الكتاب: كفاية الأثر
المؤلف: الخزاز القمي
الجزء:
الوفاة: ٤٠٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠١
المطبعة: الخيام - قم
الناشر: انتشارات بيدار
ردمك:
ملاحظات:

كفاية الأثر
في النص على الأئمة الاثني عشر
تأليف:
أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي
من علماء القرن الرابع
حققه العلم الحجة
السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي
انتشارات بيدار
تعريف الكتاب 1

مطبعة الخيام - قم
(1401 ه‍)
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الفرد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد، الذي جعلنا من المتمسكين بالولاية، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى
ودين الحق، وأشهد أن علي بن أبي طالب وأحد عشر من أولاده
الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم تطهيرا
أوصياء رسول الله، وجعلهم أئمة وقرر محبتهم أجر الرسالة،
صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
وبعد: إن الفرقة الناجية " الشيعة الإمامية الاثني عشرية "
قالوا: إن الإمامة منصب إلهي كالنبوة - يعطيه من يشاء من عباده -
تقديم 3

وأنه يجب عليه تعالى أن ينصب أحدا من الأمة بعد النبي - لطفا
منه تعالى على عباده - ليبين لهم الأحكام والمعارف الإلهية ويفسر
لهم الكتاب والسنة ولأسباب أخرى ذكرت في محالها.
وتجب على الناس إطاعته كالنبي لقوله تعالى " أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم ".
وقالوا: وهو بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي
طالب بالنص من النبي، ولأنه كان أعلم الأمة وأفقههم وأورعهم
وأولهم إسلاما، وهو الذي لم يعبد غيره تعالى طرفة عين قط ولم
يشركه غيره بت. وتقديم المفضول قبيح عقلا بالضرورة.
وبعده الأئمة الأحد عشر من أولاده. وهم السبطان سيدا شباب
أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من أولاد الحسين عليهم السلام
تاسعهم قائمهم، وهو صاحبنا وولي أمرنا غائب عن أنظارنا يملأ
الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا الحجة ابن الحسن
عليهما السلام. اللهم عجل فرجه الشريف وكن اللهم له في هذه
الساعة وكل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى
تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.
والنصوص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب
كثيرة، ذكرها علماء الإسلام في تأليفاتهم ونقلوها في دواوينهم،
شكر الله سعيهم وتقبل أعمالهم. ومن خيرتها هذا الكتاب الذي جمع
كثيرا من النصوص والأحاديث الواردة عن النبي " ص " والصحابة
تقديم 4

وغيرهم في النص على إمامة الأئمة عليهم الصلاة والسلام في أبواب
متناسقة جمعت أطراف الموضوع.
نحمد الله تعالى على أن وفقنا لتحقيق هذا الأثر الخالد وإخراجه
بالصورة البهية التي يراها القارئ الكريم. نسأله عز وجل لنا
مزيد التوفيق في إحياء مآثر القدماء، كما نطلب إليه جل جلاله
الأجر والثواب للذين كانت لهم الأيادي في أعمالنا هذه.
والله هو الموفق لما فيه الخير والصلاح.
قم - منتصف رمضان المبارك 1401 ه‍
عبد اللطيف بن علي أكبر الحسيني
عفى الله تعالى عنه وعن والديه
تقديم 5

ترجمة المؤلف
العلامة الفقيه المحدث الخبير المتكلم الكبير المولى الشيخ
علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي القمي، وقد أثنى عليه القوم
ووثقوه كالنجاشي والشيخ الطوسي وغيرهما من أهل الفن، ونحن
لم نذكر أقوال العلماء فيه حذرا من التطويل ونكتفي بذكر ما في
كتاب " رياض العلماء " للمولى الأفندي وكتاب " معادن الجواهر "
للسيد الأمين لأنهما استوفيا حق المؤلف والمؤلف.
قال العلامة الفهامة المحدث الكبير والمتتبع الخبير المولى
الميرزا عبد الله بن عيسى التبريزي الأصفهاني المشهور بالأفندي في
" رياض العلماء ":
ترجمة المؤلف 6

الشيخ الأجل الأقدم أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز
الرازي القمي قدس سره، الفاضل العالم المتكلم الجليل الفقيه
المحدث المعروف، تلميذ الصدوق وأمثاله، ويروي عن التلعكبري
بالواسطة الواحدة كما يظهر من " كفاية الأثر "، وهو غريب فلاحظ.
ويروي عنه الشيخ الأجل محمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد
القمي كما حكاه الشيخ المعاصر في آخر وسائل الشيعة، والمعاصر
للشيخ المفيد ونظرائه، وصاحب " كفاية الأثر في النصوص على
الأئمة الاثني عشر "، وقد يعرف هذا الكتاب بكتاب الكفاية أيضا،
وهو كتاب شائع متداول، وعندنا منه نسخة أيضا، وهو مشتمل
على أربعة أجزاء، وهو داخل في جملة البحار للأستاذ الاستناد وفي
وسائل الشيعة للشيخ المعاصر.
ثم إنه قد ذكر أصحاب الرجال أيضا هذا الشيخ في كتبهم،
فقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: علي بن محمد بن علي
الخزاز الرازي، ويقال له القمي، له كتب في الكلام وفي الفقه من
كتبه " الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية " " الكفاية في النصوص "
- إنتهى.
وقال النجاشي في رجاله: علي بن محمد بن علي الخزاز، ثقة
من أصحابنا، أبو القاسم، وكان فقيها وجيها، له كتاب " الايضاح "
في أصول الدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام - إنتهى.
وذكر العلامة في الخلاصة بل في إجازته لبني زهرة أيضا فلا حظ،
ترجمة المؤلف 7

وأثنى عليه أيضا. ويظهر من ذلك الكتاب أن هذا الشيخ يروي عن
جماعة منهم الصدوق، ويروي عنه الشيخ أبو المفضل محمد بن
الحسين القمي المجاور ببغداد وغيره من المشائخ أيضا.
وفي بعض المواضع إن هذا الكتاب قد يعرف بكتاب " مقتضب
الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام "، والحق
أن كتاب " مقتضب الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر " لابن
عياش، وصاحب الكفاية قد يروي عنه، لكني قد رأيت بخط بعض
الأفاضل على ظهر كتاب " الكفاية " المذكور أنه قد يعرف تارة
بكتاب الكفاية وتارة بكتاب مقتضب الأثر في النصوص على الأئمة
الاثني عشر، والحق أنه سهو ظاهر. وقد يعرف هذا الكتاب بكتاب
" مشكاة الأنوار " أيضا على ما قيل، ولكن لم يثبت عندي، وبالجملة
هو غير " مشكاة الأنوار " لسبط الشيخ الطبرسي وغير " مشكاة
الأنوار " للكفعمي في الأدعية، وهو ظاهر.
ثم من الغرائب أنه قد ينسب إليه أيضا في بعض المواضع كتاب
" الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح " وكتاب " مختصر
المصباح " وكتاب " مختصر المختلف " وكتاب " مختصر مجمع
البيان " ورسالة " في المنطق "، إذ هو سهو ظاهر، لأن أكثر هذه
الكتب قد ألف بعد هذا الشيخ بزمان كثير، ومن البين أن مؤلف
هذه الكتب هو الشيخ زين الدين البياضي صاحب كتاب " الصراط
المستقيم " وغيره.
ترجمة المؤلف 8

وقال الأستاد الاستناد رحمة الله عليه في أول البحار: وكتاب
" كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر " للشيخ السعيد
علي بن محمد بن علي الخزاز القمي. ثم قال في الفصل الثاني:
وكتاب الكفاية كتاب شريف لم يؤلف مثله في الإمامة، وهذا الكتاب
ومؤلفه مذكوران في إجازة العلامة وغيرها، وتأليفه أدل دليل على
فضله وثقته وديانته.
وقال العلامة في الخلاصة: كان ثقة من أصحابنا فقيها وجيها.
وقال ابن شهرآشوب في المعالم: علي بن محمد بن علي الخزاز
الرازي، ويقال له القمي، له كتب في الكلام وفي الفقه، من كتبه
" الكفاية " في النصوص. إنتهى ما في البحار.
وأقول: يظهر من مطاوي كتاب " كفاية الأثر " له أنه يروي عن
جماعة كثيرة أخرى أيضا سوى الصدوق: منهم أبو المفضل محمد
ابن عبد الله بن المطلب الشيباني، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن
عبد الله بن الحسن بن عباس الجوهري، والقاضي أبو الفرج المعافا
ابن زكريا البغدادي، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن
علي الخزاعي، وأبو عبد الله أحمد بن إسماعيل السليماني، وأبو
الحسن علي بن الحسين بن محمد عن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري، ومنهم أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي
المعروف بابن النجار الكوفي، ومنهم علي بن الحسين بن محمد
ابن مندة عن التلعكبري، ومنهم - الخ.
ترجمة المؤلف 9

واعلم أنه قد اشتبه الحال على أصحاب الرجال في ترجمة الخزاز
هذا، فإن النجاشي قد أورده في رجاله بعنوان أبي القاسم علي بن
محمد بن علي الخزاز الفقيه صاحب كتاب " الايضاح " في أصول
الدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام كما نقلناه عنه آنفا،
وأورده الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عن الأئمة بعنوان أبي
الحسن علي بن أحمد بن علي الخزاز المتكلم الجليل، وقال: له
كتب في الكلام وله أنس بالفقه وكان مقيما بالري وبهامات. وقد
نقل الفاضل الأسترآبادي في رجاله عن بعض أصحابنا عن كتاب فهرس
الشيخ الطوسي أيضا ثم قال: لم أجده في نسخ الفهرس. أقول:
ولعله أورده على سبيل الاستطراد. فلاحظ. ومرة أخرى بعنوان
أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز وقال: إنه ثقة من أصحابنا
فقيه وجه. وقد أورده العلامة في " إيضاح الاشتباه " أيضا بعنوان
علي بن محمد بن علي الخزاز بالخاء المعجمة والزائين المعجمتين.
ولأجل هذه الاختلافات اشتبه الحال على متأخري أصحاب
الرجال، فظنوا أنهم ثلاثة رجال، ولذلك ترجموا لهم في رجالهم
ثلاث ترجمات، والحق عندي اتحاد الجميع. ويؤيده ظاهر ما نقلناه
آنفا من كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب حيث قال: ويقال له
القمي أيضا وإن له كتاب " الكفاية في النصوص " وكتاب " الايضاح "
في الاعتقادات. إنتهى ما في الرياض.
وقال العلامة المتتبع الخبير السيد الأمين محسن بن السيد
ترجمة المؤلف 10

عبد الكريم الحسيني العاملي رحمة الله عليه في الجزء الثاني من
كتابه " معادن الجواهر ونزهة الخواطر في علوم الأوائل والأواخر ":
عثرنا في بعض مكتبات جبل عامل القديمة على كتاب مخطوط قديم
جدا من بقايا ما أخطأته أيدي الحوادث والفتن وأفران عكا في وقعة
الجزار ومياه السقوف والأرضة والفأر وأيدي الجهلة وعوارض
الاهمال كما كان حظ الكثير من نفائس كتب جبل عامل، وهذا
الكتاب من أنفس المخطوطات وعليه إجازات وخطوط قديمة لمشاهير
العلماء بعضها قبل سبعة قرون ونصف وبعضها أقل من ذلك وهو
كتاب:
" كفاية الأثر "
" في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام "
ومؤلف هذا الكتاب أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز
بالخاء المعجمة والزاي قبل الألف وبعدها القمي الرازي، من
أهل أواسط القرن الرابع، من تلامذة الصدوق، وأصله قمي سكن
الري.
ثم ذكر أقوال النجاشي وابن شهرآشوب والعلامة الحلي
بعين ما تقدم ثم قال: وقال العلامة البهبهاني في تعليقاته على رجال
الميرزا الكبير: رأيت كتاب الكفاية كتابا مبسوطا جيدا في غاية
الجودة جميعه نصوص عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن
غيره أيضا في الأئمة الاثني عشر، وفيه بعض تحقيقاته يظهر منه كونه
ترجمة المؤلف 11

في غاية الفضل، ويظهر من ذلك الكتاب كونه من تلامذة الصدوق
وأبي المفضل الشيباني ومن في طبقتهما، ونقل عن المجلسي نسبة
هذا الكتاب إلى المفيد وعن غيره نسبته إلى الصدوق، وهو اشتباه
قطعا، مع أن المجلسي صرح كما مر بكونه للخزاز إلا أن يكون
المنقول عنه هو المجلسي الأول.
وهذه النسخة التي رأيناها منه نسخة جليلة قديمة بخط وورق
وترتيب كلها في غاية الجودة وورقه لم يبله مر القرون وإن أثر فيه
وتفوق هذه النسخة في حسن الترتيب في كتابتها المطبوعات العصرية
الجيدة الترتيب مما دل على أن القدماء لم يقصروا في ترتيب
مخطوطاتهم وإن المتأخرين منهم أخذوا وبهم اقتدوا، وفي آخرها:
" تم الكتاب بحمد الله وحسن توفيقه وعونه، ووافق الفراغ منه يوم
الثلاثاء مستهل جمادى الأولى من سنة أربع وثمانين وخمسمائة "
انتهى. فتكون كتابتها قبل 763 سنة. وعلى ظهرها ما صورته:
" كتاب الكفاية في النصوص على عدد الأئمة الاثني عشر عليهم
السلام تأليف الشيخ السعيد علي بن محمد القمي الخزاز رحمه الله
تعالى ".
وعلى ظهرها أيضا إجازة بخط شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل
القمي، وهو غير والد الفضل بن شاذان بن الخليل وإن كان شاذان
ابن جبرئيل يكنى بأبي الفضل، وهذه صورة الإجازة:
" قرأ علي السيد الأجل العالم الحسيب النسيب شهاب الدين
ترجمة المؤلف 12

جمال الإسلام محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني أدام الله
سعده جميع كتاب " الكفاية في النصوص على عدد الأئمة الاثني
عشر " قراءة تفهم وتبين وكشف، وسمع بقراءته السيد الأجل العالم
العابد الحسيب النسيب جمال الدين عز الإسلام سيد الشيعة أبو القاسم
عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني أسبغ الله ظله، وأجزت لهما أن
يروياه عني بحق قراءة وسماع عن الشيخ الفقيه السيد العالم فخر
الدين محمد بن سرايا الحسني الجرجاني عن الشيخ الفقيه علي بن
علي بن عبد الصمد التميمي عن أبيه عن السيد العالم أبي البركات
الحوري عن المصنف رضي الله عنهم. وكتب أبو الفضل شاذان
ابن جبرئيل بن إسماعيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ذلك في أربع مضين
من صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة، حامدا لله ومصليا على نبيه
محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
وهذان اللذان أجازهما شاذان بن جبرئيل القمي بهذه الإجازة
هما الأب والابن، فكان الابن يقرأ عليه والأب يسمع، فالأب هو
أخو السيد حمزة بن علي بن أبي المحاسن زهرة بن الحسن بن
زهرة الحسيني المنتهي نسبه إلى الإمام الصادق عليه السلام صاحب
" الغنية " المشهور، وأخوه هذا صاحب مؤلفات منها: التجريد
في الفقه، والغنية عن الحجج والأدلة، وتبيين المحجة في كون
إجماع الإمامية حجة، ورسالة الحج، وأجوبة المسائل. والابن
ترجمة المؤلف 13

ابن أخي السيد حمزة ويلقب بمحيي الدين.
وعلى ظهرها أيضا بخط محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة
الحسيني بعد هذه الإجازة ما صورته:
" قرأ علي ولدي أبو المكارم علي هذا الكتاب من أوله إلى آخره،
وأجزت له روايته عن الشيخ الفقيه سديد الدين أبي الفضل شاذان
ابن جبرئيل بن إسماعيل القمي رضي الله عنه حسبما أثبت في خطه
عن المصنف رضي الله عنهم أجمعين، وذلك في... سنة أربع
وستمائة. كتبه محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني حامدا
لله تعالى ومصليا على رسوله صلى الله عليه وآله ".
وذكر أن في ظهر النسخة خطوطا أخرى مع التصريح باسم
المؤلف والكتاب، كخط الشيخ الجليل النبيل المولى نعمة الله
ابن خاتون العاملي قدس سره، وهو خط جميل جيد، وذلك في
أواسط شهر جمادى الآخرة سنة سبعين وتسعمائة من الهجرة الفاخرة.
وكخط المولى العالم الكامل محمد بن مكي، وهو غير الشهيد
الأول، فإن بينهما نحوا من مائتي سنة.
ثم ذكر نبذا من أول الكتاب وما الداعي إلى جمع هذه الأخبار
عن الصحابة والعترة الأخيار في النصوص على الأئمة الأبرار.
إنتهى كلام السيد الأمين رفع الله مقامه في أعلى عليين.
مشائخه وأساتيذه:
للخزاز رحمة الله عليه شيوخ وأساتيد من أعاظم الفقهاء وأكابر
ترجمة المؤلف 14

العلماء، يروي عنهم في الكتاب، منهم:
أبو علي أحمد بن إسماعيل السليماني.
أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني.
أبو علي أحمد بن سليمان.
أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن العياشي.
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله الجوهري ولعله هو
الأول.
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن العطاردي؟
أبو عبد الله الحسن بن علي.
الحسن بن محمد بن سعيد؟
الحسين بن علي بن الحسن الرازي.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي؟
الحسين بن محمد بن سعيد الصيرفي؟
الحسين بن محمد ابن أخي طاهر.
الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد التميمي ابن النجار
الكوفي.
علي بن الحسن؟
علي بن الحسن بن محمد؟
أبو الحسن علي بن الحسين؟
ترجمة المؤلف 15

علي بن الحسين بن علي الداري.
علي بن الحسين محمد.
علي بن الحسين بن مندة.
علي بن محمد بن الحسن.
علي بن محمد الدقاق.
علي بن محمد السندي.
علي بن محمد بن متوله؟
علي بن محمد بن مقول؟
علي بن محمد بن منويه؟
محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن الجوهري.
أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي ابن النجار
النحوي الكوفي.
محمد بن الحسين؟
أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
محمد بن عبد الله بن حمزة.
محمد بن علي؟
محمد بن علي بن الحسين.
محمد بن وهبان.
القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا.
أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان.
ترجمة المؤلف 16

الراوون عنه وتلاميذه:
يروي عنه الأعاظم من العلماء والأكابر من الفقهاء والمحدثين
منهم:
أبو البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري.
محمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد القمي.
محمد بن الحسين بن سعيد القمي المجاور ببغداد.
آثاره الشريفة وتأليفاته القيمة:
الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية.
الايضاح في أصول الدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام.
كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام.
وهو الكتاب الحاضر القيم الثمين الذي أول كتاب ألف في
موضوعه، طبع مرة واحدة على الحجر بضميمة كتاب " الخرائج
والجرائح " للراوندي وكتاب " الأربعين " للعلامة المجلسي عليهما
الرحمة والرضوان، وكان مغلوطا جدا ومملؤا بالخطأ والسقط،
فقابلناه مع النسخ الصحيحة المعتمدة. ونرجو من الله تعالى أن
ينفعنا به يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
ترجمة المؤلف 17

تحقيق الكتاب
رجعنا في تحقيق هذا الكتاب إلى:
1 - نسخة قيمة قديمة مصححة للمكتبة العامة التي أسسها سماحة
الحجة آية الله العظمى السيد شهاب الدين مرعشي النجفي دام ظله
العالي. كتبها مؤمن بن عبد الجواد الكاظمي وفرغ منها يوم الاثنين غرة
شهر شعبان المعظم سنة ست وثمانين بعد الألف. وقد جعلناها أصلا.
2 - نسخة أخرى مصححة في المكتبة المذكورة، استكتبها
العلامة الفهامة المحدث الخبير المولى الحاج الميرزا حسين النوري
الطبرسي صاحب المستدرك، صححها وكتب في الصفحة الأولى
بيده الشريفة: " مما استكنبته لنفسي في الدنيا الفانية ذخيرة لرمسي
في الربوع الخاوية... ". وفي آخر الكتاب: " استكتبته ثم
قوبلته مع نسخة لا تخلو من سقم نفعنا الله وجميع المؤمنين به بمحمد
وآله الطاهرين، وأنا الجاني المسئ حسين بن محمد تقي الطبرسي
مقدمة التحقيق 18

في ليلة الجمعة لثمان بقيت من جمادى الأولى سنة 1280 ". وتاريخ
الفراغ من الكتابة أيضا في هذه السنة ولم يكتب الكاتب اسمه.
ولا يخفى أن اليد الخائنة عملت في تاريخ الكتاب في المقامات
الثلاث وجعلته 1180 وغفل عن عصر المستكتب النوري طاب رمسه
وزعم أن تكثير التاريخ يجلب المنفعة الكثيرة وهو النافع.
وقد رمزنا إلى هذه النسخة بالحرف " ن ".
3 - نسخة نفيسة لمكتبة العلامة الأستاذ السيد جلال الدين
المحدث الأرموي رحمة الله عليه، كتب في آخرها هكذا: " فرغ
من نسخه العبد الفقير المسكين تاج الدين بن عبد الله بن سليمان
الفقيه عصر يوم الأربعاء عاشر ذي قعدة الحرام لسنة إحدى وثلاثين
وتسعمائة حامدا شاكرا ومصليا على النبي المصطفى محمد وأهل
بيته الطاهرين الأخيار مسلما ولمصنف هذا الكتاب داعيا بالخيرات
والمغفرة له ولكافة شيعة آل محمد عليهم السلام ولصاحب الكتاب
الشيخ الأمجد الأسعد جميل بن هلال متعه الله به طويلا وغفر له
ولو الدية وللمؤمنين والمؤمنات أجمعين إنه هو الغفور الرحيم،
والحمد لله رب العالمين والسلام. نسخ من نسخة نسخت في سنة أربعة
وأربعمائة، طالعها وأصلحها الشيخ الزكي علي بن محمد بن طي،
وكاتبها حسن بن علي القهبائي سنة 94 بعد الألف والحمد لله وحده ".
وقد رمزنا إليها بالحرف " م ".
4 - ونسخة مطبوعة بالحجر. وقد رمزنا إليها بالحرف " ط ".
5 - وقابلنا أيضا بعض الأحاديث بكتاب " كمال الدين وتمام
النعمة " للصدوق قدس سره ورمزنا إليه بالحرف " ك ".
مقدمة التحقيق 19

(الصفحة الأولى من النسخة الأصل للكتاب)
صور النسخ المخطوطة 20

(الصفحة الأخيرة من النسخة الأصل للكتاب)
صور النسخ المخطوطة 21

(وجه الورقة الأولى من نسخة " ن ")
صور النسخ المخطوطة 22

(الصفحة الأولى من نسخة " ن ")
صور النسخ المخطوطة 23

(الصفحة الأخيرة من نسخة " ن ")
صور النسخ المخطوطة 24

كفاية الأثر
في النص على الأئمة الاثني عشر
تأليف:
أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي
من علماء القرن الرابع
حققه العلم الحجة
السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمرى الخوئي
انتشارات بيدار
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتوحد بالقدم، المتفرد بالأزل، المتعزز بالبقاء،
المذل عباده بالفناء. لم يصحبه في أوليته (1) عصر (2) ولا زمان، ولم
يضمنه قطر ولا مكان. مبدع كل ممكن وزمان (3)، وخالق كل وقت
وأوان (4)، لم يزل إلها قبل المألوه، وربا قبل المربوب، وخالقا
قبل المخلوق، وعالما قبل المعلوم. سبق الأوقات والدهور قدمه
وكونه، والابتداء (5) أزله ووجوده، وامتنع بوحدانيته عن صفات
كل محدث، وجل بأزليته عن نعت كل مخلوق، وكذب من زعم
أن الخالق غيره، وافترى من ادعى قديما معه، فلا إله غيره، ولا
خالق سواه. خلق الخلق كله أشكالا وأضدادا وأزواجا وأندادا،

(1) في ط: في أزليته.
(2) في ن، م، ط: وقت.
(3) في ن، م " ومكان " وفي ط: وإمكان.
(4) ليس " و " في ط، ن.
(5) في ط: فالابتداء.
3

فألف بين متعادياتها، وفرق بين متدانياتها ليعلم أن لا شريك له
ولا ند له، ولا مناوئ (1) له ولا ضد.
وأشهد أن لا إله إلا الله، الواحد الأحد القديم (2) الصمد،
سبحانه عما يدعيه المفترون، وتعالى عما يقول الظالمون (3). وأشهد
إنه خالق الخلق أجمعين، المهملين منهم والمستعبدين (4) وأنه خلق
لهم دارين: دارا امتحنهم فيها بالأمر والنهي والاستعباد (5) والعمل،
ودارا للثواب والعقاب، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي
الذين أحسنوا بالحسنى (6).
وفضل بعضهم على بعض درجات امتحانا واختبارا واختار منهم
نبيين ومرسلين، وأيدهم بوحي منه مع الملائكة المقربين، وبعثهم
مبشرين ومنذرين ليدعوهم إلى عبادته، ويعرفونهم (7) وحدانيته،
ويدلونهم (8) على سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وينصرونهم (9)

(1) في ن " ولا مضاهي " وليس " له " فيه و، ط، م.
(2) في ن: القيم.
(3) في ط: علوا كبيرا.
(4) في ط: والمستعدين.
(5) في ن: والاستيلاء.
(6) النجم: 31.
(7) في ن، ط، م: ويعرفوهم.
(8) في ط، ن، م: ويدلوهم.
(9) في م: ويبصروهم.
4

طريق النجاة والمهلكة (1)، فقفا (2) بعضهم على أثر بعض، لئلا يقولوا
ما جاءنا من بشير ولا نذير.
واصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لختم الرسالات،
وأكد الحجة عليهم بما أعطاه من الآيات، وأوضح المحجة (3) لهم
بما آتاه من البينات. فهو سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل
الخلائق أجمعين. فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبين النهج،
وأقام الحجج، ودل على سبيل الهدى، وبصر طريق الردى، وأقام (4)
بأمر الله مجتهدا رشيدا، ومضى لسبيله محمودا [حميدا] (5)،
وورث علمه الأئمة الراشدين من أهل بيته الأبرار الطيبين الأتقياء
الطاهرين، خلفاء الله في بلاده وحججه على عباده، الذين جعلهم
الله مصابيح في الظلام وقدوة للأنام، لئلا يكونوا مهملين كالأنعام.
صلى الله عليه وآله أفضل صلاة وأتمهما وأزكاها، وعلى جميع
أنبيائه ورسله وملائكته وسلم تسليما.
والحمد لله الذي هدانا لدينه، ووفقنا للانقياد لأوليائه، الذين

(1) في ط: الهلكة.
(2) في ط: فضل بعضهم على بعض.
(3) في ط: الحجة.
(4) في ط: أقام.
(5) بين القوسين ليس في: ن.
5

قرن بطاعته وطاعة رسوله طاعتهم بغير استثناء، وحكم بتقديمهم
على غيرهم بأمره، فرد (1) إليهم ما كان مردودا إلى رسوله من استعمال
أحكامهم وما يصلحهم من أمور دنياهم (2) عند استبهام ذلك على
غيرهم، وجعلهم حججا على خلقه وأعلاما في بريته وسفراء بينهم
وبين عباده، وخزانا لعلمه ودعائم دينه، وأركانا لتوحيده، وخلفاء
في أرضه وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (3). عن الله يبلغون،
وإليه يدعون، وبما يأمرهم به من الخيرات يعملون، وعما ينهاهم
عنه ينتهون، وهم عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون (4).
أولهم الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، يعسوب المؤمنين،
وإمام المتقين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه،
ثم الحسن عليه السلام، ثم الحسين عليه السلام، ثم علي بن
الحسين عليه السلام، ثم محمد بن علي عليه السلام، ثم جعفر بن
محمد عليه السلام، ثم موسى بن جعفر عليه السلام، ثم علي بن
موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن
علي، ثم الإمام المنتظر صاحب الزمان الذي يملأ الأرض قسطا

(1) في ط: أن يرد.
(2) في ن، ط، م: أديانهم.
(3) إشارة إلى آية 33 الأحزاب.
(4) الأنبياء: 26، 27، 28.
6

وعدلا كما ملئت جورا وظلما محمد بن الحسن (1) صلوات الله
عليهم أجمعين.
أما بعد: فإن الذي دعاني إلى جمع هذه الأخبار عن الصحابة
والعترة الأخيار في النصوص على الأئمة الأبرار، أني وجدت
قوما من ضعفاء الشيعة ومتوسطيهم في العلم متحيرين في ذلك
ومتعجزين (2) يشكون فرط اعتراض الشبهة (3) عليهم وزمرات المعتزلة (4)
تلبيسا وتمويها عاضدتهم عليه، حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا
أمر النصوص عليهم (5) من جهة لا يقطع بمثلها العذر، حتى أفرط
بعضهم وزعم أن ليس لها من الصحابة أثر ولا عن أخبار العترة (6).
فلما رأيت ذلك كذلك ألزمت نفسي الاستقصاء في هذا الباب،
موضحا ما عندي من البينات، ومبطلا ما أورده المخالفون من
الشبهات، تحريا (7) لمرضاة الله، وتقربا إلى رسوله والأئمة

(1) في م: بن علي.
(2) ليس في ط وفي م: منعجرفين؟.
(3) في ن، م، ط: الشبه.
(4) في ن: المنعزلة وبهامشه: المعتزلة.
(5) في م: من حجة يقطع العذر بها وزعموا أن ورود هذه الأخبار
في النصوص عليهم.
(6) في ط: خبر.
(7) في م: تحديا، وبهامشه: تحريا.
7

من بعده.
وأبتدئ بذكر الروايات في النصوص عليهم من جهة أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروفين، مثل عبد الله بن
العباس وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي ذر الغفاري
وسلمان الفارسي وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك
وأبي هريرة وعمر بن الخطاب (1) وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم
وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع (2) وأبي أيوب الأنصاري وعمار بن
ياسر وحذيفة بن أسيد وعمران بن الحصين وسعد بن مالك وحذيفة
ابن اليمان وأبي قتادة الأنصاري وعلي بن أبي طالب وابنيه الحسن
والحسين عليهم السلام، ومن النساء أم سلمة وعائشة وفاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم أعقبه بذكر الأخبار التي وردت عن الأئمة صلوات الله
عليهم، ما يوافق حديث (3) في النصوص على الأئمة ونص كل واحد
منهم على الذي من بعده، ليعلموا إن أنصفوا ويدينوا به (4) ولا
يكونوا كما قال الله سبحانه " فما اختلفوا إلا من بعد ما جائهم العلم
بغيا بينهم " (5)، إذا مثل هذه الأخبار تزيل الشك والريب ويقطع بها

(1) في ن: الخطان.
(2) في م: الأسفع.
(3) في م: الصحابة.
(4) في ن، ط، م: تدينوا.
(5) الجاثية: 17.
8

العذر، وإن الأمر أوكد مما ذهبوا إليه.
وإلى الله أرغب في التوفيق والتسديد لما يحب ويرضى
" ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع
عليم " (1).

(1) الأنفال: 42.
9

باب
(ما جاء عن عبد الله بن العباس عن رسول الله صلى الله)
(عليه وآله وسلم في النصوص على الأئمة الاثني عشر)
(عليهم السلام)
حدثنا شيخنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا
محمد بن موسى بن المتوكل رحمة الله عليه، قال حدثنا محمد
ابن أبي عبد الله الكوفي، قال حدثنا موسى بن عمران النخعي،
عن عمه حسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن سالم،
عن أبيه، عن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله
ابن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منها
فجعلني (1) نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما، ثم
أمرني أن اتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا، فعلي مني وأنا من علي،
وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين، ألا وإن الله تبارك
وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده، وجعل من صلب الحسين
عليه السلام أئمة ليوصون (2) بأمري ويحفظون وصيتي، التاسع

(1) في ن: وجعلني.
(2) في ط: يقولون، في ك: يقومون.
10

منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله
وأفعاله، ليظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مظلة، فيعلن (1) أمر الله ويظهر
دين الحق (2)، ويؤيد بنصر الله وينصر (3) بملائكة الله، فيملأ الأرض
عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (4).
أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني،
قال حدثنا أحمد بن مطرق (5) بن سواد بن الحسين (6) القاضي البستي
بمكة، قال حدثني أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد بن مهلب،
قال حدثنا عبد الغفار بن كثير الكوفي، عن إبراهيم بن حميد،
عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قدم يهودي على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال له " نعثل " فقال: يا محمد
إني أسألك عن أشياء تلجلج (7) في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني
عنها أسلمت على يدك. قال: سل يا أبا عمارة.
فقال: يا محمد صف لي ربك. فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

(1) في م: فيعلى.
(2) في ن، ط، م، ك: الله.
(3) في ن: وبنصر ملائكة الله.
(4) إكمال الدين 1 / 257.
(5) في ط: مطرف بالفاء وفي ن: مطوق وفي م: مطوق بن سوار.
(6) في هامش ن: أبو الحسين.
(7) تلجلج قال في المصباح: تلجلج في صدره شئ: تردد.
11

إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق
الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات
أن تحده، والأبصار الإحاطة به؟ جل عما يصفه الواصفون،
نأى (1) في قربه وقرب في نأيه، كيف الكيفية فلا يقال له كيف،
وأين الأين فلا يقال له أين (2)، هو منقطع (3) الكيفية فيه والأينونية،
فهو (4) الأحد الصمد كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته،
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (5).
قال: صدقت يا محمد، فأخبرني (6) عن قولك " إنه واحد لا شبيه
له " أليس الله واحد والإنسان واحد؟ فوحدانيته أشبهت وحدانية
الإنسان.
فقال عليه السلام: الله واحد (7) وأحدي المعنى، والإنسان واحد

(1) نأى عن الشئ نأيا من باب نفع: بعد وانأيته عنه أي أبعدته عنه
(2) في ط ليس كلمة " هو ".
(3) في ط: تنقطع.
(4) في ط: هو.
(5) التوحيد: 3 و 4.
(6) في ن: أخبرني.
(7) في بعض النسخ " واحد حقيقي إحدى المعنى أي لا جزء ولا تركب
له، والإنسان واحد ثنائي المعنى مركب من روح وبدن ".
أقول: الفرق بين الواحد والأحد، قال ابن الأثير: الواحد هو
الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر، قال الأزهري:
الفرق بين الواحد والأحد: إن الأحد بنى لنفي ما يذكر معه من
العدد، تقول " ما جاءني أحد "، والواحد اسم بنى لمفتتح العدد تقول
" جاءني واحد من الناس " ولا تقول " جاءني أحد "، فالواحد منفرد
بالذات في عدم المثل والنظير والأحد منفرد بالمعنى. وقيل: الواحد
هو الذي لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل، ولا
يجمع هذين الوصفين إلا الله تعالى. والهمزة في " أحد " بدل من الواو،
وأصله " وحد " لأنه من الوحدة. وقال الراغب: لا يصح استعمال أحد
في الاثبات.
12

ثنوي المعنى، جسم وعرض وبدن وروح، وإنما (1) التشبيه في المعاني
لا غير.
قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن وصيك من هو؟ فما من
نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع
ابن نون.
فقال: نعم، إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب
عليه السلام، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه (2) تسعة من صلب
الحسين، أئمة أبرار.
قال: يا محمد فسمهم لي؟
قال: نعم إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد،
فإذا مضى فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى

(1) في م: وإنها.
(2) في ط: تتلوهم.
13

موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد
فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فبعده
ابنه الحجة بن الحسن بن علي عليهم السلام. فهذه اثنا عشر
إماما (1) على عدد نقباء بني إسرائيل.
قال: فأين مكانهم في الجنة؟ قال: معي في درجتي.
قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وإنك رسول الله، وأشهد أنهم
الأوصياء بعدك، ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة (2)، وفيما
عهد إلينا موسى عليه السلام: إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال
له " أحمد " خاتم الأنبياء لا نبي بعده، يخرج من صلبه أئمة أبرار
عدد الأسباط.
فقال: يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟ قال: نعم يا رسول الله إنهم
كانوا اثني عشر.
قال: فإن فيهم لاوي (3) بن أرحيا (4). قال: أعرفه يا رسول الله،
وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد فأظهر شريعته بعد
دراستها وقاتل مع فريطيا (5) الملك حتى قتله.

(1) في الاحقاق 4 / 79 إلى هنا نقلا عن فرائد السمطين المخطوط.
(2) في ن: المقدمة.
(3) في ن: لاقاى.
(4) في ط: أرخيا.
(5) في ط: فرسطبنا، وفي ن: قرسبطيا، وفي م: فرسبطيا.
14

وقال عليه السلام: كائن في أمتي ما كان من بني إسرائيل حذو
النعل بالنعل والقذة بالقذة، وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى
لا يرى، ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من
القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد
الدين. ثم قال عليه السلام: طوبى لمن أحبهم وطوبى لمن تمسك
بهم، والويل لمبغضهم (1).
فانتفض (2) نعثل وقام (3) من (4) بين يدي رسول الله صلى الله عليه
وآله وأنشأ يقول:
صلى العلي ذو العلى * عليك يا خير البشر
أنت النبي المصطفى * والهاشمي المفتخر
بك اهتدينا [رشدنا] (5) * وفيك نرجو ما أمر
ومعشر سميتهم * أئمة اثنا عشر
حباهم (6) رب العلى * ثم صفاهم من كدر

(1) في ط: لمبغضيهم.
(2) في ط: فانقض وفي ن، م " فانتقض " وبزعمي أن الصحيح
فانتفض أي تحرك ليزول عنه الغبار.
(3) في ط: فقام.
(4) ليس " من " في ن، ط، م.
(5) الإضافة من: ن وفي ط بعده " ربنا " والظاهر سقط في النسخة الأصل.
(6) في ن، م: حياهم.
15

قد فاز من والاهم * وخاب من عفى الأثر
آخرهم يشفي الظما * وهو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي * والتابعون ما أمر
من كان منكم (1) معرضا * فسوف يصلى بسقر
حدثني أبو الحسن علي بن الحسين، قال حدثني أبو محمد
هارون بن موسى التلعكبري (2) رضي الله عنه، قال حدثنا الحسن بن
علي بن زكريا (3) العدوي النصري (4)، عن محمد بن إبراهيم (5) بن
المنذر المكي، عن الحسين بن سعيد الهيثم (6)، قال حدثني الأجلح
الكندي (7)، قال حدثني أفلح بن سعيد، عن محمد بن كعب، عن
طاوس اليماني، عن عبد الله بن العباس قال: دخلت على النبي صلى

(1) في ن، ط: عنكم.
(2) التلعكبري: بضم التاء وتشديد اللام وضم العين وسكون الكاف
وفتح الباء بالمد والقصر، نسبة إلى " تلعكبرى " اسم موضع من نواحي
دجيل قرب صريفين، بينه وبين بغداد عشرة فراسخ. راجع معجم البلدان
1 / 868 و 3 / 705 ط ليدن.
(3) الحسن بن علي بن زكريا، في ن، ط - النوري والمطبوع -
الحسين بدل " الحسن ".
(4) في ن، ط، م: البصري.
(5) محمد بن إبراهيم في ن: عمير بدل إبراهيم.
(6) في ن، ط، م: سعيد بن الهيثم.
(7) في ط، ن، م " العدوي " بعد الكندي.
16

الله عليه وآله وسلم والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما (1)
ويقبلهما ويقول " اللهم وآل من والاهما وعاد من عادهما " (2)، ثم
قال: يا ابن عباس كأني به وقد خضبت شيبته من دمه، يدعو
فلا يجاب ويستنصر فلا ينصر.
قلت: من (3) يفعل ذلك يا رسول الله؟
قال: شرار أمتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال: يا ابن
عباس من زاره عارفا بحقه كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة،
ألا ومن زاره فكأنما زارني، ومن زارني فكأنما زار الله، وحق
الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار. ألا (4) وإن الإجابة تحت قبته،
والشفاء في تربته، والأئمة من ولده.
قلت (5): يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟
قال: بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل.
قلت: يا رسول الله فكم كانوا؟
قال: كانوا اثني عشر، والأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن
أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، فإذا انقضى الحسين

(1) في ط: يلهثهما.
(2) في ن، ط، م: عاداهما.
(3) في ن، ط، م: فمن.
(4) ليس " إلا " في ط، ن، م.
(5) في ط: قال ابن عباس.
17

فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد
فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى
فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه
علي، فإذا انقضى علي فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه
الحجة.
قال ابن عباس: قلت (1): يا رسول الله أسامي لم أسمع بهن (2)
قط. قال لي: يا ابن عباس هم الأئمة بعدي، وإن نهروا (3) أمناء
معصومون نجباء أخيار، يا ابن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم
أخذت بيده فأدخلته (4) الجنة. يا ابن عباس من أنكرهم أورد واحدا
منهم فكأنما (5) قد أنكرني وردني، ومن أنكرني وردني فكأنما (6)
أنكر الله ورده. يا ابن عباس سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا،
فإذا كان كذلك فاتبع عليا وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه،
ولا يفترقان حتى يردا علي الحوض. يا ابن عباس ولايتهم ولايتي،
وولايتي ولاية الله، وحربهم (7) حربي وحربي حرب الله، وسلمهم

(1) في ط: فقلت.
(2) في ن، م، ط: بهم.
(3) في ط، ن، م: قهروا.
(4) في ن، ط، م: فأدخله.
(5) ليس في ن: فكأنما قد أنكرني وردني ومن أنكرني وردني.
(6) في م: قد أنكر الله.
(7) في ط: حزبهم حزبي وحزبي حزب الله.
18

سلمي وسلمي سلم الله.
ثم قال عليه السلام: " يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى
الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " (1).
حدثنا (2) محمد بن علي، قال حدثني (3) علي بن عبد الله
الوراق الرازي رضي الله عنه، قال حدثنا سعد (4) بن عبد الله، قال
حدثنا الهيثم بن أبي مسروق (5)، عن الحسين بن علوان، عن عمرو (6)
ابن خالد، عن سعيد بن طريف (7)، عن الأصبغ بن نباتة، عن
عبد الله (8) بن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين
مطهرون معصومون (9).

(1) التوبة: 32. الآية الشريفة: يريدون أن يطفؤا. وليطفؤا في
الآية التي في الصف: 8.
(2) في ن: حدثني.
(3) في ن، ط، م: حدثنا.
(4) في ن، ط، م: سعيد.
(5) في ن: الهندي وفي ط، م " النهدي " بعد أبي مسروق.
(6) في ط، ن، م: عمران.
(7) في ن، م " ظريف " بالظاء المنقوطة وفي ك: " سعد " بدل سعيد.
(8) ليس في ط، ن، م.
(9) إكمال الدين 1 / 280.
19

أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي، قال
حدثنا أبو سلمان أحمد بن أبي هراسة، قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق
النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، قال حدثنا إسماعيل
ابن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الحميد الأعرج، عن عطا قال:
دخلنا على عبد الله بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي
فيها ونحن رهطا (1) ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف،
فسلمنا عليه وجلسنا، فقال لي: يا عطا من القوم؟ قلت: يا سيدي
هم شيوخ هذا البلد، منهم عبد الله بن سلمة بن حضرمي (2) الطائفي
وعمارة بن أبي الأجلح وثابت بن مالك فما زلت أعد له واحدا بعد
واحد، ثم تقدموا (3) إليه فقالوا: يا ابن عم رسول الله إنك رأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت منه ما سمعت، فأخبرنا
عن اختلاف هذه الأمة، فقوم قد (4) قدموا عليا على غيره وقوم جعلوه
بعد ثلاثة.
قال: فتنفس ابن عباس وقال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: علي مع الحق والحق مع علي (5)، وهو الإمام

(1) في ن، ط، م: زهاء.
(2) في ن، م " حصرم " وفي ط: " حضرم " بالمنقوطة.
(3) في ن، م: يقدموا وفي ط نقدموا.
(4) في ن، ط: ليس " قد ".
(5) في ن، ط، م: معه.
20

والخليفة من بعدي، فمن تمسك به فاز ونجى، ومن تخلف عنه
ضل وغوى، بلى يكفنني (1) ويغسلني ويقضي ديني وأبو سبطي الحسن
والحسين، ومن صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة، ومنا مهدي
هذه الأمة.
فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي: يا ابن عم رسول الله
فهل (2) كنت تعرفنا قبل هذا؟ فقال: والله (3) قد أديت ما سمعت ونصحت
لكم ولكنكم (4) لا تحبون الناصحين (5).
ثم قال: اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر بهذا (6) واتقى (7) في
وحل (8)، وكمس (9) في مهل (10)، ورغب في طلب (11)، ورهب في
هرب، واعملوا (12) لآخرتكم قبل حلول آجالكم، وتمسكوا بالعروة

(1) في ن، ط، م: يلي تكفيني وغسلي.
(2) في ن، ط، م: فهلا.
(3) في ن، م، ط: بتقديم " قد ": قد والله.
(4) في ن، م، ط: " ولكن " بدل " لكنكم ".
(5) الأعراف: 79.
(6) في ط، ن، م " تمهيدا " بدل " بهذا ".
(7) في ن، م: وأنقى.
(8) في ن، ط، م " في وجل ".
(9) في ن، ط، ن: كمش.
(10) في ن، م: سهل.
(11) في ط " في هرب " وليس فيها " طلب "، " ورهب ".
(12) في ن، ط، م: فاعملوا.
21

الوثقى من عترة نبيكم، فإني سمعته صلى الله عليه وآله وسلم يقول
" من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ".
ثم بكى بكاءا شديدا، فقال له القوم: أتبكي ومكانك من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانك؟ فقال لي: يا عطا إنما
أبكي لخصلتين: هول المطلع، وفراق الأحبة.
ثم تفرق القوم (1) فقال لي: يا عطا خذ بيدي واحملني إلى
صحن الدار (2)، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أتقرب
إليك بمحمد وآله (3)، اللهم إني أتقرب إليك بولاية الشيخ علي
ابن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الأرض، فصبرنا (4)
عليه ساعة ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله عليه.
فهذا عبد الله بن عباس روى عنه سعيد بن جبير ومجاهد
وطاووس اليماني والأصبغ بن نباتة وعطا، ولولا قصدي في إيراد
هذه الأخبار الاقتصار (5) وترك التكرار لأوردت جملة (6)، وهذا القدر
كفاية للمنصف المتدبر (7).

(1) في ط، ن، م: عنه.
(2) في ن، ط، م: فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار.
(3) في ن، ط، م: وآل محمد.
(4) في ن: فبصرنا.
(5) في ط: الاختصار.
(6) في ط: " مثلها " بعد جملة.
(7) في ن، ط، م: المتدين.
22

باب
(ما جاء عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله)
(عليه وآله وسلم في النصوص على الأئمة الاثني عشر)
أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله،
قال حدثنا أبو علي (1) محمد بن زهير بن الفضل الابلي (2)، قال حدثنا
أبو الحسين عمر (3) بن الحسين بن علي بن رستم، قال حدثني إبراهيم
ابن يسار الرمادي (4)، قال حدثني سفيان بن عتبة (5)، عن عطا بن
السائب (6)، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من
صلب الحسين والتاسع مهديهم.
حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا أبو علي

(1) في ن، ط، م: أبو يعلى.
(2) في ط " الأعلى " وهو غلط جدا والصحيح " الأبلى " وفي م
ليس " بن " بين زهير والفضل.
(3) في ط: عمرو.
(4) في ط: الزيادي.
(5) في ن، ط، م: عيينة.
(6) في ط: السدائب.
23

أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربه، قال ابن بابويه (1)، قال حدثنا
أبو فرحة (2) محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد (3) المروزي بالري
في ربيع الأول سنة اثنى (4) وثلاثمائة، قال حدثنا إسحاق (5) ابن راهويه،
قال حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، عن هشام (6) ابن بلال، قال
حدثنا هشام الدستواني، عن محالد (7) عن سعيد، عن الشعبي، عن
مسروق قال: كنا عند عبد الله بن مسعود ونعرض مصاحفنا عليه، إذ
يقول له فتى شاب " هل عهد إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم
كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك محدث آنس (8)، وإن هذا

(1) ليس في ط: " قال ابن بابويه ".
(2) في ن " أبو ترمة " وفي ط ليس بموجود وفي ك " أبو زيد " وفي م
" أبو ثرمة... خلف بن ربه المروزي ".
(3) في ن: برئة.
(4) في ك: اثنتين.
(5) في ن، ط، م " إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين
ومائتين المعروف بإسحاق بن راهويه " وفي ط، م: ابن إسحاق.
(6) في ط " سليمان " بدل " هشام ".
(7) في ن، ط: مجالد. وفي هامش ن: مجاهد. آخر السند بعد يحيى
ابن يحيى في إكمال الدين " قال حدثنا هشام بن خالد عن الشعبي عن
مسروق قال: بينا نحن... " أقول: ولعل الصحيح " مجالد بن سعيد "
وصحف " عن " بقرينة روايته عن الشعبي. راجع ميزان الاعتدال 3 / 437
(8) في ن، م، ط: لحدث السن.
24

شئ (1) ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه
وآله وسلم أن (2) يكون من بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني
إسرائيل (3).
حدثني علي بن محمد، قال حدثنا أبو القاسم غياث (4) بن
محمد الحافظ، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل (5) ومحمد بن أبي عبيد بن
وراق (6) الثعلبي (7)، قال (8) حدثنا عبد الغفار بن الحكم، قال حدثنا
منصور بن أبي الأسود، عن مطرق (9)، عن الشعبي. قال غياث (10):
وحدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي، قال حدثنا يوسف بن موسى،

(1) في ك: لشئ.
(2) في ن: أنه.
(3) كمال الدين 1 / 270 وغيبة النعماني: ص 57 و 58.
(4) في ط، ك، م: عتاب.
(5) في ك: الفضل.
(6) في ط: سواد الوراق وفي ن، م: سوار وليس فيهما الوراق وفي
ك: عبد الله بن سوار بن وراق النفيلي.
(7) في ن، م، ط: عن الثعلبي.
(8) في ن، م: قالا وفي ك: قالوا.
(9) في ط، ك: مطرف.
(10) في ن، م، ط، ك: عتاب.
25

قال حدثنا حريز (1)، عن أشعث بن سواد (2)، عن الشعبي.
قال غياث (3): وحدثنا الحسين بن محمد الجواني (4)، قال
حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا سعيد بن مسلمة، قال حدثنا
أشعث بن سواد (5) عن الشعبي، كلهم قال (6) عن عمه قيس بن سعد (7)،
قال أبو القاسم عتاب: وهذا حديث مطرق (8)، قال: بينا (9) كنا
جلوسا في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود فجاء أعرابي فقال:
فيكم عبد الله بن مسعود؟ قال: نعم أنا عبد الله بن مسعود فما حاجتك؟
قال: يا عبد الله أخبر كم نبيكم كم يكون فيكم من خليفة؟ فقال:
لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد منذ (10) قدمت العراق،

(1) في م، ن، ك، ط: جرير.
(2) في ن، م، ك: سوار بتشديد الواو.
(3) في ن، ط، ك، م: عتاب.
(4) في ك: الحراني.
(5) في ن، ك، م: سوار.
(6) في ن، م، ط، ك: قالوا.
(7) في ك: عبيد بدل سعد وفي م: سعيد.
(8) في ن: مطبرق وفي ط، ك: مطرف.
(9) ليس في ك: " بينا " وفي م: بينما.
(10) في ط: مذ.
26

نعم باثني (1) عشر عدة نقباء بني إسرائيل.
وقال حريز (2)، عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة (3) نقباء بني
إسرائيل (4).
أخبرنا محمد بن عبد الله رحمه الله، قال حدثنا أحمد بن
عبد الله بن محمد بن عمارة الثقفي، قال حدثني أحمد بن عبد الجبار
العطاردي، قال حدثنا محمد بن الحسان الضرير (5) التومني، قال
حدثنا علي بن محمد الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الكريم، عن
يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حبش (6) بن المعتمر، عن
عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش.
وهذا عبد الله بن مسعود روى عنه السائب ومسروق وقيس بن
سعد وحبش (7) بن المعتمر.

