الكتاب: فضائل الشيعة
المؤلف: الشيخ الصدوق
الجزء:
الوفاة: ٣٨١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: كانون انتشارات عابدي - تهران
ردمك:
ملاحظات:

فضائل الشيعة
تأليف
الفقيه الكبير
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
المشهور
بالصدوق
المتوفى سنة 381 هجري
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين وصلواته على محمد وآله الطاهرين قال أبو جعفر محمد
بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الفقيه رضي الله عنه.
الحديث الأول قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن الحسين
المؤدب عن أحمد بن علي الأصفهاني عن محمد بن أسلم الطوسي قال حدثنا أبو رجاء
عن نافع عن ابن عمر قال سألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علي بن أبي طالب عليه السلام فغضب صلى الله عليه وآله وسلم
ثم قال: ما بال أقوام يذكرون من منزلته من الله كمنزلتي الا ومن أحب عليا أحبني
ومن أحبني فقد رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافأه الجنة الا ومن أحب عليا لا يخرج
2

من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من طوبى ويرى مكانه في الجنة الا ومن
أحب عليا قبل صلاته وصيامه وقيامه واستجاب له دعاء الا ومن أحب عليا استغفرت له
الملائكة وفتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من اي باب شاء بغير حساب الا
ومن أحب عليا اعطاء كتابه بيمينه وحاسبه حساب الأنبياء الا ومن أحب عليا
هون الله عليه سكرات الموت وجعل قبره وروضة من رياض الجنة الا ومن أحب عليا
اعطاء الله بكل عرق في بدنه حوراء وشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة
في بدنه حوراء ومدينة في الجنة الا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت.
كما يبعث إلى الأنبياء ودفع الله عنه هول منكر ونكير وبيض وجهه وكان
مع حمزة سيد الشهداء الا ومن أحب عليا (لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر
3

ويأكل من طوبى - خ ل) أثبت الله في قلبه الحكمة واجري على لسانه الصواب وفتح الله
عليه أبواب الرحمة الا ومن أحب عليا سمى في السماوات والأرض أسير الله الا
ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك
الذنوب كلها الا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر الا
ومن أحب عليا وضع على رأسه تاج الملك والبس حلة الكرامة الا ومن أحب عليا
جاز على الصراط كالبرق الخاطف الا ومن أحب عليا كتب له براءة من النار وجواز
على الصراط وأمان من العذاب ولم ينشر له ديوان ولم ينصب له ميزان وقيل له ادخل
الجنة بلا حساب الا ومن أحب عليا صافحته الملائكة وزارته الأنبياء وقضي الله له
كل حاجة الا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط الا ومن
4

مات على آل محمد فانا كفيله بالجنة مع الأنبياء الا ومن مات على بغض آل محمد
لم يشم رائحة الجنة.
قال أبو ريحان كان حماد بن زيد يفتخر بهذا ويقول هو الامل (الأصل خ ل).
الحديث الثاني حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعد عن جابر عن علي ابن
الحسن عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عن الوفاة وفي القبر
وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط.
الحديث الثالث حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة
عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبتكم قدما على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي.
الحديث الرابع حدثنا الحسين بن إبراهيم رحمه الله عن هشام بن حمزة الثمالي
5

عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى عليه السلام ما ثبت حبك
في قلب امرى مؤمن فزلت به قدمه على الصراط الا ثبت له قدم حتى ادخله الله يحبك الجنة.
الحديث الخامس حدثنا علي بن أحمد بن الحسين القزويني أبو الحسن
المعروف بابن مقبر عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحب عليا في حياته
وبعد موته كتب الله عز وجل له الا ومن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ومن أبغضه
في حياته وبعد موته مات موتة جاهلية وحوسب بما عيل.
الحديث السادس حدثنا محمد بن أحمد بن علي الأسدي المعروف بابن جرادة
البردعي قال حدثنا رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قالت حدثني أبي إسحاق بن موسى بن جعفر قال
حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن
أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزول عبد يوم القيامة حتى يسال عن
6

