب في التاريخ ج 14 ص 309. يروى عن يحيى
ابن عثمان بن صالح السهمي مولاهم أبى زكريا البصري المتوفى 282 كان وراقة وحافظا للحديث
متشيعا، يروى عن أبيه عثمان بن صالح أبى يحيى البصري وهو صدوق كما في التقريب، يروى عن
عبد الله بن لهيعة بفتح اللام وكسر الهاء - ابن عقبة بن فرعان أبى عبد الرحمن المصري الفقيه القاضي
احترق كتبه قال العسقلاني: صدوق واختلط بعد احتراق كتبه يروى عن خالد بن يزيد الجمحي
أبى عبد الرحيم المصري وثقه أبو زرعة والنسائي وقال أبو حاتم لا بأس به. وذكره ابن حبان
في الثقات. يروى عن سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبى العلاء المصري يقال: أصله من
المدينة، وثقه الدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر. يروى عن نبيه - مصغرا -
ابن وهب بن عثمان العبدري المدني قال النسائي ثقة يروى عن محمد بن الحنفية وهو
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام.
592

نبيه بن وهب العبدري، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله ضرب في الخمر ثمانين (1).
تكبيرات الصلاة خمس وتسعون تكبيرة
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن موسى بن عمر، عن
عبد الله بن المغيرة، عن الصباح المزني، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال:
أمير المؤمنين عليه السلام: تكبيرات الصلاة خمس وتسعون تكبيرة في اليوم والليلة منها
تكبيرة القنوت.
لله تبارك وتعالى تسعة وتسعون اسما
4 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان
قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي
الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسما - مائة إلا واحدة - من أحصاها دخل
الجنة وهي الله. الا له. الواحد. الاحد. الصمد. الأول. الآخر. السميع. البصير. القدير.
القاهر. العلي. الاعلى. الباقي. البديع. البارئ. الأكرم. الظاهر. الباطن.
الحي. الحكيم. العليم. الحليم. الحفيظ. الحق. الحسيب. الحميد. الحفي. الرب.
الرحمن. الرحيم. الذارئ (2) الرزاق. الرقيب. الرؤوف. السلام. المؤمن. المهيمن. العزيز.

(1) قال الشيخ (ره): حد الخمر ثمانون جلدة وبه قال أبو حنيفة، وقال الشافعي
حده أربعون فان رأى الامام أن يزيد عليها أربعين تعزيرا ليكون التعزير والحد
ثمانين فعل. انتهى. والخبر الذي رواه المصنف في المتن نص ورواته كما ترى ثقات في جميع
الطبقات.
(2) الذارئ: الخالق من ذرأ الله الخلق أي خلقهم. وفى نسخة " الرازق ".
593

الجبار. المتكبر. السيد. السبوح. الشهيد. الصادق. الصانع. الطاهر. العدل
. العفو. الغفور. الغني. الغياث. الفاطر.. الفرد. الفتاح. الفالق. القديم. الملك
. القدوس. القوي. القريب. القيوم. القابض. الباسط. قاضي الحاجات. المجيد
المولى. المنان. المحيط. المبين. المقيت (1). المصور. الكريم. الكبير. الكافي. كاشف -
الضر. الوتر. النور. الوهاب. الناصر. الواسع. الودود. الهادي. الوفي. الوكيل.
الوارث. البر. الباعث. التواب. الجليل. الجواد. الخبير. الخالق. خير الناصرين.
الديان. الشكور. العظيم. اللطيف. الشافي.
وقد أخرجت تفسير هذه الأسماء في كتاب التوحيد (2) وقد رويت هذا الخبر من
طرق مختلفة وألفاظ مختلفة.
ثواب مائة تهليلة وثواب الاستغفار مائة مرة
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي
عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وأبي أيوب الخزاز، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال " لا إله إلا الله " مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا
إلا من زاد.
6 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين بن سيف [عن سيف] عن سلام بن غانم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من قال حين يأوي إلى فراشه " لا إله إلا الله " مائة مرة بنى الله بيتا له في الجنة،
ومن استغفر الله حين يأوي إلى فراشه مائة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط ورق الشجرة.

(1) المقيت: الحافظ الرقيب، ويقال: بل هو القدير.
(2) راجع طبع مكتبتنا ص 195 إلى 218.
594

باب الواحد إلى المائة
1 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى
ابن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم
ابن علي بن سعيد الجبلي الصيدناني، وعبد الله بن الصلت واللفظ له قالا: حدثنا
الحسن [محمد] بن نصر الخزاز قال: حدثني عمرو بن طلحة بن أسباط بن نصر (1)، عن
عكرمة، عن عبد الله بن عباس قال: قدم يهوديان أخوان من رؤساء اليهود بالمدينة
فقالا: يا قوم إن نبينا حدثنا عنه أنه قد ظهر نبي بتهامة يسفه أحلام اليهود، ويطعن
في دينهم، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا فأيكم هذا النبي فإن يكن
الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه، وإن لم يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول
الشعر ويقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا فأيكم هذا النبي؟ فقال المهاجرون
والأنصار: إن نبينا صلى الله عليه وآله قد قبض، فقالا: الحمد لله فأيكم وصيه فما بعث الله عز وجل
نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه من بعده ويحكي عنه ما أمره ربه فأومأ المهاجرون
والأنصار إلى أبى بكر فقالوا: هو وصيه فقالا لأبي بكر: إنا نلقي عليك من المسائل
ما يلقى على الأوصياء ونسألك عما تسأل الأوصياء عنه، فقال لهما أبو بكر: ألقيا ما
شئتما أخبركما بجوابه إن شاء الله، فقال أحدهما: ما أنا وأنت عند الله عز وجل؟ و

(1) بكر بن عبد الله بن حبيب ضعيف يعرف وينكر، وعبد الرحيم بن علي الجبلي مهمل
وكذا شيخه الحسن بن نصر الخزاز وقرينه عبد الله بن الصلت أيضا مهمل، وكونه أبا طالب القمي
مولى الربيع بعيد، وأما عمرو بن طلحة إن كان أبا الصخر العجلي فمجهول والا فمهمل،
وأما عكرمة فهو ابن خالد بن العاص بن هشام المخزومي عامي وأنكر أحمد بن حنبل
سماعة عن ابن عباس وقال: لم يسمع منه. وفى البحار " عمرو بن طلحة، عن أسباط بن -
نصر، عن سماك بن حرب، عن عكرمة " وأسباط بن نصر مهمل وسماك بن حرب - بكسر
أوله وتخفيف الميم أبو المغيرة صدوق وقال ابن حجر: روايته عن عكرمة خاصة مضطرب.
وقولنا " مهمل " يعنى غير مذكور في كتب الرجال.
595

ما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ وما قبر سار بصاحبه؟ ومن أين تطلع
الشمس؟ وفي أين تغرب؟ وأين طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك؟ وأين
تكون الجنة؟ وأين تكون النار؟ وربك يحمل أو يحمل؟ وأين يكون وجه ربك؟
وما اثنان شاهدان؟ وما اثنان غائبان؟ وما اثنان متباغضان؟ وما الواحد؟ وما الاثنان؟ وما
الثلاثة؟ وما الأربعة؟ وما الخمسة؟ وما الستة؟ وما السبعة؟ وما الثمانية؟ وما التسعة؟
وما العشرة؟ وما الأحد عشر؟ وما الاثنا عشر؟ وما العشرون؟ وما الثلاثون؟ وما
الأربعون؟ وما الخمسون؟ وما الستون؟ وما السبعون؟ وما الثمانون؟ وما
التسعون؟ وما المائة؟
قال: فبقي أبو بكر لا يرد جوابا وتخوفنا أن يرتد القوم عن الاسلام، فأتيت
منزل علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت له: يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة
وألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبو بكر لا يرد جوابا، فتبسم علي عليه السلام ضاحكا،
ثم قال: هو اليوم الذي وعدني رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل يمشي أمامي وما أخطأت مشيته
من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله،
ثم التفت إلى اليهوديين فقال: يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما ألقيتماه على
الشيخ، فقال اليهوديان: ومن أنت؟ فقال لهما: أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
أخو النبي وزوج ابنته فاطمة وأبو الحسن والحسين ووصيه في حالاته كلها وصاحب كل
منقبة وعز، وموضع سر النبي صلى الله عليه وآله فقال له أحد اليهوديين: ما أنا وأنت عند الله؟
قال: أنا مؤمن منذ عرفت نفسي وأنت كافر منذ عرفت نفسك، فما أدري ما يحدث الله
فيك يا يهودي بعد ذلك، فقال اليهودي: فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟
قال ذاك يونس عليه السلام في بطن الحوت، قال: فما قبر سار بصاحبه؟ قال: يونس حين طاف
به الحوت في سبعة أبحر. قال له: فالشمس من أين تطلع؟ قال: من بين قرني الشيطان،
قال: فأين تغرب؟ قال: في عين حامية، قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تصل في إقبالها
ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أو رمحين " قال: فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع
في ذلك الموضع؟ قال: في البحر فلقه الله لبني إسرائيل لقوم موسى عليه السلام. قال له:
596

فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إن ربي عز وجل يحمل كل شئ بقدرته ولا يحمله
شئ، قال: فكيف قوله عز وجل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال:
يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى
فكل شئ على الثرى والثرى على القدرة والقدرة تحمل كل شئ، قال: فأين تكون
الجنة، وأين تكون النار؟ قال: أما الجنة ففي السماء، وأما النار ففي الأرض، قال:
فأين يكون وجه ربك؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لي: يا ابن عباس ائتني بنار وحطب
فأتيته بنار وحطب فأضرمها، ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار، قال: لا أقف
لها على وجه، قال: فإن ربي عز وجل عن هذا المثل، وله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم
وجه الله، فقال له: ما اثنان شاهدان؟ قال: السماوات والأرض لا يغيبان ساعة، قال: فما اثنان
غائبان؟ قال: الموت والحياة لا يوقف عليهما (1)، قال: فما اثنان متباغضان؟ قال: الليل و
النهار، قال: فما الواحد؟ قال: الله عز وجل، قال: فما الاثنان؟ قال: آدم وحواء،
قال: فما الثلاثة؟ قال: كذبت النصارى على الله عز وجل فقالوا: " ثالث ثلاثة " والله
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قال: فما الأربعة؟ قال القرآن والزبور والتوراة و
الإنجيل، قال: فما الخمسة؟ قال: خمس صلوات مفترضات، قال: فما الستة؟ قال:
خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، قال: فما السبعة؟ قال: سبعة
أبواب النار متطابقات (2)، قال: فما الثمانية؟ قال: ثمانية أبواب الجنة، قال: فما
التسعة؟ قال: تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون، قال: فما العشرة؟ قال
عشرة أيام العشر، قال: فما الأحد عشر؟ قال: قول يوسف لأبيه: " يا أبت إني رأيت
أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " قال: فما الاثنا عشر؟ قال
شهور السنة، قال: فما العشرون قال: بيع يوسف بعشرين درهما، قال: فما الثلاثون؟
قال: ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا
أو على سفر، قال: فما الأربعون: قال: كان ميقات موسى عليه السلام ثلاثون ليلة فأتمها الله

(1) يعنى على وقت حدوثهما وزوالهما.
(2) أي مغلقات على أهلها. أو موافقات بعضها لبعض. (البحار).
597

عز وجل بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة، قال: فما الخمسون؟ قال: لبث نوح في
قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، قال: فما الستون؟ قال: قول الله عز وجل في كفارة
الظهار " فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين،
قال: فما السبعون؟ قال: اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات ربه عز وجل، قال:
فما الثمانون؟ قال: قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون منها قعد نوح في السفينة واستوت
على الجودي، وأغرق الله القوم، قال: فما التسعون؟ قال: الفلك المشحون اتخذ
نوح عليه السلام فيه تسعين بيتا للبهائم، قال: فما المائة؟ قال: كان أجل داود عليه السلام ستين سنة
فوهب له آدم عليه السلام أربعين سنة من عمره فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته.
فقال له: يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى أو من به الساعة، فبكى
أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: يا يهودي هيجت أحزاني كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله
صلت الجبين (1)، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سهل الخدين، أقنى الانف، دقيق
المسربة، كث اللحية (2) براق الثنايا، كان عنقه إبريق فضة، كان له شعيرات من لبته
إلى سرته، (3) ملفوفة كأنه قضيب كافور، لم يكن في بدنه شعيرات غيرها، لم يكن
بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر (4)، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره، وكان
إذا مشى كأنه يتقلع من صخر أو ينحدر من صبب (5)، كان مدور الكعبين، لطيف

(1) في النهاية في صفته صلى الله عليه وآله صلت الجبين أي واسعه.
(2) الدعج: سواد العين. وسهل الخدين أي قليل لحمه. وأقنى الانف أي محدب
الانف. وفى النهاية في صفته صلى الله عليه وآله وكان ذا مسربة - بضم الراء -: مادق من شعر الصدر
سائلا إلى الجوف. وقال في حديث آخر " دقيق المسربة " وكث اللحية: الكثاثة في اللحية
أن تكون غير دقيقة ولا طويلة.
(3) اللبة: موضع القلادة من الصدر. والسرة: التجويف الصغير المعهود في وسط البطن.
(4) النزر: القليل التافه.
(5) أي يرفع رجليه رفعا بينا بقوة دون احتشام. والصبب: ما انحدر من الأرض أو
الطريق.
598

