الكتاب: بصائر الدرجات
المؤلف: محمد بن الحسن الصفار
الجزء:
الوفاة: ٢٩٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٤ - ١٣٦٢ ش
المطبعة: مطبعة الأحمدي - طهران
الناشر: منشورات الأعلمي - طهران
ردمك:
ملاحظات: أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار المتوفى سنة ٢٩٠ من أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع)

من تراث الشيعة
بصائر الدرجات
الكبرى
في فضائل آل محمد " ع "
للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين
أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ " الصفار "
المتوفى سنة 290
من أصحاب الإمام الحسن العسكري
تقديم وتعليق وتصحيح العلامة الحجة:
الحاج ميرزا محسن " كوچه باغي "
منشورات الأعلمي - طهران
1

هوية الكتاب
الاسم: بصائر الدرجات الكبرى
تأليف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار
الناشر: مؤسسة الأعلمي - طهران
المطبعة: طبع في مطبعة الأحمدي - طهران
العدد: 1000 نسخة
التجليد: صحافي صابري
طبع في سنة 1362 ش - 1404 ق
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الخلائق وجعل في أنفسهم رسولا وهو العقل كما
ارسل إليهم من أنفسهم بالدلائل الساطعة والبراهين الواضحة رسولا أميا ونبيا هاديا و
قال في كتابه الكريم هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة حق يسبق القلب
اللسان ويطابق فيها السر الاعلان وأن محمدا صلى الله عليه وآله سيد أنبيائه ونخبة أصفيائه عبده
المنتجى ورسوله المجتبى وحجته كافة على الورى وان علي بن أبي طالب عليه السلام نبأه
العظيم وصراطه المستقيم سيد الوصيين وامام الخلق وان أطايب ذريته وأبرار أهل بيته
أئمة الأنام وأنوار الظلام خلقهم الله من أنوار عظمته وأودعهم اسرار حكمته
واختارهم على جميع بريته ولعنة الله على أعدائهم أعداء دين الله من الأولين والآخرين
من الان إلى قيام يوم الدين:
اما بعد فيقول الفقير إلى رحمة ربه الكريم ابن المنتقل إلى رحمة رب
العالمين.
" الميرزا عباس على كوچه باغي " طيب الله رمسه الحاج ميرزا محسن كوچه باغي عفى الله
عن جرائمهما وحشرهما مع الأئمة الطاهرين.
3

اعلموا يا معاشر الطالبين للحق المتمسكين
بعروة أهل بيت المرسلين واحد الثقلين لما كان العلم كله في كتاب الله العزيز الذي لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأحاديث أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله
خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه وأبوابا لتوحيده وقد دونه علمائنا المتقدمين الحافظين
للأحاديث في كتبهم الموضوعة لهذا العلم ككتاب الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا
يحضره الفقيه وغيرها ومن جملتها كتاب شريف بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن بن
فروخ الصفار القمي المتوفى سنة 290 هجري من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام
وقد طبع بإيران سنة 1285 وكانت نسخته نادر الوجود بل هو كالمعدوم مع اشتهاره بين
العلماء واشتماله على الأحاديث الواردة في مدايح الأئمة الطاهرين ولعمري لقد وجدتها
سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وكاشفا لبصائر أولى الألباب فمن فضل الله علينا
وعلى طلبة العلم والحديث ان عمدة الحاج والتجار الآقا حاج محمود (ريسمانچى صادقي
نزيل تبريز ابن المرحوم المغفور محمد صادق طاب الله ثراه لما كان من أخيار الزمان
ومن العاملين بشريعة سيد الأنام والمتمسكين بحجزة العلماء العاملين المتمسكين
بحجزة الأئمة الطاهرين الآخذين بحجزة سيد المرسلين، أراد ان يقدم على طبعه ويجعله
لنفسه من الباقيان الصالحات والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا.
اللهم وفقه لآماله في الدارين واحفظه ودينه وأولاده عن الفتن في آخر الزمان
واحشره مع محمد وآله الأطهار حيث أقدم على مثل ذلك الامر فلهذا التمسوا عنى ان
أصححه مع التطبيق على النسخ المتعددة مع انضمام مقدمة في ترجمة المصنف قده فأجبت
داعية فتصديت بعون الله الملك العلام لتصحيحه ومقابلته مع النسخ المتعددة وسائر
المدارك الناقلة عن هذا الكتاب ككتاب بحار الأنوار، واثبات الهداة ومدينة المعاجز
وغيرها بقدر الجهد والطاقة خصوصا في تطبيق رجاله واختلاف نسخه ورجائي من الله
4

تعالى أن يكون نسخة نفيسة ثمينة ومع ذلك نرجو من القارئين ان يعفونا إذا عثروا عل خطأ فان السلامة من الخطاء من صفات رب العالمين وسميناه.
ب‍ (سرد المقال) في تنقيح حال الصفار.
الحاج ميرزا محسن كوچه باغي
الكلام حول كتاب بصائر الدرجات
هذا غير بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله ابن أبي خلف الأشعري، كان معاصرا
مع الإمام العسكري عليه السلام توفى سنة 301 أو 299 فإنه لا يوجد في زماننا نسخته الا
منتخبه للشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد صاحب كتاب المحتضر وكتاب الرجعة
نعم قد نقل عنه في تفسير البرهان وبحار الأنوار ومدينة المعاجز واثبات الهداة إذا علمت
هذا: فاعلم أن لهذا الكتاب (بصائر الدرجات للصفار) نسخ مختلفة مخطوطة والأكثر
ينقص عما بأيدينا من النسخة الشريفة والذي ظهر لنا بعد التتبع ان بصائر الدرجات
كان للمصنف قده في الأول كتابا صغيرا مخالفا في ترتيب أبوابه ثم زاد عليه مصنفه
ورتبه إلى أن بلغ ما بأيدينا يشهد لما ذكرنا ما في أول كتاب وسائل الشيعة عند عد
مدارك كتابه الشريف قال:
كتاب بصائر الدرجات الصغرى لمحمد بن الحسن الصفار رحمه الله تعالى وكتاب
بصائر الدرجات الكبرى له، ونص في آخر الكتاب المزبور: كتاب بصائر الدرجات
للشيخ الثقة الصدوق محمد بن الحسن الصفار وهي نسختان صغرى وكبرى ويؤيد ما
ذكرناه أيضا قول الشيخ قده في الفهرست " وزيادة كتاب بصائر الدرجات الخ.
5

ولقد صرح بكون ما بأيدينا من النسخة هي بصائر الدرجات الكبرى زيادة على
ما صرح به في أول المطبوع منه بما هذا عبارته (هو النسخة الكبرى من كتاب
بصائر الدرجات) شيخي وأستاذي في الإجازة آية الله العلامة الشيخ الآغا بزرك الطهراني
في كتاب الذريعة جلد 3 ص 140 طبع النجف: بعد ذكره كلام النجاشي والشيخ في
حق المؤلف: رأيت منه (بصائر الدرجات) نسخا عديدة مطابقة مع ما قد طبع بإيران
مع نفس الرحمن سنة 1285 وهو أربعة اجزاء أوله (باب في العلم وان طلبه فريضة
على الناس) وهذا المطبوع هو البصائر الكبير الكامل ورأيت منه نسخا أخرى مخالفة
مع المطبوع في الاجزاء والأبواب والترتيب ولعلها مختصرة منه الخ.
ثم اعلم أن الكتاب مما قد اعتمد عليه فحول الرجال كصاحب الوسائل على ما
سمعت منه والمجلسي قده في بحار الأنوار وقد جعل له علامة " ير " وصرح في الفصل
الأول من مقدمات البحار عن عد مدارك البحار: كتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة
العظيم الشأن محمد بن الحسن الصفار.
وفى الفصل الثاني في بيان الوثوق على الكتب المؤلفة منه البحار: كتاب بصائر
الدرجات من الأصول المعتبرة التي روى عنها الكليني وغيره.
وقال العالم الجليل السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني الملقب بحجة الاسلام في
رسالته في العدة في شرح كلام الفاضل الاسترآبادي: الصفار الذي هو من أعاظم المحدثين
والعلماء وكتبه معروفة مثل بصائر الدرجات ونحوه.
قال النجاشي أخبرنا أبو عبد الله ابن شاذان قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
عن أبيه عنه (الصفار) بجميع كتبه وببصائر الدرجات، قال الشيخ في الفهرست أخبرنا الحسين
بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عنه.
فقد تحصل من ذلك كله ان الكتاب من الأصول المعتبرة والمعتمدة عليه عند
الأصحاب: نعم قد يوهم خلاف ذلك ما نقله الشيخ الأعظم الفقيه المطلق الحاج شيخ عبد الله
6

الممقاني قده في كتابه تنقيح المقال جلد 3 ص 103 حكى المولى الوحيد ره عن جده
المجلسي قده انه استظهر كون عدم رواية ابن الوليد لبصائر الدرجات لتوهمه (1) انه
يقرب من الغلو والحق ان ما فيه دون رتبتهم عليهم السلام ويمكن أن يكون لعدم الاتفاق
وهو استظهار موجه بكلا احتماليه: يقول المؤلف للمقدمة ان من تأمل الكتاب من
أوله إلى آخره يرى أنه ليس فيه من حديث الا وقد نقل بلفظه أو بمضمونه في كتاب
الإختصاص للمفيد قده والتفسير للعياشي أو كتب الصدوق والكليني فمجرد عدم النقل لا يدل على وهن في الكتاب: والكتاب هذا عشرة اجزاء وكل جزء مقسم على أبواب مختلفة
يأتي تفصيله عند كتابة الفهرست والحمد لله رب العالمين.
الترجمة
(محمد بن الحسن الصفار)
محمد بن الحسن الصفار ابن فروخ الصفار أبو جعفر الأعرج مولى عيسى بن موسى
ابن طلحة بن عبيد الله ابن السايب بن مالك بن عامر الأشعري: الفروخ بالفاء والراء و
الخاء المعجمة وما ضبطه في بعض نسخ الخلاصة للعلامة قده ورجال ابن داود، بالحاء

(1) والسبب للوهم ما ورد في كلام النجاشي قال: أخبرنا بكتبه (الصفار) كلها
ما خلا بصائر الدرجات أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الأشعري القمي قال حدثنا
محمد بن الحسن ابن الوليد عنه بها.
قال الشيخ في الفهرست: أخبرنا بجميع كتبه (الصفار) ورواياته ابن أبي جيد عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار الا كتاب بصائر الدرجات فإنه لم
يروه عنه محمد بن الحسن بن الوليد.
7

اشتباه من النساخ لان في بعض نسخ الخلاصة بما ذكرناه كما يأتي عند نقل كلامه.
كان الرجل من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام
(التمييز)
ان ابن داود قد اشتبه عليه امر الرجل فتارة عنونه بعنوان ابن الحسن بن فروخ
ووثقه على ما يأتي نقل عبارته وأخرى قبل ذلك بعنوان محمد بن الحسن الصفار ولم يوثقه
واقتصر على قوله (كر، جح، ست) له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة والحال
ان الرجلين واحد وهو الثقة الجليل وقد حكم باتحادهما جماعة منهم الميرزا والتفريشي
والشيخ البهائي وغيرهم قال الشيخ البهائي في محكى كلامه في كتاب أبن داود جعل
محمد بن الحسن الصفار اثنين أحدهما ابن فروخ والآخر غيره والحق انهما معا شخص
واحد وان ابن داود وهم ولعل سبب توهمه انه رأى النجاشي قد اثنى على الصفار الذي
هو ابن فروخ ثناء كثيرا ووثقه والشيخ في كتاب الرجال والفهرست اقتصر من توصيف
من ذكره على أنه قمي له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة ولم يوثقه ولم يقل
انه ابن فروخ فظن أنهما اثنان ومن القرائن على أن ما ذكره الشيخ والنجاشي واحد
انهما نسبا كتاب بصائر الدرجات إليه وذكرا انهما يرويان جميع كتبه عنه بواسطة
محمد بن الحسن بن الوليد الا كتاب بصائر الدرجات فإنهما يرويانه عنه بواسطة أحمد بن
محمد بن يحيى عن أبيه انتهى كلام الشيخ البهائي ره ويزداد ذلك وضوحا بان النجاشي
ذكر في ابتداء عنوانه محمد بن الحسن بن فروخ الصفار واقتصر في الثناء على قول محمد
8

ابن الحسن الصفار دون ذكر فروخ فإنه صريح في الاتحاد بل يمكن ان يقال إن
ابن داود أيضا لا يقول بالتعدد لجريان عادته كالشيخ في رجاله بذكر شخص واحد مرتين
بل مرات لاختلاف في العنوان ثم إن جعله الرجل متن لم يرو عنهم ع مع تصريح
الشيخ بكونه من أصحاب العسكري عليه السلام وكذا قوله وله مسائل كتب إلى أبى محمد
الحسن بن علي " العسكري " ما لا يخفى إلى أن ذلك منه تبعية لسيرة النجاشي فإنه يرمز
(لم) لكل من لم ينص النجاشي برواية عن امام معين كما لا يخفى.
(ثقافته والثناء عليه)
(1) النجاشي: محمد بن الحسن بن فروخ الصفار مولى عيسى بن موسى بن طلحة
ابن عبيد الله ابن السايب بن مالك بن الأشعري أبو جعفر الأعرج كان وجها في أصحابنا
القميين ثقة عظيم القدر راجحا قليل السقط في الرواية له كتب (يأتي عند تعداد مؤلفاته)
حتى قال أخبرنا بكتبه كلها ما خلا بصائر الدرجات أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد
ابن طاهر الأشعري القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد عنه بها. وأخبرنا
أبو عبد الله ابن شاذان قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عنه بجميع
كتبه وببصائر الدرجات.
(2) الشيخ في الفهرست: محمد بن الحسن الصفار قمي له كتب مثل كتب الحسين
ابن سعيد وزيادة كتاب بصائر الدرجات وغيره وله مسائل كتب بها إلى أبى محمد
الحسن بن علي (العسكري) أخبرنا بجميع كتبه ورواياته ابن أبي جيد عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار الا كتاب بصائر الدرجات فإنه لم يروه
9

عنه محمد بن الحسن بن الوليد: وأخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن
يحيى عن أبيه عنه.
(3) الشيخ في كتاب الرجال على ما حكى عنه العلامة المامقاني في تنقيح المقال
الرجل من أصحاب العسكري عليه السلام قائلا محمد بن الحسن الصفار له إليه (العسكري
عليه السلام) مسائل يلقب بممولة وصرح به في جامع الرواة أيضا.
(4) العلامة في الخلاصة: محمد بن الحسن بن فروخ بالفاء والراء والخاء المعجمة
بعد الواو الصفار مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله بن السائب بن المالك
بن عامر الأشعري أبو جعفر الأعرج كان وجها في أصحابنا القميين ثقة عظيم القدر راجحا
قليل السقط في الرواية توفى رحمه الله يقم سنة تسعين ومأتين (290)
(5) ابن داود في رجاله بمثل كلام العلامة.
(6) رجال طه أيضا نقل كلام العلامة في الخلاصة.
(7) الحاوي في باب رجال الصحيح اقتصر بنقل كلام الشيخ في الفهرست والعلامة
في الخلاصة.
(8) نقد الرجال للمير مصطفى بعد أن ذكر اسمه ونسبه قال: كان وجها في
أصحابنا القميين ثقة عظيم القدر راجحا قليل السقط في الرواية له كتب روى عنه محمد
ابن الحسن بن الوليد ومحمد بن يحيى.
(9) المحقق الكاظمي في مشتركاته (1) الظاهر أنه الصفار الثقة الجليل فان
الكليني ممن يروى عنه.
(10) جامع الرواة: اقتصر على نقل كلام النجاشي والشيخ ثم ذكر طرق الكليني
والشيخ في التهذيبين ووروده في اسنادهما.

