الكتاب: كامل الزيارات
المؤلف: جعفر بن محمد بن قولويه
الجزء:
الوفاة: ٣٦٧
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: الشيخ جواد القيومي ، لجنة التحقيق
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: عيد الغدير ١٤١٧
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسسة نشر الفقاهة
ردمك:
ملاحظات:

كامل الزيارات
تأليف
الشيخ الأقدم
أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي
المتوفي 368 ه‍. ق
تحقيق
نشر الفقاهة
1

كامل الزيارات
المؤلف: الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه القمي
الموضوع: الحديث والزيارة
التحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق
الطبعة: الأولى
المطبعة مؤسسة النشر الاسلامي
الكمية: 1000
ليتوغرافي حميد
التاريخ: عيد الغدير 1417
مؤسسة
(نشر الفقاهة)
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب مشهور ومعروف بين الأصحاب ومن أهم المصادر المعتمد
عليها، اخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين كالحر العاملي ونقل
عنه جل الف منهم في الحديث والزيارة وغيرهما. وهو جامع الزيارات
وما روي في ذلك من الفضل عن الأئمة (عليهم السلام) وفيه أجلاء المشايخ المشهورين
بالعلم والحديث الذين وثقهم وزكاهم - عموما - مؤلفه الجليل، وفيه فائدة
عظيمة في المباحث الفقهية والرجالية، وإن كان فيه بحث لا يسعه المقام.
المؤلف:
وقال النجاشي: (... من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه...
وعليه قرا شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل وكل ما يوصف به الناس من
جميل وثقة وفقه فهو فوقه).
قال الطوسي (... يكنى أبا القاسم، ثقة له تصانيف كثيرة على عدد كتب
الفقه).
قال ابن طاووس نقلا عن الشيخ المفيد: وشيخنا الثقة الفقيه...).
3

ووصفه المفيد بالشيخ الصدوق على ما حكاه النجاشي في رجاله، كما
قال ابن طاووس: (ان الشيخ الصدوق المتفق على أمانته جعفر بن محمد بن
قولويه تغمده الله برحمته).
وبالجملة قد توارد عليه النص بالثقة في المصادر الرجالية وغيرها.
التحقيق:
في سالف من الزمان قد بذل جهده في احيائه وتصحيحه والتقديم له،
سماحة العلامة الشيخ الأميني والاردوبادي جزاهما الله خير الجزاء.
ومع ذلك كله ونظرا إلى متطلبات العصر، كان من الضروري ان يحقق الكتاب -
زائدا على ما مر - ويخرج بصورة أنيقة وبشكل يليق به.
وعليه قد أقدمت مؤسستنا الحديثة على تحقيقه واستخراج منابعه
وتطبيقه وتدقيقه، مقدمة مجهودها إلى الحوزات العلمية، شاكرة الأخ الفاضل
الشيخ القيومي حيث أتعب نفسه في احياء الكتاب والاخوة من أهل الفضل
والتحقيق كأبي ناظم وغيره حفظهم الله تعالى حيث بذلوا جهودهم في تدقيقه
وتصحيحه، سائلين الله عز وجل ان يتقبل هذا العمل منهم ومن مؤسستنا انه
خير مسؤول ومجيب.
مؤسسة
(نشر الفقاهة)
قم المقدسة
4

اطراء العلماء في حقه:
هو أبو القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي،
الشيخ الفقيه الأقدم، المتفق على جلالته ووثاقته وتبحره في الفقه
والحديث.
قال النجاشي في رجاله - وتبعه العلامة في الخلاصة (1) - بعد ما
عنونه بما عنوناه: (جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه
أبو القاسم، وكان أبوه يلقب مسلمة من خيار أصحاب سعد، وكان
أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه، روي عن أبيه
وأخيه عن سعد وقال: ما سمعت من سعد الا أربعة أحاديث (2)، وعليه قرأ
شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل، وكل ما يوصف به الناس من جميل
وثقة وفقه فهو فوقه، وله كتب حسان - إلى أن قال: - قرأت أكثر هذه

1 - الخلاصة: 88، الرقم: 189.
2 - ذكر النجاشي في ترجمة سعد بن عبد الله عن ابن قولويه انه لم يسمع من سعد الا
حديثين، حيث قال: (قال حسين بن عبيد الله رحمه الله: جئت بالمنتخبات إلى أبي القاسم بن
قولويه رحمه الله اقرأها عليه، فقلت: حدثك سعد، فقال: لا، بل حدثني أبي وأخي عنه، وانا
لم اسمع من سعد الا حديثين) (رجال النجاشي: 177، الرقم: 467)، وهذا يناقض ما ذكره
هنا.
5

الكتب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله وعلى الحسين بن عبيد الله
رحمه الله) (1).
وقال شيخ الطائفة في الفهرست: (جعفر بن محمد بن قولويه
القمي، يكنى أبا القاسم، ثقة، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه - إلى أن
قال: - أخبرنا برواياته وفهرست كتبه جماعة من أصحابنا، منهم الشيخ
أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد والحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون وغيرهم عن جعفر بن محمد بن قولويه القمي) (2).
وحكى ابن طاووس عن المفيد في كتاب لمح البرهان أنه قال: (شيخنا
الثقة الفقيه أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه أيده الله تعالى...) (3).
وذكر ابن طاووس في كلام: (ان الشيخ الصدوق المتفق على أمانته
جعفر بن محمد بن قولويه تغمده الله برحمته...) (4).
وقال ابن حجر في لسان الميزان: (جعفر بن محمد بن جعفر بن
موسى بن قولويه أبو القاسم السهمي الشيعي، من كبار الشيعة وعلمائهم
المشهورين، متهم، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في
شيوخ الشيعة (5)، وتلمذ له المفيد وبالغ في اطرائه وحدث عنه أيضا

1 - رجال النجاشي: 123، الرقم: 318.
2 - الفهرست 91، الرقم 141.
3 - اقبال الأعمال 1: 33.
4 - اقبال الأعمال 1: 34.
5 - كتاب علي بن الحكم مفقود، ويستفاد من مواضع كثيرة من لسان الميزان ان كتاب
علي بن الحكم، وكتاب رجال ابن أبي طي، ورجال الكشي الأصل ورجال ابن بابويه،
وتاريخ الري للشيخ منتجب الدين كانت عند ابن حجر، فنقل عنها كثيرا في كتابه.
6

الحسين بن عبيد الله الغضائري ومحمد بن سليم الصابوني بمصر) (1).
وانك لا تجد شيئا من كتب الرجال الا وفيه هتاف بوثاقته بكل
صراحة، وكتب الحديث مشحونة بما ينم عن شدة اخبات مؤلفيها
بالكتاب ومؤلفه، وطمأنينتهم بصدق لهجته وضبطه وحفظه واتقانه.
وناهيك من جلالته أن يكون لمدرسته خريج كمثل الشيخ المفيد
الذي هو من أقطاب الفقه وأعضاد الشريعة، وظاهر عبارة النجاشي
وغيره انه شيخه الفذ في الفقه، وانه اكتفى بالأخذ عنه.
ذكر النجاشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمان توصيف المفيد
إياه في كتابه مصابيح النور بالشيخ الصدوق (2)، وقد مر هذا التوصيف عن
ابن طاووس (3).
أبوه وأخوه:
حيث إن أكثر أحاديث الكتاب يرويه المؤلف عن أبيه محمد بن

1 - لسان الميزان 2: 125.
2 - رجال النجاشي: 446، الرقم: 1208.
3 - تجد ترجمته في أمل الآمل 2: 55، رياض العلماء 1: 112، روضات الجنات 2: 171،
رجال ابن داود: 65، طبقات اعلام الشيعة في القرن الرابع: 76، أعيان الشيعة 4: 154،
وغيرها.
7

جعفر عن مشايخه، وعن أخيه، لزمنا الايعاز إلى مجمل من حالهما:
اما أبوه: فقد ذكر النجاشي - وتبعه العلامة (1) - في ترجمة المؤلف:
(كان أبوه يلقب مسلمة (2) من خيار أصحاب سعد - الخ) (3)، وأصحاب
سعد أكثرهم ثقات، كعلي بن الحسين بن بابويه، ومحمد بن الحسن بن
الوليد، وحمزة بن القاسم، ومحمد بن يحيى العطار، فهو إن كان من خيار
أصحابه لا بد وأن يكون عداده مع هؤلاء أو من خيارهم، وكل من
الحسنيين يدل على ثقته، كما استدل به السيد المصطفى في نقده (4).
يروي عن جماعة، منهم: سعد بن عبد الله، وأحمد بن إدريس،
والحسين بن الحسن بن ابان، وعبد الله بن جعفر، والحسين بن سعيد،
وعلي بن إبراهيم، والحسن بن متيل، ومحمد بن الحسن الصفار، ومحمد
ابن يحيى العطار، والحسن بن متوية بن السندي، والحسين بن علي
الزعفراني، وأحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسن بن مهزيار،
وموسى بن جعفر البغدادي.
وهو المدفون بقم في مقبرة شيخان.
واما اخوه: فهو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر بن موسى بن
مسرور الذي اخرج عنه في الكتاب كثيرا، ففي رجال النجاشي: (علي

1 - الخلاصة: 88، الرقم: 189.
2 - هذا ينافي ما يأتي في ترجمة أخيه من أن أباه يلقب مملة.
3 - رجال النجاشي: 123، الرقم: 318.
4 - نقد الرجال: 329.
8

ابن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور أبو الحسين، يلقب أبوه مملة،
روى الحديث ومات حدث السن، لم يسمع منه، له كتاب فضل العلم
وآدابه، أخبرنا به محمد والحسن بن هدية، قالا: حدثنا جعفر بن محمد
ابن قولويه، قال: حدثنا أخي به) (1).
المراد من قوله: (لم يسمع منه - الخ) انه لم يسمع منه الناس شيئا
كثيرا لحداثة سنه وموته قبل الشيخوخة، والا فقد يأتي في الكتاب
روايات المؤلف عنه.
يروي عن سعد بن عبد الله، وعلي بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى
العطار، والحسن بن متوية بن السندي، وأحمد بن إدريس.
مشايخه:
1 - والده محمد بن قولويه، الذي هو من خيار أصحاب سعد بن
عبد الله، وأكثر الكشي النقل عنه في رجاله.
2 - اخوه علي بن محمد بن قولويه.
3 - أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي، الفقيه
الجليل، وهو من أجلاء مشايخ الكليني، ويروي عنه ابنه الحسين وابن
الوليد وابن أبي جيد ومحمد بن الحسين بن سفيان البزوفري وأبو الحسين
وأحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري وعلي بن محمد بن قولويه والصفار
وأبو محمد الحسن بن حمزة العلوي، توفي سنة 306.

1 - رجال النجاشي: 262، الرقم: 685.
9

4 - أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي بن هاشم بن
غالب بن محمد بن علي الرقي الأنصاري، الذي يروي عن أبيه عن الرضا
(عليه السلام)، وسمع منه التلعكبري سنة 340.
5 - أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي الناقد.
6 - أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل.
7 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى بن
جعفر الموسوي العلوي، والظاهر أنه المصري الذي أجاز عنه
التلعكبري وسمع منه بمصر سنة 340.
8 - الحسن بن زبرقان الطبري.
9 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، يروي عنه عن أبيه عن
الحسن بن محبوب.
10 - أبو عبد الله الحسين بن علي بن الزعفراني، حدثه بالري.
11 - أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن أبي بكر
الأشعري القمي الذي أكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي، ويروي
عنه محمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن بابويه وابن بطة، وهو الراوي
غالبا عن عمه عبد الله بن عامر.
12 - حكيم بن داود بن حكيم، يروي عن سلمة بن الخطاب.
13 - أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي
البصري، يكني أبا عيسى المصري، خاصي، روي عنه التلعكبري، قال:
سمعت منه بمصر سنة 341.
10

14 - أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني، صاحب الكتب
الكثيرة الجيدة المعتمدة، الذي روي عنه التلعكبري وسمع منه سنة
326.
15 - أبو الحسن علي بن الحسين السعد آبادي القمي، الذي يروي
عنه الكليني والزراري وعلي بن بابويه ومحمد بن موسى بن المتوكل.
16 - أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، العالم
الجليل المعروف.
17 - علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي
الكسائي الكوفي العجلي، المتوفى سنة 332، الذي روي عنه
التلعكبري، وله منه إجازة، وسمع منه سنة 325.
18 - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، وكيل الناحية
المقدسة بهمدان بعد أبيه محمد الذي كان وكيلا بعد أبيه علي، وكلا
مشكورون مشهورون، وكفاهم بها فخرا ومدحا.
19 - محمد بن أحمد بن إبراهيم.
20 - أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد الحسين الزعفراني العسكري
المصري، نزيل بغداد، وأجاز عنه التلعكبري سنة 325.
21 - أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي
الكوفي، المعروف بالصابوني، وبابي الفضل الصابوني، صاحب كتاب
الفاخر في الفقه، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب.
11

22 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار (1).
23 - أبو القاسم محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي البزاز،
المتولد سنة 233، المتوفى سنة 316، كما في رسالة أبي غالب الزراري،
وفيها انه خال والد أبي غالب، وانه أحد رواة الحديث ومشايخ الشيعة
قال: وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع
الغيبة سنة 260، وأقام بها سنة وعاد وقد ظهر له من امر الصاحب (عليه السلام) ما
اضاح إليه.
24 - محمد بن الحسن بن الوليد، شيخ القميين وفقيههم.
25 - محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار.
26 - محمد بن الحسين بن مت الجوهري.
27 - الشيخ الجليل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي،
صاحب المسائل التي أرسلها إلى الحجة (عليه السلام) فأجابها، والتوقيعات بين
السطور، رواها مسندا شيخ الطائفة في كتاب الغيبة.
28 - محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي الثقة، صاحب كتاب
النوادر الذي فيه سبعمائة حديث.
29 - أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي الناقد.
30 - أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب البغدادي، شيخ

1 - عنونه المحدث النوري في خاتمة المستدرك بعناوين ثلاثة: محمد بن أحمد بن علي
ابن يعقوب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار أبو عبد الله محمد بن أحمد
بن يعقوب، ثم احتمل اتحاده مع سابقه بل اتحاد الثلاثة، وهو الصحيح.
12

الطائفة ووجيهها، المولود بدعاء العسكري (عليه السلام)، المتوفى سنة 332،
وقد أكثر الرواية عنه التلعكبري، وسمع منه سنة 323، وهو مؤلف كتاب
التمحيص.
31 - ثقة الاسلام الكليني رحمه الله.
32 - أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد
التلعكبري الشيباني، العظيم القدر والشأن والمنزلة الواسع الرواية
العديم النظير، الذي جمع الأصول والمصنفات ولم يطعن عليه في
شي، المتوفى سنة 385.
وهؤلاء من مشايخه الذين يأتي ذكرهم في هذا الكتاب، اما سائر
مشايخه:
1 - أحمد بن اصفهبذ (1).
2 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة (2).
3 - أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (3).
تلاميذه والرواة عنه:
1 - أحمد بن عبدون (4).

1 - رجال الشيخ: 416، الرقم 6021، الفهرست 76، الرقم: 92.
2 - معالم العلماء: 30.
3 - خاتمة المستدرك: 531.
4 - رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92، الرقم: 141.
13

2 - أحمد بن محمد بن عياش (1).
3 - الحسين بن أحمد بن المغيرة (2).
4 - الحسين بن عبيد الله الغضائري (3).
5 - حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي (4).
6 - أبو الحسن علي بن بلال المهلبي (5).
7 - محمد بن محمد بن النعمان المفيد (6).
9 - ابن عزور (7).
10 - محمد بن سليم الصابوني، سمع منه بمصر (8).
تنبيه:
ذكر المحدث النوري في المستدرك انه من مشايخ محمد بن علي
ابن الحسين، الشيخ الصدوق، ولم نجده في كتبه (9).

(1) كامل الزيارات: الباب: 88 (الهامش).
2 - كامل الزيارات: الباب 88 (الهامش).
3 - رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92 الرقم: 141، لسان الميزان
2: 125.
4 - رجال الطوسي: 420، الرقم: 6073.
5 - جامع الرواة 2: 429.
6 - رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92، الرقم: 141.
7 - رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038.
8 - لسان الميزان 2: 125.
9 - ذكر الرباني الشيرازي رحمه الله أيضا في مقدمة معاني الأخبار عند عد تلاميذ
الصدوق عن كتاب منية المريد: 111 و 140.
14

نعم لا مانع من رواية الصدوق عنه بحسب الطبقة، فان جعفر بن
محمد مات سنة 368 والصدوق مات سنة 381، فلا مانع من رواية
الصدوق عنه بحسب الطبقة.
مؤلفاته:
ذكر الشيخ في الفهرست ان له تصانيف كثيرة على عدد كتب الفقه،
وعد من كتبه فيه: (كتاب الجمعة والجماعة، كتاب الفطرة، كتاب
الصرف، كتاب الوطي بملك اليمين، كتاب الرضاع، كتاب الأضاحي).
وزاد النجاشي عليها: (كتاب الصلاة، كتاب الصداق، كتاب بيان
حل الحيوان من محرمه، كتاب قسمة الزكاة، كتاب الحج، كتاب القضاء
وآداب الأحكام، كتاب الشهادات، كتاب العقيقة، كتاب النساء -
لم يتمه).
وذكر الشيخ والنجاشي: (كتاب مداراة الجسد)، واختص
النجاشي بذكر: (كتاب قيام الليل، كتاب الورد، كتاب العدد في شهر
رمضان، كتاب الرد على ابن داود في عدد شهر رمضان (1)، كتاب يوم

1 - اختلف قدماء الأصحاب في شهر رمضان، هل يمكن أن يكون تسعة وعشرين يوما
على اليقين، أو انه ثلاثون لا ينقص أبد الآبدين، فإنهم كانوا مختلفين فيه، ومن القائلين بأنه
لا ينقص ابدا عن الثلاثين يوما الشيخ المفيد في كتاب لمح البرهان، نقلا عن شيوخه الشريف
الزكي أبي محمد الحسيني وأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وأبي جعفر محمد بن علي
ابن الحسنى بن بابويه (كما صرح به في الخصال) وأبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين
وأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري وردا على محمد بن أحمد بن داود القمي، ثم رجع
المفيد عن هذا القول في كتاب مصابيح النور وقال بمقالة محمد بن أحمد بن داود القمي في أن
شهر رمضان له أسوة بالشهور في الزيادة والنقصان، وكتب ابن قولويه في عدد شهر رمضان في
هذا المضمار.
15

وليلة، كتاب تاريخ الشهور والحوادث فيها، كتاب النوادر).
لم يقصد الشيخ والنجاشي استقصاء كتبه، مع نص الشيخ بأنها على
عدد كتب الفقه، ويؤيده ان الشيخ عنونه في رجاله قائلا: (صاحب
مصنفات قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست) (1)، والنجاشي وان ذكر فأكثر
لكنه لم يستقصها أيضا لقصور ما ذكره عن كثير من كتب الفقه وأبوابه.
فالمترجم من المؤلفين المكثرين، وان ذهب عنا شطر مهم من
أسماء كتبه.
اما هذا الكتاب فقد ذكره الشيخ في الفهرست بعنوان جامع
الزيارات، والنجاشي بعنوان كتاب الزيارات، والمراد منها كتاب كامل
الزيارات، وهو اسمه الذي سماه به، وهو كتاب مشهور معروف بين
الأصحاب، وقد حصل اتفاق المحدثين والرجاليين على نسبته إلى
المؤلف المترجم.
قال في البحار: (وكتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة، واخذ

1 - رجال الشيخ: 418، الرقم: 6038.
16

منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين) (1)، وهو من مصادر الحر
العاملي في الوسائل، وعده من الكتب المعتمدة التي شهد بصحتها
مؤلفوها وغيرهم، وقامت القرائن على ثبوتها، وتواترت عن مؤلفيها،
وعلمت نسبتها إليهم، بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب، كوجودها
بخطوط أكابر العلماء، وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وشهادتهم بنسبتها
وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة.
وبما ذكرناه تعرف ما حازه من الأهمية الكبري والثقة الأكيدة
لدي الشيعة جمعاء، و ذلك لموقف صاحبه من الضبط ومحله من
الصدق، ومكانته من السداد، ومقامه من الأمانة.
مكرمة للمؤلف:
ذكر الراوندي في الخرائج والجرائح عنه مكرمة أحببت نقلها،
فقال ما هذا لفظه:
ومنها (اي معجزات الامام صاحب الزمان (عليه السلام)): ما روي عن
أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:
لما وصلت بغداد في سنة تسع (2) وثلاثين وثلاثمائة للحج، وهي

1 - البحار 1: 27.
2 - في البحار: (سبع)، لكن اتفقت كتب التاريخ ان القرامطة ردوا الحجر الأسود في سنة
تسع وثلاثين، بعد أن اغتصبوه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين
وعشرين سنة، راجع الكامل لابن الأثير 8: 486، النجوم الزاهرة 3: 301، العبر 2: 56، البداية
والنهاية 11: 223، وغيرها، ونشا هذا التصحيف لتقارب كلمتي (سبع) و (تسع) في الرسم.
17

السنة التي رد القرامطة (1) فيها الحجر إلى مكانه من البيت، كان أكبر همي
الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه يمضي في أثناء المتب قصة اخذه وانه
ينصبه في مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين
العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر.
فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت
له، فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة، اسأل فيها عن
مدة عمري وهل تكون المنية في هذه العلة أم لا، وقلت: همي ايصال
هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه واخذ جوابه وإنما أندبك لهذا.
قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة
الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى
واضع الحجر في مكانه، وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس،
فكلما عمد انسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فاقبل غلام أسمر اللون
حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام، كأنه لم يزل عنه،
وعلت لذلك الأصوات، وانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني
اتبعه، وادفع الناس عني يمينا وشمالا، حتى ظن بي الاختلاط في
العقل، والناس يفرحون لي، وعيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس،

1 - القرامطة هم فرقة من الشيعة الإسماعيلية المباركية، وقالوا بان الامام بعد جعفر
الصادق (عليه السلام) هو محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهو الإمام القائم المهدي، وهو رسول وهو
حي لم يمت، وانه في بلاد الروم، وانه من اولي العزم، انشاؤوا دولتهم في البحرين ثم توسعوا
غربا حتى وصلوا بلاد الشام سنة 288، راجع معجم الفرق الاسلامية: 192.
18

فكنت أسرع السير خلفه وهو يمشي على تؤده (1) ولا أدركه.
فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري، وقف والتفت إلي فقال:
هات ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر فيها: قل له: لا خوف
عليك في هذه العلة ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة (2).
قال: فوقع على الزمع (3) حتى لم أطق حراكا، وتركني وانصرف.
قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة تسع (4) وستين
اعتل أبو القاسم فاخذ ينظر في امره وتحصيل جهازه إلى قبره وكتب
وصيته واستعمل الجد في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف ونرجو ان
يتفضل الله تعالى بالسلامة، فما عليك مخوفة، فقال: هذه السنة التي
خوفت فيها، فمات من علته (5)
وفاته ومدفنه:
ارخ سنة وفاته الشيخ في رجاله (6) بأنها وقعت سنة 368، وتبعه ابن

1 - اي ترزن وتأني وتمهل.
2 - اي في سنة: 369 كما يأتي عن العلامة في الخلاصة، حيث تقدم اثبات تاريخ رد
الحجر الأسود إلى مكانه سنة: 339، راجع ما ذكرنا قبيل هذا.
3 - زمع: دهش، وخاف وارتعد، وفي البحار: الدمع.
4 - في البحار: سبع، ومر فيما سبق ما يرتبط به.
5 - الخرائج 1: 475 عنه كشف الغمة 2: 502، البحار 52: 58، 99: 226، اثبات الهداة
7: 346، مدينة المعاجز: 614، الرقم: 93 فرج المهموم: 255.
6 - رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038.
19

حجر في لسان الميزان (1)، وقال العلامة في الخلاصة ان وفاته في سنة
369 (2)، ومر رواية الراوندي في كتابه في قصة فيها مكرمة للامام الثاني
عشر (عليه السلام) ان وفاته وقعت في سنة 369.
اما مدفنه: فهو مدفون بالكاظمية في الرواق الشريف، وفي محاذاة
تلميذه الشيخ المفيد.
كلمة حول توثيق مشايخ المؤلف:
ذكر المؤلف في أول كتابه هذا: (وأنا مبين لك - أطال الله بقاك - ما
أثاب الله به الزائر لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، بالآثار
الواردة عنهم: (عليهم السلام).... ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما
روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم،
وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره،
لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته،
ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن
المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم).
فهم بعض العلماء من عبارته توثيق كل من ذكر في أسانيد كتابه، بل
كونهم من المشهورين بالحديث والعلم، وفهم بعض من عبارته توثيق
مشايخه بلا واسطة، وحيث إن هذا المبنى يجري في موارد أخرى
.

1 - لسان الميزان 2: 125.
2 - الخلاصة: 88، الرقم 189.
20

ويبتني عليه توثيق كثير من الرواة، نذكر هنا ما قيل في اثبات هذا المعنى
مع كلام منا فيه، فنقول وبالله نستعين:
وثاقة الرواة تثبت باخبار الثقة، ولا يفرق في ذلك بين ان يشهد الثقة
بوثاقة شخص معين بخصوصه، أو ان يشهد بوثاقته في ضمن جماعة، فان
العبرة إنما هي بالشهادة بالوثاقة، سوأ أكانت الدلالة مطابقية أم تضمنية.
لا اشكال في هذا الامر بل البحث كل البحث كشف التوثيقات
العامة، فقد قيل بوجودها كثيرا، ومن هذه الموارد:
أصحاب الصادق (عليه السلام) في رجال الشيخ، وقوع شخص في سند
رواية رواها أحد أصحاب الاجماع، رواية صفوان وابن أبي عمير وأحمد ابن
محمد بن أبي نصر عن شخص، الوقوع في سند محكوم بالصحة،
وكالة الإمام (عليه السلام)، شيخوخة الإجازة، مصاحبة المعصوم (عليه السلام)، تأليف
كتاب أو أصل، ترحم أحد الاعلام، كثرة الرواية عن المعصوم (عليه السلام)، ذكر
الطريق إلى شخص في مشيخة الفقيه.
الظاهر عدم اعتبار هذه التوثيقات العامة كما حقق في محله، ومن
هذا القبيل قيل بتوثيق جميع مشايخ بعض المؤلفين الذين صرحوا بأنهم
لا يروون في كتابهم الا من الثقات، وهم عبارة عن:
علي بن إبراهيم القمي في تفسيره، وابن قولويه في كامل الزيارات،
والصدوق في المقنع، والنجاشي في رجاله، والطبري في بشارة
المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وابن المشهدي في مزاره.
21

اما الصدوق فقد قال في أول كتابه المقنع: (وحذفت الاسناد منه
لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمله قاريه، إذ كان ما أبينه فيه من
الكتب الأصولية موجودا مبينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات
رحمهم الله).
كلامه هذا قد يوهم انه شهادة اجمالية من الشيخ الصدوق بوثاقة
رواة ما ذكره في كتابه، فلا بد وان يعامل معه معاملة الخبر الصحيح،
ولكن ذلك خلاف الواقع، فان الشيخ الصدوق لا يريد بذلك ان رواة ما
ذكره في كتابه ثقات إلى أن يتصل بالمعصوم (عليه السلام)، وإنما يريد بذلك ان
مشايخه الثقات قد رووا هذه الروايات، وهو يحكم بصحة ما رواه الثقات
الفقهاء وأثبتوه في كتبهم.
والذي يدل عليه ان الصدوق وصف المشايخ بالعلماء الفقهاء
الثقات، وقل ما يوجد ذلك في الروايات في تمام سلسلة السند، فكيف
يمكن ادعاء ذلك في جميع ما ذكره في كتابه.
اما الطبري فقد قال في ديباجة كتاب بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله):
(ولا أذكر فيه الا المسند من الاخبار عن المشايخ الكبار والثقات الأخيار).
فقد مر ما فيه، على أنه من المتأخرين، ولا عبرة بتوثيقاتهم لغير من
يقرب عصرهم من عصره، لأن هذه التوثيقات مبنية على النظر والحدس،
فلا يترتب عليها اثر.
اما ابن المشهدي، فقد قال في أول مزاره: (فاني قد جمعت في كتابي
هذا من فنون الزيارات للمشاهد، وما ورد في الترغيب في المساجد
المباركات والأدعية المختارات، وما يدعي به عقيب الصلوات، وما
22

يناجي به القديم تعالى من لذيذ الدعوات والخلوات، وما يلجأ إليه من
الأدعية عند المهمات، مما اتصلت به ثقات الرواة إلى السادات...).
فقد مر ما فيه، مع أنه أيضا من المتأخرين.
اما النجاشي فقد شهد بوثاقة جماعة - على نحو الاجمال - فإنه
يظهر منه توثيق جميع مشايخه، قال قدس سره في ترجمة أحمد بن
محمد بن عبيد الله بن الحسن الجوهري: (رأيت هذا الشيخ وكان صديقا
لي ولوالدي وسمعت منه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو
عنه شيئا وتجنبته...) (1).
وقال في ترجمة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن
البهلول: (وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه
ويضعفونه... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية
عنه الا بواسطة بيني وبينه). (2)
ولا شك في ظهور ذلك في أنه لا يروي عن ضعيف بلا واسطة،
فيحكم بوثاقة جميع مشايخه.
هذا، وقد يقال: إنه لا يظهر من كلامه الا انه لا يروي بلا واسطة عمن
غمز فيه أصحابنا أو ضعفوه، ولا دلالة فيه على أنه لا يروي عمن لم يثبت
ضعفه ولا وثاقته، إذا لا يمكن الحكم بوثاقة جميع مشايخه.
ولكنه لا يتم، فان الظاهر من قوله: (ورأيت جل أصحابنا...)، ان
الرؤية اخذت طريقا إلى ثبوت الضعف، ومعناه انه لا يروي عن الضعيف
بلا واسطة، فكل من روي عنه فهو ليس بضعيف، فيكون ثقة لا محالة.

1 - رجال النجاشي: 85، الرقم: 207.
2 - رجال النجاشي: 396، الرقم: 1059.
23

وبعبارة واضحة انه فرع عدم روايته عن شخص برؤيته ان شيوخه
يضعفونه، ومعني ذلك أن عدم روايته عنه مترتب على ضعفه، لا على
التضعيف من الشيوخ، ولعل هذا ظاهر.
وهذا الذي ذكرناه هو المهم من التوثيقات العامة، كما ذكر
النجاشي في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي: (ان آل
أبي شعبة بيت بالكوفة وهو ثقات جميعا) (1)، وفي ترجمة محمد بن
الحسن بن أبي سارة: (ان بيت الرواسي كلهم ثقات) (2)، وكما ذكر الشيخ في
ترجمة علي بن الحسن الطاطري ان من روي عنه علي بن الحسن الطاطري
في كتبه يوثق به وبروايته (3)..
اما علي بن إبراهيم، فقد قال في مقدمة تفسيره: (ونحن ذاكرون
ومخبرون بما ينتهي إلينا من مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله
طاعتهم...).
فقد قيل بان في هذا الكلام دلالة ظاهرة على أنه لا يروي في كتابه
هذا الا عن ثقة، بل استفاد صاحب الوسائل في الفائدة السادسة في كتابه
في ذكر شهادة جمع كثير من علمائنا بصحة الكتب المذكورة وأمثالها
وتواترها وثبوتها عن مؤلفيها و ثبوت أحاديثها عن أهل بيت العصمة
(عليهم السلام)، ان كل من وقع في اسناد روايات تفسير علي بن إبراهيم المنتهية
إلى المعصومين (عليهم السلام)، قد شهد علي بن إبراهيم بوثاقته حيث قال: (وقد

1 - رجال النجاشي: 230، الرقم: 612.
2 - رجال النجاشي 324، الرقم: 883.
3 - الفهرست: 156 الرقم: 390.
24

شهد علي بن إبراهيم أيضا بثبوت أحاديث تفسيره وانها مروية عن الثقات
عن الأئمة (عليهم السلام)).
وذكر العلامة الخوئي بعد نقل كلام صاحب الوسائل: (ان ما
استفاده قدس سره في محله، فان علي بن إبراهيم يريد بما ذكره اثبات
صحة تفسيره وان رواياته ثابتة وصادرة من المعصومين (عليهم السلام)، وانها
انتهت إليه بواسطة المشايخ والثقات من الشيعة، وعلى ذلك فلا موجب
لتخصيص التوثيق بمشايخه الذين يروي عنهم علي بن إبراهيم
بلا واسطة، كما زعمه بعضهم) (1).
علي بن إبراهيم أحد مشايخ الشيعة في أواخر القرن الثالث وأوائل
القرن الرابع، وكان من مشايخ الكليني، وقد أكثر في الكافي الرواية عنه،
حتى بلغ روايته عنه 7068 موردا (2)، وقد وقع في اسناد كثير من الروايات
تبلغ 7140 موردا (3).
التفسير المنسوب إليه روائي، وربما جاءت فيها انظار عن نفسه
بقوله: (قال علي بن إبراهيم)، يروي التفسير عنه تلميذه أبو الفضل العباس
ابن محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ومع
الأسف انه لم يوجد لراوي التفسير ذكر في الأصول الرجالية، بل المذكور
فيها ترجمة والده المعروف بمحمد الاعرابي وجده القاسم (4) فقط.
اما العباس فقد ترجم في كتب الأنساب، فهو مسلم عند النسابين،

1 - معجم رجال الحديث 1: 50.
2 - معجم رجال الحديث 18: 54.
3 - معجم رجال الحديث 11: 194.
4 - رجال الطوسي: 392 الرقم 5787.
25

اما التفسير الموجود ليس لعلي بن إبراهيم وحده، وإنما هو ملفق مما
أملاه علي بن إبراهيم على تلميذه أبي العباس، وما رواه التلميذ بسند
خاص (1) عن أبي الجارود عن الباقر (عليه السلام)
ان الراوي لهذا التفسير قد روى في هذا التفسير روايات عن عدة من
مشايخه ابتدأ التفسير بما رواه علي بن إبراهيم، وساق الكلام بهذا
الوصف إلى الآية: 45 من سورة آل عمران، ولما وصل إلى تفسير تلك
الآية ادخل في التفسير ما أملاه الباقر (عليه السلام) لأبي الجارود في تفسير
القرآن، ثم ذكر سنده إليه.
وبهذا تبين ان التفسير ملفق من تفسير علي بن إبراهيم وتفسير
أبي الجارود، ولكل من التفسيرين سند خاص يعرفه كل من راجع هذا
التفسير، ثم إنه بعد ذلك ينقل عن علي بن إبراهيم كما ينقل عن مشايخه
الاخر، إلى آخر التفسير.
وبعد هذا التلفيق كيف يمكن الاعتماد على ما ذكر في ديباجة
الكتاب، لو ثبت كون الديباجة لعلي بن إبراهيم نفسه، فالاعتماد على هذا
التفسير بعد هذا الاختلاط مشكل جدا، خصوصا مع ما فيها من الشذوذ
في المتن.
ثم إن الراوي روي في التفسير عن عدة من مشايخه، ذكرهم العلامة
الطهراني في الذريعة (2)، مع أنه لم يوجد رواية علي بن إبراهيم عن أحد من

1 - الظاهر أن الرجل كان اماميا لكنه رجع عندما خرج زيد بن علي، فمال إليه وصار
زيديا، ونقل الكشي روايات في ذمه، غير أن الظاهر من الرويات التي نقلها الصدوق رجوعه
إلى مذهب الحق (معجم الرجال 7: 325).
2 - الذريعة 4: 302.
26

هؤلاء في جميع رواياته المروية عنه في الكافي وغيره.
اما كامل الزيارة، فقد قال مؤلفه في أول كتابه: (وقد علمنا انا
لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا
من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا أخرجت فيه حديثا
روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير
المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم).
فقد قيل بان ظاهر العبارة واضحة الدلالة على أنه لا يروي في كتابه
رواية عن المعصوم، الا وقد وصلت إليه من جهة الثقات من أصحابنا
رحمهم الله.
قال صاحب الوسائل بعد ما ذكر شهادة علي بن إبراهيم بان روايات
تفسيره ثابتة ومروية عن الثقات من الأئمة (عليهم السلام): (وكذلك جعفر بن
محمد بن قولويه، فإنه صريح بما هو أبلغ من ذلك في أول مزاره).
وقال العلامة الخوئي في معجمه بعد نقل عبارة الوسائل: (ان ما
ذكره متين، فيحكم بوثاقة من شهد علي بن إبراهيم أو جعفر بن محمد بن
قولويه بوثاقته، اللهم الا ان يبتلي بمعارض، وقد زعم بعضهم اختصاص
التوثيق بمشايخه فقط، ولكنه خلاف ظاهر عبارته كما لا يخفي) (1).
مؤلف هذا الكتاب - كما مر - أحد اجلا الأصحاب في الحديث
والفقه، وكتابه هذا من أهم كتب الطائفة وأصولها المعتمد عليها في
الحديث، ان ثبت دلالة كلام المؤلف على ما قال يعد كل من جاء في اسناد
هذا الكتاب - وقد بلغ أربعمائة راو - من الثقات بشهادة الثقة العدل ابن
قولويه.

1 - معجم رجال الحديث 1: 50.
27

بنى على هذا المبنى العلامة الرجالي أبو القاسم الخوئي قدس الله
سره في معجمه، وصرح به في مواضع عديدة من كتابه، لكنه عدل عن
هذا المبنى في أواخر عمره الشريف.
استظهر المحدث النوري في مستدركه انه نص على توثيق كل من
صدر بهم سند أحاديث كتابه، لا كل من ورد في اسناد الروايات، وصرح
بهذا الامر في موردين:
الأول: في الفائدة الثالثة منه حيث قال: (ان المهم في ترجمة هذا
الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف، فان فيه فائدة
عظيمة لم تكن فيمن قدمنا من مشايخ الأجلة، فإنه رحمه الله قال في أول
الكتاب - وقال بعد نقل عبارة ابن قولويه: - فتراه نصا على توثيق كل من
روى عنه فيه، بل كونه من المشهورين في الحديث والعالم، ولا فرق في
التوثيق بين النص على أحد بخصوصه أو توثيق جمع محصورين بعنوان
خاص، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكيا ومعدلا) (1).
الثاني: في الفائدة العاشرة منه حيث قال: (من جملة الامارات الكلية
على الوثاقة كونها من مشايخ جعفر بن قولويه في كتابه كامل الزيارات) (2).
الظاهر عدم صحة كلا القولين، وان كلام مؤلف الكتاب بناء على
التغليب - كما مر في قول الصدوق في المقنع - ولا يدل كلامه على توثيق
شخص، ويمكن تأييد هذا المبنى بان المؤلف روى في كتابه هذا عن ليث
ابن أبي سليم وهو عامي بلا اشكال، وعن علي بن أبي حمزة البطائني وعن
الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، وعن بعض أمهات المؤمنين التي

1 - خاتمة المستدرك 3: 522.
2 - خاتمة المستدرك 3: 777.
28

لا يركن إلى حديثها، وعن عمرو بن شمر، وضعف بعض هؤلاء مسلم
عند الكل.
صفوة القول: ثبوت الوثاقة بتوثيق عام وإن كان أمرا ممكنا اما
لا دليل عليه الا ما قيل في حق مشايخ النجاشي في رجاله أو ما ورد في
كلام النجاشي والشيخ - كما مر -، والله سبحانه هو العالم.
منهجنا في التحقيق:
انتهجت في تصحيح الكتاب وتحقيقه أمورا:
1 - مما ينبغي التنبيه عليه في المقام انه يوجد نقلا عن تلميذ
المؤلف: (الحسين بن أحمد بن المغيرة) ثلاثة أحاديث في الأبواب: 82
و 88، وليس هذه الأحاديث من أصل الكتاب وإنما أدرجه تلميذ المؤلف
فيه، كما أشار إليه في ضمن نقلها، اما لم يتفطن المحدث الخبير العلامة
المجلسي والمحدث الحر العاملي به وأدرجوها في كتبهم نقلا عن
الكامل، وأنت خبير بأنها من زيادات النساخ، ولأجل اشتهار الأحاديث
ذكرناها في الهامش.
اما حسين بن أحمد بن المغيرة هو البوشنجي العراقي، وهو من
مشايخ المفيد، فذكر للخبر الثالث طريقين، أحدهما من غير طريق شيخه
أبي القاسم، وهو ما رواه من طريق مزاحم بن عبد الوارث، ولم يذكر تمام
السند، والطريق الاخر هو طريق شيخه ابن قولويه، وهذا أيضا يدل على أنها
من زيادات النساخ في أصل الكتاب.
2 - مقابلة النسخة المطبوعة مع النسختين:
أحدها: النسخة الخطية العتيقة، المحفوظة في مكتبة المجلس
29

الشورى الاسلامي بطهران، التي تقع في 231 ورقة، تاريخ كتابتها محرم
الحرام سنة 1093 ه‍، وكاتبها محمد الشفيع الكرماني، والكتاب في
مجموعة في ضمنها التوحيد للمفضل والرسالة الاهليجية.
ثانيها: النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة القدس الرضوي في
المشهد المقدس على ساكنها آلاف التحية والثناء، المرقمة برقم:
7861، التي تقع في 176 ورقة، وكاتبها السيد أبو القاسم النجفي.
3 - راجعنا في مقام التصحيح والمقابلة بعض الكتب الرجالية
والحديثية، ونبهنا على الاختلافات بينها وما هو الأصح، مع التدليل عليه.
4 - زدنا في الحواشي بيانات موجزة في تفسير بعض الكلمات أو
اللغات ووحدة بعض الروايات مع البعض الاخر، أو اختلافهم مع التدليل
عليه، أو تنبيهات لازمة مربوطة لا يستغني عنها الباحث في كتب الرجال.
5 - وضعنا للأسماء الموجودة في الكتاب أرقاما مسلسلة، وانتهينا
إلى (843)، ووضعنا أيضا أرقاما مسلسلة لكل باب.
6 - جعلنا في خاتمة الكتاب تسهيلا للباحثين فهرسا عاما للعناوين
الواردة في الكتاب.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق و الرشاد، ونستمد منه العون
والعصمة والسداد.
30

الصفحة الأولى من نسخة المجلس
31

الصفحة الأخيرة من نسخة المجلس
32

الصفحة الأولى من نسخة الآستانة الرضوية
33

الصفحة الأخيرة من نسخة الآستانة الرضوية
34

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أهل الحمد ووليه، والدال عليه والمجازي به،
والمثيب عنه، حمدا يزيد ولا يبيد ولا ينفد، جل جلاله وعظم
سلطانه، وتعالى مكانه، وتقدست أسماؤه، واتصلت آلاؤه، وتواضع
كل شي لهيبته، وخضع كل شي لملكه وربوبيته، ولا يدرك الواصفون
صفته، ولا تبلغ الأوهام كنه معرفته، فهو كما وصف نفسه إلها واحدا،
أحدا صمدا، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، أعطاه الوسيلة، وشرفه بالفضيلة، وأكرمه بالرسالة، وأيده
بالدلالة، وابان به الاسلام، وفضله على جميع خلقه، من أهل سمائه
وارضه، وبره وبحره، فضلا لا يسمو إليه أحد، ولا يبلغه واصف.
وفضل به أهل بيته على جميع الأنام، وجعلهم الحجج البالغة،
وأيدهم بالإمامة، وافترض طاعتهم على جميع من به دان، ولله وحد
وبرسوله (صلى الله عليه وآله) أقر، وجعل فضلهم فضلا لا يصفه واصف، ولا يدركه
ناعت، ولا يبلغ منتهاه ذو لب، ولا يطمع فيه طامع، فجعلهم نجوم
الأرض، يهتدى بهم من الضلالة، ويزيل بهم حيرة العمى، وجعلهم
أوتاد الأرض ان تميد باهلها.
35

وابان فضلهم على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله)، وفرض على العباد مودتهم في
كتابه الناطق، على لسان نبيه الصادق، حيث يقول جل من قائل: (قل
لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) (1)، فامر النبي (صلى الله عليه وآله) بحبهم،
وحث على التقرب إليهم في برهم، وزيارتهم في حياتهم وبعد مماتهم،
وجعل لذلك ثوابا وفضلا، لا تحيط به الأوهام، وما لا يحصيه الأنام،
ولا يبلغ وصف واصف منه التمام.
ففعلت أمته (صلى الله عليه وآله) ضد ما امر به الله ونبيه (صلى الله عليه وآله)، فقتلوا من أمروا
بمحبته، وشر دوا من أمروا بطاعته، وجفوا من أمروا بزيارته، وأخافوا من
قبل ذلك بأحسن قبول، وقام به أحسن قيام على مقدار طاقة الامكان
وقدرة الزمان، وعادوهم على ذلك، ثم مع ذلك يرجون بأنهم يوفقون
للرشاد، وانهم مقيمون على السداد، مؤدون لما افترض عليهم بالليل
والنهار، راجون شفاعة نبيهم يوم القرار، كلا بل نبيهم المخاصم لهم يوم
المعاد، والطالب لهم بما فعلوا عند الثواب في يوم القيامة بين يدي رب
الأرباب، تبارك وتعالى عن ظلم العباد، وان ربك لبالمرصاد.
وأنا مبين لك - أطال الله بقاك - ما أثاب الله به الزائر لنبيه وأهل بيته
صلوات الله عليهم أجمعين، بالآثار الواردة عنهم (عليهم السلام)، على رغم من
أنكر فضلهم ذلك، وجحده وأباه وعادي عليه، وبالله استعين على
ذلك، وعليه أتوكل، وهو حسبي في الأمور كلها ونعم الوكيل.

1 - الشورى: 23.
36

وإنما دعاني إلى تصنيف كتابي هذا مسألتك، وترددك القول علي
مرة بعد أخرى، تسألني ذلك، ولعلمي بما لي فيه من المثوبة والتقرب
إلى الله تبارك وتعالى، والى رسوله والى علي وفاطمة والأئمة صلوات
الله عليهم أجمعين والى جميع المؤمنين، ببثه فيهم، ونشره في إخواني
المؤمنين على جملته.
فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم إليه، وسألت الله تبارك وتعالى
العون عليه حتى أخرجته وجمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم
أجمعين من أحاديثهم، ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما
روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم،
وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره،
لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته،
ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن
المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم.
وسميته كتاب كامل الزيارات وفضلها وثواب ذلك، وفصلته
أبوابا، كل باب منه يدل على معنى لم اخرج فيه حديثا يدل على غير
معناه، فيختلف على الناظر فيه والقاري له ولا يعلم ما يطلب وأني
وكيف، كما فعل غيرنا من المصنفين، إذ جعلوا الباب بغير ما ضمنوه،
فأخرجوا في الباب أحاديثا لا تدل على معنى الباب، حتى ربما لم يكن
في الباب حديثا يدل على معنى بين من الأحاديث التي لا تليق بترجمة
الباب، ولا على شي منه.
37

والذي أردت بذلك التسهيل على من أراد حديثا منه قصد الباب
الذي يريد الحديث فيه فيجده، ولئلا يمل الناظر فيه والقاري له،
والمستمع لقرأته، و ليعلم ما خص الله به وليه من زائري قبر الحسين
(عليه السلام) والسادة صلوات الله عليهم، ولتكثر الرغبة فيهم وفي زيارتهم
صلوات الله عليهم، طلبا لما أعد الله جل وعز لهم من الثواب الجزيل
والفوز العظيم.
والله اسأل بما هو أهله وبأحب أسمائه إليه ان يصلي على محمد
وآله مكافاتي عليه ما أملته فاردته، ان لا يحرمني من ذلك برحمته
وجوده وكرمه، وصلى الله على محمد وآله الصفوة الأخيار الأبرار
عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
38

الباب (1)
ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين:
[1] 1 - أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه،
قال: حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد (1) البرقي، عن قاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال:
بينما الحسين بن علي (عليهما السلام) (2) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ رفع
رأسه فقال له: يا أبة ما لمن زارك بعد موتك، فقال: يا بني من اتاني زائرا
بعد موتي فله الجنة، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتى
أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (3).

1 - في الموضع الثاني من التهذيب: محمد بن خلف، والصحيح ما أثبتناه، الموافق للموضع
الأول منه والبحار والوسائل والوافي.
2 - في الموضع الأول من التهذيب: الحسن بن علي (عليهما السلام).
3 - عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 329.
رواه الشيخ في التهذيب 6: 20 و 40، والمفيد في المقنعة: 72 مرسلا.
39

[2] 2 - عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن
عثمان بن عيسى، عن المعلى بن أبي شهاب (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال الحسين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ما جزاء من زارك، فقال: يا بني من
زارني حيا أو ميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك، كان حقا علي ان أزوره
يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه (2).
[3] 3 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن أحمد بن
إدريس، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، عن محمد بن علي، رفعه، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك
في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما،
ضمنت له يوم القيامة ان أخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى أصيره معي
في درجتي (3).

1 - كذا في النسخ، وفي الكافي: معلى أبي شهاب، وفي التهذيب والعلل: معلى بن
شهاب.
هذا، الرواية علي ما ذكره هنا مسندة، اما ذكرها في الكافي والتهذيب كذا: عن المعلى أبي
شهاب قال: قال الحسين (عليه السلام) - الخ، وعليه كانت الرواية مرسلة، والظاهر وجود السقط فيهما،
كما ذكره هنا وفي سائر المصادر.
2 - عنه البحار 100: 141، الوسائل 14: 326.
رواه الكليني في الكافي 4: 548، والصدق في الفقيه 2: 345، وثواب الأعمال: 107 - و
فيه: قال الحسن بن علي (عليهما السلام) - الأمالي: 57، علل الشرايع: 460، والشيخ في التهذيب 6: 4،
والطبري في بشارة المصطفى، الرقم: 495.
3 - عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 328.
رواه في الكافي 4: 579، والفقيه 2: 346.
40

[4] 4 - حدثني محمد بن يعقوب، قال: حدثني عدة من أصحابنا،
منهم أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن
يحيى - وكان خادما لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) - عن بعض أصحابنا، رفعه
إلى محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
زارني أو زار أحدا من ذريتي زرته يوم القيامة، فأنقذته من أهوالها (1).
[5] 5 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه
الحسن، عن أبيه علي بن مهزيار، قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن المعلى
ابن أبي شهاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام)
لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبتاه ما جزأ من زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني
حيا أو ميتا، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو زارك، كان حقا علي ان أزوره يوم
القيامة فأخلصه من ذنوبه (2).
الباب (2)
ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
[6] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

1 - عنه البحار 100: 123، الوسائل 14: 331.
2 - عنه البحار 100: 141.
مر مثله قبيل هذا، وذكرنا بعض الكلام فيه، ويأتي مثله بعيد هذا.
41

من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (1).
[7] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد رحمه الله، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران،
قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار رسول الله
(صلى الله عليه وآله) متعمدا (2)، قال: له الجنة (3).
[8] 3 - حدثني جماعة من مشايخنا، عن محمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن عبد الرحمان بن
أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عمن زار قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قاصدا،
قال: له الجنة (4).
[9] 4 - حدثني جماعة من مشايخنا بهذا الاسناد، عن عبد الرحمان
ابن أبي نجران، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قلت: ما لمن زار رسول
الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة إن شاء الله (5).

1 - عنه البحار 100: 142، يأتي مثله بعيد هذا.
رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 4.
رواه في قرب الإسناد: 65 عن مسعدة بن صدقة عن الصادق، عن أبيه، عن النبي (عليهم السلام) مع
اختلاف.
2 - متعمدا، اي تكون مجيئه لمحض الزيارة لا لشئ آخر تكون الزيارة مقصودة بالتبع.
3 - عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 333.
رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 3، وفيهما: أبو جعفر (عليه السلام).
4 - عنه البحار 100: 143.
5 - عنه البحار 100: 143.
42

[10] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن
أبي بكر الحضرمي، قال (1): امرني أبو عبد الله (عليه السلام) ان أكثر الصلاة في
مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما استطعت، وقال: انك لا تقدر عليه كلما
شئت (2)، وقال لي: تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: نعم، فقال: اما انه
يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائيا (3).
[11] 6 - وباسناده عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني زدت جمالي دينارين أو ثلاث، على أن يمر
بي إلى المدينة، فقال: قد أحسنت ما أيسر هذا، تأتي قبر رسول الله
(صلى الله عليه وآله) وتسلم عليه، اما انه يسمعك (4) من قريب ويبلغه عنك من بعيد (5).
[12] (7) - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن
أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر
رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة إن شاء الله (6).

1 - قد (خ ل).
2 - اي اغتنم المسجد والصلاة فيه، انه لا يتيسر لك اتيان هذا المسجد في كل وقت أردت،
فان التوفيق عزيز والمانع عن الخير كثير.
3 - عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 338.
4 - ليسمعك (خ ل).
5 - عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 339.
6 - مر مثله في الرقم: 2، فراجع.
43

[13] (8) - حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال: قلت
لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
متعمدا، قال: له الجنة (1).
[14] (9) - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد بن
يعقوب، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد
ابن سليمان الديلمي، عن أبي حجر الأسلمي (2)، قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله):
من أتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن
زارني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة،
ومن مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب،
ومات مهاجرا إلى الله، وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر 23.
[15] 10 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،

1 - عنه البحار 100: 143، وقد مر مثله في هذا الباب.
2 - كذا في الكافي والمزار للمفيد والتهذيب، وفي المزار الكبير للمشهدي: أبي يحيى
الأسلمي، وفي العلل: إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي.
والظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولي أسلم، الذي عده الشيخ في
رجاله: 156، الرقم: 1720، من أصحاب الصادق (عليه السلام).
3 - عنه البحار 100: 140، الوسائل 14: 334.
رواه في الكافي 4: 548، علل الشرايع: 460، الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 4.
44

قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة.
[16] 11 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
قال: حدثني علي بن سيف، قال: حدثني الطفيل بن مالك النخعي (2)، قال
: حدثني إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن صفوان بن سليم (3)، عن أبيه، عن
النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم
القيامة (4).
[17] 12 - وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، قال: حدثني
سليمان بن عمر النخعي، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني بعد وفاتي كان كمن
زارني في حياتي، وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة (5).
[18] 13 - وعنه، عن سلمة، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان،
عن السدوسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
أتاني زائرا كنت له شفيعا يوم القيامة (6).
[19] 14 - وعنه، عن سلمة، قال: حدثني زيد بن أبي زيد الهروي،

1 - في الأصل: فضل بن مالك، ما أثبتناه من المزار الكبير، وهو الصحيح، لأنه الطفيل
ابن مالك بن مقداد النخعي، عده الشيخ في رجاله، الرقم: 3082 من أصحاب الصادق (عليه السلام).
2 - في التهذيب: صفوان بن سليمان.
3 - عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 334.
رواه في التهذيب 6: 3 مسندا، أورده في المقنعة: 71 مرسلا.
4 - عنه البحار 100: 143.
5 - عنه البحار 100: 142، وقد مر مثله في الباب.
45

عن قتيبة بن سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا في المدينة
محتسبا كنت له شفيعا يوم القيامة.
[20] 15 - حدثني جماعة من مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن
يحيى وأحمد بن إدريس جميعا، عن سلمة، قال: حدثني بعض أصحابنا
بهذا الحديث عن ابن أبي نجران، قال: قلت له: ما لمن زار رسول الله
(صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة (1).
[21] 16 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابان،
عن السدوسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (2).
[22] (17) - حدثني أبو الفضل محمد بن أحمد بن سليمان، عن
موسى بن محمد بن موسى، عن محمد بن محمد الأشعث (3)، قال: حدثنا
أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدثنا أبي، عن
أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

1 - عنه البحار 100: 143.
2 - عنه البحار 100: 142، وفيه: أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب بلا
واسطة، وكلاهما صحيح.
3 - كذا في النسخ، والصحيح: محمد بن محمد بن الأشعث، فإنه المعنون في كتب الرجال،
عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما.
46

من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم
تستطيعوا فابعثوا إلي السلام، فإنه يبلغني (1).
[23] 18 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن
أبي شهاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبتاه ما جزأ من
زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني حيا أو ميتا كان حقا علي ان أزوره يوم
القيامة، وأخلصه من ذنوبه (2).
[24] 19 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان،
عن الحسين بن سعيد باسناده مثله.
[25] 20 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن
يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدل
حجة مع رسول الله مبرورة (3).
[26] 21 - وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن إسماعيل،

1 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 337.
رواه المفيد في المقنعة: 71، والشيخ في التهذيب 6: 3.
2 - عنه البحار 100: 141، وقد مر مثله في الباب.
3 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335، وفيه: جميل بن صالح عن
أبي عبد الله (عليه السلام).
47

عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن
زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: كمن زار الله (1) في عرشه (2).
الباب (3)
زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدعاء عنده
[27] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن
ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب والحسين، عن صفوان
وابن أبي عمير (3) جميعا، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل ان تدخلها، أو حين تريد ان
تدخلها (4)، ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فتسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تقوم
عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر، وأنت

1 - معناه هو ان لزائره (عليه السلام) من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل في يوم القيامة كمن رفعه
الله إلى سمائه وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة واراه من خاصة ملائكته ما يكون به
توكيد كرامته لا ما يظنه بعض من مقتضى التشبيه.
2 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335.
رواه في الكافي 4: 588، المقنعة: 71، التهذيب 6: 4.
3 - عن ابن أبي عمير (خ ل)، هذا مع أنه مخلف لما ورد في الكافي والتهذيب، لا يمكن
الحكم بصحته، مخالف لكلمة جميعا، ان رواية ابن أبي عمير عن صفوان لا يثبت في الكتب
الأربعة.
4 - الترديد من الراوي، والمعنى: قبل ان تدخلها بزمان، أو حين تريد ان تدخلها بلا
فصل، وفي الكافي والتهذيب: أو حين تدخلها، فالمراد بعد الدخول.
48

مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك الأيمن مما يلي
المنبر، فإنه موضع رأس النبي (صلى الله عليه وآله) وتقول:
اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده
ورسوله، واشهد انك رسول الله، وانك محمد بن عبد الله.
واشهد انك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لامتك، وجاهدت
في سبيل الله، وعبدت الله حتى اتاك اليقين بالحكمة والموعظة
الحسنة، وأديت الذي عليك من الحق، وانك قد رؤفت بالمؤمنين
وغلظت على الكافرين، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين،
الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة.
اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وعبادك
الصالحين وأنبيائك المرسلين (1)، وأهل السماوات والأرضين، ومن
سبح لك يا رب العالمين (2) من الأولين والآخرين على محمد عبدك
ورسولك، ونبيك وأمينك، ونجيك وحبيبك، وصفيك وخاصتك،
وصفوتك وخيرتك من خلقك.
اللهم واعطه الدرجة والوسيلة (3) من الجنة، وابعثه مقاما محمودا
يغبطه به الأولون والآخرون.

1 - كذا، وفي بعض المصادر: أنبيائك المرسلين وعبادك الصالحين.
2 - من سبح لرب العالمين (خ ل)
3 - في التهذيب: آته الوسيلة.
49

اللهم انك قلت: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (1)، واني اتيت نبيك
مستغفرا تائبا من ذنوبي، واني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد
(صلى الله عليه وآله)، يا محمد اني أتوجه بك إلى الله ربي وربك
ليغفر لي ذنوبي.
وان كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خلف كتفيك (2)
واستقبل القبلة وارفع يديك، وسل حاجتك، فإنه أحرى ان تقضى إن شاء الله
(3).
[28] 2 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله
ابن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام):
إذا فرغت من الدعاء عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخذ
برمانتيه، وهما السفلاوان، وامسح وجهك وعينيك به، فإنه يقال: إنه

1 - النساء 64.
2 - قال المجلسي رحمه الله: (استدبار النبي (صلى الله عليه وآله) وإن كان خلاف الأدب لكن لا باس به
إذا كان التوجه إلى الله تعالى - كذا أفاد والدي قدس سره، ويحتمل أن يكون المراد فالمراد بالقبر
في الثاني الجدار الذي ادبر على القبر، فإنه المكشوف والقبر مستور - والله العالم).
3 - عنه البحار 100: 150، الوسائل 14: 342.
رواه في الكافي 4: 550 الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 5.
50

شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة، وان منبري
على ترعة من ترع الجنة، وقوائم المنبر رتب في الجنة - والترعة هي
الباب الصغير (1).
ثم تأتي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) فصل فيه ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد
فصل على محمد وآله، وإذا خرجت فافعل ذلك، وأكثر من الصلاة في
مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
[29] 3 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين (3)
العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، عن
علي بن الحسين بن علي (4) بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،

1 - عن الجزري: الترعة في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في
المطمئن فهي روضة، وقال القتيبي: معناه ان الصلاة والذكر في هذا الموضع تؤديان إلى الجنة
فكأنه قطعة منها.
2 - عنه البحار 100: 151، الوسائل 14: 346، عنه صدره المستدرك 10: 195 وعجزه
المستدرك 3: 426 و 10: 189، الظاهر أن التفسير من الرواة ويحتمل أن يكون من الإمام (عليه السلام).
رواه في الكافي 4: 553، التهذيب 6: 7.
3 - محمد بن أحمد بن الحسن (خ ل)، وهو تصحيف، لأنه محمد بن أحمد بن الحسين
الزعفراني، يأتي اسمه مكررا، عنونه الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام).
4 - علي بن الحسن بن علي (خ ل)، وهو تصحيف، لان الشيخ ذكره في رجاله كما أثبتناه
في المتن، عنونه في الكافي: حسن بن علي بن عثمان بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، كذا أيضا في الوسائل والمرآة، لكن في الوافي: الحسن بن علي بن عمرو بن علي بن الحسين
ابن علي (عليه السلام).
اما ما في الكافي لعله سهو، لأنه لم تذكر كتب الأنساب في أولاد السجاد (عليه السلام) من اسمه
عثمان، نعم يوجد فيهم من اسمه عمر، وهو الأشرف.
اما ما في الكامل فلعله ان الصحيح: الحسن، وهذا هو أبو الحسن علي العسكري الشاعر ابن
أبي محمد الحسن الشجري ابن علي الأصغر ابن عمر الأشرف ابن الإمام السجاد (عليه السلام)،
ولم يكن لعلي الأصغر ولد اسمه الحسين، وإنما أولاده: محمد وعبد الله وموسى وعمر
الشجري، فعقب الأشرف من هؤلاء الثلاثة المتأخرين.
51

عن علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه أبي الحسن موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن جده:، قال:
كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف علي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه
ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى المروة (1)
الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره إلى
القبر، ويستقبل القبلة، ويقول:
اللهم إليك ألجأت أمري، والى قبر محمد صلى الله عليه وآله
عبدك ورسولك أسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمد صلى الله عليه وآله
استقبلت.
اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها، ولا ادفع عنها
شر ما احذر عليها، وأصبحت الا مور بيدك ولا فقير أفقر مني، (اني لما
أنزلت إلي من خير فقير) (2).

1 - المروة: حجارة صلبة تعرف بالصوان.
2 - القصص: 24.
52

اللهم اردني منك بخير، فلا راد لفضلك، اللهم إني أعوذ بك من أن
تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني.
اللهم زيني بالتقوي، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية،
وارزقني شكر العافية (1).
[30] 4 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران والحسين بن سعيد وغير واحد،
عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام)
انتهى إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوضع يده عليه وقال:
اسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدي بك، ان يصلي
عليك.
ثم قال:
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه
وسلموا تسليما (2) (3)
[31] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (4)، عن أبيه،

1 - عنه البحار 100: 153، المستدرك 10: 191.
رواه في الكافي 4: 551، ويأتي عنه بعيد هذا، عنه الوسائل 14: 342.
2 - الأحزاب: 56.
3 - عنه البحار 100: 155، المستدرك 10: 192.
رواه في الكافي 4: 552، عنه الوسائل 14: 344.
4 - الحسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ذكره في الباب
الثاني في الرقم: 10، ويأتي اسمه مكررا.
53

عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): كيف تقول في
التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه، قال: أو لا أعلمك
ما هو أفضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداك، فكتب لي وانا قاعد عنده
بخطه، وقرأه علي:
إذا وقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) فقل:
اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد انك محمد بن
عبد الله، واشهد انك رسول الله، واشهد انك خاتم النبيين، واشهد
انك قد بلغت رسالة ربك، ونصحت لامتك، وجاهدت في سبيل ربك،
وعبدته حتى اتاك اليقين، وأديت الذي عليك من الحق.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، ونجيبك وأمينك،
وصفيك وخيرتك من خلقك، أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك
ورسلك.
اللهم سلم على محمد وآل محمد كما سلمت على نوح في
العالمين، وامنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسي وهارون،
وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وال إبراهيم انك
حميد مجيد، اللهم صل على محمد وآل محمد، وترحم على محمد
وآل محمد.
اللهم رب البيت الحرام، ورب المسجد الحرام، ورب الركن
والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام، ورب المشعر
54

الحرام، بلغ روح محمد (1) مني السلام (2).
[32] 6 - حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من أصحابنا،
عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن
(عليه السلام): كيف السلام على رسول الله عند قبره؟ فقال:
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام
عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا امين الله.
اشهد انك قد نصحت لامتك، وجاهدت في سبيل الله وعبدته
مخلصا حتى اتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزي نبيا عن أمته، اللهم
صل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وال إبراهيم،
انك حميد مجيد (3).
سلام مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله
وسلامه عليه على جده رسول الله (صلى الله عليه وآله).
[33] (7) - باسناده عن سهل، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا،
قال:
حضرت أبا الحسن الأول (عليه السلام) وهارون الخليفة وعيسى بن جعفر
وجعفر بن يحيى بالمدينة، وقد جاءوا إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال هارون

1 - نبيك محمد (خ ل).
2 - عنه البحار 100: 155، المستدرك 10: 192.
3 - عنه البحار 100: 155.
رواه في الكافي 4 552، التهذيب: 6: 6، عنهما الوسائل 14: 343.
55

لأبي الحسن (عليه السلام): تقدم، فأبي، فتقدم هارون فسلم وقام ناحية، فقال
عيسى بن جعفر لأبي الحسن (عليه السلام) تقدم، فأبي، فتقدم عيسى بن جعفر
فسلم ووقف مع هارون، فقال جعفر لأبي الحسن (عليه السلام) تقدم، فأبى،
فتقدم جعفر فسلم ووقف مع هارون، وتقدم أبو الحسن (عليه السلام) فقال:
السلام عليك يا أبه، اسأل الله الذي اصطفاك واجتباك وهداك
وهدي بك، ان يصلي عليك.
فقال هارون لعيسى: سمعت ما قال؟ قال: نعم، فقال هارون: اشهد أنه
أبوه حقا (1).
[34] 8 - حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار، عن أبيه، عن جده
علي بن مهزيار، عن علي بن الحسين العلوي بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى،
عن أبيه، عن جده، قال:
كان أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلم
عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى قبر النبي
(صلى الله عليه وآله) إلى المروة الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر
ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلة، فيقول:
اللهم إليك ألجأت أمري، والى قبر نبيك محمد صلى الله عليه

1 - عنه البحار 48: 136، 100: 155، المستدرك 10: 193.
رواه في الكافي 4: 553، التهذيب 6: 6 عنهما الوسائل 14: 344.
56

واله عبدك ورسولك أسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمد صلى
الله عليه وآله استقبلت.
اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها، ولا ادفع عنها
شر ما احذر عليها، وأصبحت الا مور بيدك ولا فقير أفقر مني، (اني لما
أنزلت إلي من خير فقير) (1).
اللهم اردني منك بخير، ولا راد لفضلك، اللهم إني أعوذ بك من أن
تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني.
اللهم زيني بالتقوي، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية،
وارزقني شكر العافية (2).
ما يجب ان يدعى به عند قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخرج في
المناسك.
[35] (9) - حدثني علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن
ناجية، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علمني تسليما
خفيفا على النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: قل:
اسأل الله الذي انتجبك واصطفاك، واختارك وهداك وهدي بك،

1 - القصص: 24.
2 - مر مثله في الرقم: 3 من الباب.
57

ان يصلي عليك صلاة كثيرة طيبة (1).
[36] 10 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وموسى بن عمر، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: كيف السلام
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند قبره فقال: تقول:
السلام على رسول الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام
عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة
الله، السلام عليك يا امين الله.
اشهد انك رسول الله، واشهد انك محمد بن عبد الله، واشهد انك
قد نصحت لامتك، وجاهدت في سبيل الله وعبدته حتى اتاك اليقين،
فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم صل على محمد وال
محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وال إبراهيم، انك حميد مجيد (2).
الباب (4)
فضل الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثواب ذلك
[37] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن

1 - عنه البحار 100: 155.
2 - عنه البحار 100: 156، المستدرك 10: 193.
58

محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) هي
مثل الصلاة بالمدينة، قال (عليه السلام): لا، لان الصلاة في مسجد رسول الله
(صلى الله عليه وآله) بألف صلاة والصلاة بالمدينة مثل الصلاة في سائر الأمصار (1).
[38] 2 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي
الأشعري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي،
عمن حدثه، عن مرازم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة في
مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في
غيره، وصلاة في المسجد الحرام تعدل الف صلاة في مسجدي، ثم قال:
ان الله فضل مكة وجعل بعضها أفضل من بعض، فقال: (واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى) (2)، وقال: ان الله فضل أقواما وأمر باتباعهم وأمر
بمودتهم في الكتاب (3).
[39] 3 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،

1 - عنه الوسائل 5: 281.
رواه في التهذيب 3: 254.
2 - البقرة: 125.
3 - عنه الوسائل 14: 281.
59

عن أبيه إسماعيل، عن ابن مسكان، عن أبي الصامت، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): صلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) تعدل عشرة آلاف صلاة (1).
[40] 4 - حدثني جماعة مشايخي، عن عبد الله بن جعفر الحميري،
عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين (2) بن سعيد، عن صفوان
ابن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيوب جميعا، عن معاوية بن عمار،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لابن أبي يعفور:
أكثر من الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنه (3) قال: صلاة في
مسجدي هذا كألف صلاة في مسجد غيره الا المسجد الحرام، فان
الصلاة في المسجد الحرام تعدل الف صلاة في مسجدي (4).
[41] 5 - محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن سلمة.
وحدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن علي
ابن سيف، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره (5).

1 - عنه الوسائل 14: 281.
رواه في الكافي 4: 556.
2 - الحسن (خ ل)، وهو تصحيف، لان علي بن مهزيار إنما يروي عن الحسين دون
الحسن، مضافا ان الراوي في التهذيب أيضا الحسين.
3 - فان رسول الله (خ ل).
4 - رواه في التهذيب 6: 14، عنهما الوسائل 5: 280.
5 - عنه الوسائل 5: 282.
رواه في التهذيب 6: 15 مع اختلاف عن جميل بن دراج.
60

[42] 6 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) هل مثل الصلاة
في المدينة، قال (عليه السلام): لا، لان الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) بألف
صلاة، والصلاة بالمدينة مثل الصلاة في سائر الأمصار (1).
[43] (7) - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن علي بن
سيف، عن أبيه، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره (2).
[44] (8) - وعنه، عن سلمة، عن إسماعيل بن جعفر، عن بعض
أصحابه، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: صلاة في مسجد
المدينة أفضل من الف صلاة في غيره من المساجد (3).
الباب (5)
زيارة حمزة عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبور الشهداء
[45] 1 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن عبد الله (4) بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل

1 - مر مثله في الرقم: 1 من الباب.
2 - عنه الوسائل 5: 282.
3 - عن الوسائل 5: 282.
4 - عبيد الله (خ ل)، وكلا التعبيرين عنه صحيح.
61

من أصحابنا، عنهم (عليهم السلام)، قال: ويقول عند قبر حمزة:
السلام عليك يا عم رسول الله وخير الشهداء، السلام عليك يا
أسد الله وأسد رسوله، اشهد انك جاهدت في الله ونصحت لرسول الله،
وجدت بنفسك، وطلبت ما عند الله، ورغبت فيما وعد الله.
ثم ادخل فصل، ولا تستقبل القبر عند صلاتك، فإذا فرغت من
صلاتك فانكب على القبر وقل:
اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته، اللهم إني تعرضت
لرحمتك بلزوقي بقبر عم نبيك صلواتك عليه وعلى أهل بيته لتجيرني
من نقمتك وسخطك ومقتك، ومن الزلل في يوم تكثر فيه المعرات
والا صوات، وتشتغل كل نفس بما قدمت، وتجادل كل نفس عن نفسها،
فان ترحمني اليوم فلا خوف علي ولا حزن، وان تعاقب فمولاي له
القدرة على عبده.
اللهم فلا تخيبني اليوم، ولا تصرفني بغير حاجتي، فقد لزقت بقبر
عم نبيك، وتقربت به إليك ابتغاء مرضاتك ورجاء رحمتك فتقبل مني،
وعد بحلمك على جهلي، وبرأفتك على جناية نفسي، فقد عظم
جرمي، وما أخاف ان تظلمني ولكن أخاف سوء الحساب.
فانظر اليوم إلى تقلبي على قبر عم نبيك صلواتك على محمد
وأهل بيته، فبهم فكني، ولا تخيب سعيي، ولا يهونن عليك ابتهالي،
ولا تحجب منك صوتي، ولا تقلبني بغير حوائجي.
62

يا غياث كل مكروب ومحزون، يا مفرج عن الملهوف الحيران،
الغريب الغريق، المشرف على الهلكة، صل على محمد وآل محمد
وانظر إلي نظرة لا أشقى بعدها ابدا، وارحم تضرعي وغربتي
وانفرادي، فقد رجوت رضاك وتحريت (1) الخير الذي لا يعطيه أحد
سواك، ولا ترد املي (2).
[46] 2 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن سلمة مثله.
[47] 3 - وحدثني أبي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس
جميعا، عن سلمة مثله.
[48] 4 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال:
ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه، ثم مررت
بقبور الشهداء، فقمت عندهم فقلت:
السلام عليكم يا أهل الديار، أنتم لنا فرط وانا بكم لاحقون.
ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن
يمينك، حتى تدخل أحد، فتصلي فيه، فعنده خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أحد

1 - تحري الامر: قصده وفضله.
2 - عنه البحار 100: 213، المستدرك 10: 198.
63

حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه، ثم مر
أيضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك، ثم امض
على وجهك حتى تأتي مسجد الأحزاب، فتصلي فيه، فان رسول الله
(صلى الله عليه وآله) دعا فيه يوم الأحزاب وقال:
يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا غياث
الملهوفين (1)، اكشف همي وكربي وغمي، فقد تري حالي وحال
أصحابي (2).
الباب (6)
فضل اتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك
[49] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن الحسين (3) بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن
أبي عمير وفضالة بن أيوب جميعا، عن معاوية بن عمار، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام):
لا تدع اتيان المشاهد كلها، مسجد قبا فإنه المسجد الذي أسس

1 - مغيث الملهوفين (خ ل).
2 - عنه البحار 100: 214، الوسائل 14: 354.
رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17.
3 - في النسخ: الحسن، ما أثبتناه من البحار، وهو الصحيح، وقد تقدم وجهه.
64

على التقوي من أول يوم، ومشربة أم إبراهيم (1)، ومسجد الفضيخ (2)،
وقبور الشهداء، ومسجد الأحزاب، وهو مسجد الفتح (3)، وبلغني ان
النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أتى قبور الشهداء، قال:
السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
وليكن فيما تقول في مسجد الفتح:
يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، اكشف عني
غمي وكربي وهمي، كما كشفت عن نبيك (صلى الله عليه وآله) همه
وغمه وكربه، وكفيته هول عدوه في هذا المكان (4).
[50] 2 - حدثني به محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين جميعا، عن
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير - عن محمد بن
يعقوب: وحدثني محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان
ابن يحيى وابن أبي عمير -، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): - وذكر مثله.