القدمين دقيق الخصر (1) عمامته السحاب، وسيفه ذو الفقار، وبغلته دلدل، وحماره اليعفور،
وناقته العضباء، وفرسه لزاز (2)، وقضيبه الممشوق، وكان عليه السلام أشفق الناس على الناس،
وأرأف الناس بالناس، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران أما
أول سطر فلا إله إلا الله وأما الثاني فمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله هذه صفته يا يهودي.
فقال اليهوديان: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك وصي
محمد حقا، فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أمير المؤمنين عليه السلام فكانا معه حتى كان من
أمر الجمل ما كان، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل، وبقي الآخر
حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين.
2 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن -
الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن جعفر بن يحيى (3)، عن أبيه رفعه إلى بعض الصادقين
من آل محمد عليهم السلام قال: جاء رجلان من يهود خيبر ومعهما التوراة منشورة يريدان
النبي صلى الله عليه وآله فوجداه قد قبض، فأتيا أبا بكر فقالا: إنا قد جئنا نريد النبي لنسأله
عن مسألة فوجدناه قد قبض، فقال: وما مسألتكما قالا: أخبرنا عن الواحد والاثنين
والثلاث والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة والعشرين و
الثلاثين والأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمائة.
فقال لهما أبو بكر: ما عندي في هذا شئ ائتيا علي بن أبي طالب، قال: فأتياه
فقصا عليه القصة من أولها ومعهما التوراة منشورة، فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام:
إن أنا أخبرتكما بما تجدانه عندكما تسلمان؟ قالا: نعم، قال: أما الواحد فهو الله
وحده لا شريك له، وأما الاثنان فهو قول الله عز وجل: " لا تتخذوا إلهين اثنين إنما

(1) الخصر: وسط الانسان فوق الورك.
(2) كأنه يلتزق بالمطلوب لسرعته.
(3) الظاهر هو الأحول خال الحسين بن سعيد عده الشيخ من أصحاب الجواد عليه السلام
قائلا جعفر بن يحيى بن سعد الأحول خال الحسين بن سعيد. وظاهره كونه اماميا الا ان حاله
مجهول.
599

هو إله واحد " (1) وأما الثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية فهن
قول الله عز وجل في كتابه في أصحاب الكهف " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون
خمسة وسادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم " (2) وأما التسعة فهو
قول الله عز وجل في كتابه: " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا
يصلحون " (3) وأما العشرة فقول الله عز وجل: " تلك عشرة كاملة " (4) وأما العشرون
فقول الله عز وجل في كتابه " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين " (5)، و
أما الثلاثون والأربعون فقول الله عز وجل في كتابه: " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة، و
أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة " (6)، وأما الخمسون فقول الله عز وجل:
" في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " (7)، وأما الستون فقول الله عز وجل في كتابه:
" فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " (8) وأما السبعون فقول الله عز وجل في
كتابه: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا " (9) وأما الثمانون فقول الله عز وجل: في
كتابه " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده " (10) و
أما التسعون فقول الله عز وجل في كتابه: " إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة " (11)
وأما المائة فقول الله عز وجل في كتابه: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما
مائة جلدة " (12) قال: فأسلم اليهوديان على يدي أمير المؤمنين عليه السلام.
عرج النبي (ص) إلى السماء مائة وعشرين مرة
3 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسن

(1) النحل: 51.
(2) الكهف: 22.
(3) النمل: 48.
(4) البقرة: 196.
(5) الأنفال: 65.
(6) الأعراف: 142.
(7) المعارج: 4.
(8) المجادلة: 4.
(9) الأعراف: 155.
(10) النور: 4.
(11) ص: 23.
(12) النور: 2.
600

ابن متيل الدقاق قال: حدثنا سلمة بن الخطاب، عن منيع بن الحجاج (1)، عن يونس،
عن صباح المزني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرج النبي صلى الله عليه وآله مائة وعشرين مرة
ما من مرة إلا وقد أوصى الله عز وجل فيها النبي صلى الله عليه وآله بالولاية لعلي والأئمة عليهم السلام
أكثر مما أوصاه بالفرائض.
الفاكهة مائة وعشرون لونا
4 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله،
وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أهبط الله عز وجل آدم عليه السلام من الجنة
أهبط معه عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها وأربعون منها
ما يؤكل داخلها ويرمى بخارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها،
وغرارة فيها بزر كل شئ.
أهل الجنة عشرون ومائة صنف
5 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا أبو العباس
الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو القواريري
قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل (2) قال: حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن
سليمان بن بريدة (3)، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أهل الجنة عشرون ومائة صنف.
هذه الأمة منها ثمانون صنفا.

(1) منيع بن الحجاج مهمل، وشيخه يونس الظاهر هو ابن أبي وهب القصرى.
(2) المراد بصالح بن محمد أبو الأشرس الأسدي الملقب جزرة وكان حافظا عارفا
من أئمة الحديث عنونه الخطيب في التاريخ ج 9 ص 322. وأما عبيد الله بن عمرو القواريري
فهو أبو سعيد البصري نزيل بغداد وثقه ابن معين والعجلي. وقال النسائي: صاحب جزرة
ثقة صدوق. وأما مؤمل بن إسماعيل فهو أبو عبد الرحمن البصري نزيل مكة صدوق سيئ
الحفظ مات سنة 206 وروايته عن سفيان الثوري المتوفى 161 بلا واسطة بعيد.
(3) في النسخ " سليمان بن يزيد " وهو تصحيف.
601

من حفظ القرآن فله في كل سنة مائتا دينار في بيت المال
6 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: أخبرني أبو حامد
أحمد بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال: حدثنا
العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا الربيع بن بدر،
عن أبي الأشهب النخعي (1) قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: من دخل في الاسلام
طائعا وقرأ القرآن ظاهرا فله في كل سنة مائتا دينار في بيت المال المسلمين إن منع في الدنيا
أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون إليها.
السنة ثلاثمائة وستون يوما
7 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين
ابن سعيد، عن الحسين بن علي بن يقطين، عن بكر بن علي بن عبد العزيز، عن أبيه
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السنة كم يوما هي؟ قال: ثلاثمائة وستون يوما، منها
ستة أيام خلق الله عز وجل فيها الدنيا فطرحت من أصل السنة فصارت السنة ثلاثمائة
وأربعة وخمسين يوما، يستحب أن يطوف الرجل في مقامه بمكة عدد أيام السنة
ثلاثمائة وستين أسبوعا، فإن لم يقدر على ذلك طاف ثلاثمائة وستين شوطا.
8 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين
ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن -
عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يستحب أن تطوف ثلاثمائة وستين أسبوعا عدد
أيام السنة فإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف.

(1) فيه ارسال لأن الظاهر المراد بابى الأشهب جعفر بن حيان أبو الأشهب العطاردي
البصري الذي وثقه أبو حاتم لما ذكر في التهذيب من جملة مشايخ الربيع بن بدر البصري،
وكان ميلاده سنة 70 أو 71 ووفاته سنة 165 فلم يدرك عليا عليه السلام، واما أحمد بن إبراهيم
الدورقي أبو عبد الله البغدادي فمعنون في التقريب وقال أبو حاتم: صدوق.
602

خصال من شرايع الدين
9 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي، وأحمد بن الحسن القطان، ومحمد
ابن أحمد السناني، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعبد الله بن محمد
الصائغ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن -
يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم
ابن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه
شرائع الدين لمن أراد أن يتمسك بها وأراد الله هداه (1): إسباغ الوضوء كما أمر الله عز وجل
في كتابه الناطق غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس والقدمين إلى
الكعبين مرة مرة ومرتان جائز، ولا ينقض الوضوء إلا البول والريح والنوم،
والغائط والجنابة، ومن مسح على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه، ووضوؤه
لم يتم وصلاته غير مجزية، والاغسال منها غسل الجنابة، والحيض، وغسل الميت
وغسل من مس الميت بعد ما يبرد، وغسل من غسل الميت، وغسل يوم الجمعة، و
غسل العيدين، وغسل دخول مكة، وغسل دخول المدينة، وغسل الزيارة، وغسل
الاحرام، وغسل يوم عرفة، وغسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، وغسل ليلة
تسع عشرة من شهر رمضان، وغسل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين منه.
اما الفرض فغسل الجنابة، وغسل الجنابة والحيض واحد، وصلاة الفريضة
الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة
أربع ركعات، والفجر ركعتان، فجملة الصلاة المفروضة سبع عشرة ركعة والسنة أربع
وثلاثون ركعة، منها أربع ركعات بعد المغرب لا تقصير فيها في السفر والحضر وركعتان
من جلوس بعد العشاء الآخرة تعدان بركعة، وثمان ركعات في السحر وهي صلاة الليل
والشفع ركعتان، والوتر ركعة، وركعتا الفجر بعد الوتر، وثمان ركعات قبل الظهر
وثمان ركعات قبل العصر، والصلاة يستحب في أول الأوقات، وفضل الجماعة على

(1) في بعض النسخ " لمن تمسك بها وأراد الله هذا ".
603

الفرد بأربعة وعشرين (1)، ولا صلاة خلف الفاجر، ولا يقتدى إلا بأهل الولاية، ولا
يصلى في جلود الميتة وإن دبغت سبعين مرة، ولا في جلود السباع، ولا يسجد إلا على
الأرض أو ما أنبتت الأرض إلا المأكول والقطن والكتان، ويقال في افتتاح الصلاة:
" تعالى عرشك "، ولا يقال: " تعالى جدك، ولا يقال في التشهد الأول: " السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين " لان تحليل الصلاة هو التسليم، وإذا قلت هذا فقد سلمت.
والتقصير في ثمانية فراسخ، وهو بريدان، وإذا قصرت أفطرت، ومن لم يقصر
في السفر لم تجزء صلاته لأنه قد زاد في فرض الله عز وجل، والقنوت في جميع الصلوات
سنة واجبة في الركعة الثانية قبل الركوع وبعد القراءة.
والصلاة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص منها فقد خالف السنة، والميت
يسل من قبل رجليه سلا (2)، والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد، والقبور تربع
ولا تسنم (3).
والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب، وفرائض الصلاة سبع:
الوقت، والطهور والتوجه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء.
والزكاة فريضة واجبة على كل مائتي درهم خمسة دراهم، ولا تجب فيما دون
ذلك من الفضة، ولا تجب على مال زكاة حتى يحول عليه الحول من يوم ملكه صاحبه
ولا يحل أن تدفع الزكاة إلا إلى أهل الولاية والمعرفة.
ويجب على الذهب الزكاة إذا بلغ عشرين مثقالا، فيكون فيه نصف دينار،
وتجب على الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إذا بلغ خمسة أوساق - العشر إن
كان سقي سيحا، (4) وإن سقي بالدوالي فعليه نصف العشر، والوسق ستون صاعا،

(1) تقدم ص 521 في خبر " فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة ".
(2) سل الشئ من الشئ: انتزعه وأخرجه برفق.
(3) سنم القبر ضد سطحه.
(4) السيح: الماء الجاري الظاهر.
604

والصاع أربعة أمداد.
وتجب على الغنم الزكاة إذا بلغت أربعين شاة وتزيد واحدة فتكون فيها شاة إلى
عشرين ومائة، فان زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين، فإن زادت واحدة ففيها
ثلاث شياه (1) إلى ثلاثمائة، وبعد ذلك يكون في كل مائة شاة شاة.
وتجب على البقر الزكاة إذا بلغت ثلاثين بقرة تبيعة حولية فيكون فيها تبيع
حولي إلى أن تبلغ أربعين بقرة، ثم يكون فيها مسنة إلى ستين (2) [فإذا بلغت ستين
ففيها تبيعتان إلى سبعين، ثم فيها تبيعة ومسنة إلى ثمانين وإذا بلغت ثمانين] (3) فتكون
فيها مسنتان إلى تسعين ثم يكون فيها ثلاث تبايع، ثم بعد ذلك يكون في كل ثلاثين
بقرة تبيع، وفي كل أربعين مسنة.
وتجب على الإبل الزكاة إذا بلغت خمسا فيكون فيها شاة، فإذا بلغت عشرة
فشاتان، فإذا بلغت خمس عشرة فثلاث شياه، فإذا بلغت عشرين فأربع شياه، فإذا بلغت
خمسا وعشرين فخمس شياه، فإذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض، فإذا بلغت خمسا
وثلاثين وزادت واحدة ففيها ابنة لبون، فإذا بلغت خمسا وأربعين وزادت واحدة ففيها
حقة، فإذا بلغت ستين وزادت واحدة ففيها جذعة إلى ثمانين، فان زادت واحدة
ففيها ثني إلى تسعين، فإذا بلغت تسعين ففيها ابنتالبون، فان زادت واحدة إلى عشرين
ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فإذا كثرت الإبل ففي كل أربعين بنت لبون، وفي
كل خمسين حقة، ويسقط الغنم بعد ذلك ويرجع إلى أسنان الإبل.
وزكاة الفطرة واجبة علي كل رأس صغير أو كبير، حر أو عبد، ذكر أو أنثى

(1) الشياه: جمع شاة.
(2) في النهاية: التبيع: ولد البقر أول سنة، وبقرة متبع أي معها ولدها، وقال
الأظهري: الشاة يقع عليها اسم المسن وليس معناه كبرها كالرجل المسن ولكن معناه طلوع
سنها في السنة الثالثة.
(3) النسخ خالية من الجملة الواقعة بين القوسين، والظاهر سقوطها من قلم النساخ
استدركناها من الفقيه والبحار.
605

أربعة أمداد من الحنطة، والشعير والتمر والزبيب وهو صاع تام، ولا يجوز دفع
ذلك أجمع إلا إلى أهل الولاية والمعرفة.
وأكثر أيام الحيض عشرة أيام وأقلها ثلاثة أيام، والمستحاضة تغتسل وتحتشي
وتصلي، والحائض تترك الصلاة ولا تقضيها، وتترك الصوم وتقضيه.
وصيام شهر رمضان فريضة يصام لرؤيته ويفطر لرؤيته.
ولا يصلى التطوع في جماعة لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في
النار، وصوم ثلاثة إيام في كل شهر سنة وهو صوم خميسين بينهما أربعاء، الخميس
الأول في العشر الأول والأربعاء من العشر الأوسط والخميس من العشر الأخير،
وصوم شعبان حسن لمن صامه لان الصالحين قد صاموه، أو رغبوا فيه وكان رسول
الله صلى الله عليه وآله يصل شعبان بشهر رمضان، والفائت من شهر رمضان إن قضى متفرقا جاز وإن
قضى متتابعا فهو أفضل.
وحج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة
البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه بعد حجه، ولا
يجوز الحج إلا تمتعا، ولا يجوز القران والافراد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد
الحرام، ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض
أو تقية، وقد قال الله عز وجل: " وأتموا الحج والعمرة لله " وتمامها اجتناب الرفث
والفسوق والجدال في الحج، ولا يجزي في النسك الخصي لأنه ناقص، ويجوز
الموجوء إذا لم يوجد غيره (1).
وفرائض الحج: الاحرام والتلبية الأربع وهي " لبيك اللهم لبيك لبيك لا
شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك " والطواف بالبيت
للعمرة فريضة، وركعتاه عند مقام إبراهيم عليه السلام فريضة، والسعي بين الصفا والمروة
فريضة، وطواف الحج فريضة، وركعتاه عند المقام فريضة، وبعده السعي بين الصفا
والمروة فريضة، وطواف النساء فريضة، وركعتاه عند المقام فريضة، ولا يسعى بعده