(1) عند تعيين المراد من قول الكليني في الكافي: عدة من أصحابنا ومحمد بن الحسن
10

(11) الوسائل في آخر الكتاب عند عد رجال الكتب المؤلفة منه الوسائل
محمد بن الحسن بن فروخ الصفار أبو جعفر الأعرج كان وجها في أصحابنا القميين ثقة
عظيم القدر راجحا قليل السقط في الرواية.
(12) مستدرك الوسائل عند ذكر مشيخة الصدوق: والى محمد بن الحسن بن
الصفار محمد بن الحسن بن الوليد عنه كلاهما من أعاظم شيوخنا. وعند تصحيح حال
إبراهيم بن هاشم: رواية أجلاء المحدثين المتورعين عنه مثل سعد بن عبد الله وعبد الله
ابن جعفر ومحمد بن الحسن الصفار. وقال في تصحيح حال البرقي روى عنه
(البرقي) أجلاء المشايخ في هذه الطبقة مثل محمد بن الحسن الصفار. وقال في تصحيح
حال إسماعيل الجعفي.
يروى عنه أجلاء المشايخ وعيون الطائفة كالفقيه محمد بن أحمد بن خاقان النهدي
ومحمد بن الحسن الصفار. وقال في تصحيح حال حسن بن علي الكوفي: لكن روى
كتاب الحسن جماعة صح السند إليهم مثل محمد بن علي بن محبوب وأحمد بن محمد
ابن خالد ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسن الصفار.
(13) منتهى المقال: نقل بعينه عبارة الفهرست والنجاشي والخلاصة.
(14) السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني الملقب بحجة الاسلام في رسالته في
العدة في شرح كلام الفاضل الاسترآبادي الصفار الذي هو من أعاظم المحدثين والعلماء
وكتبه معروفة مثل بصائر الدرجات ونحوه.
(15) تنقيح المقال للشيخ الأعظم ألقيه المطلق الحاج شيخ عبد الله مامقاني قده
تصدى لتوضيح حاله ونقل التفاصيل وعده في فهرسته للرجال من الثقات.
11

(مؤلفات الصفار قده)
(1) كتاب الصلاة
(2) كتاب الوضوء
(3) كتاب الجنائز
(4) كتاب الصيام
(5) كتاب الحج
(6) كتاب النكاح
(7) كتاب الطلاق
(8) كتاب العتق
(9) كتاب التدبير
(10) كتاب المكاتبة
(11) كتاب التجارات
(12) كتاب المكاسب
(13) كتاب الصيد والذبائح
(14) كتاب الحدود
(15) كتاب الديات
(16) كتاب الفرائض
(17) كتاب المواريث
(18) كتاب الدعاء
(19) كتاب المزار
(20) كتاب الرد على الغلاة
(21) كتاب الأشربة
(22) كتاب المروة
(23) كتاب الزهد
(24) كتاب الخمس
(25) كتاب الزكاة
(26) كتاب الشهادات
(27) كتاب الملاحم
(28) كتاب التقية
(29) كتاب المؤمن
(30) كتاب الايمان والنذور والكفارات
(31) كتاب المناقب
(32) كتاب المثالب
(33) كتاب بصائر الدرجات
(34) كتاب ما روى في أولاد الأئمة
(35) كتاب ما روى في شعبان
(36) كتاب الجهاد
12

37 - كتاب فضل القرآن
38 - وله المسائل الممولة ذكره الشيخ والأردبيلي
(مشايخه وأساتذته ومن روى عنهم)
روى عن جماعة كثيرة من مشايخ الحديث يبلغ عددهم مأة وخمسين رجلا منهم
1 - إبراهيم بن إسحاق
2 - إبراهيم بن محمد
3 - إبراهيم بن هاشم
4 - أبو جعفر
5 - أبو الفضل العلوي
6 - أبو محمد
7 - أبو طالب
8 - أبو الحسن موسى بن جعفر
9 - أحمد بن إسحاق بن سعد
10 - أحمد بن إسحاق (أبو علي القمي)
11 - أحمد بن إبراهيم
12 - أحمد بن جعفر
13 - أحمد بن أبي عبد الله (البرقي)
14 - أحمد بن الحسن بن علي بن فضال
15 - أحمد بن الحسين بن علي
16 - أحمد بن الحسين بن سعيد
17 - أحمد بن زكريا
18 - أحمد بن محمد بن عيسى
19 - أحمد بن محمد
20 - أحمد بن محمد (السياري)
21 - أحمد بن محمد بن خالد (البرقي)
22 - أحمد بن محمد بن أبي نصر
23 - أحمد بن محمد بن مسلم
24 - أحمد بن علي بن فضال
25 - أحمد بن عبد الجبار
26 - أحمد بن محمد بن إسماعيل
27 - أحمد بن محمد بن عمرو بن عبد العزيز
28 - أحمد بن موسى (الخشاب)
29 - أحمد بن عمر
30 - إسماعيل بن شعيب
31 - أيوب بن نوح
32 - بنان بن محمد
13

33 - جعفر بن إسحاق
36 - الحسن بن علي (الحجال) 37 - الحسن بن علي بن فضال
38 - الحسن بن موسى (الخشاب) 39 - الحسن بن محمد
40 - الحسن بن علي بن معاوية أو (الحسن بن معاوية)
41 - الحسن بن محبوب
42 - الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة
43 - الحسن بن علي بن عبد الله
44 - الحسن بن علي بن عثمان
45 - الحسن بن أحمد
46 - الحسن بن يعقوب
47 - الحسن بن علي بن نعمان
48 - الحسن بن أحمد بن محمد بن سلمة
49 - الحسن بن محمد
50 - الحسن بن علي (الزيتوني)
51 - الحسين بن محمد (القاشاني)
52 - الحسين
53 - الحسين بن محمد بن عامر
54 - الحسين بن سعيد
55 - الحسين بن علي (الدينوري)
56 - الحسين بن محمد بن عثمان
57 - الحسين بن علي
58 - حمزة بن يعلى
59 - سلام بن أبي عمرة (الخراساني)
60 - سلمة بن الخطاب
61 - السندي بن الربيع
62 - السندي بن زياد
63 - سهل بن زياد
64 - عبد الله
65 - عبد الله بن محمد بن عيسى
66 - عبد الله بن القاسم
67 - عبد الله بن محمد بن الحسين
68 - عبد الله بن جعفر (الحميري)
69 - عبيد الله بن جعفر، الظاهر أنه عبد الله
70 - عبد الله بن موسى
71 - عبد الله بن عباس
72 - عبد الله بن عبد الرحمن
73 - عبد الصمد بن محمد
74 - عباد بن سليمان
75 - عباس بن معروف
76 - عامر بن عبد الله
77 - عبد الله بن عامر
78 - عباد بن سليمة
14

79 - علي بن حسان
80 - علي بن محمد
81 - علي بن إبراهيم (الجعفري)
82 - علي بن إبراهيم بن هاشم
83 - علي بن الحسين بن علي بن فضال
84 - علي بن محمد (القاشاني)
85 - علي بن إسماعيل
86 - علي بن الحسين
87 - علي بن خالد
88 - علي بن الحسن
89 - علي بن الحسن بن الحسين السنجائي (السخائي خ ل)
90 - علي بن الحسن بن علي بن فضال
91 - علي بن محمد بن سعيد
92 - علي بن زيد
93 - علي بن عبد الرحمن
94 - عمر بن علي
95 - عمر بن موسى
96 - عمران بن موسى
97 - عمار بن موسى
98 - عمار بن يونس
99 - عيسى بن عبيد (اليقطيني)
100 - الفضل
101 الفضل بن عامر
102 - محمد بن إسحاق
102 - محمد بن إسحاق
103 - محمد بن إسماعيل
104 - محمد بن أحمد
105 - محمد بن جزك
106 - محمد بن الجارود
107 - محمد بن الجعفي
108 - محمد بن جعفر
109 - محمد بن الحسن
110 - محمد بن الحسن ابن الخطاب
111 - محمد بن الحسين
112 - محمد بن حسان
113 - محمد بن حماد الكوفي
114 - محمد بن خالد الطيالسي
115 - محمد بن سليمان
116 - محمد بن شعيب
117 - محمد بن صفوان بن يحيى
118 - محمد بن عبد الحميد
119 - محمد بن عيسى
120 - محمد بن عبد الجبار
121 - محمد بن عبد الله (زيادة)
122 - محمد بن عبد الله أبى الجبار
15

123 - محمد بن عبد الله بن أحمد الرازي
124 - محمد بن علي
125 - محمد بن عبد الله بن عامر
126 - محمد بن عيسى بن عبيد
127 - محمد بن علي بن محبوب
128 - محمد بن يحيى العطار
129 - محمد بن محمد
130 - محمد بن علي بن سعيد (الزيات)
131 - محمد بن القسم
132 - محمد بن موسى
133 - محمد بن هارون
134 - محمد بن يعلى (الأسلم)
135 - معاوية بن الحكم
136 - المنبه بن عبد الله (أبو الجوزا)
137 - منصور بن العباس
138 - موسى بن الحسن
139 - موسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله
140 - موسى بن عمر
141 - الهيثم النهدي
142 - الهيثم بن أبي المسروق
143 - يعقوب بن يزيد
144 - يعقوب بن إسحاق
145 - يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الجريري
146 - إسماعيل الجعفي
في ذكر من روى عنه من الرواة
1 - أحمد بن داود بن علي
2 - أحمد بن إدريس
3 - أحمد بن محمد
4 - سعد بن عبد الله
5 - علي بن الحسين بن بابويه
6 - محمد بن جعفر المؤدب
16

7 - محمد بن الحسن بن الوليد
8 - محمد بن الحسين
9 - محمد بن يحيى العطار
10 - محمد بن يعقوب الكليني (نقله في البحار)
الراوون عنه مع الواسطة
(1) الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي في كتاب من
لا يحضره الفقيه ونحن نذكر ما ذكره في مشيخة كتابه المذكور وروى عنه في الوافي و
الوسائل: فقد ورد في طريقه إلى.
1 - ابان عثمان
2 - إبراهيم ابن أبي محمود
3 - إبراهيم بن أبي يحيى
4 - إبراهيم بن عبد الحميد
5 - أبى الجوزاء
6 - أحمد بن الحسن الميثمي
7 - أيوب بن الحر
8 - بكار بن كردم
9 - بكر بن محمد الأزدي
10 - جويرية بن مسهر
11 - جهيم بن أبي جهم
12 - حريز بن عبد الله
13 - حسن بن علي الوشا
14 - حسن بن هارون
15 - حمزة بن حمران
16 - حنان بن سدير
17 - خالد بن أبي العلا (الخفاف)
18 - سعيد بن يسار
19 - سعدان بن مسلم عبد الرحمن بن مسلم
20 - سلمان بن عمرو
21 - سويد القلاء
22 - سيف بن عميرة
17

23 - صباح بن سبابة
24 - عامر بن جذاعة
25 - عباس بن معروف
26 - عبد الرحمن بن أبي نجران
27 - عبد الرحمن بن كثير الهاشمي
28 - عبد الله بن سليمان
29 - عبد الله بن المغيرة
30 - العلا بن رزين
31 - علي بن أسباط
32 - علي بن بلال
33 - علي بن جعفر
34 - علي بن حسان
47 - محمد بن عيسى
(48) معاوية بن حكيم
(49) معمر بن خلاد
(50) النضر بن سويد
(2) روى عنه الشيخ الطوسي وقد ورد في اسناده إلى
(1) الحسن بن محبوب
(2) الحسين بن سعيد
35 - علي بن مهزيار
36 - عمرو بن أبي المقدام
37 - عمرو بن سعيد
38 - عيسى بن أبي منصور
39 - عيص بن قاسم
40 - فضيل بن عثمان الأعور
41 - القسم بن سليمان
42 - مثنى بن عبد السلام
43 - محمد بن إسماعيل بن بزيع
44 - محمد بن حكيم
45 - محمد بن حمران
46 - محمد بن خالد البرقي
(51) هارون بن حمزة الغنوي
(52) هاشم الحناط
(53) يونس بن عبد الرحمن (1)
(3) علي بن حاتم القزويني
(4) أحمد بن محمد
(5) في آخر التهذيب وما ذكرته في هذا الكتاب عن محمد بن الحسن الصفار
فقد اخبرني به الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله واحمد

(1) لم يذكر طريقه إليه ولكن ذكره الشيخ في الفهرست فأخذه صاحب الوسائل منه وأدرجه
في المشيخة.
18

ابن عبدون كلهم عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه وأخبرني به أيضا أبو
الحسين بن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار.
(3) روى عنه الكليني كثيرا في كتاب أصول الكافي وفروعه وذكر بعضا منه
الأردبيلي في جامع الرواة 2 ص 93
(في مولده ووفاته)
لم نجد من صرح من الأصحاب بولادته نعم صرح النجاشي وتبعه العلامة في
الخلاصة بان وفاته طيب الله رمسه في سنة تسعين ومأتين (290) الهجري.
تم كتاب سرد المقال في توضيح حال الصفار وقد وقع الفراغ في ليلة الآخر من شهر
جمادى الثانية من شهور سنة (1380) الهجري حامد الله تبارك وتعالى ومصليا على رسول
الله صلى الله عليه وآله الطاهرين مستغفرا تائبا إلى الله والحمد لله
بيد أحقر طلبة العلم الحاج ميرزا محسن بن ميرزا عباس علي كوچه باغي
19

كتاب
بصائر الدرجات في فضائل آل محمد ع
للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين
أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ " الصفار "
من أصحاب الإمام الحسن العسكري ع
المتوفى 290 من الهجرة النبوية
الطبعة الثانية
المطبعة شركت چاپ كتاب
21

" الجزء الأول "
هذا
هو النسخة الكبرى من كتاب بصائر الدرجات في فضائل
آل محمد عليهم السلام للثقة الجليل المحدث النبيل شيخ
القميين وسند المحدثين أبى جعفر محمد بن الحسن بن الفروخ الصفار أدرك أبا
محمد الحسن بن علي (العسكري) عليه السلام وله مسائل كتب بها إليه توفى
سنة 290 تسعين ومأتين
بسم الله الرحمن الرحيم
- 1 باب (في العلم ان طلبه فريضة على الناس)
محمد بن الحسن الصفار المعروف بممولة قال
(1) حدثني إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله طلب العلم فريضة على كل مسلم الا و
ان الله يحب بغاة (1) العلم.
(2) حدثنا محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العمرى عن أبي

(1) بالضم جمع باغ أي طالب
22

عبد الله عليه السلام قال طلب العلم فريضة على كل حال.
(3) يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قال
أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله طلب العلم فريضة على كل مسلم
(4) حدثنا محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العمرى عن أبي
عبد الله عليه السلام قال طلب العلم فريضة من فرايض الله
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله عن أحمد بن
عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال طلب العلم فريضة من فرايض الله
2 - باب (ثواب العالم والمتعلم)
(1) قال حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران ومحمد بن الحسين عن
عمرو بن عاصم عن المفضل بن سالم عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ان معلم الخير يستغفر له دواب الأرض وحيتان البحر وكل ذي روح في الهواء و
جميع أهل السماء والأرض وان العالم والمتعلم في الأجر سواء يأتيان يوم القيمة كفرسي
رهان يزدحمان.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن السعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله
بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال قال رسول الله من سلك طريقا يطلب
فيه علما سلك الله تعالى به طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وانه ليستغفر
من في السماوات (1) ومن في الأرض حتى الحوت في البحر وفضل العالم على العابد كفضل
القمر على سائر النجوم ليلة البدر وان العلماء لورثة (2) الأنبياء ان الأنبياء لم يورثوا
دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم (3)
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن

(1) في السماء نسخة البحار
(2) ورثة، نسخة البحار
(3) زيادة في نسخة البحار، فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر
23

أبى عبد الله عليه السلام قال طالب العلم يستغفر له كل شئ (1) والحيتان في البحار والطير
في جو السماء.
(4) حدثنا الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيده
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن جميع دواب الأرض لتصلى على طالب العلم حتى الحيتان
في البحر.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن عمرو بن شمر
قال حدثني جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن معلم الخير لتستغفر له دواب الأرض وحيتان
البحر وكل صغيرة وكبيرة في ارض الله وسمائه.
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن وهب بن سعيد
عن الحسين بن الصباح النخعي قال حدثني جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وآله
قال أوحى الله إلى أنه من سلك مسلكا يطلب فيه العلم سهلت له طريقا إلى الجنة
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن سليمان بن عمرو
النخعي عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن علي عليه السلام قال طالب العلم
يشيعه سبعون الف ملك من مفرق السماء يقولون رب صل على محمد وآل محمد
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن
جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله العالم والمتعلم شريكان في
الأجر للعالم اجران وللمتعلم اجر ولا خير في سوى ذلك.
(9) حدثنا محمد بن الحسين بن عمرو بن عثمان والحسن بن علي بن فضال
جميعا عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام فقال إن الذي تعلم
العلم منكم له مثل اجر الذي يعلمه وله الفضل عليه تعلموا العلم من حملة العلم وعلموه
اخوانكم كما علمكم العلماء.
(10) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن بعض