1 - المشربة: الغرفة والصفة وعن الفيروزآبادي: هو مسجد بقباء شمالي مسجد بني
قريظة قريب من الحرة الشرقية في موضع يعرف بالدشت، وليس عليه بناء ولا جدار، وإنما
هو عريصة صغيرة بين نخيل - الخ.
2 - هذا المسجد يعرف بمسجد الشمس اليوم، وهو شرقي مسجد قباء على شفير الوادي
مرضوم بحجارة سود، وهو مسجد صغير.
3 - مسجد الفتح مسجد على قطعة من جبل سلع من جهة الغرب، وغربية وادي بطحان.
4 - عنه البحار 100: 215.
رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17، عنهما الوسائل 5: 285 و 14: 353.
65

[66] 3 - حدثني أبي ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري رحمه
الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه
علي بن مهزيار، عن الحسن (1)، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عمن
أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى
مسجدي مسجد قبا فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة (2).
[52] 4 - حدثني جماعة من مشايخنا، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد،
عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيوب جميعا، عن معاوية
ابن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لابن أبي يعفور:
ولا تدعن ان تأتي المشاهد كلها، ومسجد قبا، فإنه المسجد الذي
أسس على التقوي من أول يوم، ومشربة أم إبراهيم، ومسجد الفضيخ،
وقبور الشهداء، ومسجد الأحزاب، وهو مسجد الفتح (3).
[53] 5 - وروي عن بعضهم (عليهم السلام)، قال:
إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام فأتم الصلاة، وكذلك أيضا
بمكة، وان أقمت ثلاثة أيام فأتم الصلاة، وإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة

1 - كذا في النسخ وفيما نقل عنه ويأتي في الروايات الآتية أيضا، والصحيح: الحسين -
كما تقدم وجهه، فتذكر.
2 - عنه البحار 100: 215.
رواه في الفقيه 1: 148، عنه الوسائل 5: 286.
3 - عنه البحار 100: 215.
66

أيام صمت ثلاثة أيام، صمت يوم الأربعاء، وصل ليلة الأربعاء عند
أسطوانة التوبة - وهي أسطوانة أبي لبابة التي كان ربط إليها نفسه حتى نزل
عذره من السماء - وتقعد عندها يوم الأربعاء، ثم تأتي ليلة الخميس التي
تليها مما يلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، فتقعد عندها ليلتك ويومك، وتصوم
يوم الخميس، ثم تأتي الأسطوانة التي تلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الجمعة،
فتصلي عندها ليلتك ويومك وتصوم فيه يوم الجمعة.
فان استطعت ان لا تتكلم بشئ في هذه الثلاثة أيام الا ما لا بد لك
منه، ولا تخرج من المسجد الا لحاجة، ولا تنام في ليل ولا في نهار
فافعل، فان ذلك مما تعد فيه الفضل (1)، ثم احمد الله في يوم الجمعة واثن
عليه وصل على النبي وسل حاجتك.
وليكن فيما تقول:
اللهم ما كانت لي إليك من حاجة سارعت انا في طلبها والتماسها،
أو حاجة لم أسرع (2)، سألتكها أو لم أسألكها، فاني أتوجه إليك بنبيك
محمد (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة في قضاء حوائجي، صغيرها
وكبيرها (3).
[54] 6 - حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن محمد

1 - في الليل ولا في النهار فافعل فإنه أفضل (خ ل).
2 - شرعت، أشرع (خ ل).
3 - عنه البحار 100: 157.
روي في التهذيب 6: 16 نحوه عن الصادق (عليه السلام).
67

ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة بن خالد،
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) اني آتي المساجد التي حول المدينة فبايها
ابدأ، قال:
ابدأ بقبا فصل فيه وأكثر، فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله
(صلى الله عليه وآله) في هذه العرصة، ثم ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيها، فإنه مسكن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومصلاه، ثم تأتي مسجد الفضيخ فصل فيه ركعتين،
فقد صلى فيه نبيك، فإذا قضيت هذا الجانب فائت جانب أحد، فابدأ
بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه، ثم مررت بقبر حمزة - والحديث
طويل (1).
الباب (عليه السلام)
وداع قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
[55] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير
وفضالة، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا أردت ان تخرج من المدينة فاغتسل، ثم ائت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد
ما تفرغ من حوائجك، فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك، وقل:

1 - عنه البحار 100: 214، الوسائل 14: 354.
رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17.
68

اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارة قبر نبيك، فان توفيتني قبل
ذلك، فاني اشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي، ان لا إله إلا أنت
وأن محمدا عبدك ورسولك (1).
[56] 2 - حدثني جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن فضال، عن يونس بن يعقوب، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن وداع قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
تقول:
صلى الله عليك، السلام عليك لا جعله الله اخر تسليمي عليك (2).
[57] 3 - وباسناده عن الحسن بن علي بن فضال، قال:
رأيت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يريد ان يودع للخروج إلى العمرة،
فاتى القبر من موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد المغرب، فسلم على
النبي (صلى الله عليه وآله) ولزق بالقبر ثم أتى المنبر، ثم انصرف حتى أتى القبر، فقام
إلى جانبه فصلى، والزق منكبه الأيسر بالقبر قريبا من الأسطوانة التي
دون الأسطوانة المخلقة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله)، فصلى ست ركعات
أو ثمان ركعات في نعليه.

1 - عنه البحار 100: 158.
رواه في الكافي 4: 563، التهذيب 6: 11 عنهما الوسائل 14: 358.
أورده في الفقيه 2: 343 مع اختلاف.
2 - عنه البحار 100: 157، الوسائل 14: 359.
رواه في الكافي 4: 563.
69

قال: فكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلما
فرغ من ذلك سجد سجدة أطال فيها السجود حتى بل عرقه الحصى،
قال: وذكر بعض أصحابنا انه رآه ألصق خده بأرض المسجد (1).
الباب (8)
فضل الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة وثواب ذلك
[58] 1 - حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى بن عمران، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين،
عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة
الثمالي، ان علي بن الحسين (عليهما السلام) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة،
فصلى فيه ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته واخذ الطريق (2).
[59] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن
سليمان مولى طربال (3) وغيره، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): نفقة درهم

1 - عنه البحار 100: 158، الوسائل 14: 359.
رواه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 17.
2 - عنه البحار 100: 398، المستدرك 3: 405.
رواه في التهذيب 3: 254، عنه وعن الكامل الوسائل 5: 254.
3 - سليمان بن مولى طربال (خ ل)، والصحيح ما أثبتناه، لأنه الذي عنونه الشيخ
والنجاشي في رجاليهما في أصحاب الصادقين (عليهما السلام).
70

بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواه، وركعتان فيها تحسب بمائة
ركعة (1).
[60] 3 - حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد، عن الفضل بن زكريا، عن
نجم بن حطيم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لو يعلم الناس ما في مسجد
الكوفة لا عدوا له الزاد والراحلة من مكان بعيد، وقال: صلاة فريضة فيه
تعدل حجة، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة (2).
[61] 4 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عمن حدثه، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم (3)، عن داود بن فرقد، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صلاة في مسجد الكوفة، الفريضة
تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه تعدل عمرة مقبولة (4).

1 - عنه البحار 100: 399، الوسائل 5: 285.
2 - عنه البحار 100: 399، الوسائل 5: 256.
رواه في التهذيب 6: 32.
3 - في الوسائل: محمد بن عبد الرحمان بن أبي هاشم، والظاهر أنه سهو، لان الروايات عنه
كثيرة ولم نجد لمحمد بن عبد الرحمان رواية، وإن كان الظاهر أنه متحد مع عبد الرحمان بن
محمد بن أبي هاشم، والشيخ عبر عنه بعبد الرحمان بن أبي هاشم، والنجاشي عبر عنه
بعبد الرحمان بن محمد بن أبي هاشم، وذلك لان الروايات الكثير ة في الجوامع إنما هي عن
عبد الرحمان والروايات عن عبد الرحمان بن محمد قليلة جدا، فكيف يمكن الالتزام بان
النجاشي ترك ترجمة من له كتاب وروايات كثيرة، وذكر من قلت رواياته.
4 - عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 259.
71

[62] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن جبلة، عن سلام بن أبي عمرة، عن سعد بن
طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: النافلة في هذا المسجد
تعدل عمرة مع النبي (صلى الله عليه وآله)، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي (صلى الله عليه وآله)،
وقد صلى فيه الف نبي والف وصي (1).
[63] 6 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن
هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أتصلي الصلاة كلها في مسجد الكوفة، قلت: لا، قال: اما لو كنت
بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، قال: وتدري ما فضله، قلت:
لا، قال: ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان، حتى أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به قال له جبرئيل (عليه السلام): أتدري أين أنت مقابل مسجد كوفان، فقال: استأذن
ربك حتى اهبط فاصلي فيه، فاستأذن، فاذن له، فهبط، فصلى فيه ركعتين.
وان الصلاة المكتوبة فيه تعدل بألف صلاة، وان النافلة فيه تعدل
بخمسمائة صلاة، وان مقدمه لروضة من رياض الجنة، وان ميمنته
روضة من رياض الجنة، وان ميسرته (2) روضة من رياض الجنة، وان

1 - رواه في التهذيب 6: 32، عنهما البحار 100: 400، الوسائل 5: 257.
2 - المراد بالميسرة في هذا الخبر ميسرة أصل المسجد، وفي الخبر الذي يأتي خارجه
المتصل به، فان منازل الخلفاء كانت هناك.
72

مؤخره (1) روضة من رياض الجنة، وان الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر
لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا (2). (3)
[64] (7) - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار (4)، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن
خالد القلانسي (5)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صلاة في مسجد
الكوفة بألف صلاة (6).
[65] (8) - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - يمكن أن يكون المراد بميمنته الغري، وبمؤخره مشهد الحسين (عليه السلام).
2 - الحبو: المشي على اليدين والبطن.
3 - عنه البحار 100: 398، الوسائل 5: 253.
رواه في الكافي 3: 490، وفيه: عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز، ورواه في
التهذيب 6: 32 مرسلا.
أورده البرقي في المحاسن 56، وفيه: عمرو بن عثمان الكندي عن محمد بن زياد عن
هارون بن خارجة، والصدوق في أماليه: 315، وفيه، محمد بن الحسن بن هارون بن خارجة،
والشيخ في أماليه 2: 43 عن ابن بابويه.
ذكره أيضا في الغارات 2: 413، عنه المستدرك 3: 399 تفسير العياشي 2: 277، عنه
المستدرك 3: 340، وفي جامع الأخبار: 82.
4 - في التهذيب: محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، وما في المتن هو الصحيح، راجع
معجم الرجال 6، 51
5 - كذا أيضا في التهذيب، لكن في الكافي: خلاد القلانسي، والصحيح ما في المتن
الموافق للتهذيب، راجع معجم الرجال 7: 44.
6 - عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 255.
رواه في الكافي 4: 584، التهذيب 6: 33.
73

مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة الف
صلاة، والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله
وحرم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة،
والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله)
وحرم أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، الصلاة في مسجدها بألف صلاة (1).
[66] (9) - حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي محمد، عن علي بن أسباط،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حد مسجد السهلة
الروحاء (2).
[67] 10 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط مثله.
[68] 11 - حدثني أخي علي بن محمد بن قولويه، عن أحمد بن
إدريس بن أحمد (3)، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب،
عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،

1 - عنه البحار 100: 400.
رواه في الفقيه 1: 147، التهذيب 6: 31، عنهما الوسائل 5: 256، ذكره في الكافي 4: 586 مع
زيادة.
2 - عنه البحار 100: 440، المستدرك 3: 416.
3 - في البحار: أخي عن محمد بن قولويه عن أحمد بن إدريس، والظاهر أنه سهو، لان
أخيه وأبيه في طبقة واحدة وهما يرويان عن أحمد بن إدريس، كما يأتي مكررا.
74

قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي:
يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى
في مسجد سهيل، قال: وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة،
قال: نعم، قال: اما انه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لاجاره سنة.
فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه
بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي
كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة
جميع النبيين (1)، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل منها
النبيين، وفيه المعراج (2)، وهو الفاروق الأعظم موضع منه (3)، وهو ممر
الناس (4)، وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر
من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.
أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فإنهم المستبقون
الفائزون القانتون، يحبون ان يدرأوا عن أنفسهم المفخر، ويجلون بعدل
الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا ان الله بما يعملون

1 - صور الأنبياء (خ ل).
2 - لعل المراد ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزل ليلة المعراج وصلى في مسجد الكوفة اتى هذا
الموضع وعرج منه إلى السماء أو المراد ان المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين.
3 - اي المعراج وقع من موضع منه، وهو المسمى بالفاروق، أو المراد ان في موضع منه
يفرق القائم (عليه السلام) بين الحق والباطل، كما ورد في الخبر الآتي: ان فيها يظهر عدل الله.
4 - اي إلى المحشر.
75

بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين،
ومن وسطه سار جيل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهو معمور (1).
[69] 12 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله
محمد بن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسين بن سيف بن
عميرة، عن أبيه سيف، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام) (2)، قال:
قلت له: اي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم
رسوله (صلى الله عليه وآله)، فقال: الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين
المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل
الذي لم يبعث الله نبيا الا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها
يكون قائمه والقوام من بعده (3)، وهي منازل النبيين والأوصياء
والصالحين (4).
[70] 13 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن

1 - عنه البحار 100: 437، المستدرك 3: 415.
2 - عن أبي عبد الله (عليه السلام) (خ ل).
3 - يدل على أن بعد وفاته (عليه السلام) يكون قوام له في الأرض، موافقا للأخبار الدالة على أن
الأئمة الذين يكرون في الرجعة يملكون الأرض بعده، وهو مخالف للمشهور، ويمكن أن يكون
المراد قوامه في حياته بعد انتقاله عن هذا البلد إلى سائر البلدان، أو يكون المراد البعدية بحسب
المرتبة - والله أعلم - عن البحار.
4 - عنه البحار 100: 440، الوسائل 5: 255، المستدرك 3: 416، روى عجزه في البحار
53: 148.
رواه في التهذيب 6: 31 عن الكامل.
76

جده، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: كنت عند
أبي جعفر (عليه السلام) فدخل عليه رجل فسلم عليه وجلس، فقال أبو جعفر
(عليه السلام): من اي البلاد أنت، قال: فقال الرجل: انا من أهل الكوفة وانا لك
محب موال، قال: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أتصلي في مسجد الكوفة كل
صلواتك، قال: فقال الرجل: لا، فقال أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من
الخير.
قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): أتغتسل كل يوم من فراتكم في كل يوم
مرة، قال: لا، قال: ففي كل جمعة، فقال: لا، قال: ففي كل شهر، قال: لا،
قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من
الخير.
قال: ثم قال: أتزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة، قال: لا، قال:
ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
انك لمحروم من الخير (1).
[71] 14 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
أبي عبيدة الحذاء، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
لا تدع يا أبا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة ولو أتيته حبوا، فان

1 - عنه البحار 100: 401، الوسائل 5: 259.
77

الصلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد (1).
[72] 15 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين
العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد،
عن محمد بن سنان، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: الصلاة في مسجد
الكوفة فرادي أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة.
[73] 16 - وعنه، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن مهزيار، عن
أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي (3)،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصلاة في مسجد الكوفة بألف
صلاة (4).
[74] (17) - حدثني أبي ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن
جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسن بن
سعيد، عن علي بن الحكم، عن فضيل الأعور، عن ليث بن أبي سليم، قال:
استقبلته وقد صلى الناس العصر، فقال: اني لم أصل الظهر بعد
فلا تحبسني وامض راشدا، قال: قلت له: لم اخرتها إلى الساعة، قال:

1 - عنه البحار 100: 401، الوسائل 5: 259.
2 - عنه البحار 100: 397، الوسائل 5: 259.
رواه في ثواب الأعمال: 50، عنه الوسائل 5: 239.
3 - في الوسائل: خلاد القلانسي، والصحيح ما في المتن لأنه الوارد في الروايات وكتب
الرجالية.
4 - عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 260.
78

كانت لي حاجة في السوق فأخرت الصلاة حتى أصلي في المسجد
للفضل الذي بلغني فيه، قال: فرجعت فقلت: اي شئ رويت فيه، قال:
أخبرني فلان عن فلان عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
عرج بي إلى السماء، واني هبطت إلى الأرض فاهبطت إلى مسجد
أبي نوح (عليه السلام) وأبي إبراهيم وهو مسجد الكوفة، فصليت فيه ركعتين،
قال: ثم قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة
مبرورة، والنافلة تعدل عمرة مبرورة (1).
[75] (18) - حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار، عن أبيه، عن جده
علي بن مهزيار، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن مالك بن
ضمرة الرواسي، قال:
قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام): أتخرج إلى المسجد (2) الذي في ظهر
دارك تصلي فيه، فقلت له: يا أمير المؤمنين ذاك مسجد تصلي فيه
الناس (3)، فقال لي: يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط فصلى فيه فدعا
الله الا فرج الله عنه وأعطاه حاجته.
فقال مالك: فوالله ما اتيته ولا صليت فيه، فلما كان ليلة أصابني امر
اغتممت منه، فذكرت قول أمير المؤمنين (عليه السلام) وقمت في الليل وانتعلت

1 - عنه البحار 100: 402، الوسائل 5: 260.
2 - يحتمل أن يكون المراد به مسجد السهلة أو غيره من المساجد المشرفة سوي المسجد
الأعظم، أورده مؤلف المزار الكبير في فضل مسجد السهلة.
3 - النساء (خ ل).
79

فتوضأت وخرجت، فإذا على بابي مصباح فمر قدامي ومررت حتى
انتهيت إلى المسجد، فوقف بين يدي وكنت أصلي، فلما فرغت انتعلت
وانصرفت فمر قدامي حتى انتهيت إلى الباب، فلما ان دخلت ذهب، فما
خرجت ليلة بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي وقضي الله
حاجتي (1).
[76] (19) - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن عبد الله من ولد
أبي فاطمة، عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في مسجد الكوفة، فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فرد عليه السلام
فقال: جعلت فداك اني أردت المسجد الأقصى، فأردت ان أسلم عليك
وأودعك، فقال: اي شي أردت بذلك، فقال: الفضل جعلت فداك، قال:
فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد، فان الصلاة
المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه على
اثني عشر ميلا، يمينه يمن ويساره مكر، وفي وسطه عين من دهن،
وعين من لبن، وعين من ماء شرابا للمؤمنين، وعين من ماء طهرا
للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق،

1 - عنه البحار 100: 403، المستدرك 3: 445.
80

وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا انا أحدهم - وقال بيده في صدره -
ما دعي فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج الا اجابه الله وفرج
عنه كربه (1).
الباب (9)
الدلالة على قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)
[77] 1 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن
رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، قال: كنت
وعامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: فقال
له عامر: ان الناس يزعمون أن أمير المؤمنين (عليه السلام) دفن بالرحبة، فقال: لا،
قال: فأين دفن، قال:
انه لما مات حمله الحسن (عليه السلام) فأتى به ظهر الكوفة قريبا من
النجف، يسرة عن الغري، يمنة عن الحيرة، فدفن بين ذكوات بيض (2)،

1 - عنه البحار 100: 403، الوسائل 5: 271.
رواه في الكافي 5: 261، التهذيب 6: 32.
أقول: الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين و
نياتهم وحالاتهم، مع أن الأقل لا ينافي الأكثر الا بالمفهوم.
2 - الذكوة في اللغة: الجمرة الملتهبة فيمكن أن يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة
المحيطة بقبرة (عليه السلام)، شبهها لضيائها وتوقدها عند شروق الشمس عليها، لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة، ولا يبعد أن يكون تصحيف دكاوات جمع دكاء وهو التل الصغير.
81

قال: فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه، ثم أتيته
فأخبرته، فقال لي: أصبت رحمك الله - ثلاث مرات (1). (2)
[78] 2 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين
الخلال، عن جده، قال: قلت للحسين بن علي (عليهما السلام): أين دفنتم
أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
خرجنا به ليلا حتى مررنا على مسجد الأشعث، حتى خرجنا إلى
ظهر ناحية الغري (3).
[79] 3 - حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن سنان،
قال:
اتاني عمر بن يزيد، فقال لي: اركب، فركبت معه، فمضينا حتى
نزلنا منزل حفص الكناسي، فاستخرجه فركب معنا، فمضينا حتى اتينا
الغري، فانتهينا إلى قبر، فقال: أنزلوا هذا القبر قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)،
فقلنا له: من أين عرفت هذا، قال: اتيته مع أبي عبد الله (عليه السلام) حيث كان في
الحيرة غير مرة، وخبرني انه قبره (4).

1 - أصبت أصبت ثلاث مرات، رحمك الله (خ ل).
2 - عنه البحار 100: 240 فرحة الغري: 24.
3 - عنه البحار 100: 240 فرحة الغري: 24.
4 - عنه البحار 100: 240، فرحة الغري: 24.
82

[80] 4 - حدثني أبي ومحمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن يحيى بن زكريا، عن يزيد بن عمر بن طلحة، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام) - وهو بالحيرة -: اما تريد ما وعدتك، قال:
قلت: بلي - يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) -، قال: فركب
وركب إسماعيل ابنه معه وركبت معهم، حتى إذا جاز الثوية (1)، وكان بين
الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهم،
فصلى وصلى إسماعيل وصليت، فقال لإسماعيل: قم فسلم على جدك
الحسين بن علي (عليهما السلام)، فقلت: جعلت فداك أليس الحسين (عليه السلام)
بكربلا، فقال: نعم ولكن لما حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه
بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
[81] 5 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن
متيل، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزاز الوشاء (3)،
عن أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، قال:
كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة، فنزل وصلى ركعتين،
ثم تقدم قليلا، فصلى ركعتين ثم سار قليلا، فنزل فصلى ركعتين، ثم قال:

1 - الثوية: موضع بالكوفة به قبر أبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة - النهاية.
2 - عنه البحار 45: 178، 100: 240 فرحة الغري 24.
رواه في الكافي 4: 571، عنه الوسائل 14: 400.
3 - في الكافي: عن الحسن الخزاز عن الوشاء أبي الفرج، وهو تصحيف.
83

هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: جعلت فداك فما الموضعين
الذين صليت فيهما، قال: موضع رأس الحسين (عليه السلام) وموضع منبر
القائم (عليه السلام) (1).
[82] 6 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى
الخشاب، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انك إذا
أتيت الغري رأيت قبرين، قبرا كبيرا وقبرا صغيرا، فاما الكبير فقبر
أمير المؤمنين، واما الصغير فرأس الحسين بن علي (عليهما السلام) (3).
[83] (7) - وحدثني محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد، قال: حدثنا
صفوان بن مهران، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال:
سار وانا معه من القادسية حتى أشرف على النجف، فقال: هو
الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح (عليه السلام)، فقال: (سآوي إلى جبل
يعصمني من الماء) (صلى الله عليه وآله) (3)، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه بالنجف: أيعتصم
بك مني، فغاب في الأرض وتقطع إلى قطر (4) الشام، ثم قال: اعدل بنا،
فعدلت.

1 - عنه البحار 100: 241، فرحة الغري: 21.
رواه في الكافي 4: 571، الوسائل 14: 400.
2 - عنه البحار 100: 241، الوسائل 14: 402.
3 - هود: 43.
4 - القطر - بالضم وبضمتين - الناحية والجانب.
84

فلم يزل سائرا حتى أتى الغري، فوقف على القبر، فساق السلام
من آدم على نبي نبي (عليهم السلام)، وانا أسوق معه، حتى وصل السلام إلى النبي
(صلى الله عليه وآله)، ثم خر على القبر، فسلم عليه وعلا نحيبه، ثم قام فصلى أربع ركعات
وصليت معه وقلت: يا بن رسول الله ما هذا القبر، فقال: هذا قبر
جدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).
[84] (عليهما السلام) - حدثني محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب، عن علي بن
الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال:
ذكرت لأبي الحسن (عليه السلام) يحيى بن موسى وتعرضه لمن يأتي قبر
أمير المؤمنين (عليه السلام)، وانه كان ينزل موضعا كان يقال به الثوية يتنزه إليه،
الا وقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فوق ذلك قليلا، وهو الموضع الذي روى
صفوان الجمال ان أبا عبد الله وصفه له، قال له فيما ذكر:
إذا انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة، فاجعله خلف ظهرك وتوجه
إلى نحو النجف، وتيامن قليلا، فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض والثنية
امامه فذلك قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وانا اتيته كثيرا، ومن أصحابنا من
لا يرى ذلك ويقول: هو في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر،
فارد عليهم بان الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) في القصر في
منازل الظالمين، ولم يكن يدفن في المسجد وهم يريدون ستره، فأينا
أصوب، قال: أنت أصوب منهم، اخذت بقول جعفر بن محمد (عليهما السلام).

1 - عنه البحار 100: 242.
85

قال: ثم قال لي: يا أبا محمد ما أري أحدا من أصحابنا يقول بقولك
ولا يذهب مذهبك، فقلت له: جعلت فداك اما ذلك شي من الله، قال:
اجل ان الله يوفق من يشأ ويؤمن عليه، فقل ذلك بتوفيق الله واحمده
عليه (1).
[85] (9) - وحدثني به محمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن الحسين
جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي، عن الحسن بن علي
ابن فضال، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال: ذكرت لأبي الحسن (عليه السلام) -
وذكر الحديث بطوله (2).
[86] 10 - حدثني محمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن الحسين
جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، قال:
حدثني علي بن أحمد بن اشيم، عن يونس بن ظبيان (3)، قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر في
ليلة صحيانة مقمرة، قال: فنظر إلى السماء، فقال: يا يونس اما تري هذه
الكواكب ما أحسنها، اما انها أمان لأهل السماء، ونحن أمان لأهل الأرض،
ثم قال: يا يونس فمر باسراج البغل والحمار، فلما اسرجا، قال: يا يونس
أيهما أحب إليك البغل أو الحمار، قال: فظننت ان البغل أحب إليه لقوته،

1 - عنه البحار 100: 242.
2 - عنه البحار 100: 242.
3 - أو عن رجل عن يونس (خ ل) يؤيد ما ذكرناه روايته عن يونس بلا واسطة، كما في
التهذيب 3: 866.
86

فقلت: الحمار، فقال: أحب ان تؤثرني به، قلت: قد فعلت فركب
وركبت.
ولما خرجنا من الحيرة، قال: تقدم يا يونس، قال: فأقبل يقول:
تيامن تياسر، فلما انتهينا إلى الذكوات الحمر، قال: هو المكان، قلت:
نعم، فتيامن، ثم قصد إلى موضع فيه ماء وعين فتوضأ، ثم دني من اكمة
فصلى عندها، ثم مال عليها وبكى، ثم مال إلى اكمة دونها، ففعل مثل
ذلك، ثم قال: يا يونس افعل مثل ما فعلت، ففعلت ذلك.
فلما تفرغت قال لي: يا يونس تعرف هذا المكان، فقلت: لا، فقال:
الموضع الذي صليت عنده أولا هو قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والأكمه
الأخرى رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ان الملعون عبيد الله
ابن زياد لعنه الله لما بعث برأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام رد إلى الكوفة
فقال: أخرجوه عنها لا يفتن به أهلها، فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام)،
فالرأس مع الجسد (1) والجسد مع الرأس (2).
[87] 11 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب الزيات، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن جرير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - اي بعد ما دفن الرأس هنا الحقه الله بالجسد، وإنما يزار ويصلى هاهنا لكونه محلا
للرأس المقدس وقتا ما، ويحتمل على بعد أن يكون المراد ان جسد أمير المؤمنين (عليه السلام)
كالجسد لهذا الرأس الشريف، فكان الرأس لم يفارق الجسد، والله العالم - البحار.
2 - عنه البحار 100: 244، الوسائل 14: 402، ذكر عجزه في البحار 45: 178.
87

اني لما كنت بالحيرة عند أبي العباس كنت آتي قبر أمير المؤمنين
(عليه السلام) ليلا وهو بناحية نجف الحيرة إلى جانب غري النعمان، فاصلي
عنده صلاة الليل وانصرف قبل الفجر (1).
[88] 12 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن صفوان
ابن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته عن موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: فوصف لي موضعه
حيث دكادك الليل (2)، قال: فاتيته فصليت عنده، ثم عدت إلى أبي عبد الله
(عليه السلام) من قابل، فأخبرته بذهابي وصلاتي عنده، فقال: أصبت، فمكثت
عشرين سنة أصلي عنده (3).
[89] 13 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت:
أين موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: الغري، فقلت له: جعلت فداك
ان بعض الناس يقولون: دفن في الرحبة، قال: لا، ولكن بعض الناس
يقول: دفن بالمسجد (4).

1 - عنه البحار 100: 244، فرحة الغري: 28.
2 - الدكدك من الرمل ما تكبس واستوى، أو ما التبد منه بالأرض، أو هي ارض فيها غلظ،
ولا يبعد أن يكون الليل تصحيف الرمل، وهذا يؤيد كون الذكوات مصحف الدكاوات.
3 - عنه البحار 100: 242.
4 - عنه البحار 100: 242.
88

الباب (10)
ثواب زيارة أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله)
[90] 1 - حدثني أبي ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى
العطار، عن حمدان بن سليمان النيشابوري، عن عبد الله بن محمد
اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن أبي وهب البصري، قال:
دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك اتيتك
ولم أزر قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: بئس ما صنعت، لولا انك من
شيعتنا ما نظرت إليك، الا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة،
ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنين، قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك،
قال:
فاعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله
ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا (1).
[91] 2 - حدثني محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عمن
ذكره، عن محمد بن سنان.
وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني ابن سنان، قال: حدثني
المفضل بن عمر، قال:

1 - عنه البحار 100: 257، الوسائل 14: 376.
رواه في الكافي 4: 579، المقنعة: 71، التهذيب 6: 20، مصباح الزائر: 24.
89

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلت: اني اشتاق إلى الغري، قال:
فما شوقك إليه، قلت له: اني أحب ان أزور أمير المؤمنين (عليه السلام) (1)، قال:
فهل تعرف فضل زيارته، قلت: لا، يا بن رسول الله فعرفني ذلك، قال: إذا
أردت زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح
وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قلت: ان آدم هبط بسرنديب (2) في مطلع
الشمس وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه
بالكوفة.
قال: ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح (عليه السلام) وهو في السفينة ان
يطوف بالبيت أسبوعا، فطاف بالبيت كما أوحى الله إليه، ثم نزل في الماء
إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم، فحمل التابوت في جوف
السفينة حتى طاف بالبيت ما شاء الله تعالى ان يطوف، ثم ورد إلى باب
الكوفة في وسط مسجدها، ففيها قال الله للأرض: (ابلعي ماءك) (3)
فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء من مسجدها، وتفرق الجمع
الذي كان مع نوح في السفينة، فاخذ نوح التابوت فدفنه في الغري.
وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما، وقدس
عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه إبراهيم خليلا، واتخذ عليه محمدا

1 - اني أحب المير المؤمنين (عليه السلام) وأحب ان أزوره (خ ل).
2 - سرانديب: جزيرة في بحر الهند.
3 - هود: 44.
90

حبيبا، وجعله للنبيين مسكنا، والله ما سكن فيه أحد بعد أبويه (1)
الطاهرين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين (عليه السلام).
فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، فإنك زائر الاباء الأولين ومحمدا (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين
وعليا سيد الوصيين، فان زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته،
فلا تكن عن الخير نواما (2).
[92] 3 - حدثني علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن عثمان بن عيسى (3)، عن المعلى بن أبي شهاب، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: قال الحسن لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ابه ما جزأ من زارك، قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله):
بني من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك، كان حقا على الله عز وجل
ان أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه (4).

1 - آبائه (خ ل).
2 - عنه البحار 100: 258، الوسائل 14: 384.
رواه في التهذيب 6: 22، مصباح الزائر: 41.
3 - علي بن إبراهيم عن عثمان بن عيسى (خ ل)، والصحيح ما أثبتناه، لان علي بن
إبراهيم لا يروي عن عثمان بن عيسى بلا واسطة، بل روي عنه بواسطة أبيه، ورواياته عنه
كثيرة.
4 - عنه البحار 100: 259.
91

الباب (11)
زيارة قبر أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله)، وكيف يزار، والدعاء عند ذلك
[93] 1 - حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي، قال: حدثني
أبي علي مهدي بن صدقة الرقي، قال: حدثني علي بن موسى، قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه جعفر (عليه السلام)، قال:
زار زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) قبر أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب (عليه السلام) ووقف على القبر، فبكي ثم قال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك
يا امين الله في ارضه وحجته على عباده، اشهد انك جاهدت في الله
حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله،
حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، والزم أعداءك الحجة
في قتلهم إياك، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه.
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك
ودعائك، محبة لصفوة (1) أوليائك، محبوبة في ارضك وسمائك، صابرة
على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة
إلى فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك،

1 - الصفوة: الخالصة.
92

مفارقة لا خلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.
ثم وضع خده على القبر، وقال:
اللهم ان قلوب المخبتين إليك والهة (1)، وسبل الراغبين إليك
شارعة، واعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة،
وأصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة، ودعوة من
ناجاك مستجابة.
وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة،
والا عانة لمن استعان بك موجودة، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة،
وعداتك (2) لعبادك منجزة.
وزلل من استقالك (3) مقالة، واعمال العاملين لديك محفوظة،
وأرزاقك إلى الخلائق (4) من لدنك نازلة، وعوائد المزيد لهم متواترة (5)،
وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك عندك مقضية، وجوائز
السائلين عندك موفرة (6)، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد

1 - المخبتين: الخاشعين، والهة: متحيرة من شدة الوجد.
2 - عداتك: وعودك.
3 - استقالك: طلب صفحك.
4 - أرزاق الخلائق (خ ل).
5 - متواترة: متتابعة.
6 - موفورة (خ ل).
93

المستطعمين معدة، ومناهل الظمأ (1) مترعة (2).
اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي، وأعطني جزائي، واجمع
بيني وبين أوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين،
انك ولي نعمائي، ومنتهى رجائي، وغاية مناي في منقلبي ومثواي.
أنت إلهي وسيدي ومولاي اغفر لأوليائنا، وكف عنا أعداءنا،
واشغلهم عن اذانا، واظهر كلمة الحق واجعلها العليا، وادحض (3) كلمة
الباطل واجعلها السفلى، انك على كل شي قدير (4).
[94] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله فيما ذكر من

1 - زيادة: لديك (خ ل).
2 - اترعه: ملاه.
3 - ادحض: أبطل وأزال.
4 - عنه البحار 100: 264.
أورد بهذا اللفظ وبغيره: الشيخ في مصباحه: 682 برواية جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام)،
وابن المشهدي في المزار الكبير: 285، والسيد في مصباحه: 583، والشهيد في مزاره: 95،
والكفعمي في مصباحه: 480 وفي البلد الأمين: 495 جميعا عن الباقر، عن أبيه (عليهما السلام).
ذكره ابن طاووس في فرحة الغري باسناده: 40 و 43.
ذكره السيد بن طاووس في الاقبال 2: 273 كما في فرحة الغري، باسناده عن كتاب المسرة
من كتاب مزار ابن أبي قرة.
وأخرجه في الوسائل 10: 306، البحار 100: 264، 102: 174 عن المصادر.
أقول: قال السيد في الاقبال بعد ذكر الدعاء: (وقد زاره مولانا الصادق (عليه السلام) بنحو هذه
الألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الإطالة)، وقريب منه ما ذكره السيد عبد الكريم بن أحمد
ابن طاووس في فرحة الغري.
94

كتابه الذي سماه كتاب الجامع، روي عن أبي الحسن (عليه السلام) انه كان يقول
عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام):
السلام عليك يا ولي الله، اشهد انك أنت أول مظلوم، وأول من
غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، وأشهد أنك لقيت
الله وأنت شهيد، عذب الله قاتليك بأنواع العذاب، وجدد عليه
العذاب.
جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك ومن
ظلمك، ألقى على ذلك ربي إن شاء الله.
يا ولي الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلي ربك، يا مولاي فان لك
عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها وشفاعة، وقد قال الله
تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) (1) (2)
[95] 3 - ويقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضا:
الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته ومعرفة رسوله صلى الله عليه وآله
ومن فرض الله طاعته، رحمة منه لي وتطولا منه علي بالا يمان،
الحمد لله الذي سيرني في بلاده، وحملني على دوابه، وطوي لي
البعيد ودفع عني المكروه، حتى أدخلني حرم أخي رسوله وأرانيه في
عافية.

1 - الأنبياء: 28.
2 - يأتي ذكره في آخر الباب ونذكر هناك بعض الكلام فيه.
95

الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسول الله صلى الله عليه وآله
، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، جاء بالحق من عنده، واشهد ان عليا عبد الله وأخو رسوله.
اللهم عبدك وزائرك يتقرب إليك بزيارة قبر أخي رسولك، وعلى
كل مأتي حق لمن اتاه وزاره، وأنت خير مأتي وأكرم مزور.
وأسألك يا الله، يا رحمان يا رحيم، يا جواد، يا واحد يا أحد، يا فرد
يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أن تصلي على
محمد وأهل بيته، وأن تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا
فكاك رقبتي من النار، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ويدعوك رغبا
ورهبا، واجعلني لك من الخاشعين.
اللهم انك بشرتني على لسان نبيك محمد صلى الله عليه وآله
فقلت: (وبشر الذين امنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) (1).
اللهم فاني بك مؤمن وبجميع أنبيائك، فلا توقفني بعد معرفتهم
موقفا تفضحني به على رؤوس الخلائق (2)، بل أوقفني معهم، وتوفني
على التصديق بهم، فإنهم عبيدك وأنت خصصتهم بكرامتك وأمرتني
باتباعهم.

1 - يونس: 2.
2 - الاشهاد (خ ل).
96

ثم تدنو من القبر وتقول:
السلام من الله والسلام على محمد أمين الله على وحيه وعزائم
أمره (1)، ومعدن الوحي والتنزيل، والخاتم لما سبق، والفاتح لما
استقبل (2)، والمهيمن على ذلك كله (3)، والشاهد على الخلق، السراج
المنير، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وأهل بيته المظلومين، أفضل وأكمل
وأرفع وأنفع وأشرف ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك.
اللهم صل على علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك
وأخي رسولك ووصي رسولك، الذي بعثته بعلمك وجعلته هاديا لمن
شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين
بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على الأئمة من ولده، القوامين بأمرك من بعده،
المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك، وحفظة لسرك، وشهداء
على خلقك، وأعلاما لعبادك.

1 - عزائم امره اي أوامر الله اللازمة من الواجبات والمحرمات، أو جميع الأحكام فان
تبليغها كان عليه (صلى الله عليه وآله) واجبا.
2 - اي الخاتم لمن سبق من الأنبياء أو لما سبق من مللهم أو المعارف والاسرار، والفاتح
لمن بعده من الحجج، أو لما استقبله من المعارف والعلوم والحكم.
3 - اي الشاهد على الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، أو المؤتمن على تلك المعارف والحكم.
97

وتصلي عليهم ما استطعت.
السلام على الأئمة المستودعين، السلام على خالصة الله من
خلقه، السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمرك، وازروا (1) أولياء الله
وخافوا لخوفهم، السلام على ملائكة الله المقربين.
ثم تقول:
السلا م عليك يا أمير المؤمنين، السلا م عليك يا حبيب حبيب الله،
السلام عليك يا صفوة الله، السلا م عليك يا ولي الله، السلا م عليك يا
حجة الله، السلا م عليك يا عمود الدين ووارث علم الأولين والآخرين،
وصاحب الميسم (2) والصراط المستقيم.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته،
وجاهدت في الله حق جهاده، ونصحت لله ولرسوله، وجدت بنفسك
صابرا، مجاهدا عن دين الله، موقيا (3) لرسول الله، طالبا ما عند الله، راغبا
فيما وعد الله من رضوانه، ومضيت للذي كنت عليه شاهدا وشهيدا
ومشهودا، فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء.

1 - آزروا: عاونوا.
2 - إشارة إلى ما ورد في الاخبار انه (عليه السلام) الدابة التي يخرج في آخر الزمان، ومعه العصا
والميسم، يسم بهما وجود المؤمنين والكافرين.
3 - التوقية: الحفظ والكلاءة.
98

لعن الله من قتلك، ولعن الله من خالفك، ولعن الله من افترى
عليك وظلمك، ولعن الله من غصبك حقك ومن بلغه ذلك فرضي به،
أنا إلى الله منهم برئ.
لعن الله أمة خالفتك، وأمة جحدت ولايتك، وأمة تظاهرت
عليك، وأمة قتلتك، وأمة حادت عنك (1) وخذلتك (2)، الحمد لله الذي
جعل النار مثواهم وبئس ورد الواردين (3).
اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصيا أنبيائك بجميع لعناتك،
وأصلهم (4) حر نارك، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة،
واللات والعزى، والجبت والطاغوت (5)، وكل ند (6) يدعى من دون الله
وكل مفتر على الله.
اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأولياءهم وأعوانهم
ومحبيهم لعنا كثيرا.

1 - الحيد: الميل.
2 - خذله: ترك نصرته.
3 - الورد: الماء الذي ترد عليه، اي بئس محل ورودهم، والمورود تأكيد له.
4 - صلى اللحم: شواه أو ألقاه في النار للاحراق.
5 - الجبت: الصنم والكاهن والساحر وكل ما عبد من دون الله، والطاغوت: الشيطان و
كل رئيس في الضلالة، وقد يطلق على الصنم أيضا، والمراد بالجوابيت والطواغيت والفراعنة
جميع خلفاء الجور، وباللات والعزى والجبت والطاغوت معلوم من سائر الروايات، خصا
بالذكر للتأكيد والتنصيص لشدة شقاوتهما.
6 - الند: المثل.
99

وتقول:
اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام - ثلاثا، اللهم العن
قتلة الحسن والحسين - ثلاثا.
اللهم عذبهم عذابا أليما لا تعذبه أحدا من العالمين، وضاعف
عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك، وأعد لهم عذابا لم تحله بأحد من
خلقك.
اللهم وأدخل على قتلة أنصار رسولك، وقتلة أنصار أمير
المؤمنين، وعلى قتلة أنصار الحسن وعلى قتلة أنصار الحسين، وقتلة
من قتل في ولاية آل محمد أجمعين، عذابا مضاعفا في أسفل درك (1) من
الجحيم، ولا تخفف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون (2) ملعونون،
ناكسوا رؤوسهم وقد عاينوا الندامة والخزي الطويل بقتلهم عترة
أنبيائك ورسلك وأتباعهم من عبادك الصالحين.
اللهم العنهم في مستسر (3) السر وظاهر العلانية، في سمائك
وأرضك، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك (4)، وحبب إلي

1 - دركات النار: طبقاتها.
2 - المبلس: الساكت على ما في نفسه، وابلس يئس وتحير.
3 - استسر: استتر، ومستسر السر مبالغة في الخفاء، كما أن ظاهر العلانية مبالغة في
الظهور، والغرض لعنهم على جميع الأحوال وبجميع انحاء اللعن.
4 - لسان صدق: ذكرا حسنا وثناء جميلا فيهم، بان أقول فيهم ما هم أهله من الذكر
الجميل.
100

مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة، يا
أرحم الراحمين.
ثم اجلس عند رأسه (عليه السلام) وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، والمسلمين لك بقلوبهم،
والناطقين بفضلك، والشاهدين على أنك صادق أمين صديق (1)، عليك
يا مولاي صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك.
أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، وأشهد لك يا
ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء، وأشهد أنك جنب (2) الله، وأنك
باب الله (3)، وأنك وجه الله الذي منه يؤتى، وأنك سبيل الله، وأنك
عبد الله وأخو رسوله.
أتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، اتيتك
زائرا متقربا إلى الله بزيارتك، طالبا خلاص نفسي، متعوذا بك من نار
استحققتها بما جنيت على نفسي، أتيتك انقطاعا إليك والى ولدك (4)
الخلف من بعدك على بركة الحق.

1 - الصديق: الكثير الصدق في القول والعمل، والذي صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسبق و
أكثر وأشد من غيره.
2 - حبيب (خ ل).
3 - المراد بالباب الذي لا يؤتي الا منه، اي لا يوصل إلى الله والى معرفته وعبادته الا
بمتابعته.
4 - المراد بالولد الحسين (عليه السلام)، أو جميع الأئمة (عليهم السلام)، فان الولد يكون واحدا وجمعا.
101

فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لكم معدة، وأنا
عبد الله ومولاك وفي طاعتك، الوافد إليك، ألتمس بذلك كمال المنزلة
عند الله.
وأنت يا مولاي ممن أمرني الله بصلته (1)، وحثني على بره، ودلني
على فضله، وهداني لحبه، ورغبني في الوفادة إليه، وألهمني طلب
الحوائج عنده.
أنتم أهل بيت سعد من تولاكم، ولا يخيب من أتاكم، ولا يسعد من
عاداكم، لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة،
ودعائم الدين، وأركان الأرض و الشجرة الطيبة.
اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وال رسولك، ولا ترد
استشفاعي بهم، اللهم إنك مننت علي بزيارة مولاي وولايته ومعرفته،
فاجعلني ممن تنصره وتنتصر به، ومن علي بنصري لدينك في الدنيا
والآخرة.
اللهم أحيني على ما حيي عليه علي بن أبي طالب وأمتني على
ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام (2).

1 - بطاعته (خ ل).
2 - رواه عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: 80، باسناده عن والده، عن محمد بن نما،
عن ابن إدريس، عن عربي بن مسافر، عن الياس بن هشام، عن ابن الشيخ، عن أبيه، عن المفيد،
عن محمد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن ذبيان بن
حكيم، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 100: 271.
أورده الشيخ في التهذيب 6: 25، باسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمد
ابن سعيد، عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي، عن ذبيان بن حكيم، عن يونس بن
ظبيان، عن الصادق (عليه السلام).
أخرجه المفيد في مزاره: 76، والصدوق في الفقيه 2: 587، والشيخ في مصباحه: 519
مقطوعا.
أورده في البحار 100: 305 عن مزار المفيد.
102

[96] 4 - حدثني محمد بن يعقوب، عمن حدثه، عن سهل بن زياد،
عن محمد بن أورمة.
وحدثني أبي، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن أورمة،
عمن حدثه، عن الصادق أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال:
تقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام):
السلام عليك يا ولي الله، أنت أول مظلوم، وأول من غصب
حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين.
وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع
العذاب، وجدد عليه العذاب.
جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، مواليا لأوليائك، معاديا
لأعدائك ومن ظلمك، ألقى على ذلك ربي إن شاء الله تعالى، يا ولي
الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلى ربك.
103

فان لك عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها وشفاعة،
وقد قال الله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) (1) (2)
[97] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، عن محمد بن
عيسى بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) مثله.
الباب (12)
وداع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)
[98] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد في كتاب
الجامع، يروي عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
إذا أردت ان تودع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فقل:

1 - الأنبياء: 28.
2 - مر قبيل هذا عن كتاب الجامع لابن الوليد.
رواه الكليني في الكافي 4: 569، باسناده عن العدة عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة،
عمن حدثه، عن الصادق أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، وأيضا عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد
ابن عيسى بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، عنه الشيخ في التهذيب
6: 29، البحار 100: 265.
ذكره عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: 111 باسناده عن ابن قولويه.
أقول: ذكره الشيخ نقلا عن الكليني وأيضا عن كامل الزيارات نقلا عنه، وفيه، عن الصادق
وأبي الحسن الثالث (عليه السلام)، وهذا مسامحة منه، ويدل عليه ما في الكافي والكامل من أنه
الصادق أبي الحسن الثالث (عليه السلام).
وأشار إليه العلامة الخوئي في معجم رجال الحديث 15: 119.
104

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله وأسترعيك
واقرأ عليك السلا م، امنا بالله وبالرسل، وبما جاءت به ودعت إليه
ودلت عليه، فاكتبنا مع الشاهدين.
اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي إياه، فان توفيتني قبل ذلك
فاني اشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي.
اشهد انكم الأئمة - وتسميهم واحدا بعد واحد - واشهد ان من
قتلهم وحاربهم مشركون، ومن رد عليهم ورد علمهم في أسفل درك
من الجحيم.
واشهد ان من حاربهم لنا أعداء ونحن منهم براء، وانهم حزب
الشيطان وعلى من قتلهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن
شرك فيهم ومن سره قتلهم.
اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم ان تصلي على محمد وال
محمد - وتسميهم - ولا تجعله اخر العهد من زيارته، فان جعلته
فاحشرني مع هؤلاء المسمين الأئمة.
اللهم وذلل قلوبنا لهم بالطاعة والمناصحة والمحبة، وحسن
المؤازرة (1).

1 - عنه البحار 100: 266.
مر في الباب السابق زيارته (عليه السلام) الطويلة عن كتاب الجامع لابن الوليد، وذكرنا هناك
مصادرها، فراجع.
105

الباب (13)
فضل الفرات وشربه والغسل فيه
[99] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: الماء سيد
شراب الدنيا والآخرة، وأربعة انهار في الدنيا من الجنة: الفرات والنيل
وسيحان وجيحان، الفرات الماء، والنيل العسل، وسيحان الخمر،
وجيحا اللبن (1).
[100] 2 - وعنه، عن أبي جميلة، عن سليمان بن هارون انه سمع
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من شرب من ماء الفرات وحنك به فهو محبنا أهل البيت
(2).
[101] 3 - وباسناده عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لو أن بيننا وبين الفرات كذا وكذا
ميلا لذهبنا إليه واستشفينا به (3).

1 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.
لعل المراد ان تلك الأسماء مشتركة بينها وبين انهار الجنة، وفضلها لكون التسمية بها من
جهة الوحي والالهام، ويحتمل ان يدخلها شئ من تلك الأنهار التي في الجنة، كما ورد في
الفرات.
2 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.
3 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.
106

[102] 4 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن
فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات الا أحبنا أهل البيت، وسألني: كم
بينك وبين ماء الفرات، فأخبرته، فقال: لو كنت عنده لأحببت ان آتيه
طرفي النهار (1).
[103] 5 - وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) في قول الله عز وجل: (واويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين) (2)،
قال: الربوة نجف الكوفة، والمعين الفرات (3).
[104] 6 - وحدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر،
عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.
رواه في التهذيب 6: 39، عنه الوسائل 14: 405، ذكره في المحاسن: 575 مع اختلاف.
2 - المؤمنون: 50.
3 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.
رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405.
107

الفرات سيد المياه في الدنيا والآخرة (1).
[105] (7) - وحدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن حدثه، عن حنان بن
سدير، عن أبيه، عن حكيم بن جبير، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام)
يقول: ان ملكا يهبط كل ليلة، معه ثلاث مثاقيل مسك من مسك الجنة
فيطرحها في الفرات، وما من نهر في شرق ولا في غرب (2) أعظم بركة
منه (3).
[106] (8) - وحدثني علي بن محمد بن قولويه، عن أحمد بن إدريس،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين بن عثمان (4)، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقطر في
الفرات كل يوم قطرات من الجنة (5).
[107] (9) - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن ربيع

1 - عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 407.
رواه في المحاسن: 570.
2 - مشرق ولا مغرب (خ ل).
3 - عنه البحار 100: 228.
رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 404.
4 - الحسن بن عثمان (خ ل) وهو سهو، لان ابن أبي عمير هو راو لكتاب حسين بن عثمان
الأحمسي - كما ذكره الشيخ في الفهرست.
5 - عنه البحار 100: 229.
108

ابن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان (1)، قال:
لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) الكوفة في زمن أبي العباس، فجاء على
دابته في ثياب سفره، حتى وقف على جسر الكوفة، ثم قال لغلامه:
اسقني، فأخذ كوز ملاح فغرف له به، فأسقاه فشرب، والماء يسيل من
شدقيه وعلى لحيته وثيابه، ثم استزاده فزاده، فحمد الله ثم قال:
نهر ماء ما أعظم بركته، اما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من
الجنة، اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه، اما
لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهة الا برأ (2).
[108] 10 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن عرفة،
عن ربعي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
شاطي الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في كتابه هو الفرات،
والبقعة المباركة هي كربلاء، و الشجرة (3) هي محمد (صلى الله عليه وآله) (4).

1 - هو عبد الله بن عبد الله بن سليمان العامري، وذلك لرواية ربيع بن محمد المسلي عنه، راجع
معجم الرجال 10: 200.
2 - عنه البحار 100: 229.
رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405.
3 - لعل المراد ان بتوسط روح محمد (صلى الله عليه وآله) أوحى الله في هذا المكان، وتشبيهه بالشجرة
لتفرغ أغصان الإمامة منه واجتناء ثمرات العلوم منهم إلى آخر الدهر، كما ورد في تفسير قوله
تعالى: (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة - الآية).
4 - عنه البحار 100: 229.
رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405.
109

[109] 11 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار،
عن أخيه علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات الا كان لنا شيعة، قال: قال ابن
أبي عمير: ولا اعلمه ابن سنان الا وقد رواه لي (1).
[110] 12 - وروى ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال: يجري في
الفرات ميزابان من الجنة (2).
[111] 13 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل، عن
حنان بن سدير (3)، عن حكيم بن جبير الأسدي، قال: سمعت علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول: ان الله يهبط ملكا كل ليلة معه ثلاث مثاقيل من
مسك الجنة، فيطرحه في فراتكم هذا، وما من نهر في شرق الأرض
ولا في غربها أعظم بركة منه (4).
[112] 14 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن

1 - عنه البحار 100: 229.
2 - عنه البحار 100: 230.
3 - كذا رواه في التهذيب، لكن في الكافي: حنان بن سدير عن أبيه، وهو الموافق لما مر
في الرقم: 7 من هذا الباب، راجع معجم الرجال 6: 185 و 304.
4 - عنه البحار 100: 230.
رواه في الكافي 6: 389، التهذيب 6: الرقم: 78.
110

عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن
ميمون، عن سليمان بن هارون، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أظن أحدا
يحنك بماء الفرات الا أحبنا أهل البيت (1).
[113] 15 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن أحمد بن محمد البرقي، عن عبد الرحمان بن حماد الكوفي، قال:
حدثنا عبد الله بن محمد الحجال، عن غالب بن عثمان، عن عقبة بن
خالد، قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) الفرات، قال: اما انه من شيعة علي
(عليه السلام)، وما حنك به أحد الا أحبنا أهل البيت (2).
[114] 16 - حدثني أبي، عن الحسن بن متيل، عن عمران بن موسى،
عن أبي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن
سيف بن عميرة، عن صندل، عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): ما أحد يشرب من ماء الفرات ويحنك به إذا ولد الا أحبنا، لان
الفرات نهر مؤمن (3).
[115] (17) - وباسناده، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
نهران مؤمنان ونهران كافران، نهران كافران نهر بلخ ودجلة،

1 - عنه البحار 100: 230.
2 - عنه البحار 100: 230.
3 - عنه البحار 100: 230.
111

والمؤمنان نيل مصر والفرات (1)، فحنكوا أولادكم بماء الفرات (2).
الباب (14)
حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام)
والامر بحبهما وثواب حبهما
[116] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف
وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم وغيره، عن جميل بن
دراج، عن أخيه نوح، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن عبد العزيز،
عن علي (عليه السلام)، قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي لقد اذهلني هذان الغلامان -
يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) - ان أحب بعدهما أحدا ابدا، ان ربي أمرني
ان أحبهما وأحب من يحبهما (3).
[117] 2 - حدثني محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن الحسين بن علي
الزيدي، عن أبيه، عن علي بن عباس وعبد السلام بن حرب جميعا، قال:

1 - قال الجزري في شرح هذا الحديث: جعلهما مؤمنين على التشبيه، لأنهما يقضيان
على الأرض فيسقيان الحرث بلا مؤونة، وجعل الآخرين كافرين لأنهما لا يسقيان ولا ينتفع
بهما الا بمؤونة وكلفة، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين وهذان في قلة النفع كالكافرين.
2 - عنه البحار 100: 230.
3 - عنه البحار 43: 269.
112

حدثنا من سمع بكر بن عبد الله المزني، عن عمران بن الحصين، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي:
يا عمران ان لكل شئ موقعا من القلب وما وقع موقع هذين
الغلامين من قلبي شئ قط، فقلت: كل هذا يا رسول الله، قال: يا عمران
وما خفي عليك أكثر، ان الله أمرني بحبهما (1).
[118] 3 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عمن حدثه، عن سفيان الجريري، عن أبيه، عن أبي رافع (2)،
عن أبيه، عن جده، عن أبي ذر الغفاري، قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بحب الحسن والحسين (عليهما السلام)، فانا أحبهما وأحب (3) من يحبهما لحب
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياهما (4).
[119] 4 - حدثني أبي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني
رجل نسيت اسمه من أصحابنا، عن عبيد الله بن موسى، عن مهلهل
العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن أبي ذر الغفاري،
قال:
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) وهو يقول:
من أحب الحسن والحسين (عليهما السلام) وذريتهما مخلصا لم تلفح النار وجهه،

1 - عنه البحار 43: 269.
2 - كذا في النسخ، روي هذا السند في الخصال وفيه: إبراهيم بن علي الرافعي، كذا أيضا
في مناقب ابن شهرآشوب وارشاد المفيد، راجع البحار 43: 263 و 276.
3 - فاحببتهما وانا أحب (خ ل).
4 - عنه البحار 43: 269.
113

ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج، الا أن يكون ذنبه ذنبا يخرجه
من الايمان (1).
[120] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره،
عن علي بن عابس، عن الحجال، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة،
عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال: سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
من كان يحبني فليحب ابني هذين، فان الله امرني بحبهما (2).
[121] 6 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن أبيه محمد بن عيسى، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن
سليمان البزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من أراد ان يتمسك بعروة الله الوثقى التي قال الله تعالى في كتابه،
فليوال علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام)، فان الله يحبهما من
فوق عرشه (3).
[122] (7) - وعنه عن أحمد بن محمد، عن أبيه وعبد الرحمان بن

1 - عنه البحار 43: 269.
2 - عنه البحار 43: 270.
3 - عنه البحار 43: 270.
114

أبي نجران، عن رجل، عن عباس بن الوليد، عن أبيه، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من أبغض الحسن والحسين (عليهما السلام) جاء يوم القيامة وليس على
وجهه لحم، ولم تنله شفاعتي (1).
[123] (8) - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قرة عيني
النساء، وريحانتي الحسن والحسين (عليهما السلام) (2).
[124] (9) - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره، عن علي بن عباس، عن المنهال بن
عمرو، عن الأصبغ، عن زاذان، قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) في
الرحبة يقول: الحسن والحسين ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله). (3)
[125] 10 - حدثني جماعة مشايخي منهم: أبي ومحمد بن الحسن
وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن
عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن، عن ابن مسكان،
عن زيد مولى ابن هبيرة، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

1 - عنه البحار 43: 270.
2 - عنه البحار 43: 270.
3 - عنه البحار 43: 270.
115

خذوا بحجزة هذا الأنزع، فإنه الصديق الأكبر والهادي لمن اتبعه،
ومن سبقه مرق من دين الله، ومن خذله محقه الله، ومن اعتصم به فقد
اعتصم بالله، ومن اخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته أضله الله،
ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن ولد الحسين
الأئمة الهداة والقائم المهدي، فأحبوهم وتوالوهم، ولا تتخذوا
عدوهم وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم وذلة في الحياة
الدنيا، وقد خاب من افترى.
[126] 11 - حدثني الحسين بن علي الزعفراني بالري، قال: حدثنا
يحيى بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن أبي راشد،
عن يعلي بن مرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وانا من حسين،
أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط (1).
[127] 12 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري، قال: حدثنا
عبد الاعلى بن حماد البرسي، قال: حدثنا وهب، عن عبد الله بن عثمان،
عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلي العامري انه خرج من عند رسول الله
(صلى الله عليه وآله) إلى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين (عليه السلام) يلعب مع الصبيان،
فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) امام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي هاهنا مرة

1 - عنه البحار 43: 270.
رواه المفيد في ارشاده والطبرسي في إعلام الورى.
116

وهاهنا مرة، وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يضاحكه حتى اخذه، فجعل
إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفائه، ووضع فاه على فيه
وقبله، ثم قال:
حسين مني وانا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين
سبط من الأسباط (1).
[128] 13 - وعنه عن أبي سعيد، قال: حدثنا نصر بن علي، قال:
حدثنا علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: اخذ رسول
الله (صلى الله عليه وآله) بيد الحسن والحسين فقال: من أحب هذين الغلامين وأباهما
وأمهما، فهو معي في درجتي يوم القيامة (2).
الباب (15)
زيارة الحسن بن علي (عليه السلام) وقبور الأئمة (عليهم السلام) بالبقيع
[129] 1 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة بن
الخطاب، عن عمر (3) بن علي، عن عمه، عن عمر بن يزيد بياع السابري،
رفعه، قال:
كان محمد بن علي بن الحنفية يأتي قبر الحسن بن علي (عليهما السلام)
فيقول:

1 - عنه البحار 43: 271.
2 - عنه البحار 43: 271.
3 - عمرو (خ ل)، ما أثبتناه هو الموافق لما في التهذيب.
117

السلام عليك يا بقية المؤمنين (1) وابن أول المسلمين، وكيف
لا تكون كذلك وأنت سليل الهدى، وحليف التقوى، وخامس أهل
الكساء.
غذتك يد الرحمة، وربيت في حجر الا سلام، ورضعت من ثدي
الا يمان، فطبت حيا وطبت ميتا، غير أن الا نفس غير طيبة (2) بفراقك
ولا شاكة في حياتك، يرحمك الله.
ثم التفت إلى الحسين (عليه السلام) فقال: يا أبا عبد الله الحسين فعلى
أبي محمد السلام (3).
[130] 2 - وعنه، عن سلمة، عن عبد الله بن أحمد، عن بكر بن صالح،
عن عمرو بن هشام (4)، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: إذا
اتيت قبور الأئمة بالبقيع فقف عندهم واجعل القبلة خلفك والقبر بين
يديك، ثم تقول:
السلام عليكم أئمة الهدى، السلام عليكم أهل البر والتقوى،
السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها القوامون

1 - يا بن أمير المؤمنين (خ ل).
2 - النفس غير راضية (خ ل).
3 - عنه البحار 100: 2005.
رواه في التهذيب 6: 85، مصباح الزائر: 101.
4 - عمرو بن هاشم (خ ل)، الظاهر اتحاده مع عمرو بن هشام الطائي، الذي ذكره الشيخ في
رجاله من أصحاب الصادق (خ ل).
118

في البرية بالقسط.
السلام عليكم أهل الصفوة، السلام عليكم يا آل رسول الله صلى
الله عليه وآله، السلام عليكم أهل النجوى (1).
اشهد انكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم
واسئ إليكم فغفرتم، واشهد انكم الأئمة الراشدون المهديون (2)، وان
طاعتكم مفروضة، وان قولكم الصدق، وانكم دعوتم فلم تجابوا،
وأمرتم فلم تطاعوا، وانكم دعائم الدين، وأركان الأرض.
لم تزالوا بعين الله (3) ينسخكم في أصلاب كل مطهر، وينقلكم من
أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، ولم تشرك فيكم فتن
الأهواء (4)، طبتم وطاب منبتكم.
من بكم علينا ديان الدين، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع
ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، رحمة لنا وكفارة لذنوبنا، إذ
اختاركم الله لنا، وطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم، وكنا عنده

1 - أهل النجوى: اي تناجون الله ويناجيكم، أو عندكم الاسرار التي ناجى الله بها
رسوله.
2 - المهتدون (خ ل).
3 - لم تزالوا بعين الله: اي منظورين بعين عنايته ولطفه.
4 - لم تشرك فيكم فتن الأهواء: لم يصادفكم في آبائكم أهل الأهواء الباطلة، اي لم
يكونوا كذلك بل كانوا على الحق والدين القويم، أو المراد خلوص نسبهم عن الشبهة، أو انه لم
تشرك في عقائدكم وأعمالكم فتن الأهواء والبدع - البحار.
119

مسمين بعلمكم (1)، معترفين بتصديقنا إياكم.
وهذا مقام من أسرف واخطأ، واستكان (2) وأقر بما جني، ورجي
بمقامه الخلاص، وان يستنقذ بكم مستنقذ الهلكى من الردى، فكونوا
لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا، واتخذوا آيات
الله هزوا واستكبروا عنها (3).
يا من هو قائم لا يسهو، ودائم لا يلهو، ومحيط بكل شئ، لك
المن بما وفقتني وعرفتني أئمتي، وبما أقمتني عليه إذ صد عنه عبادك،
وجهلوا معرفته، واستخفوا بحقه، ومالوا إلي سواه، فكانت المنة منك
علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به.
فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا،
فلا تحرمني ما رجوت، ولا تخيبني فيما دعوت في مقامي هذا، بحرمة
محمد وآله الطاهرين.
وادع لنفسك بما أحببت (4).

1 - كنا عنده مسمين بعلمكم: اي كنا عنده تعالى مكتوبين مسمين انا عالمون بكم
معترفون بامامتكم - من قبيل إضافة المصدر إلى المفعول - أو مسمين بانا من حملة علمكم، أو
حال كوننا متلبسين بعلمكم وأنتم تعرفوننا بذلك، أو بسبب انكم اعلم الخلق شرفنا الله تعالى بان
ذكرنا عنده قبل خلقنا بولايتكم.
2 - استكان: تضرع.
3 - ثم ترفع رأسك ونقول (خ ل).
4 - عنه البحار 100: 203، المستدرك 10: 350.
ذكره الكليني في الكافي 4: 559، والصدوق في الفقيه 2: 575 مقطوعا.
120

[131] 3 - حدثني علي بن الحسين وغيره، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق
شعر، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
تقول عند قبر علي بن الحسين (عليهما السلام) ما أحببت (1).
الباب (16)
ما نزل به جبرئيل (عليه السلام) في الحسين بن علي (عليهما السلام) انه سيقتل
[132] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي الكوفي، قال:
حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن سعيد
ابن يسار أو غيره، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لما ان هبط جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتل الحسين (عليه السلام)
اخذ بيد علي فخلا به مليا من النهار، فغلبتهما العبرة فلم يتفرقا حتى هبط
عليهما جبرئيل (عليه السلام) - أو قال: رسول رب العالمين - فقال لهما: ربكما
يقرؤكما السلام ويقول: قد عزمت عليكما لما صبرتما، قال: فصبرا (2).
[133] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن سعيد بن

1 - عنه البحار 100: 206، المستدرك 10: 351.
2 - عنه البحار 44: 231.
121

يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول مثله.
[134] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن سنان، عن سعيد بن يسار مثله.
[135] 4 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي سلمة
سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقال: ان فاطمة ستلد ولدا تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة
بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله
(عليه السلام): هل رأيتم في الدنيا اما تلد غلاما فتكرهه، ولكنها كرهته لأنها
علمت أنه سيقتل.
قال: وفيه نزلت هذه الآية: (ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته
أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (1) (2).
[136] 5 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
حماد، عن أخيه أحمد بن حماد، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1 - الأحقاف: 15.
2 - عنه البحار 44: 231.
رواه الكافي 1: 464، عنه البرهان 4: 172، نور الثقلين 5: 13، تأويل الآيات 2: 579.
122

أتى جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: السلام عليك يا
محمد الا أبشرك بغلام تقتله أمتك من بعدك، فقال: لا حاجة لي فيه، قال:
فانقض إلى السماء ثم عاد إليه الثانية فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي
فيه، فانعرج إلى السماء ثم انقض إليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال:
لا حاجة لي فيه، فقال: ان ربك جاعل الوصية في عقبه، فقال: نعم، ثم
قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل على فاطمة (عليهما السلام) فقال لها: ان جبرئيل (عليه السلام)
أتاني فبشرني بغلام تقتله أمتي من بعدي، فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال
لها: ان ربي جاعل الوصية في عقبه، فقالت: نعم اذن.
قال: فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: (حملته أمه كرها
ووضعته كرها)، لموضع اعلام جبرئيل إياها بقتله، فحملته كرها بأنه
مقتول، ووضعته كرها لأنه مقتول (1).
[137] 6 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، قال:
حدثني رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
ان جبرئيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد ان الله يقرأ
عليك السلام ويبشرك بمولود يولد من فاطمة (عليهما السلام) تقتله أمتك من بعدك،
فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من

1 - عنه البحار 44: 233.
123

بعدي، قال: فعرج جبرئيل (عليه السلام) إلى السماء، ثم هبط فقال له مثل ذلك،
فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من
بعدي.
فعرج جبرئيل إلى السماء ثم هبط فقال له: يا محمد ان ربك يقرؤك
السلام ويبشرك انه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فقال: قد
رضيت.
ثم ارسل إلى فاطمة (عليهما السلام) ان الله يبشرني بمولود يولد منك تقتله
أمتي من بعدي، فأرسلت إليه ان لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله
أمتك من بعدك، فأرسل إليها ان الله جاعل في ذريته الإمامة والولاية
والوصية، فأرسلت إليه اني قد رضيت، (فحملته كرها ووضعته كرها
وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، قال
رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل
صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي) (1)، فلو أنه قال: أصلح لي ذريتي،
لكانت ذريته كلهم أئمة.
ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من أنثى لكنه كان يؤتى به النبي
(صلى الله عليه وآله) فيضع ابهامه (2) في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فنبت
لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودمه من دمه، ولم يولد

1 - اقتباس من الكريمة: الأحقاف: 15.
2 - إصبعه (خ ل).
124

مولود لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي (عليهما السلام) (1).
[138] (7) - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن
إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات باسناده مثله.
[139] (8) - حدثني أبي ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله
ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تدمع، فسألته:
مالك، فقال: ان جبرئيل (عليه السلام) أخبرني ان أمتي تقتل حسينا، فجزعت و
شق عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسها وسكنت (2).
[140] (9) - وحدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن
عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن
أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام):
زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أهدت لنا أم أيمن لبنا وزبدا وتمرا،

1 - عنه البحار 44: 232.
رواه في الكافي 1: 464، عنه البرهان 4: 172، نور الثقلين 5: 13، تأويل الآيات 2: 579.
روي ذيله في البحار 14: 207، 44: 198.
ذكر صدره في كمال الدين 2: 87، عنه البحار 44: 221.
2 - عنه البحار 44: 234.
125

فقدمنا منه، فأكل ثم قام إلى زاوية البيت، فصلى ركعات (1)، فلما كان في
آخر سجوده بكى بكاء شديدا، فلم يسأله أحد منا اجلالا واعظاما له،
فقام الحسين (عليه السلام) وقعد في حجره فقال: يا ابه لقد دخلت بيتنا فما سررنا
بشئ كسرورنا بدخولك ثم بكيت بكاء غمنا، فما أبكاك، فقال: يا بني
أتاني جبرئيل (عليه السلام) آنفا فأخبرني انكم قتلي وان مصارعكم شتى.
فقال: يا ابه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها، فقال: يا بني أولئك
طوائف من أمتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق علي ان
اتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة ومن ذنوبهم،
ويسكنهم الله الجنة (2).
[141] 10 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال:
حدثني محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي القرشي، عن
عبيد بن يحيى الثوري، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن
أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:
زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم فقدمنا إليه طعاما وأهدت إلينا
أم أيمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد، فقدمنا إليه، فأكل منه، فلما
فرغ قمت وسكبت على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ماء، فلما غسل يديه

1 - ركعتين (خ ل).
2 - عنه البحار 44: 234.
رواه الشيخ في أماليه 2: 281، عنه البحار 100: 118.
126

مسح وجهه ولحيته ببلة يديه، ثم قام إلى مسجد في جانب البيت وصلى
وخر ساجدا فبكى وأطال البكاء، ثم رفع رأسه، فما اجترى منا أهل البيت
أحد يسأله عن شئ.
فقام الحسين (عليه السلام) يدرج حتى صعد على فخذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
فأخذ برأسه إلى صدره ووضع ذقنه على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال:
يا ابه ما يبكيك، فقال له: يا بني اني نظرت إليكم اليوم فسررت بكم
سرورا لم أسر بكم مثله (1) قط، فهبط إلى جبرئيل فأخبرني انكم قتلى وان
مصارعكم شتى، فحمدت الله على ذلك وسألت لكم الخيرة.
فقال له: يا ابه فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتتها، قال:
طوائف من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي، أتعاهدهم في الموقف
واخذ بأعضادهم فانجيهم من أهواله وشدائده (2).
الباب (17)
قول جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الحسين تقتله أمتك من بعدك
وأراه التربة التي يقتل عليها
[142] 1 - حدثني أبي رحمه الله تعالى، قال: حدثني سعد بن

1 - قبله (خ ل).
2 - عنه البحار 44: 234.
رواه الشيخ في أماليه 2: 281، عنه البحار 100: 118.
127

عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان جبرئيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحسين (عليه السلام) يلعب بين
يديه، فأخبره ان أمته ستقتله، قال: فجزع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال:
ألا أريك التربة التي يقتل فيها، قال: فخسف ما بين مجلس رسول الله
(صلى الله عليه وآله) إلى المكان الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) حتى التقت القطعتان،
فأخذ منها، ودحيت في أسرع من طرفة عين، فخرج وهو يقول: طوبى
لك من تربة وطوبى لمن يقتل حولك.
قال: وكذلك صنع صاحب سليمان، تكلم باسم الله الأعظم
فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الأرض وحزونتها، حتى
التقت القطعتان فاجتر العرش، قال سليمان: يخيل إلي انه خرج من تحت
سريري، قال: ودحيت في أسرع من طرفة العين (1).
[143] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن عبد الحميد العطار، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن أبي أسامة
زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
نعى جبرئيل (عليه السلام) الحسين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت أم سلمة،

1 - عنه البحار 44: 235.
128

فدخل عليه الحسين (عليه السلام) وجبرئيل عنده، فقال: ان هذا تقتله أمتك،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أرني من التربة التي يسفك فيها دمه، فتناول
جبرئيل (عليه السلام) قبضة من تلك التربة، فإذا هي تربة حمراء (1).
[144] 3 - حدثني أبي رحمه الله تعالى، عن سعد، عن علي بن
إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وإبراهيم بن
هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله، وزاد فيه:
فلم تزل عند أم سلمة حتى ماتت رحمها الله (2).
[145] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الوليد الخزاز، عن حماد بن عثمان، عن عبد الملك بن أعين، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بيت أم سلمة وعنده جبرئيل (عليه السلام)،
فدخل عليه الحسين (عليه السلام)، فقال له جبرئيل: ان أمتك تقتل ابنك هذا، الا
أريك من تربة الأرض التي يقتل فيها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم،
فأهوى جبرئيل (عليه السلام) بيده وقبض قبضة منها، فأراها النبي (صلى الله عليه وآله) (3).
[146] 5 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن

1 - عنه البحار 44: 236.
2 - عنه البحار 44: 236.
3 - عنه البحار 44: 236.
129

الحسين، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
بينما الحسين بن علي (عليهما السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أتاه جبرئيل
(عليه السلام) فقال: يا محمد أتحبه، فقال: نعم، فقال: أما ان أمتك ستقتله، قال:
فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حزنا شديدا.
فقال له جبرئيل: يا رسول الله أيسرك ان أريك التربة التي يقتل
فيها، فقال: نعم، فخسف ما بين مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى كربلا حتى
التقت القطعتان هكذا - ثم جمع بين السبابتين - ثم تناول بجناحه من التربة
وناولها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم رجعت أسرع من طرفة عين.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل فيك (1).
[147] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن
أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لما ولدت فاطمة الحسين (عليه السلام) جاء جبرئيل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقال له: ان أمتك تقتل الحسين (عليه السلام) من بعدك، ثم قال: ألا أريك من تربته،
فضرب بجناحه، فأخرج من تربة كربلا وأراها إياه، ثم قال: هذه التربة

1 - عنه البحار 44: 228.
رواه الشيخ في أماليه، عنه البحار 44: 228، ذكره في بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، الرقم: 214.
130

التي يقتل عليها (1).
[148] (7) - حدثني أبي، عن الحسين بن علي الزعفراني، قال: حدثني
محمد بن عمرو الأسلمي، قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة، عن
محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن ابن عباس، قال:
الملك الذي جاء إلى محمد (صلى الله عليه وآله) يخبره بقتل الحسين (عليه السلام) كان
جبرئيل (عليه السلام) الروح الأمين، منشور الأجنحة باكيا صارخا، قد حمل من
تربة الحسين (عليه السلام) وهي تفوح كالمسك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وتفلح
أمتي تقتل فرخي - أو قال: فرخ ابنتي.
فقال جبرئيل: يضربها الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم (2).
[149] (8) - حدثني الناقد أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي، قال:
حدثني جعفر بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الرحمان الغنوي، عن
سليمان (3)، قال:
وهل بقي في السماوات ملك لم ينزل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعزيه
بولده الحسين (عليه السلام) ويخبره بثواب الله إياه، ويحمل إليه تربته مصروعا
عليها، مذبوحا مقتولا، جريحا طريحا مخذولا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

1 - عنه البحار 44: 236.
2 - عنه البحار 44: 237.
3 - سلمان (خ ل)، والظاهر أنه سليمان بن عبد الله أبو العلاء الغنوي الكوفي، الذي ذكره
الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام)، كما أن عبد الرحمان الغنوي هو عبد الرحمان بن
محمد بن عبيد الله العرزمي، عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما.
131

اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله، واذبح من ذبحه، ولا تمتعه بما
طلب.
قال عبد الرحمان: فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ولم يتمتع بعد
قتله بما طلب.
قال عبد الرحمان: ولقد اخذ مغافصة (1)، بات سكرانا وأصبح ميتا
متغيرا كأنه مطلي بقار اخذ على اسف، وما بقي أحد ممن تابعه على قتله
أو كان في محاربته الا اصابه جنون أو جذام أو برص، وصار ذلك وراثة
في نسلهم (2).
[150] (9) - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن نصر، عن عبد الكريم
ابن عمرو، عن المعلي بن خنيس، قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصبح صباحا فرأته فاطمة باكيا حزينا،
فقالت: مالك يا رسول الله، فأبي ان يخبرها، فقالت: لا آكل ولا اشرب
حتى تخبرني، فقال:
ان جبرئيل (عليه السلام) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به
بعد، ولم تكن تحمل بالحسين (عليه السلام)، وهذه تربته.