(1) الموجوء: المضروب، وكبش موجوء: الذي وجئت خصيتاه حتى انفضختا.
606

بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشعر فريضة، والهدي للمتمتع فريضة، فأما الوقوف
بعرفة فهو واجبة، والحلق سنة، ورمي الجمار سنة.
والجهاد واجب مع إمام عادل، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ولا يحل
قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد، وذلك إذا لم
تخف على نفسك ولا على أصحابك.
واستعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف
تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه.
والطلاق للسنة على ما ذكره الله عز وجل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ولا يجوز
طلاق لغير السنة، وكل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح
يخالف الكتاب (1) فليس بنكاح، ولا يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلقت
المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا غيره، وقد قال عليه السلام:
" اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد، فإنهن ذوات أزواج ".
والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح
وغير ذلك.
وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن
الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك، ومنعوها
ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا باحراق بيتها، وأسسوا الظلم وغيروا
سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من
الأنصاب والأزلام: أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة، والبراءة
من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة، و
البراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و
لم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة مثل سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري و
المقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن -

(1) في نسخة من المخطوطة " يخالف السنة ".
607

اليمان، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري وعبد الله
ابن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد
الخدري، ومن نحا نحوهم، وفعل مثل فعلهم، والولاية لاتباعهم والمقتدين بهم و
بهداهم واجبة.
وبر الوالدين واجب، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية، فإنه
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم لأنهم معصومون مطهرون.
وتحليل المتعتين واجب كما أنزلهما الله عز وجل في كتابه وسنهما رسول الله
صلى الله عليه وآله: متعة الحج ومتعة النساء. والفرائض على ما أنزل الله تبارك وتعالى.
والعقيقة للولد الذكر والأنثى يوم السابع، ويسمى الولد يوم السابع، ويحلق
رأسه ويصدق بوزنه شعره ذهبا أو فضة.
والله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلفها فوق طاقتها، وأفعال العباد
مخلوقة خلق تقدير، لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ، ولا يقول بالجبر ولا
بالتفويض ولا يأخذ الله عز وجل البرئ بالسقيم، ولا يعذب الله عز وجل الأطفال
بذنوب الآباء فإنه قال في محكم كتابه: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " وقال عز وجل:
" وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى " ولله عز وجل أن يعفو و
يتفضل، وليس له عز وجل أن يظلم، ولا يفرض الله عز وجل على عباده طاعة من
يعلم أنه يغويهم ويضلهم، ولا يختار لرسالته ولا يصطفى من عباده من يعلم أنه يكفر
به ويعبد الشيطان دونه، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوما.
والاسلام غير الايمان وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ولا يسرق
السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب
الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا كافرون، فإن الله تبارك وتعالى لا يدخل النار مؤمنا
وقد وعده الجنة، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها، ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء، وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون ولا يخلدون في
608

النار، ويخرجون منها يوما، والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين إذا ارتضى الله عزو
جل دينهم.
والقرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق، والدار اليوم دار تقية وهي دار إسلام
لا دار كفر ولا دار إيمان.
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ولم يخف على
نفسه ولا على أصحابه.
والايمان هو أداء الفرائض واجتناب الكبائر، والايمان هو معرفة بالقلب وإقرار
باللسان وعمل بالأركان والاقرار بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت و
الحساب والصراط والميزان، ولا إيمان بالله إلا بالبراءة من أعداء الله عز وجل.
والتكبير في العيدين واجب أما في الفطر ففي خمس صلوات يبتدأ به من صلاة
المغرب ليلة الفطر إلى صلاة العصر من يوم الفطر، وهو أن يقال: " الله أكبر الله أكبر،
لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما
أبلانا " لقوله عز وجل: " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم " وفي الأضحى
بالامصار في دبر عشر صلوات يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم
الثالث، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة
الغداة يوم الرابع، ويزاد في هذا التكبير " والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ".
والنفساء لا تقعد أكثر من عشرين يوما إلا أن تطهر قبل ذلك وإن لم تطهر بعد
العشرين اغتسلت واحتشت وعملت عمل المستحاضة.
والشراب فكل ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام.
وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فأكله حرام، والطحال حرام
لأنه دم، والجري والمارماهي والطافي والزمير حرام (1)، وكل سمك لا يكون

(1) الجري بكسر الجيم وشد الراء - نوع من السمك ليس له عظم الأعظم الرأس
يعرف بالحنكليس. والطافي: يموت في الماء فيعلو ويظهر. والزمير نوع من السمك
له شوك على ظهره.
609

له فلوس فأكله حرام ويؤكل من البيض ما اختلف طرفاه ولا يؤكل ما استوى طرفاه،
ويؤكل من الجراد ما استقل (1) بالطيران ولا يؤكل منه الدبى لأنه لا يستقل بالطيران
وذكاة السمك والجراد أخذه.
والكبائر محرمة وهي الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس التي حرم الله،
وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد
البينة، وقذف المحصنات وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة، وأكل الميتة والدم
ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة، وأكل السحت، والبخس من
المكيال والميزان، والميسر، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والامن من
مكر الله، والقنوط من رحمة الله، وترك معاونة المظلومين والركون إلى الظالمين،
واليمين الغموس (2) وحبس الحقوق من غير عسر، واستعمال الكبر والتجبر والكذب
والاسراف والتبذير، والخيانة، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله عزو
جل، والملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة كالغناء وضرب الأوتار،
والإصرار على صغائر الذنوب. ثم قال عليه السلام: إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الكبائر هي سبع وبعدها فكل ذنب كبير
بالإضافة إلى ما هو أصغر منه، وصغير بالإضافة إلى ما هو أكبر منه. وهذا معنى ما ذكره
الصادق عليه السلام في هذا الحديث من ذكر الكبائر الزائدة على السبع ولا قوة إلا بالله.
علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح
للمسلم في دينه ودنياه
10 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد
ابن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن
أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، عن

(1) استقل الطائر في طيرانه: ارتفع. والدبى: أصغر الجراد.
(2) أي اليمين الكاذبة الفاجرة: وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار.
610

آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام علم أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح
للمسلم في دينه ودنياه (1).
قال عليه السلام: إن الحجامة تصحح البدن وتشد العقل، والطيب في الشارب من
أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وكرامة الكاتبين، والسواك من مرضات الله عز وجل وسنة
النبي صلى الله عليه وآله، ومطيبة للفم، والدهن يلين البشرة، ويزيد في الدماغ ويسهل
مجاري الماء، ويذهب بالقشف (2)، ويسفر اللون، وغسل الرأس يذهب بالدرن
وينفي القذاء. والمضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والأنف. والسعوط مصحة
للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس. والنورة نشرة وطهور للجسد (3).
استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهور والصلاة. وتقليم الأظفار يمنع

(1) قال العلامة المجلسي - رحمه الله -: اعلم أن أصل هذا الخبر في غاية الوثاقة و
الاعتبار على طريقة القدماء وان لم يكن صحيحا بزعم المتأخرين، واعتمد عليه الكليني
- رحمه الله - وذكر أكثر اجزائه متفرقة في أبواب الكافي وكذا غيره من أكابر المحدثين.
أقول: عدم صحة السند عند المتأخرين لمقام القاسم بن يحيى. والظاهر أن أصل
الرواية في كتابه. قال الشيخ: في الفهرست " القاسم بن يحيى الراشدي له كتاب فيه آداب
أمير المؤمنين عليه السلام والراشدي نسبة إلى جده الحسن بن راشد البغدادي مولى المنصور الدوانيقي
الذي كان وزيرا للمهدى وموسى وهارون الرشيد ". قال ابن الغضائري: ضعيف. وقال البهبهاني
في التعليقة: لا وثوق بتضعيف ابن الغضائري إياه ورواية الأجلة سيما مثل أحمد بن محمد بن -
عيسى عنه تشير إلى الاعتماد عليه بل الوثاقة، وكثرة رواياته والافتاء بمضمونها يؤيده ويؤيد فساد
كلام ابن الغضائري في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين بأحوال الرجال
إياه وعدم طعن من أحد ممن ذكره في ترجمته وترجمة جده وغيرهما، والعلامة (ره) تبع
ابن الغضائري بناء على جواز عثوره على ما لم يعثروا عليه وفيه ما فيه. انتهى
(2) القشف: قذارة الجلد.
(3) النشرة واحد النشر وهو الريح الطيبة والريح عموما.
611

الداء الأعظم ويدر الرزق ويورده، ونتف الإبط ينفي الرائحة المنكرة وهو طهور
وسنة مما أمر به الطيب عليه السلام، غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق وإماطة
للغمر عن الثياب (1) ويجلو البصر. وقيام الليل مصحة للبدن، ومرضات للرب عز وجل،
وتعرض للرحمة، وتمسك بأخلاق النبيين. أكل التفاح نضوح للمعدة (2) مضغ اللبان
يشد الأضراس، وينفي البلغم ويذهب بريح الفم، والجلوس في المسجد بعد طلوع
الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض. وأكل السفرجل
قوة للقلب الضعيف، ويطيب المعدة، ويزيد في قوة الفؤاد، ويشجع الجبان، ويحسن
الولد. أكل أحد وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم على الريق يدفع جميع الأمراض إلا
مرض الموت.
يستحب للمسلم أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقول الله تبارك وتعالى
" أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " (3) والرفث المجامعة.
لا تختموا بغير الفضة فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما طهرت يد فيها خاتم
حديد، ومن نقش على خاتمه اسم الله عز وجل فليحوله عن اليد التي يستنجى بها في
المتوضأ (4).
إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: " الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني
فأحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري، وأكرمني بالاسلام. وليتزين أحدكم
لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة.
صوم ثلاثة أيام من كل شهر أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان يذهب بوسواس
الصدر وبلابل القلب. والاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير، وغسل الثياب يذهب
الهم والحزن وهو طهور للصلاة. لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم، ومن شاب شيبة في

(1) غمر الثوب: علق بها وسم اللحم.
(2) النضح: الغل والإزالة واصل النضح: الرش. واللبان - بالضم -: الكندر.
(3) البقرة: 187.
(4) المتوضأ: الموضع الذي يتوضأ فيه ويكنى به عن المراحيض والمراد هنا الثاني.
612

الاسلام كان له نورا يوم القيامة.
لا ينام المسلم وهو جنب، ولا ينام إلا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمم
بالصعيد، فإن روح المؤمن ترفع إلى الله تبارك، وتعالى فيقبلها ويبارك عليها، فإن كان
أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع
إمنائه من ملائكته فيردونها في جسدها. لا يتفل المؤمن في القبلة فإن فعل ذلك ناسيا
فلتستغفر الله عز وجل منه، لا ينفخ الرجل في موضع سجوده، ولا ينفخ في طعامه، ولا
في شرابه، ولا في تعويذه. لا ينام الرجل على المحجة (1) ولا يبولن من سطح في الهواء
ولا يبولن في ماء حار فإن فعل ذلك فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه، فإن للماء أهلا
وللهواء أهلا. لا ينام الرجل على وجهه، ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا
تدعوه، ولا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا، ولا ناعسا، ولا يفكرن في نفسه فإنه
بين يدي ربه عز وجل، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه. كلوا ما يسقط
من الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عز وجل لمن أراد أن يستشفي به. إذا
أكل أحدكم طعاما فمص أصابعه التي أكل بها قال الله عز وجل: بارك الله فيك. ألبسوا
ثياب القطن فإنها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله وهو لباسنا، ولم نكن نلبس الشعر والصوف
إلا من علة، وقال: إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته
على عبده.
صلوا أرحامكم ولو بالسلام يقول الله تبارك وتعالى: " واتقوا الله الذي
تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " (2) لا تقطعوا نهاركم بكذا وبكذا و
فعلنا كذا وكذا فإن معكم حفظة يحفظون علينا وعليكم. اذكروا الله في كل مكان
فإنه معكم. صلوا على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد و
دعائكم له وحفظكم إياه صلى الله عليه وآله.
أقروا الحار حتى يبرد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قرب إليه طعام فقال: أقروه
حتى يبرد ويمكن أكله، ما كان الله عز وجل ليطعمنا النار، والبركة في البارد.