(1) في ن، ط، ك، م: ليس " ب " في اثنى عشر.
(2) في م، ن، ك: جرير.
(3) في ط: بعدة.
(4) إكمال الدين 1 / 271.
(5) في ط " الضرسي " وليس فيها " التومني ".
(6) في ن " حسن " وفي ط " خنش " بالخاء وفي م " حنش " بالحاء المهملة.
(7) في ن " جنس " وفي ط " خنش " وفي م " حنش ".
27

باب
(ما جاء عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله)
(عليه وآله وسلم في النصوص على الأئمة الاثني عشر)
(عليهم السلام)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين (1) بن محمد بن سعيد بن علي
الخزاعي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد (2) الصفواني،
قال حدثنا أبو هاشم عمر بن عبد الله المقري، قال حدثنا أسد بن
مؤمن (3)، قال حدثنا عبد الله بن حكيم الهذلي، عن أبي بكر
الراهيل (4)، عن الحجاج بن أرطاة (5)، عن عطية العوفي، عن أبي
سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول للحسين عليه السلام: أنت الإمام ابن الإمام وأخو الإمام،

(1) ليس في ط: الحسين، وفي ن، م: ليس أول السند " أبو عبد الله
الحسين - إلى - الخزاعي ".
(2) في ط: " محمد " بدل " أحمد "، وفي م: الصواني.
(3) في ن، م: موسى، وفي ط ليس " أسد بن مؤمن أو موسى ".
(4) في ن، ط، م: الراهبي.
(5) في م، ن: ابطاه.
28

تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم.
حدثنا علي بن الحسين، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن
الحسن (1) البرقوي (2) "؟ " رضي الله عنه، قال حدثنا القاضي أبو
إسماعيل جعفر بن الحسين البلخي، قال حدثنا شقيق (3) البلخي،
عن سماك، عن زيد (4) بن أسلم، عن أبي هارون العبدي، عن
سعيد (5) الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
قيل: يا رسول الله فالأئمة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم الأئمة (6)
بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين أمناء معصومون، ومنا (7)
مهدي هذه الأئمة، ألا أنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي (8) ودمي،
ما بال أقوام (9) يؤذونني فيهم، لا أنالهم الله شفاعتي.

(1) في ط: الحسين.
(2) في ن: البزوفري، في م: البروقوي.
(3) في ن، ط، م: شفيق بن أحمد البلخي.
(4) في ط: يزيد بن مسلم.
(5) في ن، ط: أبي سعيد.
(6) في ن، ط: بعدي اثنا عشر، وفي ط " إماما " وليس في ن.
(7) في ط: ليس " و ".
(8) في ط: من الحي.
(9) في ن، م: قوم، وفي م: يؤذوني.
29

أخبرنا أبو المفضل رضي الله عنه، قال حدثنا الحسين (1)
ابن زكريا العدوي، عن سلمة بن قيس، عن علي بن عباس، عن
ابن الحجاف (2)، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي
اثنا عشر تسعة (3) من صلب الحسين عليهم السلام والتاسع قائمهم،
فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم.
وعنه قال حدثنا محمد بن جرير الطبري قراءة (4) عليه، قال
حدثني محمد بن يحيى النحلي (5)، عن علي بن مشهر (6)، عن
عبد الملك (7) بن أبي سليمان، عن عطيه، عن أبي سعيد الخدري
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول للحسين
عليه السلام: يا حسين أنت الإمام ابن الإمام (8)، تسعة من ولدك
أئمة أبرار، تاسعهم قائمهم. فقيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟

(1) في ن، م: الحسن بن علي بن زكريا العدوي.
(2) في ط: أبي الحجيف، وفي م: أبي الحجاف.
(3) في ن، ط، م: من صلب الحسين تسعة.
(4) في ن: قرء عليه.
(5) في م: البحلي.
(6) في ط: مسهر بالسين.
(7) في ط: عبد الله بن الملك بن أبي سليمان.
(8) في ن، ط، م بزيادة: أخو الإمام.
30

قال: اثنا عشر تسعة من صلب الحسين.
[حدثنا (1) أبو علي أحمد بن إسماعيل السليماني رحمه الله،
قال] حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل، قال حدثنا أبو
يعلى محمد بن محمد بن عمران الكوفي في الرحبة، قال حدثنا
عماد (2) بن أبي حازم (3) المدني، قال حدثنا عمران بن محمد بن
سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا
عشر، تسعة من صلب الحسين، والتاسع قائمهم. ثم (4) قال عليه
السلام: لا يبغضنا إلا منافق.
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا الحسين بن (5) أحمد بن
عبد الله (6) العطار الكوفي ببغداد، قال: كنا في مجلس أبي بكر محمد
ابن موسى بن مجاهد المقري فتذاكروا الأئمة فقال أبو بكر: حدثني
سليمان بن هبة (7) الله الشجري، عن يحيى بن أكتم (8) عن أبي

(1) ما بين القوسين ليس في م.
(2) في ط، ن، م: حماد.
(3) في ن: حاذم بالذال.
(4) ليس في ن، ط " ثم ".
(5) ليس " بن " في م.
(6) ليس في ط.
(7) في ن: مته الله.
(8) في ن: أكتم بالتاء وفي م: أكثم.
31

عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النوا، عن عطية العوفي (1)، عن
أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين
والتاسع قائمهم.
حدثني عن علي (2) بن محمد الحسن، قال حدثني الحسين
بن أحمد، قال حدثنا هارون بن (3) عبد الحميد في دار القطين (4)،
عن أبيه عبد الحميد، قال حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش،
عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب
الحسين تاسعهم قائمهم.
حدثنا الحسين (5) محمد بن جعفر بن التميمي المعروف
بابن النجار الكوفي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد، قال حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين (6) العلوي

(1) في ن، م: الكوفي.
(2) في ن " حدثني علي بن أبي الحسن بن محمد " وفي ط، م
" علي بن حسن بن محمد ".
(3) ليس " بن " في ط.
(4) في ن، م: العطين بالعين.
(5) في ن، ط، م: أبو الحسين.
(6) " الحسين " ليس في ن، وفي ط " الحسن " وليس في م " بن
الحسين ".
32

الزبيني (1) بالكوفة، قال حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن
عبيدة، عن أياس بن سلمة بن الأكوع، قال: سمعت أبا سعيد
الخدري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
الخلفاء بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام،
والتاسع مهديهم، فطوبى لمحبيهم والويل لمبغضيهم (2).
حدثنا علي بن الحسين (3) بن محمد بن مبدة (4)، قال حدثنا
أبو محمد هارون بن موسى (5) رضي الله عنه، قال حدثنا أحمد بن
محمد (6) بن، قال حدثنا محمد بن غياث (7) الكوفي، قال حدثنا (8)
حمد بن أبي حازم المدني، قال حدثنا عمران بن محمد بن سعيد
ابن المسيب، عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة (9) الأولى، ثم

(1) في ن: " الرسي " وفي ط: الزيدي وفي م " الرسني ".
(2) في م: لمبغضهم.
(3) في ن، ط، م: الحسن.
(4) في ن: " عبده " وفي ط: " مندة ".
(5) في ط: التلعكبري.
(6) في ن، ط، م بعد " بن " سعيد.
(7) في ن، م " عتاب " بالتاء وفي ط " الغياث ".
(8) في ن، م: حدثني.
(9) في ط: الصلاة.
33

أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي إن مثل أهل بيتي
فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل، فتمسكوا بأهل
بيتي بعدي والأئمة الراشدين من ذريتي، فإنكم لن تضلوا أبدا.
فقيل: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ فقال: اثنا عشر من أهل بيتي،
أو قال: من عترتي.
حدثنا علي بن محمد، قال حدثنا محمد بن أحمد الصفواني،
قال حدثنا فيض بن المفضل (1) الحلبي (2)، قال حدثني مسعر بن
كدام (3)، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الصديق الناحي (4)، عن أبي
سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والمهدي
منهم.
وهذا أبو سعيد الخدري روى عنه عطية (5) العوفي وأبو هارون
العبدي وسعيد بن المسيب وسلمة بن الأكوع وأبو الصديق الناحي (6).

(1) في ط: مفضل.
(2) في ن: الجلي.
(3) في ن، م " كرام " وفي ط " كدام ".
(4) في ن، ط: الناجي.
(5) في ن: منه.
(6) في ن، ط، م: الناجي.
34

باب
(ما جاء عن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه (1))
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر (2) عليهم السلام)
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال
حدثنا محمد بن رياح (3) الأشجعي، قال حدثنا محمد بن غالب بن
الحارث، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو (4) البجلي، قال حدثنا
عبد الكريم، عن أبي الحسن، عن أبي الحرث، عن أبي ذر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحبني
وأهل بيتي كنا نحن (5) وهو كهاتين - وأشار بالسبابة والوسطى -
ثم قال عليه السلام: أخي خير الأوصياء، وسبطي خير الأسباط،
وسوف يخرج الله تبارك وتعالى من صلب الحسين أئمة أبرارا، ومنا

(1) في ط: عن النبي صلى الله عليه وآله.
(2) ليس في ط، ن، م.
(3) في ن: رباح بالباء الموحدة.
(4) في ن: عمر.
(5) ليس " نحن " في ن، م.
35

مهدي هذه الأمة. قلت: يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال:
عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي، قال
حدثني محمد بن همام بن سهيل الكاتب، قال حدثني محمد بن
معافا السلماسي، عن محمد بن عامر، قال حدثنا عبد الله بن زاهر،
عن عبد العدوس (1)، عن الأعمش، عن حبش (2) بن المعتمر قال:
قال أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه: دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أبا ذر
ايتني بابنتي فاطمة.
قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي (3)
أباك. قال: فلبت (4) منحلها وأبرزت وخرجت حتى دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رأت رسول الله " ص "
انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله " ص " لبكائها وضمها إليه،
ثم قال: يا فاطمة لا تبكين (5) فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي

(1) في ن، ط، م " عبد القدوس " بالقاف.
(2) في ن، م " حنش " بالنون وفي ط " خنش " بالخاء ثم النون.
(3) في ن: أجبني إياك، وهو غلط جدا، وفي ط: أجيبيني وهو
أيضا كذلك.
(4) في ن، م، ط " فلبست منجلها واتزرت " وفي هامش ط " جلبابها "
بدل " منجلها ".
(5) في ن: لاسكتي.
36

مظلومة مغصوبة (1)، وسوف يظهر (2) بعدي حسيكة (3) النفاق وسمل (4)
حلباب الدين، وأنت أول من يرد علي الحوض.
قالت: يا أبه (5) أين ألقاك؟ قال: تلقيني عند الحوض وأنا
أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداك (6) ومبغضيك. قالت: يا رسول
الله فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال تلقيني عند الميزان. قالت:
يا أبه (7) وإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: تلقيني عند الصراط وأنا
أقول: سلم سلم شيعة علي.
قال أبو ذر: فسكن قلبها (8)، ثم التفت إلي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقال: يا أبا ذر إنها بضعة مني، فمن (9) آذاها فقد
آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين، وبعلها سيد الوصيين، وابنيها

(1) في ن: " مغضوبة " بالضاد.
(2) في ن، ط: تظهر.
(3) في ن " حسبك " وفي ط " حيسيك " وفي م " حسبكة ".
(4) في ن " ويشمل جلباب " وفي ط " ويسمل " بالسين وفي م " يشمل
حلباب ".
(5) في ن، ط: يا أبت.
(6) في ن، ط: أعداءك.
(7) في ن، ط: يا أبت.
(8) في ن " قبلها " وهو غلط.
(9) في ط: من.
37

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهم إمامان إن قاما (1)
أو قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج (2) من صلب الحسين
تسعة من الأئمة معصومون (3) قوامون بالقسط، ومنا مهدي هذه الأمة.
قال: قلت: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني
إسرائيل.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة، قال حدثنا أبو
محمد هارون بن موسى، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد (4)
سعيد، قال حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي، عن
الحسن (5) أبي جعفر، قال حدثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب،
عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، تاسعهم
قائمهم، ألا إن مثلهم فيكم (6) مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن

(1) في ن " قائما " وهو غلط وفي م ليس " إن ".
(2) في ط: يخرج الله.
(3) في ط: " أمناء معصومون تسعة من الأئمة " وفي ن " تسعة من
الأئمة " وفي م ليس " معصومون ".
(4) في ط، ن، م: محمد بن.
(5) في ط، ن، م: الحسن بن.
(6) في م " ثم قال عليه السلام " وليس فيه " فيكم ".
38

ومن تخلف عنها هلك (1)، ومثل باب حطة في بني إسرائيل.
وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال
الدعاء محجوبا حتى يصلى علي وعلى أهل بيتي.

(1) في ط، ن، م: غرق.
39

باب
(ما جاء عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه)
(عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النصوص)
(على الأئمة الاثني عشر عليهم الإسلام)
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب وأبو عبد الله محمد (1)
ابن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عباس (2) الجوهري، جميعا قالا
حدثنا لاحق (3) اليماني، عن إدريس بن زياد، قال: حدثنا
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (4)، عن جعفر بن الزبير،
عن القاسم (5)، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: معاشر الناس إني راحل (6) عن

(1) في ن، ط، م " أحمد بن محمد ".
(2) في ن: عياش.
(3) في ن، ط: محمد بن لاحق.
(4) في ن " الكفرثوثي " وفي ط: السبيعي.
(5) في ط: القاسم بن سليمان.
(6) في ن، م، ط: راحل عنكم.
40

قريب ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا، وإياكم
البدع فإن كل بدعة ضلالة والضلالة (1) وأهلها في النار. معاشر
الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك
بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
قال: فلما نزل عن المنبر صلى الله عليه وآله وسلم تبعته حتى
دخل بيت عائشة، فدخلت إليه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله
سمعتك تقول " إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر، وإذا افتقدتم
القمر فتمسكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم
الزاهرة " فما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة؟
فقال: [أنا الشمس (2) وعلي القمر والحسن والحسين الفرقدان،
فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي بعدي، وإذا افتقدتموه فتمسكوا
بالحسن والحسين]، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة (3) التسعة (4)

(1) ليس في ن، ط، م: وكل ضلالة.
(2) في ن، ط، م " أما الشمس فأنا وأما القمر فعلي عليه السلام فإذا
افتقدتموني فتمسكوا به بعدي وأما الفرقدان فالحسن والحسين عليهما
السلام فإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بهما " وما بين القوسين ليس في النسخ
الثلاثة.
(3) في ط، م: فالأئمة.
(4) في ن، م: تسعة.
41

من صلب الحسين، تاسعهم (1) مهديهم.
ثم قال عليه السلام: إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة
أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى. قلت: فسمهم لي
يا رسول الله؟ قال: أولهم (2) علي بن أبي طالب، وبعده (3) سبطاي،
وبعدهما علي (4) زين العابدين، وبعده محمد بن علي الباقر (5) علم
النبيين والصادق (6) جعفر بن محمد وابنه الكاظم سمي موسى بن
عمران والذي يقتل بأرض الغربة (7) ابنه (8) علي ثم ابنه محمد (9)
والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته، فإنهم
عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي وحكمهم حكمي، من
آذاني فيهم فلا أناله الله (10) شفاعتي.

(1) في م: والتاسع.
(2) في ن، ط، م " أولهم وسيدهم ".
(3) ليس في ن، ط، م " بعده ".
(4) في ن، ط، م: وبعدهما زين العابدين علي بن الحسين.
(5) في ن، ط، م: باقر.
(6) ليس " الصادق " في ن، م، وفي ط: بعد جعفر.
(7) في ط " خراسان " بدل " الغربة ".
(8) في ط، ن، م ليس " ابنه ".
(9) ليس في ط.
(10) في ط: الله تعالى.
42

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البرمكي (1) ابن سعيد
الخزاعي، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله (2) الكوفي
الأسدي، قال حدثنا إسماعيل (3) بن محمد البرمكي، قال حدثنا
موسى بن العمران (4) النخعي، قال حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي (5)،
قال حدثنا سيف بن عميرة، عن أبان بن إسحاق الأسدي، عن
الصباح بن محمد بن أبي حازم (6)، عن سلمان قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر، عدد شهور
الحول، ومنا مهدي هذه الأمة، له غيبة (7) موسى وبهاء عيسى وحلم (8)
داود وصبر أيوب.
قال الشيخ أبو عبد الله: وهذا غريب (9)، قوله عليه السلام " عدد

(1) ليس في ن، م، ط " البرمكي " وفي ن " محمد بن سعيد بن علي
الخزاعي " وفي ط " محمد بن علي بن سعيد بن علي الخزاعي " وفي م
" أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي ".
(2) في ن، ط، م " عبد الله " بدل " أبي عبد الله ".
(3) في ن، ط، م: محمد بن إسماعيل البرمكي.
(4) في ن، ط، م: عمران.
(5) في ن، م: التيمي.
(6) في ن: عن أبي حازم.
(7) في ن. ط:، " له هيبة " وفي م " لهيبة ".
(8) في م: وحكم.
(9) في م: حديث غريب.
43

شهور الحول ".
حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم
العلوي الروياني (1)، قال حدثني عبيد الله بن أحمد بن نهيك،
قال حدثني محمد بن عصام السمين (2)، عن أبيه وعمه (3)، عن
عبد الرحمن بن مسعود العبدي (4)، عن عليم الأزدي، عن سلمان
الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة
بعدي اثنا عشر. ثم قال: كلهم من قريش، ثم يخرج قائمنا فيشفي (5)
صدور قوم مؤمنين، ألا إنهم أعلم منكم فلا تعلموهم، ألا إنهم
عترتي (6) من لحمي ودمي، ما بال أقوام (7) يؤذوني (8) فيهم لا أنالهم
الله شفاعتي.
حدثنا علي بن الحسين بن محمد، قال حدثنا هارون بن
موسى رضي الله عنه، قال أحمد بن محمد (9) بن سعيد، قال حدثنا

(1) في ن: الروباني وفي: ط الرويائي.
(2) في ط: اليميني.
(3) في ن، م: وعميه.
(4) في ن: العميدي.
(5) في ط: ويشف.
(6) في ن: عربي.
(7) في ن، م: قوم.
(8) في ن، ط: يؤذونني.
(9) ليس في ن، م " محمد بن ".
44

محمد بن عامر (1) بن السائب الثقفي، عن أبيه، عن سلمان الفارسي
رحمة الله عليه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وعنده الحسن والحسين يتغديان (2) والنبي " ص " يضع اللقمة
تازة في فم الحسن وتارة في فم الحسين، فلما فرغ (3) من الطعام
أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن على عاتقه والحسين
على فخذه، ثم قال: يا سلمان أتحبهم؟ قلت: يا رسول الله كيف
لا أحبهم ومكانهم منك مكانهم. قال: يا سلمان من أحبهم فقد أحبني،
ومن أحبني فقد أحب الله. ثم وضع يده على كتف الحسين عليه
السلام فقال: إنه الإمام ابن الإمام، تسعة من صلبه أئمة أبرار أمناء
معصومون، والتاسع قائمهم.
حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثني أبي رحمه

(1) ليس في ن، ط: " بن السائب " إلى " عطا " وفي ن، م: محمد
ابن عامر القرابي قال. حدثنا الحجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة
عن عطا بن السائب السقفي - بالسين - عن أبيه عن سلمان. وفي ط:
بدل " القرابي " " الفرقال " وفي الهامش أرى أن الفرقي الفرغاني أو
القزويني. وأيضا فيه وفي م بدل " السقفي " الثقفي - بالثاء المثلثة.
وليس " عن أبيه " في ط.
(2) في م، ط: يتغذيان.
(3) في ط، ن، م: فرغا.
45

الله، قال حدثنا سعيد (1) بن عبد الله (2) قال حدثنا يعقوب بن يزيد،
عن حماد (3) بن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبان
ابن خلف (4)، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي
رحمة الله عليه، قال: دخلت على رسول (5) الله صلى الله عليه وآله
وسلم وإذا الحسين على فخذه وهو (6) يقبل جبينه (7) ويلثم فاه
ويقول (8): أنت سيد ابن السيد، أنت إمام (9) ابن إمام أبو الأئمة (10)،
أنت حجة ابن حجة أبو حجج، تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم (11).

(1) في ك: سعد.
(2) في ن، م: سقط في السند بعد " سعيد بن عبد الله " إلى " ابن
مسكان ".
(3) في ك: عن حماد بن عيسى.
(4) في ك: تغلب.
(5) في ن، م، ط، ك: على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(6) في ن: فهو وفي م: وهو.
(7) في ط: عنه - والظاهر " عينه " وفي ك: عينيه.
(8) في ط، ن، م وهو يقول: أنت سيد ابن سيد.
(9) في ط " أنت الإمام ابن الإمام " وفي إكمال الدين بزيادة " أخو
إمام ".
(10) في ن، م: أبو أئمة أنت حجة أبو حجج، وفي ط: حجة ابن
الحجة أبو حجج، وفي الاكمال: أنت حجة الله ابن حجته وأبو حجج.
(11) إكمال الدين 1 / 262.
46

علي بن الحسين (1) قال حدثنا محمد بن الحسن البزوفري،
قال حدثنا عبد الله بن عامر الكوفي بالكوفة، قال حدثني محمد بن
مسروق (2) الهتدي (3)، عن خالد بن الياس، عن صالح بن أبي
حنان، عن الصباح بن محمد، عن أبي حازم، عن سلمان الفارسي
رحمة الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة
من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وكانوا اثني عشر. ثم وضع يده
على صلب الحسين عليه السلام وقال: تسعة من صلبه، والتاسع
مهديهم، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا (4) وظلما،
فالويل لمبغضيهم (5).
وهذا سلمان رحمة الله عليه روى عنه سليم بن قيس الهلالي

(1) في صدر السند اختلاف بين النسخ. في ن، م " حدثنا علي بن
الحسن البزوفري قال: حدثنا عبد الله بن عامر الكوفي " وفي ط: حدثنا
علي بن الحسين قال: حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن الحسين
البزوفري قال: حدثنا عبد الله بن عامر الكوفي.
(2) في ط: أبي مسروق.
(3) في ن: الهندي.
(4) في ط، ن: ظلما وجورا.
(5) في ن، ط، م: لمبغضهم.
47

وأبو حازم والسائب بن أبي أوفى (1)، ويقال له: مالك والقسيم (2)
وعليم.

(1) في ن " ابن أبي لوفى " ثم وضع المصحح بالحمرة علامة الكاف
وكان: " ابن أبي كوفي ".
(2) في ط، ن، م: مالك بن القسم.
48

باب
(ما جاء عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه)
(وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا محمد (1) بن
الحسن القطان، قال حدثنا محمد (2) بن عبد الله النيسابوري، قال
حدثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق - يعني الهمداني - قال حدثني (3)
إبراهيم بن محمد، عن زياد بن علاقة و عبد الملك بن عمير بن
جابر (4) بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا. ثم أخفى علي (5)،

(1) في ن، م، ط، ك: أحمد بن الحسن العطار.
(2) في ن، ط، م " أحمد بن محمد بن عبد النيسابوري " وفي إكمال
الدين: أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد ربه النيسابوري.
(3) في إكمال الدين: حدثنا عمي إبراهيم بن محمد.
(4) في ن، ط، م: عن جابر بن سمرة.
(5) في ن، ط، م: ثم أخفى علي صوته.
49

فقلت لأبي: ما الذي يخفي (1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال: قال كلهم من قريش (2).
حدثنا علي بن محمد، قال حدثنا أحمد بن الحسن القطان،
قال حدثنا (3) أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل الكربي (4) المروزي،
قال حدثنا سهل بن عمار النيسابوري، قال: حدثنا (5) عمر بن عبد الله
ابن رزين، قال حدثنا سفيان، عن (6) سعيد بن عمر الشعبي (7)، عن
جابر بن سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد ورسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يخطب، فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا
عشر - يعني أميرا - ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي:
ما قال؟ قال: كلهم من قريش (8).

(1) في ن، ط، م " على رسول الله ص " وفي إكمال الدين: ما الذي
أخفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(2) إكمال الدين 1 / 272.
(3) في ن، ط، م: حدثني.
(4) في إكمال الدين " السكري " وفي نسخ الخصال: اليشكري.
(5) ليس في ط " قال حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين "، وفي إكمال
الدين: عمرو.
(6) في ن، ط، م " سفيان بن سعيد بن عمر " وفي إكمال الدين:
عن سعيد بن عمرو.
(7) في ن، ط، م، ك: عن الشعبي.
(8) إكمال الدين 1 / 272.
50

حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا أحمد بن
الحسن (1)، قال حدثنا أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل بالري،
قال حدثنا الفضل (2) عبد الجبار المروزي، قال حدثنا علي بن الحسن
- يعني ابن شقيق - قال حدثنا الحسين بن وافد (3)، قال حدثنا سماك
ابن حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه
وآله وسلم فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي (4) حتى يملك اثنا
عشر خليفة، وقال كلمة حفيفة (5) فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم
من قريش (6).
وعنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي، قال
حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا علي بن جعد (7) قال حدثنا زهير، عن
زياد بن حنتمه (8)، عن الأسود الهمداني، قال سمعت جابر بن سمرة

(1) في ن، ط، م: الحسن القطان.
(2) في ط " فضل " وفي ن، ط بإضافة " ابن " بينهما.
(3) في ن، ط " واقد " بالقاف.
(4) في ن، م، ط: " لن " بدل لا. وفي الاحقاق " حتى يمضي
فيهم... ثم تكلم بكلام خفي علي ".
(5) في هامش الكتاب " حفية " بالحاء المهملة ثم الفاء ثم الياء
التحتانية. وفي ن، ط، م " خفية " بالخاء المعجمة.
(6) إحقاق الحق 13 / 7.
(7) " علي بن الجعد " وفي ن: جعد.
(8) في ن، ط، م: خثيمة.
51

يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يكون
بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، فلما رجع إلى منزلة [أتيته (1)
فيما بيني وبينه فقلت]: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون (2) الفرج (3).
وهذا جابر بن سمرة روى عنه زياد بن علاقة وعبد الملك بن
عمير والشعبي وسماك بن حرب والأسود بن سعيد الهمداني.

(1) في ملحقات الاحقاق وغيبة النعماني: فأتته قريش فقالوا:
(2) في ملحقات الاحقاق وغيبة النعماني، م، ن، ط " الهرج ".
(3) غيبة النعماني: ص 48 وفيه أحاديث أخرى في هذا باختلاف ما
في اللفظ، راجع ص 59، 60، 61.
52

باب
(ما جاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا أحمد بن إسماعيل السلماني (1) ومحمد بن عبد الله
الشيباني، قالا (2) حدثنا محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن
مالك الفراري (3)، قال حدثني حسين (4) بن محمد بن سماعة، قال
حدثني أحمد بن الحارث، قال حدثني المفضل بن عمر، عن يونس
ابن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال سمعت جابر بن عبد الله
الأنصاري يقول: لما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه
وآله وسلم: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم " (5) قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله،

(1) في ط، ن، م: سليماني.
(2) في ن، ط، م: قال. وليس في ط، م " حدثنا " بعد قال.
(3) في إكمال الدين: الفرازي.
(4) في ط، م، ن، إكمال الدين: الحسن.
(5) النساء 59.
53

فمن أولوا (1) الأمر منكم الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه
السلام: خلفائي وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب
ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف
بالتوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ثم
الصادق (2) جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم
محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمي وكني
حجة الله في أرضه ونفسه (3) في عباده ابن الحسن بن علي، ذلك (4)
الذي يفتح الله تعالى ذكره على يده مشارق الأرض ومغاربها ذلك (4)،
الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته
إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.
قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل (5) لشيعته الانتفاع به (6)؟
فقال عليه السلام: والذي (7) بعثني بالنبوة (8) إنهم ليستضيؤون بنوره

(1) في ط: أولي الأمر.
(2) ليس " الصادق " في ن، ط، م.
(3) في ن، ط، م: بقيته.
(4) في ط، ن، م: ذاك.
(5) فهل يقع.
(6) في ن، م، ط بإضافة " في غيبته ".
(7) في ن، ط، م: أي والذي.
(8) في ن، م، ط: بالحق نبيا.
54

وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس إن سترها سحاب،
يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه (1) إلا عن (2)
أهله.
قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد الله (3) على علي بن
الحسين عليهما السلام، فبينا يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر
عليهما السلام من عند نسائه وعلى رأسه ذوابة (4) وهو غلام، فلما
بصر به جابر ارتعدت فرائصه وقامت كل شعرة على جسده (5) ونظر
إليه مليا ثم قال له: يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال له (6): أدبر فأدبر،
فقال جابر: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورب الكعبة.
ثم قام فدنى منه ثم قال (7) له: ما اسمك يا غلام؟ قال: محمد. قال:
ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين. فقال: يا بني فداك (8) نفسي

(1) في ن، م، ط: واكتمه.
(2) في ط: من.
(3) في ط، ن، م: الأنصاري.
(4) في ط: " دوابة " بالدال المهملة وفي ن " زوابة " بالزاء أخت
الراء، كلاهما غلط.
(5) في م: على بدنه.
(6) ليس في ط، ن، م " له ".
(7) في ن، م: " فقال " بدل " ثم قال له ".
(8) في ن " وربك لقيني " وفي م: وربك نفسي.
55

فأنت إذا الباقر. قال: نعم فأبلغني ما حملك رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم. قال جابر: يا مولاي إن رسول الله " ص " بشرني بالبقاء إلى
أن ألقاك وقال لي: إذا لقيته فاقرأه مني السلام، فرسول الله يا مولاي
يقرأ عليك السلام. فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر على رسول
الله السلام ما قامت السماوات والأرض، وعليك يا جابر بما بلغت
السلام.
فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه، فسأله محمد بن
علي عليهما السلام عن شئ فقال جابر: والله لا دخلت في نهي رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم، لقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من
أهل بيته بعده، أحكم (1) الناس صغارا وأعلم الناس كبارا، فقال:
لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. قال أبو جعفر عليه السلام: صدق جدي
صلى الله عليه وآله وسلم، إني أعلم بما سألتك عنه (2)، والله أوتيت
الحكم (3)، وذلك (4) بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت (5).
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني
رحمه الله، قال (6) أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان

(1) في ن، م " أحلم " باللام وفي ط: أعلم.
(2) في م " منك " بدل عنه.
(3) في ن، ط: صبيا.
(4) في ن، ط، م: قال ذلك.
(5) إكمال الدين 1 / 253.
(6) في هامش ن: " حدثنا " بعد قال.
56

المقرئ ببغداد، قال (1) حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، قال حدثنا محمد بن حماد بن ماهان الدباغ أبو جعفر،
قال حدثنا عيسى بن إبراهيم، قال حدثنا الحارث بن نبهان (2)، قال
حدثنا عيسى بن يقطان (3)، عن أبي سعيد (4)، عن مكحول، وعن
واثلة بن الأشفع (5) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندب (6)
ابن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، فقال: يا محمد أخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما
لا يعلمه الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ما ليس
لله فليس لله شريك، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، وأما
ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود " إنه عزير ابن الله " والله
لا يعلم له (7) ولدا. فقال جندب (8): أشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول
الله حقا.

(1) ليس " قال " في ط.
(2) في ن: سهان؟.
(3) في ط: يقطين.
(4) في ط: أبي سعد.
(5) في ط: الأسفع.
(6) في ط، ن، م " جندل " وفي ن: جناد.
(7) في ط، ن، م " أن له " وفي ن، م: ولد.
(8) في ط، ن، م " جندل " وفي الاحقاق 13 / 53.
57

ثم قال: يا رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن
عمران عليه السلام فقال لي: يا جندب (1) أسلم علي يد محمد واستمسك
بالأوصياء من بعده، فقد أسلمت فرزقني الله ذلك، فأخبرني بالأوصياء
بعدك لا تمسك بهم. فقال يا جندب (1): أوصيائي من بعدي بعدد
نقباء بني إسرائيل. فقال: يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشر، هكذا
وجدنا في التوراة. قال: نعم الأئمة بعدي اثنا عشر. فقال: يا رسول
الله كلهم في زمن واحد؟ قال: لا ولكنهم خلف (2) بعد خلف، فإنك (3)
لا تدرك منهم إلا ثلاثة. قال: فسمهم لي يا رسول الله. قال: نعم إنك
تدرك سيد الأوصياء ووارث الأنبياء وأبا الأئمة علي بن أبي طالب
بعدي ثم ابنه الحسن ثم الحسين، فاستمسك بهم من بعدي ولا يغرنك
جهل الجاهلين، فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين
يقضي الله عليه (4) ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه (5).
فقال: يا رسول الله هكذا وجدت في التوراة اليانقطة (6)؟ شبيرا
وشبيرا فلم أعرف أساميهم، فكم بعد الحسين من الأوصياء وما

(1) في ط، ن، م " جندل " وفي الاحقاق 13 / 53.
(2) في ط " لا خلف " وهو غلط.
(3) في ن، ط، م " لن تدرك ".
(4) في م، ط، هامش المتن: عليك.
(5) ليس في ط، ن: " تشربه ".
(6) في ن، م " اليانقطو شبيرا وشبيرا " وفي ط: اليا اليا بقطو شبرا
وشبيرا.
58

أساميهم؟ فقال: تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم، فإذا انقضت
مدة الحسين قام بالأمر بعده ابنه علي ويلقب بزين العابدين، فإذا
انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالباقر، فإذا انقضت
مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فإذا انقضت
مدة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى يدعى بالكاظم، ثم إذا انتهت
مدة (1) موسى قام بالأمر بعده ابنه علي يدعى بالرضا، فإذا انقضت
مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعي بالزكي، فإذا انقضت مدة
محمد قام بالأمر بعده علي ابنه يدعى بالنقي، فإذا انقضت مدة علي
قام بالأمر بعده (2) الحسن ابنه يدعى بالأمين، ثم يغيب عنهم إمامهم.
قال: يا رسول الله هو الحسن يغيب عنهم. قال: لا ولكن
ابنه الحجة. قال: يا رسول الله فما اسمه؟ قال: لا يسمي حتى يظهره
الله.
قال جندب (3): يا رسول الله قد وجدنا ذكرهم في التوراة وقد
بشرنا موسى بن عمران بك وبالأوصياء بعدك من ذريتك، ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من
قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم

(1) ليس في ط " مدة ".
(2) في ن، ط: من بعده.
(3) في ط، ن، م " جندل " وفي الاحقاق 13 / 53.
59

أمنا " (1).
فقال جندب (2): يا رسول الله فما خوفهم؟ قال: يا جندب (2)
في زمن كل واحد منهم سلطان (3) يعتريه (4) ويؤذيه، فإذا عجل الله
خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا (5) وظلما.
ثم قال عليه السلام: طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين (6)
على محجتهم، أولئك وصفهم الله في كتابه وقال " والذين يؤمنون
بالغيب " (7) وقال " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون " (8).
قال ابن الأسفع: ثم عاش جندب (9) بن جنادة إلى أيام الحسين (10)
عليه السلام، ثم خرج إلى الطائف، فحدثني نعيم (11) أبي قيس قال:

(1) النور: 55 وفي ن، ط: يعبدونني ولا يشركون بي شيئا.
(2) في ط، ن، م " جندل " وفي الاحقاق 13 / 53.
(3) في ن، م، ط: " من " بدل " سلطان ".
(4) في ن " يغتريه ". وفي م: يغتر به.
(5) في ط، م: ظلما وجورا.
(6) في م: للمقيمين.
(7) البقرة: 3.
(8) المجادلة: 22.
(9) في ن، ط، م: جندل.
(10) في ن، ط، م: بن علي.
(11) في ن، ط، م: نعيم بن أبي قيس.
60

دخلت (1) بالطائف وهو عليل، ثم إنه دعا بشربة من لبن فشربه وقال:
هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكون آخر
زادي من الدنيا شربة من لبن، ثم مات رحمه الله ودفن بالطائف
في الموضع المعروف بالكوراء.
حدثنا علي بن حسن بن مندة، قال حدثنا أبو محمد (2) بن
هارون بن موسى رضي الله عنه، قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني،
قال حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن
محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة
جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر بن محمد عليهما
السلام. وحدثنا محمد بن وهبان، قال حدثنا علي بن الحسين
الهمداني، قال حدثنا (3) عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال حدثنا
الحسن بن سهل الخياط، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر (4)
ابن (؟)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله

(1) في ن، ط، م: دخلت عليه.
(2) ليس " بن " بين " أبو محمد " و " هارون " في ن، م، ط وهو
الصحيح لأنه كنيته والرجل موثق. ارجع: النجاشي ص: 308 والجامع
2 / 308.
(3) في ط، م، ن: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي في مطين.
(4) في ط، م، ن " عن جعفر بن محمد عليهما السلام " وفي م " عن
أبيه ".
61

صلى الله عليه وآله وسلم للحسين بن علي عليهما السلام: يا حسين
يخرج من صلبك تسعة من الأئمة منهم مهدي هذه الأمة، فإذا استشهد
أبوك فالحسن بعده، فإذا سم الحسن فأنت، فإذا استشهدت فعلي
ابنك، فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه،
فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه، فإذا مضى
علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى علي فالحسن
ابنه، فإذا (1) مضى الحسن فالحجة بعد الحسن يملأ الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال
حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي با يارح (2) (؟) قال (3)
أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي، قال حدثنا عبد الوهاب بن همام
الحميري، قال حدثنا ابن أبي شيبة، قال حدثنا شريك الدين بن
الربيع، عن القاسم بن حسان، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشكاية (4) التي قبض
فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، قال: فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع

(1) في ن، ط، م " بعد الحسن ابنه " هكذا " ثم الحجة بعد الحسن ".
(2) في ن " ما بارح " وفي ط " با يارح " وفي م " نا يارح ".
(3) في ط، ن، م " أبو عبد الغني " في ن " حسن ابن يمعاني " وفي
ط " حسن السمعاني " وفي م " الحسن بن يمعاني ".
(4) في ط: الشكاة.
62

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة
ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة (1) من بعدك يا رسول الله.
قال: يا حبيبتي لا تبكين، فنحن أهل بيت أعطانا (2) الله سبع خصال
لم يعطها (3) قبلنا ولا يعطها أحدا بعدنا: لنا خاتم النبيين وأحب الخلق
إلى الله عز وجل وهو أنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى
الله عز وجل وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو
عمك، ومنا (4) من له جناحان في الجنة يطير بهما مع الملائكة وهو
ابن عمك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين (5)،
[وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء
معصومين] ومنا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا
وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار (6) بعضهم على بعض فلا كبير
يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا، فيبعث الله عز وجل عند ذلك مهدينا

(1) في ن " الضعيفة " والظاهر أنها مصحف والصحيح ما هو في المتن و ط.
(2) في ن " قد أعطانا " وفي ط " قد أعطان " وهو ليس بصحيح.
(3) في ط " لم يعطها أحدا " وفي ن: أحد.
(4) ليس في ط " ومنا من له جناحان - إلى - وهو ابن عمك ".
(5) ليس في ط، ن، م ما بين القوسين، وبدله " وتسعة من الأئمة
معصومون ".
(6) في ن، م: أعاد.
63

التاسع من صلب الحسين عليه السلام يفتح حصون الضلالة [وقلوبا (1)
غفلا] يقوم بالدرة (2) في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان،
ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي، فإن الله أرحم (3) بك وأرأف عليك
مني، وذلك لمكانك مني وموضعك (4) في قلبي، وزوجك الله زوجا (5)
أشرف أهل بيتك حسبا، وأكرمهم نسبا (6)، وأرحمهم بالرعية،
وأعدلهم بالسوية، وأنصرهم (7) بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل
أن تكوني أول من يلحقني (8) من أهل بيتي، ألا إنك بضعة مني (9)
من آذاك فقد آذاني.
قال جابر: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(1) ليس ما بين القوسين في ط، وبدله " وقلاعها " وفي تاريخ دمشق
" وقلوبا غلفا ".
(2) في ن، ط، م " بالدين " بدل " بالدرة " وكذلك في تاريخ دمشق.
(3) في ن " عني بك " وفي ط، م " مني بك ".
(4) في ن، ط، تاريخ دمشق: من قلبي.
(5) في ط، م، ن " هو أشرف ".
(6) في م، ط، ن " منصبا " بدل " نسبا ".
(7) في ط، م، ن: وأبصرهم.
(8) في ط: يلحق بي.
(9) في م، ط، ن: فمن.
64

[فاعتلت فاطمة] (1) دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها: كيف
أصبحت يا بنت رسول الله؟ قالت: أصدقاني هل سمعتما من رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (2): فاطمة بضعة مني فمن آذاها
فقد آذاني؟ قالا: نعم قد (3) سمعنا ذلك منه، فرفعت يديها إلى السماء
وقالت: اللهم إني أشهدك أنهما قد آذياني وغصبا حقي. ثم أعرضت
عنهما فلم تكلمهما بعد ذلك، وعاشت بعد أبيها خمسة وتسعين (4) يوما
حتى ألحقها الله به (4).
حدثنا علي بن محمد بن مقول (5)، قال حدثنا أبو بكر محمد
ابن عمر القاضي الجعالي (6)، قال حدثني نصر بن عبد الله الوشا،
قال حدثني زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن

(1) ما بين القوسين ليس في م، ن، ط.
(2) ليس " يقول " في ن، م، ط.
(3) في ن، ط، م: لقد.
(4) في ط، م، ن " خمسة وسبعون " وذكر صدر الحديث في أسد الغابة
عن أبي علي علي الهلالي وفي رواية الطبراني: لم تبق فاطمة رضي الله
عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به صلى الله عليه وآله.
أنظر إحقاق الحق 9 / 262 وأسد الغابة 4 / 43 وتاريخ دمشق لابن عساكر
1 / 239 من ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
(5) في م، ن، ط: مقولة.
(6) في ن، م: الجعابي.
65

أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت عند النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة، فأنزل الله هذه الآية " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "، فدعا
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم
بين يديه، فدعا (1) عليا فأجلسه خلف ظهره وقال: اللهم هؤلاء أهل
بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت (2) أم سلمة: وأنا
معهم يا رسول الله؟ فقال لها: إنك إلى خير (3). فقلت: يا رسول الله
لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس
عنهم. قال: يا جابر لأنهم عترتي من لحمي ودمي، فأخي سيد
الأوصياء، وابني خير الأسباط، وابنتي سيدة النسوان، ومنا المهدي.
قلت: يا رسول الله ومن المهدي؟ قال: تسعة من صلب الحسين أئمة
أبرار، والتاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا وعدلا [كما ملئت (4)
جورا] يقاتل (5) على التأويل كما قاتلت على التنزيل.
حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا جعفر بن
محمد بن مسرور رضي الله عنه، قال حدثنا الحسين بن محمد بن

(1) في م، ن، ط: ودعا.
(2) في ن، ط، م: قالت.
(3) في ط، م، ن: قال أنت على خير.
(4) ما بين القوسين ليس في ن، م، ط.
(5) في ن: تقاتل.
66

عامر، عن عمه محمد (1) بن أبي عمير، عن أبي جميلة المفضل (2) بن
الحسن بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله
الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المهدي
من ولدي، اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبة الناس بي خلقا وخلقا،
يكون له غيبة وحيرة (3) يضل (4) فيها الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب
يملاءها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري، يروي عنه جابر بن يزيد
الجعفي وواثلة الأسقع والقاسم بن حسان ومحمد بن علي الباقر
عليهما السلام.

(1) في م، ن، ط بعد " عن عمه " عن محمد..
(2) في ن، م: المفصل. في م، ط، ن ليس الحسن بن.
(3) في ن " وحيزكم " وبهامشه بعلامة ظ " وحيرة " وفي م: وخيره.
(4) في ن، ط: تضل.
67

باب
(ما جاء عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه)
(وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله رحمه الله، قال حدثنا
رجا (1) بن يحيى أبو الحسين (2) المعرباني الكاتب (3)، قال: حدثني
محمد بن جلاد (4) بسر من رأى أبو بكر (5) الباهلي، قال حدثنا معاد (6)

(1) في ن، ط " رجاء " بالمد وفي م " رحا ".
(2) في ن، ط، م: أبو الحسن، في ن " العبرقائي " وفي ط " اليسرياني "
والصواب " العبرتائي ". وعبرتا بفتح أوله وثانيه وسكون الراء بعده
التاء قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النهروان بين بغداد وواسط
معجم البلدان 3 / 604.
(3) في ط: بعد الكاتب، قال: حدثنا معاذ بن معاذ.
(4) في ن: خلاد، في ط: علاد.
(5) في ن بهامشها قبل " أبو بكر الباهلي " " قال: حدثنا " وعلمه ب‍ " ظ ".
(6) في ن، م، ط " معاذ بن معاذ " بالذال المعجمة.
68

ابن معاد، قال حدثنا ابن عون (1)، عن هشام بن زيد (2)، عن أنس
ابن مالك (3)، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن
حواري عيسى، فقال: كانوا من صفوته وخيرته، وكانوا اثني عشر
مجردين مكنسين (4) في نصرة الله ورسوله لارهو (5) فيهم ولا ضعف
ولا شك، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد (6) وجدوعنا. قلت: فمن
حواريك يا رسول الله؟ فقال: الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي
وفاطمة، هم حواري وأنصار ديني، عليهم من الله التحية والسلام.
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن (7) بن محمد، قال حدثنا
أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة
إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال حدثني أبو علي محمد بن همام، قال
حدثني عامر بن كثير البصري، قال حدثني الحسن بن محمد بن
أبي شعيب الحراني، قال حدثنا مسكين بن بكير (8) أبو بسطام، عن

(1) في ط: ابن عوف.
(2) في ط: يزيد.
(3) في ط: المالك.
(4) في ن، م " مكمسين " وفي ط: مكشين.
(5) في ن، ط، م: لا زهو.
(6) في ن، م " ونفاذ " بالذال المعجمة.
(7) في ن، ط، م " الحسين " والظاهر هو ابن مندة الذي يروي عنه
المؤلف وهو يروي عن الثقة الجليل هارون بن موسى التلعكبري.
(8) في ط: ابن بسطام.
69

سعد (1) بن الحجاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك. قال
هارون: وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال حدثني
أبو النصر محمد بن مسعود العياشي، عن يوسف بن المشحت (2)
البصري، قال حدثنا إسحاق (3) بن الحارث، قال حدثنا محمد بن
البشار، عن محمد بن جعفر (4)، قال حدثنا شعبة، عن هشام بن
يزيد (5)، عن أنس بن مالك قال: كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن
ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودخل
الحسن والحسين عليهما السلام فقبلهما رسول الله " ص "، وقام أبو
ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما، ثم رجع فقعد معنا، فقلنا له سرا (6):
رأيت رجلا شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقوم (7) إلى صبيين من بني هاشم فينكب (8) عليهما ويقبل أيديهما. فقال:
نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(1) في ن، م، ط: عن شعبة.
(2) في ط " السخت " وفي ن، م " السحت ".
(3) في ن، م: منجاف بن الحارث.
(4) في ن، م: محمد بن جعفر عند ر.
(5) في ن، ط، م: زيد.
(6) في ن " سر يا أبا ذر أنت شيخ " وفي م، ط " سرا ".
(7) في ن، ط: تقوم.
(8) في ن " تنكب " وفي ط " فتكب " أيضا فيهما " وتقبل ".
70

لفعلتم بهما أكثر مما فعلت. قلنا: وماذا سمعت يا أبا ذر؟ قال: سمعته
يقول لعلي ولهما: يا علي والله لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير
كالشن البالي إذا ما نفع (1) صلاته وصومه إلا بحبكم (2). يا علي من
توسل إلى الله (3) بحبكم فحق على الله أن لا يرده (4). يا علي من أحبكم
وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى.
قال: ثم قام أبو ذر وخرج (5)، وتقدمنا إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بكيت
وكيت. قال: صدق أبو ذر، صدق والله، ما أظلت (6) الخضراء ولا
أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
قال: ثم قال عليه السلام خلقني الله تبارك (7) وتعالى وأهل بيتي
من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف (8) عام، ثم نقلنا إلى
صلب آدم، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام

(1) في ن " ما ينفع " وفي م " ما يقع ".
(2) في ط، م، ن بإضافة: والبراءة من أعدائكم.
(3) في ط، م، ن: عز وجل.
(4) في هامش المتن: خائبا.
(5) ليس " وخرج " في ط.
(6) في ط، م، ن: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء.
(7) ليس في ط.
(8) في م، ط، ن: ألف.
71

الطاهرات. فقلت: يا رسول الله فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟
قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونمجده،
ثم قال عليه السلام: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى
ودعني جبرئيل عليه السلام، فقلت: حبيبي جبرئيل أفي هذا (1) المقام
تفارقني. فقال: يا محمد إني لا أجوز هذا الموضع فتحترق (2) أجنحتي.
ثم زج (3) بي في النور ما شاء الله، فأوحى الله إلي: يا محمد
إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة (4) فاخترتك (5) منها فجعلتك نبيا، ثم
اطلعت ثانيا فاخترت (6) منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام
بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين
خزان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة (7) ولا الجنة ولا
النار. يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب. فنوديت: يا محمد
إرفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار (8) علي والحسن والحسين

(1) في م " أفي مثل " في ن ليس " أ " الاستفهامية.
(2) في ن " فيحرق " وفي ط: فيحترق.
(3) في ن، م " زح " في ط: ذج.
(4) في ط، ن، م: اطلاعا.
(5) في م: فأخبرتك.
(6) في م: فأخبرت.
(7) ليس " لا " في ن، ط، م.
(8) في م، ن، ط: فإذا أنوار.
72

وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن
جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن
ابن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري. فقلت: يا رب
من هؤلاء ومن هذا؟ قال: يا محمد هم (1) الأئمة بعدك المطهرون من
صلبك، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشفي صدور
قوم مؤمنين. قلنا: بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجبا.
فقال عليه السلام: وأعجب من هذا أن قوما (2) يسمعون مني هذا ثم
يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله، ويؤذوني (3) فيهم (4)، لا
أنالهم الله شفاعتي.
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري، قال
حدثنا محمد بن أحمد (5) الصفواني [قال (6) حدثنا محمد بن الحسين،
قال حدثنا عبد الله بن مسلمة] قال حدثنا محمد بن عبد الله الحمصي (7)،
قال حدثنا بن حماد (8)، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك،

(1) ليس " هم " في ن.
(2) في ط، م، ن: أقواما.
(3) في م، ط: ويؤذونني.
(4) في ن، م، ط: بإضافة " ما لهم " بعد فيهم.
(5) في ن: أحمد بن الصفواني.
(6) ليس ما بين القوسين في ن.
(7) في ط: الحمبصي.
(8) في ط، ن: ابن حماد.
73

قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الفجر،
ثم أقبل علينا فقال (1): معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا،
ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى.
فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال:
عدد نقباء بني إسرائيل [فقال (2) كلهم من أهل بيتك؟] قال: كلهم
من أهل بيتي، تسعة من صلب الحسين، والمهدي منهم.
حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال حدثنا رجا (3)
ابن يحيى العراني الكاتب، قال حدثنا يعقوب بن إسحاق عن محمد
ابن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن هشام
ابن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش
مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته (4)، ورأيت
اثني عشر اسما مكتوبا بالنور فيهم (5) علي بن أبي طالب وسبطي

(1) في ن، ط، م: وقال.
(2) ليس ما بين القوسين في ط.
(3) في ن، ط، م " جابر " في ن، م " العبرتائي " وفي ط " الغرياني "
وقال مصححه في الهامش: أظن أنها " الفريابي " والصواب: العبرتائي
كما سبق ذكره.
(4) في م، ط، ن: ونصرته به.
(5) في ط " فهم " بدل " فيهم ".
74

وبعدهما تسعة أسماء عليا عليا (1) ثلاث مرات ومحمد ومحمد مرتين
وجعفر وموسى والحسن والحجة يتلألأ من بينهم، فقلت: يا رب
أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربي جل جلاله: هم الأوصياء من ذريتك،
بهم أثيب وأعاقب.
وعنه قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى (2) بن
خاقان المقرئ ببغداد، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن
ربيع أبو العباس مولى بني هاشم، قال حدثني عثمان بن أبي شيبة
في مسند (3) أنس، [قال (4) حدثنا يزيد بن هارون] قال حدثنا عبد الله
ابن عوف (5)، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوصياء الأنبياء الذين (6)
بعدهم بقضاء ديونهم وإنجاز عداتهم (7) ويقاتلون على سنتهم. ثم
التفت إلى علي عليه السلام فقال: أنت وصيي وأخي (8) في الدنيا

(1) في ن، ط، م: عليا عليا عليا.
(2) في م " نجى خاقان " وليس " بن " فيه.
(3) في ن: في سند.
(4) ما بين القوسين ليس في ط.
(5) في ن، م، ط: عون.
(6) في ط، م، ن: الذين يقومون من، وليس في م " من ".
(7) في ن: عدائهم.
(8) ليس في ط: وأخي.
75

والآخرة تقضي ديني وتنحو (1) عداتي وتقاتل على سنتي، تقاتل على
التأويل كما قاتلت على التنزيل (2) فأنا خير الأنبياء وأنت خير
الأوصياء وسبطاي خير الأسباط، ومن صلبهما يخرج الأئمة التسعة
مطهرون (3) معصومون قوامون بالقسط، والأئمة بعدي على عدد
نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، هم عترتي من لحمي ودمي.
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن مندة، قال
حدثنا هارون بن موسى رضي الله عنه، قال حدثنا أحمد بن محمد
ابن صدقة الرقي (4) بمصر، قال حدثني أبي، قال حدثنا محمد بن
خلاد (5) أبو بكر الباهلي، قال حدثنا معاد (6) بن معاد، قال حدثنا
ابن عوف (7)، عن هشام بن زيد (8)، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر، ثم
أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش.