(1) حتى بدل واو في نسخة البحار
24

أصحابه عن أبي عبد الله قال قال أمير المؤمنين عليه السلام المؤمن العالم أعظم اجرا من الصائم
القائم الغازي في سبيل الله وإذا مات ثلم في الأسلم ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيمة
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي بصير قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من علم خيرا فله مثل (1) اجر من عمل به قلت فان علمه غيره
يجرى ذلك له قال إن علمه الناس كلهم جرى له قلت فان مات قال وان مات
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله
عليه السلام ان دواب الأرض لتصلى على طالب العلم حتى الحيتان في الماء
(13) حدثنا احمد عن البرقي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي بصير
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من علم خيرا فله (2) اجره قلت فان علم ذلك
غيره قال يجرى له وان علمه الناس كلهم وزاد فيه بعضهم قلت وان مات قال و
ان مات.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن الحسين بن علي بن يوسف عن
مقاتل بن مقاتل عن الربيع بن محمد المسلمي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال ما من
عبد يغدوا في طلب العلم ويروح الا خاض من الرحمة خوضا.
(15) حدثنا احمد عن البرقي عن سليمان الجعفري عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال
العالم والمتعلم في الاجر سواء.
(16) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن الحماد الحارثي
عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله يجئ الرجل يوم القيمة وله من الحسنات
كالسحاب الركام (3) أو كالجبال الرواسي فيقول يا رب انى لي هذا ولم أعملها فيقول هذا

(1) بمثل، في نسخة بحار
(2) فله مثل اجر من عمل به قلت فان علمه غيره يجرى ذلك له قال إن علمه الناس
كلهم جرى له قلت فان مات قال وان مات: كذا في نسخة البحار
(3) الركام، الضخم المتراكم بعضه فوق بعض.
25

علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك.
3 - باب (معرفة العالم الذي من عرفه عرف الله ومن أنكره
أنكر الله تعالى والسبب الذي يوفق لمعرفته
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن السعيد عن محمد بن الحسين بن
صغير عمن حدثه عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه قال أبى الله ان يجرى الأشياء
الا بالأسباب فجعل لكم سبب شرحا وجعل لكم شرحا علما وجعل لكل
علم بابا ناطقا عرفه من عرفه وجهله من جهله ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله
ونحن.
(2) حدثنا علي بن محمد القاشاني عن محمد بن عيسى العبيدي يرفعه قال قال
أبو عبد الله عليه السلام أبى الله ان يجرى الأشياء الا بالأسباب فجعل لكل شئ سببا وجعل
لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح مفتاحا وجعل لكل مفتاح علما وجعل لكل علم
بابا ناطقا من عرفه عرف الله ومن أنكره أنكر الله ذلك رسول الله ونحن.
(3) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن المنذر عن
عمر بن قيس الماصر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله لم يدع شيئا تحتاج إليه
الأمة إلى يوم القيمة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله وجعل لكل شئ حدا وجعل
عليه دليلا يدل عليه
(4) وروى إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن الحسين بن
منذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام مثل ذلك.
4 - باب (فضل العالم على العابد)
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين.
الف عابد.
26

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله
بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله فضل العالم على العابد
كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر.
(3) وعنه بهذا الاسناد قال فضل العالم أحب إلى من فضل العبادة
(4) حدثنا محمد بن حسان (1) وزيد عن الراوندي عن جعفر ابن محمد عليه السلام
قال يأتي صاحب العلم قدام العابد بربوة مسيرة خمس مأة عام.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميره عن أبي
حمزة الثمالي عن علي بن الحسين أو عن أبي جعفر عليه السلام قال متفقه في الدين أشد على
الشيطان من عبادة الف عابد.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد إسماعيل عن سعدان بن مسلم بن
معاوية ابن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام رجل راوية لحديثكم يبث ذلك إلى الناس
ويسدده (2) في قلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما
أفضل قال الراوية لحديثنا يبث في الناس ويسدده (3) في قلوب شيعتنا أفضل من
الف عابد.
(7) حدثنا محمد بن عيسى بن يونس بن عبد الرحمن عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إذا كان يوم القيمة بعث الله عز وجل العالم والعابد فإذا وقفا بين يدي الله قال (4)
للعابد انطلق إلى الجنة وقيل للعالم فاشفع (5) للناس بحسن تأديبك لهم

(1) محمد بن حسان عن أبي طاهر أحمد بن عيسى عن محمد بن وبد عن الدواوندي
(الداروردي خ) عن جعفر بن محمد ع، كذا في نسخة البحار
(2) وفى نسخة يشيده، وفى نسخة البحار يشدده.
(3) وفى نسخة يشدده
(4) وفى نسخة قيل
(5) قف تشفع، كذا في نسخة البحار
27

(8) حدثنا عمر بن موسى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر
عليه السلام عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله قال إن فضل العالم على العابد كفضل الشمس على
الكواكب وفضل العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال
عالم أفضل من الف عابد والف زاهد (1) وقال عليه السلام عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة
سبعين الف عابد.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن محبوب عن معاوية بن وهب قال
سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين أحدهما فقيه راوية للحديث والاخر عابد ليس له
مثل روايته فقال الراوية للحديث المتفقه في الدين أفضل من الف عابد لا فقه له
ولا رواية.
5 - باب (ان الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء وان
الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم هم العلماء وشيعتهم
المتعلمون وسائر الناس غثاء
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن جميل قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يغدوا الناس على ثلاثة صنوف عالم ومتعلم وغثاء فنحن
العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء
(2) حدثني الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن سيف بن عميرة عن عمرو
بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الناس رجلان عالم ومتعلم وساير الناس
غثاء فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء.
(3) حدثنا محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء فنحن العلماء وشيعتنا
المتعلمون وسائر الناس غثاء

(1) ومن الف زاهد. في نسخة البحار
28

(4) حدثني محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميره قال حدثني أبو سلمة قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يغدوا الناس على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء فسئلوه عن
ذلك فقال نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أحمد بن عايذ عن أبي
خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الناس يغدون على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء فنحن
العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء.
6 - (باب ما امر الناس بان يطلبوا العلم من معدنه ومعدنه
آل محمد عليهم السلام)
(1) حدثني السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبد الله سليمان قال سمعت
أبا جعفر عليه السلام وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى وهو يقول إن الحسن
البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذى ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفر
عليه السلام فهلك إذا مؤمن آل فرعون وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا عليه السلام فليذهب
الحسن يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم الا هيهنا.
(2) حدثني أبو جعفر احمد ابن محمد عن الحسن بن سعيد عن النضر بن سويد
عن يحيى بن الحلبي عن معلى بن أبي عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال
لي ان الحكم بن عتيبة ممن قال الله ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم
بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب اما والله لا يصيب العلم الا من أهل بيت نزل عليهم
جبرئيل عليه السلام. (3) حدثني السندي بن محمد ومحمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبان بن
عثمان عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا تجوز قال لا فقلت
ان الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز فقال اللهم لا تغفر له ذنبه ما قال الله للحكم انه لذكر
لك ولقومك وسوف تسئلون فليذهب الحكم يمينا وشمالا فوالله لا يوجد العلم الا من
29

أهل بيت نزل عليهم جبرئيل.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي عن أبي إسحاق ثعلبة عن أبي
مريم قال قال أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة شرقا وغربا لن تجدا علما
صحيحا الا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت.
(5) حدثنا الفضل عن موسى بن القسم عن حماد بن عيسى عن سليمان بن خالد
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وسأله رجل من أهل البصرة فقال إن عثمان الأعمى
يروى عن الحسن ان الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار قال أبو جعفر
عليه السلام فهلك إذا مؤمن آل فرعون كذبوا ان ذلك من فروج الزناة وما زال العلم مكتوما
قبل قتل ابن آدم فليذهب الحسن يمينا وشمالا لا يوجد العلم الا عند أهل العلم (1) الذين
نزل عليهم جبرئيل.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن عثمان
عن يحيى بن الحلبي عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رجل وانا عنده ان الحسن البصري
يروى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال من كتم علما جاء يوم القيمة ملجما بلجام من النار قال
كذب ويحه فأين قول الله وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا
ان يقول ربى الله ثم مد بها أبو جعفر عليه السلام صوته فقال ليذهبوا حيث شاؤوا اما والله لا
يجدون العلم الا هيهنا ثم سكت ساعة ثم قال أبو جعفر عليه السلام عند آل محمد.
(نادر من الباب وهو منه ان العلماء هم آل محمد ص)
(1) حدثني أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي البختري وسندي بن
محمد عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن العلماء ورثة الأنبياء وذلك أن الأنبياء لم
يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئا منها فقد اخذ
حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا أهل البيت في كل خلف عدولا

(1) أهل بيت في نسخة البحار
30

ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
(2) حدثني الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار
عن جعفر عن أبيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به
لازم (1) لا عذر لكم في تركه وما لم يكن في كتاب الله وكانت فيه سنة منى فلا عذر لكم
في ترك سنتي وما لم يكن فيه سنة منى فما قال أصحابي فخذوه (2) فإنما مثل أصحابي
فيكم كمثل النجوم فبأيها اخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف
أصحابي لكم رحمة قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أصحابك قال أهل بيتي.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال يرفعه إلى أبى عبد الله
عليه السلام قال إن العلماء ورثة الأنبياء وذلك أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما
ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن اخذ بشئ منها فقد اخذ حظا وافرا فانظروا علمكم
هذا عمن تأخذونه فان فينا في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال
المبطلين وتأويل الجاهلين.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن إبراهيم بن الاسحق الأزدي عن أبي عثمان
العبدي عن جعفر عليه السلام عن أبيه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله قراءة القرآن
في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة و ذكر الله أفضل من الصدقة والصدقة
أفضل من الصوم والصوم جنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا قول الا بعمل ولا عمل الا بنية
ولا نية الا بإصابة السنة.
7 - (باب في أئمة آل محمد صلى الله عليه وآله مستقى العلم عندهم وانهم
علماء لا يظلمون ولا يجهلون)
(1) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث

(1) فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه، كذا في نسخة البحار
(2) فقولوا به، في نسخة البحار
31

بن حصيرة عن الحكم بن عتيبة قال لقى رجل الحسين بن علي بالثعلبية وهو يريد
كربلا فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين عليه السلام من أي البلدان أنت فقال من أهل الكوفة
قال يا أهل الكوفة اما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك اثر جبرئيل من دارنا
ونزوله على جدي بالوحي يا أخا أهل الكوفة مستقى العلم من عندنا أفعلموا وجهلنا هذا
مالا يكون.
(2) حدثنا الهيثم النهدي الكوفي عن الحسن بن علي عن ابن هراسة الشيباني عن شيخ
من أهل الكوفة قال رأيت علي بن الحسين عليه السلام بمنى فقال فمن (1) الرجل فقلت رجل
من أهل العراق فقال لي يا أخا أهل العراق اما لو كنت عندنا بالمدينة لأريناك مواطن
جبرئيل من دويرنا استقانا الناس العلم فتريهم علموا وجهلنا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب قال حدثنا يحيى بن عبد الله أبى
الحسن صاحب الديلم قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول وعنده ناس من أهل الكوفة
عجبا للناس انهم اخذوا علمهم كله عن رسول الله صلى الله عليه وآله فعملوا به واهتدوا ويروا فانا
أهل بيته وذريته لم نأخذ علمه ونحن أهل بيته وذريته في منازلنا نزل الوحي ومن عندنا
خرج العلم إليهم أفيرون انهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا ان هذا
لمحال.
(نادر من الباب وهو منه)
(1) حدثني محمد بن الجعفي عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال عن مثنى
عن زرارة قال كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام فقال رجل من أهل الكوفة يسئله عن
قول أمير المؤمنين سلوني عما شئتم ولا تسئلوني عن شئ الا أنبأتكم به فقال إنه ليس
أحد عنده علم الا خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام. فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله
ليأتيهم الأمر هيهنا وأشار بيده إلى المدينة.

(1) ممن، في نسخة البحار
32

8 - (باب في الضلال الذين ضلوا من أئمة الحق واتخذوا
الدين رأياه بغير هدى من أئمة الحق)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن
سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ومن أضل
ممن اتبع هويه بغير هدى من الله (1) يعنى من يتخذ دينه رأيه بغير هدى أئمة من أئمة الهدى.
(2) وعنه عن الحسين عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام في قوله الله عز وجل
ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى من اتخذ دينه رأيه بغير هدى (2) من
أئمة الهدى.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي قال
سمعت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله
قال عنى الله بها من اتخذ دينه راية من غير امام من أئمة الهدى.
(4) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسين عن الحجال عن غالب النحوي عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله تعالى ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله قال اتخذ رأيه
دينا.
(5)
حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن
في قول الله عز وجل ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى اتخذ دينه
هويه (3) بغير هدى من أئمة الهدى.
(نادر من الباب)
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن إسحاق بن عمار عن أحمد بن النضر عن عمرو

(1) الآية (40) القصص
(2) هدى أئمة، في نسخة البحار
(3) هويه دينه، في نسخة البحار
33

بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال من دان الله بغير سماع عن
صادق ألزمه الله التيه (1) إلى يوم القيمة.
(2) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن
عن علي بن عبد الله قال سأله رجل عن قول الله عز وجل فمن اتبع هداي فلا يضل
ولا يشقى (2) قال من قال بالأئمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم.
9 - باب (فيه خلق أبدان الأئمة ع وقلوبهم وأبدان الشيعة
وقلوبهم لئلا يدخل الناس الغلو في عجايب علمهم)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن محبوب قال حدثني شيخ من أهل
المداين يسمى بشر ابن أبي عقبه عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قال إن الله خلق محمدا
من طينة من جوهرة تحت العرش وانه كان لطينة نضح فجبل طينة أمير المؤمنين عليه السلام
من نضح طينة رسول الله صلى الله عليه وآله وكان لطينة أمير المؤمنين عليه السلام نضح فجبل طينتنا من
فضل طينة أمير المؤمنين عليه السلام وكانت لطينتنا نضح فجبل طينة شيعتنا من نضح طينتنا
فقلوبهم تحن إلينا وقلوبنا تعطف عليهم تعطف الوالد على الولد ونحن خير لهم وهم
خير لنا ورسول الله صلى الله عليه وآله لنا خير ونحن له خير.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي الحاج قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا
الحجاج ان الله خلق محمدا وآل محمد من طينة عليين وخلق قلوبهم من طينة فوق
ذلك وخلق شيعتنا من طينة دون عليين وخلق قلوبهم من طينة عليين فقلوب شيعتنا من
أبدان آل محمد وان الله خلق عدو آل محمد من طين سجين وخلق قلوبهم من طين أخبث
من ذلك وخلق شيعتهم من طين دون طين سجين وخلق قلوبهم من طين سجين فقلوبهم من
أبدان أولئك وكل قلب يحن إلى بدنه.