1 - غفص مغافصة: فاجأه وأخذه على غرة منه، الغافصة جمع غوافص: الأزمة من أوازم
الدهر.
2 - عنه البحار 44: 236، 45: 309.
132

[151] 10 - حدثني عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، قال:
حدثني محمد بن عميرة الأسلمي، قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن
عنبسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن ابن عباس - وذكر
الحديث مثل حديث أبي عبد الله الزعفراني سواء.
[152] 11 - حدثني عبيد الله بن الفضل، قال: حدثني جعفر بن
سليمان، عن أبيه، عن عبد الرحمان الغنوي، عن سليمان - وذكر مثل
حديث أبي الحسين الناقد سواء.
الباب (18)
ما نزل من القرآن بقتل الحسين (عليه السلام)
وانتقام الله عز وجل ولو بعد حين
[153] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان الحناط، عن عبد
الله بن قاسم الحضرمي، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله عز وجل: (وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في
الأرض مرتين)، قال:
قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وطعن الحسن بن علي (عليهما السلام)، (ولتعلن
علوا كبيرا)، قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، (فإذا جاء وعد أوليهما)، قال:
إذا جاء نصر الحسين (عليه السلام)، (بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد
133

فجاسوا خلال الديار)، قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم (عليه السلام)، لا يدعون
وترا لآل محمد الا أحرقوه، (وكان وعد الله مفعولا) (1). (2)
[154] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
تلا هذه الآية: (انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا
ويوم يقوم الا شهاد) (3)، قال: الحسين بن علي منهم ولم ينصر بعد، ثم
قال: والله لقد قتل قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يطلب بدمه بعد (4).
[155] 3 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد وإبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض رجاله،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وإذا الموؤودة سئلت *
بأي ذنب قتلت) (صلى الله عليه وآله) (5)، قال: نزلت في الحسين بن علي (عليهما السلام) (6).

1 - الاسراء: 4.
2 - عنه البحار 45: 297.
رواه مع اختلاف في الكافي 8: 206، عنه البحار 53: 13، البرهان 2: 401، مختصر البصائر:
48، تأويل الآيات 1: 278.
3 - غافر: 51.
4 - عنه البحار 45: 298.
5 - التكوير: 8 - 9.
6 - عنه البحار 44: 220.
روي في تأويل الآيات 2: 767، بهذا المضمون، عنه البحار 23: 255، البرهان 4: 432.
134

[156] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن حكم
الحناط (1)، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول في قول الله عز وجل: (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
وان الله على نصرهم لقدير) (2)، قال: علي والحسن والحسين: (3).
[157] 5 - وحدثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن رجل، قال:
سألت عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد
جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) (4)، قال:
ذلك قائم آل محمد، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل أهل
الأرض لم يكن مسرفا، وقوله: (فلا يسرف في القتل) لم يكن ليصنع شيئا
يكون سرفا (5).

1 - كذا، والظاهر من حديث الكافي 5: 274 انه كان خياطا، وفيه: (قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): اني أتقبل الثوب بدرهم واسلمه بأكثر من ذلك - الحديث).
2 - الحج: 39.
3 - عنه البحار 45: 297.
روي في تأويل الآيات 2: 338 بهذا المضمون، عنه البحار 24: 227، البرهان 3: 93.
4 - الاسراء: 33.
5 - فيه ايماء إلى أنه كان في قراءتهم: فلا يسرف - بالضم -، ويحتمل أن يكون المعنى ان
السرف ليس من جهة الكثرة، فلو شرك جميع أهل الأرض في دمه أو رضوا به لم يكن قتلهم
سرفا، وإنما السرف ان يقتل من لم يكن كذلك وإنما نهى عن ذلك.
135

ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام)
بفعال آبائها (1).
[158] 6 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تبارك
وتعالى: (لا عدوان الا علي الظالمين) (2)، قال: أولاد قتلة الحسين (عليه السلام) (3).
[159] (7) - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن
هاشم ومحمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران مثله.
[160] (8) - حدثني محمد بن جعفر الكوفي الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم
الحضرمي (4)، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك
وتعالى: (وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض
مرتين)، قال: قتل علي وطعن الحسن، (ولتعلن علوا كبيرا) (5)، قال:
قتل الحسين (عليه السلام) (6).

1 - عنه البحار 45: 298، البرهان 2: 418.
روي بمضمونه في الكافي 8: 255، تأويل الآيات 1: 279.
2 - البقرة: 143.
3 - عنه البحار 45: 298، البرهان 1: 191.
4 - أبي عبد الله عن قاسم الحضرمي (خ ل)، وهو تصحيف، عنونه الشيخ والنجاشي في
رجاليهما كما أثبتناه.
5 - الاسراء: 45.
6 - عنه البحار 45: 297، البرهان 2: 407.
136

الباب (19)
علم الأنبياء بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام)
[161] 1 - حدثني أبي رحمه الله، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن
أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا، عن محمد بن سنان، عمن ذكره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان إسماعيل الذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب
إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) (1)، لم يكن إسماعيل بن
إبراهيم (عليه السلام)، بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا
فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك وتعالى فقال: ان الله بعثني
إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام) (2).
[162] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عنهما
جميعا، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران (3)،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

1 - مريم: 54.
2 - عنه البحار 44: 227.
رواه في علل الشرايع 1: 73.
3 - في علل الشرايع: سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وكلاهما
صحيح، لان سماعة يروي عنه (عليه السلام) بلا واسطة ومع الواسطة.
137

انه كان لله رسولا نبيا تسلط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة
رأسه، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له: ربك يقرؤك السلام ويقول:
قد رأيت ما صنع بك وقد امرني بطاعتك فمرني بما شئت، فقال: يكون
لي بالحسين أسوة (1).
[163] 3 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن
مسلم، عن بريد بن معاوية العجلي، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يا بن رسول الله أخبرني عن إسماعيل
الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول: (واذكر في الكتاب إسماعيل انه
كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)، أكان إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام)، فان
الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم، فقال (عليه السلام):
ان إسماعيل مات قبل إبراهيم، وان إبراهيم كان حجة لله كلها قائما
صاحب شريعة، فالي من ارسل إسماعيل اذن، فقلت: جعلت فداك فمن
كان.
قال (عليه السلام): ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي (عليه السلام)، بعثه الله إلى قومه
فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله له عليهم فوجه إليه
اسطاطائيل ملك العذاب، فقال له: يا إسماعيل انا اسطاطائيل ملك

1 - عنه البحار 44: 227.
رواه في علل الشرايع 1: 74.
138

العذاب وجهني إليك رب العزة لاعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت،
فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلك.
فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل، فقال: يا رب انك أخذت
الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت
خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (عليهما السلام) من بعد نبيها، وانك
وعدت الحسين (عليه السلام) ان تكر إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك
به، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي
كما تكر الحسين (عليه السلام)، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكر مع
الحسين (عليه السلام) (1).
[164] 4 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
جده علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال:
ان إسماعيل الذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب
إسماعيل انه كان صادق الوعد)، اخذ فسلخت فروة وجهه ورأسه، فأتاه
ملك فقال: ان الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بالحسين
ابن علي (عليهما السلام) (2).

1 - عنه البحار 44: 237.
2 - عنه البحار 44: 227، وقد مر مثله في أول الباب.
139

الباب (20)
علم الملائكة بقتل الحسين (عليه السلام)
[165] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، قال:
حدثني خالي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني موسى بن
سعدان الحناط، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن إبراهيم بن شعيب
الميثمي، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الحسين بن علي (عليهما السلام) لما ولد
امر الله عز وجل جبرئيل (عليه السلام) ان يهبط في الف من الملائكة فيهنئ
رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الله ومن جبرئيل (عليه السلام)، قال: وكان مهبط جبرئيل
(عليه السلام) على جزيرة في البحر، فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة،
فبعث في شي فأبطا فيه، فكسر جناحه والقي في تلك الجزيرة يعبد الله
فيها ستمائة عام حتى ولد الحسين (عليه السلام)، فقال الملك لجبرئيل (عليه السلام):
أين تريد.
قال: ان الله تعالى أنعم على محمد (صلى الله عليه وآله) بنعمة فبعثت أهنيه من الله
ومني، فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا (صلى الله عليه وآله) يدعو الله لي.
قال: فحمله، فلما دخل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) وهنأه من الله
وهنأه منه و أخبره بحال فطرس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل
ادخله.
140

فلما أدخله أخبر فطرس النبي (صلى الله عليه وآله) بحاله، فدعا له النبي (صلى الله عليه وآله)
وقال له: تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك.
قال: فتمسح فطرس بالحسين (عليه السلام) وارتفع، وقال: يا رسول الله
(صلى الله عليه وآله) اما ان أمتك ستقتله وله علي مكافاة ان لا يزوره زائر الا بلغته عنه،
ولا يسلم عليه مسلم الا بلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل الا بلغته عليه
صلاته، قال: ثم ارتفع (1).
الباب (21)
لعن الله تبارك وتعالى ولعن الأنبياء قاتل الحسين بن علي (عليهما السلام)
[166] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
عيسى بن عبيد اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن
ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 43: 244.
رواه الصدوق في أماليه: 118، عنه البحار 101: 367، وابن شهرآشوب في مناقبه 3: 228،
عنه البحار 43: 244.
أوردت هذه الحكاية في مصادر مختلفة مع تغيير في الألفاظ، إليك بعضها:
الخراج 1: 253، عنه البحار 44: 182، عوالم العلوم 17: 47، بصائر الدرجات: 68، عنه
البحار 26: 340، مدينة المعاجز: 236، اثبات الوصية: 161، روضة الواعظين: 186 مرسلا عن
الصادق (عليه السلام)، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 218 عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، الجنة الواقية: 544
(الهامش)، الصراط المستقيم 2: 179 مرسلا.
141

بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزل فاطمة (عليها السلام) والحسين في حجره
إذ بكى وخر ساجدا ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى (1)
تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة،
وقال لي: يا محمد أتحب الحسين (عليه السلام)، فقلت: نعم قرة عيني
وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني، فقال لي:
يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) - بورك من مولود
عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ولعنتي وسخطي وعذابي
وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه، اما انه سيد
الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة - وذكر الحديث (2).
[167] 2 - وحدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد،
قال: حدثني أبو هارون العبسي، عن أبي الأشهب جعفر بن حنان (3)، عن
خالد الربعي، قال:
حدثني من سمع كعبا يقول: أول من لعن قاتل الحسين بن علي
(عليهما السلام) إبراهيم خليل الرحمان، لعنه وامر ولده بذلك واخذ عليهم العهد
والميثاق، ثم لعنه موسى بن عمران وامر أمته بذلك، ثم لعنه داود وامر
بني إسرائيل بذلك، ثم لعنه عيسى وأكثر ان قال:

1 - العلي الاعلى اي رسوله جبرئيل، أو يكون الترائي كناية عن غاية الظهور العلمي،
وحسن الصورة كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له، ووضع اليد كناية عن إفاضة الرحمة.
2 - عنه البحار 44: 238، يأتي تمام الحديث في الباب الآتي.
3 - أبو هارون العيسي، جعفر بن حيان (خ ل).
142

يا بني إسرائيل العنوا قاتله وان أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه، فان
الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء مقبل (1) غير مدبر، وكأني انظر إلى بقعته،
وما من نبي الا وقد زار كربلاء ووقف عليها، وقال: انك لبقعة كثيرة
الخير، فيك يدفن القمر الأزهر (2).
[168] 3 - حدثني الحسين بن علي الزعفراني بالري، قال: حدثنا
محمد بن عمر النصيبي، عن هشام بن سعد، قال:
أخبرني المشيخة ان الملك الذي جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وأخبره بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) كان ملك البحار، وذلك أن ملكا من
ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها، ثم صاح صيحة
وقال: يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن فان فرخ رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مذبوح، ثم حمل من تربته في أجنحته إلى السماوات، فلم يبق ملك (3)
فيها الا شمها وصار عنده لها اثر ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم (4).
الباب (22)
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الحسين (عليه السلام) تقتله أمته من بعده
[169] 1 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن

1 - كذا، والاصواب: مقبلا، اي كشهيد استشهد معهم حال كونه مقبلا على القتال غير مدبر،
وعلى ما في النسخ صفة لقوله: كالشهيد، لأنه في قوة النكرة.
2 - عنه البحار 44: 301.
3 - يلق ملكا (خ ل).
4 - عنه البحار 45: 221، عنه بعضه المستدرك 3: 327.
143

سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى
وجعفر بن عيسى بن عبيد الله، قالا: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن
أبي غندر، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كان الحسين بن علي (عليهما السلام) ذات يوم في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) يلاعبه
ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد اعجابك بهذا الصبي،
فقال لها: ويلك وكيف لا أحبه ولا أعجب به، وهو ثمرة فؤادي وقرة
عيني، اما ان أمتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من
حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك، قال: نعم حجتين من
حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك، قال: نعم وأربعة،
قال: فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأعمارها (1).
[170] 2 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن مسمع بن عبد الملك،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كان الحسين (عليه السلام) مع أمه تحمله، فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:
لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك،
وحكم الله بيني وبين من أعان عليك، فقالت فاطمة: يا أبه اي شئ

1 - عنه البحار 44: 260، 101: 35، المستدرك 10: 268.
رواه الشيخ في أماليه: 62.
144

تقول، قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم
والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون (1) إلى
القتل، وكأني انظر إلى معسكرهم والى موضع رحالهم وتربتهم.
فقالت: يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف، قال: موضع يقال له
كربلاء، وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمة، يخرج عليهم شرار
أمتي، ولو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيهم
وهم المخلدون في النار.
قالت: يا أبه فيقتل، قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته أحد كان قبله،
وتبكيه السماوات والأرضون والملائكة والوحش والحيتان في البحار
والجبال، لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس، وتأتيه قوم من محبينا
ليس في الأرض اعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم، وليس على ظهر
الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم.
أولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء، وهم واردون
حوضي غدا، أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم، وأهل كل دين يطلبون
أئمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا، وهم قوام الأرض، بهم ينزل
الغيث - وذكر الحديث بطوله (2).

1 - يتهادون، اما من الهدية، كأنه يهدي بعضهم بعضا إلى القتل، أو من قولهم: تهادت
المرأة تمايلت في مشيتها، أو من قولهم: هداه اي تقدمه، اي يتسابقون، وعلى التقديرات كناية
عن فرحهم وسرورهم بذلك.
2 - عنه البحار 44: 264، ذكره بطوله فرات بن إبراهيم في تفسيره: 171.
145

[171] 3 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن، عن
أيوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن أبي الحسن وعباد جميعا، عن
سعد الإسكاف، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) (1):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره ان يحيى محياي ويموت مماتي
ويدخل جنة عدن، فيلزم قضيبا غرسه ربي بيده، فليتول عليا والأوصياء
من بعده، وليسلم لفضلهم، فإنهم الهداة المرضيون، أعطاهم الله فهمي
وعلمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلى الله أشكو عدوهم من أمتي،
المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، والله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله
شفاعتي (2).
[172] 4 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن علي بن شجرة، عن سلام الجعفي، عن
عبد الله بن محمد الصنعاني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل الحسين (عليه السلام) جذبه إليه ثم يقول
لأمير المؤمنين (عليه السلام): أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي يقول: يا أبه
لم تبكي، فيقول: يا بني اقبل موضع السيوف منك وابكي.

1 - أبو عبد الله (خ ل)، وكلاهما صحيح، لان سعد يروي عن كليهما (عليهم السلام).
2 - عنه البحار 44: 302.
رواه الصفار في بصائر الدرجات، عنه البحار 44: 259.
146

قال: يا أبه واقتل، قال: اي والله وأبوك وأخوك وأنت، قال: يا أبه
فمصارعنا شتى، قال: نعم يا بني، قال: فمن يزورنا من أمتك، قال:
لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت الا الصديقون من أمتي (1).
[173] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي
سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري، قال: حدثنا عمرو بن
المختار، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، عن العوام مولى قريش، قال:
سمعت مولاي عمر بن هبيرة، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسن
والحسين في حجره، يقبل هذا مرة وهذا مرة، ويقول للحسين: ان الويل
لمن يقتلك (2).
[174] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزل فاطمة والحسين في حجره، إذ
بكى وخر ساجدا، ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى
تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة،
فقال لي: يا محمد أتحب الحسين (عليه السلام)، قلت: نعم يا رب قرة عيني
وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني.

1 - عنه البحار 44: 261، 100: 119.
2 - عنه البحار 44: 302.
147

فقال لي: يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) - بورك من
مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ونقمتي ولعنتي
وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه،
اما انه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة، وسيد
شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين، وأبوه أفضل منه وخير، فاقرأه
السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار أوليائي، وحفيظي وشهيدي على
خلقي، وخازن علمي، وحجتي على أهل السماوات وأهل الأرضين
والثقلين الجن والإنس (1).
[175] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن حماد الكوفي، عن
إبراهيم بن موسى الأنصاري، قال: حدثني مصعب، عن جابر، عن محمد
ابن علي (عليهما السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي
ويدخل جنتي، جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا ويعرف فضله
والأوصياء من بعده، ويتبرأ من عدوي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، هم
عترتي من لحمي ودمي، أشكو إلى ربي عدوهم من أمتي، المنكرين
لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، والله ليقتلن ابني ثم لا تنالهم شفاعتي (2).

1 - عنه البحار 44: 238، وقد مر بعضه.
2 - عنه البحار 44: 261.
148

الباب (23)
قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في قتل الحسين (عليه السلام)
وقول الحسين له في ذلك
[176] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني
خالي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن
عبد الرحمان بن سيابة، عن أبي داود السبيعي (1)، عن أبي عبد الله الجدلي،
قال: دخلت على أمير المؤمنين والحسين (عليهما السلام) إلى جنبه، فضرب بيده
على كتف الحسين (عليه السلام) ثم قال: ان هذا يقتل ولا ينصره أحد، قال: قلت:
يا أمير المؤمنين والله ان تلك لحياة سوء، قال: ان ذلك لكائن (2).
[177] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن
جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين باسناده مثله.
[178] 3 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد (3)، عن علي بن
حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - البصري، السبعي (خ ل)، الظاهر اتحاده مع أبي داود السبيعي، الذي ذكره الكشي في
رجاله في ترجمة رميلة، وروي عن أبي سعيد الخدري.
2 - عنه البحار 44: 261.
3 - عمر بن سعد (خ ل)، ما أثبتناه هو الصحيح، لان الذي يروي عنه نصر بن مزاحم هو
عمرو بن سعيد المدائني.
149

قال علي (عليه السلام) للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله أسوة أنت قدما (1)، فقال:
جعلت فداك ما حالي، قال: علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم، يا
بني اسمع وابصر من قبل ان يأتيك، فوالذي نفسي بيده ليسفكن بنو أمية
دمك ثم لا يزيلونك عن دينك، ولا ينسونك ذكر ربك، فقال الحسين:
والذي نفسي بيده حسبي أقررت بما أنزل الله واصدق قول نبي الله
ولا اكذب قول أبي (2).
[179] 4 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة، عن سعد بن عبد الله
ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين باسناده مثله.
[180] 5 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد (3)، عن يزيد بن إسحاق،
عن هاني بن هاني، عن علي (عليه السلام)، قال: ليقتل الحسين قتلا، واني لأعرف
تربة الأرض التي يقتل عليها قريبا من النهرين (4).
[181] 6 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
باسناده مثله.
[182] (7) - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد

1 - الأسوة: القدوة، وما يأتسي به الحزين، اي ثبت قديما انك أسوة الخلق يقتدون بك، أو
يأتسي بذكر مصيبتك كل حزين.
2 - عنه البحار 44: 262.
3 - عمر بن سعد (خ ل)، وذكرنا تصحيفه قبيل هذا.
4 - عنه البحار 44: 262.
150

ابن عبد الله، عن محمد بن أبي الصهبان، عن عبد الرحمان بن أبي نجران،
عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي سعيد عقيصا، قال:
سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) وخلا به عبد الله بن الزبير وناجاه
طويلا، قال: ثم اقبل الحسين (عليه السلام) بوجهه إليهم وقال: ان هذا يقول لي:
كن حماما من حمام الحرم، ولان اقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إلى
من أن اقتل وبيني وبينه شبر، ولان اقتل بالطف أحب إلى من أن اقتل
بالحرم (1).
[183] (عليهما السلام) - وعنهما، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال عبد الله بن
الزبير للحسين (عليه السلام): ولو جئت إلى مكة فكنت بالحرم، فقال الحسين
(عليه السلام):
لا نستحلها ولا تستحل بنا، ولان اقتل على تل اعفر (2) أحب إلى من أن
اقتل بها (3).
[184] (9) - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 45: 85.
2 - قال الجوهري: الأعفر الرمل الأحمر، والاعفر الأبيض وليس بالشديد البياض، وقال
المسعودي: تل اعفر موضع من بلاد ديار ربيعة.
3 - عنه البحار 45: 85.
151

ان الحسين (عليه السلام) خرج من مكة قبل التروية بيوم، فشيعه عبد الله بن
الزبير فقال: يا أبا عبد الله لقد حضر الحج وتدعه وتأتي العراق، فقال:
يا بن الزبير لان ادفن بشاطئ الفرات أحب إلى من أن ادفن بفناء الكعبة (1).
[185] 10 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن
إسماعيل بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي العلاء، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) ان الحسين بن علي (عليهما السلام) قال لأصحابه يوم أصيبوا:
اشهد أنه قد أذن في قتلكم (2) فاتقوا الله واصبروا (3).
[186] 11 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن الحسين بن أبي العلاء
مثله.
[187] 12 - وحدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (4)، عن
أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الحسين (عليه السلام) صلى بأصحابه الغداة ثم التفت
إليهم فقال: ان الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر (5).
[188] 13 - حدثني الحسن، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن

1 - عنه البحار 45: 86.
2 - اي قدر قتلكم في علمه تعالى، ويحتمل أن يكون: (آذن) اي أخبر بأنكم مقتولون.
3 - عنه البحار 45: 86.
4 - حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى (خ ل)، ما أثبتناه هو الصحيح كما مر ويأتي.
5 - عنه البحار 45: 86.
152

صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن حسين بن أبي العلاء، قال:
قال: والذي رفع إليه العرش لقد حدثني أبوك بأصحاب الحسين
لا ينقصون رجلا ولا يزيدون رجلا، تعتدي بهم هذه الأمة كما اعتدت
بنو إسرائيل يوم السبت، وقتل يوم السبت يوم عاشوراء (1). (2)
[189] 14 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن
عمران الحلبي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان
الحسين (عليه السلام) صلى بأصحابه يوم أصيبوا ثم قال: اشهد أنه قد اذن في
قتلكم يا قوم فاتقوا الله واصبروا (3).
[190] 15 - حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد،
قال: حدثني عبد الرحمان الأسلمي، عن عبد الله بن الحسن، عن عروة بن
الزبير، قال: سمعت أبا ذر، وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة،
فقال له الناس: يا أبا ذر ابشر فهذا قليل في الله تعالى، فقال:
ما أيسر هذا، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) قتلا -
أو قال: ذبحا - والله لا يكون في الاسلام بعد قتل الخليفة (4) أعظم قتيلا

1 - هكذا في النسخ و لعله سقط منه شئ.
2 - عنه البحار 45: 87.
3 - عنه البحار 45: 87.
4 - الحسين (خ ل)، والمراد بالخليفة علي بن أبي طالب (عليه السلام).
153

منه، وان الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده ابدا، ويبعث قائما (1)
من ذريته فينتقم من الناس، وانكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار
وسكان الجبال في الغياض والآكام وأهل السماء من قتله لبكيتم والله
حتى تزهق أنفسكم.
وما من سماء يمر به روح الحسين (عليه السلام) الا فزع له سبعون الف
ملك، يقومون قياما ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة، وما من سحابة تمر
وترعد وتبرق الا لعنت قاتله، وما من يوم الا وتعرض روحه على رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فيلتقيان (2).

1 - ناقما (خ ل).
2 - عنه البحار 45: 219.
ان اختلاف الجو والكائنات بانظلام الدنيا ثلاثة أيام وبكاء الشمس بحمرتها غدوة وعشية،
وغير ذلك مما مر مما تواتر عند المؤرخين، فلا ريب في وقوعها كما اعترف به المخالفون، قال
السيوطي في الدار المنثور 6: 31: اخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: ما
بكت السماء منذ كانت الدنيا الا على اثنين (قيل لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على
المؤمن، قال: ذاك مقامه وحيث يصعد عمله، قال: وتدري ما بكاء السماء، قال: لا، قال: تحمر
وتصير وردة كالدهان) ان يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وان حسين بن
علي يوم قتل احمرت السماء، واخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن زياد عنه قال: لما قتل الحسين
احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.
وترى أمثالها في تاريخ ابن عساكر 4: 339، الخصائص الكبرى 2: 126، الخطط المقرزية
2: 289، تذكرة الخواص: 155، المقتل للخوارزمي 2: 90، الاتحاف بحب الأشرف: 24،
تهذيب التهذيب 2: 354، الصواعق المحرقة: 116، تاريخ الخلفاء: 138، الكواكب الدرية 1: 56،
مجمع الزوائد 9: 197، عقد الفريد 2: 315.
154

[191] 16 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن جعفر بن محمد بن
حكيم، عن عبد السمين (1)، يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس وهو يقول: سلوني قبل ان
تفقدوني فوالله ما تسألوني عن شئ مضى ولا شئ يكون الا نبأتكم به،
قال: فقام إليه سعد بن أبي وقاص (2) وقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني كم
في رأسي ولحيتي من شعرة، فقال له:
والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انك
ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة الا وفي أصلها شيطان

1 - عبيد السمين (خ ل) كذا أيضا في أمالي الصدوق، والظاهر أنه عبد الحميد السمين، وهو
عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك الأزدي الثقة ويقال له السمين، عنونه النجاشي في رجاله
من أصحاب الصادق (عليه السلام).
2 - لا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص،
حيث إن سعد بن أبي قاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) فاشترى
أرضا واشتغل بها فلم يكن ليجئ إلى الكوفة ويجلس إلى خطبة علي (عليه السلام)، على أن عمر بن
سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب، وهي سنة ثلاث وعشرين، كما نص
عليه ابن معين، فكان عمر بن سعد حين يخطب علي (عليه السلام) هذه الخطبة بالكوفة غلاما بالغا
أشرف على عشرين لا انه سخل في بيته.
ولما كان أصل القصة مسلمة مشهورة، عدل الشيخ المفيد في ارشاده عن تسمية الرجل، و
تبعه الطبرسي في إعلام الورى، ولعل الصحيح ما ذكره ابن أبي الحديد حيث ذكر الخطبة في
شرحه على النهج 1: 253 عن كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار عن
فضيل عن محمد بن علي (عليهما السلام) وقال في آخره: والرجل هو سنان بن انس النخعي.
155

جالس، وان في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني، وعمر يومئذ يدرج بين
يدي أبيه (1).
[192] (17) - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن طلحة بن زيد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال:
قال:
والذي نفس حسين بيده لا ينتهي (2) بني أمية ملكهم حتى يقتلوني
وهم قاتلي، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعا ابدا (3)، ولم يأخذوا عطاء في
سبيل الله جميعا ابدا، ان أول قتيل هذه الأمة انا وأهل بيتي، والذي
نفس حسين بيده لا تقوم الساعة وعلى الأرض هاشمي يطرف (4).
[193] (18) - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن طلحة، عن جعفر (عليه السلام) مثله.
[194] 19 - حدثني جماعة مشايخي، منهم علي بن الحسين
ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين

1 - عنه البحار 44: 256.
رواه الصدوق في أماليه، المجلس: 28، الرقم: 1.
2 - لا يهنئ (خ ل).
3 - لعل المعنى: لم يوفق الناس للصلاة جماعة مع امام الحق ولا اخذ الزكاة وحقوق الله
على ما يحب الله إلى قيام القائم (عليه السلام)، وآخره الخبر إشارة إلى ما يصيب بني هاشم من الفتن في
آخر الزمان.
4 - عنه البحار 45: 88.
156

وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
لما صعد الحسين بن علي (عليهما السلام) عقبة البطن قال لأصحابه: ما أراني
الا مقتولا، قالوا: وما ذاك يا أبا عبد الله، قال: رؤيا رأيتها في المنام،
قالوا: وما هي، قال: رأيت كلابا تنهشني، أشدها علي كلب أبقع (1).
[195] 20 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن عبد الله بن بكير،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كتب الحسين بن علي من مكة إلى
محمد بن علي:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى محمد بن علي
ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي
لم يدرك الفتح (2)، والسلام (3).
[196] 21 - قال محمد بن عمرو: حدثني كرام عبد الكريم بن عمرو،

1 - عنه البحار 45: 87.
2 - اي لم يبلغ ما يتمناه من فتوح الدنيا والتمتع بها، وظاهر الجواب ذمه، ويحتمل أن يكون
المعنى انه (عليه السلام) خيرهم في ذلك فلا اثم على من تخلف - البحار.
3 - عنه البحار 45: 87.
رواه في بصائر الدرجات: 481، مختصر البصائر: 6، دلائل الإمامة: 77، مناقب آل أبي
طالب: 230، اللهوف: 27، عنهم البحار 42: 81، 45: 84، اثبات الهداة 5: 186.
157

عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كتب الحسين بن علي
(عليهما السلام) إلى محمد بن علي (عليه السلام) من كربلاء:
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى محمد بن
علي ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة
لم تزل، والسلام (1).
الباب (24)
ما استدل به على قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) في البلاد
[197] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن رجل،
عن يحيى بن بشير، قال: سمعت أبا بصير يقول:، قال أبو عبد الله (عليه السلام):
بعث هشام بن عبد الملك إلى أبي فأشخصه إلى الشام، فلما دخل
عليه قال له: يا أبا جعفر أشخصناك لنسألك عن مسألة لم يصلح ان
يسألك عنها غيري، ولا اعلم في الأرض خلقا ينبغي ان يعرف أو عرف
هذه المسألة إن كان الا واحدا، فقال أبي: ليسألني أمير المؤمنين عما
أحب، فان علمت أجبت ذلك وان لم اعلم قلت: لا أدري، وكان الصدق
اولي بي.

1 - عنه البحار 45: 87.
158

فقال هشام: أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب (عليه السلام)
بما استدل به الغائب عن المصر الذي قتل فيه على قتله وما العلامة فيه
للناس، فان علمت ذلك وأجبت فأخبرني هل كان تلك العلامة لغير على
(عليه السلام) في قتله، فقال له أبي: يا أمير المؤمنين انه لما كان تلك الليلة التي
قتل فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يرفع عن وجه الأرض حجر الا وجد تحته
دم عبيط (1) حتى طلع الفجر، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون أخو
موسى (عليهما السلام)، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون، وكذلك
كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم إلى السماء، وكذلك كانت الليلة
التي قتل فيها شمعون بن حمون الصفا، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها
علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها الحسين بن
علي (عليهما السلام).
قال: فتربد (2) وجه هشام حتى انتقع لونه وهم ان يبطش بأبي، فقال
له أبي: يا أمير المؤمنين الواجب على العباد الطاعة لامامهم والصدق له
بالنصيحة، وان الذي دعاني إلى أن أجبت (3) أمير المؤمنين فيما سألني عنه
معرفتي إياه بما يجب له علي من الطاعة فليحسن أمير المؤمنين علي الظن،
فقال له هشام: انصرف إلى أهلك إذا شئت، قال: فخرج.

1 - العبيط: الطري.
2 - قال الجوهري: تربد وجه فلان: تغير من الغضب، وانتقع لونه على بناء المجهول اي
تغير من حزن وسرور.
3 - أجيب (خ ل).
159

فقال له هشام عند خروجه: اعطني عهد الله وميثاقه ان لا توقع هذا
الحديث إلى أحد حتى أموت، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه - وذكر
الحديث بطوله (1).
[198] 2 - حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال:
حدثني عبد الرحمان الأسلمي (2)، وقال لي أبو الحسين: وأخبرني عمي،
عن أبيه، عن أبي نصر، عن رجل من أهل بيت المقدس أنه قال:
والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن
علي (عليهما السلام)، قلت: وكيف ذاك، قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا
ولا صخرا الا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلي، واحمرت الحيطان
كالعلق (3)، ومطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف
الليل يقول:
أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب
معاذ الله لا نلتم يقينا * شفاعة احمد وأبي تراب
قتلتم خير من ركب المطايا * وخير الشيب طرا والشباب

1 - عنه البحار 45: 204.
2 - عبد الرحمان البلخي، السلمي (خ ل)، قد مر في الباب 23 كما ذكرناه.
3 - العلق: القطعة من الدم.
160

وانكسفت الشمس ثلاثة أيام ثم تجلت عنها وانشبكت النجوم،
فلما كان من غد ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شي حتى نعي إلينا
الحسين (عليه السلام) (1).
[199] 3 - حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد باسناده،
قال: قال عمر بن سعد، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما
قتل الحسين (عليه السلام) لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط (2)
الباب (25)
ما جاء في قاتل الحسين (عليه السلام) وقاتل يحيى بن زكريا (عليهما السلام)
[200] 1 - حدثني أبي رحمه الله تعالى وجماعة مشايخي، عن سعد
ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن كليب بن معاوية، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وكان قاتل
الحسين (عليه السلام) ولد زنا، ولم تبك السماء الا عليهما (3).
[201] 2 - حدثني محمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن الحسين
جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسن، عن فضالة بن
أيوب، عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.

1 - عنه البحار 45: 204.
2 - عنه البحار 45: 205، ويأتي مثله.
3 - عنه البحار 44: 302، البرهان 3: 4، يأتي مثله في الباب: 93.
161

[202] 3 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان في النار لمنزلة لم يكن
يستحقها أحد من الناس الا قاتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا (عليهما السلام).
[203] 4 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: تقتل والله ذراري قتلة الحسين
بفعل آبائها (2).
[204] 5 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان قاتل
الحسين (عليه السلام) ولد زنا، وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا (3).
[205] 6 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن مثني، عن سدير، قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله جعل قتل أولاد النبيين من الأمم
الماضية على يدي أولاد زنا (4).

1 - عنه البحار 44: 301.
2 - مر في الباب: 18، الرقم: 5 مثله.
3 - عنه البحار 44: 303.
4 - عنه البحار 27: 241.
162

[206] (7) - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن
داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان الذي قتل الحسين بن علي
(عليهما السلام) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا (1).
[207] (8) - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
إسماعيل بن أبي زياد (2)، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
فرعون: (ذروني اقتل موسي) (3)، فقيل له: من كان يمنعه، قال: كان
لرشده، لان الأنبياء والحجج لا يقتلها الا أولاد زنا والبغايا (4).
وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله
ابن أبي خلف، عن محمد بن الحسين بهذه الأحاديث.
[208] (9) - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن ابن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قاتل الحسين بن علي ولد زنا (5).

1 - عنه البحار 44: 303.
2 - في العلل: إسماعيل بن منصور بدل إسماعيل بن أبي زياد.
والظاهر أنه الصحيح، لان إسماعيل بن أبي زياد هو السكوني وهو يروي بلا واسطة عن
الصادق (عليه السلام) كثيرا، ويؤيده ما يأتي بهذا السند بعينه في الباب: 35، الرقم: 2، وفيه: إسماعيل
ابن منصور.
3 - المؤمن: 26.
4 - عنه البحار 27: 240.
رواه الصدوق في العلل: 31 مع اختلاف، عنه البحار 27: 239.
5 - عنه البحار 44: 302.
163

[209] 10 - وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن
عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لا يقتل النبيين وأولاد النبيين الا أولاد
زنا (1).
[210] 11 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن
جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن
خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي الحسني، عن الحسن بن
الحسين العمري، عن الحسين بن شداد الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر
(عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء الا ولد
زنا (2).
[211] 12 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن
الفضال، عن مروان بن مسلم، عن إسماعيل بن كثير، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان قاتل الحسين بن علي ولد زنا، وكان قاتل
يحيى بن زكريا ولد زنا، ولم تبك السماء والأرض الا لهما - وذكر
الحديث (3).

1 - عنه البحار 27: 240.
رواه الراوندي في قصص الأنبياء بهذا السند، عنه البحار 27: 240.
2 - عنه البحار 27: 240، وفيه: (ولد الأنبياء).
3 - عنه البحار 44: 302.
164

الباب (26)
بكاء جميع ما خلق الله على الحسين بن علي (عليهما السلام)
[212] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني
خالي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،
عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: بكت الإنس والجن والطير والوحش على الحسين
ابن علي (عليهما السلام) حتى ذرفت (1) دموعها (2).
[213] 2 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله بن أبي خلف ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل باسناده مثله.
[214] 3 - حدثني أبي رحمه الله تعالى وعلي بن الحسين، عن سعد
ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن أبي داود، عن
سعد بن عمر (3) الجلاب، عن الحارث الأعور، قال: قال علي (عليه السلام): بابي
وأمي الحسين المقتول بظهر الكوفة، والله كأني انظر إلى الوحوش مادة

1 - ذرفت: سالت.
2 - عنه البحار 45: 205.
3 - سعيد بن عمرو (خ ل)، ما أثبتناه هو الموافق لما ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق (عليه السلام)، والصدوق في الفقيه: 3، باب حق الزوج على المرأة، اما رواه في الكافي 5: 515،
وفيه: سعد بن أبي عمر، عنه التهذيب 2: 960.
165

أعناقها على قبره من أنواع الوحش، يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإذا كان ذلك فإياكم والجفاء (1).
[215] 4 - وحدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد
الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة
ويونس بن ظبيان وأبي سلمة السراج والمفضل بن عمر، كلهم قالوا:
سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ان أبا عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مضى بكت عليه
السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب
عليهن، والجنة والنار، وما خلق ربنا، و ما يري وما لا يري (2).
[216] 5 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن الحسين، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان باسناده مثله.
[217] 6 - وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيد الله،
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد،
عن الحسين بن ثوير، عن يونس وأبي سلمة السراج والمفضل بن عمر
قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما مضى الحسين بن علي (عليهما السلام)
بكى عليه جميع ما خلق الله الا ثلاثة أشياء: البصرة ودمشق وآل عثمان (3).

1 - عنه البحار 45: 205.
2 - عنه البحار 45: 205.
3 - عنه البحار 45: 206، المستدرك 10: 312.
166

[218] (7) - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين
ابن ثوير، قال: كنت انا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة
السراج جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فكان المتكلم يونس، وكان اكبرنا
سنا - وذكر حديثا طويلا، يقول: - ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ان أبا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع
والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن، وما ينقلب في الجنة والنار من
خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكى على أبي عبد الله الا ثلاثة أشياء
لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة الأشياء، قال: لم تبك
عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان بن عفان - وذكر الحديث (1).
[219] (8) - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي يعقوب، عن ابان
ابن عثمان، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا زرارة ان السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم، وان
الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحا
بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت وان البحار تفجرت
وان الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا

1 - عنه البحار 45: 206.
167

امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن
زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه
لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.
وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كل من في
الهواء والسماء من الملائكة، و لقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم
زفرة كادت الأرض تنشق لزفرتها، و لقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد
ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا أن الله حبسها بخزانها
لأحرقت من على ظهر الأرض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شئ الا
ابتلعته، ولكنها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى
أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت، وانها لتبكيه وتندبه وانها
لتتلظى على قاتله، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض
واكفئت بما عليها، وما تكثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة.
وما من عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه،
وما من باك يبكيه الا وقد وصل فاطمة (عليهما السلام) وأسعدها عليه، ووصل
رسول الله وادي حقنا، وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين
على جدي الحسين (عليه السلام)، فإنه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه،
والسرور بين على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق
يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش
لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون
مجلسه وحديثه.
168

وان الحور لترسل إليهم انا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما
يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وان
أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار، ومن قائل ما لنا من شافعين
ولا صديق حميم، وانهم ليرون منزلهم وما يقدرون ان يدنوا إليهم،
ولا يصلون إليهم.
وان الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خدامهم على ما
أعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم إن شاء الله، فيرجعون إلى أزواجهم
بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقا إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة
وقربهم من الحسين (عليه السلام)، فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الأكبر
وأهوال القيامة، ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على
النجائب، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة
على محمد وآله حتى ينتهوا إلى منازلهم (1).
[220] (9) - حدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن علي بن محمد بن
سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أحدثه، فدخل عليه ابنه فقال له:
مرحبا، وضمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم وانتقم ممن وتركم،
وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا

1 - عنه البحار 45: 207 - 208، المستدرك 10: 313.
169

وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء
وملائكة السماء.
ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما
لا أملكه بما أتى إلى أبيهم واليهم، يا أبا بصير ان فاطمة (عليهما السلام) لتبكيه
وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا
لذلك مخافة ان يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض
فيكبحونها (1) ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على
أهل الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة.
وان البحار تكاد ان تنفتق فيدخل بعضها على بعض، وما منها
قطرة الا بها ملك موكل، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها (2) بأجنحته،
وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الأرض،
فلا تزال الملائكة مشفقين، يبكونه لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون
إليه، ويتضرع أهل العرش ومن حوله، وترتفع أصوات من الملائكة
بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض، ولو أن صوتا من أصواتهم يصل
إلى الأرض لصعق أهل الأرض، وتقطعت الجبال وزلزلت الأرض
باهلها.
قلت: جعلت فداك ان هذا الامر عظيم، قال: غيره أعظم منه ما

1 - كبحت الدابة إذا جذبتها إليك باللجام لكي تقف ولا تجري.
2 - نأرت النائرة نأرا: هاجت، والمراد ثوران الماء وغليانها، ولذلك عبر بقوله: اطفأ.
170

لم تسمعه، ثم قال لي: يا أبا بصير اما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة
(عليهما السلام)، فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على
كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلي يدعو، فخرجت من عنده على تلك
الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وجلا
حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل بي
عقوبة (1).
الباب (27)
بكاء الملائكة على الحسين بن علي (عليهما السلام)
[221] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد
ابن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: مالكم لا تأتونه - يعني قبر الحسين (عليه السلام) - فان أربعة آلاف
ملك يبكون عند قبره إلى يوم القيامة (2).
[222] 2 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن
ابان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان أربعة آلاف

1 - عنه البحار 45: 208 - 209، المستدرك 10: 314.
2 - عنه البحار 45: 222.
171

ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام)، لم يؤذن لهم في
القتال، فرجعوا في الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند
قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: المنصور (1).
[223] 3 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن
الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): مالكم لا تأتونه - يعني قبر
الحسين (عليه السلام) - فان أربعة آلاف ملك يبكون عنده إلى يوم القيامة (2).
[224] 4 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر
العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أربعة آلاف ملك شعث
غبر يبكونه إلى يوم القيامة (3).
[225] 5 - وحدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين جميعا، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله
تعالى بالحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك، يصلون عليه كل يوم شعثا غبرا

1 - عنه البحار 45: 220.
رواه الصدوق في أماليه، المجلس: 92، الرقم: 7.
2 - عنه البحار 45: 223.
3 - عنه البحار 45: 222.
172

منذ يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائم (عليه السلام) (1).
[226] 6 - وعن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن فضال، عن
ثعلبة (2)، عن مبارك العطار، عن محمد بن قيس، قال: قال لي أبو عبد الله
(عليه السلام): عند قبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه إلى
يوم القيامة (3).
[227] 7 - وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن
الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن
هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله به أربعة آلاف ملك شعث
غبر، يبكونه إلى يوم القيامة (4).
[228] 8 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن حريز، عن
الفضيل، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: ان على قبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف
ملك شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة، قال محمد بن مسلم: يحرسونه (5).

1 - عنه البحار 45: 222.
2 - تغلب، تغلبة (خ ل)، والصحيح بقرينة ابن فضال ومحمد بن قيس هو ثعلبة، وهو ثعلبة
بن ميمون مولي بني أسد، ويؤيده تجرد اسمه عن ذكر أبيه لشهرته الطائلة بين الأصحاب.
3 - عنه البحار 45: 222.
4 - عنه البحار 45: 222.
5 - عنه البحار 45: 222.
173

[229] 9 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي،
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة: أين قبور الشهداء، فقال: أليس
أفضل الشهداء عندكم، والذي نفسي بيده ان حوله أربعة آلاف ملك
شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة (1).
[230] 10 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن العباس بن معروف باسناده مثله.
[231] 11 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين إلى يوم
القيامة، فلا يأتيه أحد الا استقبلوه، ولا يمرض أحد الا عادوه،
ولا يموت أحد الا شهدوه (2).
[232] 12 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن الحسين باسناده مثله.
[233] 13 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن

1 - عنه البحار 45: 223.
2 - عنه البحار 45: 223 و 101: 55.
رواه في ثواب الأعمال: 79.
174

أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه
من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف
ملك وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر - وذكر
الحديث (1). [234] 14 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن
أبي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون،
قال:
سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين
(عليه السلام)، فقال: ان الحسين (عليه السلام) لما أصيب بكته حتى البلاد، فوكل الله به
أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة - وذكر الحديث (2).
[235] 15 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن صباح الحذاء، عن محمد بن
مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
زوروا الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة، فان كل من أتاه عارفا بحقه غير
جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا واسعا، وأتاه الله بفرج

1 - عنه البحار 45: 223.
2 - عنه البحار 45: 223.
175

عاجل، ان الله وكل بقبر الحسين بن علي (عليه السلام) أربعة آلاف ملك كلهم
يبكونه ويشيعون من زاره إلى أهله، فان مرض عادوه، وان مات شهدوا
جنازته بالاستغفار له والترحم عليه (1).
[236] 16 - حدثني حسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب باسناده مثله.
[237] 17 - وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى
يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاتهم تعدل الف صلاة
من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم واجر ذلك لمن زار قبره (2).
[238] 18 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن حنان بن سدير، عن مالك
الجهني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله وكل بالحسين (عليه السلام) ملكا في
أربعة آلاف ملك، يبكونه ويستغفرون لزواره ويدعون الله لهم (3).
[239] 19 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد

1 - عنه البحار 101: 2.
2 - عنه البحار 101: 56، يأتي أيضا في الباب: 42.
3 - عنه البحار 101: 57، المستدرك 10: 244.
176

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا الهيثم بن
واقد، عن عبد الملك بن مقرن (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا زرتم أبا عبد الله (عليه السلام) فالزموا الصمت الا من خير، وان ملائكة
الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم
فلا يجيبونها من شدة البكاء فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور
الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من امر السماء، فأما ما بين
هذين الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء،
ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم، فإنما شغلهم بكم إذا
نطقتم.
قلت: جعلت فداك وما الذي يسألونهم عنه وأيهم يسأل صاحبه
الحفظة أو أهل الحائر، قال: أهل الحائر يسألون الحفظة، لان أهل الحائر
من الملائكة لا يبرحون والحفظة تنزل وتصعد.
قلت: فما ترى يسألونهم عنه، قال: انهم يمرون إذا عرجوا
بإسماعيل صاحب الهواء، فربما وافقوا النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده فاطمة
والحسن والحسين والأئمة، من مضى منهم، فيسألونهم عن أشياء وعمن
حضر منكم الحائر ويقولون: بشروهم بدعائكم، فتقول الحفظة: كيف
نبشرهم وهم لا يسمعون كلامنا، فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم

1 - كذا في النسخ وفي البحار، ولعله مقرن لا ولده، لأنه الذي روي عن الهيثم بن واقد،
كما في الكافي 1: 181 و 447 وغيرهما.
177

عنا، فهي البشارة منا، فإذا انصرفوا فحفوهم بأجنحتكم، حتى يحسوا
مكانكم، وانا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه.
ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على
زيارته بالسيوف، ولباعوا أموالهم في اتيانه، وان فاطمة (عليها السلام) إذا نظرت
إليهم ومعها الف نبي والف صديق والف شهيد ومن الكروبيين الف الف
يسعدونها على البكاء، وانها لتشهق شهقة، فلا تبقى في السماوات ملك
الا بكى رحمة لصوتها، وما تسكن حتى يأتيها النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا بنية
قد أبكيت أهل السماوات وشغلتهم عن التسبيح والتقديس فكفي حتى
يقدسوا، فان الله بالغ امره، وانها لتنظر إلى من حضر منكم، فتسأل الله
لهم من كل خير، ولا تزهدوا في اتيانه، فان الخير في اتيانه أكثر من أن
يحصى (1).
[240] 20 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا أبو عبيدة
البزاز (2)، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما
أقل بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا
الخلق إليكم، فقال:

1 - عنه البحار 45: 224.
2 - كذا في النسخ، وفي الكافي: أبو عبد الله البزاز.
178

ان لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه ان يعمل به في مدته،
فإذا انقضى ما فيها مما امر به عرف ان أجله قد حضر، وأتاه النبي (صلى الله عليه وآله)
ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله، وان الحسين (عليه السلام) قرأ صحيفته
التي اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى، وبقي منها أشياء لم تنقض،
فخرج إلى القتال.
فكانت تلك الأمور التي بقيت ان الملائكة سألت الله في نصرته،
فاذن لهم، فمكثت تستعد للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل، فنزلت
الملائكة وقد انقطعت مدته وقتل (عليه السلام)، فقالت الملائكة: يا رب أذنت
لنا بالانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله
تبارك وتعالى إليهم ان الزموا قبته حتى ترونه وقد خرج فانصروه، وابكوا
عليه وعلى ما فاتكم من نصرته، وانكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه،
فبكت الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرة الحسين (عليه السلام)، فإذا
خرج (عليه السلام) يكونون أنصاره (1).
الباب (28)
بكاء السماء والأرض على قتل الحسين (عليه السلام) ويحيى بن زكريا (عليهما السلام)
[241] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخنا علي بن الحسين

1 - عنه البحار 45: 225.
رواه في الكافي 1: 283.
179

ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد
ابن الحسن الميثمي، عن علي الأزرق، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن
رجل، قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول في الرحبة، وهو يتلو هذه
الآية: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) (1)، وخرج
عليه الحسين من بعض أبواب المسجد، فقال: اما ان هذا سيقتل وتبكي
عليه السماء والأرض (2).
[242] 2 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
الحكم بن مسكين، عن داود بن عيسى الأنصاري، عن محمد بن
عبد الرحمان بن أبي ليلي، عن إبراهيم النخعي، قال:
خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فجلس في المسجد واجتمع أصحابه
حوله، وجاء الحسين (عليه السلام) حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه
فقال: يا بني ان الله عبر أقواما بالقران، فقال: (فما بكت عليهم السماء
والأرض وما كانوا منظرين)، وأيم الله ليقتلنك بعدي ثم تبكيك السماء
والأرض (3).
[243] 3 - وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب باسناده مثله.

1 - الدخان: 29.
2 - عنه البحار 45: 209.
3 - عنه البحار 45: 209.
180

[244] 4 - وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
وهيب بن حفص النحاس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان
الحسين (عليه السلام) بكى لقتله السماء والأرض واحمرتا، ولم تبكيا على أحد
قط الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (عليهما السلام) (1).
[245] 5 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن الحسين باسناده مثله.
[246] 6 - وحدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه وغيره، عن
سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال،
عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول:
ان السماء بكت على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا، ولم تبك
على أحد غيرهما، قلت: وما بكاؤهما، قال: مكثوا أربعين يوما تطلع
الشمس بحمرة وتغرب بحمرة، قلت: فذاك بكاؤهما، قال: نعم (2).
[247] 7 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن عبد الله
ابن احمد، عن عمر بن سهل (3)، عن علي بن مسهر القرشي، قال: حدثتني
جدتي انها أدركت الحسين بن علي حين قتل، قالت: فمكثنا سنة وتسعة

1 - عنه البحار 45: 210.
2 - عنه البحار 45: 210، يأتي في الرقم: 15 من هذا الباب.
3 - عمرو بن سهل (خ ل)، لعله عمر بن سهل الجعفي، الذي ذكره البرقي في أصحاب
الصادق (عليه السلام).
181

أشهر والسماء مثل العلقة، مثل الدم، ما ترى الشمس (1).
[248] 8 - حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء
والأرض وما كانوا منظرين)، قال: لم تبك السماء على أحد منذ قتل
يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين (عليه السلام)، فبكت عليه (2).
[249] 9 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: احمرت السماء حين قتل الحسين
(عليه السلام) سنة ويحيى بن زكريا، وحمرتها بكاؤها (3).
[250] 10 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن
زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (لم يجعل له من قبل سميا) (4)
الحسين بن علي، لم يكن له من قبل سميا، ويحيى بن زكريا (عليه السلام) لم يكن

1 - عنه البحار 45: 210.
2 - عنه البحار 45: 210.
رواه في قصص الأنبياء للراوندي عن الصدوق.
3 - عنه البحار 45: 210.
4 - مريم: 7.
182

له من قبل سميا، ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا، قال: قلت:
ما بكاؤها، قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء (1).
[251] 11 - وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم
وسعد بن عبد الله جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن فضال، عن
أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ما بكت السماء على
أحد بعد يحيى بن زكريا الا على الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإنها بكت عليه
أربعين يوما (2).
[252] 12 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن كليب بن معاوية
الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لم تبك السماء الا على الحسين بن
علي ويحيى بن زكريا (عليهما السلام) (3).
[253] 13 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن
عمرو بن سعيد (4)، عن محمد بن سلمة، عمن حدثه، قال: لما قتل
الحسين بن علي (عليهما السلام) أمطرت السماء ترابا أحمرا (5).
[254] 14 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،

1 - عنه البحار 45: 211.
2 - عنه البحار 45: 211.
3 - عنه البحار 45: 211.
4 - عمر بن سعد (خ ل)، وقد مر القول بان الصحيح عمرو بن سعيد وهو المدائني.
5 - عنه البحار 45: 211.
183

عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن عيسى، عن أسلم بن القاسم، قال:
أخبرنا عمرو بن ثبيت (1)، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال:
ان السماء لم تبك منذ وضعت الا على يحيى بن زكريا والحسين بن
علي (عليهما السلام)، قلت: اي شئ كان بكاؤها، قال: كانت إذا استقبلت بثوب
وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم (2).
[255] 15 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن الفضل (3)، عن
حنان، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر أبي عبد الله الحسين
(عليه السلام) فإنه بلغنا عن بعضهم انها تعدل حجة وعمرة، قال: لا تعجب ما
أصاب من يقول هذا كله (4)، ولكن زره ولا تجفه، فإنه سيد الشهداء وسيد
شباب أهل الجنة وشبيه يحيى بن زكريا، وعليهما بكت السماء
والأرض (5).

1 - عمر بن وهب (خ ل).
2 - عنه البحار 45: 211.
3 - يأتي الحديث في الباب: 97، وفيه: موسى بن الفضل عن علي بن الحكم عمن حدثه
عن حنان، وفي ثواب الأعمال: موسى بن إسماعيل عن حنان.
4 - (ما أصاب) محمول على التقية إذا كان (ما) نافية، ويحتمل أن يكون ما التعجبية
دخلت على افعل التعجب، وفي قرب الإسناد: ما أصعب هذا الحديث ما تعدل هذا كله.
5 - عنه البحار 45: 211.
رواه في قرب الإسناد: 66، ثواب الأعمال: 87، عنه البحار 101: 74.
184

[256] 16 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) مثله سواء.
[257] 17 - حدثني أبي رحمه الله تعالى وجماعة مشايخي، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
[258] 18 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن غير
واحد، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن عامر بن معقل، عن الحسن بن
زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وقاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا،
ولم تبك السماء على أحد الا عليهما، قال: قلت: وكيف تبكي، قال:
تطلع الشمس في حمرة وتغيب في حمرة (1).
[259] 19 - حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين،
عن جعفر بن بشير باسناده مثله.
[260] 20 - وحدثني أبي وعلي بن الحسين رحمهما الله جميعا، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،

1 - عنه البحار 45: 212.
185

قال: سمعته يقول:
ان السماء بكت على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا ولم تبك
على أحد غيرهما، قلت: وما بكاؤها، قال: مكثوا أربعين يوما تطلع
الشمس بحمرة وتغرب بحمرة، قلت: فذاك بكاؤها، قال: نعم (1).
[261] 21 - وعنهما، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن
البرقي محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن
ابن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال:
بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة إذ طلع
الحسين (عليه السلام) عليه، فضحك علي (عليه السلام) ضحكا حتى بدت نواجده، ثم
قال: ان الله ذكر قوما وقال: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا
منظرين)، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه
السماء والأرض (2).
[262] 22 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد، عن البرقي، عن عبد العظيم، عن الحسن، عن أبي سلمة، قال:
قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما بكت السماء والأرض الا على يحيى بن
زكريا والحسين (عليهما السلام) (3).

1 - عنه البحار 45: 210، مر مثله في الرقم: 4 من هذا الباب.
2 - عنه البحار 45: 212.
3 - عنه البحار 45: 213.
186

[263] 23 - حدثني أبي وأخي رحمهما الله، عن أحمد بن إدريس
ومحمد بن يحيى جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا
يحيى - وكان في خدمة أبي جعفر الثاني (عليه السلام) - عن علي، عن صفوان
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته في طريق المدينة ونحن نريد المكة، فقلت: يا بن رسول الله
مالي أراك كئيبا حزينا منكسرا، فقال: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن
مسألتي، قلت: فما الذي تسمع، قال: ابتهال الملائكة إلى الله عز وجل
على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين (عليه السلام)، ونوح الجن وبكاء الملائكة
الذين حوله وشدة جزعهم، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم -
وذكر الحديث (1).
[264] 24 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد
البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني العلوي، عن الحسن بن
الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال:
بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) بالرحبة إذ طلع الحسين
(عليه السلام)، قال: فضحك علي (عليه السلام) حتى بدت نواجده، ثم قال: ان الله ذكر
قوما، فقال: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)،

1 - عنه البحار 45: 226.
187

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه السماء
و الأرض (1).
[265] 25 - وعنه، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد (2)، قال:
حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) أمطرت
السماء دما (3).
[266] 26 - وقال عمر بن سعد: وحدثني أبو معشر، عن الزهري،
قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها
دم عبيط.
[267] 27 - حدثني أبي، عن محمد بن الحسن بن مهزيار، عن أبيه،
عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن
فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
كان الذي قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن
زكريا ولد زنا، وقال: احمرت السماء حين قتل الحسين بن علي سنة،
ثم قال: بكت السماء والأرض على الحسين بن علي وعلى يحيى بن
زكريا وحمرتها بكاؤها (4).

1 - مر في الرقم: 16 من الباب.
2 - كذا، ولعل الصحيح: عمرو بن سعيد - كما مر.
3 - عنه البحار 45: 205، مر في الباب: 24 مثله.
4 - عنه البحار 45: 213.
188

الباب (29)
نوح الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام)
[268] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عمرو
ابن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) قالت:
ما سمعت نوح الجن منذ قبض الله نبيه الا الليلة، ولا أراني الا وقد
أصبت بابني الحسين، قالت: وجاءت الجنية منهم وهي تقول:
أيا عيناي فانهملا بجهد فمن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا إلى متجبر من نسل عبد (1)
[269] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أحمد بن عمرو بن مسلم، عن الميثمي،
قال:

1 - عنه البحار 45: 239.
رواه الصدوق في أماليه، المجلس: 29، الرقم: 2، وأيضا في مناقب آل أبي طالب 4: 62،
تاريخ ابن عساكر 4: 348، خصائص السيوطي 2: 127، مجمع الزوائد 9: 199، تذكرة الخواص:
152.
189

خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي (عليهما السلام) فمروا (1)
بقرية يقال لها: شاهي، إذ أقبل عليهم رجلان شيخ وشاب، فسلما
عليهم، قال: فقال الشيخ: أنا رجل من الجن وهذا ابن أخي أردنا نصر هذا
الرجل المظلوم، قال: فقال لهم الشيخ الجني: قد رأيت رأيا، فقال الفتية
الانسيون: وما هذا الرأي الذي رأيت، قال: رأيت أن اطير فاتيكم بخبر
القوم فتذهبون على بصيرة، فقالوا له: نعم ما رأيت.
قال: فغاب يومه وليلته، فلما كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه
ولا يرون الشخص، وهو يقول:
والله ما جئتكم حتى بصرت به * بالطف منعفر الخدين منحورا
وحوله فتية تدمي نحورهم * مثل المصابيح يملون الدجا نورا
وقد حثثت قلوصي كي أصادفهم * من قبل ما أن يلاقوا الخرد الحورا (2)

1 - فعرسوا (خ ل)، أقول: التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة
للاستراحة ثم يرتحلون، وشاهي موضع قرب القادسية.
2 - الخريد والخرود جمع خرد وخرد: البكر لم تمسس، أو الخفرة الطويلة السكوت
الخافضة الصوت المتسترة.
190

كان الحسين سراجا يستضاء به * الله يعلم اني لم أقل زورا
مجاورا لرسول الله في غرف * وللبتول (1) وللطيار مسرورا
فأجابه بعض الفتية من الانسيين يقول:
اذهب فلا زال قبر أنت ساكنه * إلى القيامة يسقي الغيث ممطورا
وقد سلكت سبيلا كنت سالكه * وقد شربت بكأس كان مغزورا
وفتية فرغوا لله أنفسهم * وفارقوا المال والأحباب والدورا (2)
[270] 3 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
قال: حدثني عمر بن سعد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي زياد القندي (3)،
قال:

1 - للوصي (خ ل).
2 - عنه البحار 45: 240.
رواه الشيخ في أماليه والمفيد في أماليه، عنهما البحار 45: 239.
3 - كذا في النسخ، والظاهر أنه أبو زياد الغنوي زحر بن مالك، الذي عنونه الشيخ في
رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ويحتمل أن يكون زياد القندي و (أبي) زائدة، وهو أيضا
من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).
191

كان الجصاصون يسمعون نوح الجن حين قتل الحسين (عليه السلام) في
السحر بالجبانة وهم يقولون:
مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود * أبواه من عليا قريش جده خير الجدود (1)
[271] 4 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
قال:، قال عمر بن سعد، قال: حدثني الوليد بن غسان، عمن حدثه، قال:
كانت الجن تنوح على الحسين بن علي (عليهما السلام) تقول:
لمن الأبيات بالطف على كره بنينة * تلك أبيات الحسين يتجاوبن الرنينة (2)
[272] 5 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، قال: حدثني
أيوب بن سليمان بن أيوب الفزاري، عن علي بن الحزور، قال: سمعت
ليلي وهي تقول:
سمعت نوح الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام) وهي تقول:
يا عين جودي بالدموع فإنما * يبكي الحزين بحرقة وتفجع
يا عين ألهاك الرقاد بطيبه * من ذكر آل محمد وتوجع

1 - عنه البحار 45: 241.
2 - عنه البحار 45: 241.
192

باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم بين الوحوش وكلهم في مصرع (1)
[273] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عبد الرحمان بن حماد، عن أبي ليلي
الواسطي، عن عبد الله بن حسان الكناني، قال:
بكت الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام) فقالت:
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
باهل بيتي وإخواني ومكرمتي * من بين أسري وقتلي ضرجوا بدم (2)
[274] 7 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة، قال:
حدثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)،
قال: بينما الحسين (عليه السلام) يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق،
وإذا برجل يرتجز ويقول:
وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (عليه السلام) مثل ألفاظ سلمة، قال:
وهو يقول:

1 - عنه البحار 45: 241.
2 - عنه البحار 45: 237.
193

يا ناقتي لا تذعري من زجر * وشمري قبل طلوع الفجر
بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم القدر
بماجد الجد رحيب الصدر * اثابه الله لخير امر
ثمة أبقاه بقاء الدهر
فقال الحسين بن علي (عليهما السلام):
سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما
فان عشت لم اندم وان مت لم ألم * كفى بك موتا ان تذل (1) وترغما (2)
[275] 8 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن يحيى المعاذي، قال: حدثني

1 - تذل وتغرما (خ ل).
2 - عنه البحار 45: 237.
194

الحسين بن موسى الأصم، عن عمرو (1)، عن جابر، عن محمد بن علي
(عليهما السلام)، قال:
لما هم الحسين (عليه السلام) بالشخوص عن المدينة أقبلت نسأ بني عبد
المطلب فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهن الحسين (عليه السلام)، فقال: انشدكن
الله ان تبدين هذا الامر معصية لله ولرسوله، فقالت له نساء بني
عبد المطلب: فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم فننشدك الله
جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الأبرار من أهل القبور.
وأقبلت بعض عماته تبكي وتقول: اشهد يا حسين لقد سمعت
الجن ناحت بنوحك وهم يقولون:
فان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت
حبيب رسول الله لم يك فاحشا * أبانت مصيبتك الأنوف وجلت
وقلن أيضا:
أبكي (2) حسينا سيدا، ولقتله شاب الشعر * ولقتله زلزلتم، ولقتله انكسف القمر

1 - هو عمرو بن شمر، الراوي عن جابر بن زياد الجعفي.
2 - بكوا (خ ل).
195

واحمرت آفاق السماء، من العشية والسحر * وتغبرت شمس البلاد، بهم واظلمت الكور
ذاك ابن فاطمة، المصاب به الخلائق والبشر * أورثتنا ذلا به، جدع الأنوف مع الغرر (1)
[276] 9 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن يحيى المعاذي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن
عمر بن عكرمة (2) قال:
أصبحنا ليلة قتل الحسين (عليه السلام) بالمدينة، فإذا مولى لنا يقول:
سمعنا البارحة مناديا ينادي ويقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومرسل وقتيل
قد لعنتم على لسان ابن داود * وذي الروح حامل الإنجيل (3)

1 - عنه البحار 45: 88.
2 - عمرو بن عكرمة (خ ل)، عنونه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام) كما أثبتناه.
3 - عنه البحار 45: 238.
رواه في مناقب آل أبي طالب 4: 62، تذكره الخواص: 153، تاريخ ابن عساكر 4: 341.
196

[277] 10 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سنان، عن عبد الله بن القاسم بن
الحارث، عن داود الرقي، قال:
حدثتني جدتي ان الجن لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه بهذه
الأبيات:
يا عين جودي بالعبر، وابكي فقد حق الخبر * أبكي ابن فاطمة الذي، ورد الفرات فما صدر
الجن تبكي شجوها، لما أتى منه الخبر * قتل الحسين ورهطه، تعسا لذلك من خبر
فلأبكينك حرقة، عند العشاء وبالسحر * ولأبكينك ما جرى، عرق وما حمل الشجر (1)
الباب (30)
دعاء الحمام ولعنها على قاتل الحسين (عليه السلام)
[278] 1 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن
أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 45: 238.
197

اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم فإنها تلعن قتلة الحسين (عليه السلام) (1).
[279] 2 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن
جميعا، عن أحمد بن إدريس بن أحمد، عن أبي عبد الله الجاموراني،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صندل (2)، عن داود بن فرقد، قال:
كنت جالسا في بيت أبي عبد الله (عليه السلام)، فنظرت إلى الحمام الراعبي
يقرقر طويلا.
فنظر إلى أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا داود أتدري ما يقول هذا الطير،
قلت: لا والله جعلت فداك، قال: تدعو على قتلة الحسين بن علي (عليهما السلام)
فاتخذوه في منازلكم (3).
[280] 3 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أبي عبد الله الجاموراني باسناده مثله.

1 - عنه البحار 45: 213.
رواه في الكافي 6: 547، عنه البحار 44، 305
2 - صفوان (خ ل)، لعل ما ذكرناه - وهو الموافق لما في الكافي - هو الأظهر، وإن كان
كلاهما صحيح - لوجود روايات عنهما عن داود - لان الشيخ ذكر هذا السند بعينه في التهذيب
6، الرقم: 417 وفيه: صندل.
3 - عنه البحار 45: 213.
رواه في الكافي 6: 547، عنه البحار 44: 305
198

الباب (31)
نوح البوم ومصيبتها على الحسين (عليه السلام)
[281] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وجماعة
مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول في البومة، قال: هل أحد منكم رآها بالنهار، قيل له:
لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر الا ليلا، قال: أما انها لم تزل تأوي العمران
ابدا فلما ان قتل الحسين (عليه السلام) آلت على نفسها ان لا تأوي العمران ابدا
ولا تأوي الا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل،
فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين (عليه السلام) حتى تصبح (1).
[282] 2 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب (2)،
عن الحسين بن علي بن صاعد البربري - قيما لقبر الرضا (عليه السلام) -، قال:
حدثني أبي، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) فقال لي: ترى هذه البوم ما
يقول الناس، قال: قلت جعلت فداك جئنا نسألك، قال: فقال: هذه البومة
كانت على عهد جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأوي المنازل والقصور والدور،
وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام
وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين (عليه السلام) خرجت من العمران

1 - عنه البحار 45: 214، 64: 329.
2 - سلمة بن أبي الخطاب (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ويأتي ذكره.
199

إلى الخراب والجبال والبراري، وقالت: بئس الأمة أنتم، قتلتم ابن بنت
نبيكم ولا آمنكم على نفسي (1).
[283] 3 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن رجل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان البومة لتصوم النهار، فإذا أفطرت تدلهت (2)
على الحسين بن علي (عليهما السلام) حتى تصبح (3).
[284] 4 - حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبد الله،
عن موسى بن عمر، عن الحسن بن علي الميثمي (4)، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام): يا يعقوب رأيت بومة بالنهار تنفس (5) قط، فقال: لا، قال: وتدري
لم ذلك، قال: لا، قال: لأنها تظل يومها صائمة على ما رزقها الله، فإذا
جنها الليل أفطرت على ما رزقت، ثم لم تزل ترنم على الحسين بن علي
(عليهما السلام) حتى تصبح (6).

