الكتاب: فضائل الأشهر الثلاثة
المؤلف: الشيخ الصدوق
الجزء:
الوفاة: ٣٨١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: تحقيق وإخراج : ميرزا غلام رضا عرفانيان
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٩٩٢ م
المطبعة:
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: فضائل الأشهر الثلاثة ١ - شهر رجب ٢ - شهر شعبان ٣ - شهر رمضان / دار الرسول الأكرم (ص)

فضائل الأشهر الثلاثة
1 - شهر رجب
2 - شهر شعبان
3 - شعر رمضان
تأليف
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الشيخ الصدوق (قده)
تحقيق واخراج
ميرزا غلام رضا عرفانيان
دار المحجة البيضاء دار الرسول الأكرم (ص)
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثانية
1412 ه‍ - 1992 م‍
دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع = بيروت - لبنان ص. ب: 5479 / 14
2

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنا نحمدك على ما هديتنا إلى فضائل نعمك وندعوك أن تتواصل
أفضل صلواتك على محمد أشرف رسلك الذي بعثته بأكمل كتبك إلى الثقلين
من عبادك وعلى خلفائه المعصومين الهادين إلى العمل بما يرضيك واللعن على
أعدائهم إلى يوم لقائك:
وبعد فمما أحسبه من حسن حظي وأعده من سعادتي اطلاعي على
السفر الكريم (كتاب فضائل الأشهر الثلاثة رجب. شعبان، رمضان)
لرئيس المحدثين ومحيي معالم الدين شيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة
عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الخراساني الرازي طيب الله ثراه ووجدته أصلا من أصول الطائفة في
الحديث ومشتملا على الدرر والزهور من فضائل الشهور ومغيبا في خبايا
الدهور كاد أن يغيب عنهم كغياب النور عن المعمور فأردت إحيائه ابتغاءا
لمرضاة الله عز وجل فاستنسخته أولا عن نسخة العالم العامل الشيخ شير
محمد الهمداني حيث إنها كتبت بيد أهل الفن وصححت وقوبلت عدة
مرات بيده رحمه الله مع النسخ المتعددة المصححة وجعلتها الأساس ثم
قابلتها مع نسخة خطية حسنة لمكتبة المغفور له آية الله الشيخ محمد حسين
آل كاشف الغطاء وقابلتها في الجملة مع النسختين الخطيتين الأخريين
الجيدتين إحداهما لمكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف تحت الرقم
872 / 5 والثانية لمكتبة أستاذنا العظيم آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي
الحكيم فما كانتا بحسب الترتيب وتعداد الأحاديث إلا على غرار الأسس
3

ثم عرضتها على المجاميع الأصلية وبعض الأصول الأولية لأحاديثنا المروية
عن الأئمة عليهم السلام ككتاب بحار الأنوار ووسائل الشيعة ومستدركه
ومصباح المتهجد والاقبال ومجالس الصدوق وثواب أعماله وغيرها فرأيت
لهذا الأساس مؤكدات ومؤيدات كثيرة منها يستكشف كشفا قطعيا ان
ما بأيدينا هو نفس ما بشر به الصدوق نفسه في موارد ثلاثة من كتابه من
لا يحضره الفقيه (1) وأحال إليه فيها وذكره في كتابه الخصال (2) خصوصا
بملاحظة ما شهد به الشيخ الحر (ره) في مقدمة وسائل الشيعة من أن
كتاب فضائل رجب وفضائل شهر رمضان للصدوق (ره)
ونسبته إليه متواترة حيث التزم فيها (المقدمة) قبل ذكره فهرست أسماء
الكتب المعدود فيها هذا الكتاب (فضائل الأشهر الثلاثة): أنه لا ينقل
في الوسائل إلا من الكتب المعول عليها التي لا تعمل الشيعة إلا بها ولا
ترجع الا إليها وأنه ينقل فيه من كتب معتمدة من مؤلفات الثقات الأجلاء
كلها متواتر النسبة إلى مؤلفيها لا يختلف العلماء ولا يشك الفضلاء فيها
وأنه لا ينقل فيه عن كتب غير معتمة أو ثبت ضعفا أو ضعف مؤلفيها
عنده وصدر عنه نحو ذلك في خاتمة الوسائل في الفائدة الرابعة وذكر في
أمل الآمل (القسم الثاني طبع النجف 1385 ه‍ الصفحة 284) كتب
الصدوق الواصلة إليه وعد فيها: كتاب فضائل رجب. كتاب فضائل شعبان
كتاب فضائل شهر رمضان.
وذكر العلامة الكبير المغفور له الحاج الشيخ آقا بزرك الطهراني (قده)
في الذريعة الجزء 16 ص 252 في وصف الكتاب ما لفظه: فضائل الأشهر

(1) الجزء الأول طبع النجف 1378 ه‍ ص 56 و 58 و 62.
(2) في الأبواب الخمسة عشر تحت عنوان: ثواب من صام يوما
من رجب.
4

الثلاثة للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد القمي 381 م ينقل عنه شيخنا النوري
في كتبه يوجد في تبريز في موقوفة الحاج السيد علي الإيرواني وكان عند
المجلسي وينقل عنه في البحار ونسخه عتيقة عند الشيخ الميرزا أبي الهدى
ابن الميرزا أبي المعالي ابن الحاج الكلباسي في النجف واستنسخ منها نسخ
أخرى وهو في ثلاثة أجزاء: فضائل رجب وفضائل شعبان وفضائل رمضان
وكل منها كتاب مستقل مختصر كما أحال إلى كل واحد منها الشيخ الصدوق
في كتاب الصوم من كتابه (من لا يحضره الفقيه) معبرا عنه بكتاب
فضائل رجب وكتاب فضائل شعبان وكتاب فضائل شهر رمضان، لكن
لاختصارها واجتماع الأبواب الثلاثة في مجلد واحد اشتهر الجميع باسم واحد
يعني: (فضائل الأشهر الثلاثة) انتهى ما هو المقصود نقله عن الذريعة.
والروايات المودعة فيه وان لم يكن كلها صحيحا على الاصطلاح
الخاص بل فيها ما هو ضعيف السند عند الجميع إلا أن الاستناد إلى تلك
في مقام العمل رجاءا وانقيادا لا بأس به كما عليه العلماء لا سيما بالنظر
إلى أن لها مؤيدات بل مؤكدات كثيرة واردة من طرق أخرى في مجموعات
علمائنا رضوان الله تعالى عليهم كما يشاهد ذلك من يراجع الجوامع الحديثية
ككتاب الوافي ووسائل الشيعة ومستدركه وبحار الأنوار وغير ذلك.
ونحن إذ وفقنا لاحياء هذه الثمرة بطبعها لأول مرة فنحمد الله ونشكره على الهداية:
وحيث أني أروي الروايات الواصلة عن المعصومين عليهم السلام
- منها روايات هذا الكتاب - بواسطة طرقي المتصلة إلى أصحابهم (ره)
فأرى من المناسب الحاف بالتشرف والتعظيم هنا تسجيل صور جملة من
الإجازات التي أجزت بها للنقل والإجازة من قبل أساتذتي ومشايخي آيات
الله العظام أعلى الله كلمتهم وفي ذلك أيضا أسوة بالقدوة الكرام فهاكموها:
5

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه وأفضل بريته
محمد وعترته الطيبين الطاهرين ولعنته الله على أعدائهم أجمعين
من الآن إلى قيام يوم الدين وبعد فان شرف العلم لا يخفى
وفضله لا يحصى وقد فضل الله مداد العلماء على دما الشهداء
وقد نالوا بذلك منزلة نيابة خاتم الأوصياء وممن سلك
هذا الملك في طلب العلم بجد وجهد فضيلة العلامة
ركن الاسلام الحاج الشيخ غلام مرضا عرفانيان الخراساني
دامت تأييداته وقد استجازنا في الرواية فأجزناه أن
يروى عنا جميع ما سحت لنا روايته عن الكتب الأربعة
التي عليها المدار الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار
والمجاميع المتأخرة الوسائل ومستدركه والوافي والبحار
بالطرق المنهية إلى أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله
عليهم أجمعين وغير ذلك من مصنفات أصحابنا رضوان الله
تعالى عليهم بحق إجازتنا من مشايخنا العظام قدس الله تعالى
أسرارهم مع التثبت لكامل والتتبع الشامل وفقه الله
تعالى لمراضيه والسلام عليه وعلى سائر إخواننا
المؤمنين ورحمة الله وبركاته حرر في غرة ذي الحجة الحرام 1394 ه‍ الخوئي
7

مع المؤلف (قده) في كلمات موجزة متواضعة
انه نادرة الدهر ونابغته بين أقرانه الاعلام في علوم الحديث والفقه
والكلام الصدوق المطلق أبو جعفر ابن بابويه الفقيه القمي الشيخ المقدام.
كيف لا: من كان وجوده المبارك عطاءا من الله جل شأنه بدعاء
الحجة ولي الأمر عليه الصلاة والسلام:
كيف لا: من كانت جهوده من يوم قدره الله سبحانه إلى يوم يعلمه
منشأ لإحياء التراث الاسلامي ونشر آثار خلفاء الله في أرضه من المعارف
الدينية المسعدة.
كيف لا: من صنف وألف نحوا من ثلاثمائة كتاب على ما في
فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله.
كيف لا: من أدرك برحلاته إلى مختلف البلاد أكثر من مأتين
وخمسين شيخا أخذ منهم آلافا من الأحاديث المروية عن الأئمة المعصومين
عليهم السلام في الاعتقادات والاحكام...
وقد ترجمه بجوانب شؤونه جمع من المترجمين الفضلاء بأقلامهم الرشيقة
وأجمع من الكل ما طبع في مقدمة كتابيه: من لا يحضره الفقيه طبعة النجف
1377 ه‍ ومعاني الاخبار طبعة تهران 1379 ه‍ والحق أن شيخنا المترجم
بين نظرائه فوق ما تحوم حوله أية عبارة مادحة.
هتف به ناموس الولادة فاستهل في غصن من غصون العشر الأول
من المأة الرابعة الهجرية (على أغلب الظن أنه في 306 ه‍):
وهتف به نداء الحق جل وعلا في 381 ه‍ قدست نفسه الزكية ورحمة الله ورضوانه عليه.
وأنا المحتاج إلى رحمة ربه الرحمن ميرزا غلام الرضا عرفانيان
13

كتاب
فضائل شهر رجب للشيخ الصدوق
رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي
ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
رضي الله عنه يعد من
أصول الحديث
للإمامية أعلى الله
كلمتهم
15

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
1 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رضي الله عنه
قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا
أحمد بن محمد الكوفي الهمداني مولى بني هاشم قال: حدثنا علي بن الحسن
ابن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام
قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل وجهت
له الجنة ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ومن صام
في آخره جعله الله من ملوك الجنة وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته
وأخيه وعمه وعمته وخاله وخالته ومعارفه وجرانه وإن كان فيهم مستوجب
للنار (1):
2 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن خالد البلخي قال: حدثنا عمر
ابن محمد بن درستويه الفارسي قال: حدثنا حماد بن أبي سليمان عن أنس
ابن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من صام يوما
من رجب ايمانا واحتسابا جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين

(1) أورده الشيخ الحر (ره) في وسائل الشيعة عن المجالس
وكتاب فضائل رجب وعيون أخبار الرضا عليه السلام - كلها للصدوق -
في كتاب الصوم الباب السادس والعشرون من أبواب الصوم المندوب
الحديث السابع (الجزء 7 من الطبعة الحديثة ص 351).
17

خندقا عرض كل خندق ما بين السماء إلى الأرض (1).
3 - حدثنا محمد بن أحمد السناني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن
علي بن سالم عن أبيه (2) قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
في رجب وقد بقيت أيام فلما نظر إلى قال لي يا سالم هل صمت في هذا
الشهر شيئا قلت لا والله يا بن رسول الله (ص) قال لي: لقد فاتك من
الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله عز وجل إن هذا الشهر قد فضله الله (3)
وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته قال: قلت له يا بن رسول الله
فان صمت مما بقي شيئا هل أنال فوزا ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال
يا سالم: من صام يوما من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا له من شدة
سكرات الموت وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين
من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام
من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطى

(1) أخرجه صاحب الوسائل فيه عن المجالس وعن كتاب فضائل
رجب في الباب 26 من أبواب الصوم المندوب الجزء 7 ص 350 و 351
الحديث 6 وفيه: عبد الرحمن بن محمد بن حامد عن محمد بن درستويه الفارسي
عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن
حماد بن أبي سليمان عن أنس قال: سمعت...
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن علي بن أبي طالب عن
أبيه، وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين (ع) والصحيح علي بن سالم
كما في المتن وهو: علي بن أبي حمزة البطائني:
(3) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين: قد فضله الله.
18

براءة من النار (1):
4 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد العزيز بن
يحيى البصري قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا جابر بن سلمة قال:
حدثنا حسن بن حسين عن عامر السراج عن سلام الجعفي عن أبي جعفر
محمد بن علي عليهما السلام قال: من صام من رجب يوما واحدا من أوله
أو وسطه أو آخره أوجب الله له الجنة وجعله معنا في درجاتنا (درجتنا (2))
يوم القيامة ومن صام يومين من رجب قيل له: استأنف فقد غفر لك
ما مضى ومن صام ثلاثة أيام من رجب قيل له: غفر لك ما مضى وما
بقي فاشفع لمن شئت من مذنبي إخوانك وأهل معرفتك (مغفرتك) ومن
صام سبعة أيام من رجب أغلق عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية
أيام من رجب فتحت له أبواب الجنان الثمانية فيدخلها من أيها شاء (3).

(1) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 351 الحديث 8 عن المجالس
وعن كتاب فضائل رجب وفي المجالس طبعة النجف المجلس 4 ص 13
الحديث 6:
(2) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين: في درجتنا:
(3) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 350 عن المجالس وفضائل رجب
الحديث 5.
والحديث في المجالس المجلس الثاني. وفي الوسائل حسين بن حسن
كما في السند التالي وفيه أيضا سلام الخثعمي عن أبي جعفر محمد بن علي
الباقر عليه السلام والظاهر أن ما في المتن وهو سلام الجعفي هو الصحيح
لا الخثعمي ولا النخعي كما في السند الآتي وهذا هو سلام بن المستنير الجعفي
وذلك أن الشيخ الطوسي (قده) لم يعد غير في أصحاب الباقر عليه السلام
في رجاله.
19

5 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى
قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثني جابر بن سلمة قال: حدثني
الحسين بن الحسن عن عامر السراج عن سلام النخعي قال: قال أبو جعفر
محمد بن علي عليهما السلام: من صام سبعة أيام من رجب أجازه الله على
الصراط وأجازه - أجاره - (1) من النار وأوجب له غرفات الجنان (2).
6 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن القاسم بن يحيى عن جده
الحسن بن راشد قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: لا تدع
صيام يوم (3) سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة
على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم (4):
7 - حدثنا أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني أحمد بن

(1) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: أجاره بالراء المهملة
وكذا في النسخة مكتبة السيد الحكيم (ره) ونسخة مكتبة كاشف الغطاء (ره)
(2) رواه المجلسي (ره) في بحار الأنوار الجزء 97 من الطبعة
الحديثة الصفحة 34 عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق (قده)
ولم ينقله عن غيره ولا أنا ظفرت به في سائر المصادر فهو من مختصات
هذا الكتاب:
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء حذفت كلمة: يوم.
(4) أخرجه في وسائل الشيعة الجزء 7 من الطبعة الحديثة ص 329
الحديث 1 عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال والتهذيب وفي ص 357 عن الاقبال الحديث 26:
20

الحسين بن (عن) (1) الصقر عن أبي الطاهر محمد بن حمزة بن اليسع عن
الحسن بن بكار الصيقل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: بعث
الله محمدا لثلاث ليال مضين من رجب فصوم ذلك اليوم كصوم سبعين
عاما قال سعد بن عبد الله: كان مشايخنا يقولون: ان ذلك غلط من
الكاتب وذلك أنه ثلاث ليال بقين من رجب (2).
8 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن عبد العزيز
المهتدي (3) عن سيف بن المبارك عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان
نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر من معه أن
يصوموا ذلك اليوم وقال: من صام ذلك (4) تباعدت عنه النار مسيرة
سنة ومن صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النيران السبعة ومن صام ثمانية

(1) وفي نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام، كلمة عن أيضا
موجودة لكن أصالة لا بدلا وكذا في نسخة مكتبة كاشف الغطاء إلا أن
في الوسائل ذكر كلمة (ابن) ولم يذكر كلمة (عن) صلا وكذا في بحار الأنوار
الجزء 97 من الطبعة الحديثة ص 37 وفي ص 36 أثبت كلمة (عن)
(2) أخرجه في الوسائل عن ثواب الأعمال في الباب 15 من أبواب
الصوم المندوب الحديث الثاني من الجزء 7 ص 329 وقال: وفي كتاب
فضائل رجب بالاسناد مثله وذكر كلام سعد التهى يقول ميرزا غلام الرضا
عرفانيان: من هذا الكلام وشبهه مما مضى ويأتي يعلم اعتبار كتاب
فضائل الأشهر الثلاثة (هذا الذي بين يديك) وانه نفس كتاب الصدوق
(رضي الله عنه) الذي ذكر اسمه وارجع إليه في كتابيه الخصال والفقيه
كما ذكرنا في المقدمة.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: النهدي.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: ذلك اليوم.
21

أيام فتحت له الجنان الثمانية ومن صام خمسة عشر يوما أعطى مسألته (1) ومن زاد زاده الله (2).
9 - وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا (3)
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن (4) محمد بن عيسى قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن كثير النوا عن
أبي عبد الله عليه السلام إن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر
من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت عنه

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: مائه وفي نسخة مكتبة أمير المؤمنين
مسألته كما في الخصال وهنا:
(2) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 348 عن الفقيه مسندا وعن
المقنع مرسلا وعن ثواب الأعمال والخصال مسندا وعن مصباح المتهجد
للشيخ الطوسي (ره) مرسلا وعن الأمالي لابنه مسندا في كتاب الصوم
الباب 26 من أبواب الصوم المندوب، الحديث 1، أقول: هذا الحديث
بطرقه المختلفة في الكتب المذكورة في ذيله زيادة ونقيصة وأما صدره إلى
مسيرة سنة فكالحديث التاسع الآتي متفق عليه كما أنه عينا مذكور في أمالي
الشيخ الطوسي (ره) بسند معتبر عن كثير النوا المجلس 2 ص 43 طبعة
النجف 1384 وذيله هكذا: ومن زاد على ذلك زاده الله قال: وفي
اليوم السابع والعشرين منه نزلت النبوة فيه على رسول الله صلى الله عليه
وآله، ومن صام هذا اليوم كان ثوابه ثواب من صام ستين شهرا.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: أحمد بن محمد بن الحسن الصفار
وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء حذف: أحمد بن، والصحيح
اثباته كما في أمالي الطوسي (ره) الجزء الأول ص 43 طبعة النجف:
22

النار مسيرة سنة (1).
10 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن
عبد العزيز المهتدي (2) عن سيف المبارك عن أبيه عن أبي (3) الحسن
عليه السلام قال: رجب نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من
العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر (4).
11 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: رجب
شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ومن صام يوما
من رجب تباعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة (5).

(1) أخرجه في الوسائل في كتاب الصوم الباب 26 من أبواب الصوم
المندوب عن كتاب فضائل رجب وكذا الحديث المذكور قبله وبعده،
راجع ذيل التعليقة في ص 22 الرقم - 2 -.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: النهدي وأيضا فيها: سيف
ابن المبارك وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن علي بن الحسين رجب
نهر... وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام:
(4) أخرجه في الوسائل الجزء 7 ص 348 عن الفقيه والمقنعة والمصباح
في الباب 26 من أبواب الصوم المندوب الحديث 3 وهو موافق لما في
ثواب الأعمال سندا ومتنا وذكره الشيخ (ره) في التهذيب الجزء الرابع
ص 306.
(5) أخرجه في الوسائل عن الفقيه وكتاب فضائل رجب وثواب الأعمال في الحديث 4 من الباب 26 من أبواب الصوم المندوب من الجزء 7
ص 350 وفي ثواب الأعمال ص 49 كما في البحار ج 97 ص 37 مسيرة مأة سنة.
23

12 - حدثنا محمد بن إسحاق بن أحمد الليثي قال: حدثنا محمد بن
الحسين الأزدي قال: حدثنا أبو الحسن (1) علي بن محمد بن علي المقرئ قال:
حدثنا الحسن بن المروزي عن أبيه عن يحيى بن عباس قال: حدثنا علي بن عاصم
قال: حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال. قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ألا ان رجب شهر الله الأصم وهو شهر عظيم وإنما سمى
الأصم (2) لأنه لا يقارنه شهر من الشهور عند الله عز وجل حرمة وفضلا
وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاء الاسلام لم يزدد (3)
إلا تعظيما وفضلا الا وان رجب (شهر الله) وشعبان شهري وشهر
رمضان شهر أمتي ألا ومن صام من رجب يوما ايمانا واحتسابا استوجب
رضوان الله الأكبر وأطفى صومه في ذلك اليوم غضب الله عز وجل وأغلق
عنه بابا من أبواب النار ولو أعطى ملاء الأرض ذهبا ما كان بأفضل من
صومه ولا يستكمل أجره بشئ من الدنيا دون الحسنات إذا أخلصه لله
عز وجل وله إذا أمسى دعوات (4) مستجابات ان دعى شيئا في عاجل
الدنيا أعطاه الله وإلا ادخر له من الخير أفضل ما دعى به داع من أوليائه
وأحبائه وأصفيائه ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من

(1) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين أبو الحسين:
(2) وفي وسائل في ذيل الحديث 10 من الباب 20 من أبواب الصوم
المندوب من الجزء 7 ص 381: وسمى شهر رجب الأصب لأن الرحمة
تصب على أمتي فيه صبا ويقال: الأصم لأنه نهى فيه عن قتال المشركين
وهو من الشهور الحرام:
(3) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره): لم يزد.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عشرة دعوات.
24

أهل السماوات (1) والأرض ماله عند الله من الثواب والكرامة وكتب له
من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت
ويشفع يوم القيامة في مثل (2) ما يشفعون فيه ويحشرهم في زمرتهم حتى
يدخل الجنة ويكون من رفقائهم ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله
بينه وبين النار خندقا أو حجابا طوله مسيرة سبعين عاما ويقول الله عز وجل
له عند إفطاره: لقد وجب حقك علي ووجبت لك محبتي وولايتي أشهدكم
يا ملائكتي اني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجنون
والجذام والبرص وفتنة الدجال واجبر من عذاب القبر وكتب له أجور
أولى الألباب والتوابين الأوابين وأعطي كتابه يمينه (3) في أوائل العابدين
ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقا على الله عز وجل أن يرضيه يوم
القيامة وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج
حسنات وأدخل الجنة بغير حساب ويقال له تمن على ربك ما شئت ومن
صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولو جهة نور يتلألأ أشد بياضا
من نور الشمس وأعطى سوى ذلك نورا يستضئ به أهل يوم الجمع
القيامة (4) وبعث من الآمنين (5) حتى يمر على الصراط بغير حساب

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: السماء.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: القيامة في مثل.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: بيمينه.
(4) الظاهر أن في النسخة هنا تقديما وتأخيرا والصحيح: أهل
الجمع يوم القيامة، كما في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام ونسخة
مكتبة كاشف الغطاء.
(5) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: في الآمنين.
25

ويعافي عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ومن صام من رجب سبعة أيام فان
لجهنم سبعة أبواب يغلق الله لصوم كل يوم بابا من أبوابها وحرم الله جسده
على النار:
ومن صام من رجب ثمانية أيام فان للجنة ثمانية أبواب يفتح له
بصوم كل يوم بابا من أبوابها ويقال له: أدخل من أي أبواب الجنان
شئت ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا
الله ولا يصرف وجهه دون الجنة وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل
الجمع حتى يقولوا هذا (1) نبي مصطفى وان أدنى ما يعطى أن يدخل
الجنة بغير حساب ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله عز وجل له
جناحين أخضرين منضومين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط كالبرق
الخاطف إلى الجنان وأبدل الله سيئاته حسنات وكتب من المقربين القوامين
لله بالقسط وكأنه عبد الله عز وجل الف عام قائما صابرا محتسبا.
ومن صام أحد عشر يوما من رجب لم يواف يوم القيامة عند ربه
أفضل ثوابا منه الا من صام مثله أو زاد عليه ومن صام من رجب اثنا (2)
عشر يوما كسى يوم القيامة حلتين خضراوين من سندس وإستبرق يجير (3)
بهما لو دليت حلة منهما إلى الأرض لأضاء ما بين شرقها وغربها وصارت
الدنيا أطيب من ريح المسك ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوما وضعت
له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوائمها من در (4)

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: أهذا:
(2) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره): أثني:
(3) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره) ويحبر:
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: درة
26

أوسع من الدنيا سبعين مرة عليها صحاف الدر والياقوت في كل صفحة (1)
سبعون الف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح فيأكل
منها والناس في شدة شديدة وكرب (2) عظيمة:
ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله (3) من الثواب
مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصور الجنان
التي بنيت بالدر والياقوت ومن صام خمسة عشر يوما وقف يوم القيامة
موقف الآمنين فلا يمر به ملك ولا رسول ولا نبي إلا قال: طوبي لك أنت
آمن مشرف مقرب (4) مغبوط محبور ساكن الجنان.
ومن صام من رجب ستة عشر يوما كان في أوائل من يركب على
دواب من نور يطير بهم في عرصة الجنان إلى دار الرحمن.
ومن صام (5) سبعة عشر يوما وضع له يوم القيامة على الصراط
سبعون الف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى
الجنان يشيعه (6) الملائكة بالترحيب والتسليم.
ومن صام من رجب ثمانية عشر يوما زاحم إبراهيم في قبة (7) في

(1) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: صحفة وهو الصحيح
كما في نسخة مكتبة كاشف الغطاء ونسخة مكتبة السيد الحكيم (ره).
(2) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره): كربة.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء، حذفت لفظة: الله.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: أنت أمن مشرق أو مغرب.
(5) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره): صام في رجب:
(6) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: تشيعه.
(7) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: في قبته وكذا في نسخة مكتبة
السيد الحكيم (ره).
27