أربعة أشياء عن شبابه فيما أبلاه وعن عمر فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت.
الحديث السابع حدثنا عبد الله بن محمد بن ظبيان عن أبي سعيد الخدري
قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله اخبرني عن
قوله عز وجل لإبليس (استكبرت أم كنت من العالمين) فمن هو يا رسول الله الذي هو
أعلى من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انا وعلى وفاطمة والحسن والحسين كنا
في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل ان يخلق الله عز وجل
آدم بألفي عام فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة ان يسجدوا له ولم يأمرنا
بالسجود فسجد الملائكة كلهم الا إبليس فإنه أبي (و) لم يسجد فقال الله تبارك وتعالى
(استكبرت أم كنت من العالمين) عني من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق
7

العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدى المهتدى فمن أحبنا أحبه الله
وأسكنه جنته ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ولا يحبنا الا من طاب مولده.
الحديث الثامن حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال حدثنا محمد بن
حمران عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قال خرجت انا وأبى
ذات يوم (إلى) المسجد فإذا هو بأناس من أصحابه بن القبر والمنبر قال فدنا منهم
وسلم عليهم وقال إني والله لأحب ريحكم وأرواحكم فأعينوا على ذلك بورع واجتهاد.
واعلموا ان ولايتنا الا بالورع والاجتهاد من ائتم منكم يقوم فليعمل بعلمهم.
أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون
والسابقون في الدنيا إلى محبتنا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ضمنت لكم
الجنة بضمان الله عز وجل وضمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات
8

كل مؤمنة حوراء وكل مؤمن صديق بكم من مرة قال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر
أبشروا وبشروا فوالله مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساخط على أمته الا الشيعة
الا وان لكل شئ شرفا وشرف الدين الشيعة الا وان لك شي سيد ا وسيد المجالس
مجالس الشيعة الا وان لكل شي إماما وامام الأرض ارض تسكنها الشيعة الا
مجالس الشيعة الا
وان لكل شئ شهوة وان شهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها والله لولا ما في الأرض
منكم ما استكمل أهل خلافكم طيبات وما لهم في الآخرة من نصيب كل ناصب
وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية (عاملة ناصبة تصلى نارا حامية) من دعا
لكم مخالفا فإجابة دعائه لكم ومن طلب منكم إلى الله تبارك وتعالى اسمه حاجة
فله مائة ومن دعا دعوة فله مائة ومن دعا دعوة فله مائة ومن عمل حسنة
فلا يحصى تضافا ومن أساء
9

سيئة فمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجته على تبعتها والله ان صائمكم ليرفع في رياض
الجنة تدعو له الملائكة بالفوز حتى يفطر وان حاجكم ومعتمر كم لخاصة الله
عز وجل وانكم جميعا لأهل دعوة الله وأهل ولايته لا خوف عليكم ولا حزن كلكم
في الجنة فتنافسوا الصالحات والله ما أحد أقرب من عرش الله عز وجل بعدنا من
شيعتنا ما أحسن صنع الله إليهم لولا أن تقشلوا ويشمت به عدو كم ويعظم الناس
ذلك لسلمت عليكم الملائكة قبيلا قال أمير المؤمنين يخرج أهل ولايتنا من قبورهم
يخاف الناس وهم (لا يخافون ويحزن الناس و (هم) لا يحزنون.
وقد حدثني محمد بن الحسين بن الوليد رحمه الله بهذا الحديث عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليه السلام مثله الا ان حديثه لم يكن بهذا الطول (و) في هذه زيادة ليست في ذلك.
والمعاني متقاربة.
الحديث التاسع عن أبي ذر ضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ضرب
10

كتف على ابن أبي طالب عليه السلام بيده وقال يا علي من أحبنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو
العلج فشيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ومن كل مولده صحيحا وما على
ملة إبراهيم عليه السلام الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء ان الله وملائكته يهدمون
سيئات شيعتنا كما يهدم القدوم البنيان.
الحديث العاشر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال حدثنا حماد بن
يزيد عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حب علي بن
أبي طالب يأكل الذنوب - خ ل) السيئات كما تأكل النار الحطب.
الحديث الحادي عشر وبهذا الاسناد عن مستفاد بن محيى قال حدثنا
زكريا بن يحيى بن ابان القسطاط قال حدثنا محمد بن زياد عن عقبة عن عامر
الجهني قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد ونحن جلوس وفينا أبو بكر وعمر وعثمان
وعلي عليه السلام في ناحية فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجلس إلى جانب علي عليه السلام فجعل ينظر يمينا
وشمالا ثم (قال) ان عن يمين العرش وعن يسار العرش لرجالا على منابر من نور
11