1 - عنه البحار 45: 214، 64: 329.
2 - الدله - محركة - والدلوه: ذهاب الفؤاد من هم ونحوه، ودلهه العشق تدليها فتدله.
3 - عنه البحار 45: 214، 64: 329.
4 - كذا في النسخ، ولعله سقط في البين الراوي عن الإمام (عليه السلام) وهو يعقوب بن شعيب
الميثمي، وهو بقرينة خطاب الامام إليه، ويمكن ان يعقوب بن شعيب كان حاضرا في المجلس
وخطاب الإمام (عليه السلام) معه.
5 - لعل التنفس كناية عن التصويت، أو عن الأكل والشرب أو عن التفرج والتوسع، كما
يقال: أنت في نفس من عمرك اي في سعة وفسحة.
6 - عنه البحار 45: 214، 64: 329.
200

الباب (32)
ثواب من بكى على الحسين بن علي (عليهما السلام) [285] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى
تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن
دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا
بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت
عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة (1) ما أوذي فينا صرف الله، عن
وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار (2).
[286] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
ان البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء

1 - المضاضة - بالفتح - وجع المصيبة.
2 - عنه البحار 44: 281.
رواه في تفسير القمي: 616، ثواب الأعمال: 47، رواه السيد مرسلا في مقدمة اللهوف.
201

والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإنه فيه مأجور (1).
[287] 3 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين الزيات، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن
أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له:
ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح
ذباب، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة (2).
[288] 4 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
قال: حدثنا بكار بن أحمد القسام والحسن بن عبد الواحد، عن مخول بن
إبراهيم، عن الربيع بن منذر، عن أبيه، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام)
يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة ودمعت عيناه فينا دمعة، بوأه الله بها
في الجنة غرفا يسكنها أحقابا (3). (4)
[289] 5 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن حمزة بن علي الأشعري، عن الحسن
ابن معاوية بن وهب، عمن حدثه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن

1 - عنه البحار 44: 291.
2 - عنه البحار 44: 281، يأتي في الباب: 33، الرقم: 1.
3 - حقبا (خ ل)، الحقب كناية عن الدوام، قال الفيروزآبادي: الحقبة - بالكسر - من الدهر
مدة لا وقت لها، والسنة والجمع كعنب وحبوب، والحقب - بالضم وبضمتين - ثمانون سنة أو
أكثر والدهر والسنة والسنون والجمع احقاب واحقب.
4 - عنه البحار 44: 292.
202

الحسين (عليهما السلام) يقول: - وذكر مثل حديث محمد بن جعفر الرزاز سواء.
[290] 6 - حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن المغيرة،
عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام) عند
أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم قط فرءى أبو عبد الله (عليه السلام) في
ذلك اليوم متبسما إلى الليل (1).
[291] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن مسمع بن عبد الملك
كردين البصري قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر
الحسين (عليه السلام)، قلت: لا انا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من
يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير (2) من أهل القبائل من النصاب
وغيرهم، ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي (3).
قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي
والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي اثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى
يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدون

1 - عنه البحار 44: 280، المستدرك 10: 312، يأتي ذكره في الباب: 36.
2 - أعداؤنا كثيرة (خ ل).
3 - فيميلون علي (خ ل).
203

من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون
لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك
ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك
الموت ارق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها.
قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على
خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الأرض والسماء
لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة
أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما
لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على
خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتى لا
يوجد لها حر، وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا
تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وان الكوثر ليفرح
بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي ان
يصدر عنه.
يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها
ابدا، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من
العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من
تسنيم ويمر بأنهار الجنان، يجري على رضراض (1) الدر والياقوت، فيه

1 - الرضراض: الحصا أو صغارها.
204

من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام،
قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه
كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا
ولا عنه تحويلا.
أما انك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت
بالنظر إلى الكوثر وسقيت (1) منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من
اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وان على
الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا،
فيقول الرحل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى امامك فلان
فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع
إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير
الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع (2)،
فيقول: اني أهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا.
قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر
عليه غيره، فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا
ذكرنا، وترك أشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه
لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه

1 - اسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك.
2 - خير الخلق من يشفع (خ ل).
205

به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب
وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد (1).
[292] 8 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن
الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن عبد الرحمان
الأصم، عن عبد الله بن بكير الأرجاني.
وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمان
الأصم، عن عبد الله بن بكير، قال: حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) - في
حديث طويل - فقلت: يا بن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)
هل كان يصاب في قبره شي، فقال:
يا بن بكير ما أعظم مسائلك، ان الحسين (عليه السلام) مع أبيه وأمه وأخيه
في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه يرزقون ويحبرون، وانه لعن يمين
العرش متعلق به يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني، وانه لينظر إلى زواره
وانه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء ابائهم وما في رحالهم من أحدهم
بولده، وانه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له
ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وانه
ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة (2).

1 - عنه البحار 44: 289 - 291.
2 - عنه البحار 27: 300، 44: 292، المستدرك 10: 230، يأتي مفصلا في باب النوادر.
206

[293] 9 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (1).
[294] 10 - حدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله.
[295] 11 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن
الحسن بن علي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة
حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا (2).
[296] 12 - وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، عن بكر بن محمد،
عن فضيل بن فضالة (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت
عيناه حرم الله وجهه على النار (4).

1 - عنه البحار 44: 284، المستدرك 10: 312.
رواه في المحاسن: 63.
2 - عنه البحار 44: 284، مر مثله قبيل هذا.
3 - فضيل وفضالة (خ ل)، ما أثبتناه هو الصحيح، عنونه البرقي والشيخ في رجاليهما من
أصحاب الصادق (عليه السلام).
4 - عنه البحار 44: 285.
207

الباب (33)
من قال في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى
[297] 1 - حدثنا أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون
المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا هارون أنشدني في الحسين
(عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: أنشدني كما تنشدون - يعني بالرقة -
قال: فأنشدته:
امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية
قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدته القصيدة الأخرى، قال:
فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت قال لي:
يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى عشرا
كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت
له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما
الجنة، ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار
جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة (1).
[298] 2 - حدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن

1 - عنه البحار 44: 288، الوسائل 14: 595، مر ذيله في الباب: 32، الرقم: 2.
رواه في ثواب الأعمال: 109.
208

علي بن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة، عن أبي عمارة
المنشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني في
الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، ثم أنشدته فبكى، ثم أنشدته
فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار،
فقال لي:
يا أبا عمارة من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى خمسين فله
الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى أربعين فله الجنة، ومن أنشد
في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا
فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرة فله
الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى واحدا فله الجنة، ومن
أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين
شعرا فتباكى فله الجنة (1).
[299] 3 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن
أبي عمير، عن عبد الله بن حسان، عن ابن أبي شعبة (2)، عن عبد الله بن
غالب، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأنشدته مرثية الحسين (عليه السلام)،
فلما انتهيت إلى هذا الموضع:

1 - عنه البحار 44: 282، الوسائل 14: 595.
رواه في ثواب الأعمال: 109، أمالي الصدوق، المجلس: 29، الرقم: 6.
2 - ابن شعبة (خ ل)، ولعله علي بن أبي شعبة الحلبي، الذي وثقه النجاشي في ترجمة
حفيده عبيد الله بن علي.
209

لبلية تسقو حسينا * بمسقاة الثرى غير التراب
فصاحت باكية من وراء الستر: وا أبتاه (1).
[300] 4 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن
صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من أنشد في الحسين (عليه السلام) بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم
الجنة، ومن أنشد في الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنة،
فلم يزل حتى قال: من أنشد في الحسين بيتا فبكى - وأظنه قال: أو تباكى
- فله الجنة (2).
[301] 5 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن
أبي هارون المكفوف، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي:
أنشدني فأنشدته، فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، قال:
فأنشدته:
امرر على جدث الحسين * فقل لاعظمه الزكية
قال: فلما بكى أمسكت انا، فقال: مر، فمررت، قال: ثم قال: زدني
زدني، قال: فأنشدته:

1 - عنه البحار 44: 286، المستدرك 10: 385.
2 - عنه البحار 44: 289، المستدرك 10: 385.
رواه في ثواب الأعمال: 110.
210

يا مريم قومي فاندبي مولاك * وعلى الحسين فاسعدي ببكاك
قال: فبكى وتهايج النساء، قال: فلما ان سكتن قال لي: يا أبا هارون
من أنشد في الحسين (عليه السلام) فأبكى عشرة فله الجنة ثم جعل ينقص واحدا
واحدا حتى بلغ الواحد فقال من أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله
الجنة، ثم قال: من ذكره فبكى فله الجنة (1).
[302] 6 - وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شئ ثواب الا
الدمعة فينا (2). (3)
[303] 7 - حدثني محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن
ابن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن محمد بن إسماعيل،
عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من أنشد في الحسين بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم
الجنة، ومن أنشد في الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنة،
فلم يزل حتى قال: من أنشد في الحسين بيتا فبكى - وأظنه قال: أو تباكى -
فله الجنة (4).

1 - عنه البحار 44: 287.
2 - اي لكل شئ من الطاعة ثواب مقدر الا الدمعة فيهم، فإنه لا تقدير لثوابها.
3 - عنه البحار 44: 287، الوسائل 14: 597.
4 - عنه البحار 44: 289، وقد مر مثله قبيل هذا.
رواه في ثواب الأعمال: 110.
211

الباب (34)
ثواب من شرب الماء وذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله
[304] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن
الحسين، عن الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، عن
داود الرقي، قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد
استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل
الحسين (عليه السلام)، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله الا
كتب الله له مائة الف حسنة، وحط عنه مائة الف سيئة، ورفع له مائة الف
درجة، وكأنما أعتق مائة الف نسمة، وحشره الله تعالى يوم القيامة ثلج
الفؤاد (1).
[305] 2 - حدثني محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن
زياد، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد مثله (2).

1 - عنه البحار 44: 303.
2 - كذا في النسخ وفي البحار، والظاهر سهو المؤلف في ذكره، حيث إن الكليني رحمه
الله إنما روي الحديث في الكافي 6: 391، وفيه: (محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن
محمد بن جعفر عمن ذكره - ولعله محمد بن الحسين بقرينة الكامل - عن الخشاب عن علي بن
حسان عن عبد الكريم بن كثير عن داود الرقي.
اما السند المذكور هنا فإنما تراه في الكافي 6: 266 في باب اكل الطين وان طين قبر الحسين
(عليه السلام) شفاء من كل داء، رواه في الكامل، الباب: 95، الرقم: 2.
212

الباب (35)
بكاء علي بن الحسين (عليهما السلام) على الحسين بن علي (عليهما السلام)
[306] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
بكى علي بن الحسين على أبيه حسين بن علي (عليهما السلام) عشرين سنة أو
أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعاما الا بكى على الحسين، حتى قال له
مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله اني أخاف عليك أن تكون من
الهالكين، قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله مالا تعلمون،
اني لم أذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة لذلك (1).
[307] 2 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب الزيات، عن علي بن أسباط، عن إسماعيل بن منصور، عن
بعض أصحابنا، قال:
أشرف مولى لعلي بن الحسين (عليهما السلام) وهو في سقيفة له ساجد
يبكي، فقال له: يا مولاي يا علي بن الحسين اما آن لحزنك ان ينقضي،
فرفع رأسه إليه وقال: ويلك - أو ثكلتك أمك - والله شكى يعقوب إلى

1 - عنه البحار 46: 109.
رواه الصدوق في أماليه: 140، الخصال: 272.
213

ربه في أقل مما رأيت حتى قال: (يا أسفي على يوسف) (1)، انه فقد ابنا
واحدا وانا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي، قال: وكان
علي بن الحسين (عليهما السلام) يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى
بني عمك هؤلاء دون آل جعفر، فقال: اني أذكر يومهم مع أبي عبد الله
الحسين بن علي (عليهما السلام) فأرق لهم (2).
الباب (36)
في أن الحسين (عليه السلام) قتيل العبرة، لا يذكره مؤمن الا بكى
[308] 1 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين ومحمد بن
الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن سعيد بن جناح، عن أبي يحيى الحذاء، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسين فقال: يا
عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه، قال: نعم يا بني (3).
[309] 2 - حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن
الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن الحسن بن علي
ابن عبد الله بن المغيرة، عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين (عليه السلام)
عند أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط فرئي أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك

1 - يوسف: 84.
2 - عنه البحار 46: 109.
3 - عنه البحار 44: 280.
214

اليوم إلى الليل، وكان (عليه السلام) يقول: الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن (1).
[310] 3 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى
الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الحسين بن علي (عليهما السلام): أنا قتيل العبرة (2)
لا يذكرني مؤمن الا استعبر (3).
[311] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن
موسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام): انا قتيل العبرة (4).
[312] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
الحكم بن مسكين، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين
ابن علي (عليهما السلام): انا قتيل العبرة (5).
[313] 6 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابان
الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزار، عن هارون بن خارجة، عن

1 - عنه البحار 44: 280، المستدرك 10: 312، وقد مر صدره في الباب: 32.
2 - أي قتيل منسوب إلى العبرة والبكاء وسبب لها، أو قتل مع العبرة والحزن وشدة
الحال، والأول أظهر.
3 - عنه البحار 44: 284.
رواه الصدوق في أماليه، المجلس: 28، الرقم: 7.
4 - عنه البحار 44: 280.
5 - عنه البحار 44: 284.
215

أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (عليه السلام)، فبكى
أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه، فقال: قال الحسين (عليه السلام): انا
قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا بكى - وذكر الحديث (1).
[314] 7 - حدثني علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثني احمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن مسكان، عن هارون بن خارجة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام): انا قتيل العبرة قتلت
مكروبا وحقيق علي ان لا يأتيني مكروب قط الا رده الله واقلبه إلى أهله
مسرورا (2).
[315] 8 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد
ابن عمرو، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
الباب (37)
ما روي أن الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء
[316] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن حنان، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): زوروا الحسين (عليه السلام) ولا تجفوه، فإنه سيد

1 - عنه البحار 44: 279، المستدرك 10: 311.
2 - عنه البحار 44: 279.
رواه في ثواب الأعمال: 88، عنه البحار 101: 48.
216

شباب أهل الجنة من الخلق وسيد الشهداء (1).
[317] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي
ابن عبد الله، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة: أين قبور الشهداء،
فقال: أليس أفضل الشهداء عندكم، والذي نفسي بيده ان حوله أربعة
آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة (2).
[318] 3 - حدثني أبو العباس الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد الأحمسية قالت: كنت
عند أبي عبد الله (عليه السلام) وقد بعثت من يكتري لي حمارا إلى قبور الشهداء،
فقال: ما يمنعك من زيارة سيد الشهداء، قالت: قلت: ومن هو، قال:
الحسين (عليه السلام)، قالت: قلت: وما لمن زاره، قال: حجة وعمرة مبرورة
ومن الخير كذا وكذا ثلاث مرات بيده (3).
[319] 4 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن
أم سعيد الأحمسية، قالت:

1 - عنه البحار 101: 1، الوسائل 14: 431، المستدرك 10: 256.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 122، فيه: سيد شباب الشهداء.
2 - عنه البحار 101: 64.
رواه في ثواب الأعمال: 110.
3 - عنه البحار 101: 35، الوسائل 14: 435.
رواه في ثواب الأعمال: 122.
217

جئت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه، فجاءت الجارية فقالت:
قد جئت بالدابة، فقال لي: يا أم سعيد اي شئ هذه الدابة أين تبغين
تذهبين، قالت: قلت: أزور قبور الشهداء، قال: أخري ذلك اليوم، ما
أعجبكم يا أهل العراق، تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيد
الشهداء لا تأتونه، قالت: قلت له: من سيد الشهداء، فقال: الحسين بن
علي (عليهما السلام)، قالت: قلت: اني امرأة، فقال: لا بأس لمن كان مثلك ان
يذهب إليه ويزوره.
قالت: قلت: اي شئ لنا في زيارته، قال: تعدل حجة وعمرة
واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخيرها كذا وكذا،
قالت: وبسط يده وضمها ضما ثلاث مرات (1).
[320] 5 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم
الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن
العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية،
قالت:
دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء،
فقلت: لابد ابدأ بابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فادخل عليه، فأبطأت على
المكاري قليلا، فهتف بي، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما هذا يا أم سعيد،

1 - عنه البحار 101: 71، الوسائل 14: 436.
رواه في ثواب الأعمال: 122.
218

قلت له: جعلت فداك تكاريت حمارا لادور على قبور الشهداء، قال:
أفلا أخبرك بسيد الشهداء، قلت: بلي، قال: الحسين بن علي (عليهما السلام)،
قلت: وانه لسيد الشهداء، قال: نعم، قلت: فما لمن زاره، قال: حجة
وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا (1).
[321] 6 - حدثني أبي ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان،
عن أم سعيد الأحمسية، قالت:
دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لادور (2) عليه قبور الشهداء،
قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قالت:
فدخلت عليه فأبطأت، فصاح بي المكاري: حبستينا عافاك الله، فقال لي
أبو عبد الله: كأن انسانا يستعجلك يا أم سعيد، قلت: نعم جعلت فداك
اني اكتريت بغلا لادور عليه قبور الشهداء فقلت: ما أتى أحدا أحق من
جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قالت: فقال: يا أم سعيد فما يمنعك من أن تأتي
قبر سيد الشهداء.
قالت: فطمعت ان يدلني على قبر علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت:
بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء، قال: الحسين بن فاطمة (عليهما السلام) يا

1 - عنه البحار 101: 36، المستدرك 10: 259.
2 - في الموضعين: لا زور (خ ل).
219

أم سعيد، من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة وعمرة مبرورة، وكان له
من الفضل هكذا وهكذا (1).
[322] 7 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عمن حدثه، عن علي بن
أبي حمزة، عن الحسين بن أبي العلاء وأبي المغرا وعاصم بن حميد
الحناط جماعتهم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ما من شهيد الا ويحب أن يكون مع الحسين (عليه السلام) (2) حتى يدخلون
الجنة معه (3).
الباب (38)
زيارة الأنبياء للحسين بن علي (عليهما السلام)
[323] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن
محبوب، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس
نبي في السماوات الا ويسألون الله تعالى ان يأذن لهم في زيارة الحسين
(عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج يصعد (4).

1 - عنه البحار 101: 71، المستدرك 10: 260.
2 - الا وهو يحب لو أن الحسين بن علي (عليهما السلام) حي (خ ل).
3 - عنه البحار 44: 299.
4 - عنه البحار 101: 59، المستدرك 10: 244، يأتي في الباب الآتي.
رواه في تهذيب الأحكام 6: 71.
220

[324] 2 - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين ابن
بنت أبي حمزة الثمالي، قال:
خرجت في آخر زمان بني مروان إلى زيارة قبر الحسين (عليه السلام)
مستخفيا من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلا، فاختفيت في ناحية
القرية حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر، فلما دنوت منه
أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا فإنك لا تصل إليه، فرجعت
فزعا حتى إذا كان يطلع الفجر أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه خرج إلى
الرجل.
فقال لي: يا هذا انك لا تصل إليه، فقلت له: عافاك الله ولم لا أصل
إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته فلا تحل بيني وبينه وانا أخاف ان
أصبح فيقتلوني أهل الشام ان أدركوني هاهنا، قال: فقال لي: اصبر قليلا
فان موسى بن عمران (عليه السلام) سأل الله ان يأذن له في زيارة قبر الحسين بن
علي (عليهما السلام) فأذن له، فهبط من السماء في سبعين الف ملك، فهم بحضرته
من أول الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون إلى السماء.
قال: فقلت له: فمن أنت عافاك الله، قال: انا من الملائكة الذين أمروا
بحرس قبر الحسين (عليه السلام) والاستغفار لزواره، فانصرفت وقد كاد ان يطير
عقلي لما سمعت منه.
قال: فأقبلت حتى إذا طلع الفجر أقبلت نحوه فلم يحل بيني وبينه
أحد، فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته وصليت
221

الصبح وأقبلت مسرعا مخافة أهل الشام (1).
[325] 3 - حدثني محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون
ابن مسلم، عن عبد الرحمان بن الأشعث (2)، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا
روضة من رياض الجنة، وفيه معراج الملائكة إلى السماء، وليس من
ملك مقرب ولا نبي مرسل الا وهو يسأل الله ان يزوره، ففوج يهبط
وفوج يصعد (3).
[326] 4 - حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى وأحمد بن إدريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن
عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن حجاج، عن يونس، عن صفوان
الجمال، قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين
(عليه السلام)، قلت: وتزوره جعلت فداك، قال: وكيف لا أزوره والله يزوره في
كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء، ومحمد

1 - عنه البحار 45: 408، 101: 59، المستدرك 10: 405.
2 - عبد الرحمان بن أبي الأشعث (خ ل)، والظاهر أن كلاهما تصحيف، والصحيح: عبد الله
ابن الأشعث، وهو عبد الله بن عمرو بن الأشعث، الذي ذكره الشيخ في الفهرست، وذلك بقرينة
رواية عبد الله بن حماد عنه.
3 - عنه البحار 101: 60، يأتي في الباب الآتي مثله.
222

أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء، فقال صفوان: جعلت فداك فنزوره
في كل جمعة حتى ندرك زيارة الرب، قال: نعم يا صفوان الزم ذلك
يكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وذلك تفضيل وذلك تفضيل (1). (2)
[327] 5 - وحدثني القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني،
عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن الحسين بن بنت
أبي حمزة، قال: خرجت في آخر زمان بني أمية - وذكر مثل الحديث
المتقدم في الباب.
[328] 6 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن أحمد بن
إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن عدة من أصحابنا، عن الحسن
ابن محبوب، عن الحسين ابن ابنة أبي حمزة الثمالي، قال: خرجت في
آخر زمان بني مروان - وذكر مثل حديثه الذي مر في أول الباب سوأ.
الباب (39)
زيارة الملائكة الحسين بن علي (عليهما السلام)
[329] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول:

1 - زيارته تعالى كناية عن انزال رحماته الخاصة عليه وعلى زائريه (عليه السلام)، و (ذلك
تفضيل) اي زيارة الرب.
2 - عنه البحار 101: 60.
223

ليس من ملك في السماوات الا وهم يسألون الله عز وجل ان يأذن
لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج يعرج (1).
[330] 2 - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وانه ينزل من السماء كل مساء
سبعون الف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر
انصرفوا إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين
(عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم
يعرجون إلى السماء قبل ان تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون
الف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم، حتى إذا غربت الشمس
انصرفوا إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير
المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون
عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل ان تغيب الشمس (2).
[331] 3 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن

1 - عنه البحار 101: 61، المستدرك 10: 244، وقد مر مثله في الباب السابق.
رواه في ثواب الأعمال: 121.
2 - عنه البحار 100: 118.
رواه في ثواب الأعمال: 87، آمال الشيخ 1: 218، كشف اليقين: 67، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم):
198، عنهم البحار 100: 132 و 101: 63.
224

محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما
بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف الملائكة (1).
[332] 4 - حدثني القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة
من رياض الجنة، منه معراج إلى السماء، فليس من ملك مقرب ولا نبي
مرسل الا وهو يسأل الله تعالى ان يزور الحسين (عليه السلام)، ففوج يهبط وفوج
يصعد (2).
[333] 5 - وعنه، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد، عن
إسحاق بن عمار، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا بن رسول الله كنت في
الحير ليلة عرفة فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة
وجوههم، طيبة ريحهم، شديد بياض ثيابهم، يصلون الليل أجمع، فلقد
كنت أريد ان آتي قبر الحسين (عليه السلام) واقبله وادعو بدعواتي، فما كنت
أصل إليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر سجدت سجدة، فرفعت
رأسي فلم أر منهم أحدا.

1 - عنه البحار 101: 62، المستدرك 10: 320.
رواه في ثواب الأعمال: 121، الفقيه 2: 346.
2 - عنه البحار 101: 60، وقد مر مثله قبيل هذا.
225

فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري من هؤلاء، قلت: لا، جعلت
فداك، فقال: أخبرني أبي، عن أبيه، قال:
مر بالحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء،
فأوحي الله إليهم: يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي وصفيي محمد
(صلى الله عليه وآله) وهو يقتل ويضطهد مظلوما فلم تنصروه، فأنزلوا إلى الأرض إلى
قبره فأبكوه شعثا غبرا إلى يوم القيامة، فهم عنده إلى أن تقوم الساعة (1).
[334] 6 - حدثني أبي رحمه الله تعالى، عن سعد بن عبد الله، عن
بعض أصحابه، عن أحمد بن قتيبة الهمداني، عن إسحاق بن عمار، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني كنت بالحائر ليلة عرفة وكنت أصلي
وثم نحو من خمسين ألفا من الناس، جميلة وجوههم، طيبة روائحهم،
وأقبلوا يصلون الليل أجمع، فلما طلع الفجر سجدت ثم رفعت رأسي
فلم أر منهم أحدا.
فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): انه مر بالحسين (عليه السلام) خمسون الف ملك
وهو يقتل فعرجوا إلى السماء، فأوحى الله تعالى إليهم: مررتم بابن
حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه، فاهبطوا إلى الأرض فاسكنوا عند قبره
شعثا غبرا إلى يوم تقوم الساعة (2).

1 - عنه البحار 101: 61.
2 - عنه البحار 45: 226، 101: 61.
226

الباب (40)
دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)
لزوار الحسين (عليه السلام)
[335] 1 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن
عبد الله وعلي بن
الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري (1)، عن معاوية بن
وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من ترك
زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده (2)، اما تحب ان يرى
الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة
والأئمة (عليهم السلام) (3).

1 - كذا في نسخ الكتاب وفيما نقل عنه، لكن الصحيح: غسان البصري بقرينة موسى بن
عمر ومعاوية بن وهب، فما في النسخ تصحيف، وكذلك الامر فيما يأتي، ويؤيده ان في
الكافي: غسان البصري، مضافا بعدم وجود لحسان في الروايات، راجع معجم الرجال 4: 264.
2 - اي يتمنى أن يكون قتل لزيارته (عليه السلام) وقبر عنده، أو يكون القبر حاضرا عنده فيزوره
في تلك الحالة، والأول أظهر.
3 - عنه البحار 101: 8، المستدرك 10: 278، يأتي مثله في الباب: 45.
رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الأعمال: 120، و 52، عنهما
الوسائل 14: 413.
قال في البحار: لعل هذا الخبر بتلك الأسانيد الجمة محمول على خوف ضعيف يكون مع
ظن السلامة، أو على خوف فوات العزة والجاه وذهاب المال لا تلف النفس والعرض، لعمومات
التقية والنهي عن القاء النفس إلى التهلكة، والله يعلم.
227

[336] 2 - وبهذا الاسناد عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن
معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقيل لي: ادخل،
فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته،
فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول:
اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية،
وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا،
اغفر لي ولا خواني، وزوار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين انفقوا
أموالهم، واشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا،
وسرورا أدخلوه على نبيك، وإجابة منهم لا مرنا، وغيظا أدخلوه على
عدونا، أرادوا بذلك رضوانك.
فكافهم عنا بالرضوان، واكلا هم بالليل والنهار، واخلف على
أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم
شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن
، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما أثرونا
به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم ان أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن
228

الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي
غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة
أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الا عين التي جرت
دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا،
وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.
اللهم إني أستودعك تلك الا بدان وتلك الأنفس، حتى توافيهم (1)
من الحوض يوم العطش.
فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء، فلما انصرف قلت: جعلت
فداك لو أن هذا الدعاء الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل
لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا، والله لقد تمنيت اني كنت زرته
ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته.
ثم قال: يا معاوية ولم تدع ذلك، قلت: جعلت فداك لم ادر ان الامر
يبلغ هذا كله، فقال: يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو
لهم في الأرض (2).
[337] 3 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن
عبد الرحمان الأصم، عن معاوية بن وهب، قال:

1 - في بعض المصادر: ترويهم.
2 - عنه البحار 101: 51، المستدرك 10: 232.
229

استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) - وذكر مثله.
[338] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن
عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي:
يا معاوية لا تدع زيارة الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى من
الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، اما تحب ان يرى الله شخصك
وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)،
اما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب
سبعين سنة، اما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب
تتبع به، اما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله). (1)
[339] 5 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن
معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) - وذكر الحديث
والدعاء لزوار الحسين (عليه السلام).
[340] 6 - وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية
ابن وهب.

1 - عنه البحار 101: 53، المستدرك 10: 233.
رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الأعمال: 120، والشيخ في
التهذيب 6: 47، عنهم البحار 101: 8 و 52، الوسائل 14: 413.
230

[341] 7 - وحدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين، عن علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية بن
وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) - وذكر مثل حديث الدعاء
الذي في زوار الحسين (عليه السلام).
[342] 8 - حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد
بن إدريس ومحمد بن يحيى جميعا، عن العمركي بن علي
البوفكي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) - وذكر الحديث.
[343] 9 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن
ابن علي الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله، قال: ان
فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) تحضر لزوار قبر ابنها الحسين (عليه السلام) فتستغفر
لهم ذنوبهم (1).
الباب (41)
دعاء الملائكة لزوار قبر الحسين (عليه السلام)
[344] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم،

1 - عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 241.
231

عن عمر بن ابان الكلبي (1)، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين (عليه السلام) شعث غبر يبكونه إلى يوم
القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه،
ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض الا عادوه، ولا يموت الا صلوا
على جنازته، واستغفروا له بعد موته (2).
[345] 2 - وحدثني أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
وكل الله تبارك وتعالى بالحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك يصلون
عليه كل يوم شعثا غبرا ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوار
الحسين (عليه السلام) افعل بهم وافعل بهم (3).
[346] 3 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن موسى بن عمر، عن
حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - في بعض المصادر: الكوفي، وكلاهما صحيح، عنونه الشيخ في رجاله: 253، الرقم
: 3561، وفيه: عمر بن ابان الكلبي، مولي أبو حفص، كوفي.
2 - يأتي ذكره في الباب: 72.
رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في أماليه: 22 و 122، ثواب الأعمال: 113،
والنعماني في الغيبة: 168، والراوندي في الخرائج 1: 325، عنهم البحار 101: 63، الوسائل
14: 409.
3 - عنه البحار 101: 54، المستدرك 10: 240.
رواه في ثواب الأعمال: 113.
232

لا تدع زيارة الحسين (عليه السلام) أما تحب أن تكون فيمن تدعو له
الملائكة (1).
[347] 4 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
وكل الله تعالى بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك يصلون عليه كل
يوم، شعثا غبرا من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائم (عليه السلام) -
ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسين (عليه السلام) افعل بهم
وافعل بهم (2).
[348] 5 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق بن
سعد، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن ابان، عن أبان بن تغلب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كأني بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فينتفض هويها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة (3) من إستبرق،

1 - عنه البحار 101: 54.
2 - عنه البحار 101: 54، المستدرك 10: 241.
رواه الصدوق في الفقيه 2: 347، ثواب الأعمال: 113، و الشيخ في التهذيب 6: 47، عنهم
البحار 101: 54، الوسائل 14: 416.
3 - الخداجة: لم ارلها معنى مناسبا، وفي النعماني: الخداعة، وهي أيضا كذلك، ولا يبعد
أن يكون من الخدع والستر اي الثوب الذي يستر الدرع أو يخدع الناس، لكون الدرع مستورا
تحته، ويمكن أن يكون الأول مصحف الخلاجة والخلاج ككتان، نوع من البرود، لها خطط و
كونه من إستبرق لا يخلو من اشكال ولعله محمول على ما كان بالقطن.
233

ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة، لا يبقى أهل
بلد الا وهم يرون انه معهم في بلادهم، فينتشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ
ابدا الا هتكه الله.
فإذا هزها لم يبق مؤمن الا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطي المؤمن
قوة أربعين رجلا، ولا يبقى مؤمن الا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره،
وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم، فينحط عليه
ثلاث عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكا.
قلت: كل هؤلاء الملائكة، قال: نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة،
والذين كانوا مع إبراهيم حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين
فلق البحر لبني إسرائيل، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه،
وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلى الله عليه وآله) مسومين والف مردفين وثلاثمائة
وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع
الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم في القتال.
فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك
يقال له: منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع
الا شيعوه، ولا يمرض مريض الا عادوه، ولا يموت ميت الا صلوا على
234

جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام
القائم (عليه السلام) إلى وقت خروجه (عليه السلام) (1).
الباب (42)
فضل صلاة الملائكة لزوار الحسين (عليه السلام)
[349] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
وكل الله بقبر الحسين بن علي (عليهما السلام) سبعين الف ملك يعبدون الله
عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل الف صلاة من صلاة
الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى
قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ابد الأبدين (2).
[350] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
وكل الله تعالى بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك شعثا غبرا
يبكونه إلى يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم

1 - عنه البحار 52: 328، الوسائل 14: 427.
رواه النعماني في الغيبة: 310.
2 - عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 242.
235

تعدل الف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم وأجر ذلك
لمن زار قبره (عليه السلام) (1).
الباب (43)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) فرض وعهد لازم له ولجميع الأئمة (عليهم السلام)
على كل مؤمن ومؤمنة
[351] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، وقال
محمد بن الحسن: وحدثني محمد بن الحسن الصفار، جميعا، عن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال:
حدثني أبو أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان اتيانه مفترض على كل
مؤمن يقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل (2).
[352] 2 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن
رحمهم الله، جميعا، عن أحمد بن إدريس، عن عبيد الله بن موسى، عن
الوشاء، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:

1 - عنه المستدرك 10: 244، مر بعينه في الباب: 27.
2 - عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444.
رواه الصدوق في أماليه: 123، الفقيه 2: 348، والمفيد في المقنعة: 72، والشيخ في
التهذيب 6: 42، عنهم البحار 101: 48، الوسائل 14: 414.
236

ان لكل امام عهدا في عنق أوليائه وشيعته، وان من تمام الوفاء
بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (1).
[353] 3 - حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن إدريس
باسناده مثله سواء.
[354] 4 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد الأحمسية،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالت: قال لي: يا أم سعيد تزورين قبر الحسين،
قالت: قلت: نعم، فقال لي: زوريه فان زيارة قبر الحسين واجبة على
الرجال والنساء (2).
[355] 5 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن
الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسان
الهاشمي (3)، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفر (عليه السلام)، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 100: 116، الوسائل 14: 444.
رواه في العيون 2: 261، علل الشرايع: 459، الكافي 4: 567، الفقيه 2: 345، المقنعة 74،
التهذيب 6: 28، عنهم الوسائل 14: 323.
2 - عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 437، مر في الباب: 37.
3 - في التهذيب: علي بن الحسن عن عبد الرحمان بن كثير، كذا في الطبعة القديمة وفي
الوافي والوسائل أيضا، ولكن الظاهر وقوع التحريف والصحيح: علي بن حسان - كما يوجد
هنا - فإنه الراوي لكتابه وقد أكثر الرواية عنه، راجع معجم الرجال 9: 345.
237

لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (عليهما السلام) لكان تاركا
حقا من حقوق رسول الله (1) (صلى الله عليه وآله)، لان حق الحسين (عليه السلام) فريضة من الله
واجبة على كل مسلم (2).
الباب (44)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) بنفسه أو جهز إليه غيره
[356] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن محمد البصري، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعت أبي يقول لرجل من مواليه وسأله عن الزيارة، فقال له: من
تزور ومن تريد به، قال: الله تبارك وتعالى، فقال:
من صلى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله لقي الله يوم يلقاه وعليه
من النور ما يغشي له كل شئ يراه، والله يكرم زواره ويمنع النار ان تنال
منهم شيئا، وان الزائر له لا يتناهى له دون الحوض، وأمير المؤمنين
(عليه السلام) قائم على الحوض يصافحه ويرويه من الماء، وما يسبقه أحد إلى
وروده الحوض حتى يروي، ثم ينصرف إلى منزله من الجنة، ومعه ملك

1 - من حقوق الله وحقوق رسول الله (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444.
رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنه الوسائل 14: 429.
238

من قبل أمير المؤمنين يأمر الصراط ان يذل له، ويأمر النار ان لا يصيبه من
لفحها شئ حتى يجوزها، ومعه رسوله الذي بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
[357] 2 - وباسناده عن الأصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قال:
أتاه رجل فقال له: يا بن رسول الله هل يزار والدك، قال: فقال: نعم،
ويصلى عنده، ويصلى خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه، قال:
الجنة إن كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم
الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده، قال: كل يوم بألف شهر، قال: فما
للمنفق في خروجه إليه والمنقق عنده، قال: درهم بألف درهم.
قال: فما لمن مات في سفره إليه، قال: تشيعه الملائكة وتأتيه
بالحنوط والكسوة من الجنة وتصلي عليه إذ كفن، وتكفنه فوق أكفانه
وتفرش له الريحان تحته وتدفع الأرض حتى تصور من بين يديه مسيرة
ثلاثة أميال، ومن خلفه مثل ذلك، وعند رأسه مثل ذلك، وعند رجليه
مثل ذلك، ويفتح له باب من الجنة إلى قبره، ويدخل عليه روحها
وريحانها حتى تقوم الساعة.
قلت: فما لمن صلى عنده، قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل
الله تعالى شيئا الا أعطاه إياه، قلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم
أتاه، قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه

1 - عنه البحار 101: 78، المستدرك 10: 328.
239

كيوم ولدته أمه، قال: قلت: فما لمن يجهز إليه ولم يخرج لعلة تصيبه،
قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل أحد من الحسنات ويخلف عليه
أضعاف ما أنفقه، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه ويدفع عنه
ويحفظ في ماله.
قال: قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله، قال: أول
قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق منها
الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين، ويذهب عنها ما
كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح صدره
ويملأ ايمانا، فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان
والقلوب، ويكتب له شفاعة في أهل بيته والف من إخوانه، وتولى
الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت، ويؤتى بكفنه وحنوطه
من الجنة، ويوسع قبره عليه، ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب
من الجنة، وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة.
ويرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع
أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فإذا كانت النفخة الثانية
وخرج من قبره كان أول من يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين
(عليه السلام) والأوصياء، ويبشرونه ويقولون له: ألزمنا، ويقيمونه على
الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب.
قلت: فما لمن حبس في اتيانه، قال: له بكل يوم يحبس ويغتم
فرحة إلى يوم القيامة، فان ضرب بعد الحبس في اتيانه كان له بكل ضربة
240

حوراء، وبكل وجع يدخل على بدنه الف الف حسنة، ويمحي بها عنه
الف الف سيئة، ويرفع له بها الف الف درجة، ويكون من محدثي رسول
الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ من الحساب فيصافحه حملة العرش ويقال له: سل
ما أحببت.
ويؤتى بضاربه للحساب، فلا يسأل عن شئ ولا يحتسب بشئ،
ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهى به إلى ملك يحبوه (1) ويتحفه بشربة من
الحميم وشربة من الغسلين، ويوضع على مقال (2) في النار، فيقال له: ذق
بما قدمت يداك فيما اتيت إلى هذا الذي ضربته، وهو وفد الله ووفد
رسوله، ويأتي بالمضروب إلى باب جهنم ويقال له: انظر إلى ضاربك
والى ما قد لقي فهل شفيت صدرك وقد اقتص لك منه، فيقول: الحمد
لله الذي انتصر لي و لولد رسوله منه (3).
[358] 3 - وبهذا الاسناد عن الأصم، عن عبد الله بن بكير في حديث
طويل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا بن بكير ان الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم،
ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء، والمساجد التي
يذكر فيها اسم الله، يا بن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله

1 - يحبوه من الحبوة بمعني العطية على سبيل التهكم، كقوله: ويتحفه.
2 - قلي الشئ: انضجه وشواه حتى ينضج، والمقلي والمقلاة الآلة، جمعها مقالي.
3 - عنه البحار 101: 78، الوسائل 14: 442، المستدرك 10: 279، يأتي أيضا في الباب:
68.
241

الحسين (عليه السلام) إذ جهله الجاهل، ما من صباح الا وعلى قبره هاتف من
الملائكة ينادي: يا طالب الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة
وتأمن الندامة يسمع أهل المشرق وأهل المغرب الا الثقلين، ولا يبقى
في الأرض ملك من الحفظة الا عطف عليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله
عنده، ويسأل الله الرضا عنه.
ولا يبقى ملك في الهوى يسمع الصوت الا أجاب بالتقديس لله
تعالى، فتشتد أصوات الملائكة فيجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد
أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة،
فيسمع أصواتهم النبيون فيترحمون ويصلون على الحسين (عليه السلام)
ويدعون لمن زاره (1).
الباب (45)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) وعليه خوف
[359] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن
محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن
عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن حماد ذي الناب، عن رومي، عن
زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول فيمن زار أباك على خوف،
قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له:

1 - عنه البحار 101: 66، المستدرك 10: 247.
242

لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك (1).
[360] 2 - و باسناده عن الأصم، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: قلت له:
اني انزل الارجان (2) وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك، فإذا خرجت
فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب
المسالح (3)، فقال: يا بن بكير أما تحب ان يراك الله فينا خائف، أما تعلم أنه
من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين (عليه السلام)
تحت العرش، وآمنه الله من افزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع،
فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة (4).
[361] 3 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم السراج، عن سلمة بن
الخطاب، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري (5)، عن معاوية بن وهب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال:
يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى
من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، أما تحب ان يرى الله شخصك
وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام)،

1 - عنه البحار 101: 10.
2 - ارجان - بفتح أوله وتشديد ثانيه تارة وبالتخفيف أخرى - مدينة من بلاد فارس.
3 - جمع مسلحة - بفتح الميم - وهي الحدود والثغور التي يرتب فيها أصحاب السلاح.
4 - عنه البحار 101: 11.
5 - مر البحث عنه في الباب: 40 وان الصحيح: غسان.
243

أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى، ويغفر له ذنوب سبعين
سنة، أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به،
أما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[362] 4 - حدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،
عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له:
جعلت فداك زيارة قبر الحسين (عليه السلام) في حال التقية، قال: إذا اتيت الفرات
فاغتسل ثم البس أثوابك الطاهرة، ثم تمر بإزاء القبر وقل:
صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله،
صلى الله عليك يا أبا عبد الله.
فقد تمت زيارتك (2).
[363] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا مدلج، عن
محمد بن مسلم في حديث طويل، قال:
قال لي أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)،
قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على

1 - عنه البحار 101: 9، وقد مر في الباب: 40.
2 - عنه البحار 101: 284.
رواه في التهذيب 6: 115، الفقيه 2: 361، عنه الوسائل 14: 483.
244

قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم القيامة، يوم يقوم
الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة وزاره
النبي (صلى الله عليه وآله) ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع
رضوان الله - ثم ذكر الحديث (1).
الباب (46)
ثواب ما للرجل في نفقته إلى زيارة الحسين (عليه السلام)
[364] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا معاذ، عن
ابان، قال: سمعته يقول:، قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من أتى قبر أبي عبد الله (عليه السلام) فقد وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصلنا
وحرمت غيبته وحرم لحمه على النار، وأعطاه الله بكل درهم أنفقه
عشرة آلاف مدينة له في كتاب محفوظ، وكان الله له من وراء حوائجه
وحفظ في كل ما خلف، ولم يسأل الله شيئا الا أعطاه وأجابه فيه، اما ان
يعجله واما ان يؤخره له (2).
[365] 2 - وحدثني بذلك محمد بن همام بن سهيل رحمه الله، عن

1 - عنه البحار 110: 11، ويأتي تمامه في الباب: 91.
2 - عنه المستدرك 10: 256، يأتي مفصلا في الباب: 108.
245

جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن حماد،
عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن معاذ، عن ابان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) مثله.
[366] 3 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قال:
قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك،
قال: أقول: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا واستخف بأمر هو له، ومن
زاره كان الله له من وراء حوائجه، وكفي ما أهمه من امر دنياه، وانه
ليجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين
سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة الا وقد محيت من
صحيفته.
فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتحت له أبواب الجنة،
ويدخل عليه روحها حتى ينشر، وان سلم فتح له الباب الذي ينزل منه
الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له،
فإذا حشر قيل له: لك بكل درهم عشرة آلاف درهم، وان الله نظر لك
وذخرها لك عنده (1).

1 - عنه البحار 101: 2، يأتي تمامه في باب النوادر.
رواه في التهذيب 6: 45.
246

[367] 4 - وباسناده عن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) ان رجلا أتاه فقال له:
يا بن رسول الله هل يزار والدك، قال: فقال: نعم ويصلى عنده
ويصلى خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه، قال: الجنة إن كان يأتم
به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن
أقام عنده، قال: كل يوم بألف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه إليه
والمنفق عنده، قال: الدرهم بألف درهم - وذكر الحديث بطوله (1).
[368] 5 - وباسناده عن الأصم، عن ابن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام): جعلت فداك ان أباك كان يقول: في الحج يحسب له بكل درهم
أنفقه ألف درهم فما لمن ينفق في المسير إلى أبيك الحسين (عليه السلام)، فقال:
يا بن سنان يحسب له بالدرهم الف والف حتى عد عشرة ويرفع له من
الدرجات مثلها، ورضا الله خير له، ودعاء محمد (صلى الله عليه وآله) ودعاء أمير
المؤمنين والأئمة خير له (2).
[369] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن أحمد بن إدريس (3) ومحمد بن
يحيى العطار، عن العمركي بن علي، قال: حدثنا يحيى - وكان في خدمة
أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

1 - عنه البحار 101: 51، مر في الباب: 44 تمام الحديث.
2 - عنه البحار 101: 50.
3 - محمد بن إدريس (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ويأتي مكررا.
247

في حديث له طويل، قال: قلت: فما لمن صلى عنده - يعني الحسين
(عليه السلام) -، قال:
من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه إياه،
فقلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه، قال:
إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم
ولدته أمه، قلت: فما لمن جهز إليه ولم يخرج لعلة، قال: يعطيه الله بكل
درهم أنفقه من الحسنات مثل جبل أحد، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق،
ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل، فيدفع ويحفظ في ماله - وذكر
الحديث بطوله (1).
الباب (47)
ما يكره اتخاذه لزيارة الحسين بن علي (عليهما السلام)
[370] 1 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة
مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام):
بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السفر (2)، فيها

1 - عنه البحار 101: 50، المستدرك 10: 263.
2 - السفرة: طعام يتخذ للمسافر.
248

الحلاوة والاخبصة (1) وأشباهها، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم
هذا (2).
[371] 2 - وحدثني محمد بن الحسن بن أحمد وغيره، عن سعد بن
عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من
أهل الرقة (3) يقال له: أبو المضا، قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): تأتون قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، قلت: نعم،
قال: أفتتخذون لذلك سفرا، قلت: نعم، فقال: أما لو اتيتم قبور آبائكم
و أمهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال: قلت: اي شئ نأكل، قال: الخبز واللبن،
قال: وقال كرام (عليه السلام) لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ان قوما يزورون قبر
الحسين (عليه السلام) فيطيبون السفر، قال: فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما انهم
لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك (5).
[372] 3 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد
ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد الله

1 - الأخبصة: الحلواء أيضا.
2 - عنه البحار 101: 141.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 115.
3 - مدينة على الفرات من جانبها الشرقي، وكان في غربها مدينة أخرى بهذا الاسم.
4 - خزام، ضرام (خ ل)، والصحيح ما أثبتناه، ويؤيده ما في الحديث الا خير في الباب
الآتي، وهو لقب عبد الكريم بن عمرو بن صالح.
5 - عنه البحار 101: 140، المستدرك 10: 348.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 115.
249

(عليه السلام): بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين بن علي حملوا معهم السفر، فيها
الحلاوة والاخبصة وأشباهها، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا ذلك (1).
[373] 4 - حدثني محمد بن أحمد بن الحسين، قال: حدثني الحسن
ابن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد
الحضرمي، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تزورون
خير من أن لا تزورون ولا تزورون خير من أن تزورون، قال: قلت: قطعت
ظهري، قال: تالله ان أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا، وتأتونه
أنتم بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا (2).
الباب (48)
كيف يجب أن يكون زائر الحسين بن علي (عليهما السلام)
[374] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا مدلج، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: إذا خرجنا إلى
أبيك افلسنا في حج، قال: بلي، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج، قال: ماذا،
قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج، قال:

1 - عنه البحار 101: 141، الوسائل 14: 541، وقد مر مثله في أول الباب.
2 - عنه البحار 101: 141، الوسائل 2: 41، 14: 542.
250

يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك ويلزمك قلة الكلام الا بخير،
ويلزمك كثرة ذكر الله، ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل ان
تأتي الحائر، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وال
محمد، ويلزمك التوقير (1) لاخذ ما ليس لك، ويلزمك ان تغض بصرك،
ويلزمك ان تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا
والمواساة.
ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه
والخصومة وكثرة الايمان والجدال الذي فيه الايمان، فإذا فعلت ذلك
تم حجك وعمرتك، واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك
واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت ان تنصرف بالمغفرة والرحمة
والرضوان (2).
[375] 2 - حدثني محمد بن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن
مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي،
عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
تزورون خير من أن لا تزورون ولا تزورون خير من أن تزورون، قال:
قلت: قطعت ظهري، قال: تالله ان أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا
حزينا، وتأتونه أنتم بالسفر كلا حتى تأتونه شعثا غبرا (3).

1 - الظاهر: التوقي.
2 - عنه البحار 101: 142، الوسائل 14: 527.
3 - مر في الباب السابق عينه سندا ومتنا.
251

[376] 3 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين وغيرهم رحمهم
الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى
الأشعري، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال:
إذا أردت زيارة الحسين (عليه السلام) فزره وأنت كئيب حزين مكروب،
شعث مغبر، جائع عطشان، فان الحسين قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا
جائعا عطشانا، وسله الحوائج، وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (1).
[377] 4 - وبهذا الاسناد عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن
صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لكرام: إذا أردت أنت قبر الحسين (عليه السلام) فزره وأنت
كئيب حزين شعث مغبر، فان الحسين (عليه السلام) قتل وهو كئيب حزين، شعث
مغبر جائع عطشان (2).
الباب (49)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) راكبا أو ماشيا، ومناجاة الله لزائره
[378] 1 - حدثني أبي وجماعة مشايخي عن سعد بن عبد الله

1 - عنه البحار 101: 140، الوسائل 14: 528 و 540.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 114، والكليني في الكافي 4: 587، الشيخ في التهذيب
6: 76.
2 - عنه البحار 101: 142، المستدرك 10: 349.
252

ومحمد بن يحيى و عبد الله بن جعفر الحميري وأحمد بن إدريس
جميعا، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن
عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة (1)،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)
إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة، حتى إذا
صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه
كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما
مضى (2).
[379] 2 - حدثني أبي عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير
الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من أهله بأول
خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا اتاه
ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني أعطك، ادعني أجبك، اطلب مني

1 - في التهذيب: الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاخته، والصحيح ما في الكامل، راجع
معجم الرجال 6: 41.
2 - عنه البحار 101: 72، الوسائل 14: 439.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 117، والشيخ في التهذيب 6: 43.
253

أعطك، سلني حاجة اقضها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على
الله ان يعطي ما بذل (1).
[380] 3 - وبهذا الاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل
أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته،
فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه
وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله (2)، فإذا اغتسلوا
ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم
أمير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في
الدنيا والآخرة، ثم التقاهم (3) النبي (صلى الله عليه وآله) عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى
ينصرفوا إلى أهاليهم (4).
[381] 4 - وحدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه وجماعة
رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله

1 - عنه البحار 101: 24، الوسائل 14: 440.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 117، عنه الوسائل 14: 420.
2 - حبيب الله (خ ل).
3 - اكتنفهم (خ ل).
4 - عنه البحار 101: 64، المستدرك 10: 246، يأتي ذكره في الباب: 62.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 118، عنه الوسائل 14: 484.
254

ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصامت،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول:
من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة
ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة.
فإذا اتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي
العبد الذليل، فإذا اتيت باب الحائر فكبر أربعا، ثم امش قليلا ثم كبر
أربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده، واسأل الله
حاجتك (1).
[382] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن هلال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر
الحسين (عليه السلام) فقال لي:
يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله يحفظه في نفسه وأهله حتى
يرده إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ (2) له (3).
[383] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن
محمد بن أورمة، عمن حدثه، عن علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله

1 - عنه البحار 101: 142، الوسائل 14: 440، يأتي في الباب: 79.
2 - في ثواب الأعمال: احفظ.
3 - عنه البحار 101: 78، الوسائل 14: 420، المستدرك 10: 240 و 254.
رواه في ثواب الأعمال: 116، عنه البحار 101: 47.
255

(عليه السلام)، قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه، قال: قلت: ما لمن أتاه من
الثواب، قال:
من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع
له درجة، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير
ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه
وقالوا: يا ولي الله مغفورا لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله
وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك ابدا، ولا تراك
ولا تطعمك ابدا (1).
[384] 7 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن
عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن، عن الحسن (2) بن الحكم النخعي، عن
أبي حماد الاعرابي، عن سدير الصيرفي، قال:
كنا عند أبي جعفر (عليه السلام) فذكر فتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): ما أتاه عبد فخطا خطوة الا كتب الله له حسنة وحط عنه
سيئة (3).
[385] 8 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد

1 - عنه البحار 101: 24، الوسائل 14: 441.
2 - الحسين (خ ل)، مر في الباب: 28، الرقم: 1، ذكره بهذا العنوان الذي أثبتناه.
3 - عنه البحار 101: 25، الوسائل 14: 441.
256

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من زار الحسين (عليه السلام) من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب،
ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته الف حسنة ومحى
عنه الف سيئة وترفع له الف درجة (1).
[386] 9 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن بشير السراج، عن أبي سعيد
القاضي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في غريفة له وعنده مرازم،
فسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعها
ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أتاه في سفينة فكفأت بهم
سفينتهم نادى مناد من السماء: طبتم وطابت لكم الجنة (2).
[387] 10 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن
عبد الله، عن محمد بن أحمد بن حمدان القلانسي، عن محمد بن الحسين
المحاربي، عن أحمد بن ميثم، عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن
النحار، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
تزورون الحسين (عليه السلام) وتركبون السفن، فقلت: نعم، قال: أما

1 - عنه البحار 101: 25، وقد مر في الباب: 32 و 44 و 45.
2 - عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 441 و 458.
257

علمت أنها إذا انكفت (1) بكم نوديتم: ألا طبتم وطابت لكم الجنة. (2)
الباب (50)
كرامة الله تبارك وتعالى لزوار الحسين بن علي (عليهما السلام)
[388] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن إسماعيل بن زيد، عن عبد الله الطحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: سمعته وهو يقول: ما من أحد يوم القيامة الا وهو يتمنى انه من زوار
الحسين، لما يرى مما يصنع بزوار الحسين (عليه السلام) من كرامتهم على الله
تعالى (3).
[389] 2 - وروى صالح الصيرفي، عن عمران الميثمي، عن صالح بن
ميثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من سره أن يكون على موائد النور يوم
القيامة فليكن من زوار الحسين بن علي (عليهما السلام) (4).
[390] 3 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد
البصري، قال: حدثني أبو الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

1 - انكفت بكم - مخفف من المهموز - من قولهم: كفأت الاناء اي قلبته وكببته.
2 - عنه البحار 101: 25، الوسائل 14: 458.
3 - عنه البحار 101: 72، الوسائل 14: 424.
4 - عنه البحار 101: 73، الوسائل 14: 424.
258

كأني والله بالملائكة قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين
(عليه السلام)، قال: قلت: فيترأون له، قال: هيهات هيهات قد لزموا والله
المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال: وينزل الله على
زوار الحسين (عليه السلام) غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة،
لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا أعطاها إياه.
قال: قلت هذه والله الكرامة، قال لي: يا مفضل أزيدك، قلت: نعم
سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة
حمراء مكللة بالجواهر، وكأني بالحسين (عليه السلام) جالس على ذلك السرير
وحوله تسعون الف قبة خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون
عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطال ما أوذيتم وذللتم
واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا
قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم في الجنة (1)، فهذه والله الكرامة التي
لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها (2).
الباب (51)
ان أيام زائري الحسين (عليه السلام) لا تعد من أعمارهم
[391] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال:

1 - نزول الطعام في البرزخ وضرب القبة في الرجعة، بقرينة قوله (عليه السلام): (من حوائج الدنيا
والآخرة).
2 - عنه البحار 101: 73، المستدرك 10: 246.
259

حدثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا (1) العدوي البصري، عن الهيثم
ابن عبد الله الرماني، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، قال: قال
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام):
ان أيام زائري الحسين (عليه السلام) لا تحسب من أعمارهم ولا تعد من
آجالهم (2).
الباب (52)
ان زائري الحسين (عليه السلام) يكونون في جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وعلي وفاطمة (عليهما السلام)
[392] 1 - حدثني علي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه
رحمهما الله، عن محمد بن يحيى العطار وعلي بن إبراهيم بن هاشم، عن
محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين اليقطيني، عمن حدثه، عن أبي خالد
ذي الشامة، قال: حدثني أبو أسامة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من أراد أن يكون في جوار نبيه (صلى الله عليه وآله) وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة
الحسين بن علي (عليهما السلام) (3).
[393] 2 - وباسناده عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
أو أبا جعفر (عليه السلام) يقول:

1 - في التهذيب: الحسين بن علي بن زكريا، وهو الصحيح، راجع معجم الرجال 6: 46.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 36، عنهما البحار 101: 47، الوسائل 14: 414.
3 - عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 425.
260

من أحب أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة
المظلوم، قلت: من هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلا، من أتاه
شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لفاطمة وحبا لأمير المؤمنين (عليه السلام)،
أقعده الله على موائد الجنة يأكل معهم والناس في الحساب (1).
[394] 3 - حدثني محمد بن همام بن سهيل، عن جعفر بن محمد بن
مالك، قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثنا الحسن بن الحسين
اللؤلؤي، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن أيوب، عن الحارث بن
المغيرة النصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان الله تبارك وتعالى جعل ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام)، فإذا
هم الرجل بزيارته واغتسل نادى محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله أبشروا
بمرافقتي في الجنة - وذكر الحديث (2).
الباب (53)
ان زائري الحسين (عليه السلام) يدخلون الجنة قبل الناس
[395] 1 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن
رحمهم الله جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن العمركي بن علي

1 - عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 425 و 496.
يأتي ذكره في الأبواب: 55 و 57.
2 - عنه البحار 101: 66.
261

البوفكي، عن صندل، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن زرارة (1)، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ان لزوار الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم القيامة فضلا على الناس، قلت:
وما فضلهم، قال: يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاما وسائر الناس
في الحساب والموقف. (2)
الباب (54)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه
[396] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري.
وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه عبد الله،
عن علي بن إسماعيل القمي، عن محمد بن عمرو الزيات، عن قائد (3)
الحناط، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) عارفا
بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (4).

1 - في البحار: عبيد بن زرارة، ويمكن صحة كليهما.
2 - عنه البحار 101: 26.
3 - اختلف أصحاب الرجال بين كون اسمه: فائد أو قائد، والحناط أو الخياط، والظاهر أنهما
واحد، وما هو المذكور في الروايات هو فائد، كما ذكره الشيخ والنجاشي بهذا العنوان،
وان عنونه البرقي بقائد، راجع معجم الرجال 13: 245، 14: 71.
4 - رواه الصدوق في أماليه: 122 و 197، ثواب الأعمال: 110، عنهم البحار 101: 21،
الوسائل 14: 418، المستدرك 10: 233.
يأتي ذكره في هذا الباب.
262

[397] 2 - حدثني أبو العباس الكوفي، قال: حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن
الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
انهم يرون انه من زار الحسين (عليه السلام) كانت له حجة وعمرة، قال لي: من
زاره والله عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
[398] 3 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخنا، عن سعد بن
عبد الله، عن محمد بن الحسين باسناده مثله.
[399] 4 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري (2)، عن الحسين بن محمد القمي،
قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):
أدنى ما يثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشط الفرات إذا عرف حقه
وحرمته وولايته ان يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3).
[400] 5 - وحدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين

1 - رواه في ثواب الأعمال: 110، عنه البحار 101: 23، المستدرك 10: 235.
2 - كذا أيضا في الكافي - الطبعة الجديدة - لكن في المرآة العقول والطبعة القديمة من
الكافي: الحميري، والظاهر صحة: الخيبري، الموافق للكامل، راجع معجم الرجال 6: 70.
3 - رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الأعمال: 111، والفقيه
2: 348، عنهم البحار 101: 24، الوسائل 14: 410.
263

(عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
[401] 6 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود سليمان بن
سفيان المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن
موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: سمعته يقول:
من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه و
ما تأخر (2).
[402] 7 - وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
الحكم بن مسكين، عن هند الحناط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه يأتم به غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (3).
[403] 8 - حدثني القاسم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن
عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (4).
[404] 9 - وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن

1 - عنه البحار 101: 22، الوسائل 14: 420.
2 - عنه البحار 101: 22، الوسائل 14: 410، المستدرك 10: 234.
رواه في الكافي 4: 582.
3 - عنه البحار 101: 21، المستدرك 10: 234.
4 - عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 234.
264

عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، قال: أخبرني يوسف الأنباري،
عن قائد الحناط، قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): انهم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) بالنوايح
والطعام، قال: قد سمعت، قال: فقال: يا قائد من أتى قبر الحسين بن علي
(عليهما السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
[405] 10 - وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
قايد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا
بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2).
[406] 11 - وحدثني أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين
وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي
التميمي (3)، قال: أخبرني رجل، عن عبيد الله بن عبد الله وعلي بن
الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: سمعت أبي يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (4).
[407] 12 - وباسناده عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما

1 - عنه البحار 101: 25.
2 - عنه البحار 101: 22.
3 - القمي (خ ل)، وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه، راجع معجم الرجال 2: 67.
4 - عنه البحار 101: 23، المستدرك 10: 235.
265

تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
[408] 13 - حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) بهذين الحديثين سواء.
[409] 14 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد
البصري، عن أبي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط،
عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2).
[410] 15 - حدثني محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن
محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (3).
[411] 16 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن
أبي يعقوب الابزاري (4)، عن قائد، عن عبد صالح (عليه السلام)، قال:
دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك ان الحسين (عليه السلام) قد زاره الناس

1 - عنه البحار 101: 23.
2 - عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 235.
3 - عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 234.
4 - الابزار قرية بينها وبين نيسابور فرسخان.
266

من يعرف هذا الامر ومن ينكره وركبت إليه النساء ووقع حال الشهرة
وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم
اقبل علي فقال: يا عراقي ان شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله
ما أتى الحسين (عليه السلام) آت عارفا بحقه الا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (1).
[412] 17 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن
محمد، عن أبي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط،
عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من أتى الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه غفر له من ذنبه ما تقدم وتأخر (2).
[413] 18 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان،
عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كان كمن حج ثلاث حجج مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله) (3).
[414] 19 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله،
قال: حدثني أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، قال: حدثني محمد بن
أبي جرير القمي، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول لأبي:

1 - عنه البحار 101: 26، المستدرك 10: 236.
2 - عنه البحار 101: 22.
3 - عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 452.
267

من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفا بحقه كان من محدثي الله فوق
عرشه، ثم قرأ: (ان المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند
مليك مقتدر) (1). (2)
الباب (55)
من زار الحسين (عليه السلام) حبا لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة:
[415] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب.
وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن بعض أصحابه، عن جويرية بن العلاء، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زوار الحسين بن علي، فيقوم عنق
من الناس لا يحصيهم الا الله تعالى، فيقول لهم: ما أردتم بزيارة قبر
الحسين (عليه السلام)، فيقولون: يا رب أتيناه حبا لرسول الله وحبا لعلي
وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه، فيقال لهم: هذا محمد وعلي
وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم، فأنتم معهم في درجتهم الحقوا
بلواء رسول الله فينطلقون إلى لواء رسول الله، فيكونون في ظله واللواء

1 - القمر: 54 - 55.
2 - عنه البحار 101: 73، المستدرك 10: 251.
268

في يد علي (عليه السلام) حتى يدخلون الجنة جميعا، فيكونون امام اللواء، وعن
يمينه وعن يساره ومن خلفه (1).
[416] 2 - وباسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله أو
أبا جعفر (عليهما السلام) يقول: من أحب أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة
فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: ومن هو، قال: الحسين بن علي صاحب
كربلاء من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لأمير المؤمنين وحبا
لفاطمة، أقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب (2).
[417] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف
القمي، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن رجل، عن فضيل بن عثمان
الصيرفي، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أراد الله به الخير
قذف في قلبه حب الحسين (عليه السلام) وحب زيارته، ومن أراد الله به السوء
قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته (3).
الباب (56)
من زار الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه
[418] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن

1 - عنه البحار 101: 21، الوسائل 14: 495، المستدرك 10: 235.
2 - عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 496، صدره المستدرك 10: 253.
مر في الباب: 52، ويأتي في الباب 57.
3 - عنه البحار 101: 76، الوسائل 14: 496.
269

الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد
الشحام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من أتى قبر الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة
وأعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين (عليه السلام) حتى يدخل الجنة
فيسكنه في درجته ان الله عزيز حكيم (1).
[419] 2 - وروي عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام): ان من أحب أن يكون
مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: من هو،
قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء، من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله
وحبا لأمير المؤمنين وحبا لفاطمة (عليهم السلام) اقعده الله على موائد الجنة،
يأكل معهم والناس في الحساب (2).
[420] 3 - حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن
محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
قال:
لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقا
وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه، قال: من أتاه تشوقا
كتب الله له الف حجة متقبلة والف عمرة مبرورة واجر الف شهيد من
شهداء بدر واجر الف صائم، وثواب الف صدقة مقبولة وثواب الف

1 - عنه البحار 101: 26، الوسائل 14: 497.
2 - عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 496.
مر في الأبواب: 52، 55.
270

نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها
الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه
وعن شماله، ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه.
فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله واكفانه
والاستغفار له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد
بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير ان يروعانه، ويفتح
له باب إلى الجنة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نورا
يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد: هذا من زوار
الحسين شوقا إليه، فلا يبقى أحد يوم القيامة الا تمنى يومئذ انه كان من
زوار الحسين (عليه السلام) (1).
[421] 4 - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب
إبراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام) ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)، قال: من أتاه شوقا إليه كان من عباد
الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله
الجنة (2).
[422] 5 - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن
ذريح المحاربي، قال:

1 - عنه البحار 101: 18، الوسائل 14: 452، المستدرك 10: 309.
2 - عنه البحار 101: 18، الوسائل 14: 497.
271

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما القى من قومي ومن بني إذا انا أخبرتهم
بما في اتيان قبر الحسين (عليه السلام) من الخير انهم يكذبوني ويقولون: انك
تكذب على جعفر بن محمد، قال:
يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، والله ان الله ليباهي بزائر
الحسين والوافد يفده الملائكة المقربون وحملة عرشه، حتى أنه ليقول
لهم: أما ترون زوار قبر الحسين أتوه شوقا إليه والى فاطمة بنت رسول
الله، أما وعزتي وجلالي وعظمتي لأوجبن لهم كرامتي ولأدخلنهم
جنتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي.
يا ملائكتي هؤلاء زوار الحسين حبيب محمد رسولي ومحمد
حبيبي، ومن أحبني أحب حبيبي، ومن أحب حبيبي أحب من يحبه،
ومن أبغض حبيبي أبغضني، ومن أبغضني كان حقا علي ان أعذبه بأشد
عذابي، واحرقه بحر ناري، واجعل جهنم مسكنه ومأواه، وأعذبه
عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين (1).
[423] 6 - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله
وأبا جعفر (عليهما السلام) يقولان: من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة - إلى
آخره كما في صدر الباب (2).

1 - عنه البحار 101: 75، الوسائل 14: 496.
2 - عنه البحار 101: 76.
مر مثله في الأبواب: 52 و 55.
272

الباب (57)
من زار الحسين (عليه السلام) احتسابا
[424] 1 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا،
عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال:
حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن
عبد الرحمان، عن قدامة بن مالك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من زار الحسين محتسبا لا أشرا ولا بطرا، ولا رياء ولا سمعة،
محصت عنه ذنوبه كما يمحص (1) الثوب في الماء، فلا يبقى عليه دنس، و
يكتب له بكل خطوة حجة وكلما رفع قدما عمرة (2).
[425] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابان الأحمر، عن محمد بن
الحسين الخزاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت:
جعلت فداك ما لمن أتى قبر الحسين زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله
تعالى والدار الآخرة، فقال له:
يا هارون من أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه
الله والدار الآخرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ثم قال لي ثلاثا:

1 - يمضمض (خ ل)، التمحيص: التنقية والتخليص، المضمضة: غسل الإناء وغيره.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 44، عنهما البحار 101: 19، الوسائل 14: 498، المستدرك
10: 262.
273

ألم احلف لك (1)، ألم احلف لك، ألم احلف لك (2).
[426] 3 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه
عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه محمد بن عيسى بن عبد الله، عن
عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال:
قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) زائرا عارفا بحقه،
غير مستنكف ولا مستكبر، قال: يكتب له الف حجة مقبولة والف عمرة
مبرورة، وإن كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله (3).
[427] 4 - حدثني أبي، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن
سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن
الحجاج، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران الجمال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) وهو يريد الله عز وجل شيعه جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل حتى يرد إلى منزله (4).
[428] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد

1 - لعل الحلف سقط من الراوي أو النساخ، أو كان في كلام آخر غير هذا.
2 - عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498.
3 - عنه البحار 101: 20، المستدرك 10: 310.
4 - عنه البحار 101: 20، المستدرك 10: 310.
274

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان،
قال:
شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد أتاه قوم من أهل خراسان فسألوه عن
اتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل، قال: حدثني أبي عن جدي انه
كان يقول: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته
أمه، وشيعته الملائكة في مسيره، فرفرفت على رأسه قد صفوا
بأجنحتهم عليه حتى يرجع إلى أهله، وسألت الملائكة المغفرة له من
ربه وغشيته الرحمة من أعنان السماء، ونادته الملائكة: طبت وطاب من
زرت، وحفظ في أهله (1).
[429] 6 - وحدثني عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، قال:
حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا سعيد بن خيثم، عن أخيه معمر، قال:
سمعت زيد بن علي يقول: من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) لا يريد به
الا الله تعالى غفر له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فاستكثروا من
زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم (2).
[430] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

1 - عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498.
يأتي في الباب: 62.
2 - عنه البحار 101: 20.
275

من زار قبر الحسين (عليه السلام) لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم
الفزع الأكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة
الا أعطاه (1).
الباب (58)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل ما يكون من الأعمال
[431] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة أصحابنا، عن سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد
بن عائذ، عن أبي خديجة (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه أفضل ما يكون من الأعمال (3)
[432] 2 - وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن أحمد
بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه أفضل ما يكون من
الأعمال (4).
[433] 3 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن

1 - عنه البحار 101: 20، الوسائل 14: 499.
2 - هو سالم بن مكرم الجمال المكني به وبابي سلمة.
3 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500.
4 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499.
276

أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه
أفضل ما يكون من الأعمال (1).
[434] 4 - حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن محبوب، عن رجل، عن ابان الأزرق، عن رجل (2)، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من أحب الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وأفضل
الأعمال عند الله ادخال السرور على المؤمن، وأقرب ما يكون العبد إلى
الله تعالى وهو ساجد باك (3).
[435] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد
بن أبي عبد الله، عن أبي جهم، عن أبي خديجة، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يبلغ من زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: أفضل ما
يكون من الأعمال (4).
[436] 6 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
عبد الرحمان بن أبي هاشم البزاز، قال: حدثنا سالم أبو سلمة، وهو

1 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499.
2 - في الوسائل: ابان الأزرق عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ولعل ما في المتن هو الأصح لروايته
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا بواسطة زرارة، كما في التهذيب 5، الرقم: 793، الاستبصار 2، الرقم
: 1005.
3 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499.
4 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500.
277

أبو خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل ما
يكون من الأعمال (1).
الباب (59)
ان من زار الحسين (عليه السلام) كان كمن زار الله في عرشه
وكتب في أعلى عليين
[437] 1 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة
مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ومحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة،
عن زيد الشحام، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: كان
كمن زار الله في عرشه، قال: قلت: ما لمن زار أحدا منكم، قال: كمن زار
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
[438] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين
ابن محمد القمي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:

1 - عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500.
2 - عنه البحار 101: 76، المستدرك 10: 185.
278

من زار قبر أبي عبد الله (عليهما السلام) بشط الفرات كان كمن زار الله (1) فوق
عرشه (2).
[439] 3 - وحدثني علي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله،
عن علي بن إبراهيم بن هاشم، [عن أبيه] (3)، عن محمد بن أبي عمير، عن
عيينة بياع القصب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اتي الحسين (عليه السلام) عارفا
بحقه كتبه الله في أعلى عليين (صلى الله عليه وآله).
[440] 4 - حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن
أبي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه
الله في أعلى عليين (5).
[441] 5 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد

1 - اي عبد الله هناك، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فان زيارتهم كزيارة الله، أو
يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره.
2 - رواه في ثواب الأعمال: 110، التهذيب 6: 45، عنهم البحار 101: 70، الوسائل
14: 411، المستدرك 10: 250.
3 - لا يوجد هذه الزيادة في نسخ الكتاب الموجودة، نعم هي موجودة في البحار، وما في
النسخ لا يتم، لأنه لا يوجد رواية عن علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير الا بواسطة أبيه، ويؤيده
وجود هذه الزيادة في ثواب الأعمال.
4 - رواه في ثواب الأعمال: 110 مسندا، وفي الفقيه 2: 347 مرسلا، عنهم البحار
101: 70، الوسائل 14: 417، المستدرك 10: 250.
5 - عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250
279

ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في
عليين (1).
[442] 6 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار
وسعد بن عبد الله جميعا، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو
الزيات، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من
أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في أعلى عليين (2).
[443] 7 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد
القمي (3)، قال: قال لي الرضا (عليه السلام): من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين، الا ان لرسول الله وأمير المؤمنين
(عليهما السلام) فضلهما، قال: ثم قال لي: من زار قبر أبي عبد الله بشط الفرات كان
كمن زار الله فوق كرسيه (4).
[444] 8 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن

1 - عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250.
2 - عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250.
3 - في الكافي: الحميري عن الحسين بن محمد القمي، وفي التهذيب: الخيبري عن
الحسن بن محمد القمي، والظاهر صحة ما أثبتناه الموافق للفقيه، راجع معجم الرجال 6: 83.
4 - عنه البحار 101: 76، 102: 4، المستدرك 10: 250، يأتي في الباب: 99 مثله.
رواه في الكافي 4: 583، الفقيه 2: 582، التهذيب 6: 82.
280

علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن ابن
مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله
في عليين (1).
[445] 9 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (2).
[446] 10 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن
محمد المسلي (3)، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من
أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (4).
[447] 11 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أبيه، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون البصري، قال: حدثني
محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال:
كنت أحج في كل سنة فأبطأت سنة عن الحج، فلما كان من قابل
حججت ودخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا بشير ما أبطأك عن
الحج في عامنا الماضي، قال: قلت: جعلت فداك مال كان لي على الناس

1 - عنه البحار 101: 71.
2 - رواه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 44، عنهما البحار 101: 69، المستدرك 10: 250.
3 - ربيعة بن محمد المسلمي (خ ل)، وهو تصحيف، راجع معجم الرجال 7: 174، 9: 229.
4 - عنه البحار 101: 69، المستدرك 10: 251.
281

خفت ذهابه، غير اني عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: فقال لي: ما
فاتك شي مما كان فيه أهل الموقف، يا بشير من زار قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (1).
[448] 12 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن شمون، قال:
حدثني جعفر بن محمد الخزاعي، عن بعض أصحابه، عن جابر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
[449] 13 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمه، عن رجل، عن جابر نحوه.
[450] 14 - وحدثني أبي رحمه الله ومحمد بن عبد الله رحمه الله،
عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي، عن ربيع بن محمد، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (2).
الباب (60)
ان زيارة الحسين والأئمة (عليهم السلام) تعدل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
[451] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن جويرية (3) بن العلاء، عن بعض أصحابنا، قال:

1 - عنه البحار 101: 76.
2 - عنه البحار 101: 71.
3 - جويرة (خ ل)، وهو تصحيف، راجع معجم الرجال 4: 176.
282

من سره ان ينظر إلى الله يوم القيامة وتهون عليه سكرة الموت
وهول المطلع فليكثر زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان زيارة الحسين (عليه السلام)
زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[452] 2 - وحدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن خاله محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، عن الحسن بن محبوب، عن فضل بن
عبد الملك - أو عن رجل عن الفضل -، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: ان زائر الحسين بن علي (عليهما السلام) زائر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
[453] 3 - حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب.
وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد
الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار أحدا منكم، قال: كمن
زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
[454] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن
زياد الادمي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح
ابن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار
الحسين (عليه السلام)، قال: كمن زار الله في عرشه، قال: قلت فما لمن زار أحدا

1 - عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 253.
2 - عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 254.
3 - رواه الصدوق في العيون 2: 262، علل الشرايع: 560، عنهم البحار 100: 117.
283

منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[455] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) مثله.
الباب (61)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تزيد في العمر والرزق وان تركها تنقصهما
[456] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله ومحمد بن يحيى العطار وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي
أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان اتيانه يزيد في الرزق
ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء، واتيانه مفترض على كل مؤمن يقر
للحسين بالإمامة من الله (2).
[457] 2 - حدثني محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن محمد
ابن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال: سمعناه
يقول:

1 - رواه في الكافي 4: 551، عنهما البحار 100: 119.
2 - عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444.
مر مثله في الباب: 43.
284

من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) انقص الله من عمره حولا
، ولو قلت إن أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك
لأنكم تتركون زيارة الحسين (عليه السلام)، فلا تدعوا زيارته يمد الله في
أعماركم ويزيد في أرزاقكم، وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم
وأرزاقكم فتنافسوا في زيارته، ولا تدعوا ذلك فان الحسين شاهد لكم
في ذلك عند الله وعند رسوله، وعند أمير المؤمنين وعند فاطمة
(عليهم السلام) (1).
[458] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن إسماعيل، عمن حدثه، عن عبد الله بن وضاح، عن
داود الحمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من لم يزر قبر الحسين (عليه السلام)
فقد حرم خيرا كثيرا ونقص من عمره سنة (2).
[459] 4 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن
ابن محبوب، عن صباح الحذاء، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
زوروا الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة فان كل من أتاه عارفا بحقه غير
جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا واسعا، وآتاه الله من
قبله بفرج عاجل - وذكر الحديث (3).