جنة الخلد على سرر الدر والياقوت.
ومن صام من رجب تسعة عشر يوما بنى الله له قصرا من لؤلؤ
رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم (1) في جنة عدن فيسلم عليهما ويسلمان عليه
تكرمة وإيمانا بحقه وكتب له بكل يوم يصوم منها كصيام الف عام:
ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنما عبد الله عز وجل عشرين
الف عام ومن صام من رجب إحدى (2) وعشرين يوما شفع يوم القيامة
في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب.
ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من السماء ابشر
يا ولي الله من الله بالكرامة العظيمة ومرافقة الذين أنعم الله عليهم من
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ومن صام من رجب ثلاثة (3) وعشرين يوما نودي من السماء
طوبى لك يا عبد الله نصبت قليلا ونعمت طويلا طوبى لك إذا كشف
الغطاء عنك وأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم وجاورت الخليل في دار السلام.
ومن صام من رجب أربعة وعشرين يوما إذا نزل به ملك الموت
يرى له في صورة شاب عليه حلة من ديباج أخضر على فرس من أفراس
الجنان وبيده حرير أخضر ممسك بالمسك الأذفر وبيده قدح من ذهب
مملوء من شراب الجنان فسقاه إياه عند خروج نفسه فهون عليه سكرات الموت ثم يأخذ روحه في تلك الحريرة فيفوح منها رايحة يستنشقها أهل سبع

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: زيادة: عليهما السلام.
(2) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: أحدا.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: ثلاثا وهو غلط والصحيح ما في المتن.
28

سماوات فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريان حتى يرد حوض النبي
صلى الله عليه وآله.
ومن صام من رجب خمسة عشرين يوما فإنه إذا أخرج من قبره
يلقاه سبعون الف ملك بيد كل منهم لواء من در وياقوت ومعهم
طرائف الحلي والحلل فيقولون يا ولي الله التجأت إلى ربك فهو من أول
الناس دخولا في جنات عدن مع المقربين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه
وذلك الفوز العظيم.
ومن صام من رجب ستة وعشرين يوما بنى الله له في ظل العرش مأة
قصر من در وياقوت على رأس كل قصر خيمة حرير من حرير الجنان
يسكنها ناعما والناس في الحساب.
ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوما وسع الله عليه القبر مسيرة
أربعمائة الف عام وملاء (1) جميع ذلك مسكا وعنبرا.
ومن صام من رجب ثمانية وعشرين يوما جعل الله عز وجل
بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق ما بين السماء والأرض مسيرة
خمسمائة عام:
ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوما غفر الله له ولو كان عشارا
ولو كانت امرأة فاجرة فجرت سبعين مرة بعدما أرادت به وجه الله تعالى
والخلاص من جهنم يعفر الله لها:
ومن صام من رجب ثلاثين يوما نادى مناد من السماء يا عبد الله
أماما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بقي وأعطاه الله في الجنان
كلها في كل جنة أربعين مدينة وفي كل أربعون (2) الف الف قصر في

(1) في نسخة مكتبة السيد الحكيم (ره): ملا
(2) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين (ع): في كل مدينة أربعون.
29

كل قصر أربعون الف الف بيت في كل بيت أربعون الف الف مائدة
من ذهب على كل مائدة أربعون الف الف قصعة في كل قصعة أربعون
الف الف لون من الطعام والشراب لكل طعام وشراب من ذلك لون على
حدة في كل بيت أربعون الف سرير من ذهب طول كل سرير الف ذراع
في ألفي ذراع (1) على كل سرير جارية من الحور عليها ثلاثمائة الف ذؤابة
من نور يحمل كل ذؤابة منها الف الف الف (2) وصيفة يغلقها (3) بالمسك
والعنبر إلى أن يوافيها صائم رجب هذا لمن صام شهر رجب كله (4)،
قيل يا نبي الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو لعله كانت به
أو امرأة غير طاهرة يصنع ماذا؟ لينال ما وصفت قال: يتصدق في كل
يوم برغيف على المساكين والذي نفسي بيده إنه إذا تصدق بهذه الصدقة
فينال ما وصفت وأكثر، انه لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا قدر
ثوابه من أهل السماوات والأرضين ما بلغوا عشر ما يصيب في الجنان من

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء كررت جملة في ألفي ذراع.
(2) في ثواب الأعمال ثنيت لفظة الف ولكن في النسخ ثلثت كما هنا.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: يغلفها:
(4) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 352 مختصرا وملخصا عن المجالس
وثواب الأعمال وكتاب فضائل رجب إلى هنا (أعني قوله: رجب كله)
في الحديث 9 من
الباب 26 من أبواب الصوم المندوب والبقية أوردها عنها
وعن مصباح المتهجد في الحديث الأول من الباب 27 من تلك الأبواب
ص 358 وذكره المنصف في المجالس المجلس 80 وفي ثواب الأعمال ص 32
كما هنا وفي عباراته فيهما وفي الوسائل اختلاف وزيادة ونقصان غير كاشف عن تعدد المتن.
30

الفضائل والدرجات قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن لم يقدر
على هذه الصدقة يصنع ماذا؟ لينال ما وصفت قال: فيسبح الله عز جل
كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين يوما بهذا التسبيح مأة مرة: سبحان
الاله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان
من لبس العز وهو له أهل:
13 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال: حدثنا الحسين بن
إشكيب عن محمد بن علي الكوفي عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن
أبي رمحة الحضرمي قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي عليه السلام يقول:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم أناس
يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكللة بالدر والياقوت
مع كل واحد منهم الف ملك عن يمينه وألف ملك عن يساره يقولون
هنيئا لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله، فيأتي النداء من عند الله جل
جلاله: عبادي وإمائي وعزتي وجلالي لأكرمن مثواكم ولأجزلن عطاءكم
(عطاياكم) ولأوتينكم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين
فيها ونعم أجر العاملين أنكم تطوعتم بالصوم لي في شهر عظمت حرمته
وأوجبت حقه ملائكتي أدخلوا عبادي وإمائي الجنة ثم قال جعفر بن محمد
عليه السلام: هذا لمن صام من رجب شيئا ولو يوما واحدا في (من)
أوله أو وسطه أو آخره (1).

(1) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل رجب في الحديث الثاني
عشر من الباب السادس والعشرين من أبواب الصوم المندوب الجزء 7
ص 355.
31

حديث أم داود وعملها
14 - حدثني جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو الحسين عبيد الله
ابن محمد بن جعفر القصباني البغدادي قال: حدثنا أبو عيسى عبيد الله بن
الفضل بن هلال وكان أهل مصر يسمونه شيطان الطاق لايمانه رحمه الله
قال: حدثنا عبد الله بن مجرى (1) البلوي قال: حدثنا إبراهيم بن
عبد الله بن الفضل بن العلاء المدني قال حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن
إبراهيم بن الحسين.
وجماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن
جعفر القصاني (2) قال: حدثنا أبو محمد الحسين بن وسيف العدل قال:
حدثنا علي بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن محفوظ بن المبارك
الأنصاري البلوي قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء المدني قال:
حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين.
وحدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا
أبو غانم إسماعيل بن عبد الرحمن الحارثي بمكة قال: حدثنا أبو محمد
عبد الله بن محمد العلوي قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء.
وحدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب عليه السلام قالوا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين الدينوري
قال: حدثنا يعقوب بن نعيم بن وقارة (3) قال: حدثنا جعفر بن أحمد

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عبد الله مجرى البلوي وفي
نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: عبد الله بن بحر البلوى.
(2) الأظهر: القصابي لا القصاني ولا القسباني كما في السند المتقدم.
(3) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: نعيم بن عمرو بن قرقارة وكذا في نسخة مكتبة كاشف الغطاء.
32

ابن عبد الجبار السبيعي بالمدينة عن أبيه عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء
قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم
وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثنا أبو عيسى عبيد الله
ابن الفضل بن محمد بن الهلال الطائي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد
العلوي قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء قال: حدثتني فاطمة
بنت عبد الله بن إبراهيم قالت: لما قتل أبو الدوانيق عبد الله بن الحسن
ابن الحسين بعد قتل ابنيه محمد وإبراهيم:
وحدثنا الشريف محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن إسحاق بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حمزة بن الحسين بن سعيد المديني قال:
حدثني أبي قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي قال حدثني
إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء قال: حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن
إبراهيم بن الحسين قالت لما قتل أبو الدوانيق عبد الله بن الحسن بن
الحسين بعد قتل ابنيه محمد وإبراهيم حمل ابني داود بن الحسين من المدينة
مكبلا بالحديد مع بني عمه الحسنين (1) إلى العراق فغاب عني حينا وكان
هناك مسجونا فانقطع (2) خبره وأعمي أثره وكنت أدعو الله وأتضرع إليه
وأسأله خلاصه وأستعين بإخواني من الزهاد والعباد وأهل الجد والاجتهاد
وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي فكانوا
يفعلون ولا يقصرون في ذلك وكان يصل إلى (3) انه قد قتل ويقول قوم

(1) في نسخة الشيخ شير محمد (ره) الحسين (الحسنين) والصحيح
ما أثبتناه في المتن:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء (ره): فقد.
(3) في نسخة الشيخ شير محمد (ره) يتصل أنه. والصحيح ما أثبتناه في المتن
33

لا، قد بني عليه أسطوانة مع بني عمه فتعظم مصيبتي واشتد حزني ولا أرى
لدعائي إجابة ولا لمسألتي نجحا فضاق بذلك ذري وكبر سني (1) ورق
عظمي وصرت إلى حد الياس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري قالت:
ثم إني دخلت على بي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وكان عليلا فلما
سألته عن حاله ودعوت له وهممت الانصراف قال لي: يا أم داود - ما الذي
بلغك عن داود؟ - (2) وكنت قد أرضعت جعفر بن محمد بلبنه - فلما ذكره
لي بكيت وقلت: جعلت فداك أين داود؟ داود محتبس في العراق وقد
انقطع عني خبره ويئست من الاجتماع معه وأني لشديدة الشوق إليه والتلهف
عليه وأنا أسألك الدعاء له فإنه أخوك من الرضاعة قالت: فقال لي أبو
عبد الله: يا أم داود فأين أنت عن دعاء الاستفتاح والإجابة والنجاح؟
وهو الدعاء الذي يفتح الله عز وجل له أبواب السماء وتتلقى الملائكة
وتبشر بالإجابة وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عز وجل
ولا لصاحبه عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنة قالت: قلت: وكيف
لي يا بن الأطهار الصادقين؟ قال يا أم داود: فقد دنى هذا الشهر الحرام
- يريد عليه السلام شهر رجب - وهو شهر مبارك عظيم الحرمة مسموع
الدعاء فيه فصومي منه ثلاثة أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي
الأيام البيض ثم اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال الشمس وصلي الزوال ثمان
ركعات ترسلين فيهن وتحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن تقرأ في الركعة

(1) كذا أثبت في نسخة مكتبة كاشف الغطاء وفي نسخة الشيخ
شير محمد: ذرعتي وكبرت سني. يقال: ضقت بالأمر ذرعا أي لم أقدر
عليه، والصحيح ما في نسخة مكتبة كاشف الغطاء.
(2) ما بين الخطين سقط عن نسخة الشيخ شير محمد (ره) إلا أن نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام ونسخة مكتبة كاشف الغطاء أثبتناه.
34

الأولى بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد
وفي الست البواقي من السور القصار ما أحببت ثم تصلين الظهر ثم تركعين
بعد الظهر ثمان ركعات تحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن ولتكن
صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف على حصير نظيف واستعملي
الطيب فإنه تحبه الملائكة واجتهدي ان لا يدخل عليك أحد يكلمك أو
يشغلك - الباقي ذكر في كتاب عمل السنة (1) ما كتبت هاهنا من أراد أن
يكتب فليكتب من عمل السنة - فإذا فرغت من الدعاء فاسجدي على الأرض
وعفري خديك على الأرض وقولي: (لك سجدت وبك آمنت
فارحم ذلي وفاقتي وكبوتي لوجهي) وأجهدي أن تسيح عيناك
ولو مقدار رأس الذباب دموعا فإنه آية إجابة هذا الدعاء حرقة القلب
وانسكاب العبرة فاحفظي ما علمتك ثم احذري أن يخرج عن يديك إلى يد
غيرك ممن يدعو به لغير حق فإنه دعاء شريف وفيه اسم الله الأعظم الذي
إذا دعى به أجاب وأعطى ولو أن السماوات والأرض كانتا رتقا والبحار
بأجمعها من دونها وكان ذلك كله بينك وبين (2) حاجتك يسهل (3)
الله عز وجل الوصول إلى ما تريدين وأعطاك طلبتك وقضى لك حاجتك
وبلغك آمالك ولكل من دعا بهذا الدعاء الإجابة من الله تعالى ذكرا كان
أو أنثى ولو أن الجن والإنس أعداء لولدك لكفاك الله مؤنتهم وأخرس

(1) أقول: هكذا في جميع النسخ التي رأيتها والظاهر أن المراد منه
هو كتاب السنة الذي عده النجاشي عند تعرضه لترجمة المصنف (ره)
من كتبه الثلاثمائة التي انقطع خبر أكثرها عن ورثه الأنبياء والعلماء كما
يظهر ذلك مما نقلناه عن الشيخ الحر (ره) في المقدمة:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: وكان كل ذلك بينك وبين:
(3) في نسخة مكتبة الغطاء: لسهل:
35

عنك ألسنتهم وذلل لك رقابهم إن شاء الله قالت أم داود: فكتب لي
هذا الدعاء وانصرفت (1) منزلي (2) ودخل شهر رجب فتوخيت الأيام
وصمتها ودعوت كما أمرني وصليت المغرب والعشاء الآخرة وأفطرت ثم
صليت من الليل ما سنح لي مرتب في ليلي ورأيت في نومي كما (3) صليت عليه
من الملائكة والأنبياء والشهداء والابدال والعباد ورأيت النبي صلى الله عليه وآله
فإذا هو يقول لي: يا بينة يا أم داود أبشري فكل من ترين أعوانك
وإخوانك وشفعائك وكل من ترين يستغفرون لك ويبشرونك بنجح حاجتك
فأبشري بمغفرة الله ورضوانه فجزيت خيرا عن نفسك وابشري بحفظ الله
لولدك ورده عليك إن شاء الله.
قالت أم داود: فانتبهت عن نومي فوالله ما مكثت بعد ذلك إلا
مقدار مسافة الطريق من العراق للراكب المجد المسرع حتى قدم علي داود
فقال يا أماه: إني لمحتبس بالعراق في أضيق المحابس وعلي ثقل الحديد
وأنا في حال اليأس من الخلاص إذ نمت في ليلة النصف من رجب فرأيت
الدنيا قد خفضت لي حتى رأيتك في حصير في صلاتك وحولك رجال
رؤسهم في السماء وأرجلهم في الأرض عليهم ثياب خضر يسبحون من
حولك وقال قائل جميل الوجه حلية النبي صلى الله عليه وآله نظيف الثوب
طيب الريح حسن الكلام فقال: يا ابن العجوز الصالحة ابشر فقد أجاب

(1) في نسخة السيد أبي القاسم الأصفهاني النجفي (ره): وانصرفت
إلى منزلي:
(2) في كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس (ره) ص 153 المطبوع
في عام 1314 لم يذكر: منزلي، وإنما فيه: فكتب هذا الدعاء وانصرفت
(3) الظاهر أن الصحيح: كل من صليت عليهم، كما في الاقبال الصفحة 153.
36

الله عز وجل دعاء أمك فانتبهت فإذا أنا برسول أبي الدوانيق فأدخلت
عليه من الليل فأمر بفك حديدي والاحسان إلى وأمر لي بعشرة آلاف درهم
وأنا أحمل على نجيب واستسعى باشد السير فأسرعت حتى دخلت إلى
المدينة قالت أم داود: فمضيت به إلى به أبي عبد الله عليه السلام فسلم
عليه وحدثه بحديثه فقال له الصادق عليه السلام: ان أبا الدوانيق رأى
في النوم عليا عليه السلام يقول له: أطلق ولدي وإلا لألقينك في النار
ورأي كأن تحت قدميه النيران فاستيقظ وقد سقط في يده (1) فأطلقك (2).
15 - حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الحاجم قال: حدثنا أحمد بن
إدريس عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا إسماعيل بن مهران
وحدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم
ابن أبي مسروق النهدي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران عن محمد بن يزيد
عن سفيان الثوري قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن
أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أخيه الحسن بن علي عن علي بن
أبي طالب عليهم السلام قال: من صام يوما من رجب في أوله أو في

(1) في كتاب الاقبال، أسقط: في يديه. ولعله هو الأصح.
(2) أورد السيد ابن طاووس في كتاب الاقبال في أعمال شهر رجب
رواية دعاء أم داود عن خلق كثير بطرقهم المؤتلفة والمختلفة ووصفه بأنه
دعاء جليل مشهور بين أهل الروايات وذكر الدعاء في خلال الحديث
وعباراته قريبة مما هنا ثم ذكر الزيادة على ما هنا وانه لا يختص الدعاء
بهذا الدعاء بنصف رجب بل يدعى به في عرفة وفي كل شهر إذا أراد
ذلك صام الأيام البيض ثم ذكر ما اشتمل عليه الدعاء من الآيات والمعجزات
والكرامات وللعنايات من ص 146 - 156 والشيخ في مصباح المتهجدين
تعرض لذكر الدعاء فقط في أعمال شهر رجب، رواه المجلسي في باب شهر
رجب من كتاب بحار الأنوار ج 97 ص 42 - 46 عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة
37

وسطه أو في آخره غفر له ما تقدم ذنبه وما تأخر ومن صام ثلاثة أيام
من رجب في أوله وثلاثة أيام في وسطه وثلاثة أيام في آخره غفر له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر ومن أحيى ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار وقبل
شفاعته في سبعين الف رجل من المذنبين ومن تصدق بصدقة في رجب
ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنة من الثواب مالا عين رأت
ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (1).
16 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال: حدثنا
محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه
الحسين بن يزيد النوفلي قال: سمعت مالك بن أنس الفقيه يقول: والله
ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد زهدا وفضلا وعبادة وورعا فكنت أقصده فيكرمني ويقبل علي فقلت له يوما يا ابن رسول الله ما ثواب من صام
يوما من رجب ايمانا واحتسابا؟ قال - وكان والله إذا قال صدق -:
حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من صام يوما من رجب ايمانا واحتسابا غفر له فقلت له: يا بن
رسول الله فما ثواب من صام يوما من شعبان؟ قال: حدثني أبي عن
أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صام يوما
من شعبان ايمانا واحتسابا غفر له (2).

(1) أخرجه في الوسائل عن المجالس وكتاب فضائل رجب في
الباب 26 من أبواب الصوم المندوب الحديث 10 الصفحة 354 من الجزء 7
من الطبعة الحديثة.
(2) أورده في الوسائل عن مالك بن أنس ذيله من قوله: من صام يوما من
رجب الخ عن المجالس وكتاب فضائل رجب في الباب 26 الحديث 11 في ص 354
من الجزء 7 ورواه المجلسي (ره) في بحار الأنوار الجزء 97 ص 34 عن أمالي الصدوق
38

17 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري العطار قال:
حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان قال:
حدثنا علي بن نعمان قال: حدثنا عبد الله بن طائي عن الصادق جعفر بن
محمد عليهما السلام قال: من صام سبعة وعشرين من رجب كتب له أجر صيام سبعين سنة (1).
18 - حدثنا عثمان بن عبد الله بن تميم القزويني قال: حدثنا أبي
قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن عبد السلام بن صالح الهروي
قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام: من صام أول يوم من
رجب رضي الله عنه يوم يلقاه ومن صام يومين من رجب رضي الله عنه يوم
يلقاه ومن صام ثلاثة أيام من رجب رضي الله عنه وأرضاه وأرضى عنه
خصمائه يوم يلقاه ومن صام سبعة أيام من رجب فتحت أبواب السماوات
السبع بروحه إذا مات حتى يصل إلى الملكوت الأعلى ومن صام ثمانية أيام
من رجب فتحت له أبواب الجنة الثمانية ومن صام من رجب خمسة عشر
يوما قضى الله عز وجل له كل حاجة إلا أن يسأله في مأثم أو في قطيعة
رحم ومن صام شهر رجب كله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه واعتق
من النار وأدخل الجنة مع المصطفين الأخيار (2).

(1) أورده في الوسائل بهذا المضمون عن المجالس في الباب 15
من أبواب الصوم المندوب الحديث 3 في ص 330 من الجزء 7.
(2) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 355 عن كتاب فضائل رجب
في الباب 26 من أبواب الصوم المندوب الحديث 13 وفيه: تميم بن
عبد الله بن تميم عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن عبد الله بن صالح الهروي.
39

تم كتاب فضائل رجب بحمد الله ومنه وصلى الله
على محمد وآله وسلم يقول المحتاج إلى رحمة ربه
المنان ميرزا غلام الرضا عرفانيان الخراساني
هذا تمام ما في النسخة التي
نسخت هذه النسخة منها
والحمد لله تعالى
15 شهر شوال
1388 ه‍
40

كتاب
فضائل شهر شعبان للشيخ الصدوق
رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي
ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
رضي الله عنه يعد من
أصول الحديث للإمامية أعلى الله
كلمتهم
41

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب فضائل شعبان
19 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
رضي الله عنه قال: حدثنا أبي رحمه الله عن أحمد بن إدريس قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن
فضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: صيام شهر
رمضان ذخر للعبد يوم القيامة وما من عبد يكثر الصيام في شعبان إلا
أصلح الله أمر معيشته وكفاه شر عدوه وان أدنى ما يكون لمن يصوم يوما من شعبان أن تجب له الجنة (1). 20 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم عن
محمد بن علي الكوفي عن نصر بن مزاحم عن أبي عبد الرحمن المسعودي عن

(1) أورده في الوسائل عن المجالس وكتاب فضائل شعبان في الحديث
الرابع والعشرين من الباب التاسع والعشرين من أبواب الصوم المندوب
من كتا ب الصوم ص 375 من الجزء 7 وفيه: صيام شعبان ذخر وفيه أيضا:
أصلح الله له أمر... راجع المجالس ص 11 المجلس 15. أقول:
الصحيح صيام شعبان كما في الكتب المذكورة وفي النسخة المخطوطة في
خزانة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامة في النجف تحت الرقم
872 / 5:
43

العلاء بن يزيد العرني قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:
حدثني أبي عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله فمن صام يوما من شهري كنت شفيعه يوم
القيامة ومن صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له استأنف العمل ومن صام شهر
رمضان يحفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس غفر الله له ذنوبه ما تقدم
منها وما تأخر وأعتقه من النار وأحله دار القرار وقبل شفاعته في عدد
رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد (1). 21 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أحمد
ابن محمد الهمداني قال أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال
سمعت علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: من استغفر الله تبارك

(1) أورده في الوسائل عن الكتابين المتقدمين في الحديث 25 من
ذاك الباب وتلك الأبواب ونفس الكتاب في الصفحة 375 و 376 من
الجزء 7 وفيه: العلاء بن يزيد القرشي وذكر الحديث إلى قوله: استأنف
العمل. والبقية ذكرها الفاضل ميرزا عبد الرحيم الرباني في الذيل عن
كتاب فضائل شعبان المخطوط الموجود عنده كما هنا وقد غفل عن أن
الوسائل ذكر البقية في ص 174 من الجزء 7 الحديث الثامن من الباب
الأول من أبواب أحكام شهر رمضان وذكر أوله أيضا عن كتاب الاقبال
لعلي بن موسى بن طاوس بعدة أسانيد له إلى الصادق عليه السلام في الحديث 24
من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب إلى قوله: استأنف العمل في
ص 366 راجع المجالس المجلس السادس الصفحة 13:
44

وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم (1).
22 - وبهذا الاسناد قال: سألت علي بن موسى الرضا عليه السلام عن
ليلة النصف من شعبان قال: هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار ويغفر
الذنوب فيها قلت هل جعل فيها صلاة زيادة على سائر الليالي؟ فقال ليس
فيها شئ موظف ولكن إن أحببت أن تطوع فيها بشئ فعليك بصلاة
جعفر بن أبي طالب وأكثر فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار
والدعاء فان أبي عليه السلام كان يقول: الدعاء فيها مستجاب قلت له: إن
الناس يقولون انها ليلة الصكاك فقال عليه السلام: تلك ليلة القدر في شهر رمضان (2).