(1) التيه، نسخة البحار.
(2) الآية (123) طه
34

(3) وحدثني أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نشهل قال حدثني محمد بن
إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله خلقنا من أعلى عليين
وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم ممن دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها
خلقت مما خلقنا ثم تلا هذه الآية كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما
عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون (1) وخلق عدونا من سجين وخلق شيعتهم
مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه
ثم تلا هذه الآية كلا ان كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب
مرقوم (2)
(4)
وحدثني أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن فضالة عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال انا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة وخلق عدونا من طينة
خبال من حماء مسنون.
(5) حدثني العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن علي بن الحسين
عليه السلام قال إن الله تعالى خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين
من تلك الطينة وخلق أبدان المؤمنين (3) من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين
قلوبهم وأبدانهم فخلط بين الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن و
من هيهنا (4) يصيب المؤمن السيئة ومن هيهنا يصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن
إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه.
(6) وحدثني أحمد بن الحسين عن أحمد بن علي بن هيثم الرازي عن إدريس
عن محمد بن سنان العبدي عن جابر الجعفي قال كنت مع محمد بن علي عليه السلام فقال

(1) الآية 18 و 19 و 20 و 21 من المطففين
(2) الآية 7 و 8 و 9 المطففين
(3) أبدانهم، كذا في نسخة البحار
(4) ومن هذا، كذا في نسخة البحار
35

عليه السلام يا جابر خلقنا نحن ومحبينا من طينة واحدة بيضاء نقية من أعلى عليين فخلقنا نحن
من أعلاها وخلق محبونا (1) من دونها فإذا كان يوم القيمة التفت العليا بالسفلى وإذا كان
يوم القيمة ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبينا وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا فأين ترى
يصير الله نبيه وذريته وأين ترى يصير ذريته محبيها فضرب جابر يده على يده فقال
دخلناها ورب الكعبة ثلثا.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجاري عن أبي
عبد الله ع قال إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الناصب من طينة النار وقال
إذا أراد الله بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير الا عرفه ولا يسمع
شيئا من المنكر الا أنكره قال وسمعته يقول الطينات ثلاثة طينة الأنبياء والمؤمن من
تلك الطينة الا ان الأنبياء هم صفوتها وهم الأصل ولهم فضلهم والمؤمنون الفرع من
طينة (2) لازب كذلك لا يفرق الله بينهم وبين شيعتهم وقال طينة الناصب من حماء مسنون واما
المستضعفون فمن تراب لا يتحول مؤمن عن ايمانه ولا ناصب عن نصبه ولله المشية فيهم جميعا.
(8) حدثنا عمران بن موسى عن إبراهيم مهزيار عن علي بن الحسين بن سعيد عن
الحسن بن محبوب الهاشمي (3) عن حنان بن منذر (4) عن أبي عبد الله ع قال إن الله
عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا فمن كان في خلقه شئ من طينتنا حن
إلينا فأنتم والله منا.
(9) وعنه بهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن ميمون (5) عمن
اخبره عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال إن الله عز وجل خلقنا من عليين وخلق

(1) وفى نسخة، محبينا
(2) طين، كذا في البحار
(3) ليس في كتب الرجال بهذا الاسم معروفا بل الصحيح كما في البحار الحسن
بن محمد، بدله
(4) وليس في الرجال بهذا الاسم معروفا بل الصحيح كما في البحار حنان بن سدير
(5) بل الصحيح الحسن بن شمئون، كما في نسخة البحار.
36

محبينا من دون ما خلقنا منه وخلق عدونا من سجين وخلق محبيهم مما خلقهم منه
فلذلك يهوى كل إلى كل.
(10) حدثني عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن إبراهيم بن إسحاق
عن الحسين بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال قال
علي بن الحسين عليه السلام ان الله بعث جبرئيل إلى الجنة فاتاه بطينة من طينتها وبعث ملك
الموت إلى الأرض فجائه بطينة من طينتها (1) فجمع الطينتين ثم قسمها نصفين فجعلنا
من خير القسمين وجعل شيعتنا من طينتنا فما كان من شيعتنا مما يرغب بهم عنه (2)
من الأعمال القبيحة فذاك مما خالطهم من الطينة الخبيثة ومصيرها (3) إلى الجنة وما
كان في عدونا من بر وصلاة وصوم ومن الأعمال الحسنة فذاك لما خالطهم من طينتنا
الطيبة ومصيرهم إلى النار
(11) حدثنا محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول خلق الله الأنبياء والأوصياء يوم الجمعة و
هو اليوم الذي اخذ الله فيه ميثاقهم وقال خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ
منها شاذا إلى يوم القيمة.
(12) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن
بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل خلق محمدا صلى الله عليه وآله وعترته من طينة
العرش فلا ينقص منهم واحد ولا يزيد منهم واحد.
(13) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد العبدي عن الفضل بن
عيسى الهاشمي قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام انا وأبى عيسى فقال له امن قول رسول الله
صلى الله عليه وآله سلمان رجل منا أهل البيت فقال نعم فقال أي من ولد عبد المطلب فقال منا أهل

(1) في نسخة طينها.
(2) هكذا في النسخ الموجودة عندي ولكن الظاهر، انه مما يرغب به عنهم.
(3) الظاهر أنه مصيرهم، بدل مصيرها.
37

البيت فقال له أي من ولد أبى طالب فقال منا أهل البيت
فقال له انى لا اعرفه فقال فاعرفه يا عيسى فإنه منا أهل البيت
ثم أومى بيده إلى صدره ثم قال ليس حيث تذهب ان الله خلق طينتنا من عليين و
خلق طينة شيعتنا من دون ذلك فهم منا وخلق طينة عدونا من سجين وخلق طينة
شيعتهم من دون ذلك وهم منهم وسلمان خير من لقمان.
(14) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن عبد الرحمن
بن الحجاج قال إن الله تبارك وتعالى خلق محمدا وال محمد من طينة عليين وخلق قلوبهم
من طينة فوق ذلك وخلق شيعتهم من طينة عليين وخلق قلوب شيعتهم من طينة فوق
عليين.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام المؤمن من طينة الأنبياء قال نعم.
(16) حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد عن مسعود بن يوسف بن
كليب عن الحسن بن حماد عن فضيل بن الزبير عن أبي جعفر عليه السلام قال يا فضيل اما
علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال انا أهل بيت خلقنا من عليين وخلق قلوبنا من الذي
خلقنا منه وخلق شيعتنا من أسفل من ذلك وخلق قلوب شيعتنا منه وان عدونا خلقوا
من سجين وخلق قلوبهم من الذي خلقوا منه وخلق شيعتهم من أسفل من ذلك وخلق
قلوب شيعتهم مما (1) خلقوا منه فهل يستطيع أحد من أهل عليين أن يكون من أهل سجين
وهل يستطيع أهل سجين ان يكونوا من أهل علين.
(17) وعنه عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن سيف بن عميرة عن أبي
بكر الحضرمي عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال قد اخذ الله ميثاق شيعتنا معنا
على ولايتنا لا يزيدون ولا ينقصون ان الله خلقنا من طينة عليين وخلق شيعتنا من

(1) من الذي كذا في نسخة البحار.
38

طينة أسفل من ذلك وخلق عدونا من طينة سجين وخلق أوليائهم من طينة أسفل
من ذلك.
(نادر من الباب)
(1) حدثني علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات يرفعه إلى أمير المؤمنين
عليه السلام قال قال علي بن أبي طالب عليه السلام ان لله نهرا دون عرشه ودون النهر الذي دون عرشه
نور من نوره وان في حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس وروح من امره وان لله عشر طينات
خمسة من نفح الجنة وخمسة من الأرض وفسر الجنان وفسر الأرض ثم قال مامن
نبي ولا من ملك من بعد جبله الا نفخ فيه من الروحين (1) وجعل النبي صلى الله عليه وآله من
إحدى الطينتين فقلت لأبي الحسن عليه السلام ما الجبل قال الخلق غيرنا أهل البيت فان الله
خلقنا من العشر الطينات جميعا ونفخ فينا (2) من الروحين جميعا فاطيبهما (3) طيبا
وروى غيره عن أبي الصامت قال طين الجنان جنة عدن وجنة المأوى والنعيم والفردوس
والخلد وطين الأرض مكة والمدينة وبيت المقدس والحيرة (4)
10 - باب (في خلق أبدان الأئمة عليهم السلام وفى خلق
أرواحهم وشيعتهم)
(1) حدثني أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا قال قال

(1) مامن نبي ولا ملك الا ومن بعد جبله نفخ فيه من إحدى الروحين، نسخة
البحار.
(2) فيها، في نسخة البحار.
(3) فاطيب، كذا في البحار.
(4) وفى نسخة الحائر، بدله.
39

أبو عبد الله عليه السلام خلقنا من عليين وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من
عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك فمن اجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم
تحن إلينا.
(2) حدثنا عمران بن موسى عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن علي (1) عن
محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وكرام عن محمد بن مضارب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
الله جعلنا من عليين وجعل أرواح شيعتنا مما جعلنا منه ومن ثم تحن أرواحهم إلينا
وخلق أبدانهم من دون ذلك وخلق عدونا من سجين وخلق أرواح شيعتهم مما خلقهم
منه وخلق أبدانهم من دون ذلك ومن ثم تهوى أرواحهم إليهم.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن شعيب عن عمران بن إسحاق الزعفراني
عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول خلقنا الله من نور عظمته ثم صور
خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن
خلقنا (2) نورانيين (3) لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا وخلق أرواح
شيعتنا من أبداننا (4) وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة (5) أسفل من ذلك الطينة
ولم يجعل الله لاحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيبا الا الأنبياء والمرسلين فلذلك
صرنا نحن وهم الناس وصار سائر الناس هجما (6) في النار والى النار.
11 - باب في أئمة آل محمد عليهم السلام حديثهم صعب مستصعب
(1) حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان

(1) عن أخيه على، هكذا في البحار.
(2) خلقا وبشرا، هكذا في نسخة البحار.
(3) وفى نسخة نيرا.
(4) طينتنا، في نسخة البحار.
(5) هكذا في البحار، من العرش أسفل ذلك الطينة.
(6) وفى نسخة همجا.
40

عن المنخل عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان حديث آل محمد
صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان
فما ورد (1) عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه (2) وما
اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله والى الرسول والى العالم من آل محمد و
إنما الهالك ان يحدث أحدكم بشئ منه لا يحتمله فيقول والله ما كان هذا
ثلثا.
(2) حدثنا أبو جعفر (3) عن علي بن الحكم عن ذريح المحاربي عن أبي حمزة
الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال سمعته يقول إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله
الا نبي مرسل أو ملك مقرب ومن الملائكة غير مقرب.
(3) حدثنا أبو جعفر عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
قال سمعته يقول إن حديث آل محمد صعب مستصعب ثقيل مقنع أجرد ذكوان لا يحتمله
الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة فإذا قام قائمنا
نطق وصدقه القرآن.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال قال أبو
جعفر عليه السلام حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد (4)
امتحن الله قلبه للايمان فما عرفت قلوبكم فخذوه وما أنكرت فردوه إلينا.
(5) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله حماد عن صباح المزني عن الحارث بن
حصير عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول إن حديثنا صعب
مستصعب خشن مخشوش فانبذوا إلى الناس نبذا فمن عرف فزيدوه ومن أنكر فامسكوا

(1) وفى نسخة بدله، عرض.
(2) وفى نسخة بدله، فخذوه.
(3) وفى نسخة البحار بدله، ابن عيسى.
(4) وفى البحار بزيادة، مؤمن.
41

لا يحتمله الا ثلث ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
(6) حدثنا عبد الله بن عامر عن البرقي عن الحسين بن عثمان عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال إن حديثنا صعب مستصعب لا
يؤمن به الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فما عرفت قلوبكم
فخذوه وما أنكرت قلوبكم فردوه إلينا.
(7) حدثنا سلمة بن الخطاب عن محمد بن المثنى عن أبي عمران النهدي عن
المفضل قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب
أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
(8) حدثنا سلمة عن محمد بن المثنى عن إبراهيم بن هشام عن إسماعيل بن
عبد العزيز قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول حديثنا صعب مستصعب قال قلت
فسر لي جعلت فداك قال ذكوان ذكى ابدا قال أجرد قال طري ابدا قلت مقنع قال
مستور.
(9) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم
عن عمرو بن شمر عن أبي جعفر عليه السلام قال إن حديثنا صعب مستصعب أجرد ذكوان وعر
شريف كريم فإذا سمعتم منه شيئا ولانت له قلوبكم فاحتملوه واحمدوا الله عليه و
ان لم تحتملوه ولم تطيقوه فردوه إلى الامام العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله فإنما
الشقي الهالك الذي يقول والله ما كان هذا ثم قال يا جابر ان الانكار هو الكفر
بالله العظيم.
(10) حدثنا أحمد بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهزيار عن عثمان بن جبلة عن أبي
الصامت قال أبو عبد الله عليه السلام ان حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكى وعر
لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن قلت فمن يحتمله جعلت فداك
قال من شئنا يا أبا الصامت قال أبو الصامت فظننت ان لله عبادا هم أفضل من هؤلاء
الثلاثة.
42

(11) حدثنا أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن جمهور عن أحمد
بن محمد بن أبي نصر عن عيسى الفراء عن أبي الصامت قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن
من حديثنا مالا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن قلت فمن يحتمله
قال نحن نحتمله.
(12) حدثنا محمد بن أحمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي قال حدثنا
عباد بن يعقوب الأسدي قال حدثنا محمد بن إبراهيم عن فرات بن أحمد (1) قال قال
علي عليه السلام ان حديثنا تشمئز منه القلوب فمن عرف فزيدوهم ومن أنكر فذروهم.
(13) وعنه عن جعفر بن محمد بن مالك عن يحيى بن سالم الفرا قال كان رجل
من أهل الشام يخدم أبا عبد الله عليه السلام فرجع إلى أهله فقالوا كيف كنت تخدم أهل هذا
البيت فهل أصبت منهم علما قال فندم الرجل فكتب إلى أبى عبد الله عليه السلام يسأله عن علم
ينتفع به فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام اما بعد فان حديثنا حديث هيوب ذعور فان كنت
ترى انك تحتمله فاكتب إلينا والسلم.
(14) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن عمران عن يونس عن سليمة بن صالح (2)
رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال إن حديثنا هذا تشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه
ومن أنكره فذروه انه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة حتى يسقط
فيها من كان يشق الشعر بشعرتين حتى لا يبقى الا نحن وشيعتنا.
(15) وذكر أبو جعفر محمد بن الحسن انه وجد في بعض الكتب ولم يروه بخط
آدم بن علي بن آدم قال عمير الكوفي معنى حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب
ولا نبي مرسل فهو ما رويتم ان الله تبارك وتعالى لا يوصف ورسوله لا يوصف والمؤمن لا يوصف
فمن احتمل حديثهم فقد حدهم ومن حدهم فقد وصفهم ومن وصفهم بكمالهم فقد أحاط

(1) الظاهر أنه فرات بن أحنف، كما في نسخة البحار.
(2) الظاهر أنه سليمان بدل سليمه، كما في نسخة البحار.
43

بهم وهو اعلم منهم وقال يقطع (1) الحديث عمن دونه فتكفى به (3) لأنه قال صعب
فقد صعب على كل أحد حيث قال صعب فالصعب لا يركب ولا يحمل عليه لأنه إذا ركب
وحمل عليه فليس بصعب.
(16) وقال المفضل قال أبو جعفر عليه السلام ان حديثنا صعب مستصعب ذكوان
أجرد لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للايمان اما الصعب فهو
الذي لم يركب بعد واما المستصعب فهو الذي يهرب منه إذا رأى واما الذكوان فهو
ذكاء المؤمنين واما الاجرد فهو الذي لا يتعلق به شئ من بين يديه ولامن خلفه وهو
قول الله الله نزل أحسن الحديث (3) فأحسن الحديث حديثنا لا يحتمله أحد من الخلائق
امره بكماله حتى يحده لأنه من حد شيئا فهو أكبر منه والحمد لله على التوفيق والانكار
هو الكفر.
(17) أحمد بن جعفر (4) عن جعفر بن محمد مالك الكوفي قال حدثنا الحسن بن
حماد الطائي عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام قال حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك
مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن أو مدينة حصينة فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان
الرجل من شيعتنا اجرى من ليث وأمضى من سنان يطاء عدونا برجليه ويضربه بكفيه
وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد.
(18) وعنه عمن رواه عن أحمد بن عمرو الحلبي عن إبراهيم بن عمران عن محمد
بن سوقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله خلقنا من طينة عليين وخلق قلوبنا من طينة فوق
عليين وخلق شيعتنا من طينة أسفل من ذلك وخلق قلوبهم من طينة عليين فصارت قلوبهم
تحن إلينا لأنها منا وخلق عدونا من طينة سجين وخلق قلوبهم من طينة أسفل من