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 43، عنهما البحار 101: 47، الوسائل 14: 430.
2 - عنه البحار 101: 48، المستدرك 10: 431.
3 - عنه البحار 101: 47، المستدرك 10: 253، يأتي في الباب: 98 مثله.
285

[460] 5 - وحدثني جماعة أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب باسناده مثله
سواء.
[461] 6 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن بعض أصحابنا، عن ابان، عن عبد الملك الخثعمي، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: قال لي: يا عبد الملك لا تدع زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام)
ومر أصحابك بذلك، يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك،
ويحييك الله سعيدا ولا تموت الا سعيدا ويكتبك سعيدا (1).
الباب (62)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تحط الذنوب
[462] 1 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: ان زائر الحسين جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثم عبرها،
كما يخلف أحدكم الجسر ورائه إذا عبر (2).
[463] 2 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن

1 - عنه البحار 101: 47، الوسائل 14: 431.
2 - رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 116، الفقيه 2: 347، عنهم البحار 101: 26،
الوسائل 14: 417، المستدرك 10: 237.
286

أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير
الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه السلام)، فله إذا خرج من أهله بأول
خطوة مغفرة من ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا أتاه
ناجاه الله فقال: عبدي سلني أعطك، ادعني أجبك، اطلب مني أعطك،
سلني حاجتك أقضيها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على الله
ان يعطي ما بذل (1).
[464] 3 - وعنه بهذا الاسناد عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن
المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم الرجل بزيارته
أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا حسناته، فما
تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه
وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا
ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم
أمير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في
الدنيا والآخرة، ثم اكتنفوهم عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا
إلى أهاليهم (2).

1 - عنه البحار 101: 24، مر في الباب: 49 مثله.
2 - مر ذكره في الباب: 49.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 111، عنهما البحار 101: 65، الوسائل 14: 484.
287

[465] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
أبي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن
الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل بن عمر، عن جابر
الجعفي (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل:
فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (عليه السلام) ناداك مناد لو سمعت مقالته
لاقمت عمرك عند قبر الحسين (عليه السلام)، وهو يقول: طوبي لك أيها العبد قد
غنمت وسلمت قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل - وذكر الحديث
بطوله (2).
[466] 5 - حدثني أبو العباس الرزاز، قال: حدثنا محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن
محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): أدنى ما يثاب به زائر
الحسين (عليه السلام) بشاطي الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته ان يغفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3).
[467] 6 - حدثني أبي، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن

1 - في سند الحديث كلام يأتي عند ذكر المؤلف الخبر بطوله في الباب: 79.
2 - عنه البحار 101: 67، المستدرك 10: 248.
مر في الباب: 49، ويأتي بطوله في الباب: 79.
3 - عنه البحار 101: 23.
مر في الباب: 54.
288

أورمة، عن زكريا المؤمن أبي عبد الله، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمد
(صلى الله عليه وآله)، فليكن للحسين زائرا ينال من الله الفضل والكرامة (1) وحسن
الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عدد
رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، ان الحسين (عليه السلام) قتل مظلوما
مضطهدا نفسه عطشانا هو وأهل بيته وأصحابه (2).
[468] 7 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن
راشد، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال:
من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي وكل
الله به ملكا فوضع إصبعه في قفاه، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى
يرد الحائر، فإذا خرج من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثم قال له: أما
ما مضى فقد غفر لك فأستأنف العمل (3).
[469] 8 - وبهذا الاسناد، عن الحسن بن راشد، عن إبراهيم بن
أبي البلاد باسناده مثله..

1 - أفضل الكرامة (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 237.
3 - عنه البحار 101: 67.
يأتي في الباب: 77.
289

[470] 9 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن
علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان،
قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد أتاه قوم من أهل خراسان فسألوه، عن
اتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل.
قال: حدثني أبي، عن جدي انه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله
أخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته أمه، وشيعته الملائكة في مسيره،
فرفرفت على رأسه قد صفوا بأجنحتهم عليه حتى يرجع إلى أهله،
وسألت الملائكة المغفرة له من ربه وغشيته الرحمة من أعنان السماء،
ونادته الملائكة: طبت وطاب من زرت، وحفظ في أهله (1).
الباب (63)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة
[471] 1 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب رحمهم الله
جميعا، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، عمن أتى قبر
الحسين (عليه السلام)، قال: تعدل عمرة (2).

1 - عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498، مر في الباب: 57 مثله.
2 - رواه في ثواب الأعمال: 112، عنهما البحار 101: 28، المستدرك 10: 265.
290

[472] 2 - وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن إسماعيل بن عباد، عن الحسن بن علي،
عن أبي سعيد المدائني، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت:
جعلت فداك اتي قبر الحسين (عليه السلام)، قال:
نعم يا أبا سعيد ائت قبر ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أطيب الطيبين واطهر
الطاهرين وأبر الأبرار، فإذا زرته كتب لك اثنتان وعشرون عمرة (1).
[473] 3 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، قال:
سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة مبرورة
متقبلة (2).
[474] 4 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن موسى بن
القاسم، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): ما تقول في
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: ما تقول أنت فيه، فقلت: بعضنا يقول:
حجة، وبعضنا يقول: عمرة، فقال: هو عمرة مقبولة (3).
[475] 5 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن

1 - يأتي مثله بطريقين آخرين في الأبواب: 66 و 67.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل
14: 448، المستدرك 10: 265.
2 - عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.
3 - رواه في ثواب الأعمال: 112، عنهما البحار 101: 29، الوسائل 14: 420 و 426.
291

أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن
يحيى القطان، عن أبيه، عن أبي البلاد، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)
عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: ما تقولون أنتم، قلت: نقول: حجة
وعمرة، قال: تعدل عمرة مبرورة (1).
[476] 6 - حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن
محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن اشيم، عن صفوان بن يحيى، قال:
سألت الرضا (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام): اي شي فيه من الفضل،
قال: تعدل عمرة (2).
[477] 7 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد
الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار،
عن محمد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ان زيارة
قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة مبرورة متقبلة (3).
[478] 8 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين
(عليه السلام) اي شي فيه من الفضل، قال: تعدل عمرة (4).

1 - عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.
2 - عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 426.
3 - عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.
4 - عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.
292

[479] 9 - حدثني جماعة أصحابنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن
يحيى العطار، عن العمركي بن علي، عن بعض أصحابه، عن بعضهم
:، قال: أربع عمر تعدل حجة، وزيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل
عمرة (1).
[480] 10 - وبهذا الاسناد عن العمركي بن البوفكي، عمن حدثه، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي الناب (2)، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم تعدل عمرة، ولا ينبغي ان يتخلف
عنه أكثر من أربع سنين (3).
الباب (64)
ان زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة
[481] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن فضيل بن يسار، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور

1 - عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.
2 - أبي رباب (خ ل)، وهو تصحيف، وهو الحسن بن عطية أبي الناب بياع السابري، يأتي
الحديث في الباب: 98، ويأتي ذكر أبي الناب في الباب: 76.
3 - عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 431، يأتي في الباب: 98 مثله.
293

الشهداء تعدل حجة مبرورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[482] 2 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: من أتى قبر
الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة مبرورة (2).
[483] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن
علي بن عبد الله بن المغيرة، عن عباس بن عامر، قال: أخبرني عبد الله بن
عبيد الأنباري، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك انه ليس كل سنة يتهيأ لي ما
اخرج به إلى الحج، فقال: إذا أردت الحج ولم يتهيأ لك فائت قبر الحسين
(عليه السلام) فإنها تكتب لك حجة، وإذا أردت العمرة ولم لك فأت قبر
الحسين (عليه السلام) فإنها تكتب لك عمرة (3).
[484] 4 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن عبد الكريم بن حسان، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يقال إن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل
حجة وعمرة، قال: فقال: إنما الحج والعمرة هاهنا ولو أن رجلا أراد

1 - عنه البحار 101: 30.
2 - عنه البحار 101: 30، المستدرك 10: 266.
3 - عنه البحار 101: 31، الوسائل 14: 427، رواه الشيخ في مصباحه: 498.
294

الحج ولم يتهيأ له فاتاه كتب الله له حجة، ولو أن رجلا أراد العمرة
ولم يتهيأ له كتبت له عمرة (1).
[485] 5 - وعنه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حريز، عن فضيل بن يسار،
قال (عليه السلام): ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر
الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
[486] 6 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
صفوان بن يحيى، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله.
[487] 7 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل بن يسار، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مبرورة مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
[488] 8 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن حريز
والحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل بن يسار عنهما

1 - عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 427، المستدرك 10: 267، يأتي في الباب الآتي
مثله.
2 - عنه البحار 101: 30، المستدرك 10: 266.
3 - عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 267.
295

(عليهما السلام) قالا: زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر
الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مع رسول الله (1).
[489] 9 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له
ذلك فأتي قبر الحسين (عليه السلام) فعرف عنده يجزيه ذلك عن الحج (2).
[490] 10 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن سنان، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى العبد الصالح (عليه السلام):
ان رأي سيدنا ان يخبرني بأفضل ما جاء به في زيارة الحسين (عليه السلام)، وهل
تعدل ثواب الحج لمن فاته، فكتب (عليه السلام): تعدل الحج لمن فاته الحج (3).
الباب (65)
في أن زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة وعمرة
[491] 1 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن
جعفر، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن
الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت:

1 - عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 186.
2 - عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 287.
3 - عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 267.
296

سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: تعدل
حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا، وأومأ بيده (1).
[492] 2 - وعنه، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن عبد الكريم بن حسان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما
يقال إن زيارة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) تعدل حجة وعمرة، فقال:
إنما الحج والعمرة هاهنا، ولو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له
فاتاه كتب الله له حجة ولو أن رجلا أراد العمرة ولم يتهيأ له فأتاه كتب
الله له عمرة (2).
[493] 3 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن
الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق
ابن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال:
سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين
(عليه السلام)، فقال: ان الحسين وكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه
إلى يوم القيامة، فقلت له: بأبي أنت وأمي روي عن أبيك الحج والعمرة،
قال: نعم حجة وعمرة، حتى عد عشرة (3).
[494] 4 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن

1 - عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 259.
2 - عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 267، مر في الباب السابق مثله.
3 - عنه البحار 101: 32، الوسائل 14: 449، المستدرك 10: 268.
297

عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن
عائذ، عن أبي خديجة، عن رجل سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) فقال: انه تعدل حجة وعمرة، وقال بيده: هكذا من الخير،
يقول بجميع يديه هكذا (1).
[495] 5 - حدثني أبي رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن حمدان
ابن سليمان النيسابوري أبي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد
اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن هشام بن سالم، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) حجة، ومن بعد الحجة حجة
وعمرة بعد حجة الاسلام (2).
[496] 6 - وباسناده عن يونس، عن الرضا (عليه السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) فقد حج واعتمر، قال: قلت: يطرح عنه
حجة الاسلام، قال: لا، هي حجة الضعيف حتى يقوي ويحج إلى بيت
الله الحرام، أما علمت أن البيت يطوف به كل يوم سبعون الف ملك حتى
إذا أدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتى الصباح، وان
الحسين (عليه السلام) لاكرم علي الله من البيت، وانه في وقت كل صلاة لينزل
عليه سبعون الف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة (3).

1 - عنه البحار 101: 33.
2 - عنه البحار 101: 39، الوسائل 14: 453.
3 - عنه البحار 101: 40، الوسائل 14: 453.
298

[497] 7 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد ومحمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أم سعيد
الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اي شئ تذكر في زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) من الفضل، قال: نذكر فيه يا أم سعيد فضل حجة وعمرة
وخيرها كذا، وبسط يديه ونكس أصابعه (1).
[498] 8 - حدثني محمد بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم
ابن محمد، عن حبيب، عن فضيل بن يسار، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة
آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، واتيانه يعدل حجة وعمرة
وقبور الشهداء (2). (3)
[499] 9 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن
الحسين بن عطية أبي الناب بياع السابري (4)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)

1 - عنه البحار 101: 33، المستدرك 10: 260، مر في الأبواب: 37 و 43.
2 - اي وتعدل مع الحج والعمرة اتيان قبور الشهداء بالمدينة أيضا، أو المعنى ان اتيان قبور
الشهداء عنده تعدل حجة وعمرة أيضا، ولعل - والله العالم - انه من زيادات النساخ.
3 - عنه البحار 101: 40، المستدرك 10: 272.
4 - هكذا في النسخ من كامل الزيارات، ولكن من المظنون وقوع التصحيف فيها وان
الصحيح: الحسن بن عطية، فان أبا ناب لقب الحسن بن عطية الدغشي، ويؤيده ما يأتي في
الباب: 76، راجع معجم رجال الحديث 6: 30.
299

وهو يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة وعمرة أو عمرة
وحجة - وذكر الحديث (1).
[500] 10 - وباسناده عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال:
حدثني أبو خلان الكندي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر
الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة وعمرة (2).
[501] 11 - وحدثني محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده
علي بن مهزيار، عن أبي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن
إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) - في
حديث له طويل يقول في آخره: - بأبي أنت وأمي أنت رووا عن أبيك في
الحج، قال: نعم حجة وعمرة حتى عد عشرة (3).
[502] 12 - حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن محمد
ابن يحيى العطار، عن العمركي، عمن حدثه، عن محمد بن الحسن، عن
محمد بن فضيل، عن محمد بن مصادف، قال: حدثني مالك الجهني، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال:
من أتاه زائرا له عارفا بحقه كتب الله له حجة ولم يزل محفوظا
حتى يرجع، قال: فمات مالك في تلك السنة وحججت فدخلت علي
أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: ان مالك حدثني بحديث عن أبي جعفر (عليه السلام) في

1 - عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 270.
2 - عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 270.
3 - عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 271، رواه مع اختلاف ابن المشهدي في مزاره.
300

زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: هاته، فحدثته، فلما فرغت، قال: نعم يا
محمد حجة وعمرة (1).
[503] 13 - وحدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد
ابن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن العمركي، عمن حدثه،
عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام)
عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: فيها حجة وعمرة (2).
[504] 14 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
الحسن بن علي الزيتوني، عن هارون بن مسلم، عن عيسى بن راشد، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين
(عليه السلام) وصلي عنده ركعتين، قال: كتبت له حجة وعمرة، قال: قلت له:
جعلت فداك وكذلك كل من أتى قبر امام مفترض طاعته، قال: وكذلك
كل من أتى قبر امام مفترض طاعته (3).
[505] 15 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الكوفي الرزاز، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة،
عن يزيد بن عبد الملك، قال:
كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر قوم علي حمير فقال: أين يريد

1 - عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 271.
2 - عنه البحار 101: 41، المستدرك 10: 272.
3 - رواه في التهذيب 6: 79، عنهما البحار 100: 119، المستدرك 10: 259، يأتي في
الباب: 83.
301

هؤلاء، قلت: قبور الشهداء، قال: فما يمنعهم من زيارة الشهيد الغريب،
قال: فقال له رجل من العراق: وزيارته واجبة، قال: زيارته خير من حجة
وعمرة، حتى عد عشرين حجة وعمرة، ثم قال: مبرورات متقبلات.
قال: فوالله ما قمت حتى اتاه رجل فقال له: اني قد حججت تسع
عشرة حجة فادع الله لي ان يرزقني تمام العشرين، قال: فهل زرت قبر
الحسين (عليه السلام)، قال: لا، قال: ان زيارته خير من عشرين حجة (1).
الباب (66)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حججا
[506] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مختار، عن زيد
الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عشرين
حجة وأفضل من عشرين حجة (2).
[507] 2 - وحدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد
بن محمد باسناده مثله.

1 - يأتي ذكره بطريق آخر في الباب الآتي.
رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في ثواب الأعمال: 119، عنهم البحار
101: 40، الوسائل 14: 448،، المستدرك 10: 272.
2 - عنه البحار 101: 41، الوسائل 14: 446، المستدرك 10: 273.
رواه في الكافي 4: 580، التهذيب 6: 47 مع اختلاف.
302

[508] 3 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح
ابن عقبة، عن أبي سعيد المدائني، قال:
دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك اتي قبر الحسين
(عليه السلام)، قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطيب
الأطيبين واطهر الطاهرين وابر الأبرار، فإنك إذا زرته كتب الله لك به
خمسة وعشرين حجة (1).
[509] 4 - وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، باسناده مثله.
[510] 5 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد
ابن النضر، عن شهاب بن عبد ربه - أو عن رجل، عن شهاب -، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألني فقال: يا شهاب كم حججت من حجة،
فقلت: تسعة عشر حجة، فقال لي: تممها عشرين حجة تحسب لك
بزيارة الحسين (عليه السلام) (2).
[511] 6 - حدثني أبو العباس، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن

1 - مر مثله بطريق آخر في الباب: 63، ويأتي بطريق آخر في الباب: 67.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل
14: 448.
أورده الكليني في الكافي 4: 581.
2 - رواه في ثواب الأعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449.
303

ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كم
حججت، قلت: تسعة عشر، قال: فقال: أما انك لو أتممت إحدى
وعشرين حجة لكنت كمن زار الحسين (عليه السلام) (1).
[512] 7 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن
صالح النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا
بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
[513] 8 - وعنه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
صدقة، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين
(عليه السلام) كتب الله له ثمانين حجة مبرورة (3).
[514] 9 - حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال:
ورد أبو عبد الله (عليه السلام) في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال: يا
موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنه سيأتيك
رجل من ناحية القادسية، فإذا دنا منك فقل له: هاهنا رجل من ولد رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك، فإنه سيجئ معك.
قال: فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد، فلم أزل قائما

1 - رواه في ثواب الأعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449.
2 - رواه في ثواب الأعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449.
3 - رواه في ثواب الأعمال: 118، عنهما البحار 101: 34 و 42، المستدرك 10: 274.
304

حتى كدت اغصي وانصرف وادعه، إذ نظرت إلى شئ يقبل شبه رجل
على بعير، فلم أزل انظر إليه حتى دنا مني، فقلت له: يا هذا هاهنا رجل من
ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك وقد وصفك لي، فقال: اذهب بنا إليه، قال:
فجئت به حتى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، فدعا به فدخل الاعرابي
إليه ودنوت انا، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): من أين قدمت، قال: من أقصى اليمن، قال:
أنت من موضع كذا وكذا، قال: نعم انا من موضع كذا وكذا، قال: فيم
جئت هاهنا، قال: جئت زائرا للحسين (عليه السلام)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة، قال: جئت من غير حاجة الا ان
أصلي عنده وأزوره فاسلم عليه وارجع إلى أهلي.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما ترون في زيارته، قال: نري (1) في زيارته
البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا،
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمن، قال:
زدني يا بن رسول الله، قال: ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مقبولة
زاكية مع رسول الله (عليه السلام).
فتعجب من ذلك، فقال: اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين
زاكيتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) يزيد

1 - في ثواب الأعمال: وما تروون في زيارته، قال: نروي.
305

حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[515] 10 - وحدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة،
عن يزيد بن عبد الملك، قال:
كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فمر قوم علي حمر فقال لي: أين يريد
هؤلاء، قلت: قبور الشهداء، قال: فما يمنعهم من زيارة الغريب الشهيد،
فقال له رجل من العراق: وزيارته واجبة، فقال: زيارته خير من حجة
وعمرة وعمرة وحجة، حتى عد عشرين حجة وعشرين عمرة، ثم قال:
مبرورات متقبلات.
قال: فوالله ما قمت من عنده حتى اتاه رجل فقال: اني قد حججت
تسع عشرة حجة فادع الله ان يرزقني تمام العشرين، قال: فهل زرت
الحسين (عليه السلام)، قال: لا، قال: لزيارته خير من عشرين حجة (2).
[516] 11 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين رحمه الله، عن
سعد بن عبد الله، عن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم بن سعدان، عن
مسعدة بن صدقة، قال:

1 - رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 118، عنهما البحار 101: 38، الوسائل 14: 450،
المستدرك 10: 269.
2 - مر ذكره بطريق آخر في الباب السابق.
رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في ثواب الأعمال: 119، عنهم البحار
101: 40، الوسائل 14: 448، المستدرك 10: 272.
306

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: تكتب
له حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: قلت له: جعلت فداك حجة مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، قال: نعم وحجتان، قال: قلت: جعلت فداك حجتان، قال:
نعم وثلاث، فما زال يعد حتى بلغ عشرا، قلت: جعلت فداك عشر
حجج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: نعم وعشرون حجة، قلت: جعلت
فداك وعشرون، فما زال يعد حتى بلغ خمسين، فسكت (1).
[517] 12 - وحدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن
المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا عارفا بحقه غير مستكبر
ولا مستنكف، قال: يكتب له الف حجة والف عمرة مبرورة، وإن كان
شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل (2).
الباب (67)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عتق الرقاب
[518] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن
الحسين الزيات، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح
النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

1 - عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 454، المستدرك 10: 275.
2 - عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 454.
307

من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتب الله له اجر من أعتق الف
نسمة، وكمن حمل علي الف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة (1).
[519] 2 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن
يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب باسناده مثله.
[520] 3 - حدثني أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدائني، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) فقلت:
جعلت فداك آتي قبر ابن رسول الله (عليه السلام)، قال: نعم يا أبا سعيد ائت
قبر ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطيب الطيبين وأطهر الأطهرين وابر الأبرار، فإذا
زرته كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة (2).
[521] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن عدة من أصحابنا، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن
صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدائني، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) -
وذكر مثله.

1 - عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 455، المستدرك 10: 277.
رواه في ثواب الأعمال: 112، الكافي 4: 581، التهذيب 6: 44.
2 - مر مثله بطريقين آخرين في الأبواب: 63 و 66.
رواه الصدوق في ثواب الأعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل
14: 448، المستدرك 10: 277.
308

الباب (68)
ان زوار الحسين (عليه السلام) مشفعون
[522] 1 - حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى بن عمران الأشعري، عن موسى بن عمر، عن علي بن
النعمان، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ان الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل
عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم، ثم
يثني باهل عرفات فيفعل بهم ذلك (1).
[523] 2 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن
الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
صفوان بن يحيى، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: سمعته يقول: زائر الحسين (عليه السلام) مشفع يوم القيامة لمائة رجل كلهم
قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين (2).
[524] 3 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن
الحسين وعلي بن محمد بن قولويه جميعا، عن أحمد بن إدريس ومحمد

1 - عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 465، يأتي في الباب: 70.
رواه في ثواب الأعمال: 116، مصباح المتهجد: 497.
2 - عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 253.
309

ابن يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى - وكان في
خدمة أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان الجمال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قلت: فما لمن قتل عنده - يعني
قبر الحسين - جار عليه السلطان فقتله، قال:
أول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق
منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين، ويذهب
عنها ما كان خالطها من أدناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح
صدره ويملأ ايمانا، فيلقي الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان
والقلوب، ويكتب له شفاعة في أهل بيته والف من إخوانه، وتولي
الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت، ويؤتي بكفنه وحنوطه
من الجنة، ويوسع قبره عليه، ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب
من الجنة، وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة.
ويرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع
أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فإذا كانت النفخة الثانية
وخرج من قبره كان أول من يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين
(عليه السلام) والأوصياء، ويبشرونه ويقولون له: ألزمنا، ويقيمونه علي
الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب (1).

1 - مر مفصلا بسند آخر في الباب: 44، وبعض منه بهذا السند في الباب: 48.
رواه عنه البحار 101: 80، ومختصرا 100: 145، المستدرك 10: 281.
310

[525] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن
محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن
خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
ان لله في كل يوم وليلة مائة الف لحظة إلى الأرض يغفر لمن يشأ
منه ويعذب من يشأ منه، ويغفر لزائري قبر الحسين (عليه السلام) خاصة
ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، قلت: وإن كان
رجلا قد استوجبه النار، قال: وإن كان ما لم يكن ناصبيا (1).
[526] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه
عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن
وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمد فيقوم عنق من الناس
لا يحصيهم الا الله تعالى، فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي مناد: أين
زوار قبر الحسين (عليه السلام)، فيقوم أناس كثير، فيقال لهم: خذوا بيد من
أحببتم انطلقوا بهم إلى الجنة.
فيأخذ الرجل من أحب، حتى أن الرجل من الناس يقول لرجل: يا
فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا، فيدخله الجنة لا يدفع
ولا يمنع (2).

1 - عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 238.
2 - عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 237.
311

الباب (69)
ان زيارة الحسين (عليه السلام) ينفس بها الكرب وتقضى بها الحوائج
[527] 1 - حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله
الموسوي العلوي، عن عبيد الله (1) بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان إلى جانبكم
لقبرا ما اتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته (2).
[528] 2 - وعنه، عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن
سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول:
ان إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى
حاجته، وان عنده أربعة آلاف ملك منذ قبض شعثا غبرا يبكونه إلى يوم
القيامة، فمن زاره شيعوه إلى مأمنه، ومن مرض عادوه ومن مات اتبعوا
جنازته (3).
[529] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن
إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن إسماعيل

1 - عبد الله (خ ل)، ذكره الشيخ في الفهرست، الرقم: 448 بعنوان عبد الله، وفي رجاله:
430، الرقم: 6176 بعنوان عبيد الله، والظاهر أنهما واحد، راجع معجم الرجال 10: 108.
2 - عنه البحار 101: 45، يأتي في الباب: 77.
3 - عنه البحار 101: 45 و 56، المستدرك 10: 238.
312

ابن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته وهو يقول: ان الحسين
(عليه السلام) قتل مكروبا، وحقيق علي الله ان لا يأتيه مكروب الا رده الله
مسرورا (1).
[530] 4 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مفضل بن
صالح، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان الله عرض ولايتنا علي أهل الأمصار فلم يقبلها الا أهل الكوفة،
وان إلى جانبها قبرا لا يأتيه مكروب فيصلي عنده أربع ركعات الا رجعه
الله مسرورا بقضاء حاجته (2).
[531] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
ان الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا،
وحق علي الله عز وجل ان (3) لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب
ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ثم دعا عنده وتقرب بالحسين (عليه السلام)
إلى الله عز وجل، الا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومد

1 - عنه البحار 101: 45، المستدرك 10: 239.
2 - عنه البحار 100: 259، الوسائل 14: 519.
3 - فآلي الله علي نفسه ان (خ ل).
313

في عمره وبسط في رزقه، فاعتبروا يا اولي الابصار (1).
[532] 6 - حدثني أبي وجماعة مشايخي ومحمد بن الحسن، عن
محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن العمركي، عن يحيى - وكان في
خدمة أبي جعفر (عليه السلام) -، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان بظهر الكوفة لقبرا ما أتاه مكروب قط الا فرج الله كربته - يعني قبر
الحسين (عليه السلام) (2).
[533] 7 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن محمد بن ناجية، عن عامر بن كثير، عن أبي النمير، قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام):
ان ولايتنا عرضت علي أهل الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة،
وذلك لان قبر علي (عليه السلام) فيها، وان إلى لزقه (3) لقبرا آخر - يعني قبر
الحسين (عليه السلام) - فما من آت يأتيه فيصلي عنده ركعتين أو أربعة ثم يسأل
الله حاجته الا قضاها له، وانه ليحف به كل يوم الف ملك (4).
[534] 8 - حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن
صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن أبي يعفور، قال:

1 - عنه البحار 101: 46، المستدرك 10: 239.
2 - عنه البحار 101: 45، المستدرك 10: 239.
3 - لزقه - بالكسر - جنبه.
4 - رواه في ثواب الأعمال: 114، عنهما البحار 101: 46، الوسائل 14: 519.
314

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): دعاني الشوق إليك ان تجشمت (1) إليك
علي مشقة، فقال لي: لا تشك ربك، فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك
مني، فكان من قوله: فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني أشد علي
من قوله: لا تشك ربك، قلت: ومن أعظم علي حقا منك، قال: الحسين
ابن علي (عليهما السلام)، الا أتيت الحسين (عليه السلام) فدعوت الله عنده وشكوت إليه
حوائجك (2).
[535] 9 - حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن
محمد، عن علي بن المعلى، عن إسحاق بن يزداد (3) قال: اتى رجل
أبا عبد الله (عليه السلام) فقال:
اني قد ضربت علي كل شي لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت:
انزل مكة، فقال: لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة، فقلت: ففي
حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: هم شر منهم، قلت: فأين انزل، قال: عليك
بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا، هكذا وهكذا (4)،
والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف الا فرج الله عنه (5).

1 - تجشم الامر: تكلفه علي مشقة.
2 - عنه البحار 101: 46، المستدرك 10: 240.
3 - في التهذيب: سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن محمد بن علي بن المعلي عن إسحاق
ابن داود، والصحيح ما في الكامل، راجع معجم الرجال 8: 205.
4 - يحتمل أن يكون (عليه السلام) أشار إلى جانبي الغري وكربلاء، لا إلى جميع الجوانب، و
يحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب وإنما ذكر الراوي مرتين للاختصار. 5 - عنه البحار 101: 404.
315

الباب (70)
ثواب زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عرفة
[536] 1 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، عن خاله
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن
عقبة، عن بشير الدهان قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فاعرف (1) عند قبر
الحسين (عليه السلام)، قال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة
مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عادل، ومن أتاه
في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل
أو امام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له الف حجة و
الف عمرة متقبلات والف غزوة مع نبي مرسل أو امام عادل.
قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف، قال: فنظر إلي شبه
المغضب ثم قال: يا بشير ان المؤمن إذا اتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة
واغتسل في الفرات ثم توجه إليه، كتب الله له بكل خطوة حجة
بمناسكها ولا اعلمه الا قال: وغزوة. (2).

1 - يوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة، والتعريف الوقوف بعرفات في هذا اليوم في
مناسك الحج، وقول الراوي: اعرف، اي أحضر يوم عرفة لزيارة الحسين (عليه السلام).
2 - رواه الكليني في الكافي 4: 580، والصدوق في أماليه: 123، ثواب الأعمال: 115.
الفقيه 2: 346، والشيخ في التهذيب 6: 46، الأمالي 1: 204، مصباح المتهجد: 497، عنهم
البحار 101: 85 و 90، الوسائل 14: 460، المستدرك 10: 268 و 282.
ذكر عجزه الكفعمي في مصباحه: 501.
316

[537] 2 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين ومحمد بن
الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل
ابن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن داود الرقي، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وأبا الحسن الرضا (عليه السلام) وهما يقولان: من أتى
قبر الحسين (عليه السلام) بعرفة قلبه الله ثلج الفؤاد (1). (2)
[538] 3 - وعنهم، عن سعد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن
علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله
تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين (عليه السلام) عشية عرفة، قال:
قلت: قبل نظره لأهل الموقف، قال: نعم، قلت: وكيف ذلك، قال: لان
في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا (3).

1 - ثلج الفؤاد اي مطمئن القلب، ذا يقين في العقائد الايمانية، أو مسرورا بالمغفرة و
الرحمة وقد ذهب عنه الكروب والأحزان، وفي النهاية: ثلجت نفسي بالامر إذا اطمأنت إليه و
سكنت وثبت فيها ووثقت به.
2 - رواه في الفقيه 2: 347، ثواب الأعمال: 115، عنه البحار 101: 86، الوسائل
14: 464، المستدرك 10: 282.
أورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف.
3 - رواه في الفقيه 2: 347، ثواب الأعمال: 115، معاني الأخبار: 391، التهذيب 6: 50
عنهم البحار 101: 86، الوسائل 14: 464.
أورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف.
317

[539] 4 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن
علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ان الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل
عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم، ثم
يأتي أهل عرفة فيفعل ذلك بهم (عليهما السلام).
[540] 5 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري أبي سعيد، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن يعقوب بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين (عليه السلام) لم يفته، وان الله
تبارك وتعالى ليبدأ باهل قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل عرفات ثم يخاطبهم
بنفسه (2).
[541] 6 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن
القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد، عن جده الحسن (3)، عن يونس بن

1 - رواه في ثواب الأعمال: 115، عنه البحار 101: 86، وقد مر في الباب: 68.
أورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف.
2 - عنه البحار 101: 87، المستدرك 10: 284.
3 - في التهذيب: أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن القاسم بن يحيى عن جده
الحسن بن راشد، كذا في الطبعة القديمة ونسخة الوافي أيضا، والصحيح ما في الكامل، راجع
معجم الرجال 2: 312.
318

ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة
في سنة واحدة كتب الله له الف حجة مبرورة والف عمرة متقبله،
وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة (1).
[542] 7 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن
حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا كان يوم عرفة اطلع الله تعالى على زوار قبر أبي عبد الله الحسين
(عليه السلام) فقال لهم: استأنفوا فقد غفرت لكم، ثم يجعل اقامته (عليه السلام) على أهل
عرفات (3).
[543] 8 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عمن
ذكره، عن عمر بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته
يقول:
إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوار قبر الحسين (عليه السلام) فيقول: ارجعوا

1 - عنه البحار 101: 95.
2 - ثم يجعل اقامته على أهل عرفات اي ثم ينظر إليهم ويتوجه إلى اصلاح شأنهم وإقامة
اودهم.
3 - عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 462، المستدرك 10: 285.
319

مغفورا لكم ما مضي، ولا يكتب علي أحد منهم ذنب سبعين يوما من يوم
ينصرف (1).
[544] 9 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة أصحابي رحمهم الله،
عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعا، عن العمركي بن علي، عن
يحيى الخادم لأبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن محمد بن سنان، عن بشير
الدهان، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من
الشيعة، فأقبل إلي بوجهه فقال: يا بشير أحججت العام، قلت: جعلت
فداك لا ولكن عرفت بالقبر قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: يا بشير والله ما
فاتك شئ مما كان لأصحاب مكة بمكة، قلت: جعلت فداك فيه عرفات
فسره لي.
فقال: يا بشير ان الرجل منكم ليغتسل علي شاطئ الفرات ثم يأتي
قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة
حجة مقبولة ومائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعداء
الله وأعداء رسوله (2)، يا بشير اسمع وأبلغ من احتمل قلبه، من زار
الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه (3).

1 - عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 462، المستدرك 10: 285.
أورده الشيخ في مصباحه: 497، والكفعمي في مصباحه: 501.
2 - إلى اعدي عدوله (خ ل).
3 - عنه البحار 101: 87، المستدرك 10: 284.
320

[545] 10 - حدثني محمد بن عبد المؤمن رحمه الله، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن الحسين (1)، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد
ابن جعفر بن إسماعيل العبدي، عن محمد بن عبد الله بن مهران (2)، عن
محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة مع
القائم، والف الف عمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعتق الف الف نسمة،
وحملان الف الف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل: عبدي
الصديق امن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق
عرشه وسمي في الأرض كروبا (3) (4).
[546] 11 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة،
عن بشير الدهان، قال:
قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة
عارفا بحقه كتب الله له ثواب الف حجة والف عمرة والف غزوة مع نبي

1 - في الأصل: محمد بن الحسن الصفار، ما أثبتناه من التهذيب والمزار الكبير، لأنه
لا يوجد رواية عن الصفار عن محمد بن يحيى، راجع معجم الرجال 15: 268.
2 - لا يوجد: (محمد بن عبد الله بن مهران) في التهذيب والوسائل.
3 - كروبا (خ ل)، الكروبيون - بالتخفيف - سادة الملائكة.
4 - عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 460، المستدرك 10: 285.
رواه الشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 658، والكفعمي في مصباحه: 501.
321

مرسل، ومن زاره أول يوم من رجب غفر الله له البتة (1).
[547] 12 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط (2)، عن بشار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر الحسين (عليه السلام)
وليعرف عنده، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام، اما اني لا أقول يجزي
ذلك عن حجة الاسلام الا للمعسر، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة
الاسلام فأراد ان يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق
فأتي قبر الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء الحج أو العمرة،
وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة.
قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة، قال: لا يحصي ذلك، قال:
قلت: مائة، قال: ومن يحصي ذلك، قلت: الف، قال: وأكثر من ذلك، ثم
قال: وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله واسع كريم. (3)

1 - عنه البحار 101: 89، المستدرك 10: 286، يأتي في الأبواب: 73 و 74.
2 - في التهذيب والمزار الكبير: أبو إسماعيل القماط، وما في المتن هو الصحيح، وذلك
لكثرة رواية ابن سنان عنه، ولا يوجد رواية عن أبي إسماعيل في الكتب الأربعة، راجع معجم
الرجال 21: 171.
3 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 50، عنهما البحار 101: 89، الوسائل 14: 461، المستدرك
10: 286.
322

الباب (71)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء
[548] 1 - حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى، عن محمد بن علي المدائني، قال: اخبرني محمد بن سعيد
البلخي (1)، عن قبيصة، عن جابر الجعفي، قال:
دخلت على جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم عاشوراء، فقال لي:
هؤلاء زوار الله وحق على المزور ان يكرم الزائر، من بات عند قبر
الحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء لقى الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل
معه في عرصته (2).
[549] 2 - وقال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليوم عاشوراء وبات عنده
كان كمن استشهد بين يديه (3).
[550] 3 - حدثني أبو علي محمد بن همام، قال: حدثني جعفر بن
محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني أحمد بن علي بن عبيد الجعفي،

1 - البجلي (خ ل).
2 - رواه المفيد في مسار الشيعة: 20، والشيخ في مصباح المتهجد: 713، عنهما البحار
101: 104، الوسائل 14: 477، المستدرك 10: 291.
3 - رواه المفيد في مسار الشيعة: 20، والشيخ في مصباح المتهجد: 713، عنهما البحار
101: 104، الوسائل 14: 477، المستدرك 10: 291.
323

قال: حدثني الحسين بن سليمان، عن الحسن بن راشد (1)، عن حماد بن
عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار الحسين يوم
عاشوراء وجبت له الجنة (2).
[551] 4 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفا بحقه كان كمن زار الله في
عرشه (3).
[552] 5 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد،
عن محمد بن جمهور العمي، عمن ذكره، عنهم:، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء كان كمن تشحط بدمه بين
يديه (4).
[553] 6 - وروى محمد بن أبي سيار المدايني باسناده، قال: من سقى

1 - في الأصل: الحسين بن أسد، وفي بعض المصادر: الحسين بن راشد، ما أثبتناه من
المزار الكبير، وهو الأصح، لأنه لا يوجد رجل باسم الحسين بن راشد، راجع معجم الرجال
4: 320.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 51، ومصباح المتهجد: 713، عنهما البحار 101: 104،
الوسائل 14: 476، المستدرك 10: 291.
3 - رواه المفيد في مسار الشيعة: 61، والشيخ في التهذيب 6: 51 والمصباح: 713، عنهم
البحار 101: 105، الوسائل 14: 476، المستدرك 10: 292.
4 - عنه البحار 101: 105، المستدرك 10: 292.
324

يوم عاشوراء عند قبر الحسين (عليه السلام) كان كمن سقي عسكر الحسين (عليه السلام)
وشهد معه (1).
[554] 7 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبيد
الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد
الصادق (عليه السلام)، قال:
من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من
ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجة متقبلة
والف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشوراء، فكأنما زار الله فوق
عرشه (2).
[55] 8 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه عبد الله بن
جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، عن حمدان بن المعافا، عن ابن
أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وذكر مثله.
[556] 9 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن
موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة
وصالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر
(عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 101: 105، المستدرك 10: 292.
2 - رواه في مسار الشيعة: 61، التهذيب 6: 51، مصباح المتهجد: 538، عنهم البحار
101: 105، الوسائل 14: 476، مستدرك 10: 292.
325

من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز
وجل يوم القيامة بثواب الفي الف حجة والفي الف عمرة والفي الف
غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمة الراشدين (عليهم السلام).
قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها
ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم، قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى
الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد
على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل
الزوال، ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه،
ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم
بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، فانا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك علي الله
عز وجل جميع هذا الثواب.
فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به،
قال: انا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك، قال: قلت: فكيف
يعزي بعضهم بعضا، قال: يقولون:
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا وإياكم
من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله
).
فان استطعت ان لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس
لا تقضى فيه حاجة وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا،
326

ولا تدخرن لمنزلك شيئا، فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم
لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له
ثواب الف الف حجة والف الف عمرة والف الف غزوة كلها مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات
أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.
قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة، قال علقمة بن محمد
الحضرمي: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): علمني دعاء أدعو به في ذلك اليوم
إذا انا زرته من قريب، ودعاء أدعو به إذا لم إزره من قريب وأومأت إليه
من بعد البلاد ومن داري، قال: فقال:
يا علقمة إذا أنت صليت ركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت
عند الايماء إليه وبعد الركعتين (1) هذا القول، فإنك إذا قلت ذلك فقد

1 - في مصباح المتهجد ومصباح الزائر: من بعد التكبير.
أقول: قال في البحار: لعل المراد بالتكبير الصلاة مجازا، وفي العبارة على كلا القولين
اشكال وتحتمل وجوها:
الأول: أن يكون المراد فعل تلك الأعمال والأدعية قبل الصلاة وبعدها مكررا.
الثاني: أن يكون المراد الايماء بسلام آخر باي لفظ أراد ثم الصلاة ثم قراءة هذه الأدعية
المخصوصة.
الثالث: أن يكون المراد بالسلام قوله: السلام عليك، إلى أن ينتهي إلى الأذكار المكررة ثم
يصلي ويكرر كلا من الدعاءين مائة بعد الصلاة ويأتي بما بعدها.
الرابع: أن يكون الصلاة بعد تكرار الذكرين مائة مائة، ثم يقول بعد الصلاة: اللهم خص أنت
أول ظالم - إلى آخر الأدعية.
الخامس: أن تكون الصلاة متوسطة بين هذين الذكرين، لقوله (عليه السلام): واجتهد علي قاتله
بالدعاء صلى بعده.
السادس: أن تكون الصلاة متصلة بالسجود.
ثم قال: لعل الاحتمال السادس أظهر لمناسبة السجود بالصلاة، ولان ظاهر الخبر كون
الصلاة بعد كل سلام ولعن، واحتمال كون الصلاة بعد الأذكار من غير تكرير بعدها بعيد جدا.
327

دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة، وكتب الله لك بها الف الف
حسنة ومحى عنك الف الف سيئة ورفع لك مائة الف الف درجة،
وكنت كمن استشهد مع الحسين بن علي حتى تشاركهم في درجاتهم،
ولا تعرف الا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب كل نبي
ورسول وزيارة من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) منذ يوم قتل، تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام
عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين وابن
سيد الوصيين، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نسأ العالمين، السلام
عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور (1).
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك،
عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.
يا أبا عبد الله لقد عظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل
السماوات، فلعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت
، ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي

1 - الموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه.
328

رتبكم الله فيها، ولعن الله أمة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم
بالتمكين من قتالكم (1).
يا أبا عبد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم إلى يوم
القيامة، فلعن الله ال زياد وال مروان، ولعن الله بني أمية قاطبة، ولعن
الله ابن مرجانة (2)، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله
أمة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك.
يا أبا عبد الله بأبي أنت وأمي لقد عظم مصابي بك، فاسأل الله الذي
أكرم مقامك ان يكرمني بك، ويرزقني طلب ثارك مع امام منصور من ال
محمد (صلى الله عليه وآله)، اللهم اجعلني وجيها عندك بالحسين (3) في
الدنيا والآخرة.
يا سيدي يا أبا عبد الله اني أتقرب إلى الله والى رسوله والى
أمير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك صلى الله عليك
وعليهم، بموالاتك والبراءة من أعدائك وممن قاتلك، ونصب لك
الحرب، ومن جميع أعدائكم، وبالبراءة ممن أسس الجور وبنى عليه
بنيانه، واجري ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم.
برئت إلى الله واليكم منهم، وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم

1 - قتالك (خ ل).
2 - هو ابن زياد، وتخصيصه بالذكر بعد بني أمية لشدة كفره وعناده أو لكونه ولد زنا.
3 - بالحسين عندك (خ ل).
329

وموالاة وليكم، والبرأة من أعدائكم ومن الناصبين لكم الحرب،
والبرأة من أشياعهم واتباعهم، اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن
حاربكم، ولي (1) لمن والاكم، وعدو لمن عاداكم.
فأسال الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم، ورزقني
البراءة من أعدائكم، ان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وان يثبت لي
عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة، واسأله ان يبلغني المقام
المحمود (2) لكم عند الله، وان يرزقني طلب ثاركم مع امام مهدي ناطق
لكم.
واسأل الله بحقكم، وبالشأن الذي لكم عنده، ان يعطيني بمصابي
بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبته (3)، أقول انا لله وانا إليه راجعون، يا لها
من مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات
و الأرضين (4).
اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة
و مغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات

1 - موال (خ ل).
2 - المقام المحمود: مقام الشفاعة، اي يؤهلني لشفاعتكم أو ظهور امام الحق واعلاء
الدين وقمع الكافرين.
3 - بمصيبة (خ ل).
4 - الأرض (خ ل).
330

محمد وآل محمد.
اللهم ان هذا يوم (1) تنزلت (2) فيه اللعنة على ال زياد وال أمية وابن
اكلة الا كباد، اللعين بن اللعين على لسان نبيك، في كل موطن وموقف
وقف فيه نبيك (صلى الله عليه وآله).
اللهم العن أبا سفيان ومعاوية وعلى يزيد بن معاوية اللعنة ابد
الا بدين، اللهم فضاعف عليهم اللعنة ابدا لقتلهم الحسين (عليه السلام).
اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم، وفي موقفي هذا، وأيام
حياتي بالبراءة منهم واللعنة (3) عليهم، وبالموالاة لنبيك وأهل بيت نبيك
صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
ثم تقول مائة مرة:
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد (4) واخر تابع له
على ذلك، اللهم العن العصابة التي حاربت (5) الحسين، وشايعت
وتابعت (6) أعدائه على قتله وقتل أنصاره، اللهم العنهم جميعا.

1 - قال في البحار: الرخصة في قول الإمام (عليه السلام): (ان تزوره في كل يوم)، يستلزم
الرخصة في تغيير عبارة الزيارة أيضا، كان يقول: اللهم ان يوم قتل الحسين يوم تبركت به.
2 - تنزل (خ ل).
3 - باللعن (خ ل).
4 - ظلم آل محمد حقوقهم (خ ل).
5 - جاهدت (خ ل).
6 - بايعت (خ ل).
331

ثم تقول مائة مرة:
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
وأناخت برحلك، عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل
والنهار، ولا جعله الله اخر العهد من زيارتكم، السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم
أجمعين.
ثم تقول مرة واحدة:
اللهم خص أنت أول ظالم ظلم ال نبيك باللعن، ثم العن أعداء ال
محمد من الأولين والآخرين، اللهم العن يزيد وأباه والعن عبيد الله بن
زياد وال مروان وبني أمية قاطبة إلى يوم القيامة.
ثم تسجد سجدة تقول فيها:
اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم، الحمد لله على
عظيم رزيتي فيهم، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي
قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم
دون الحسين عليه السلام.
قال علقمة: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام):
ان استطعت ان تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دهرك (1) فافعل،

1 - في بعض المصادر: دارك.
332

فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله تعالى (1).
الباب (72)
ثواب زيارة الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان
[557] 1 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب رحمهم
الله جميعا، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بعض أصحابه (2)،
عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان ليلة النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الاعلى: زائري
الحسين ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم علي ربكم ومحمد نبيكم (3).
[558] 2 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره، عن أحمد بن هلال، عن
محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله

1 - عنه البحار 101: 290، المستدرك 10: 293 و 315، عنه صدره الوسائل 14: 494.
رواه الشيخ في مصباحه: 772، باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة،
عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام)، عنه البحار 101: 293.
أورده السيد ابن طاووس في مصباح الزائر: 147، والكفعمي في مصباحه: 483، البلد
الأمين: 269.
2 - يأتي الحديث بعيد هذا، وفيه: عن أبيه عن صندل.
3 - رواه الكليني في الكافي 4: 589، والصدوق في الفقيه 2: 348، والمفيد في مسار
الشيعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 94، الوسائل
14: 468، المستدرك 10: 289.
333

(عليه السلام)، والحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)
قالا:
من أحب ان يصافحه مائة الف نبي وأربعة وعشرون الف نبي فليزر
قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) في النصف من شعبان، فان أرواح
النبيين (عليهم السلام) يستأذنون الله في زيارته، فيؤذن لهم، منهم خمسة
أولوا العزم من الرسل، قلنا: من هم، قال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلى الله عليهم أجمعين، قلنا له: ما معنى اولي العزم، قال:
بعثوا إلى شرق الأرض وغربها، جنها وانسها (1).
[559] 3 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل،
عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الاعلى: زائري
الحسين ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم (2).
[560] 4 - ورواه صافي البرقي (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 48 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 93، الوسائل
14: 467، المستدرك 10: 288.
2 - رواه الكليني في الكافي 4: 589، والصدوق في الفقيه 2: 348، والمفيد في مسار
الشيعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 94، الوسائل
14: 468، المستدرك 10: 289.
3 - كذا في النسخ.
334

من زار أبا عبد الله (عليه السلام) ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في
النصف من شعبان غفر له ذنوبه (1).
[561] 5 - وباسناده، عن داود بن كثير الرقي، قال: قال الباقر (عليه السلام):
زائر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه ولن يكتب عليه
سيئة في سنة حتى يحول عليه الحول، فان زار في السنة المقبلة غفر الله
له ذنوبه (2).
[562] 6 - حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن
الحسين ابن أبي سارة (3) المدائني، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن عبد الرحمان بن الحجاج أو غيره واسمه الحسين، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام):
من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر، قال: قلت: اي الليالي جعلت فداك، قال: ليلة الفطر أو ليلة
الاضحي أو ليلة النصف من شعبان (4).

1 - رواه الشيخ في المصباح: 761، والأمالي 1: 46، عنهما البحار 101: 94، الوسائل
14: 468، المستدرك 10: 289.
2 - رواه الشيخ في مصباحه: 761، والأمالي 1: 46، عنهم البحار 101: 94، الوسائل
14: 468.
أورده ابن المشهدي في مزاره عن محمد بن مارد القمي.
3 - في التهذيب: أبي سيار.
4 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 49، عنهما البحار 101: 89 و 94، الوسائل 14: 475،
المستدرك 10: 290.
335

[563] 7 - حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي عن سعد
ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن
القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد (1)، عن يونس بن ظبيان، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة
في سنة واحدة، كتب الله له الف حجة مبرورة، والف عمرة متقبلة،
وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة (2).
فصل: ما يجب العمل به ليلة النصف من شعبان:
[564] 8 - سالم بن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء فقرأ الف مرة: (قل هو
الله أحد)، ويستغفر الله الف مرة، ويحمد الله الف مرة، ثم
يقوم فيصلي أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الف مرة آية الكرسي
وكل الله تعالى به ملكين يحفظانه من كل سوء، ومن شر كل شيطان

1 - في التهذيب: أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن القاسم بن يحيى عن جده
الحسن: راشد، كذا في الطبعة القديمة ونسخة الوافي أيضا، والصحيح ما في الكامل، راجع
معجم الرجال 2: 312.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 51، عنهما البحار 101: 90 و 95، الوسائل 14: 475،
المستدرك 10: 290.
336

وسلطان، ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيئة، ويستغفران له
ما داما (1) معه (2).
[565] 9 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر (3).
[566] 10 - حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق
ابن عمار، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الوليد، عن
يونس بن يعقوب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكل من زار الحسين (عليه السلام)
من المؤمنين ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر (4)، وقيل لهم: استقبلوا العمل،
قال: قلت: هذا كله لمن زار الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان، فقال:
يا يونس لو أخبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين (عليه السلام) لقامت ذكور

1 - ما شاء الله (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 342، الوسائل 14: 471.
3 - عنه البحار 101: 91، الوسائل 14: 469.
4 - ما قدموا من ذنوبهم (خ ل).
337

الرجال علي الخشب (1). (2)
[567] 11 - حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى، عن عبيد
الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد
(عليهما السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم
من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجة
متقبلة والف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق
عرشه (3).
الباب (73)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) في رجب
[568] 1 - حدثني أبو علي محمد بن همام، عن أبي عبد الله جعفر بن

1 - قال السيد ابن طاووس في الاقبال بعد نقل الحديث: لعل معناه اي كانوا صلبوا علي
الأخشاب لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه في فضل زيارة الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان
من عظيم فضل سلطان الحساب وعظيم نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديقه ضعف الألباب -
انتهى.
عليه يكون إضافة الذكور إلى الرجال للمبالغة في وصف الرجولية وما يلزمها من الشدة
والاقدام على أمور الخير وعدم التهاون فيها.
2 - عنه البحار 101: 95.
3 - عنه البحار 101: 93.
338

محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد الابزاري، عن الحسن بن محبوب،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) في اي
شهر نزور الحسين (عليه السلام)، قال: في النصف من رجب والنصف من
شعبان (1).
[569] 2 - ورواه أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مثله، غير أنه قال: اي الأوقات أفضل ان تزور فيه
الحسين (عليه السلام) (2).
[570] 3 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير
الدهان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال:
من زار الحسين (عليه السلام) يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب الف
حجة والف عمرة والف غزوة مع نبي مرسل، ومن زاره أول يوم من
رجب غفر الله له البتة (3).

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 48 والمصباح: 743، والسيد في الاقبال 3: 218، عنهم
البحار 101: 96 و 97، الوسائل 14: 466.
رواه في البحار 101: 97 عن كتاب الزيارات والفضائل لمحمد بن داود القمي.
2 - عنه البحار 101: 96، الوسائل 14: 466.
3 - رواه في التهذيب 6: 48، مصباح الزائر: 154، عنهم البحار 101: 97، وقد مر بهذا
السند والمتن في الباب: 70.
339

الباب (74)
ثواب من زار الحسين (عليه السلام) في غير يوم عيد ولا عرفة
[571] 1 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه في
غير عيد ولا عرفة كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات
متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عدل (1).
[572] 2 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صالح، عن
عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى
ما لزائر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله
يحفظه في نفسه وماله حتى يرده إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله
الحافظ له (2).
[573] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح، مثل حديثه
الأول في الباب.
[574] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن

1 - عنه البحار 101: 34، وقد مر تمامه في الباب: 70.
2 - عنه البحار 101: 46 و 78، وقد مر بسند آخر في الباب: 49.
340

محمد بن عيسى، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي،
عن صندل، عن داود بن فرقد (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة غفر الله له البتة، ولم يخرج
من الدنيا وفي نفسه حسرة منها، وكان مسكنه في الجنة مع الحسين بن
علي (عليهما السلام)، ثم قال: يا داود من لا يسره أن يكون في الجنة جار الحسين
(عليه السلام)، قلت: من لا أفلح (2).
[575] 5 - وعنه، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي، عن صندل، عن
داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار الحسين (عليه السلام) في
كل شهر من الثواب، قال: له من الثواب ثواب مائة الف شهيد مثل شهداء
بدر (3).
[576] 6 - وباسناده عن صندل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل امر حكيم، نادي
مناد تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله قد غفر لمن زار قبر الحسين
(عليه السلام) في هذه الليلة. (4)
[577] 7 - حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن

1 - داود بن يزيد (خ ل) وهو مصحف، والصحيح ما أثبتناه من البحار، وكنيته أبو يزيد.
2 - عنه البحار 101: 96، الوسائل 14: 479.
3 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 37، الوسائل 14: 438.
رواه في المزار الكبير، عنه البحار 101: 17.
4 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 49، عنهما البحار 101: 97، الوسائل 14: 472.
341

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فاعرف عند قبر الحسين
(عليه السلام)، قال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه
في غير يوم عيد ولا عرفة كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة
مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عدل، ومن أتاه
في يوم عيد - وذكر الحديث بطوله (1).
الباب (75)
من اغتسل في الفرات وزار الحسين (عليه السلام)
[578] 1 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى
العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد
اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين (عليه السلام) كان كيوم ولدته أمه
صفرا من الذنوب ولو اقترفها كبائر وكانوا يحبون الرجل إذا زار قبر
الحسين (عليه السلام) اغتسل وإذا ودع لم يغتسل ومسح يده علي وجهه إذا ودع (2).

1 - عنه المستدرك 10: 296، وقد مر في الباب: 70.
2 - عنه البحار 101: 143، الوسائل 14: 485.
342

[579] 2 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير
الدهان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): - في حديث طويل -، قال:
ويحك يا بشير ان المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه
فاغتسل في الفرات ثم خرج كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات
متقبلات وغزوة مع نبي مرسل أو امام عدل (1).
[580] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن محمد بن يحيى وأحمد بن
إدريس، عن العمركي بن علي، عن يحيى - وكان في خدمة الامام
أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة -
فأقبل إلى بوجهه فقال:
يا بشير حججت العام، قلت: جعلت فداك لا ولكن عرفت بالقبر
قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: يا بشير والله ما فاتك شي مما كان لأصحاب
مكة بمكة، قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسر لي، فقال:
يا بشير ان الرجل منكم ليغتسل علي شاطئ الفرات ثم يأتي قبر
الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة
حجة مقبولة ومعها مائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى

1 - عنه البحار 101: 143، قد مر في الأبواب: 70 و 73.
343

أعداء الله وأعداء الرسول (1) - وذكر الحديث (2).
[581] 4 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال: أتاه رجل فقال له:
هل يزار والدك، فقال: نعم، فقال: ما لمن اغتسل بالفرات ثم أتاه، قال: إذا
اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته أمه -
وذكر الحديث بطوله (3).
[582] 5 - حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن
أبي علي محمد بن همام بن سهيل، عن أحمد بن مابنداد (4)، عن أحمد بن
المعافا الثعلبي من أهل رأس العين (5)، عن علي بن جعفر الهماني (6)، قال:
سمعت علي بن محمد العسكري (عليهما السلام) يقول:
من خرج من بيته يريد زيارة الحسين (عليه السلام) فصار إلى الفرات
فاغتسل منه كتب من المفلحين، فإذا سلم على أبي عبد الله كتب من

1 - إلى اعدى عدو له (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 87، الوسائل 14: 486، المستدرك 10: 298.
3 - عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 486، وقد مر بطوله في الباب: 44.
4 - هابندار (خ ل)، ما أثبتناه هو الصحيح، راجع معجم الرجال.
5 - رأس العين مدينة كبيرة من مدن الجزيرة.
6 - في البحار: الهمداني، وهو تصحيف.
344

الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك
السلام ويقول لك: أما ذنوبك فقد غفر لك، استأنف العمل (1).
[583] 6 - حدثني حسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن علوية
الأصفهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه
كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ:
اللهم اجعله نورا وطهورا، وحرزا وكافيا من كل داء وسقم، و
من كل آفة وعاهة، وطهر به قلبي وجوارحي، ولحمي ودمي، وشعري
وبشري، ومخي وعظامي وعصبي، وما أقلت الأرض مني، فاجعله لي
شاهدا يوم القيامة ويوم حاجتي وفقري وفاقتي (2).
[584] 7 - حدثني محمد بن همام بن سهيل الإسكافي، عن جعفر بن
محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن عبد الرحمان الرواسي، عمن
حدثه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى الحسين بن
علي (عليهما السلام) فتوضأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدما ولم يضع قدما الا
كتب الله له حجة وعمرة (3).
[585] 8 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن جميعا، عن

1 - عنه البحار 101: 143، الوسائل 14: 486.
2 - رواه في التهذيب 6: 54، عنهما البحار 101: 146، الوسائل 14: 490، المستدرك
10: 298.
3 - رواه في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 146، الوسائل 14: 484، المستدرك
10: 297.
345

الحسين بن حسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن
يوسف الكناسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام)
فائت الفرات واغتسل بحيال (1) قبره (2).
[586] 9 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله الموسوي،
عن عبد الله بن نهيك، عن محمد الفراشي (3)، عن إبراهيم بن محمد
الطحان، عن بشير الدهان، عن رفاعة بن موسى النحاس، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال:
ان من خرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه وبلغ الفرات واغتسل
فيه وخرج من الماء كان كمثل الذي خرج من الذنوب، فإذا مشى إلى
الحائر لم يرفع قدما ولم يضع أخرى الا كتب الله له عشر حسنات
ومحي عنه عشر سيئات (4).
الباب (76)
الرخصة في ترك الغسل لزيارة الحسين (عليه السلام)
[587] 1 - حدثني أبي وأخي، عن الحسن بن متوية بن السندي، عن

1 - قعد حياله: بإزائه أو محاذيا له.
2 - عنه البحار 101: 146، المستدرك 10: 297.
3 - كذا، وفي البحار نقلا عنه: محمد بن الفراش، وفي التهذيب: محمد بن فراس، و
الشخص مهمل.
4 - رواه في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 147، المستدرك 10: 147.
346

أبيه، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب بالكوفة، عن صفوان
ابن يحيى، عن العيص بن القاسم البجلي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) عليه غسل، قال: فقال: لا (1).
[588] 2 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي
خلف، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن العيص بن
القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
[589] 3 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العيص، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله.
[590] 4 - حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن
المغيرة، عن أبي اليسع، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) - وانا اسمع - عن
الغسل إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: لا (2).
[591] 5 - حدثني جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن الحسين، عن أيوب بن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، قال:
حدثنا أبو اليسع - وذكر الحديث بنفسه.
[592] 6 - وحدثني محمد بن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن علي

1 - رواه في التهذيب 6: 53، عنهما البحار 101: 144، الوسائل 14: 488.
2 - رواه في التهذيب 6: 53، عنهما البحار 101: 144، الوسائل 14: 488.
347

ابن مهزيار، عن أبيه علي، عن أيوب بن نوح وغيره، عن عبد الله بن
المغيرة، عن أبي اليسع، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) - وذكر مثله.
[593] 7 - حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد
بن أبي زاهر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن
يحيى، عن سيف بن عميرة، عن العيص بن القاسم البجلي، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين (عليه السلام) عليه غسل، قال: لا (1).
[594] 8 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق (عليه السلام)، عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن
زياد، عن أبي حنيفة السابق، عن يونس بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: إذا كنت منه قريبا - يعني الحسين (عليه السلام) - فان أصبت غسلا فاغتسل
والا فتوضأ ثم آته (2).
[595] 9 - حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن العباس بن عامر، عن الحسن بن عطية أبي ناب، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغسل إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام)، قال: ليس عليك
غسل (3).
[596] 10 - حدثني الحسن بن الزبرقان الطبري، باسناد له يرفعه إلى

1 - عنه البحار 101: 144، الوسائل 14: 489.
2 - عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489.
3 - عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489.
348

الصادق (عليه السلام)، قال: قلت: ربما أتينا قبر الحسين (عليه السلام) فيصعب علينا
الغسل للزيارة من البرد أو غيره، فقال (عليه السلام):
من اغتسل في الفرات وزار الحسين (عليه السلام) كتب له من الفضل ما
لا يحصي، فمتى ما رجع إلى الموضع الذي اغتسل فيه وتوضأ وزار
الحسين (عليه السلام) كتب له ذلك الثواب (1). (2)
الباب (77)
ان زائري الحسين (عليه السلام) العارفين بحقه تشيعهم الملائكة وتستقبلهم
وتعودهم إذا مر يشهدونهم إذا ماتوا
ويستغفرون لهم إلى يوم القيامة
[597] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن حسن بن
ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن إسحاق
ابن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته
يقول:
وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى
يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وان مرض

1 - قال الشيخ في التهذيب: ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحق بتركه العقاب، وإن كان
فيه غسل مندوب فيه فضل كثير، فلا تنافي بين الاخبار (التهذيب 6: 53).
2 - عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489.
349

عادوه غدوة وعشية، وان مات شهدوا جنازته، واستغفروا له إلى يوم
القيامة (1).
[598] 2 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن
معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة،
فلا يأتيه أحد الا استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده الا شيعوه،
ولا يمرض أحد الا عادوه، ولا يموت أحد الا شهدوه (2).
[599] 3 - وحدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع باسناده مثله.
[600] 4 - حدثني أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن موسى
ابن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن ابان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
مثله.
[601] 5 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن نهيك،
عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1 - رواه الصدوق في أماليه: 22 و 122، وثواب الأعمال: 113، والكليني في الكافي
4: 581، عنهم البحار 101: 63، المستدرك 10: 245.
2 - رواه في ثواب الأعمال: 113، عنهما البحار 101: 55، الوسائل 14: 420، المستدرك
10: 242، وقد مر في الباب: 27.
350

ان إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى
حاجته، وان عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثا غبرا يبكونه إلى
يوم القيامة، فمن زاره شيعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا
جنازته (1).
[602] 6 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى
العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد
اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
قال: ان الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة الحسين شيعه
سبعمائة ملك من فوق رأسه ومن تحته، وعن يمينه وعن شماله، ومن
بين يديه ومن خلفه، حتى يبلغونه مأمنه، فإذا زار الحسين (عليه السلام) ناداه
مناد: قد غفر الله لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون معه مشيعين له إلى
منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا: نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه
إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم، وثواب ذلك
للرجل (2).
[603] 7 - وعنه، عن محمد بن يحيى باسناده إلى منيع، عن زياد، عن
عبد الله بن مسكان، عن محمد الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)

1 - عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 242، وقد مر في الباب: 69.
2 - عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249.
351

يقول: ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا إلى أن
تقوم الساعة، يشيعون من زاره، يعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته
إذا مات (1).
[604] 8 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن
عامر، عن ابان، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا،
فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس
هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى
يطلع الفجر ويشهدون لمن زاره، ويشيعونه إلى أهله، ويعودونه إذا
مرض، ويصلون عليه إذا مات (2).
[605] 9 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال:
من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وكل الله
به ملكا يضع إصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى يرد
الحائر، فإذا دخل من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثم قال له: أما ما

1 - عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249.
2 - عنه البحار 101: 21 و 56، المستدرك 10: 243، وقد مر بطريق آخر في الباب: 27.
352

مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل (1).
[606] 10 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن
راشد، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: من خرج من بيته يريد زيارة قبر
الحسين (عليه السلام) - مثله.
[607] 11 - حدثني أبي ومحمد بن عبد الله رحمهما الله جميعا،
عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن
مهزيار، عن أبي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن
هارون بن خارجة، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما
لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال:
ان الحسين (عليه السلام) لما أصيب بكته حتى البلاد، فوكل الله به أربعة
آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه
شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وان مرض عادوه غدوة وعشية، وان مات
شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة (2).
[608] 12 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن

1 - عنه البحار 101: 67، المستدرك 10: 248، وقد مر في الباب: 62.
2 - عنه البحار 101: 63.
353

ابان الكلبي (1)، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم
في القتال، فرجعوا في الاستيذان، فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم
عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور،
فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض
مريض الا عادوه، ولا يموت الا صلوا علي جنازته، واستغفروا له بعد
موته، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (عليه السلام) (2).
[609] 13 - حدثني أبو العباس الرزاز، عن ابن أبي الخطاب، قال:
حدثني محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب، عن مالك الجهني، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال:
يا مالك ان الله تبارك وتعالى لما قبض الحسين (عليه السلام) بعث إليه أربعة
آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر
الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا
حتى يرجع إلى أهله.

1 - في بعض المصادر: الكوفي، وكلاهما صحيح، عنونه الشيخ في رجاله: 253، الرقم:
3561، وفيه: عمر بن ابان الكلبي، مولي أبو حفص، كوفي.
2 - مر ذكره مختصرا في الباب: 41.
رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في أماليه: 22 و 122، ثواب الأعمال: 113، و
النعماني في الغيبة: 168، والراوندي في الخرائج 1: 325، عنهم البحار 101: 63، الوسائل
14: 409، المستدرك 10: 245.
354

قال: فلما مات مالك وقبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت علي أبي عبد الله
(عليه السلام) فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت إلى حجة، قال: وعمرة يا
محمد (1).
الباب (78)
فيمن ترك زيارة الحسين (عليه السلام)
[610] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (2)، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) من شيعتنا كان
منتقص الايمان منتقص الدين، وان دخل الجنة كان دون المؤمنين في
الجنة (3).
[611] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغرا، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

1 - عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249.
2 - في الأصل وفي الوسائل: حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى، ما أثبتناه هو
الصحيح، لأنه الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى - كما مر ويأتي -، راجع معجم الرجال
4: 376.
3 - رواه في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 4، الوسائل 14: 431.
355

من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) حتى يموت كان منتقص الدين
منتقص الايمان، وان ادخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة (1).
[612] 3 - حدثني أبي وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن رجل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) وهو يزعم أنه لنا
شيعة حتى يموت فليس هو لنا بشيعة، وإن كان من أهل الجنة فهو من
ضيفان أهل الجنة (2).
[613] 4 - وباسناده، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
من أراد ان يعلم أنه من أهل الجنة فليعرض حبنا علي قلبه، فان قبله
فهو مؤمن، ومن كان لنا محبا فليرغب في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فمن
كان للحسين (عليه السلام) زوارا عرفناه بالحب لنا أهل البيت، وكان من أهل
الجنة، ومن لم يكن للحسين زوارا كان ناقص الايمان (3).
[614] 5 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن أحمد بن إدريس، عن
العمركي بن علي البوفكي، عمن حدثه، عن صندل، عن هارون بن
خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 4، الوسائل 14: 430.
2 - عنه البحار 101: 4، الوسائل 14: 432.
3 - عنه البحار 101: 4، الوسائل 14: 432.
356

سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين بن علي من غير علة، قال:
هذا رجل من أهل النار (1).
[615] 6 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي القرشي، عن خاله
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عمن حدثه، عن علي بن ميمون، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لو أن أحدكم حج الف حجة ثم لم يأت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)
لكان قد ترك حقا من حقوق الله تعالى، وسئل عن ذلك، فقال: حق
الحسين (عليه السلام) مفروض علي كل مسلم (2).
[616] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في حديث له طويل، انه أتاه رجل
فقال له: هل يزار والدك، فقال: نعم، قال: فما لمن زاره، قال: الجنة إن كان
يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم الحسرة -
وذكر الحديث بطوله (3).

1 - عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 432.
2 - عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 432.
3 - عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 433، المستدرك 10: 258 و 350، وقد مر بطوله
في الباب: 44.
357

الباب (79)
زيارات الحسين بن علي (عليهما السلام)
[617] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن يزيد بن
إسحاق شعر، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا
دخلت الحائر فقل:
اللهم ان هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به، اللهم فاعطني فيه
رغبتي على حقيقة ايماني بك وبرسلك، سلام الله عليك يا ابن رسول
الله، وسلام ملائكته، فيما تروح (1) وتغتدي به الرائحات الطاهرات لك
وعليك، وسلام على ملائكة الله المقربين، وسلام على المسلمين لك
بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم.
اشهد انك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما
اتيت به، وانك ثار الله (2) في الأرض من الدم الذي لا يدرك ثاره من الأرض
الا بأوليائك.