(1) في ط، م، ن " وتنجز " وهو الصواب.
(2) في م، ط، ن: على تنزيله.
(3) في ن: المطهرون.
(4) في ن: الرحى.
(5) في ن، م " جلاد " أو له الجيم وآخره الدال المهملة، وفي ط
" جلاء " بالجيم والمد.
(6) في ط " معاذ بن معاذ " بالذال المعجمة.
(7) في ن، م: عون.
(8) في ن، ط، م: يزيد.
76

حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا (1) البغدادي، قال
حدثني أبو الحسن علي بن عقبة القاضي الشيباني (2)، قال حدثنا أبو
بكر محمد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن عرفد (3) الطائي الحمصي،
قال حدثنا الفرياني (4) محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن
عاصم، عن أبي العالية، عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر. ثم أخفى صوته
فسمعته يقول: كلهم من قريش.
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد (5) بن سعيد، قال حدثني (6)
أبو طالب بن يزيد (7) السرواني العدل، عن حميد، قال حدثنا عبد الله
ابن جعفر الرملي (8) بالبصرة، قال حدثني شبابة بن سواد (9)، قال

(1) في ن " ذكريا " بالذال المعجمة.
(2) في ط، ن " السنائي " وفي م: السناني.
(3) في ط، ن " غرفة " وفي م: عرفة.
(4) في ن " العرياني " وفي ط، م " الفرباني " وبهامشه عن المصحح:
يمكن هذا اللفظ " قرباني " وهي بلدة بخراسان من توابع مرو شاهجهان
" فرج الله الحسني ".
(5) ليس في ط: محمد بن.
(6 - 7) في ن، ط " حدثنا " وأيضا في م، ط، ن " زيد " وفي ط:
الرواني.
(8) في ط، ن، م: الرمل.
(9) في ط " سبابة " في م، ط، ن: سوار.
77

حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر.
فقيل: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن محمد بن متولد (1)، قال حدثنا علي بن محمد (2)
ابن مهرويه القزويني، قال حدثنا حامد (3) بن أبي حامد، قال حدثنا
محمد بن عبد الرحمن البرقي بمصر، قال حدثنا عباس بن طالب،
قال حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدثنا عاصم الأحول، عن
حفصة (4) بنت سيرين قالت: قال لي أنس بن مالك: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر. ثم
أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من قريش.
وهذا أنس بن مالك روى عنه هشام بن زيد وأنس بن سيرين
وأبي (5) العالية وحفصة (4) بنت سيرين والحسن (6) أبي الحسن البصري.

(1) في ن، م " سولة " وفي ط: مقولة.
(2) ليس في ط: محمد بن. قال في الفهرست 232: علي بن مهرويه
القزويني له كتاب ورواه أبو نعيم عنه.
(3) في ن " حاملين أبي حامد " فهو مصحف قطعا والصواب حامد بن
أبي حامد.
(4) في ن " خفصة " بالخاء المعجمة في كلا المقامين.
(5) في ط " أبو العالية " وفي ن، م " أم العالية ".
(6) في م، ط، ن " الحسن بن أبي الحسن " وفي ن: المصري.
78

باب
(ما جاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه)
(وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام (1))
حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال حدثنا هاشم (2)
ابن مالك أبو دلف (3) الخزاعي ببغداد في مسجد الشرقية (4)، قال
حدثنا العباس بن الفرج الرياشي (5)، قال حدثنا (6) شرحبيل بن أبي
عوف (7)، عن يزيد (8) بن عبد الملك، عن سعيد المقري (9)، عن أبي

(1) في ط، م " صلوات الله عليهم أجمعين ".
(2) في ط: قاسم.
(3) في ن: أبو زلف.
(4) في ط: الشريفة.
(5) في ن: م " الرماحي " وفي ط " الرباحي ".
(6) في ط، م، ن ليس " قال حدثنا " وبدله " عن " الا في م فإنه ليس
فيه " عن ".
(7) في ط، م " شرجيل " وفي م، ط، ن: بن أبي عون.
(8) في ط " بريد " بالباء الموحدة ثم الراء المهملة.
(9) في ن، م المعيري.
79

هريرة قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لكل
نبي وصي وسبطان (1)، فمن وصيك وسبطاك؟ فسكت ولم يرد
الجواب (2)، فانصرفت حزينا فلما حان الظهر قال: ادن يا أبا هريرة،
فجعلت أدنوا (3) وأقول: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.
ثم قال: إن الله بعث أربعة ألف (4) نبي، وكان لهم أربعة ألف (4) وصي
وثمانية ألف (4) سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ووصي
خير الوصيين وإن سبطي خير الأسباط. ثم قال عليه السلام:
سبطي (5) خير الأسباط الحسن والحسين سبطي (6) هذه الأمة، وأن
الأسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثني عشر رجال (7)، وأن الأئمة
بعدي اثنا عشر (8) من أهل بيتي علي أولهم وأوسطهم محمد وآخر هم
محمد، ومهدي هذه الأمة الذي عيسى (9) بن مريم خلفه، ألا إن

(1) في م ط، ن: وصيا وسبطين.
(2) في م: ولم يرد على الجواب.
(3) في ن: ادنو.
(4) في م، ن، ط: آلاف.
(5) في ط: سبطاي.
(6) في ط: سبطا.
(7) في ط، م، ن: رجلا.
(8) في م، ط، ن: رجلا من أهل بيتي.
(9) في م، ط، ن " الذي يصلي عيسى خلفه " وليس " بن مريم " فيهن.
80

من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل الله ومن تخلا (1) منهم فقد
تخلا من الله.
حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني والقاضي أبو الفرج المعا (2)
ابن زكريا البغدادي والحسن بن محمد سعيد والحسين بن علي
ابن الحسن الرازي، جميعا قالوا حدثنا أبو علي محمد بن همام
ابن سهيل الكاتب، قال حدثني محمد (3) بن جمهور العمي، عن
أبيه محمد بن جمهور، قال حدثني عثمان بن عمر، قال حدثني (4)
شعبة، عن سعيد (5) بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن
أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر
وعمر والفضل بن العباس وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود، إذ
دخل الحسين بن علي عليهما السلام فأخذه النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وقبله ثم قال: حبقه (6) حبقه

(1) في م، ن، ط: ومن تخلى منهم فقد تخلى من حبل الله.
(2) في م، ن، ط: المعافا.
(3) في م، ن، ط: " الحسن بن محمد بن العمى " بالعين. إلا أنه
في م: القمي. وأيضا بعد جمهور الثاني " العمى " بالعين وهو الصحيح.
(4) لبس في م، ط، ن: حدثني.
(5) في م، ط، ن: " قال شعبة بن سعيد بن إبراهيم ".
(6) في ن، م: " خبقة حبقة " بالخاء المعجمة. وبهامش ن: " عذقه *
81

ترق (1) عين بقه، ووضع فمه على فمه (2) ثم قال (3): اللهم إني أحبه
فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين (4)
(1) حلاه عن الماء: طرده ومنعه، أي منعت وطردت عن شرب الماء.
والمناهل جمع المنهل وهو مورد الماء للشرب.

* عذقه " بالعين. وبهامش ط: والأصح " حذقه حذقه " أقول: بل الأصح:
" حزقه حزقه " بضم الحاء وفتحها وضم الزاء وتشديد القاف المفتوحة.
قال في اللساني: رجل حزق وحزقة: قصير يقارب الخطو. قال امرؤ
القيس:
وأعجبني مشي الحزقة خالد * كمشي اتان حلئت بالمناهل (1)
وفي كلامهم: حزقة حزقة ترق عين بقه. ترق أي أرق، من قولك:
" رقيت في الدرجة "، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول: حزقة حزقة ترق عين بقه. الحزقة:
الضعيف الذي يقارب خطوه من ضعف فكان يرقى حتى يضع قدميه على
صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن الأثير: ذكرها له على سبيل
المداعبة والتأنيس له. وترق: بمعنى اصعد وعين بقة كناية عن صغر العين
وحزقة مرفوع على خبر مبتدأ محذوف: تقديره أنت حزقة. وحزقة الثاني
كذلك أو إنه خبر مكرر، ومن لم ينون حزقة أراد يا حزقة فحذف حرف
النداء وهو في الشذوذ كقولهم: اطرق كرا. لأن حرف النداء إنما يحذف
من العلم المضموم أو المضاف. لسان العرب 10 / 47 ط بيروت.
(1) في ط: توق بالواو وبعد الناء.
(2) ليس " على فمه " في ن وم.
(3) في ن، م، ط: وقال.
(4) ليس " يا حسين " في ن.
82

أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة التسعة (1)، من ولدك أئمة أبرار (2).
فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم يا رسول الله
في صلب الحسين؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال (3): يا عبد الله
سألت عظيما ولكني أخبرك، إن ابني هذا - ووضع يده على كتف
الحسين عليه السلام - يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي
عليه السلام يسمى العابد ونور الزهاد، ويخرج (4) من صلب علي
ولد اسمه اسمي وأشبه الناس بي، يبقر العلم بقرا وينطق بالحق
ويأمر بالصواب، ويخرج الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق.
فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ قال: فقال له (5): جعفر
صادق في قوله وفعاله (5)، الطاعن عليه كالطاعن علي والراد عليه
كالراد علي.
ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم شعرا وانقطع الحديث، فلما كان من الغد صلى بنا رسول
الله " ص " ثم دخل بيت عائشة ودخلنا معه أنا وعلي بن أبي طالب
وعبد الله بن العباس، وكان من دأبه عليه السلام إذا (6) لم يسأل ابتدأ،

(1) في ن، م، ط: تسعة.
(2) في ن: أبرارا.
(3) في ن، م، ط: فقال.
(4) في م، ن، ط: ويخرج الله. وأيضا فيهن: ولدا.
(5) في ط، ن، م: يقال له. وأيضا فيهن: وفعله.
(6) في م، ط، ن: إذا سئل أجاب و...
83

فقلت له: بأمي أنت وأبي يا رسول الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من
صلب الحسين عليه السلام. قال: نعم يا أبا هريرة، ويخرج الله
من صلبه (1) مولود طاهر [أسمر رابعه] (2) سمي موسى بن عمران.
ثم قال له ابن عباس: ثم من يا رسول الله؟ قال: يخرج (3) موسى
علي ابنه يدعى بالرضا موضع العلم ومعدن الحلم (4). ثم قال عليه
السلام: بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي
ابنه محمد المحمود أطهر الناس (5) خلقا وأحسنهم خلقا، [ويخرج (6)
من صلب محمد ابنه علي (6) طاهر الجيب (6) صادق اللهجة]، ويخرج
من صلب علي الحسن الميمون التقي (7) الطاهر الناطق عن الله وأبو
حجة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، له غيبة (8) موسى وحكم داود

(1) في م، ط، ن: من صلب جعفر عليه السلام مولودا نقيا طاهرا.
(2) ما بين القوسين ليس في ط. وفي ن، م: ربعة.
(3) في ط، م، ن: من صلب موسى.
(4) في ن: الحكم.
(5) في ن، ط: " أطهرهم " وفي م ليس " الناس " وكذا: أطهر خلقا.
(6) سقط ما بين القوسين في ن. ليس " علي " في ط. وفي ط:
طاهر الجيب.
(7) في ط، م، ن: النقي.
(8) في ط، م، ن: هيبة.
84

وبهاء عيسى. ثم تلا عليه السلام " ذرية بعضها من بعض والله سميع
عليم " (1).
فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: بأبي أنت وأمي يا رسول
الله من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال: يا علي أسامي الأوصياء من
بعدك والعترة الطاهرة والذرية المباركة. ثم قال: والذي نفس
محمد بيده لو أن رجلا عبد الله ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن
والمقام ثم أتى (2) جاحدا بولايتهم (3) لأكبه الله في النار كائنا ما كان (4).
قال أبو علي بن همام: العجب كل العجب كل العجب من أبي هريرة أنه
يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلام (5).

(1) آل عمران: 34.
(2) في ط، م، ن: ثم أتاني.
(3) في م، ط، ن: لولايتهم.
(4) في م، ط، ن: كائنا من كان.
(5) روى كنز العمال 7 / 109 طبع دائرة المعارف النظامية في حيدر
آباد صدر الرواية إلى: فأحبه، عن مسند خباب أبي السائب ومسند
أبي هريرة وابن عساكر في تاريخ دمشق: 4 / 202 وفيه قال أبو نعيم:
الحزقة المتقارب الخطا والقصير الذي يقارب خطاه، وعين بقة أشار به
إلى البقة ولا شئ أصغر من عينها لصغرها، وقيل أراد بالبقة فاطمة عليها
السلام فقال له: ترق يا قرة عين بقة. ثم قال: أقول فسره في النهاية بأوضح
من هذا، ونقل قول ابن الأثير كما قدمناه.
85

حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري، قال حدثنا
الحسين بن علي البزوفري، عن عبد الله بن مسلمة، قال أخبرنا
عقبة بن مكرم، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد،
عن محمد بن يعقوب بن خالد، عن أبي صالح السمان، عن أبي
هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: معاشر
الناس (1) من أراد أن يحيا حياتي ويموت ميتتي فليتولى (2) علي بن أبي
طالب عليه السلام (وليقتدي) (2) بالأئمة من بعده. فقيل: يا رسول
الله فكم الأئمة من (3) بعدك؟ فقال: عدد الأسباط.
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله (3) الجوهري،
قال حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، قال حدثنا
الطيالسي أبو الند (5)، عن أبي الزياد عبد الله بن ذكوان، عن أبيه
عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عن قوله عز وجل " وجعلها كلمة باقية في عقبه " (6). قال:

(1) ليس " معاشر الناس " في ط.
(2) في ط، م، ن: " فليتول علي بن أبي طالب وبقية الأئمة من بعده "
وليس " فليقتدي " في النسخ الثلاث.
(3) ليس " من " في ن، م، ط.
(4) في ن: عبد الله.
(5) في ط، م، ن: أبو الوليد.
(6) الزخرف: 28.
86

جعل الإمامة (1) في عقب الحسين عليه السلام، يخرج من صلبة تسعة
من الأئمة، ومنهم مهدي هذه الأمة. ثم قال عليه السلام: لو أن
رجلا ضعن (2) بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لأهل بيتي دخل
النار.
وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني
تارك فيكم الثقلين (3) كتاب الله عز وجل من اتبعه كان على الهدى ومن
تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (4)
- ثلاث مرات - فقلت لأبي هريرة: فمن أهل بيته نساؤه؟ قال:
لا، أهل بيته صلبه (5) وعصبته، وهم الأئمة الاثنا عشر الذين ذكرهم
الله في قوله " وجعلها كلمة باقية في عقبه " (6).
حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف
بابن النجار النجوي (7)، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن

(1) في ط: الإمام.
(2) في ط، م: صفن وفي ن: صف.
(3) في ط، ن، م: أحدهما.
(4) في م، ط، ن: قالها.
(5) في م، ط، ن: أصله.
(6) الزخرف: 28.
(7) في ط، ن، م: النحوي.
87

مروان الغزال (1)، قال حدثني محمد بن تيم (2) عن عبد الرحمن بن
مهدي، قال حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الغفار بن القاسم (3)،
عن أبي مريم، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وقد نزلت هذه الآية " إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد " (4)، فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم
قال: أنا المنذر أتعرفون الهادي؟ فقلنا: لا يا رسول الله. فقال: هو
خاصف النعل. فطولت الأعناق، إذ خرج علينا علي عليه السلام
من بعض الحجر وبيده نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ثم التفت إلينا (5) فقال: ألا إنه المبلغ عني والإمام بعدي، فزوج (6)
ابنتي وأبو سبطي، فنحن أهل بيت أذهب الله عنا الرجس وطهرنا
من الدنس، يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، هو (7)
الإمام أبو الأئمة الزهر. فقيل: يا رسول الله فكم (8) الأئمة بعدك؟

(1) في ط، م: العزال.
(2) في ن " تميم " وبهامشه تيم.
(3) في م، ن، ط: قاسم.
(4) الرعد: 7.
(5) في م، ن، ط بعد " إلينا " رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(6) في ن، م، ط: وزوج.
(7) في ط: أبو الإمام هو الأئمة الزهر.
(8) في ط، ن، م: وكم الأئمة.
88

قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، ومنا مهدي هذه الأمة، يملأ
الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا (1) وظلما، لا يخلو (2)
الأرض منهم إلا ساحت (2) بأهلها.
حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال حدثنا
صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، عن زكريا، عن سليمان (3) جعفر
الجعفري، قال حدثنا مسكين بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الصدقة لا
تحل لي ولا لأهل بيتي. فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليك وآلك
من أهل بيتك؟ قال: أهل بيتي عترتي من لحمي ودمي، هم الأئمة
بعدي (4)، عدد نقباء بني إسرائيل.
وهذا أبو هريرة روى عنه سعيد المقري وعبد الرحمن الأعرج
وأبو صالح السمان الأوعرج وأبو مريم وأبو سلمة.

(1) في ن، ط: ظلما وجورا.
(2) في ن، ط، م: لا تخلو، وفي ن، ط: ساخت.
(3) في ط، م: سليمان بن جعفر.
(4) في ن، م: من بعدي.
89

باب
(ما جاء عن عمر بن الخطاب عن رسول الله)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال حدثنا الحسن بن
علي (1) زكريا العدوي، [عن (2) شيث بن غرقده العدوي، قال حدثنا
أبو بكر محمد بن العلا] قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح البشكري (3)
عن شريك بن عبد الله (4)، عن المفضل بن حصين، عن عمر

(1) في ط، م، ن: علي بن زكريا.
(2) منا بين القوسين ليس في ن، وأيضا " عن شيث بن غرقده العدوي "
ليس في ط، م. وفي ط، م: " أبو كريب محمد بن علا " بدل " أبو بكر
محمد بن علا ".
(3) في ن " مبيح " وفي م، ن، ط: اليشكري.
(4) في ن بعد عبد الله " عن مسيب بن غرقده " وفي ط " عن شبيب بن
فرقد " وفي م: عن سبيب بن غرقده.
90

ابن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
الأئمة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلهم من
قريش [قال أبو المفضل: هذا غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن
علي بن زكريا البصري بهذا الإسناد، وكتبت عنه ببحارا (1) يوم
الأربعاء، وكان يوم العاشور (2)، وكان من أصحاب الحديث [إلا (3)
أنه كان ثقة في الحديث]، وكثيرا ما كان يروي من فضائل أهل
البيت عليهم السلام.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة، قال حدثنا هارون
ابن موسى رحمه الله، قال حدثنا أبو الحسين (4) محمد بن منصور
الهاشمي، قال حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد، قال حدثنا أبو
ثابت المدني، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن سعيد،
عن عيسى بن عبد الله بن مالك، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أيها الناس (5) إني فرط
لكم وإنكم واردون علي الحوض، حوضا عرضه ما بين صنعا إلى (6)

(1) في م، ط، ن: ببخارا.
(2) في ط: العاشورا.
(3) ما بين القوسين ليس في ط، ن، م.
(4) في م، ط، ن: أبو الحسن محمد بن أحمد بن عيسى بن منصور
- في ط: المنصور - الهاشمي.
(5) في م، ط، ن: يا أيها الناس.
(6) في م: وبصرى.
91

بصرى فيه قدحان عدد النجوم من فضة، وإني سائلكم حين تردون
علي عن الثقلين، فانظروا (1) كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر
كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تبدلوا
وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض. فقلت: يا رسول الله من عترتك؟ قال: أهل
بيتي من ولد علي وفاطمة [عليهما السلام] وتسعة من صلب الحسين
أئمة أبرار، هم عترتي من لحمي ودمي.

(1) في م، ط، ن " فانظروني كيف " في ط " تحلفوني " وفي ن
" يخلفوني " وفي م: يحلفوني.
92

باب (1)
(ما جاء عن عثمان بن عفان عن رسول الله)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
حدثنا علي (2) بن الحسين البزوفري، [قال (3) حدثنا أحمد
ابن عيسى بن فضل الأنماطي]، قال حدثنا داود بن فضل، عن
بن (4) عائشة، عن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن
عمر (5) بن عثمان بن عفان قال: قال لي أبي: سمعت رسول الله

(1) إعلم أن عنوان الباب ليس في المتن وموجود في ط، م، ن وإنما
كتبت في المتن تبعا للنسخ وأظن سقطه من سهو الكاتب.
(2) أول السند في ن، م، ط هكذا: حدثنا علي بن الحسن بن محمد
قال: قال حدثنا محمد بن الحسين البزوفري.
(3) ما بين القوسين ليس في ن.
(4) في ن، ط " ابن ".
(5) في م، ط، ن: عمرو.
93

صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة عليهم السلام بعدي اثنا
عشر تسعة من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة، من تمسك
من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله، ومن تخلا (1) منهم فقد تخلا (1)
من الله.

(1) في ط: تخلى.
94

باب
(ما جاء عن زيد بن ثابت عن رسول الله)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله (1) الجوهري، قال حدثنا
أبو زرعة (2) عبد الله بن جعفر الميموني، قال حدثنا محمد بن مسعود
عن مالك بن سلمان (3)، عن عمر بن سعيد (4) المقري، قال حدثنا شريك
عن ركين (5) بن الربيع، عن القاسم (6) بن حسان، عن زيد بن ثابت
قال: مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله صلى

(1) في ط، م، ن: عبيد الله.
(2) في م، ط، ن " أبو ذرعة " بالذال المعجمة.
(3) في ن، ط، م: سليمان.
(4) في م، ن، ط: سعد.
(5) في ن: دكين.
(6) في ن، ط: " وعن القاسم " وفي ط: الحسان.
95

الله عليه وآله وسلم، فأخذهما وقبلهما ثم رفع يده إلى السماء فقال
" اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الرياح وما ذرت (1)،
اللهم رب كل شئ أنت الأول فلا شئ قبلك وأنت الباطن فلا شئ
دونك، ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وآله (2) إبراهيم وإسحاق
ويعقوب، أسألك أن تمن عليهما بعافيتك وتجعلهما تحت كنفك
وحرزك وأن تصرف عنهما السوء المحذور (3) برحمتك " ثم وضع
يده على كتف الحسن فقال: أنت الإمام ابن ولي الله، ووضع يده
على صلب الحسين فقال: أنت الإمام أبو الأئمة (4) تسعة من صلبك،
أئمة أبرار والتاسع قائمهم، من تمسك بكم وبالأئمة من ذريتكم
كان معنا يوم القيامة، وكان معنا في الجنة في درجاتنا. قال: فبرء
من عليهما (5) بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حدثنا محمد بن (6) عبد الله بن المطلب، [قال (7) حدثني
إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي] قال حدثني

(1) في م، ط، ن: وما ذرأت.
(2) في ن: وآل.
(3) في ط، م، ن: والمحذور.
(4) في م، ط، ن: وأبو الأئمة.
(5) في ن، ط، م: من علتهما.
(6) في ن: محمد بن محمد بن عبد المطلب وفي ط، م، " محمد بن
عبد المطلب ".
(7) في ط علم ما بين القوسين ب‍ " ز - و - إلى " يعني زائد إلى هنا.
96

أبي عن عبد الله بن بكير العنوي (1)، عن حكيم بن جبير، عن أبي
الطفيل عامر بن واثلة، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول: علي بن أبي طالب قائد البررة
وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول (2) من خذله، الشاك في
علي هو الشاك في الإسلام، وخير من أخلف بعدي وخير أصحابي
علي، لحمه لحمي ودمه دمي وأبو سبطي، ومن صلب الحسين
تخرج الأئمة التسعة، ومنهم مهدي هذه الأمة.
وعنه قال حدثنا أبو صالح محمد بن فياض (3) العجلي الساوي،
قال حدثني محمد بن أحمد بن عامر، عن (4) عبد الله، عن الركين،
عن القاسم بن حسان (5)، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: لا يذهب (6) الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي
رجل من صلب الحسين يملأها عدلا كما ملئت جورا. قلنا: من
هو يا رسول الله؟ قال: الإمام (7) التاسع من صلب الحسين عليه السلام.

(1) في ن، م، ط: الغنوي.
(2) في ط: ومخذول.
(3) في ن، م، ط " محمد بن فيض بن فياض ".
(4) في م، ط، ن " عن أبيه " بدل " عن عبد الله ".
(5) في ط: الحسان.
(6) في ط، ن " لا مذهب مر من الدنيا " في م: لا يذهب مر...
(7) في م، ط، ن: قال: هو الإمام.
97

وبإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
حبنا دين وبغضنا نفاق.
حدثنا الحسين (1) بن علي الرازي، قال حدثني إسحاق بن محمد
ابن خالويه، قال حدثني يزيد بن سليمان البصري، قال حدثني
شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد
ابن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس
ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: الحسن والحسين أنا جدهما (2) وجدتهما خديجة سيدة نساء
أهل الجنة، ألا أدلكم على خير الناس أبا وأما؟ قلنا: بلى يا رسول
الله. قال: الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب وأمهما
فاطمة سيدة نساء العالمين، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟
قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين عمهما جعفر (3) بن أبي
طالب وعمتهما أم هاني بنت (4) أبي طالب، أيها الناس ألا أدلكم
على خير الناس خالا وخالة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن
والحسين عليهما السلام خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(1) في م، ط، ن: الحسن بن علي بن الحسن الرازي.
(2) في م، ط، ن بعد جدهما: سيد المرسلين.
(3) في م: جعفر الطيار بن أبي طالب.
(4) في ط " أخت علي بن أبي طالب " بدل " بنت أبي طالب ".
98

ثم قال: علي قاتلهما (1) لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
وإنه ليخرج من صلب الحسين عليه السلام أئمة أبرار أمناء معصومون
قوامون بالقسط، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم
خلفه. قلنا: من (2) يا رسول الله؟ قال: هو التاسع من صلب الحسين،
تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، والتاسع مهديهم يملأ الأرض (3)
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
وهذا زيد بن ثابت روى عنه القاسم بن حسان وأبو الطفيل.

(1) في ن، ط، م: علي قاتلهم
(2) في ن، ط، م: من هو.
(3) في م، ط، ن: الدنيا.
99

باب
(ما جاء عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه آله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي،
قال حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله (1) الكوفي الأسدي، قال
حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي، قال حدثني مندل بن علي، عن
أبي نعيم، عن محمد بن زياد، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: أنت الإمام
والخليفة بعدي، وابناك (2) سبطاي، وهما سيدا شباب أهل الجنة،
وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون، ومنهم قائمنا أهل البيت
ثم قال: يا علي، ليس في القيامة راكب غيرنا، ونحن أربعة.
فقام إليه رجل من الأنصار، فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله

(1) في م، ط، ن: أبي عبد الله.
(2) في ط، م: وابناك هذان إمامان وسيدا شباب.
100

ومن (1) هم؟ قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقته (2)
التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي (3) الغضباء، وأخي علي على
ناقة من نوق الجنة، وبيده لواء الحمد، ينادي " لا إله إلا الله محمد
رسول الله "، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل
أو حامل عرش فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميين،
ليس هذا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصديق
الأكبر (4) علي بن أبي طالب (5).
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسين
البزوفري، قال حدثني أحمد بن محمد، عن (6) عبد الله بن جعفر،
عن محمد بن فرصد (7)، عن شريك، عن الأعمش، عن زيد بن
حسان، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أنت سيد الأوصيا)،

(1) في ط، ن " من هم " وفي م: منهم.
(2) في م، ط، ن: على ناقة الله.
(3) في ن، م " على ناقة العضباء " بالعين المهملة.
(4) في م، ط، ن، بعد " الصديق الأكبر ": والفاروق الأعظم.
(5) كنز العمال 6 / 402 وليس فيه صدر الحديث إلى " ثم قال:
يا علي "، تاريخ بغداد 11 / 112، 13 / 122 مع اختلاف وزيادات.
(6) ليس في م، ط، ن " عن " وبدله " بن ".
(7) في ن، ط، م: " قرضة " بالقاف والراء ثم الضاد المعجمة.
101

وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يخرج الله عز وجل
الأئمة التسعة، فإذا مت ظهرت لك ضغائن (1) في صدور قوم يتمالئون (2)
عليك ويمنعونك حقك.
وبإسناده عن زيد بن أرقم، قال: ما كنا نعرف المنافقين على
عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ببغضهم عليا (3) وولده
عليهم السلام.
حدثنا الحسين بن علي رحمه الله، قال حدثنا هارون بن
موسى، قال حدثنا محمد بن صدقة الرمي (4) بمصر (5)، قال حدثنا
داود بن [عمر بن] (6) داهر بن المسب، قال حدثني صالح بن أبي الأسود،
عن حسن (7) بن عبيد الله، عن أبي الضحى (8)، عن زيد بن أرقم قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال (9) بعد ما حمد الله وأثنى

(1) في ط: " الضغاين " وفي ن: " صغاين " بالصاد المهملة.
(2) في م، ط، ن: ويمنعونك حقك ويتمالون عليك.
(3) في م، ط، ن: علي بن أبي طالب.
(4) في م، ط، ن: الرقي.
(5) في م، ط، ن بعد " بمصر " قال: حدثنا أبي قال: حدثني - في
ن، م: أبو عبد الرحمن. و ط: ابن عبد الرحمن - عبد الله بن أحمد.
(6) في م، ن، ط ليس " عمر بن " في ط: داود بن زاهر.
(7) في م، ط، ن: الحسن
(8) في ن: أبي الضحيى "؟ ".
(9) في ط: وقال.
102

عليه: أوصيكم بتقوى الله الذي لا يستغني عنه العباد، فإن من رغب
بالتقوى هدي في الدنيا، واعلموا أن الموت سبيل العالمين ومصير
الباقين، يختطف (1) المقيمين لا يعجزه (2) لحاق الهاربين، يهدم كل
لذة ويزيل كل نعمة وتقشع (3) كل بهجة، والدنيا دار الفناء ولأهلها
منها الجلاء، وهي خلوة (4) خضرة تجلب (5) للطالب، فارتحلوا
عنها رحمكم الله (6) بخير ما يحضركم من الزاد، ولا تطلبوا منها
ما كثر (7) من البلاغ، ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون،
ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت واخلولقت وآذن (8) بوداع، ألا وإن
الآخرة قد رحلت (9) وأقبلت باطلاع.
معاشر الناس كأني على الحوض أنظر ما يرد علي منكم، وسيؤخر
أناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي. فيقال: هل شعرت بما

(1) في ن: مختطف.
(2) في م، ط، ن: ولا يعجزه.
(3) في م، ن، ط: ويقشع.
(4) في م، ط، ن: حلوة.
(5) في ط، ن، م: قد تحلت للطالب.
(6) ليس في ن، م: " الله ".
(7) في ن، م، ط: أكثر.
(8) في م، ط، ن: وآذنت.
(9) في م: قد دخلت.
103

عملوا بعدك، والله ما برحوا (1) بعدك يرجعون على أعقابهم. معاشر
الناس أوصيكم الله في عترتي وأهل بيتي خيرا، فإنهم مع الحق
والحق معهم، وهم الأئمة الراشدون بعدي والأمناء المعصومون.
فقام إليه عبد الله (2) بن العباس فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟
قال: عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، تسعة من صلب الحسين،
ومنهم مهدي هذه الأمة.
وهذا زيد بن أرقم روى عنه محمد بن زياد وزيد (4) بن حسان
وأبو الضحى.

(1) في ط: ما يرجوا.
(2) في ن: عبيد الله.
(3) في ن، م: يزيد. لم أجده إلا أنه قال في أسد الغابة في ترجمة
زيد بن أرقم: روى عنه... ويزيد بن حبان.
104

باب
(ما جاء عن أبي أمامة أسعد بن زرارة عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم في النصوص على عدد الأمة)
حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد
ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن (1) بن الحسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام، قال حدثنا (2) إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى
ابن جعفر، قال حدثني (3) الأجلح الكندي، عن أبي أمامة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي إلى السماء رأيت
مكتوبا على ساق العرش بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله،
أيدته بعلي ونصرته بعلي. ورأيت عليا عليا عليا ومحمدا محمدا (4)
مرتين وجعفرا وموسى والحسن والحجة، اثنا عشر اسما مكتوبا بالنور،

(1) في ط، م، ن: " الحسين " بدل " الحسن ".
(2) في م، ن، ط: حدثني.
(3) في م، ط، ن: حدثنا.
(4) في ط: محمدا محمدا محمدا. وفي م، ط، ن ليس " مرتين ".
105

فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟ فنوديت: يا محمد هم (1)
الأئمة بعدك والأخيار من ذريتك.
حدثني علي بن محمد، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن
أحمد الصفواني، قال حدثني أحمد بن يونس، قال حدثني إسرائيل،
عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن (2) أبي أمامة، قال: رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش،
تسعة من صلب الحسين، والمهدي منهم.
حدثني محمد بن وهبان بن محمد آلهماي (3) البصري، قال
حدثنا الحسين بن علي البزوفري (4)، قال حدثنا علي بن العباس
[عن (5) عباد بن يعقوب، قال أخبرني مسمر بن نويرة، عن أبي بكر
ابن عياش]، عن أبي سليمان (6) الضبي، عن أبي أمامة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم
الحق منا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له (7)، فمن تبعه نجا ومن

(1) ليس " هم " في ط، ن.
(2) في م، ط، ن: " عن " بدل " بن ".
(3) في ن " بن المهنا البصري " وفي ط، م " بن الهناى البصري ".
(4) في م، ط، ن: بن البزوفري.
(5) ما بين القوسين ليس في ن، ط، م.
(6) في ط: أبي سلمان.
(7) ليس " له " في ط، م، ن.
106

تخلف عنه هلك، فالله الله عباد الله ايتوه (1) ولو على الثلج، فإنه
خليفة الله. قلنا: يا رسول الله متى يقوم قائمكم؟ قال: إذا صارت
الدنيا هرجا ومرجا، وهو التاسع من صلب الحسين.

(1) في ط: أسوة وفي م: ائتوه.
107

باب
(ما جاء عن واثلة بن الأسفع عن النبي صلى الله)
(عليه وآله وسلم)
(في النصوص على عدد الأئمة عليهم السلام)
أخبرنا (1) القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي،
قال حدثني أبو الحسن علي بن عتبة القاضي، قال حدثنا موسى بن
إسحاق الأنصاري، قال حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية، قال
حدثني (2) شداد بن عبد الرحمن من (3) أهل بيت المقدس، قال حدثني
إبراهيم بن أبي عبلة (4)، عن واثلة بن الأسفع قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: حبي وحب أهل بيتي نافع في سبع

(1) في م: أخبرني.
(2) في ط: حدثنا.
(3) في ط: عن.
(4) في ط: أبي عيلة.
108

مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، والقبر، والنشور (1)، وعند
الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط. فمن
أحبني وأحب أهل بيتي واستمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم
القيامة. فقيل: يا رسول الله فكيف الاستمساك بهم؟ (2): إن الأئمة
بعدي اثنا عشر، فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجا، ومن تخلف
عنهم ضل وغوى.
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا أبو العباس
محمد بن جعفر بن محمد الرازي (3) الكوفي، قال حدثنا (4) محمد
ابن عبد الرحمن بن محمد، قال حدثني أبو أحمد الطوسي (5) وأحمد
ابن محمد (6) المقري (7)، قال حدثنا داود بن الحسين (8)، قال حدثنا

(1) في م، ط، ن: وعند النشور.
(2) في ط: فقال.
(3) في ن: الرزار.
(4) في ن، ط، م: حدثني.
(5) بعد الطوسي في ن، م: الشطوي، وفي ط الستطوي.
(6) في ن، م: بن المقري.
(7) في م، ط، ن - بعد المقري - قالا: حدثنا محمد بن نجى وفي
م: نحى.
(8) في ط: الحسن.
109

حرام بن يحيى (1) الشامي، عن عتبة بن؟؟ هان (2) السلمي، عن
مكحول، عن واثلة بن الأسفع قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت، وإن الله تبارك
وتعالى عهد إلي أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا
منافق شقي، فطوبى لمن تمسك بي وبالأئمة الأطهار من ذريتي.
فقيل: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا هارون بن موسى،
قال حدثنا جعفر بن علي بن سهل الدقاق الدوري، قال حدثنا علي
ابن الحارث المروزي، قال حدثنا أيوب بن عاصم الهمذاني (3)،
قال حدثنا حفص بن غياث، عن يزيد بن (4) مكحول، عن واثلة
ابن الأسفع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ناداني (5) ربي
جل جلاله فقال: يا محمد. فقلت: لبيك سيدي. قال: إني ما أرسلت
نبيا فانقضت أيامه إلا أقام بالأمر بعده (6) وصيه، فاجعل علي بن أبي

(1) في ط: نجى بدل يحيى.
(2) في ن، ط، م: تيهان.
(3) في ن، ط، م " الهمداني - بالدال المهملة - ".
(4) ليس " بن " في ط، م، ن وبدله " عن ".
(5) في ط " نادى جل جلاله " وفي ن، م " ناداني جل جلاله " وليس
" ربي " في ن، م.
(6) في ط، ن، م: من بعده.
110

طالب الإمام والوصي من (1) بعدك، فإني خلقتكما من نور واحد
وخلقت الأئمة الراشدين من أنوار كما، أتحب أن تراهم يا محمد؟
قلت: نعم يا رب. قال: إرفع رأسك. فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار
الأئمة بعدي اثنا عشر نورا، قلت: يا رب أنوار من هي؟ قال:
أنوار الأئمة بعدك أمناء معصومون.
[أخبرنا أبو عبد الله الحسين (2) بن محمد بن سعيد] قال حدثنا
الحسين (3) بن علي البزوفري، قال حدثنا محمد (4) بن إسحاق الأنصاري،
قال حدثنا علي بن الحسين (5)، قال حدثنا عيسى بن يونس، قال
ثور - يعني ابن يزيد - عن خالد بن معدان (6) عن واثلة بن الأسفع
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزلوا أهل بيتي
بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس، وإن الرأس
لا يهتدي إلا بالعينين، اقتدوا بهم من بعدي لن تضلوا. فسألنا عن
الأئمة قال (7): الأئمة بعدي من عترتي - أو قال من أهل بيتي - عدد

(1) ليس في م، ط، ن " من ".
(2) في ط، م " الحسن " وليس ما بين القوسين في ن.
(3) في ن: أبو عبد الله الحسن بن علي البزوفري.
(4) في النسختين " موسى " بدل " محمد ".
(5) في ط، ن، م " الحسن " بدل " الحسين ".
(6) في ط: سعدان.
(7) في ط، ن، م: فقال.
111

نقباء بني إسرائيل.
وهذا واثلة بن الأسفع روى عنه مكحول (1) وخالد بن معدان (2)
وإبراهيم بن أبي عيلة.

(1) في ط، ن، م: مكحول بن الأجلح.
(2) في ط، م: فيما بين " معدان وإبراهيم ": وأبو سليمان الضبي.
112

باب
(ما جاء عن أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد عن)
(النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
أخبرنا أبو المفضل الشيباني (1)، قال حدثني حيدر (2) بن
محمد بن نعيم السمرقندي، قال حدثنا محمد بن مسعود (3)، عن
يوسف بن السخت (4) عن سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة
أياس (5) بن مسلمة بن الأكوع، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا سيد الأنبياء [وعلي (6)
سيد الأوصياء] وسبطاي (7) خير الأسباط، ومنا الأئمة المعصومون

(1) في ط: بن الشيباني.
(2) في ط: " صدر " بدل " حيدر ".
(3) في ط: " المسعود ".
(4) في ن، م: الشخت.
(5) في ن، ط، م: عن أياس.
(6) ما بين القوسين ليس في ط.
(7) في ن، م: وسبطي.
113

من صلب الحسين عليه السلام، ومنا مهدي هذه الأمة. فقام إليه
أعرابي فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد الأسباط
وحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل.
أخبرنا محمد بن عبد الله والمعافا بن زكريا والحسن بن علي
ابن الحسن الرازي، قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال
حدثني محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا (1) الكوفي، قال حدثنا
أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون، قال حدثنا مشيختنا (2) وعلماؤنا
عن (3) عبد القيس، قالوا: لما كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب
عليه السلام حتى وقف بين الصفين وقد أحاطت بالهودج بنو ضبة،
فنادى: أين طلحة وأين الزبير، فبرز له الزبير، فخرجا حتى التقا (4)
بين الصفين فقال: يا زبير ما الذي حملك على هذا؟ قال: الطلب
بدم عثمان. فقال عليه السلام: قاتل الله أولانا بدم عثمان، أما تذكر
يوما كنا في بني بياضه [فاستقبلنا (5) رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم متكئ عليه (6)] فضحكت إليك وضحكت إلي فقلت: يا رسول

(1) في ن " ورطيا " في م: ورطبا.
(2) في ن " مشايخنا " في م: مشايخينا.
(3) في ن، ط، م " من " بدل " عن ".
(4) في ن، م، ط: التقيا.
(5) ما بين القوسين في م، ن: فاستقبلنا رسول الله " ص " منك عليك.
(6) ليس في ط " متكي عليه " وبدله " فسلمت عليه ".
114

الله إن عليا لا يبركه (1) زهو. فقال عليه السلام: ما به زهو (2) ولكنك
لتقاتله يوما وأنت له ظالم (3). قال: نعم ولكن كيف أرجع الآن؟
إنه لهو العار. قال: ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار.
قال: كيف أدخل النار وقد شهد لي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بالجنة. قال: متى؟ قال: سمعت سعيد بن زيد يحدث
عثمان بن عفان في خلافته أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: عشرة في الجنة. قال: ومن العشرة؟ قال: أبو بكر،
وعمر، وعثمان، وأنا، وطلحة، حتى عد تسعة، قال: فمن العاشر؟
قال: أنت. قال: أما أنت فقد شهدت لي بالجنة، وأما أنا فلك ولأصحابك
من الجاحدين، ولقد حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: إن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك
الجحيم، على ذلك التابوت صخرة إذا أراد الله عز وجل عذاب أهل
الجحيم رفعت تلك الصخرة. قال: فرجع الزبير وهو يقول:
نادى علي بصوت (4) لست أجهله قد كان عمر أبيك الحق من (5) حين

(1) في ن، ط، م: لا يتركه زهوه.
(2) في ن، م: ما به زهوه.
(3) في ن، م، ط: وأنت ظالم له.
(4) في ن، ط: " بأمر " بدل " بصوت " وفي م: يأمر.
(5) في ط: " الخير " بدل " الحق " وفي م " مذ " بدل " من ".
115

فقلت حسبك من لومي أبا حسن * فبعض ما قلته ذا اليوم يكفيني (1)
فاخترت (2) عارا على نار مؤححة (3) * أنا (4) بقوم لها خلو من الطين
فاليوم أرجع من غي إلى رشد * ومن مغالطة (5) البغضان إلى اللين (6)
ثم حمل علي عليه السلام على بني ضبة، فما رأيتهم إلا كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم أخذت المرأة فحملت إلى
قصر بني حلف (7) فدخل علي والحسن والحسين وعمار وزيد وأبو
أيوب خالد بن زيد الأنصاري، ونزل أبو أيوب في بعض دور
الهاشمين (8)، فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ أهل (9) البصرة،

(1) في ن، م، ط ليس " ذا " في ذا اليوم. وفي هامش ن: فإن بعض
الذي قد قلت يكفيني.
(2) في ط " اخترت " وفي ن، م: أخبرت.
(3) في ط، ن، م " مؤجحة " وبزعمي أنه " مؤججة " قال في المصباح:
أجت النار تؤج بالضم أجيجا توقدت.
(4) في ن، ط، م " إني يقوم بها خلق من الطين " إلا أنه في م " أنا "
بدل " إني ".
(5) في ط، م: ومن مغالظة.
(6) في ن، م " إلى الكين - بالكاف " والصواب " اللين - باللام "
وفي م: البغضا.
(7) في م، ن، ط: بني خلف.
(8) في ط، م: الهاشميين.
(9) ليس في ن، ط، م " أهل ".
116

فدخلنا إليه (1) وسلمنا عليه وقلنا: إنك قاتلت مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ببدر واحد المشركين، والآن جئت تقاتل المسلمين.
فقال: والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول لعلي (2) إنك تقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين، مع
علي بن أبي طالب عليه السلام. قلنا: الله إنك سمعت (3) من رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي. قال: سمعته يقول: علي
مع الحق والحق معه، وهو الإمام والخليفة بعدي، يقاتل على التأويل
كما قاتلت على التنزيل، وابناه الحسن والحسين سبطاي من هذه
الأمة، إمامان إن (4) قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، والأئمة بعد
الحسين تسعة من صلبه، ومنهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان
كما قمت في أوله، ويفتح حصون الضلالة.
قلنا: فهذه التسعة من هم؟ قال: هم الأئمة بعد الحسين، خلف
بعد خلف. قلنا: فكم عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أن يكون بعده من الأئمة؟ قال: اثنا عشر. قلنا: فهل سماهم لك؟

(1) ليس في ط: " إليه ".
(2) ليس في ن، م: " لعلي " وفي ط بعد المارقين: وقال لي إنك
تقاتلهم مع علي بن أبي طالب عليه السلام.
(3) في ن، ط، م بعد " سمعت ": ذلك من رسول الله، قال: الله لقد
سمعت يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قلنا فحدثنا بشئ سمعته.
(4) ليس " إن " في م، ن، ط.
117

قال: نعم أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج (1) بي إلى
السماء نظرت إلى (2) ساق العرش فإذا هو مكتوب بالنور " لا إله إلا
الله محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته بعلي " ورأيت أحد عشر
اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي، منهم الحسن والحسين
وعليا عليا عليا ومحمدا ومحمدا (3) وجعفرا وموسى والحسن والحجة.
قلت: إلهي من هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت:
يا محمد هم الأوصياء بعدك والأئمة، فطوبى لمحبيهم، والويل
لمبغضيهم. قلنا: فما لبني هاشم؟ قال: سمعته (4) يقول لهم: أنتم
المستضعفون من بعدي. قلنا: فمن القاسطين (5) والناكثين والمارقين؟
قال: الناكثين الذين قاتلناهم، وسوف نقاتل (6) القاسطين والمارقين،
فإني والله لا أعرفهم (7) غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول (8): في الطرقات بالنهروانات. قلنا: فحدثنا يا حسين (9)

(1) في ط " خرج " بدل " عرج ".
(2) في ط، م: على ساق.
(3) في ط: محمدا محمدا محمدا.
(4) في ن: سمعت.
(5) في ن، ط، م: فمن القاسطون والناكثون والمارقون قال: الناكثون.
(6) في م: يقاتل.
(7) في ن، م بعد - لا أعرفهم -: والله أعلم.
(8) في ط بعد - يقول - والله أعلم.
(9) في ن، م " يا حسن " وفي ط " بأحسن ".
118

ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: سمعته
يقول: مثل مؤمن عند الله عز وجل مثل (1) ملك مقرب، فإن المؤمن
عند الله تعالى أعظم من ذلك، وليس شئ أحب إلى الله عز وجل
من مؤمن تائب أو مؤمنة (2) تائبة. قلنا: زدنا يرحمك الله. قال: نعم
سمعته يقول (3): [من قال (4) " لا إله إلا الله " مخلصا فله الجنة. قلنا:
زدنا يرحمك الله. قال: نعم سمعته صلى الله عليه وآله يقول] من
كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرئيل عليه السلام
يقول: المكر والخديعة في النار. قلنا: جزاك الله عن نبيك وعن
الإسلام خيرا.