(1) روى في الوسائل ص 380 من الجزء 7 هذا السند عن المجالس
وعيون اخبار الرضا وكتاب فضائل شعبان في كتاب الصوم الباب 30 من
أبواب الصوم المندوب الحديث 5 وفيه: علي بن الحسن بن فضال وفيه:
في كل يوم من شعبان سبعين مرة غفر الله له الخ المجالس ص 11 المجلس 5
وعيون أخبار الرضا عليه السلام في ص 161 وفي العيون: من استغفر الله
تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة والصحيح ما في الوسائل من اثبات كلمة
كل يوم من شعبان بقرينة ما في الحديث المرقم 34 الحديث 6 ولم يذكره الوسائل
وكذلك ما رواه فيه بسند غير السندين ينتهي إليه عليه السلام في الباب 31
الحديث 212.
(2) أورده في الوسائل عن العيون والأمالي (المجالس) وكتاب فضائل شعبان في الباب 7 من أبواب صلاة جعفر (ع) من كتاب الصلاة
الجزء 5 ص 202.
45

23 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال:
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله عن أبيه
عن وهب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام
قال: كان علي عليه السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة: أول
ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان (1).
24 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد المعادي قال: حدثنا محمد بن
الحسين قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي قال: حدثنا الحسن
ابن محمد المروي عن أبيه عن يحيى بن عباس قال: حدثنا علي بن عاصم
الواسطي قال: أخبرني عطا بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تذاكروا عنده فضائل شعبان
فقال شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه وهو شهر
يزاد فيه أرزاق المؤمنين وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين والسيئة
محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده
وينظر إلى صيامه وصوامه وقوامه وقيامه فيباهي به حملة العرش فقام علي
ابن أبي طالب عليه السلام فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا
من فضائله لتزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عز وجل فيه

(1) رواه في الوسائل الجزء 5 ص 138 عن عبد الله بن جعفر في
قرب الإسناد عن السندي بن محمد عن وهب بن وهب القرشي عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن علي عليه السلام قال: كان الخ في الحديث الثالث من
الباب 35 من أبواب صلاة العيد ثم قال: ورواه الشيخ في المصباح عن وهب بن
وهب وروى نفس المضمون عن المصباح بسندين في الحديث 9 من الباب 8
من أبواب بقية الصلوات المندوبة من كتاب الصلاة الجزء الخامس الصفحة
240 - 241 من الطبعة الحديثة،
46

فقال النبي صلى الله عليه وآله:
من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة تعدل
عبادة سنة:
ومن صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة.
ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعين درجة في الجنان من
در وياقوت:
ومن صام أربعة من شعبان وسع عليه في الرزق.
ومن صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد
أيام من شعبان حبب إلى العباد.
ومن صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لولا من البلاء.
ومن صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده دهر وعمره:
ومن صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من
حياض القدس.
ومن صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما
يسألانه.
ومن صام عشرة أيام من شعبان وسع الله عليه قبره سبعين ذراعا.
ومن صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره إحدى عشرة
منارة من نور.
ومن صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون
الف ملك إلى النفخ في الصور:
ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له ملائكة سبع
سماوات،
ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت الدواب والسباع حتى الحيتان في البحور ان يستغفروا له:
47

ومن صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة لا أحرقك بالنار.
ومن صام ستة عشر يوما من شعبان أطفئ (1) عنه سبعون بحرا من النيران.
ومن صام سبعة عشر يوما من شعبان أغلقت عنه أبواب النيران كلها.
ومن صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها.
زمن صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطى سبعين الف قصر من
لجنان من در وياقوت ومن صام وعشرين يوما من شعبان زوج سبعين
الف زوجة من الحور العين:
ومن صام أحد وعشر يوما من شعبان رحبت له الملائكة ومسحته
بأجنحتها.
ومن صام اثنين وعشرين يوما من شعبان كسي سبعين حلة من سندس وإستبرق.
ومن صام ثلاثة وعشرين يوما من شعبان أتي بدابة من نور حين
(عند خ ل) خروجه من قبره فيركبها طيارا إلى الجنة.
ومن صام أربعة وعشرين يوما من شعبان أعطي براءة من النفاق:
ومن صام خمسة وعشرين يوما من شعبان شفع في سبعين الف من
أهل توحيد:
ومن صام ستة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له جوازا على
الصراط.

(1) في نسخة الشيخ شير محمد (أظفى) بالظاء المعجمة والظاهر أنه
غلط كما يشهد له المعنى وما في النسخة المخطوطة لمكتبة أمير المؤمنين عليه السلام
العامة في النجف وبحار الأنوار الجزء 97 ص 70:
48

ومن صام سبعة وعشرين يوما من شعبان كتب له براءة من النار
ومن صام ثمانية وعشرين يوما من شعبان يهلل وجهه يوم القيامة
ومن صام تسعة وعشرين يوما من شعبان نال رضوان الله الأكبر
ومن صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام العرش
يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى وتقدم من ذنوبك
والجليل عز وجل يقول: لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الأمطار
وورق الأشجار وعدد الرمل والثرى وأيام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على
الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان قال ابن عباس: هذا لشهر شعبان (1).
25 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن نوح بن شعيب النيسابوري عن عبد الله بن
عبد الله الدهقان عن عروة ابن أخي (2) شعيب العقرقوفي عن شعيب عن أبي بصير
قال: سمعت الصادق عليه السلام يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه أيكم يصوم الدهر فقال
سلمان: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فأيكم يحيى الليل
فقال سلمان: أنا يا رسول الله قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم فقال
سلمان أنا يا رسول الله فغضب بعض أصحابه فقال يا رسول الله: إن سلمان
رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت: أيكم يصوم الدهر
فقال: أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت: أيكم يحيى الليل فقال: أنا وهو أكثر ليلة

(1) أخرجه في الوسائل عن المجالس وكتاب فضائل شعبان في الحديث 9
من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب من الجزء 7 ص 370 وفي بحار
الأنوار الجزء 97 ص 70
تقديم وتأخير في ثواب صوم أربعة وعشرين
وخمسة وعشرين.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء (ره) ابن أبي شعيب:
49

ينام وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم فقال: أنا وهو أكثر نهاره صامت
فقال النبي صلى الله عليه وآله: مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله
فإنه ينبئك فقال الرجل لسلمان يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم
الدهر قال: نعم فقال رأيتك في أكثر نهارك تأكل فقال ليس حيث تذهب
إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر فقال: أليس زعمت أنك
تحيي الليل فقال: نعم فقال: أنت أكثر ليلك نائم فقال: ليس حيث تذهب
ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من نام على طهر فكأنما
أحي الليل كله وأنا أبيت على طهر فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن
في كل يوم قال: نعم قال: فإنك أيامك صامت فقال: ليس حيث تذهب
ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب
يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ
ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد
ختم القرآن ومن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ومن أحبك بلسانه
وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد
استكمل الايمان والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة
أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار وأنا اقرأ قل هو الله أحد في كل يوم
ثلاث مرات فقام وكأنه ألقم حجرا (1).

(1) أورد في الوسائل الجزء 7 ص 308 - 307 صدره باختلاف
جزئي عن معاني الأخبار والمجالس في الحديث 12 من الباب 7 من أبواب
الصوم المندوب وعنهما في الحديث الثالث من الباب 9 من أبواب الوضوء
من الجزء 1 ص 266 هذه القطعة: من باب على طهر فكأنما أحيى الليل
وفي الجزء 7 ص 379 عن كتاب فضائل شعبان في الحديث 26 من
الباب 29 منها والحديث بطوله مذكور في معاني الأخبار: باب معني
قول سلمان رضي الله عنه: ص 234 باختلاف في السند ويظن السقط
فيه هناك ولا بد من المراجعة والفحص ومذكور في المجالس ص 21 المجلس
التاسع وفيه: عبيد الله بن عبد الله الدهقان:
50

26 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن
محمد بن الحسين قال: حدثنا يزيد بن سنان المبصري (1) نزيل مصر قال:
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا ثابت بن قيس العمري قال:
حدثني أبو سعيد المقري قال: حدثني أسامة بن زيد قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله يصوم الأيام حتى يقال: لا يفطر ويفطر حتى يقال:
لا يصوم قلت رأيته يصوم من شهر ما لا يصوم في شئ من الشهور؟ قال:
نعم قلت أي الشهور؟ قال: شهر شعبان كان يقول: هو شهر يغفل الناس
عنه بين رجب وشهر رمضان وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
جل جلاله فأحب أن يرفع لي عملي وأنا صائم (2).
27 - حدثنا محمد بن الحسن رحمة الله عليه قال: حدثنا الحسين بن
الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن
أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان
وشهر رمضان يصلهما وينهي الناس أن يصلوهما وكان يقول هما شهر الله

(1) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام البصري، وكذا في نسخة
مكتبة كاشف الغطاء:
(2) أورده في الوسائل عن ثواب الأعمال وكتاب فضائل شعبان في
الحديث الرابع عشر من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب الجزء 7
ص 373:
51

وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب (1):
28 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن
أبي نجران عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
صوم شعبان كان أحد من آبائك يصومه؟ فقال كان خير آبائي رسول الله
صلى الله عليه وآله كان أكثر صيامه في شعبان (2).
29 - حدثنا محمد بن أبي علي بن إسحاق قال: حدثنا حامد بن
شعيب قال: حدثنا شريح بن يوسف قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن
عن زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن صوم رجب
قال: وأين أنتم عن شعبان (3):

(1) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 369 عن الكافي والفقيه وكتاب
فضائل شعبان وثواب الأعمال والتهذيب والاستبصار في الحديث الخامس
من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب،
(2) أورده في الوسائل الجزء 7 ص 394 عن ثواب الأعمال وكتاب
فضائل شعبان والتهذيب في الحديث 16 من الباب 28 من أبواب الصوم
المندوب.
(3) أورده في الوسائل الجزء 7 مرتين تارة عن كتاب فضائل شعبان
في الحديث 11 من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب ص 363. وفيه:
عن أحمد بن محمد بن إسحاق عن حامد بن شعيب عن شريح بن يونس عن
وكيع عن سفيان عن زيد بن مسلم إلى أن قال: وأين عن شعبان وأخرى
عن ثواب الأعمال وكتاب فضائل شعبان في الحديث الثالث عشر من
الباب 29 من تلك الأبواب ص 372 - 373: عن محمد بن إبراهيم عن
حامد بن شعيب عن شريح بن يونس عن وكيع عن سفيان عن زيد بن
أسلم إلى أن قال: أين أنتم عن شعبان ثم قال: وفي نسخة: ألا أن
شعبان شهري ومن أعانني على شهري أعانه الله والصحيح اثبات قوله:
أنتم كما أن الظاهر سقوط لفظة صوم قبل شعبان ويؤيد ذلك ما في 7 / 30
من أبواب الصوم المندوب ص 380 حيث قال: فقال: أين أنتم عن
صوم شعبان.
52

30 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن
عبد الله عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن
سعد بن إبراهيم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
صوم الثلثين وصوم اتباعه صوم شعبان شهرين متتابعين توبة من الله والله (1):
31 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن محمد الكوفي عن
علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: من صام أول يوم من شعبان وجبت له الرحمة ومن
صام يومين من شعبان وجبت له الرحمة والمغفرة والكرامة من الله عز وجل
يوم القيامة ومن صام شهر رمضان وجبت له الرحمة ومن صام ثلاثة
أيام من آخر شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان كتب الله له صوم شهرين
متتابعين ومن صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا خرج من الذنوب كيوم
ولدته أمه ثم قال عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام ان
.

(1) أورده في الوسائل عن ثواب الأعمال وكتاب فضائل شعبان في
الحديث 17 من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب الجزء 7 ص 374
وفيه عن إبراهيم بن نعيم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن صوم ثلاثين يوما وصوم رمضان شهرين متتابعين توبة من الله وفي
كتاب بحار الأنوار الجزء 97 ص 79: سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر البزنطي الخ.
53

رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله
ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده الله ومن حضر الجمعة مع المسلمين
فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله
ومن ذكرت عنه فصلى علي فلم يغفر له فأبعده الله قيل يا رسول الله:
كيف يصلي عليك ولا يغفر له؟ فقال: إن العبد إذا صلى علي ولم يصل
على آلي تلك الصلاة فضرب بها وجهه وإذا صلى علي وعلى آلي غفر له (1)
32 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن أبيه عن جده عن ابن فضال عن مروان بن مسلم (2) (سلم)
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: شعبان شهري ورمضان شهر الله فمن صام
من شهري يوما وجبت له الجنة ومن صام منه يومين كان من رفقاء النبيين
والصديقين يوم القيامة ومن صام الشهر كله ووصله بشهر رمضان كان
ذلك توبة له من كل ذنب صغير أو كبير ولو من دم حرام (3).

(1) يأتي هذا الحديث في فضائل شهر رمضان بعين السند ولكن
مع زيادة ونقيصة في المتن تحت الرقم 109 وذكر في الوسائل بعضه عن
كتاب فضائل شعبان بعين السند في الحديث 27 من الباب 29 من أبواب
الصوم المندوب وأسقط بعضا آخر اختصارا (الجزء 7 ص 376).
(2) كذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين وأيضا في نسخة مكتبة
كاشف الغطاء.
(3) يأتي في فضائل شهر رمضان تلو الحديث المتقدم كما يأتي بهذا
السند تحت الرقم 110 عن ابن فضال عن هارون بن مسلم عن الصادق
جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام والصحيح الأوضح ما هناك متنا
وسندا فراجع وأورده في الوسائل عن كتاب فضائل شعبان في الحديث
28 من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب الجزء 7 ص 377.
54

33 - حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى (1)
قال: حدثني أحمد بن عبد الله الكوفي عن سليمان المروزي عن الرضا علي بن
موسى صلوات الله عليه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر
الصيام في شعبان ولقد كانت نسائه إذا كان عليهن صوم أخرنه إلى شعبان
مخافة أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله حاجته وكان عليه السلام يقول:
شعبان شهري وهو أفضل الشهور بعد شهر رمضان فمن صام فيه يوما كنت
شفيعه يوم القيامة ومن صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفرت له ذنوبه
ما تقدم منها وما تأخر وأن الصائم لا يجري عليه القلم حتى يفطر ما لم يأت
بشئ ينقض وأن الحاج لا يجري عليه القلم حتى يجرع ما لم يكن يأت على
حرام وأن الصبي لا يجري عليه القلم حتى يبلغ وأن المجاهد في سبيل الله
لا يجري عليه القلم حتى يعود إلى منزله ما لم يأت بشئ يبطل جهاده وأن
المجنون لا يجري عليه القلم حتى يفيق وأن المريض لا يجري عليه القلم
حتى يصح ثم قال عليه السلام: إن مبايعة الله رخيصة فاشتروها قبل أن
تغلو (2).

(1) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام وكذا في نسخة مكتبة
كاشف الغطاء قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا محمد بن زكريا
قال: حدثني أحمد بن عبد الله الكوفي الخ:
(2) يأتي أيضا باختلاف في السند والمتن صدرا في فضائل شهر رمضان تلو الحديثين المتقدمين تحت الرقم 111 والصحيح الأتم في السند ما هناك فراجع وفي الوسائل أورد صدره إلى قوله: شعبان شهري عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال والتهذيب في الحديث الثاني من الباب 28
من أبواب الصوم المندوب الجزء 7 ص 260 وأورد قسما من أواسطه عن
كتاب فضائل شهر شعبان في الحديث 34 من الباب 1 من أبواب الصوم
المندوب ص 296.
55

34 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال:
حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا إبراهيم بن ميمون قال:
حدثنا عنه عليه السلام: صوم شعبان كفارة الذنوب العظام حتى لو أن رجلا
بلي بدم حرام فصام من هذا الشهر أياما ومات رجوت له المغفرة قال:
قلت: فما أفضل الدعاء في هذا الشهر؟ فقال: الاستغفار، إن من
استغفر في شعبان كل يوم سبعين مرة كان كمن استغفر في غيره من الشهور
سبعين الف مرة قلت: فكيف أقول؟ قال: قل: استغفر الله واسأله
التوبة (1).
35 - حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني أحمد بن إدريس عن
محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن جمهور عن عبد الله
ابن عبد الرحمن عن محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة: (أستغفر الله الذي لا إله إلا
هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه) كتب في الأفق
المبين قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع بين يدي العرش فيها

(1) أورده في الوسائل الجزء 7 عن كتاب فضائل شعبان في الحديث 6
من الباب 30 من أبواب الصوم المندوب ص 380 وفيه: إبراهيم بن ميمون عنه قال: صوم شعبان الخ.
56

أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم (1):
36 - حدثني (2) أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله
عن علي بن أبي سليمان بن الزربي (الفروي) قال: حدثنا الحسن بن
محبوب عن عبد الله بن مرحوم الأزدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ومن صام
يومين نظر الله إليه في كل يوم وليلة في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة
ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه من جنته في كل يوم (3) قال:
أبو جعفر محمد بن علي مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه وأرضاه: يعني (4)
زيارة الله عز وجل زيارة حجج الله تعالى من زارهم فقد زار الله ومن

(1) أخرجه في الوسائل عن الخصال وثواب الأعمال وكتاب فضائل
شعبان في الحديث 4 من الباب 30 من أبواب الصوم المندوب (الجزء 7
ص 379).
(2) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: حدثنا.
(3) أورده في الوسائل الجزء 7 عن الفقيه وثواب الأعمال في الحديث
الثامن من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب ص 363 وبعد ذكر الحديث
نقل عن الصدوق: زيارة الله زيارة أنبيائه وحججه، من زارهم فقد
زار الله، وليس على ما تناوله المشبهة وفي الفقيه ص 56 من الجزء 2 من
طبعة النجف عام 1378 ه‍: زيارة الله زيارة أنبيائه وحججه صلوات الله
عليهم من زارهم فقد زار الله عز وجل كما أن من أطاعهم فقد أطاع الله
ومن عصاهم عصى الله ومن تابعهم فقد تابع الله عز وجل وليس ذلك
على ما يتأوله المشبهة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
(4) في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام: معنى
57

يكون له في الجنة من المحل ما يقدر على الارتفاع إلى درجة النبي والأئمة
صلوات الله عليهم حتى يزورهم فيها فمحله عظيم وزيارتهم زيارة الله كما
أن طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ومتابعتهم متابعة الله وليس ذلك
على ما يذكره أهل التشبيه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
37 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة
الكوفي رضي الله عنه قال: حدثنا جدي الحسين بن علي عن جده عبد الله
ابن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله شعبان شهري ورمضان
شهر الله وهو (1) ربيع الفقراء وإنما جعل الأضحى ليشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم (2).
38 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار قال: حدثنا العباس بن معروف قال: حدثنا علي بن مهزيار
عن الحسن بن سعيد عن زرعة عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان أبي عليه السلام يصل ما بينهما ويقول: صوم شهرين متتابعين
توبة من الله (3).

(1) يأتي في فضائل شهر رمضان ما ورد في معنى: أن الشتاء ربيع
المؤمن تحت الرقم 105.
(2) أخرجه في الوسائل الجزء 7 بسند آخر عن ثواب الأعمال وكتاب
فضائل شعبان في الحديث 12 من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب
ص 372.
(3) لا يخفي أن هذا الحديث وقع فيه سقط من قلم النساخ لأن
صاحب الوسائل نقل عن الفقيه باسناده عن زرعة عن المفضل عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يفصل ما بين شعبان وشهر رمضان
بيوم وكان علي بن الحسين عليهما السلام يصل ما بينهما ويقول: صوم
شهرين متتابعين توبة من الله، ثم أسنده إلى ثواب الأعمال عن محمد بن
الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن أخيه
الحسن عن زرعة، الحديث 6 من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب
من ج 7 ص 369 وفي الحديث 4 من هذا الباب نقل عن الكافي بسنده
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يصل ما بين
شعبان وشهر رمضان ويقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله ص 369
ونقل في الحديث 31 من الباب 28 عن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى
عين ما نقله عن الفقيه وثواب الأعمال ص 361 فيعلم من ذلك كله ما ذكرناه
من وقوع السقط هنا والله العالم.
58

39 - حدثنا علي بن إبراهيم (1) عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حفص
البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كن نساء النبي صلى الله عليه وآله
إذا كان عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان كراهية أن يمنعن رسول الله
صلى الله عليه وآله حاجته وإذا كان شعبان صمن وصام معهن قال: وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: شعبان شهري (2):

(1) هكذا أيضا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين ونسخة مكتبة كاشف
الغطاء، ولكن الظاهر وقوع السقط قبل: علي بن إبراهيم فان المصنف (ره)
لم تعهد روايته عنه بلا واسطة وإنما موارد رواياته عنه مع الواسطة كأحمد
ابن زياد بن جعفر الهمداني كما تقدم آنفا تحت الرقم 34 وكما يأتي تحت
الرقم 42.
(2) أخرجه في الوسائل الجزء 7 عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال
والتهذيب في الحديث الثاني من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب
ص 360 وأورده عن الكافي مختصرا في الحديث الرابع من الباب 27
من أبواب احكام شهر رمضان ص 252.
59

40 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا عن
عمر بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت: لأبي عبد الله عليه السلام:
هل صام أحد من آبائك شعبان؟ قال: خير آبائي رسول الله صلى الله
عليه وآله وكان يصومه (1).
41 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا
الحسين بن الحسن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن
سلمة صاحب السابري عن أبي الصباح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: صوم شعبان وشهر رمضان والله توبة من الله (2):
42 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام

(1) أخرجه في الوسائل ج 7 عن الكافي والتهذيب في الحديث 1
ص 360 وعنهما وثواب الأعمال في الحديث الثالث من الباب 28 من أبواب
الصوم المندوب ص 361 باختلاف جزئي في الموردين بحسب المتن:
(2) أخرجه في الوسائل الجزء 7 عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال
والمقنعة والتهذيبين وكتاب فضائل شعبان (على الاحتمال) في الحديث 1 من
الباب 29 من أبواب الصوم المندوب ص 368 ثم إن في الطبعة الحديثة من
الكافي ج 4 ص 92 وهو أصح الكتب: صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين
توبة من الله والله: وقريب من ذلك عبارة الفقيه ويؤكد ذلك ما رواه في
الوسائل ج 7 عن ثواب الأعمال في الحديث 18 من الباب 29 من تلك الأبواب ص 374:
60

قال: من صام ثلاثة أيام من شعبان وجبت له الجنة وكان رسول الله صلى الله
عليه وآله شفيعه يوم القيامة (1):
43 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام سمعت أبي قال:
كان أبي زين العابدين عليه السلام إذا هل شعبان جمع أصحابه فقال: معاشر أصحاب
أتدرون أي شهر هذا؟ هذا شهر شعبان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
شعبان شهري ألا فصوموا فيه محبة لنبيكم وتقربا إلى ربكم فوالذي نفس
علي بن الحسين بيده لسمعت أبى الحسين بن علي يقول: سمعت أمير المؤمنين
عليه السلام يقول: من صام شعبان محبة نبي الله عليه السلام وتقربا إلى الله
عز وجل أحبه الله عز وجل وقربه من كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة (2).
44 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان
عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أن كانت ليلة النصف
من شعبان ظنت الحميراء أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام إلى بعض
نسائه فدخلها من الغيرة ما لم تصبر حتى قامت وتلففت بشملة لها وأيم الله
ما كان خزا ولا ديباجا ولا كتانا ولا قطنا ولكن كان في سداه الشعر ولحمته
أو بار الإبل فقامت طلبت رسول الله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينما
هي كذلك إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا كالثوب الباسط

(1) أخرجه في الوسائل ج 7 عينا عن كتاب فضائل شعبان في
الحديث 13 من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب ص 364.
(2) أخرجه في الوسائل الجزء 7 (على نحو الاختصار مقتصرا بذكر
ذيله من قوله: من صام شعبان إلى آخره) عن كتاب فضائل شعبان في
الحديث 14 من الباب 28 من أبواب الصوم المندوب ص 364.
61

على وجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته وهو يقول: (سجد لك
سوادي وجناني وآمن بك فؤادي وهذه يداي وما جنيت
بهما على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر لي الذنب
العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم الا العظيم) ثم رفع رأسه
ثم عاد ساجدا فسمعته وهو يقول: (أعوذ بنور وجهك الذي
أضائت له السماوات والأرضون وتكشفت له الظلمات
وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجأة نقمتك
ومن تحويل عافيتك ومن زوال نعمتك اللهم أرزقني قلبا
تقيا نقيا من الشرك بريئا لا كافرا ولا شقيا) ثم وضع خده
على التراب ويقول: (أعفر وجهي في التراب وحق لي أن
أسجد لك) فلما همم الانصراف هرولت المرأة إلى فراشها فأتى رسول الله
صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وآله ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه الليلة النصف
من شعبان فيها يكتب آجال وفيها تقسم أرزاق وان الله عز وجل ليغفر
في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى بني كلب وينزل الله
عز وجل ملائكته إلى السماء الدنيا والى الأرض بمكة.
الصحيح عند أهل بيت عليهم السلام ان كتب الآجال وقسمة
الأرزاق يكون في ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان (1):

(1) ذكر في الوسائل الجزء 5 من الطبعة الحديثة ص 238 عن الفقيه
ما يوافق ويضاهي مقدارا من أواخر هذا الحديث في 1 / 8 من أبواب بقية
الصلوات المندوبة من كتاب الصلاة وذكر الشيخ الطوسي (ره) في مصباحه
ص 585 (في أعمال ليلة النصف من شعبان) بسنده إلى أبان بن تغلب
عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقارب القصة والفضل والدعاء وقريبا
منه ابن طاووس (ره) في إقباله ص 197 ورواه المجلسي (ره) في بحار
الأنوار الجزء 97 من الطبعة الحديثة ص 88 - 89 عن كتاب فضائل
الأشهر الثلاثة.
عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقارب القصة والفضل والدعاء وقريبا
منه ابن طاووس (ره) في إقباله ص 197 ورواه المجلسي (ره) في بحار الأنوار
الجزء 97 من الطبعة الحديثة ص 88 - 89 عن كتاب فضائل
الأشهر الثلاثة.
62

45 - حدثنا علي بن أحمد (ره) قال: حدثنا محمد بن هارون
الصوفي عن أبي تراب عبيد الله بن موسى الروياني عن عبد العظيم بن
عبد الله الحسني عن سهل بن سعد قال سمعت الرضا عليه السلام يقول:
الصوم للرؤية والفطر للرؤية وليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية وأفطر
قبل الرؤية للرؤية قال: فقلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله:
فما ترى في صوم يوم الشك فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه
عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليهم السلام: لان أصوم يوما من
شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان.
قال مصنف هذا الكتاب: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا
الاسناد ولم أسمعه إلا من علي بن أحمد (1):
46 - قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال حدثنا فرات
ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني
قال: حدثنا الحسن بن علي المعروف بأبي علي الشامي قال: حدثنا عبد الله
.