تتلألأ وجوهم نورا قال فقام أبو بكر وقال بابي أنت وأمي يا رسول الله انا منهم قال
اجلس ثم قام إليه عمر فقال مثل ذلك فقال له اجلس فلما رأى ابن مسعود ما قال
لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام حتى استوى قائما على قدميه ثم قال بابى أنت وأمي يا رسول الله
صفهم لنا نعرفهم بصفتهم قال فضرب على منكب علي عليه السلام ثم قال هذا وشيعته
هم الفائزون.
الحديث الثاني عشر حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله عن هشام
بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله
عز وجل لأعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية امام جائر ظالم ليس من الله
وان كانت الرعية في أعمالها بارة تقية ولأعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية
امام عادل من الله وان كانت الرعية في أعمالها ظالمة سيئة.
الحديث الثالث عشر حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد بن الوليد رحمه الله
قال حدثنا المفضل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أنتم أهل تحية الله
12

وسلامه وأنتم أهل اثرة الله برحمته وأهل توفيق الله وعصمته وأهل دعوة الله
وطاعته لا حساب عليكم ولا خوف ولا حزن.
الحديث الرابع عشر قال أبو حمزة وسمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد على السلام
يقول رفع القلم عن الشيعة بعصمة الله وولايته.
الحديث الخامس عشر قال أبو حمزة وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انى
لاعلم قوما قد غفر الله لهم ورضي عنهم وعصمهم ورحمهم وحفظهم من كل سوء وأيدهم
وهداهم إلى كل رشد وبلغ بهم غاية الامكان. قيل: من هم يا أبا عبد الله قال: أولئك
شيعتنا الأبرار شيعة على.
الحديث السادس عشر وقال أبو عبد الله عليه السلام نحن الشهداء على شيعتنا وشيعتنا
13

شهداء على الناس وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون.
الحديث السابع عشر أبي رحمة الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي ان الله وهبك حب المساكين
والمستضعفين في الأرض فرضيت به إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك
وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك يا علي أنت العالم بهذه الأمة من
أحبك فاز ومن أبغضك هلك يا علي انا المدينة وأنت بابها وهل تؤتى المدينة الا
من بابها يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لبر قسمه
الخلق عظيم المنزلة عند الله يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس لا يتأسفون
على ما خلفوا من الدنيا يا علي انا ولى لمن واليت وانا عدو لمن عاديت يا علي
14

من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني يا علي إخوانك الذيل الشفاه تعرف
الرهبانية في وجوهم يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن عند خروج أنفسهم
وانا أشاهدهم وأنت وعند المسائلة في قبورهم وعند العرض وعند الصراط
إذا سئل سائر الخلق عن ايمانهم فلم يجيبوا يا علي حربك حربي وسلمك سلمى
وحربي حرب الله من سالمك فقد سالم الله عز وجل يا علي بشر إخوانك بان الله
قد رضى عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد
الغر المحجلين يا علي شيعتك المبهجون ولولا انك وشيعتك ما قام الله دين ولولا
من في الأرض لما أنزلت السماء قطرها يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها.
شيعتك تعرف بحزب الله يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه،
15

يا علي انا أول من ينقض التراب من رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق يا علي
أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون
يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس
ولا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية (ان الذين سبقت لهم من الحسنى أولئك عنها
مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم
الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) يا علي أنت
وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون يا علي ان الملائكة والخزان
يشتاقون إليكم وان حملة العرش والملائكة المقربون ليخصونكم بالدعاء
ويسألون بمحبتكم ويفرحون لمن قدم عليهم منهم كما يفرحون الأهل بالغائب
16

القادم بعد طول الغيب يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه
في العلانية يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله وما عليهم ذنب
يا علي ان اعمال شيعتك تعرض على كل يوم جمعة فافرح بصالح ما يبلغني من
أعمالهم واستغفر لسيئاتهم يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل ان يخلقوا
بكل خير وكذلك في الإنجيل ليتعاظمون إليا وما يعرفون شيعته. وإنما يعرفونهم
لما يجدونهم في كتبهم... يا علي ان أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر
أهل الأرض لهم الخير فليقر حوا بذلك وليزدادوا اجتهادا يا علي أرواح شيعتك
تصعد إلى السماء في رقادهم فتنظر الملائكة إليها كنظر الهلال شوقا إليهم لما يرون
منزلتهم عند الله عز وجل يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال
التي يقرنها عدوهم فما من يوم ولا ليلة الا ورحمة من الله تغشاهم فليجتنبوا الدنس
17