1 - الرواح: من زوال الشمس إلى الليل.
2 - الثأر: الدم وطلب الدم، اي انك أهل ثار الله والذي يطلب الله بدمه من أعدائه، أو هو
الطالب بدمه ودماء أهل بيته بأمر الله في الرجعة.
358

اللهم حبب إلي مشاهدهم وشهادتهم (1) حتى تلحقني بهم،
وتجعلني لهم فرطا (2) وتابعا في الدنيا والآخرة.
ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات، ثم تقوم بحيال القبر وتقول:
سبحان الذي سبح له الملك والملكوت، وقدست بأسمائه جميع
خلقه، وسبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، اللهم اكتبني في
وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك اللهم العن الجبت والطاغوت
والعن أشياعهم واتباعهم.
اللهم اشهدني مشاهد الخير كلها مع أهل بيت نبيك، اللهم توفني
مسلما واجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من
عبادك الصالحين.
ثم تكبر خمس تكبيرات ثم تمشي قليلا وتقول:
اللهم إني بك مؤمن وبوعدك موقن، اللهم اكتب لي ايمانا وثبته
في قلبي، اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في
عملي.
اللهم اجعلني ممن له مع الحسين عليه السلام قدما ثابتا، واثبتني
فيمن استشهد معه.

1 - شهادتهم: حضورهم، أو أصير شهيدا كما صاروا.
2 - الفرط: من يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الادلاء، اي تجعلني خادما لهم
ساعيا في أمورهم.
359

ثم كبر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتى تضعهما على القبر
جميعا، ثم تقول:
اشهد انك طهر طاهر من طهر طاهر، طهرت وطهرت بك البلاد،
وطهرت ارض أنت بها وطهر حرمك (1)، اشهد انك أمرت بالقسط
ودعوت إليه، وانك ثار الله في ارضه حتى يستثير لك من جميع خلقه.
ثم ضع خديك جميعا على القبر ثم تجلس وتذكر الله بما شئت،
وتوجه إلى الله فيما شئت ان تتوجه، ثم تعود وتضع يديك عند رجليه ثم
تقول:
صلوات الله على روحك وعلى بدنك، صدقت وأنت الصادق
المصدق، وقتل الله من قتلك بالأيدي والألسن.
ثم تقبل إلى علي ابنه فتقول ما أحببت، ثم تقوم قائما فستقبل القبور
قبور الشهداء فتقول:
السلام عليكم أيها الشهداء، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، أبشروا
بموعد الله الذي لا خلف له، الله مدرك لكم وتركم (2)، ومدرك لكم في
الأرض عدوه، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة.
ثم تجعل القبر بين يديك ثم تصلي ما بدا لك ثم تقول:
جئت وافدا إليك وأتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي من امر

1 - طهرت لك البلاد، طهر حرمها (خ ل).
2 - الوتر - بالكسر وقد يفتح - الترة: الثار.
360

دنياي واخرتي، بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم، وبك
يدرك عند الله أهل الترات طلبتهم.
ثم تكبر إحدى عشر تكبيرة متتابعة ولا تعجل فيها، ثم تمشي
قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول:
الحمد لله الواحد المتوحد في الأمور كلها، خلق الخلق فلم يغب
شئ من أمورهم عن علمه، فعلمه بقدرته، ضمنت الأرض ومن عليها
دمك (1) وثارك يا ابن رسول الله، صلى الله عليك
اشهد ان لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وان لك من الله
الوعد الصادق في هلاك أعدائك، وتمام موعد الله إياك، اشهد ان من
تبعك الصادقون، الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: (أولئك هم
الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم). (2)
ثم كبر سبع تكبيرات، ثم تمشي قليلا، ثم تستقبل القبر وتقول:
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك
وخلق كل شئ فقدره تقديرا، اشهد انك دعوت إلى الله والى رسوله،
ووفيت لله بعهده، وقمت لله بكلماته، وجاهدت في سبيل الله حتى
اتاك اليقين.

1 - تضمين الأرض اما على سبيل المبالغة والمجاز كناية عن تعظيم الامر وتفخيمه، أو
المراد ان الله يأمر الأرض في القبر بتعذيب قاتليه وفي الرجعة بخسفهم وغيره.
2 - الحديد: 19.
361

لعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة خذلتك، ولعن الله أمة خذلت
عنك (1).
اللهم إني أشهدك بالولاية لمن واليت، ووالته رسلك، واشهد
بالبراءة ممن برئت منه وبرئت منه رسلك، اللهم العن الذين كذبوا
رسلك وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دما أهل بيت نبيك،
وافسدوا في بلادك، واستذلوا عبادك.
اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك وبرك وبحرك،
اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية في ارضك وسمائك.
وكلما دخلت الحائر فسلم وضع خدك على القبر (.
زيارة أخرى
بسم الله الرحمان الرحيم
[618] 2 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم
الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة،
قال:
كنت انا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج

1 - خدعتك (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 148.
362

جلوسا عند أبي عبد الله، وكان المتكلم يونس، وكان اكبرنا سنا، فقال
له: جعلت فداك اني أحضر مجالس هؤلاء القوم - يعني ولد س ا ب ع (1) -
فما أقول، قال: إذا حضرتم وذكرتنا فقل:
اللهم أرنا الرخاء والسرور.
فإنك تأتي على كل ما تريد، فقلت: جعلت فداك اني كثيرا ما أذكر
الحسين (عليه السلام) فأي شئ أقول، قال: قل:
السلام عليك يا أبا عبد الله - تعيد ذلك ثلاثا.
فان السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد، ثم قال: ان أبا عبد الله
(عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن
وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى
بكي على أبي عبد الله (عليه السلام)، الا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت
فداك ما هذه الثلاثة أشياء، قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل
عثمان.
قال: قلت: جعلت فداك اني أريد ان أزوره فكيف أقول وكيف
اصنع، قال:
إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس
ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فإنك في حرم من حرم الله ورسوله،

1 - هو مقلوب عباس، هكذا عبر تقية.
363

بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيرا والصلاة على محمد
(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، حتى تصير إلى باب الحسين (عليه السلام)، ثم قل:
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة
الله وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم أخط عشر خطا، فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة، ثم امش حتى
تأتيه من قبل وجهه، واستقبل وجهك بوجهه، واجعل القبلة بين كتفيك،
ثم تقول:
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا قتيل الله
وابن قتيله (1)، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله (2)
الموتور في السماوات والأرض (3).
اشهد ان دمك سكن في الخلد، واقشعرت له أظلة العرش (4)، وبكى
له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع وما
فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما
لا يرى.

1 - اي الذي قتل لله وفي سبيله، أو القتيل الذي طلب دمه وثاره إلى الله.
2 - وتر الله: الفرد المنفرد في الكمال من نوع البشر في عصره، أو المراد ثار الله أي الذي
الله تعالى طالب دمه، الموتور: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه.
3 - اي ينتظر طلب ثاره أهل السماوات والأرض، أو عظمت مصيبته فيهما.
4 - الأظلة ج ظلال، وهو ما اظلك من سقف أو غيره، والمراد هنا ما فوق العرش أو اطباقه
وبطونه.
364

اشهد أنك حجة الله وابن حجته، واشهد أنك قتيل الله وابن
قتيله، واشهد أنك ثار الله في الأرض وابن ثاره، واشهد أنك وتر الله
الموتور في السماوات والأرض، واشهد أنك قد بلغت ونصحت
ووفيت ووافيت وجاهدت في سبيل ربك، ومضيت للذي كنت عليه
شهيدا ومستشهدا، وشاهدا ومشهودا.
انا عبد الله ومولاك، وفي طاعتك والوافد إليك، التمس كمال
المنزلة عند الله وثبات القدم في الهجرة إليك، والسبيل الذي لا يختلج (1)
دونك من الدخول في كفالتك (2) التي أمرت بها.
من أراد الله بدأ بكم، من أراد الله بدأ بكم، من أراد الله بدأ بكم،
بكم يبين الله الكذب، وبكم يباعد الله الزمان الكلب (3)، وبكم فتح الله،
وبكم يختم الله، وبكم يمحو الله ما يشأ، وبكم يثبت، وبكم يفك الذل
من رقابنا.
وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب، وبكم تنبت الأرض
أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها، وبكم تنزل السماء قطرها
ورزقها.

1 - الاختلاج: الاضطراب، اختلجه: جذبه، والمعنى: اني التمس منك السبيل المستقيم
غير المضطرب،
2 - الكفالة: الحفظ والرعاية والشفاعة التي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم.
3 - يقال: كلب الدهر على أهله: إذا ألح عليهم واشتد.
365

وبكم يكشف الله الكرب، وبكم ينزل الله الغيث، وبكم تسبح
الله الأرض التي تحمل أبدانكم، وتستقل جبالها على مراسيها (1).
إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم،
والصادق عما فصل من أحكام العباد، لعنت أمة قتلتكم، وأمة خالفتكم،
وأمة جحدت ولايتكم، وأمة ظاهرت عليكم، وأمة شهدت
ولم تستشهد.
الحمد لله الذي جعل النار مأواهم، وبئس ورد الواردين، وبئس
الورد (2) المورود، والحمد لله رب العالمين.
وتقول ثلاثا:
صلى الله عليك يا أبا عبد الله، أنا إلى الله ممن خالفك بري.
ثم تقوم فتأتي ابنه عليا (عليه السلام) وهو عند رجليه فتقول:
السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين،
السلام عليك يا ابن الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن خديجة
وفاطمة.
صلى الله عليك - ثلاثا، لعن الله من قتلك - ثلاثا، أنا إلى الله
منهم بري - ثلاثا.
ثم تقوم فتومي بيدك إلى الشهداء وتقول:

1 - مراسيها: أماكنها ومحال ثبوتها واستقرارها.
2 - الورد: الماء الذي ترد عليه، المورود تأكيد له.
366

السلام عليكم - ثلاثا، فزتم والله - ثلاثا، فليت أني معكم فأفوز
فوزا عظيما.
ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله (عليه السلام) بين يديك وامامك، فتصلي
ست ركعات، وقد تمت زيارتك، فان شئت أقم وان شئت فانصرف (1).
زيارة أخرى
بسم الله الرحمان الرحيم
[619] 3 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن
ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن نعيم بن الوليد، عن
يوسف الكناسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا اتيت قبر الحسين (عليه السلام) فائت الفرات واغتسل بحيال قبره،
وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار، حتى تدخل الحائر من جانبه
الشرقي، وقل حين تدخله:
السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله

1 - عنه البحار 101: 152، بعضه الوسائل 14: 493، المستدرك 10: 313.
أورده الكليني في الكافي 4: 576، باسناده عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، عن الصادق (عليه السلام)، عنه الشيخ في
التهذيب 6: 54.
ذكره الصدوق في الفقيه 2: 594 مرسلا، عنه المحجة البيضاء 4: 89.
367

المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله
المسومين (1)، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحاير بإذن الله
مقيمون.
فإذا استقبلت قبر الحسين (عليه السلام) فقل:
السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، امين الله على رسله
وعزائم امره، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك
كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم تقول:
السلام على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك، الذي انتجبته
بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته
برسالاتك وديان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن
على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

1 - مسومين اي معلمين، من التسويم الذي هو اظهار سيماء الشئ، أو مرسلين، من
التسويم بمعني الاسامة، ومردفين اي متبعين المؤمنين أو بعضهم بعضا.
أقول: قال المجلسي قدس سره: (يمكن أن يكون المراد في هذا المقام السلام على تلك
الأصناف من الملائكة الذين عاونوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزواته مقدما على السلام على الذين
عاونوا سبطه الشهيد وزواره، مع أنه يحتمل أن يكون هؤلاء الاملاك أيضا من الحاضرين في هذا
المشهد الشريف، كما يظهر من بعض الأخبار، ويحتمل أن يكون المراد توصيف الملائكة
المقيمين في هذا المشهد بأنهم معلمون بعلامة أو مرسلون لا عانة الزائرين، وانهم يردف بعضهم
بعضا في النزول لزيارته، ويردفون المؤمنين الزائرين في الزيارة ويشيعونهم إلى أوطانهم،
والأول أظهر).
368

اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك، الذي انتجبته
بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته
برسالاتك وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن
على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم تسلم على الحسين وسائر الأئمة كما صليت وسلمت على
الحسن بن علي (عليهما السلام).
ثم تأتي قبر الحسين (عليه السلام) فتقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله، صلى
الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت
عن الله ما أمرك به ولم تخش أحدا غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته
مخلصا حتى أتاك اليقين.
أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة
على من يبقى ومن تحت الثرى (1)، أشهد ان ذلك لكم سابق فيما مضى (2)،
وذلك لكم فاتح فيما بقي، اشهد ان أرواحكم وطينتكم طينة طيبة،
طابت وطهرت هي بعضها من بعض، منا من الله ومن رحمته.

1 - في البحار: من تحت الثري اي الأموات، لأنهم مسؤولون عن إمامتهم (عليهم السلام) في
حفرهم وبعد حشرهم.
2 - اي تلك الأحوال والفضائل حاصلة فيمن مضي من الأئمة، وهي سبب لفتح أبواب
الإمامة والخلافة والعلوم والمعارف فيما بقي من الأئمة.
369

فاشهد الله وأشهدكم أني بكم مؤمن، وبإيابكم موقن، ولكم تابع
في ذات نفسي (1) وشرايع ديني وخاتمة عملي، ومنقلبي ومثواي،
فاسال الله البر الرحيم، أن يتمم لي ذلك، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله
ما أمركم به، حتى لم تخشوا أحدا غيره، وجاهدتم في سبيله،
وعبدتموه حتى أتاكم اليقين.
فلعن الله من قتلكم، ولعن الله من أمر به، ولعن الله من بلغه ذلك
فرضي به، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على
لسان النبي الأمي.
ثم تقول:
اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، وخالفوا ملتك، ورغبوا عن أمرك،
واتهموا رسولك، وصدوا عن سبيلك، اللهم احش قبورهم نارا،
وأجوافهم نارا، واحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زرقا (2).
اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل،

1 - ذات نفسي اي اعزم وأوطن نفسي على أن أكون تابعا لكم في الأمور المتعلقة بنفسي
وفي سائر شرايع ديني وفي خاتمة عملي وفي منقلبي إلى ربي عند موتي وفي مثواي في
قبري وفي الجنة، ولما لم يكن بعض هذه الأمور باختيار العبد وما كان باختياره لا يتأتى
الا بتوفيقه قال: فاسأل الله البر الرحيم ان يتمم ذلك لي ويجعل ما عزمت عليه حاصلا لي -
البحار.
2 - زرقا: عميا.
370

وكل عبد مؤمن، امتحنت قلبه للايمان (1).
اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية، اللهم العن جوابيت
هذه الأمة وطواغيتها، والعن فراعنتها، والعن قتلة أمير المؤمنين،
والعن قتلة الحسين، وعذبهم عذابا لا تعذب به أحدا من العالمين،
اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا
والآخرة.
ثم اجلس عند رأسه (عليه السلام) فقل:
صلى الله عليك، اشهد انك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا،
وأديت أمينا، وقتلت صديقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على
هدى، ولم تمل من حق إلى باطل.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته،
ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، صلى الله عليك
وسلم تسليما.
أشهد أنك كنت على بينة من ربك، قد بلغت ما أمرت به، وقمت
بحقه، وصدقت من قبلك، غير واهن ولا موهن صلى الله عليك وسلم
تسليما، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك.

1 - امتحنت قلبه: اختبرتها بالآفات والمصايب والمحن والفتن والشدائد حتى خلص
لقبول الايمان وكماله.
371

أشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله
ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك عليهم السلام، أشهد
أنك صديق عند الله، وحجته على خلقه، وأشهد أن دعوتك حق، وكل
داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض، وأشهد أن الله هو الحق المبين.
ثم تحول عند رجليه وتخير من الدعاء وتدعو لنفسك، ثم تحول
عند رأس علي بن الحسين (عليهما السلام) وتقول:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين عليك يا
مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى أهل
بيتك وعترة ابائك الأخيار الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا.
ثم تأتي قبور الشهداء وتسلم عليهم وتقول:
السلام عليكم أيها الربانيون (1)، أنتم لنا فرط وسلف، ونحن لكم
أتباع وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله تبارك وتعالى في
كتابه: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في
سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) (2).

1 - الرباني منسوب إلى الرب، والألف والنون من زيادات النسب، اي العالم الراسخ في
الدين والعلم، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله، أو من الرب بمعنى التربية اي الذين يربون
المتعلمين - البحار.
2 - آل عمران: 146.
372

فما وهنتم وما ضعفتم وما استكنتم (1) حتى لقيتم الله على سبيل
الحق ونصرة كلمة الله التامة، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم
تسليما، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له انه لا يخلف الميعاد، الله
مدرك لكم ثار ما وعدكم.
أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة، أنتم السابقون والمهاجرون
والأنصار، اشهد انكم قد جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج
رسول الله صلى الله عليه وآله، الحمد لله الذي صدقكم وعده واراكم
ما تحبون.
ثم تقول:
اتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله، واني لك عارف، وبحقك
مقر، وبفضلك مستبصر، وبضلالة من خالفك موقن، عارف بالهدى
الذي أنت عليه، بأبي أنت وأمي ونفسي.
اللهم إني أصلي عليه كما صليت أنت عليه ورسلك
وأمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة، يتبع بعضها بعضا
لا انقطاع لها ولا امد ولا ابد، ولا اجل، في محضرنا وإذا غبنا وشهدنا،
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).

1 - استكان: خضع.
2 - عنه البحار 101: 157، رواه في الكافي 4: 572 باسناده عن العدة، عن أحمد بن محمد،
عن الحسين بن سعيد.
373

زيارة أخرى
[620] 4 - حدثني أبي ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي،
عن أبيه، عن فضيل بن عثمان الصايغ، عن معاوية بن عمار، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما أقول إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قل:
السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله،
رحمك الله يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك في
دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، انا إلى الله من ذلك برئ (1).
زيارة أخرى
بسم الله الرحمان الرحيم
[621] 5 - حدثني أبي عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله الرازي،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم

1 - عنه البحار 101: 162، المستدرك 10: 299.
ذكره الشيخ في التهذيب 6: 115، باسناده عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن
سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن فضيل بن عثمان، عن معاوية بن عمار، عن
الصادق (عليه السلام).
أقول: أورده الشيخ عن الكليني، ولم نجده في الكافي.
374

أبو علي، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي (1)، قال: قال أبو عبد الله
(عليه السلام) للمفضل:
كم بينك وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: بأبي أنت وأمي يوم
وبعض يوم آخر، قال: فتزوره، فقال: نعم، فقال: الا أبشرك الا افرحك
ببعض ثوابه، قلت: بلي جعلت فداك، قال: فقال لي: ان الرجل منكم
ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من
باب منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون
عليه حتى يوافي قبر الحسين (عليه السلام).
يا مفضل إذا اتيت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فقف بالباب وقل هذه
الكلمات، فان لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله، فقلت: ما هي جعلت
فداك، قال: تقول:
السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح
نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا
وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام
عليك يا وارث محمد حبيب الله.

1 - لا يوجد: (جابر الجعفي) في التهذيب والمزار الكبير ومصباح الزائر، ولا يوجد فيها
أيضا: (للمفضل)، ولعله: (للمفضل) اشتباه من الراوي أو من الناسخين، أو مكان (عن) في
قوله: (عن جابر) الواو، والا فلا يستقيم الا بتكلف بعيد، وهو ان يقال: المفضل كان نسي الخبر
ثم اخبره جابربه.
375

السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله، السلام عليك يا
وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله،
السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي البار التقي،
السلام على الأرواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك، السلام على
ملائكة الله المحدقين بك.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام
عليك ورحمة الله وبركاته
ثم تسعي، فلك بكل قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه
في سبيل الله، فإذا سلمت على القبر فالتمسه بيدك وقل:
السلام عليك يا حجة الله في سمائه وارضه.
ثم تمضي إلى صلواتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من
حج واعتمر الف مرة، واعتق الف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله الف
مرة مع نبي مرسل.
فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (عليه السلام) ناداك مناد لو سمعت مقالته
لاقمت عمرك عند قبر الحسين (عليه السلام)، وهو يقول: طوبي لك أيها العبد قد
غنمت وسلمت، وقد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل.
فان مات في عامه أو في ليلته أو يومه لم يل قبض روحه الا الله،
376

وتقبل الملائكة معه، ويستغفرون له ويصلون عليه حتى يوافي منزله،
وتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيك (صلى الله عليه وآله) وقد
وافى منزله فأين نذهب، فيأتيهم النداء من السماء: يا ملائكتي قفوا بباب
عبدي، فسبحوا وقدسوا، واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى.
قال: فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى، يسبحون الله ويقدسونه
ويكتبون ذلك في حسناته، فإذا توفى شهدوا كفنه وغسله والصلاة
عليه، ويقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب، فيناد بهم:
يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته
إلى يوم القيامة (1).
[622] 6 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة،
باسناد مثله.
زيارة أخرى
[623] 7 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،

1 - عنه البحار 101: 163، المستدرك 10: 299.
رواه في المزار الكبير، عنه البحار 101: 165.
ذكره السيد في مصباح الزائر: 134 عنه (عليه السلام)، عنه البحار 101: 229.
أخرجه الكفعمي في مصباحه: 499، البلد الأمين: 280، عنهم البحار 101: 164، المستدرك
10: 302.
377

عن جده محمد بن عيسى بن عبد الله، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام):
ما تقول في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: ما تقولون أنتم فيه،
فقلت: بعضنا يقول: حجة، وبعضنا يقول: عمرة، قال: فأي شئ تقول
إذا أتيت، فقلت: أقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد
أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن
المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون
معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون (1).
[624] 8 - حدثني أبي، عن موسى بن جعفر البغدادي، عمن حدثه،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قال لي أبو الحسن: كيف السلام على
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: أقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد
أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن
المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.

1 - عنه البحار 101: 165، المستدرك 10: 303.
378

وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون
معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون.
قال: نعم هو هكذا (1).
زيارة أخرى
[625] 9 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن
محمد، عن بعض أصحابه، عن سليمان بن حفص المروزي، عن الرجل
(عليه السلام)، قال: تقول عند قبر الحسين (عليه السلام):
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في ارضه
وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن
علي المرتضى، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، وصلى
الله عليك حيا وميتا.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل:
اشهد انك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب، اشفع لي عند

1 - عنه البحار 101: 165، المستدرك 10: 303.
379

ربك يا ابن رسول الله - ثم أذكر الأئمة واحدا واحدا وقل: اشهد انهم
حجج الله.
ثم قل:
اكتب لي عندك عهدا وميثاقا باني اتيتك مجددا الميثاق، ح فاشهد
لي عند ربك، انك أنت الشاهد (1).
[626] 10 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن الحسين بن زكريا، عن سليمان بن حفص المروزي، عن المبارك، قال:
تقول عند قبر الحسين (عليه السلام):
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في ارضه
وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن
علي المرتضى، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، وصلى
الله عليك حيا وميتا.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل:
اشهد انك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب، اشفع لي عند
ربك يا ابن رسول الله.

1 - يأتي مصادر الحديث في الرقم الآتي.
380

ثم أذكر الأئمة بأسمائهم واحدا واحدا وقل:
اشهد انهم حجج الله.
ثم قل:
اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا باني اتيتك مجددا الميثاق، فاشهد
لي عند ربك، انك أنت الشاهد (1).
زيارة أخرى
[627] 11 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن
أبي نجران، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت
الحسين (عليه السلام) فقل:
الحمد لله وصلى الله على محمد واله، والسلام عليه وعليهم

1 - عنه البحار 101: 173.
أورده الكليني في الكافي 4: 577، باسناده عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
أورمة، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام)، وأيضا عن محمد بن جعفر
الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عنه الشيخ في التهذيب 6: 114.
مر مثله في الرقم السابق باسناده عن المبارك (عليه السلام).
أورده الكفعمي في مصباحه: 499 مرسلا.
أقول: عبر عن الهادي (عليه السلام) في رواية الكامل بالرجل والمبارك، لأنهم: في زمن التقية، لعن
الله أعداءهم من الأولين والآخرين.
381

ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا أبا عبد الله.
لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي
به، انا إلى الله منهم برئ (1).
[628] 12 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن محمد بن أبي عمير، عن
عامر بن جذاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت الحائر فقل:
الحمد لله وصلى الله على محمد وأهل بيته، والسلام عليه
وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، عليك السلام يا أبا عبد الله.
لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي
به، انا إلى الله منهم برئ (2).
زيارة أخرى
[629] 13 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد
المدائني، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
تقول إذا أتيت إلى قبره:

1 - عنه البحار 101: 166، المستدرك 10: 303.
2 - عنه البحار 101: 167، المستدرك 10: 304.
382

السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير
المؤمنين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب أهل
الجنة ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا من رضاه من رضى الرحمان
وسخطه من سخط الرحمان.
السلام عليك يا امين الله، وحجة الله وباب الله، والدليل على
الله، والداعي إلى الله.
أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرمت حرام الله، وأقمت
الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر،
ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
واشهد انك ومن قتل معك شهداء احياء عند ربك ترزقون،
وأشهد أن قاتلك في النار، أدين الله بالبراءة ممن قتلك، وممن قاتلك و
شايع عليك، وممن جمع عليك، وممن سمع صوتك ولم يعنك، يا
ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما (1).
[630] 14 - حدثني علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر الحسين (عليه السلام) ما أحببت (2).

1 - عنه البحار 101: 166، المستدرك 10: 304.
أورده الكفعمي في مصباحه: 501، البلد الأمين: 281 مرسلا.
2 - عنه البحار 101: 284، المستدرك 10: 410.
383

زيارة أخرى
[631] 15 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدايني، قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين (عليه السلام)،
قال: نعم يا أبا سعيد ائت قبر الحسين (عليه السلام) أطيب الطيبين وأطهر
الطاهرين وأبر الأبرار، وإذا زرته يا أبا سعيد فسبح عند رأسه تسبيح أمير
المؤمنين (عليه السلام) الف مرة، وسبح عند رجليه تسبيح فاطمة (عليها السلام) الف مرة،
ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما يس والرحمان، فإذا فعلت ذلك كتب
الله لك ثواب ذلك إن شاء الله تعالى.
قال: قلت: جعلت فداك علمني تسبيح علي وفاطمة (عليها السلام)، قال:
نعم يا أبا سعيد تسبيح علي (عليه السلام):
سبحان الذي لا تنفد خزائنه، سبحان الذي لا تبيد معالمه، سبحان
الذي لا يفنى ما عنده، سبحان الذي لا يشرك أحدا في حكمه، سبحان
الذي لا اضمحلال لفخره، سبحان الذي لا انقطاع لمدته، سبحان الذي
لا اله غيره.
وتسبيح فاطمة (عليها السلام):
سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العز الشامخ المنيف،
سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة والجمال، سبحان
384

من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى اثر النمل في الصفا ووقع الطير
في الهواء (1).
زيارة أخرى
[632] 16 - حدثني أبي وغير واحد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن
عامر بن جذاعة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا أتيت قبر
الحسين (عليه السلام) فقل:
السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن
الله من قتلك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا إلى الله منهم برئ.
زيارة أخرى
[633] 17 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق
ابن سعد، قال: حدثنا سعدان بن مسلم قائد أبي بصير، قال: حدثنا بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل وصليت على النبي
(صلى الله عليه وآله)، واجتهدت في ذلك، ثم تقول:

1 - عنه البحار 101: 166.
2 - عنه البحار 101: 168.
385

سلام الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغدو، والزاكيات الطاهرات
لك، وعليك سلام الملائكة المقربين والمسلمين لك بقلوبهم،
والناطقين بفضلك، و الشهداء، على أنك صادق وصديق، صدقت
ونصحت فيما أتيت به.
وأنك ثار الله في الأرض، والدم الذي لا يدرك ترته أحد من أهل
الأرض، ولا يدركه إلا الله وحده.
جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله بك في جميع
حوائجي، من أمر دنياي واخرتي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في
حوائجهم، وبك يدرك أهل الترات من عباد الله طلبتهم.
ثم امش قليلا ثم تستقبل القبر فقل:
الحمد لله الواحد المتوحد بالأمور كلها، خالق الخلق فلم يعزب
عنه شئ من أمرهم، وعالم كل شئ بغير تعليم، ضمن الأرض ومن
عليها دمك (1) وثارك يا ابن رسول الله.
أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله

1 - ضمن الأرض ومن عليها دمك، تضمين الأرض اما على سبيل المبالغة والمجاز كناية
عن تعظيم الامر وتفخيمه، أو المراد ان الله يأمر الأرض في القبر بتعذيب قاتليه وفي الرجعة
بخسفهم وغيره، أو المراد أهل الأرض من الملائكة والجن فيكون المراد بمن عليها الانس أو
الأعم تعميما بعد التخصيص، ويحتمل أن يكون المراد ان الله أودع الأرض أجساد قاتليه حتى
ينتقم له منهم في الرجعة وفي القيامة - البحار.
386

الوعد الحق في هلاك عدوك وتمام موعده إياك.
أشهد أنه قاتل معك ربيون كثير، كما قال الله: (وكأين من نبي قاتل
معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم) (1).
ثم كبر سبع تكبيرات ثم امش قليلا واستقبل القبر ثم قل:
الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في
الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديرا.
أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت به ووفيت بعهد الله، وتمت
بك كلماته، وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، ولعن الله أمة قتلتك،
ولعن الله أمة ظلمتك (2)، ولعن الله أمة خذلت عنك.
اللهم إني أشهد بالولاية لمن واليت ووالت رسلك، وأشهد
بالبراءة ممن تبرأت منه وبرئت منه رسلك.
اللهم العن الذين كذبوا رسولك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك،
وسفكوا دم أهل بيت نبيك، وأفسدوا عبادك واستذلوهم.
اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك وبحرك،
اللهم العنهم في سمائك وأرضك، اللهم واجعل لي لسان صدق في
أوليائك، وحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلهم لي فرطا،
وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة.

1 - آل عمران: 146.
2 - خذلتك (خ ل).
387

ثم امش قليلا فكبر سبعا، وهلل سبعا، واحمد الله سبعا، وسبح
الله سبعا، وأجبه سبعا تقول:
لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي وشعري
وبشري ورأيي وهواي، على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط
المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، والموصي البليغ،
والمظلوم المهتضم (1)، جئت انقطاعا إليك وإلى ولدك وولد ولدك،
الخلف من بعدك على بركة الحق.
فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لك معدة، حتى
يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينه ويبعثكم، فمعكم معكم لا مع
عدوكم، إني من المؤمنين برجعتكم، لا أنكر لله قدرة، ولا اكذب له
مشية، ولا أزعم أن ما شاء لا يكون.
ثم امش حتى تنتهي إلى القبر وقل وأنت قائم:
سبحان الله، يسبح له الملك والملكوت ويقدس بأسمائه جميع
خلقه، سبحان الله الملك القدوس ربنا ورب الملائكة والروح، اللهم
اجعلني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت
والطاغوت.
ثم ارفع يديك حتى تضعهما ممدودتين على القبر ثم تقول:
اشهد انك طهر طاهر من طهر طاهر، قد طهرت بك البلاد وطهرت

1 - اهتضمه: ظلمه وغصبه وكسر عليه حقه.
388

أرض أنت فيها، وأنك ثأر الله في الأرض حتى يستثير لك من جميع
خلقه.
ثم ضع يديك وخديك جميعا على القبر، ثم اجلس عند رأسه
واذكر الله بما أحببت وتوجه إليه واسأل الله حوائجك.
ثم ضع يديك وخديك عند رجليه وقل:
صلى الله على روحك وبدنك، فلقد صبرت وأنت الصادق
المصدق، قتل الله من قتلك بالأيدي والا لسن.
ثم قم إلى قبر ولده وتثني عليهم بما أحببت، وتسأل ربك
حوائجك و ما بدا لك، ثم تستقبل قبور الشهداء قائما فتقول:
السلام عليكم أيها الربانيون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار،
أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له وان الله مدرك بكم ثاركم، وأنتم
سادة الشهداء في الدنيا والآخرة.
ثم اجعل القبر بين يديك وصل ما بدا لك، وكلما دخلت الحائر
فسلم ثم امش حتى تضع يديك وخديك جميعا على القبر.
فإذا أردت ان تخرج فاصنع مثل ذلك ولا تقصر عنده من الصلوات
ما أقمت، وإذا انصرفت من عنده فودعه وقل:
سلام الله و سلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده
الصالحين عليك يا بن رسول الله، وعلى روحك وبدنك وذريتك ومن
389

حضرك من أوليائك (1).
[634] 18 - حدثني بهذه الزيارة أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل،
عن أبيه، عن جده، عن موسى بن الحسن بن عامر، عن أحمد بن هلال،
قال: حدثنا أمية بن علي القيسي الشامي، عن سعدان بن مسلم، عن رجل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، وزاد في آخره: من عند من حضرك من
أوليائك.
فإذا بلغت الرواح فقل هذا الكلام من أوله إلى آخره كما قلت حين
دخلت الحائر، فإذا دخلت منزلك فقل:
الحمد لله الذي سلمني وسلم مني، الحمد لله في الأمور كلها
وعلى كل حال، الحمد لله رب العالمين.
ثم كبر إحدى وعشرين تكبيرة متتابعة وسهل ولا تعجل فيها إن شاء الله
تعالى، والباقي مثله (2).
زيارة أخرى
[635] 19 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن
ابن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن

1 - عنه البحار 101: 168، 98: 53 (قطعة)، صدره المستدرك 10: 326.
2 - عنه البحار 101: 170.
390

الحسين بن عطية أبي ناب بياع السابري (1)، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتي قبر الحسين (عليه السلام) كتب
الله له حجة وعمرة وعمرة وحجة، قال: قلت: جعلت فداك فما أقول
إذا أتيته، قال: تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله،
السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا، اشهد انك حي
شهيد ترزق عند ربك، واتوالى وليك وابراء من عدوك، وأشهد أن
الذين قاتلوك و انتهكوا حرمتك ملعونون على لسان النبي الأمي.
وأشهد أنك قد أقمت الصلاة، و اتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة.
اسأل الله وليك وولينا ان يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على
نبينا، والمغفرة لذنوبنا، اشفع لي يا ابن رسول الله عند ربك (2).
[636] 20 - حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر
المكفوف، عن أبي الصامت، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:

1 - كذا في النسخ، وذكرنا فيما مر ان الظاهر وقوع التصحيف والصحيح: الحسن، حيث
لم يذكر في المعاجم للحسن أخ بهذا الاسم والمعروف بابي ناب هو الحسن.
2 - عنه البحار 101: 171.
391

من أتي الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة
ومحي عنه الف سيئة، ورفع له الف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل
وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا أتيت باب
الحائر فكبر الله أربعا وصل عنده واسأل حاجتك (1).
زيارة خفيفة
[637] 21 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن صفوان
ابن يحيى، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - أو عن أبي بصير، عنه
(عليه السلام) -، قال: قلت: كيف السلام على الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: تقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن
الله من قتلك، ولعن الله من أعان عليك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا
إلى الله منهم برئ (2).
زيارة خفيفة
[638] 22 - وباسناده، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن أبان بن عثمان، عن أبي همام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 101: 172، الوسائل 14: 440، مر في الباب: 49 مثله.
2 - عنه البحار 101: 172.
392

إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فقل:
السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من
شرك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، وانا إلى الله منهم برئ. (1)
زيارة أخرى
بسم الله الرحمان الرحيم
[639] 23 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين
العسكري ومحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن
أبيه علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن
أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق (عليه السلام):
إذا أردت المسير إلى قبر الحسين (عليه السلام) فصم يوم الأربعاء
والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك وادع
بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل:
اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني
ذكرك ومدحتك والثناء عليك، فإنه لا قوة الا بك، وقد علمت أن قوام
ديني التسليم لا مرك والاتباع لسنة نبيك والشهادة على جميع أنبيائك
ورسلك إلى جميع خلقك.

1 - عنه البحار 101: 172.
393

اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا، وشفاء من كل داء وسقم،
وآفة و عاهة، ومن شر ما أخاف واحذر.
فإذا خرجت فقل:
اللهم إني إليك وجهت وجهي، واليك فوضت أمري، واليك
أسلمت نفسي، واليك ألجأت ظهري، وعليك توكلت، لا ملجا
ولا منجا الا إليك، تباركت وتعاليت، عز جارك وجل ثناؤك.
ثم قل:
بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله وعلى ملة
رسول الله صلى الله عليه وآله، على الله توكلت وإليه انبت، فاطر
السماوات السبع والأرضين السبع ورب العرش العظيم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واحفظني في سفري،
واخلفني في أهلي بأحسن الخلافة، اللهم إليك توجهت، وإليك
خرجت، وإليك وفدت، ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك
تقربت.
اللهم لا تمنعني ما عندك بشر ما عندي، اللهم اغفر لي ذنوبي،
وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطاياي، واقبل مني حسناتي.
وتقول:
اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد، اللهم
إني أبرأ إليك من الحول والقوة - ثلاث مرات.
394

واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين و (قل هو الله أحد)، و (إنا
أنزلناه)، وآية الكرسي ويس، وآخر الحشر:
(لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية
الله وتلك الا مثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله
الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا اله الا
هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء
الحسنى يسبح له ما في السماوات والا رض وهو العزيز الحكيم) (1).
ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام
والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة.
فإذا كنت راكبا أو ماشيا فقل:
اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال (2)، وعواقب الوبال، وفتنة
الضلال (3)، ومن أن نلقي بمكروه، وأعوذ بك من الحبس واللبس (4)، ومن
وسوسة الشيطان وطوارق السؤ، وشر كل ذي شر، ومن شر شياطين

1 - الحشر: 21 - 24.
2 - السطوة: البطش والقهر، النكال: العقوبة التي تنكل الانسان عن فعل ما جعلتها له
جزاء، اي من سطوات الله التي توجب عبرة من اطلع عليها.
3 - فتنة الضلال: الامتحان الذي يوجب الضلال عن الحق.
4 - اللبس - بالفتح - الاختلاط واشتباه الحق بالباطل، واللبس - بالضم - الشبهة.
395

الجن والإنس، ومن شر من ينصب لا وليا الله العداوة، ومن أن يفرطوا
علي (1) أو أن يطغوا.
وأعوذ بك من شر عيون اح لظلمة، ومن شر كل ذي شر وشرك
إبليس، ومن أن يرد عن الخير باللسان واليد.
فإذا خفت شيئا فقل:
لا حول ولا قوة إلا بالله، به احتجبت، وبه اعتصمت، اللهم
اعصمني من شر خلقك، فإنما أنا بك (2) وأنا عبدك.
فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره:
اللهم أنت خير من وفد إليه الرحال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي
وأكرم مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة.
وقد أتيتك زائرا قبر ابن نبيك صلواتك عليه، فاجعل تحفتك إياي
فكاك رقبتي من النار، وتقبل مني عملي، واشكر سعيي، وارحم مسيري
إليك بغير من مني، بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته،
وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني قبر ابن وليك.
وقد رجوتك فصل على محمد وآل محمد ولا تقطع رجائي، وقد
أتيتك فلا تخيب أملي، واجعل هذا كفارة لما كان قبله من ذنوبي،
واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين.

1 - فرط عليه: أسرف عليه.
2 - انابك: اي متوسل ومعتصم بك.
396

ثم اعبر الفرات وقل:
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل سعيي مشكورا،
وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، واغسلني من الخطايا والذنوب،
وطهر قلبي من كل آفة تمحق ديني أو تبطل عملي، يا أرحم الراحمين.
ثم تأتي النينوى فتضع رحلك بها، ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل
اللحم ما دمت مقيما بها، ثم تأتي الشط بحذاء نخل القبر، واغتسل
وعليك الميزر وقل وأنت تغتسل:
اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، وأجر على لساني
محبتك ومدحتك والثناء عليك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
وقد علمت أن قوام ديني التسليم لا مرك، والشهادة على جميع
أنبيائك ورسلك بالألفة بينهم، اشهد انهم أنبياؤك ورسلك إلى جميع
خلقك.
اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا، وشفاء من كل سقم وداء،
ومن كل آفة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر.
اللهم طهر به جوارحي وعظامي، ولحمي ودمي، وشعري
وبشري، ومخي وعصبي، وما أقلت الأرض مني (1)، واجعله لي شاهدا
يوم فقري وفاقتي.

1 - ما أقلت الأرض مني: ما حملت الأرض مني.
397

ثم البس أطهر ثيابك فإذا لبستها فقل: الله أكبر الله أكبر - ثلاثين مرة
وتقول:
الحمد لله الذي إليه قصدت فبلغني، وإياه أردت فقبلني
ولم يقطع بي، ورحمته ابتغيت فسلمني، اللهم أنت حصني وكهفي
وحرزي ورجائي وأملي، لا إله إلا أنت يا رب العالمين.
فإذا أردت المشي فقل:
اللهم إني أردتك فاردني، واني أقبلت بوجهي إليك فلا تعرض
بوجهك عني، فان كنت علي ساخطا فتب علي، وارحم مسيري إلى ابن
حبيبك، ابتغي بذلك رضاك عني، فارض عني ولا تخيبني، يا ارحم
الراحمين.
ثم امش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل
والتحميد والتمجيد والتعظيم لله ولرسوله والصلاة على محمد وآله،
وقل أيضا:
الحمد لله الواحد المتوحد بالا مور كلها، خالق الخلق ولم يعزب
عنه (1) شئ من أمورهم، وعلم كل شي بغير تعليم، صلوات الله
وصلوات ملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين ورسله أجمعين على
محمد وأهل بيته الا وصيأ.

1 - لم يعزب عنه: لم يغب عنه.
398

الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فصل على محمد وأهل بيته
(صلى الله عليه وآله).
ثم امش قليلا وقصر خطاك، فإذا وقفت على التل فاستقبل القبر
فقف وقل: الله أكبر الله أكبر - ثلاثين مرة، وتقول:
لا إله إلا الله في علمه منتهى علمه، ولا إله إلا الله بعد علمه
منتهى علمه، ولا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله في
علمه منتهى علمه، والحمد لله بعد علمه منتهى علمه، والحمد لله مع
علمه منتهى علمه، وسبحان الله في علمه منتهى علمه، وسبحان الله
بعد علمه منتهى علمه، وسبحان الله مع علمه منتهى علمه، والحمد
لله بجميع محامده على جميع نعمه.
ولا إله إلا الله والله أكبر، وحق له ذلك، لا إله إلا الله الحليم
الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله نور السماوات السبع،
ونور الا رضين السبع، ونور العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين،
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله
وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم امش عشر خطوات وكبر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشي:
لا إله إلا الله تهليلا لا يحصيه غيره قبل كل أحد وبعد كل أحد،
ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره قبل
كل أحد وبعد كل أحد، ومع كل أحد وعدد كل أحد، وسبحان الله
399

والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قبل كل أحد وبعد كل أحد، ومع
كل أحد وعدد كل أحد ابدا أبدا.
اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا، فاشهد لي اني اشهد انك حق،
وان رسولك حق، وان قولك حق، وان قضاءك حق، وان قدرك حق، وان
فعلك حق، وان جنتك حق، وأن نارك حق، وأنك مميت الا حيا، وأنك
محيي الموتى، وأنك باعث من في القبور، وأنك جامع الناس ليوم
لا ريب فيه، وأنك لا تخلف الميعاد.
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة
الله ويا زوار قبر أبي عبد الله عليه السلام.
ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل
والتمجيد والتحميد والتعظيم لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)، وقصر خطاك.
فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب وقل:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى
الله عليه وآله عبده ورسوله، وأمين الله على خلقه، وأنه سيد الأولين
والآخرين، وأنه سيد الا نبيا والمرسلين، سلام على رسول الله، الحمد
لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل
ربنا بالحق.
اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك و صفوتك من خلقك، وأنه
الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته وائتمنته على وحيك،
400

وأعطيته مواريث الا نبيا، وجعلته حجة على خلقك، فأعذر في الدعاء،
وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة، والعمى
والشك والارتياب إلى باب الهدى من الردى.
وأنت ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الا على (1)، حتى ثار عليه من
خلقك من غرته الدنيا وباع الآخرة بالثمن الأوكس (2)، وأسخطك
وأسخط رسولك، وأطاع من عبادك من أهل النفاق وحملة الا وزار من
استوجب النار، لعن الله قاتلي ولد رسولك وضاعف عليهم العذاب
الا ليم.
ثم تدنو قليلا وقل:
السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح
نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا
وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام
عليك يا وارث محمد حبيب الله (صلى الله عليه وآله)، السلام عليك يا
وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله.
السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي (3)، السلام عليك يا

1 - أنت بالمنظر الاعلى: اي أنت مطلع على جميع أمور الخلق، أو انه لا يصل انظار الخلق
وأفكارهم إليك.
2 - الوكس: النقص.
3 - الزكي: الطاهر من الذنوب والعيوب، أو النامي في الفضائل والكمالات.
401

وارث فاطمة الصديقة (1)، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام
عليك أيها الوصي الرضي البار التقي.
أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام
عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك،
السلام على ملائكة الله المحدقين بك، السلام على ملائكة الله وزوار
قبر ابن نبي الله.
ثم ادخل الحائر وقل حين تدخل:
السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله
المنزلين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله
الذين هم بهذا الحائر يعملون وبأمر الله مسلمون، السلام عليك يا ابن
رسول الله وابن أمين الله وابن خالصة الله.
السلام عليك يا أبا عبد الله إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم
مصيبتك عند أبيك رسول الله، وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله
عز وجل، وأجل مصيبتك عند الملا الا على، وعند أنبياء الله وعند
رسل الله.

1 - فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (خ ل).
402

السلام مني إليك والتحية مع عظيم الرزية (1)، كنت نورا في
الأصلاب الشامخة (2)، ونورا في ظلمات الأرض، ونورا في الهواء،
ونورا في السماوات العلى، كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى، وأنت
الناطق بالهدى.
ثم امش قليلا وقل: الله أكبر الله أكبر - سبع مرات وهلله سبعا،
واحمده سبعا، وسبحه سبعا وقل: لبيك داعي الله - سبعا، وقل:
إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد أجابك قلبي وسمعي
وبصري ورأيي وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل، والسبط
المنتجب، والدليل العالم، والأمين المستخزن، والمؤدي المبلغ،
والمظلوم المضطهد (3)، جئتك انقطاعا إليك، والى جدك وأبيك وولدك
الخلف من بعدك، فقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم متبع، ونصرتي لكم
معدة، حتى يحكم الله بدينه ويبعثكم.
واشهد الله أنكم الحجة، وبكم ترجى الرحمة، فمعكم معكم لا مع
عدوكم، اني بكم من المؤمنين، لا أنكر لله قدرة، ولا أكذب منه بمشية.
ثم امش وقصر خطاك حتى تستقبل القبر واجعل القبلة بين كتفيك
واستقبل وجهه بوجهك وقل:

1 - الرزية: المصيبة.
2 - الشامخة: الرفيعة.
3 - المضطهد: المقهور.
403

السلام من الله، والسلام على محمد أمين الله على رسله (1)
وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك
كله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك، وخاتم رسلك، وسيد
عبادك، وأمينك في بلادك، وخير بريتك، كما تلا كتابك، وجاهد عدوك،
حتى أتاه اليقين.
اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته
بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته
برسالتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن
على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم أتمم به كلماتك، وأنجز به وعدك، وأهلك به عدوك،
واكتبنا في أوليائه وأحبائه، اللهم اجعلنا له شيعة وأنصارا، وأعوانا
على طاعتك وطاعة رسولك، وما وكلته به واستخلفته عليه يا رب
العالمين.
اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وأم السبطين
الحسن والحسين الطاهرة المطهرة، الصديقة الزكية، سيدة نسأ أهل
الجنة أجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.

1 - على رسله: على علومهم أي تصديقهم أو على أنفسهم، لأنه امام الأنبياء، والأظهر
على رسالته - البحار.
404

اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن أخي رسولك الذي
انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من
بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك،
والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على الحسين بن علي عبدك وابن أخي رسولك، الذي
انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من
بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك،
والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
وتصلي على الأئمة كلهم كما صليت على الحسن والحسين
(عليهما السلام)، وتقول:
اللهم أتمم بهم كلماتك (1)، وأنجز بهم وعدك، وأهلك بهم عدوك
وعدوهم من الجن والإنس أجمعين، اللهم أجزهم عنا خير ما جزيت
نذيرا عن قومه، اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا، وأعوانا على طاعتك
وطاعة رسولك.
اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم، وأحينا محياهم،
وأمتنا مماتهم، وأشهدنا مشاهدهم (2) في الدنيا والآخرة، اللهم إن هذا

1 - أتمم بهم كلماتك: اي مواعيدك في نصر الدين واعلاء الحق واذلال الباطل، أو
شرائعك وأحكامك، أو آيات كتابك.
2 - مشاهدهم: مواطن حضورهم وظهورهم احياء وأمواتا.
405

مقام أكرمتني به وشرفتني به، وأعطيتني فيه رغبة على حقيقة ايماني
بك وبرسولك.
ثم تدنو قليلا من القبر وتقول:
السلام عليك يا ابن رسول الله، وسلام الله وسلام ملائكته
المقربين وأنبيائه المرسلين كلما تروح الرائحات الطاهرات لك،
وعليك سلام المؤمنين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم.
أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما
أتيت به، وأنك ثار الله في الأرض، اللهم أدخلني في أوليائك، وحبب
إلي شهادتهم ومشاهدهم في الدنيا والآخرة، انك على كل شئ قدير.
وتقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، صلى الله
عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا إمام الهدى، السلام عليك يا علم
التقى، السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا حجة
الله وابن حجته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر
الله وابن وتره.
أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن قاتلك في النار، وأشهد أنك
جاهدت في سبيل الله حق جهاده، لم تأخذك في الله لومة لائم، وأنك
عبدته حتى أتاك اليقين، أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى،
والحجة على خلقه.
406

أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى وفاتح فيما بقي، وأشهد أن
أرواحكم وطينتكم طينة طيبة، طابت وطهرت بعضها من بعض من الله
ومن رحمته، واشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا، وأشهدكم أني
بكم مؤمن ولكم تابع، في ذات نفسي وشرايع ديني وخاتمة عملي
ومنقلبي ومثواي، فأسأل الله البر الرحيم أن يتمم ذلك لي.
أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم وقتلتم وغصبتم،
واسئ إليكم فصبرتم، لعنت (1) أمة خالفتكم، وأمة جحدت ولايتكم،
وأمة تظاهرت عليكم، وأمة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل
النار مثواهم وبئس الورد المورود، وبئس الرفد المرفود (2).
وتقول:
صلى الله عليك يا أبا عبد الله - ثلاثا، وعلى روحك وبدنك،
لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك ولعن الله خاذليك، ولعن الله من
شايع على قتلك ومن أمر بذلك وشارك في دمك، ولعن الله من بلغه
ذلك فرضي به أو سلم إليه، أنا أبرأ إلى الله من ولايتهم وأتولى الله
ورسوله وال رسوله.
وأشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على
لسان النبي الأمي، اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وسفكوا دما

1 - لعن الله (خ ل).
2 - الرفد: العطاء والصلة، المرفود تأكيد له.
407

أهل بيت نبيك صلواتك عليهم.
اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وضاعف عليهم العذاب الا ليم،
اللهم العن قتلة الحسين بن علي وقتلة أنصار الحسين بن علي عليهما
السلام، وأصلهم حر نارك، وأذقهم بأسك وضاعف عليهم عذابك،
والعنهم لعنا وبيلا (1).
اللهم أحلل بهم نقمتك، واتهم من حيث لا يحتسبون، وخذهم من
حيث لا يشعرون، وعذبهم عذابا نكرا (2)، والعن أعداء نبيك وال نبيك
لعنا وبيلا، اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة، انك على كل شئ
قدير.
وتقول:
بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله، إليك كانت رحلتي مع بعد شقتي،
ولك فاضت عبرتي، وعليك كان أسفي ونحيبي (3) وصراخي (4)،
وزفرتي (5) وشهقي (6)، واليك كان مجيئي، وبك أستتر من عظيم جرمي،
أتيتك زائرا وافدا قد أوقرت ظهري.

1 - الوبيل: الشديد.
2 - النكر: المنكر والامر الشديد.
3 - النحيب: أشد البكاء.
4 - الصراخ: الصوت الشديد، الصارخة: صوت الاستغاثة.
5 - زفر يزفر: إذا خرج نفسه بعد مده إياه، الزفرة: التنفس كذلك.
6 - الشهيق: تردد البكاء في الصدر.
408

بأبي أنت وأمي يا سيدي، بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته، وحق
لي أن أبكيك، وقد بكتك السماوات والأرضون والجبال والبحار، فما
عذري ان لم أبكك، وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الأئمة صلوات الله
عليهم، وبكاك من دون سدرة المنتهى إلى الثرى جزعا عليك.
ثم استلم القبر وقل:
السلام عليك يا أبا عبد الله، يا حسين بن علي يا ابن رسول الله،
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه،
بلغت ناصحا وأديت أمينا، وقلت صادقا، وقتلت صديقا، ومضيت
على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل،
ولم تجب (1) الا الله وحده.
وأشهد أنك كنت على بينة من ربك، بلغت ما أمرت به، وقمت
بحقه، وصدقت من كان قبلك، غير واهن ولا موهن، فصلى الله عليك
وسلم تسليما، جزاك الله من صديق خيرا، أشهد أن الجهاد معك جهاد،
وأن الحق معك واليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك
وعند أهل بيتك.
وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت، وجاهدت في سبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا

1 - تحب (خ ل).
409

ومستشهدا ومشهودا، فصلى الله عليك وسلم تسليما.
أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت
أرض أنت بها، وطهر حرمك، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه،
وأشهد أن أمة قتلتك أشرار خلق الله وكفرته، واني استشفع بك إلى
الله ربك وربي من جميع ذنوبي، وأتوجه بك إلى الله في حوائجي
ورغبتي في أمر آخرتي ودنياي.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل:
اللهم إني أسألك بحق هذا القبر ومن فيه، وبحق هذه القبور ومن
أسكنتها أن تكتب اسمي عندك في أسمائهم حتى توردني مواردهم،
وتصدرني مصادرهم، انك على كل شئ قدير.
وتقول:
رب أفحمتني ذنوبي وقطعت مقالتي، فلا حجة لي ولا عذر لي،
فأنا المقر بذنوبي، الا سير ببليتي، المرتهن بعملي، المتجلد (1) في
خطيئتي، المتحير عن قصدي، المنقطع بي (2).
قد أوقفت يا رب نفسي موقف الأشقياء الأذلاء المذنبين،
المجترئين عليك بوعيدك، يا سبحانك أي جرأة اجترأت عليك، وأي
تغرير غررت بنفسي، وأي سكرة أوبقتني، وأي غفلة أعطبتني، ما كان

1 - التجلد: التكلف، اي اسعي فيها بغاية جهدي وسعيي.
2 - فلان انقطع به مجهولا: عجز عن سفره.
410

أقبح سوء نظري وأوحش فعلي.
يا سيدي فارحم كبوتي (1) لحر وجهي (2)، وزلة قدمي، وتعفيري في
التراب خدي، وندامتي على ما فرط مني، وأقلني عثرتي، وارحم
صرختي وعبرتي، واقبل معذرتي.
وعد بحلمك على جهلي، وباحسانك على خطيئاتي، وبعفوك
علي، رب أشكو إليك قساوة قلبي، وضعف عملي، فارتح لمسألتي (3)،
فأنا المقر بذنبي، المعترف بخطيئتي.
وهذه يدي وناصيتي، أستكين لك بالقود من نفسي، فاقبل توبتي،
ونفس كربتي، وارحم خشوعي وخضوعي وانقطاعي إليك سيدي،
وأسفي على ما كان مني، وتمرغي وتعفيري في تراب قبر ابن نبيك
بين يديك، فأنت رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، لا إله إلا أنت.
ثم كبر خمسة وثلاثين تكبيرة، ثم ترفع يديك وتقول:
إليك يا رب صمدت (4) من أرضي، والى ابن نبيك قطعت البلاد
رجأ للمغفرة، فكن لي يا سيدي سكنا (5) وشفيعا، وكن بي رحيما، وكن

1 - الكبوة: الانكباب على الوجه.
2 - حر الوجه: ما اقبل عليك وبدا لك.
3 - فامنح بمسألتي (خ ل)، ارتح الله له برحمته: اي أنقذه من البلية، الارتياح: النشاط و
الرحمة.
4 - صمدت: قصدت.
5 - السكن: ما يسكن إليه والرحمة والبركة.
411

لي منجا يوم لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن ارتضى، يوم لا تنفع شفاعة
الشافعين، ويوم يقول أهل الضلالة: ما لنا من شافعين ولا صديق حميم،
فكن يومئذ في مقامي بين يدي ربي لي منقذا.
فقد عظم جرمي إذا ارتعدت فرائصي، واخذ بسمعي وأنا منكس
رأسي بما قدمت من سوء عملي، وأنا عار كما ولدتني أمي، وربي
يسألني، فكن لي يومئذ شافعا ومنقذا، فقد أعددتك ليوم حاجتي ويوم
فقري وفاقتي.
ثم ضع خدك الأيسر على القبر وتقول:
اللهم ارحم تضرعي في تراب قبر ابن نبيك، فاني في موضع رحمة
يا رب.
وتقول:
بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، صلى الله عليك، اني أبرأ إلى
الله من قاتلك ومن سالبك.
يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما، وأبذل مهجتي فيك،
وأقيك بنفسي، وكنت فيمن أقام بين يديك حتى يسفك دمي معك،
فأظفر معك بالسعادة والفوز بالجنة.
وتقول:
لعن الله من رماك، لعن الله من طعنك، لعن الله من اجتز رأسك،
412

لعن الله من حمل رأسك، لعن الله من نكت (1) بقضيبه بين ثناياك، لعن
الله من أبكى نساءك.
لعن الله من أيتم أولادك، لعن الله من أعان عليك، لعن الله من
سار إليك، لعن الله من منعك ماء الفرات، لعن الله من غشك وخلاك،
لعن الله من سمع صوتك فلم يجبك.
لعن الله ابن اكلة الا كباد، ولعن الله ابنه وأعوانه وأتباعه وأنصاره
وابن سمية، ولعن الله جميع قاتليك وقاتلي أبيك ومن أعان على
قتلكم، وحشى الله أجوافهم وبطونهم وقبورهم نارا، وعذبهم عذابا
أليما.
ثم تسبح عند رأسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين (عليه السلام)،
فإن أحببت تحولت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسرت لك، ثم تدور
من عند رجليه إلى عند رأسه.
فإذا فرغت من الصلاة سبحت، والتسبيح تقول:
سبحان من لا تبيد معالمه (2)، سبحان من لا تنقص خزائنه، سبحان
من لا انقطاع لمدته، سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لا اضمحلال
لفخره، سبحان من لا يشاور أحدا في أمره، سبحان من لا اله غيره.

1 - النكت: ان تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها.
2 - من لا تبيد معالمه: اي لا يذهب ولا ينقطع ما يستدل به على وجوده وسائر صفاته
الكمالية.
413

ثم تحول عند رجليه وضع يدك على القبر وقل:
صلى الله عليك يا أبا عبد الله - ثلاثا، صبرت وأنت الصادق
المصدق، قتل الله من قتلكم بالأيدي والا لسن.
وتقول:
اللهم رب الأرباب، صريخ (1) الا خيار، اني عذت معاذا ففك رقبتي
من النار، جئتك يا بن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله في جميع
حوائجي من أمر آخرتي ودنياي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في
جميع حوائجهم، وبك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم.
أسأل وليك وولينا أن يجعل حظي من زيارتك الصلاة على محمد
واله، والمغفرة لذنوبي، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر (2) به لدينك
في الدنيا والآخرة.
ثم تضع خديك عليه وتقول:
اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين، اللهم رب الحسين اطلب
بدم الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين، اللهم
رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن
فرح بقتل الحسين.

1 - الصريخ: المغيث.
2 - الانتصار: الانتقام.
414

وتبتهل إلى الله في اللعنة على من قتل (1) الحسين وأمير المؤمنين
(عليهما السلام)، وتسبح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة (عليها السلام)، فإن لم
تقدر فمائة تسبيحة، وتقول:
سبحان ذي العز الشامخ المنيف (2)، سبحان ذي الجلال الفاخر
العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي الملك الفاخر
العظيم.
سبحان من لبس العز والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار (3)،
سبحان من يرى أثر النمل في الصفا وخفقان الطير (4) في الهواء، سبحان
من هو هكذا ولا هكذا غيره.
ثم صر إلى قبر علي بن الحسين، فهو عند رجلي الحسين بن علي
(عليهما السلام)، فإذا وقفت عليه فقل:
السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابن خليفة
رسول الله وابن بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته مضاعفة، كلما
طلعت شمس أو غربت، السلام عليك وعلى روحك وبدنك.
بأبي أنت وأمي من مذبوح ومقتول من غير جرم، وبأبي أنت

1 - قاتل (خ ل).
2 - الشامخ: المرتفع، المنيف: العالي المشرف.
3 - الوقار: الرزانة.
4 - خفقان الطير: طيرانه وضربه بجناحيه.
415

وأمي دمك المرتقى به إلى حبيب الله، وبأبي أنت وأمي من مقدم بين
يدي أبيك، يحتسبك (1) ويبكي عليك، محرقا عليك قلبه، يرفع دمك
بكفه إلى أعنان السماء (2) لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك
زفرة ودعك للفراق، فمكانكما عند الله مع ابائك الماضين، ومع أمهاتك
في الجنان منعمين، أبرأ إلى الله ممن قتلك وذبحك.
ثم انكب على القبر وضع يدك عليه وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده
الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله
عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الا خيار
الا برار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن الحسين
ابن علي ورحمة الله وبركاته، لعن الله قاتلك، ولعن الله من استخف
بحقكم وقتلكم، لعن الله من بقي منهم ومن مضى، نفسي فداؤكم
ولمضجعكم، صلى الله عليكم وسلم تسليما.
ثم ضع خدك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا الحسن - ثلاثا.
بأبي أنت وأمي أتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت على نفسي،
واحتطبت على ظهري، وأسأل وليك ووليي أن يجعل حظي من

1 - في الحديث: من مات له ولد فاحتسبه: اي احتسب الاجر بصبره على مصيبته.
2 - أعنان السماء: نواحيها.
416

زيارتك عتق رقبتي من النار.
وتدعو بما أحببت.
ثم تدور من خلف الحسين (عليه السلام) إلى عند رأسه وصل عند رأسه
ركعتين، تقرأ في الأولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد والرحمن،
وإن شئت صليت خلف القبر، وعند رأسه أفضل.
فإذا فرغت فصل ما أحببت، إلا أن الركعتين ركعتي الزيارة لابد
منهما عند كل قبر.
فإذا فرغت من الصلاة فارفع يديك وقل:
اللهم انا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين
بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي
هو عليه، اللهم إني أشهدك واشهد من حضرني من ملائكتك، أني بهم
مؤمن، وأني بمن قتلهم كافر.
اللهم اجعل لما أقول بلساني حقيقة في قلبي وشريعة في عملي،
اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي عليهما السلام قدم ثابت،
وأثبتني فيمن استشهد معه، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا،
سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض.
تباركت وتعاليت يا عظيم، ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل
عليهم، تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما اتي إلى أهل
صفوتك وأحبائك من الا مر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت
417

لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة.
وقد أمهلت الذين اجترأوا عليك وعلى رسولك وحبيبك،
فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك، إلى أجل هم بالغوه، و وقت هم
صائرون إليه، ليستكملوا العمل الذي قدرت، والا جل الذي أجلت،
لتخلدهم في محط (1) ووثاق (2) ونار، وحميم وغساق (3)، والضريع (4)
والاحراق (5)، والا غلال والأوثاق، وغسلين (6) وزقوم (7) وصديد، مع طول
المقام في أيام لظى وفي سقر (8)، التي لا تبقي ولا تذر، وفي الحميم
والجحيم.
ثم تنكب على القبر وتقول:
يا سيدي أتيتك زائرا موقرا من الذنوب، أتقرب إلى ربي بوفودي
إليك، وبكائي عليك، وعويلي (9) وحسرتي، وأسفي وبكائي، وما

1 - المحط: محل الانحطاط والنزول إلى السفل.
2 - الوثاق: ما يشد به.
3 - الغساق: ما يسيل من صديد أهل النار.
4 - الضريع: نوع من الشوك، وهو أخبث طعام وأبشعه لا ترعاه دابة، وهو شئ يكون في
النار يشبهه.
5 - الاحراق ج الحرق: وهو لهب النار.
6 - الغسلين: ما انغسل من لحوم أهل النار وصديدهم.
7 - الزقوم: اللقم الشديد والشرب المفرط.
8 - اللظى والسقر: اسم من أسماء النار، أو لطبقة منها.
9 - العويل: رفع الصوت بالبكاء.
418

أخاف على نفسي، رجأ أن تكون لي حجابا وسندا، وكهفا وحرزا،
وشافعا ووقاية من النار غدا، وأنا من مواليكم الذين أعادي عدوكم
وأوالي وليكم، على ذلك أحيا وعليه أموت، وعليه ابعث إن شاء الله.
وقد أشخصت بدني، وودعت أهلي، وبعدت شقتي (1)، واؤمل
في قربكم النجاة، وأرجو في أيامكم الكرة، وأطمع في النظر إليكم
وإلى مكانكم غدا في جنان ربي مع ابائكم الماضين.
وتقول:
يا أبا عبد الله يا حسين ابن رسول الله، جئتك مستشفعا بك إلى
الله، اللهم إني أستشفع إليك بولد حبيبك، وبالملائكة الذين يضجون
عليه ويبكون ويصرخون، لا يفترون ولا يسأمون، وهم من خشيتك
مشفقون، ومن عذابك حذرون.
لا تغيرهم الأيام ولا يهرمون، في نواحي الحير يشهقون، وسيدهم
يرى ما يصنعون وما فيه يتقلبون، قد انهملت (2) منهم العيون فلا ترقأ (3)،
واشتد منهم الحزن بحرقة لا تطفأ.
ثم ترفع يديك وتقول:
اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، العليل الذليل الذي

1 - الشقة: الناحية.
2 - انهملت عينه: فاضت.
3 - رقأ الدمع: جف وسكن.
419

لم يرد بمسكنته غيرك، فإن لم تدركه رحمتك عطب (1)، أسألك أن
تداركني بلطف منك، فأنت الذي لا تخيب سائلك، وتعطي المغفرة
وتغفر الذنوب.
فلا أكونن يا سيدي أنا أهون خلقك عليك، ولا أكون أهون من
وفد إليك بابن حبيبك، فاني أملت ورجوت وطمعت وزرت
واغتربت (2)، رجاء لك أن تكافيني إذ أخرجتني من رحلي فأذنت لي
بالمسير إلى هذا المكان، رحمة منك وتفضلا منك يا رحمان يا رحيم.
واجتهد في الدعاء ما قدرت عليه، وأكثر منه إن شاء الله، ثم
تخرج من السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومي إليهم أجمعين
وتقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم يا أهل القبور
من أهل ديار المؤمنين، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار،
السلام عليكم يا أولياء الله.
السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار أمير
المؤمنين، وأنصار ابن رسوله وأنصار دينه.
أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله عز وجل: (وكأين من نبي قاتل

1 - عطب: هلك.
2 - اغتربت: اخترت الغربة وتركت الوطن.
420

معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما
استكانوا) (1)، فما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق،
صلى الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم، أبشروا بموعد الله الذي
لا خلف له ولا تبديل، إن الله لا يخلف وعده والله مدرك بكم ثار ما
وعدكم (2).
أنتم خاصة الله اختصكم الله لأبي عبد الله عليه السلام، أنتم
الشهداء وأنتم السعداء، سعدتم عند الله، وفزتم بالدرجات من جنات
لا يطعن أهلها (3) ولا يهرمون، ورضوا بالمقام في دار السلام، مع من
نصرتم.
جزاكم الله خيرا من أعوان، جزأ من صبر مع رسول الله صلى
الله عليه وآله، أنجز الله ما وعدكم من الكرامة في جواره وداره مع
النبيين والمرسلين، وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.
أسأل الله الذي حملني إليكم حتى أراني مصارعكم أن يرينيكم
على الحوض روأ مرويين (4)، ويريني أعداءكم في أسفل درك من
الجحيم، فإنهم قتلوكم ظلما وأرادوا إماتة الحق، وسلبوكم لابن سمية

1 - آل عمران: 146.
2 - ثارا وعدكم (خ ل).
3 - لا يطعن أهلها: اي لا يشيبون، من قولهم: طعن في السن إذا ذهب فيه.
4 - رويت القوم: إذا استقيت لهم الماء.
421

وابن اكلة الا كباد، فأسأل الله أن يرينيهم ظمأ مظمئين (1)، مسلسلين
مغللين، يساقون إلى الجحيم.
السلام عليكم يا أنصار ابن رسول الله (2) مني ما بقيت، والسلام
عليكم دائما إذا فنيت وبليت، لهفي (3) عليكم اي مصيبة أصابت كل
مولى لمحمد وآل محمد، لقد عظمت وخصت وجلت وعمت
مصيبتكم، انا بكم لجزع وانا بكم لموجع محزون وانا بكم لمصاب
ملهوف، هنيئا لكم ما أعطيتم وهنيئا لكم ما به حييتم.
فلقد بكتكم الملائكة، وحفت بكم، وسكنت معسكركم، وحلت
مصارعكم، وقدست وصفت بأجنحتها عليكم، ليس لها عنكم فراق إلى
يوم التلاق، ويوم المحشر، ويوم المنشر، طافت عليكم رحمة من الله،
وبلغتم بها شرف الآخرة.
اتيتكم شوقا وزرتكم خوفا (4)، اسال الله ان يرينيكم على الحوض
وفي الجنان مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا.
ثم در في الحائر أنت تقول:

1 - اظمأته: عطشته، اي جعلهم الله ظمئا ومنع منهم الماء لسوء أعمالهم.
2 - دين رسول الله (خ ل).
3 - اللهف: الحزن والتحسر.
4 - مشتاقا، خائفا (خ ل).
422

يا من إليه وفدت، وإليه خرجت، وبه استجرت، وإليه قصدت،
وإليه بابن نبيه تقربت، صل على محمد وآل محمد، ومن علي بالجنة،
وفك رقبتي من النار.
اللهم ارحم غربتي وبعد داري، وارحم مسيري إليك وإلى ابن
حبيبك، واقلبني مفلحا منجحا، قد قبلت معذرتي وخضوعي
وخشوعي عند إمامي وسيدي ومولاي، وارحم صرختي وبكائي
وهمي وجزعي وحزني، وما قد باشر قلبي من الجزع عليه.
فبنعمتك علي ولطفك لي خرجت إليه، وبتقويتك إياي وصرفك
المحذور عني، وكلائتك بالليل والنهار لي، وبحفظك وكرامتك إياي،
وكل بحر قطعته، وكل واد وفلاة سلكتها، وكل منزل نزلته، فأنت
حملتني في البر والبحر.
وأنت الذي بلغتني ووفقتني وكفيتني، وبفضل منك ووقاية
بلغت، وكانت المنة لك علي في ذلك كله، وأثري مكتوب عندك
واسمي وشخصي، فلك الحمد على ما أبليتني واصطنعت (1) عندي.
اللهم فارحم فرقي منك ومقامي بين يديك وتملقي، واقبل مني
توسلي إليك بابن حبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك وتوجهي
إليك، وأقلني عثرتي، واقبل عظيم ما سلف مني، ولا يمنعك ما تعلم

1 - الاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهي العطية والكرامة والاحسان.
423

مني من العيوب والذنوب والاسراف على نفسي، وإن كنت لي
ماقتا فارض عني، وإن كنت علي ساخطا فتب علي، إنك على كل شي
قدير.
اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما
عني خيرا، اللهم اجزهما بالاحسان احسانا وبالسيئات غفرانا.
اللهم أدخلهما الجنة برحمتك، وحرم وجوههما عن عذابك،
وبرد عليهما مضاجعهما، وافسح لهما في قبريهما، وعرفنيهما في
مستقر من رحمتك وجوار حبيبك محمد صلى الله عليه وآله (1).
الباب (80)
كيف الصلاة عند قبر الحسين (عليه السلام)
[640] - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي.
وحدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أبي عبد الله البرقي، عن جعفر بن ناجية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
صل عند رأس قبر الحسين (عليه السلام) (2).

1 - عنه البحار 101: 173 - 190، صدره المستدرك 10: 327 و 348.
أورد بعضه الشيخ في مصباحه: 504، مع اختلاف، عنه البحار 101: 202.
2 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 519.
424

[641] 2 - وحدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة
مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر وأيوب بن نوح، عن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا
اسمع، قال: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) اجعله قبلة إذا صليت، قال: تنح
هكذا ناحية (1). (2)
[642] 3 - حدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا فرغت من التسليم على الشهداء أتيت قبر
الحسين (عليه السلام) ثم تجعله بين يديك، ثم تصلي ما بدا لك (3).
[643] 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن
علي بن عقبة، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت: انا نزور قبر الحسين (عليه السلام) فكيف نصلي عنده، قال: تقوم خلفه عند
كتفيه ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وتصلي على الحسين (عليه السلام) (4).
[644] 5 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أيوب

1 - لعل الامر بالتنحي محمولة على التقية، فيحتمل أن يكون المراد المنع عن السجود
على قبره (عليه السلام)، بل يبعد منه قليلا ويصلي خلفه.
2 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520.
3 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 517.
أورده في الكافي 4: 578.
4 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520.
425

ابن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع، قال: سأل
رجل أبا عبد الله (عليه السلام) وانا اسمع عن الغسل إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام)،
قال: اجعله قبلة إذا صليت، قال: تنح هكذا ناحية، قال: آخذ من طين
قبره ويكون عندي اطلب بركته، قال: نعم - أو قال: لا بأس بذلك (1).
[645] 6 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن
محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن
عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه أتاه رجل فقال له: يا بن رسول الله هل يزار والدك،
قال: فقال: نعم ويصلي عنده، وقال: وخلفه ولا يتقدم (2).
الباب (18)
التقصير في الفريضة والرخصة في التطوع عنده وجميع المشاهد
[646] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله، عن الحسين
ابن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري،
عن علي بن أبي حمزة، قال:
سألت العبد الصالح عن زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: ما
أحب لك تركه، قلت: ما تري في الصلاة عنده وانا مقصر، قال: صل في

1 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520.
2 - عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 519، مر بطوله في الباب: 44.
426

المسجد الحرام ما شئت تطوعا، وفي مسجد الرسول ما شئت تطوعا،
وعند قبر الحسين (عليه السلام) فاني أحب ذلك، قال: وسألته عن الصلاة بالنهار
عند قبر الحسين (عليه السلام) تطوعا، فقال: نعم (1).
[647] 2 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبيد
الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن
التطوع عند قبر الحسين (عليه السلام) وبمكة والمدينة وانا مقصر، قال: تطوع
عنده وأنت مقصر ما شئت، وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرسول و
في مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله)، فإنه خير (عليهما السلام).
[648] 3 - حدثني علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير وإبراهيم بن عبد الحميد جميعا، عن أبي الحسن
(عليه السلام) مثله.
[649] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن
موسى الخشاب، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن (عليه السلام) مثله.
[650] 5 - حدثني علي بن محمد بن يعقوب الكسائي، قال: حدثنا
علي بن الحسن بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن
عمار بن موسى الساباطي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة في

1 - عنه البحار 101: 82، الوسائل 8: 535، المستدرك 10: 327، يأتي ذيله في الباب
الآتي.
2 - عنه الوسائل 8: 535.
427

الحائر، قال: ليس الصلاة الا الفرض بالتقصير ولا تصلي النوافل (1).
[651] 6 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن التطوع عند قبر
الحسين (عليه السلام) ومشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) والحرمين والتطوع فيهن بالصلاة
ونحن مقصرون، قال: نعم، تطوع ما قدرت عليه هو خير (2).
[652] 7 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك
أتنفل في الحرمين وعند قبر الحسين (عليه السلام) وانا اقصر، قال: نعم ما قدرت
عليه (3).
[653] 8 - حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن
الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: سألته عن التطوع عند
قبر الحسين (عليه السلام) ومشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) والحرمين في الصلاة ونحن
نقصر، قال: نعم تطوع ما قدرت عليه (4).