(1) في ن: كمثل.
(2) في م، ط، ن: ومؤمنة.
(3) في ن، م، ط بعد - يقول -: لا يتم الإيمان إلا بولايتنا أهل البيت،
قلنا: زدنا يرحمك الله. قال: سمعته يقول:
(4) ما بين القوسين ليس في ط.
119

باب
(ما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
(أجمعين)
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال حدثنا
محمد بن الحسين بن حفص (1) الحثعمي الكوفي، قال حدثنا عباد
ابن يعقوب، قال حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبد الله، عن
أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جده عمار قال: كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته، وقتل
علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم، وقتل عمرو (2) بن
عبد الله الجمحمي، وقتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله صلى الله

(1) في ن: جعفر بدل حفص وبهامشه أيضا " حفص " وفي النسختين:
الخثعمي.
(2) في ن " عمر " وفي م، ن، ط: الجمحي.
120

عليه وآله وسلم فقلت له: يا رسول الله (صلى الله عليك) إن عليا
قد جاهد في الله حق جهاده. فقال: لأنه مني وأنا منه، وارث علمي،
وقاضي ديني، ومنجز وعدي، والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف
المؤمن المحض (1)، حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه
سلمي وسلمي سلم الله، ألا إنه أبو سبطي والأئمة (2) من صلبه يخرج
الله تعالى الأئمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الأمة. فقلت: بأبي
أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي؟ قال: يا عمار إن الله تبارك
وتعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة (3)، والتاسع من
ولده يغيب عنهم، وذلك قوله عز وجل " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم
غورا فمن يأتيكم بماء معين " (4) يكون له غيبة طويلة يرجع
عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج
فيملأ (5) الدنيا قسطا وعدلا ويقاتل على التأويل كما قاتلت (6) على
التنزيل، وهو سمي وأشبه الناس بي. يا عمار ستكون (7) بعدي فتنة،

(1) في ن، م، ط - بعد المحض -: بعدي.
(2) في ن، ط، م - بعد الأئمة -: بعدي.
(3) في ن، ط، م: أئمة تسعة.
(4) الملك: 30.
(5) في ن: في ملاء.
(6) في ن: قاتلته.
(7) في ن، م، ط: سيكون.
121

فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه. يا عمار
إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثم
تقتلك (1) الفئة الباغية.
قلت: يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟ قال:
نعم على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا (2) شربة من
لبن تشربه.
فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه
السلام فقال له: يا أخا رسول الله أتأذن لي في القتال. قال: مهلا
رحمك الله، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله، فأعاد
عليه ثالثا فبكى (3) أمير المؤمنين عليا (4) عليه السلام، فنظر إليه عمار
فقال: يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. فنزل أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق
عمارا وودعه ثم قال: يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيك
خيرا، فنعم الأخ كنت ونعم الصاحب كنت.
ثم بكى عليه السلام وبكى عمار ثم قال: والله يا أمير المؤمنين

(1) في ن، ط، م: يقتلك.
(2) ليس في ن، م، ط: " من الدنيا ".
(3) في ط: تبكى.
(4) في ن، ط، م ليس " عليا " وهو منصوبا خطأ وإن كان في الأصل
والصواب بالرفع.
122

ما تبعتك إلا ببصيرة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول يوم خيبر: يا عمار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع
عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه، وستقاتل الناكثين والقاسطين،
فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الإسلام أفضل الجزاء، فلقد أديت
وأبلغت ونصحت.
ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم برز إلى
القتال، ثم دعا بشربة من ماء فقيل له: ما معنا ماء. فقام إليه رجل
من الأنصار فأسقاه شربة من لبن، فشربه ثم قال: هكذا عهد إلي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون آخر زادي من الدنيا
شربة من اللبن. ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا (1)، فخرج
إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله (2). فلما كان في
الليل طاف أمير المؤمنين عليه السلام في القتلى فوجد عمار ملقى
بين (3) القتلى، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه السلام وأنشأ
يقول:
يا موت (4) كم هذا التفرق عنوة * فلست تبقي للخليل (4) خليل (5)

(1) في ن، ط ليس " نفسا ".
(2) في ط: رحمة الله عليه.
(3) ليس في ط، ن، م: " بين القتلى ".
(4) في ن، م " أيا موت " " لي خليل خليل ".
(5) في ط:
ألا أيها الموت الذي لست تاركي * أرحني فقد أفنيت كل خليل
123

أراك نصيرا (1) بالذين أحبهم * كأنك تمضي (2) نحوهم بدليل
حدثني علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا هارون بن موسى،
قال حدثني محمد بن علي بن معمر، قال حدثني عبد الله بن معبد،
قال حدثنا موسى بن إبراهيم الممتع، قال حدثني عبد الكريم بن
هلال، عن أسلم، عن أبي الطفيل، عن عمار قال: لما حضرت (3)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا بعلي عليه السلام،
فساره طويلا ثم قال: يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي
وفهمي، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصب (4) على
حقد.
فبكت فاطمة عليها السلام وبكى الحسن والحسين، فقال لفاطمة:
يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟ قالت: يا أبة أخشى الضيعة بعدك. قال:
أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي، ولا تبكي ولا
تحزني، فإنك سيدة نساء أهل الجنة، وأباك سيد الأنبياء، وابن
عمك خير الأوصياء (5)، وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب
الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون، ومنا مهدي

(1) في ن، ط، م: بصيرا بالذين.
(2) في ط: تنحو.
(3) في ط، ن، م: حضر.
(4) في ط، ن، م: وغصبت على حقك.
(5) في ط: سيد الأوصياء.
124

هذه الأمة.
ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال: يا علي لا يلي غسلي
وتكفيني غيرك. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله من يناولني
الماء فإنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبك. فقال (1): إن جبرئيل
معك والفضل (2) يناولك الماء وليغطي عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي
إلا انفقأت (3) عينيه.
قال: فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان الفضل
يناوله الماء وجبرئيل يعاونه، فلما أن غسله وكفنه أتاه العباس فقال:
يا علي إن الناس قد أجمعوا (4) أن يدفنوا النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بالبقيع وأن يؤمهم رجل واحد، فخرج علي إلى الناس فقال:
أيها الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إمامنا (5) حيا
وميتا، وهل تعلمون أن رسول الله " ص " لعن من جعل القبور
مصلى ولعن من جعل مع الله إلها آخر ولعن من كسر رباعيته وشق (6)
لثته. قال: فقالوا: الأمر إليك فاصنع (7) ما رأيت. قال: فإني

(1) في ن، ط، م: فقال له.
(2) في م: ويناولك الفضل الماء وقال: فليغطي عينيه.
(3) في ن: تفقأت عيناه وفي ط، م: انفقأت عيناه.
(4) في م، ن: اجتمعوا على أن.
(5) في م، ن " كان إماما " وفي ط ليس " كان ".
(6) ليس في ط " وشق لثته " وبدله " ليسته " وهو مصحف قطعا.
(7) في ط: فأضع.
125

أدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البقعة التي قبض فيها.
قال: ثم قام علي الباب فصلى عليه، وأمر (1) الناس عشر عشرا يصلون
عليه ثم يخرجون.
وهذا عمار بن ياسر رحمه الله روى عنه ابنه وأبو الطفيل.

(1) في م: ثم أمر الناس.
126

باب
(ما جاء عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله)
(عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
(أجمعين)
حدثنا محمد بن وهنا (1) بن محمد بن البصري، قال حدثنا
محمد بن عمر الجعالي (2)، قال حدثني إسماعيل بن محمد بن شيبة
القاضي البصري، قال حدثني محمد بن أحمد بن الحسين (3)، قال
حدثني يحيى بن خلف الراسي (4)، عن عبد الرحمن، قال حدثنا (5)

(1) في ن، م، ط: وهبان بن محمد البصري.
(2) في ط، م " الجعاني " وفي ن: الجعابي.
(3) في ن، م، ط: الحسن.
(4) في ن، م " الراسبي ".
(5) ليس في ن، م، ط " حدثنا " وبهامش ن " حدثنا " وعلمه ب " ظ "
يعني الظاهر وفي م: قال يزيد وفي ملحقات الاحقاق: زيد بن الحسن
الأنماطي.
127

يريد بن الحسن، عن معاوية الحربود (1)، عن أبي الطفيل، عن
حذيفة بن أسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول على منبره: معاشر الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي
الحوض (2) أعرض ما بين بصري وصنعا، فيه عدد النجوم قد حانا (3)
من فضة، وأنا سائلكم حين تردون (4) علي عن الثقلين، فانظروا
كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله
وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لن تضلوا، ولا تبدلوا في عترتي أهل
بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي

(1) في ط " عن معاوية بن خربود " وفي ن كتبه أولا ثم أبطله وكتب
فوقه " عن معروف " وعلمه ب‍ " ظ " وفي م: خربوذ وفي ملحقات الاحقاق
" معروف بن خربوذ ".
(2) في ن، م، ط: بعد " الحوض " " حوضا عرض ما بين بصرى وصنعاء "
أقول: بصرى بضم الباء وسكون الصاد والقصر اسم موضعين أحدهما بالشام
والآخر من قرى بغداد قريب من عكبراء والنسبة إليها بصراوي بالضم وكذلك
" صنعاء " أيضا اسم موضعين أحدهما باليمن والآخر بالشام والنسبة إليه
" صنعاني " على غير القياس لأن القياس بالواو، وينسب إليهما كثير من
العلماء والرواة وأهل الحديث والأدب ارجع مجمع البحرين: في " ص ن ع "
ومعجم البلدان: 1 / 654 و 3 / 420.
(3) في م، ن، ط: قدحان.
(4) في ن، م: يردون.
128

الحوض (1)، انتظر من يرد علي منكم، وسوف تأخر أناس دوني
فأقول: يا رب مني ومن أمتي. فيقال: يا محمد هل شعرت بما عملوا؟
إنهم ما برحوا بعدك (2) على أعقابهم.
ثم قال: أوصيكم في عترتي خيرا - ثلاثا، أو قال: في أهل
بيتي. فقام إليه سلمان فقال: يا رسول الله ألا تخبرني عن الأئمة بعدك؟
أما هم من عترتك؟ فقال: نعم الأئمة بعدي (3) من عترتي عدد نقباء
بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، أعطاهم الله
علمي وفهمي، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، واتبعوهم فإنهم مع
الحق والحق معهم (4).
أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن سعيد، قال حدثنا
محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي، قال حدثني محمد بن أبي
بشر، قال حدثني الحسين بن أبي الهيثم، عن هشام بن خالد، قال
حدثنا صدقة بن عبد الله، عن هشام، عن حذيفة بن أسيد قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - وسأله سلمان عن الأئمة -

(1) في ط، ن، م: معاشر الناس كأني على الحوض.
(2) في ط، ن، م: يرجعون على أعقابهم.
(3) في ط، ن، م: من بعدي.
(4) ملحقات إحقاق الحق نقلا عن المعجم الكبير المخطوط للحافظ
الطبراني 9 / 338، إلا أنه ليس فيه تمام الخبر إلى: حتى يردا علي
الحوض.
129

قال: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين،
ومنا مهدي هذه الأمة، ألا إنهم مع الحق والحق معهم، فانظروا (1)
كيف تخلفوني فيهم.
حدثنا علي بن محمد، قال حدثنا أبو بكر القاضي محمد بن
عمر، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت القيسي (2)، قال
حدثنا محمد بن إسحاق بن (3) أبي عمارة، قال حدثني حبشي (4) بن
معاد، عن مسلم، قال حدثني حكيم بن جبير، عن أبيه، عن الشعبي،
عن أبي ححيفة (5) وهب السواني (6)، عن حذيفة بن أسيد قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر وسألوه عن (7)
الأئمة إلا أنه لم يذكر (8) سلمان فقال: الأئمة بعدي بعدد نقباء بني
إسرائيل، ألا إنهم مع الحق والحق معهم.
وهذا حذيفة بن أسيد روى عنه أبو الطفيل وأبو ححيفة (9) وهشام.

(1) في ط: فانظروني.
(2) في ن: العبسي.
(3) في ط، ن، م: " عن " بدل " بن ".
(4) في ط: حبش بن معاذ.
(5) في م: أبي جحيفه.
(6) في ط " السيرافىي " وفي ن: المسواني.
(7) في ن " من " بدل " عن ".
(8) في ن، م، ط: " لم يكن " بدل " لم يذكر ".
(9) في ن، ط " أبو حجيفة " في م: أبو جحيفة.
130

باب
(ما جاء عن عمران بن حصين عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
(أجمعين)
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله (1) الحسن (2) [العطاردي،
قال حدثني جدي عبيد الله (12) بن الحسن]، عن أحمد بن عبد الجبار
العطاردي (3)، قال حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال حدثنا جعفر
ابن سلمان الضبعي (4)، عن يزيد الرشك ويقال: قيس فقير، عن
مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: خطبنا رسول الله

(1) في ط " أحمد بن محمد عن عبد الله بن الحسن العطاردي - وفي
ن، م - عن عبيد الله بن الحسن " وما في المتن صحيح بدليل روايته عن
جده " عبد الله " أو " عبيد الله " في م: عبد الله.
(2) ما بين القوسين ليس في ن.
(3) ليس في ط، ن.
(4) في ن: الضبيعي.
131

صلى الله عليه وآله وسلم فقال: معاشر الناس إني راحل عن قريب
ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا.
فقام إليه سلمان فقال: يا رسول الله أليس الأئمة بعدك من عترتك؟
قال: نعم الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة
من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة، فمن تمسك بهم فقد
تمسك بحبل الله، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، واتبعوهم فإنهم مع
الحق والحق معهم، حتى يردوا علي الحوض (1).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب، قال حدثنا أبو أسيد
أحمد بن محمد بن أسيد المديني (2) بإصبهان، قال حدثنا عبد العزيز
ابن إسحاق بن جعفر، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي، قال
حدثنا الحسين بن علي بن محمد البلوي، قال حدثنا عبد الله بن
سحح (3)، عن علي بن هاشم، عن علي بن خرور (4)، عن الأصبغ
ابن نباتة، قال سمعت عمران بن حصين، يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي
وأنت الإمام والخليفة بعدي، تعلم الناس بعدي ما لا يعلمون، وأنت
أبو سبطي وزوج ابنتي، من ذريتكم العترة الأئمة المعصومين (5).

(1) في ن " على الحق " وهو تصحيف قطعا.
(2) في ن، ط: المدني.
(3) في ن، ط، م: نجيح.
(4) في م " حزور ".
(5) في ن، ط، م: المعصومون.
132

فسأله سلمان عن الأئمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن محمد بن الحسن، قال حدثنا هارون بن موسى،
قال حدثنا حيدر بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا محمد بن زكريا
الجوهري، قال حدثنا العباس (1) بن بكار الضبي، قال حدثنا أبو
بكر الهذلي، عن أبي عبد الله الشامي، عن عمران بن حصين،
وذكر نحوه.
وهذا عمران بن حصين روى عنه مطرف بن عبد الله والأصبغ
ابن نباتة وأبو عبد الله الشامي.

(1) ليس " العباس " في ن، ط، م.
133

باب
(ما جاء عن سعد بن مالك عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
(أجمعين)
حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري، قال حدثنا الحسين بن
علي البزوفري، قال حدثني عبد العزيز بن يحيى (1) الجلودي بالبصرة،
قال حدثني محمد بن زكريا (2)، عن أحمد بن عيسى بن زيد، قال
حدثني عمر (3) بن عبد الغفار، عن أبي بصير (4)، عن حكيم بن
جبير، عن علي بن زيد بن (5) جذعان، عن سعيد بن المسيب، عن

(1) في م: نجى الجلودي.
(2) في ن، ط، م: العلائي.
(3) في ن، ط، م: عمرو.
(4) في ن، م " أبي نصيرة " وفي ط: أبي نضرة.
(5) في ن، م ليس " بن " بدله " عن ".
134

سعد بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا علي أنت
مني (1) بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، تقضي ديني
وتنجز عداتي (2) وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل.
يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه
يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون، ومنهم
مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله.

(1) ليس في ن " مني ".
(2) في ن، ط، م: عدتي.
135

باب
(ما جاء عن حذيفة بن اليمان عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
أخبرنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا أبو الحسن عيسى بن
العراد الكبير، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن
مسلم بن لاحق اللاحفي (1) بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة، قال
حدثنا محمد بن عمارة السكري، عن إبراهيم بن عاصم، عن
عبد الله بن هارون الكر؟ حي (2)، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد
ابن سلامة: عن حذيفة (3) اليمان قال: صلى بنا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي

(1) في ن: اللاحقي البصري وفي ط: اللاحقي اليسرى وليس فيهما
بالبصرة.
(2) في ن، ط، م: الكرخي.
(3) في ن، ط، م: حذيفة بن اليمان.
136

أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، فمن عمل بها فاز وغنم ومن (1)
انجح وتركها حلت به الندامة، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال
يوم القيامة، فكأني أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب
الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا، ومن تمسك
بعترتي من بعدي كان من الفائزين، ومن تخلف عنهم كان من
الهالكين.
فقلت: يا رسول الله على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى
ابن عمران قومه. قلت (2): على وصيه يوشع بن نون. قال: فإن
وصي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام قائد البررة
وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله.
قلت: يا رسول الله فكم يكون الأئمة من بعدك؟ قال: عدد
نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، أعطاهم
الله علمي وفهمي، خزان علم الله ومعادن وحيه. قلت: يا رسول
الله فما لأولاد الحسن؟ قال: إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في
عقب الحسين، وذلك قوله تعالى " وجعلها كلمة باقية في عقبه " (3).
قلت: أفلا (4) تسميهم لي يا رسول الله؟ قال: نعم، إنه لما عرج

(1) في ن، م، ط " ونجح " قبل " من " وكذا فيهما: وغنم وانجح
ومن تركها.
(2) في ن، ط، م: قال.
(3) الزخرف: 28.
(4) ليس في ط " همزة الاستفهامية ".
137

بي إلى السماء ونظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور:
لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به، ورأيت
أنوار الحسن والحسين وفاطمة، ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا
عليا ومحمدا ومحمدا وموسى وجعفرا والحسن والحجة يتلألأ من
بينهم كأنه كوكب دري. فقلت: يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم
باسمك؟ قال: يا محمد إنهم هم الأوصياء والأئمة بعدك، خلقتهم
من طينتك، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم، فبهم أنزل
الغيث وبهم أثيب وأعاقب. ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يده إلى السماء ودعا بدعوات فسمعته فيما يقول: اللهم اجعل
العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي.
138

باب
(ما جاء عن أبي قتادة بن الحارث بن الربعي)
(عن النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه، قال حدثنا
محمد بن عمر الجعالي (1)، قال حدثنا أبو عوانة وضاح بن عبد الله
عن أبي بلح (2)، عن عمرو بن ميمون (3)، عن أبي قتادة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر (4)

(1) في م " الجعايى " في ط، ن: الجعابي.
(2) في ط " أبي ثلج "، م، ن " أبي ملح " وفي النسخ الثلاث بعد
أبي ثلج " قال: حدثنا القاسم بن موسى بن عبد الله المقري قال حدثنا يحيى
ابن عبد الحميد ".
(3) في ن: عن عمر بن ميمون.
(4) ليس " اثنا عشر " في النسخ الثلاث وفيهن: بعدد.
139

عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى.
أخبرنا محمد (1) بن عبد الله بن المطلب الشيباني رحمه الله،
قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمارة (2) الثقفي، عن عامر بن علوان،
قال حدثني جدي (3) لأبي - أو قال جدي (3) - عن يحيى (4) بن حبشي
الأسدي (4)، عن أبي الجارود، عن حبيب بن بشار، عن حريز بن
عثمان، عن أبي قتادة وذكر نحوه.
حدثنا علي بن الحسين (5) بن علي الداري (5)، قال حدثني
أحمد (6) بن محمد بن سعيد، عن عبد الله (6) بن جعفر العلوي، قال
حدثنا علي بن زيد بن جذعان (7)، عن سعيد بن المسيب، عن أبي
قتادة وذكر نحوه.

(1) ليس في النسخ الثلاث " محمد بن ".
(2) ليس في ط " عمارة " وفي م، ن: عمار.
(3) في ط سقط " جدي " وفي النسخ الثلاث بعد أو قال " جدي لأمي ".
(4) في ط " عن نجى " وفي ن " حبسي " بالسين. وفي النسخ الثلاث
" الكندي " بدل " الأسدي ".
(5) في النسخ الثلاث " الحسن " وفي ن " الرازي " وفي م " الدازي ".
(6) ليس في النسخ الثلاث " أحمد بن " و " عبد الله بن " في ط " محمد
ابن سعيد بن جعفر العلوي " وفي ن، م: محمد بن سعيد عن جعفر العلوي.
(7) في م: حدعان.
140

حدثنا محمد (1) بن وهبان بن محمد البصري، قال حدثني
الحسين بن علي البزوفري، عن عبد الله بن تمام الكوفي، قال
حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال حدثني الحسين بن عبد برد (2)،
عن يحيى بن يعلى، عن عبد الله بن موسى، عن يحيى بن منقد (3)،
عن أبي قتادة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
كيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي أئمتها، إنما يهلك
فيما بين ذلك ميج (4) (؟) الهرج، ولست منهم ولاهم مني.
أخبرنا أبو المفضل الشيباني، قال حدثنا الحسين بن هدية (5)،
قال حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، عن (6) أبي نوح، قال حدثنا
أبو محمد الحسن بن مهاجر، قال حدثنا هشام بن خالد الدمشقي،
عن الحسن بن يحيى الحسني (7)، قال حدثنا صدقة بن عبد الله،
عن هشام، عن (8) أبي قتادة وذكر نحوه.

(1) في ن: محمد بن محمد بن وهبان بن محمد البصري.
(2) في النسخ الثلاث: أبي برد.
(3) في ط " منقذ " بالذال المعجمة.
(4) كذا في النسخ الثلاث.
(5) في ن " هوية "، في م: هدية.
(6) في النسخ الثلاث " بن " بدل " عن ".
(7) في ط: الحسيني.
(8) في النسخ الثلاث " بن " بدل " عن ".
141

وهذا أبو قتادة روى عنه عمرو بن ميمون وحريز (1) وسعيد بن
المسيب ويحيى بن منقد وهشام.

(1) في النسخ الثلاث " بن " بدل " و ".
142

باب
(ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات)
(الله عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا محمد (1) بن الحسين رضي الله عنه، قال حدثنا محمد
ابن موسى (2) المتوكل رحمه الله، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، قال حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين
ابن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه عن
الصادق عليه السلام جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي (3) عن
أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم،

(1) في النسخ الثلاث " محمد بن علي بن الحسين " أقول: وهو الصدوق
عليه الرحمة.
(2) في ط " موسى بن المتوكل " واعلم أن " المتوكل " ليس صفة
لموسى بل هو أبوه. راجع ص 4.
(3) عن أبيه علي بن الحسين.
143

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حدثني جبرئيل
عن رب العزة جل جلاله أنه قال: من علم أن لا إله إلا أنا وحدي
وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن
الأئمة من ولده حججي أدخلته جنتي برحمتي، ونجيته من النار
بعفوي، وأبحت (1) له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت
عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي، إن ناداني لبيته، وإن
دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء
رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي
فتحته، ومن لم يشهد أن (2) لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد
أن محمدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي
طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي
فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي ورسلي (4)، إن
قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه،
وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبته، وذلك جزاؤه
مني وما أنا بظلام للعبيد.
فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة
من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: الحسن والحسين سيدا شباب

(1) في ن " بحت " في ط: جوادي.
(2) ليس في ن: " إن ".
(3) ليس في النسخ الثلاث: ورسلي.
144

أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر
محمد بن علي وستدركه يا جابر، فإذا أدركته فاقرأه مني السلام،
ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا
علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد،
ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي
بملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. هؤلاء يا جابر
خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن
عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،
بهم يمسك الله السماء أن تقع (1) على الأرض إلا بأذنه، وبهم يحفظ
الله الأرض أن تمتد (2) بأهلها (3).
وعنه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي،
عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن (4) يزيد النوفلي،
عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي
القاسم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه

(1) في ن: يقع.
(2) ماد يميد ميدا وميدانا بفتح الياء: تحرك والميدان من ذلك لتحرك
جوانبه عند السباق. مجمع البحرين.
(3) إكمال الدين 1 / 258.
(4) ليس " بن " في ن.
145

السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي
اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي
وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن
والمنكر لهم كافر (1).
حدثنا علي بن الحسين (2) بن محمد، قال حدثنا هارون بن
موسى رحمه الله، قال حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان (3)
الباغندي، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا إبراهيم بن
المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن
نباتة، عن علي عليه السلام.
قال هارون: وحدثنا أحمد بن موسى العباس بن مجاهد في
سنة ثمان عشر وثلاثمائة، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد،
قال حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره، قال حدثني
هيثم بن بشر (4) الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه، عن أبي المقدام
شريح بن هاني بن شريح الصائغ (5) المكي، عن علي عليه السلام.

(1) إكمال الدين 1 / 259.
(2) في ن، ط، م: " الحسن " بدل " الحسين " وهو ابن مندة علي بن
الحسين بن محمد، راجع ص 21.
(3) في م: سلمان. وليس في م " قال: حدثنا محمد بن حميد ".
(4) في ن، ط، م " هشيم بن بشير ".
(5) في ن " الصانع ".
146

وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال حدثنا
محمد بن عمر القاضي الجعابي، قال حدثني محمد بن عبد الله أبو
جعفر (1)، قال حدثني محمد بن حبيب الجند نيسابوري (2)، عن يزيد
ابن أبي زياد (3)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي عليه
السلام: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة
إذ دخل علينا جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد
وعبد الرحمن بن عوف، فقال سلمان: يا رسول الله إن لكل نبي
وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطيك (4)؟ فأطرق ساعة ثم قال: يا سلمان
إن الله بعث أربعة ألف (5) نبي وكان لهم أربعة ألف وصي وثمانية ألف
سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء ووصيي خير الأوصياء
وسبطاي خير الأسباط.
ثم قال: يا سلمان أتعرف من كان وصي آدم؟ فقال: الله ورسوله
أعلم. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إني أعرفك يا با عبد الله وأنت (6)

(1) في ط " بن جعفر ".
(2) في ن " الجندسابوري " في ط " الجنديسابوري ".
(3) في ن، ط، م " عن أبي زياد ".
(4) في ن، ط، م " سبطاك ".
(5) في ن، ط، م: آلاف.
(6) في ن، ط، م: فأنت.
147

منا أهل البيت، إن آدم أوصى إلى ابنه ثيث (1)، وأوصى ثيث (1)
إلى ابنه شبان، وأوصى شبان إلى مخلب (2)، وأوصى مخلب (2) إلى
نحوق (3)، وأوصى نحوق (3) إلى عثمثا (4)، وأوصى عثمثا (4) إلى أخنوخ
وهو إدريس النبي عليه السلام، وأوصى إدريس إلى ناخورا (5)، وأوصى
ناخورا (5) إلى نوح عليه السلام، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام
إلى عثام (6)، وأوصى عثام (6) إلى ترعشاثا (7) وأوصى ترعشاثا (7) إلى يافث،
وأوصى يافث إلى برة، وأوصى برة إلى خفسية (8)، وأوصى خفسية (8)
إلى عمران، وأوصى عمران إلى إبراهيم (9)، وأوصى إبراهيم إلى

(1) في ن " ثيت " بالتاء.
(2) في ن، ط، م " مخلث " بالثاء. وفي بعض النسخ " مجلث "
وبعض آخر " محلف " و " محلث ".
(3) في ن " محرق "، ط، م " محوق ".
(4) في ط " عثميثا "، في ن، م " عثميشا " وفي بعض النسخ: " غثميشا "
وفي بعض آخر " علميشا ".
(5) في ن: " ناحوزا " وفي بعض النسخ " ياخور " و " ناخور ".
(6) في ن، ط، م " عثامر " بالميم بعده الراء.
(7) في ن، م " برغشاثا " وفي ط: " برعثاثا " في بعض النسخ " برعيثاشا "
و " برعيشاشا " و " برعيثاثا ".
(8) في ن، ط، م " إلى حفسية " بالحاء المهملة. وفي بعض النسخ
" جفسيه، حبشه، حفيسه ".
(9) في ط، ن، م " إلى إبراهيم الخليل ".
148

ابنه إسماعيل، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق، وأوصى إسحاق
إلى يعقوب، وأوصى يعقوب إلى يوسف، وأوصى يوسف إلى
برثيا (1) وأوصى برثيا (1) إلى شعيب، وأوصى شعيب إلى موسى (3)،
وأوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع إلى داود،
وأوصى داود إلى سليمان، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا،
وأوصى آصف إلى زكريا، وأوصى زكريا إلى عيسى بن مريم،
وأوصى عيسى بن مريم (3) إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى
شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى إلى منذر، وأوصى
منذر إلى سلمة (4)، وأوصى سلمة (4) إلى بردة، وأوصى بردة إلي.
وأنا أدفعها إلى علي (5).
فقال (6): يا رسول الله فهل بينهم أنبياء وأوصياء أخر؟ قال: نعم
أكثر من أن تحصى.
ثم قال عليه السلام: وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها
إلى ابنك الحسن، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، والحسين

(1) في بعض النسخ " يثريا " وفى بعض آخر " بثريا ".
(2) في ط، ن، م " إلى موسى بن عمران ".
(3) ليس في ن " بن مريم ".
(4) في بعض النسخ " سليمة ".
(5) في ط، ن " إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ".
(6) في ن، ط، م " فقال علي عليه السلام فقلت ".
149

يدفعها إلى ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها
إلى ابنه جعفر، وجعفر يدفعها إلى ابنه موسى، وموسى يدفعها إلى
ابنه علي، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه
علي، وعلي يدفعها إلى ابنه الحسن، والحسن يدفع (1) إلى ابنه
القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله، ويكون له غيبتان أحدهما (2)
أطول من الأخرى.
ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رافعا
صوته: الحذر (3) إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال
علي: فقلت: يا رسول الله فما تكون (4) هذه الغيبة؟ قال: أصبت (5)
حتى يأذن الله له بالخروج، فيخرج من اليمن (6) من قرية يقال لها
اكرعة (7)، على رأسه عمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار،

(1) في ن، ط، م " يدفعها ".
(2) في ن، ط، م، " إحديهما ".
(3) في ن، ط، م " الحذر الحذر ".
(4) في ن، ط، م " فما يكون هذه غيبته ".
(5) في ط " يصير " وفي ن، م " اصبر ".
(6) ليس " من اليمن " في ط، ن، م.
(7) في ط " كرعة " وفي ن " كريمة " وفي م هكذا " كريمه " وفي معجم
البلدان: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها: كرعة. معجم
البلدان 4 / 360.
150

ومنادي (1) ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وذلك عندما يصير الدنيا هرجا
ومرجا، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي
يرحم الضعيف، فحينئذ يأذن الله له بالخروج.
أخبرنا القاضي المعافا (2) بن زكريا، قال حدثنا علي بن عتبة (3)،
قال حدثني الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن
معروف بن خربوذ (4)، عن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت الوصي على الأموات
من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي، حربك حربي وسلمك
سلمي، أنت الإمام أبو الأئمة الإحدى عشر (5)، من صلبك أئمة
مطهرون معصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا،
فالويل (6) لمبغضكم. يا علي لو أن رجلا أحب في الله حجرا لحشره
الله معه، وأن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة بعدك يحشرون
معك وأنت معي في الدرجات العلي، وأنت قسيم الجنة والنار،

(1) في ط، ن، م " مناد ".
(2) في ط " أبو المعافا ".
(3) في ط " عتيبة " وفي ن، ط، م " عن أبيه ".
(4) في ن " خربوز " بالزاي أخت الراء.
(5) في ن، ط، م " أحد عشر ".
(6) في ط " والويل ".
151

يدخل (1) محبيك الجنة ومبغضيك النار.
حدثنا محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه، قال حدثنا
محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال حدثنا
محمد بن همام، قال حدثنا أحمد بن مابنداذ (2)، قال حدثنا أحمد
ابن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضل بن عمر، عن
الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي
ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما
أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد إني
اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وجعلتك نبيا وشققت لك
من اسمي اسما فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت
منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت
له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي، وجعلت فاطمة
والحسن والحسين من نور كما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة
فمن قبلها كان عندي من المقربين. يا محمد لو أن عبدا عبدني
حتى ينقطع ويصير كالشن بالبالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته
جنتي ولا أظللته تحت عرشي. يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت:

(1) في ط، ن، م " تدخل " وفي ط " محبك ومبغضك ".
(2) في ط " مابنداد ".
152

نعم يا رب (1). فقال عز وجل: إرفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا بأنوار
علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي
وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن
علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد (2) بن الحسن القائم
في وسطهم كأنه كوكب دري (3)، فقلت: يا رب من هؤلاء؟ قال:
هؤلاء الأئمة وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي، وبه
أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب
شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين (4).
وعنه قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران (5) الدقاق
رحمه الله، قال حدثنا محمد بن (6) ابن عبد الله الكوفي، عن موسى
ابن عمران، عن عمه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن
أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم (7)، عن الصادق

(1) في ن، ط، م " يا ربي ".
(2) في ط، ن، م " م ح م د " وقال في هامش م " أي ومحمد بن حروفه
مقطعة ".
(3) في ط بعد " درى ": " يوقد ".
(4) إكمال الدين 1 / 252 وفيه: فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما
فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري.
(5) في ن: عمر بن الدقاق.
(6) في ط " حدثنا أبو عبد الله الكوفي " وليس فيه " محمد بن ".
(7) في ط: " القاسم " بدل " أبي القاسم ".
153

جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر،
أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي
وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن والمنكر
لهم كافر (1).
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا الحسن بن
علي بن (2) البزوفري، قال حدثنا يعلى بن عباد، قال حدثنا شعبة (3)
ابن سعيد بن إبراهيم [عن إبراهيم] (3) بن سعد بن مالك، عن أبيه،
عن أمير المؤمنين (4) عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبي إلا بعث الله
إليهم ملك (5) يسددهم، وإن من الأئمة بعدي (6) من اسمه اسمي ومن
هو سمي موسى بن عمران، وإن الأئمة بعدي كعدد نقباء بني إسرائيل،
أعطاهم الله علمي وفهمي، فمن خالفهم فقد خالفني ومن ردهم

إكمال الدين 1 / 259.
(2) ليس " بن " في ط، ن، م.
(3) في ط، ن، م بعد شعبة ليس " بن " و " عن إبراهيم " بل هكذا
" عن سعد بن إبراهيم بن سعد بن مالك " وبدل " سعيد " " سعد ".
(4) في ط، ن: عن علي عليه السلام.
(5) في ط، ن، م " ملكا " وهو الصواب.
(6) في ط، ن، م بعد " بعدي " " من ذريتك ".
154

وأنكرهم فقد ردني وأنكرني، ومن أحبني (1) في الله فهو من الفائزين
يوم القيامة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد، قال حدثنا
محمد بن أحمد الصفواني، قال حدثنا مروان بن محمد السحاري (2)
قال حدثنا أبو يحيى التميمي (3)، عن يحيى البكا، عن علي عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ستفترق أمتي على
ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون هالكة (4)، والناجية (5)
الذين يتمسكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم (6) ولا يعملون برأيهم،
فأولئك ما عليهم من سبيل. فسألت عن الأئمة، فقال: عدد نقباء
بني إسرائيل.
حدثنا علي بن الحسين (7) بن محمد، قال: حدثنا هارون

(1) في م " ومن أحبهم ".
(2) في ن " السخاوي " وفي ط " اسجاري " وفي م " السخاري " وقال
الذهبي: مروان بن محمد السنجاري شيخ يروي عن مالك. ميزان الاعتدال
4 / 92.
(3) في ن، ط، م: التيمي.
(4) في ط الهالكون وفي ن، م: هالكون.
(5) في ط، ن، م: والناجون.
(6) في ن: من عملكم.
(7) في ن، ط، م: الحسن.
155

ابن موسى التلعكبري، قال حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسر
من رأى، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن
علي، عن أبيه علي عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة وقد نزلت (1) هذه الآية " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (2)
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي هذه الآية نزلت
فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك. فقلت: يا رسول الله وكم الأئمة
بعدك (3)؟ قال: أنت يا علي، ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين
علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد
جعفر موسى ابنه، وبعد موسى علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه،
وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه (4)، والحجة من ولد
الحسن، هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت
الله تعالى عن ذلك فقال: يا محمد هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون
وأعداؤهم ملعونون.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن [أبي (5) عبد الله أحمد بن]

(1) في ط، ن، م: وقد نزلت عليه.
(2) الأحزاب: 33.
(3) ليس في ن: " بعدك ".
(4) في م: وبعد الحسن ابنه.
(5) ما بين القوسين ليس في ط، ن، م، وبدل عبيد الله " عبد الله ".
156

محمد بن عبيد الله، قال حدثنا أبو طالب عبيد (1) بن أحمد بن يعقوب
ابن نصر الأنباري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال
حدثنا عبد الله بن شبيب (2)، قال حدثنا محمد بن زياد الهاشمي (3)،
قال حدثنا سفيان بن عتبة (4)، [قال (5): حدثنا عمران بن داود] قال
حدثنا محمد بن الحنفية قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى:
لأعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في
نفسها برة، ولأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت الرعية
في نفسها (6) غير برة ولا تقية.
ثم قال لي: يا علي أنت الإمام والخليفة من (7) بعدي، حربك
حربي وسلمك سلمي، وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي، من ذريتك
الأئمة المطهرون، فأنا سيد الأنبياء [وأنت (8) سيد الأوصياء، وأنا

(1) في ن، ط، م " عبيد الله وفي ط " نصير " بدل " نصر ".
(2) في ط " شعيب " بدل " شبيب ".
(3) في ط، ن، م: السهمي.
(4) في ط، ن، م: عيينة.
(5) ليس ما بين القوسين في ط.
(6) ليس في ط: في نفسها.
(7) ليس في ط، ن، م: " من ".
(8) ليس ما بين القوسين في م.
157

وأنت من شجرة واحدة]، ولولانا (1) لم يخلق الجنة والنار ولا الأنبياء
ولا الملائكة.
قال: قلت يا رسول الله فنحن أفضل من (2) الملائكة؟ فقال:
يا علي نحن خير خليقة الله (3) على بسيط الأرض وخير (4) الملائكة
المقربين، وكيف لا نكون خيرا منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله
وتوحيده، فبنا عرفوا الله وبنا عبدوا الله وبنا اهتدوا السبيل إلى
معرفة الله. يا علي أنت مني وأنا منك، وأنت أخي ووزيري، فإذا
مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وسيكون (5) بعدي فتنة صماء
صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس
من السابع من ولدك يحزن (6) لفقده أهل الأرض والسماء، فكم
مؤمن (7) ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده.
ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه وقال: بأبي وأمي سمي وشبيهي

(1) في ط، ن، م: ولولا أنا لم يخلق الله.
(2) في ن، م: " أم " بدل " من " وفي ط أيضا هكذا بإضافة إلا بعد أم
" أم إلا الملائكة " والظاهر أن " إلا " زايد.
(3) ليس في ن لفظ الجلالة.
(4) في ن، ط، م: خير من الملائكة المقربين.
(5) في ن، ط، م: وستكون.
(6) في ن، ط، م: تحزن.
(7) في ط " من مؤمن ".
158

وشبيه موسى بن عمران عليه جبوب (1) النور - أو قال: جلابيب
النور - يتوقد (2) من شعاع القدس، كأني بهم آيس من كانوا، ثم
نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب يكون رحمة على
المؤمنين وعذابا على المنافقين.
قلت: وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب أولها
" ألا لعنة الله على الظالمين " الثاني " أزفة الأزفة " والثالث ترون
بدريا (3) بارزا مع قرن الشمس ينادي " الان (4) الله قد بعث فلان بن
فلان - حتى ينسبه (5) إلى علي - فيه هلاك الظالمين "، فعند ذلك
يأتي الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم. قلت:
يا رسول الله فكم يكون بعدي من الأئمة؟ قال: بعد الحسين تسعة
والتاسع قائمهم.
وهذا أمير المؤمنين عليه السلام روى عنه الحسين بن علي
والأصبغ بن نباتة (6) وأبو الطفيل وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعد
ابن مالك ويحيى البكا ومحمد بن الحنفية (7).

(1) في ن " حبوب النور " و ط " جيوب النور ".
(2) في ن: متوقد.
(3) في ط " بدنا " وفي ن، م: بدرا.
(4) في ط، ن، م: إلا أن الله.
(5) في م " حتى يتشبه ".
(6) في ن، ط، م: وأبو ذر.
(7) في ن " رضي الله " وفي م " رضي الله عنه ".
159

باب
(ما روي عن الحسن بن علي عن رسول الله)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوت الله عليهم)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي،
قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال حدثنا محمد بن
زكريا الغلا؟ ى (1)، قال حدثنا عتبة بن الضحاك، عن هشام بن محمد،
عن أبيه قال: لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام رقى الحسن بن علي
عليهما السلام (2)، فأراد الكلام فخنقته العبرة، فقد (3) ساعة ثم قام قال:
الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا وفي أزليته متعظما بالإلهية (4)

(1) في ط " العلاني " وفي ن، م: الغلالي.
(2) في ط، ن، م: المنبر.
(3) في ط، هامش المتن، م: فقعد.
(4) في ن، ط، م: بالهيته.
160

متكبرا بكبريائه وجبروته [خلق جميع] (1) ما خلق على غير مثال،
كان سبق مما خلق ربنا اللطيف بلطف ربوبيته ويعلم (2) خيره فتق
وبأحكام قدرته خلق جميع ما خلق (3)، ولا زوال لملكه ولا انقطاع
لمدته، فوق كل شئ علا (4) ومن كل شئ دنا، فتجلى لخلقه من
غير أن يكون يرى وهو بالمنظر الأعلى، احتجب بنوره وسما في
علوه واستتر عن خلقه وبعث إليهم شهيدا عليهم، وأبعث (5) فيهم النبيين
مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة
وليعقل (6) العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه،
والحمد لله الذي أحسن الخلافة (7) علينا أهل البيت، وعند (8) الله نحتسب
عزاءنا في خير الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعند الله نحتسب
عزاءنا في أمير المؤمنين، وقد أصبت (9) به الشرق والغرب، والله

(1) في ن، ط " ابتدأ ما ابتدع وأنشأ ما خلق " ليس فيهما ما بين القوسين.
(2) في ن " وبعلم حبره " وفي ط، م " وبعلم خبره ".
(3) في ن، ط: فلا مبدل لخلقه ولا مغير لصنعه ولا معقب لحكمه ولا راد
لأمره ولا مستراح عن دعوته خلق جميع ما خلق.
(4) في ط: على.
(5) في ط " وابتعث " وفي ن، م: انبعث.
(6) في ن: ويعقل.
(7) في ن: الخلاقة.
(8) في م: وعنده.
(9) في ط، ن، م: ولقد أصيب.
161

ما خلف درهما ولا دينارا إلا الأربعمائة (1) درهم أراد أن يبتاع لأهله
خادما، ولقد حدثني جدي (2) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أن الأمر يملكه (3) اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ما منا إلا مقتول
أو مسموم.
ثم نزل عن منبره ودعا بابن ملجم لعنه الله فأتي به فقال: يا ابن
رسول الله استبقني ركن (4) لك وأكفيك أمر عدوك بالشام، فعلاه
الحسن عليه السلام بسيفه فاستقبل السيف بيده فقطع خنصره، ثم
ضربه ضربة على يافوخه (5) فقتله لعنه الله.
حدثني علي بن الحسين (6) بن محمد، قال حدثنا عتبة بن
عبد الله الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة [قال (7) حدثنا
موسى (8) القطقطاني، قال حدثنا أحمد بن يوسف (9)] قال حدثنا

(1) في ط، ن " إلا اربعتمائة " وم: إلا أربعمائة.
(2) في ط، ن، م: حبيبي جدي.
(3) في ن " عليك " وبهامشه " يملك " بدل " عليك " وعلمه ب‍ " ظ "
(4) في ن، ط، م: أكن.
(5) في ن: يافوخة قال في المجمع: اليافوخ، هو الموضع الذي
يتحرك من رأس الطفل إذا كان قريب العهد بالولادة والجمع اليآفيخ كمصابيح.
(6) في ن، ط، م: الحسن.
(7) ما بين القوسين ليس في ن وبدله فيه: قال: حدثنا محمد بن عكاشة.
(8) في ط، م " علي بن موسى القطقطاني " وفي م: الغطفاني.
(9) في ط، م " أحمد بن يوسف الحمصي " قال: حدثنا محمد بن
عكاشة.
162

حسين بن زيد بن علي، قال حدثنا عبد الله بن حسين (1) بن حسن،
عن أبيه، عن الحسن عليه السلام (2) قال: خطب رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر
الناس كأني ادعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي
أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا، فتعلموا منهم ولا تعلموهم
فإنهم أعلم منكم، لا يخلو (3) الأرض منهم، ولو خلت إذا لساخت
بأهلها.
ثم قال عليه السلام: اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع،
وإنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع
أو خائف مغمور لكيلا تبطل (4) حجتك ولا تضل أولياؤك بعد إذ
هديتهم، أولئك الأقلون عددا (5) الأعظمون قدرا عند الله.
فلما نزل عن منبره قلت: يا رسول الله أما أنت الحجة على
الخلق كلهم؟ قال: يا حسن إن الله يقول " إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد " (6) فأنا المنذر وعلي الهادي. قلت: يا رسول الله فقولك إن.

(1) في ط، ن، م " عبد الله بن حسن بن حسن ".
(2) في ن، ط، م: عن الحسن بن علي عليه السلام.
(3) في ن: لا تخلو.
(4) في ن، ط، م: لكيلا يبطل.. ولا يضل.
(5) في ن، ط، م: عدد الأعظمون.
(6) الرعد: 7.
163

الأرض لا تخلو من حجة؟ قال: نعم علي (1) هو الإمام والحجة بعدي،
وأنت الحجة والإمام بعده، والحسين الإمام والحجة بعدك، ولقد
نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين غلام يقال له علي
سمي جده علي، فإذا مضى الحسين أقام (2) بالأمر بعده علي ابنه وهو
الحجة والإمام، ويخرج الله من صلبه (3) ولدا سمي وأشبه الناس
بي علمه علمي وحكمه حكمي هو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج
الله تعالى من صلبه مولودا يقال له جعفر أصدق الناس قولا وعملا (4)
هو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب جعفر
مولودا (5) [يقال (6) له موسى] سمي موسى بن عمران عليه السلام
أشد الناس تعبدا فهو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى
من صلب موسى ولدا يقال له علي معدن علم الله وموضع حكمه
فهو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال
له محمد فهو الإمام والحجة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب
محمد مولودا يقال له علي فهو الحجة والإمام (7) بعد أبيه، ويخرج

(1) ليس " علي " في م.
(2) في ط، ن، م: قام.
(3) في م: من صلب علي.
(4) ليس في م " عملا ".
(5) في ن: مولود.
(6) ما بين القوسين ليس في م.
(7) في ن، م: فهو الإمام والحجة.
164

الله تعالى من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام والحجة
بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب الحسن الحجة القائم إمام
شيعته (1) ومنقذ أوليائه، ويغيب حتى لا يرى فيرجع (2) عن أمره ويثبت (3)
آخرون ويقولون " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " (4)، ولو لم يبق
من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك (5) حتى يخرج
قائمنا فيملأها (6) قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فلا تخلو
الأرض (7)، أعطاكم الله علمي وفهمي ولقد دعوت الله تبارك وتعالى
أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ومزرعي (8) وزرع زرعي.
وعنه قال حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي قراءة عليه، قال
حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا يحيى الصولي (9)، قال حدثنا

(1) في ن، ط، م: إمام زمانه.
(2) في ن، ط، م: يرجع.
(3) في م: ويثبت عليه.
(4) سبأ: 29.
(5) في ن، ط، م: ذلك اليوم.
(6) في ن: في ملاها.
(7) في ن، ط، م: منكم.
(8) في ن، ط، م: ومن زرعي.
(9) في ط، ن، م: الصوفي.
165

علي بن ثابت، عن رزين بن حبش (1)، عن الحسن بن علي عليهما
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذا الأمر
يملكه بعدي اثنا عشر إماما، تسعة من صلب الحسين عليه السلام،
أعطاهم الله علمي وفهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.
أخبرنا أبو المفضل الشيباني، قال حدثني أبو القاسم أحمد بن
عامر، عن سليمان الطائي ببغداد، قال حدثنا محمد بن عمران الكوفي،
عن عبد الرحمن بن أبي نجران (2)، عن صفوان بي يحيى، عن
إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،
عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه
الحسن بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: الأئمة بعدي عدد (3) نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى،
من أحبهم فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في
خلقه وأعلامه في بريته.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا أبو محمد
الحسن (4) بن موسى، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد

(1) في ن " عن درد بن حبيب " وفي ط " عن رزين بن حبيب " وفي
م: درر بن حبيب.
(2) في ن، ط، م " أبي الحرار " وبهامش ن " أبي نجران " وعلمه
ب‍ " ظ ".
(3) في ن، ط، م: بعدد.
(4) في ن، ط، م: أبو محمد هارون بن موسى.
166

ابن [(1) عبد الله بن أحمد بن] عيسى بن المنصور الهاشمي، قال
حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد العطار (2)، قال حدثنا عمار بن
محمد النوري (3)، قال حدثنا سفيان (4) ترابي الححاف، داود بن أبي
عوف، الحسن (5) بن علي عليهما السلام قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث (6)
علمي ومعدن حكمي والإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن،
فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، فإذا استشهد الحسين فعلي (7)
ابنه، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أطهار. فقلت: يا رسول الله
فما أساميهم (8)؟ قال: علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد
وعلي والحسن والمهدي من صلب الحسين، يملأ الله تعالى به الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
وعنه قال حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي، قال حدثنا سليمان

(1) ما بين القوسين ليس في ن، ط.
(2) " العطار " ليس في ن، ط، م.
(3) في ن، ط، م " الثوري " بالثاء.
(4) في ن، ط، م: سفيان عن أبي الحجاف.
(5) في ن، ط، م: عن الحسن بن علي عليهما السلام.
(6) في ن قبل أنت وارث " أنت امامي ".
(7) في م: فابنه علي.
(8) في م: فما أسماؤهم؟
167

ابن عمر الراسبي (1) الكاتب بحمص، قال حدثني عبد الله بن جعفر
ابن عبد الله المحمدي، قال حدثني أبو روح بن فروة بن الفرج،
قال حدثني أحمد بن محمد بن المنذر ابن حيفر (2)، قال: قال الحسن
ابن علي عليهما السلام سألت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم عن الأئمة بعده فقال عليه السلام: الأئمة بعدي عدد نقباء بني
إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم الله علمي وفهمي، وأنت منهم (3) يا حسن.
قلت: يا رسول الله فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال: يا حسن
إنما مثله كمثل الساعة ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة.
وهذا الحسن بن علي عليهما السلام روى عنه عبد الله بن الحسن
ورزين بن حبش (4) والحسين بن علي عليهما السلام وداود بن أبي
عوف وأحمد بن محمد بن المنذر بن حيفر (5).