(1) أي وسط الشارع وجادة الطريق.
(2) النساء: 2.
613

إذا بال أحدكم فلا يطمحن ببوله في الهواء ولا يستقبل الريح. علموا صبيانكم
ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها. كفوا ألسنتكم وسلموا تسليما تغنموا.
أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء عليهم السلام. أكثروا ذكر الله
عز وجل إذا دخلتم الأسواق عند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في
الحسنات ولا تكتبوا في الغافلين.
ليس للعبد أن يخرج في سفر إذا حضر شهر رمضان لقول الله عز وجل: " فمن
شهد منكم الشهر فليصمه " (1) ليس في شرب المسكر والمسح على الخفين تقية.
إياكم والغلو فينا قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم. من أحبنا
فليعمل بعملنا وليستعن بالورع، فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة.
لا تجالسوا لنا عائبا، ولا تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين بإظهار حبنا فتذلوا أنفسكم
عند سلطانكم. ألزموا الصدق فإنه منجاة. وارغبوا فيما عند الله عز وجل، واطلبوا
طاعته، واصبروا عليها، فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنة وهو مهتوك الستر. لا تعنونا
في الطلب (2) والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم، لا تفضحوا أنفسكم عند عدوكم في
القيامة، ولا تكذبوا أنفسكم عندهم في منزلتكم عند الله بالحقير من الدنيا، تمسكوا
بما أمركم الله به فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول
الله (3) وما عند الله خير وأبقى، وتأتيه البشارة من الله عز وجل فتقر عينه ويحب
لقاء الله.
لا تحقروا ضعفاء إخوانكم فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما
في الجنة إلا أن يتوب، لا يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته. توازروا
وتعاطفوا وتباذلوا ولا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف مالا يفعل. تزوجوا فان رسول الله
صلى الله عليه وآله كثيرا ما كان يقول: " من كان يحب أن يتبع سنتي فليتزوج فإن من سنتي

(1) البقرة: 182، حمل على الكراهة.
(2) لعله من التعنية أي لا تكلفونا ما يشاق علينا. وفى تحف العقول " لا تعيونا " أي لا تتعبونا.
(3) يعنى الموت أو الملك الموكل به.
614

التزويج "، واطلبوا الولد فاني أكاثر بكم الأمم غدا. وتوفوا على أولادكم لبن البغي
من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي. تنزهوا، عن أكل الطير الذي ليست له
قانصة ولا صيصية ولا حوصلة (1). واتقوا كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير
ولا تأكلوا الطحال فإنه بيت الدم الفاسد. لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون. اتقوا
الغدد من اللحم فإنه يحرك عرق الجذام.
ولا تقيسوا الدين فان من الدين مالا ينقاس (2) وسيأتي أقوام يقيسون وهم
أعداء الدين، وأول من قاس إبليس. لا تحتذوا الملس (3) فإنه حذاء فرعون وهو
أول من حذا الملس. خالفوا أصحاب المسكر، وكلوا التمر فان فيه شفاء من الأدواء،
اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه قال: " من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه
باب فقر ".
أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا
إياكم والجدال فإنه يورث الشك، من كانت له إلى ربه عز وجل حاجة فليطلبها
في ثلاث ساعات ساعة في الجمعة. وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح، وتفتح

(1) قيل: القانصة للطير بمنزلة المعا لغيره. والصيصية - بكسر أوله بغير همز - الإصبع الزائد
في باطن رجل الطائر بمنزلة الابهام من بني آدم، لأنها شوكته فان الصيصية يقال للشوكة. و
الحوصلة للطير مكان المعدة لغيره يجتمع فيه الحب وغيره من المأكول ويقال لها بالفارسية
(چينه دان) وقال بعض اللغويين: القانصة: اللحمة الغليظة جدا التي يجتمع فيها كل ما تنقر
من الحصى الصغار بعدما انحدر من الحوصلة ويقال لها بالفارسية (سنگ دان) أقول: وهذا هو
الصواب لموافقته للاخبار ففي الكافي سئل عن الصادق عليه السلام: الطير ما يؤكل منه فقال: لا يؤكل
ما لم تكن له قانصة " وهي غير المعدة كمعدة الانسان لأنها موجودة في الطيور كلها.
(2) انقاس مطاوع قاس. وفى التحف " فإنه لا يقاس ".
(3) الملس النعل الذي يساوى طرفاه ولا يكون مخصرا كذا في المرآة والكافي. وفى
بعض النسخ " الملسن " وهو تصحيف وفى النهاية " ان نعله صلى الله عليه وآله ملسنة " أي كانت دقيقة على
شكل اللسان وقيل هي التي جعل لها لسان ولسانها الهنة الناتئة في مقدمها.
615

أبواب السماء، وتنزل الرحمة ويصوت الطير. وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر
فإن ملكين يناديان: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل يعطى؟ هل من مستغفر
فيغفر له، هل من طالب حاجة فتقضى له، فأجيبوا داعي الله. واطلبوا الرزق فيما بين
طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي
الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.
انتظروا الفرج، ولا تيأسوا من روح الله، فان أحب الأعمال إلى الله عز وجل
انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن، توكلوا على الله عز وجل عند ركعتي الفجر إذا
صليتموها ففيها تعطوا الرغائب، لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصلين أحدكم
وبين يديه سيف فان القبلة أمن. أتموا برسول الله (1) صلى الله عليه وآله حجكم إذا خرجتم إلى
بيت الله فان تركه جفاء وبذلك أمرتم [وأتموا] بالقبور التي ألزمكم الله عز وجل
حقها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها، ولا تستصغروا قليل الآثام فان الصغير يحصى
ويرجع إلى الكبير، وأطيلوا السجود فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن
آدم ساجدا لأنه أمر بالسجود فعصى وهذا أمر بالسجود فأطاع فنجا.
أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور وقيامكم بين يدي الله عز وجل
تهون عليكم المصائب، إذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه
أنها تبرأ فإنه يعافي إن شاء الله. توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب
حتى الخدش والكبوة والمصيبة (2). قال الله عز وجل: " وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (3) أكثروا ذكر الله عز وجل على الطعام ولا تطغوا
فإنها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده، أحسنوا صحبة
النعم قبل فواتها فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. من رضي عن الله عز وجل

(1) في نسخة وفى التحف " الموا " يقال: ألم به أي أتاه فنزل به وزاره زيارة غير طويلة
يعنى إذا فرغتم من حجكم فاذهبوا إلى المدينة فزوروا رسول الله أو قبره صلى الله عليه وآله.
(2) الكبوة: الانكباب على الوجه.
(3) الشورى. 30.
616

باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. إياكم والتفريط فتقع الحسرة حين
لا تنفع الحسرة إذ ألقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام وأكثروا ذكر الله عز وجل،
ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله ربكم وتستوجبوا غضبه.
وإذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح أو من قد نكل [به] أو
من قد طمع عدوكم فيه فقووه بأنفسكم (1).
اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فإنه يقي مصارع السوء. من أراد
منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب كذلك تكون
منزلته عند الله تبارك وتعالى.
أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة فمن كانت في منزله شاة قدست عليه
الملائكة في كل يوم مرة، ومن كانت عنده شاتان قدست عليه الملائكة مرتين في
كل يوم وكذلك في الثلاث تقول: بورك فيكم.
إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن (2) فان الله عز وجل جعل القوة فيهما.
إذا أردتم الحج فتقدموا في شرى الحوائج ببعض ما يقويكم على السفر فان الله
عز وجل يقول: " ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة " (3).
وإذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فإنها تظهر الداء الدفين وإذا
خرجتم حجاجا إلى بيت الله عز وجل فأكثروا النظر إلى بيت الله فان لله عز وجل
مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون
للناظرين. أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم وما لم تحفظوا فقولوا: " وما حفظته

(1) نكل به من باب قتل، ونكل به - بالتشديد -: أصابه بنازلة وفى البحار
" فقتوه " أي احفظوه.
(2) في التحف " فليأكل اللحم واللبن ". والمراد باللبن الماست ظاهرا لا اللبن الحليب
فإنه يطلق عليهما. والشايع في الاكل هو الأول. ولكن جاء في بعض الأخبار التصريح باللبن
الحليب.
(3) التوبة: 47.
617

علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا " فإنه من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعده وذكره و
استغفر الله منه كان حقا على الله عز وجل أن يغفره له. وتقدموا بالدعاء قبل نزول
البلاء. تفتح لكم أبواب السماء في خمس مواقيت (1) عند نزول الغيث، وعند الزحف،
وعند الاذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر. من
غسل منكم ميتا فليغتسل بعد ما يلبسه أكفانه. لا تجمروا الأكفان (2) ولا تمسحوا موتاكم
بالطيب إلا الكافور، فان الميت بمنزلة المحرم، مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم
فان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله لما قبض أبوها صلى الله عليه وآله ساعدتها جميع بنات بني هاشم، فقالت:
دعوا التعداد وعليكم بالدعاء (3).
زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب الرجل حاجته عند قبر أبيه
وأمه بعد ما يدعو لهما، المسلم مرآة أخيه، فإذا رأيتم من أخيكم هفوة (4) فلا تكونوا
عليه، وكونوا له كنفسه وأرشدوه وأنصحوه وترفقوا به. إياكم والخلاف فتمزقوا،
وعليكم بالقصد تزلفوا وترجوا (5). من سافر منكم بدابة فليبدأ حين ينزل بعلفها
وسقيها، لا تضربوا الدواب على وجوهها فإنها تسبح ربها. ومن ضل منكم في سفر
أو خاف على نفسه فليناد: " يا صالح أغثني " فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى
صالحا يسيح في البلاد لمكانكم، محتسبا نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد
الضال منكم وحبس عليه دابته. من خاف منكم من الأسد على نفسه [أ] وغنمه فليخط

(1) كذا وفى التحف " في ستة مواقف " وهو الصواب.
(2) أي لا يبخروها بالطيب.
(3) في استشهاده عليه السلام بفعل فاطمة عليها السلام عناية. وفى التحف " أشعرها بنات هاشم
فقالت اتركوا الحداد وعليكم بالدعاء " والحداد - بالكسر. ترك الزينة ولبس ثياب المأتم
منه حدت المرأة على زوجها إذا حزنت ولبست ثياب الحزن.
(4) الهفوة: الزلة والسقطة.
(5) في بعض النسخ " عليكم بالصدق " وفى بعضها " عليكم بالقصد تزلفوا وترجوا " وفى
بعضها " توجروا ". وفى التحف " تراءفوا وتراحموا ".
618

عليها خطة وليقل: " اللهم رب دانيال والجب، ورب كل أسد مستأسد احفظني
واحفظ غنمي (1) ومن خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات " سلام على نوح في العالمين.
إنا كذلك نجزي المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين " (2) من خاف منكم الغرق فليقرأ
" بسم الله مجراها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم، بسم الله الملك الحق، ما قدروا الله
حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيمة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى
عما يشركون ".
عقوا عن أولادكم يوم السابع وتصدقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضة على
مسلم، كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وآله بالحسن والحسين وسائر ولده.
إذا ناولتم السائل الشئ فسألوه أن يدعو لكم فإنه يجاب فيكم ولا يجاب في نفسه،
لأنهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فليقبلها فان الله عز وجل يأخذها
قبل أن تقع في يد السائل كما قال الله عز وجل: " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن
عباده ويأخذ الصدقات " (3). تصدقوا بالليل فان الصدقة بالليل تطفي غضب الرب
جل جلاله.
احسبوا كلامكم من أعمالكم يقل كلامكم إلا في خير. أنفقوا مما رزقكم الله
عز وجل فان المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله فمن أيقن بالخلف جاد وسخت نفسه
بالنفقة. من كان على يقين فشك فليمض على يقينه فان الشك لا ينقض اليقين.
لا تشهدوا قول الزور ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر فان العبد لا
يدري متى يؤخذ. إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعن
أحدكم إحدى رجليه على الأخرى و [لا] يتربع فإنها جلسة يبغضها الله، ويمقت
صاحبها. عشاء الأنبياء بعد العتمة. ولا تدعوا العشاء فان ترك العشاء خراب البدن.

(1) أسد مستأسد أي قوى مجترئ. والجب: البئر العميقة. ودانيال كان من أنبياء بني إسرائيل
محبوسا في الجب في زمن بختنصر على ما قيل.
(2) الصافات: 131 - 133.
(3) التوبة: 105.
619

الحمى رائد الموت (1) وسجن الله في الأرض، يحبس فيه من يشاء من عباده، وهي
تحت الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير (2) ليس من داء إلا وهو من داخل
الجوف إلا الجراحة والحمى فإنهما يردان على الجسد ورودا. اكسروا حر الحمى
بالبنفسج والماء البارد، فان حرها من فيح جهنم. (3) لا يتداوى المسلم حتى يغلب
مرضه صحته. (4)
الدعاء يرد القضاء المبرم فاتخذوه عدة. للوضوء بعد الطهور عشر حسنات
فتظهروا. إياكم والكسل فإنه من كسل لم يؤد حق الله عز وجل. تنظفوا بالماء من
النتن الريح الذي يتأذى به. تعهدوا أنفسكم فان الله عز وجل. يبغض من عباده
القاذورة الذي يتأنف (5) به من جلس إليه.
لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته، بادروا بعمل الخير
قبل أن تشغلوا عنه بغيره، المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة، وليكن
جل كلامكم ذكر الله عز وجل. احذروا الذنوب فان العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق.
داووا مرضاكم بالصدقة. حصنوا أموالكم بالزكاة، الصلاة قربان كل تقي، الحج
جهاد كل ضعيف، جهاد المرأة حسن التبعل، الفقر هو الموت الأكبر. قلة العيال أحد
اليسارين.
التقدير نصف العيش. الهم نصف الهرم، ما عال امرؤ اقتصد، وما عطب امرؤ استشار
لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين، لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف تعجيله، من

(1) الرائد هو الذي يرسله القوم لينظر لهم مكانا ينزلون فيه أو ليخبرهم بما خفى عليهم
والمراد به هنا الذي يخبر بالموت. وفى البحار " قائد الموت ".
(2) تحت الذنوب أي تزال وترد وتسقط الذنوب.
(3) الفيح: شدة الحر وشيوعه.
(4) لان التداوي لا يمكن غالبا الا بالدواء والدواء له أثر يهيج داء آخر ولذا وردت
في الحديث " ما من دواء الا ويهيج داء " و " اجتنبوا الدواء ما احتمل بدنكم الداء ".
(5) أي يترفع ويتنزه عنه وفى التحف " يتأفف به " أي يقال: أف من كرب.
620