1 - عنه الوسائل 8: 535.
2 - عنه الوسائل 8: 535.
3 - عنه الوسائل 8: 535.
4 - عنه الوسائل 8: 535، مر في الباب السابق مثله.
428

[654] 9 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال: سألت
أيوب بن نوح عن تقصير الصلاة في هذه المشاهد: مكة والمدينة
والكوفة وقبر الحسين (عليه السلام) الأربعة، والذي روي فيها، فقال: انا اقصر،
وكان صفوان يقصر، وابن أبي عمير وجميع أصحابنا يقصرون (1).
الباب (82)
التمام عند قبر الحسين (عليه السلام) وجميع المشاهد (2)
[655] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله، عن الحسن بن
متيل، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن عبد الله، عن صالح بن عقبة،
عن أبي شبل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أزور قبر الحسين (عليه السلام)، قال:
زر الطيب وأتم الصلاة عنده، قلت: أتم الصلاة عنده، قال: أتم، قلت: فان
بعض أصحابنا يروي التقصير، قال: إنما يفعل ذلك للضعفة (3).
[656] 2 - حدثني محمد بن يعقوب رحمه الله، عن جماعة مشايخه،
عن سهل بن زياد باسناده مثله سوأ.

1 - عنه الوسائل 8: 535، رواه في التهذيب 5: 428، الاستبصار 2: 332.
2 - ليس في اخبار الباب ما يدل على الاتمام في غير المواطن الأربعة، فالتعبير بجميع
المشاهد في غير محله.
3 - عنه البحار 101: 84، رواه الكليني في الكافي 4: 578، والشيخ في التهذيب 5: 431 و
الاستبصار 2: 335، عنهم الوسائل 8: 527.
429

[657] 3 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد العسكري، عن
الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن رجل من أصحابنا يقال له: الحسين، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: تتم الصلاة في ثلاثة مواطن: في مسجد الحرام
ومسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) وعند قبر الحسين (عليه السلام) (1).
[658] 4 - حدثني أبي رحمه الله وأخي وعلي بن الحسين رحمهم
الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، [عن محمد بن سنان] (2)، عن عبد الملك القمي، عن إسماعيل بن
جابر، عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: تمم الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام ومسجد الرسول
ومسجد الكوفة وحرم الحسين (عليه السلام) (3).
[659] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من الامر المذخور اتمام الصلاة في

1 - عنه الوسائل 8: 530، رواه في الكافي 4: 586.
2 - لا يوجد هذه الزيارة في النسخ وفيما نقل عنه، لكن يظهر مما رواه الكليني والشيخ،
مع قرينة الحسين بن سعيد، ان في السند سقطا، وهو محمد بن سنان الراوي عنه ابن سعيد.
3 - عنه البحار 101: 83، رواه الكليني في الكافي 4: 587، والشيخ في التهذيب 5: 431 و
الاستبصار 2: 335 والمصباح: 674، عنهم الوسائل 8: 528.
430

أربعة مواطن: بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر (1). (2)
[660] 6 - حدثني محمد بن همام بن سهيل، عن جعفر بن محمد بن
مالك الفزاري، قال: حدثنا محمد بن حمدان المدائني، عن زياد القندي
قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما
أكره لنفسي، أتم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين (3).
[661] 7 - حدثني علي بن حاتم القزويني، قال: أخبرنا محمد بن
أبي عبد الله الأسدي، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، عن عمرو
ابن عثمان، عن عمرو بن مرزوق، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الصلاة
في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: أتم الصلاة
فيهم (4).

1 - عنه الوسائل 8: 532.
2 - زيادة وقع في النسخ هنا من تلميذ المؤلف:
وزاد الحسين بن أحمد بن المغيرة عقب هذا الحديث في هذا الباب بما اخبره به حيدر بن
محمد بن نعيم السمرقندي بإجازته بخطه باجتيازه للحج، عن أبي النضر محمد بن مسعود
العياشي، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن النعمان،
عن أبي عبد الله البرقي وعلي بن مهزيار وأبي علي ابن راشد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: من مخزون علم الله الاتمام في أربعة مواطن: حرم الله وحرم
رسوله وحرم أمير المؤمنين وحرم الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.
عنه الوسائل 8: 524، رواه في التهذيب 5: 430 والاستبصار 2: 334، الخصال: 252.
3 - عنه البحار 101: 84، رواه الشيخ في التهذيب 5: 430 والاستبصار 2: 335 والمصباح:
674، عنهم الوسائل 8: 527.
4 - عنه الوسائل 8: 532.
431

[662] 8 - حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخي رحمهم الله،
عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين (1)، عن محمد بن سنان،
عن حذيفة بن منصور، قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تمم
الصلاة في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وحرم
الحسين (عليه السلام) (2).
[663] 9 - حدثني (3) أحمد بن إدريس، قال: حدثني أحمد بن
أبي زاهر، عن محمد بن الحسين الزيات، عن حسين بن عمران، عن
عمران، قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): اقصر في المسجد الحرام أو أتم، قال: ان
قصرت فلك وان أتممت فهو خير، وزيادة في الخير خير (4).

1 - في الكافي: (علي عن محمد بن الحسين) ما أثبتناه هنا الموافق للتهذيب هو الصواب
- كما أشار إليه صاحب الوسائل.
2 - رواه الكليني في الكافي 4: 586، والشيخ في التهذيب 5: 431 والاستبصار 2: 335 و
المصباح: 674، عنهم الوسائل 8: 530.
3 - زيادة من تلميذ المؤلف:
ومن زيادة الحسين بن أحمد بن المغيرة ما في حديث أحمد بن إدريس بن أحمد بن زكريا
القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن
قائد الحناط، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في الحرمين، فقال: تتم
ولو مررت به مارا.
4 - عنه الوسائل 8: 526.
رواه في التهذيب 5: 430، الاستبصار 2: 334.
432

الباب (83)
ان الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة والنافلة عمرة
[664] 1 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبيد الله
ابن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
لرجل: يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة ان تأتي قبر الحسين (عليه السلام)
فتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك، فان الصلاة الفريضة عنده
تعدل حجة، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة (1).
[665] 2 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن
أبي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن
الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي (2)، عن المفضل بن عمر، عن جابر
الجعفي (3) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) للمفضل في حديث طويل في زيارة
قبر الحسين (عليه السلام):

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 82، الوسائل 14: 518،
المستدرك 10: 327.
2 - في التهذيب: الحسن بن عبد الكريم أبو علي، والصحيح ما في الكامل لتكرر عين ها
السند فيه، راجع معجم الرجال 6: 71، 10: 61.
3 - لا يوجد: (جابر الجعفي) في التهذيب والمزار الكبير ومصباح الزائر، ولا يوجد فيهم
أيضا: (للمفضل)، ولعله: (للمفضل) اشتباه من الراوي أو من الناسخين، أو كان الصحيح في
السند: (المفضل وجابر)، والا فلا يستقيم الا بتكلف بعيد، وهو ان يقال: المفضل كان نسي
الخبر ثم اخبره جابر به.
433

ثم تمضي إلى صلاتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من
حج الف حجة واعتمر الف عمرة واعتق الف رقبة، وكأنما وقف في
سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل - وذكر الحديث (1).
[666] 3 - حدثني علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى العطار، عن
محمد بن أحمد، قال: وحدثني محمد بن الحسين بن مت (2) الجوهري،
عن محمد بن أحمد، عن هارون بن مسلم، عن أبي علي الحراني، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: من اتاه وزاره
وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات كتبت له حجة وعمرة،، قال: قلت:
جعلت فداك وكذلك لكل من أتى قبر امام مفترض طاعته، قال: وكذلك
لكل من أتى قبر امام مفترض طاعته (3).
[667] 4 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن
أبي القاسم، عن أبي علي الخزاعي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): - وذكر
مثله.
[668] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،

1 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 82، الوسائل 14: 518،
المستدرك 10: 326، وقد مر بطوله في الباب: 79.
2 - في الأصل: بنت، ما أثبتناه هو الأصح، راجع معجم الرجال 16: 18.
3 - رواه المفيد في المقنعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 79، والسيد في مصباح
الزائر: 149، عنهم البحار 100: 120 و 101: 83، الوسائل 14: 330 و 520.
رواه مع اختلاف في مزار الكبير، عنه البحار 101: 83.
434

عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن شعيب العقرقوفي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: من اتي قبر الحسين (عليه السلام) ما له من الثواب والاجر جعلت
فداك، قال: يا شعيب ما صلى عنده أحد الصلاة الا قبلها الله منه، ولا دعا
أحد عنده أحد دعوة الا استجيبت له عاجلة و آجلة، فقلت: جعلت فداك
زدني فيه، فقال: يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي (عليه السلام): قد
غفر لك يا عبد الله فاستأنف عملا جديدا (1).
الباب (84)
وداع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)
[669] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن
ابان، عن الحسين بن سعيد.
وحدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد.
وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا
أردت ان تودع الحسين بن علي (عليهما السلام) فقل:

1 - عنه البحار 101: 83، الوسائل 14: 538، المستدرك 10: 328 و 347.
435

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله واقرأ عليك
السلام، امنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، واتبعنا الرسول
فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله اخر العهد منا ومنه.
اللهم انا نسألك ان تنفعنا بحبه، اللهم ابعثه مقاما محمودا، تنصر
به دينك، وتقتل به عدوك، وتبير (1) به من نصب حربا لآل محمد، فإنك
وعدته ذلك، وأنت لا تخلف الميعاد، السلام عليك ورحمة الله
وبركاته.
اشهد انكم شهداء نجباء، جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على
منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وابن رسوله كثيرا، أنتم السابقون
والمهاجرون والأنصار.
اشهد انكم أنصار الله وأنصار رسوله، فالحمد لله الذي صدقكم
وعده، وأراكم ما تحبون، وصلى الله على محمد وآل محمد ورحمة
الله وبركاته.
اللهم لا تشغلني في الدنيا عن شكر نعمتك، لا باكثار تلهيني
عجائب بهجتها، وتفتنني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر بعملي كده،
ويملأ صدري همه، اعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك، وبلاغا أنال
به رضاك، يا ارحم الراحمين، وصلى الله على رسوله محمد بن عبد الله

1 - اباره: أهلكه.
436

وعلى أهل بيته الطيبين الا خيار ورحمة الله وبركاته (1).
[670] 2 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين
العسكري بعسكر مكرم (2)، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن
محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مرو ان، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا أردت الوداع بعد فراغك من الزيارات فأكثر منها ما استطعت،
وليكن مقامك بالنينوى أو الغاضرية، ومتى أردت الزيارة فاغتسل وزر
زورة الوداع، فإذا فرغت من زيارتك فاستقبل بوجهك وجهه والتمس
القبر وقل:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة
من العذاب، وهذا أوان انصرافي عنك، غير راغب عنك، ولا مستبدل
بك سواك، و لا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وجدت بنفسي
للحدثان، وتركت الا هل والأوطان.
فكن لي يوم حاجتي وفقري وفاقتي، ويوم لا يغني عني والدي
ولا ولدي، ولا حميمي ولا قريبي.

1 - عنه البحار 101: 282.
رواه الصدوق في الفقيه 2: 597، باسناده عن يوسف الكناسي، عن الصادق (عليه السلام).
أورده السيد في مصباح الزائر: 115.
2 - عسكر مكرم - بضم الميم وسكون الكاف - بلد مشهور من نواحي خوزستان.
437

أسأل الله الذي قدر وخلق، أن ينفس بك كربي، وأسأل الله الذي
قدر علي فراق مكانك، أن لا يجعله اخر العهد مني ومن رجعتي،
وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله سندا لي، وأسأل الله
الذي نقلني إليك من رحلي وأهلي ان يجعله ذخرا لي.
وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك ولزيارتي
إياك ان يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع ابائك
الصالحين، صلى الله عليهم أجمعين.
السلام عليك يا صفوة الله، السلام على محمد بن عبد الله، حبيب
الله وصفوته، وأمينه ورسوله، وسيد النبيين، السلام على أمير
المؤمنين وصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، السلام
على الأئمة الراشدين المهديين.
السلام على من في الحائر منكم، السلام على ملائكة الله الباقين
المقيمين المسبحين، الذين هم بأمر ربهم قائمون، السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين، والحمد لله رب العالمين.
وتقول:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده
الصالحين، يا ابن رسول الله عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى
ذريتك ومن حضرك من أوليائك.
أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، امنا بالله
438

وبرسوله وبما جاء به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين.
وتقول:
اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تجعله اخر العهد من
زيارتي ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، اللهم وانفعني
بحبه يا رب العالمين، اللهم ابعثه مقاما محمودا انك على كل شئ
قدير.
اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وال
محمد، وأن لا تجعله اخر العهد من زيارتي إياه، فان جعلته يا رب
فاحشرني معه، ومع ابائه وأوليائه، وان أبقيتني يا رب فارزقني العود
إليه، ثم العود إليه بعد العود، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلي مشاهدهم،
اللهم صل على محمد وآل محمد، ولا تشغلني عن ذكرك، باكثار علي
من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها، وتفتني زهرات زينتها، ولا باقلال
يضر بعملي كده، ويملا صدري همه، أعطني من ذلك غنى عن أشرار
خلقك، وبلاغا أنال به رضاك، يا رحمان، السلام عليكم يا ملائكة الله و
زوار قبر أبي عبد الله.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر مرة والأيسر مرة، وألح في الدعاء
439

والمسألة، فإذا خرجت فلا تول وجهك عن القبر حتى تخرج (1).
الباب (85)
زيارة قبر العباس بن علي (عليهما السلام)
[671] 1 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين
العسكري بالعسكر، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن
مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة
الثمالي، قال: قال الصادق (عليه السلام):
إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي (عليه السلام) وهو على شط الفرات
بحذاء الحائر فقف على باب السفيفة وقل:
سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده
الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، الزاكيات الطيبات فيما تغتدي
وتروح، عليك يا ابن أمير المؤمنين، اشهد لك بالتسليم والتصديق
والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل
العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم.
فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن
والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت

1 - عنه البحار 101: 280، صدره المستدرك 10: 409.
أقول: الظاهر أن هذه الزيارة من تتمة حديث الثمالي المفصل، الذي مر ذكره.
440

واعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من قتلك، ولعن الله من جهل
حقك، واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات،
اشهد انك قتلت مظلوما، وان الله منجز لكم ما وعدكم.
جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم، وقلبي مسلم لكم، وانا
لكم تابع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين،
فمعكم معكم لامع عدوكم، اني بكم وبإيابكم من المؤمنين، وبمن
خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله أمة قتلتكم بالا يدي والا لسن.
ثم ادخل، وانكب على القبر، وقل:
السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله،
ولأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، والسلام عليك
ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه على روحك وبدنك.
اشهد واشهد الله انك مضيت على ما مضى عليه البدريون
والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون
في نصرة أوليائه، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء، و أكثر
الجزاء، وأوفر الجزاء، وأوفى جزأ أحد ممن وفى ببيعته، واستجاب له
دعوته، وأطاع ولاة امره.
واشهد انك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود،
فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من
جنانه افسحها منزلا، وأفضلها غرفا، ورفع ذكرك في عليين، وحشرك
441

مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اشهد انك لم تهن ولم تنكل، وانك مضيت على بصيرة من امرك،
مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، جمع الله بيننا وبينك وبين رسوله
وأوليائه في منازل المحسنين، فإنه ارحم الراحمين (1).
الباب (86)
وداع قبر العباس بن علي (عليهما السلام)
[672] 1 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين
العسكري بالعسكر، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن
مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا ودعت العباس (عليه السلام)، فأته وقل:
أستودعك الله واسترعيك، واقرأ عليك السلام، امنا بالله
وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين.
اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي قبر ابن أخي نبيك، وارزقني
زيارته ابدا ما أبقيتني، واحشرني معه ومع ابائه في الجنان، وعرف بيني
وبينه وبين رسولك وأوليائك.

1 - عنه البحار 101: 277، صدره المستدرك 10: 409.
أقول: الظاهر أن هذه الزيارة أيضا من تتمة حديث الثمالي المفصل، والله العالم.
442

اللهم صل على محمد وآل محمد وتوفني على الا يمان بك،
والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده
والبرأة من عدوهم، فاني قد رضيت بذلك يا رب.
وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين وتخير من
الدعاء (1).
الباب (87)
وداع قبور الشهداء
[673] 1 - تقول:
اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي إياهم، وأشركني معهم،
وادخلني في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن بنت نبيك، وحجتك
على خلقك، وجهادهم معه في سبيلك.
اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، اللهم ارزقني العود
إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين (2).

1 - عنه البحار 101: 278.
أقول: الظاهر أن هذا الوداع أيضا من تتمة حديث الثمالي المفصل، والله العالم.
2 - عنه البحار 101: 281.
أقول: يظهر من القرائن ان هذا الوداع أيضا من تتمة رواية الثمالي، والكل من تتمة الرواية
التي مر ذكرها آنفا.
443

الباب (88)
فضل كربلاء وزيارة الحسين (عليه السلام)
[674] 1 - حدثني (1) أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي

1 - زيادة في النسخ نقلناها كما وجدناها:
للحسين بن أحمد بن المغيرة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم رحمه الله مصنف هذا
الكتاب ونقل عنه، وهو عن زائدة، عن مولانا علي بن الحسين (عليهما السلام) ذهب على شيخنا رحمه
الله ان يضمنه كتابه هذا، وهو مما يليق بهذا الباب، ويشتمل أيضا على معان شتى حسن تام
الألفاظ، أحببت ادخاله، وجعلته أول الباب، وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها مما يجري
مجراها يستدل بها على صحة قبر مولانا الحسين (عليه السلام) بكربلاء، لان كثيرا من المخالفين
ينكرون ان قبره بكربلاء، كما ينكرون ان قبر مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالغري بظهر الكوفة.
وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم علي بن محمد بن عبدوس
الكوفي رحمه الله، مما نقله عن مزاحم بن عبد الوارث البصري، باسناده عن قدامة بن زائدة،
عن أبيه زائدة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، وقد ذاكرت شيخنا ابن قولويه بهذا الحديث بعد
فراغه من تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه، فما قضى ذلك، وعاجلته منيته رضي الله عنه
والحقه بمواليه (عليهم السلام).
وهذا الحديث داخل فيما أجاز لي شيخي رحمه الله، وقد جمعت بين الروايتين بالألفاظ
الزائدة والنقصان والتقديم والتأخير فيهما حتى صح بجميعه عمن حدثني به أولا ثم الان،
وذلك اني ما قرأته على شيخي رحمه الله ولا قرأه علي، غير اني أرويه عمن حدثني به عنه،
وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش، قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه،
قال: حدثني أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري رحمه الله، قال:
حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سلام بن يسار (سيار خ ل) الكوفي،
قال: حدثني أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي، قال: حدثني
نوح بن دراج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني يا زائدة انك تزور قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أحيانا،
فقلت: ان ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلما ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل
أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من حقنا، فقلت: والله ما
أريد بذلك الا الله ورسوله، ولا احفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالني
بسببه، فقال: والله ان ذلك لكذلك، فقلت: والله ان ذلك لكذلك - يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا -
فقال: ابشر ثم ابشر ثم فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون.
فإنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي (عليه السلام) وقتل من كان معه من ولده واخوته وسائر
أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت انظر إليهم صرعي
ولم يواروا، فعظم ذلك في صدري واشتد لما اري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبينت
ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي (عليه السلام)، فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي
وأبي وأخوتي، فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أري سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي
وأهلي مضر جين بدمائهم، مرملين بالعري، مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم
أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر، فقالت: لا يجز عنك ما تري فوالله ان
ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد اخذ الله ميثاق أناس من هذه
الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء
المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء،
لا يدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة
في محوه وتطميسه، فلا يزداد اثره الا ظهورا، وأمره الا علوا.
فقلت: وما هذا العهد وما هذا الخبر، فقالت: نعم حدثتني أم أيمن ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زار
منزل فاطمة (عليها السلام) في يوم من الأيام، فعملت له حريرة وأتاه علي (عليه السلام) بطبق فيه تمر، ثم قالت
أم أيمن: فاتيتهم بعس فيه لبن وزبد، فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين
(عليهم السلام) من تلك الحريرة، وشرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشربوا من ذلك اللبن، ثم اكل واكلوا من
ذلك التمر والزبد، ثم غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده وعلي يصب عليه الماء، فلما فرغ من غسل
يده مسح وجهه، ثم نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه،
ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا، ثم وجه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا، ثم خر ساجدا
وهو ينشج، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه، ثم رفع رأسه واطرق إلى الأرض
ودموعه تقطر كأنها صوب المطر، فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) وحزنت
معهم لما رأينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهبناه ان نسأله، حتى إذا طال ذلك قال له علي وقالت له
فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد اقرح قلوبنا ما نرى من حالك، فقال: يا
أخي سررت بكم - وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا: فقال: يا حبيبي - اني سررت
بكم سرورا ما سررت مثله قط واني لا نظر إليكم واحمد الله على نعمته فيكم.
إذ هبط على جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ان الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك
وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهناك العطية، بان جعلهم وذرياتهم
444



ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة، لا يفرق بينك وبينهم، يحبون كما تحبي (يحيون كما تحيي
(خ ل)، وما في المتن هو الأنسب وهو من الحباء وهو العطاء) ويعطون كما تعطي، حتى ترضى
وفوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك
ويزعمون انهم من أمتك برءا من الله ومنك، خبطا خبطا وقتلا قتلا، شتى مصارعهم نائية
قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمد الله عز وجل على خيرته وارض بقضائه،
فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.
ثم قال لي جبرئيل: يا محمد ان أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمتك، متعوب من
أعدائك، ثم مقتول بعدك، يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية، يكون نظير عاقر الناقة،
ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم
ويعظم مصابهم، وان سبطك هذا - وأومى بيده إلى الحسين (عليه السلام) - مقتول في عصابة من ذريتك
وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها: كربلاء، من اجلها يكثر الكرب
والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي
أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة، وانها من بطحاء الجنة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه
سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت
الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات باهلها غضبا لك يا
محمد ولذريتك، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافي به في ذريتك وعترتك،
ولا يبقى شئ من ذلك الا استأذن الله عز وجل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين،
الذين هم حجة الله على خلقه بعدك.
فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهن: اني انا الله الملك القادر
الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع، وانا أقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزتي وجلالي
لأعذبن من وتر رسولي وصفيي، وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا
لا أعذبه أحدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والأرضين بلعن من ظلم
عترتك واستحل حرمتك، فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله عز وجل قبض
أرواحها بيده، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد
مملوءة من ماء الحياة، وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء
والبسوها الحلل، وحنطوها بذلك الطيب صلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث الله قوما
من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم
ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، يكون علما لأهل الحق وسببا للمؤمنين إلى
الفوز، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة، ويصلون عليه ويسبحون
الله عنده، ويستغفرون الله لمن زاره، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله
تعالى واليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور
عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء.
فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من اثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم
ويعرفون به، و كأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي امامنا، ومعنا من ملائكة الله ما
لا يحصي عددهم، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله
من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك، يا محمد أو قبر أخيك أو
قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز وجل، وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله
والسخط ان يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا اثره، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلا.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فهذا أبكاني وأحزنني، قالت زينب: فلما ضرب ابن ملجم لعنه
الله أبي (عليه السلام) ورأيت عليه اثر الموت منه، قلت له: يا أبة حدثتني أم أيمن بكذا وكذا وقد
أحببت ان أسمعه منك، فقال: يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن، وكأني بك وبنساء أهلك
(ببنات أهلك (خ ل) سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين، تخافون ان يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا،
فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم وغير محبيكم و
شيعتكم، ولقد قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أخبرنا بهذا الخبر: ان إبليس لعنه الله في ذلك
اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته، فيقول: يا معاشر الشياطين قد
أدركنا من ذرية ادم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية وأورثناهم النار الا من اعتصم بهذه العصابة،
فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم وأوليائهم حتى
تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناج، ولقد صدق عليهم إبليس وهو كذوب، انه
لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.
قال زائده: ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام) بعد أن حدثني بهذا الحديث: خذه إليك ما لو
ضربت في طلبه آباط الإبل حولا لكان قليلا.
العس - بالضم والسين المهملة المشددة - القدح الكبير.
نشج الباكي نشيجا: غص بالبكاء في حلقه من غير انتخاب، والقدر غلت فسمع لها صوت.
خبط خبطا: ضرب ضربا شديدا.
اصطفق الأشجار: اضطربت واهتزت بالريح، والعود تحركت أوتاده.
عنه البحار 45: 179، بعضه 101: 115، المستدرك 3: 522 (مع التنبيه بأنها ليس من كلام
المؤلف)
444

رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، قال: حدثني عبد الله
448

ابن أبي يعفور، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لرجل من مواليه: يا فلان أتزور قبر
أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: نعم اني أزوره بين ثلاث سنين
مرة، فقال له - وهو مصفر الوجه -: اما والله الذي لا اله الا هو لو زرته
لكان أفضل لك مما أنت فيه، فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل، فقال
نعم والله لو اني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا
وما حج منكم أحد، ويحك أما تعلم أن الله اتخذ كربلاء حرما امنا
مباركا قبل ان يتخذ مكة حرما.
قال ابن أبي يعفور: فقلت له: قد فرض الله على الناس حج البيت
ولم يذكر زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: وإن كان كذلك فان هذا شئ
جعله الله هكذا، أما سمعت قول أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: ان
باطن القدم أحق بالمسح من ظاهر القدم، ولكن الله فرض هذا على العباد
أو ما علمت أن الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لأجل الحرم، ولكن
الله صنع ذلك في غير الحرم (1).
[675] 2 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد بياع
السابري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1 - عنه البحار 101: 33، بعضه 101: 110، الوسائل 14: 513، صدره المستدرك
10: 261.
449

ان ارض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري،
ويأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وامنه، فأوحى الله
إليها ان كفي وقري فوعزتي وجلالي ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به
ارض كربلاء الا بمنزلة الإبرة غمست في البحر فحملت من ماء البحر،
ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته ارض كربلاء ما خلقتك
ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني دنيا
متواضعا ذليلا مهينا، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، والا
سخت بك (1) وهويت بك في نار جهنم (2).
[676] 3 - وحدثني أبي وعلي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد أبو سعيد
العصفري، عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)،
وذكر مثله (3).
[677] 4 - حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
خلق الله تبارك وتعالى ارض كربلاء قبل ان يخلق الكعبة بأربعة
وعشرين الف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق

1 - سخت بك: خسفت بك (خ ل).
2 - عنه البحار 101: 106، الوسائل 14: 515.
3 - عنه البحار 101: 106، الوسائل 14: 515.
450

مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل ارض في الجنة
وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أوليائه في الجنة (1).
[678] 5 - حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي سعيد، عن بعض رجاله، عن
أبي الجارود، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام):
اتخذ الله ارض كربلاء حرما امنا مباركا قبل ان يخلق الله ارض
الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين الف عام، وانه إذا زلزل الله تبارك
وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت
في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها الا
النبيون والمرسلون - أو قال: أولو العزم من الرسل - وانها لتزهر بين رياض
الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها
ابصار أهل الجنة جميعا، وهي تنادي: انا ارض الله المقدسة الطيبة
المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (2).
[679] 6 - حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن علي
ابن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد أبي سعيد العصفري،
عن رجل، عن أبي الجارود، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام)، وذكر مثله.

1 - رواه في التهذيب 6: 72، عنهما البحار 101: 107، الوسائل 14: 516، يأتي ذكره في
هذا الباب.
2 - عنه البحار 101: 108، الوسائل 14: 515، المستدرك 10: 323.
رواه أبو سعيد العصفري في أصله: 17 (ضمن الأصول الستة عشر).
451

[680] 7 - وروي، قال أبو جعفر (عليه السلام): الغاضرية هي البقعة التي كلم
الله فيها موسى بن عمران (عليه السلام)، وناجي نوحا فيها، وهي أكرم ارض الله
عليه، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيه (1)، فزوروا قبورنا
بالغاضرية (2).
[681] 8 - وقال أبو عبد الله (عليه السلام): الغاضرية من تربة بيت المقدس (3).
[682] 9 - وعنهما بهذا الاسناد، عن أبي سعيد العصفري، عن حماد
ابن أيوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين
(عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقبر ابني بأرض يقال لها: كربلاء، هي
البقعة التي كانت فيها قبة الاسلام التي نجا الله عليها المؤمنين الذين امنوا
مع نوح في الطوفان (4).
[683] 10 - وباسناده عن ابن ميثم التمار، عن الباقر (عليه السلام)، قال: من
بات ليلة عرفة في كربلاء وأقام بها حتى يعيد وينصرف، وقاه الله شر
سنته (5).
[684] 11 - وبهذا الاسناد، عن علي بن الحارث (6)، عن الفضل بن

1 - أنبياءه (خ ل)، ويأتي بعيد هذا ان كربلاء قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي.
2 - عنه البحار 101: 106، المستدرك 10: 324.
3 - عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 324.
4 - عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 324.
5 - عنه البحار 101: 90، المستدرك 10: 287.
6 - علي بن الحرب (خ ل)، وقد ورد في معاجم الرجال بالاسمين، راجع معجم الرجال
11: 299.
452

يحيى، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: زوروا كربلاء ولا تقطعوه،
فان خير أولاد الأنبياء ضمنته، الا وان الملائكة زارت كربلاء الف عام من
قبل ان يسكنه جدي الحسين (عليه السلام)، وما من ليلة تمضي الا وجبرائيل
وميكائيل يزورانه، فاجتهد يا يحيى ان لا تفقد من ذلك الموطن (1).
[685] 12 - حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله،
عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: مر
أمير المؤمنين (عليه السلام) بكربلاء في أناس من أصحابه، فلما مر بها اغرورقت
عيناه بالبكاء، ثم قال: هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم، وهنا تهرق
دماؤهم، طوبى لك من تربة عليك تهرق دما الأحبة (2).
[686] 13 - حدثني أبي و محمد بن الحسن رحمه الله، عن الحسن بن
متيل، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عمن
حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
خرج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يسير بالناس حتى إذا كان من كربلاء
على مسيرة ميل أو ميلين تقدم بين أيديهم حتى صار بمصارع الشهداء،
ثم قال: قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط كلهم شهداء
باتباعهم، فطاف بها على بغلته خارجا رجله من الركاب، فأنشأ يقول:

1 - عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 261.
2 - عنه البحار 101: 116.
453

مناخ ركاب ومصارع شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من أتى
بعدهم (1).
[687] 14 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن
ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
خلق الله تعالى كربلا قبل ان يخلق الكعبة بأربعة وعشرين الف
عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل ان يخلق الله الخلق مقدسة
مباركة ولا تزال كذلك، ويجعلها أفضل ارض في الجنة (2).
[688] 15 - وروي هذا الحديث جماعة مشايخنا رحمهم الله
أبي وأخي وغيرهم، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن
محمد بن الحسين، عن محمد بن علي، عن أبي سعيد العصفري، عن
عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله، وزاد فيه:
وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة (3).
[689] 16 - حدثني به أبي وأخي وعلي بن الحسين رحمهم الله، عن
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد
أبو سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن أبيه، عن

1 - رواه في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 116، الوسائل 14: 516.
2 - عنه البحار 101: 107.
3 - مر في هذا الباب، وقد ذكرنا مصادرها، فراجع.
454

أبي جعفر (عليه السلام)، وذكر مثله مع الزيادة (1).
[690] 17 - حدثني أبي رحمه الله، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد أبو سعيد العصفري، عن
صفوان الجمال، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الله تبارك وتعالى فضل الأرضين
والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من ماء
ولا ارض الا عوقبت لتركها التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على
الكعبة وأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه، وان ارض كربلا
وماء الفرات أول ارض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك الله
عليهما، فقال لها: تكلمي بما فضلك الله تعالى فقد تفاخرت الأرضون
والمياه بعضها على بعض، قالت: انا ارض الله المقدسة المباركة، الشفاء
في تربتي ومائي، ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر
على من دوني بل شكرا لله فاكرمها، وزادها بتواضعها وشكرها لله
بالحسين (عليه السلام) وأصحابه.
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه
الله تعالى (2).

1 - عنه البحار 101: 109، الوسائل 14: 516.
2 - عنه البحار 101: 109، الوسائل 14: 516، بعضه المستدرك 10: 324.
455

الباب (89)
فضل الحائر وحرمته
[691] 1 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه
عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن
عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: موضع قبر الحسين بن علي
(عليهما السلام) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة و، قال: موضع قبر
الحسين (عليه السلام) ترعة من ترع الجنة (1).
[692] 2 - حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن محمد بن إسماعيل البصري،
عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرمة قبر الحسين فرسخ في
فرسخ من أربعة جوانبه (2).
[693] 3 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم رحمه الله، عن سلمة بن
الخطاب، عن منصور بن العباس، يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
حريم قبر الحسين (عليه السلام) خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر (3).

1 - رواه في ثواب الأعمال: 120، عنهما البحار 101: 111، المستدرك 10: 324.
2 - رواه في التهذيب 6: 71، عنهما البحار 101: 111، الوسائل 14: 510، المستدرك
10: 320.
3 - رواه في التهذيب 6: 71، عنهما البحار 101: 111، الوسائل 14: 510، المستدرك
10: 324.
456

[694] 4 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان لموضع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) حرمة
معلومة من عرفها واستجار بها أجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت
فداك، قال:
امسح من موضع قبره اليوم، فامسح خمسة وعشرين ذراعا من
ناحية رجليه، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه، وخمسة
وعشرين ذراعا من خلفه، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية رأسه،
وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج
فيه باعمال زواره إلى السماء، فليس ملك ولا نبي في السماوات الا وهم
يسألون الله ان يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج
يعرج (1).
[695] 5 - حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن
عبد الله، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمان بن الأشعث، عن عبد الله
ابن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول:

1 - عنه البحار 101: 111، الوسائل 14: 511، المستدرك 10: 324.
رواه في ثواب الأعمال: 119، الكافي 4: 588، التهذيب 6: 71، مصباح المتهجد: 509،
المصباح للكفعمي: 508.
457

قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة
من رياض الجنة - وذكر الحديث (1).
[696] 6 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
الباب (90)
ان الحائر من المواضع التي يحب الله ان يدعى فيها
[697] 1 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن
سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري، قال:
بعث إلي أبو الحسن (عليه السلام) في مرضه والى محمد بن حمزة، فسبقني
إليه محمد بن حمزة فأخبرني انه ما زال يقول: ابعثوا إلى الحائر (2)، فقلت
لمحمد: الا قلت له: انا اذهب إلى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت له:
جعلت فداك انا اذهب إلى الحائر، فقال: انظروا في ذلك (3)، ثم قال: ان

1 - عنه البحار 101: 111، الوسائل 14: 512، المستدرك 10: 324.
رواه في ثواب الأعمال: 119، الكافي 4: 588، التهذيب 6: 72، مصباح المتهجد: 509،
المصباح للكفعمي: 508.
2 - ابعثوا إلى الحائر، اي ابعثوا رجلا إلى حائر الحسين (عليه السلام) يدعو لي ويسأل الله شفائي
عنده.
3 - انظروا في ذلك: اي تفكروا وتدبروا فيه بان يقع على وجه لا يطلع عليه أحد للتقية.
458

محمدا ليس له سر من زيد بن علي (1) وانا أكره ان يسمع ذلك، قال:
فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر.
فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي اجلس حين أردت القيام،
فلما رأيته انس بي ذكرت قول علي بن بلال فقال لي: الا قلت له: ان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبي (صلى الله عليه وآله)
والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله ان يقف بعرفة، إنما هي
مواطن يحب الله ان يذكر فيها، فأنا أحب ان يدعى لي حيث يحب الله ان
يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع (2).
[698] 2 - حدثني علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله،
عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال:
دخلت انا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل، فقال لنا:
وجهوا قوما إلى الحائر من مالي، فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن

1 - اي ان محمدا - يعني ابن حمزة - ليس له سر، اي حصانة بل يفشي الاسرار، وذلك
بسبب انه من اتباع زيد ولا يعتقد إمامتنا، فتكون من تعليلية، أو المعنى انه ليس له حظ من
اسرار زيد وما كان يعتقد فينا، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك، ولعله كان الباعث لافشائه
على الوجهين الحسد على أبي هاشم إذ كان هو المبعوث، فلذا لم يتق (عليه السلام) في القول أولا عنده
مع أنه يحتمل أن يكون المراد بمحمد أخيرا غير ابن حمزة، ويحتمل أيضا أن يكون المراد بزيد
غير امام الزيدية بل واحدا من أهل ذلك العصر ممن يتقي منه، ويكون المعنى ان محمدا
لا يخفي شيئا من زيد وانا أكره ان يسمع زيد ذلك - البحار.
2 - عنه البحار 101: 112، الوسائل 14: 538، المستدرك 10: 346.
رواه في الكافي 4: 567.
459

حمزة: المشير يوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال:
فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: ليس هو هكذا ان لله مواضع يحب ان يعبد
فيها، وحائر الحسين (عليه السلام) من تلك المواضع (1). (2)
الباب (91)
ما يستحب من طين قبر الحسين (عليه السلام) وانه شفاء
[699] 1 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن كرام، عن

1 - عنه البحار 101: 113، المستدرك 10: 346.
2 - زيادة من تلميذ المؤلف:
قال: الحسين بن أحمد بن المغيرة: وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي
الرازي المعروف بالوهوردي بنيشابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين
الأولين أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه.
قال أبو محمد الوهوردي: حدثني أبو علي محمد بن همام رحمه الله، قال: حدثني محمد
الحميري، قال: حدثني أبو هاشم الجعفري، قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد
(عليهما السلام) وهو محموم عليل، فقال لي: يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحائر يدعو الله لي،
فخرجت من عنده، فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي، وسألته أن يكون الرجل الذي
يخرج فقال: السمع والطاعة، ولكنني أقول: انه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة من في الحائر،
ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر، فأعلمته (عليه السلام) ما قال، فقال لي: قل له: كان رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وان الله تعالى بقاعا
يحب ان يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها.
عنه البحار 101: 113.
460

ابن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يأخذ الانسان من طين قبر
الحسين (عليه السلام) فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به، فقال: لا والله الذي
لا اله الا هو ما يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به الا نفعه الله به (1).
[700] 2 - حدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي عبد الله
البرقي، عن بعض أصحابنا، قال:
دفعت إلى امرأة غزلا، فقالت: ادفعه إلى حجبة مكة ليخاط به
كسوة الكعبة، قال: فكرهت ان ادفعه إلى الحجبة وانا أعرفهم، فلما ان
صرنا إلى المدينة دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك ان
امرأة أعطتني غزلا فقالت: ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة، فكرهت
ان ادفعه إلى الحجبة، فقال: اشتر به عسلا وزعفران وخذ من طين قبر
الحسين (عليه السلام) واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من العسل
والزعفران، وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (2).
[701] 3 - وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن محمد بن إسماعيل البصري - ولقبه فهد -، عن بعض رجاله، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء (3).

1 - عنه البحار 101: 122، الوسائل 14: 522، المستدرك 10: 329.
رواه في الكافي 4: 588.
2 - عنه البحار 101: 123، المستدرك 10: 330.
رواه في المحاسن 2: 500.
3 - عنه البحار 101: 123، الوسائل 14: 526، المستدرك 10: 330، يأتي في الباب: 94.
461

[702] 4 - وعنه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن
سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: في طين قبر الحسين (عليه السلام) الشفاء من كل داء، وهو الدواء
الأكبر (1).
[703] 5 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن شيخ
من أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: طين
قبر الحسين (عليه السلام) فيه شفاء وان اخذ على رأس ميل (2).
[704] 6 - وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اصابته علة فبدأ بطين
قبر الحسين (عليه السلام) شفاه الله من تلك العلة الا أن تكون علة السام (3) (4).
[705] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا مدلج، عن
محمد بن مسلم، قال:
خرجت إلى المدينة وانا وجع، فقيل له: محمد بن مسلم وجع،
فأرسل إلي أبو جعفر (عليه السلام) شرابا مع غلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام
وقال لي: اشربه فإنه قد امرني ان لا أبرح حتى تشربه، فتناولته فإذا رائحة

1 - عنه البحار 101: 123.
2 - رواه الشيخ في مصباحه: 674، عنه البحار 101: 124، الوسائل 14: 513.
3 - السام: الموت.
4 - عنه وعن فقه الرضا (عليه السلام)، البحار 101: 124 و 131، الوسائل 14: 526.
462

المسك منه، وإذا بشراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام:
يقول لك مولاي: إذا شربته فتعال ففكرت فيما قال لي، وما أقدر على
النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما
نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي: صح الجسم
ادخل.
فدخلت عليه وانا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي:
وما يبكيك يا محمد، قلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة
وقلة القدرة على المقام عندك انظر إليك، فقال لي: اما قلة القدرة فكذلك
جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلا إليهم سريعا، واما ما ذكرت
من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس
حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، واما ما ذكرت من بعد الشقة
فلك بابي عبد الله (عليه السلام) أسوة بأرض نائية عنا بالفرات، واما ما ذكرت من
حبك قربنا والنظر إلينا، وانك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك
وجزاؤك عليه.
ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: نعم على خوف
ووجل، فقال: ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن
خاف في اتيانه امن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف
بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي (صلى الله عليه وآله) وما يصنع، ودعا له،
وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله.
463

ثم قال لي: كيف وجدت الشراب، فقلت: اشهد انكم أهل بيت
الرحمة وانك وصي الأوصياء، ولقد اتاني الغلام بما بعثته وما أقدر على أن
استقل على قدمي، ولقد كنت آيسا من نفسي، فناولني الشراب
فشربته، فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه، ولا أبرد
منه، فلما شربته قال لي الغلام: انه امرني ان أقول لك إذا شربته فاقبل إلي،
وقد علمت شدة ما بي، فقلت: لأذهبن إليه ولو ذهبت نفسي.
فأقبلت إليك فكأني نشطت من عقال، فالحمد لله الذي جعلكم
رحمة لشيعتكم، فقال: يا محمد ان الشراب الذي شربته فيه من طين قبر
الحسين (عليه السلام) وهو أفضل ما استشفى به فلا نعدل به، فانا نسقيه صبياننا
ونساءنا، فنرى فيه كل خير، فقلت له: جعلت فداك انا لنأخذ منه
ونستشفي به، فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره
فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة الا شمه فتذهب
بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما
ذكرت لك ما يمسح به شي ولا شرب منه شي الا أفاق من ساعته، وما
هو الا كحجر الأسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية، وكان
لا يتمسح به أحد الا افاق، وكان كأبيض ياقوتة فاسود حتى صار إلى ما
رأيت.
فقلت: جعلت فداك وكيف اصنع به، فقال: أنت تصنع به مع
اظهارك إياه ما يصنع غيرك، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء
464

دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال:
ليس يأخذه أحد الا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس.
فقلت: جعلت فداك وكيف لي ان آخذه كما تأخذه، فقال لي:
أعطيك منه شيئا، فقلت: نعم، قال: إذا اخذته فكيف تصنع به، فقلت:
اذهب به معي، فقال: في اي شئ تجعله، فقلت: في ثيابي، قال: فقد
رجعت إلى ما كنت تصنع أشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فإنه
لا يسلم لك، فسقاني منه مرتين، فما اعلم اني وجدت شيئا مما كنت أجد
حتى انصرفت (1).
[706] 8 - حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن
الخيبري، عن أبي ولاد، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله (عليه السلام) وحرمته
وولايته اخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء (2).
الباب (92)
ان طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء وأمان
[707] 1 - حدثني أبي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن

1 - عنه البحار 60: 157، 101: 121، الوسائل 14: 526 (مع اختصار).
2 - عنه البحار 101: 122 و 125، الوسائل 14: 530.
يأتي في الباب اللاحق، وفيه: (على رأس ميل).
465

عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلى أبو الحسن الرضا
(عليه السلام) من خراسان بثياب رزم (1) وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا،
فقال: طين قبر الحسين (عليه السلام) ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره الا
ويجعل فيه الطين، وكان يقول: هو أمان بإذن الله (2).
[708] 2 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين
ابن أبي العلاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حنكوا أولادكم بتربة
الحسين (عليه السلام)، فإنها أمان (3).
[709] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن
نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع، قال: سأل رجل
أبا عبد الله (عليه السلام) وانا اسمع، قال: اخذ من طين قبر الحسين يكون عندي
اطلب بركته، قال: لا بأس بذلك (4).
[710] 4 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن عيسى بن سليمان، عن محمد

1 - رزم الثياب جمعها وشدها في ثوب.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 8: 40، الاستبصار 3: 279، عنهم البحار 101: 124، الوسائل
14: 524.
3 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 74، عنه البحار 101: 124، الوسائل 14: 524.
4 - عنه البحار 101: 125، الوسائل 14: 530، المستدرك 10: 331.
466

ابن زياد، عن عمته، قالت: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ان في طين الحائر الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء وأمانا من
كل خوف (1).
[711] 5 - وحدثني أبي رحمه الله، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن
يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى - وكان في خدمة
أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن عيسى بن سليمان، عن محمد بن مارد، عن
عمته، قالت: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ان في طين الحائر الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء وأمانا من
كل خوف (2).
[712] 6 - حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاد، عن أبي بكر الحضرمي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق
أبي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته اخذ له من طين قبره على رأس ميل
كان له دواء وشفاء (3).

1 - عنه البحار 101: 125.
أورده في فقه الرضا (عليه السلام): 46، عنه البحار 101: 131.
2 - عنه البحار 101: 125، المستدرك 10: 331.
ذكره في طب الأئمة (عليهم السلام): 52 مع اختلاف.
3 - عنه البحار 101: 122 و 125، الوسائل 14: 530.
مر في الباب السابق، وفيه: (على رأس أنملة).
467

الباب (93)
من أين يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) وكيف يؤخذ
[713] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن الحسن بن علي، عن يونس بن رفيع (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: ان عند رأس الحسين بن علي (عليهما السلام) لتربة حمراء، فيها شفاء من كل
داء الا السام، قال:
فأتيت القبر بعد ما سمعنا بهذا الحديث، فاحتفرنا عند رأس القبر،
فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر مثل السهلة (2)
حمراء قدر درهم، فحملناه إلى الكوفة، فمزجناه، واقبلنا نعطي الناس
يتداوون به (3).
[714] 2 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين، عن
سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن رزق الله بن العلاء، عن سليمان
ابن عمرو السراج (4)، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يؤخذ

1 - كذا في النسخ، والظاهر أن كلمة (رفيع) تصحيف (ربيع)، كما في المعجم 20: 192.
2 - السهلة - بالكسر - تراب كالرمل يجئ به الماء.
3 - عنه البحار 101: 125، المستدرك 10: 331.
رواه في الكافي 4: 588.
4 - كذا أيضا في التهذيب، لكن في الكافي: رزق الله بن أبي العلاء عن سليمان بن عمر
السراج.
468

طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على قدر سبعين ذراعا (1).
[715] 3 - حدثني علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن إبراهيم
ابن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين
(عليه السلام) فليقل:
اللهم إني أسألك بحق الملك الذي تناوله، والرسول الذي بوأه،
والوصي الذي ضمن فيه ان تجعله شفاء من كل داء كذا وكذا.
وتسمي ذلك الداء (2).
[716] 4 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن علي بن الريان بن
الصلت، عن الحسين بن أسد، عن أحمد بن مصقلة، عن عمه، عن
أبي جعفر الموصلي ان أبا جعفر (عليه السلام) قال: إذا اخذت طين قبر الحسين
(عليه السلام) فقل:
اللهم بحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق الملك
الذي كربها (3)، وبحق الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد،

1 - عنه البحار 101: 130، الوسائل 14: 511، المستدرك 10: 333.
رواه الكليني في الكافي 4: 588، والشيخ في التهذيب 6: 74، والسيد في مصباح
الزائر: 136.
2 - عنه البحار 101: 127، المستدرك 10: 340.
3 - كربها: حفرها، من قولهم: كربت الأرض اي قلبتها للحرث، ويحتمل أن يكون كربها -
بالتشديد والباء للتعدية - اي اخذها ورجع بها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
469

واجعل هذا الطين شفاء لي من كل داء، وأمانا من كل خوف (1).
[717] 5 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن جده علي
ابن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم،
قال: حدثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت بمكة - وذكر في حديثه - قلت: جعلت
فداك اني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل في
ذلك شئ مما يقولون من الشفاء، قال: قال:
يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، وكذلك قبر
جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد (2)، فخذ
منها، فإنها شفاء من كل سقم وجنة مما تخاف، ولا يعدلها شئ من
الأشياء التي يستشفى بها الا الدعاء، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها
وقلة اليقين لمن يعالج بها، فاما من أيقن انها له شفاء إذا يعالج بها كفته بإذن الله
من غيرها مما يعالج به، ويفسدها الشياطين والجن من أهل الكفر
منهم يتمسحون بها، وما تمر بشئ الا شمها، وأما الشياطين وكفار
الجن فإنهم يحسدون بني آدم عليها، فيتمسحون بها ليذهب عامة طيبها،
ولا يخرج الطين من الحائر الا وقد استعد له ما لا يحصى منهم، وانه لفي

1 - عنه البحار 101: 127، المستدرك 10: 340.
2 - ما تضمنه الحديث من جواز الاستشفاء بتربة غير الحسين (عليه السلام) مخالف لغيره من
الاخبار، وما ذهب إليه الأصحاب، ولعله محمول على الاستشفاء بغير الاكل من الاستعمالات
كالتمسح بها وحملها معه.
470

يد صاحبها وهم يتمسحون بها، ولا يقدرون مع الملائكة ان يدخلوا
الحائر، ولو كان من التربة شئ يسلم ما عولج به أحد الا برأ من ساعته.
فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله تعالى، وقد بلغني ان
بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخف به، حتى أن بعضهم ليطرحها في
مخلاة (1) الإبل والبغل والحمار وفي وعاء الطعام، وما يمسح به الأيدي
من الطعام والخرج (2) والجوالق (3)، فكيف يستشفى به من هذا حاله عنده،
ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد
عليه عمله (4).
[718] 6 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن رزق الله بن العلاء (5)، عن سليمان بن
عمرو السراج، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يؤخذ
طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على سبعين باعا في سبعين باعا (6).
[719] 7 - حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن علي، رفعه، قال:
قال: الختم على طين قبر الحسين (عليه السلام) ان يقرأ عليه:

1 - المخلاة: وعاء يوضع فيه علف الدابة ويعلق على رأسها.
2 - الخرج: وعاء توضع فيه الأمتعة للحمل على الدواب.
3 - الجوالق: وعاء كالخرج - معرب.
4 - عنه البحار 60: 156، 101: 127، المستدرك 10: 332.
5 - كذا أيضا في التهذيب، اما في الكافي: رزق الله بن أبي العلاء، وفيهما أيضا: سليمان
ابن عمر السراج.
6 - عنه البحار 101: 131، المستدرك 10: 334.
471

انا أنزلناه في ليلة القدر (1).
[720] 8 - وروي: إذا أخذته فقل:
اللهم (2) بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق
الوصي الذي تواريه، وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه والملائكة الذين
يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله
عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف،
وغنى من كل فقر، وعزا من كل ذل، وأوسع به علي في رزقي، وأصح
به جسمي (3).
[721] 9 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن رجل من أهل الكوفة،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حريم قبر الحسين (عليه السلام) فرسخ في فرسخ في
فرسخ في فرسخ (4). (5)

1 - رواه الكليني في الكافي 4: 588 مرفوعا عن علي بن محمد، عنهما البحار 101: 127،
الوسائل 14: 522.
2 - بسم الله، اللهم (خ ل).
3 - رواه السيد في مصباح الزائر: 137 مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 101: 128،
الوسائل 14: 522، المستدرك 10: 341.
ذكره الكليني في الكافي 4: 588 مقطوعا.
4 - تكرير الفرسخ أربع مرات يدل على أن المعنى ان حريمه (عليه السلام) فرسخ من كل جانب
فيكون في بمعنى مع.
5 - عنه البحار 101: 114، المستدرك 10: 320.
472

[722] 10 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبيد
الله بن نهيك، عن سعد (1) بن صالح، عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة، عن
بعض أصحابنا (2)، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني رجل كثير العلل
والأمراض، وما تركت دواء الا تداويت به، فقال لي: فأين أنت عن تربة
قبر الحسين (عليه السلام)، فان فيها الشفاء من كل داء والامن من كل خوف، وقل
إذا أخذته:
اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة، وبحق الملك الذي اخذها،
وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صل على
محمد وأهل بيته، واجعل لي فيها شفاء من كل داء، وأمانا من كل
خوف.
قال: ثم قال (عليه السلام): ان الملك الذي اخذها فهو جبرئيل (عليه السلام) وأراها
النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذه تربة ابنك هذا تقتله أمتك من بعدك، والنبي الذي
قبضها فهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واما الوصي الذي حل فيها فهو
الحسين بن علي (عليهما السلام) سيد الشهداء.
قلت: قد عرفت الشفاء من كل داء، فكيف الأمان من كل خوف؟
قال: إذا خفت سلطانا أو غير ذلك فلا تخرجن من منزلك الا ومعك من
طين قبر الحسين (عليه السلام)، وقل إذا أخذته:

1 - كذا أيضا في التهذيب، وفي الأمالي: سعيد.
2 - هو الحارث بن المغيرة النصري، كما يظهر من امالي الشيخ.
473

اللهم ان هذه طينة قبر الحسين وليك وابن وليك، اتخذتها حرزا
لما أخاف ولما لا أخاف.
فإنه قد يرد عليك ما لا تخاف.
قال الرجل: فاخذتها كما قال، فصح والله بدني، وكان لي أمانا من
كل ما خفت وما لم أخف، كما قال (عليه السلام)، فما رأيت بحمد الله بعدها
مكروها (1).
[723] 11 - اخبرني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن أحمد بن
إسحاق القزويني، عن أبي بكار، قال: اخذت من التربة التي عند رأس
الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإنها طينة حمراء، فدخلت على الرضا (عليه السلام)
فعرضتها عليه، فاخذها في كفه ثم شمها ثم بكي حتى جرت دموعه، ثم
قال: هذه تربة جدي (2).
[724] 12 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين

1 - رواه الشيخ في أماليه 1: 325 باسناده عن ابن خشيش، عن أبي المفضل الشيباني، عن
حميد بن زياد الدهقان، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن سعيد بن صالح، عن الحسن بن علي
ابن أبي المغيرة، عن الحارث بن المغيرة، عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 101: 118.
ذكره الشيخ في التهذيب 6: 74 مع اختلاف، عن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن
محمد بن عجلان، عن حميد بن زياد، عن عبيد الله بن نهيك، عن سعد بن صالح، عن الحسن بن
علي بن أبي المغيرة، عن بعض أصحابنا، عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 14: 524.
أخرجه الطبري في بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 214، الرقم: 441، عن الصادق (عليه السلام).
2 - عنه البحار 101: 131، المستدرك 10: 334.
474

العسكري بالعسكر، قال: حدثنا الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه،
عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي قال:
قال الصادق (عليه السلام):
إذا أردت حمل الطين طين قبر الحسين (عليه السلام) فاقرأ فاتحة الكتاب و
المعوذتين و (قل هو الله أحد)، و (قل يا أيها الكافرون) (1)، و (انا أنزلناه
في ليلة القدر)، ويس وآية الكرسي، وتقول:
اللهم بحق محمد عبدك وحبيبك ونبيك ورسولك وأمينك،
وبحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك، وبحق
فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك، وبحق الحسن والحسين، وبحق
الأئمة الراشدين، وبحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق
الوصي الذي حل (2) فيها، وبحق الجسد الذي تضمنت، وبحق السبط
الذي ضمنت، وبحق جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك، صل على
محمد وآل محمد، واجعل هذا الطين شفاء لي ولمن يستشفي به من
كل داء وسقم ومرض،، وأمانا من كل خوف.
اللهم بحق محمد وأهل بيته اجعله علما نافعا، ورزقا واسعا،
وشفاء من كل داء وسقم، وآفة وعاهة، وجميع الا وجاع كلها، انك على
كل شئ قدير.

1 - لا يوجد: (قل يا أيها الكافرون) في بعض النسخ.
2 - هو (خ ل).
475

وتقول:
اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة، والملك الذي هبط بها،
والوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد وسلم وانفعني بها،
انك على كل شئ قدير (1).
الباب (94)
ما يقول الرجل إذا اكل من تربة قبر الحسين (عليه السلام)
[725] 1 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض
رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء، وإذا أكلته فقل:
بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء
من كل داء، انك على كل شئ قدير (2).

1 - عنه البحار 101: 128، الوسائل 14: 531.
2 - عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 341.
ذكره المفيد في مزاره: 131 عن ابن قولويه في كامله.
أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 1: 360، الرقم: 1176 مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، وفي
المكارم 2: 243، الرقم: 2586، عن السيد الإمام ناصح الدين أبي البركات المشهدي، عن
الصادق (عليه السلام).
أخرجه الكفعمي في مصباحه: 509 مرسلا عنه (عليه السلام).
476

[726] 2 - قال: وروى لي بعض أصحابنا - يعني محمد بن عيسى -،
قال: نسيت اسناده، قال (عليه السلام): إذا أكلته تقول:
اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب هذا الوصي الذي وارته صل
على محمد وآل محمد واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من
كل داء (1).
[727] 3 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه (2)، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال:
إذا اخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل:
اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها،
والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، ان تصلي على محمد وال
محمد، وان تجعل لي فيها شفاء نافعا، ورزقا واسعا، وأمانا من كل
خوف وداء.
فإنه إذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه (3).

1 - عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 341.
رواه الصدوق في الفقيه 2: 362، مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 14: 525.
2 - لا يوجد: (عن أبيه) في بعض النسخ، وكلاهما صحيح، لأنه يروي عن الصادق (عليه السلام)
بلا واسطة - كما مر في الباب 66 - ومع واسطته، راجع معجم الرجال 14: 169.
3 - عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 342.
477

الباب (95)
ان الطين كله حرام الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فإنه شفاء
[728] 1 - حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخي رحمهم الله،
عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى
الواسطي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
الطين كله حرام كلحم الخنزير، ومن اكله ثم مات منه لم أصل عليه،
الا طين قبر الحسين (عليه السلام)، فان فيه شفاء من كل داء، ومن اكله بشهوة
لم يكن فيه شفاء (1).
[729] 2 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن
الطين، قال: فقال: اكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير،
الا طين قبر الحسين فان فيه شفاء من كل داء وامنا من كل خوف (2).
[730] 3 - حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن
الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام)
قال:

1 - رواه في علل الشرايع: 532، عنهما البحار 101: 129.
2 - عته البحار 101: 130.
رواه الشيخ في أماليه 1: 326 مع اختلاف، والراوندي في الخرائج 2: 872.
478

ان الله تبارك وتعالى خلق آدم من الطين فحرم الطين على ولده،
قال: فقلت: فما تقول في طين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: يحرم على الناس
اكل لحومهم ويحل لهم اكل لحومنا (1)، ولكن الشئ اليسير منه مثل
الحمصة (2).
[731] 4 - وروى سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كل
طين حرام على بني آدم ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام)، من اكله من وجع
شفاه الله تعالى (3).
[732] 5 - ووجدت في حديث الحسين بن مهران الفارسي، عن
محمد بن أبي سيار، عن يعقوب بن يزيد، يرفع الحديث إلى الصادق
(عليه السلام)، قال: من باع طين قبر الحسين (عليه السلام) فإنه يبيع لحم الحسين (عليه السلام)
ويشتريه (4).

1 - ربما يكون في هذا الحديث ايعازا إلى أن طينة أئمة الدين (عليهم السلام) كلهم من تربة الطف
المقدسة، حيث عبر عنها بلحومنا، مع سبق مثل هذا التعبير عن مطلق الطين بالنسبة إلى البشر
بلحاظ خلق آدم منه وهو ولده، وليس بذلك البعيد أن يكون تربة أشرف بقاع العالم طينة
لا شرف موجوداته، ويقربه خلقها قبل خلق ارض الكعبة بأربعة وعشرين الف عام - كما مر في
أحاديث الباب: 88 - وكونها أفضل روضة من رياض الجنة، وانها لتزهر بين رياضها كالكوكب
الدري بين الكواكب، وانها أفضل مسكن في الجنة لا يسكنها الا النبيون والمرسلون، فعلى هذا
ينزل الحديث الآتي في آخر الباب على الحقيقة - والله العالم.
2 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 74، والسيد في مصباح الزائر: 136، عنهم البحار
101: 130، الوسائل 14: 528.
3 - عنه البحار 101: 130.
4 - عنه البحار 101: 130.
479

الباب (96)
من نأت داره وبعدت شقته كيف يزوره (عليه السلام)
[733] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد ومحمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عمن رواه، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل اعلا
منزل له، فيصلي ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فان ذلك يصل
إلينا (1).
[734] 2 - حدثني علي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه
رحمهما الله جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان
النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن
يونس بن عبد الرحمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه في حديث طويل،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا سدير وما عليك ان تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة خمس
مرات وفي كل يوم مرة، قلت: جعلت فداك ان بيننا وبينه فراسخ كثيرة،
فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة (2)، ثم ترفع رأسك إلى
السماء، ثم تتحرى نحو قبر الحسين (عليه السلام)، ثم تقول:

1 - رواه في التهذيب 6: 103، عنهما البحار 101: 365، المستدرك 10: 368.
2 - لا يبعد أن يكون الالتفات يمنة ويسرة إلى جانب الفوق للتقية لئلا يطلع عليه أحد -
البحار.
480

السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
يكتب لك زورة، والزورة حجة وعمرة، قال سدير: فربما فعلته
في النهار (1) أكثر من عشرين مرة (2).
[735] 3 - حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله
ابن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن منيع، عن يونس بن
عبد الرحمان (3)، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم،
قلت: جعلت فداك لا، قال: ما أجفاكم أفتزوره في كل شهر، قلت: لا،
قال: فتزوره في كل سنة، قلت: يكون ذلك، قال: يا سدير ما أجفاكم
بالحسين (عليه السلام) اما علمت أن لله الف الف ملك شعثا غبرا يبكون
ويزورون لا يفترون، وما عليك يا سدير ان تزور قبر الحسين (عليه السلام) في
كل جمعة خمس مرات - وذكر مثل الحديث الأول (4).

1 - كذا، وفي بعض المصادر: في الشهر.
2 - عنه البحار 101: 365، المستدرك 10: 306.
3 - كذا في النسخ وفيما يأتي في الباب: 97، اما في البحار: سلمة بن الخطاب عن عبد الله
ابن محمد عن منيع، وفي التهذيب: عبد الله بن الخطاب عن محمد بن حسان عن منيع، وفي
الكافي كما هنا الا ان فيه: مسمع.
هذا، وقد مر في الباب: 29 رواية سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد بن سنان
بلا واسطة.
4 - عنه البحار 101: 366، المستدرك 10: 306، يأتي في الباب الآتي باسناد آخر.
رواه في الكافي 4: 589، التهذيب 6: 116، الفقيه 2: 361.
481

[736] 4 - وروى سليمان بن عيسى، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد
الله (عليه السلام): كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك، قال: قال لي:
يا عيسى إذا لم تقدر على المجي، فإذا كان يوم الجمعة فاغتسل
أو توضأ واصعد إلى سطحك وصل ركعتين وتوجه نحوي (1)، فإنه من
زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني
في حياتي (2).
[737] 5 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الدهقان، عن منيع بن الحجاج، عن
حنان بن سدير، عن أبيه، قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تكثر من زيارة قبر أبي عبد الله
الحسين، قلت: انه من الشغل، فقال: الا أعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتب
الله لك بذلك الزيارة، فقلت: بلى جعلت فداك، فقال لي:
اغتسل في منزلك واصعد إلى سطح دارك واشر إليه بالسلام يكتب
لك بذلك الزيارة (3).

1 - هذا الخبر يدل على أن زيارة الامام الحي عن البعد تجوز بهذا الوجه، فهذا مستند
لزيارة القائم (عليه السلام) في اي مكان أرادوا، ويعلم أبناء الطائفة ان يتوجهون بطهارة قلبية وبدنية في
يوم الجمعة المتوقع فيه ظهور الحجة (عليه السلام) نحو سر من رأى، ويزورون امامهم الحي المنتظر و
يتشرفون بذكراه، عجل الله تعالى فرجه.
2 - عنه البحار 101: 366.
3 - عنه البحار 101: 367، الوسائل 14: 578، المستدرك 10: 305.
482

[738] 6 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن أبي احمد (1)،
عمن رواه، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا بعدت عليك الشقة ونأت
بك الدار فلتعل على أعلى منزلك ولتصل ركعتين، فلتؤم بالسلام إلى
قبورنا، فان ذلك يصل إلينا (2).
[739] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، رفع الحديث إلى أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: دخل حنان بن سدير الصيرفي على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده
جماعة من أصحابه، فقال:
يا حنان بن سدير تزور أبا عبد الله (عليه السلام) في كل شهر مرة؟ قال: لا،
قال: ففي كل شهرين مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل سنة مرة؟ قال: لا، قال:
ما أجفاكم لسيدكم، فقال: يا بن رسول الله قلة الزاد وبعد المسافة، قال:
ألا أدلكم على زيارة مقبولة وان بعد النائي، قال: فكيف أزوره يا بن
رسول الله؟ قال:
اغتسل يوم الجمعة أو اي يوم شئت، والبس أطهر ثيابك واصعد
إلى اعلا موضع في دارك أو الصحراء، واستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين

1 - رواه في التهذيب، وفيه: أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير، وفيه سقط
واضح.
2 - رواه في التهذيب 6: 103، عنهما البحار 101: 367.
483

ان القبر هناك، يقول الله تبارك وتعالى: (أينما تولوا فثم وجه الله) (1).
ثم تقول:
السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، وسيدي وابن سيدي، السلام
عليك يا مولاي يا قتيل بن القتيل، الشهيد بن الشهيد، السلام عليك
ورحمة الله وبركاته.
انا زائرك يا بن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي، وان لم أزرك
بنفسي والمشاهدة لقبتك.
فعليك السلام يا وارث ادم صفوة الله، ووارث نوح نبي الله،
ووارث إبراهيم خليل الله، ووارث موسى كليم الله، ووارث عيسى
روح الله، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله، ووارث علي
أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته، ووارث الحسن بن علي
وصي أمير المؤمنين، لعن الله قاتليك وجدد عليهم العذاب في هذه
الساعة وفي كل ساعة.
انا يا سيدي متقرب إلى الله جل وعز والى جدك رسول الله،
والى أبيك أمير المؤمنين، والى أخيك الحسن، واليك يا مولاي، فعليك
السلام ورحمة الله وبركاته بزيارتي لك بقلبي ولساني وجميع
جوارحي.

1 - البقرة: 115.
484

فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني، وانا بالبراءة من أعدائك
واللعنة لهم وعليهم أتقرب بذلك إلى الله واليكم أجمعين، فعليك
صلوات الله ورضوانه ورحمته.
ثم تتحول على يسارك قليلا، وتحول وجهك إلى قبر علي بن
الحسين (عليهما السلام)، فهو عند رجل أبيه، وتسلم عليه مثل ذلك، ثم ادع الله بما
أحببت من امر دينك ودنياك.
ثم تصلي أربع ركعات، فان صلاة الزيارة ثمان أو ست أو أربع
أو ركعتان، وأفضلها ثمان، ثم تستقبل القبلة نحو قبر أبي عبد الله (عليه السلام)،
وتقول:
انا مودعك يا مولاي وابن مولاي، ويا سيدي وابن سيدي،
ومودعك يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين، ومودعكم يا
ساداتي يا معاشر الشهداء، فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه
وبركاته (1).
الباب (97)
ما يكره من الجفاء لزيارة قبر الحسين (عليه السلام)
[740] 1 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن

1 - عنه البحار 101: 367، الوسائل 14: 580، المستدرك 10: 307.
رواه في مصباح المتهجد: 253، مصباح الزائر: 196.
485

محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر
(عليه السلام)، قال: كم بينكم وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: ستة عشر فرسخا،
قال: أو ما تأتونه، قلت: لا، قال: ما أجفاكم (1). (2)
[741] 2 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى
ابن الفضل، عن علي بن الحكم، عمن حدثه، عن حنان بن سدير (3)، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما تقول في زيارة الحسين (عليه السلام)، فقال:
زره ولا تجفه، فإنه سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة، وشبيه يحيى
ابن زكريا، وعليهما بكت السماء والأرض (5).
[742] 3 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد عيسى، عن أحمد بن أبي داود وأمي، عن سعد بن
أبي عمرو الجلاب (6)، عن الحارث الأعور، قال: قال على (عليه السلام): بأبي
وأمي الحسين المقتول بظهر الكوفة، والله لكأني انظر إلى الوحش مادة

1 - الجفاء: البعد عن الشئ وترك الصلة والبر وغلظ الطبع، والا وسط هنا أظهر.
2 - عنه البحار 101: 5.
3 - كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها لا يوجد: (علي بن الحكم) ومر هذا الحديث في
الباب: 28، وفيه: (موسى بن الفضل عن حنان)، وفي ثواب الأعمال: (موسى بن إسماعيل
عن حنان).
ولعل - والله العالم - ان صح النسخة: (وعن علي بن الحكم)، لكثرة رواية أحمد بن
محمد عنه.
4 - عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 434، وقد مر في الباب: 28.
5 - سعد عن أبي عمر الجلاب (خ ل)، وهو تصحيف، وقد مر الحديث في الباب: 26.
486

أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح،
فإذا كان ذلك فإياكم والجفاء (1).
[743] 4 - حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن،
عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن
عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن
عبد الرحمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم،
قلت: لا، قال: ما أجفاكم، قال: أتزوره في كل جمعة، قلت: لا، قال:
فتزوره في كل شهر، قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة، قلت: قد يكون
ذلك، قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين (عليه السلام)، اما علمت أن لله الف ملك
شعثا غبرا يبكونه ويرثونه لا يفترون زوارا لقبر الحسين وثوابهم لمن
زاره - وذكر الحديث (2).
[744] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فدخل
عليه رجل فسلم عليه وجلس، فقال أبو جعفر (عليه السلام): من اي البلدان أنت،
قال: فقال له الرجل: انا رجل من أهل الكوفة وانا لك محب موال، فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): أفتزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة، قال: لا، قال:

1 - عنه البحار 101: 6، الوسائل 14: 433، المستدرك 10: 258، وقد مر في الباب: 26.
2 - عنه البحار 101: 6، مر في الباب السابق باسناد آخر.
487

ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال له أبو جعفر
(عليه السلام): انك لمحروم من الخير - وذكر الحديث (1).
[745] 6 - وحدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن
الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله،
عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أجفاكم يا فضيل
لا تزورون الحسين (عليه السلام)، اما علمتم ان أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه
إلى يوم القيامة (2).
[746] 7 - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن
حماد، عن محمد بن مسلم، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كم
بينكم وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: ستة عشر فرسخا أو سبعة
عشر فرسخا، قال: ما تأتونه، قلت: لا، قال: ما أجفاكم (3).
[747] 8 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن
محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن
خالد، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عجبا لأقوام يزعمون أنهم شيعة لنا
ويقال: ان أحدهم يمر به دهره ولا يأتي قبر الحسين (عليه السلام) جفأ منه
وتهاونا وعجزا وكسلا، اما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون

1 - عنه البحار 101: 6، الوسائل 14: 434.
2 - عنه البحار 101: 7، الوسائل 14: 434.
3 - عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 435.
488

ولا كسل، قلت: جعلت فداك وما فيه من الفضل، قال: فضل وخير كثير،
اما أول ما يصيبه ان يغفر ما مضي من ذنوبه ويقال له: استأنف العمل (1).
[748] 9 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن عبد الله بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن منيع بن
الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن حنان، عن أبيه، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم،
قلت: جعلت فداك لا، قال: ما أجفاكم، فتزوره في كل جمعة، قلت: لا،
قال: فتزوره في كل شهر، قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة، قلت: قد
يكون ذلك، قال: يا سدير ما أجفاكم بالحسين (عليه السلام) - وذكر الحديث (2).
[749] 10 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن
عامر بن كثير السراج النهدي، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال لي: كم بينك وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: يوم للراكب ويوم
وبعض يوم للماشي، قال: أفتأتيه كل جمعة، قلت: لا ما اتيه الا في حين،
قال: ما أجفاكم، اما لو كان قريبا منا لاتخذناه هجرة (3)، اي نهاجر إليه (4).

1 - عنه البحار 101: 7، الوسائل 14: 435.
2 - عنه البحار 101: 6، مر في أول الباب مثله.
3 - هذا الخبر يدل على رجحان المجاورة عندهم.
4 - عنه البحار 101: 17.
489

[750] 11 - حدثني جماعة مشايخي، عن أحمد بن إدريس، عن
محمد ابن احمد، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن عامر بن
كثير النهدي السراج، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.
الباب (98)
أقل ما يزار فيه الحسين (عليه السلام)
وأكثر ما يجوز تأخير زيارته للغني والفقير
[751] 1 - حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله الموسوي،
عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حق على الغني ان يأتي قبر الحسين (عليه السلام) في
السنة مرتين، وحق على الفقير ان يأتيه في السنة مرة (1).
[752] 2 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عامر بن عمير وسعيد الأعرج،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (2).
[753] 3 - حدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن
بشير، عن مسلم، عن عامر بن عمير وسعيد الأعرج جميعا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (3).