(1) في ن: الراسي.
(2) في ن، م " حيفره "، ط " جيفر " بالجيم.
(3) ليس " منهم " في ط، ن، م.
(4) في ط " حبيس " بالسين المهملة. وفي ن " خنيس " وفي م " خيس ".
(5) في ط، م " جيفر " وفي ن " حفير " وبهامشه " حيفرة ".
168

باب
(ما روي عن الحسين بن علي عليهما السلام عن)
(رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
(أجمعين)
أخبرنا الحسين محمد بن سعيد الصيرفي (1)، قال حدثني
أبو الحسن علي بن محمد بن شبنوذ (2)، قال حدثنا علي بن حمدون،
قال حدثنا (3) علي بن حكيم الأودي، قال أخبرنا (4) شريك عبد الله (5)
ابن سعد، عن الحسين بن علي عليهما السلام، عن النبي صلى الله

(1) ليس في ن، ط، م " الصيرفي ".
(2) في ن، م " شينوذ " وفى ط " شنبوذ "
(3) في ن، ط: حدثني.
(4) في ن: حدثنا.
(5) في ن، ط، م: عن عبد الله.
169

عليه وآله وسلم قال: أخبرني جبرئيل عليه السلام لما ثبت (1) الله
عز وجل اسم محمد على (2) ساق العرش قلت: يا رب هذا الاسم
المكتوب في سرادق العرش أرني (3) أعز خلقك عليك. قال: فأره (4)
الله عز وجل اثنى عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والأرض.
فقال: يا رب بحقهم عليك ألا أخبرتني (5) من هم؟ قال: هذا نور
علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن والحسين (6)، وهذا نور علي
ابن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد،
وهذا نور موسى بن جعفر. وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور
محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد، وهذا نور الحسن بن علي،
وهذا نور الحجة القائم المنتظر. قال: فكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: ما أحد يتقرب إلى الله عز وجل بهؤلاء القوم
إلا أعتق الله تعالى رقبته من النار.
أخبرنا أبو المفضل، قال حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد

(1) في ن، ط، م: أثبت.
(2) في ن، ط، م: في ساق.
(3) في ن، ط، م: أرى.
(4) في ن، ط، م: فأراه.
(5) في ن، م " إلا خبرتني منهم " وفي ط: أخبرتني عنهم.
(6) في ن، ط، م: وهذا نور الحسين.
170

ابن عامر الطائي، قال حدثني أحمد بن عبدان (1)، قال حدثني سهل (2)
ابن صيفي، عن موسى بن عبد ربه، قال سمعت الحسين بن علي
عليهما السلام يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك
في حياة أبيه علي عليه السلام: سمعت رسول الله " ص " يقول (3):
أول ما خلق الله عز وجل حجبه فكتب على أركانه (4) " لا إله إلا الله
محمد رسول الله علي وصيه "، ثم خلق العرش فكتب على أركانه
" لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه "، ثم خلق الأرضين
فكتب على أطوادها (5) " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه "،
ثم خلق اللوح فكتب على حدوده " لا إله إلا الله محمد رسول الله
علي وصيه "، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب،
ومن زعم أنه يعرف النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر.
ثم قال عليه السلام: ألا إن أهل بيتي أمان لكم، فأحبوهم لحبي (6)
وتمسكوا بهم لن تضلوا. قيل: فمن أهل بيتك يا نبي الله؟ قال:
علي وسبطاي وتسعة من ولد الحسين أئمة (7) أمناء معصومون، ألا

(1) في ط: عيدان.
(2) في ن: أسهل.
(3) ليس " يقول " في ط.
(4) في ن، ط، م: على حواشيها.
(5) في ط: " أطوارها " بالراء أخت الزاي.
(6) في ط، ن، م: بحبي.
(7) في ط، ن، م " أئمة أبرار وأمناء " وليس " و " في ن، م.
171

إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا (1) الشريف
الحسين بن علي بن عبد الله بن (2) الموسى القاضي (3)، قال حدثنا
حريز (4) بن عبد الحميد الضبي (5)، قال حدثنا الأعمش، عن إبراهيم
يزيد (6) السمان، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال:
دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد الإسلام
ومعه ضب قد اصطاده في البرية وجعله في كمه، فجعل النبي " ص "
يعرض عليه الإسلام فقال: لا أو من بك يا محمد أو يؤمن بك هذا
الضب (7)، ورمى الضب من كمه، فخرج الضب من المسجد يهرب (8)،
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا ضب من أنا؟ قال: أنت

(1) في ط، ن، م: حدثني.
(2) ليس " بن " بعد عبد الله، وبدل " الموسى " في ن " المصري "
وفي ط، م " الموسوي " وبهامش م: المصري.
(3) في ط، ن، م بعد " القاضي " قال: حدثني محمد بن الحسين بن
حفص - وفي ط: حسن بدل حفص - قال: حدثنا علي بن المثنى.
(4) في ن، م: جرير.
(5) في ن: النصبي.
(6) في ن، ط، م " إبراهيم بن " وفي ن " بريد " بدل يزيد.
(7) ليس " الضب " في ط.
(8) في ط: هربا.
172

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال:
ياضب من تعبد؟ قال: أعبد (1) الذي خلق الحبة (2) وبرئ النسمة
واتخذ إبراهيم خليلا وناجى موسى كليما واصطفاك يا محمد.
فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا، فأخبرني
يا رسول الله هل يكون بعدك نبي؟ قال: لا أنا خاتم النبيين، ولكن
يكون بعدي أئمة من ذريتي قوامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل،
أولهم علي بن أبي طالب، فهو (3) الإمام والخليفة بعدي، وتسعة
من الأئمة من صلب هذا - ووضع يده على صدري - والقائم تاسعهم
يقوم بالدين في آخر (4) الزمان كما قمت في أوله. قال: فأنشأ
الأعرابي يقول:
ألا يا رسول الله أنك صادق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا
شرعت لنا الدين الحنفي (5) بعد ما * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مبعوث ويا خير مرسل * إلى الإنس ثم الجن لبيك داعيا
وبوركت في الأقوام حيا وميتا * وبوركت مولودا وبوركت ناشيا
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أخا بني

(1) في ط، ن: ا عبد الله الذي.
(2) في ن، ط: الجنة بالجيم.
(3) في ط: هو.
(4) في ن، م: في أخير.
(5) في ط، ن: الحنيفي.
173

سليم هل لك مال؟ فقال: والذي أكرمك بالنبوة وخصك بالرسالة
إن أربعة ألف (1) بيت في بني سليم (2) ما فيهم أفقر مني، فحمله النبي
صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة، فرجع إلى قومه فأخبرهم بذلك
قالوا: فأسلم الأعرابي طمعا في الناقة، فبقي نومه (3) في الصفة لم
يأكل شيئا، فلما كان من الغد تقدم (4) إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فقال:
يا أيها المرء الذي لا نعدمه * أنت رسول الله حقا نعلمه
ودينك الإسلام دينا نعظمه * سعى (5) مع الإسلام شيئا نقضمه (6)
قد جئت بالحق وشيئا تطعمه (7)
فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا علي اعط الأعرابي
حاجته. قال: فحمله علي عليه السلام إلى منزل فاطمة وأشبعه وأعطاه
ناقة وجلة تمرا (8).

(1) في ط، ن " آلاف بيت " وفي م: " آلاف بنت " بالنون بعد الباء
فهو تصحيف.
(2) في ط، ن، م: من بني سليم.
(3) في ط، ن، م: يومه.
(4) في م: يقدم.
(5) في ط، ن " نبغي " وفي م " تبغى ".
(6) في ن: " يضمه (؟) " وفي م " يفضمه ".
(7) في ط: نطعمه.
(8) في ن، م: تمر.
174

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني رضي الله عنه،
قال حدثنا محمد أبو بكر (1) بن هارون الدينوري، قال حدثنا محمد
ابن العباس المصري (2)، قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري،
قال حدثنا حريز بن عبد الله الحذا، قال (3) إسماعيل بن عبد الله، قال:
قال الحسين بن علي عليهما السلام قال (4): لما أنزل الله تبارك وتعالى
هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض " (5) سألت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عن تأويلها فقال: والله ما عنى (6) غيركم،
وأنتم أولوا الأرحام، فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني، فإذا
مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى
به. قلت: يا رسول الله فمن بعدي أولى بي؟ فقال: ابنك علي أولى
بك من بعدك، فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى
فابنه جعفر أولى به من (7) بعده بمكانه، فإذا مضى جعفر فابنه موسى
أولى به من بعده فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده، فإذا

في ط: محمد بن أبي بكر هارون الدينوري.
(2) في ط: المقري.
(3) في ط، ن: قال حدثنا.
(4) ليس " قال " في ط، ن، م.
(5) الأنفال: 75.
(6) في ط، ن، م: ما عنى بها.
(7) في ط، ن، م: وبمكانه من بعده.
175

مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه علي
أولى به من بعده، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا
مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك، فهذه الأئمة التسعة
من صلبك، أعطاهم علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم
يؤذوني (1) فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.
حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا محمد بن الحسين
ابن الحكيم (2) الكوفي، قال حدثنا علي بن العباس بن الوليد البحلي (3)،
قال حدثنا جعفر بن محمد المحمدي، قال حدثنا نصر بن مزاحم،
قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن علي
ابن الحسين، عن (4) الحسين بن علي عليهم السلام، قال كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيما بشرني (5) به: يا حسين أنت
السيد ابن السيد أبو السادة تسعة من ولدك أئمة [أمناء (6) التاسع
قائمهم أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة تسعة من صلبك أئمة] أبرار
والتاسع مهديهم يملأ الأرض (7) قسطا وعدلا يقوم في آخر الزمان

(1) في ن، ط، م: يؤذونني.
(2) في ن، ط " الحكم " وفي م " الحلم ".
(3) في ن، ط، م: البجلي.
(4) في ن: عن أبيه الحسين.
(5) في ط " فيما يبشرني " وفي م: بشرى.
(6) ليس ما بين القوسين في ط، في ن، م " أبرار " بدل " أمناء ".
(7) في ن، ط، م " الدنيا " بدل " الأرض ".
176

كما قمت في أوله.
وعنه قال حدثنا هارون بن موسى، قال حدثنا محمد بن إبراهيم (1)
النحوي، قال حدثنا الحسين بن عبد الله البكري (2)، عن أبيه، عن
عطا، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم
بأنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعدك الحسن
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم (3) بعده الحسين أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسن أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، والحجة بن الحسن (4) أئمة أبرار هم مع
الحق والحق معهم.
وعنه قال حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي ببغداد،
قال حدثني الحسين بن حمدان الخصبي (5)، قال حدثني عثمان بن

(1) في ن، ط، م " إسماعيل " بدل " إبراهيم ".
(2) في ط، م " السكري " وفي ن " السكوني ".
(3) ليس " ثم " في ن، ط، م وبدله " و ".
(4) في ن، ط، م " أولى بالمؤمنين من أنفسهم ".
(5) في ن " الحضيني " وفى ط، م: الحصيبي.
177

سعد (1) العموي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مهران (2)، قال حدثني
محمد بن إسماعيل الحسني (3)، قال حدثني خلف بن المفلس، قال
حدثني نعيم بن جعفر، قال حدثني أبو حمزة الثمالي، عن أبي
خالد الكابلي، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم
السلام، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو
متفكر مغموم فقلت: يا رسول الله ما لي أراك متفكرا؟ قال (4) يا بني إن
الروح (5) الأمين قد أتاني فقال: يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام
ويقول لك: إنك قد قضيت (6) نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل
الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي
طالب عليه السلام، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف (7) به
طاعتي ويعرف (7) به ولايتي، فإني لم أقطع على (8) النبوة من الغيب
من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين

(1) في ط، ن، م " سعيد " وفي ن: العمري.
(2) في ط: مهربان.
(3) في ن، ط: الحسيني.
(4) في ن، ط: فقال.
(5) في ط: روح الأمين.
(6) في ن، م: قد قضت.
(7) في ط، ن، م: تعرف.
(8) في ط، م: علم النبوة.
178

أبيك آدم. قلت: يا رسول الله فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال:
أبوك علي بن أبي طالب أخي وخليفتي، ويملك بعد علي الحسن،
ثم تملك (1) أنت وتسعة من صلبك يملكه اثنا عشر إماما، ثم يقوم
قائمنا (2) يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ويشفي
صدور قوم مؤمنين هم شيعته (3).
وهذا الحسين بن علي عليهما السلام روى عنه عبد الله بن سعد
وموسى بن عبد ربه ويزيد السمان وإسماعيل بن عبد الله وعلي بن
الحسين (عليهما السلام) وعطا.

(1) في ن، ط، م: ثم تملكه.
(2) في ن، م: وهو الثاني عشر يقوم حال كونه مالكا بعد إن كان مستترا
خائفا.
(3) في ن، ط، م: من شيعته.
179

باب
(ما جاء عن أم سلمة عن النبي صلى الله)
(عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم)
حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة (1)، قال حدثنا أبو الحسين
زيد (2) بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع
وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد
في دار عميرة (3)، قال حدثني عفان بن مسلم، قال حدثني حماد بن
سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن سداد (4) بن أوس، قال:
لما كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع علي ولا أكون عليه، وتوقفت

(1) في ن، ط، م... محمد بن محمد بن مندة.
(2) في ن، م: يزيد.
(3) في ن، ط، م: عمارة.
(4) في ن، ط، م " شداد " بالشين المعجمة.
180

عن (1) القتال إلى انتصاف النهار، فلما كان قرب الليل ألقى الله في
قلبي أن أقاتل مع علي، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثم
إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة، قالت: من أين أقبلت؟
قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين كنت؟ قلت: يا أم المؤمنين
إني توقفت عن (2) القتال إلى انتصاف النهار وألقى الله عز وجل أن
أقاتل مع علي. قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: من حارب عليا فقد (3) حاربني ومن حاربني
فقد (3) حارب الله. قلت: فترين (4) أن الحق مع علي؟ قالت: أي
والله علي مع الحق والحق معه، والله ما أنصف (5) أمة محمد
نبيهم إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله (6) وأخروا من قدمه
الله تعالى ورسوله، وأنهم (7) صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [إلى الفناء (8)]، والله (9) لقد

(1) في ط: على القتال.
(2) في ن، م: عند القتال.
(3) ليس " فقد " في ن، ط، م.
(4) في ن: قرين.
في ن، ط " ما أنصفوا " وفي م: اتصف.
(6) ليس " ورسوله " في ط.
(7) ليس " وأنهم " في ن.
(8) ما بين القوسين ليس في ط وهو في ن، م: القتال.
(9) ليس " الله " في ن.
181

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لأمتي فرقة
وجعلة (1) فجامعوها إذا اجتمعت وإذا (2) افترقت فكونوا من النمط
الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا
فسالموا وإن زالوا فزالوا (3) معهم، فإن الحق معهم حيث كانوا.
قلت: فمن أهل بيته؟ [قالت (4): أهل بيته] الذين أمرنا بالتمسك
بهم؟ قالت: هم الأئمة بعده كما قال: عدد نقباء بني إسرائيل علي
وسبطاه (5) وتسعة من صلب الحسين، هم أهل بيته (6) هم المطهرون
والأئمة المعصومون. قلت: إنا (7) لله هلك الناس إذا. قالت: كل
حزب بما لديهم فرحون (8).
أخبرنا المعافا بن زكريا، قال حدثنا أبو سليمان أحمد بن
أبي هراسة، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن
حماد الأنصاري، عن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا حريز (9)، عن

(1) في ن " وخلفه " وفي ط: " وخلقه " وفي م: وخلعه.
(2) في ن، ط، م: فإذا.
(3) في ن، م: فزولوا.
(4) ما بين القوسين زايد وليس في ن، ط، م.
(5) في ن، ط، م: سبطاي.
(6) ليس " هم " في ن.
(7) في ط: أما والله.
(8) الروم: 32.
(9) في ن: خرير.
182

الأعمش، عن الحكم بن عتيبة (1)، عن قيس بن أبي حازم، عن أم
سلمة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله
سبحانه " أولئك مع الذين [أنعم (2) الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (3) قال: الذين] أنعم الله
عليهم من النبيين أنا والصديقين علي بن أبي طالب والشهداء الحسن
والحسين وحمزة (4) وحسن أولئك رفيقا الأئمة الاثنا عشر بعدي.
حدثنا الحسين (5) بن محمد بن أخي طاهر [قال (6) حدثنا أحمد
ابن علي] قال حدثني عبد العزيز بن الخطاب، عن علي (7) بن هاشم،
عن محمد بن أبي رافع، عن سلمة بن شيث (8)، عن القعبتي (9) عبد الله
ابن مسلم المديني (10)، عن أبي الأسود، عن أم سلمة رضي الله عنها،

(1) في ن، ط: عتبة.
(2) ما بين القوسين ليس في ط.
(3) النساء: 69.
(4) في ن، ط " والصالحين ": حمزة.
(5) في أول السند سقط وهكذا في ن، ط، م: حدثنا الحسين بن محمد
ابن سعيد قال: حدثنا أبو محمد - في ط، م: أبي محمد - عن الحسين...
(6) ما بين القوسين ليس في ط.
(7) ليس " علي " في ط، ن، م.
(8) في ن، ط، م " شبيب " بدل " شيث ".
(9) في ن " عن القيصي " وفي ط " عن القعنبي " وفي م " عن القعيني ".
(10) في ن: المدني.
183

قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الأئمة بعدي (1)
عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي
وفهمي، فالويل لمبغضيهم.
وبإسناده قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:
يا علي إن الله تبارك وتعالى وهب لك حب المساكين والمستضعفين
في الأرض (2)، فرضيت (3) بهم أخوانا ورضوا بك إماما، فطوبى
لك ولمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك.
يا علي أنا مدينة (4) العلم وأنت بابها وما تؤتى المدينة إلا من الباب (5)،
يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وأهل ولايتك كل أشعث ذي
طمرين (6)، لو أقسم على الله تعالى لأبر قسمه. يا علي إخوانك في
أربعة أماكن فرحون: عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم،
وعند المسائلة في قبورهم، وعند العرض، وعند الصراط. يا علي
حربك حربي وحربي حرب الله، من سالمك فقد سالمني ومن
سالمني فقد سالم الله. يا علي بشر (7) شيعتك إن الله قد رضي عنهم

(1) في ط، ن، م بعد بعدي " اثنا عشر ".
(2) ليس " في الأرض " في ط.
(3) في م، ن " فرضيت لهم " وفي ط " فرضيتهم ".
(4) في ط " أنا المدينة " ليس فيه " العلم ".
(5) في ط، ن: إلا من بابها.
(6) في ط: ذي ظهرين "؟ " وفي ن: دى طمرين "؟ ".
(7) ليس " بشر " في ط، ن، م.
184

ورضيك (1) لهم قائدا ورضوا بك وليا. يا علي أنت مولى المؤمنين
وقائد الغر المحجلين، وأنت أبو سبطي وأبو الأئمة التسعة (2) من
صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة. يا علي شيعتك المنتجبون،
ولولا أنت وشيعتك ما قام دين الله (3).
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله (4) بن الحسن العياشي (5)،
قال حدثني جدي عبيد الله بن الحسن، عن أحمد بن عبد الجبار،
قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي، قال حدثنا عمر بن
حماد (6)، قال حدثنا علي بن هاشم البريد (7)، عن أبيه (8)، قال حدثني
أبو سعيد التميمي. عن أبي ثابت مولى أبي ذر، عن أم سلمة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء
نظرت فإذا مكتوب على العرش " لا إله إلا الله محمد رسول الله
أيدته بعلي ونصرته بعلي "، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن
والحسين وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد

(1) في ط، ن، م: ورضوك لهم.
(2) في ط: تسعة.
(3) في ط، ن، م: لله دين.
(4) في ن: عبيد الله.
(5) في ط: أخبرنا عبيد الله الحسن العباسي.
(6) في ن، ط، م: بعد حماد " الأبح ".
(7) في ط، ن، م: بن البريد.
(8) ليس " عن أبيه " في ط.
185

وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد
والحسن بن علي، ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب
دري، فقلت: يا رب من هذا ومن هؤلاء؟ فنوديت: يا محمد هذا
نور علي وفاطمة، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين، وهذه أنوار
الأئمة بعدك من ولد الحسين مطهرون معصومون، وهذا الحجة (1)
يملأ الدنيا قسطا وعدلا.
وهذه أم سلمة روى عنها شداد بن أوس والحكم بن قيس وأبو
الأسود وأبو ثابت مولى أبي ذر رحمة الله عليه.

(1) في ن، ط، م: وهذا الحجة الذي.
186

باب
(ما جاء عن عائشة بنت أبي بكر عن النبي)
(صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب رضي الله
عنه [قال حدثنا (1) أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر] قال حدثنا
عبد الله بن عمر بن خطاب (2) الزيات في سنة خمس وخمسين ومائتين،
عن الحارث بن محمد التميمي، قال حدثني محمد بن سعد (3) الوافدي،
قال أخبرنا محمد بن عمر، قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم،
عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان لنا مشربة وكان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السلام

(1) ما بين القوسين ليس في ط وليس " أبو " في ن، م.
(2) في ط، ن، م: الخطاب.
(3) في ط " سعيد " وفي ط، ن، م: الواقدي.
187

لقيه فيها، فلقيه رسول الله " ص " مرة فيها وأمرني أن لا يصعد إليه
أحد، فدخل عليه الحسين بن علي عليهما السلام (1) فقال جبرئيل:
من هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ابني، فأخذه
النبي فأجلسه على فخذه فقال له جبرئيل: أما إنه سيقتل. فقال رسول
الله: ومن يقتله؟ قال: أمتك تقتله. قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: تقتله (2). قال: نعم وإن شئت أخبرتك بالأرض التي
يقتل فيها، وأشار إلى الطف بالعراق وأخذ منه تربة حمراء فأراه إياها
وقال: هذه من مصرعه (3). فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فقال له جبرئيل: يا رسول الله لا تبك فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم
أهل البيت. فقال رسول الله: حبيبي جبرئيل ومن قائمنا أهل البيت؟
قال: هو التاسع من ولد الحسين، كذا أخبرني ربي جل جلاله
أنه سيخلق (4) من صلب الحسين ولدا وسماه عنده عليا خاضعا (5) لله
خاشعا (6)، ثم يخرج من صلب علي ابنه وسماه عنده موسى واثق

(1) في ط، ن، م: ولم يعلم حتى غشيها.
(2) في م: أمتي يقتله.
(3) في م: من تربة.
(4) في ن، م: ستخلق.
(5) في ن، ط، م: خاضع لله خاشع.
(6) في ن، م: " وسماه عنده محمدا قانتا لله ساجدا " وفي ط - كذا -
وسماه ابنه وسماه عند محمدا قانت لله ساجد - وبعد هذه الجملة كذا في
النسخ الثلاث: ثم يخرج من صلب محمد ابنه وسماه عنده جعفرا ناطق
عن الله صادق في الله ويخرج - في ط، م " ويخرج الله - من صلبه ابنه "
188

بالله محب في الله (1)، ويخرج الله من صلبه ابنه وسماه عنده عليا
الراضي بالله والداعي إلى الله عز وجل، ويخرج من صلبه ابنه وسماه
عنده محمدا المرغب في الله والذاب عن حرم الله، ويخرج من
صلبه ابنه وسماه عنده عليا المكتفي بالله والولي لله، ثم يخرج من
صلبه ابنه وسماه الحسن مؤمن بالله مرشد إلى الله، ويخرج من صلبه
كلمة الحق ولسان الصدق ومظهر الحق حجة الله على بريته، له
غيبة طويلة يظهر (2) الله تعالى به الإسلام وأهله ويخسف به الكفر وأهله.
قال أبو المفضل قال موسى بن محمد بن إبراهيم، حدثني
أبي أنه قال: قال لي أبو سلمة: إني دخلت على عائشة وهي حزينة،
فقلت لها (3): ما يحزنك يا أم المؤمنين؟ قالت: فقد النبي وتظاهر (4)
الحسكات. ثم قالت: يا سمرة ايتني (5) بالكتاب، فحملت الجارية
إليها كتابا ففتحت ونظرت فيه طويلا ثم قالت: صدق رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم. فقلت: ما (6) يا أم المؤمنين؟ فقالت: أخبار
وقصص (7) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: فهلا

(1) في ن ليس " في الله ".
(2) في م: يطهر الله.
(3) ليس " لها " في م.
(4) في م: وتظاهرت.
(5) في ط: اتييني.
(6) في ط، ن، م: ماذا.
(7) في ط، ن، م: كتبته.
189

تحدثيني بشئ سمعته (1) من رسول الله " ص "؟ قالت: نعم، حدثني (2)
حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أحسن فيما بقي
من عمره غفر الله لما مضى وما بقي، ومن أساء فيما بقي من عمره
أخذ فيما مضى وفيما بقي. ثم قلت: يا (3) أم المؤمنين هل عهد إليكم
نبيكم (4) كم يكون من بعده من الخلفاء؟ قالت (5): فأطبقت الكتاب
ثم قالت: نعم وفتحت (6) الكتاب وقالت: يا أبا سلمة كانت لنا مشربة
- وذكرت الحديث فأخرجت البياض وكتبت هذا الخبر فأملت علي
حفظا ولفظا، ثم قالت: اكتمه علي يا أبا سلمة ما دمت حية، فكتمت
عليها فلما كان بعد مضيها دعاني علي عليه السلام وقال: أرني الخبر
الذي أملت عليك عائشة. قلت: وما الخبر يا أمير المؤمنين؟ قال:
الذي فيه أسماء الأوصياء بعدي، فأخرجته إليه (7).
وأخبرنا أبو المفضل قال حدثنا محمد بن مزيد (8) بن أبي

(1) في ن، م: سمعتيه.
(2) في ن " حدثيني " فهو تصحيف وغلط.
(3) سقط " يا " في م.
(4) ليس " نبيكم " في ط.
(5) ليس " قالت " في م، ن.
(6) في ط: وختمت.
(7) في ط، ن، م: فأخرجت إليه حتى سمعه.
(8) في ط: زيد بن أبو الأزهر.
190

الأزهر البوشنجي (1) النحوي، قال أبو المفضل وحدثني الحسن بن
علي بن زكريا البصري، قال حدثني عبد الله بن جعفر الرملي بالبصرة
وأبو عبد الله بن أبي الثلج، قال حدثنا شبابة بن سوار، قال حدثنا
شعبة، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن أبي سلمة - وذكر
الحديث.
وعنه قال حدثنا محمد بن مزيد، عن (2) أبي الأزهر البوشنجي (1)
النحوي، قال حدثنا أبو كريب محمد بن العلا، قال حدثنا إسماعيل
ابن صبيح السكري، قال حدثني أبو بشر (3)، عن محمد بن المنكدر.
عن أبي سلمة - وذكر الحديث.
وأخبرنا أبو المفضل قال حدثنا محمد بن جعفر العرميني (4)،
قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال حدثنا محمد بن بشار، قال
حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد (5)، عن
أبي سلمة، عن عائشة - وذكر الحديث.

(1) في م: البوشنحي. والصحيح المتوشحي. راجع: المصدر السابق
وجامع الرواة 2 / 192 وميزان الاعتدال 4 / 35.
(2) في ط، ن، م: بدل " عن " " بن ".
(3) في ط " أبو يسر " وفي ن " أبو بسر ".
(4) في ط، ن، م: القرميسيني.
(5) في ط: يزيد.
191

وعنه قال حدثنا أبو العباس كشمرد (1)، قال حدثنا حلاد (2) بن
اشليم أبو بكر ببغداد، قال حدثنا النظر بن شميل (3)، قال حدثنا
هشام بن جابر (4) - وذكر الحديث.

(1) في م: بن كشمرد.
(2) في ن، ط، م " جلاد بن اشيم " في ط " انكر " وفي ن، م " انكر ".
(3) في ط " نصر بن شبيل " وفي ن، م " النضر بن شبيل ".
(4) في ط، ن، م: عن أبي سلمة.
192

باب
(ما جاء عن فاطمة صلوات الله عليها)
(عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
(في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
أخبرنا أبو المفضل رضي الله عنه، قال حدثنا أبو بكر محمد
ابن مسعود النبلي (1)، قال حدثنا الحسين (2) بن عقيل الأنصاري،
قال حدثني أبو إسماعيل (3) إبراهيم بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن
موسى، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي [عن (4)
أبيه علي] بن الحسين، عن عمته زينب بنت علي عليه السلام،

(1) في ط، ن، م: النيلي.
(2) في ن، ط، م: الحسن.
(3) في ط، م " أبو إسماعيل إبراهيم " وفي ن " أبو إسماعيل بن
إبراهيم " وليس " بن أحمد " في م، ن، ط.
(4) ما بين القوسين ليس في ط، ن، م.
193

عن فاطمة عليها السلام قالت: كان (1) دخل إلي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عند ولادتي (2) الحسين عليه السلام، فناولته إياه في
خرقة صفراء، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء ولفه (3) فيها ثم قال:
خذيه يا فاطمة فإنه إمام (4) ابن إمام أبو الأئمة التسعة، من صلبه أئمة (5)
أبرار والتاسع قائمهم.
حدثني علي بن الحسن، قال حدثني هارون بن موسى، قال
حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني، قال حدثنا
أبو عمر أحمد بن علي الفيدي (6)، قال حدثنا سعد (7) بن مسروق، قال
حدثنا عبد الكريم بن هلال (8) المكي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر
رضي الله عنه، قال سمعت فاطمة عليها السلام تقول: سألت أبي
عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى " وعلى الأعراف رجال يعرفون
كلا بسيماهم " (9) قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من

(1) ليس " كان " في ن، ط، م.
(2) في ط، ن، م: عند ولادة ابني الحسين.
(3) في م: فلفه.
(4) في ط، ن، م: فإنه الإمام وأبو الأئمة تسعة.
(5) ليس " أئمة " في م، ن، ط.
(6) في ط، م " العبدي " وفي ن " العيدي ".
(7) في ط، ن، م: علي بن سعد بن مسروق.
(8) في ن، ط، م بعد هلال " بن أسلم ".
(9) الأعراف: 46.
194

صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم
ويعرفونه ولا يدخل النار (1) إلا من أنكرهم وينكرونه، لا يعرف الله
إلا بسبيل معرفتهم.
حدثني الحسين بن علي، قال حدثني هارون بن موسى،
قال حدثنا محمد بن إسماعيل الفراري (2)، قال حدثنا عبد الله بن
صالح كاتب الليث، قال حدثنا رشد (3) بن سعد، قال حدثنا أبو يوسف
الحسين بن يوسف الأنصاري من بني الخزرج، عن سهل بن سعد
الأنصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن الأئمة فقالت: كان رسول الله يقول لعلي عليه السلام: يا علي أنت
الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا
مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن
فابنك (4) الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين
فابنك (5) علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى
علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه
جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى

(1) في ن " النار " ساقط.
(2) في ن، ط، م: الفزاري.
(3) في ط: رشيد.
(4) ليس في ن، ط، م " فابنك " وفيهن " فالحسين ".
(5) في ن، ط، م: فابنه.
195

بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى
علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن
فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله تعالى به
مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق وألسنة الصدق، منصور
من نصرهم مخذول من خذلهم.
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسين الكوفي،
قال حدثنا ميسرة بن عبد الله، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد
ابن عبد الله القرشي، قال حدثنا محمد بن سعد صاحب الوافدي (1)،
قال حدثنا محمد بن عمر الوافدي، قال حدثني أبو مروان (2)، عن
أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
قال: دخلت على فاطمة عليها السلام (3) وفي يدها لوح من زمرد
أخضر - وذكر (4).
وعنه عن محمد، قال حدثني أبي، قال حدثني علي بن قابوس

(1) في ط، ن " الواقدي " أقول: والظاهر هو محمد بن سعد كاتب
الواقدي الذي ذكره الذهبي. ميزان الاعتدال 3 / 560.
(2) في ط، ن، م: أبو هارون.
(3) في م: على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) في ط، ن، م: وذكر الحديث.
196

القمي بقم، قال حدثني محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن
الحسين، عن أبيه الحسين قال: قالت لي أمي فاطمة: لما ولدتك
دخل إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فناولتك إياه في خرقة
صفراء فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء لفك فيها (1) وأذن في أذنك الأيمن (2)
وأقام في أذنك (3) الأيسر ثم قال: يا فاطمة خذيه فإنه أبو الأئمة،
تسعة من ولده أئمة أبرار والتاسع مهديهم.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب، قال حدثنا أبو أحمد
عبيد الله (4) بن الحسين النصيبي، قال حدثني أبو العينا، قال حدثني
يعقوب بن محمد بن علي بن عبد المهيمن بن عباس بن سعد الساعدي،
عن أبيه قال: سألت فاطمة صلوات الله عليها عن الأئمة فقالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الأئمة بعدي عدد
نقباء بني إسرائيل.
حدثنا علي بن الحسين (5)، قال حدثنا محمد بن الحسين
الكوفي، قال حدثنا محمد بن علي بن زكريا، عن عبد الله بن

(1) في ن، ط، م: لفك بها.
(2) في هامش م: يمكن اليمنى واليسرى.
(3) ليس " في أذنك " في ن، ط.
(4) في ط: أبو أحمد عبد الحسين النصيبي.
(5) في ن، ط، م " الحسن " بل " الحسين ".
197

الضحاك، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن، عن عاصم بن
عمر، عن محمود بن لبيد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كانت فاطمة تأتي قبور الشهداء وتأتي قبر حمزة وتبكي
هناك، فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة رضي الله عنه فوجدتها
صلوات الله عليها تبكي هناك، فأمهلتها حتى سكتت (1)، فأتيتها (2)
وسلمت عليها وقلت: يا سيدة النسوان قد والله قطعت أنياط (3) قلبي
من بكائك. فقالت: يا با عمر يحق (4) لي البكاء، ولقد أصبت بخير
الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واشوقاه (5) إلى رسول
الله، ثم أنشأت عليها السلام تقول:
إذا مات يوما ميت قل ذكره * وذكر أبي مات والله أكثر (6)
قلت: يا سيدتي إني سائلك عن مسألة تلجلج (7) في صدري.
قالت: سل. قلت: هل نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(1) في ط: حتى سكنت.
(2) ليس " فأتيتها " في ط.
(3) في ط " نياط " النياط بكسر النون ككتاب: عرق غليظ نيط به القلب
إلى الوتين فنياط القلب هو ذلك العرق الذي يعلق القلب به. مجمع البحرين.
(4) في ط، ن: لحق.
(5) في ط، ن، م: واشوقا.
(6) في ن، ط، م " مذ مات " وفي ن " أكبر ".
(7) في ن، ط، م: يتلجلج.
198

قبل وفاته على علي بالإمامة؟ قالت: واعجباه أنسيتم يوم غدير خم.
قلت: قد كان ذلك، ولكن أخبريني (1) بما أسر إليك. قالت: أشهد
الله تعالى لقد سمعته يقول: علي خير من أخلفه فيكم، وهو الإمام
والخليفة بعدي، وسبطي (2) وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار،
لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم ليكون
الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة.
قلت: يا سيدتي فما باله قعد عن حقه؟ قالت: يا با عمر لقد قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى
ولا يأتي (3) - أو قالت: مثل علي - ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق
على أهله واتبعوا عترة نبيه لما اختلف في الله تعالى اثنان، ولورثها (4)
سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد
الحسين، ولكن قدموا من أخره (5) وأخروا من قدمه الله، حتى إذا
ألحد المبعوث وأوذعوه (6) الحدث المحدوث واختاروا بشهوتهم
وعملوا بآرائهم، تبا لهم أو لم يسمعوا الله يقول " وربك يخلق

(1) في ن، ط " أخبرني بما أشير إليك " وفي م: اشبر إليك.
(2) في ن، ط، م، وسبطاي.
(3) في، ن، ط، م: ولا تأتي.
(4) في ط سقط " رثها " من " لورثها ".
(5) في ط، ن، م: أخره الله.
(6) في ط " وأودعه " وفي ن، م: وأودعوه.
199

ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " (1) بل سمعوا ولكنهم كما قال
الله سبحانه " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في
الصدور " (2)، هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم، فتعسا
لهم وأضل أعمالهم (3)، أعوذ بك يا رب من الجور بعد الكور.
فهذه فاطمة روت عنها ابنتها زينب بنت علي وأبو ذر وسهل
ابن سعد الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري والحسين بن علي
ابن أبي طالب وعباس بن سعد الساعدي.
* * *
فتأملوا رحمكم الله من هؤلاء الرواة من أجلاء أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وخيار العترة والتابعين الذين نقلوا عنهم
هذه الأخبار في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل يجوز على أمثالهم افتعال
الكذب وهم متباعدو الهمم (4) والأوطان مختلفو الآراء والديانات،
مع اتفاقات المعاني والعبارات (5) المختلفات، وهم عدد كثير وجم
غفير، وقد استوفوا جميع شرائط التواتر، ثم رأيناهم مجتمعين

(1) القصص: 68.
(2) الحج: 46.
(3) محمد: 8.
(4) في ط: الهم.
(5) في ط، ن، م: في العبارات.
200

على تلقي الأخبار التي وردت بالنص على (1) الإمام فلان ثم فلان
بالمقبول (2). كلا ولا يجوز على أمثالهم افتعال الكذب [بهذه (3)
المقدمات، ولو جاز على أمثالهم افتعال الكذب] لجاز لقائل من
البراهمة أن (4) يقول إذا كانت الإمامية وحالهم في دهرنا الحال التي
نعرف (5) وقد استوفوا جميع شرائط التواتر ثم كانت أخبارهم التي
رووها عندكم (6) لم تكن لها (7) أصل وإنما افتعلوها محبة لأئمتهم،
فلم أنكرتم قولنا وتعجبتم منا لما زعمنا أن المسلمين يحيلون فيما
يحكون من براهين نبيهم على السراب (8) (؟) ويريدون أن يطموا (9)

(1) في ط " على أن الإمام " وفي م: علم الإمام.
(2) في ن، ط، م: فلان بن فلان ثم فلان بالقبول.
(3) في ط، م " فهذه " وليس ما بين القوسين في ن.
(4) ليس " أن يقول " في ن.
(5) في ن، ط، م: تعرف.
(6) في ط: عنكم.
(7) ليس " لها " في ن، م.
(8) كذا في النسخ؟
(9) في ن، ط، م " أن يطمسوا " قال في هامش المتن: الظاهر والله
تعالى أعلم أن جملة: ويريدون أن يطموا نور الشمس معترضة وضمير يريدون
راجع إلى البراهمة، أي البراهمة في هذا القول مرادهم طم الشمس وستر
الحق أن قالوا ومع هذا اعتراضهم وارد على أهل السنة.
201

نور الشمس، وهذه أخبار افتعلوها لنبيهم، فلا بد (1) في هذا من أحد
الأمرين: أما الاعتراف بصحة أخبار الإمامية في النصوص على الأئمة
الاثني عشر فيصح بصحتها مذهبهم، أو الانقياد للبراهمة. ليس بين
الحق والباطل واسطة يمكن التعلق بها، وإثبات الإمامة أحسن من
نفي النبوة. والحمد لله.
فإن قال قائل: فلم لم ينقلوا (2) هذه الأخبار أسلافنا ولم يثبتوها
في كتبهم ولم ينشروها في الآفاق حتى سمعناها كما سمعتم فرويناها
كما رويتم، أو يجوز على العدد الكثير وعلى من يتواتر به الخبر
أن يكتموا خبرا يحتاج إليه الأمة أشد حاجة (3) وهو في الأمر العظيم
الخطير الشريف الرفيع وقد توعدوا على كتمانه ووعدوا على إذاعته (4)
للأسباب التي ذكرتم.
فإن قلتم: نعم قلنا وإذا جاز عليهم الكتمان لخبر هذا سبيله
لتلك الأسباب فلم لا يجوز عليهم تعمد الكذب فيما أحسوا وعاينوا،
وما الفرق بين الكتمان والكذب؟
قلنا لهم: إنا لا نجيز وقوع الكتمان من العدد الكثير إلا بعد أن
يتغير حالهم ويحتال عليهم محتال في إدخال شبهة عليهم يزيلهم بها

(1) في ن، ط، م: محبة لنبيهم ولا بد.
(2) في ط: ينقل.
(3) في ن، م " اسبد " وهو تصحيف قطعا. وفي ن، ط، م: الحاجة.
(4) في ط " ازاعته " وفي ن، م: اذاغته.
202

عن دينهم، فإذا تغيرت الحال وعملت الشبهة وزال القوم عن الذي (1)
أمكن أن يعرضوا عما قد كانوا سمعوه وعاينوه، فإذا أعرضوا أمكن
وقوع الكتمان. على أن (2) الأيام وتطاولها وبما يعرض فيها من
غلبة سلطان جائر يقصد للذين يدينون دين الحق فيقتلهم ويشردهم
ويخوفهم حتى تمسكت (3) العلماء ويتخذ الناس رؤساء (4) جهالا فيضلون
ويضلون.
والدليل على صحة ذلك (5) وما ادعيناه أنا وجدنا قوم موسى عليه
السلام لما تغيرت حالهم وتمكنت الشبهة قلوبهم (6) أعرضوا عما (7)
كانوا سمعوه ووعوه (8) من موسى على نبينا وعليه السلام، أن ربهم
الذي لا مثل له ولم يلتفتوا إلى ما عقولهم (9) من أن الصانع لا يشبهه (10)

(1) في ط، ن، م " عن الدين " وفي هامش المتن: كانوا عليه.
(2) ليس " أن " في ط، ن، م وفي ط " مر " بدل " أن ".
(3) في ط، ن، م: يسكت.
(4) في ط، ن، م: رؤسا.
(5) ليس " ذلك و " في ن، ط، م.
(6) في ط، ن، م في قلوبهم.
(7) في م: قد كانوا.
(8) في ن " ودعوه من قول " وفي ط " عن قول " وفي م: من قول.
(9) في ط، ن، م " في عقولهم " وفي هامش المتن: " يحكم به "
وأيضا في الهامش " يصفون " وعلمهما ب‍ " ظ ".
(10) في ن، ط، م: لا يشبه.
203

صنعته ولا إلى ما كان يذكرهم به هارون حتى هموا بقتله وقالوا " لن
نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى " (1)، وهذا عندما قال (2)
هارون " يا قوم إنما فتنتم به وأن ربكم الرحمن " (3).
وبين وقوع الكتمان على هذه الجهة وبين وقوع الكذب فصل
واضح، وهو أن الكتمان إذا وقع على هذه الجهة وقع بشبهة يمكن
معها أن يتوهم القوم أنهم على صواب والكذب لا يمكن وقوعه من
هذه الجهة، ألا ترى أنه تمكن (4) المحتالون من الرؤساء أن يقولوا
للقوم الذين سمعوا خبرا (5) أن معنى هذا الكلام وغرض المخاطب
لكم به لم يكن ما سبق إلى قلوبكم وقد غلطتم وأخطأتم ونحن أعلم
بمراده ومقصوده، وإن أنتم لم تقبلوا منا أفسدتم الإسلام، فعند
ذلك يتمكن الشيطان (6) وينجو الذين سبقت لهم منا (7) الحسنى (8)،

(1) طه: 91.
(2) في ن، ط، م: قال لهم.
(3) طه: 90.
(4) في ن: أنه يمكن للمحتالون.
(5) ليس " خبرا " في ط.
(6) في هامش المتن: منهم.
(7) في م: من الله.
(8) الأنبياء: 101.
204

وليس يمكن للرؤساء أن يقولوا تعالوا حتى نحرض (1) خبر الصنعة
ونذيعه لأنهم إذا قالوا ذلك كتفوا (2) عما تحته صدورهم وظهر أمرهم (3)
للعامة ويتبين (4) نفاقهم.
فصح بما وصفناه أن الكتمان يجوز وقوعه على وجه لا يجوز
وقوع الكذب عليه، وكان ما وصفناه واضحا (5).
فإن قال قائل: أخبرونا (6) عن عداوة الناصبة واتباع بني أمية
أشد في باب العداوة أو محبة الأمة لتأكيد أمر النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ونفي (7) المطاعن عن آياته في باب المحبة، وأخبرونا
عن خوف الإمامية من نشر خبر النص أشد أو خوف المطاعن (8) عليه.
فإن قالوا: بل محبة الأمة لتأكيد أمر الذي (9) أشد وكذلك خوف

(1) في ن، ط " نتحرض خبرا - في ط: حتى - نضعه في م: نتحرص
خبرا نصنعه ".
(2) في ط، ن، م " كشفوا " في ط " تحبه " وفي ن " يحبه " وفي م
" نحبه ".
(3) في ن: أمورهم.
(4) في ن، ط، م: وتبين.
(5) في ن، ط " واضحا بينا " في م فصلا واضحا بينا.
(6) في ن، م: أخبروني.
(7) ليس " ونفي المطاعن " في ط وكذا فيه: الظاعن آياته.
(8) في ط: الطاعن.
(9) في ط، ن م، " النبي " بدل " الذي ".
205

أعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قلنا: فما الفرق بينكم وبين
ما (1) قال: إن المشركين من العرب قد عارضوا كثيرا من القرآن
بكلام ادعوا (2) أنه أفصح منه وأجزل وأجود نظاما، وأظهروا ذلك (3)
على رؤس الناس والمحافل (4) والمواسم ووقع فيه التنازع والتجاذب،
إلا أن المشاهدين (5) له ومن بيننا وبينهم كتموا ذلك حتى نسي ذكره،
وأما أهل الملة فلمحبتهم لتأييد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وكراهتهم إفساد (6) حجته، وأما (7) الأعداء فللخوف من السيف
وهلاك الأنفس والأهل والأولاد وإن (8) أجزتم ذلك خرجتم من الإسلام،
وإن أنكرتم (9) سئلتم الفرق وأنى لكم بالجواب؟
فأقول: إن أقرب ما يدل عليه في الفصل بين ما قلناه وبين ما
عارضنا به خصمنا: إن أعداء النبي من اليهود والنصارى والملحدين

(1) في ط، ن، م " من " بدل " ما ".
(2) ليس " ادعوا " في ط.
(3) في ط، ن، م بعد ذلك " وذلك ".
(4) في م: وفي المحافل.
(5) في ن: الشاهدين.
(6) في ن، ط، م: لفساد.
(7) ليس " أما " في ط، ن، م.
(8) في ط، ن، م " فإن " وفي ن، م " أخرتم " بعد الخاء الراء.
(9) في ط، ن، م: وإن تركتم.
206

يظهرون منذ يوم بعث الله عز وجل النبي عليه السلام نبيا (1) إلى (2) هذا
التكذيب به والجحد لآياته، ويجتهدون في التعلق عليه والطلب
مما (3) يقدح في نبوته، وليس (4) يجوز وهذه حالتهم (5) أن يسمعوا
ما يكون لهم حجة فيه عليه، فيكتموا ذلك عن أهل نحلتهم ودينهم،
ولأن بعضهم لا يتبع (6) بعضا، ودواعي إذاعة ذلك فيهم ونشره بينهم
وافرة وقد حقنوا دماءهم بالجزية (7). فلو كان القرآن قد عورض بكلام
لحفظوه (8) ووعوه ونشروه بينهم وأدوه إلى أتباعهم، لأن الكتمان
لا يجوز وقوعه ودواعي الإذاعة وأسباب النشر (9) وافرة وحالهم لم
يتغير. ولو كان ذلك بينهم لكنا (10) على تطاول الأيام وطول المناظرة

(1) ليس " نبيا " في ن.
(2) في ط، ن، م: إلى يومنا هذا.
(3) في ط، ن، م: لما.
(4) في ط، ن، م: فليس.
(5) في ط، ن: حالهم.
(6) في ط، ن، م: لا يبقى.
(7) ليس " بالجزية " في ط.
(8) في ن " تحفظوه " وفي ن، ط: ودعوه.
(9) في ن، ط، م: الشر.
(10) في ن، ط، م: لكان.
207

والمقايسة نسمع (1) ذلك منهم لأنهم يظهرون لنا في حال المناظرة
من الطعن في القرآن والاستخفاف به ما يفي (2) بإذاعته أنه لو عورض (3)
أيضا لنقلوه إلى بلدان المشركين حتى يذيع (4) هناك ويشهر ويظهر ويتعلق
به الملحدون واحتجوا به (5) عند المناظرة والمقايسة، وكان عددهم
العدد الكثير الذي يتواتر الخبر ببعضهم علمنا أنهم صادقون وكان (6)
وصفنا فصلا بيننا وبين خصمنا في معارضته إيانا وله (7) المنة.
ثم نقول لهم: أخبرنا عنك إذا سألك (8) اليهود فقالت: أخبرنا
عن عداوة أسلافنا في باب العداوة أشد أو محبة أمتكم لتأكيد أمر
نبيها، فإن قلت: إن أحدهما أرجح سألوك البراهين، وإن قلت:
إنهما متكافئان قالوا لك فإن جاز على أسلافنا على كثرة عددهم وتباعد

(1) في ط " سمع " وفي ن، م: يسمع.
(2) في ط: ما بقي.
(3) في ط: لو عرض.
(4) في ط: يدفع.
(5) في ن، ط: فلما لم يقع هذا صح أن القرآن لم يعارض أصلا ولما
وجدنا القائلين بالنص وإن كانوا يكتمون خبر النص من أعدائهم قد نشروه
وأذاعوه في أوليائهم وبثوه - وأضاف في م: واحتجوا به.
(6) في م: وكان ما وصفنا.
(7) في ن، ط، م: والمنة لله.
(8) في ن، ط، م: إذا سألتك.
208

ديارهم وأوطانهم واشتمال شروط التواتر على بعضهم فضلا عن
جميعهم وتدينهم أن (1) موسى نبي صادق أن (2) يسمعوا منه كلاما هو
بلغتهم (3) بشارة نبيكم ثم توكيد الله عز وجل على ذلك بأن يتلو (4) به
التوراة فيسمعونه ويعونه ويفهمونه (5) ثم يذهبون (6) كلهم عن ما (7)
يخطره نبيكم ببالهم (8) حتى يقولوا بلسان واحد أن موسى لم يبشر
بك ويجحدوا ذلك وينكرونه. هذا، وكتابكم يشهد بآيات نجدها (9)
مكتوبا في التوراة، فلم لا يجوز أن يكون رجل (10) قد جاء إلى نبيكم
وأصحابه متوافرون فعارض القرآن بكلام ادعى أنه أفصح منه وأجزل
وأفخم وأجود نظما، وسمع ذلك منه أصحابه وفهموه ثم وثبوا به
فقتلوه، ثم هم وهذه حالهم يجدون هذا بينهم غير أنهم يذهبون عنه

(1) في ن، ط، م: بأن.
(2) في ن، ط: أن ويسمعوا.
(3) في ن، م: بلغهم.
(4) في ن، ط، م: يتلوا.
(5) في ط: ويضمونه.
(6) في ن، م: يدهنون.
(7) في ط " عندما يخطره " وفي ن، م: عنه ما يخطره بينكم.
(8) في ط: بباله.
(9) في ط " يجحد " وفي ن، م: يجحدها.
(10) في ط: رجلا.
209

عندما يخطره الجاحدون (1) لنبوته ببالهم حتى يقولوا بلسان واحد
أن القرآن لم يعارض، فكل شئ فصل كما (2) خصمنا بينه وبين
اليهود فهو بعينه ما هو أحسن منه فصلنا فيما عارض به حذو النعل
بالنعل.
ومما يؤكد أمر (3) هؤلاء الرواة موافقة أهل بيت الطهارة لهم
فيما (4) نقلوه، وهم الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى فضائلهم (5) ومنازلهم
عند الله في كتابه وعلى لسان نبيه عليه السلام، مثل " آية المباهلة "
ومثل " آية التطهير " ومثل ما ذكر في سورة " هل أتى " وغيرها من
الآيات، ومثل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " النجوم
أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض " وقوله عليه السلام
" مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح " وكقوله " إني مخلف (6) فيكم
الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ونظائرها كثيرة.
ولا خلاف بين المسلمين أن أولهم علي بن أبي طالب والحسن

(1) في ط، ن: الجاهلون.
(2) ليس " كما " في، ن، ط، م.
(3) في ط، ن " من " بدل " أمر " وفي ن وضع " أمر " فوقه وعلمه
ب‍ " ظ " وفي م: أمن.
(4) في ط " فيها " وهو تصحيف والصواب: فيما.
(5) في ط، ن، م: وذكر.
(6) في ن: متخلف.
210

والحسين، وأن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد
ونظائرهم داخلون في جملتهم غير خارجين عنهم، وقد سمع كل
واحد منهم هذه الآيات في عصره وزمانه ولم ينكر على (1) نقل هذه
الأخبار بل قبلها بأحسن القبول، وأدى كل سلف منهم إلى خلفه
حتى اشتهر (2) أمر الجماعة في قبولها (3) وأدائها إلى نظرائها مع خوف
بني أمية وسلف (4) ولد العباس، ولم يخف على مخالفيهم اعتقاداتهم
في قبول هذه الأخبار وحثهم رعيتهم على استعمالها والدينونة (5) بها،
وليس يمكن أحدا (6) من مخالفينا أن يصح مخالفة واحد منهم عليا
وإنكارا على من اعتقدها إلى يومنا هذا، فكيف يجوز ويصح أن
يحكم على هذه الأخبار بهذه المقدمات بالكذب والإفك. هذا مما
لا يصح في العقل ولا يجوز في التقدير لمن آمن بالله واليوم الآخر.
وما (7) ذكر موافقة أهل بيت الطهارة في قبولها على الترتيب

(1) في ن، م: على من نقل.
(2) في ط، ن، م: حتى شهر.
(3) في ط " في قبولها نظائرها وأدائها إلى نظائرها " وفي ن، م
كذلك إلا أنه بدل نظائرها " نظرائها ".
(4) في ن، ط، م: وسيف.
(5) في ن، م " والدينوية " وهو تصحيف والصواب ما في المتن.
(6) في ن، م " أحد ".
(7) في ط، ن، م: وسأذكر.
211

مبوبا (1) ونص كل (2) منهم على صاحبه بروايات صحيحة، يزول
بمثلها الشك والريب ليعلم المنصف المتدين أن (3) الأمر على غير
ما ذكره الخصم. والله الموفق (4) [وهو حسبي ونعم الوكيل].