(1) نقطع، كذا في البحار.
(2) فنكتفي به، هكذا في البحار
(3) الآية (23) الزمر.
(4) أحمد بن محمد، هكذا في البحار.
44

سجين وان الله راد كل طينة إلى معدنها فرادهم إلى عليين ورادهم إلى سجين.
(19) حدثنا أحمد بن الحسين (1) عن محمد بن الهيثم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي
عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعت يقول إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ثلث نبي
مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة الا ترى انه
اختار لامرنا من الملائكة المقربين ومن النبيين المرسلين ومن المؤمنين
الممتحنين.
(20) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن أبي سنان أو غيره يرفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا صدور منيرة أو قلوب
سليمة وأخلاق حسنة ان الله اخذ من شيعتنا الميثاق كما اخذ على بني آدم حيث يقول
عز وجل وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست
بربكم قالوا بلى (2) فمن وفا لنا وفا الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي
النار خالد مخلد (3).
(21) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن علي وغيره عن هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقه عن جعفر عن أبيه قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين عليه السلام
فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد أخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ظنكم
بساير الخلق ان علم العالم صعب مستصعب لا يحتمله الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد
مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت
عليهم السلام فلذلك نسبه إلينا. (4)

(1) محمد بن الحسين، بدله في البحار.
(2) الآية (172) الأعراف.
(3) خالدا مخلدا، هكذا في نسخة البحار.
(4) نسبته، كذا نسخة البحار.
45

12 - باب (في أئمة آل محمد ص ان أمرهم صعب مستصعب)
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور عن مخلد بن حمزة
بن نصر عن أبي ربيع الشامي عن أبي جعفر عليه السلام قال كنت معه جالسا فرأيت أن أبا جعفر
عليه السلام قد قام فرفع رأسه وهو يقول يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما
كنهه قلت ما هو جعلني الله فداك قال قول علي بن أبي طالب عليه السلام ان أمرنا صعب مستصعب
لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان يا أبا
الربيع الا ترى أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ولا يحتمله الا مقرب وقد يكون نبي و
ليس بمرسل ولا يحتمله الا مرسل وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ولا يحتمله الا مؤمن
قد امتحن الله قلبه للايمان.
(2) حدثنا سلمة بن الخطاب عن القسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد
بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال خالطوا الناس مما يعرفون ودعوهم مما ينكرونه ولا
تحملوا على أنفسكم وعلينا ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو
نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
تتمه (باب ان أمرهم صعب مستصعب)
(1) حدثني محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال
كنت بين يدي أبى عبد الله عليه السلام اعرض عليه مسائل قد أعطانيها أصحابنا إذا خطرت
بقلبي مسألة فقلت جعلت فداك مسألة خطرت بقلبي الساعة قال أليست في المسائل قلت
لا قال وما هي قلت قول أمير المؤمنين ان أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه الا ملك مقرب
أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فقال نعم ان من الملائكة مقربين وغير مقربين
من الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين وان أمركم هذا
46

عرض على الملائكة فلم يقر به الا المقربون وعرض على الأنبياء فلم يقربه الا المرسلون
وعرض على المؤمنين فلم يقربه الا الممتحنين (1).
(2) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد
الجوهري عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمرنا صعب
مستصعب لا يحتمله الا من كتب الله في قلبه الايمان.
(3) حدثنا محمد بن عبد الحميد وأبو طالب جميعا عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر
عليه السلام أنه قال يا أبا الفضل لقد أمست شيعتنا أو أصبحت (2) على أمرنا ما أقر به الا ملك
مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن فضل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمركم هذا لا يعرفه ولا يقر به الا ثلاثة ملك
مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
(5) حدثنا عباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل عن
أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمرنا هذا لا يعرفه ولا يقر به الا ثلاثة ملك مقرب أو نبي مصطفى
أو عبد امتحن الله قلبه للايمان.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن أبان بن أبي
عياش عن سليم بن قيس قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان أمرنا أهل البيت صعب
مستصعب لا يعرفه ولا يقربه الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه
للايمان.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع
ان أمرنا صعب مستصعب على الكافر لا يقر بأمرنا الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن
امتحن الله قلبه للايمان.

(1) الممتحنون بدله، في نسخة البحار.
(2) في البحار، بدل (أو) بالواو.
47

(8) حدثنا محمد بن أحمد عن جعفر بن مالك الكوفي عن علي بن هاشم عن
زياد بن المنذر عن زياد بن سوقة قال كنا عند محمد بن عمرو بن الحسن فذكرنا
ما اتى إليهم فبكى حتى ابتلت لحيته من دموعه ثم قال إن امر آل محمد امر جسيم مقنع
لا يستطاع ذكره ولو قد قام قائمنا لتكلم به وصدقه القرآن.
(9) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن الهيثم
عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول أمرنا صعب مستصعب لا
يحتمله الا ثلث ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة
الست تعلم في الملائكة مقربين وغير مقربين وفى النبيين مرسلين وغير مرسلين وفى
المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين قلت بلى قال الا ترى إلى صفة أمرنا ان الله اختار له
من الملائكة مقربين ومن النبيين مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين.
(نادر من الباب في أن علم آل محمد عليهم السلام سر مستسر وهو
نادر من الباب)
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن
جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمرنا سر في سر وسر مستسر وسر لا يفيد الا سر
وسر على سر وسر مقنع بسر.
(2) حدثنا محمد بن أحمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي قال حدثني
أحمد بن محمد عن أبي اليسر قال حدثني زيد بن المعدل عن أبان بن عثمان قال قال
أبو جعفر عليه السلام ان أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله.
(3) وروى عن أبان بن عثمان قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان أمرنا هذا مستور مقنع
بالميثاق ومن هتكه أذلة الله.
48

(4) وروى عن ابن أبي محبوب عن مرازم قال قال أبو عبد الله ع ان أمرنا هو الحق
وحق الحق وهو الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر المستسر وسر
مقنع بالسر.
(5) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قرأت عليه آية الخمس
فقال ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا ثم قال لقد (1) يسر الله على المؤمنين
انه رزقهم خمسة (2) دراهم وجعلوا لربهم واحدا واكلوا أربعة حلالا (3) ثم قال هذا
من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر عليه الا ممتحن قلبه للايمان.
13 - باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام انهم الهادون يهدون
إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (4) قال رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر
وفى كل زمان منا هاديا يديهم إلى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعد على ثم الأوصياء
واحدا بعد واحد.
(2) وعنه عن الحسين عن أحمد بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي مريم
عن عبد الله بن عطا قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام (5) يقول في هذه الآية إنما أنت منذر

(1) والله، بدله في نسخة البحار.
(2) أرزاقهم بخمسة دراهم جعلوا، هكذا في نسخة البحار.
(3) احلاء، بدله في البحار.
(4) الآية (7) الرعد.
(5) أبا جعفر ع، في نسخة البحار.
49

ولكل قوم هاد (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر وبعلي يهتدى المهتدون.
(3) علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن
محمد بن مروان عن نجم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إنما أنت منذر ولكل قوم هاد
قال المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله والهادي علي عليه السلام.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن عمرو بن عثمن عن المفضل عن جابر عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم هاد قال رسول الله المنذر
وعلي عليه السلام الهادي.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن خالد عن أيوب بن الحر عن أبي
جعفر عليه السلام والنضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم هاد قال رسول الله المنذر
وعلى الهادي.
(6) وعنه عن الحسين عن النضر بن سويد وفضالة عن موسى بن بكر عن الفضيل
قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد قال كل
امام هاد للقرن الذي هو فيهم.
(7) وعنه عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور بن حازم عن عبد الرحمن
القصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر وعلى الهادي والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة.
(8) أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة
الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطهور فلما فرغ اخذ
بيد على (2) فالزمها يده (3) ثم قال إنما أنت منذر ثم ضم يده (4) إلى صدره قال و

(1) الآية (7) الرعد
(2) هذه الزيادة، ابن أبي طالب، في نسخة البحار.
(3) فالتزمها بيده، كذا في البحار.
(4) يد على ابن أبي طالب، كذا في البحار.
50

لكل قوم هاد ثم قال يا علي أنت أصل الدين ومنار الايمان وغاية الهدى وقائد الغر
المحجلين اشهد لك بذلك.
(9) حدثنا علي بن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن
محمد بن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير على أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له إنما أنت
منذر ولكل قوم هاد فقال رسول الله المنذر وعلى الهادي يا أبا محمد فهل منا هاد اليوم
قلت بلى جعلت فداك ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى رفعت إليك فقال رحمك الله
يا أبا محمد ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات
الكتاب ولكنه حي جرى (2) فيمن بقي كما جرى فيمن مضى.
14 - باب (في الأئمة انهم الصادقون)
(1) حدثنا الحسين بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عايذ عن ابن
أذينة عن بريد العجلي قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (3) قال إيانا عنى.
(2) وعنه عن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن محمد قال سئلت الرضا
عليه السلام عن قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال الصادقون
الأئمة الصديقون بطاعتهم.

(1) الآية (7) الرعد.
(2) هي تجرى، هكذا في نسخة تفسير البرهان.
(3) الآية (119) التوبة.
51

15 - باب (فيه الفرق بين أئمة العدل من آل محمد عليهم
السلام وأئمة الجور من غيرهم بتفسير رسول الله ص والأئمة)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن
طلحة بن زيد ومحمد بن عبد الجبار بغير هذا الاسناد يرفعه إلى طلحة بن زيد عن
أبي عبد الله عليه السلام قال قرأت في كتاب أبى الأئمة في كتاب الله امامان امام الهدى وامام
الضلال (1) فاما الأئمة (2) الهدى فيقدمون امر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم
واما أئمة الضلال فإنهم يقدمون أمرهم قبل امر الله وحكمهم قبل حكم الله اتباعا لأهوائهم
وخلافا لما في الكتاب.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الحسين بن علي عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد
عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال قال الأئمة في كتاب الله امامان قال الله تبارك و
تعالى وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا (3) لا بأمر الناس يقدمون امر الله قبل أمرهم وحكم
الله قبل حكمهم وقال وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار (4) يقدمون أمرهم قبل امر الله و
حكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في كتاب الله.
(3) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن صفوان ابن يحيى عن الحسين
بن أبي العلا عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الدنيا لا تكون الا و
فيها امامان بر وفاجر فالبر الذي قال الله وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا واما الفاجر فالذي
قال الله وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون.

(1) امام هدى وامام ضلال، هكذا في البحار.
(2) أئمة، بدله في البحار.
(3) الآية (73) الأنبياء
(4) الآية (41) القصص
52

(4) حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام قال لا يصلح الناس الا امام عادل وامام فاجر ان الله عز وجل يقول وجعلناهم
أئمة يهدون بأمرنا وقال وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان الأعمى (1)
عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال الأئمة من قريش أبرارها أئمة أبرارها وفجارها.
أئمة فجارها ثم تلا هذه الآية وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون.
16 - باب (فيه معرفة أئمة الهدى من أئمة الضلال وانهم الجبت
والطاغوت والفواحش)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر
عن أبي عبد الله قال لما نزلت هذه الآية يوم ندعو كل أناس بامامهم قال فقال المسلمون
يا رسول الله صلى الله عليه وآله الست امام الناس كلهم أجمعين فقال انا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الناس أجمعين
ولكن سيكون بعدي (2) أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون
ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم الا ومن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى ومعي
وسيلقاني الا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معي وانا منه برئ.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن الحسين بن سعيد عن أبي
وهب عن محمد بن منصور قال سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى إنما
حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن (3) فقال إن القرآن له ظهر وبطن فجميع
ما حرم في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل من الكتاب

(1) الأعمش، بدله في البحار.
(2) من بعدي هكذا في نسخة تفسير البرهان
(3) الآية (33) الأعراف.
53

وهو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
يؤمنون بالجبت والطاغوت (1) فلان وفلان ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين
آمنوا سبيلا (2) يقولون لائمة الضلال والدعاة إلى النار هؤلاء اهدى من آل محمد وأوليائهم
سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك (3)
يعنى الامام والخلافة فإذا لا يؤتون الناس نقيرا عن (4) الناس الذين عنى الله.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن منصور قال سألته
عن قول الله تعالى وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آباءنا والله أمرنا بها قل ان الله لا
يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (6) فقال أرأيت أحدا يزعم أن الله امر (7)
بالزنا وشرب الخمر (8) أو بشئ من هذه المحارم فقلت لا فقال ما (9) هذه الفاحشة التي
يدعون ان الله امر بها (10) فقلت الله أعلم ووليه (11) قال فان هذه في أئمة الجور ادعوا
ان الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمر الله بالايتمام بهم فرد الله ذلك عليهم وأخبرنا انهم
قد قالوا عليه الكذب فسمى الله (11) منهم فاحشة.

(1) الآية (53) النساء.
(2) الآية (53) النساء.
(3) الآية (53) النساء.
(4) وفى نسخة نحن الناس.
(5) الآية (28) الأعراف.
(6) أمرنا، بدله في تفسير البرهان.
(7) وشرب الخمور وشئ من المحارم، هكذا في تفسير البرهان.
(8) فما، في نسخة البرهان.
(9) أمرنا بها، هكذا في نسخة البرهان.
(10) ورسوله، بدله في تفسير البرهان.
(11) فسمى الله ذلك، هكذا في تفسير البرهان.
54

17 - باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام وان الله تعالى أوجب
طاعتهم ومودتهم وهم المحسودون على ما آتاهم الله من فضله)
(1) محمد بن عيسى عن رجل عن هشام بن الحكم قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أم
يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة و
اتيناهم ملكا عظيما (1) ما ذلك الملك العظيم قال فرض الطاعة ومن ذلك طاعة جهنم
لهم يوم القيمة يا هشام.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين
بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى أم يحسدون الناس على ما
آتاهم الله من فضله فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما قال الطاعة
المفروضة.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله تعالى أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله قال نحن المحسودون.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد وفضالة بن أيوب
عن أبان بن عثمان عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال يا أبا الصباح نحن
الناس المحسودون وأشار بيده إلى صدره.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن
عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى أم يحسدون
الناس على ما اتاهم الله من فضله فنحن الناس المحسودون على ما اتانا الله الإمامة دون
خلق الله (2)

(1) الآية (54) النساء
(2) زيادة في نسخة البحار، جميعا.
55

(6) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن
أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى فقد اتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف
يقرون في آل إبراهيم وينكرون في آل محمد صلى الله عليه وآله قلت فما معنى قوله واتيناهم ملكا عظيما
قال الملك العظيم ان جعل فيهم أئمة من أطاعهم (1) أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو
الملك العظيم.
(7)
حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن يحيى الحلبي عن محمد
الأحول عن عمران قال قلت له قول الله تبارك وتعالى فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب فقال
النبوة فقلت والحكمة قال الفهم والقضاء قلت له قول الله تبارك وتعالى واتيناهم ملكا
عظيما قال الطاعة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن صفوان عن ابن مسكان عن الحجر عن حمران
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (2)
قال هم الأئمة. (9) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر وعلي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية أم يحسدون
الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا
عظيما قال نحن والله الناس الذين قال الله تبارك وتعالى ونحن والله المحسودون ونحن
أهل هذا الملك الذي يعود إلينا.

(1) وفى نسخة اطاعتهم.
(2) الآية (181) الأعراف.
56

18 - باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام وان الله قرنهم بنبيه في
السؤال فقال وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي
عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف
تسئلون (1) قال الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف
تسئلون قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته المسؤولون وهو أولوا الذكر.
(3) حدثنا عباد بن سليمة عن سعيد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام في قول الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال نحن هم.
(4) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن
يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى وانه لذكر لك ولقومك و
سوف تسئلون من هم قال نحن.
(5) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمرو بن يزيد قال قال
أبو جعفر عليه السلام وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته
أهل الذكر وهم المسؤولون.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال
الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون.