(1) روى ذيل هذا المتن بسند آخر يأتي تحت الرقم 99 وأخرج
في الوسائل هذا السند والمتن عن الفقيه وكتاب فضائل شعبان في كتاب
الصوم الجزء 7 في الباب السادس من أبواب وجوب الصوم ونيته الحديث 9
الصفحة 14 وفيه: محمد بن هارون عن أبي تراب عبد الله بن موسى
الروياني وأخرج السند الاخر الآتي عن كتاب فضائل شهر رمضان وغيره
كما يأتي
63

ابن سعيد الرمدقاني قال: حدثنا عبد الواحد بن عتاب قال: حدثنا عاصم
ابن سليمان قال: حدثنا خزيمي عن الضحاك عن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
شعبان شهري ورمضان شهر الله عز وجل فمن صام شهري كنت له شفيعا
يوم القيامة ومن صام شهر الله عز وجل أنس الله وحشته في قبره ووصل
وحدثه وخرج من قبره مبيضا وجهه أخذ الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتى
يقف بين يدي ربه عز وجل فيقول: عبدي فيقول: لبيك سيدي فيقول
عز وجل: صمت لي قال: فيقول: نعم يا سيدي فيقول تبارك وتعالى
خذوا بيد عبدي حتى تأتوا به: أنا أشفع لك اليوم قال: فيقول الله تعالى:
أما حقوقي فقد تركتها لعبدي وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه
حتى يرضى قال النبي صلى الله عليه وآله: فآخذ بيده حتى أنتهي به إلى
الصراط فأجده زحفا زلقا لا يثبت عليه أقدام الخاطئين فأخذ بيده فيقول لي
صاحب الصراط من هذا يا رسول الله فأقول: هذا فلان باسمه من أمتي
كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي وصام شهر ربه ابتغاء وعده
فيجوز الصراط بعفو الله عز وجل حتى ينتهي إلى باب الجنة فاستفتح له
فيقول رضوان ذلك اليوم أمرنا ان نفتح اليوم (1) لأمتك قال: ثم قال
أمير المؤمنين عليه السلام: صوموا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله
يكن لكم شفيعا وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم ومن وصلها

(1) لخصه في الوسائل عن كتاب فضائل شعبان في الحديث 29 من
الباب 29 من أبواب الصوم المندوب من الجزء 7 ص 377 وفيه: الحسن
ابن علي الشامي، وفيه. جرمي عن الضحاك. وفيه: يكن لكم شفيعا
يوم القيامة، وفيه: لتشربوا:
64

بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين (1):
47 - حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني في منزله
بسمرقند قال: أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد بن مرزوق السعراني (2)
قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الطائي قال: حدثنا عباد بن صهيب عن
هشام بن حيان عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قالت
عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه
وآله، قال: في هذه الليلة هبط علي، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي
يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر
ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد: عشر مرات
ثم يسجد ويقول: في سجوده: (اللهم لك سجد سوادي وجناني
وبياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم وانه لا يغفر
غيرك يا عظيم) فإذا فعل ذلك محي الله عز وجل اثنين وسبعين
الف سيئة وكتب له من الحسنات مثلها ومحي الله عز وجل عن والديه
سبعين الف سيئة (3).

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: الجنة:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: الشعراني
(3) أخرجه في الوسائل الجزء 5 عن كتاب فضائل شعبان ومصباح
المتهجد للشيخ الطوسي (ره) في الحديث 8 من أبواب بقية الصلوات
المندوبة من كتاب الصلاة ص 240 وفيه: عباد بن حبيب عن هشام بن
جبار وفيه: في ليلة النصف من شعبان وفيه: سجد لك سوادي وخيالي
وفيه: اغفر لي، وفيه: فإنه لا يغفره، وفيه محى الله عنه اثنتين
وسبعين الف...
65

46 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر بن بندار الشافعي قال: حدثنا
أبو العباس الحماري جعفر بن بندار الشافعي قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بمكة قال: حدثنا علي بن الأزهر الأهوازي
قال: حدثنا فضل بن عياض عن ليث عن نافع عن عمر بن حمر، أن
النبي صلى الله عليه وآله كان يصل شعبان بشهر رمضان (1)
49 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر بن بندار الشافعي قال: حدثنا أبو حامد
أحمد بن إسحاق الهروي قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهر الشهري
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكر قال: حدثنا عمرو بن
عبد الغفار قال: حدثنا سفيان الثوري عن صفوان بن سليمان عن عائشة
قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم في شهر أكثر ما كان
يصوم من شعبان (2)
50 - حدثنا أبو أحمد الحسين بن أحمد بن حمويه بن عبيد النيسابوري
الوراق قال: حدثنا محمد بن حمدون بن خالد قال: حدثنا الربيع بن سليمان
قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي لهيعة ومالك بن أنس وعمرو بن
الحرث أخبرنا النصر حدثني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عايشة زوجة
النبي صلى الله عليه وآله: قالت: ما رأيت رسول الله (ص) في شهر
أكثر صياما منه في شعبان (3):

(1) أخرجه في الوسائل الجزء 7 عن كتاب فضائل شعبان في الحديث 30
من الباب 29 من أبواب الصوم المندوب ص 377 وفيه: محمد بن جعفر بن
بندار عن المحمادي وفيه أيضا: ليث بن نافع عن أبن عمر أن النبي..
(2) أخرجهما في الوسائل الجزء 7 بحذف السند عن كتاب
فضائل شعبان في الحديث 15 من أحاديث الباب 28 من أبواب الصوم
المندوب ص 364 والمجلسي (ره) أوردهما عن كتاب فضائل الأشهر
الثلاثة في الجزء 97 ص 84 - 83 من كتاب بحار الأنوار الطبعة الحديثة
بعين السند واختلاف جزئي متنا في الحديث الأول وباختلاف في صدر
السند في الحديث الثاني وهو: عن أبي نصر أحمد بن الحسين بن أحمد
ابن حمويه بن عبيد الله النيسابوري الوراق وفيه: النضر بدل النصر وفي
متن ما قبله: (أكثر مما كان يصوم في) وأضافه المصحح من الأصل:
(3) تقدم آنفا تحت رقم 2.
66

تم كتاب فضائل شعبان بحمد الله وحسن توفيقه وصلواته على نبيه
محمد وعترته الطاهرين كتبه بيمناه الوازرة الشيخ ميرزا غلام الرضا عرفانيان
في تاريخ 13 / 1 / 1389 ه‍.
67

كتاب
فضائل شهر رمضان للشيخ الصدوق
رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي
ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
رضي الله عنه يعد من
أصول الحديث للإمامية أعلى الله
كلمتهم
70

كتاب فضائل شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
51 - أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه الفقيه رضي الله عنه قال: حدثنا أبي رحمه الله عن محمد بن يحيى
العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب
عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله
عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها
الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر وهو شهر رمضان
فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة
سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال
الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل ومن أدى فيه
فريضة من فرائض الله كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور
وهو شهر الصبر وأن الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المساواة (المساواة) (1)
وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمنين ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له
بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى فقيل له يا رسول الله:
ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما فقال: ان الله تعالى كريم يعطي هذا

(1) هكذا في ثواب الأعمال وغيره:
71

الثواب منكم من لا يقدر إلا على مذقة من لبن ففطر بها صائما أو شربة
من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن
مملوكه خفف الله عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره
إجابة وعتق من النار ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون
الله تعالى بهما وخصلتين لا غنى بكم عنهما أما اللتان ترضون الله تعالى بهما
فشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله واما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون
الله حوائجكم والجنة وتسألون فيه العافية وتتعوذون من النار (1):
52 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور عن محمد بن زياد عمن (2) سمع
(عن مسمع) عن محمد بن مسلم السقفي يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن
علي الباقر عليه السلام يقول: إن لله تعالى ملائكة موكلين بالصائمين
يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره، وينادون الصائمين
كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد الله فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا

(1) رواه في كتاب ثواب الأعمال تحت عنوان: ثواب فضل شهر
رمضان وثواب صيامه ويأتي ذكره بسندين آخرين تحت الرقم 132 - 133
والفرق هنا وهناك في المتن جزئي وذكر صدره في وسائل الشيعة الجزء 7
ص 172 عن المشايخ الثلاثة في الحديث الثاني من الباب الأول من أبواب
أحكام شهر رمضان وجميعه باسقاط شطر من وسطه في ص 222 في
الحديث 10 من الباب 18 من تلك الأبواب عنهم وعن فضائل شهر رمضان
وثواب الأعمال والخصال والمقنعة وأورد قطعة من وسطه عن المحاسن والمشايخ
الثلاثة والمجالس وثواب الأعمال في الحديث 1 من الباب 3 من أبواب آداب الصائم ص 99.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن سميع.
72

بوركتم وبورك فيكم، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادى: أبشروا
عباد الله غفر لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون (1).
53 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رض) قال حدثنا أحمد بن
محمد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن
أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليه وعليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن شهر رمضان شهر عظيم
يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات من
تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له ومن أحسن فيه إلى ما ملكت
يمينه غفر الله له ثم قال عليه السلام إن شهركم هذا ليس كالشهور إذا
اقبل إليكم اقبل بالبركة والرحمة وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا
شهر الحسنات فيه مضاعفة وأعمال الخير فيه مقبولة ومن صلى منكم في هذا
الشهر لله عز وجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له ثم قال عليه السلام
إن الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه فحينئذ
يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم (2):

(1) ذكره في الوسائل ج 7 ص 176 عن المجالس بسنده عن محمد
ابن زياد عن رجل عن محمد بن مسلم الحديث 10 من الباب الأول من أبواب
احكام شهر رمضان وفيه: تستشبعون، على نسخة وفيه: نادوهم:
أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم - وما في الوسائل أتم صناعة وقاعدة.
(2) أخرجه في الوسائل عن عيون أخبار الرضا عليه السلام والمجالس
وكتاب فضائل شهر رمضان في ح 19 ب 18 من أبواب احكام شهر رمضان
وفيه بعد قوله: ما ملكت يمينه غفر الله له: ومن حسن فيه خلقه غفر الله
له ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ومن وصل فيه رحمه غفر الله له ثم
الخ وسائل الشيعة الجزء 7 من الطبعة الحديثة ص 226.
73

54 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا الحسين بن الحسن عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن جميل
ابن صالح عن محمد بن مروان قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام
يقول: ان لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار
إلا من أفطر على مسكر فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتقه
في جميعه (1).
55 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن سيف بن عميرة عن عبيد الله بن عبد الله عمن سمع أبا جعفر الباقر عليه السلام
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك
لثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان هذا الشهر قد حضركم
وهو سيد الشهور (2) فيه ليلة خير من الف شهر تغلق فيه أبواب النيران
وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك
والديه فلم يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فصلى علي فلم يغفر له
فأبعده الله (3).

(1) رواه في كتاب ثواب الأعمال تحت عنوان: ثواب فضل شهر
رمضان وثواب صيامه وأخرجه في الوسائل الجزء 7 ص 221 عن المشايخ
الثلاثة بطرقهم المتعددة في 9 / 18 من أبواب أحكام شهر رمضان وكرر
ذيل الحديث فيما يأتي من الرقم 93:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء. سيد الشهور عند الله:
(3) رواه في كتاب ثواب الأعمال مكررا مسندا ومرسلا: تحت
عنوان ثواب فضل شهر رمضان وثواب صيامه وأخرجه في الوسائل
الجزء 7 ص 224 عن الكافي مسندا والفقيه مرسلا وعن كتاب فضائل شهر
رمضان وثواب الأعمال والمجالس والتهذيب مسندا في الحديث 13 من
الباب 18 من أبواب احكام شهر رمضان:
74

56 - حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثني علي بن سعيد العسكري
قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي قال: حدثنا عبد الحميد
ابن يحيى الحماني قال: حدثنا أبو بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل (1):
57 - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن
إسماعيل بن أبي زياد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: ألا أخبركم بشئ
إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى
قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة
على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة
وزكاة الأبدان الصيام
(2).

(1) أخرجه في الوسائل الجزء 7 عن الفقيه في الحديث الخامس
ص 220 وعن كتاب فضائل شهر رمضان والأمالي وثواب الأعمال في
الحديث 23 من الباب 18 من أبواب أحكام شهر رمضان ص 229 وفي
نسخة مكتبة كاشف الغطاء سقط قوله: قال حدثنا الحسين بن علي إلى
قوله: الحماني.
(2) رواه في الوسائل ج 7 عن المشايخ الثلاثة في ح 2 ب 1 من أبواب الصوم المندوب ص 289 وفيه: كما يتباعد، وفي السند هنا وقع سقط
والصحيح: جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن
جده الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة، كما في الوسائل عن المجالس
والخبر معتبر بمجموع سنده لا جميعه:
75

58 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن
عمر عن يونس بن ظبيان قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام:
يا بن رسول الله ما الذي يباعد عنا إبليس؟ قال: الصوم يسود وجهه
والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان
دابره والاستغفار يقطع وتينه (1).
59 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن موسى الكميذاني
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحسين عن محمد بن عبيد
عن عتبة بن هارون قال: حدثنا أبو يزيد عن حصين عن الصادق جعفر
ابن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام:
عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع عنكم به
البلاء فأما الاستغفار فتمحى به ذنوبكم (2).
60 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه
قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين
ابن موسى عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن

(1) رواه في الوسائل الجزء 7 ص 296 عن كتاب فضائل شهر
رمضان الحديث 35 من الباب الأول من أبواب الصوم المندوب.
(2) أخرجه في الوسائل ج 7 عن الفقيه مرسلا - وقال وراه في
كتاب فضائل شهر رمضان مسندا في الحديث 4 ص 220 وعن الكافي والمجالس
في الحديث 11 من الباب 18 من أحكام شهر رمضان ص 223
76

آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك
وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من
بعدي: العبث في الصلاة والرفث في الصيام والمن بعد الصدقة واتيان المساجد
جنبا والتطلع في الدور والضحك بين القبور (1):
61 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن محمد
الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن
أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن
أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه
سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليهم السلام قال: ان رسول الله الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات
يوم فقال: أيها الناس انه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو
عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل
الساعات هو شهر، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة
الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاءكم فيه
مستجاب فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه
وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم من غفران الله في هذا الشهر العظيم
واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم
ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم
وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم
وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا

(1) ذكره في الخصال في باب الستة الحديث 19 وذكره في
الوسائل عن الفقيه والمجالس في 2 / 63 من أبواب الدفن ص 886 من
الجزء الثاني من الطبعة الحديثة.
77

إليه أيديكم بادعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل
فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا
دعوه يا أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم
ثقيلة من أو زاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا ان الله تعالى ذكره
أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ولا يروعهم بالنار يوم يقوم
الناس لرب العالمين أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر
كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل يا رسول الله
وليس كلنا يقدر على ذلك فقال عليه السلام: اتقوا النار ولو بشق تمرة
اتقوا النار ولو بشربة من ماء أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر
خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ومن خفف في هذا
الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه ومن كف فيه شره كف الله
فيه (1) غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ومن
وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه من قطع رحمه قطع الله عنه رحمته
يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب له براءة من النار ومن أدى فيه
فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن أكثر
فيه من صلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين ومن تلا فيه
آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور أيها
الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم (ان) لا يغلقها
عليكم وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم (ان) لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة
فاسألوا ربكم (أن) لا يسلطها عليكم قال أمير المؤمنين عليه السلام (فقمت خ ل)
فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عنه بدل: فيه وهو الصحيح
كما في بحار الأنوار.
78

أفضل الأعمال في هذه الشهر الورع عن محارم الله ثم بكى فقلت: يا رسول الله
ما يبكيك فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك
وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة
ثمود فضربك ضربة علي فرقك (قرنك) فخضب منها لحيتك قال:
أمير المؤمنين عليه السلام فقلت يا رسول الله: ذلك في سلامة من ديني؟
فقال: في سلامة من دينك ثم قال عليه السلام: يا علي من قتلك فقد
قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لا نك مني كنفسي
روحك من روحي وطينتك من طينتي ان الله تبارك وتعالى خلقني وإياك
واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد
أنكرني (1) نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي
على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهي أقسم بالذي بعثني
بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته
على عباده (2).

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: قد أنكر نبوتي وهو الصحيح
كما في بحار الأنوار:
(2) نقل في الوسائل الجزء 7 قطعة منه عن كتاب فضائل شهر
رمضان والأمالي وعيون الأخبار في الباب 18 من أبواب أحكام شهر رمضان
ص 226 - 227 - 228 الحديث 20 وقطعة أخرى منه وهي من قوله:
ثم بكى إلى آخر الحديث لم يذكرها لخروجها عن غرضه وذكر الحديث
جميعه في العيون الباب 28 الحديث 35 ورواه بحار الأنوار عن عيون أخبار
الرضا عليه السلام وأمالي الصدوق في الجزء 96 ص 356 - 358 من
الطبعة الحديثة وفي نسخة الميرزا محمد الطهراني العسكري: ان لا يغلقها
وفيها أيضا: ان لا يفتحها وفيها أيضا: أن لا يسلطها وفيها: قرنك
79

62 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا الحسين
ابن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو
ابن (1) شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه
ثم قال: (اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة
والاسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام
وتلاوة القرآن والعون على الصلاة والصيام اللهم سلمنا
لرمضان وسلمه لنا وسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان
وقد غفرت لنا) ثم يقبل بوجهه على الناس ويقول: يا معشر المسلمين
إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين (الشيطان) وفتحت
أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة وغلقت أبواب النيران واستجب
الدعاء وكان لله عز وجل عند كل فطرة عتقاء يعتقهم من النار ونادى
(ينادي خ ل) مناد كل ليلة هل من سائل؟ هل من مستغفر؟: اللهم
اعط كل منفق خلفا واعط كل ممسك تلفا حتى إذا طلع هلال شوال نودي
المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ثم قال أبو جعفر عليه السلام
أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم (2).

(1) في نسخة: مكتبة كاشف الغطاء وميرزا محمد العسكري: عمرو
ابن موسى، وهو غلط:
(2) رواه في كتاب ثواب الأعمال تحت عنوان: ثواب فضل شهر رمضان
وثواب صيامه وأخرجه في الوسائل الجزء 7 ص 224 عن الكافي والفقيه
والمجالس وثواب الأعمال والتهذيب ذيلا في 14 / 18 وصدرا عنها في
1 / 20 من أبواب أحكام شهر رمضان ص 233.
80

63 - حدثنا محمد بن إبراهيم المعاذي قال: حدثنا أحمد بن متويه
(حيويه) الجرجاني المذكر قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن بلال
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن كرام قال: حدثنا أحمد بن عبد الله
قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا معاوية بن أبي إسحاق عن سعيد بن
جبير قال: سألت ابن عباس ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه؟
قال: تهيا يا بن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك ولم يمر على قلبك
وفرغ نفسك لما سألتني عنه فما أردته فهد علم الأولين والآخرين قال سعيد
ابن جبير: فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد فبكرت إليه مع طلوع
الفجر فصليت الفجر ثم ذكر الحديث (1) فحول وجهه إلي: فقال: إسمع
مني ما أقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لو علمتم
مالكم في شهر رمضان لزدتم لله شكرا:
إذا كان أول ليلة غفر الله تعالى لا متى الذنوب كلها سرها وعلانيتها
ورفع لكم ألفي الف درجة ويبني لكم خمسون مدنية:
وكتب الله عز وجل لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك
اليوم عبادة سنة وثواب نبي وكتب لكم صوم سنة.
وأعطاكم الله يوم الثالث بكل شعرة على أبدانكم جنة في الفردوس
من درة بيضاء في أعلاها اثني عشر الف بيت من النور وفي أسفلها اثني
عشر الف بيت في كل بيت الف سرير على كل سرير حوراء يدخل عليكم
كل يوم الف ملك مع كل ملك هدية:
وأعطاكم الله يوم الرابع في جنة الخلد سبعين الف قصر في كل قصر
سبعون الف بيت في كل بيت خمسون الف سرير على كل سرير حوراء
بين يدي كل حوراء الف وصيفة خمار إحديهن خير من الدنيا وما فيها.

(1) في أمالي الصدوق (ره): ثم ذكرت الحديث.
81

وأعطاكم الله يوم الخامس في جنة المأوى الف الف مدينة في كل
مدينة سبعون الف بيت في كل بيت سبعون الف مائدة على كل مائدة
سبعون الف قصعة في كل قصعة سبعون الف نوع من الطعام لا يشبه
بعضه بعضا.
وأعطاكم الله عز وجل يوم السادس في دار السلام مأة الف مدينة في
كل مدينة مأة دار في كل دار مأة الف بيت في كل بيت مأة الف سير من
ذهب طول كل سرير الف ذراع على كل سرير زوجة من الحور العين عليها
ثلاثون الف ذؤابة منسوجة بالدر والياقوت يحمل كل ذؤابة مأة جارية.
وأعطاكم الله يو السابع في جنة النعيم ثواب أربعين الف شهيد
وأربعين الف صديق.
وأعطاكم الله يوم الثامن عمل ستين الف عابد وستين الف زاهد.
وأعطاكم الله عز وجل يوم التاسع ما يعطي الف عالم وألف معتكف
وألف مرابط.
وأعطاكم الله عز وجل يوم العاشر قضاء سبعين الف حاجة واستغفر
لكم الشمس والقمر والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر
وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق على الأشجار:
وكتب الله عز وجل لكم يوم أحد عشر ثواب أربع حجات وعمرات
كل حجة مع نبي من الأنبياء وكل عمرة مع صديق وشهيد.
وجعل الله عز وجل لكم يوم اثنا عشر (1) ايمانا يبدل الله سيئاتكم
حسنات ويجعل حسناتكم أضعافا ويكتب لكم لكل حسنة الف حسنة.
وكتب الله عز وجل لكم ثلاثة عشر مثل عبادة أهل مكة والمدينة
وأعطاكم الله بكل حجر ومدر ما بين مكة والمدينة شفاعة:

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: يوم اثنى عشر وهو الصحيح.
82

ويوم أربعة عشر فكأنما لقيتم آدم ونوحا وبعدهما إبراهيم وموسى
وبعده داود وسليمان وكأنما عبدتم الله عز وجل مع كل نبي مأتي سنة
وقضى لكم عز وجل يوم خمسة عشر حوائج الدنيا والآخرة وأعطاكم
الله ما يعطي الله أيوب واستغفر لكم حملة العرش وأعطاكم الله عز وجل
يوم القيامة أربعين نورا عشرة عن يمينكم وعشرة عن يساركم وعشرة أمامكم
وعشرة خلفكم.
وأعطاكم الله يوم ستة عشر إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها
وناقة تركبونها وبعث الله إليكم غمامة تظلم من حر ذلك اليوم.
ويوم سبعة عشر يقولون الله عز وجل: إنني قد غفرت لهم ولآبائهم
ودفعت عنهم شدائدهم يوم القيامة.
وإذا كان يوم ثمانية عشر أمر الله عز وجل جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل وحملة العرش والكروبيين أن يستغفروا لامة محمد صلى الله عليه
وآله وسلم إلى السنة القابلة وأعطاكم الله عز وجل ثواب البدريين:
فإذا كان يوم التاسع عشر لم يبق ملك في السماوات والأرض الا
استأذنوا ربهم في زيارة قبوركم في كل يوم ومع كل ملك هدية وشراب.
فإذا تم لكم عشرون يوما بعث الله عز وجل إليكم سبعين الف
ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم وكتب الله عز وجل لكم بكل
يوم صمتم صوم مأة سنة وجعل بينكم وبين النار خندقا وأعطاكم ثواب من
في التوراة (1) والإنجيل والزبور والفرقان وكتب الله عز وجل لكم بكل
ريشة على جبرئيل عليه السلام عبادة سنة وأعطاكم ثواب تسبيح العرش
والكرسي وزوجكم بكل آية في القرآن الف حوراء.
ويوم أحد وعشرين وسع الله عليكم القبر الف فرسخ ويرفع عنكم

(1) في ثواب الأعمال: من قرأ التوراة.
83

الظلمة والوحشة ويجعل قبوركم كقبور الشهداء ويجعل وجوهكم كوجه
يوسف بن يعقوب عليه السلام.
ويوم اثنين وعشرين يبعث الله عز وجل إليكم ملك الموت كما يبعث
إلى الأنبياء عليهم السلام ويرفع عنكم هول منكر ونكير ويرفع عنكم هم
الدنيا والآخرة.
ويوم ثلاث وعشرين تمرون على الصراط مع النبيين الصديقين
والشهداء فكأنما أشبعتم كل يتيم في أمتي وكسوتم كل عريان من أمتي.
ويوم أربعة وعشرين لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد
منكم مكانه من الجنة ويعطى كل واحد ثواب الف مريض وألف غريب
خرجوا في طاعة الله عز وجل وأعطاكم ثواب الف (1) رقبة من ولد
إسماعيل.
ويوم خمس وعشرين منه بنى الله عز وجل لكم تحت العرش الف
قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور يقول الله تبارك وتعالى يا أمة
محمد أنا ربكم وأنتم عبيدي وإمائي استظلوا بظل عرشي في هذه القباب
وكلوا واشربوا هنيئا فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون يا أمة محمد وعزتي
وجلالي لأبعثنكم إلى الجنة يتعجب منكم الأولون والآخرون ولأتوجن كل
واحد منكم بألف تاج من نور ولأركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت
من نور، زمامها من نور، وفي ذلك الزمام الف حلقة من ذهب في كل
حلقة ملك قائم عليها من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل
الجنة بغير حساب:
وإذا كان يوم ستة وعشرين ينظر الله إليكم بالرحمة فيغفر لكم الذنوب

(1) في ثواب الأعمال: ثواب عتق الف.
84

كلها الا الرشاد (1) والأموال وقدس بيتكم كل يوم سبعين الف مرة من
الغيبة والكذب والبهتان:
ويوم سبعة وعشرين فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة وكسوتم
سبعين الف عار وخدمتم الف مرابط وكأنما قرأتم كل كتاب أنزل الله
عز وجل على أنبيائه.
ويوم ثمانية وعشرين جعل الله لكم في جنة الخلد مأة الف مدينة من
نور وأعطاكم الله عز وجل في جنة المأوي مأة الف قصر من فضة وأعطاكم
الله عز وجل في جنة الجلال ثلاثة آلاف منبر من مسك في جوف كل
منبر الف بيت من زعفران في كل بيت سرير من در وياقوت على كل
سرير زوجة من الحور العين:
فإذا كان يوم تسعة وعشرين أعطاكم الله عز وجل الف الف محلة
في جوف كل محلة حبة بيضاء في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك
السرير الف فراش من السندس الأخضر فوق كل فراش حوراء عليها
سبعون الف حلة وعلى رأسها ثمانون الف ذؤابة مكللة بالدر والياقوت.
فإذا تم ثلاثون يوما كتب الله عز وجل لكم بكل يوم مر عليكم
ثواب الف شهيد وألف صديق وكتب الله عز وجل لكم عبادة خمسين
سنة وكتب الله عز وجل لكم بكل يوم صوم ألفي يوم ورفع لكم على
قدر ما انبت النيل درجات وكتب الله عز وجل لكم براءة من النار
وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب وللجنة باب يقال لها الريان لا يفتح
ذلك (إلى خ ل) الا يوم القيامة ثم يفتح للصائمين والصائمات من أمة
محمد صلى الله عليه وآله ثم ينادي رضوان خازن الجنة يا أمة محمد صلى الله
عليه وآله هلما إلى الريان فيدخل أمتي في ذلك الباب إلى الجنة فمن لم