(1) في ط " هبوطا " وفي م: هبوبا.
(2) في ط، ن، م: كل واحد.
(3) ليس " أن " في ن، ط، م.
(4) في ن، ط " والله الموفق للصواب " وليس ما بين القوسين في
م، ط، ن.
212

باب
(ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يوافق (1))
هذه الأخبار ونصه على ابنيه الحسن والحسين)
(عليهما السلام)
حدثني علي بن الحسين (2) بن مندة، قال حدثنا محمد بن
الحسن (3) الكوفي المعروف بأبي الحكم، قال حدثنا إسماعيل بن
موسى بن إبراهيم، قال حدثني سليمان بن حبيب، قال حدثني (4)
شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي (5)، عن علقمة
ابن قيس، قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة

(1) في ط: موافق.
(2) في ن، ط، م " الحسن ".
(3) في ن، ط، م: الحسين.
(4) في ن: حدثنا.
(5) ليس " النخعي " في ط.
213

خطبته اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها: ألا وإني ظاعن (1) عن قريب
ومنطلق إلى المغيب، فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية
وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله (2)، واتخذوا صوامعكم في (3)
بيوتكم، وغضوا (4) على مثل جمر الغضا، واذكروا الله ذكرا (5)
كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.
ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها " زورا " (6) بين دجلة ودجيل
والفرات، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب
والفضة واللازورد المستسقا والمرموم (7) والرخام وأبواب العاج
والأبنوس والخيم والقباب والشارات (8) وقد عليت (9) بالساج والعرعر

(1) قال في المصباح المنير: ظعن ظعنا من باب نفع: ارتحل.
(2) ليس " الله " في ن.
(3) ليس " في " في ن، ط، م.
(4) في ط، ن، م: وعضوا، عض به وعليه: أمسكه بأسنانه والغضا:
شجر وخشبه من أصلب الخشب ولهذا يكون في فحمه صلابة ويبقى جمره
زمنا طويلا لا ينطفئ أي اصبروا على بلية عظيمة الصبر عليها كعض جمر الغضا.
(5) ليس " ذكرا " في ط، ن، م.
(6) في ط، ن، م: الزوراء.
(7) في ط، ن، م: والمرمر.
(8) في ن، ط، م: والستارات.
(9) في ن: غليت.
214

والسنوبر (1) والمشبث (2) وشدت (3) بالقصور وتوالت (4) ملك بني
الشيبصان (5) أربعة وعشرون ملكا على (6) عدد سني الملك فيهم السفاح
والمقلاص والجموح (7) والخدوع (8) والمظفر والمؤنث والنطار
والكبش والكيسر (9) والمهتور والعيار (10) والمصطلم والمستصعب

(1) في ن، ط، م: والصنوبر: الصنوبر وزان سفرجل شجر معروف
لا يزال مخضرا ويتخذ منه الزفت.
(2) في ط، م " والشب " وفي ن " والشيب " والشب شئ يشبه الزاج
وقيل نوع منه وقيل حجارة منها الزاج وأشباهه وقيل: من الجواهر التي
أنبتها الله في الأرض يدبغ به يشبه الزاج.
(3) في ن، ط، م: وشيدت.
(4) في ن، ط، م: وتوالت عليها.
(5) في ن: " بني الشيبصان " قال في البحار: الشيبصان اسم الشيطان
وإنما عبر عنهم بذلك لأنهم كانوا شرك شيطان " أي بنو العباس ".
(6) ليس " على " في ن، وفي بعض النسخ: على عدد سني الكديد.
(7) في ن، م " والحموح " وفي ط " والجموع " وفي بعض النسخ:
" الجموح " بالجيم وهو المهدي العباسي.
(8) في ن " والخذوع " وفي بعض النسخ " الهذوع " وفي البعض
" المجذوع " وفي بعض آخر " المخدوع " وفي بعض " المجروح "
وهو الهادي.
(9) ليس " والكيسر " في ن، ط.
(10) في ط " والعشار ".
215

والغلام (1) والرهباني والخليع واليسار (2) والمترف والكديد والأكثر (3)
والمسرف (4) والأكلب والوشيم (5) والصلام (6) والغيوق، وتعمل القبة
الغبرا (7) ذات الغلاة الحمراء، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه
بين أجنحة (8) الأقاليم بالقمر (9) المضئ بين الكواكب الدرية.
ألا وإن لخروجه علامات عشرة: أولها طلوع الكوكب ذي
الذنب ويقارب (10) من الجاري ويقع فيه هرج وشغب (11) وتلك علامات
الخصب، و (12) من العلامة إلى العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات

(1) في ط، ن، م " والعلام ".
(2) في ط، ن " والسيار ".
(3) في ط، ن " والاكتب ".
(4) في ط " والمترف " وفي ن " والمسرق ".
(5) في ط، ن، م " والوسيم ".
(6) في ط " والظلام " في بعض النسخ: " والصيلام والعينوق " وفي
بعضها " الظلام والعيوق ".
(7) في ن، م " الغبراء ".
(8) ليس " أجنحة " في ط، ن، م.
(9) في ط، ن، م " كالقمر ".
(10) في ن، م " ويغارب من الجاري " وفي ط " ويقارب من الحاوي "
وفي بعض النسخ " يقارب من الحادي ".
(11) في ن، ط " ومرج " وفي ن، م ليس " و " بين " مرج " و " شغب ".
(12) ليس " و " في ن.
216

العشرة إذ ذاك يظهر بنا القهر (1) الأزهر وتمت كلمة الاخلاص لله على
التوحيد.
فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال: يا أمير المؤمنين لقد
أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة
الصدق بعدك. قال: نعم إنه بعهد (2) عهده إلي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أن هذا الأمر يملكها (3) اثنا عشر إماما تسعة من صلب
الحسين، ولقد قال النبي " ص ": لما عرج بي إلى السماء نظرت
إلى ساق العرش فإذا فيه (4) مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله
أيدته بعلي ونصرته بعلي "، ورأيت أثني عشر نورا فقلت: يا رب
أنوار من هذه؟ فنوديت: يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك.
قلت: يا رسول الله أفلا تسميهم لي؟ قال: نعم أنت الإمام والخليفة
بعدي تقضي ديني وتنجز عداتي، وبعدك ابناك الحسن والحسين،
بعد الحسين ابنه علي زين العابدين، وبعده ابنه محمد يدعى
بالباقر (5)، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق، وبعد جعفر ابنه

(1) في ن، ط، م " القمر " بدل " القهر " وفي بعض النسخ " منا
القمر الأزهر ".
(2) في ن، ط، م: لعهد.
(3) في ن، ط، م: يملكه.
(4) في ن، ط، م: فإذا مكتوب عليه.
(5) في ط، م: الباقر.
217

موسى يدعى بالكاظم، وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، وبعد
علي ابنه محمد يدعى بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي،
وبعد علي ابنه الحسن يدعى بالأمين، والقائم من ولد الحسن (1)
سمي وأشبه الناس بي، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال الرجل: يا أمير المؤمنين فما بال قوم وعوا (2) ذلك من رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم دفعوكم عن هذا الأمر وأنتم الأعلون
نسبا نوطا (3) بالنبي وفهما بالكتاب والسنة؟ فقال (4) عليه السلام:
أراد (4) قلع أوتاد الحرم وهتك ستور الأشهر الحرم من بطون البطون
ونور نواظر العيون بالظنون الكاذبة والأعمال البائرة بالأعوان الجائرة (5)
في البلدان المظلمة بالبهتان المهلكة (6) بالقلوب الخربة، فراموا
هتك الستور الزكية وكسرانية (7) الله التقية ومشكاة يعرفها الجمع (8)

(1) في بعض النسخ: من ولد الحسين.
(2) في ن " وعو " وفي ط " ادعوا ".
(3) ليس " نوطا " في ط. قال في المجمع: ناط الشئ ينوط نوطا
علقه، وكل شئ علق في شئ فهو نوط.
(4) في ط، م: قال عليه السلام أرادوا.
(5) في م: الجابرة.
(6) في م ليس " المهلكة ".
(7) في ط " وكسرانية إليه البقية " وفي ن " وكسرانية الله النقية ".
(8) في ط، ن، م: الجميع وعين الزجاجة.
218

وغير الزجاجة ومشكاة المصباح وسبيل (1) الرشاد وخيرة الواحد
القهار حملة بطور (2) القرآن، فالويل لهم طمطام (3) النار ومن رب
كبير متعال، بئس القوم من خفضني (4) وحاولوا الادهان في دين الله،
فإن ترفع (5) عنا محن البلوى حملناهم من الحق على محضه، وأن
يكن الأخرى فلا تأس على القوم الفاسقين (6).
حدثني محمد بن علي رحمه الله، قال حدثنا محمد بن الحسن
ابن أحمد بن الوليد، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد
ابن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي، عن زيد بن (7) محمد
ابن قابوس، عن النظر (8) بن التبري، عن أبي داود سليمان بن
سفيان المسرق (9)، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن

(1) في ن، ط، م: سبل.
(2) في ن، ط، م: بطون.
(3) في ن، ط، م " من طمطام " يقال: طمطم الرجل أي سبح في
طمطام البحر، أي وسطه. أقرب الموارد.
(4) في ن " حفضي وحالوا " وفي م " خفضي وحالوا ".
(5) في ن: ترقع.
(6) المناقب لابن شهرآشوب 1 / 429 وفيه أتى في عقبها قائم الحق.
(7) في الكافي: منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي...
(8) في ن " النضر بن السهى " وفي ط، م: النضر بن السري.
(9) في ن، م " المسترق " وفي ط " المشرق " وفي الكافي أيضا المسترق.
219

الحارث بن المغيرة البصري (1)، عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت
أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكث (2) في الأرض، فقلت:
يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكث (3) في الأرض أرغبة منك
فيها؟ فقال: والله ما رغبت فيها ولا ما (4) في الدنيا يوما قط، ولكني
فكرت في مولد (5) يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي، هو
المهدي يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، ويكون له حيرة
وغيبة (6) يضل (7) فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون (8)، والحديث بتمامه.
حدثنا محمد بن علي رحمه الله، قال حدثنا محمد بن الحسن
قال حدثنا محمد بن يحيى العطار (9)، عن سهل عن زياد الآدمي وأحمد

(1) في ط " النصرى " بالنون بعده الصاد.
(2) في ط، الكافي: ينكت. نكت الأرض بقضيب أو بإصبع: ضربها
به فأثر فيها يفعلون ذلك حال التفكر.
(3) في ط والكافي: تنكت.
(4) ليس " ما " في ط، ن، م.
(5) في ن، ط، م، الكافي " مولود ".
(6) في ن بعد غيبة " له ".
(7) في ن، ط، م: تضل.
(8) الكافي 1 / 338 وغيبة النعماني ص: 29 وفيهما تتمة الخبر مع
اختلاف بينهما، وأيضا في الاختصاص ص 204.
(9) في ط، م " القطان "، في ن " القطاني " وبهامشها " العطار ".
220

ابن محمد بن عيسى، قال (1) حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش (2)،
عن أبي جعفر (3) بن علي، عن آبائه عليهم السلام: أن أمير المؤمنين
صلوات الله عليه قال لعبد الله بن العباس: إن ليلة القدر في كل سنة،
وأنه (4) ينزل (5) في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا
وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون (6).
أخبرنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن الحسين بن
جعفر الخثعمي الأشناني (7)، قال حدثنا أبو هاشم محمد بن يزيد القاضي،
قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن أبي
الصيرفي، عن (8) صفوان بن قبيصة، عن طارق بن شهاب قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام للحسن والحسين: أنتما إمامان بعدي (9)

(1) في ن، م: قالا.
(2) في ط: الجريش.
(3) في ط، ن، م " عن أبي جعفر محمد بن " وفي ن " من آبائه ".
(4) ليس " أنه " في ط وفي م " رانه " فهو تصحيف.
(5) في ط، ن، م " تتنزل ".
(6) الكافي 1 / 247.
(7) في ط " الأشتري " بدل " الأشناني " وفي ن " الأشنائي ".
(8) في ن " من صفوان ".
(9) في ط، ن، م " بعقبي و ".
221

سيدا شباب أهل الجنة، والمعصومان حفظكما الله ولعنة الله على
من عاداكما. قال (1): وتوفي أمير المؤمنين عليه السلام ليلة إحدى
وعشرين من شهر رمضان لأربعين سنة مضت من الهجرة ودفن
بالغري.

(1) في ن " قال أمير المؤمنين " فهو سهو من الناسخ.
222

باب
(ما جاء عن الحسن عليه السلام ما يوافق هذه الأخبار)
(ونصه على أخيه الحسين عليهما السلام)
حدثنا علي بن محمد، قال حدثنا محمد بن عمر القاضي
الجعابي، قال حدثني أحمد بن واقد (1)، عن إبراهيم بن عبد الله (2)
ابن عبد الحميد، عن أبي ضمرة (3)، عن عباية (4)، عن الأصبغ قال:
سمعت الحسن بن علي يقول: الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي
هذه الأمة.

(1) في ن، م " وافد ".
(2) في ن، ط، م: بعد عبد الله " عن عبد الله بن عبد الحميد ".
(3) في ط " عن أبي حمزة ".
(4) في ط " عبابة " وفي ن، م " عتابه ".
223

حدثنا الحسين بن علي رحمه الله [قال (1) حدثنا هارون بن
موسى، قال حدثنا محمد بن همام] قال حدثني جعفر بن (2) مالك
الفزاري، قال حدثني الحصين (3) علي بن فرات بن أحنف، عن
جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر، عن علي بن
الحسين زين العابدين، قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام:
الأئمة عدد نقباء بني إسرائيل، ومنا مهدي هذه الأمة.
حدثني محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب، قال حدثنا
محمد بن الحسين البزوفري، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن
القاسم بن محمد بن حماد، عن غياث بن إبراهيم، قال حدثني
إسماعيل بن أبي زياد، قال أخبرني يونس بن أرقم، عن أبان بن
أبي عياش، قال حدثني سليمان القصري قال: سألت الحسن بن
علي عليهما السلام عن الأئمة قال: عدد شهور الحول.
حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثني المظفر بن
جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي، قال حدثنا جعفر بن محمد
ابن مسعود، عن أبيه، قال حدثنا جبرئيل بن أحمد، عن موسى (4)
جعفر البغدادي، قال حدثني الحسين (5) بن محمد الصيرفي، عن

(1) ما بين القوسين ليس في ط.
(2) في ط، ن، م " جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ".
(3) في ط، ن، م " الحصين بن علي عن فرات ".
(4) في ط، ن، م، إكمال الدين: " عن موسى بن جعفر البغدادي ".
(5) في ط، ن، م، إكمال الدين: الحسن.
224

حنان بن سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد
عقيصا قال: لما صالح الحسن عليه السلام معاوية بن أبي سفيان دخل
عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال عليه السلام: ويحكم ما تدرون
ما علمت (1)، والله الذي علمت (1) خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس
أو غربت، ألا تعلمون أني إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد (2)
سيدي شباب أهل الجنة بنص (3) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
علي؟ قالوا: بلي. قال: أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة
وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران ان (4)
قد خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره
حكمة وصوابا.
أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا
القائم الذي يصلي خلفه عيسى (5) عليه السلام، فإن (6) الله عز وجل
يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج،

(1) في ن، ط، الاكمال " عملت " في كلا الموضعين وفي م " في
الثاني ".
(2) في ن " واحدى ".
(3) في ن، ط، م، الاكمال " من رسول الله ص ".
(4) في م " إذ ".
(5) في ن، ط، م " روح الله عيسى "، في ط " بن مريم ".
(6) في ط، ن " وإن الله ".
225

ذلك (1) التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء، يطيل الله
عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة،
ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير (2).
حدثني محمد بن وهبان البصري، قال حدثني داود بن
الهيثم بن إسحاق النحوي، قال حدثني جدي إسحاق بن البهلول (3)
ابن حسان، قال حدثني طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير بن عطا،
عن عمير بن هاني العيسى (4)، عن جنادة بن أبي أميد (5) قال: دخلت
على الحسن بن علي (6) عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين
يديه طشت (7) يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم
الذي أسقاه معاوية لعنه الله (8)، فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟
فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون.

(1) في ط، ن، م " ذاك ".
(2) إكمال الدين 1 / 316 والاحتجاج للطبرسي 2 / 9 وأعلام الورى:
ص 426.
(3) في ط، ن، م: قال: حدثني أبي البهلول بن حسان.
(4) في ط، ن، م: العبسي.
(5) في، ط، ن، م: أبي أمية.
(6) في ن، ط، م " بن أبي طالب ".
(7) في ن، ط، م " طست يقذف عليه ".
(8) ليس " معاوية لعنه الله " في ط.
226

ثم التفت إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي
عليه السلام وفاطمة عليها السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول. ثم
رفعت الطشت واتكئ صلوات الله عليه فقلت (1): عظني يا بن رسول
الله. قال: نعم، استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول أجلك،
واعلم أنه تطلب الدنيا والموت يطلبك، [ولا كمل (2) يومك الذي
له باب على لومك] الذي أنت فيه.
واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه
خازنا لغيرك، واعلم أن في حلالها حسابا (3) وحرامها عقابا (3) وفي
الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك (4)،
فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها وإن كان حراما لم تكن (5) قد
أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فإن العقاب (6) يسير. واعمل لدنياك

(1) في ط، ن " قال: فقلت له ".
(2) في ن، ط، م " لا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك "
وهذه الجملة في المتن صحفت كما ترى.
(3) في ن، ط، م " حساب وعقاب ".
(4) في ن، ط، م " يقيك " وبهامش م " يكفيك ".
(5) في ن، ط، م " لم يكن فيه " وفي ط: " إلا ما أخذت " وليس
" قد " في ن، ط، م وكذا في م " لم يكن فيه وزر فأخذت كما أخذت
من الميتة ".
(6) في ط، ن، م: العتاب.
227

كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، وإذا أردت
عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز
طاعة الله عز وجل، وإذا نازعتك (1) إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب
من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة
فاتك (2)، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن
مددت يدك بفضل (3) جدها (4)، وإن بدت منك ثلمة سدها، وإن رأى
منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك، وإن
نزلت بك (5) أحد الملمات أسألك (6)، من لا يأتيك منه البوائق ولا
يختلف عليك منه الطوالق (7) ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما
منفسا (8) آثرك.
قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشت (9) عليه، ودخل

(1) في ط: " وإذا قال عنك ".
(2) في ن " أعانك " وفي م " عانك ".
(3) في ن " يفضل ".
(4) في ن، ط، م " مدها ".
(5) في ن، ط، م " وإن نزلت إحدى الملمات ".
(6) في ن، م " آساك من لاناسك منه " وفي ط " واسالك من لا تأتيك "
وبهامش المتن: امساك.
(7) في ن، ط، م: الطرائق.
(8) في ط: نفسا.
(9) في ط، ن، م: حتى خشيت.
228

الحسين صلوات الله عليه والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى
قبل رأسه وبين عينيه، ثم قعد عنده (1) وتسارا (2) جميعا، فقال (3) أبو
الأسود: إن الله (4) أن الحسن قد نعيت إليه نفسه وقد أوصى إلى
الحسين عليه السلام. وتوفي صلى الله عليه وآله في يوم الخميس
في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة وأربعون سنة (5).

(1) في ط " عنه جميعا " وليس فيه " وتسارا ".
(2) في ن، م: فتسارا.
(3) في ط " فقال أسود بن أبي الأسود: إنا لله وإنا إليه راجعون ".
(4) في ن، م: إنا لله.
(5) في ن، ط، م: ودفن بالبقيع.
229

باب
(ما جاء عن الحسين عليه السلام ما يوافق هذه الأخبار)
(ونصه على ابنه علي بن الحسين عليهما السلام)
أخبرنا المعافا بن زكريا، قال حدثنا أحمد بن محمد بن
سعد (1)، قال حدثني أحمد بن الحسين (2) بن سعيد، قال حدثني أبي،
قال حدثني جعد (3) بن الزبير المخذومي، قال حدثني عمران بن
يعقوب [الجعدي (4)، عن أبيه يعقوب] بن عبد الله، عن أبي (5) يحيى
ابن جعدة بن هيبرة (6)، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهما وسأله

(1) في ن، ط، م " سعيد ".
(2) في ن، ط، م: الحسن.
(3) في ن، ط، م: جعدة.
(4) ليس ما بين القوسين في ط، ن، م.
(5) ليس " أبي " في ن، ط، م.
(6) في ن، ط، م " هبيرة " بالباء بعد الهاء.
230

رجل عن الأئمة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من ولدي،
آخرهم القائم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل أهل بيتي (1)
كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما [ثم (2) أطعم منها فوج عاما] في (3)
آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا (4) وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها
حنا (5)، وكيف تهلك أمة أنا أولها والاثنا (6) عشر من بعدي من السعداء
أولي الألباب والمسيح بن مريم آخرها، ولكن يهلك فيما بين ذلك
نتج (7) (؟) الهرج ليسوا مني ولست منهم (8).
حدثني محمد بن علي رضي الله عنه، قال حدثنا زياد بن
جعفر الهمداني، قال أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال أخبرنا وكيع، عن الربيع

(1) في العيون: " مثل أمتي " بدل " أهل بيتي ".
(2) ليس ما بين القوسين في ط.
(3) في ن، ط، م: إلى آخرها.
(4) في ط: سجرا.
(5) في ن، ط، م: جنا.
(6) في ن، ط، م: واثنا عشر.
(7) في ن " تبح " وفي ط، م " تبح " وفي العيون " أنتج ".
(8) عيون الأخبار 1 / 52 باختلاف ما في اللفظ، وفيه بعد ثلاث مرات
" إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أو له خير أم آخره إنما متى أمتي "...
231

ابن سعد، عن عبد الرحمان بن سابط (1)، قال: قال الحسين بن علي
عليهما السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي (2) عليه
السلام وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق، يحيي الله
به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره
المشركون (3)، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون
فيؤذون ويقال لهم: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (4)، أما إن
الصابرين في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهدين (5) بالسيف
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (6).
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسين الكوفي،
قال حدثنا محمد بن محمود، قال حدثنا أحمد بن عبد الله الذاهل (7)،
قال حدثنا أبو حفص الأعشى (8)، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى
ابن عقيل، عن يحيى بن يعمن (9)، قال: كنت عند الحسين عليه

(1) في ط " ثابت " وفي إكمال الدين والعيون " سليط ".
(2) في ط، ن " بن أبي طالب ".
(3) إشارة إلى الآية " 33 " من سورة التوبة.
(4) النمل: 71.
(5) في ط، ن، م: المجاهد.
(6) إكمال الدين 1 / 317 وأعلام الورى ص 406 والعيون: 1 / 68.
(7) في ط " الذهلي " وفي ن، م " الدهلي ".
(8) في ن " الأعسى ".
(9) في ط " نعمان " وفي ن " المعمر " وفي م " يعمر ".
232

السلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة،
فسلم ورد (1) الحسين عليه السلام، فقال: يا بن رسول الله مسألة.
قال: هات. قال: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع. قال:
كيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه وبين السمع والبصر
أربع أصابع. قال: فكم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة.
قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة (2) يوم للشمس. قال:
فما عز المرء؟ قال: استغناؤه (3) عن الناس. قال: فما أقبح شئ؟
قال: الفسق في (4) قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب في ذي
الحسب قبيح، والبخل في ذي الغنا والحرص في العالم. قال: صدقت
يا بن رسول الله، فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل. قال: فسمهم
لي قال: فأطرق الحسين عليه السلام مليا (5) ثم رفع رأسه فقال: نعم
أخبرك يا أخا العرب، إن الإمام والخليفة بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي (6) عليه السلام والحسن وأنا وتسعة

(1) في ط، ن، م " فرد عليه ".
(2) في ط " ميسرة ".
(3) في ط " استفتاؤه ".
(4) في ط، ن " في الشيخ قبيح ".
(5) ليس " مليا " في ن، ط، م.
(6) في ط، ن، م " بن أبي طالب ".
233

من ولدي منهم علي ابني وبعده محمد ابنه وبعده جعفر ابنه وبعده
موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعد
الحسن ابنه وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي، يقوم
بالدين في آخر الزمان. قال: فقام الأعرابي وهو يقول:
مسح (1) النبي جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من أعلى قريش * وجده خير الجدود
حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان البصري الهنائي، قال
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد السرقي (2)، قال حدثني أبو الأزهر
أحمد بن الأزهر بن منيع، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر
عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: كنت عند الحسين
ابن علي عليهما السلام إذ دخل علي بن الحسين الأصغر، فدعاه الحسين
عليه السلام وضمه إليه ضحا (3) وقبل ما بين عينيه ثم قال: بأبي أنت
ما أطيب ريحك وأحسن خلفك. فيداخلني (4) من ذلك فقلت: بأبي
وأمي يا ابن رسول الله إن كان ما نعوذ بالله أن نراه فيك فإلى من؟ قال:
إلى علي ابني هذا، هو الإمام وأبو الأئمة. قلت: يا مولاي هو صغير

(1) في ط " سبح ".
(2) في ط، ن " الشرفي " وفي م " الشرقي ".
(3) في ط، ن، م " ضما ".
(4) في ط " فقد أخلني " وفي ن، م " فتداخلني ".
234

السن؟ قال: نعم إن ابنه محمد يؤتم به (1) وهو ابن تسع سنين،
ثم يطرق (2) قال: ثم يبقر العلم بقرا. قال: وقبض صلوات الله عليه
وقد تم عمره ستة وخمسين سنة وخمسة أشهر ودفن بكربلا.

(1) ليس " به " في ط.
(2) في ط " ثم أطرق ثم قال: يبقر ".
235

باب
(ما جاء عن علي بن الحسين عليهما السلام ما يوافق هذه)
(الأخبار ونصه على ابنه محمد الباقر عليه السلام)
حدثنا أبو عبد الله الحسن (1) بن علي رحمه الله، قال حدثنا
هارون بن موسى، قال حدثنا الحسين بن حمدان (2)، عن عثمان بن
سعيد، عن أبي عبد الله محمد بن مهران، عن محمد بن إسماعيل
الحسني (3)، عن خالد بن المفلس، قال حدثني نعيم بن جعفر،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على
علي بن الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه، فجلست
حتى انثنى (4) وأقبل علي بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت:

(1) في ط، ن، م " الحسين ".
(2) في ط " بن همدان ".
(3) في ن " الحسيني ".
(4) في ن، ط " حتى اثنى " يقال: انثنى الشئ انثناء أي انعطف.
236

يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك؟ قال: ثمانية. قلت: وكيف
ذاك؟ قال: لأن الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنا
عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين وأنا الرابع وثمان من ولدي
أئمة أبرار، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا (1) في السنام (2) الأعلى،
ومن أبغضنا وردنا أو رد واحدا منا فهو كافر بالله وبآياته.
أخبرنا أبو المفضل، قال (3) أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي،
قال حدثنا علي (4) بن الحسن بن علي بن عمر بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين، قال: كان يقول صلوات الله عليه: ادعوا لي
ابني الباقر وقلت: لابني (5) الباقر - يعني محمدا - فقلت له: يا أبة ولم (6)
سميته الباقر؟ قال: فتبسم وما رأيته تبسم (7) قبل ذلك، ثم سجد
لله تعالى طويلا فسمعته يقول في سجوده: اللهم لك الحمد سيدي
على ما أنعمت به علينا أهل البيت، يعيد ذلك مرارا ثم قال: يا بني
إن الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملأها قسطا وعدلا

(1) في ن " معنى ".
(2) السنام بفتح السين واحد اسنمة الإبل وهو كالإلية للغنم، إن أعش
أكن معكم في السنام الأعلى أي في الدرجة الرفيعة العالية. مجمع البحرين.
(3) في م " قال حدثنا ".
(4) في السند سقط، وفي ط، ن، م علي بن الحسن - في ط: حسين -.
(5) في ط " يا بني الباقر " وهو تصحيف.
(6) في ط: فلم.
(7) في ط، ن، م " يتبسم ".
237

وأنه الإمام أبو الأئمة معدن الحلم وموضع العلم يبقره بقرا، والله
لهو أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت (1): فكم
الأئمة بعده؟ قال: سبعة ومنهم المهدي الذي يقوم بالدين في آخر
الزمان.
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسين الكوفي،
قال أخبرنا علي بن إسحاق القاضي إجازة أرسلها إلي مع محمد
ابن أحمد بن سليمان الكوفي في سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة، قال
حدثنا عبد الله بن (2) عمر البلوي، قال حدثني إبراهيم بن عبيد الله (3)
ابن العلا، عن أبيه، عن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام،
قال: بينا أبي عليه السلام مع بعض أصحابه إذ قام إليه رجل فقال (4):
يا ابن رسول الله هل عهد إليكم نبيكم كم يكون بعده أئمة؟ قال:
نعم اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.
أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد، قال حدثني علي بن
عبد الله الخديجي (5) [عن (6) الحسين بن جعفر] عن الحسين بن

(1) في ط، ن، م: فقلت.
(2) في ط، عبد الله بن عمر العلوي، وليس " بن " بينهما.
(3) في ط، ن " عبد الله " و " العلا " في م بالمد " العلاء.
(4) في ط " فقام " فهو غلط.
(5) في ط " الخزاعي ".
(6) ما بين القوسين ليس في ط.
238

الحسن الفزاري الأشقر (1)، قال حدثني محمد بن كثير أبو عبد الله
بياع الهروي، عن محمد بن عبيد الله الفزاري، عن الحسين بن علي
ابن الحسين، قال: سأل رجل أبي (2) عليه السلام عن الأئمة (3) قال:
اثنا عشر سبعة من صلب هذا، ووضع يده على كتف أخي محمد.
حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن
العياشي، قال حدثني علي بن عبد الله بن مالك الواسطي، قال
حدثني أبو نسر (4) محمد بن أحمد بن يزيد (5) الجمحي، قال حدثني
هارون بن يحيى الخاطبي [قال (6) حدثني علي بن عبد الله بن مالك
الواسطي] قال: حدثني عثمان بن عثمان بن خالد، عن أبيه، قال:
مرض علي بن الحسين (7) عليه السلام مرضه الذي توفي فيه، فجمع
أولاده محمد والحسن وعبد الله وعمر وزيد والحسين، وأوصى إلى
ابنه محمد (8) وكناه بالباقر (9) وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في

(1) في ن " الاشفر ".
(2) في ط: سأل رجل أبا عبد الله.
(3) سقط في م " الأئمة ".
(4) في ط، ن، م " أبو بشر ".
(5) في ط ليس " أحمد بن " وفي ن " بريد " بدل " يزيد ".
(6) ما بين القوسين ليس في ن، ط، م.
(7) في ط، ن، م: بن علي بن أبي طالب.
(8) في ط، ن، م: محمد بن علي.
(9) في ط، ن، م: الباقر.
239

وصيته أن قال: يا بني إن العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل،
والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم (1) أتقى واللسان أكثر هذرا (2)،
واعلم يا بني أن صلاح شأن (3) الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح
شأن المعاش (4) ملؤ مكيال (5) ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل
عن شئ قد عرفه ففطن فيه (6)، واعلم أن الساعات يذهب غمك (7)
وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل، فكم من
مؤمل أملا لا يبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع مال (8) سوف يتركه،
ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه، أصابه حراما وورثه عدوا (9)،
احتمل إصره وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، قال حدثنا أبو بشر

(1) ليس " العلم " في ط وفيه " أبقى " بدل " اتقى ".
(2) في ط، ن، م " هدرا " قال في المصباح: هدر البعير: صوت وهدر
الدم: بطل، وهذر بالذال في منطقه: خلط وتكلم بما لا ينبغي.
(3) ليس " شأن " في ط، ن، م.
(4) في ط، ن، م " المعايش ".
(5) في ط " مكتال ".
(6) في ط، ن، م " له " بدل " فيه ".
(7) في ن، ط، م: تذهب عمرك.
(8) في ن، ط، م: " ما " بدل " مال ".
(9) ليس " عدوا " في ن، ط، م.
240

الأسدي القاضي بالمصيصة، قال حدثني خالي أبو عكرمة بن عمران
الضبي الكوفي، قال حدثني محمد بن المفضل الضبي، عن أبيه
المفضل بن محمد، عن مالك بن أعين الجهني، قال: أوصى علي
ابن الحسين عليه السلام ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهما فقال:
با بني إني جعلتك خليفتي من بعدي، لا يدعي فيما بيني وبينك أحد
إلا قلده الله يوم القيامة طوقا من نار (1)، فأحمد الله على ذلك واشكره.
يا بني أشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك، فإنه لا تزول (2) نعمة
إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر يشكره (3) أسعد منه بالنعمة
التي وجب عليه بها الشكر، وتلا علي بن الحسين عليهما السلام
" لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ".
حدثنا (4) الحسين بن علي، قال حدثنا محمد بن الحسين
البزوفري، قال حدثنا محمد بن علي بن معمر، قال حدثني عبد الله
ابن معبد (5)، قال حدثني محمد بن علي بن طريف الحجري، قال
حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن معمر،
عن الزهري قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام في

(1) في ط: من النار.
(2) في ط، ن، م: لا يزول.
(3) في ط، ن، م: بشكره.
(4) في ط: حدثني.
(5) في ن " معيد ".
241

المرض الذي توفي فيه إذ قدم إليه طبق فيه الخبز والهندبا (1)، فقال
لي: كله. فقلت: قد أكلت يا ابن رسول الله. قال: إنه الهندبا.
قلت: وما فضل الهندبا؟ قال: ما من ورقة من الهندبا إلا وعليه (2)
قطرة من ماء الجنة، فيه شفاء من كل داء. قال: ثم رفع الطعام
وأوتي بالدهن فقال: إدهن يا أبا عبد الله. قلت: قد ادهنت. قال:
إنه هو البنفسج. قلت: وما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال:
كفضل الإسلام على سائر الأديان.
ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر، فسمعته يقول فيما
يقول: عليك بحسن الخلق. قلت: يا ابن رسول الله [من (3) الأمر
من الله] ما لا بد لنا منه - ووقع في نفسي أنه قد نعي نفسه - فإلى من
نختلف (4) بعدك. قال: يا أبا عبد الله إلى ابني هذا وأشار إلى محمد

(1) في ن الهنديا وفي ط الهندباء بالمد، قال في المجمع: الهندباء
بكسر الهاء وفتح الدال وقد يكسر يمد ويقصر بقلة معروفة نافعة للمعدة والكبد
والطحال أكلا وللسعة العقرب ضمادا بأصولها وفي الحديث الهندباء شجرة
على باب الجنة وفيه بقلة رسول الله " ص " الهندباء وبقلة أمير المؤمنين " ع "
الباذروج.
(2) في ط، ن، م: إلا وعليها.
(3) في ط، ن، م " إن كان من أمر الله ".
(4) في ن، م " يختلف " والصواب هو ما في المتن.
242

ابنه، إنه وصي ووارثي وعيبة علمي ومعدن العلم (1) وباقر العلم. قلت:
يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف يختلف إليه خلاص (2)
شيعتي ويبقر العلم عليهم بقرا. قال: ثم أرسل محمدا ابنه في
حاجة له إلى السوق، فلما جاء محمد قلت: يا ابن رسول الله هلا (3)
أوصيت أكبر أولادك؟ فقال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر
والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا
وجدنا (4) مكتوبا في اللوح والصحيفة. قلت: يا ابن رسول الله فكم
عهد إليكم نبيكم (5) أن تكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في
الصحيفة واللوح اثني عشر أسامي (6) مكتوبة بإمامتهم وأسامي
آبائهم وأمهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من
الأوصياء فيهم المهدي (7).

(1) في ط " معدن الحلم ".
(2) في ط " ملاء من شيعتي ".
(3) في ط " هذا أوصيت إليه أكبر أولادك ".
(4) في ط، ن " وجدناه ".
(5) في ن " بينكم ".
(6) في ط " أساميا ".
(7) في ن " فهم المهدي صلوات الله عليهم ".
243

باب
(ما جاء عن الباقر محمد بن علي عليهما السلام ما يوافق)
(هذه الأخبار ونصه على ابنه عليه السلام)
أخبرنا المعافا بن زكريا، قال حدثنا محمد بن مزيد (1) بن
الأزهر البوشنجي النحوي، قال حدثني محمد بن مالك بن الأبرد
القصير، قال حدثني محمد بن فضيل، قال حدثني غالب الجهني،
عن أبي جعفر محمد بن علي (2) عليهما السلام قال: إن الأئمة بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدد (3) نقباء بني إسرائيل وكانوا
اثني عشر، الفائز من والاهم والهالك من عاداهم، ولقد حدثني أبي
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري

(1) في ط، ن " يزيد ".
(2) في ط، ن، م " الباقر ".
(3) في ن، ط، م " كعدد ".
244

بي إلى السماء نظرت فإذا (1) على ساق العرش مكتوب " لا إله إلا الله
محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ورأيت مكتوبا (2) في مواضع
عليا وعليا وعليا ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحسين
والحجة، فعددتهم فإذا هم اثنا عشر.
فقلت: يا رب من هؤلاء الذين أراهم؟ قال: يا محمد هذا نور
وصيك وسبطيك، وهذه أنوار الأئمة من ذريتهم، بهم أثيب وبهم
أعاقب.
حدثنا (3) محمد بن عبد الله (4) الشيباني رحمه الله، قال حدثنا
جعفر بن محمد بن جعفر الحسني (5)، قال حدثنا أحمد بن عبد المنعم (6)
الصيداوي، قال حدثنا المفضل بن صالح، عن أبان بن تغلب،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: سألته عن
الأئمة قال: والله لعهد عهده إلينا رسول الله (7) صلى الله عليه وآله

(1) في ن " فإذن ".
(2) ليس " مكتوبا " في م.
(3) في ن، ط، م " أخبرنا ".
(4) في م " عبيد الله " أقول: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله
أبو المفضل الشيباني.
(5) في ط، ن، م " الحسيني ".
(6) في ن " عبد المؤمن ".
(7) ليس " رسول الله " في ن، م.
245

وسلم إن الأئمة بعده اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنا المهدي
الذي يقيم بالدين (1) في آخر الزمان، من أحبنا حشر من حفرته
معنا، ومن أبغضنا أو ردنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلى النار،
وقد خاب من افترى.
وعنه قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر (2) الحسن
العلوي، قال حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي، قال
حدثنا عمرو بن شمر الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: قلت له: يا ابن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قوما يقولون: إن الله تبارك
وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين (3) والحسين قال: كذبوا والله،
أولم يسمعوا الله تعالى ذكره يقول " وجعلها كلمة باقية في عقبه " (4)،
فهل جعلها إلا في عقب الحسين. ثم قال: يا جابر إن الأئمة هم
الذين نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإمامة، وهم الأئمة
الذين قال رسول الله " ص ": لما أسري بي إلى السماء وجدت
أساميهم مكتوبة على ساق (5) العرش بالنور اثنا عشر اسما (6)، منهم

(1) في ن، ط، م " يقيم الدين ".
(2) في ط، ن، م " بن الحسن العلوي ".
(3) في ط، ن، م " في عقب الحسن والحسين " وكذا في هامش المتن.
(4) الزخرف: 28.
(5) في ن " إلى ساق ".
(6) سقط " اسما " في ط.
246

علي وسبطاه وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي
والحسن والحجة القائم، فهذه الأئمة من أهل بيت الصفوة (1) والطهارة،
والله ما يدعيه أحد غيرنا إلا حشره الله تعالى مع إبليس وجنوده.
ثم تنفس عليه السلام (2) وقال: لادعى الله (3) هذه الأمة فإنها لم
ترع حق نبيها، أما والله لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في الله
تعالى اثنان، ثم أنشأ عليه السلام يقول:
إن اليهود لحبهم لنبيهم * أمنوا بوائق حادثات (4) الأمان
والمؤمنون لحب (5) آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران
قلت: يا سيدي أليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم. قلت: فلم
قعدتم عن حقكم ودعواكم؟ وقد قال الله تعالى " وجاهدوا في الله
حق جهاده هو اجتباكم " (6) قال: فما بال أمير المؤمنين عليه السلام
قعد عن حقه حيث لم يجد ناصرا، أو لم تسمع الله تعالى يقول في
قصة لوط " قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " (7) ويقول

(1) في ن " النبوة " بدل " الصفوة ".
(2) في ط: الصعدا.
(3) في ط، ن، م " لارعى الله حق ".
(4) في ن، ط، م " حادث الأزمان ".
(5) في ن، ط، م " بحب ".
(6) الحج: 78.
(7) هود: 80.
247

في حكاية عن نوح " فدعا ربه أني مغلوب فانتصر " (1) ويقول في
قصة موسى " رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم
الفاسقين " (2) فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر، يا جابر مثل الإمام
مثل الكعبة إذ يؤتى ولا يأتي.
حدثنا أبو المفضل، قال حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم
العلوي، قال حدثنا عبد الله (3) بن أحمد بن نهيل (4)، قال حدثني محمد
ابن أبي عمير، عن الحسين (5) بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن
الورد بن الكميت، عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت
على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا ابن
رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها. فقال:
إنها أيام البيض. قلت: فهو فيكم خاصة. قال: هات، فأنشأت
أقول:
أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف (6) وألوان
لتسعة بالطف قد غودروا * صاروا جميعا رهن (7) أكفان

(1) القمر: 10.
(2) المائدة: 25.
(3) في ط، ن، م " عبيد الله ".
(4) في ن، ط، م: نهيك.
(5) في ن، ط، م " الحسن ".
(6) في ن " حرف ".
(7) في م " دهن " بالدال.
248

فبكى عليه السلام وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من
وراء الخباء، فلما بلغت إلى قولي:
وستة لا سحارى (1) بهم * بنو عقيل خير فتيان (2)
ثم علي الخير مولاكم (3) * ذكرهم هيج أحزاني
فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده
فخرج (4) من عينيه ماء ولو قدر (5) مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له
بيتا في الجنة وجعل ذلك (6) حجابا بينه وبين النار، فلما بلغت إلى
قولي (7):
من كان مسرورا بما مسكم * أو شامتا يوما من الآن
فقد ذللتم بعد عز فما * أدفع ضيما حين يغشاني
أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فلما بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحق فيكم متى * يقوم مهديكم الثاني
قال سريعا إن شاء الله سريعا، ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا

(1) في ن، ط " لا يتجارى " وفي م " لا يتجارا ".
(2) في ن، م، ط " فرسان ".
(3) في ن، ط، م " مولاهم ".
(4) في م " يخرج ".
(5) ليس " قدر " في م.
(6) في ن، ط، م " ذلك الدمع ".
(7) في ط " إلى قول ".
249

هو التاسع من ولد الحسين، لأن الأئمة بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم اثنا عشر (1) وهو القائم. قلت: يا سيدي فمن هؤلاء
الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب، وبعده الحسن والحسين،
وبعد الحسين علي بن الحسين، وأنا، ثم بعدي هذا ووضع يده
على كتف جعفر. قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى، وبعد
موسى ابنه علي، وبعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي،
وبعد علي ابنه الحسن، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا
قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا. قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول
الله؟ قال: لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك
فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.
حدثنا علي بن الحسين (2)، قال حدثنا محمد بن الحسين
الكوفي، قال حدثني أحمد بن هودة (3) بن أبي هراسة أبو سليمان
الباهلي، قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر النهاوندي
[الأحمري (4) بنهاوند] قال حدثني عبد الله بن حماد الأنصاري، عن
أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، قال: دخلت على مولاي الباقر عليه

(1) في ن، ط، م " الثاني عشر هو القائم ".
(2) في ط، ن، م: الحسن.
(3) في ط " هود ".
(4) ما بين القوسين ليس في ط.
250

السلام وعنده أناس من أصحابه (1) ذكر الإسلام فقلت (2): يا سيدي
فأي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المؤمنين (3) من لسانه ويده. قلت:
فما أفضل (4) الأخلاق؟ قال: الصبر والسماحة. قلت: فأي المؤمنين
أكمل إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا. قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال:
من عفر (5) جواده وأهريق دمه. قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال:
طول القنوت. قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: إن تهجر ما حرم
الله عز وجل عليك. قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على
السلطان؟ قال: لا أرى لك (6) ذلك. قلت: فإني (7) ربما سافرت الشام
فأدخل على إبراهيم بن الوليد. قال: يا عبد الغفار إن دخولك على
السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبة الدنيا، ونسيان الموت، وقلة
الرضا بما قسم الله. قلت: يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة (8) وأتجر

(1) في ط، ن، م " فجرى ذكر ".
(2) في ط، ن، م " قلت ".
(3) في ط، ن، م " مؤمنون ".
(4) في ن، ط، م " فأي الأخلاق أفضل ".
(5) في ط، ن، م: من عقر.
(6) ليس " لك " في ط.
(7) في ن " إنما ربما " وفي ط، م " إني ربما ".
(8) العيلة بالفتح: الفقر وهي مصدر عال يعيل من باب سار فهو عائل
والجمع عالة وهو في تقدير فعلة مثل كافر وكفره. المصباح.
251

إلى ذلك المكان لجر المنفعة، فما ترى في ذلك؟ قال: يا عبد الله
إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا
فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك
إلى اكتساب الفضيلة.
قال: فقبلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول
الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم، وإني قد كبرت سني ودق
عظمي ولا أرى فيكم ما أسره أراكم مقتلين مشردين خائفين، وإني
أقمت على قائمكم منذ حين أقول: يخرج (1) اليوم أو غدا. قال:
يا عبد الغفار إن قائمنا عليه السلام هو السابع من ولدي، وليس هو (2)
أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء
بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، والتاسع قائمهم، يخرج
في آخر الزمان فيملأها عدلا كما (3) ملئت جورا وظلما.
قلت: فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟ قال:
إلى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله، ولقد
سألت عظيما يا عبد الغفار، وإنك لأهل الإجابة. ثم قال عليه السلام:

(1) في ط: اخرج.
(2) في هامش المتن: هذا.
(3) في ط، ن، م: بعد ما.
252

ألا إن مفاتيح (1) العلم السؤال، وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل
حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا هارون بن موسى، قال
حدثني علي بن محمد بن مخلد، قال حدثني [علي (2) بن] الحسن
ابن علي بن بزيع، قال حدثني يحيى بن الحسن بن فرات، قال
حدثني علي بن هاشم بن البريد (3)، عن محمد بن مسلم، قال:
كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام إذ دخل جعفر
ابنه وعلى رأسه ذؤابة وفي يده عصاء يلعب بها، فأخذه الباقر عليه
السلام وضمه إليه ضما ثم قال: بأبي أنت وأمي لا تلهو ولا تلعب.
ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتد به واقتبس من علمه،
والله إنه لهو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وأن شيعته منصورون في الدنيا والآخرة وأعداءه ملعونون
[في (4) الدنيا والآخرة] على لسان كل نبي. فضحك جعفر عليه السلام
واحمر وجهه، فالتفت إلي (5) أبو جعفر وقال لي: سله. قلت له:

(1) في ن، ط، الهامش، م: مفتاح.
(2) ليس " علي بن " في ط، ن، م.
(3) في ط " بريد ".
(4) ما بين القوسين ليس في ن، ط، م.
(5) في ط " إليه ".
253

يا ابن رسول الله من أين الضحك؟ قال: يا محمد العقل من (1) القلب
والحزن من الكبد والنفس من الرية والضحك من الطحال، فقمت
وقبلت رأسه.
أخبرنا علي بن الحسين (2) الرازي، قال حدثنا محمد بن
القاسم المحاربي، قال حدثني جعفر بن الحسين بن علي المغالي (3)،
قال حدثني عبد الوهاب بن همام (4) الحميري، قال حدثني أبي همام
ابن نافع، قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام لأصحابه يوما: إذا
افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه (5) الإمام بعدي، وأشار إلى ابنه جعفر
عليه السلام.