(1) الآية (44) الزخرف.
(2) الآية (44) الزخرف.
57

(7) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمرو بن يزيد قال
أبو جعفر عليه السلام في قوله وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وأهل بيته أهل الذكر وهم المسؤولون.
(8) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد عن معاوية
قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون
قال إنما عنانا بها نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
19 - باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام انهم أهل الذكر الذين
امر الله بسؤالهم والامر إليهم ان شاؤوا أجابوا وان شاؤوا لم يجيبوا)
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي
بكر الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال
جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني مسألة واحدة منها قال ولا واحدة
يا ورد قال بلى قد حضرني واحدة قال وما هي قال قول الله تبارك وتعالى فسئلوا أهل
الذكر ان كنتم لا تعلمون (1) قال يا ورد أمركم الله تبارك وتعالى ان تسئلونا ولنا ان شئنا
أجبناكم وان شئنا لم نجبكم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال سمعته يقول قال علي بن الحسين عليه السلام على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم
وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله ان يسئلونا فقال فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم
لا تعلمون فأمرهم ان يسئلونا وليس علينا الجواب ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرضا عليه السلام

(1) الآية (43) النحل و (7) الأنبياء.
58

كتابا فكان في بعض ما كتب إليه قال الله عز وجل فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا
تعلمون وقال الله وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا
في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (1) فقد فرضت عليكم المسألة
ولم يفرض علينا الجواب قال الله عز وجل فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون
أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله (2).
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سئلت أبا عبد
الله عليه السلام عن قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من هم قال نحن
قال قلت علينا ان نسئلكم قال نعم قلت عليكم ان تجيبونا قال ذلك إلينا.
(5) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
من هم قال نحن قلت فمن المأمورون بالمسألة قال أنتم قال قلت فانا نسئلك كما أمرنا
وقد ظننت انه لا يمنع منى إذا اتيته من هذا الوجه قال فقال إنما أمرتم ان تسئلونا و
ليس لكم علينا الجواب إنما ذلك إلينا.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال
سئلت أبا عبد الله عن قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من هم قال
نحن هم قال قلت علينا ان نسئلكم قال نعم قلت فعليكم ان تجيبونا قال ذاك إلينا.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن معلى بن أبي عثمان عن معلى بن
خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
قال هم آل محمد فعلى الناس ان يسئلوهم وليس عليهم ان يجيبوا ذلك إليهم ان شاؤوا
أجابوا وان شاؤوا لم يجيبوا.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن زرارة

(1) الآية (122) التوبة
(2) الآية (50) القصص
59

عن أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام قال
قلت يكون الامام يسئل عن الحلال والحرام ولا يكون عنده فيه شئ قال لا قال الله تعالى
فاسئلوا أهل الذكر هم الأئمة ان كنتم لا تعلمون قلت من هم قال نحن قلت فمن
المأمور بالمسألة قال أنتم قلت فانا نسئلك وقد رمت انه لا يمنع منى إذا اتيته من هذه (1)
الوجه فقال إنما أمرتم ان تسئلوا وليس علينا الجواب إنما ذلك إلينا.
(9) حدثنا السندي بن محمد عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال نحن أهل
الذكر ونحن المسؤولون.
(10) حدثنا محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار عن الحسين بن علي بن
فضال عن ثعلبة عن بعض أصحابنا عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته
هم أهل الذكر وهم الأئمة.
(11) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر ان
كنتم لا تعلمون قال الذكر محمد صلى الله عليه وآله ونحن أهله ونحن المسؤولون.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
قال نحن هم.
(13) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن محمد بن
مروان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
قال رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة هم أهل الذكر وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال

(1) هذا، في نسخة البحار.
60

نحن قومه ونحن المسؤولون.
(14) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر
بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت قول الله عز وجل فاسئلوا أهل
الذكر ان كنتم لا تعملون قال الذكر القرآن ونحن المسؤولون.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن أبي عثمان عن
المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم
لا تعلمون قال هم آل محمد فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال هي في أهل الكتاب قال
فلعنه وكذبه.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الله بن مسكان عن بكير عمن رواه عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال نحن قلت نحن
المأمورون ان نسئلكم قال نعم وذاك إلينا ان شئنا أجبنا وان شئنا لم نجب.
(17) حدثنا السندي بن محمد عن علا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
قال قلت له ان من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا
تعلمون انهم اليهود والنصارى قال إذا يدعونهم إلى دينهم ثم أشار بيده إلى صدره فقال
نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
(18) حدثنا أحمد بن الحسن عن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقه
عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قوله الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر
ان كنتم لا تعلمون قال هم آل محمد الا وانا منهم.
(19) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن إسماعيل
بن جابر وعبد الكريم عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال كتاب الله الذكر وأهله آل محمد
الذين امر الله بسئوالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال وسمى الله القرآن ذكرا فقال وأنزلنا إليك الذكر
61

لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (1).
(20) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال قال الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر وهم الأئمة ان كنتم لا تعلمون
فعليهم ان يسئلوهم وليس عليهم ان يجيبوهم ان شاؤوا أجابوا وان شاؤوا لم يجيبوا.
(21) وعنه بهذا الاسناد قال سألته عن قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم
لا تعلمون من هم قال نحن هم.
(22) حدثنا السندي بن محمد بن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال الذكر القرآن و
آل رسول الله صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسؤولون.
(23) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن
عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى فاسئلوا أهل الذكر ان
كنتم لا تعلمون قال الذكر القرآن وآل رسول الله صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسؤولون.
(24) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي داود المسترق عن ثعلبة بن
ميمون عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله تبارك وتعالى فاسئلوا أهل الذكر ان
كنتم لا تعلمون من المعنى بذلك قال قلت فأنتم المسؤولون قال نعم قال قلت ونحن
السائلون قال نعم قلت فعلينا ان نسئلكم قال نعم قلت وعليكم ان تجيبونا قال
لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك
بغير حساب
(25) حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة بن
ميمون عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله تبارك وتعالى فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
من المعنى بذلك قال نحن قال قلت فأنتم المسؤولون قال نعم قال قلت ونحن السائلون قال نعم قال قلت.

(1) الآية (44) النحل.
62

فعلينا ان نسئلكم قال نعم وعليكم ان تجيبونا قال لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان
شئنا لم نفعل ثم هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب.
(26)
حدثنا محمد بن جعفر بن بشير عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان في
قوله فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته من الأئمة
هم أهل الذكر.
(27) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن بريد عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال الذكر القرآن و
نحن أهله
(28) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشا عن أبي
الحسن عليه السلام قال على الأئمة من الفرايض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا
أمرهم الله ان يسئلونا فقال فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فأمرهم ان يسئلونا و
ليس علينا الجواب ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.
20 - باب (في الأئمة ع يكون عندهم الحلال والحرام في
الأحوال كلها ولكن لا يجيبون)
(1) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت
يكون الامام يسئل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شئ قال لا ولكن قد يكون
عنده ولا يجيب.
(2) حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان النوفلي عن محمد بن عبد الرحمن
الأسدي والحسن بن صالح قال اتاه رجل من الواقفة واخذ بلجام دابته وقال إني
أريد ان أسئلك فقال إذا لا أجيبك فقال ولم لا تجيبني قال لان
63

ذلك (1) إلى أن شئت أجبتك وان شئت لم أجبك.
(3) أحمد بن محمد عن أبي عبد الله النوفلي عن القاسم عن جابر قال سئلت أبا جعفر
عليه السلام عن مسألة أو سئل عنها فقال إذا لقيت موسى فاسئله عنها قال قلت أولا تعلمها قال بلى قلت
فأخبرني بها قال لم يؤذن لي في ذلك.
(4) عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى قال قالت لأبي الحسن
عليه السلام يكون الامام في حال يسئل عن الحلال والحرام والذي يحتاج الناس إليه فلا يكون
عنده شئ قال لا ولكن قد يكون عنده ولا يجيب.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم قال سئلت
أبا الحسن عليه السلام عن الامام هل يسئل عن شئ من الحلال والحرام والذي يحتاج
الناس ولا يكون فيه شئ قال ولا ولكن يكون عنده ولا يجيب ذاك إلى أن شاء أجاب وان
شاء لم يجب.
21 - باب (في الأئمة عليهم السلام انهم الذين قال الله فيهم انهم
أورثهم الكتاب وانهم السابقون بالخيرات)
(1) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبي
سلام المرعشي عن سورة بن كليب قال سئلت أبا جعفر عليه السلام (2) عن قول الله تعالى ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات
بإذن الله قال السابق بالخيرات الامام.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن

(1) ذاك، كذا في نسخة البحار.
(2) أبا عبد الله ع، بدله في نسخة البرهان.
64

قول الله تبارك وتعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال السابق بالخيرات الامام.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام ان
قال في هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية قال السابق بالخيرات
الامام فهي في ولد على وفاطمة عليهم السلام.
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار قال حدثنا صفوان بن يحيى عن يونس وهشام
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سئلته عن قوله الله عز وجل ثم أورثنا الكتاب
الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال
الامام.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور برزج (1) عن سليمان
بن خالد قال سئلت أبا عبد الله عن قول الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال الامام.
(6) حدثنا محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن سليمان
بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال السابق
بالخيرات الامام.
(7) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال إيانا عنى السابق
بالخيرات الامام.
(8) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بكير بن أعين و

(1) معرب بزرك بالفارسية.
65

فضيل وبريد وزرارة عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا قال السابق الامام.
(9) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن ابن أذينة عن عبد الله بن
بكير عن ميسر قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا الآية قال السابق بالخيرات الامام.
(10) حدثنا سلمة عن الحسين بن موسى الأصم عن الحسين بن عمر قال قلت
له ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إلى قوله ومنهم سابق بالخيرات
قال الامام.
(11) حدثنا سلمة بن الخطاب قال حدثنا أبو عمران الأرمني عن أبي السلام
عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا قال فينا نزلت والسابق بالخيرات الامام.
(12) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقه
عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال
قال هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الامام
(13) حدثنا عباد بن سليمان عن سعيد بن سعد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام في قول الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية قال السابق
بالخيرات هو الامام.
(14) حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن
سليمان بن خالد قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ثم أورثنا الكتاب
الذين اصطفينا من عبادنا الخ قال السابق بالخيرات هو الامام.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور
عن عبد المؤمن الأنصاري عن سالم الأشل وكان إذا قدم المدينة لا يرجع حتى يلقى أبا
66

جعفر عليه السلام قال فخرج إلى الكوفة قلنا يا سالم ما جئت به قال جئتكم بخير الدنيا و
الآخرة سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
الآية قال السابق بالخيرات هو الامام. (1)
(نادر من الباب) (1) رواه محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي
الحسن الأول عليه السلام قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث من النبيين
كلهم قال لي نعم قلت من لدن آدم ان انتهت (2) إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا الا
وكان محمد صلى الله عليه وآله اعلم منه قال قلت إن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله قال
صدقت قلت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على
هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره فقال مالي
لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين وغضب عليه فقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو
ليأتيني بسلطان مبين وإنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طير فقد
أعطى ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين والمردة له طائعين
ولم يكن له يعرف الماء تحت الهوا فكان الطير يعرفه ان الله وتعالى يقول في كتابه
ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا (3)
وقد ورثنا هذا القرآن ففيه ما يقطع به الجبال ويقطع المداين (4) به ويحيى به الموتى
ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر إلى أن يأذن الله

(1) هم الأئمة، هكذا في البحار
(2) حتى انتهى، هكذا في البحار.
(3) الآية (31) الرعد.
(4) البلدان، كذا في البحار.
67

به مع ما فيه (1) اذن الله فما كتبه للماضين جعله الله في أم الكتاب ان الله يقول في كتابة
مامن غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين (2) ثم قال ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا (3) فنحن الذين اصطفينا الله فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ.
22 - باب (في الأئمة عليهم السلام وما قال فيهم رسول الله ص
بان الله أعطاهم فهمي وعلمي)
(1) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن سعد بن طريف عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل
الجنة التي وعدني ربى جنة عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربى بيده ثم قال له
كن فكان فليتول عليا من بعدي والأوصياء من ذريتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وأيم الله
ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي.
(2) محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن أبي عبد الله الحذاء عن سعد بن طريف
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي (4) ويدخل
جنة ربى جنة عدن قضيب من قضبانه غرسه ربى بيده فقال له كن فكان فليتول عليا و
الأوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فإنهم الهداة المرضيون أعطاهم فهمي وعلمي وهم عترتي
من دمى ولحمي أشكوا إلى الله عدوهم من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي
والله ليقتلن ابني ولا ينالهم الله (5) شفاعتي.

(1) قد، في نسخة البحار.
(2) الآية (75) النمل.
(3) الآية (32) الفاطر (الملائكة).
(4) ميتتي، في نسخة.
(5) أنالهم كذا في نسخة البحار.
68

(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله جبلة عن إبراهيم
بن مهزم الأسدي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان أهل بيتي الهداة
بعدي أعطاهم الله فهمي وعلمي وخلقوا من طينتي فويل للمنكرين حقهم من بعدي القاطعين
فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي حمزة الثمالي
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول صلى الله عليه وآله من سر ان يحيى حياتي ويموت مماتي و
يدخل جنة ربى جنة عدن منزلي قضيب من قضبانها غرسها الله ربى فليتول عليا
والأئمة من بعده فإنهم أئمة الهدى أعطاهم الله فهما وعلما فهم عترتي من لحمي و
دمى إلى الله أشكو من عاداهم من أمتي والله ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن سالم عن
أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أراد ان يحيى حياتي
ويموت مماتي ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسها بيده فليتول عليا وليتول وليه وليعاد
عدوه وليأتم بالأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي ودمي أعطاهم الله فهمي وعلمي إلى
الله أشكو من أمتي المنكرين لفضائلهم القاطعين فيهم صلتي وأيم الله ليقتلن ابني لا أنالهم
الله شفاعتي.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
عبد القاهر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره ان يحيى
حياتي ويموت ميتتي (1) ويدخل جنة عدن قضيب غرسه ربى فليتول عليا وأوصيائه من بعدي
فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ولا تعلموهم فإنهم اعلم
منكم وانى سئلت ربى ان لا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا على الحوض معي هكذا
وضم بين إصبعيه وعرضه ما بين صنعاء إلى إبله (2) فيه قدحان فضة وذهبا عدد النجوم.