أيقن بالخلف جاد بالعطية. من ضرب يديه على فخذيه عند مصيبة حبط أجره، أفضل
أعمال المرء انتظار الفرج من الله عز وجل. من أحزن والديه فقد عقهما. استنزلوا
الرزق بالصدقة. ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء، فوالذي فلق
الحبة وبرأ النسمة للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة (1) إلى
أسفلها ومن ركض البراذين، سلوا الله العافية من جهد البلاء، فان جهد البلاء
ذهاب الدين.
السعيد من وعظ بغيره فاتعظ، روضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فان
العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم. من شرب الخمر وهو يعلم أنها
حرام سقاه الله من طينة خبال (2) وإن كان مغفورا له. لا نذر في معصية، ولا يمين في
قطيعة. الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. لتطيب المرأة المسلمة لزوجها. المقتول
دون ماله شهيد. المغبون غير محمود ولا مأجور. لا يمين لولد مع والده، ولا للمرأة
مع زوجها. (3) لا صمت يوما إلى الليل إلا بذكر الله عز وجل.
لا تعرب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، تعرضوا للتجارة فان فيها غنى لكم
عما في أيدي الناس، وإن الله عز وجل يحب العبد المحترف الأمين (4) ليس عمل أحب
إلى الله عز وجل من الصلاة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شئ من أمور الدنيا فان الله
عز وجل ذم أقواما فقال " الذين هم عن صلاتهم ساهون " (5) يعني أنهم غافلون استهانوا
بأوقاتها. اعلموا أن صالحي عدوكم يرائي بعضهم بعضا ولكن الله عز وجل لا يوفقهم
ولا يقبل إلا ما كان له خالصا. البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والله الجليل مع الذين

(1) التلعة - بضم التاء المثناة الفوقية -: ما علا من الأرض.
(2) الخبال في الأصل الفساد ويكون في الافعال والأبدان والعقول، وفسر طينة الخبال
بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في جهنم فيشربه أهل النار.
(3) أي بدون اذنهما.
(4) الاحتراف: الاكتساب.
(5) الماعون: 5.
621

اتقوا والذين هم محسنون.
المؤمن لا يغش أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتهمه، ولا يقول له: أنا منك
برئ. اطلب لأخيك عذرا، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا. مزاولة قلع الجبال
أيسر من مزاولة ملك مؤجل. واستعينوا بالله واصبروا فان الأرض لله يورثها من
يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
لا تعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم.
ارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من الله عز وجل بالرحمة لهم. إياكم وغيبة المسلم
فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى عز وجل عن ذلك فقال: " ولا يغتب بعضكم
بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " (1) لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو
قائم بين يدي الله عز وجل يتشبه بأهل الكفر - يعني المجوس (2) - ليجلس
أحدكم على طعامه جلسة العبد، وليأكل على الأرض، ولا يشرب قائما. إذا أصاب
أحدكم الدابة وهو في صلاته فليدفنها ويتفل عليها أو يصيرها في ثوبه حتى ينصرف.
الالتفات الفاحش يقطع الصلاة وينبغي لمن يفعل ذلك أن يبتدئ الصلاة بالاذان والإقامة
والتكبير. من قرأ قل هو الله أحد من قبل أن تطلع الشمس [إحدى عشرة مرة] ومثلها
إنا أنزلناه ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف. من قرأ قل هو الله أحد [وإنا
أنزلناه] قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد إبليس. استعيذوا
بالله من ضلع الدين (3) وغلبة الرجال. من تخلف عنا هلك. تشمير الثياب طهور

(1) الحجرات: 14.
(2) التكفير بدعة عند أصحابنا موجب لبطلان الصلاة. وحكى عن الطحاوي - الفقيه
الشافعي أولا والحنفي آخرا - في اختلاف الفقهاء عن مالك قال: إن وضع اليدين أحدهما
على الأخرى إنما يفعل في صلاة النوافل في طول القيام، وتركه أحب إلى. وفى المحكى عن
الليث بن سعد أنه قال: سدل اليدين في الصلاة أحب إلى، الا أن يطيل القيام.
(3) أي من اعوجاج الدين والميل إلى خلافه. وفى التحف " استعيذوا بالله عز وجل
من غلبة الدين ".
622

لها، قال الله تبارك وتعالى: " وثيابك فطهر " (1) أي فشمر. لعق العسل شفاء من
كل داء قال الله تبارك وتعالى: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء
للناس (2) " وهو مع قراءة القرآن.
ومضغ اللبان يذيب البلغم. وابدؤوا بالملح في أول طعامكم (3) فلو يعلم الناس ما
في الملح لاختاروه على الترياق المجرب. من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما
لا يعلمه إلا الله عز وجل. صبوا على المحموم الماء البارد في الصيف فإنه يسكن
حرها، صوموا ثلاثة أيام في كل شهر فهي تعدل صوم الدهر، ونحن نصوم خميسين
بينهما أربعاء، لان الله عز وجل خلق جهنم يوم الأربعاء. إذا أراد أحدكم
حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " اللهم بارك لامتي
في بكورها يوم الخميس " وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر آل عمران (4)، و
آية الكرسي، وإنا أنزلناه، وأم الكتاب فإن فيها قضاء لحوائج الدنيا والآخرة.
عليكم بالصفيق (5) من الثياب فإنه من رق ثوبه رق دينه.
لا يقومن أحدكم بين يدي الرب جل جلاله وعليه ثوب يشف (6). توبوا إلى
الله عز وجل وادخلوا في محبته، فان الله عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين،
والمؤمن تواب. إذا قال المؤمن لأخيه: أف انقطع ما بينهما، فإذا قال له: أنت كافر
كفر أحدهما. وإذا اتهمه انماث الاسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء (7). باب

(1) المدثر: 4. وفى بعض النسخ " يعنى فشمر ".
(2) النحل: 71.
(3) زاد في التحف " واختموا به ".
(4) في التحف قوله تعالى: " ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار
- إلى قوله -: انك لا تخلف الميعاد " ست آيات من 187 إلى 193.
(5) الصفيق من الثياب: ما كان نسجه كثيفا.
(6) أي يرى فيظهر ما وراءه. وفى المكارم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " كان لأبي
عليه السلام ثوبان خشنان يصلى فيهما صلاته، فإذا أراد أن يسأل الحاجة لبسهما وسأل الله حاجته ".
(7) انماث الشئ في الماء: تحللت فيه أجزاؤه.
623

التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم
سيئاتكم، وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا
إن الله ليس بظلام للعبيد. ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تزل، ولو أنهم
إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عز وجل بصدق من نياتهم ولم
يهنوا ولم يسرفوا لأصلح الله لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح. وإذا ضاق المسلم
فلا يشكون ربه عز وجل وليشتك إلى ربه الذي بيده مقاليد الأمور وتدبيرها في
كل امرئ واحدة من ثلاث: الطيرة والكبر والتمني فإذا تطير أحدكم فليمض على
طيرته وليذكر الله عز وجل. وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة، و
إذا تمنى فليسأل الله عز وجل ويبتهل إليه ولا ينازعه نفسه إلى الاثم. خالطوا الناس
بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا، إن أمرنا صعب
مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد قد امتحن الله قلبه للايمان
إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بالله وليقل: " آمنت بالله وبرسوله مخلصا له
الدين ". إذا كسى الله عز وجل مؤمنا ثوبا جديدا فليتوضأ وليصل ركعتين يقرأ
فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ثم
ليحمد الله (1) الذي ستر عورته وزينه في الناس وليكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم " فإنه لا يعصي الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له ويستغفر له
ويترحم عليه.
اطرحوا سوء الظن بينكم فإن الله عز وجل نهى عن ذلك. أنا مع رسول الله
صلى الله عليه وآله ومعي عترتي وسبطي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا، فان
لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة، ولأهل مودتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض
فانا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
أبدا، حوضنا مترع فيه مثعبان (2) ينصبان من الجنة: أحدهما من تسنيم، والآخر
من معين، على حافتيه الزعفران، وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الكوثر. إن الأمور

(1) في بعض النسخ " وليحمد الله ".
(2) المثعب: مسيل المياه.
624

إلى الله عز وجل ليست إلى العباد، ولو كانت إلى العباد ما كانوا ليختاروا علينا أحدا
ولكن الله يختص برحمته من يشاء، فاحمدوا الله على ما اختصكم به من بادي النعم،
على طيب الولادة.
كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة إلا عين من اختصه الله
بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد عليهم السلام. شيعتنا بمنزلة النحل لو يعلم
الناس ما في أجوافها لأكلوها، لا تعجلوا الرجل عند طعامه حتى يفرغ، ولا عند
غائطه حتى يأتي على حاجته. إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل: " لا إله إلا الله الحليم
الكريم الحي القيوم، وهو على كل شئ قدير، سبحان رب النبيين وإله المرسلين
و [سبحان] رب السماوات السبع وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن ورب
العرش العظيم والحمد لله رب العالمين " فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم:
" حسبي الله حسبي الرب من العباد، حسبي الذي هو حسبي منذ كنت، حسبي الله و
نعم الوكيل ".
وإذا قام أحدكم من الليل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ " إن في خلق السماوات
والأرض - إلى قوله: - إنك لا تخلف الميعاد " الاطلاع في (1) بئر زمزم يذهب الداء
فاشربوا من مائها مما يلي الركن الذي فيه الحجر الأسود، فإن تحت الحجر أربعة
أنها من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان وهما نهران.
لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ولا ينفذ في الفئ أمر الله
عز وجل، فان مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا والاشاطة بدمائنا (2)
وميتته ميتة جاهلية. ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب (3)
وجهتنا رضى الرب عز وجل، والآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس. والمنتظر
لامرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله. من شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا فلم ينصرنا
أكبه الله على منخريه في النار.

(1) كذا ولعله من الطلاع أي الاناء ويحتمل أن يكون بالهمزة من الطلى وهو واضح.
(2) أشاطه السلطان دمه وبدمه: عرضه للقتل وأهدر دمه.
(3) في بعض النسخ " وسواس الصدور ".
625

ونحن باب الغوث إذا اتقوا (1) وضاقت عليهم المذاهب، ونحن باب حطة وهو
باب السلام من دخله نجا ومن تخلف عنه هوى، بنا يفتح الله، وبنا يختم الله، وبنا
يمحو ما يشاء، وبنا يثبت، وبنا يدفع الله الزمان الكلب (2)، وبنا ينزل الغيث،
فلا يغرنكم بالله الغرور، ما أنزلت السماء [من] قطرة من ماء منذ حبسه الله عز وجل،
ولو قد قام قائمنا لانزلت السماء قطرها، ولا خرجت الأرض نباتها، ولذهب الشحناء
من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى
الشام لا تضع قدميها إلا على النبات وعلى رأسها زينتها (3) لا يهيجها سبع ولا تخافه.
لو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدوكم وصبركم على ما تسمعون من الأذى
لقرت أعينكم، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي أمورا يتمنى أحدكم الموت مما يرى من
أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة (4) والاستخفاف بحق الله تعالى ذكره والخوف على
نفسه، فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وعليكم بالصبر والصلاة
والتقية، اعلموا أن الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلون فلا تزولوا عن الحق،
وولاية أهل الحق فان من استبدل بنا هلك وفاتته الدنيا وخرج منها [بحسرة].
إذا دخل أحدكم منزله فليسلم على أهله يقول: " السلام عليكم " فإن لم يكن
له أهل فليقل السلام علينا من ربنا، وليقرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله فإنه
ينفي الفقر. علموا صبيانكم الصلاة وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين، تنزهوا عن
قرب الكلاب فمن أصاب الكلب وهو رطب فليغسله وإن كان جافا فلينضح ثوبه بالماء.

(1) في بعض النسخ " إذا بغوا " والصواب ما اخترناه أو كما في التحف " إذا بعثوا "
وفى الحديث " من ابتلاه في جسده فهو له حطة " أي يحبط عنها خطاياه وذنوبه. وهي فعلة
من حط الشئ يحطه إذا أنزله وألقاه، ومعنى كونهم عليهم السلام باب حطة أنهم باب
الإنابة إلى الله عز وجل والطريق إليه.
(2) في بعض النسخ " يرفع " والزمان الكلب: الشديد الصعب.
(3) كذا وهو تصحيف. وفى التحف " على رأسها زنبيلها ".
(4) من الاستئثار بمعنى الاختيار، واختصاص المرء نفسه بأحسن الشئ دون غيره.
626

إذا سمعتم من حديثنا مالا تعرفون فردوه إلينا (1) وقفوا عنده، وسلموا حتى
يتبين لكم الحق، ولا تكونوا مذاييع عجلى (2)، إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصر
الذي يقصر بحقنا. من تمسك بنا لحق، ومن سلك غير طريقتنا غرق. لمحبينا
أفواج من رحمة الله، ولمبغضينا أفواج من غضب الله، وطريقنا القصد وفي أمرنا الرشد.
لا يكون السهو في خمس. في الوتر، والجمعة، والركعتين الأوليين من كل
صلاة مكتوبة، وفي الصبح، وفي المغرب، ولا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور
حتى يتطهر. أعطوا كل سورة حظها (3) من الركوع والسجود إذا كنتم في الصلاة
لا يصلي الرجل في قميص متوشحا به (4) فإنه من أفعال قوم لوط.
تجزي الصلاة للرجل في ثوب واحد، يعقد طرفيه على عنقه وفي القميص الصفيق
يزره (5)، لا يسجد الرجل على صورة ولا على بساط فيه صورة، ويجوز أن
تكون الصورة تحت قدميه أو يطرح عليه ما يواريها، لا يعقد الرجل الدراهم التي
فيها صورة في ثوبه وهو يصلي، ويجوز أن يكون الدراهم في هميان أو في ثوب إذا خاف