(1) في ن " الفعل ".
(2) في ن، ط، م " الحسن ".
(3) في ن، م: المغاني وفي ط " بن المعافى " وليس فيها " علي ".
(4) في ط " حمام ".
(5) في ط، ن، م " فهو الإمام والخليفة بعدي " وليس " وأشار إلى
ابنه جعفر عليه السلام " في النسخ الثلاث.
254

باب
(ما جاء عن جعفر بن محمد عليهما السلام مما يوافق)
(هذه الأخبار ونصه على ابنه موسى عليه السلام)
حدثنا علي بن الحسين، قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى،
قال حدثني محمد بن همام، قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري،
قال حدثني عمر بن علي العبدي الرقي (1)، عن داود بن كثير (2)، عن
يونس بن ظبيان، قال: دخلت على الصادق (3) عليه السلام فقلت:
يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم
يقول: إن الله له (4) وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان،

(1) ليس " الرقي " في ط، ن، م.
(2) في ط، ن، م بعد كثير " الرقي ".
(3) في ط، ن بعد الصادق " جعفر بن محمد ".
(4) ليس " له " في ن، ط، م.
255

واحتجوا بذلك (1) قول الله تعالى " بيدي استكبرت " (2) وبعضهم
يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن
رسول الله؟ قال: فكان (3) متكأ فاستوى جالسا وقال: اللهم عفوك
عفوك. ثم قال: يا يونس (4) من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك،
ومن زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا
تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة
المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه (5)، وقوله " خلقت بيدي استكبرت "
فاليد القدرة كقوله " وأيدكم بنصره "، فمن زعم أن الله في شئ
أو على شئ أو تحول (6) من شئ إلى شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل
به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كل شئ لا يقاس
بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان، قريب
في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله وأحبه
بهذه الصفة [فهو من (7) الموحدين، ومن أحبه بغير هذه الصفة]

(1) في ط، ن، م: لذلك.
(2) ص: 75.
(3) في م " وكان ".
(4) في م: أيونس.
(5) في ن، ط، م: وأولياؤه.
(6) في ن، ط، م " أو يحول ".
(7) ما بين القوسين سقط عن ط.
256

فالله منه برئ ونحن منه براء.
ثم قال عليه السلام: إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة (1)
حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به
وأسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلا (2) صار من أهل الفوائد، فإذا
صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب
فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة. فإذا عمل به ما (3) في
القدرة عرف الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة (4) جعل شهوته
ومحبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل منزلة الكبرى فعاين (5) ربه في
قلبه وورث الحكمة بغير ما ورثه (6) الحكماء (7) ورثوا الحكمة بالصمت،
وأن العلماء ورثوا العلم بالطلب، وأن الصديقين ورثوا الصدق

(1) في ن، م " بالفكر ".
(2) في ط، م " فإذا نزل اللطف " وفي ن " فإذا نزل منزلة اللطف ".
(3) ليس " به ما " في ط، ن، م.
(4) في ن، ط، م: صار يتقلب - في م: ينقلب - في فكر ولطف
بحكمة - في ط م: بلطف وحكمة - وبيان فإذا بلغ هذه المنزلة.
(5) في ط " تعاين ".
(6) في ط: ورث.
(7) في ط، ن، م: وورث العلم بغير ما ورثه العلماء وورث الصدق
بغير ما ورثه الصديقون ان الحكماء.
257

بالخشوع وطول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة (1) إما أن يسفل وإما
أن يرفع، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع (2) إذا لم يرع حق الله (3) ولم
يعمل بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته فلم يحبه (4)
حق محبته، فلا يغرنك (5) صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم
فإنهم حمر مستنفرة (6).
ثم قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت،
فإنا ورثنا وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب. فقلت: يا ابن
رسول الله وكل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من
ولد علي وفاطمة عليهما السلام؟ فقال: ما ورثه إلا الأئمة الاثنا عشر.
قلت: سهم لي يا ابن رسول الله؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب،
وبعده الحسن والحسين، وبعده علي بن الحسين، ومحمد (7) بن
علي، ثم أنا، وبعدي موسى ولدي، وبعد موسى علي ابنه، وبعد
علي محمد، وبعد محمد علي، وبعد علي الحسن، وبعد الحسن

(1) في ن، م: بهذه المسيرة.
(2) في ط " ولم يرفع ".
(3) في ن، م " خلق الله ".
(4) في ن، ط، م " ولم يحبه ".
(5) في ط، م " فلا تغرنك ".
(6) إشارة إلى الآية 50 من المدثر.
(7) في ن، ط، م " وبعده محمد بن علي الباقر ".
258

الحجة، اصطفانا (1) الله وطهرنا وأوتينا ما لم يؤت أحدا (2) من
العالمين. ثم قلت: يا ابن رسول الله إن عبد الله بن سعد (3) دخل عليك
بالأمس (4) فسألك عما سألك (5) فأجبته بخلاف هذا. فقال: يا يونس
كل امرء وما يحتمله ولكل وقت حديثه (6)، وإنك لأهل لما سألت
فاكتمه إلا عن أهله. والسلام.
قال أبو محمد وحدثني أبو العباس بن عقدة، قال حدثني (7)
الحميري، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن
إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن الحسين (8)، عن ابن أخت
شعيب العقرقوفي (9)، عن خاله شعيب قال: كنت عند الصادق عليه
السلام إذ دخل إليه (10) يونس فسأله - وذكر الحديث إلا أنه (11) يقول

(1) في ن " اصطفينا ".
(2) في ن، م " أحد ".
(3) في ن " سعيد ".
(4) في ن " بالانس " وهو تصحيف وغلط.
(5) في ن، ط، م " عما سألتك ".
(6) في ط " جريته ".
(7) في ط، ن، م " حدثنا ".
(8) في ن، ط، م " الحسن ".
(9) في ط " العقرقوني ".
(10) في ن " عليه ".
(11) في ن " على أنه ".
259

في حديث شعيب عند قوله ليونس: إذا أردت العلم الصحيح فعندنا
فنحن أهل الذكر الذين (1) قال الله عز وجل " فاسئلوا أهل الذكران
كنتم لا تعلمون " (2).
حدثنا الحسين بن علي، قال حدثنا هارون بن موسى، قال (3)
محمد بن الحسن، قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب
ابن يزيد [عن (4) محمد] بن أبي عمير، عن هشام قال: كنت عند
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه معاوية بن (5)
وهب وعبد الملك بن أعين، فقال له معاوية بن وهب: يا ابن رسول
الله ما تقول في الخبر الذي روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم رأى ربه على أي صورة رآه؟ وعن الحديث الذي رووه أن
المؤمنين (6) يرون ربهم في الجنة على أي صورة يرونه. فتبسم عليه
السلام ثم قال: يا فلان ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو
ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه لا يعرف (7) الله حق

(1) في ن، ط، م " الذي ".
(2) النحل: 43.
(3) في ط، ن قال: أخبرنا.
(4) سقط " عن محمد " في ط.
(5) سقط " بن " في ن.
(6) في م " أن المؤمنون ".
(7) في م " ثم لا يعرفه ".
260

معرفته. ثم قال عليه السلام: يا معاوية إن محمدا صلى الله عليه وآله
وسلم لم ير ربه تبارك وتعالى بمشاهدة العيان، وأن الرؤية على
وجهين: رؤية القلب ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو
مصيب، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته، لقول رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شبه الله بخلقه فقد كفر.
ولقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين (1) بن علي عليهم السلام
قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له: يا أخا رسول الله هل
رأيت ربك؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره؟ لم يره (2) العيون بمشاهدة
العيان (3) ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، وإذا كان المؤمن يرى
ربه بمشاهدة البصر فإن كان (4) من حاز (4) عليه البصر والرؤية فهو
مخلوق، ولا بد للمخلوق من الخالق، فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا،
ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا، ويلهم أو لم يسمعوا
يقول الله تعالى " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف
الخبير " (5) وقوله " لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه

(1) في ن، م " عن الحسن بن علي ".
(2) في ن، ط، م " لم تره ".
(3) ليس " العيان " في ن.
(4) في ط " جاز " في م " فإن كل من حاز ".
(5) الأنعام: 10.
261

فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا " (1)، وإنما طلع من
نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط، فدكدكت الأرض
وصعقت الجبال، فخر موسى صعقا أي ميتا، فلما أفاق ورد عليه
روحه قال: سبحانك تبت إليك من قول من زعم أنك ترى ورجعت
إلى معرفتي بك أن الأبصار لا يدركك، وأنا أول المؤمنين وأول
المقرين بأنك ترى (2) ولا ترى وأنت بالمنظر الأعلى.
ثم قال عليه السلام: إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان
معرفة الرب والإقرار له بالعبودية، وحد المعرفة أنه لا إله غيره ولا
شبيه له ولا نظير له (3)، وأنه (4) يعرف أنه قديم مثبت بوجود (5) غير
فقيد (6) موصوف من غير شبيه ولا مبطل، ليس كمثله شئ وهو السميع
البصير. وبعده معرفة الرسول والشهادة له (7) بالنبوة، وأدنى معرفة
الرسول الاقرار به (8) بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي

(1) الأعراف: 143.
(2) في ن " لا ترى ولا ترى ".
(3) ليس " له " في ن، م.
(4) في ن، ط، م " أن " وفي ن " تعرف ".
(5) في ن، ط، م " موجود ".
(6) في ط " غير مقيد ".
(7) ليس " له " في ن، ط، م.
(8) ليس " به " في ن، ط، م.
262

فذلك عن الله عز وجل. وبعده معرفة الإمام الذي به يأتم (1) بنعته
وصفته واسمه في حال العسر واليسر، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل
النبي إلا درجة النبوة ووارثه، وإن طاعته طاعة الله وطاعة رسول
الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله، ويعلم (2) أن
الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب
ثم (3) الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم
أنا ثم من (4) بعدي موسى ابني ثم من (5) بعده ولده علي وبعد علي
محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من
ولد الحسن.
ثم (6) قال: يا معاوية جعلت لك في هذا (7) أصلا فاعمل عليه، فلو
كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوء الأحوال، فلا يغرنك
قول من زعم (8) أن الله تعالى يرى بالبصر. قال: وقد قالوا أعجب

(1) في ن، م " تأتم ".
(2) في ن، م " وتعلم ".
(3) في ن، ط، م " وبعده ".
(4) ليس " من " في ط، ن، م.
(5) في ن، ط، م " وبعده على ابنه " وفي ط أيضا " وبعده محمد
ابنه وبعده علي ابنه ".
(6) ليس " ثم " في ط.
(7) في ط، ن، م " أصلا في هذا ".
(8) في م " يزعم ".
263

من هذا، أو لم ينسبوا آدم عليه السلام إلى المكروه؟ أولم ينسبوا
إبراهيم عليه السلام إلى ما نسبوه؟ أولم ينسبوا داود عليه السلام
إلى ما نسبوه من القتل من حديث الطير؟ أولم ينسبوا يوسف الصديق
إلى ما نسبوه من حديث زليخا؟ أولم ينسبوا موسى عليه السلام إلى
ما نسبوه (1)؟ أولم ينسبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى
ما نسبوه من حديث زيد؟ أولم ينسبوا علي بن أبي طالب عليه السلام
إلى ما نسبوه من حديث القطيفة؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام
ليرجعوا على أعقابهم، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم، تعالى
الله عن ذلك علوا كبيرا.
حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال حدثنا محمد بن همام، عن
عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن مسلم، عن مسعدة، قال:
كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا (2) متكئا
على عصاه، فسلم فرد أبو عبد الله عليه السلام الجواب، ثم قال:
يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها، فأعطاه يده فقبلها ثم بكى، فقال

(1) في ط، ن، م " من القتل ".
(2) في ط قد انتحى، قال في المصباح: انتحى في سيره اعتمد على
الجانب الأيسر وأنحى انحاءا مثله هذا هو الأصل ثم صار الانتحاء الاعتماد
والميل في كل وجه. وقال فيه أيضا: حنت المرأة على ولدها تحنى وتحنو
حنوا عطفت وأشفقت فلم تتزوج بعد أبيهم وحنيت العود احنيه حنيا وحنوته
احنوه حنوا: ثنيته ويقال للرجل إذا انحنى من الكبر: حناه الدهر.
264

أبو عبد الله عليه السلام: ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جعلت فداك (1) أقمت
على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة (2)، وقد كبرت
سني ودق (3) عظمي واقترب أجلي ولا أرى (4) ما أحب أراكم معتلين (5)
مشردين وأرى عدوكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي، فدمعت
عينا أبي عبد الله عليه السلام ثم قال: يا شيخ إن (6) أبقاك الله حتى تر
قائمنا كنت معنا في السنام (7) الأعلى، وإن حلت بك المنية جئت
يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ثقله فقال (8)
عليه السلام: إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا
كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر.
قال: يا شيخ إن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج
من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج

(1) في ط، ن، م: يا ابن رسول الله.
(2) في ن " وهذا السنة ".
(3) في ط، م " ورق ".
(4) في ط " وأرى فيكم ما لا أحب ".
(5) في ط، ن، م " مقتلين " وفي م " مستردين ".
(6) في ن، ط، م " إن الله أبقاك حتى ترى ".
(7) في السنام الأعلى أي في الدرجة العليا.
(8) في ط " قد قال عليه السلام " وفي ن، م " فقد قال عليه السلام ".
265

من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى
عليه السلام - وهذا خرج من صلبي، نحن اثنا عشر كلنا معصومون
مطهرون.
فقال الشيخ: يا سيدي بعضكم (1) أفضل من بعض؟ قال: لا نحن
في الفضل سواء، ولكن بعضنا أعلم من بعض. ثم قال: يا شيخ
والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى
يخرج قائمنا أهل البيت، ألا وإن (2) شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في
غيبته، هناك يثبت على هداه المخلصين، اللهم أعنهم على ذلك.
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا محمد بن
يعقوب الكليني، قال حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة
ابن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة
وصالح بن عقبة، جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن الصادق
عليه السلام قال: الأئمة اثنا عشر. قلت: يا ابن رسول الله فسمهم
لي؟ قال: من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي
ابن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا. قلت: فمن بعدك يا ابن رسول
الله؟ قال: إني قد أوصيت إلى ولدي موسى وهو الإمام بعدي.

(1) في ن " بغضكم أفضل من بغضكم " بالغين وهو غلط فاحش بل
أفحش.
(2) ليس " و " في ط، ن، م.
266

قلت: فمن بعد موسى؟ قال: علي ابنه يدعى بالرضا (1) يدفن في
أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي ابنه محمد، وبعد محمد
ابنه علي، وبعد علي الحسن ابنه والمهدي من ولد الحسن. ثم قال
عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إن قائمنا إذا خرج
يجتمع (2) إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، فإذا كان (3)
وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا ولي الله
فاقتل أعداء الله.

(1) في ط، ن " الرضا " في م " الرضى ".
(2) في ط، ن، م " يجمع ".
(3) في ن، ط، م " حان " بدل كان.
267

باب
(ما جاء عن موسى بن جعفر عليه السلام ما يوافق)
(هذه الأخبار ونصه على ابنه علي (1) الرضا عليه السلام)
حدثنا علي بن محمد السندي، عن محمد بن الحسن (2)،
عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن
جعفر، عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن جعفر بن
محمد، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: إذا فقد الخامس
من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها، يا بني لأنه
لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة (3) حتى يرجع عن هذا الأمر من كان

(1) في م: علي بن موسى عليهم السلام.
(2) في ن، ط، م: الحسين.
(3) في غيبة الشيخ: من غيبة يغيبها.
268

يقول به، إنما هي محنة (1) من الله عز وجل امتحن الله بها خلقه،
ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه. فقلت:
يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال: يا بني عقولكم تصغر
عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تفتشوا (2) فسوف
تدركوه (3).
حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة، عن عمه الحسن بن
حمزة، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن صالح السندي (4)،
عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهما
السلام فقلت (5): يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ قال: أنا القائم
بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها
عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها
خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون. ثم قال عليه
السلام: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا (6) في غيبة قائمنا الثابتين

(1) في ط " محبة " وفي غيبة الشيخ " يا بني إنما هي محنة ".
(2) في م، ط، ن، غيبة الشيخ، أعلام الورى: إن تعيشوا، وليس
في غيبة الشيخ " فسوف ".
(3) غيبة الشيخ ص 104 وأعلام الورى: ص 433 وغيبة النعماني:
ص 78.
(4) في ن، ط، م: بن السندي.
(5) في م: فقلت له.
(6) في ن، ط، م، أعلام الورى " بحبلنا ".
269

على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا
بنا أئمة فرضينا (1) بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله
معنا في درجتنا (2) يوم القيامة (3).
وعنه عن عمه، عن عمه (4)، عن علي بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي
موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عز وجل " وأسبغ عليكم
نعمه ظاهرة وباطنة " قال: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة
الإمام الغائب. قال: فقلت له: فيكون في الأئمة من يغيب؟ قال:
نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين
ذكره هو (5) الثاني عشر منا يسهل الله تعالى له كل عسر (6) ويذلل له
كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب عليه كل بعيد ويذل (7) به
كل جبار عنيد عنده (8) ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن

(1) في م " ورضينا ".
(2) في ط " في درجاتنا ".
(3) أعلام الورى: ص 433.
(4) في ط، ن " عن عمه " مرة واحدة.
(5) في م: وهو.
(6) في ن، م: كل عسير.
(7) في ن، م " ويبير " وفي ط " ويتبر ".
(8) ليس " عنده " في ن، ط، م.
270

سيدة الإماء التي (1) يخفى على الناس ولادته ولا يحل (2) لهم تسميته حتى
يظهره الله فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا محمد بن علي الدقاق،
عن محمد بن الحسين (3)، عن سعيد (4) بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم
الصحاف قال: كنت أنا وهشام بن حكم (5) وعلي بن يقطين [ببغداد (6)
فقال علي بن يقطين: كنت] عند أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه
السلام جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا
علي سيد ولدي، أما إني قد نحلته كنيتي. فضرب هشام (7) براحته
جبهته (8) ثم قال: ويحك كيف قلت؟ قال علي بن يقطين: سمعته
والله يقول كما قلت لك. فقال هشام: أخبرك والله أن الأمر فيه (9)

(1) في ن، ط، م " الذي ".
(2) في ط " ولا تحل ".
(3) في ط، ن، م: الحسن.
(4) في ن، ط، م: سعد.
(5) في ن، ط، م: الحكم.
(6) ما بين القوسين ليس في ن.
(7) في ن، ط، م: هشام بن الحكم.
(8) ليس " جبهته " في ط.
(9) في ط، ن، م: من بعده.
271

بعده (1).
وبهذا الإسناد عن سعد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن
زكريا (2)، عن زكريا بن آدم، عن علي بن عبد الله قال: كنا عند
القبر نحو من سبعين (3) رجلا منا ومن موالينا إذ أقبل أبو إبراهيم
موسى بن جعفر عليهما السلام إلينا (4) ويد علي ابنه في يده، فوقف
علينا وقال: أتدرون من أنا؟ فقلنا: أنت سيدنا وكبيرنا. قال عليه
السلام: سموني وانسبوني. فقلنا: أنت فلان بن فلان. فقال: من
هذا؟ قلنا: علي بن موسى بن جعفر. فقال: اشهدوا أنه وكيلي في
حياتي ووصيي بعد موتي (5).
أخبرنا أبو المفضل، قال حدثنا علي بن الحسين، عن سعد (6)،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن داود

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 21.
(2) في ن، ط، م: " عيسى " بدل زكريا وفي العيون سند الرواية
هكذا: حدثنا أبي قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن عبد الله بن محمد بن الحجال قال حدثنا سعد بن زكريا بن آدم عن علي
ابن عبد الله الهاشمي.
(3) في العيون: ستين.
(4) في ط، ن، م: علينا.
(5) العيون 1 / 26.
(6) في ن، م والعيون: عن سعد بن عبد الله عن أحمد... وفي ط عن
سعد بن أحمد بن.. وفي العيون بعد عيسى: عن عبد الله بن محمد بن
الحجال قال حدثنا محمد بن سنان عن داود الرقي.
272

ابن فرقد قال: قلت لأبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام:
جعلت فداك قد كبرت سني فحدثني من (1) الباب، فأشار إلى أبي (2)
الحسن وقال: هذا صاحبكم من بعدي (3).
حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا أبي، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن عيسى، قال حدثني جماعة من أصحابنا، عن بكر
ابن موسى الواسطي، قال: كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام
فقال: إن جعفرا (4) كان يقول: سعد من لم يمت حتى يرى خلفه (5)
من نفسه. ثم أومى بيده إلى ابنه علي فقال: وقد (6) أراني الله خلفي
من نفسي (7).

(1) الظاهر أن " من " موصولية أي من بباب الإمامة بعدك، وفي العيون:
من الإمام من بعدك، وفي الكافي: فخذ بيدي من النار.
(2) في ط " إلى علي فقال " وفي الكافي " إلى ابنه أبي الحسن ".
(3) العيون 1 / 23 والكافي 1 / 312.
(4) في ط " إن أبي جعفرا "
(5) في ن " خلقه " بالقاف وهو تصحيف.
(6) في ط، م: ها وقد.
(7) الكافي 1 / 312.
273

باب
(ما جاء عن علي بن موسى عليهما السلام ما يوافق)
(هذه الأخبار ونصه على ابنه محمد عليهم السلام)
حدثنا محمد بن علي رحمه الله، قال حدثنا أحمد بن زياد
ابن جعفر الهمداني، قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي
ابن معبد (1) عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا
عليهما السلام: لا دين لمن لا ورع، ولا إيمان لمن لا تقية (2) له، وإن
أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية. فقيل له: يا ابن رسول الله إلى
متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا، فمن
ترك التقية قبل خروج (3) قائمنا فليس منا. قيل له: يا ابن رسول الله

(1) في ن، ط، م " جعفر " بدل معبد: هو علي بن معبد البغدادي من
أصحابنا له كتاب روى عنه إبراهيم بن هاشم. الفهرست ص 230 النجاشي
ص 195.
(2) في ن " لا ايقينه " وهو مصحف.
(3) سقط " خروج " في ط.
274

ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيدة
الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم،
وهو الذي تشك (1) الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه،
فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، يضع (2) ميزان العدل بين الناس
فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل،
وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء
إليه (3): ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق
معه وفيه، وهو قول الله عز وجل " إن نشأ ننزل عليهم من السماء
آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " (4).
حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة، قال حدثنا عمي الحسن
[بن (5) حمزة] قال حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام
ابن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي رحمة
الله عليه يقول: أنشدت مولاي (6) علي بن موسى عليه السلام قصيدتي

(1) في ن، ط، م: يشك.
(2) في ن، ط، م: ووضع.
(3) في ن، ط " يقول إلا ".
(4) الشعراء: 4 والحديث في أعلام الورى: 434.
(5) ليس " بن حمزة " في ط.
(6) في ن، ط، م " مولاي الرضا ".
275

التي أولها:
مدارس آيات عفت (1) من تلاوة * ومهبط (2) وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي:
خروج الإمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا عليه السلام بكاءا شديدا ثم رفع رأسه الشريف
إلي وقال (3): يا خزاعي (4) نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين،
فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ قلت: لا يا مولاي إلا أني
سمعت (5) بخروج إمام منكم ويطهر (6) الأرض من الفساد ويملأها

(1) في ط " خلت عفت ".
(2) في ط، ن، م " ومنزل وحي ".
(3) في م " فقال ".
(4) الخزاعة من خزع الشئ أي قطعه، وهو القطعة تقطع من الشئ،
ويقال لحي من الأزد لانقطاعهم عن قومهم وتفرقوا بمكة ورئيسهم عمر
ابن ربيعة بن حارثة ورئيس جرهم عمر بن الحارث الجرهمي ولما بغت
جرهم بمكة واستحلوا حرمتها بعث الله عليهم الزعاف والنمل فأفناهم وسلط
عليهم خزاعة فهزموهم فخرج من بقي من جرهم. ومنهم دعبل بن علي بن
رزين بن عثمان الخزاعي أبو علي الشاعر، مشهور في أصحابنا. المجمع،
في لغة خزع والنجاشي ص 116.
(5) في ن " إلا أنه " وفي ن، ط، م: سمعته يخرج.
(6) ليس " و " في م.
276

عدلا. فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي،
وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في
غيبته المطاع في ظهوره، لو (1) لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول
الله له ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا وأما (2)
متى فإخبار عن الوقت، وقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: يا رسول الله متى يخرج
القائم من ذريتك؟ قال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو (3)
الله عز وجل ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (4).
حدثنا علي بن محمد الدقاق، قال حدثني محمد بن الحسن،
عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة،
عن المحمودي، عن إسحاق بن إسماعيل (5)، عن إبراهيم بن أبي
محمود، قال: كنت واقفا على رأس أبي (6) الحسن علي بن موسى
بطوس فقال له بعض من كان عنده: إن حدث حدث فإلى من؟ قال:

(1) في ط: فلو.
(2) في ط " وأمات اسارا " فهو غلط واشتباه.
(3) ليس " هو " في ن، ط.
(4) الأعراف: 187 والحديث في العيون: 2 / 265.
(5) في ن، م " بن نى بخت ".
(6) سقط " أبي " في م.
277

إلى ابني محمد. وكأن السائل استصغر بسن (1) أبي جعفر فقال له
أبو الحسن عليه السلام: إن الله تعالى بعث عيسى بن مريم عليه السلام
ثابتا بإقامة (2) شريعته في دور (3) السن الذي أقيم فيه أبو جعفر ثابتا
على شريعته (4).
حدثنا محمد بن (5) علي، قال: حدثنا أبي، قال حدثنا سعد
ابن عبد الله، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد
ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام إنه سئل أو قيل له: أيكون (6) الإمامة في
عم أو خال؟ فقال: لا. فقال: في أخ؟ قال: لا. قال: ففي من؟
قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (7).
حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبد الله
ابن جعفر الحميري [عن (8) أحمد بن محمد بن عيسى] عن أحمد

(1) في ن، م " سن " وفي ط سقط " بسن ".
(2) في ط " به " بدل " بإقامة ".
(3) في ط، ن، م: في دون.
(4) الكافي: 1 / 322 باختلاف ما في اللفظ.
(5) في ط " محمد أبي " ليس فيه " بن علي قال: حدثنا ".
(6) في ن: تكون الإمامة.
(7) الكافي 1 / 286.
(8) ما بين القوسين سقط في ن.
278

ابن محمد أبي نصر، عن عقبه بن جعفر قال: قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام: قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد. فقال: يا عقبة
إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه من بعده (1).
وبهذا الإسناد عن عبد الله بن جعفر [عن (2) أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر] قال: دخلت على
الرضا عليه السلام أنا وصفوان بن يحيى وأبو جعفر عليه السلام قائم
وقد (3) أتى له ثلاث سنين، فقلنا له: جعلنا الله فداك أن - وأعوذ بالله -
حدث حدث فمن يكون بعدك؟ قال: ابني هذا، وأومأ إليه. قال:
فقلنا (4): وهو في هذا السن؟ قال: نعم وهو في هذا السن، إن الله
تبارك وتعالى احتج بعيسى بن (5) مريم عليه السلام وهو ابن سنتين (6).

(1) في ط " حتى لا يرى " وفي إكمال الدين " حتى يرى ولده... "
والحديث في إكمال الدين 1 / 299.
(2) ما بين القوسين ليس في م.
(3) ليس " و " في ط، ن، م وفي ن: له قد أتى له.
(4) في ط، ن، م " فقلنا له " وفي ط:... وهو في هذا السن به.
(5) ليس " بن مريم " في ط، ن، م.
(6) أعلام الورى ص 345.
279

باب
(ما جاء عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام)
(ما يوافق هذه الأخبار ونصه على ابنه الرضا عليه السلام)
حدثنا محمد بن علي رحمة الله عليه، قال حدثنا علي بن (1)
أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، قال حدثنا محمد بن هارون
الصوفي، قال حدثنا أبو تراب عبيد الله (2) بن موسى الروياني، قال
حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: دخلت على سيدي
محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين

(1) في الاكمال " علي بن أحمد بن موسى الدقاق " أقول روى عنه
الصدوق في الفقيه مترضيا. جامع الرواة 1 / 554 معين النبيه في بيان رجال
من لا يحضره الفقيه - مخطوط -.
(2) في الاكمال: أبو تراب عبد الله موسى الروياني.
280

ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم
أهو المهدي أو غيره؟ فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم إن القائم منا
هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو
الثالث من ولدي، والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ
الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما (1) وجورا، وإن الله تبارك وتعالى
ليصلح له (2) أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام إذ
ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع، وهو نبي (3) مرسل. ثم قال عليه
السلام: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج (4).
أخبرنا أبو عبد الله الخزاعي، قال أخبرنا (5) محمد بن أبي
عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن
عبد الله الحسني (6)، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى: إني لأرجوك (7)
أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا

(1) في ن، ط، م، ك: جورا وظلما.
(2) ليس " له " في م.
(3) في م، ن، ط، ك " رسول نبي " وفي أعلام الورى: وهو رسول الله.
(4) إكمال الدين 2 / 377، أعلام الورى: ص 435.
(5) في م: حدثنا.
(6) في ط، ن: الحسيني.
(7) في ن، ط، ك، م: إني لأرجو.
281

كما ملئت جورا وظلما. فقال عليه السلام: يا أبا القاسم ما منا إلا
قائم بأمر الله وهادي (1) إلى دين الله، ولكن (2) القائم الذي يطهر الله
عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو
الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم
تسميته، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه،
وهو الذي تطوى (3) له الأرض ويذل له كل صعب، يجتمع إليه من
أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض،
وذلك قول الله عز وجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله
على كل شئ قدير " (4)، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص (5)
أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة ألف رجل خرج بإذن
الله، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى. قال
عبد العظيم: قلت له: يا سيدي وكيف يعلم (6) أن الله قد رضي؟ قال:
يلقي في قلبه الرحمة. والحديث بتمامه (7).

(1) في ط، ك، م: وهاد.
(2) في ط، ن، م " ولست " بدل " ولكن ".
(3) في ط: يطوى.
(4) البقرة: 148.
(5) في م: " الأرض " بدل " الاخلاص ".
(6) في م " كيف نعلم " بصيغة المتكلم مع الغير والصواب ما في المتن.
(7) إكمال الدين 2 / 377 وفي آخره: فإذا دخل المدينة أخرج اللات
والعزى فأحرقهما، وكذلك في أعلام الورى: ص 435.
282

حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن
عبدوس العطار، قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة (1) النيسابوري،
قال حدثنا حمدان بن سليمان، قال حدثنا الصقر بن أبي دلف، قال:
سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول:
الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري (2) وقوله قولي وطاعته طاعتي (3)،
والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة
أبيه. ثم سكت فقلت له: يا بن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى عليه السلام بكاءا شديدا ثم قال: إن بعد (4) الحسن ابنه القائم
بالحق المنتظر. فقلت له: يا ابن رسول الله ولم سمي القائم؟ قال:
لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته. فقلت له:
ولم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها (5)،
فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ (6) به الجاهدون

(1) في م سقط " قتيبة ".
(2) في ط " أمره أمره ".
(3) في ط: ثم سكت فقلت يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد علي قال
ابنه الحسن. قلت: بعد الحسن فبكى عليه السلام بكاءا شديدا ثم قال: إن
محمدا من بعد الحسن ابنه..
(4) في ط، ك، ن، م: من بعد.
(5) في ن: أمرها.
(6) في ن " ويستهزؤ " وفي الاكمال، أعلام الورى يستهزئ بذكره.
283

ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون (1) وينجو فيها
المسلمون (2).
حدثنا علي بن محمد السندي، قال محمد بن الحسن، قال
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن [أمية (3)
ابن علي] القيسي، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: من
الخلف من بعدك؟ قال: ابني علي. ثم قال: إنه (4) سيكون حيرة.
قال: قلت إلى أين؟ فسكت ثم قال: إلى المدينة. قلت: وإلى أي
مدينة؟ قال: مدينتنا هذه، وهل مدينة غيرها؟ (5).
قال أحمد بن هلال: فأخبرني محمد بن إسماعيل بن بزيع
أنه حضر أمية (6) بن علي وهو يسأل (7) أبا جعفر الثاني عليه السلام
عن ذلك، فأجابه بمثل ذلك الجواب.
وبهذا الإسناد عن أمية بن علي القيسي (8)، عن أبي الهيثم

(1) في ط: المبطلون بدل المستعجلون.
(2) إكمال الدين 2 / 278 وأعلام الورى: ص 436.
(3) ما بين القوسين ليس في ط وفيه تصحيفه: عن ابنه عن القيسي.
(4) في ط، ن، م: أما إنها ستكون.
(5) غيبة النعماني: ص 18 باختلاف ما في اللفظ وزيادة.
(6) سقط " أمية " عن ط وبقي " ابن علي ".
(7) في ط، ن، م: وهو سأل.
(8) في ط " العبسي ".
284

التميمي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا توالت ثلاثة أسماء
كان رابعهم قائمهم محمد وعلي والحسن (1).

(1) إكمال الدين 2 / 334 وكذا فيه: إذا توالت ثلاثة أسماء محمد
وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم.
285

باب
(ما جاء عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما)
(السلام ما يوافق هذه الأخبار ونصه على ابنه الحسن)
(عليه السلام)
حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد
ابن عمران بن موسى الدقاق وعلي بن عبد الله الوراق، قالا حدثنا
محمد (1) بن هارون الصوفي، قال حدثنا أبو تراب عبد الله (2) بن موسى
الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (3)، قال: دخلت على
سيدي علي بن محمد عليه السلام، فلما بصر بي (4) قال لي: مرحبا
بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله

(1) ليس " محمد بن " في ط.
(2) في ن، ط، م: عبيد الله.
(3) في ن: الحسيني.
(4) في ن، م " فلما بصرني " وفي ط: فلما نظرني.
286

إني أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا أثبت (1) عليه حتى
ألقى الله عز وجل. فقال: هات يا أبا القاسم. قلت: إني أقول: إن
الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد
الإبطال وحد التشبيه، وأنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا
جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض
والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وأن محمدا
عبده ورسوله خاتم النبيين، لا نبي بعده إلى يوم القيامة (2).
وأقول: إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم
محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي
ابن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي. فقال عليه السلام:
ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس للخلف من بعده؟ قال: فقلت (3):
وكيف ذلك يا مولاي؟ قال: لا يرى (4) شخصه ولا يحل ذكره باسمه

(1) في ط، م: ثبت عليه.
(2) في أمالي الصدوق، أعلام الورى " وأن شريعته خاتم الشرائع
فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة " في الأعلام: خاتمة الشرائع وليس
فيه " أقول ".
(3) في ط: وقلت.
(4) في ن، ط: لأنه لا يرى.
287

حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا (1) كما ملئت جورا وظلما.
قال: فقلت: أقررت وأقوله (2) أن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله
وطاعتهم طاعة الله [ومبغضهم (3) مبغض الله] ومعصيتهم معصية الله،
وأقول: إن المعراج حق والمسائلة في القبر حق وأن الجنة حق
والنار حق والصراط حق والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها
وأن الله يبعث من في القبور، وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد
الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر. فقال علي بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم
هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (4).
حدثنا محمد (5) بن علي بن السندي، قال حدثنا محمد بن
الحسن، قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال حدثنا محمد (6) بن أحمد

(1) ليس " وعدلا " في ط.
(2) في م، أعلام الورى، أمالي الشيخ الصدوق: وأقول.
(3) ليس ما بين القوسين في ن، ط، م، ك، أمالي الصدوق، أعلام
الورى.
(4) إكمال الدين 2 / 379 وأمالي الصدوق: ص 204 وأعلام الورى
ص 436، التوحيد للصدوق: ص 81.
(5) في ن، ط، م: علي بن محمد بن السندي.
(6) في ن، ط، م: أبو جعفر محمد...
288

العلوي، عن ابن هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت
أبا الحسن صاحب العسكر (1) عليه السلام يقول: الخلف من بعدي
ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم
جعلني الله فداك. فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره
باسمه. قلت: وكيف (2) نذكره؟ قال: قولوا الحجة من آل محمد صلى
الله عليه وآله وسلامه (3).
حدثنا علي بن محمد بن منويه، قال حدثنا أحمد بن زياد
الهمداني، قال حدثنا علي بن إبراهيم، قال حدثني عبد الله بن أحمد
الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف، قال: لما حمل المتوكل
سيدي (4) أبا الحسن عليه السلام جئت أسأل عن خبره. قال: فنظر
إلي (5) المتوكل فأمر أن أدخل إليه (6) فقال: يا صقر ما شأنك؟ قلت:
خير (7) أيها الأستاد. فقال: أقعد. قال الصقر: فأخذني ما تقدم وما

(1) في م: العسكري.
(2) في ط، ن: فكيف.
(3) غيبة الشيخ ص 122.
(4) في ن، ط، م: سيدنا.
(5) في ن، ط، م، أعلام الورى: حاجب المتوكل.
(6) في أعلام الورى: فأدخلت.
(7) في م " خبر " وفي أعلام الورى: خيرا.
289

تأخر. فقلت: أخطأت في المجئ. قال: فوجا (1) الناس عنه ثم
قال: ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: بخير (2). فقال: لعلك جئت تسأل
عن (3) مولاك [فقلت (4) له: ومن مولاي يا أمير المؤمنين؟ (5) فقال:
اسكت مولاك] هو الحق لا تحتشمني (6) فإني على مذهبك. فقلت:
الحمد لله. فقال: تحب أن تراه. قلت: نعم. قال: إجلس حتى
يخرج صاحب الهد (7). قال: فجلست فلما خرج قال لغلام (8) له:
خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل
بينه وبينه. قال: فأدخلني الحجرة (9) وأومأ (10) إلى بيت، فدخلت

(1) في ن " فوحا الناس " وفي ط: ففرق الناس، الوحي: الإشارة
والرسالة والكتابة. أقول: وهنا بمعنى الأول، أي أشار إليهم أن تفرقوا
عنهم، وفي أعلام الورى: فنحى الناس عنه.
(2) في ط " بخير ما "، في ن، م " بخبر ما " وفي الاكمال: لخبر ما.
(3) في ك، ن، ط، م: عن خبر.
(4) ليس ما بين القوسين في ط.
(5) في م، ك " من مولاي: مولاي أمير المؤمنين " وكذا في أعلام
الورى.
(6) في ط: لا تخف.
(7) في ن، ط، م، ك، أعلام الورى: صاحب البريد.
(8) في م: لغلامه.
(9) في م: إلى الحجرة.
(10) في ن، م " وأومئ " وفي ط: وأوتيت.
290

فإذا هو عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور.
قال: فسلمت، فرد ثم أمرني بالجلوس، فجلست ثم قال: يا صقر
ما أتى بك؟ قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك. قال: ثم نظرت إلى
القبر فبكيت، فنظر إلي وقال: يا صقر لا عليك لن تصلوا (1) إلينا بسوء.
فقلت: الحمد لله. ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لا أعرف معناه. فقال: ما هو؟ قلت: قوله " ص "
" لا تعادوا الأيام فتعاديكم " (2) ما معناه؟ فقال: نعم الأيام نحن ما (3)
قامت السماوات والأرض، والسبت اسم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، والأحد أمير المؤمنين (4)، والاثنين الحسن والحسين،
والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، والأربعاء
موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس
ابني الحسن، والجمعة ابن ابني وإليه يجتمع عصابة الحق، وهو
الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا، فهذا (5) معنى الأيام فلا
تعادوهم في الدنيا فتعاديكم (6) في الآخرة. ثم قال: ودع (7) فلا آمن

(1) في ن، ط: لن يصلوا.
(2) ليس " فتعاديكم " في ن، ط، م.
(3) في الاكمال: بنا قامت...
(4) في ن، ط، م: اسم أمير المؤمنين.
(5) في ط، ن، م: وهذا.
(6) في ن، م " فيعادوكم " وفي ط: فمعادوكم.
(7) في الاكمال، الخصال: ودع واخرج.
291

عليك (1).
حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة، قال حدثنا الحسن بن
حمزة، قال حدثنا علي بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الله بن أحمد
الموصلي، قال حدثنا الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت علي بن
محمد بن علي الرضا عليهم السلام يقول: الإمام بعدي (2) الحسن
ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما
ملئت جورا وظلما (2). تم الخبر والحمد لله شكرا وصلاته على محمد
وآله وسلامه.

(1) إكمال الدين 2 / 382 أعلام الورى ص 437 الخصال 2 / 155
وفيه: والأحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام. وقال الصدوق عليه الرحمة
في ذيل الرواية: الأيام ليست بالأئمة عليهم السلام ولكن كنى عليه السلام
بها عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهله كما كنى الله عز وجل بالتين والزيتون
وطور سنين وهذا البلد الأمين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى
والحسن والحسين عليهم السلام - الخ.
(2) في ن: الإمام هو بعدي.
(3) إكمال الدين 2 / 383 وأعلام الورى: ص 438.
292

باب
(ما جاء عن أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام)
(ما يوافق هذه الأخبار ونصه على ابنه الحجة)
(عليه السلام)
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال حدثنا علي بن عبد الله
الدقاق (1)، قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال موسى بن جعفر بن وهب
البغدادي إنه خرج من عند أبو محمد (2) عليه السلام توقيع: زعموا
أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل وقد كذب الله تعالى (3) قولهم.
والحمد لله (4).
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا محمد بن يعقوب

(1) في ن، ط، م " الوراق ".
(2) في م: أبي محمد.
(3) ليس " تعالى " في ط.
(4) إكمال الدين 2 / 407.
293

الكليني، قال حدثني علان الرازي، قال أخبرني بعض أصحابنا
أنه لما حملت جارية أبي محمد عليه السلام، قال: ستحملين ذكرا
واسمه محمد وهو القائم من بعدي (1).
حدثنا علي بن محمد الدقاق، قال حدثنا أحمد بن محمد
ابن يحيى العطار، قال حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد بن مالك
الفراري (2)، قال حدثني أحمد (3) بن محمد المدائني، عن أبي غانم
قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام يقول: في سنة
مائتي وستين يفترق شيعتي.
ففيها (4) قبض أبو محمد عليه السلام وتفرقت شيعته وأنصاره، فمنهم
من انتمى (5) إلى جعفر، ومنهم من تاه وشك، ومنهم من وقعت (6)
على الحيرة، ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عز وجل (7).
حدثنا محمد بن علي (8)، قال حدثنا المظفر بن جعفر العلوي

(1) إكمال الدين 2 / 408.
(2) في ن " الفزاري " وفي ط: القزاري.
(3) في ن، ط، م، ك: محمد بن أحمد، وفي ن: المداني.
(4) والظاهر أن من " ففيها قبض أبو محمد عليه السلام) إلى آخره ليس
من الحديث.
(5) في ط " من رجع إلى جعفر " وفي ن " إنتهى ".
(6) في ن، ط، م: وقف على الحيرة.
(7) كمال الدين 2 / 408.
(8) ليس " بن علي " في ط.
294

السمرقندي، قال حدثنا جعفر (1) بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن
أحمد بن علي بن كلثوم، عن أحمد بن علي الرازي، عن أحمد (2)
ابن إسحاق بن سعد، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى
أراني الخلف من بعدي، ما (3) أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ويظهره (4)
فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (5).
حدثنا الحسن (6) بن علي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
العطار، قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال حدثني موسى بن جعفر بن
وهب البغدادي، قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني،
ألا إن المقر بالأئمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع
الأنبياء (7) ورسله، ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (8)

(1) في ن، ط، م: جعفر بن محمد بن مسعود العياشي.
(2) في ن، م " عن ابن إسحاق بن سعد " وفي ط " عن إسحاق بن سعد ".
(3) ليس " ما " في الاكمال.
(4) في الاكمال: ثم يظهره.
(5) إكمال الدين 2 / 408.
(6) في ن، ط، م: الحسين.
(7) في ن، ط، م، ك: أنبياء الله.
(8) في الاكمال: والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله كمن أنكر
جميع أنبياء الله.
295

لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما إن
لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله (1).
أخبرنا أبو المفضل رحمه الله، قال حدثني أبو همام (2)، قال:
سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: سمعت
أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا عنده
عن الخبر الذي روى عن آبائه عليهم السلام " أن (3) الأرض لا تخلو
من حجة الله (4) على خلقه إلى يوم القيامة " وإن " من مات ولم يعرف
إمام زمانه مات ميتة جاهلية ". فقال: إن هذا حق كما أن النهار
حق. فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال:
ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة
جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون
ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج وكأني (5) أنظر إلى الاغلام (6)
البيض يحقق (7) فوق رأسه بنجف الكوفة (8).

(1) إكمال الدين 2 / 409.
(2) في ن، ط، ك، م " أبو علي بن همام ".
(3) في ط، ن، م: إلا أن الأرض.
(4) في ن، ط، م: من حجة الله.
(5) في ن، ط، م " فكأني " وفي ط " النظر " وهو ليس بصحيح.
(6) في ن، ط، ك، م " الأعلام " بالعين المهملة.
(7) في ن، ك " تخفق " وفي ط " يخفق " وفي م " تحقق " قال في
المجمع وخفق قلب الرجل إذا اضطرب ومنه خفقت الراية.
(8) إكمال الدين 2 / 409.
296

فهذه أسعدك الله أحاديث الرواة تنقلها (1) عن الأئمة المعصومين
صلوات الله عليهم ونص بعضهم على بعض على (2) موافقة أحاديث
الصحابة في النصوص على الأئمة صلوات الله عليهم، فكيف (3)
يجوز ويصح في العقل بتواطؤ (4) جماعة مختلفي (5) الآراء والهمم (6)
متباعدي (7) الديار والأوطان وفيهم جماعة من أهل بيت الرسول،
وهم عند جميع (8) الأمة بررة أتقياء وعند بعضها (9) معصومون من
الخطايا والزلل (10)، على وضع أحاديث افتعلوها لكي يغالطوا الناس
ويشككوهم في أمر هؤلاء (11). هذا مما لا يجوز [في (12) العقل ولا

(1) في ن، م " ننقلها " وفي ط: ينقلها.
(2) في ط: مع موافقة.
(3) في ط: وكيف.
(4) في ن، م " أن يتواطأ " وفي ط: أن يتواطؤا.
(5) في ن " مختلف " وفي ط، م: مختلفوا.
(6) في ط: والهم.
(7) في ن، ط، م: متباعدوا.
(8) ليس " جميع " في ط.
(9) في ن، ط، م: وعند بعضهم معصومون مبرؤن.
(10) في ط " والخلل " بدل " والزلل ".
(11) في ن، ط، م: هؤلاء الأئمة.
(12) ما بين القوسين ليس في ط.
297

يصح] في التقدير، لأن الله تعالى لا يمدح المذمومين وقد مدحهم
في مواضع كثيرة باتفاق الأمة.
فتأملوا الأخبار الصادقة تعرفوا بها فضل ما بين خبر الصدق
والكذب إذا (1) كان مثل هذا الحديث لا يجوز أن يكون موضوعا
مفتعلا كما قدمنا ذكره، ولولا أن قصدي في إيراد هذه الأخبار إثبات
الحجة لا غير لأوردت أضعافها، ولكن كرهت التطويل، إذ الحجة
ثابتة، وقد روي عن أبي الحسين (2) زيد بن علي عليه السلام أخبار
من جنسها فأحببت إيرادها لشهرتها وشهرة أمثالها عند أهل الحق
ليعلم المنصف المتدين أنها حق والتكليف بها لازم:
حدثنا علي بن الحسن بن محمد، قال حدثنا هارون بن
موسى ببغداد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال حدثنا
أحمد (3) بن محمد المقري مولى بني هاشم في سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة. قال أبو محمد وحدثنا أبو حفص عمر (4) بن الفضل الطبري،
قال حدثنا محمد بن الحسن الفرغاني، قال حدثنا عبد الله بن محمد
ابن عمرو البلوي. قال أبو محمد: وحدثنا عبد الله (5) بن الفضل بن

(1) في ط، ن، م: إذ كان.
(2) ليس " أبي الحسين " في ط وفيه: زيد بن علي بن الحسين.
(3) في ن، م، ط " محمد " بدل " أحمد " وفي ن " بن مخزوم "
وفي ط " محروم " وفي م " محزوم " بدل " أحمد ".
(4) في ن " عمرو " بدل " عمر " وفي ط " المطيري " بدل " الطبري ".
(5) في ط، ن، م: عبيد الله.
298

هلال الطائي بمصر، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر (1) بن محفوظ
البلوي، قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا، قال حدثني محمد
ابن بكير، قال: دخلت على زيد بن علي عليه السلام وعنده صالح
ابن بشر، فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق، فقلت له:
يا ابن رسول الله حدثني بشئ سمعته من أبيك عليه السلام. فقال:
نعم، حدثني أبي (2) عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عز وجل، ومن استبطأ
الرزق فليستغفر الله (3) [ومن حزنه (4) أمر] فليقل " لا حول ولا قوة
إلا بالله ".
فقلت: زدني يا ابن رسول الله. قال: نعم حدثني أبي (2) عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة أنا
شفيع (5) لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم،
والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه، والمحب لهم بقلبه
ولسانه.
قال: فقلت: زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عز وجل

(1) في ط، ن، م: عمرو.
(2) في ن، ط، م: أبي عن أبيه عن جده.
(3) ليس " الله " في ن، ط، م، وفي ط: فليستغفروا به.
(4) في ن، م " ومن أحزنه " وليس ما بين القوسين في ط.
(5) في ن، ط، م " أنا لهم الشفيع ".
299

عليكم. قال: نعم حدثني أبي (1) عن هده قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه
معنا الجنة، يا ابن بكير من تمسك بنا فهو معنا في الدرجات العلى،
يا ابن بكير إن الله تبارك وتعالى اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله
وسلم واختارنا له ذرية فلولانا لم يخلق الله تعالى الدنيا والآخرة،
يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبد الله ونحن السبيل إلى الله ومنا
المصطفى والمرتضى (2) ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة.
قلت: يا ابن رسول الله هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم متى يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بكير إنك لن تلحقه، وإن
هذا الأمر يليه (3) ستة من الأوصياء بعد هذا، ثم يجعل (4) خروج
قائمنا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. فقلت: يا ابن
رسول الله ألست صاحب هذا الأمر؟ فقال: أنا من العترة، فعدت
فعاد إلي فقلت: هذا الذي تقوله عنك أو عن رسول الله. فقال:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير " (5) لا ولكن عهد عهده
إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنشأ يقول:
نحن سادات قريش * وقوام الحق فينا

(1) في ن، ط، م: أبي عن أبيه عن جده.
(2) في ط " ومنا المرتضى ".
(3) في ن، م " تليه " وفي ط " وإن هذا الأمر يكون بعد ".
(4) في ن، ط، م: ثم يجعل الله.
(5) الأعراف: 188.
300

نحن أنوار التي من * قبل كون الخلق (1) كنا
نحن منا المصطفى المختار والمهدي منا
فينا (2) قد عرف الله وبالحق قمنا (3)
سوف نصلا (4) سعيرا * من تولى اليوم عنا
قال علي بن الحسين، وحدثنا محمد بن الحسين البزوفري
بهذا الحديث في مشهد مولانا الحسين بن علي عليهما السلام، قال
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال حدثنا محمد بن يحيى العطار،
وعن (5) سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن
سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، جميعا عن علقمة بن محمد
الحضرمي، عن صالح (6) قال: كنت عند زيد بن علي عليه السلام
فدخل عليه (7) محمد بن بكير - وذكر الحديث.
حدثنا أبو المفضل رحمه الله، قال حدثني محمد بن علي
ابن شاذان بن حباب (8) الأزدي الخلال بالكوفة، قال حدثني الحسن

(1) في ن " الحق " وهو ليس بصحيح.
(2) في ط، ن، م: فبنا.
(3) في ط، ن، م: أقمنا.
(4) في ط، ن، م " سوف يصلاه سعيرا "، في ن، م: سعير.
(5) ليس " و " في ط، ن، م.
(6) في م: عن صلح.
(7) في ط، ن، م: إليه.
(8) في ط " حاب " بدل " حباب ".
301

ابن محمد بن عبد الواحد (1)، قال حدثنا الحسن ثم (2) الحسين العربي
الصوفي، قال حدثني يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عمرو بن موسى
الوجيهي، عن زيد بن علي عليه السلام قال: كنت عند أبي علي
ابن الحسين عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري،
فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر، فأشخص
جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال: يا غلام أقبل فأقبل ثم قال: ادبر
فأدبر، فقال: شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ما اسمك يا غلام؟ قال: محمد. قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: أنت إذا الباقر. قال: فابكى (3)
عليه وقبل رأسه ويديه ثم قال: يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقرئك السلام. قال: على رسول الله أفضل السلام
وعليك يا جابر بما أبلغت السلام.
ثم عاد (4) إلى مصلاه، فأقبل يحدث أبي ويقول: إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال لي يوما: يا جابر إذا أدركت ولدي
الباقر فاقرأه مني السلام فإنه سمي وأشبه الناس بي علمه علمي وحكمه

(1) في ط، ن، م " على الواحد " بدل " عبد الواحد ".
(2) في ط، ن، م " الحسن بن الحسين " وفي ن " العرفي " بدل
" العربي " وفي م " العرني ".
(3) في ط: فانكب عليه.
(4) في ط: ثم دعا.
302

حكمي، سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار، والسابع (1)
مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. ثم
تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وجعلناهم أئمة يهدون
بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا
لنا عابدين " (2).
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي
الخزاعي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالكوفة، قال حدثني
جعفر بن علي بن سحلح (3) الكندي، قال حدثني إبراهيم بن محمد
ابن ميمون، قال حدثني المسعودي أبو عبد الرحمان (4)، عن محمد
ابن علي (5) الفراري (6)، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي
عليه السلام، قال حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين
ابن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا حسين

(1) في ط " والتاسع مهديهم " والصواب ما في المتن.
(2) الأنبياء: 73.
(3) في ن "... علي بن نجيح " وليس " بن نجيح " في ط وفي م:
علي بحح.
(4) في ن " أبو عبد الله الرحمن ".
(5) في م " محمد بن عبد الله الفزاري ".
(6) في ن " الفزاري " وفي ط " الفرازي ".
303

أنت [الإمام (1) وأخي الإمام و] ابن الإمام، تسعة من ولدك أمناء
معصومون، والتاسع مهديهم، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن
أبغضهم.
حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف
بابن النجار النحوي الكوفي، عن محمد بن القاسم بن زكريا
المحاربي، قال حدثني هشام بن يونس، قال حدثني القاسم بن
خليفة، عن يحيى بن زيد (2) قال: سألت أبي عليه السلام عن الأئمة
فقال: الأئمة اثنا عشر، أربعة من الماضين وثمانية من الباقين. قلت:
فسمهم يا أبه. فقال: أما الماضين فعلي بن أبي طالب والحسن
والحسين وعلي بن الحسين، ومن الباقين أخي الباقر وجعفر (3) [
الصادق ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه [وبعده (4) محمد ابنه]
وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده المهدي. فقلت: يا أبه ألست
منهم؟ قال: لا ولكني من العترة. قلت: فمن أين عرفت أساميهم؟
قال: عهد معهود عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قال قائل: فزيد بن علي إذا سمع هذه الأخبار وهذه الأحاديث

(1) في ن، م، ط ليس ما بين القوسين وما في ن، م " أنت ابن الإمام "
وما في ط " أنت الإمام ".
(2) في ن " يزيد " وهو غلط فاحش بل أفحش.
(3) في م: وبعده جعفر الصادق.
(4) سقط ما بين القوسين عن ن.
304

من الثقات المعصومين وآمن (1) بها واعتقدها، فلما خرج بالسيف وادعى
الإمامة لنفسه وأظهر الخلاف على جعفر بن محمد وهو بالمحل
الشريف الجليل معروف بالستر والصلاح مشهور عند الخاص والعام
بالعلم والزهد، وهذا ما لا (2) معاند أو جاحد، وحاشا زيد أن يكون
بهذا المحل؟
فأقول في ذلك وبالله التوفيق: إن زيد بن علي عليه السلام خرج
على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا على (3) سبيل المخالفة
لابن أخيه جعفر بن محمد عليهما السلام، وإنما وقع الخلاف من
جهة الناس، وذلك أن زيد بن علي عليه السلام لما خرج ولم
يخرج جعفر بن محمد عليهما السلام توهم من الشيعة أن امتناع
جعفر كان (4) للمخالفة وإنما كان لضرب من التدبير، فلما رأى الذي
صاروا للزيدية (5) سلفا قالوا: ليس الإمام من جلس في بيته وأغلق
بابه وأرخى ستره وإنما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر، فهذا كان (6) سبب وقوع الخلاف بين الشيعة، وأما

(1) في ن: وأومن.
(2) في ن، ط، م " وهذا ما لا يفعله إلا معاند جاحد " في ن " جاهد "
والصحيح " جاحد " وليس " لا " في ط وفيه " ما يفعله ".
(3) ليس " على " في ط.
(4) في ن: كاف للمخالفة.
(5) في ن، ط، م: فلما رأى الذين صاروا الزيدية.
(6) ليس " كان " في ن، ط، وفي م: فهذان سبب.
305