(1) في الأمالي وغيره: الدماء وكذلك في نسخة الطهراني العسكري
85

يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له ولا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم (1).
64 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي
ابن النعمان عن عبد الله بن طلحة النهدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة
لا ترد لهم دعوة ويفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش، دعاء الوالد
لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر (2).
65 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا علي
ابن الحسين البغدادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد
ابن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال:
بني الاسلام على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية

(1) رواه في ثواب الأعمال تحت عنوان: ثواب فضل شهر رمضان
وثواب صيامه وذكره في الوسائل في الجزء 7 ص 174 - 175 في ح 9 ب 1
من أبواب أحكام شهر رمضان عن المجالس ص 42 - 47 المجلس 12
وثواب الأعمال بتلخيص واختصار حيث قال: وهو طويل وفيه ثواب
جزيل قد اختصرته وفي نسخة ميرزا محمد العسكري: قال حدثنا أبو محمد
قال: حدثنا أبو عبد الله الخ وفيها زيادة: وأعطاكم الله عز وجل في
جنة الفردوس مأة الف مدينة في كل مدينة الف حجرة، بعد قوله
من فضة.
(2) أورده في الوسائل الجزء 4 ص 1153 عن الكافي والفقيه والمجالس
في الحديث الثاني من الباب 44 من أبواب الدعاء من كتاب الصلاة:
86

أمير المؤمنين والأئمة من ولده صلوات الله عليهم (1):
66 - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم قال: حدثنا أبي عن أبيه
إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن الصادق جعفر
ابن محمد عليهما السلام قال: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في
كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز وجل
وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول
ليلة من شهر رمضان واستقبل الشهر بالقرآن (2):
67 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله
عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال:
قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل
(شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن) كيف انزل القرآن في شهر رمضان؟
وإنما انزل القرآن في مدة عشرين سنة أوله وآخره فقال عليه السلام:
انزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم انزل من
البيت المعمور في مدة عشرين سنة (3). 68 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم

(1) يأتي هذا المضمون تحت الرقم 117 وهناك تخريجه وتحت
الرقم 106:
(2) أخرجه في الوسائل الجزء 7 ص 221 عن الكافي والفقيه والمجالس
والتهذيب في الحديث 8 من الباب 18 وعن كتاب فضائل شهر رمضان
بحذف عجزه في الحديث 7 من الباب 31 من أبواب احكام شهر رمضان
ص 258.
(3) أخرجه في الوسائل الجزء 7 عن كتاب فضائل شهر رمضان في
الحديث 25 من الباب 18 من أبواب احكام شهر رمضان ص 229
87

عن محمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني محمد
ابن سنان عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال:
لما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام قال موسى: إلهي ما جزاء من شهد أني
رسولك ونبيك وأنك كلمتني؟ قال: يا موسى تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي قال
موسى: إلهي ما جزاء من قام بين يديك فصلى؟ فقال: يا موسى أباهي
بهم ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا ومن باهيت به ملائكتي لا
أعذبه قال موسى: إلهي ما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك؟ قال
يا موسى: آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤس الخلايق: فلان بن
فلان من عتقاء الله من النار قال: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال:
يا موسى أنسئ في عمره وأهون عليه سكرات الموت ويناديه خزنة اللجنة هلم
إلينا فادخل من أي أبوابها شئت قال موسى: إلهي فما جزاء من كف
أذاه عن أناس وبذل معروفه لهم؟ قال يا موسى:: يناجيه (1) النار يوم
القيامة لا سبيل لي إليك قال موسى: إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه
وقلبه؟ قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي واجعله في كنفي قال
إلهي: فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال يا موسى: يمر على الصراط
كالبرق الخاطف قال موسى: فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم
قال: أعينه على أهوال يوم القيامة قال: إلهي ما جزاء من دمعت عيناه
من خشيتك؟ قال: يا موسى آمن وجهه من حر النار واو من يوم
الفزع الأكبر قال: إلهي فما جزاء من صبر عند المصيبة وأنفذ أمرك؟
قال: يا موسى له بكل نفس يتنفس درجة في الجنة والدرجة خير من الدنيا
وما فيها قال إلهي فما جزاء من صبر على فرايضك؟ قال: يا موسى له
بكل فريضة يؤديها درجة من درجات العلى قال: إلهي فما جزاء من مشى في

(1) في البحار: يناديه... وعلى كل التأنيث أنسب.
88

ظلمة الليل إلى طاعتك؟ قال: أوجب له النور الدائمة (1) يوم القيامة أن
له من الحسنات بعدد كل شئ مر عليه سواد الليل وضوء النهار ونور
الكواكب قال: إلهي فما جزاء من لم يكف عن معاصيك؟ قال يا موسى
أعطيه كتابه بشماله من وراء ظهره قال: إلهي فما جزاء من زنا فرجه؟
قال يا موسى: يدخن يوم القيامة بدخان أنتن من ريح الجيف ويرفعن فوق
الناس قال: إلهي فما جزاء من أحب أهل طاعتك لحبك؟ قال يا موسى
أحرمه على ناري قال: إلهي فما جزاء من لم يفتر لسانه عن ذكرك والتضرع
والاستعانة (2) لك في الدنيا؟ قال يا موسى: أعينه على شدائد الآخرة
قال: إلهي فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: لا أنظر إليه يوم
القيامة ولا أقيله عثرته قال: إلهي فما جزاء من هدا نفسا كافرة إلى الاسلام؟
قال يا موسى: اذن (3) يوم القيامة في الشفاعة لمن يريد قال: إلهي فما
جزاء من دعا نفسا مسلمة إلى طاعتك ونهاها عن معصيتك؟ قال: يا موسى
أحشره يوم القيامة في زمرة المتيقن قال: إلهي فما جزاء من صلى الصلاة
لوقتها لم يشغلها عن وقتها دنيا؟ قال: يا موسى عطيه سؤله وأبيحه
جنتي قال: إلهي فما جزاء من كفل اليتيم؟ قال: أظله يوم القيامة في
ظل عرشي قال: فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك؟ قال: يا موسى
ابعثه يوم القيامة له نور يتلألأ بين عينيه قال: إلهي فما جزاء من صام
شهر رمضان يريد به الناس؟ قال: يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه
قال: إلهي فما جزاء من صام في بياض النهار يلتمس بذلك رضاك؟

(1) في نسخة بحار الأنوار الجزء 69 ص 413:
الدائم.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء والميرزا محمد الطهراني العسكري:
الاستكانة.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء والميرزا محمد الطهراني العسكري:
أذن له.
89

قال: يا موسى له جنتي وله الأمان من كل هول يوم القيامة والعتق من النار (1).
69 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن المفضل بن
عمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي نصرة (أبي حمزة) عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت
أمتي خمس خصال في شهر رمضان لم يعطهن أمة نبي قبلي.
أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل
إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه.
والثانية: خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك.
والثالثة: يستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة.
والرابعة: يقول الله عز وجل لجنته: تزيني واستعدي لعبادي يوشك
أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى دار كرامتي.
والخامسة: إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان غفر الله عز وجل لهم
جميعا فقال رجل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا أما ترون العمال
إذا عملوا كيف يؤتون أجورهم؟ (2)

(1) روى المجلسي (ره) هذه المناجاة في كتابه بحار الأنوار الجزء
13 من الطبعة الحديثة ص 328 - 327 باختلاف كلي في السند وغير كلي
في المتن عن كتاب أمالي الصدوق (ره) وعن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة
في الجزء 69 ص 411 وعن الأمالي ملخصا ص 383. وان شئت فراجع
الأمالي طبعة النجف المطبعة الحيدرية ص 184 - 183.
(2) يأتي هذا الحديث تحتي الرقم 136 و 137 بسندين آخرين
وباختلاف يسير في المتن وأخرجه في الوسائل عن مجالس الطوسي في الباب 18 مند أبواب احكام شهر رمضان في الحديث 28 ما يقرب جدا
من هذا المضمون وأورده في الخصال في باب الخمسة الحديث 91.
90

70 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه) قال:
حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الجوزا ألمبنه بن عبد الله قال:
حدثنا الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت بن هرمز الحداد عن سعد بن
ظريف عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام: يأتي على الناس زمان يرتفع فيه الفاحشة ولنصنع (1) وتنهتك
فيه المحارم ويعلن فيه الزنا ويستحل فيه أموال اليتامى ويؤكل فيه الربا
ويطفف في المكائيل والموازين ويستحل الخمر بالنبيذ والرشوة بالهدية والخيانة
بالأمانة ويتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ويستخف بحدود الصلاة
ويحج فيه لغير الله فإذا كان ذلك الزمان انتفخت الأهلة تارة حتى يرى
الهلال ليلتين وخفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله ويصام للعدي في
آخره فالحذر الحذر حينئذ من أخذ الله على غفلة فان من وراء ذلك موته
ذريع يختطف الناس اختطافا حتى أن الرجل ليصبح سالما ويمسي دفينا
ويمسي حيا ويصبح ميتا فإذا كان ذلك الزمان وجب التقدم في الوصية قبل
نزول البلية ووجب تقديم الصلاة في أول وقتها خشية فوتها في آخر وقتها
فمن بلغ منكم ذلك الزمان فلا يبيتن ليله إلى علي طهر وإن قدر أن لا يكون
في جميع أحواله إلا طاهرا فليفعل فإنه على وجل لا يدري متى يأتيه رسول الله
لقبض روحه وقد حذرتكم وعرفتكم إن عرفتم ووعظتكم إن اتعظتم
فاتقوا الله في سرائركم وعلانيتكم ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ومن يبتغ

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: والتصنع وفي بحار الأنوار:
ولتصنع والصحيح هو الوسط.
91

غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (1).
71 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (ره) قال: حدثني عمي محمد
ابن أبي القاسم قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا محمد بن
سنان عن المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان قال: قلت للصادق عليه السلام
ما الذي يباعد عنا إبليس؟ قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره
والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع
وتينه (2).
72 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا
أبو عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن رفاعة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعاونوا
بأكل السحر على صيام النهار وبالنوم على الصلاة بالليل (3).

(1)
رواه المجلسي رحمه الله في كتاب بحار الأنوار في الجزء 96
من الطبعة الحديثة ص 303 - 307 عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة
واشتماله على ذكر صوم شهر رمضان كالحديث المرقم 68 ناسب ذكره هنا
ويأتي في معنى هذا الاعتذار اعتذار من المصنف ذيل الحديث المرقم 107
(2) تقدم باختلاف في السند وفي المتن يسيرا تحت تسلسل العام
الرقم 57 - 58 وبينا هناك مصدره.
(3) رواه في الوسائل عن الفقيه والمقنع مرسلا وعن كتاب فضائل
شهر رمضان بهذا السند وعن التهذيب والأمالي الطوسي مسندا لابن في الحديث 7
من الباب 4 من أبواب آداب الصائم وفى: السحور وفيه أيضا: وبالنوم
عند القيلولة على قيام الليل.
92

73 - حدثنا أبي رحمه الله قال:
حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
يحيى الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام قال: لا تقولوا رمضان ولا جاء رمضان قولوا: شهر
رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان (1).
74 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن هاشم عن موسى بن
عمران الهمداني عن يونس بن عبد الرحمن عن يونس بن عمار قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أفطر يوما من شهر رمضان خرج الايمان منه (2)

(1) رواه بسند معتبر في معاني الأخبار باب معنى رمضان ص 315
وأخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث الرابع
من الباب 19 من أبواب أحكام شهر رمضان.
(2) رواه في كتاب عقاب الأعمال تحت عنوان: عقاب من أفطر
يوما من شهر رمضان بسند ومتن إليك نصهما: أبي (ره) قال: حدثني
محمد بن علي بن أبي عمران الهمداني عن يونس بن حماد الرازي قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أفطر يوما من شهر رمضان
خرج روح الايمان منه. وفي النسخة المطبوعة عن عقاب الأعمال بحسب
السند سقط فان صاحب الوسائل بعد ما نقله عن الفقيه مرسلا في الحديث
الرابع من الباب الثاني من أبواب احكام شهر رمضان قال: وفي عقاب
الأعمال عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم
عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس بن حمدان الرازي قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام الخ ثم نقل هذا الحديث عن كتاب
فضائل شهر رمضان بعين السند والمتن المذكورين هنا في الحديث الخامس
من الباب المذكور وقبل ذلك عن عقاب الأعمال في الحديث 12 من الباب 1
من تلك الأبواب.
93

75 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن
محمد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم عن حمزة بن يعلي عن محمد بن الحسين
أين أبي خالد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام (و خ ل) قال: إذا
صح هلال رجب فعد تسعة وخمسين يوما وصم يوم ستين (1).
76 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن
أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد بن نصر الخراز (2) عن عمرو بن
شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: إذا غاب القرص أفطر الصائم ودخل وقت الصلاة (3):
77 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:

(1) أورده في الوسائل عن الكافي والفقيه والمقنع باختلاف جزئي في
السند والمتن، في الحديث الثالث وعن المقنعة في الحديث 5 من الباب 16
من أبواب احكام شهر رمضان وأخرجه عن الفقيه مرسلا وكذا عن
المقنع في الحديث 5 وعن كتاب فضائل شهر رمضان بعين السند والمتن في
الحديث 7 من الباب العاشر من تلك الأبواب ورواه التهذيب والاستبصار
على ما في تعليقة الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي على الوسائل.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: الخزاز
(3) أخرجه في الوسائل عن الفقيه وكتاب فضائل شهر رمضان في
الحديث 5 من الباب 52 من أبواب ما يمسك عنه الصائم وفيه: عن
أحمد بن النضر:
94

حدثنا أحمد بن (1) محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الملك بن عتبة
عن إسحاق بن عمار عن يحيى بن أبي العلي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: الصائم في شهر رمضان في السفر كالمفطر فيه في الحضر (2).
78 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثني علي بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله الصادق
عليه السلام قال وقال (3) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شهر
رمضان شهر الله عز وجل وهو شهر يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه
السيئات وهو شهر البركة وهو شهر الإنابة وهو شهر التوبة وهو شهر
المغفرة وهو شهر العتق من النار والفوز بالجنة ألا فاجتنبوا فيه كل حرام
وأكثروا فيه من تلاوة القرآن وسلوا فيه حوائجكم واشتغلوا فيه بذكر ربكم
ولا يكونن شهر رمضان عندكم كغيره من الشهور فان له عند الله حرمة

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء السند هكذا: أحمد بن محمد بن عيسى
ابن علي عن علي بن عبد الملك عن إسحاق بن عمار عن يحيى عن العلاء
عن أبي عبد الله عليه السلام وفي الجزء 96 من بحار الأنوار ص 326 من
الطبعة الحديثة: أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن عبد الملك عن
إسحاق بن عمار عن يحيى بن العلا: الا ان الصحيح من جميع النسخ
نسخة المتن.
(2) أخرجه في الوسائل عن الكافي والفقيه وعلل الشرايع والتهذيب
في الحديث 5 من الباب الأول من أبواب من يصح منه الصوم وللحديث
ذيل ان شئت راجعه وأورده كما هنا عينا عن تفسير مجمع البيان في الحديث 15
من الباب المذكور
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: قال قال::.
95

وفضلا على سائر الشهور ولا يكونن شهر رمضان يوم صومكم كيوم
فطركم (1).
79 - حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من كان على أمر ليس بحق لم يتب منه لم يغفر له في شعبان وشهر
رمضان لم يزل عليه إلى قابل (2).
80 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن
محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن (3) علي بن فضال عن
أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: من تصدق
وقت إفطاره عليه مسكين برغيف غفر الله له ذنبه وكتب له ثواب عتق
رقبة من ولد إسماعيل (4).
81 - وبهذا الاسناد قال: قال الرضا عليه السلام: من قال عند
إفطاره (اللهم لك صمنا بتوفيقك وعلى رزقك أفطرنا
بأمرك فتقبله منا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم)

(1) رواه المجلسي في بحار الأنوار الجزء 96 ص 340 من الطبعة
الحديثة عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة.
(2) رواه بحار الأنوار في باب فضل الصيام الجزء 96 من الطبعة
الحديثة ص 257 عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة:
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: علي بن الحسين بن علي بن
فضال وهو غلط، والصحيح: الحسن.
(4) يأتي هذا الحديث وتخريجه تحت الرقم 97:
96

غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه (1):
82 - وبهذا الاسناد قال الرضا عليه السلام: الحسنات في شهر
رمضان مقبولة والسيئات فيه معفورة من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب
الله عز وجل كان كمن ختم قرآن في غيره من الشهور ومن ضحك فيه
في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه وبشره بالجنة
ومن أعان فيه مؤمنا أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزل فيه
الأقدام ومن كف فيه غضبه كف الله عنه غضبه يوم القيامة ومن نصر
فيه مظلوما نصره الله على كل من عاداه في الدنيا ونصره يوم القيامة عند
الحساب والميزان، شهر رمضان شهر البركة وشهر الرحمة وشهر المغفرة
وشهر التوبة والإنابة، من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له
فاسألوا الله أن يتقبل منكم فيه الصيام ولا يجعله آخر العهد منكم وأن يوفقكم
فيه لطاعته ويعصمكم من معصيته إنه خير مسؤول (2).
83 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: صيام شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام في
كل شهر يذهب بلابل الصدور، وروي: صيام ثلاثة أيام في كل شهر

(1) يأتي هذا الحديث تحت الرقم 98 كما يأتي تخريجه عن المستدرك
وهو مروي في بحار الأنوار الجزء 96 ص 312 من الطبعة الحديثة عن كتاب
فضائل الأشهر الثلاثة.
(2) رواه في بحار الأنوار عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة في الجزء 96
ص 341 من الطبعة الحديثة.
97

صيام الدهر، إن الله عز وجل يقول: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (1)
84 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثنا
أحمد بن محمد الكوفي قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثنا الحسن بن
علي الخزاز قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام
آخر جمعة من شعبان وعنده نفر من أصحابه منهم عبد السلام بن صالح
وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن إسماعيل بن بزيع
ومحمد بن سنان وخادماه ياسر ونادر وغيرهما فقال: معاشر شيعتي هذا آخر
يوم من شعبان من صامه احتسابا غفر له فقال له محمد بن إسماعيل: يا بن
رسول الله فما تصنع بالخبر الذي روي في النهي عن استقبال رمضان
بيوم أو يومين فقال عليه السلام: يا بن إسماعيل إن رمضان اسم من
أسماء الله عز وجل فلا يقال له: جاء وذهب واستقبل، والشهر شهر الله
عز وجل وهو مضاف إليه فقال محمد بن إسماعيل: فهل يجوز لأحد أن
يقول: استقبلت شهر رمضان بيوم أو يومين قال: لا، لان الاستقبال
إنما يقع لشئ موجود يدرك فأما ما لم يخلق فكيف يستقبل؟ فقال يا بن
رسول الله: شهر رمضان وان لم يخلق قبل دخوله فقد وقع لك اليقين بأنه
سيكون فقال يا محمد: ان وقع لك اليقين انه سيكون (فكيف وقع لك
اليقين بأنه سيكون) وربما طالت ليلة أول يوم من شهر رمضان حتى يكون
صبحها يوم القامة فلا يكون شهر رمضان في الدنيا أبدا فيصبح الناس
لا يرون شمسا ولا نهارا ولا يرون من مساجد الله على وجه الأرض شيئا

(1) رواه في ثواب الأعمال تحت عنوان: ثواب صوم ثلاثة أيام
في الشهر، وفي السند هناك وهنا فرق جزئي والصحيح ما هنا وأخرجه في
الوسائل عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال والمجالس في الحديث 19 وعن
تفسير العياشي في الحديث 41 من الباب 7 من أبواب الصوم المندوب:
98

ويرفع الله الكعبة والمسجد الحرام إلى السماء وأنسى في مثل ذلك الزمان
القرآن حتى لا يوجد فيهم للقرآن حافظ ولشئ من تمجيد الله ذاكر فحينئذ
يرفع الله عز وجل حجته من الأرض فتسيخ بأهلها وتسير جبالها وتسجر
بحارها وتبعثر قبورها ويكور عن السماء شمسها وينكدر نجومها وينتثر كواكبها
فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ثم قال عليه السلام
معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلا تشيروا إليه بالأصابع ولكن
استقبلوا القبلة وارفعوا أيديكم إلى السماء وخاطبوا الهلال وقولوا:
(ربنا وربك الله رب العالمين اللهم اجعله علينا هلالا
مباركا ووفقنا لصيام شهر رمضان وسلمنا فيه وتسلمنا
منه في يسر وعافية واستعملناه فيه بطاعتك إنك على كل
شئ قدير) فما من عبد فعل ذلك إلا كتبه الله تبارك وتعالى في
جملة المرحومين وأثبته في ديوان المغفورين ولقد كانت فاطمة سيدة نساء
العالمين عليها السلام تقول ذلك سنة فإذا طلع هلال شهر رمضان فكان
نورها يغلب الهلال يخفى فإذا غابت عنه ظهر (1).
85 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم
قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثنا أبو الربيع أخبر به عن
ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال عبد الله بن عباس: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول، وذلك في شهر رمضان: إن الله جل جلاله
يقول كل ليلة من هذا الشهر: وعزتي وجلالي لقد أمرت ملائكتي بفتح
أبواب سماوات للداعين من عبادي وإمائي فمالي أرى عبدي الغافل ساهيا

(1) أخرج في الوسائل عين السند الرقم 5 في الباب التاسع عشر من
أبواب أحكام شهر رمضان عن كتاب فضائل شهر رمضان وأهمل ذكر
الحديث.
99

عني متى سألني فلم أعطه ومتى ناداني فلم أجبه ومتى ناجاني فلم أقربه ومتى
رجاني فخيبته ومتى أملني فحرمته ومتى قصد بابي فحجبته ومتى تقرب
فباعدته ومتى هرب مني فلم أدعه ومتى رجع إلي فلم أقبله ومتى أقر بذنوبه
فلم أرحمه ومتى استغفرني فلم اغفر له ذنبه ومتى تاب فلم أقبله توبته عبدي
كيف تقصد برجائك ملكا مملوكا ولا تقصدني برجائك وأنا ملك الملوك
أم كيف تسأل من يخاف الفقر
؟ ولا تسألني وأنا الغني الذي لا افتقر
أم كيف تخدم ملكا ينام ويموت ولا تخدمني وأنا الحي الذي لا يموت
ولا يأخذني سنة ولا نوم يا سوئه لمن عصاني ويا بؤسا للقانطين من رحمتي
بعزتي حلفت لآخذنه أخذ عزيز مقتدر يغضب لغضبه السماء والأرض
فأين تفر مني إلا ألي وأنا الله العزيز الحكيم (1).
86 - حدثنا محمد علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي
محمد بن أبي القاسم قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثنا أبو الربيع
قال: حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال عبد الله بن
عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: شهر رمضان ليس
كالشهور لما تضاعف فيه من الأجور هو شهر الصيام وشهر القيام وشهر
التوبة والاستغفار وشهر تلاوة القرآن هو شهر أبواب الجنان فيه مفتحة
وأبواب النيران فيه مغلقة هو شهر يكتب فيه الآجال ويبث فيه الأرزاق
وفيه ليلة فيها يفرق كل أمر حكيم ويكتب فيها وفد بيت الله الحرام
تتنزل الملائكة والروح فيها عليه الصائمين والصائمات باذن ربهم في كل

(1) يجد القارئ الكريم من هنا إلى ما يأتي موارد من الأحاديث
غير مخرجة فليعذرنا فإنه ما وسعنا بعض الظروف للفحص البالغ عنها
في الجوامع الحديثية ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل
نعم المولى ونعم الكفيل.
100

أمر سلام هي حتى مطلع الفجر من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر
إلى قابل فبادروا بالأعمال الصالحات الآن وباب التوبة مفتوح والدعاء
مستجاب قبل: أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن
كنت لمن الساخرين (1).
87 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي قال:
حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا أبو الحسن علي بن
الحسين البرقي (2) قال: حدثنا أبي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار
عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن (3) بن علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: لأي شئ فرض
الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله على الأمم
أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم لما اكل من
الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله عز وجل على ذريته ثلاثين
يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم
وكذلك كان على آدم ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم هذه الآية: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من
قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) قال اليهودي: صدقت يا محمد فما جزاء
من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله ما من مؤمن يصوم شهر رمضان
احتسابا الا أوجب الله عز وجل له سبع خصال:

(1)...
(2) في الخصال - الرقي - وفي مشيخة الفقيه: البرقي عن أبيه عن
أبي الحسن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة...
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: الحسين بن علي بن أبي طالب
وما في المتن هو الصحيح:
101

أولها - يذوب الحرام في جسده.
والثانية - يقرب من رحمة الله عز وجل.
والثالثة - يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم.
والرابعة - يهون عليه سكرات الموت.
والخامسة - أمان من الجوع والعطش يوم القيامة.
والسادسة - يعطيه الله براءة ومن النار.
والسابعة - يطعمه الله عز وجل من طيبات الجنة قال: صدقت
يا محمد (1). 88 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا هشام بن
الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن علة الصيام قال: العلة
في الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس
الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عز وجل
أن يسوي بين خلقة وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليحسن على الضعيف
ويطعم الجايع (2).