(1) هذا إذا كان طريق البلوغ معتبرا عند العقلاء بان تكون النقلة ثقات أو حسان أو
هناك قرينة أو أمارة على صدق الراوي وإن كان ضعيفا بحيث جاء الوثوق أو الظن بصحة
الصدور. وأما إذا أقيمت القرائن على كذب الراوي وافترائه على المعصوم عليه السلام فلا معنى
لرد علمه إليهم عليهم السلام إذ ليس هو من حديثهم. مثل أكثر أخبار الباطنية أو الملاحدة
الذين دسوا في الأحاديث لتشويه صورة المذهب عليهم لعائن الله سبحانه.
(2) المذياع: الذي لا يكتم سرا جمعه مذاييع، والعجلي مؤنث عجلان بمعنى
عجول.
(3) في بعض النسخ " حقها ".
(4) وشح بثوبه: أدخله تحت إبطه فألقاه على منكبه.
(5) الصفيق من الثوب ما كثف نسجه. ويزره أي يعقد أزراره وأدخلها في العرى
والازرار جمع الزر وهو ما يجعل في العروة.
627

ويجعلها إلى ظهره (1)، لا يسجد الرجل على كدس حنطة (2)، ولا على شعير، ولا على
لون مما يؤكل، ولا يسجد على الخبز. ولا يتوضأ الرجل حتى يسمي يقول قبل أن يمس
الماء " بسم الله وبالله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " فإذا فرغ من
طهوره قال: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "
- صلى الله عليه وآله - فعندها يستحق المغفرة.
من أتى الصلاة عارفا بحقها غفر له. لا يصلي الرجل نافلة في وقت فريضة إلا
من عذر ولكن يقضي بعد ذلك إذا أمكنه القضاء، قال الله تبارك وتعالى: " الذين هم على
صلاتهم دائمون " (3) يعني الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار، وما فاتهم من النهار
بالليل، لا تقضي النافلة في وقت فريضة، إبدأ بالفريضة ثم صل ما بدا لك.
الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة، ونفقة درهم في الحج تعدل ألف درهم.
ليخشع الرجل في صلاته فإنه من خشع قلبه لله عز وجل خشعت جوارحه فلا يعبث
بشئ، القنوت في صلاة الجمعة قبل الركوع الثانية ويقرأ في الأولى الحمد والجمعة
وفي الثانية الحمد والمنافقين. اجلسوا في الركعتين (4) حتى تسكن جوارحكم ثم قوموا
فإن ذلك من فعلنا.
إذا قام أحدكم بين يدي الله جل جلاله فليرفع يده (5) حذاء صدره، وإذا كان
أحدكم بين يدي الله جل جلاله فليتحري بصدره (6) وليقم صلبه ولا ينحني، إذا فرغ
أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء فقال عبد الله بن سبا:
يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع العبد يديه إلى السماء؟

(1) في بعض النسخ " في ظهره ".
(2) الكدس - بالضم فالسكون -: الحب المحصود المجموع.
(3) المعارج: 23. (4) في التحف " بعد السجدتين ".
(5) في النسخ " فليرجع يده " وهو تصحيف صححناه من التحف.
(6) في بعض النسخ " فلينحر بصدره " من نحر المصلى في الصلاة: انتصب ونهد صدره
وفى التحف: " فليتجوز وليقم صلبه ".
628

قال: أما تقرأ " وفي السماء رزقكم وما توعدون " (1) فمن أين يطلب الرزق إلا من
موضعه، وموضع الرزق وما وعد الله عز وجل السماء. لا ينفتل العبد من صلاته حتى
يسأل الله الجنة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوجه من الحور العين. إذا قام أحدكم
إلى الصلاة فليصل صلاة مودع. لا يقطع الصلاة التبسم وتقطعها القهقهة. إذا خالط
النوم القلب وجب الوضوء. إذا غلبتك عينك وأنت في الصلاة فاقطع الصلاة ونم، فإنك
لا تدري تدعو لك أو على نفسك، لعلك أن تدعو على نفسك.
من أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعداءنا بيده فهو معنا في الجنة في
درجتنا. ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعداءنا فهو أسفل من ذلك
بدرجتين. ومن أحبنا بقلبه ولم يعنا بلسانه ولا بيده فهو في الجنة. ومن أبغضنا بقلبه
وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدونا في النار، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا
بلسانه فهو في النار (2) ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار.
إن أهل الجنة لينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الانسان إلى الكواكب
في السماء.
إذا قرأتم من المسبحات الأخيرة فقولوا: " سبحان الله الاعلى ". وإذا قرأتم
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " فصلوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها.
ليس في البدن شئ أقل شكرا من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن
ذكر الله عز وجل، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: " ونحن على ذلك من
الشاهدين ".
إذا قرأتم " قولوا آمنا بالله " فقولوا: " آمنا بالله حتى تبلغوا - إلى قوله -
مسلمون " (3) إذا قال العبد في التشهد في الأخيرتين وهو جالس: " أشهد أن لا إله إلا

(1) الذاريات: 22. وأما عبد الله بن سبا فروى الكشي روايات في ذمه، وأنكر
وجوده بعض الاعلام من المعاصرين وقال: هو رجل موهوم اختلقه سيف بن عمر التميمي.
(2) في التحف " فهو فوق ذلك بدرجة ".
(3) راجع سورة البقرة: 131.
629

الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها
وأن الله يبعث من في القبور " ثم أحدث حدثا فقد تمت صلاته. ما عبد الله بشئ
أشد من المشي إلى بيته. اطلبوا الخير في أخفاف الإبل وأعناقها، صادرة وواردة،
إنما سمي السقاية (1) لان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بزبيب اتي به من الطائف أن ينبذ
ويطرح في حوض زمزم لان ماءها مر فأراد أن يكسر مرارته فلا تشربوا إذا عتق (2).
إذا تعرى الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل أن يكشف
ثيابه عن فخذه ويجلس بين قوم. من أكل شيئا من المؤذيات بريحها (3) فلا يقربن
المسجد. ليرفع الرجل الساجد مؤخره في الفريضة إذا سجد.
إذا أراد أحدكم الغسل فليبدأ بذراعيه فليغسلهما. إذا صليت (4) فاسمع نفسك
القراءة والتكبير والتسبيح. إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينك (5)
تزود من الدنيا فان خير ما تزود منها التقوى. فقدت من بني إسرائيل أمتان
واحدة في البحر وأخرى في البر، فلا تأكلوا إلا ما عرفتم، من كتم وجعا أصابه ثلاثة
أيام من الناس وشكا إلى الله كان حقا على الله أن يعافيه منه.
أبعد ما كان العبد من الله إذا كان همه بطنه وفرجه. لا يخرج الرجل في سفر
يخاف فيه على دينه وصلاته. أعطي السمع أربعة (6) النبي صلى الله عليه وآله والجنة والنار و
الحور العين. فإذا فرغ العبد من صلاته فليصل على النبي صلى الله عليه وآله ويسأل الله الجنة،
ويستجير بالله من النار، ويسأله أن يزوجه من الحور العين، فإنه من صلى على محمد

(1) في التحف " إنما سمى نبيذ السقاية ". ولعله سقط من قلم النساخ.
(2) أي إذا مضى عليه زمانا وفى بعض النسخ " إذا عبق ".
(3) كالثوم والبصل وما شابههما في النتن.
(4) في التحف " إذا صليت وحدك ".
(5) انفتل من صلاته إذا انصرف عنها.
(6) أي يصغى ويجيب في أربعة، وفى التحف " اعط السمع أربعة في الدعاء الصلاة
على النبي وآله واطلب - الخ. "
630

النبي صلى الله عليه وآله سمعه النبي، ورفعت دعوته، ومن سأل الله الجنة قالت الجنة: يا رب
أعط عبدك ما سأله. ومن استجار من النار قالت النار: يا رب أجر عبدك مما
استجارك، ومن سأل الحور العين قلن: اللهم أعط عبدك ما سأل. الغناء نوح إبليس
على الجنة.
إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وليقل: " بسم الله
وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض الله طاعته، ما شاء الله كان
وما لم يشأ لم يكن " فمن قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والمغير والهدم، و
استغفرت له الملائكة. من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل الله عز وجل به
خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته.
وإذا أراد أحدكم النوم فلا يضعن جنبه على الأرض حتى يقول: " أعيذ نفسي
وديني وأهلي وولدي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني بعزة الله وعظمة الله
وجبروت الله وسلطان الله ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوة الله وقدرة الله و
جلال الله وبصنع الله وأركان الله وبجمع الله وبرسول الله صلى الله عليه وآله وبقدرة الله على ما يشاء من
شر السامة والهامة، ومن شر الجن والإنس، ومن شر ما يدب في الأرض وما
يخرج منها ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها
إن ربي على صراط مستقيم وهو على كل شئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم " فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعوذ بها الحسن والحسين وبذلك أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وآله.
ونحن الخزان لدين الله. ونحن مصابيح العلم إذا مضى منا علم بدا علم، لا
يضل من اتبعنا ولا يهتدي من أنكرنا ولا ينجو من أعان علينا عدونا، ولا يعان
من أسلمنا فلا تتخلفوا عنا لطمع دنيا وحطام زائل عنكم وأنتم تزولون عنه فإن من
آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا عظمت حسرته غدا، وذلك قول الله عز وجل
" أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين " (1)

(1) الزمر: 56 قوله: فرطت أي قصرت.
631

اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشياطين تشم الغمر (1) فيفزع الصبي في رقاده
ويتأذى به الكاتبان، لكم أول نظرة إلى المرأة فلا تتبعوها بنظرة أخرى واحذروا
الفتنة. مدمن الخمر يلقى الله عز وجل حين يلقاه كعابد وثن، فقال حجر بن عدي:
يا أمير المؤمنين ما المدمن؟ قال: الذي إذا وجدها شربها.
من شرب المسكر لم تقبل صلاته أربعين يوما وليلة. من قال لمسلم قولا يريد به
انتقاص مروءته حبسه الله عز وجل في طينة خبال حتى يأتي مما قال بمخرج.
لا ينام الرجل مع الرجل في ثوب واحد [ولا المرأة مع المرأة في ثوب واحد]
فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب وهو التعزير.
كلوا الدباء (2) فإنه يزيد في الدماغ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعجبه الدباء.
كلوا الأترج قبل الطعام وبعده فإن آل محمد عليهم السلام يفعلون ذلك. الكمثرى يجلو القلب
ويسكن أوجاع الجوف.
إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسدا لما يرى من رحمة الله
التي تغشاه. شر الأمور محدثاتها وخير الأمور ما كان لله عز وجل رضى. من عبد
الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة (3).
اتخذوا الماء طيبا. من رضي من الله عز وجل بما قسم له استراح بدنه. خسر
من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من الله عز وجل. لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال
الله ما سره أن يرفع رأسه من سجوده.
إياكم وتسويف العمل، بادروا إذا أمكنكم. ما كان لكم من رزق فسيأتيكم
على ضعفكم، وما كان عليكم فلن تقدروا أن تدفعوه بحيلة، مروا بالمعروف، وانهوا

(1) الغمر - بالتحريك -: الدسم والزهومة من اللحم والوضر من السمن وفى
الحديث " لا يبيتن أحدكم ويده غمرة ".
(2) الدباء: القرع وهو نوع من اليقطين.
(3) " آثرها " أي اختارها وفضلها عليها، و " استوخم العاقبة ": وجدها وخيما
أي ثقيلا.
632

عن المنكر، واصبروا على ما أصابكم. سراج المؤمن معرفة حقنا. أشد العمى من
عمى عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، إلا أنا دعونا إلى الحق، ودعاه
من سوانا إلى الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة لنا.
لنا راية الحق من استظل بها كنته، ومن سبق إليها فاز، ومن تخلف عنها
هلك، ومن فارقها هوى، ومن تمسك بها نجا، أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب
الظلمة. والله لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر تتفرقوا وما
عليكم من الأوزار قد ذهب. إذا عطس أحدكم فسمتوه (1) قولوا " يرحمك الله " وهو
يقول لكم " يغفر الله لكم ويرحمكم " قال الله تبارك وتعالى: " وإذا حييتم بتحية فحيوا
بأحسن منها أو ردوها " (2) صافح عدوك وإن كره فإنه مما أمر الله عز وجل به عباده
يقول: " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما
يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم " (3) ما يكافي عدوك بشئ أشد
عليه من أن تطيع الله فيه. وحسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله عز وجل. الدنيا
دول فاطلب حظك منها بأجمل الطلب حتى تأتيك دولتك.
المؤمن يقظان مترقب خائف ينتظر إحدى الحسنيين، ويخاف البلاء حذرا من
ذنوبه، يرجو رحمة ربه عز وجل. لا يعرى المؤمن من خوفه ورجائه، يخاف مما قدم
ولا يسهو عن طلب ما وعده الله، ولا يأمن مما خوفه الله عز وجل. أنتم عمار الأرض
الذين أستخلفكم الله عز وجل فيها لينظر كيف تعملون، فراقبوه فيما يرى منكم.
عليكم بالمحجة العظمى فاسلكوها، لا تستبدل بكم غيركم. من كمل عقله حسن عمله و
نظره إلى دينه. " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت
للمتقين " فإنكم لن تنالوها إلا بالتقوى. من صدئ بالاثم عشى عن ذكر الله عز وجل.

(1) تسميت العاطس وتشميته الدعاء له.
(2) النساء: 86.
(3) فصلت: 34 و 35.
633

من ترك الاخذ عن أمر الله بطاعته قيض الله له شيطانا فهو له قرين. ما بال من خالفكم
أشد بصيرة في ضلالتهم وأبذل لما في أيديهم منكم ما ذاك إلا أنكم ركنتم إلى الدنيا
فرضيتم بالضيم وشححتم على الحطام (1) وفرطتم فيما فيه عزكم وسعادتكم وقوتكم
على من بغي عليكم، لا من ربكم تستحيون فيما أمركم به ولا لأنفسكم تنظرون و
أنتم في كل يوم تضامون (2) ولا تنتبهون من رقدتكم ولا ينقضي فتوركم، أما ترون
إلى بلادكم ودينكم كل يوم يبلى وأنتم في غفلة الدنيا يقول الله عز وجل لكم:
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم
لا تنصرون " (3).
سموا أولادكم فإن لم تدروا أذكر هم أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون
للذكر والأنثى فان أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه:
ألا سميتني وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وآله محسنا قبل أن يولد.
إياكم وشرب الماء من قيام على أرجلكم فإنه يورث الداء الذي لا دواء له أو
يعافي الله عز وجل. إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله عز وجل وقولوا " سبحان الذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " إذا خرج أحدكم في سفر فليقل:
" اللهم أنت الصاحب في السفر والحامل على الظهر والخليفة في الأهل والمال والولد "
وإذا نزلتم منزلا فقولوا " اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " إذا اشتريتم
ما يحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق: " أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله اللهم إني أعوذ بك من صفقه
خاسرة (4) ويمين فاجرة وأعوذ بك من بوار الأيم (5).