يا علي اشتد غضب الله على من قلاهم وبرى منك ومنهم واستبدل بك وربهم ومال إلى
عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت
وابغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا يا علي اقرأهم منى
السلام من لم أر ولم يرني وأعلمهم أنهم إخواني الذين اشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى
من يبلغ القرون من بعدي وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل
فانا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة وأخبرهم ان الله عنهم راض وانه يباهي بهم ملائكته
وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة ان يستغفروا لهم يا علي لا ترغب
عن نصرة قوم يبلغهم ويسمعون انى أحبك فحبوك بحبي إياك ودانوا الله عز وجل
18

بذلك وأعطوك صفو المودة من قلوبهم واختاروك على الاباء والاخوة والأولاد
وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذلوا المهج فينا مع الاذي
وسوء القلب ومعاشرته مع مضاضته ذلك فكن بهم رحيما وأقنع بهم فان الله اختارهم
بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا والزم قلوبهم معرفة حقنا
وشرح صدورهم وجعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من
الدنيا عنهم وميل الشيطان (السلطان - خ ل) بالمكاره عليهم واليالف (كذا) أيديهم الله
وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلالة متحيرون في الأهواء
عموا عن الحجة وما جاء من عند الله فهم يمسون ويصبحون في سخط الله وشيعتك
على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم ليست الدنيا منهم وليسوا
19

منها أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى أولئك مصابيح الدجى.
الحديث الثامن عشر حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله
قال حدثني محمد بن الحسن الصفار قال حدثني عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان
عن أبيه سليمان الديلمي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد حضره
النفس فلما ان اخذ مجلسه قال أبو عبد الله عليه السلام ما هذا النفس العالي قال جعلت فداك
يا بن رسول الله كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي مع ما اني لا أدري على ما أرد عليه
في آخرتي قال له أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد وانك لنقول هذا (قال) قلت جعلت فداك
فكيف لا أقول (قال) يا أبا محمد اما علمت أن الله تبارك وتعالى يكرم الشباب منكم ويستحى
من الكهول (قال) الله يكرم الشباب منكم ان يعذبهم ومن الكهول ان يحاسبهم (قال)
قلت جعلت فداك هذا لنا خاص أم لأهل التوحيد (قال) فقال لا والله الا لكم خاصة
دون العامة (وفي الخبر) ان الله تعالى يقول شيب المؤمنين نوري وانا استحى ان أحرق
نوري بناري وقد قيل الشيب حلية العقل وسمد الوقار (قال) قلت جعلت فداك فانا
20

قد رمينا بشئ انكسرت له ظهرنا وماتت له أفئدتنا واستحلت به الولاة دمائنا في
حديث رواه لهم فقهاؤهم (قال) وقال أبو عبد الله عليه السلام الرافضة (قال) قلت نعم (قال) لا والله
ما هم سموكم به بل إن الله سماكم به أما علمت (يا أبا محمد) ان سبعين رجلا من بني إسرائيل
رفضوا فرعون إذ استبان لهم ضلالته ولحقوا بموسى إذ استبان لهم هداه فسموا في
عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون وكانوا أشد ذلك العسكر عبادة وأشدهم
حبا لموسى وهارون وذريتهما فأوحى الله إلى موسى ان أثبت لهم هذا الاسم في التوراة
فانى سميتهم به ونحلتهم إياه فأثبت موسى الاسم لهم ثم ادخر الله هذا الاسم حتى
نحلكموه (يا أبا محمد) رفضوا الخير ورفضتم الشر بالخير تفرق الناس كل فرقة فاستشعبوا
كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فذهبتم حيث ذهب الله واخترتم
21

من اختار الله وأردتم من أراد الله فأبشروا ثم أبشروا فأنتم والله المرحومون المتقبل
من محسنكم المجاوز عن مسيئكم من لم يأت الله بما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة
ولم يتجاوز عنه سيئة يا أبا محمد ان لله ملائكة تسقط الذنوب من ظهور شيعتنا كما تسقط
الريح الورق عن الشجر في أو ان سقوطه وذلك قول الله عز وجل: (والملائكة
يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) فاستغفارهم والله لكم دون هذا الخلق
(يا أبا محمد) فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال (يا أبا محمد) ما استثنى الله أحدا
من أوصياء الأنبياء ولا اتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه وقوله الحق
(يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا وهم لا ينصرون الا من اتى الله بقلب سليم 2)
22