ذكر في الخصال ذيله في باب السبعة الحديث 12 وصدره تحت
عنوان شهر رمضان ثلاثون يوما وأخرجه في مستدرك الوسائل عن الاختصاص
المنسوب إلى المفيد (ره) في الحديث 1 من الباب 1 من أبواب أحكام
شهر رمضان ما هو جدا قريب منه مضمونا وأخرجه في الوسائل عن
الفقيه والعلل والمجالس والخصال في الحديث الرابع من الباب 1 من
أبواب احكام شهر رمضان.
(2) أخرجه في الوسائل عن الفقيه وعلل الشرايع وكتاف فضائل شهر
رمضان في الحديث 1 من الباب الأول من أبواب وجوب الصوب ونيته
وفيه: إنما فرض الله الصيام ليستوي، وفيه: ليرق على الضعيف.
102

89 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا علي
ابن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن محمد بن خالد عن سعيد بن محمد عن
عمرو بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ما من عبد دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وكف شره
وغض بصره واجتنب ما حرم الله عليه إلا أوجب الله له الجنة (1).
90 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن
عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن المسمعي انه سمع
أبا عبد الله عليه السلام بوصي ولده ويقول: إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا
أنفسكم فان فيه يقصم الأرزاق ويكتب الآجال وفيه يكتب وفد الله الذين
يفدون (2) وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر (3).
91 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أبي عبد الله
الكوفي قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد قال: كتبت إلى أبي محمد الحسن
ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام، أسأله عن الغسل في ليالي شهر

(1)...
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: يفدون إليه، وهو الصحيح
كما يأتي في الرقم 129.
(3) أخرجه في الوسائل عن الكافي مسندا وعن الفقيه مرسلا في
الحديث السابع من الباب 18 من أبواب احكام شهر رمضان ورواه الشيخ
في التهذيب أيضا على ما في تعليقة الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي
على الوسائل ويأتي ذكره هنا تحت الرقم 129.
103

رمضان فكتب عليه السلام: ان استطعت ان تغتسل ليلة سبعة عشرة
وليلة تسعة عشرة (1) وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين فافعل
فان فيها ترجى ليلة القدر فإن لم تقدر على احيائها قال يفوتنك احياء ليلة
ثلاث وعشرين تصلي فيها مأة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل
هو الله أحد، عشر مرات (2).
92 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: أخبرنا أحمد بن محمد
الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي
ابن موسى الرضا عليه السلام أنه قال: ان لله تبارك وتعالى ملائكة موكلين
بالصائمين والصائمات يمسحونهم بأجنحتهم ويسقطون عنهم ذنوبهم وان
لله تبارك وتعالى ملائكة قد وكلهم بالاستغفار للصائمين والصائمات لا يعلم
عددهم الا الله عز وجل (3).
93 - وبهذا الاسناد قال: قال لي أبو جعفر الباقر عليه السلام:
إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه (4).
94 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن
حماد الأشهري عن أبي الحسين العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: سبعة عشر وليلة تسعة عشر.
(2) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث 9
من الباب 32 من أبواب احكام شهر رمضان. ويأتي ما يؤيده تحت
الرقم 147.
(3) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث 36
من الباب الأول من أبواب الصوم المندوب.
(4) تقدم في ذيل الحديث المرقم 54 وتقدم ما يصلح مصدرا له.
104

عن عبد الله بن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من صام
شهر رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قدم
ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
95 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر عن أحمد
ابن محمد عن ابن أبي نجران قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول:
من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من
طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا شيعتنا ينظرون بنور الله
ويتقلبون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا
مرضنا لمرضه ولا يغتم إلا اغتممنا لغمه ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا
يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض وغربها ومن ترك من
شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالا فالورثة (2) شيعتنا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون
أهل البيت ويبرؤون من أعدائنا أولئك أهل الايمان والتقى وأهل الورع
والتقوى من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على
الله لأنهم عباد الله حقا وأوليائه صدقا والله إن أحدهم ليشفع في مثل
ربيعة ومضر فيشفعه الله فيهم لكرامته على الله عز وجل (3).

(1) رواه المجلسي (ره) في بحار الأنوار بغير هذا السند في الجزء
96 ص 366 والجزء 67 ص 17 من الطبعة الحديثة وفيه: ومن صلى
ليلة القدر... ويأتي الايعاز إلى مصدر آخر لمتن هذا الحديث في
التعليقة على الحديث المرقم 155.
(2) في بحار الأنوار: فهو لورثته.
(3) رواه في البحار الجزء 68 ص 167 - 168 من الطبعة الحديثة عن كتاب صفات الشيعة للصدوق (قدس سره).
105

96 - حدثنا محمد بن بكران النقاش قال: حدثنا أحمد بن محمد
الهمداني مولى بني هاشم قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال
عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال: من
كان تائبا من ذنب فليتب إلى الله تبارك وتعالى منه في شهر رمضان فإنه
شهر التوبة والإنابة وشهر المغفرة والرحمة وما من ليلة من لياليه ولله تبارك
وتعالى فيها عتقاء من النار كلهم قد استوجبوا بذنوبهم النار (1).
97 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام
من تصدق وقت افطاره على مسكين برغيف غفر الله له ذنبه وكتب له
ثواب عتق رقبة من ولد إسماعيل (2).
98 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن موسى الرضا عليه السلام:
من قال عند افطاره: (اللهم لك صمنا بتوفيقك وعلى رزقك
أفطرنا بأمرك فتقبله منا واغفر لنا إنك أنت الغفور
الرحيم) غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه (3):
99 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد

(1)...
(2) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث
26 من الباب 18 من أبواب احكام شهر رمضان وقد تقدم ذكره هنا
تحت الرقم 80.
(3) تقدم هذا الحديث تحت الرقم 81 وأورده في مستدرك الوسائل
عن فضائل الأشهر الثلاثة في الحديث الرابع من الباب الخامس من أبواب
آداب الصائم:
106

عن أبيه رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن اليوم (1) المشكوك
فيه فقال: أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر
رمضان (2).
100 - وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن
سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل صام أول
يوم من شهر رمضان وهو شاك لا يدري أمن شعبان أم من رمضان وكان
من شهر رمضان فقال: هو يوم وفق لا قضاء له (3).
101 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي (4) رضي الله عنه قال: حدثني
محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة
الربعي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:
خطب أمير المؤمنين عليه السلام في أول يوم من شهر رمضان في مسجد
الكوفة فحمد الله بأفضل الحمد وأشرفها وأبلغها واثني على بأحسن الثناء

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن الصوم.
(2) تقدم عنه هذا المضمون في الحديث المرقم 45 وذكره في الوسائل
عينا عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث 10 من الباب السادس
وعن الفقيه مسندا والمقنع مرسلا في الحديث التاسع من الباب الخامس
من أبواب وجوب الصوم وذكر نحوه عن الكافي في الحديث الأول منه
وعن المقنعة في الحديث 10 من الباب 16 من أبواب احكام شهر رمضان
راجع ما علقناه على الحديث المرقم 45.
(3) أورده في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان بفرق جزئي
في الحديث الحادي عشر من الباب الخامس من أبواب وجوب الصوم ونيته
وفيه: يوم وفق له لا قضاء عليه.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء العامي وفي معجم الرجال ج 2 ص 191 أضاف نسخة القاضي: وفي ص 366: الطائي.
107

وصلى على محمد نبيه صلى الله عليه وآله ثم قال أيها الناس: إن هذا الشهر
شهر فضله الله على سائر الشهور كفضلنا أهل البيت على سائر الناس وهو
شهر يفتح فيه أبواب السماء وأبواب الرحمة ويغلق فيه أبواب النيران
وهو شهر يسمع فيه النداء ويستجاب فيه الدعاء ويرحم فيه البكاء وهو
شهر فيه ليلة نزلت الملائكة فيها من السماء فتسلم على الصائمين والصائمات
باذن ربهم إلى مطلع الفجر وهي ليلة القدر فيها ولايتي قبل أن خلق
آدم عليه السلام بألفي عام صيام يومها أفضل من صيام الف شهر والعمل فيها
أفضل من العمل في الف شهر، أيها الناس ان شموس شهر رمضان لتطلع
على الصائمين والصائمات وان أقماره ليطلع عليهم بالرحمة وما من يوم
وليلة من الشهر إلا والبر من الله تعالى يتناثر من السماء على هذه الأمة
فمن ظفر من نثار الله بدرة كرم على الله يوم يلقاها وما كرم عبد على
الله إلا جعل الجنة مثواه عباد الله إن شهركم ليس كالشهور أيامه أفضل الأيام
ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر الشياطين فيه مغلولة
محبوسة هو شهر يزيد الله فيه الأرزاق والآجال ويكتب فيه وفد بيته وهو
شهر يقبل أهل الأيمان بالمغفرة والرضوان والروح والريحان ومرضات
الملك الديان، أيها الصائم تدبر أمرك فإنك في شهرك هذا ضعيف ربك
انظر كيف تكون في ليلك ونهارك وكيف تحفظ جوارحك عن معاصي
ربك، انظر أن لا تكون بالليل نائما وبالنهار غافلا فينقضي شهرك وقد
بقي عليك وزرك فتكون عند استيفاء الصائمين أجورهم من الخاسرين وعند
فوزهم بكرامة مليكهم من المحرومين وعند سعادتهم بمجاورة ربهم من
المطرودين أيها الصائم إن طردت عن باب مليكك فأي باب تقصد وان
حرمك ربك فمن ذا الذي يرزقك وان أهانك فمن ذا الذي يكرمك وإن
أذلك فمن ذا الذي يعزك وإن خذلك فمن ذا الذي ينصرك وإن لم يقبلك
108

في زمرة عبيده فإلى من ترجع بعبوديتك وإن لم يقلك عثرتك عمن ترجو
لغفران ذنوبك وان طالبك بحقه فماذا يكون حجتك، أيها الصائم تقرب
إلى الله بتلاوة كتابه في ليلك ونهارك قان كتاب الله شافع مشفع يوم
القيامة لأهل تلاوته فيعلون درجات الجنة بقرائة آياته، بشر أيها الصائم
فإنك في شهر صيامك فيه مفروض ونفسك فيه تسبيح ونومك فيه عبادة
وطاعتك فيه مقبولة وذنوبك فيه مغفورة وأصواتك فيه مسموعة ومناجاتك
فيه مرحومة ولقد سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن
لله تبارك وتعالى عند فطر كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار لا يعلم
عددهم إلا الله هو في علم الغيب عنده فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها
مثل ما أعتق في جميعه، فقام إليه رجل من همدان فقال: يا أمير المؤمنين
زدنا مما حدثك به حبيبك في شهر رمضان فقال: نعم سمعت أخي رسول الله وابن
عمي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من صام شهر رمضان فحفظ
فيه نفسه من المحارم: دخل الجنة قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك
به أخوك وابن عمك في شهر رمضان قال: نعم سمعت خليلي رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: من صام رمضان (1) ايمانا واحتسابا دخل
الجنة قال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به خليلك في هذا
الشهر فقال: نعم سمعت سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: من صام رمضان فلم يفطر في شئ من لياليه على حرام
دخل الجنة، فقال الهمداني: يا أمير المؤمنين زدنا مما حدثك به سيد الأولين
والآخرين في هذا الشهر فقال: نعم سمعت أفضل الأنبياء والمرسلين
والملائكة المقربين يقول: ان سيد الوصيين يقتل في سيد الشهور فقلت
يا رسول الله وما سيد الشهور ومن سيد الوصيين قال: أما سيد الشهور

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: شهر رمضان.
109

فشهر رمضان وأما سيد الوصيين فأنت (1) يا علي فقلت يا رسول الله فان
ذلك لكائن قال: إي وربي انه ينبعث أشقى أمتي شقيق عاقر ناقة ثمود
ثم يضربك ضربة على فرقك تخضب منها لحيتك فأخذ الناس بالبكاء
والنحيب فقطع عليه السلام خطبته ونزل (2).
102 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن عبد الله بن عامر قال: حدثني أبي عن الرضا عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم
القيامة زفت الشهور إلى الحشر يقدمها شهر رمضان عليه من كل زينة
حسنة (3) فهو بين الشهور يومئذ كالقمر بين الكواكب فيقول أهل الجمع
بعضهم لبعض: وددنا لو عرفنا هذه الصور فينادي مناد من عند الله جل
جلاله: يا معشر الخلائق هذه صور الشهور التي عدتها عند الله اثنا عشر
شهرا في كتاب الله يوم خلق سماوات والأرض سيدها وأفضلها شهر
رمضان أبرزتها لتعرفوا فضل شهري على سائر الشهور وليشفع للصائمين
من عبادي وإمائي وأشفعه فيهم (4).
103 - حدثني محمد بن موسى رحمه الله قال: حدثني عبد الله بن
جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب
عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
أول ما يسئل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل الصلوات المفروضات

(1) في نسخة الشيخ شير محمد الهمداني (قال: أنت) والظاهر أنه
غلط. وكذا في نسخة مكتبة كاشف الغطاء.
(2)...
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: أحسنها:
(4)...
110

وعن الزكاة وعن الصيام المفروض وعن الحج وعن ولايتنا أهل البيت فان
أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه فإن لم
يقر بولايتنا بين يدي الله عز وجل لم يقبل منه شيئا من أعماله (1).
104 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي
ابن النعمان عن عبد الله بن طلحة النهدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة
لا ترد لهم دعوة وتفتح لها أبواب السماء وتصير إلى العرش، دعاء الوالد
لولده، والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر (2)
105 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه
قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران
الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن محمد بن سليمان الديلمي
عن أبيه قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: الشتاء ربيع المؤمن
يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه (3).

(1)...
(2) كرر هذا الحديث فقد مضى بعين السند والمتن تحت الرقم 61
كما مضى تخريجه منا هناك.
(3) هذا الحديث لم يرتبط بخصوص فضائل شهر الصيام وقد ذكره
في معاني الأخبار طبع طهران ص 228 في باب معنى قول الصادق عليه السلام:
الشتاء ربيع المؤمن وفي تلوه أورد باب معني ربيع القرآن وذكر ذيله حديثا
بسنده عن أبي جعفر عليه السلام قال: لكل شئ ربيع وربيع القرآن
شهر رمضان وكان من المناسب أن يذكره ويدرجه هنا أيضا وإن كان
ضعيفا بعمرو بن شمر، أخرجه في الوسائل عن الكافي والمعاني والأمالي
وثواب الأعمال وغير ذلك في 2 / 17 من أبواب أحكام شهر رمضان
واخرج في الوسائل أيضا هذا الحديث عن معاني الأخبار وصفات الشيعة
وكتاب فضائل شهر رمضان الحديث 3 من الباب 6 من أبواب الصوم
المندوب ومن المناسب مع ما هنا ما رواه الفقيه في النوادر وهو آخر أبواب
الكتاب عن النبي صلى الله عليه وآله: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة.
111

106 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا علي بن الحسين
السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن سنان عن
المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: نبي الاسلام
على خمس دعائم على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين
والأئمة من ولده صلوات الله عليهم (1).
107 - حدثنا صالح بن عيسى العجلي قال: حدثنا محمد بن علي
ابن علي قال: حدثنا محمد بن الصلت قال: حدثنا محمد بن بكير قال:
حدثنا عباد بن عباد المهلبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن هلال عبد الله
عن يعلي بن زيد بن جذعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن
هبيرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال:
رأيت البارحة عجايب قال: فقلنا يا رسول الله وما رأيت حدثنا فداك
أنفسنا وأهلونا وأولادنا فقال: رأيت رجلا من أمتي قد أتاه ملك الموت
لقبض روحه فجائه بره بوالديه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي عليه
عذاب القبر فجائه وضوئه فمنعه منه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته

(1) هذا الحديث أيضا كرره فقد ذكر بعينه متنا وسندا كما تراه تحت
الرقم 65 ويأتي أيضا عن قريب تحت الرقم 117 ما يقرب مضمونه مضمون
الحديث في الموردين وهناك تخريجه.
112

الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فنجاه من بينهم ورأيت رجلا من أمتي
قد احتوشته ملائكة العذاب فجائه صلاته فمنعته منهم ورأيت رجلا من
أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع فجائه صيام رمضان فسقاه وأرواه
ورأيت رجلا من أمتي والنبيون حلقا حلقا كلما أبى حلقة طرد فجائه
اغتساله من الجنابة فأخذه (1) بيده فأجلسه إلى جنبي ورأيت رجلا من
أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة
ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة فجاءه حجه وعمرته فأخرجاه من الظلمة
وأدخلاه النور ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجائه صلته
الرحم قال: يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون
وصافحوه وكان معهم ورأيت رجلا من أمتي يتقي حر النار وشررها بيده
ووجهه فجائته صدقته فكان (2) ظلا على رأسه وسترا على وجهه ورأيت
رجلا من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجائه أمره بالمعروف
ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم فجعلاه مع ملائكة الرحمة ورأيت رجلا
من أمتي جاثيا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه
فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله ورأيت رجلا من أمتي قائما على شفير
جهنم فجاءه رجائه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ورأيت رجلا من
أمتي قد هوى في النار فجائته دموعه التي بكى من خشية الله فاستخرجه
من ذلك ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في
يوم ريح عاصف فجائه حسن ظنه بالله فسكن (3) رعدته ومضى على

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: فأخذ بيده:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: فكانت.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: فسكنت.
113

الصراط ورأيت رجلا من أمتي على الصراط يرجف أحيانا ويحيد (1)
أحيانا ويتعلق أحيانا فجائته صلاته علي فأقامته على قدميه ومضى على
الصراط ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة كلما انتهى إلى باب أغلق
فجائته شهادة ان لا إله إلا الله صادقا فافتتحت الأبواب ودخل الجنة (2).
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ذكرت هذا الحديث في
هذا الموضع لما فيه من ذكر صوم شهر رمضان (3).
108 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن زياد عصام
ابن زيد عن محمد بن المنكدر (4) (المكندر) عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رقى المنبر فقال:
آمين إلى أن رقى الدرجة الأولى ثم رقى الثانية فقال: آمين ثم رقى
الدرجة الثالثة فقال: آمين فقالوا يا رسول الله قلت: آمين ثلاث مرات
فقال: جائني جبرئيل عليه السلام فقال: شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل
عليك فقلت: آمين ثم قال: شقي عبد أدرك شهر رمضان فانسلخ عنه
ولم يغفر له فقلت: آمين ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: فيجد.
(2) أخرجه في مستدرك الوسائل عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة
والأمالي ملخصا في الحديث 9 من الباب 25 من أبواب احكام شهر رمضان
(3) أقول: وكذلك مناسبة الحديث 68 و 70 و 103 و 111
و 113 وغير ذلك.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: المنكدر.
114

فلم يدخلا الجنة فقلت: آمين (1):
109 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن محمد
الكوفي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي
ابن موسى الرضا عليه السلام قال: من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان
ووصلها بشهر رمضان كتب الله (2) صوم شهرين متتابعين ومن صام
رمضانا ايمانا واحتسابا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه قال عليه السلام
حدثني أبي عن جده عليهما السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ومن أدرك ليلة القدر فلم
يغفر له فأبعده الله ومن ذكرت عنده فصلى علي ولم يغفر له فأبعده الله
قيل يا رسول الله: كيف يصلي عليك ولم يغفر له فقال عليه السلام:
إن العبد وإذا صلى علي ولم يصل على آلي لفت تلك الصلاة وضرب بها
وجهه وإذا صلى علي وعلى آلي غفر له (3).
110 - حدثنا علي بن أحمد بن علي بن عبد الله البرقي قال: حدثني أبي
عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن فضال عن هارون بن مسلم عن

(1) أخرج في الوسائل عن المقنعة (في الحديث) ما بهذا المضمون
في الحديث 13 من الباب 42 من أبواب الذكر من كتاب الصلاة وأخرجه
الشيخ النوري في المستدرك عن لب اللباب للقطب للراوندي في الحديث 16
وعن كتاب النوادر للسيد فضل الله الراوندي في الحديث 7 من الباب 11
من أبواب أحكام شهر رمضان.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: كتب الله له، وهو الصحيح
كما تقدم في الحديث 31.
(3) سبق هذا الحديث تحت الرقم 31 باختلاف في المتن صدرا
وتقدم هناك مصدره.
115

الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله تبارك وتعالى فمن صام
من شهري يوما وجبت له الجنة ومن صام منه يومين كان من رفقاء النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة ومن صام ثلاثة أيام كان معي
في درجتي يوم القيامة ومن صام الشهر كله ووصله بشهر رمضان كان
ذلك توبة له من كل ذنب صغيرا وكبيرا ولو من دم حرام (1).
111 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد العزيز
ابن يحيى قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله
الكوفي عن سليمان المروزي عن الرضا علي بن موسى عليه السلام أنه قال
: من صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا غفرت له ذنوبه ما تقدم من
ذنبه وما تأخر وأن الصائم لا يجري عليه القلم حتى يفطر ما لم يأت بشئ
فينقض صومه وان الحاج لا يجري عليه القلم حتى يرجع ما لم يأت بشئ
يبطل حجه وان النائم لا يجري عليه القلم حتى ينتبه ما لم يكن يأت على
حرام وان الصبي (2) لا يجري عليه القلم حتى يبلغ وان المجاهد في سبيل
الله لا يجري عليه القلم حتى يعود إلى منزله ما لم يأت بشئ يبطل جهاده
وان المجنون لا يجري عليه القلم حتى يفيق وان المريض لا يجري عليه
القلم حتى يصح ثم قال عليه السلام: ان سلعة الله رخيصة فاشتروها قبل
أن تغلوا (3).

(1) تقدم ذكره في فضائل شهر شعبان تحت الرقم 32 وقد ذكرت
هناك مصدره ومن المعلوم ان الحديث في ناحية الغفران ناظر إلى الحكم
التكليفي لا الحكم الوضعي.
(2) في نسخة مكتبة الغطاء: وأن الصغير.
(3) تقدم في فضائل شهر شعبان تحت الرقم 33.
116

112 - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي قال: حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن علي
ابن الحسين البرقي: قال: حدثني أبي عن جده (1) الحسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ان بين شعبان وشوال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وهو شهر الله
تعالى ذكره وهو شهر البركة وهو شهر المغفرة وهو شهر الرحمة وهو
شهر التوبة وهو شهر الإنابة وهو شهر قراءة القرآن وهو شهر الاستغفار
وهو شهر الصيام وهو شهر الدعاء وهو شهر العبادة وهو شهر الطاعة وهو
شهر العتق من النار والفوز بالجنة من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر
له إلى قابل فأيكم متثق (يثق) ببلوغ شهر رمضان قابل، صوموه صيام
من يرى أنه لا يصوم بعده أبدا فكم من صائم له عاما أول أمسى عامكم
هذا في القبر مدفونا وأصبح في التراب وحيدا فريدا ينبهكم الله من رقدة
الغافلين وغفر لنا ولكم يوم الدين (2):
113 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا
محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن الحسن بن عباس بن
جريش الرازي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن أبيه عن جده
عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: سمعت أبي عليه السلام:
يقول: ما قرأ عبد إنا أنزلناه الف مرة يوم الاثنين وألف مرة يوم الخمسين
الا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يدعى للعوى (3) راحته أكبر من سبع

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن جده عن الحسن بن علي.
(2)...
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: يدعي الكلوسي العرى:
117

سماوات وسبع أرضين في موضع كل ذرة من جسده الف شعرة في كل
شعرة الف لسان ينطق كل لسان لقوة (1) السنة الثقلين يستغفر لقاريها
ويضاعف الرب تعالى استغفار ألفي سنة الف مرة (2).
114 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام:
من أحيي ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل
الجبال ومكائيل البحار (3).
115 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام
من قرأ إنا أنزلناه في حرم الله عز وجل الف مرة كتب الله عز وجل له
أجر كل حجة أو عمرة كانت أو تكون ومن قرأها في موقف عرفة مأة
مرة: كان له أجر المجاهدين إلى يوم القيامة ومن قرأها في مسجد منى
سبعين مرة كان له أجر كل صدقة تصدق بها أو يتصدق بها إلى يوم القيامة
ومن قرأها في جوف الكعبة كان له أجور الصديقين والشهداء إلى يوم القيامة
ومن قرأها في مسجد المدينة عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إحدى وعشرين مرة كان له أجور أهل الجنة إلى يوم القيامة وكتب له مثل
أجر النبيين (4).

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: بقوة.
(2)...
(3) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث
10 من الباب 32 من أبواب أحكام شهر رمضان وعن كتاب الاقبال
لعلي بن موسى بن طاووس في الحديث العاشر من الباب الأول من أبواب
نافلة شهر رمضان.
(4) هذا الحديث أجنبي عن فضائل شهر رمضان ولعل ذكره هنا
سهو أو كان له تكملة فنسيت ومثله الحديث رقم 113.
118

116 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله بن مهران عن صالح بن عقبة
عن المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد الله الصادق عليه السلام إنا أنزلناه
فقال: من أبين فضلها على السور قال: قلت وأي شئ (1) أفضلها قال:
نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها قلت في ليلة القدر التي نرتجيها
من رمضان قال: هي ليلة قدرت السماوات والأرض فيها (2):
117 - حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب
ابن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عم زرارة بن أعين عن
أبي جعفر محمد عليه السلام قال: بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة
والزكاة والصوم والحج والولاية وقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الصوم جنة من النار (3).
118 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه
عن محمد بن أبي عمير عن السمان الأرمني عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إذا رأى الصائم قوما يأكلون أو رجلا يأكل سبحت كل شعرة
منه (4).

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: وأي شئ في أفضلها.
(2)...
(3) رواه في الكافي بسنده المعتبر عن أبي جعفر عليه السلام والصدوق
في الفقيه مرسلا ورواه في الوسائل عنهما في الباب 1 من أبواب مقدمة
العبادات الحديث 2 وغيره وفي 1 / 1 من أبواب الصوم المندوب وتقدم
بهذا المضمون تحت الرقم 65 و 106.
(4) أخرجه في الوسائل عن الكافي في الحديث الأول من الباب 9
من أبواب آداب الصائم وفيه: ابن أبي عمير عن سلمة السمان الخ
وفي ذيله عن الكافي المطبوع: علي بن إبراهيم عن أبيه عن السمان
الأرمني الخ وهما واحد.
119

119 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار
عن سهل بن زياد الآدمي عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن عمر
ابن يزيد عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من
صام لله عز وجل يوما في شدة الحر فأصابه ظلما وكل الله به الف ملك
يمسحون بوجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عز وجل: ما أطيب ريحك
وروحك، ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له (1).
120 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه
إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن سلمة بياع السابري عن أبي الصباح
الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره
وفرحة عند لقاء ربه عز وجل (2).
121 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي عن سهل
ابن زياد الأزدي عن منصور بن العباس عن عمرو بن سعيد عن الحسن
ابن صدقة قال: قال أبو الحسن عليه السلام: قيلوا فان الله يطعم الصائم
في منامه ونسقيه (3).