(1) الضيم: الظلم. والشح: الحرص. والحطام: ما تكسر من الشئ اليبس و
حطام الدنيا: ما فيها من مال. وذلك لخسة متاع الدنيا.
(2) أي تظلمون وتقهرون.
(3) هود: 113.
(4) الصفقة: ضرب اليد على اليد في البيع وكانت العرب إذا وجب البيع ضرب
أحدهما يده على يد صاحبه، ثم استعملت الصفقة في عقد البيع، والمراد هنا بيعة خاسرة.
(5) البوار الهلاك وفى النهاية في الحديث " نعوذ بالله من بوار الأيم " أي كسادها
من بارت السوق إذا كسدت، والأيم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أحد.
634

المنتظر وقت الصلاة بعد الصلاة من زوار الله عز وجل وحق على الله تعالى
أن يكرم زائره وأن يعطيه ما سأل. الحاج والمعتمر وفد الله ويحبوه بالمغفرة (1).
من سقى صبيا مسكرا وهو لا يعقل حبسه الله تعالى في طينة الخبال حتى يأتي
مما صنع بمخرج الصدقة جنة عظيمة من النار للمؤمن، ووقاية للكافر من أن يتلف
ماله، تعجل له الخلف ودفع عنه البلايا، وماله في الآخرة من نصيب.
باللسان كب أهل النار في النار، وباللسان اعطى أهل النور النور فاحفظوا
ألسنتكم وأشغلوها بذكر الله عز وجل. أخبث الأعمال ما ورت الضلال. وخير ما اكتسب
أعمال البر. إياكم وعمل الصور فتسألوا عنها يوم القيامة. إذا أخذت منك قذاة فقل:
" أماط الله عنك ما تكره ". إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام " طاب حمامك
وحميمك " فقل: " أنعم الله بالك " إذا قال لك أخوك: " حياك الله بالسلام " فقل: " و
أنت فحياك الله بالسلام وأحلك دار المقام " لا تبل على المحجة ولا تتغوط عليها.
السؤال بعد المدح فامدحوا الله عز وجل ثم اسألوا الحوائج. أثنوا على الله
عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج، يا صاحب الدعاء لا تسأل عما لا يكون ولا
يحل. إذا هنئتم الرجل عن مولود ذكر فقولوا: " بارك الله لك في هبته، وبلغه
أشده، ورزقك بره ". إذا قدم أخوك من مكة فقبل بين عينيه، وفاه الذي قبل
به الحجر الأسود الذي قبله رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعين التي نظر بها إلى بيت الله عز وجل
وقبل موضع سجوده ووجهه، وإذا هنأتموه فقولوا له: " قبل الله نسكك، ورحم
سعيك " (2) وأخلف عليك نفقتك، ولا جعله آخر عهدك ببيته الحرام ".
احذروا السفلة فان السفلة من لا يخاف الله عز وجل، فيهم قتلة الأنبياء وفيهم
أعداؤنا، إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة، ينصروننا و
يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا،
ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه (3) فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها

(1) يحبوه أي يعطوه بلا جزاء.
(2) في التحف " وشكر سعيك ".
(3) قارف الذنب: قاربه وداناه.
635

ذنوبه (1) إما في مال وإما في ولد وإما في نفسه حتى يلقى الله عز وجل وماله ذنب،
وإنه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته.
الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا يريد بذلك
الله عز وجل، مؤمن بالله وبرسوله (2)، قال الله عز وجل: " والذين آمنوا بالله و
رسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم " (3).
افترقت بنو إسرائيل على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث و
سبعين فرقة، واحدة في الجنة، من أذاع سرنا أذاقه الله بأس الحديد. اختتنوا أولادكم
يوم السابع لا يمنعكم حر ولا برد فإنه طهور للجسد، وإن الأرض لتضج إلى الله
من بول الأغلف. السكر أربع سكرات: سكر الشراب، وسكر المال، وسكر
النوم، وسكر الملك. إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن و
إنه لا يدري أينتبه من رقدته أم لا. أحب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوما
من النورة.
أقلوا من أكل الحيتان فإنها تذيب البدن وتكثر البلغم، وتغلظ النفس.
حسو اللبن (4) شفاء من كل داء إلا الموت. كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة،
وفي كل حبة من الرمان إذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة للنفس، وتمرض
وسواس الشيطان أربعين ليلة (5)، نعم الآدام الخل يكسر المرة ويحيى القلب. كلوا
الهندباء (6) فما من صباح إلا وعليه قطرة من قطر [ات] الجنة. اشربوا ماء السماء فإنه
يطهر البدن، ويدفع الأسقام قال الله تبارك وتعالى " وينزل عليكم من السماء ماء

(1) محص الله عن فلان ذنوبه أي نقصها وطهره منها.
(2) في التحف " يريد بذلك وجه الله مؤمنا بالله ورسوله ".
(3) الحديد: 19.
(4) الحسو: الشرب شيئا بعد شئ، والحسوة بالضم والفتح -: الجرعة.
(5) في التحف: " ويذهب بوسواس الشيطان ".
(6) نبت يقال بالفارسية (كاسنى).
636

ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام " (1)
ما من داء إلا وفي الحبة السوداء منه شفاء إلا السام. لحوم البقر داء وألبانها دواء
وأسمانها شفاء. ما تأكل الحامل من شئ ولا تتداوى به أفضل من الرطب، قال الله
عز وجل لمريم عليها السلام: " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي و
اشربي وقري عينا " (2) حنكوا أولادكم بالتمر فهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله بالحسن
والحسين.
إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فان للنساء حوائج. إذا رأى أحدكم
امرأة تعجبه فليأت أهله فان عند أهله مثل ما رأى. ولا يجعلن للشيطان إلى قلبه
سبيلا وليصرف بصره عنها، فإن لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا
ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وآله ثم ليسأل الله من فضله فإنه يبيح له برأفته ما يغنيه.
إذا أتى أحدكم زوجته فليقل الكلام فان الكلام عند ذلك يورث الخرس. لا ينظرن
أحدكم إلى باطن فرج امرأته فلعله يرى ما يكره، ويورث العمى (3) إذا أراد أحدكم
مجامعة زوجته فليقل: " اللهم إني استحللت فرجها بأمرك، وقبلتها بأمانتك، فإن
قضيت لي منها ولدا فاجعله ذكرا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شريكا ".
الحقنة من الأربع قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أفضل ما تداويتم به الحقنة وهي
تعظم البطن وتنقي داء الجوف وتقوي البدن. استعطوا بالبنفسج وعليكم بالحجامة.
إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فليتوق أول الأهلة وأنصاف الشهور فان الشيطان يطلب
الولد في هذين الوقتين، والشياطين يطلبون الشرك فيهما فيجيئون ويحبلون، توقوا
الحجامة والنورة يوم الأربعاء فان يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم
وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات.

(1) الأنفال: 11.
(2) مريم: 25.
(3) يعنى في الولد إذا حملت.
637

ما كتب على باب الجنة قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام
11 - حدثنا علي بن الفضل البغدادي المعروف بأبي الحسن الخيوطي قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم (1) قال: حدثنا أبو جعفر بن غالب بن حرب
الضبي التهامي، وأبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (2) قالا: حدثنا يحيى
ابن سالم بن عمر، والحسين بن صالح - وكان يفضل على الحسن بن صالح - قالا: حدثنا
مسعر، عن عطية، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنة لا إله
إلا الله محمد رسول الله، علي أخو رسول الله - صلى الله عليه وآله - قبل أن يخلق الله السماوات والأرض
بألفي عام.
الصلاة لها أربعة آلاف باب
12 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن -
إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثني الحسين
ابن عبد الله، عن آدم بن عبد الله الأشعري، عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: سمعته يقول: الصلاة لها أربعة آلاف باب.
ما وجد على ساق العرش مكتوبا قبل خلق آدم بسبعة آلاف سنة
13 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الحميد
العطار، عن محمد بن راشد البرمكي، عن عمر بن سهل الأسدي، عن سهيل بن غزوان

(1) هو علي بن الفضل بن العباس بن الفضل أبو الحسن الفقيه يعرف بالخيوطي توفى
سنة 353 كما في تاريخ الخطيب ج 12 ص 48، والمراد بأبي الحسن علي بن إبراهيم
ابن هاشم القمي صاحب التفسير.
(2) هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان أبو جعفر مولى بنى عيسى
من أهل الكوفة توفى سنة 297 ترجمه الخطيب في التاريخ ج 3 ص 42 واما يحيى بن سالم
فلم أجده.
638

البصري (1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن امرأة من الجن كان يقول لها
عفراء وكانت تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها
وأنها فقدها النبي صلى الله عليه وآله فسأل عنها جبرئيل عليه السلام فقال: إنها زادت أختا لها تحبها
في الله فقال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك وتعالى خالق في الجنة عمودا
من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز وجل
للمتحابين والمتزاورين، يا عفراء أي شئ رأيت؟ قالت: رأيت عجائب كثيرة، قال:
فأعجب ما رأيت قالت: رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه
إلى السماء وهو يقول: إلهي إذا بررت قسمك وأدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد و
علي وفاطمة والحسن والحسين ألا خلصتني منها وحشرتني معهم، فقلت: يا حارث
ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟ قال لي: رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله
آدم بسبعة آلاف سنة، فعلمت أنها أكرم الخلق على الله عز وجل فأنا أساله بحقهم.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله لو أقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم.
من روى أن لله عز وجل اثنى عشر ألف عالم
14 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني
الحسين بن عبد الصمد، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان قال: حدثنا العباد بن -
عبد الخالق، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل اثني عشر ألف
عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين، ما ترى عالم منهم أن لله عز وجل
عالما غيرهم. وأنا الحجة عليهم.
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثنى عشر ألف رجل
15 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي
ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله

(1) في بعض النسخ " عمرو بن سهيل الأسدي، عن سهل بن غزوان ".
639

عليه السلام قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة، و
ألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا
معتزلي، ولا صحاب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا
من قبل أن نأكل خبز الخمير.
ذكر النور الذي كان بين يدي الله عز وجل قبل خلق آدم
16 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن خالد الهاشمي قال: حدثنا الحسن بن حماد البصري (1)، عن أبيه، عن أبي الجارود
عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله جل جلاله قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله آدم
سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره
في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين فصير، قسم في صلب
عبد الله، وقسم في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا من علي، لحمه من لحمي ودمه من
دمي، فمن أحبني فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه.
ذكر المكتوب بين كتفي محمود الملك قبل خلق آدم باثنين وعشرين ألف عام
17 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد
ابن عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن
علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله
جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: حبيبي
جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة؟ فقال الملك: لست بجبرئيل أنا محمود بعثني الله
عز وجل أن أزوج النور من النور، قال: من من من؟ قال: فاطمة عليها السلام من
علي، فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله علي وصيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
منذ كم هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم باثنين وعشرين
ألف عام.

(1) كذا ولم أجدهما.
640

خلق الله عز وجل مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي. وخلق الله عز وجل
مائة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى
18 - حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد مولى
الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع السائح قال: حدثنا علي
ابن موسى [الرضا] قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه [جعفر بن محمد] عن أبيه
محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: خلق الله عز وجل مائة ألف نبي و
أربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف
وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم.
19 - حدثنا محمد بن أحمد البغدادي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان بن -
عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين،
عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: خلق الله
عز وجل مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي وأنا أكرمهم على الله ولا فخر،
وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، فعلي أكرمهم على
الله وأفضلهم.
ناجى الله تعالى موسى عليه السلام بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة
20 - حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي المعروف بابن
جرادة البرذعي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أحمد بن -
محمد بن الحسن العامري (1) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثنا عبد الله

(1) هو أبو الحسن العامري سكن برذعة، له ترجمه في تاريخ الخطيب ج 4 ص 425.
وهارون بن سعيد الأيلي - بفتح الهمزة وسكون التحتانية - السعدي مولاهم أبو جعفر
نزيل مصر ثقة فاضل كما في التقريب. وعبد الله بن وهب هو أبو محمد المصري الفقيه
صدوق وكان شيخ أهل مصر.
641

ابن وهب قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن جويبر (1)، عن الضحاك، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل ناجى موسى بن عمران عليه السلام بمائة ألف كلمة و
أربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيام ولياليهن، ما طعم فيها موسى ولا شرب فيها،
فلما انصرف إلى بني إسرائيل وسمع كلامهم مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة
كلام الله عز وجل.
علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب
21 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب
عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن مولاة حمزة بن رافع، عن أم سلمة
زوجة النبي صلى الله عليه وآله قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا لي
خليلي فأرسلت عائشة إلى أبيها فلما جاء غطى رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه، وقال: ادعوا
لي خليلي فرجع أبو بكر وبعثت حفصة إلى أبيها، فلما جاء غطى رسول الله صلى الله عليه وآله
وجهه وقال: ادعوا لي خليلي فرجع عمر، وأرسلت فاطمة عليها السلام إلى علي فلما جاء قام
رسول الله فدخل ثم جلل عليا عليه السلام بثوبه. قال علي عليه السلام: فحدثني بألف حديث
يفتح كل حديث ألف حديث، حتى عرقت وعرق رسول الله صلى الله عليه وآله فسال علي عرقه و
سال عليه عرقي.
22 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن -

(1) هو جويبر بن سعيد أبو القاسم البلخي ويقال: اسمه جابر عنونه الخطيب في ج 7
ص 250 والعسقلاني في التهذيب. قال ابن معين: ليس بشئ وقال الدارقطني متروك، يروى
عن ضحاك بن مزاحم الهلالي وهو صدوق كثير الارسال كما في التقريب. وأما أحمد بن محمد
فلم أعرفه، وما في بعض النسخ من " محمد بن جويبر " تصحيف.
642

عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (1)، عن عبد الله بن حماد الأنصاري
عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين
عليه السلام قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام،
ومما كان إلى يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف باب [فذلك ألف ألف باب] حتى
علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب.
23 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسن
الهسنجاني قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير (2) قال: حدثني ابن لهيعة، ورشدين
ابن سعد، عن حريز بن عبد الله (3)، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمر [و]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا لي أخي فأرسلوا إلى علي
عليه السلام فدخل فوليا وجوههما إلى الحائط وردا عليهما ثوبا فأسر إليه والناس محتوشون (4)
وراء الباب فخرج علي عليه السلام فقال له رجل من الناس: أسر إليك نبي الله شيئا؟
قال: نعم أسر إلي ألف باب في كل باب ألف باب. قال: وعيته؟ قال: نعم وعقلته،
قال: فما السواد الذي في القمر؟ قال: إن الله عز وجل قال: " وجعلنا الليل و
النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " قال له الرجل: عقلت
يا علي.