يعنى بذلك عليا وشيعته (يا أبا محمد) فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال لقد
ذكركم الله إذ يقول (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم 1) والله ما أراد بهذا غير كم (يا أبا محمد)
فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني (قال) لقد ذكر كم الله في كتابه فقال
(ان عبادي ليس لك عليهم سلطان 2) والله ما أراد بهذا الا الأئمة وشيعتهم (يا أبا محمد)
فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني (قال) ذكركم الله في كتابه فقال (أولئك الذين
أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا 3)
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية من النبيين ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء
23

وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله (يا أبا محمد) فهل سررتك (قال) قلت
جعلت فداك زدني (قال) لقد ذكر كم الله إذ حكى عن عدوكم وهو في النار إذ يقول
(مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا يا أم زاغت عنهم الابصار 1)
ما عنى ولا أراد بهذا غير كم إذ صرتم في هذا العالم شرار الناس فأنتم والله في الجنة
تحبرون وأنتم في النار تطلبون (يا أبا محمد) فهل سررتك قال قلت جعلت فداك زدني قال
(يا أبا محمد) ما من آية نزلت تقود إلى الجنة وتذكر أهلها بخير الا هي فينا وفي شيعتنا
وما من آية نزلت تذكر أهلها بسوء وتسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا
(قال) قلت جعلت فداك زدني فقال (يا أبا محمد) ليس على ملة إبراهيم صلى الله عليه الا نحن
وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء (يا أبا محمد) فهل سررتك.
24

الحديث التاسع عشر أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني
عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت جعلت فداك
(فلا اقتحم العقبة 1) قال فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة
من اقتحمها نجا قال فسكت (ثم قال) هلا أفيدك حرفا فيها خيرا من الدنيا وما فيها
قال قلت بلى جعلت فداك (قال) قوله تعالى (فك رقبة) الناس كلهم عبيد النار غيرك
وأصحابك فان الله عز وجل فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت.
الحديث العشرون وبهذا الاسناد عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن
أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام انا الراعي راعى الأنام افترى الراعي
لا يعرف غنمه (قال) فقام إليه جويرية قال يا أمير المؤمنين فمن غنمك (قال) صفر الوجوه
ذبل الشفاه من ذكر الله.
25

الحديث الحادي والعشرون وبهذا الاسناد عن سليمان بن غنمة ابن اسلمة
عن معاويد الدهني قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته
منك ما تفسيره قال وما هو قلت إن المؤمن ينظر بنور الله فقال يا معاوية ان الله خلق
المؤمنين من نوره وصنعهم من رحمته واتخذ ميثاقهم لنا في الولاية على معرفته يوم
عرفهم نفسه فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة إنما ينظر
بذلك النور الذي خلق منه.
الحديث الثاني والعشرون وبهذا الاسناد عن سليمان عن داود بن كثير
الرقي قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك قوله تعالى (وانى لغفار
لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى 1) فما هذا الهدى بعد التوبة والايمان والعمل
الصالح (قال) فقال معرفة الأئمة والله امام (كذا) يا سليمان
26

الحديث الثالث والعشرون أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن
عباد بن سليمان عن سدير الصير في عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه وعنده أبو بصير
وميسرة وعدة من جلسائه فلما ان اخذت مجلسي اقبل على بوجهه وقال يا سدير،
اما ان ولينا ليعبد الله قائما وقاعدا ونائما وحيا وميتا قال قلت جعلت فداك اما عبادته
قائما وقاعدا وحيا فقد عرفنا، كيف يعبد الله نائما وميتا قال إن ولينا ليضع رأسه
فيرقد فإذا كان وقت الصلاة وكل به ملكين خلقا في الأرض لم يصعدا إلى السماء
ولم يريا ملكوتها فيصليان عنده حتى ينتبه فيكتب الله ثواب صلاتهما له والركعة
من صلاتهما تعدل الف صلاة من صلاة الآدميين وان ولينا ليقبضه الله إليه فيصعد ملكاه
إلى السماء فيقولان يا ربنا عبدك فلان ابن فلان انقطع واستوفى اجله ولانت اعلم
منا بذلك فاذن لنا نعبدك في آفاق سمائك وأطراف أرضك قال فيوحى الله إليهما
ان في سمائي لمن يعبدني ومالي في عبادته من حاجة بل هو أحوج إليها وان أفي أرضى
27