(1) أورده في الوسائل عن الكافي والفقيه والمجالس وثواب الأعمال في
الحديث الأول من الباب 3 من أبواب الصوم المندوب وفيه: عن منذر بن يزيد
(2) أورده في الوسائل عن الكافي والفقيه في الباب الأول من أبواب
الصوم المندوب الحديث السادس وفيه: سلمة صاحب السابري، وهما واحد.
(3) ذكره في الوسائل عن الكافي والفقيه وثواب الأعمال في الحديث 1
من الباب 2 من أبواب آداب الصائم وذكره في مستدرك الوسائل عن كتاب
فضائل الأشهر الثلاثة بعين السند والمتن في الحديث 1 من الباب 1 منها
وفي كتاب ثواب الأعمال ذكر تحت عنوان: ثواب الصيام، ومن
هذا وغيره تعرف ان هذا الحديث لا يناسب ذكره في خصوص فضائل
شهر رمضان وكذا الحديث الذي بعده.
120

122 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن
بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى
إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي فقال: يا رب أجلك عن المناجاة
لخلوف فم الصائم فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا موسى لخوف فم
الصائم أطيب عندي من ريح المسك (1).
123 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن هارون بن مسلم عن مسعدة (2) عن أبي عبد الله عليه السلام
ان رسول الله صلى الله عليه وآله: قال: ان الله عز وجل وكل ملائكة
بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى
أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلا استجبت لهم
فيه (3).
134 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي عن محمد
ابن حسان عن محمد بن علي عن علي بن النعمان عن عبد الله بن طلحة

(1) ذكره في الوسائل عن الكافي والفقيه في الباب الأول من أبواب
الصوم المندوب الحديث 5.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن هارون عن سعد بن عبد الله
عن أبي عبد الله، والصحيح ما في المتن.
(3) أخرجه في الوسائل عن المحاسن والكافي والفقيه والمقنعة في
الحديث 3 من الباب الأول من أبواب الصوم المندوب.
121

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما (1).
125 - حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن
محمد بن أبي عمير عن سليم عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
عز وجل: استعينوا بالصبر والصلاة يعني الصيام والصلاة وقال عليه السلام
إذا نزلت الرجل النازلة أو الشدة فليصم فان الله عز وجل يقول: واستعينوا
بالصبر يعني الصيام (2).
126 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي
ابن عبد العزيز قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ألا أخبرك بأصل
الاسلام وفرعه وذروة الاسلام وسنامه قلت بلى قال: أصله الصلاة وفرعه
الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله ألا أخبرك بأبواب الخير؟:
الصوم جنة (3).
127 - حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم
عن أبيه عن الحسين بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن
أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال:

(1) رواه في كتاب ثواب الأعمال بسند معتبر تحت عنوان: ثواب
الصائم وذكره في المجالس ص 329 المجلس 82 وصاحب الوسائل أورده عن
المشايخ الثلاثة في 12 / 1 من أبواب الصوم المندوب باسقاط: نائما.
(2) أخرج في الوسائل نحوه عن الكافي والفقيه والعياشي في 1 / 2
من أبواب الصوم المندوب وكذا في البحار عن العياشي في باب فضل الصيام.
(3) أخرجه في الوسائل 3 / 1 من أبواب مقدمة العبادات باختلاف
يسير متنا عن الكافي في الأصول والفروع والفقيه والتهذيب والمحاسن
وكتاب الزهد للحسين بن سعيد.
122

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان
الصيام (1).
128 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل
الا أن يشهد عرفة (2).
129 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدثنا أبي عن محمد
ابن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن المسمعي أنه
سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده ويقول: إذا دخل شهر رمضان
فاجهدوا أنفسكم فيه فان فيه تقسيم الأرزاق ويثبت الآجال ويكتب وفد الله
الذين يفدون إليه وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر (3).
130 - حدثنا محمد بن أحمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي قال: حدثنا البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا
محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام
قال: شهر رمضان شهر رمضان والصائمون فيه أضياف الله وأهل كرامته
من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله واجتنب ما حرم

(1) أورده في الوسائل عن المحاسن البرقي بسند معتبر في الباب الأول
من أبواب الصوم المندوب الحديث الواحد والأربعون وفيه: على كل،
بدل: لكل والأجساد، بدل: الأبدان.
(2) أخرجه في الوسائل عن الكافي بسند آخر والفقيه بعين السند
والمتن في الحديث 6 من الباب 18 من أبواب احكام شهر رمضان ورواه
في التهذيب ج 1 ص 406.
(3) سبق هذا الحديث تحت الرقم 90 كما قد سبق هناك تعليقتنا عليه.
123

الله عليه دخل الجنة بغير حساب (1).
131 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن
القسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان (2) بن داود المنقري عن حفص بن
غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن شهر رمضان
لم يفرض الله صيامه على أحد من الأمم قبلنا فقلت له فقول الله عز وجل:
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون) قال: إنما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم
ففضل به هذه الأمة وجعل صيامه فرضا على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى أمته (3).
132 - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن
إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال: حدثنا
الحسن علي بن المعروف بأبي على الشامي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد
الزبرقاني قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا عاصم بن سليمان
قال: حدثنا جويبر (4) عن الضحاك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شعبان شهري
وشهر رمضان شهر الله فمن صام شهري كنت له شفيعا يوم القيامة ومن
صام شهر الله عز وجل آنس الله وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن سليم بن داود
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن سليم بن داود
(3) أخرج نظيره بغير هذا السند في مستدرك الوسائل من كتاب
فضائل الأشهر الثلاثة في ذيل الحديث 16 من الباب 1 من أبواب أحكام
شهر رمضان ويأتي في ذيل الحديث المرقم 149.
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: جرير.
124

من قبره مبيضا وجهه وأخذ الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتى يقف بين
يدي ربه عز وجل فيقول: عبدي فيقول: لبيك سيدي فيقول عز وجل:
صمت لي قال (1) فيقول: نعم يا سيدي فيقول تبارك وتعالى: خذوا
بيد عبدي حتى تأتوا به مني فأوتي به فأقول: له صمت شهري فيقول
نعم فأقول: أنا اشفع لك اليوم قال: فيقول الله تبارك وتعالى: أما حقوقي
فقد تركتها لعبدي وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه حتى
يرضى قال النبي صلى الله عليه وآله فآخذ بيده حتى انتهى به إلى الصراط
فأجده دحضا (2) مزلقا لا يثبت عليه اقدام الخاطئين فآخذ بيده فيقول لي
صاحب الصراط من هذا يا رسول الله فأقول هذا فلان من أمتي كان قد
صام بالدنيا شهري ابتغاء شفاعتي وصام شهر ربه ابتغاء وعده فيجوز
الصراط بعفو الله عز وجل حتى ينتهي إلى باب الجنتين فاستفتح له فيقول
رضوان: لك أمرنا أن نفتح اليوم ولأمتك قال: ثم قال أمير المؤمنين
عليه السلام: صوموا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله يكن لكم شفيعا
وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم (3).
133 - حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الأحمداني الأسواري
الفقيه قال: حدثنا مكي بن أحمد بن سعدويه البروغي قال: حدثنا أحمد بن
عبد الله الفقيه قال: حدثنا أبو عمرو يعقوب بن يوسف القزويني ببغداد قال (4)

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: صمت لي: فيقول: نعم..
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: رحضا.
(3)...
(4) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: قال حدثنا أبو القاسم ابن
الحكم المعري وفي أمالي المفيد (ره): القاسم بن الحكم العرني وهو
الصحيح كما في ذيل الحديث هنا.
125

أبو القاسم بن الحكم العري قال: حدثنا هاشم بن الوليد عن حماد بن
سليمان السدوسي قال: حدثنا شيخ يكنى أبا الحسن عن الضحاك بن مزاحم
عن عبد الله بن عباس انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان
الجنة لتحبر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة
من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المتنزه (1) يصفق ورق
الأشجار من الجنة وحلق المصاريع فيسمع من ذلك طنين لم يسمع صوت بأحسن
منه فتتزين الحور العين تقف بين شرف الجنة فينادين هل من
خاطب إلى الله عز وجل فنتزوجه ثم قالت الملائكة يا رضوان ما هذه الليلة
فيلبيهن بالتلبية ثم يقول: يا خيرات حسان هذه أول ليلة من شهر رمضان
فتحت (2) الجنان للصائمين من أمة محمد ويقول الله عز وجل يا رضوان
افتح أبواب الجنان يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين القائمين من
أمة محمد يا جبرئيل اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال
ثم اقذفهم في لجج البحار
حتى لا يفسدوا في أمة حبيبي صيامهم قال:
وينزل الله عز وجل ملائكته في كل ليلة في شهر رمضان ثلاث مرات يقول
الله عز وجل هل من سائل فاعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل
من مستغفر فأغفر له من يقرض الملي غيره المعدم والوفي غير الظلوم فان الله
تبارك وتعالى في كل يوم من شهر رمضان عند الافطار عتيق من النار فإذا
كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منهما ألف ألف عتيق
من النار كلهم قتد استوجبوا العذاب فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: المنزه.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: سقط من هنا إلى قوله:
فيقولون يا أمة محمد (ص)
وهذا المقدار من الساقط أدرجه في وسط الحديث
المرقم 134.
126

أعتق في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره فإذا كان ليلة
القدر أمر الله عز وجل جبرئيل فهبط في كوكبة من الملائكة إلى الأرض
ومعه لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح منها جناحان
لا ينشرهما الا في ليلة القدر فينشرهما في تلك الليلة فيتجاوز المشرق والمغرب
ويبث جبرئيل عليه السلام الملائكة في هذه الأمة (1) فيسلمون على كل قائم
وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا
طلع الفجر نادى جبرئيل يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبرئيل
ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد؟ فيقول: إن الله عز وجل قد نظر
إليهم في هذه الليلة وغفر لهم إلا أربعة فقيل يا رسول الله من هؤلاء الأربعة
قال: رجل مات مدمن خمر وعاق والديه وقاطع رحم ومشاخن (2)
قيل يا رسول الله وما المشاخن؟ قال: هو المصارم فإذا كانت ليلة الفطر
سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كانت غداة الفطرة بعث الله عز وجل
الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض فيطوفون (على) إلى أفواه
السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والأنس فيقولون
يا أمة محمد اخرجوا إلى ربكم رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم فإذا
برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل: يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا
عمل عمله؟ فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره قال: فيقول
عز وجل: فإني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان
وقيامهم رضائي ومغفرتي ويقول جل جلاله: يا عبادي سلوني

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: ويبيت جبرئيل في هذه الليلة
فيسلمون.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: وشاطن قيل يا رسول الله
وما الشاطن؟
127

فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم
ولدنياكم إلا نظرت لكم وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما رأيتموني وعزتي
لا أخزينكم ولا أفضحنكم بين يدي أصحاب الخلود انصرفوا مغفورا لكم
قد أرضيتموني فرضيت عنكم فتعرج الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل
هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان: (1).
قال أبو عمرو القزويني: سألني عن هذا الحديث الحسن بن عرقة
العبدي سنة ست وأربعين فحدثته به وكان الحسن يحدث عن رجل عن
قاسم بن الحجم العرني.
134 - حدثنا أبو الحسن بن علي بن عبد الله بن أحمد الأسوري قال:
حدثنا مكي بن أحمد بن سعدويه البردعي قال: أخبرنا أبو إسحاق
إبراهيم بن سححون (2) قال: حدثنا عمرو بن زبال أبو حفص (3) قال:

(1) أورده الشيخ المفيد في أماليه بسنده إلى القاسم بن الحكم العرني
في الحديث 3 من المجلس 27 وفيه: قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمد السيرافي (وهو الشيخ المكنى بأبي الحسن في المتن) وفيه: ان الجنة
لتنجد، بدل، لتحبر والمثيرة، بدل المتنزه ويبرزن الحور، بدل
فتتزين الحور، وعلى أمة حبيبي، بدل، في أمة حبيبي وعند الافطار
الف الف عتيق، بدل، عند الافطار عتيق وفيه كتيبة، بدل، كوكبة
وبعث جبرئيل، بدل، يبث جبرئيل وفي هذه الليلة، بدل، في هذه
الأمة وغفر عنهم، بدل، وغفر لهم وفيه: ويقفون على أفواه السكك
وفيه: وقيامهم فيه رضائي.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: سجحون.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء، قال أبو حفص.
128

خاتم بن عبيدة قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا يوسف بن زياد
عن همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جذعان عن سعيد بن المسيب عن
سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر
يوم شعبان فقال: أيها الناس فإنه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك
شهر فيه ليلة خير من الف شهر جعل الله صيامه فريضة من تقرب فيه
بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه
فريضة كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه (وهو) فهو شهر الصبر والصبر
ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه الرزق للمؤمنين من فطر فيه
صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار من غير أن ينتقص من
أجره شيئا (1) قيل يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال
صلى الله عليه وآله وسلم يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على قطرة
من لبن أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضه شربة
لا يظمأ بعده حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره
عتق من النار ومن خفف فيه عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار
فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لأغنى
بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله
وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوذون به
من النار (2).
135 - وحدثنا بهذا الحديث أبو محمد عبد الله بن حامد (خالد)
قال: حدثنا حامد (بن محمد) الرقاء الهروي قال: حدثنا الحسين بن

(1) كذا في النسخ.
(2) تقدم ذكره نظيرا في أول الباب تحت الرقم 1 راجع ما كتبناه
هناك في التعليقة:
129

ابن إدريس قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا يوسف بن زياد
عن همام بن يحيى عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر شعبان وذكر الحديث
مثله سواء (1).
136 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري
قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون النساي (2) قال: حدثنا محمد
ابن عبد الله الأزدي ببغداد وكان ثقة قال: حدثنا الحسن بن عبد الوهاب
ابن عطا قال: حدثنا الهيثم بن أبي الحداري عن زيد العمي عن أبي نضرة (3)
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أعطيت أمتي
في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبلي.
أما واحدة - فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليه
ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا.
وأما الثانية - فان خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من
ريح المسك.
وأما الثالثة - فان الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم.
وأما الرابعة - فان الله عز وجل يأمر جنته أن استعدي وتزيني
لعبادي فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى جنتي
وكرامتي.

(1) تقدم ذكره نظيرا في أول الباب تحت الرقم 1 راجع ما كتبناه
هناك في التعليقة:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: النسائي.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: أبي نصرة وكذا في السند الآتي
130

وأما الخامسة - فإذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا فقال رجل:
ليلة القدر يا رسول الله؟ فقال: ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم
وفوا (1).
137 - حدثنا بهذا الحديث أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرني
إبراهيم بن محمد عن الهيثم بن الحراري عن زيد العمي عن أبي نضرة قال:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أعطيت
أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن أمة نبي قبلي وذكر الحديث مثله
سواء (2).
138 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري
قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن خالد (جابر) البخاري قال: حدثنا أبو سهل
محمد بن عبد الله بن سهل المطوعي قال: حدثنا سفيان بن عبد الحكيم قال:
أخبرني يحيى بن عبد الله السلمي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال:
حدثا يحيى بن أيوب قال: حدثنا عبد الله بن قريط عن عطا بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
من صام شهر رمضان يعرف حدوده ويتحفظ كما ينبغي له أن يتحفظ فقد
كفر ما كان قبله (3).
139 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا
أبو عمرو محمد بن جابر البخاري قال: حدثنا أبو سهل المطوعي قال:
حدثني سفيان بن عبد الحكيم قال: حدثنا يحيى بن عبد الله السلامي قال:
حدثنا عبد الله بن المبرد قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو

(1) تقدم ذكره مع تخريجه في الحديث تحت الرقم 69.
(2) انظر الحديث المرقم 69.
(3)...
131

عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
يخطب فقال في خطبته: أيها الناس من صام شهر رمضان في إنصاف
وسكون وكف سمعه وبصره ولسانه من الكذب والحرام والغيبة والأذي
قرب يوم القيمة حتى تمس ركبتيه ركبة إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام (1)
140 - حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا
أبو عمرو أحمد بن محمد البستري ببستر قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن
يحيى بن زهير العسري (2) قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني
قال: حدثنا أبو غياث قال: حدثنا جرير بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق
عن مسروق عن عايشة أنها قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء إلى أن
توارى (3) بالحجاب فان صلى ركعة أو ركعتين تطوعا أضائت له
السماوات نورا من أزواجه الحور العين وقلن اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا
إلى رؤيته وإن هلل أو سبح تلقاه سبعون الف ملك يكتبون إلى أن توراى
بالحجاب (4).
141 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه بمرو الرود قال:

(1) أخرجه في الوسائل عن كتاب عقاب الأعمال في الحديث الخامس
من الباب 11 من أبواب آداب الصائم وفيه: وسكوت وكف سمعه
وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب تقربا قربة الله منه حتى تمس
ركبتاه ركبتي إبراهيم الخ.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: المصري.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: توارى الشمس.
(4)...
132

حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الأنطاكي بأنطاكية
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر الحلبي بالصيصية قال: حدثنا الصيعية
الكبير (1) بن المعاني قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا داود بن
أبي هند (عند) عن أبي نضرة عن عطا بن أبي رياح عن أبي سعيد الخدري
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم: إن أبواب السماء
لتفتح في أول ليلة من شهر رمضان ثم لا تغلق إلى آخر ليلة منه وليس من عبد
يصلي في ليلة منها إلا كتب الله له بكل سجدة ألفا وخمسمأة حسنة
ويبني له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء لها سبعون الف باب منها (2)
قصر من ذهب موشحا بياقوتة حمراء لها سبعون الف باب فإذا صام يوما
من شهر رمضان غفر له كل ذنب تقدم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان
وكان كفارة إلى مثلها من الحول وكان له بكل يوم يصومه من شهر
رمضان قصر له الف باب من ذهب واستغفر له سبعون الف ملك يدعونه
إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها من ليل أو نهار
شجرة يسير فيها الراكب الف عام (3).
142 - حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني قال:
حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن يعقوب بن يوسف الرازي قال: حدثنا محمد

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: حدثنا داود بن الكبير بن
المعاني قال: حدثنا محمد بن مروان:
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: لكل باب منها.
(3) أخرجه في مستدرك الوسائل عن كتب النوادر للسيد فضل الله الراوندي
بسنده إلى أبي سعيد الخدري بقليل من التغيير وتقديم وتأخير يسير في الحديث
الثاني من الباب 11 من أبواب احكام شهر رمضان وفيه: لكل باب منها
مصراعان من ذهب موشح بياقوتة حمراء.
133

ابن يونس الكريمي قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا زمعة عن سلمة
عن عكرمة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم هوله غير صيام هو لي وأنا
أجزي به والصيام جند العبد المؤمن من النار يوم القيامة كما يقي أحدكم
سلاحه في الدنيا ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح
المسك وان للصائم فرحتين حين يفطر فيطعم ويشرب وحين يلقاني فادخله
الجنة (1).
(خبر الصلاة في آخر ليلة من شهر رمضان)
143 - حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني قال:
حدثنا أبو عمران موسى بن الحسين الباغشي المؤدب قال: حدثنا أبو عبد الله
حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني قال:
حدثنا أبو عمران موسى بن الحسين الباغشي المؤدب قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد القرشي (القرمي) قال: أخبرنا الحسين بن علي بن
خالد قال: حدثنا معروف بن الوليد قال: حدثنا سعد بن (2) قال:
حدثنا أبو طيبة عن كرد بن (3) وبرد الحاد (وى) عن الربيع بن خيثم عن
عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال: والذي بعثني بالحق
أن جبرئيل أخبرني عن إسرافيل عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: من صلى
في آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة
الكتاب مرة وقل هو الله أحد، عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده

(1) أخرجه في الوسائل عن الخصال في الحديث 27 من الباب الأول
من أبواب الصوم المندوب.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: سعد بن عبد الله.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عن كردين وبرد الحادي.
134

عشر مرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ويتشهد
في كل ركعتين ثم يسلم فإذا فرغ من آخر عشر ركعات قال بعد فراغه
من التسليم: استغفر الله، الف مرة، فإذا فرغ من الاستغفار سجد
ويقول في سجوده: (يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين يا إله
الأولين والآخرين اغفر بنا ذنوبنا وتقبل منا صلاتنا وصيامنا
وقيامنا) قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق أنه لا يرفع
رأسه من السجود حتى يغفر الله له ويتقبل منه شهر رمضان ويتجاوز عن
ذنوبه وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا كل ذنب أعظم من ذنوب العباد
ويتقبل من جميع أهل الكورة التي هو فيها وقال النبي صلى الله عليه وآله
لجبرئيل عليه السلام: يا جبرئيل يتقبل الله منه خاصة شهر رمضان ومن
جميع أهل بلاده عامة قال: نعم والذي بعثك أنه من كرامته عليه وعظم
منزلته لربه يتقبل الله منه ومنهم صلاتهم وصيامهم وقيامهم ويغفر لهم ذنوبهم
ويستجيب له دعائه والذي بعثني بالحق أنه متى صلى هذه الصلاة واستغفر
هذا الاستغفار يتقبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه ويغفر له ويستجيب
دعائه لديه لان الله جل جلاله يقول في كتابه: استغفروا ربكم انه كان
غفارا ويقول: واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وقال: والذين إذا فعلوا
فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب
الا الله ويقول عز وجل: وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا
حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وقال عز وجل: واستغفره
انه كان توابا وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هذه هدية لي خاصة
ولأمتي من الرجال والنساء لم يعطها الله عز وجل أحدا ممن كان قبلي من
135

الأنبياء وغيرهم (1).
144 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة
قال: حدثنا محمد بن الحسن القاضي أبو علي التمار قال: حدثنا جعفر بن
محمد المستفاض الفرياني القاضي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد البرسي
قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحييه ولا
يختمه (2).
145 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا جعفر
ابن محمد بن نوح قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حماد قال:
حدثنا عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدرك شهر رمضان
بمكة فصامه وقامه بما تيسر له عدل مأة الف شهر فيما سواه من البلد وكان

(1) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان إلى قوله:
فإنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله في الحديث 3 من الباب 8
من أبواب نافلة شهر رمضان من كتاب الصلاة والبقية أسقطها لخروجها
عن مقصوده ولذا قال بعد الجملة المذكورة: ثم ذكر ثوابا جزيلا، ثم
إن في نسخة الوسائل: القوسي بدل القرشي (القرمي) ومعروف بن
الوليد عن سعد عن أبي طيبة عن كردين عن الربيع وأخرجه إلى قوله:
العباد، عن ثواب الأعمال في الحديث 3 من الباب 1 من أبواب بقية
الصلوات المندوبات وفيه: من صلى ليلة الفطر عشر وفيه: جميع العباد.
(2) أخرجه في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث 12
من الباب 32 من أبواب احكام شهر رمضان:
136

له بكل يوم حملان فرس في سبيل الله وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله
في كل ليلة عتق رقبة وكل يوم صدقة وكل ليلة صدقة وكل يوم شفاعة
وكل ليلة شفاعة وكل يوم درجة (1).
146 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا محمد بن أبي الصهبان عن ابن أبي عمير قال: قال موسى بن جعفر
عليه السلام: من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من
ذنوبه (2).
147 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن
زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم
ابن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية الضرير (3) عن إسماعيل بن مهران
قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من اغتسل ليالي الغسل
من شهر رمضان خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه فقلت: يا بن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ليالي الغسل؟ قال: ليلة سبع عشرة
وليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان
قال: فقلت: هل فيها صلاة غير ما في ساير ليالي الشهر قال: لا، إلا
في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين (لان) فان فيها يرجو ليلة القدر
ويستحب أن يصلي في كل ليلة منها مأة فان فعل ذلك أعتقه الله من النار وأوجب له الجنة

(1)...
(2) أورده في الوسائل عن كتاب فضائل شهر رمضان في الحديث 11
من الباب 32 من أبواب احكام شهر رمضان.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: حدثنا معاوية الضرير.
137

وشفعه في مثل ربيعة ومضر (1)
148 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي
السكري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن
محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد
ابن علي الباقر صلوات الله عليهما قال: من أحيى ليلة ثلاث وعشرين من
شهر رمضان وصلى فيها مأة ركعة وسع الله عليه معيشته وكفاه أمر من
بعاديه وأعاذه من الغرق والهدم والسرق من شر الدنيا ورفع عنه هول منكر
ونكير وخرج من قبره ونوره يتلألأ لأهل الجمع ويعطى كتابه بيمينه ويكتب
له براءة من النار وجواز على الصراط وأمان من العذاب ويدخل الجنة
بغير حساب ويجعل فيه رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا (2).

(1) ذكره في مستدرك وسائل الشيعة عن الصدوق في كتاب فضائل
الأشهر الثلاثة - بنفس السند وقسم من المتن إلى قوله: من شهر رمضان
ثم قال: الخبر - في الحديث 2 من الباب 2 من أبواب الأغسال المسنونة
وذكر البقية بنفس السند والمتن في الحديث الثالث من الباب 1 من أبواب
نافلة شهر رمضان.
(2) أورده في الوسائل صدره إلى قوله: معيشته، عن كتاب فضائل
شهر رمضان في الحديث 13 من الباب 32 من أبواب الاحكام شهر رمضان
وقال: الحديث وفيه: ثواب جزيل، وأخرج جميعه عن كتاب روضة
الواعظين (لمحمد بن علي بن أحمد الفتال المتوفي حدود سنة 508) في
الحديث 5 من الباب الأول من أبواب نافلة شهر رمضان وفيه: معيشته
في الدنيا وفيه: من شر السباع وفيه: ويجعل فيها.
138

(خبر وداع شهر رمضان)
149 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
السعيد الهمداني مولى بني هاشم عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكي
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر رمضان فلما بصر بي قال لي:
يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل:
(اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه فان جعلته
فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما) فإنه من قال ذلك ظفر
بإحدى الحسنيين إما ببلوغ شهر رمضان واما بغفران الله ورحمته ثم قال
عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لن يفرض من صيام شهر رمضان فيما
مضى إلا على الأنبياء دون أممهم وإنما فرض عليكم ما فرض على أنبيائه
ورسله قبلي إكراما وتفضيلا والذي بعثني بالحق ما أعطى الله نبيا من أنبيائه
فضيلة إلا أعطانيها ولقد أعطاني ما لم يعطهم وفضلني على كافتهم وأنا سيدهم
وخيرهم وأفضلهم ولا فخر (1).