1 - عنه البحار 101: 12، الوسائل 14: 532.
2 - عنه البحار 101: 13.
3 - عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 532.
490

[754] 4 - حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الله الموسوي، عن عبيد الله
ابن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله
(عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة مرة، اني أكره الشهرة (1).
[755] 5 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي ناب (2)، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حق على الفقير ان يأتي قبر الحسين (عليه السلام) في
السنة مرة، وحق على الغني ان يأتيه في السنة مرتين (3).
[756] 6 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن
ابان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة
مرة، اني أكره الشهرة (4).
[757] 7 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن
عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، قال: قال علي بن أبي حمزة، عن
أبي الحسن (عليه السلام)، قال: لا تجفوه، يأتيه الموسر في كل أربعة أشهر،
و المعسر لا يكلف الله نفسا الا وسعها، قال العباس: لا أدري قال هذا
لعلي أو لأبي ناب (5).

1 - عنه البحار 101: 13.
2 - في التهذيب: ابن رئاب.
3 - رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 13، الوسائل 14: 437 و 533.
4 - عنه البحار 101: 13.
5 - عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 533.
491

[758] 8 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير،
عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن
زيارة الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة مرة، اني أخاف الشهرة (1).
[759] 9 - حدثني أبو العباس، عن الزيات، عن جعفر بن بشير، عن
حماد، عن ابن مسلم، عن عامر بن عمير وسعيد الأعرج، عن أبي عبد الله
(عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (2).
[760] 10 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد، عن علي بن إسماعيل
ابن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) هل لزيارة القبر صلاة مفروضة، قال: ليس له صلاة
مفروضة (3)، قال: وسألته في كم يوم يزار، قال: ما شئت (4).
[761] 11 - حدثني أبي رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري
باسناده، رفعه إلى علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
يا علي بلغني ان قوما من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون
الحسين.
قلت: جعلت فداك اني اعرف أناسا كثيرة بهذه الصفة، قال: اما

1 - عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 533.
2 - عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 532.
3 - شئ مفروض (خ ل).
4 - عنه البحار 101: 14، الوسائل 14: 532.
492

والله لحظهم أخطأوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمد (صلى الله عليه وآله)
تباعدوا، قلت: جعلت فداك في كم الزيارة، قال: يا علي ان قدرت ان
تزوره في كل شهر فافعل.
قلت: لا أصل إلى ذلك لأني اعمل بيدي وأمور الناس بيدي
ولا أقدر ان أغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا، قال: أنت في عذر ومن
كان يعمل بيده، وإنما عنيت من لا يعمل بيده ممن ان خرج في كل جمعة
هان ذلك عليه، اما انه ما له عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم
القيامة.
قلت: فان اخرج عنه رجلا فيجوز ذلك، قال: نعم وخروجه بنفسه
أعظم اجرا وخيرا له عند ربه، يراه ربه ساهر الليل له تعب النهار، ينظر الله
إليه نظرة توجب له الفردوس الاعلى مع محمد وأهل بيته، فتنافسوا في
ذلك وكونوا من أهله (1).
[762] 12 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، عن صباح الحذاء، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول زوروا قبر الحسين (عليه السلام) ولو كل
سنة مرة، وذكر الحديث (2).
[763] 13 - حدثني أبي رحمه الله، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن

1 - عنه البحار 101: 12، الوسائل 14: 534، المستدرك 10: 263.
رواه في التهذيب 6: 45، عنه الوسائل 14: 429.
2 - عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 534، مر بطوله في الأبواب: 27 و 61.
493

يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى - وكان في
خدمة أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان بن مهران الجمال،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قلت له:
من يأتيه زائرا ثم ينصرف متى يعود إليه وفي كم يؤتى وكم يسع
الناس تركه، قال: لا يسع أكثر من شهر، واما بعيد الدار ففي كل ثلاث
سنين، فما جاز ثلاث سنين فلم يأته فقد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطع
حرمته الا من علة (1).
[764] 14 - حدثني علي بن الحسين بن موسى رحمه الله، عن علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبيد الله
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: انا نزور قبر الحسين (عليه السلام) في
السنة مرتين أو ثلاث، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أكره ان تكثروا القصد إلي،
زوروه في السنة مرة، قلت: كيف أصلي عليه، قال: تقوم خلفه عند كتفيه
ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وتصلي على الحسين (عليه السلام) (2).
[765] 15 - وقال العمركي باسناده، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انه
يصلي عند قبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك من طلوع الفجر إلى أن
تغيب الشمس ثم يصعدون وينزل مثلهم فيصلون إلى طلوع الفجر،
فلا ينبغي للمسلم ان يتخلف عن زيارة قبره أكثر من أربع سنين (3).

1 - عنه البحار 101: 14، الوسائل 14: 534.
2 - عنه البحار 101: 15، الوسائل 14: 535.
3 - عنه البحار 101: 15، الوسائل 14: 535.
494

[766] 16 - وباسناده، عن محمد بن الفضيل، عن أبي ناب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم
تعدل عمرة، ولا ينبغي التخلف عنه أكثر من أربع سنين (1).
[767] 17 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن صفوان الجمال، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ونحن في طريق المدينة نريد مكة، فقلت
له: يا بن رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا منكسرا، فقال لي: لو تسمع ما
اسمع لشغلك عن مسألتي، قلت: وما الذي تسمع، قال: ابتهال
الملائكة إلى الله على قتلة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى قتلة الحسين (عليه السلام)،
ونوح الجن عليهما، وبكأ الملائكة الذين حولهم وشدة حزنهم، فمن
يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم.
قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم ينصرف فمتى يعود إليه وفي كم يؤتى
وفي كم يسع الناس تركه، قال: اما القريب فلا أقل من شهر، واما بعيد
الدار ففي كل ثلاث سنين (2)، فما جاز الثلاث سنين فقد عق رسول الله
(صلى الله عليه وآله) وقطع رحمه الا من علة، ولو يعلم زائر الحسين (عليه السلام) ما يدخل

1 - عنه البحار 101: 16، الوسائل 14: 535، مر في الباب: 64.
2 - يمكن حمل الثلاث على المتوسط في البعد والأربع - كما في الحديث السابق - على ما
كان أبعد منه، أو على اختلاف الناس في القدرة.
495

على رسول الله وما يصل إليه من الفرح والى أمير المؤمنين والى فاطمة
والأئمة والشهداء منا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له وما له في
ذلك من الثواب في العاجل والأجل والمذخور له عند الله، لأحب أن يكون
ماثم (1) داره ما بقي.
وان زائره ليخرج من رحله فما يقع فيؤه على شي الا دعا له، فإذا
وقعت الشمس عليه اكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي
الشمس عليه من ذنوبه شيئا فينصرف وما عليه ذنب وقد رفع له من
الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم
مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة أو يمضي ثلاث سنين أو يموت
- وذكر الحديث بطوله (2).
[768] 18 - حدثني أبي رحمه الله، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن
يحيى جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى - وكان
في خدمة أبي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان بن مهران
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته في طريق المدينة - وذكر
الحديث بطوله (3).

1 - ما تم (خ ل)، وما ثم اي يكون داره عنده (عليه السلام) لا يفارقه، وما تم اي ما تم وما استقربه
داره.
2 - عنه البحار 101: 14، المستدرك 10: 343.
3 - عنه البحار 101: 14.
496

الباب (99)
ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)
ومحمد بن علي الجواد (عليهما السلام) ببغداد
[769] 1 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي
الوشاء، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) أمثل
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم (1).
[770] 2 - وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد بن عيسى باسناده مثله.
[771] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبي علي الوشاء، عن الحسين بن يسار الواسطي،
قال: قلت للرضا (عليه السلام): أزور قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد، فقال: إن كان
لابد منه فمن وراء الحجاب (2). (3)
[772] 4 - حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: قلت

1 - عنه البحار 102: 3، الوسائل 14: 546، المستدرك 10: 353.
رواه في ثواب الأعمال: 123، التهذيب 6: 81.
2 - الامر بالزيارة خارج الدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين.
3 - عنه البحار 102: 3.
497

للرضا (عليه السلام): ما لمن (1) زار قبر أبيك أبي الحسن (عليه السلام)، فقال: زره، قال:
فقلت: فأي شئ فيه من الفضل، قال: له مثل من زار قبر الحسين (عليه السلام) (2).
[773] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن هارون بن
مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام)
في اتيان قبر أبي الحسن (عليه السلام)، قال: صلوا في المساجد حوله (3).
[774] 6 - حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم
الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن
يسار الواسطي، قال:
سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) ما لمن زار قبر أبيك (عليه السلام)، قال: فقال:
زوروه، قال: فقلت: فأي شئ فيه من الفضل، قال: فقال: فيه من الفضل
كفضل من زار والده - يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) - قلت: فان خفت ولم يمكن
لي الدخول داخلا، قال: سلم من وراء الجدار (4).
[775] 7 - حدثني أبو العباس محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري،
عن الحسين بن محمد الأشعري القمي، قال: قال لي الرضا (عليه السلام):

1 - ما لمن زار قبر أبي الحسن (عليه السلام)، قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السلام) (خ ل).
2 - عنه البحار 102: 3، المستدرك 10: 353.
3 - رواه في التهذيب 6: 83، عنهما البحار 102: 4، المستدرك 10: 353.
4 - عنه البحار 102: 4، المستدرك 10: 353.
رواه في المقنعة: 74، التهذيب 6: 82.
498

من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبر
أمير المؤمنين، الا ان لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (1).
[776] 8 - وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين باسناده مثله.
[777] 9 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عمن
زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة، ومن زار قبر أبي الحسن (عليه السلام)
فله الجنة (2).
[778] 10 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا
(عليه السلام)، قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين (عليه السلام) (3).
[779] 11 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن
عبدوس الخلنجي، عن أبيه رحيم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك
ان زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة وإنما نأته فنسلم

1 - عنه البحار 101: 76، 102: 4.
مر في الباب: 59، وذكرنا هناك مصادرها والاختلاف الوارد في الحسين بن محمد
الأشعري القمي، فراجع.
2 - عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547.
3 - عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547.
499

عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب، قال: فقال له: والله مثل ما
لمن أتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
[780] 12 - وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رحيم،
قال: قلت للرضا (عليه السلام): ان زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها
مشقة فما لمن زاره، فقال له: مثل ما لمن أتي قبر الحسين (عليه السلام) من
الثواب، قال: ودخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها
وما يتوقع ان ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك
أشياء (2)، قال: فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: اما أبو
الحسن (عليه السلام) فلا (3).
[781] 13 - حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن
حمدان القلانسي، عن علي بن محمد الحضيني، عن علي بن عبد الله بن
مروان (4)، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام)
أسأله عن زيارة قبر أبي عبد الله وعن زيارة قبر أبي الحسن

1 - عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547.
2 - اي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الأمور، أو لا يدع ان يصيب أهل بغداد شئ من
ذلك، فهم ببركة قبره محروسون، والأول أظهر لفظا والثاني معنا.
3 - عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 548.
4 - كذا أيضا في الكافي والتهذيب، ذكره في العيون وفيه: علي بن محمد بن مروان.
500

وأبي جعفر (عليهما السلام)، فكتب إلى أبو عبد الله (عليه السلام): المقدم، وهذا اجمع
وأعظم اجرا (1).
[782] 14 - حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عمن زار النبي (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة، ومن زار قبر
أبي الحسن (عليه السلام) فله الجنة (2).
باب (100)
زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)
وأبو جعفر محمد بن علي الجواد (عليهما السلام)
[783] 1 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن
عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: تقول ببغداد:

1 - عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547، المستدرك 10: 362.
رواه في الكافي 4: 583، التهذيب 6: 91، المقنعة: 756، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 261.
قوله (عليه السلام): (أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم) اي الحسين (عليه السلام) أقدم وأفضل وزيارته فقط أفضل
من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما اجمع وأفضل، أو المراد ان زيارة الحسين
(عليه السلام) أولى بالتقديم، ثم إن أضيفت إلى زيارته زيارة الامامين (عليهما السلام) كان اجمع وأعظم اجرا، أو
المعنى ان زيارتهما اجمع من زيارته (عليه السلام) وحدها، لان الاعتقاد بإمامتهما يستلزم الاعتقاد
بإمامته دون العكس، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته، ولان زيارتهما مختصة بالخواص من
الشيعة، كما ورد في زيارة الرضا (عليه السلام) ولا يخفى بعد الوجه الأخير - البحار.
2 - رواه في التهذيب 6: 85، عنهما البحار 102: 5.
501

السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك
يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه،
اتيتك عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي.
قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على أبي جعفر
محمد بن علي (عليهما السلام) (1).
[784] 2 - وقال: قال (عليه السلام): إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد
ابن علي: فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين، وزر قبر
أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمد بن علي بن موسى الرضا:، وقل
حين تصير عند قبر موسى بن جعفر (عليهما السلام):
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في
شأنه.
اتيتك زائرا عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك،
فاشفع لي عند ربك يا مولاي.
ثم سل حاجتك.
ثم سلم على أبي جعفر محمد الجواد (عليه السلام) بهذه الأحرف، وابدأ
بالغسل وقل:

1 - عنه البحار 102: 7، المستدرك 10: 353.
رواه في الكافي 4: 578، التهذيب 6: 82 و 91.
502

اللهم صل على محمد بن علي، الامام البر التقي، الرضي
المرضي، وحجتك على من فوق الأرضين ومن تحت الثرى، صلاة
كثيرة تامة (1) زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة، كأفضل ما صليت
على أحد من أوليائك.
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا نور الله،، السلام عليك
يا حجة الله، السلام عليك يا امام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة
النبيين وسلالة الوصيين.
السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، اتيتك زائرا عارفا
بحقك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي.
ثم سل حاجتك، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى (2).
[785] 3 - قال (عليه السلام): وتقول عند قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد،
ويجزي في المواطن كلها ان تقول:
السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه،
السلام على أنصار الله وخلفائه.

1 - نامية (خ ل).
2 - عنه البحار 102: 7.
أقول: ظاهر عبارة ابن قولويه انها منقولة من الأئمة (عليهم السلام)، ويشهد لها ذكر زيارة ثالثة
لأبي الحسن الكاظم (عليه السلام) بلفظ: (قال) كما ذكر في سابقه، وهي منقولة من الهادي (عليه السلام)، والله
العالم.
503

السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله،
السلام على مظاهر امر الله ونهيه.
السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة
الله، السلام على الممحصين (1) في طاعة الله، السلام على الا دلا على
الله.
السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد
عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، و
من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله.
اشهد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن
بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد
من الجن والإنس، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد واله.
وهذا يجزي في المشاهد كلها، وتكثر من الصلاة على محمد
وآله، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ إلى الله من أعدائهم،
وتخير لنفسك من الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات (2).

1 - المخلصين (خ ل).
2 - عنه البحار 10: 431، 102: 126، المستدرك 10: 354.
رواه الكليني في الكافي 4: 578، عنه الشيخ في التهذيب 6: 102.
أخرجه الصدوق في العيون 2: 271، عنه البحار 102: 126.
أورده في الفقيه 2: 608 مرسلا عن الرضا (عليه السلام)
أقول: الرواية في الكافي كذا: (عن الرضا (عليه السلام) قال: سئل أبي عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام)،
قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول)، وفي التهذيب نقلا عنه وفي
سائر المصادر: (سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر أبي الحسن (عليه السلام) فقال: - الخ)، ولعل ما في
الكافي: (قبر الحسين (عليه السلام)) مصحف (قبر أبي الحسن (عليه السلام))، ويشهد به ان الكليني ذكر
الزيارة في باب زيارات الكاظم والجواد (عليهما السلام).
أقول: الرواية في الكافي وفي التهذيب نقلا عنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)، وفي سائر
المصادر مروي عن الرضا (عليه السلام).
504

الباب (101)
ثواب زيارة أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بطوس
[786] 1 - حدثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: سمعته
يقول: من زار قبر أبي فله الجنة (1).
[787] 2 - حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد بن
عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
من زار قبر أبي فله الجنة (2).
[788] 3 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني
علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي، قال:
دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فقلت: ما لمن زار أباك بطوس،

1 - عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355.
2 - عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355.
505

فقال (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا
أبا الحسين اني سمعت مولاي أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر أبي بطوس
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أيوب: وأزيدك فيه، قلت:
نعم، قال: سمعته يقول ذلك - يعني أبا جعفر (عليه السلام) - وانه إذا كان يوم
القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الناس (1) من
الحساب (2).
[789] 4 - قال أبي رحمه الله، قال سعد: حدثني علي بن الحسين (3)
النيسابوري الدقاق، قال: حدثني أبو صالح شعيب بن عيسى، قال:
حدثني صالح بن محمد الهمداني، قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق
النهاوندي، قال:
قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري وشطون (4)
مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا
تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان، قال

1 - حتى يفرغ الله من حساب الخلائق (خ ل).
2 - عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355.
رواه الصدوق في أماليه: 105، العيون 2: 259.
3 - في التهذيب: علي بن الحسن، والصحيح ما ذكره هنا، راجع معجم الرجال 9: 33.
4 - شطن عنه: بعد، وبئر شطون: بعيدة القعر.
506

سعد: وسمعته بعد ذلك من صالح بن محمد الهمداني (1).
[790] 5 - حدثني أبي، عن سعد، عن إبراهيم بن ريان (2)، قال: حدثني
يحيى بن الحسن الحسيني، قال: حدثني علي بن عبد الله بن قطرب، عن
أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه
مجتمعون عنده، فقال: ان ابني هذا يموت في ارض غربة، فمن زاره
مسلما لامره عارفا بحقه كان عند الله عز وجل كشهداء بدر (3).
[791] 6 - حدثني أبي ومحمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن
حمدان (4) بن إسحاق (5)، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) - أو حكى لي عن
رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)، الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر
(عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

1 - عنه البحار 102: 40، الوسائل 14: 551، المستدرك 10: 356.
رواه في الفقيه 2: 350، العيون 2: 255، الأمالي: 106، الخصال 1: 167، المقنعة: 75،
التهذيب 6: 85.
2 - إبراهيم بن الزيات (خ ل).
3 - عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 551.
4 - حماد (خ ل)، وهو تصحيف، لأنه حمدان بن إسحاق الدسوائي.
5 - في الكافي: محمد بن يحيى عن علي بن إبراهيم الجعفري عن حمدان بن إسحاق،
فيظهر منه ان علي بن إبراهيم في السند هو الجعفري لا ابن هاشم، فوقع السقط في سند الكامل،
فان ابن قولويه رواها بسنده عن علي بن إبراهيم، مع أن الجعفري إنما يروي عنه الكليني
بواسطة محمد بن يحيى، ويدل على ذلك أن ابن قولويه رواها بعينها في الرقم الثالث من هذا
الباب عنه أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم الجعفري عن حمدان الدسوائي عن أبي
جعفر الثاني (عليه السلام).
507

قال: فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال
أبو جعفر (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر، وبني له منبرا بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى (عليه السلام) حتى يفرغ
الله من حساب الخلائق، فرأيت أيوب بن نوح بعد ذلك وقد زار فقال:
جئت اطلب المنبر (1).
[792] 7 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا،
عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن
محمد بن سليمان، قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل حج حجة الاسلام فدخل متمتعا
بالعمرة إلى الحج، فاعانه الله على حجه وعمرته، ثم أتى المدينة فسلم
على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم اتاك عارفا بحقك يعلم انك حجة الله على
خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليك (2)، ثم اتى أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)
فسلم عليه، ثم اتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)،

1 - عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 551.
رواه الكليني في الكافي 4: 585، والصدوق في الفقيه 2: 350، العيون 2: 255، الأمالي
: 106، الخصال: 167، والمفيد في المقنعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 85.
2 - في العيون زيادة: (ثم اتاك أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على
خلقه وبابه الذي يؤتي منه فسلم عليه)، وهو الظاهر.
508

ثم انصرف إلى بلاده، فلما كان في وقت الحج رزقه الله ما يحج به،
فأيهما أفضل، هذا الذي قد حج حجة الاسلام يرجع فيحج أيضا أو
يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) فيسلم عليه.
قال: بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن (عليه السلام) أفضل، وليكن
ذلك في رجب ولكن لا ينبغي ان تفعلوا هذا اليوم، فان علينا وعليكم
خوفا من السلطان وشنعة (1). (2)
[793] 8 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت
لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما لمن زار قبر الرضا (عليه السلام)، قال: فله الجنة والله (3).

1 - الشنعة: الكراهة والقطاعة.
2 - عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 565، المستدرك 10: 359.
رواه الكليني في الكافي 4: 584، و الصدوق في العيون 2: 258، والشيخ في التهذيب
6: 84.
قال المحدث النوري في مستدركه بعد نقل الخبر: متن الخبر مطابق لما في الكافي
والتهذيب سندا من الحسن بن علي إلى آخره ومتنا، ولكن الصدوق رواه في العيون بهذا السند
وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة غير مضر بالمقصود، الا ان فيه: (ثم اتى المدينة فسلم
على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتى أباك أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه
الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم اتى أبا عبد الله...)، وهذا مطابق لأصل السيرة وأقرب إلى
الاعتبار، بل السلام على الجواد الحي (عليه السلام) في هذا الترتيب قبل السلام على أمير المؤمنين
وأبي عبد الله وأبي الحسن (عليهم السلام) كما لا يخفى - الخ.
3 - رواه في ثواب الأعمال: 123، عنهما البحار 102: 39، الوسائل 14: 560.
509

[794] 9 - حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي،
قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أبلغ شيعتي ان زيارتي
تعدل عند الله الف حجة، قال: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): الف حجة، قال:
اي والله والف الف حجة لمن زاره عارفا بحقه (1).
[795] 10 - حدثني أبي وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه،
عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي،
عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: من زار ابني هذا - وأومأ إلى
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) - فله الجنة (2).
[796] 11 - حدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين وغيرهما،
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر
(عليه السلام): جعلت فداك زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسين
ابن علي (عليهما السلام)، فقال:
زيارة أبي أفضل، وذاك ان أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس وأبي

1 - عنه البحار 102: 33، الوسائل 14: 551.
رواه في ثواب الأعمال: 123، الأمالي: 64، العيون 2: 257، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)،
الرقم: 37.
2 - عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 560.
ذكره زيد النرسي في أصله: 52 (ضمن الأصول الستة عشر).
510

لا يزوره الا الخواص من الشيعة (1).
[797] 12 - وعنهم رحمهم الله، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن
إسحاق، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) - أو حكي لي رجل عن أبي جعفر
(عليه السلام)، الشك من علي - يقول: وذكر مثل حديث أيوب بن نوح حديث
المنبر (2).
[798] 13 - حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار،
عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد (3)، عن عبد الرحمان
ابن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى بن
جعفر (عليهما السلام) قال:

1 - عنه البحار 102: 39، الوسائل 14: 563.
رواه مع اختلاف في الكافي 4: 584، والصدوق في الفقيه 2: 348، العيون 2: 261،
والشيخ في التهذيب 6: 84.
لعل هذا مختص بهذا الزمان، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته الا الخواص منهم الذين
يعرفون فضل زيارته، فعلى هذا التعليل يكون كل زمان يكون امام من الأئمة أقل زائرا يكون
ثواب زيارته أكثر، أو المعنى ان المخالفين أيضا يزورون الحسين (عليه السلام) ولا يزور الرضا (عليه السلام) الا
الخواص، وهم الشيعة، فيكون من بيانية، أو المعنى ان من فرق الشيعة لا يزوره الا من كان
قائلا بامامة جميع الأئمة (عليهم السلام)، فان من قال بالرضا (عليه السلام) لا يتوقف فيمن بعده، والمذاهب
النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها اثر - البحار.
2 - رواه في الكافي 4: 585.
3 - كذا، وفي الكافي والتهذيب: إبراهيم بن أحمد، وهو الصحيح، لان الرواية مروية عن
الكليني، راجع معجم الرجال 9: 330.
511

من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة، قال: قلت:
سبعين حجة، قال: نعم وسبعمائة حجة، قلت: وسبعمائة حجة، قال:
نعم وسبعين الف حجة، قلت: وسبعين الف حجة، قال: رب حجة
لا تقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه.
قلت: كمن زار الله في عرشه، قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان على
عرش الله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، اما الأربعة الذين هم من
الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام)، واما الأربعة الذين من
الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثم يمد المضمار (1)
فيقعد معنا: من زار قبور الأئمة (عليهم السلام) الا ان أعلاهم درجة وأقربهم
حبوة (2) من زار قبر ولدي علي (عليه السلام) (3).
[799] 14 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال:
حدثني علي بن الحسين النيسابوري، قال: حدثني إبراهيم بن رئاب بهذا
الاسناد مثله.

1 - في الأصل: الطعام، ما أثبتناه من الكامل.
أقول: المضمار ميدان السباق والذي يضر فيه الخيل، ولعله كناية عن المجلس، عبر به
عنه لسعته، وفي بعض النسخ المطمار، والمطمر خيط للبناء يقدر به، ولعل مده ليدخل فيه من
كان من أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم.
2 - الحبوة: العطية.
3 - عنه البحار 102: 42، الوسائل 14: 564، المستدرك 10: 358.
رواه الكليني في الكافي 4: 585، والصدوق في العيون 2: 259، الأمالي: 105، والشيخ في
التهذيب 6: 84.
512

الباب (102)
زيارة قبر أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
[800] 1 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،
عن عبد الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل
من أصحابنا، عنه، قال: إذا أتيت الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) فقل:
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، الامام التقي النقي
وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، الصديق الشهيد، صلاة
كثيرة تامة زاكية متواصلة متواترة مترادفة، كأفضل ما صليت على أحد
من أوليائك (1).
[801] 2 - روي عن بعضهم (عليهم السلام) قال: إذا اتيت قبر علي بن موسى
الرضا (عليهما السلام)، بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك، وقل حين
تغتسل:
اللهم طهرني وطهر لي قلبي، واشرح لي صدري، واجر على
لساني مدحتك والثناء عليك، فإنه لا قوة الا بك، اللهم اجعله لي طهورا
وشفاء ونورا.
وتقول حين تخرج:

1 - عنه البحار 102: 50، المستدرك 10: 410.
513

بسم الله وبالله وإلى الله، والى ابن رسوله، حسبي الله، توكلت
على الله، اللهم إليك توجهت، وإليك قصدت، وما عندك أردت.
فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل:
اللهم إليك وجهت وجهي، وعليك خلفت أهلي ومالي، وما
خولتني، وبك وثقت فلا تخيبني، يا من لا يخيب من اراده، ولا يضيع
من حفظه، صل على محمد وآل محمد، واحفظني بحفظك، فإنه
لا يضيع من حفظت.
فإذا وافيت سالما إن شاء الله فاغتسل وقل حين تغتسل:
اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني
مدحتك ومحبتك والثناء عليك، فإنه لا قوة الا بك، وقد علمت أن قوة
ديني التسليم لأمرك والاتباع لسنة نبيك والشهادة على جميع خلقك،
اللهم اجعله لي شفاء ونورا.
ثم البس أطهر ثيابك وامش حافيا، وعليك السكينة والوقار،
بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد، وقصر خطاك وقل
حين تدخل:
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، اشهد ان لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وان عليا ولي الله.
ثم أشر على قبره واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:
اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
514

ورسوله، وانه سيد الأولين والآخرين، وانه سيد الأنبياء والمرسلين،
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك أجمعين،
صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عبدك وأخي
رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك،
والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل
قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة
الله وبركاته.
اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وأم السبطين
الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، الطهرة الطاهرة، المطهرة
التقية، الرضية الزكية، سيدة نسأ أهل الجنة (1) من الخلق أجمعين صلاة
لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على الحسن والحسين، سبطي نبيك، وسيدي شباب
أهل الجنة، القائمين في خلقك، والدليلين على من بعثت برسالاتك،
ودياني الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك.
اللهم صل على علي بن الحسين سيد العابدين، عبدك والقائم في
خلقك، وخليفتك على خلقك، والدليل على من بعثت برسالاتك،

1 - زيادة: سيدة نساء العالمين (خ ل).
515

وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك.
اللهم صل على محمد بن علي، عبدك وولي دينك، وخليفتك
في أرضك، باقر علم النبيين، القائم بعدلك، والداعي إلى دينك ودين
ابائه الصادقين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق، عبدك وولي دينك،
وحجتك على خلقك أجمعين، الصادق البار.
اللهم صل على موسى بن جعفر الكاظم، العبد الصالح، ولسانك
في خلقك، الناطق بعلمك، والحجة على بريتك، صلاة لا يقوى على
احصائها غيرك.
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، عبدك وولي
دينك، القائم بعدلك، والداعي إلى دينك ودين ابائه الصادقين، صلاة
لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على محمد بن علي عبدك ووليك، القائم بأمرك،
والداعي إلى سبيلك.
اللهم صل على علي بن محمد، عبدك وولي دينك (1).
اللهم صل على الحسن بن علي، العامل بأمرك، والقائم في

1 - اللهم صل على محمد بن علي وعلي بن محمد القائمين بأمرك والمؤدين عنك، و
شاهديك على خلقك، ودعائم دينك، والقوام على ذلك، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك
(خ ل).
516

خلقك، وحجتك المؤدي عن نبيك، وشاهدك على خلقك،
المخصوص بكرامتك، الداعي إلى طاعتك وطاعة رسولك صلواتك
عليهم أجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على حجتك ووليك، والقائم في خلقك، صلاة نامية
باقية، تعجل بها فرجه، وتنصره بها، وتجعلنا معه في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أتقرب إليك بزيارتهم ومحبتهم، وأوالي وليهم،
وأعادي عدوهم، فارزقني بهم خير الدنيا والآخرة، واصرف عني بهم
شر الدنيا (1) والآخرة وأهوال يوم القيامة.
ثم تجلس عند رأسه وتقول:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين.
السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح
نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله (2)، السلام عليك يا
وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام
عليك يا وارث محمد حبيب الله.
السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي ولي الله، السلام عليك

1 - هم نفسي في الدنيا (خ ل).
2 - زيادة: السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله (خ ل).
517

يا وارث فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا وارث الحسن
والحسين سيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا وارث علي بن
الحسين زين العابدين (1).
السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين،
السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار، التقي النقي،
السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر الكاظم.
السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي البار
التقي، اشهد انك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى اتاك اليقين، السلام
عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته انه حميد مجيد.
ثم تنكب على القبر وتقول:
اللهم إليك صمدت من أرضي، وقطعت البلاد رجاء رحمتك،
فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي، وارحم تقلبي على قبر ابن
أخي رسولك صلى الله عليه وآله.
بأبي أنت وأمي اتيتك زائرا وافدا، عائذا مما جنيت على نفسي،
واحتطبت على ظهري، فكن لي شفيعا إلى ربك يوم فقري وفاقتي، فان
لك عند الله مقاما محمودا وأنت وجيه في الدنيا والآخرة.

1 - سيد العابدين (خ ل).
518

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول:
اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وبموالاتهم، وأتولى اخرهم بما
توليت به أولهم، وأبرأ من كل وليجة (1) دونهم.
اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، واتهموا نبيك، وجحدوا بآياتك،
وسخروا بإمامك، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد، اللهم إني
أتقرب إليك باللعنة عليهم، والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمان يا
رحيم.
ثم تحول إلى عند رجليه وتقول:
صلى الله عليك يا أبا الحسن، صلى الله على روحك وبدنك،
صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك بالا يدي والا لسن.
ثم ابتهل (2) باللعنة على قاتل أمير المؤمنين، وباللعنة على قتلة
الحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تحول عند
رأسه من خلفه وصل ركعتين، تقرأ في إحداهما يس، وفي الأخرى
الرحمن، وتجتهد في الدعاء والتضرع، وأكثر من الدعاء لوالديك
ولاخوانك المؤمنين.

1 - الوليجة: من تتخذه معتمدا من غير أهلك، اي أبرأ من كل من لم يحذو حذوهم
ولم يقل بإمامتهم.
2 - الابتهال هو ان تمد يديك جميعا، واصله التضرع والمبالغة في السؤال.
519

وأقم عنده ما شئت وليكن صلاتك عند القبر إن شاء الله (1).
الباب (103)
زيارة أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام)
وأبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) بسر من رأى
[802] 1 - روي عن بعضهم: أنه قال: إذا أردت زيارة أبي الحسن
الثالث علي بن محمد الجواد وأبي محمد الحسن العسكري (عليهما السلام)، تقول
بعد الغسل ان وصلت إلى قبريهما، والا أومأت بالسلام من عند الباب
الذي على الشارع الشباك، تقول:
السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلام
عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا لله في
شأنكما، السلام عليكما يا حبيبي الله، السلام عليكما يا امامي الهدى.
أتيتكما عارفا بحقكما معاديا لأعدائكما، مواليا لأوليائكما مؤمنا

1 - عنه البحار 102: 48، بعضه المستدرك 10: 361.
ذكره الصدوق في العيون 2: 267 عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد في جامعه مقطوعا،
وفي الفقيه 2: 603 مقطوعا.
ذكره المفيد في مزاره: 169 مقطوعا.
أورده الشيخ في التهذيب 6: 86 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد في جامعه مقطوعا.
أورده الشهيد في مزاره: 196، وأيضا في مزار الكبير: 647 مقطوعا.
أقول: ظاهر عبارة المؤلف ان الزيارة مروية عنهم (عليهم السلام)، والله سبحانه هو العالم.
520

بما امنتما به كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلا لما أبطلتما.
اسأل الله ربي وربكما ان يجعل حظي من زيارتكما الصلاة على
محمد واله وان يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين
واسأله ان يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما،
ويعرف بيني وبينكما، ولا يسلبني حبكما وحب آبائكما الصالحين،
وان لا يجعله اخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما في الجنة
برحمته.
اللهم ارزقني حبهما وتوفني على ملتهما، اللهم العن ظالمي آل
محمد حقهم، وانتقم منهم.
اللهم العن الأولين منهم والآخرين، وضاعف عليهم العذاب،
وبلغ بهم وبأشياعهم واتباعهم، ومحبيهم ومتبعيهم أسفل درك من
الجحيم، انك على كل شي قدير.
اللهم عجل فرج وليك وابن وليك، واجعل فرجنا مع فرجهم يا
ارحم الراحمين.
وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وتخير من الدعاء، فان
وصلت إليهما (عليهما السلام) فصل عند قبريهما ركعتين، وإذا دخلت المسجد
وصليت دعوت الله بما أحببت انه قريب مجيب.
521

وهذا المسجد إلى جانب الدار، وفيه كانا يصليان (عليهما السلام) (1).
الباب (104)
زيارة لجميع الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين
[803] 1 - حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى بن عمران، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان، قال:
سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر أبي الحسن (عليه السلام) قال: صلوا في المساجد
حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول:
السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه،
السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام
على مساكن ذكر الله.
السلام على مظاهر امر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله،
السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في
طاعة الله.
السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى

1 - عنه البحار 102: 63، بعضه المستدرك 10: 364.
ذكره الشيخ في التهذيب 6: 94 عن محمد بن الحسن بن الوليد من كتابه الجامع.
أخرجه الصدوق في الفقيه 2: 607 مقطوعا.
أقول: ظاهر عبارة المؤلف ان الزيارة مروية عنهم (عليهم السلام)، والله سبحانه هو العالم.
522

الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن
اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله.
اشهد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن
بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد
من الجن والإنس، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد واله.
هذا يجزي من الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله
وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم وتخير لنفسك من
الدعاء للمؤمنين والمؤمنات (1).
[804] 2 - حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيى العطار، وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري جميعا، عن

1 - عنه البحار 10: 431، 102: 126، المستدرك 10: 354.
رواه الكليني في الكافي 4: 578، عنه الشيخ في التهذيب 6: 102.
أخرجه الصدوق في العيون 2: 271،، عنه البحار 102: 126.
أورده في الفقيه 2: 608 عن علي بن حسان، عن الرضا (عليه السلام).
أقول: الرواية في الكافي كذا: (عن الرضا (عليه السلام) قال: سئل أبي عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام)،
قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول)، وفي التهذيب نقلا عنه وفي
سائر المصادر: (سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر أبي الحسن (عليه السلام) فقال: - الخ)، و لعل ما في
الكافي: (قبر الحسين (عليه السلام)) مصحف (قبر أبي الحسن (عليه السلام))، ويشهد به ان الكليني ذكر
الزيارة في باب زيارات الكاظم و الجواد (عليهما السلام).
أقول: الرواية في الكافي وفي التهذيب نقلا عنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)، وفي سائر
المصادر مروي عن الرضا (عليه السلام).
523

محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران، عن علي بن حسان، عن عروة بن
إسحاق بن أخي شعيب العقرقوفي، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال:
تقول إذا أتيت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) ويجزيك عند قبر كل
امام (عليه السلام):
السلام عليك من الله والسلام على محمد بن عبد الله، أمين الله
على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك الذي انتجبته بعلمك
وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك
وكتبك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك من خلقك، والمهيمن
على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
وتقول في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام):
اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك - إلى آخره،
وفي زيارة فاطمة (عليها السلام): أمتك وبنت رسولك - إلى آخره، وفي زيارة
سائر الأئمة:: أبناء رسولك - على ما قلت في النبي (صلى الله عليه وآله) أول مرة -
حتى تنتهي إلى صاحبك، ثم تقول:
اشهد انكم كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى والحجة
البالغة على من فيها ومن تحت الثرى، واشهد ان أرواحكم وطينتكم
من طينة واحدة، طابت وطهرت من نور الله ومن رحمته.
524

واشهد الله وأشهدكم أني لكم تبع بذات نفسي (1) وشرايع ديني
وخواتيم عملي، اللهم فاتمم لي ذلك، برحمتك يا ارحم الراحمين.
السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت
به، وقمت بحقه، غير واهن ولا موهن، فجزاك الله من صديق خيرا عن
رعيتك، اشهد ان الجهاد معك جهاد، وان الحق معك ولك، وأنت
معدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك.
اشهد انك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة، وعبدت ربك حتى اتاك اليقين.
ثم تقول:
السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله
المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين (2)، السلام على ملائكة الله
الذين هم في هذا الحرم بإذن الله مقيمون.
ثم تقول:

1 - ذات نفسي اي اعزم وأوطن نفسي على أن أكون تابعا لكم في الأمور المتعلقة بنفسي و
في سائر شرايع ديني وفي خاتمة عملي وفي منقلبي إلى ربي عند موتي وفي مثواي في قبري
وفي الجنة، ولما لم يكن بعض هذه الأمور باختيار العبد وما كان باختياره لا يتأتى الا بتوفيقه
قال: فاسأل الله البر الرحيم ان يتمم ذلك لي ويجعل ما عزمت عليه حاصلا لي - البحار.
2 - مسومين اي معلمين، من التسويم الذي هو اظهار سيماء الشئ، أو مرسلين، من
التسويم بمعني الاسامة، ومردفين اي متبعين المؤمنين أو بعضهم بعضا.
525

اللهم العن الذين بدلا نعمتك، وخالفا كتابك، وجحدا آياتك،
واتهما رسولك، احش قبورهما نارا، وأجوافهما نارا، واعد لهما عذابا أليما
، واحشرهما وأشياعهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا، (1) واحشرهما
وأشياعهما وأتباعهما يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما،
مأواهم جهنم، كلما خبت زدناهم سعيرا.
اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك، وابعثه مقاما
محمودا، تنتصر به لدينك، وتقتل به عدوك، فإنك وعدته ذلك، وأنت
الرب الذي لا تخلف الميعاد.
وكذلك تقول عند قبور كل الأئمة (عليهم السلام) (2).
[805] 3 - وتقول عند كل امام زرته إن شاء الله تعالى:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا امام المؤمنين
ووارث علم النبيين وسلالة الوصيين، والشهيد يوم الدين.
اشهد انك وآبائك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين من بعدك
موالي وأوليائي وأئمتي.
واشهد انكم أصفياء الله وخزنته وحجته البالغة، انتجبكم بعلمه،
أنصارا لدينه، وقواما بأمره، وخزانا لعلمه، وحفظة لسره، وتراجمة

1 - زرقا: عميا.
2 - عنه البحار 102: 162.
526

لوحيه، ومعدنا لكلماته، وأركانا لتوحيده، وشهودا على عباده،
واستودعكم خلقه، وأورثكم كتابه، وخصكم بكرائم التنزيل،
وأعطاكم التأويل، وجعلكم تابوت (1) حكمته، ومنارا في بلاده.
وضرب لكم مثلا من نوره، واجري فيكم من علمه، وعصمكم من
الزلل، وطهركم من الدنس، واذهب عنكم الرجس، وبكم تمت النعمة
، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، ولزمت الطاعة المفترضة، و
المودة الواجبة، فأنتم أولياؤه النجباء، وعباده المكرمون.
اتيتك يا بن رسول الله عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا
لأعدائك، مواليا لأوليائك، بأبي أنت وأمي، صلى الله عليك وسلم
تسليما.
أتيتك وافدا زائرا، عائذا مستجيرا مما جنيت على نفسي،
واحتطبت على ظهري، فكن لي شفيعا، فان لك عند الله مقاما معلوما،
وأنت عند الله وجيه.
امنت بالله وبما انزل عليكم، وأتولى اخركم بما توليت به أولكم،
وأبرأ من كل وليجة دونكم، وكفرت بالجبت والطاغوت واللات
والعزى (2).

1 - التابوت: الصندوق.
2 - عنه البحار 102: 162.
527

الباب (105)
فضل زيارة المؤمنين وكيف يزارون
[806] 1 - حدثني أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز القرشي الكوفي،
عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الرازي،
قال: سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول: من لم يقدر ان يزورنا فليزر
صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل
صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (1).
[807] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن
متيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن عمرو بن عثمان، قال:
سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي
موالينا يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي
موالينا يكتب له ثواب زيارتنا (2).
[808] 3 - حدثني أبي ومحمد بن يعقوب وجماعة مشايخي
رحمهم الله، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، قال:
كنت بفيد (3)، فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع،

1 - عنه البحار 102: 295، الوسائل 14: 585.
رواه في ثواب الأعمال: 124، مصادقة الإخوان: 56، المقنعة: 76، التهذيب 6: 104.
2 - عنه البحار 102: 295.
3 - فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة، ينزل بها الحاج.
528

قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السلام)، قال:
من أتي قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ: (انا أنزلناه) سبع
مرات، أمن يوم الفزع الأكبر (1).
[809] 4 - حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد
بن يحيى بن عمران، قال: كنت بفيد فقال محمد بن علي بن بلال:
مر بنا إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع، فذهبنا إلى عند قبره، فقال
محمد بن علي: حدثني صاحب هذا القبر عن أحدهما (عليهما السلام): انه من زار
قبر أخيه المؤمن فاستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ: (انا أنزلناه
في ليلة القدر) سبع مرات، امن من الفزع الأكبر (2).
[810] 5 - وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد
ابن احمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن ابان، عن
عبد الرحمان بن أبي عبد الله، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): كيف أضع
يدي على قبور المؤمنين، وأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو
مقابل القبلة (3).
[811] 6 - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمران، عن
عبد الله الحجال، عن صفوان الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج في ملا من الناس من أصحابه كل

1 - عنه البحار 102: 295.
2 - عنه البحار 102: 295.
3 - عنه البحار 102: 295.
529

عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول ثلاثا:
السلام عليكم يا أهل الديار، وثلاثا: رحمكم الله.
ثم يلتفت إلى أصحابه ويقول: هؤلاء خير منكم، فيقولون: يا
رسول الله ولم، آمنوا وآمنا وجاهدوا وجاهدنا، فيقول: ان هؤلاء امنوا
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ومضوا على ذلك، وانا لهم على ذلك شهيد،
وأنتم تبقون بعدي ولا أدري ما تحدثون بعدي (1).
[812] 7 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن آبائه:، قال: دخل على أمير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه
فنادى:
يا أهل التربة ويا أهل الغربة، ويا أهل الخمود (2) ويا أهل الهمود (3)،
اما اخبار ما عندنا، فاما أموالكم قد قسمت، ونساؤكم قد نكحت،
ودوركم قد سكنت، فما خبر ما عندكم.
ثم التفت إلى أصحابه وقال: اما والله لو يؤذن لهم في الكلام لقالوا:
لم يتزود مثل التقوى زاد، خير الزاد التقوى (4).

1 - عنه البحار 102: 295.
رواه في جامع الأخبار: 50، عنه البحار 93: 203.
2 - خمود النار: سكون لهبها، ويقال: أخمد إذا سكن وسكت.
3 - الهمود: الموت وطفؤ النار أو ذهاب حرارتها، والهامد: البالي المسود المتغير.
4 - عنه البحار 102: 296.
530

[813] 8 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن
سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن
(عليه السلام)، قال: قلت له: المؤمن يعلم بمن يزور قبره، قال: نعم ولا يزال
مستأنسا به ما زال عنده، فإذا قام وانصرف من قبره دخله من انصرافه عن
قبره وحشة (1).
[814] 9 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن جده، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أسلم على أهل القبور، قال: نعم، تقول:
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا فرط و
نحن إن شاء الله بكم لاحقون (2).
[815] 10 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان،
عن محمد بن أورمة، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام)، وذكر مثله.
[816] 11 - حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن
محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، قال:

1 - عنه البحار 102: 296.
2 - عنه البحار 102: 297، المستدرك 2: 366، يأتي في الباب مع اختلاف.
رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن
المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عنه الوسائل 3: 225، المحجة البيضاء 3: 418.
أخرجه في مشكاة الأنوار: 200 عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 82: 170.
531

مررت مع أبي جعفر (عليه السلام) بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة
من الشيعة، فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك هذا قبر رجل من
الشيعة، قال: فوقف عليه وقال:
اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وانس وحشته، وامن روعته،
واسكن إليه من رحمتك، ما يستغني به عن رحمة من سواك، والحقه
بمن كان يتولاه (1).
[817] 12 - حدثني أبي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان،
عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن
جراح المدائني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): كيف التسليم على أهل
القبور، قال: تقول:
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، رحم الله
المستقدمين منكم والمستأخرين، وانا إن شاء الله بكم لاحقون (2).

1 - عنه البحار 10: 462، 102: 297.
رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن العدة، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن الباقر (عليه السلام)، عنه
الشيخ في التهذيب 6: 105، عنهما الوسائل 3: 199، جامع الأحاديث 1: 383.
أخرجه الراوندي في دعواته: 271 مرسلا، عنه البحار 82: 55.
رواه المفيد في مزاره: 187 عن أبي القاسم، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن
ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام).
2 - عنه البحار 102: 297، المستدرك 2: 366.
رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني،
عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 3: 225.
أورده الصدوق في الفقيه 1: 178 مرسلا عنه (عليه السلام)، وفيه: (المتقدمين منا والمتأخرين).
532

[818] 13 - ورواه البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم
ابن سليمان، عن جراح المدائني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، وذكر
مثله.
[819] 14 - وجدت في بعض الكتب: محمد بن سنان، عن
المفضل (1)، قال:، قال:
من قرأ: (انا أنزلناه) عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكا
يعبد الله عند قبره، ويكتب له وللميت ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا
بعثه الله من قبره لم يمر على هول الا صرفه الله عنه بذلك الملك الموكل
حتى يدخله الله به الجنة، وتقرأ بعد الحمد (انا أنزلناه) سبعا،
والمعوذتين، و (قل هو الله أحد)، وآية الكرسي ثلاثا ثلاثا (2) (3)
[820] 15 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد، عن الحسين بن الحسن
ابن ابان، عن محمد بن أورمة، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:

1 - الفضيل (خ ل) وهو تصحيف.
2 - ويقرأ مع انا أنزلنا سورة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ثلاث
مرات كل سورة، وانا أنزلناه سبع مرات (خ ل).
3 - عنه البحار 102: 298.
533

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا مر بقبور قوم من المؤمنين قال:
السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين، وانا إن شاء الله بكم
لاحقون (عليهما السلام).
[821] 16 - وعن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن أورمة، عن
علي بن الحكم، عن ابن عجلان، قال: قام أبو جعفر (عليه السلام) على قبر رجل
فقال:
اللهم صل وحدته وانس وحشته، واسكن إليه من رحمتك ما
يستغني به عن رحمة من سواك (2).
[822] 17 - وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن
أبيه، عن أحمد بن محمد أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء،
عن علي بن أبي حمزة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): كيف نسلم على أهل
القبور، قال: تقول:
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات، أنتم لنا فرط وانا بكم إن شاء الله لاحقون (3).

1 - عنه البحار 102: 298، المستدرك 2: 366.
رواه في الفقيه 1: 179 مرسلا عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، عنه الوسائل 3: 225، المحجة البيضاء 3: 419.
2 - عنه البحار 102: 298، المستدرك 2: 340.
أورده الكليني في الكافي 3: 200، باسناده عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن
غير واحد، عن ابان، عن عبد الله بن عجلان، عن الباقر (عليه السلام).
3 - مر ذكره في الباب وذكرنا مصادر الحديث.
534

[823] 18 - حدثني أبي وعلي بن الحسين وغيرهما، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن
المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال:
مر على أمير المؤمنين (عليه السلام) على القبور فأخذ في الجادة ثم قال عن
يمينه:
السلام عليكم يا أهل القبور من أهل القصور، أنتم لنا فرط ونحن
لكم تبع، وانا إن شاء الله بكم لاحقون.
ثم التفت عن يساره فقال:
السلام عليكم يا أهل القبور - إلى آخره (1).
[824] 19 - حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عمن ذكره، عن أحمد
بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يخرج أحدكم إلى
القبور فيسلم ويقول:
السلام على أهل القبور، السلام على من كان فيها من المؤمنين
والمسلمين، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، وانا بكم لاحقون، وانا لله
وانا إليه راجعون.
يا أهل القبور بعد سكنى القصور، يا أهل القبور بعد النعمة
والسرور، صرتم إلى القبور، يا أهل القبور، كيف وجدتم طعم الموت.

1 - عنه البحار 102: 299، المستدرك 2: 367.
535

ثم يقول: ويل لمن سار إلى النار، ثم يهرق دمعته وينصرف (1).
[825] 20 - وعنه باسناده، عن البرقي، قال: حدثنا بعض أصحابنا،
عن عباس بن عامر القصباني، عن يقطين، قال: أخبرنا ربيع بن محمد
المسلي، قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا دخل الجبانة (2) يقول:
السلام على أهل الجنة (3).
الباب (106)
فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) بقم
[826] 1 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)،
قال: سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى (عليه السلام)، قال: من زارها فله الجنة (4).
[827] 2 - حدثني أبي وأخي والجماعة، عن أحمد بن إدريس
وغيره، عن العمركي بن علي البوفكي، عمن ذكره، عن ابن الرضا (عليه السلام)،
قال: من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (5).

1 - عنه البحار 102: 299، المستدرك 2: 367.
2 - الجبانة: ما استوى من الأرض في ارتفاع ولا شجر فيه، المقبرة.
3 - عنه البحار 102: 299.
رواه الصدوق في الفقيه 1: 180 مرسلا عن الصادق (عليه السلام).
4 - عنه البحار 102: 265، الوسائل 14: 574.
رواه في ثواب الأعمال: 124، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 267.
5 - عنه البحار 102: 265، الوسائل 14: 574.
536

الباب (107)
فضل زيارة قبر عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري
[828] 1 - حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمد بن
يحيى العطار، عن بعض أهل الري، قال: دخلت على أبي الحسن
العسكري (عليه السلام) فقال: أين كنت، فقلت: زرت الحسين بن علي (عليهما السلام)،
فقال: أما انك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين
(عليه السلام) (1).
الباب (108)
نوادر الزيارات
[829] 1 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،
عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: ان عندكم - أو قال: في
قربكم - لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها،

1 - عنه البحار 102: 268، الوسائل 14: 575.
رواه في ثواب الأعمال: 124.
أقول: هذه الرواية تنافي قول الشيخ في رجاله: 401، الرقم: 5875، من أنه من أصحاب
العسكري (عليه السلام)، لكن الرواية ضعيفة لجهالة الراوي عن الإمام (عليه السلام)، وأيضا لا يوجد ذكره في
بعض نسخ رجال الشيخ.
537

ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وان لها لاهلا خاصة قد سموا
لها، وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، الا ما كان من صنع الله لهم وسعادة
حباهم الله بها ورحمة ورأفة وتقدم.
قلت: جعلت فداك وما هذا الذي وصفت ولم تسمه، قال: زيارة
جدي الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره،
ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى
قبر ابنه عند رجله، في ارض فلاة لا حميم قربه ولا قريب، ثم منع الحق
وتوازر عليه أهل الردة، حتى قتلوه وضيعوه وعرضوه للسباع، ومنعوه
شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب، وضيعوا حق رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ووصيته به وباهل بيته، فأمسي مجفوا في حفرته، صريعا بين قرابته،
وشيعته بين اطباق التراب، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده،
والمنزل الذي لا يأتيه الا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا.
فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان وفي
حفظ أموالهم وانا عندهم مشهور، فتركت للتقية اتياته وانا اعرف ما في
اتيانه من الخير، فقال: هل تدري ما فضل من أتاه وما له عندنا من جزيل
الخير، فقلت: لا، فقال: اما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ما له
عندنا فالترحم عليه كل صباح ومساء.
ولقد حدثني أبي انه لم يخل مكانه منذ قتل من مصلي يصلي عليه
من الملائكة، أو من الجن أو من الانس أو من الوحش، وما من شئ الا
وهو يغبط زائره ويتمسح به ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره.
538

ثم قال: بلغني أن قوما يأتونه من نواحي الكوفة وناسا من غيرهم،
ونسأ يندبنه، وذلك في النصف من شعبان، فمن بين قارئ يقرأ،
وقاص يقص، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي، فقلت له: نعم
جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف، فقال: الحمد لله الذي جعل في
الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدونا من يطعن عليهم
من قرابتنا وغيرهم يهدرونهم (1) ويقبحون ما يصنعون (2).
[830] 2 - وبهذا الاسناد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير
الأرجاني، قال:
صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا
يقال له: عسفان (3)، ثم مررنا بجبل اسود عن يسار الطريق موحش، فقلت
له: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا،
فقال لي: يا بن بكير أتدري اي جبل هذا، قلت: لا، قال:
هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة
أبي الحسين (عليه السلام)، استودعهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من

1 - يهدرونهم - على بناء يضرب ويكرم - اي يبطلون دمهم، وفي بعض النسخ: يهذون
بهم اي يسخرون بهم ويؤذونهم بالردي من القول.
2 - عنه البحار 101: 73، الوسائل 14: 599، المستدرك 10: 251.
3 - عسفان - بالضم ثم السكون - قرية على مرحلتين من مكة على طريق المدينة، وقرية
جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة - معجم البلدان.
539

الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الجوى (1)، وما يخرج
من الفلق (2)، وما يخرج من اثام (3)، وما يخرج من طينة الخبال (4)، وما
يخرج من جهنم، وما يخرج من لظي ومن الحطمة، وما يخرج من سقر،
وما يخرج من الحميم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير،
وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان إلي،
واني لأنظر إلى قتلة أبي وأقول لهما: هؤلاء فعلوا ما أسستما،
لم ترحمونا إذ وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم على حقنا،
واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما
قدمتما، وما الله بظلام للعبيد، وأشدهما تضرعا واستكانة الثاني، فربما
وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي
هما فيه، وهو جبل الكمد.
قال: قلت له: جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع، قال:
اسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك فانا نتوب، واسمع من
الجبل صارخا يصرخ بي: اجبهما، وقل لهما: اخسؤوا فيها ولا تكلمون.
قال: قلت له: جعلت فداك ومن معهم، قال: كل فرعون عتى على
الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علم العباد الكفر.

1 - الجوى من المياه: المتغير والمنتن، من جوى الماء وغيره: أنتن.
2 - الفلق: جهنم أو جب فيها.
3 - المراد به ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدم.
4 - طينة الخبال: قيح أهل النار.
540

فقلت: من هم، قال: نحو بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة،
ونحو نسطور الذي علم النصارى ان المسيح ابن الله، وقال لهم: هم
ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: انا ربكم الاعلى، ونحو نمرود
الذي قال: قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء، وقاتل
أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقاتل فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين
(عليهما السلام)، فاما معاوية وعمرو (1) فما يطمعان في الخلاص، ومعهم كل من
نصب لنا العداوة، وأعان علينا بلسانه ويده وماله.
قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال: يا بن بكير ان
قلوبنا غير قلوب الناس، انا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى
الناس ونسمع ما لا يسمعون، وان الملائكة تنزل علينا في رحالنا
وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا باخبار ما
يحدث قبل أن يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها،
وتتقلب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب ان تصل إلينا، وتأتينا مما
في الأرضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كل ارض نجد ذلك
في آنيتنا.
وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة الا وهي نبهنا (2) لها، وما من
ليلة تأتي علينا الا واخبار كل ارض عندنا وما يحدث فيها، واخبار الجن

1 - هو عمرو بن العاص - كما في رواية الاختصاص.
2 - تتهيأ (خ ل).
541

واخبار أهل الهوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم
غيره الا اتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من ارض من ستة
أرضين إلى السابعة الا ونحن نؤتي بخبرهم.
فقلت: جعلت فداك فأين منتهى هذا الجبل، قال: إلى الأرض
السادسة (1)، وفيها جهنم، على واد من أوديته، عليه حفظة أكثر من نجوم
السماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى، قد وكل كل ملك
منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه.
قلت: جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الاخبار، قال: لا، إنما يلقى
ذلك إلى صاحب الامر، وانا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه
فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت
الذين يحفظون ناحيته ان يقسروه على قولنا، وإن كان من الجن من أهل الخلاف
والكفر أوثقته وعذبته حتى يصير إلى ما حكمنا به.
قلت: جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب،
فقال: يا بن بكير فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم
ولا يحكم فيهم، وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم
ولا يقدرون عليه، وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو
لا يراهم، وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم، وقد حيل
بينهم وبينه ان يقوم بأمر ربه فيهم، والله يقول: (وما أرسلناك الا كافة

1 - السابعة (خ ل).
542

للناس) (1)، يعني به من على الأرض والحجة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) يقوم
مقام النبي (صلى الله عليه وآله).
وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة والاخذ بحقوق الناس
والقيام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ
قوله، وهو يقول: (سنريهم اياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) (2)، فأي آية في
الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق، وقال: (ما نريهم من اية الا هي أكبر
من أختها) (3)، فأي آية أكبر منا.
والله ان بني هاشم وقريشا لتعرف ما أعطانا الله، ولكن الحسد
أهلكهم كما أهلك إبليس، وانهم ليأتوننا إذا اضطروا وخافوا على
أنفسهم، فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد انكم أهل العلم، ثم
يخرجون فيقولون: ما رأينا أضل ممن اتبع هؤلاء ويقبل مقالتهم.
قلت: جعلت فداك اخبرني عن الحسين (عليه السلام) لو نبش كانوا يجدون
في قبره شيئا، قال: يا بن بكير ما أعظم مسائلك الحسين (عليه السلام) مع أبيه وأمه
وأخيه الحسن في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يحبون كما يحبي ويرزقون
كما يرزق، فلو نبش في أيامه لوجد (4)، واما اليوم فهو حي عند ربه ينظر
إلى معسكره، وينظر إلى العرش متى يؤمر ان يحمله، وانه لعلى يمين

1 - سبأ: 28.
2 - فصلت: 53.
3 - الزخرف: 48.
4 - يأتي تفسيره في الحديث الآتي.
543

العرش متعلق، يقول: يا رب انجز لي ما وعدتني.
وانه لينظر إلى زواره وهو اعرف بهم وبأسماء آبائهم وبدرجاتهم
وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رحله، وانه ليرى من يبكيه
فيستغفر له رحمة له ويسأل أباه الاستغفار له، ويقول: لو تعلم أيها الباكي
ما أعد لك لفرحت أكثر مما جزعت، فيستغفر له كل من سمع بكائه من
الملائكة في السماء وفي الحائر، وينقلب وما عليه من ذنب (1).
[831] 3 - حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال (2)، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بأكثر
من ثلاثة أيام، ثم ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما يؤتى
مواضع آثارهم، ويبلغونهم من بعيد السلام، ويسمعونهم في مواضع
آثارهم من قريب (3).
[832] 4 - وحدثني أبي ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى
وغيره، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد، عن
أبي عبد الله مثله.

1 - عنه البحار 25: 372، 44: 292، مر مختصرا في الباب: 32.
رواه في الاختصاص: 343.
2 - زياد بن الجلال (خ ل)، ما أثبتناه هو الصحيح، راجع معجم الرجال 7: 300.
3 - عنه البحار 27: 300، 100: 130.
رواه في التهذيب 6: 106، بصائر الدرجات: 132.
544

[833] 5 - وحدثني أبي رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن بعض أصحابه، يرفعه
إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: تكون بمكة وبالمدينة أو بالحائر
أو المواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل يتوضأ فيجي
الاخر، فيصير مكانه، قال: من سبق إلى موضع فهو أحق به يومه وليلته (1). (2)
[834] 6 - حدثني أبو العباس محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أهون ما يكسب زائر الحسين (عليه السلام)
في كل حسنة الف الف حسنة والسيئة واحدة، وأين الواحدة من الف
الف.
ثم قال: يا صفوان ابشر فان لله ملائكة معها قضبان من نور فإذا أراد
الحفظة ان تكتب على زائر الحسين (عليه السلام) سيئة، قالت الملائكة للحفظة:
كفي، فتكف، فإذا عمل حسنة قالت لها: اكتبي، أولئك الذين يبدل الله
سيئاتهم حسنات (3).

1 - ظاهر الخبر بقاء حقه وان لم يبق فيه رحله، وحمله بعض الأصحاب على ما إذا بقي
رحله فيه، فالتقييد باليوم والليلة اما مبني على الغالب من عدم بقاء الرجل في مثل ذلك المكان
أزيد من هذا الزمان، أو يقال بان مع بقاء الرجل أيضا لا يبقى حقه أكثر من ذلك.
2 - رواه في التهذيب 6: 100، عنهما البحار 83: 355 و 100: 129، الوسائل 14: 592،
المستدرك 3: 424.
3 - عنه البحار 101: 74، المستدرك 10: 252.
رواه في تأويل الآيات 1: 383.
545

[835] 7 - حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن أبي الحسن الحذاء، قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان إلى جانبكم مقبرة يقال لها: براثا، يحشر منها
عشرون ومائة الف شهيد كشهداء بدر (1).
[836] 8 - وروي عن محمد بن مروان، قال: حدثنا محمد بن
الفضيل، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من زار قبر الحسين
(عليه السلام) في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب ويقال
له: ادخل الجنة امنا (2).
[837] 9 - حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن
الحسين بن سعيد، قال: حدثنا علي بن السخت الخزاز، قال: حدثنا
حفص المزني، عن عمر بن بياض، عن أبان بن تغلب، قال: قال لي جعفر
ابن محمد: يا ابان متى عهدك بقبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا والله يا بن
رسول الله مالي به عهد منذ حين، فقال:
سبحان الله العظيم وأنت من رؤوسا الشيعة تترك زيارة الحسين
(عليه السلام) لا تزوره، من زار الحسين (عليه السلام) كتب الله له بكل خطوة حسنة
ومحى عنه بكل خطوة سيئة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا ابان
لقد قتل الحسين (عليه السلام) فهبط على قبره سبعون الف ملك شعث غبر،

1 - عنه البحار 100: 232.
2 - عنه البحار 101: 97، الوسائل 14: 473.
546

يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة (1).
[838] 10 - حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد
البصري، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت
لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أيهما أفضل رجل يأتي مكة ولا يأتي المدينة
أو رجل يأتي النبي ولا يأتي مكة.
قال: فقال لي: أي شي تقولون أنتم، قلت: نحن نقول في الحسين
(عليه السلام) فكيف في النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: اما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله
(عليه السلام) عيدا بالمدينة فانصرف فدخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فسلم عليه، ثم قال
لمن حضره: أما لقد فضلنا أهل البلدان كلهم مكة فمن دونها لسلامنا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
[839] 11 - حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن بعض أصحابه، يرفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: نكون بمكة أو بالمدينة أو بالحائر أو
المواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل ليتوضأ فيجئ
آخر فيصير مكانه، قال: من سبق إلى موضع فهو أحق به يومه وليلته (3).
[840] 12 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،

1 - عنه البحار 101: 7، المستدرك 10: 258.
2 - عنه البحار 100: 144.
3 - مر قبيل هذا وذكرنا مصادرها.
547

عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن حماد بن عثمان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء قيل له: ان الله تبارك وتعالى
يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك، قال: أسلم لأمرك يا رب ولا قوة لي
على الصبر الا بك، فما هن، قيل له: أولهن الجوع والاثرة على نفسك
وعلى أهلك لأهل الحاجة، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت ومنك
التوفيق والصبر.
واما الثانية فالتكذيب والخوف الشديد وبذلك مهجتك في
محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من
الأذى ومن أهل النفاق والألم في الحرب والجراح، قال: قبلت يا رب
ورضيت وسلمت ومنك التوفيق والصبر.
وأما الثالثة فما يلقي أهل بيتك من بعدك من القتل، اما أخوك علي
فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم
وآخر ذلك القتل، فقال: يا رب قبلت ورضيت ومنك التوفيق والصبر،
وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها،
وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير اذن،
ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب
وتموت من ذلك الضرب.
548

قلت: انا لله وانا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق
للصبر، ويكون لها من أخيك ابنان، يقتل أحدهما غدرا ويسلب ويطعن
تفعل به ذلك أمتك، قلت: يا رب قبلت وسلمت انا لله وانا إليه راجعون
ومنك التوفيق للصبر.
واما ابنها الاخر فتدعوه أمتك للجهاد ثم يقتلونه صبرا ويقتلون
ولده ومن معه من أهل بيته ثم يسلبون حرمه، فيستعين بي وقد مضى
القضاء مني فيه بالشهادة له ولمن معه، ويكون قتله حجة على من بين
قطريها، فيبكيه أهل السماوات وأهل الأرضين جزعا عليه، وتبكيه
ملائكة لم يدركوا نصرته، ثم اخرج من صلبه ذكرا به أنصرك، وان شبحه
عندي تحت العرش (1)، يملأ الأرض بالعدل ويطبقها بالقسط، يسير معه
الرعب يقتل حتى يشك فيه، قلت: انا لله.
فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل أحسن الناس صورة
وأطيبهم ريحا، والنور يسطع من بين عينيه ومن فوقه ومن تحته،
فدعوته فأقبل إلي، وعليه ثياب النور وسيما كل خير، حتى قبل بين
عيني، ونظرت إلى الملائكة قد حفوا به لا يحصيهم الا الله عز وجل.
فقلت: يا رب لمن يغضب هذا ولمن أعددت هؤلاء وقد وعدتني
النصر فيهم فأنا أنتظره منك، وهؤلاء أهلي وأهل بيتي وقد أخبرتني مما
يلقون من بعدي ولئن شئت لأعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم،

1 - ثم اخرج من صلبه ذكرا انتصر له به وان شبحه عندي تحت العرش (خ ل).
549

وقد سلمت وقبلت ورضيت، ومنك التوفيق والرضا، والعون على
الصبر.
فقيل لي: أما أخوك فجزاؤه عندي جنة المأوي نزلا بصبره، أفلج
حجته على الخلائق يوم البعث، وأوليه حوضك يسقي منه أولياءكم
ويمنع منه أعداءكم، واجعل عليه جهنم بردا وسلاما يدخلها ويخرج
من كان في قلبه مثقال ذرة من المودة، واجعل منزلتكم في درجة واحدة
في الجنة.
واما ابنك المخذول المقتول وابنك المغدور المقتول صبرا،
فإنهما مما أزين بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك مما لا يخطر
على قلب بشر لما أصابهما من البلاء، فعلي فتوكل، ولكل من أتى قبره
في الخلق من الكرامة، لان زواره زوارك وزوارك زواري وعلي كرامة
زواري، وانا أعطيه ما سأل، وأجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عظمتي إياه
وما أعددت له من كرامتي.
واما ابنتك فاني أوقفها عند عرشي فيقال لها: ان الله قد حكمك في
خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت فاني أجيز
حكومتك فيهم فتشهد العرصة، فإذا وقف من ظلمها أمرت به إلى النار،
فيقول الظالم: وا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله، ويتمنى الكرة،
ويعض الظالم على يديه ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا
ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا.
550

وقال: حتى إذا جاءنا قال: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس
القرين، ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون، فيقول
الظالم: أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أو الحكم لغيرك،
فيقال لهم: الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله
ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون.
وأول من يحكم فيهم محسن بن علي (عليه السلام) وفي قاتله، ثم في قنفذ،
فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على
البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت
حتى تصير رمادا، فيضربان بها ثم يجثو أمير المؤمنين (عليه السلام) بين يدي الله
للخصومة مع الرابع، فيدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم، لا يراهم أحد
ولا يرون أحدا، فيقول الذين كانوا في ولايتهم: ربنا أرنا الذين أضلانا من
الجن والإنس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين، قال الله
عز وجل: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون.
فعند ذلك ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض فيسألان عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعهم حفظة، فيقولان: اعف عنا واسقنا وتخلصنا،
فيقال لهم: فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم
به تدعون بإمرة المؤمنين، ارجعوا ظمأ مظمئين إلى النار، فما شرابكم
الا الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين.
[841] 13 - وحدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
551

الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمان
الأصم، عن جده، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك أيما أفضل الحج أو
الصدقة، قال: هذه مسألة في مسألة، قال: كم المال يكون ما يحمل
صاحبه إلى الحج، قال: قلت: لا، قال: إذا كان مالا يحمل إلى الحج
فالصدقة لا تعدل الحج، الحج أفضل، وان كانت لا يكون الا القليل
فالصدقة.
قلت: فالجهاد، قال: الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض في وقت
الجهاد، وقال: ولا جهاد الا مع الامام، قلت: فالزيارة، قال: زيارة النبي
(صلى الله عليه وآله) وزيارة الأوصياء وزيارة حمزة وبالعراق زيارة الحسين (عليه السلام)،
قلت: فما لمن زار الحسين (عليه السلام)، قال: يخوض في الرحمة ويستوجب
الرضا، ويصرف عنه السوء، ويدر عليه الرزق، وتشيعه الملائكة،
ويلبس نورا تعرفه به الحفظة، فلا يمر بأحد من الحفظة الا دعا له.
[842] 14 - وروي أحمد بن جعفر البلدي، عن محمد بن يزيد
البكري، عن منصور بن نصر المدائني، عن عبد الرحمان بن مسلم، قال:
دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقلت له: أيما أفضل زيارة الحسين بن علي أو
أمير المؤمنين (عليه السلام) أو لفلان وفلان - وسميت الأئمة (عليهم السلام) واحدا
واحدا - فقال لي:
يا عبد الرحمان من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار
552

أولنا، ومن تولى أولنا فقد تولى آخرنا، ومن تولى آخرنا فقد تولى أولنا،
ومن قضى حاجة لاحد من أوليائنا فكأنما قضاها لاجمعنا.
يا عبد الرحمان أحببنا واحبب من يحبنا، وأحب فينا واحبب لنا،
وتولنا وتول من يتولانا، وابغض من يبغضنا، الا وان الراد علينا كالراد
على رسول الله جدنا، ومن رد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد رد على الله.
الا يا عبد الرحمان ومن أبغضنا فقد أبغض محمدا، ومن أبغض
محمدا فقد أبغض الله، ومن أبغض الله عز وجل كان حقا على الله ان
يصليه النار، وماله من نصير (1).
[843] 15 - حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معرو ف، عن عبد الله بن عبد الرحمان
الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
لما قتل الحسين (عليه السلام) سمع أهلنا قائلا يقول بالمدينة: اليوم نزل
البلاء على هذه الأمة، فلا ترون فرحا حتى يقوم قائمكم، فيشفي
صدوركم ويقتل عدوكم وينال بالوتر أوتارا، ففزعوا منه وقالوا: ان لهذا
القول لحادثا قد حدث ما لا نعرفه، فأتاهم خبر قتل الحسين (عليه السلام) بعد
ذلك، فحسبوا ذلك، فإذا هي تلك الليلة التي تكلم فيها المتكلم.
فقال له: جعلت فداك إلى متى أنتم ونحن في هذا القتل والخوف

1 - عنه البحار 100: 122.
553

والشدة، فقال: حتى يأتي سبعون فرجا اجواب (1)، ويدخل وقت
السبعين، فإذا دخل وقت السبعين أقبلت الرايات (2) تترى كأنها نظام، فمن
أدرك ذلك الوقت قرت عينه، ان الحسين (عليه السلام) لما قتل اتاهم آت وهم
في العسكر فصرخ فزبر.
فقال لهم: وكيف لا أصرخ ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قائم ينظر إلى
الأرض مرة والى حزبكم مرة، وانا أخاف ان يدعو الله على أهل الأرض
فأهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا انسان مجنون، فقال التوابون:
تالله ما صنعنا لأنفسنا قتلنا لابن سمية سيد شباب أهل الجنة، فخرجوا
على عبيد الله بن زياد، فكان من أمرهم ما كان.
قال: فقلت له: جعلت فداك من هذا الصارخ، قال: ما نراه الا
جبرئيل (عليه السلام)، اما انه لو اذن له فيهم لصاح بهم صيحة يخطف به أرواحهم
من أبدانهم إلى النار، ولكن امهل لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب اليم.
قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن يترك زيارته وهو يقدر على ذلك،
قال: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا، واستخف بأمر هو له (3)، ومن زاره
كان الله له من وراء حوائجه وكفاه ما أهمه من امر دنياه، وانه ليجلب

1 - الجوب: القطع، والجوبة: الفجوة بين البيوت والفرجة بين السحاب والجبال، ولعل
المراد ان بين كل فرج وبين آخر انقطاع وتباعد لا يتصل بعضه ببعض.
2 - الآيات (خ ل).
3 - بأمر هو له اي هو نافع له، أو اللام بمعنى على، اي لازم له.
554

الرزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة،
ويرجع إلى أهله وما عليه ذنب ولا خطيئة الا وقد محيت من صحيفته،
فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح له باب إلى الجنة حتى
يدخل عليه روحها حتى ينشر، وان سلم فتح الباب الذي ينزل منه رزقه
فيجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وذخر ذلك له، فإذا حشر
قيل له: بكل درهم عشرة آلاف درهم وان الله تبارك وتعالى قد ذخرها
لك عنده (1).
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

1 - رواه في التهذيب 6: 45، عنهما البحار 101: 2، وذيله في المستدرك 10: 257، مر
مختصرا في الباب: 45.
555