(1) وفى نسخة، مماتي.
(2) وفى نسخة ايله وفى الأخرى أب.
69

(7) حدثنا محمد بن الحسن عن يزيد بن شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الرحمن
عن سعد الإسكاف عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله من سره ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة ربى التي وعدني جنة
عدن منزلي قضيب من قضبانه غرسه ربى تبارك وتعالى بيده فقال له كن فكان فليتول
علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من ذريته انهم الأئمة من بعدي هم عترتي من لحمي
ودمي رزقهم الله فضلي وعلمي وويل للمنكرين فضلهم من أمتي القاطعين صلتي والله ليقتلن
ابني لا أنالهم الله شفاعتي.
(8) حدثنا محمد بن الحسين وعبد الله بن محمد جميعا عن الحسن بن محبوب بن
العلا بن رزين عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اما والله ان في أهل
بيتي من عترتي لهداة مهتدين من بعدي يعطهم علمي وفهمي وحلمي وخلقي وطينتهم من
من طينتي الطاهرة وويل للمنكرين لحقهم المكذبين لهم من بعدي القاطعين فيهم صلتي
المستولين عليه والاخذين منهم حقهم الا فلا أنالهم الله شفاعتي.
(9) حدثنا السندي بن محمد عن صفوان عن عبد الله بن سعد الإسكاف عن حريز عن
محمد بن عمر بن الحسن عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره ان يحيى حياتي و
يموت ميتتي ويدخل الجنة لي وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن
فكان فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام من بعدي والأوصياء من ذريتي فإنهم لا يخرجونكم
من هدى ولا يعيدونكم في ردى ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي
المعزا عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وآله من أراد ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسها
ربى بيده فليتول علي بن أبي طالب وليتول وليه وليعاد عدوه وليسلم الأوصياء من بعده
فإنهم عترتي من لحمي ودمي أعطاهم الله فهمي وعلمي إلى الله أشكو من أمتي المنكرين
70

لفضلهم والقاطعين (1) صلتي وأيم الله ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي.
(11) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي
العلاء الخفاف عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن
التي وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول
علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من بعده فإنهم لا يخرجونكم من الهدى ولا يدخلونكم
في ضلالة.
(12) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن
محمد بن ميمون مثله.
(13) حدثنا محمد بن يعلى الأسلم عن عمار بن رزين (2) عن أبي إسحاق عن
زياد بن مطرف قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أراد ان يحيى حياتي ويموت مماتي (3)
ويدخل الجنة التي وعدني ربى وهو قضيب من قضبانه غرسه بيده وهي جنة الخلد
فليتول عليا وذريته من بعده فإنهم لن يخرجوه من باب هدى ولن يدخلوه في
باب ضلال.
(14) حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الله بن محمد الحجال عن داود بن أبي يزيد
عن أحدهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل
جنة ربى جنة عدن غرسها بيده فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من بعده
فإنهم لحمي ودمي أعطاهم الله فهمي وعلمي.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن يسار عن أبي
الحسن بن (4) الرضا عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يحيى حياتي ويموت

(1) بزيادة: لفظة، فيهم، في نسخة البحار.
(2) عمارة بن رزين، في نسخة البحار والأصح انه عمار بن رزيق كما في جامع الرواة.
(3) ميتتي، كذا في البحار.
(4) يحتمل قويا كون لفظة بن زائدة والنسخ هكذا.
71

مماتي ويدخل جنة عدن التي وعدني ربى قضيب من قضبانه غرسه بيده ثم قال له كن
فكان فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من بعده فإنهم لا يخرجونكم من هدى
ولا يدخلونكم في ضلالة.
(16) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي
هاشم مثله.
(17) حدثنا سلام ابن أبي عمرة الخراساني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله
عليه السلام عن أبيه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أراد ان يحيى حياتي ويموت مماتي (1) ويدخل جنة ربى جنة عدن غرسه ربى فليتول علي بن أبي طالب وليعاد عدوه و
ليأتم بالأوصياء من بعده فإنهم أئمة الهدى من بعدي أعطاهم الله فهمي وعلمي وهم عترتي
من لحمي ودمي إلى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي وأيم الله
ليقتلن ابني يعنى الحسن لا أنالهم الله شفاعتي.
(18) حدثنا محمد بن الحسين عمن رواه عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم
عن إبراهيم بن يحيى المدني عن أبيه عن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي وعدني ربى
قضيب من قضبانه (2) غرسه بيده ثم قال له كن فكان فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام
والأوصياء من (3) ذريتي فإنهم لن يدخلوكم في باب ضلال ولن يخرجوكم من باب هدى
ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم.

(1) ميتتي، كذا في نسخة البحار
(2) قضبانها، كذا في البحار.
(3) بزيادة لفظة (بعده)، في نسخة البحار.
72

23 - (باب امر النبي ص بالايمان بعلى ع والأئمة من
بعده وما أعطوا من العلم والتسليم لهم عليهم السلام)
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن محمد
بن القطبي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول الناس غفلوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي
يوم غدير خم كما غفلوا يوم مشربة أم إبراهيم اتاه الناس يعودونه فجاء علي عليه السلام
ليدنو من رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجد مكانا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله انهم لا يوسعون
لعلى عليه السلام نادى يا معشر الناس فرجوا لعلى ثم اخذ بيده فقعده معه على فراشه
ثم قال يا معشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وانا حي بين ظهرانيكم واما الله لئن
غبت عنكم فان الله لا يغيب عنكم ان الروح والراحة والرضوان والبشر والبشارة و
الحب والمحبة لمن ائتم بعلى وولايته وسلم له وللأوصياء من بعده حقا لأدخلنهم
في شفاعتي لأنهم اتباعي ومن تبعني فإنه منى مثل جرى في من اتبع إبراهيم لأني
من إبراهيم وإبراهيم منى دينه ديني وسنة سنتي وفضله من فضلي وان أفضل منه وفضلي
له فضل تصديق قولي تعالى ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم وكان رسول
الله صلى الله عليه وآله وثبت قدم في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس في مرضه
قال هذا.
(2) حدثنا عبد الله بن محمد عن موسى بن القسم عن جعفر بن محمد بن سماعة عن
عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
خذوا بحجزة هذا الأنزع يعنى عليا فإنه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق
والباطل من أحبه هداه الله ومن أبغضه أضله الله ومن تخلف عنه محقه الله ومنه سبطا
أمتي الحسن والحسين هما ابناي ومن الحسين أئمة الهدى (1) أعطاهم الله فهمي و

(1) هداة، هكذا في البحار.
73

علمي فاحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب
من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى وما الحياة الدنيا الا متاع
الغرور.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن
أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تبارك وتعالى
يقول إن من استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية على واختار
ولاية من والى أعدائه وأنكر فضله وفضل الأوصياء من بعده فان فضلك فضلهم وحقك
حقهم وطاعتك طاعتهم ومعصيتك معصيتهم وهم الأئمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك
وروحهم جرى فيك من ربك وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك قد اجرى الله فيهم
سنتك وسنة الأنبياء قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك حقا على لقد اصطفيتهم و
انتجبتهم وأخلصتهم وارتضيتهم ونجى من أحبهم ووالاهم وسلم بفضلهم (1) ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وآله ولقد اتاني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبائهم والمسلمين لفضلهم.
24 - باب في الأئمة ع انهم هم الذين قال الله تعالى انهم يعلمون
وأعدائهم الذين لا يعلمون وشيعتهم أولو الألباب
(1) حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد
عن القسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل قل هل يستوى
الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب (2) فقال نحن الذين نعلم و
عدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولو الألباب.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال قلت

(1) لفضلهم، في نسخة البحار.
(2) الآية (9) الزمر.
74

لأبي عبد الله عليه السلام هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب
قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا الذين أولو الألباب.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط قال كنت
عند أبي عبد الله فسأله رجل من أهل هيت فقال جعلت فداك قول الله تعالى هل يستوى الذين
يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب فقال نحن الذين نعلم وعدونا الذين
لا يعلمون وأولو الألباب شيعتنا.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد عن علي
عن أبي بصير قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى هل يستوى الذين يعلمون
والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا
يعلمون وشيعتنا أولو الألباب.
(5) حدثنا الحسن بن علي بن عن العباس بن عامر بن أسباط بن سالم قال كنت عند أبي
عبد الله فسئله رجل عن قول الله تعالى هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون الآية
ذكر مثل أول الحديث.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي بصير عنه عليه السلام
في قول الله تعالى هل يستوى الذين يعلمون الآية وذكر مثله.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القسم بن محمد عن علي عن أبي
بصير قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى هل يستوى الذين يعلمون والذين
لا يعلمون الآية قال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا الألباب
(8) حدثنا بعض أصحابنا عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن
محمد عن عبد الله بن عميد قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى هل يستوى الذين
يعلمون والذين لا يعلمون فذكر مثله.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري
75

عن سعد عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى هل يستوى
الذين يعلمون والذين لا يعلمون فذكر مثله.
تم الجزء الأول من كتاب بصائر الدرجات ويتلوه الجزء الثاني منه.
" الجزء الثاني "
(1) باب في الأئمة عليهم السلام انهم معدن العلم وشجرة
النبوة ومفاتيح الحكمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة
صلوات الله عليهم
(1) قال حدثنا أبو القسم حمزة بن القسم بن العباس قال حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن
المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن حميد بن أبي معاذ (1) من أهل البصرة عن
جرير عن الضحاك بن مزاحم الخراساني قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا أهل البيت أهل بيت
الرحمة وشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم.
(2) حدثني العباس بن معروف قال حدثنا حماد بن عيسى عن ربعي عن الجارود
وهو أبو المنذر قال دخلت مع أبي على علي بن الحسين بن علي عليه السلام فقال علي بن
الحسين ما تنقم الناس منا نحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة ومعدن

(1) حميد بن معاذ، هكذا في البحار.
76

العلم ومختلف الملائكة.
(3) حدثنا يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم الجريري ومحمد بن حسان قالا أخبرنا
أبو عمران الأرمني وهو موسى بن زنجويه عن عائذ بن إسماعيل عمن حدثه عن خيثمة
عن أبي جعفر عليه السلام قال نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم
وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله
الأكبر ونحن عهد الله فمن وفا بذمتنا فقد وفا بذمة الله، ومن وفا بعهدنا فقد وفا بعهد الله و
من خفرنا فقد خفر ذمة الله وعهده.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين قال حدثني بعض أصحاب
الأعمش عن الأعمش رفع الحديث إلى أبي ذر (ره) قال لما اختلف الناس بعد رسول الله
صلى الله عليه وآله قال أبو ذر أهل بيت نبيكم هم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة
وبيت الرحمة ومعدن العلم.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن سلمان بن
جعفر عن عبد الأعلى بن تميم بذكره عن الفضيل بن يسار قال أبو جعفر عليه السلام يا فضيل
ما ينقم الناس منا فوالله انا لشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت
الرحمة ومعدن العلم.
(6) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب قال حدثنا أصحابنا
عن خيثمة الجعفي قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا خيثمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة
ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن
وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفا بذمتنا فقد
وفا بذمة الله ومن وفى بعهدنا فقد وفا بعهد الله ومن خفرها فقد خفر (1) ذمة الله
وعهده.

(1) خفر بالعهد وعليه وبالفاء خفرا كنصر = أي نقض عهده وغدره.
77

(7) حدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي
زياد السكوني عن جعفر عليه السلام عن أبيه عن علي عليه السلام قال انا أهل بيت شجرة النبوة
وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرأفة ومعدن العلم.
(8) حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل العلوي قال حدثنا الحسن بن
عمرو العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله انا أهل بيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة
ومعدن العلم.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن إسماعيل بن عمران عن حماد عن ربعي عبد الله
بن الجارود عن جده الجارود قال دخلت مع أبي على علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام فقال ما ينقم الناس منا فنحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة
ومختلف الملائكة ومعدن العلم.
(2) باب في الأئمة عليهم السلام وان مثلهم مثل شجرة
التي ذكر الله تعالى فيهم وفى علمهم
(1) حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عن قول الله تعالى شجرة طيبة أصلها
ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها (1) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
انا أصلها وعلى فرعها والأئمة أغصانها وعلمنا ثمرها وشيعتنا ورقها يا أبا حمزة هل ترى فيها
فضلا قال قلت لا والله لا أرى فيها قال فقال يا أبا حمزة والله ان المولود يولد من شيعتنا
فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة منها.

(1) الآية (24، 25) إبراهيم.
78

(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير
قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
تؤتى أكلها كل حين باذن ربها فقال الشجرة رسول الله نسبه ثابت في بني هاشم وفرع
الشجرة على وعنصر الشجرة فاطمة وأغصانها الأئمة ورقها الشيعة وان الرجل منهم
ليموت فتسقط منها ورقة وان المولد منهم ليولد فتورق ورقة قال قلت له جعلت فداك
قوله تعالى تؤتى اكلها كل حين باذن ربها قال هو ما يخرج من الامام من الحلال والحرام
في كل سنة إلى شيعته
(3) حدثنا احمد عن الحسن بن محبوب عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير
قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال الشجرة رسول الله صلى الله عليه وآله نسبه ثابت في بني هاشم و
عنصر الشجرة فاطمة وفرع الشجرة على أمير المؤمنين وأغصان الشجرة وثمرها الأئمة
وورق الشجرة الشيعة وان المولود ليولد فتورق ورقة وان الرجل من الشيعة ليموت
فتسقط ورقة قال جعلت فداك تؤتى اكلها كل حين باذن ربها قال ما يفتى الأئمة شيعتهم
في كل حج وعمرة من الحلال والحرام.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه سيف عن عمر بن يزيد
بياع السابري قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى شجرة أصلها ثابت وفرعها
في السماء فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله والله جذرها وأمير المؤمنين فرعها والأئمة من ذريتها
أغصانها وعلم الأئمة ثمرها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل ترى فيها فضلا يا أبا جعفر
قال قلت لا والله فقال والله ان المؤمن يولد فيورق ورقة وان المؤمن ليموت فتسقط
ورقته.
79

(نادر من الباب)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن المفضل بن صالح عن محمد
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت
وفرعها في السماء قال النبي والأئمة هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها.
(1) حدثنا موسى بن جعفر قال وجدت بخط أبى رواية عن محمد بن عيسى الأشعري
عن محمد بن سليمان الديلمي مولى عبد الله عن سليمان قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول
الله تعالى سدرة المنتهى (1) وقوله أصلها ثابت وفرعها في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
والله جذرها وعلى ذروها وفاطمة فرعها والأئمة أغصانها وشيعتهم أوراقها قال قلت جعلت
فداك فما معنى المنتهى قال إليها والله انتهى الدين من لم يكن من الشجرة فليس بمؤمن
وليس لنا شيعة.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عبد الرحمن بن حماد
عن عمر بن يزيد قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى أصلها ثابت وفرعها في السماء
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والله جذرها (2) وأمير المؤمنين عليه السلام ذروها وفاطمة عليها السلام فرعها و
الأئمة من ذريتها أغصانها وعلم الأئمة ثمرها وشيعتهم ورقها فهل ترى فيهم فضلا فقلت
لا فقال والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة وانه ليولد فتورق ورقة
فيها فقلت قوله تؤتى أكلها كل حين باذن ربها فقال ما يخرج إلى الناس من علم الإمام
في كل حين يسئل عنه.

(1) الآية (14) النجم
(2) في نسخة، جذبها.
80

(3) باب في الأئمة انهم حجة الله وباب الله وولاة امر الله
ووجه الله الذي يؤتى منه وجنب الله وعين الله وخزنة
علمه جل جلاله وعم نواله
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن حمران عن
اسود بن سعيد قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام فانشاء يقول ابتداء من غير أن يسئل نحن
حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة
امر الله في عباده.
(2) حدثنا أحمد بن الحسين (1) قال أخبرنا أحمد بن بشر قال حدثنا حسان
الجمال قال حدثنا هاشم بن أبي عمار قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول انا عين الله
وانا يد الله وانا جنب الله وانا باب الله.
(3) أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد
الرحمن بن كثير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول نحن ولاة امر الله وخزنة علم الله
وعيبة وحى الله وأهل دين الله وعلينا نزل كتاب الله وبنا عبد الله ولولانا ما عرف الله و
نحن ورثة نبي الله وعترته.
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الله بن أبي
يعفور قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا ابن أبي يعفور ان الله تبارك وتعالى واحد متوحد
بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقا ففردهم لذلك الأمر فنحن هم يا بن أبي يعفور فنحن
حجج الله في عباده وشهداؤه في خلقه وامنائه وخزانه على علمه والداعون إلى سبيله و
القائمون بذلك فمن أطاعنا فقد أطاع الله

(1) محمد بن الحسين، هكذا في البحار.
81

(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القسم بن
يزيد عن مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا شجرة من جنب الله فمن
وصلنا وصله الله قال ثم تلا هذه الآية ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله
وان كنت لمن الساخرين (1).
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة
بن بزيع عن علي السائي سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام أبا الحسن الماضي (2) عن
قول الله عز وجل ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن
الساخرين قال جنب الله هو أمير المؤمنين وكذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان
المرفوع (3) إلى أن ينتهى الأمر إلى آخرهم والله أعلم بمن هو كائن بعده.
(7) حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله تبارك و
تعالى انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه وأمناؤه على وحيه وخزانة في ارضه وموضع
سره وعيبة علمه ثم أعطانا الشفاعة فنحن اذنه السامعة وعينه الناظرة ولسانه الناطق
باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي الربيع محمد المسلي عن
عبد الله بن سليمان قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل ان تقول نفس يا حسرتي
على ما فرطت في جنب الله قال علي عليه السلام جنب الله.
(9) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ما منزلتكم من ربكم قال حجته
على خلقه وبابه الذي يؤتى منه وامناؤه على سره وتراجمة وحيه.
(10) حدثنا عبد الله ابن عامر عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن

(1) الآية (56) الزمر.
(2) سئلت أبا الحسن، هكذا في تفسير البرهان.
(3) وفى نسخة الرفيع.
82

أبى عبد الله البصري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته
يقول نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن
أمناء الله ونحن حجة الله ونحن أركان الايمان ونحن دعائم الاسلام ونحن من رحمة الله
على خلقه ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى
ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للخلق (1)
من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله
ونحن الطريق وصراط الله المستقيم إلى الله ونحن من نعمة الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن
معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة ونحن
السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن
عز الاسلام (2) ونحن الجسور القناطر من مضى عليها (3) سبق و من تخلف عنها محق
ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا نزل (4) الرحمة وبنا تسقون الغيث ونحن الذين
بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا و اخذ بأمرنا فهو منا
والينا.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال
سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء
على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (5) قال نحن أمة الوسط ونحن شهداء الله
على خلقه وحجته (6) في ارضه.