(1) أخرج في مستدرك الوسائل ذيله بعين السند إلى قوله: وتفضيلا
عن كتاب فضائل الأشهر الثلاثة في الحديث 16 من الباب الأول من
أبواب احكام شهر رمضان وتقدم نظيره هنا تحت الرقم - 131 - واخرج
صدره بعين السند إلى قوله: رحمته في الحديث الرابع من الباب 24 من
أبواب أحكام شهر رمضان وأورده في الوسائل صدره إلى قوله: ورحمته
عن كتاب الاقبال في الحديث الثاني من الباب 37 من أبواب احكام
شهر رمضان
139

150 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي بن عبدان
قال: حدثنا محمد بن حمويه الاسفراري (1) قال: حدثنا مسلم إبراهيم
قال: حدثنا عمرو بن حرة (2) العبيني قال: حدثنا خلف بن
الربيع عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى عليه وآله:
لما أحضر (3) شهر رمضان سبحان الله ماذا يستقبلكم وماذا تستقبلون؟
قالها ثلاثا فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أوحي نزل أو عدو حضر؟
قال: لا ولكن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من رمضان لكل أهل
هذه القبلة قال: وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه ويقول: بخ بخ فقال
له النبي صلى الله عليه وآله: ضاق صدرك بما سمعت قال: لا والله
يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وآله:
ان المنافق وليس لكافر فيها شئ (4).
151 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا حامد بن محمد
الرقا الهروي قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا عبد الله بن رجا
قال: حدثنا حريز بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن برده عن
ابن مسعود أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - وقد أهل
رمضان -: لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أن يكون رمضان سنة فقال

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: الاسفرائني.
(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: عمرو بن حمزة.
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء: لما حضر.
(4) أخرجه في مستدرك الوسائل عن كتاب النوادر للسيد فضل الله
الراوندي في الحديث 6 من الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان
وفيه لما حضر، وفيه: كأنك ضاق وفيه: المنافق كافر وليس لكافر
في ذا شئ:
140

رجل من خزاعة: حدثنا عنه يا رسول الله قال: إن الجنة تزين من
رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح
من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فينظر (1) حور العين إلى ذلك
فيقلن يا رب اجعل لنا من لدنك عبادك في هذا الشهر أزواج تقر أعيننا
وتقر أعينهم بنا فما من عبد يصوم شهر رمضان إلا زوج زوجة من الحور
العين في خيمة من در مجوف مما نعت الله عز وجل: (حور مقصورات في
الخيام) على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى
وسبعون لونا من الطيب ليس فيها لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن
سبعين (2) سريرا من ياقوتة حمراء منسوجة بالدر على كل سرير سبعون
فراشا بطائنها من إستبرق فوق السبعين سبعون أريكة لكل امرأة سبعون
الف وصيف وسبعون الف وصيفة مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها
لون من الطعام يجد الآخر (3) لقمة منها لذة لا يجد لأولها ويعطى زوجها
مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوار من ذهب منسوج بياقوت
أحمر، هذا لكل يوم صام من رمضان سوى ما عمل من الحسنات (4).
152 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي بن عبدان
قال: حدثنا منصور قال: حدثنا عبد العزيز عن أبي سهل نافع بن
مالك عن أبيه عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى عليه وآله:

(1) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء (ره): فتنظر وكذلك في
المستدرك.
(4) أخرج في المستدرك ما هو قريب منه جدا في الحديث 5 من
الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان.
(2) الصحيح: سبعون:
(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء (ره): الآخذ.
141

إذا استهل شهر رمضان غلقت أبواب النار وفتحت له أبواب الجنة وصفدت
الشياطين (1).
153 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي بن عبدان
قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير قال: أخبرنا ابن جريح قال: أخبرني
ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنيس (أمين عن أبيه أنه سمع أبا هريرة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخل شهر رمضان
فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين (2).
154 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا محمد بن الحسين
الزعفراني بواسط قال: حدثنا إسماعيل بن محمد قال: حدثني ابن إبراهيم
قال: أخبرنا هشام عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صام رمضان ايمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (3).
155 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: حدثنا الحسن بن
يعقوب قال: حدثنا نجيب بن أبي طالب قال: أخبرنا عبد الوهاب بن
عطا قال حدثنا محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال

(1) أخرجه المستدرك عن كتاب النوادر للسيد فضل الله الراوندي
في الحديث 8 من الباب 11 من أبواب أحكام شهر رمضان وفيه عبد العزيز
ابن محمد عن سهيل بن مالك عن أبيه أن أبي هريرة قال.. وفيه: وفتحت
أبواب الجنة وفي الباب المذكور وغيره شواهد لذلك.
(2)...
(3) ذكر في الوسائل عن المقنعة ما يقارب هذا المضمون في الحديث 7
من الباب 11 من أبواب آداب الصائم:
142

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صام رمضان ايمانا واحتسابا
غفر الله ما مضى من ذنوبه (1).
156 - قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: حدثنا مكي
ابن عبدان قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا عبد الله بن نمير
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: حسنة يعملها ابن آدم تضاعف عشر إلى سبعمأة ضعف يقول الله
عز وجل إلا الصيام هو لي وأنا أجزى به بترك شهوته من أجلي: فرحتان
للصائم فرحة عند فطره وفرحة يوم يلقى ربه وخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك، الصوم جنة (2).
157 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا حامد بن محمد
قال: حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا أبو عاصم عن الحجاج وهو ابن أبي عثمان
عن الحسين عن محمد بن علي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة
المظلوم (3).

(1) في أمالي الشيخ الطوسي طبع النجف الجزء 5 ص 149 بسنده
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وساق الحديث إلى قوله:
من ذنوبه وزاد: ومن صلى ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم
من ذنبه، وتقدم ما هو من قبيله في الحديث المرقم 94، انظر تعليقنا عليه.
(2) تقدم كل جزء من متن هذا الحديث في ضمن كل من الأحاديث
المرقمة 120، 122، 126، 142 وعلى الجملة مضمونه منتشر في ضمن
عدة أحاديث.
(3) نقله بهذه الصورة في الجامع الصغير الجزء 1 طبع مصر ص 137
عن العقيلي والبيهقي ولكن المتن من طرقنا ورد بصورة أخرى وهي:
أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش
الوالد لولده والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حين (حتى) يرجع والصائم
حين (حتى) يفطر، وسائل الشيعة الجزء الرابع من الطبعة الحديثة
ص 1153 وتقدم تحت الرقم 64 و 104.
143

158 - حدثنا: أبو محمد عبد الله بن حامد قال: أخبرنا إبراهيم
ابن محمد بن عبد الله قال: حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال: حدثنا يحيى بن
أيوب العابد قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو المطلب عن أبي سعيد بن سعيد المقري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: رب صائم حظه من صيامه الجوع ورب قائم حظه
من قيامه السهر (1).

(1) أخرج في المستدرك عن البحار في الحديث 7 من الباب 9 من
أبواب آداب الصائم ما يؤكد هذا المتن فان فيه: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه
العطش وهذا المضمون واصل عن أمير المؤمنين عليه السلام نقله المستدرك
عن نهج البلاغة في الحديث 5 من الباب المذكور ورواه الشيخ أبو علي
ابن شيخ الطائفة الطوسي في أماليه الجزء السادس الحديث 29 بسنده إلى
يحيى بن داود قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل قال: أخبرنا عمرو بن أبي عمرو
عن المقبري عن أبي هريرة وزاد بعد الجوع: والعطش ونقل عنه في
الوسائل في الحديث 9 من الباب 12 من أبواب مقدمة العبادات ورواه
البحار عن الأمالي في الجزء 20 من الطبعة القديمة ص 74 باب آداب الصائم.
144

خاتمة الكتاب والتعريف به
يقول المفتقر إلى رعاية ربه الحي القيوم الديان الشيخ ميرزا غلام
الرضا عرفانيان: أيها القراء والكرام هذا هو الختام لهذا هو الختام لهذا الأثر النافع العام
لأهله من الخواص والعوام وهو كتاب: فضائل الأشهر الثلاثة. رجب
شعبان. رمضان وهو تراث إسلامي يطبع لأول مرة للشيخ الأجل رئيس
المحدثين النحرير الأعظم محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الصدوق أبي جعفر المتوفي سنة 318 ه‍ وقد شهد جمع من الأعلام بأن له
كتاب بهذا الرسم والاسم وصرح هو (قدس سره) بنفسه في مواضع ثلاثة
من كتاب من لا يخضره الفقيه وفي كتاب الخصال باسم هذا الكتاب على
ما شرحناه في المقدمة ص 3 - 5 نسخته أولا بيدي لنفسي عن النسخة التي
كتبها الشيخ شير محمد بن صفر علي الهمداني (ره) عن نسخة العالم الجليل
الحاج السيد أبي القاسم الأصفهاني النجفي إلى قريب من آخرها ثم أتمها من
نسخة الشيخ الجليل ميرزا محمد العسكري الطهراني في سنة 1349 ه‍ ثم قابلها
بنسخة أخرى كما أني أيضا طبقتها وعرضتها على نسخ عديدة على ما ترى عملية
العرض والتطبيق أثناء المرور على هذا المطبوعة.
ثم إني لأجل العرض على الرقابة استكتبت قرة عيني ابني الأكبر
الحاج محسن عرفانيان حفظه الله وجعله من خدمة شرعه وحفظته، فكتب
بخطه معه الدقة والمقابلة نسخة أخرى عن تلك النسخة التي اتفق لي الفراغ
من استنساخها نهار يوم الاثنين المصادف للخامس والعشرين من شهر صفر
سنة 1389 ه‍ فجاء تمام طبعها بالاهتمام البالغ بتاريخ 10 / 12 / 1396.
بقي شئ وهو أنه قد يقال: إن جملة من روايات هذا الكتاب
145

فيها إغراق ومبالغة في أوصاف عطايا الرب سبحانه لعبيده الأبرار في يوم
الجزاء فلذلك يضعف جانب اعتبارها ويقوى صرفها عن الحقيقة إلى طرز
من المجاز.
أقول: صاحب هذا المقال في غفلة عن حقيقة الحال الواردة في
كتاب الحق المتعال الذي أرسله إلى سيد العالمين البشير النذير محمد صلى الله
عليه وآله فقد جاء فيه ذكر إعطاء الجنة ونعيمها
بإزاء تقوى قليل وعمل
صالح ضئيل في أكثر من مأتين وستين آية مضافا إلى ما ورد فيه من موارد
كثيرة التي فيها ذكر الخلود في الجنة ونعيمها التي لا حد لها في لسان بعض
الاطلاقات القرآنية للمتقين والصالحين:
انظروا إلى بعضها: (وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها راضية. في جنة
عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية. فيها سرر مرفوعة.
وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة) (الغاشية ي 8 - 16)، (ان الأبرار لفي نعيم. على الأرائك ينظرون. تعرف في وجوههم
نضرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون. ومزاجه من تسنيم. عينا يشرب بها المقربون. إن الذين
أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون... فاليوم الذين آمنوا من الكفار
يضحكون. على الأرائك ينظرون) (المطففين، ى 22 - 35).
(إن للمتقين مفازا. حدائق وأعنابا. وكواعب أترابا. وكأسا
دهاقا. لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء من ربك عطاءا حسابا).
(النبأ: ى 31 - 36)
(ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب
بها عباد الله. يفجرونها تفجيرا... فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم
نضرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. متكئين فيها على
146

الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا. ودانية عليهم ظلالها وذلك
قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا.
قوارير من فضة قدروها تقديرا) (سوره دهر - ى 5 - 22):
ومد البصر إلى سورة الواقعة من الآية 10 إلى الآية 37 والى آيات
في سورة الرحمن (ولمن خاف مقام ربه جنتان. ذواتا أفنان... فيها
عينان تجريان.. 5 فيهما من كل فاكهة زوجان... متكئين على فرش
بطائنها من إستبرق وجنا الجنتين دان..
فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن
إنس قبلهم ولا جان... كأنهن الياقوت والمرجان... ومن دونهما
جنتان... مدهامتان... فيهما عينان نضاختان... فيها فاكهة
ونخل ورمان... فيهن خيرات حسان... حور مقصورات في الخيام
متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان):
وانظر إلى آيات في سورة الزخرف (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم
تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس
وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون. تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم
تعملون. لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) (ى 70 - 73).
والى آيتين في سورة الزمر (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من
فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار... وسيق الذين اتقوا ربهم
إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم
طبتم فادخلوها خالدين) (ي 20 و 73).
والي آية في سورة محمد صلى الله عليه وآله: (مثل الجنة التي وعد
المتقون. فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار
من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات)
(ى 15)
147

إلى غيرها من العدات والبشارات في الآيات وهكذا الروايات من
الطريقين الخاصة والعامة الصحيحة أو القريبة من التواتر بل كل كتاب إلهي من
الأديان الماضية فان فيها جميعا بشارات ومواعيد للمتقين بالجنات والنهر
والنعيم والسرر المصفوفة والقصور وحور العين والخلود فيها.
وان شئت أيها القارئ المؤمن بالغيب إقرأ حديثا واحدا معتبرا من
تلك الأحاديث وهو حديث الجنان والنوق المرقم 69 في روضة الكافي
ص 95 - 100 من الطبعة الحديثة لكي لا يبقى فيك عجب من هذا القبيل
من روايات هذا الكتاب والحمد لله معطي الكثير باليسير والجزيل بالقليل.
وهو أكرم الأكرمين.
148

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد
حسب رغبة السيد الشريف الطيب العطر المنيف الفهام حجة الاسلام
السيد أبي جواد عز الدين عبد العزيز ابن الزاهد العالم حجة الاسلام
والمسلمين المرحوم السيد جواد الطباطبائي دام عزه وعلاه وطلبه إلي أكتب له
ترجمتي وحياتي الدراسية وتأليفاتي من بلده أمري إلى هذا التاريخ وهو
يوم الأحد الخامس والعشرون من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1395 ه‍
وأنا بحمد الله تعالى في النجف الأشرف ولي غرفة للمطالعة والتدريس في
المدرسة الكبرى لآية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (قده)
ونور ضريحه.
أما مولدي وحياتي الدراسية:
فإني لما فتحت عيني وعرفت يمناي من يسراي وجدتني تحت تربية
والدي المرحوم المبرور العلامة المقدس الشيخ عبد النبي الخراساني وربما
كان يسمي: الشيخ نبي أو الشيخ غلام نبي.
ولقد كان رحمه الله تعالى محتاطا ورعا مجتنبا عن الشبهات وعالما عاملا
وكان يحدث أنه من كثرة احتياطاته ربما نسب إلى الأخبارية كما كان يحدث
أنه تلمذ على يد الآية الكبرى والحجة العظمى الحاج السيد آقا حسين
القمي (ره) حين إقامته في المشهد الرضوي وعلى ابن الآخوند الشيخ محمد
149

آقا زاده وبعده على أخيه الحاج ميرزا احمد وعلى الشيخ السالك
في الله صاحب النفس القدسية الميرزا حسن علي الأصفهاني رضوان الله
عليهم وعلى غيرهم.
والذي أتذكر أني في الصغر تعلمت القرآن الكريم في البيت وهكذا
تعلمت الفارسية والكتابة وفيه وبعد ذلك كان والدي قدس سره يدرسني
الصرف ومبادئ علم النحو وكان يذاكرني فيهما من البيت إلى غرفته في
المدرسة وهي المدرسة السعدية المشهورة في ذاك الوقت بمدرسة پائين پا التي
هدمت وبني مكانها المتحف والمكتبة للإمام الرضا عليه السلام (موزه
وكتابخانه ي آستان قدس رضوي) وكان (قدس سره مهتما بأمر دراستي
وكثيرا ما كان يرفع يده للدعاء ويطلب من الله سبحانه أن يجعلني مروجا
من مروجي دينه وشرعه... وهكذا الشأن إلى إصابة رزء كبير من سياسة
وحدة الشكل في الوقت فبعد تحملها واختفائه مدة اضطر إلى الانتقال من
داره الواقعة في جهة دروازة مير علي آمون وحيطة ميدان كهنه المعدودة
من محلة النوقان إلى السكنى في بعض القرى من شرقي مشهد مصطحبا معه
عائلته واشتغل هناك سنوات بتعليم الأهالي وأولادهم المسائل الشرعية والأحكام
الدينية وكان يلقى إليهم القضايا الأخلاقية ويفصل بينهم مشاكلهم العرفية
الاجتماعية إلى وقوع واقعة 26 من شهريور 20 أعني دخول الحلفاء
إلى إيران في انتهاء الحرب العالمية الثانية فافتتحت المدارس الدينية فرجعت
أنا إليها لتكميل الدراسات المقدماتية الإعدادية واخترت منها مدرسة الحاج
حسن خان وصرت لدى نظارة الحجة حجة الاسلام والمسلمين الحاج الشيخ
ميرزا محمود الكلباسي قدس سره المتولي للمدرسة فكان رحمه الله تعالى
يقربني إليه ويراقبني في دروسي ويرشدني إلى ما هو الأصلح لي منها فحضرت
عند أساتذة جمة لتكميل تعلم الصرف والنحو ولأخذ المنطق والمعاني
150

والفلسفة والأصولين وعلم الفقه فحضرت في شرح النظام عند الفاضل الهمام
الشيخ محمد النهاوندي وأكملت دراسة ألفية ابن مالك عليها شرح السيوطي
عند الفهيم الزكي الآقا ميرزا عبد الجواد فلا توري الحكيمي والفاضل
الكامل المقدس المرحوم السيد كمال السيستاني رحمة الله والمنطق عند الفاضل
المتعبد الورع البارع المرحوم الشيخ علي الملقب بفريد الاسلام الكاشاني (ره)
وعلى الشيخ الفاضل الخطيب الأديب الشيخ محمد العيد گاهي والمعاني على
الشيخ النقاد العلامة الشيخ عبد النبي الاسترآبادي المير كتولي والفلسفة على
العلامة الجليل والحبر النبيل الحاج ميرزا جواد آقا الطهراني دام ظله
ودرست عنده بعد منظومة السبزواري كتابه هو في فهم الفلسفة ونقدها
المسمى ب‍: ميزان المطالب، وأصول الفقه في كتاب المعالم عند العالم
الفاضل الحاج الشيخ حسين البجستاني والسيد الجليل العلامة المقدس الحاج
السيد جلال اليزدي رحمه الله تعالى واللمعتين على والده المبرور المدرس
المبرز العلامة حجة الاسلام والمسلمين الحاج ميرزا أحمد اليزدي قدس سره
(المعروف ب‍: المدرس) وقسما من الرسائل (فرائد الأصول)
والكفاية
والمكاسب عند العلامة حجة الاسلام والمسلمين الحاج الشيخ ميرزا محمد
هاشم القزويني قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه.
وفي أثناء هذه الآونة ألفت كتيبا فارسيا في أسرار غيبة الامام ولي
العصر الحجة ابن الحسن المهدي عليهما السلام وعجل الله تعالى فرجه
وطبعته في الخراسان إلى أن مضت أعوام وفي تلك المدة كانت والدتي العلوية
الحسينية فاطمة بكم اليزدية المهريزية عرفانيان - التي في هذه الأوان أوان
كتابتي لهذه الترجمة أيضا افتخر واعتز بفئ حياتها - تعطف بي وتحن
علي حنين الأم المتفادية في سبيل ولدها حيث كانت تطبخ لي طعامي وتغسل
ملابسي وتخيطها وهو عند أمها في دار خالي المرحوم السيد علي (الواقعة)
151

في كوچه خاك كنه) بقرب من چهار سوق النوقان من جهة الغرب
الشمالي وبقرب من قبر مير من جهة الشرق ومن الحسينية الكرمانية
(تكيه كرمانيها) من جهة الشرق الجنوبي - المكان الذي قد أخبرتني
والدتي أخيرا بعد ما سألتها عن مولدي: بأنك ولدت في بيت لم يكن
بعيدا عنه - فما مضى الا القليل وقد قامت قيامتي إذ انتقل إلى رحمة الله
من حسنت تربيتي بعنايته وهو الفقيد السعيد الشيخ الكلباسي المتقدم ذكره
وتغمده الله برحمته الواسعة فضاقت علي مدينة مشهد بل أظلمت الدنيا في
عيني فما استطعت الا السفر كي استمر في دراستي فنزلت طهران سنة
ونصفا تقريبا في مدرسة الحاج أبي الفتح في ميدان شاه وكان مدرس
المدرسة وإمام مسجدها آنذاك العلامة الحجة السيد مرتضى اللنكرودي (ره)
وفي أثناء المدة كنت أتردد إلى قم وشهدت بعض الدروس لآية الله العظمى
الحاج السيد آقا حسين الطباطبائي البروجردي (ره) في مسجد (بالأسر)
ثم رجعت إلى مشهد الرضا عليه السلام بطلب من والدي وبعد مكث مدة
توفي رحمه الله فجهزته وشيعته ودفنته بيدي في مقبرة (گورستان) گلشو
في الشمال الشرقي لمدينة مشهد رضوان الله تعالى عليه.
وفي خلال هذه الفترات كنت أواكب أهل المنبر والخطابة في مهنتهم
العظيمة فسافرت لأجل أداء هذه الرسالة إلى بلاد شتى في إيران منها
سرخس ونيشابور وجرجان (استراباد) ونواحي أخرى من خراسان وأخيرا
سافرت إلى مدينة يزد فقصدت بلدة والدتي ومولد آبائها وموطنهم:
مهريز فقمت هناك بمهمة الوعظ والارشاد طيلة شهر رمضان ثم رجعت
إلى وطني (مشهد) وبعد مدة قليلة عزمت الرحلة إلى العراق لتلقي
الأبحاث العالية الأصولية والفقهية فوصلها في نهاية الشهر الثامن من شهور العام
1335 الشمسي الموافق ليوم 21 من الشهر 11 من العام الميلادي 1956 فأسرعت
152

إلى الالتحاق بحلقات الدراسة في النجف الأشرف قبل زيارة الأئمة (ع)
فطفقت أترصد المدرسين للدراسات العليا فاستقر رأيي على الحضور لدى
جماعة من الثقات والفضلاء الاثبات والعلماء المدققين المحققين الذين كانت
حياتهم مكرسة لتربية الطلبة والسلوك بهم إلى مدارج السطوح العالية فبعد
اكمال السطوح العالية عندهم وكتابة شئ من المطالب على هامش الكتب
الثلاثة (المكاسب والرسائل والكفاية) على ضوء إفاداتهم ساعدني التوفيق
أولا للحضور في محاضرات الأبحاث الخارجية الأصولية والفقهية لسيدنا
الأستاذ زعيم الحوزة العلمية النجفية آية الله العظمى الحاج السيد أبو القاسم
الموسوي الخوئي دام ظله وفي فيئ محاضراته النهارية في الفقه شرحا على
العروة الوثقى والليلة في أصوله كتبت أبحاثا غير يسيرة على طرز التقريرات
في الفقه وأصوله وضمنا في أوائل هذه الأوان مارست على يده المطالب
الرجالية برهة من الزمان ثم تركت الحضور في خصوص بحث الأصول
بعد مضي أكثر من دورة على حضوري فيه فتخصصت الحضور في بحث
الفقه كما كان مستمرا وكان لي في عرض الاستفادات العلمية من سيدنا
الأستاذ دام ظله استفاضات علمية أخرى من حلقات دروس الحوزة لأساطين
علوم الدين آيات الله العظام منهم الزعيم الكبير العظيم السيد محسن الطباطبائي
الحكيم قدس سره، حضرت عنده في شرح معاملات العروة من كتاب
الإجارة إلى الوصية إلا شيئا يسيرا.
153

واما تأليفاتي لحد التاريخ: 1396 ه‍
1 - فلسفه غيبت مهدي عليه السلام الآنف الذكر
2 - الثقات في أسانيد كتاب كامل الزيارات = عربي مطبوع
3 - الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد = عربي مطبوع
4 - مشايخ الثقات (الحلقة الأولى) = عربي مطبوع
5 - صلاة الليل فضلها ووقتها وعددها وكيفيتها = عربي مطبوع
6 - التعاليق الإصلاحية والتحقيقات التفويضية على كتاب
توضيح المفاد في شرح كتاب السداد = عربي مطبوع
7 - المغانم الحسني شرح على العروة الوثقى من غسل الجنابة
إلى أواخر فصل في صلاة الجنازة على طرز الشرح المزجي = جاهز للطبع
8 - أبحاث في أصول الفقه = جاهز مخطوط
9 - مشايخ النجاشي (ره) = جاهز مخطوط
10 - مشايخ الصدوق (ره). = جاهز المخطوط
11 - تعاليق كثيرة على أجزاء عشرة لشرح اللمعة طبعة النجف
من سنة 1386 إلى سنة 1390 ه‍ = جاهز المخطوط
12 - تعاليق على بعض الأقوال من معجم الرجال = جاهز مخطوط
13 - تعاليق على كتاب جامع الرواة الجزء 1 و 2 = جاهز مخطوط
14 - تعاليق على نقد الرجال ومجمع وقاموس
الرجال وغيرها = جاهز مخطوط
15 - مطالب هامة على هامش الكتب الدراسي الثلاثة = جاهز مخطوط
(الرسائل والمكاسب والكفاية)
154

16 - رسالة في اللباس المشكوك فيه المسماة بالعين المسكوكة عربي مخطوط
في حكم الألبسة المشكوكة
17 - تعريب ترجمة حياة المرحوم آية الله البروجردي (ره) مطبوع
18 - جزوة رجالية فيمن له كتاب الرجال قبل الشيخ عربي مخطوط
الطوسي (ره)
19 - تحقيق روايات كتاب فضائل الأشهر الثلاثة
(1 رجب، 2 شعبان، 3 رمضان) للشيخ الصدوق (ره)
وتخريجها عن وسائل الشيعة وكتب الصدوق وغيرها وهو
بين يديك.
20 - مشايخ: أحمد بن محمد بن خالد البرقي والحسن بن محمد بن سماعة وعلي
ابن الحسن الطاطري.
هذا آخر ما كتبته موجزا من حياتي الدراسية وتأليفاتي وأنا العبد
المحتاج إلى رحمة ربه الرحمن الحاج الشيخ ميرزا غلام الرضا عرفانيان اليزدي أما
والخراساني النوقاني مولدا ومحتدا والنجفي مسكنا ومدفنا إن شاء الله تعالى.
والحمد لله أولا وآخرا
النجف الأشرف المدرسة الكبرى لمرجع الطائفة وزعيمها
في عصره السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي قدس سره
155