(1) الظاهر هو إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي الذي عنونه العلامة في القسم
الثاني بقرينة روايته عن عبد الله بن حماد ورواية سعد عنه في التهذيب ج 1 ص 366 والاستبصار
كتاب الزكاة باب أقل ما يعطى الفقير من الصدقة.
(2) هو سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم الأنصاري مولاهم المصري المتوفى 226 عامي
وثقه بعضهم وجرحه آخرون يروى عن عبد الله بن لهيعة أبى عبد الرحمن المصري القاضي تقدم
انه احترق كتبه وهو صدوق. ورشدين بن سعد المصري أبو الحجاج قال ابن يونس: كان
صالحا في دينه.
(3) حريز بن عبد الله هو الأزدي السجستاني الثقة من أصحاب الصادق عليه السلام يروى عن
عبد الله بن يزيد المعافري أبى عبد الرحمن الحبلى - بضم المهملة والموحدة - ثقة مات بأفريقية
سنة مائة. (4) أي محدقون. وفى بعض النسخ " محبوسون ".
643

24 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن
موسى بن بكر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يغمى عليه اليوم واليومين والثلاثة
والأربعة وأكثر من ذلك كم يقضي من صلاته؟ فقال: ألا أخبرك بما يجمع لك هذا
وأشباهه: كل ما غلب الله عز وجل عليه من أمر الله أعذر لعبده. وزاد فيه غيره إن
أبا عبد الله عليه السلام قال: وهذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب.
25 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن عمر بن أذينة،
عن بكير بن أعين، عن سالم بن أبي حفصة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام ألف باب، يفتح كل باب ألف باب، فانطلق أصحابنا
فسألوا أبا جعفر عليه السلام عن ذلك فإذا سالم قد صدق. قال بكير: وحدثني من سمع
أبا جعفر عليه السلام يحدث بهذا الحديث، ثم قال: ولم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب
غير باب أو اثنين، وأكثر علمي أنه قال: باب واحد.
26 - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن -
عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن
الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن -
نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد
وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق فقالوا:
نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه السلام قبل أن يجمع، فبينما هم يتغذون
إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين
فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة
وأمير المؤمنين عليه السلام يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا على باب
المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أيها الناس إن رسول الله
صلى الله عليه وآله أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح، وإني
644

سمعت الله جل جلاله يقول: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " وإني أقسم لكم بالله
ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بامامهم وهو ضب ولو شئت أن أسميهم لفعلت،
قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث (1) قد سقط كما تسقط السعفة (2) حياء ولوما.
27 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن أحمد بن حمزة العدوي (3)، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح ألف باب، ويفتح كل باب
ألف باب.
28 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد
ابن محمد بن عيسى، وعبد الله بن عامر بن سعد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
صفوان بن يحيى، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما مرض رسول الله
صلى الله عليه وآله مرضه الذي توفي فيه بعث إلى علي عليه السلام فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه
ويحدثه، فلما خرج لقياه وقالا له: بما حدثك صاحبك؟ فقال: حدثني بباب يفتح ألف
باب، كل باب منها يفتح ألف باب.
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد
وعبد الله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ممن
يثق به قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول الله
صلى الله عليه وآله، لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه كما يسمعونه مني إذا لاودعتهم
بعضه، فعلم به كثيرا من العلم، إن العلم مفتاح كل باب، وكل باب يفتح ألف باب.
30 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن -

(1) عمرو بن حريث هو الذي عنونه العلامة (ره) في القسم الثاني وقال: عدو ملعون.
(2) السعفة ورق النخل الذي يتخذ منه المكنسة.
(3) في بعض النسخ " الفروى " وفى بعضها " الغروي ". وعلى كل الظاهر هو أحمد بن
حمزة بن اليسع القمي الثقة.
645

عبد الله قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الله
ابن حماد الأنصاري، عن صباح المزني، عن حارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة،
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من
الحلال والحرام، ومما كان ومما يكون إلى يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف باب
فذلك ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب (1).
31 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن
الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن عبد الكريم
ابن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوصى رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام بألف باب كل باب يفتح ألف باب.
32 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن أبي يحيى معمر القطان (2)،
فيه. ادعوا لي خليلي، فأرسلتا (3) إلى أبويهما فلما نظر إليهما أعرض عنهما بوجهه،
وقال: ادعوا إلي (4) خليلي، فأرسل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إليه أكب
عليه يحدثه فلما خرج لقياه وقالا: ما حدثك خليلك؟ قال: حدثني ألف باب كل
باب يفتح ألف باب.
33 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم
ابن هاشم، عن أبيه، عن يحيى بن عمران الهمداني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله
علم عليا عليه السلام ألف باب، يفتح كل باب ألف باب؟ قال: نعم [فقال لي: بل علمه

(1) تقدم تحت رقم 22 بهذا السند أيضا.
(2) في بعض النسخ " عن يحيى بن معمر القطان ".
(3) يعنى حفصة وعائشة. (4) كذا.
646

بابا واحدا فتح ذلك الباب ألف باب، فتح كل باب ألف باب].
34 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير،
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي
عليه السلام: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب يفتح ألف باب.
35 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن الحسن بن علي بن فضال،
[عن الحسن بن علي بن فضال] عن عبد الله بكير، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام [بابا يفتح له]
ألف باب كل باب يفتح له ألف باب.
36 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن ثعلبة بن -
ميمون، عن عبد الله بن هلال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
بابا يفتح ألف باب كل باب يفتح ألف باب.
37 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن عمر
الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: إن الشيعة يتحدثون
أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح [منه] ألف باب كل باب يفتح ألف باب فقال
أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد والله رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام ألف باب، يفتح كل
باب ألف باب، فقلت له: والله هذا لعلم، إنه لعلم وليس لاحد وليس بذاك (1).
38 - حدثنا أبي رضي الله عنه، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى
العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سندي بن محمد البزاز، عن

(1) رواه الكليني باسناده عن عبد الله بن محمد الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي
بصير وقوله " ليس بذاك " أي ليس بالعلم الخاص الذي هو أشرف علومنا.
647

صفوان بن يحيى قال: حدثني محمد بن بشير، عن أبيه بشير الدهان، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا لي خليلي
فأرسلتا إلى أبويهما، فلما رآهما (2) أعرض بوجهه عنهما، ثم قال: ادعوا لي خليلي
فأرسلتا إلى علي عليه السلام فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه ويحدثه، فلما خرج
لقياه فقالا له: ما حدثك؟ قال: حدثني بباب يفتح ألف باب، كل باب يفتح ألف
باب.
39 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
مرازم بن حكيم الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
ألف باب، يفتح كل باب ألف باب.
40 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وأحمد بن محمد بن يحيى
العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي -
الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام حين دفن فاطمة
عليها السلام - في حديث طويل - قال لهما فيه: أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله
صلى الله عليه وآله فإنه قال: لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره فلم أكن لأذنكما لذلك،
وأما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف، الحرف يفتح ألف حرف، فلم أكن لأطلعكما
على سر رسول الله صلى الله عليه وآله.
41 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن
منصور بن يونس، عن أبي بكر محمد بن الحضرمي (2)، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، والألف حرف

(1) في بعض النسخ " فلما جاءا ".
(2) هو محمد بن شريح الحضرمي المعنون في الرجال.
648

كل حرف منها يفتح ألف حرف.
42 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار، رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في ذؤابة سيف
رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة صغيرة، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: أي شئ كان في تلك الصحيفة؟
قال: هي الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف، قال أبو بصير: قال أبو عبد الله
عليه السلام: فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة.
43 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى
ابن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن مالك بن عطية، عن أبان بن تغلب،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سيأتي مسجدكم هذا - يعني مكة - ثلاثمائة وثلاثة عشر
يعلم أهل مكة أنهم لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم، عليهم السيوف مكتوب على كل
سيف كلمة تفتح ألف كلمة تبعث الريح (1) فتنادي بكل واد: هذا المهدي يقضي بقضاء
آل داود، لا يسأل عليه بينة.
43 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وأحمد بن محمد بن -
يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد
عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، وعبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد
ابن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام
ألف باب، يفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب.
45 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن -
جعفر الحميري قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي
عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جلل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ثوبا
ثم علمه ألف كلمة.

(1) في بعض النسخ " طلعت الريح ".
649

46 - حدثنا أبي، ومحمد بن موسى بن المتوكل، ومحمد بن علي ماجيلويه، و
أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، وحمزة بن محمد بن أحمد العلوي، والحسين بن -
إبراهيم بن ناتانة، والحسين بن أحمد بن هشام المؤدب، وأحمد بن زياد بن جعفر
الهمداني رضي الله تعالى عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام أنه سمعه يقول: علم
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف كلمة، كل كلمة يفتح ألف كلمة.
47 - حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن أحمد بن -
محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن -
محمد بن عبيد الله (1)، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام
أن النبي صلى الله عليه وآله حدث عليا عليه السلام ألف كلمة، كل كلمة يفتح ألف كلمة فما يدري
الناس ما حدثه.
48 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، ومحمد بن موسى بن المتوكل، وأحمد
ابن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن جابر
ابن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: جاء رجل إلى علي عليه السلام
وهو على منبره فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أتكلم بما سمعت عن عمار بن ياسر يرويه
عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: اتقوا الله ولا تقولوا على عمار إلا ما قاله - حتى قال ذلك ثلاث
مرات - ثم قال له: تكلم قال: سمعت عمارا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
أنا أقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل، فقال عليه السلام: صدق عمار ورب الكعبة،
إن هذه عندي لفي ألف كلمة، تتبع كل كلمة ألف كلمة.
49 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله
عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وإبراهيم بن هاشم،

(1) رواية علي بن إبراهيم عن جعفر بن محمد بن عبيد الله غير معهود، إنما يروى عنه
بواسطة أبيه. ولعله سقط " عن أبيه " من قلم النساخ. تمت تعاليقنا بحمد الله وأنا الأقل
على أكبر الغفاري.
650

عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغرا حميد بن المثنى العجلي، عن ذريح بن -
محمد بن يزيد المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن ورثة الأنبياء، ثم
قال: جلل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام ثوبا، ثم علمه ألف كلمة، كل كلمة يفتح
ألف كلمة.
50 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن
منصور بن حازم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: علم رسول الله
صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف كلمة يفتح كل كلمة منها ألف كلمة [والألف الكلمة يفتح
كل كلمة ألف كلمة].
51 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين
ابن ذكوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول:
حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله بألف حديث لكل حديث ألف باب.
52 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وأحمد بن محمد بن -
يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن -
أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، والحسن بن علي بن فضال، عن المثنى بن -
الوليد الحناط، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي قبض فيه: ادعوا لي خليلي فأرسلت عائشة وحفصة
إلى أبويهما فلما جاءا غطى رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه ورأسه، فانصرفا فكشف رأسه
رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: ادعوا لي خليلي فأرسلت حفصة إلى أبيها وعائشة إلى أبيها فلما
جاءا غطى رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه، فانطلقا وقالا: ما نرى رسول الله صلى الله عليه وآله أرادنا، قالتا:
أجل إنما قال: ادعوا لي خليلي - أو قال حبيبي - فرجونا أن تكونا أنتما هما، فجاءه
أمير المؤمنين عليه السلام وألزق رسول الله صلى الله عليه وآله صدره بصدره وأومأ إلى اذنه فحدثه بألف
حديث لكل حديث ألف باب.
651

53 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد السناني المكتب، والحسين
ابن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا:
حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا
تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعاني فلما دخلت عليه
قال لي: يا علي أنت وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي، في حياتي وبعد موتي، وليك
وليي ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، يا علي المنكر لولايتك
بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي لأنك مني وأنا منك، ثم أدناني فأسر إلي ألف باب
من العلم، كل باب يفتح ألف باب.
خلق الله عز وجل ألف ألف عالم وألف ألف آدم
54 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من
خلق جديد " (1) فقال: يا جابر تأويل ذلك أن الله عز وجل إذا أفنى هذا الخلق و
هذا العالم وأسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جدد الله (2) عز وجل عالما
غير هذا العالم وجدد عالما من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم
أرضا غير هذه الأرض تحملهم وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أن الله عز
وجل إنما خلق هذا العالم الواحد، وترى أن الله عز وجل لم يخلق بشرا غيركم،
بل والله لقد خلق الله تبارك وتعالى ألف ألف عالم وألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم
وأولئك الآدميين.
تم كتاب الخصال بحمد الله وتوفيقه.

(1) ق: 15
(2) في بعض النسخ " أوجد الله ".
652