لمن يعبدني حق عبادتي وما خلقت خلقا أحوج إلى منه فيقولان يا ربنا من هذا
يسعد بحبك إياه (قال) فيوحى الله إليهما ذلك من اخذ ميثاقه بمحمد عبدي ووصيه
وذريتهما بالولاية اهبطا إلى قبر وليي فلان ابن فلان فصليا عنده إلى أن ابعثه في
القيامة. قال فيهبط الملكان فيصليان عند القبر إلى أن يبعثه الله فيكتب ثواب صلاتهما
له والركعة من صلاتهما تعدل الف صلاة من صلاة الآدميين.
(قال سدير) جعلت فدا لك يا بن رسول الله فاذن وليكم نائما وميتا أعبد منه حيا
وقائما (قال) فقال هيهات يا سدير ان ولينا ليؤمن على الله عز وجل يوم القيامة
فيجيز أمانه.
28

الحديث الرابع والعشرون وبهذا الاسناد عن سدير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه (قال) إذا اتاه ملك
الموت ليقبض روحه جزع عنه ذلك فيقول له ملك الموت يا ولى الله لا تجزع فوالذي
بعث محمدا بالحق لأنا أبر بك واشفق عليك من الولد الرحيم لولده حين حضره افتح
عينيك وانظر (قال) ويمثل له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين
والأئمة هم رفقاؤك (قال) فيفتح عينيه وينظر وتنادى روحه من قبل العرش يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى محمد وأهل بيته وادخلي جنتي (قال) فما من شئ أحب إليه
من انسلال روحه واللحوق بالمنادي.
الحديث الخامس والعشرون أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن
معاوية بن عمار جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا كان يوم القيامة يؤتى بأقوام على منابر من نور تتلألأ وجوهم كالقمر ليلة البدر
29

يغبطهم الأولون والآخرون ثم سكت ثم أعاد الكلام ثلاثا (فقال عمر بن الخطاب)
بابى أنت وأمي هم الشهداء قال هم الشهداء وليس هم الشهداء الذين تظنون (قال) هم
الأوصياء (قال) هم الأوصياء وليس هم الأوصياء الذين تظنون (قال) فمن أهل السماء
أو من أهل الأرض (قال) هم من أهل الأرض (قال) فأخبرني من هم (قال) فأومأ بيده إلى
علي عليه السلام فقال هذا وشيعته ما يبغضه من قريش الاسفاحي ولامن الأنهار (كذا) الا يهودي
ولا من العرب الأدعى ولا من سائر الناس الأشقى يا عمر كذب من زعم أنه يحبني
ويبغض عليا.
الحديث السادس والعشرون حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن قيس وعامر بن السمط عن
أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي يوم القيامة قوم عليهم ثياب من نور على
30

وجوههم نور يعرفون بآثار السجود يتخطون صفا بعد صف حتى يصيروا بين يدي
رب العالمين يغبطهم النبيون والملائكة والشهداء والصالحون قال له عمر بن
الخطاب من هؤلاء يا رسول الله الذين يغبطهم النبيون والملائكة والشهداء والصالحون
قال أولئك شيعتنا وعلى امامهم.
الحديث السابع والعشرون حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن الصفار عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
عن أبيه عن جده عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى يا علي لقد مثلت إلى أمتي
في الطين حين رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحا قبل ان تخلق أجسادهم وانى مررت
بك وشيعتك فاستغفرت لكم فقال على يا بني الل زدني فيهم قال نعم يا علي تخرج
أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر وقد فرجت عنكم الشدائد
وذهبت عنكم الأحزان تستظلون تحت العرش تخاف الناس ولا تخافون وتحزن الناس
ولا تحزنون وتوضع لكم مائدة والناس في المحاسبة.
31