جعفر وزيد عليهما السلام فما كان بينهما خلاف.
والدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي عليه السلام " من
أراد الجهاد فإلى ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر " ولو ادعى
الإمامة لنفسه كمال (1) العلم عن نفسه إذ كان الإمام يكون (2) أعلم من
الرعية، ومن مشهور قول جعفر (3) عليه السلام " رحم الله عمي زيدا (4)
لو ظفر لوفا (5) إنما ادعا (5) إلى الرضا من آل محمد وأنا الرضا ".
وتصديق ذلك ما حدثنا به علي بن الحسن، قال حدثنا عامر بن
عيسى بن عامر السير في (6) بمكة في ذي (7) الحجة سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة، قال حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن
الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن (8)
علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا محمد بن مطهر [قال (9)

(1) في ن، ط، م: لم ينف كمال.
(2) ليس " يكون " في ن، ط، م.
(3) في ط، ن: جعفر بن محمد عليهما السلام.
(4) في ن: زيد.
(5) في ن، ط: لوفى إنما دعى.
(6) في ن، ط، م: السيرافى.
(7) في ط: في ذي حجة.
(8) سقط " بن علي " في ط.
(9) ما بين القوسين ليس في ن.
306

حدثني أبي] قال حدثنا عمر (1) بن المتوكل بن هارون البجلي،
عن أبيه المتوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه
وهو متوجه إلى خراسان، فما رأيت رجلا في عقله وفضله (2)، فسألته
عن أبيه عليه السلام فقال: إنه قتل وصلب بالكناسة (3)، ثم بكى
وبكيت حتى غشي عليه، فلما سكن قلت له: يا ابن رسول الله وما
الذي أخرجه إلى قتال هذا الطاغي وقد علم من أهل الكوفة ما علم؟
فقال: نعم لقد سألته عن ذلك فقال: سألت (4) أبي عليه السلام يحدث
عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال: وضع رسول الله صلى

(1) في ط، ن، م: عمير.
(2) في ط - بعد وفضله -: مثل.
(3) الكناسة بالضم والكنس: كسح ما على وجه الأرض من القمام،
والكناسة ملقى ذلك وهي محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وفيها يقول
الشاعر:
يا أيها الراكب الغادي لطيته * يؤم بالقوم أهل البلدة الحرم
أبلغ قبائل عمرو إن أتيتهم * أو كنت من دارهم يوما على أمم
إنا وجدنا فقيرا في بلادكم * أهل الكناسة أهل اللؤم والعدم
أرض تغير أحساب الرجال بها * كما رسمت بياض الريط بالحمم
معجم البلدان 4 / 307 ط ليدن
(4) في ن، ط، م: سمعت أبي.
307

الله عليه وآله وسلم يده على صلبي فقال: يا حسين يخرج من صلبك
رجل يقال له: زيد يقتل شهيدا إذا (1) كان يوم القيامة يتخطى هو
وأصحابه رقاب الناس ويدخل الجنة، فأحببت أن أكون كما وصفني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم قال: رحم الله أبي زيدا، كان والله أحد المتعبدين قائم ليله
صائم نهاره يجاهد في سبيل الله عز وجل حق جهاده. فقلت: يا ابن
رسول الله هكذا (2) يكون الإمام بهذه الصفة. فقال: يا أبا عبد الله إن
أبي لم يكن بإمام ولكن كان (3) من سادات الكرام وزهادهم، وكان
من المجاهدين في سبيل الله (4)، وقد جاء عن (5) رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فيمن ادعى الإمامة كاذبا، فقال: مه يا أبا عبد الله إن
أبى عليه السلام كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق، وإنما قال
" أدعوكم إلى الرضا من آل محمد ". عنى بذلك عمي جعفر (6).
قلت: فهو اليوم صاحب هذا الأمر؟ قال: نعم هو أفقه بني هاشم.
ثم قال: يا أبا عبد الله إني أخبرك عن أبي عليه السلام وزهده

(1) في ن، ط: فإذا كان.
(2) في ط: هذا يكون.
(3) ليس " كان " في ط، ن.
(4) في ط " قلت وقد جاء... " وأما في ن، م " قلت: يا ابن رسول
الله أما إن أباك قد ادعى الإمامة وخرج مجاهدا في سبيل الله ".
(5) في ن: من.
(6) في ن، ط، م: جعفرا.
308

وعبادته، إنه كان يصلي في نهاره ما شاء الله، فإذا جن (1) عليه السلام
نام نومة خفيفة، ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله، ثم
يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي
بدموع جارية حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة، ثم
يقوم يصلى الغداة إذا وضح الفجر، فإذا فرغ من صلاته قعد في
التعقيب إلى أن يتعالى النهار، ثم يقوم في حاجته ساعة، فإذا قرب
الزوال قعد في مصلاه فسبح الله تعالى ومجده إلى وقت الصلاة،
فإذا حان وقت الصلاة قام فصلى الأولى وجلس (2) هنيئة وصلى العصر
وقعد (3) تعقيبه ساعة، ثم سجد سجدة فإذا غابت الشمس صلى العشاء (4)
والعتمة. قلت: كان يصوم دهره؟ قال: لا ولكنه كان يصوم في السنة
ثلاثة أشهر ويصوم في الشهر ثلاثة أيام. قلت: فكان يفتي الناس في
معالم دينهم؟ قال: ما أذكر ذلك عنه. ثم أخرج إلي صحيفة كاملة
فيها أدعية علي بن الحسين عليهما السلام.
حدثنا أبو علي أحمد بن سليمان، قال حدثني أبو علي ابن
همام، قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور (5)، عن أبيه محمد

(1) في ن، ط، م: فإذا جن الليل عليه.
(2) في ط: فجلس.
(3) في ن، ط، م: في تعقيبه.
(4) في ط " صلى المغرب ثم العشاء " وليس فيه: العتمة.
(5) في ن، ط، م: جمهور العمى.
309

ابن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسلم قال: دخلت
على زيد بن علي عليه السلام فقلت: إن قوما يزعمون أنك صاحب
هذا الأمر (1). قال: ولكني من العترة. قلت: فمن يلي هذا الأمر
بعدكم؟ قال: ستة (2) من الخلفاء والمهدي منهم. قال ابن مسلم:
ثم دخلت على الباقر (3) عليه السلام فأخبرته بذلك فقال: صدق أخي
زيد، سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء والمهدي منهم. ثم
بكى عليه السلام وقال: كأني به وقد صلب في الكناسة.
يا ابن مسلم حدثني أبي عن أبيه الحسين عليه السلام قال: وضع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على كتفي وقال: يا بني (4)
يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما، إذا كان يوم القيامة
حشر (5) إلى الجنة.
حدثنا الحسين بن علي، قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى،
قال حدثني أبو العباس أحمد بن علي بن إبراهيم العلوي المعروف

(1) ليس " الأمر " في ط وفيه، ن، م: قال: لا.
(2) في ن، ط، م: سبعة.
(3) في ط، ن، م: على الباقر محمد بن علي.
(4) في ن، ط، م: يا حسين.
(5) في ن، ط، م: حشر وأصحابه.
310

بالجواني (1)، قال حدثني أبي علي (2) بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الله (3)
محمد المديني، قال حدثنا عمارة بن زيد الأنصاري، قال حدثني
عبد العلا (4) قال: قلت لزيد بن علي عليه السلام: ما تقول في الشيخين؟
قال: [...] قلت: فأنت صاحب الأمر؟ قال: لا ولكني من العترة.
قلت: فإلى من تأمرنا. قال: عليك بصاحب الشعر - وأشار إلى
الصادق (5) عليه السلام.
ولولا كراهية التطويل لأوردت أكثر من هذا، وهذا القدر
مقنع للمنصف المتدين.
فإن قال قائل: إن كان خبر أسلافكم دوننا حجة علينا فيما يروونه
عن زيد بن علي عليه السلام بأنه (6) رعية لجعفر فما تنكرون (7) [بأن
خبر أسلافكم منا] دونكم فيما يروونه عن جعفر بن محمد بأنه رعية
لزيد بن علي عليهما السلام حجة عليكم، وإذا اختلفا (8) في الروايات

(1) في ط: بالجوابي.
(2) ليس " علي بن إبراهيم " في ط.
(3) في ط، ن، م " عبد الله بن محمد " وفي ط: المدني.
(4) في ط، ن، م: عبد الله بن العلا.
(5) في ن، ط، م: إلى الصادق جعفر بن محمد.
(6) في م: فإنه.
(7) في ن، م " فما ينكرون خبر أسلافنا دونكم فيما يروونه... "
وفي ط: وما تنكرون خبر أسلافنا دونكم يروونه...
(8) في ط، م " فإذا اختلفنا " وفي ن: فإذا اختلفتا.
311

لم يكن خبركم أولى بالصحة من خبرنا، وإذا كان الأمر هكذا
فالواجب علينا وعليكم اطراح الخبرين والاعتماد على ما قاله صلى
الله عليه وآله وسلم: بأن الإمام من عترته أهل بيته.
فنقول: الفرق بين خبرنا وخبركم أنا نحكي ما يدعيه (1) عن أكثر
من خمسمائة شيخ (2) معروفين مشهورين، فمن (3) لقي جعفر بن محمد
عليهما السلام يحكي عنه ما يحكي، ولو شئنا أن نذكرهم بأسمائهم (4)
وأنسابهم ما تعذر علينا، ولو شئنا أن نحصر (5) كتب الفقه التي رويت
عنهم لسهل علينا، وأنتم فإنما تحكمون (6) وتروون عن الواحد والاثنين
كما حكت العامة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال " من سمعته (7)
يقدمني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري " " وخير الناس
بعد نبيها أبو بكر وعمر "، وكيف يقول القائل في ذلك وهو (8)

(1) في ن، ط، م: ما ندعيه.
(2) في ط: أشياخ.
(3) في ط " مما لقى جعفر بن محمد تحكى " وليس " عنه " فيه.
(4) في ن، ط، م: بأساميهم.
(5) في ط، ن، م " أن نحضر " وفي م: " كنت " بدل " كتب " وهو
غير صواب.
(6) في ط، ن، م " فإنما تحكون " وفي ن: وترون.
(7) في ط: أنه قال سمعته يقول من قدمني.
(8) في ن، ط، م: وهذا الذي.
312

الذي احتججنا به من كثرة عدد مشائخنا يمكن (1) فيه المعارضة
باللسان، لكن (2) الروايات وأخبار كتب السلف ومسألة الإمامية (3)
على كثرة عددهم مجتمعين ومتفرقين على الكتب المشهورة المعروفة
بكتب الأصول، فيكشف (4) حق ما ادعيناه من باطله، والكلام في
الأخبار خاصة يجب أن يقع بين أهله التصادق (5).
وقد وفينا بما وعدنا في صدر كتابنا من الاحتجاج في إثبات
أخبار (6) النصوص على الأئمة عليهم السلام من الصحابة والعترة
الطهارة على حد الايجاز والاقتصار (7)، إذ كان غرضنا إثبات الحجة
ووضوح البيان لمن أنصف من نفسه وتدين وعرف الحق من الباطل
والصدق من الكذب.
والله الموفق للصواب (8) وإليه المرجع والمآب، والحمد لله
الكريم الوهاب، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله إلى يوم
الحشر والحساب.

(1) في ن، ط، م: شئ يمكن.
(2) في م: ولكن.
(3) في ط: الإمامة.
(4) في ن، م " فتكشف " وفي ط: فكشف.
(5) في ن، ط، م: بين أهل التصادق فيه.
(6) في ط " إخراج ".
(7) في م: والاختصار.
(8) في ط، ن، م " وهو حسبنا ونعم الوكيل " وفي ط " نعم المولى
ونعم النصير ".
313

أعلام الرواة
* إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الأحمري النهاوندي، ضعفه بعض
وصححه بعض آخر، وهو من المجاهيل والعلم عند الله. النجاشي
14، جامع الرواة 1 / 18، تنقيح المقال 1 / 13.
* إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن إسحاق الهاشمي. والظاهر أنه
أبو إسحاق الهاشمي، روى عن جماعة وعن أبيه عبد الصمد بن موسى
ابن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب. تاريخ بغداد 6 / 137، ميزان الاعتدال 1 / 46.
* إبراهيم بن عبيد الله بن العلا المدني. قال ابن الغضائري: لا نعرفه
إلا بما ينسب إليه عبد الله بن محمد البلوي وينسب إلى أبيه عبيد الله
ابن العلا عمارة بن زيد وما يسند إليه إلا الفاسد المتهافت. قال:
315

وأظنه موضوعا على غير واحد. أقول: وهذا لا أعتمد على روايته
لوجود طعن هذا الشيخ فيه، مع أني لم أقف له على تعديل من
غيره. جامع الرواة 1 / 26.
* إبراهيم بن المختار الرازي أبو إسماعيل، صاحب ابن إسحاق،
روى عنه ابن حميد وعمرو بن رافع القزويني وطائفة. ميزان
الاعتدال 1 / 65.
* ابن أبي أويس. قال في الفهرست: له كتاب أخبرنا به جماعة عن
محمد بن علي بن الحسين... وقال النجاشي: عبد الله بن أبي
أويس له نسخة عن جعفر بن محمد عليهما السلام، أخبر القاضي
أبو الحسين محمد بن عثمان - إلى أن قال: قال حدثنا إسماعيل بن أبي
أويس قال حدثنا أبي أبو أويس عن جعفر بن محمد بكتابه - انتهى.
وقال في نضد الايضاح: عبد الله بن أبي أويس... له نسخة عن
جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام رواه عنه ابنه إسماعيل.
الفهرست 186، 367، النجاشي، 155.
* أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن شيبان الأنصاري، من مشهوري
الصحابة وفضلائهم، وهو من المكثرين من الرواية عنه، مات
سنة 74 يوم الجمعة ودفن بالبقيع. أسد الغابة 2 / 289.
* أبو سلمان غلط والصحيح أبو سليمان، وهو كنية أحمد بن نصر بن
سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة، وأبو هراسة كنية جده
سعيد سعيد. وفي جامع الرواة: البابلي بدل " الباهلي " وقال:
316

يلقب " أبو هوذة " سمع منه التلعكبري... مات يوم التروية سنة
333 ثلث وثلاثين وثلاثمائة. جامع الرواة 1 / 73، تنقيح المقال
1 / 13، 98، 99.
* أبو الصديق: بكر بن عمر الناجي.
* أبو همام: إسماعيل بن همام بن عبد الرحمان بن أبي عبد الله ميمون
البصري.
* أبو يحيى التيمي: إسماعيل بن يحيى بن عبيد.
* أبو يعلى: محمد بن زهير الابلي.
* أجلح الكندي. قال في جامع الرواة: أجلح بن عبد الله أبو حجية
الكندي، وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي، وهو شيعي مات
سنة 145. وقال الممقاني: أجلح بفتح الألف وسكون الجيم وفتح
اللام: انحسار الشعر عن جانبي الرأس أوله النزع ثم الجلح ثم
الصلع. وحجية: بضم الحاء وفتح الجيم وتشديد الياء المفتوحة
اسم رجل. والكندي: بكسر الكاف وسكون النون نسبة إلى كندة
وقيل بفتح الأول وضمه. جامع الرواة 1 / 39، تنقيح المقال
1 / 33، 44.
* أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد الأشعري، أبو علي القمي،
كان وافد القميين، روى عن الجواد والهادي عليهما السلام، وكان
من خاصة أبي محمد عليه السلام، ورأى صاحب الزمان وهو شيخ
القميين، كان صالحا كثير القدر ثقة. النجاشي 66، جامع الرواة
317

1 / 41، الكشي 466، رجال الشيخ 427.
* أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي أبو عبد الله، له
كتاب النوادر ومن جملة أصحابنا من عده من جلة الأصول، أخبر
بكتابه محمد بن جعفر النجار قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
عنه، وذكر النجاشي اسم أبيه " الحسن ". النجاشي 67، الفهرست
27، جامع الرواة 1 / 47.
* أحمد بن علي الفيدي. والظاهر أنه أحمد بن علي بن الفائدي، قال
في ضيافة الإخوان: اسم فاعل من فاد يفيد بمعنى الزائد، ووجه
النسبة غير معلوم. القزويني قال النجاشي: أبو عمر وشيخ ثقة من
أصحابنا، وقال: القائدي بالقاف، ووثقه الشيخ وقال: شيخ ثقة
من أصحابنا وجه في بلده، له كتاب النوادر وهو كتاب كبير.
النجاشي 70، الفهرست 34، ضيافة الإخوان 112، جامع الرواة
1 / 55.
* أحمد بن محمد بن إسحاق. قال الممقاني: لم أقف فيه إلا على قول
الوحيد في التعليقة إنه روى عنه الصدوق " ره " مترضيا، واحتمل
في المنتهى كونه أحمد بن محمد بن إسحاق المعاذي الذي يذكره
في إكمال الدين مترضيا. قلت: وترضيه قدس سره عليه أمارة
حسنة. تنقيح المقال 1 / 80.
* أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عباس بن إبراهيم
الجوهري، أبو عبد الله، وأمه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن
318

يعقوب بنت أخي القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، كان سمع
الحديث فأكثر واضطرب في آخر عمره، وكان جده وأبوه من
وجوه أهل بغداد إمام آل حماد والقاضي أبي عمر، له كتب منها
" مقتضب الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر " وغيره. النجاشي 62،
وفي جامع الرواة: الحسن بن عياش.
* أحمد بن محمد بن سعد (سعيد) بن عبد الرحمن بن زياد الهمداني
الكوفي المعروف بابن عقدة أبو العباس، جليل القدر عظيم المنزلة،
وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر، كان زيديا
جاروديا وعلى ذلك مات، وإنما ذكر في أصحابنا لكثرة روايته
عنهم وخلطه بهم وتصنيفه لهم، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين
249 ومات سنة ثلث وثلثين وثلاثمائة 333. يحكون أنه قال: أحفظ
مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث.
الفهرست 42، النجاشي 68، جامع الرواة 1 / 65.
* أحمد بن هودة بن أبي هراسة، هو أحمد بن نصر بن سعيد البابلي
" الباهلي " المعروف بابن أبي هراسة يلقب أبو هوذة، سمع منه
التلعكبري سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، ومات يوم التروية سنة ثلاث
وثلاثين وثلاثمائة. جامع الرواة 1 / 73.
* إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت. عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الهادي عليه السلام. جامع الرواة 1 / 80، تنقيح المقال 1 / 111.
* أسد بن مؤمن (موسى) أقول: هو أسد بن موسى بن إبراهيم
319

ابن الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي الحافظ الملقب
بأسد السنة، مولده عند انقضاء دولة أهل بيته. قال النسائي: ثقة
لو لم يصنف كان خيرا له. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين. ميزان
الاعتدال 1 / 207.
* إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ميمون البصري
مولى كندة ويكنى أبا همام، روى عن الرضا عليه السلام، ثقة هو
وأبوه وجده، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى. النجاشي 22،
جامع الرواة 1 / 104.
* إسماعيل بن يحيى بن عبيد أبو يحيى التيمي، من ولد أبي بكر
ابن أبي قحافة. ميزان الاعتدال 1 / 253.
* الأشفع بالشين ثم الفاء، وقيل الأسفع بالسين ثم الفاء، وفي أسد
الغابة الأسقع بالسين والقاف كنيته أبو شداد، وقيل أبو الأسقع وأبو
قرصافة، وقيل الأصقع بالصاد والقاف، كما اختلف في نسبه قال
بعض: الزبيدي وبعض آخر: الزبيري. توفي خمس وثمانين وهو
ابن ثمان وتسعين سنة. أسد الغابة 5 / 77، تنقيح المقال 2 / 114،
3 / 277.
* أمية بن علي القيسي بالقاف بعده الياء، شامي ضعفه أصحابنا، يكنى
أبا محمد. النجاشي 77، جامع الرواة 1 / 108.
* بكر بن عمر الناجي بالجيم المعجمة أبو الصديق، قال ابن سعد:
يتكلمون في أحاديثه يستنكرونها، وقال غيره: ثقة تابعي محتج به
320

في الصحاح. ميزان الاعتدال 4 / 439.
* جابر بن سمرة العامري السوائي، وقد اختلف في كنيته فقيل أبو
خالد وقيل أبو عبد الله، وهو حليف بني زهرة وابن أخت سعد بن
أبي وقاص، أمه خالدة بنت أبي وقاص، مات سنة ست وستين أيام
المختار. أسد الغابة 1 / 254.
* جعفر بن سليمان الضبعي بضم الضاد وفتح الباء، قال الذهبي كان
من العلماء الزهاد على تشيعه، مات سنة ثمان وسبعين بعد المائة،
روى عن يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية استعمل عليهم عليا - الحديث
وفيه: ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن
بعدي. أدخله النسائي في صحاحه. جامع الرواة 1 / 152.
* جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو عبد الله، كان وجها
في الطالبيين مقدما، وكان ثقة في أصحابنا، هو والد أبي قيراط وهو
محمد بن جعفر هذا. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة وله
نيف وتسعون سنة، ونقل عنه أنه قال: ولدت بسر من رأس سنة أربع
وعشرين ومائتين. النجاشي 88، جامع الرواة 1 / 157.
* جعفر بن محمد بن مالك الفزاري كوفي أبو عبد الله، كان ضعيفا في
الحديث، وقال العلامة في الخلاصة: كوفي ثقة ويضعفه قوم، وقال
النجاشي: ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي ابن
321

همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله. قال
الشيخ: له كتاب النوادر. النجاشي 88، جامع الرواة 2 / 160،
الفهرست 78.
* جنادة بن أبي أمية الأزدي، سكن مصر. جامع الرواة 1 / 168.
* حارث بن المغيرة النصري من نصر بن معاوية، بصري روى عن
ابن جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي عليهم السلام،
ثقة ثقة، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا، بياع الزطي أبو علي،
يروي عنه أعاظم الأصحاب كصفوان بن يحيى وحسن بن محبوب.
النجاشي 101، فهرست الشيخ 82، جامع الرواة 1 / 107.
* الحارث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب، قال أهل السير:
إن نبهان كان عبدا لحمزة شجاعا فارسا، مات بعد شهادة حمزة
بسنتين، وانضم ابنه الحارث إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم بعده
إلى الحسن ثم إلى الحسين عليهما السلام، فلما خرج الحسين خرج
الحارث معه وتقدم أمام الحسين عليه السلام ففاز بالشهادة رضوان
الله عليه. تنقيح المقال 1 / 248.
* الحجاج بن أرطاة النخعي أحد الأعلام، صدقه ابن معين ومات
سنة 145. ميزان الاعتدال 1 / 459.
* الحسن بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أبو محمد
الطبري يعرف بالمرعش، كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها، قدم
322

بغداد ولقيه شيوخنا في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومات في سنة
ثماني وخمسين وثلاثمائة، له كتب. كان أديبا فقيها عارفا زاهدا ورعا
كثير المحاسن. روى عنه محمد بن محمد بن النعمان المفيد والحسين
ابن عبيد الله وأحمد بن عبدون والتلعكبري، وهو يروي عن علي
ابن إبراهيم القمي وأحمد بن عبد الله بن بنت البرقي وغيرهما.
النجاشي 48، جامع الرواة 1 / 195.
الحسن بن علي بن زكريا البزوفري العدوي، ضعيف جدا. جامع
الرواة 1 / 210.
* الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر الكوفي، روى عن الحسن بن
صالح وزهير وجماعة وعنه أحمد بن حنبل والكديمي وطائفة،
وذكر تضعيفه وتوثيقه، ونقل عن ابن حبان توثيقه، ومات في سنة
ثمان ومائتين 208. ميزان الاعتدال 1 / 531.
* الحسين بن عطية. ليس في الكتب الرجالية التي عندنا الحسين وفيها
الحسن بن عطية الحناط كوفي مولى ثقة، وهو الحسن بن عطية
الدغشي المحاربي ابوناب وأخواه محمد وعلي أيضا ثقتان وكلهم
رووا عن الصادق عليه السلام. له كتاب رواه حميد بن زياد عن
أحمد بن ميثم من أولاد التمار رحمه الله عنه. النجاشي 34،
الفهرست 91، جامع الرواة 207.
* الحسين بن علي بن زكريا بن صالح بن زفر العدوي أبو سعيد البصري،
قال ابن الغضائري إنه ضعيف جدا كذاب. جامع الرواة 1 / 249.
323

* حسين بن علي البزوفري ابن سفيان، أبو عبد الله، شيخ ثقة جليل
من أصحابنا، له كتب، روى عنه التلعكبري ومحمد بن أحمد بن
داود وغيرهما. النجاشي 50، جامع الرواة 1 / 249.
* حسين بن محمد بن سعيد أبو عبد الله، لم أجده إلا أن الممقاني
قال في رجاله: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، لم
أقف فيه إلا على قول الصدوق في الباب السادس والعشرين من العيون:
حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي سنة أربع
وخمسين وثلاثمائة - الخ. فيه دلالة على كونه من مشائخه، ولعله
لذلك نعتبر حسن حاله، والعلم عند الله تعالى - إنتهى كلامه.
أقول: وقال أيضا في إكمال الدين 1 / 254: حدثنا الحسن بن
محمد بن سعيد الهاشمي، ولعل الحسن صحف بالحسين. والعلم
عند الله عز وجل.
* حسين بن يزيد النوفلي النخعي مولاهم كوفي، أبو عبد الله، كان
شاعرا أديبا وسكن الري ومات بها، وقال قومن من القميين إنه غلا
في آخر عمره. أقول: قال الممقاني في رجاله: قد ذكرنا غير مرة
أن رمي القدماء رجلا بالغلو لا ينبغي الاعتناء به، لأن جملة مما هو
الآن من ضروريات المذهب كانوا يعدونها غلوا، مع أن الغلو في
آخر عمره غير مضر في رواياته التي رواها حال الاستقامة - إلى أن
قال: فالحق أن الرجل من الحسان وتضعيفه لا وجه له. الفهرست
101، تنقيح المقال 1 / 349.
324

* حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، فاضل جليل القدر، من غلمان
محمد بن مسعود العياشي، وهو يشارك محمد بن مسعود في روايات
كثيرة ويتساويان فيها. الفهرست 120.
* رجاء بن يحيى بن سامان، أبو الحسين الكاتب الشيعي. النجاشي
119، نضد الايضاح 138.
* زيد بن الحسن الأنماطي قال الشيخ أسند عنه، وقال في ميزان الاعتدال:
القرشي الكوفي صاحب الأنماط عن جعفر بن محمد ومعروف بن
خربوذ، وعنه ابن راهويه ونصر الوشاء، قواه ابن حبان. ميزان
الاعتدال 2 / 102، رجال الطوسي 197.
* سعد بن مالك بن شيبان: أبو سعيد الخدري.
* سفيان بن عتبة (عيينة) الهلالي، أحد الثقات، أجمعت الأمة على
الاحتجاج به. ميزان الاعتدال 2 / 170.
* سيف بن عميرة النخعي، عربي كوفي ثقة، يروي عن أبي عبد الله
وأبي الحسن عليهما السلام. النجاشي 135.
* صالح بن عقبة، ذكره النجاشي وقال له كتاب. النجاشي 142.
* العباس بن بكار الضبي. وقع في طريق الصدوق في الفقيه، وقال في
معين النبيه في شرح مشيخة الفقيه: لم أعرفه. أقول: لم أظفر به
في الكتب الرجالية التي عندي، إلا أن الشيخ في الفهرست ذكره
في طريق سند خطبة أبي ذر الغفاري التي يشرح فيها الأمور بعد
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: أخبرنا به الحسين بن عبيد الله
325

عن الدوري عن الحسن بن علي البصري عن العباس بن بكار عن
أبي الأشهب عن أبي رجاء العطاردي قال: خطب أبو ذر رضي
الله عنه - وذكر الخطبة بطولها. الفهرست 81، معين النبيه - مخطوط.
* عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي، من أكابر الشيعة الإمامية
والرواة للآثار والسير، قال الشيخ: يكنى أبا أحمد من أهل البصرة
إمامي المذهب، له كتب في السير والأخبار وله كتب في الفقه.
والجلودي بفتح الجيم أو بفتحها وضم اللام وإسكان الواو وإهمال
الدال منسوب إلى جلود قرية في البحر (البحرين)، وقيل جلود
بطن من الأزد. توفي يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من ذي
الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في يوم الغدير وصلى عليه
أبو جعفر العلوي. فهرست ابن النديم 246، 128، فهرست الشيخ
ونضد الايضاح 183.
* عبد الله بن حماد. هو من شيوخ أصحابنا، يكنى أبا محمد نزل قم،
له كتابان، يروي عنه الأحمري. النجاشي 151، جامع الرواة
1 / 482.
* عبد الله بن ذكوان أبو الزياد (أبو الزناد)، عد من أصحاب السجاد
عليه السلام وحاله مجهول وظاهره كونه إماميا ووثقه العامة، وقيل
كان أبوه ذكوان أخا أبي اللؤلؤ قاتل عمر، وقيل توفي سنة 130
وقيل 132 والله العالم. رجال الشيخ 96. جامع الرواة 1 / 483،
326

تنقيح المقال 2 / 181، 3 / 17، ميزان الاعتدال 2 / 418.
* عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهو ابن
خالة خالد بن الوليد، وكان يسمى البحر لسعة علمه ويسمى حبر الأمة،
ولد والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته بالشعب من مكة،
فأتي به النبي " ص " فحنكه بريقه وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين
وقيل غير ذلك، ومات بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن سبعين
سنة، وقيل إحدى وسبعين، وقيل في سنة وفاته ومدة سنه غير ذلك
فارجع إلى محالها، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وقال: مات
والله اليوم حبر هذه الأمة. أسد الغابة 3 / 192.
* عبد الله بن عمر البلوي والظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمير (عمر)
ابن محفوظ البلوي أبو محمد المصري، وقال الشيخ: وبلى قبيلة
من أهل مصر، وقيل: منسوب إلى بلى بن عمرو بن الخاف من
قضاعة. وفي الصحاح: البلى على فعيل قبيلة من قضاعة والنسبة
إليهم بلوي، كان واعظا فقيها، وكان ضعيفا مطعونا عليه لا يلتفت إليه
ولا يعبأ به. فهرست الشيخ 194، جامع الرواة 1 / 504.
* عبد الله بن معبد - بالباء - الزماني، من جلة التابعين، وثقة النسائي
يحدث عن أبي قتادة، قال البخاري: لا يعرف له سماع منه. ميزان
الاعتدال 2 / 507.
* عبد الملك بن عمير اللخمي الكوفي الثقة، أبو عمر القبطي، عرف
327

بذلك لفرس كان له اسمه قبطي، رأى عليا عليه السلام وروى عن
جابر بن سمرة. ميزان الاعتدال 2 / 660.
* عبد الوهاب بن همام الصنعاني الحميري، أخو عبد الرزاق، وثقه
ابن معين، وقال أبو حاتم: كان يغلو في التشيع وأبوه همام بن نافع
أيضا، وثقه ابن معين. ميزان الاعتدال 2 / 684، 4 / 308.
* علي بن أحمد بن محمد الدقاق الذي ذكره المولى الوحيد وقال:
روى عنه الصدوق مترحما. وقال السيد الداماد الأمير محمد باقر
في الراشحة الثالثة والثلاثين من كتابه " الرواشح السماوية ": ثم
إن لمشائخنا الكبراء مشيخة يوقرون ذكرهم ويكثرون من الرواية
عنهم والاعتناء بشأنهم ويلتزمون أرداف تسميتهم بالرضيلة عنهم أو
الرحملة لهم البتة، فأولئك أيضا ثبت فخماء وإثبات أجلا ذكروا
في كتب الرجال أولم يذكروا، والحديث من جهتهم صحيح معتمد
عليه نص عليهم بالتزكية والتوثيق أو لم ينص، وهم كأبي الحسن
علي بن أحمد - إلى أن قال - وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق. الرواشح السماوية 105.
* عبد الله بن أحمد بن نهيك، أبو العباس النخعي النهيكي، الشيخ
الصدوق ثقة، وآل نهيك بالكوفة بيت من أصحابنا، ونهيك بفتح
النون كأمير، وفي الخلاصة النهيلي باللام والصحيح الكاف، روى
عنه حميد بن زياد وأحمد بن أبي عبد الله وغيرهما. جامع الرواة
1 / 471.
328

* علي بن الجعد أبو الحسن الجوهري الحافظ الثبت، آخر أصحاب
شعبة قاله الذهبي، وقال ابن عدي: لم أر في رواياته حديثا منكرا
إذا حدث عنه ثقة. ميزان الاعتدال 3 / 116.
* علي بن الحسن (الحسين) بن علي بن عمر بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثني حسين بن زيد
ابن علي عن عمه عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين.
* علي بن حسن بن مندة، لم أعثر عليه في كتب الرجال التي عندنا إلا
أنه قال الممقاني في كتابه: علي بن الحسين بن محمد بن مندة أبو
الحسن، عنونه المولى الوحيد " ره " وقال: قد أكثر الرواية عنه
الثقة الجليل علي بن محمد بن علي الخزاز مترحما عليه، والظاهر
أنه من مشائخه وهو في طبقة الصدوق، وكثيرا ما يروي عن الثقة
الجليل هارون بن موسى التلعكبري. تنقيح المقال 2 / 283.
* علي بن الحسين أبو الحسين، والظاهر هو علي بن الحسين بن بابويه
القمي، قال الشيخ في الفهرست: هو شيخ القميين في عصره
ومتقدمهم وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين
ابن روح وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن
الأسود يسأله أو يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله
فيها الولد، فكتب عليه السلام إليه " قد دعونا الله لك بذلك وسترزق
ولدين ذكرين خيرين " فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد،
ويقول أبو جعفر: أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام ويفتخر
329

بذلك. مات علي بن الحسين سنة 329. النجاشي 184، الفهرست
للشيخ 218.
* علي بن الحسين بن محمد بن مندة، والظاهر أنه بضم الميم
وسكون النون وفتح الدال المهملة والهاء. والعلم عند الله. تنقيح
المقال 2 / 283.
* علي بن الحسين الهمداني، ثقة من أصحاب الجواد عليه السلام.
جامع الرواة 1 / 575.
* علي بن خرور (حزور) بفتح الحاء المهملة والزاء المعجمة والواو
المشددة والراء المهملة أخيرا، وهو في الأصل الشيخ الفاني، لم
يرد فيه توثيق وضعفوه، ويقال له: علي بن أبي فاطمة، مات بعد
الثلاثين ومائة 130. تنقيح المقال 2 / 275، ميزان الاعتدال 3 / 118.
* علي بن زيد بن جذعان، أبو الحسن التيمي البصري، ذكره في
ميزان الاعتدال 3 / 127 وقال: كان رافضيا يتشيع.
* علي بن عباس المقانعي، يروي عن عباد بن يعقوب الرواجني، قال
الشيخ في الفهرست: رحمه الله تعالى له كتاب فضل الشيعة. الفهرست
223، جامع الرواة 1 / 588، 431.
* علي بن عبد الله الخديجي النيلي. إنما قيل له الخديجي لأنه ينسب
إلى ولد أبي هالة النباش الأسيدي الذي كان زوج خديجة بنت خويلد
قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويقال له: الخديجي الأصغر
ولعلي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الأكبر، والرجل كان
330

ضعيفا فاسد المذهب، روى عنه التلعكبري، وله كتاب الصفينيات
والكوفيات تشتمل على أفعال أمير المؤمنين عليه السلام، قال بعض
أصحابنا إن هذا الكتاب كتاب ملعون في تخليط عظيم. النجاشي
190، نضد الايضاح 224، جامع الرواة 1 / 590.
* علي بن عبد الله الدقاق، وفي بعض النسخ الدقاق، إن كان الدقاق
فهو الذي يروي عنه الصدوق قدس سره مترحما عليه عن سعد بن
عبد الله. تنقيح المقال 2 / 297.
* علي بن هاشم بن البريد، أبو الحسن الخزاز الزبيدي، مولاهم
الكوفي، وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان: غال في التشيع،
قال الذهبي: قلت ولغلوه ترك البخاري إخراج حديثه فإنه يتجنب
الرافضة كثيرا كأنه يخاف من تدينهم بالتقية، ولا نراه يتجنب القدرية
ولا الخوارج ولا الجهمية فإنهم على بدعهم يلزمون الصدق. أقول:
ليس هذا من البخاري ببعيد، لأنه ضل عن الطريق وبعد عن الحق
الحقيق، مات في سنة إحدى وثمانين ومائة. جامع الرواة 1 / 601.
ميزان الاعتدال 3 / 106.
* علقمة بن محمد الحضرمي. هو أخو أبي بكر الحضرمي الكوفي، من
أصحاب الصادقين عليهما السلام ومن الرواة عنهما. رجال الطوسي
129، 262.
* عمير بن هاني العنسي، بالنون الداراني تابعي، وثقه العجلي، وقال
الفسوي: لا بأس به، قتل سنة سبع وعشرين ومائة. ميزان الاعتدال
3 / 292.
331

* عيسى بن العراد الكبير أبو الحسن، لم أعثر عليه في الكتب الرجالية
التي عندنا إلا أنه قال النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الله بن عمرو
اللاحقي: أخبرنا أبو الفرج القناني قال حدثنا محمد بن عبد الله
قال حدثنا محمد بن عيسى بن العراد سنة عشرة وثلاثمائة قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن عمرو - اللاحقي - سنة خمسين ومائتين بكتابه،
فيحتمل أن يكون محمد بن عيسى فسقط " محمد بن " وبقي " عيسى
ابن العراد " بالعين المهملة. وقال في جامع الرواة في ترجمة محمد
ابن عبد الله اللاحقي المذكور: عنه أحمد بن محمد بن عيسى بعراد
بالباء ثم العين المهملة، وقال الممقاني في رجاله: القراد بالقاف.
النجاشي 259، جامع الرواة 2 / 142، تنقيح المقال 3 / 144.
* محمد بن أبي عبد الله هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي،
بدليل روايته عن موسى بن عمران ورواية محمد بن موسى بن
المتوكل عنه، وأهل الفن وثقوه، قال النجاشي: أبو الحسين الكوفي
ساكن الري يقال له: محمد بن أبي عبد الله، كان ثقة صحيح الحديث
إلا أنه روى عن الضعفاء، مات ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى
الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. النجاشي 264، جامع الرواة
2 / 49.
* محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان، الجمال المعروف
بالصفواني يكنى أبا عبد الله، له مصنفات، يروي عن علي بن إبراهيم
ابن هاشم، روى عنه التلعكبري، وهو خاصي نزيل بغداد. رجال
332

الطوسي 502.
* محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور العباسي
الهاشمي، روى عنه التلعكبري، يكنى أبا الحسن، يروي عن عمه
أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور عن أبي محمد
صاحب العسكر عليه السلام معجزات ودلائل - إنتهى. أقول: والظاهر
هو عم أبيه أحمد لا عم نفسه. فتدبر. جامع الرواة 2 / 62،
النجاشي 210.
* محمد بن إسماعيل البرمكي، هو محمد بن إسماعيل بن أحمد بن
بشير البرمكي المعروف بصاحب الصومعة، أبو عبد الله سكن بقم
وليس أصله منها، له كتب عنه محمد بن جعفر الأسدي، فقال النجاشي:
إنه ثقة مستقيم وضعفه ابن الغضائري. جامع الرواة 2 / 68.
* محمد بن جعفر بن محمد بن عون: محمد بن أبي عبد الله.
* محمد بن الحسين بن حفص الأشناني الكوفي، أبو جعفر، روى
عنه التلعكبري وسمع منه سنة 315، مات سنة 317، وروى عنه
محمد بن محمد بن الحسين بن هارون الكندي. الفهرست 29،
جامع الرواة 2 / 99.
* محمد بن خالد الطيالسي يكنى أبو عبد الله، روى عنه حميد أصولا
كثيرة، ومات سنة 259 وله سبع وتسعون سنة، والطيالسي نسبة
إلى الطيالسة جمع الطيلسان، ووجه النسبة كونه بياع الطيالسة قسم
من الثياب، ويحتمل بعيدا أن يكون نسبته إلى الطيلسان إقليم واسع
333

كثير البلدان والسكان من نواحي الديلم والخزر. تنقيح المقال 1 / 64،
رجال الطوسي 499.
* محمد بن رهبان بن محمد. أقول لعل: هو محمد بن وهبان أبو
عبد الله الدبيلي ساكن البصرة النهباني، ثقة من أصحابنا. النجاشي
282، جامع الرواة 2 / 211.
* محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، بالغين المعجمة المفتوحة
والموحدة مولى بني غلاب قبيلة بالبصرة أو " غلاب " اسم امرأة،
وقيل: الفلابي بالفاء المفتوحة وتخفيف اللام والباء الموحدة بعدها
الياء. والظاهر أن الفاء تصحيف أو سهو. والله يعلم الحقائق.
وكنيته أبو عبد الله، وكان وجها من وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان
واسع العلم أخباريا وثقة صادقا، وصنف كتبا كثيرة، ومات سنة
ثمان وتسعين ومائتين. فهرست ابن النديم 121، نضد الايضاح
293، جامع الرواة 2 / 114.
* محمد بن زهير أبو يعلى الابلي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
ميزان الاعتدال 3 / 551.
* محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي، أبو عبد الله
الصفار، وقيل: العطار، روى عن الرضا عليه السلام. النجاشي
259، نضد الايضاح 299.
* محمد بن عبد الله الكوفي الأسدي. أقول: هو محمد بن جعفر بن
محمد بن عون الأسدي الكوفي أبو الحسين الكوفي بقرينة روايته
334

عن محمد بن إسماعيل البرمكي، وقالوا: إن كان محمد بن جعفر
الأسدي الكوفي فهو ثقة، قال في الفهرست: محمد بن جعفر الأسدي
يكنى أبا الحسين له كتاب الرد على أهل الاستطاعة. جامع الرواة
2 / 48، 83، الفهرست 282.
* محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، يكنى أبا المفضل، كثير
الرواية حسن الحفظ غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا، قال في
جامع الرواة: روى عنه الحسين بن عبيد الله، وهو يروي عن أبي
العباس محمد بن جعفر بن محمد البزاز وغيره. فهرست الشيخ 299،
جامع الرواة 2 / 144.
* محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، أبو جعفر " الصدوق "
نزيل الري، شيخنا فقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، كان جليلا وحافظا
للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في
حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف، مات رحمه الله
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. الفهرست 304، النجاشي 276،
جامع الرواة 2 / 154.
* محمد بن علي بن المعمر الكوفي أبو الحسين صاحب الصبيحي،
سمع منه التلعكبري سنة 329 وله منه إجازة، وعده الشيخ في رجاله
ممن لم يرو عنهم. أقول: المعمر بفتح الميم وسكون العين وفتح
الميم ثم الراء أخيرا. نضد الايضاح 308، جامع الرواة 2 / 158.
* محمد بن عمر بن محمد بن سالم أبو بكر الجعابي الحافظ القاضي،
335

كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم، قال في ميزان الاعتدال:
أحد الحفاظ المجودين... وهو شيعي ما شاهدنا أحفظ منه، قال
لغلامه حين ضاعت كتبه: لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل
علي منها حديث لا إسنادا ولا متنا، مات سنة 355. النجاشي 281،
ميزان الاعتدال 3 / 670.
* محمد بن مزيد بن محمود بن أبي الأزهر المتوشحي، نحوي
من المجاهيل، روى عن يعقوب بن يزيد وروى عنه أبو المفضل.
جامع الرواة 2 / 192، تنقيح المقال 3 / 182، ميزان الاعتدال 4 / 35.
* محمد بن مسعود بن عياش السمرقندي العياشي، كان في أول عمره
عاميا ثم تبصر، وكان حديث السن سمع من أصحابنا، كان جليل
القدر شيخ الطائفة، أنفق على العلم والحديث تركة أبيه كلها وكانت
ثلاثمائة ألف دينار. الفهرست 317.
* محمد بن موسى بن المتوكل. روى عن عبد الله بن جعفر الحميري،
وروى عنه ابن بابويه، كذا قال الشيخ في رجاله والعلامة في الخلاصة،
وقال: ثقة، وفي التعليقة: أنه قد أكثر الصدوق الرواية عنه مترحما.
جامع الرواة 2 / 205، تنقيح المقال 3 / 193.
* محمد بن وهبان. قال النجاشي محمد بن رهبان - بالراء - أبو عبد الله
الدبيلي ساكن البصرة ثقة من أصحابنا واضح الرواية قليل التخليط،
وضبط في جامع الرواة بالواو " وهبان "، قال في تنقيح المقال:
وفي بعض النسخ " رهبان " ولعله غلط، وفي الفهرست أيضا بالواو
336

(وهبان) وأضاف (الهباني) قاله في ترجمة الحسين بن أبي غندر
بضم الغين وسكون النون وفتح الدال. الفهرست 100، النجاشي
282، تنقيح المقال 3 / 192.
* محمد بن يحيى أبو جعفر العطار القمي شيخ أصحابنا في زمانه،
ثقة عين كثير الحديث، له كتب منها مقتل الحسين عليه السلام
وكتاب النوادر، يروي عنه ابنه أحمد بن محمد. النجاشي 250،
جامع الرواة 2 / 213.
* محمد بن يوسف الفريابي بسكر الفاء وسكون الراء وبعده الياء مع
الألف وبعده الباء الموحدة ثم يا النسبة، هو شيخ البخاري،
أحد الاثبات، حدث ابن عيينة وابن أبي نجيح وغيرهما. ميزان
الاعتدال 4 / 71.
* أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني. أوحد عصره في مذهب أبي
جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري الآملي المولود بآمل
سنة 224 والمتوفى 310، وحفظ كتبه، والمتفنن في علوم كثيرة في
نهاية الذكاء وحسن الحفظ وسرعة الخاطر في الجوابات، وله تآليف
كثيرة في العلوم المختلفة والفنون المتشتة في الفقه والكلام والنحو
وغير ذلك. فهرست ابن النديم 292.
* المفضل بن الحسن بن صالح. قال في الفهرست: مفضل بن صالح
يكنى أبا جميلة، له كتاب، وكان نخاسا يبيع الرقيق، ويقال إنه
كان حدادا. الفهرست 337.
337

* موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أبو الحسن، له كتاب النوادر،
روى عنه محمد بن أحمد بن أبي قتادة وعمران بن موسى. النجاشي
289، الفهرست 341، جامع الرواة 2 / 274.
* موسى بن عمران النخعي. روى محمد بن أبي عبد الله الكوفي عنه
عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي. جامع الرواة 2 / 279.
* هارون موسى التلعكبري، من بني شيبان جليل القدر عظيم المنزلة
واسع الرواية عديم النظير ثقة، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة،
وقال النجاشي: أبو محمد كان وجها في أصحابنا ثقة معتمدا لا يطعن
عليه له كتب... كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر والناس
يقرؤن عليه. جامع الرواة 2 / 308، النجاشي 308.
* هشام الدستوائي، هو ابن أبي عبد الله الدستوائي الحافظ، أحد
الاثبات، وقيل هو أمير المؤمنين في الحديث. ميزان الاعتدال
4 / 300.
* هيثم بن بشر الواسطي. قال الذهبي: هشيم بن بشير - بضم الهاء
مصغرا - السلمي أبو معاوية الواسطي الحافظ، أحد الأعلام، سمع
الزهري وحسين بن عبد الرحمن وأحمد ويعقوب وخلق كثير. ميزان
الاعتدال 4 / 306.
* يحيى بن خلف. إن كان الوابشي الهمداني ثقة كوفي، منسوب إلى
وابش بن زيد بن عدوان. النجاشي 310، نضد الايضاح 361.
* يحيى البكاء. هو ابن مسلم البكاء، ويقال فيه يحيى بن أبي خليد،
338

ويقال يحيى بن سليم، بصري من موالي أزد ويقال كوفي. ميزان
الاعتدال 4 / 408.
* يوسف بن السخت بضم السين وسكون الخاء أبو يعقوب، بصري
ضعيف مرتفع القول. نضد الايضاح 366، جامع الرواة 2 / 352.
339

مصادر التحقيق
القرآن المجيد
الاحتجاج على أهل اللجاج. للشيخ الجليل أبي منصور أحمد
ابن علي بن أبي طالب الطبرسي من أعلام القرن السادس والسابع.
إحقاق الحق. للفقيه المتكلم القاضي الشهيد السيد نور الله
التستري المتوفى سنة 1019.
الاختصاص. للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
المفيد المتوفى سنة 413.
أسد الغابة. للشيخ العلامة عز الدين أبي الحسن علي بن محمد
ابن عبد الكريم الجزري المعروف بابن الأثير المتوفى سنة 630.
أعلام الورى بأعلام الهدى. للعلامة الفهامة إمام المفسرين
أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المتوفى
سنة 548.
340

الأمالي. للشيخ الثقة المحدث الفقيه أبي جعفر محمد بن علي
ابن الحسين الصدوق ابن بابويه القمي المتوفى سنة 381.
تاريخ بغداد. للحافظ الإمام أبي بكر أحمد بن علي الخطيب
البغدادي المتوفى سنة 463.
تاريخ دمشق. للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن الحسن
المعروف بابن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571.
تنقيح المقال. للعلامة الفقيه الرجالي الشيخ عبد الله بن الحسن
المامقاني النجفي المتوفى سنة 1351.
التوحيد. للشيخ المحدث الثقة الصدوق.
جامع الرواة. للعلامة الرجالي المولى محمد بن علي الأردبيلي
الغروي الحائري من أعلام القرن الثاني عشر.
الخصال. للشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي.
الرجال للطوسي. محمد بن الحسن بن علي الطوسي المتوفى
سنة 460.
الرجال للكشي. للشيخ العلامة أبي عمرو محمد بن عمر بن
عبد العزيز الكشي من أعلام القرن الرابع.
الرجال للنجاشي. للشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن العباس
النجاشي المتوفى سنة 450.
الرواشح السماوية. للفقيه الحكيم السيد محمد باقر بن محمد
المعروف بالمير داماد المتوفى سنة 1040.
341

ضيافة الإخوان وهدية الخلان. للمولى العلامة رضي الدين
محمد بن الحسن القزويني المتوفى سنة 1096.
عيون الأخبار. للشيخ الفقيه المحدث الصدوق.
الغيبة للطوسي. محمد بن الحسن بن علي الطوسي.
الغيبة للنعماني. للشيخ العلامة أبي عبد الله الكاتب النعماني
محمد بن إبراهيم بن جعفر المعروف بابن زينب من أعلام القرن
الرابع.
الفهرست لابن النديم. أبي الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق
المعروف بالوراق المتوفى سنة 385.
الفهرست للشيخ الطوسي. محمد بن الحسن بن علي الطوسي.
الكافي. للشيخ المحدث الخبير محمد بن يعقوب الكليني
المتوفى سنة 329.
كمال الدين وتمام النعمة. للشيخ الفقيه المحدث ابن جعفر
محمد بن علي بن الحسين الصدوق المتوفى سنة 381.
كنزل العمال. للعلامة الشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين
ابن عبد الملك بن قاضي خان المتقي الهندي المتوفى سنة 975.
لسان العرب. للعلامة اللغوي الشيخ جمال الدين أبي الفضل
محمد بن مكرم الأنصاري المصري المتوفى سنة 711.
مجمع البحرين ومطلع النيرين. للشيخ العلامة المولى فخر
الدين بن محمد علي بن أحمد بن طريح النجفي المتوفى سنة 1085.
342

المصباح المنير. للعلامة اللغوي أحمد بن محمد بن علي
المقري الفيومي المتوفى سنة 770.
معجم البلدان. للعلامة الشيخ أبي عبد الله ياقوب بن عبد الله
الحموي الرومي البغدادي المتوفى سنة 626.
معين النبيه في بيان رجال من لا يحرضه الفقيه. للشيخ العلامة
ياسين بن صلاح الدين بن علي البحراني من أعلام القرن 12.
المناقب لابن شهرآشوب. الشيخ رشيد الدين محمد بن علي
ابن شهرآشوب السروي المازندراني المتوفى سنة 588.
ميزان الاعتدال. للعلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي المتوفى سنة 748.
نضد الايضاح. للمولى العلامة الفهامة محمد بن محسن علم
الهدى الكاشاني من أعلام القرن الحادي عشر.
نهاية اللغة. لابن الأثير الشيخ الإمام أبي السعادات مبارك بن
محمد الجزري المتوفى سنة 606.
343