الحديث الثامن والعشرون أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد
القبطي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول الناس اغفلوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي
في يوم غدير خم كما أغفلوا قوله يوم مشربة أم إبراهيم. انى الناس يعودونه فجاء
علي عليه السلام ليدنو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجد مكانا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم
لا يفرحون لعلى عليه السلام قال يا معشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وانا حي بين
ظهرانيكم اما والله لئن غبت فان الله لا يغيب عنكم ان الروح والراحة والرضوان
والبشرى والحب والمحبة لمن أنتم بعلى وتولاه وسلم له وللأوصياء من بعده حق
على أن ادخلهم في شفاعتي لأنهم اتباعى فمن تبعني فإنه منى مثل جرى في إبراهيم
لأني من إبراهيم وإبراهيم منى وديني دينه وسنتي وفضله فضلى وانا أفضل منه
وفضلي له فضل تصديق قول ربى (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 1) وكان
32

رسول الله من قد أثبت رجله في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس.
الحديث التاسع والعشرون أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن
أبي داود الأعمى عن أبي عبد الله الجدلي قال قال علي عليه السلام يا أبا عبد الله الا أحدثك
بالحسنة التي من جاء بها امن من فزع يوم القيامة والسيئة التي من جاء بها أكبه الله
على وجهه في النار قال قلت بلى قال الحسنة جبنا والسيئة بغضنا.
الحديث الثلاثون وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي عن عاصم بن حميد
عن إسحاق النحوي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله أدب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على محبته
(انك لعلى خلق عظيم 1) ثم فوض إليه فقال (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا 2) وقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله 3) وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوض
33

إلى علي عليه السلام فأتمنه فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا وتصمتوا
إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله والله ما جعل لاحد من خير في خلاف امره.
الحديث الحادي والثلاثون وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن علاء
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن ذنوب المؤمنين مغفورة لهم فليعمل
المؤمن لما يستأنف اما انها ليست الا لأهل الايمان.
الحديث الثاني والثلاثون وبهذا الاسناد عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله
عز وجل يعطى الدنيا من يحب ويبغض ولا يعطى الآخرة الا من أحب وان المؤمن
ليسال ربه موضع سوط من الدنيا فلا يعطيه ويساله الآخرة فيعطيه ما شاء ويعطى
الكافر من الدنيا قبل أن يسأله ما شاء ويساله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه.
34

الحديث الثالث والثلاثون وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن فضال عن
محمد بن الفضل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول أنتم للجنة والجنة لكم
أسماءكم الصالحون والمصلحون وأنتم أهل الرضا عن الله برضاه عنكم والملائكة
اخوانكم في الخير إذا اجتهدوا.
الحديث الرابع والثلاثون وبهذا الاسناد قال أبو عبد الله عليه السلام دياركم لكم
جنة وقبوركم لكم جنة للجنة خلقتم والى الجنة تصيرون.
الحديث الخامس والثلاثون وبهذا الاسناد قال سمعته يقول إذا قام المؤمن
في الصلاة بعث الله الحور العين حتى يحدقن به فإذا انصرف ولم يسال الله منهن شيئا
تفرقن وهن متعجبات.
الحديث السادس والثلاثون حدثني محمد بن الحسن الصفار عن الحارث بن
محمد الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لما اسرى به قال لعلي عليه السلام يا علي انى رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى
35

من العسل وأشد استقامة من السهم. فيه أباريق عدد نجوم السماء على شاطئه قباب
الياقوت الأحمر والدر الأبيض فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر، ثم قال والذي نفس محمد بيده ان في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع
الأولون والآخرون بأحسن منه يثمر ثمرا كالرمان وتلقى الثمرة على الرجل
فيقشرها عن تسعين حلة والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون أنت
قائدهم يوم القيامة على الرجل نعلان شراكهما من نور يضئ امامه حيث شاء من
الجنة فبينا هو كذلك إذا شرفت عليه امرأة من فوقه تقول سبحان الله يا عبد الله مالك
فينا دولة فيقول من أنت فتقول انا من اللواتي قال الله عز وجل (فلا تعلم نفس ما
اخفى لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ثم قال والذي نفس محمد بيده انه
36

ليجيئه كل يوم سبعون الف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه.
الحديث السابع والثلاثون حدثني محمد بن موسى بن المتوكل عن مالك
ابن الجهني عن أبي عبد الله عليه السلام قال يا مالك ما ترضون ان تقيموا الصلاة وتؤدوا
الزكاة وتكفوا أيديكم وتدخلوا الجنة ثم قال يا مالك انه ليس من قوم ائتموا بامام
في دار الدنيا الا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه الا أنتم ومن كان بمثل حالكم.
(ثم قال) يا مالك من مات منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله
(قال) وقال مالك بينما انا عنده ذات يوم جالس وانا أحدث نفسي بشئ من فضلهم
فقال لي أنتم والله شيعتنا لا تظن انك مفرط في أمرنا يا مالك انه لا يقدر على صفة الله
أحد فكما لا يقدر على صفة الله فكذلك لا يقدر على صفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكما لا يقدر
على صفة الرسول فكذلك لا يقدر على صفتنا وكذلك لا يقدر على صفة المؤمن،
37

يا مالك ان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تنحات
عن وجوههما حتى يتفرقا وانه لا يقدر على صفة من هو هكذا (وقال) ان أبى عليه السلام
كان يقول لن تطعم النار من يصف هذا الامر.
الحديث الثامن والثلاثون حدثني محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد
ابن أبي القاسم عن جعفر بن عمر الكلبي قال قال أبو عبد الله عليه السلام ما أكثر السواد قال
قلت له يا بن رسول الله ما أكثر السواد فقال اما والله ما يحج لله عز وجل غيركم
ولا يصلى الصلاتين غيركم ولا يؤتى أجره مرتين غيركم وانكم لدعاة الشمس والقمر
والنجوم ولكم يغفر ومنكم يتقبل.
الحديث التاسع والثلاثون حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله قال
حدثني الحسن بن محمد بن عامر عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
الرجل ليحبكم وما يدرى ما تقولون فيدخله الله الجنة وان الرجل ليبغضكم وما يدرى
38

ما تقولون فيدخله الله النار وان الرجل ليملا صحيفته من غير عمل قلت فكيف
قال يمر بالقوم ينالون منا وإذا رأوه قال بعضهم ان هذا الرجل من شيعتهم
ويمر بهم الرجل من شيعتنا قبل موته ويقولون فيه فيكتب الله له بذلك حسنات حتى
يملا صحيفته من غير عمل.
الحديث الأربعون أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن منصور
الصيقل قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في فسطاطه بمنى فنظر إلى الناس فقال يأكلون
الحرام ويلبسون الحرام وينكحون الحرام ولكن أنتم تأكلون الحلال وتلبسون
الحلال والله ما يحج غيركم ولا يتقبل الا منكم.
الحديث الحادي والأربعون وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن عاصم بن
حميد بن عمر بن حنظلة قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا عمر ان الله يعطى الدنيا من يحب
ويبغض ولا يعطى هذا الامر الا صفوته من خلفه أنتم والله على ديني ودين آبائي
39

إبراهيم وإسماعيل لا أعين علي بن الحسين ولا الباقر ولو كان هؤلاء على دين هؤلاء.
الحديث الثاني والأربعون وبهذا الاسناد عن الحسن بن علي بن عقبة عن
موسى النميري عن أبي عبد الله عليه السلام قال اتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال يا رسول الله
انى لأحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنت مع من أجبت.
الحديث الثالث والأربعون حدثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رحمه الله
قال حدثنا محمد بن يحيى عن حنظلة عن ميسر قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول
لا يرى منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد قال فقلت أين ذا من كتاب الله فامسك
هنيئة قال فانى معه ذات يوم في الطواف إذ قال يا ميسر أذن لي في جوابك عن مسألتك
كذا. قال قلت فأين هو من القرآن فقال في سورة الرحمن وهو قول الله عز وجل
(فيومئذ لا يسال عن ذنبه منكم انس ولا جان 1) فقلت له ليس فيها (منكم) قال
40

ان أول من قد غيرها ابن اروى وذلك انها عليه وعلى أصحابه ولو لم يكن فيها
(منكم) لسقط عقاب الله عز وجل عن خلقه إذا لم يسأله عن ذنبه انس ولا جان فلمن
يعاقب الله إذا يوم القيامة.
الحديث الرابع والأربعون حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله قال
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ذات
يوم جعلت فداك قول الله عز وجل (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبير 1) قال فقال
لي: إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من أوليائه فيجد الحجية
على بابه فتقول له قف حتى يستأذن لك فما يصل إليه رسول الله الا باذن وهو قوله
(وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا 1).
الحديث الخامس والأربعون حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله
قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن العيص رفعه عن جعفر بن محمد عليهما السلام
41

قال قال: إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنبين من شيعتنا فاما المحسنون
فقد نجاهم الله.
42