(1) لأهل الدنيا، في نسخة.
(2) في نسخة، عرى الاسلام.
(3) في نسخة، علينا.
(4) تنزل، كذا في البحار.
(5) الآية (143) البقرة.
(6) حججه، هكذا في تفسير البرهان.
83

(12) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن
علي بن سويد عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قول الله تعالى يا حسرتي على ما فرطت في
جنب الله قال جنب الله أمير المؤمنين وكذلك من كان من بعده الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن
ينتهى الامر (1) إلى آخرهم.
(13) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إسماعيل النيشابوري عن أحمد بن
الحسن الكوفي عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبد الله الهاشمي عن عبد المزاحم بن
كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول انا علم الله وانا قلب الله
الواعي ولسان الله الناطق وعين الله الناظر وانا جنب الله وانا يد الله.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن الحلبي
عن عبد الله بن مسكان مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا شجرة من
جنب الله أو جذوة فمن وصلنا وصله الله.
(15) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الا تحدثني فيكم بحديث قال نحن ولاة امر الله
وورثة وحى الله وعترة نبي الله.
(16) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن علي عن الحسين بن سعيد عن علي
بن الصلت عن الحكم وإسماعيل عن بريد قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول بنا عبد الله وبنا
عرف الله وبنا وعد الله ومحمد صلى الله عليه وآله حجاب الله.
(4) باب في الأئمة من آل محمد عليهم السلام انهم وجه الله
الذي ذكره في الكتاب
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن علي بن

(1) إلى الأخير منهم والله أعلم بما هو كائن بعده، هكذا في البحار.
84

أبى حمزة عن سيف بن عميرة عن أبي بصير (1) عن الحرث بن المغيرة قال كنا عند أبي
عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن قول الله تعالى كل شئ هالك الا وجهه (2) فقال ما يقولون قلت
يقولون هلك (3) كل شئ الا وجهه فقال سبحان الله لقد قالوا عظيما إنما عنى كل
شئ هالك الا وجهه الذي يؤتى منه ونحن وجهه الذي يؤتى منه.
(2) حدثنا الحجال عن صالح بن سندي عن الحسين بن محبوب عن الأحول عن
سلام بن المستنير قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى كل شئ هالك الا وجهه
قال نحن والله وجهه الذي قال ولن يهلك يوم القيمة من اتى الله بما امر به من طاعتنا
وموالاتنا ذاك الوجه الذي كل شئ هالك الا وجهه ليس منا ميت يموت الا خلفه
عقبه منه إلى يوم القيمة.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن جليس له عن أبي حمزة
قال قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلني الله فداك اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى كل شئ
هالك الا وجه قال يا فلان فهلك (4) كل شئ ويبقى الوجه الله أعظم من أن يوصف
ولكن معناها كل شئ هالك الا دينه نحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في
عباد الله ما دام لله فيهم روية قلت وما الروية جعلني الله فداك قال حاجة فإذا لم يكن له
فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد عن علي بن أبي
المغيرة عن أبي سلام النحاس عن سورة بن كليب قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول
نحن المثاني الذي أعطاه الله (5) نبينا صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله في الأرض نتقلب بين

(1) رواه في تفسير البرهان باسقاط " أبي بصير "
(2) الآية (88) القصص. (3) يهلك، في تفسير البرهان.
(4) فيهلك، نسخة البحار.
(5) التي أعطاها، كذا في البحار.
85

أظهركم عرفنا عن عرفنا وجهلنا من جهلنا فمن جهلنا فامامه اليقين.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن منصور
عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن قول الله تعالى كل
شئ هالك الا وجهه قال يا فلان يهلك كل شئ ويبقى الوجه الله أعظم من أن
يوصف ولكن معناها كل شئ هالك الا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى
الله منه.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين عن بعض أصحابنا عن سيف بن عميرة عن
ابن المغيرة قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن قول الله تعالى كل شئ هالك
الا وجهه قال ما يقولون فيه قلت يقولون يهلك كل شئ الا وجه فقال يهلك كل شئ الا وجهه
الذي يؤتى منه ونحن وجه الله الذي يؤتى منه.
(5) باب في الأئمة عليهم السلام وانهم المثاني التي أعطى
النبي صلى الله عليه وآله
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القسم عن
هارون بن خارجة قال قال لي أبو الحسن عليه السلام نحن المثاني التي أوتيها رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن
وجه الله نتقلب بين أظهركم فمن عرفنا عرفنا ومن لم يعرفنا فامامه اليقين.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي سلام (1) عن بعض أصحابه
عن أبي جعفر عليه السلام قال نحن المثاني التي أعطى الله نبينا صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله نتقلب في
الأرض بين أظهركم.

(1) عن ابن سنان عن أبي سلام = هكذا في البحار ولعله سهو.
86

(6) باب ما خص الله به الأئمة من آل محمد ص عليهم أجمعين
وولاية الملائكة
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع والحسين بن سعيد
عن محمد بن الفضل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول والله
ان في السماء لسبعين (خ) صنفا (1) من الملائكة لو اجتمع عليهم أهل الأرض كلهم
يحصون عدد كل صنف منهم ما احصوهم وانهم ليدينون بولايتنا.
(2) وروى علي بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح عن أبي جعفر
عليه السلام بمثل ذلك
(3) حدثنا عبد الله محمد بن عيسى عن أخيه عن عبد الرحمن بن محمد عن
عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمركم هذا
عرض على الملائكة فلم يقربه الا المقربون.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الفضيل
عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال قال والله ان في السماء لسبعين صنفا من
الملائكة لو اجتمع أهل الأرض ان يعدوا عدد صنف منهم ما عدوهم وانهم ليدينون
بولايتنا.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمركم هذا عرض على الملائكة فلم يقر به الا المقربون
وعرض على الأنبياء فلم يقر به الا المرسلون وعرض على المؤمنين فلم يقر به الا
الممتحنون.

(1) في نسخة صفا بالتشديد.
87

(6) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم عن أبيه عن أبي حمزة
الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال لي يا أبا حمزة الا ترى انه اختار لامرنا من الملائكة
المقربين ومن الأنبياء المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين.
(7) حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن المعروف بغزال مولى حرب بن زياد
البجلي عن محمد أبى جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إن الله عرض ولاية أمير المؤمنين فقبلها الملائكة وأباها ملك يقال لها فطرس فكسر الله
جناحه فما ولد الحسين بن علي عليه السلام بعث الله جبرئيل في سبعين الف ملك إلى
محمد صلى الله عليه وآله يهنئهم بولادته فمر بفطرس فقال له فطرس يا جبرئيل إلى أين تذهب قال
بعثني الله إلى محمدا يهنئهم (1) بمولود ولد في هذه الليلة فقال له فطرس احملني معك
وسل محمدا يدعو لي فقال له جبرئيل اركب جناحي فركب جناحه فاتى محمدا صلى الله عليه وآله
فدخل عليه وهنئاه فقال له يا رسول الله صلى الله عليه وآله ان فطرس بيني وبينه اخوة وسئلني ان
أسئلك ان تدعو الله له ان يرد عليه جناحه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لفطرس أتفعل قال نعم
فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقبلها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله شأنك
بالمهد فتمسح به وتمرغ فيه قال فمضى فطرس فمشى (2) إلى مهد الحسين بن علي ورسول الله
يدعو له قال قال رسول الله فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى منه الدم ويطول حتى لحق
بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.
(8) حدثنا أحمد بن عمر عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعناه يقول ما جاورت ملائكة الله تبارك وتعالى في دنوها منه الا
بالذي أنتم عليه وان الملائكة ليصفون ما تصفون ويطلبون ما تطلبون وان من الملائكة
ملائكة يقولون إن قولنا في آل محمد مثل الذي جعلتهم عليه.
(9) حدثنا علي بن محمد عن القسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حماد بن عيسى

(1) في نسخة اهنئهم، وفى البحار اهنيهم.
(2) فمضى في نسخة البحار.
88

قال سئل رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال الملائكة أكثر أو بنو آدم فقال والذي نفسي بيده لملائكة
الله في السماوات أكثر من عدد التراب وما في السماء موضع قدم الا وفيه ملك
يقدس له (1) ويسبح ولا في الأرض شجرة ولامثل غرزة (2) الا وفيها ملك موكل
بها يأتي كل يوم بعملها والله أعلم بها وما منهم واحد الا ويتقرب إلى الله في
كل يوم بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبينا ويلعن أعدائنا ويسئل الله ان يرسل
عليهم (3) من العذاب ارسالا.
(نادر من الباب)
(1) إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن أبي الصامت في قول الله
عز وجل وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه (4) قال اجبرهم
بطاعتهم.
(2) وروى بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السياري قال وقد سمعت انا من أحمد بن
محمد قال حدثني أبو محمد عبيد بن أبي عبد الله الفارسي وغيره رفعوه إلى أبى عبد الله
عليه السلام قال إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش لو قسم
نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم ثم قال إن موسى لما سئل ربه ما سأل امر واحدا
من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا.

(1) وفيها ملك يسبحه ويقدسه، هكذا في البحار.
(2) وفى نسخة، عوذة أو عودة وفى نسخة اخر، ولا مدر.
(3) العذاب، كذا في البحار.
(4) الآية (13) الجاثية.
89

(7) باب ما خص الله به الأئمة من آل محمد عليهم السلام
من ولاية أولى العزم لهم في الميثاق وغيره
(1) حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي
ولم نجد له عزما (1) قال عهد إليه في محمد والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم
هكذا وإنما سمى أولوا العزم أولوا العزم لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده
والمهدى وسيرته فاجمع عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به.
(2) حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن
حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخق خلق ماء عذبا وماء
مالحا أجاجا فامتزج الماءان فاخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال لأصحاب
اليمين وهم فيهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال يدبون إلى
النار ولا أبالي ثم قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيمة انا كنا
عن هذا غافلين قال ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال الست بربكم ثم قال وان هذا
محمد رسول الله وان هذا على أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم النبوة واخذ الميثاق
على أولوا العزم الا انى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده
ولاة امرى وخزان علمي وان المهدى انتصر به لديني واظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي
واعبد به طوعا وكرها قالوا أقررنا وشهدنا يا رب ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة
لهؤلاء الخمسة في المهدى ولم يكن لادم عزم على الاقرار به وهو قوله عز وجل ولقد عهدنا
إلى آدم من قبل فنسي فلم نجد له عزما قال إنما يعنى فترك ثم امر نارا فأججت (2) فقال

(1) الآية (115) طه.
(2) قد أججت، كذا في البحار.
90

لأصحاب الشمال ادخلوها فهابوها وقال لأصحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فكانت
عليهم بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال يا رب اقلنا فقال قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها
فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية والولاية.
(3) ورواه أيضا عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد الله
عليه السلام مثله.
(4) حدثنا الحسن بن محمد (1) عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد بن
عبد الله عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلى والحسن والحسين
والأئمة من ذريتهم فنسي هكذا والله أنزلت على محمد صلى الله عليه وآله.
(5) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر عليه السلام ان عليا آية لمحمد صلى الله عليه وآله وأن محمدا
يدعو إلى ولاية علي عليه السلام.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد
الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم إلى آخر الآية (2) قال اخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة
فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه ثم قال الست بربكم قالوا
بلى وان هذا محمد رسولي وعلى أمير المؤمنين خليفتي وأميني.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن حماد ومحمد
بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال أوحى الله إلى نبيه فاستمسك بالذي
أوحى إليك انك على صراط مستقيم (2) قال إنك على ولاية على وعلى هو الصراط

(1) الحسين بن محمد، بدله في تفسير البرهان.
(2) الآية (172) الأعراف.
(3) الآية (43) الزخرف.
91

المستقيم.
(8) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام آية لمحمد و
ان محمدا يدعو إلى ولاية علي عليه السلام (9) حدثنا (ظ) أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل وإذ اخذ ربك
من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم عليه أنفسهم الست بربكم قال اخرج الله من
ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة كالذر فعرفهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف (1) أحد ربه وقال
الست بربكم قالوا بلى وان هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام (2)
(8 باب ما خص الله به الأئمة من آل محمد ص من ولاية
الأنبياء لهم في الميثاق وغيره وما اعلموا من ذلك
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي
الحسن عليه السلام قال ولاية على مكتوب (3) في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله نبيا الا بنبوة
محمد وولاية وصيه علي عليه السلام.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر
عليه السلام (4) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال رأيت رسول الله وسمعته يقول
يا علي ما بعث الله نبيا الا وقد دعاه إلى ولايتك طائعا أو كارها.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن جميل والحسن بن راشد عن

(1) لن يعرف، هكذا في البحار.
(2) هذه الزيادة في البحار (خليفتي وأميني).
(3) مكتوبة في البحار.
(4) أبى حفص، بدله في نسخة البحار.
92

أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ألم نشرح لك صدرك (1) قال فقال بولاية
أمير المؤمنين علي عليه السلام.
(4) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن أبي زكريا بن عمرو
الزيات قال سمعت من أبى ومحمد بن سماعة يرويه عن فيض بن أبي شيبة عن محمد بن
مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق النبيين على ولاية
على واخذ عهد النبيين بولاية علي عليه السلام.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حنان
بن سدير عن سلمة (2) بن الحناط عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل نزل به الروح
الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين (3) قال هي الولاية (4)
لأمير المؤمنين
(6) حدثنا محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن
حنان بن سدير عن سالم عن أبي محمد قال قلت لأبي جعفر عليه السلام اخبرني عن الولاية
انزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير فقال نزل به الروح الأمين
على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الأولين قال هي
الولاية لأمير المؤمنين.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره عن أبي
بكر الحضرمي عن حذيفة بن أسيد الغفار قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما تكاملت النبوة
لنبي في الأظلة حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فأقروا بطاعتهم
وولايتهم.

(1) الآية (1) الانشراح.
(2) وفى نسخة سالم، وقد اختلف اسمه في كتب الرجال والظاهر المصرح به انه سلام
بدون التاء.
(3) الآية (193) و (194) الشعراء.
(4) وفى نسخة، قال ولاية على ع.
93

(8) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى وأحمد بن محمد عن الحسين
بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زايدة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله تعالى يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التورية والأنجيل وما
انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا (1)
قال هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
(9) حدثنا أبو الجوزا عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف قال قال أبو
جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله الا ان جبرئيل اتاني فقال يا محمد ربك يأمرك
بحب علي بن أبي طالب ويأمرك بولايته.
(9) باب آخر في الولاية الأئمة عليهم السلام
(1) حدثنا السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى قال قال أبو
عبد الله عليه السلام ما نبئ نبي قط الا بمعرفة حقنا وبفضلنا عمن سوانا.
(2) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى
عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما من نبي نبئ ولامن رسول ارسل الا
بولايتنا وبفضلنا عمن (2) سوانا.
(3) حدثنا عبد الله بن عامر عن ابن سنان عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى
مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما تنبئ نبي قط الا بمعرفة حقنا
وبفضلنا (3) عمن سوانا.

(1) الآية (68) المائدة.
(2) في نسخة في كلا الموردين، على، بدا
(3) في نسخة في كلا الموردين، على، بدا
94

(4) حدثنا عبد الله بن محمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول ما تنبئ نبي قط الا بمعرفة حقنا وبفضلنا على من
سوانا.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن يونس بن يعقوب عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال مامن نبي نبئ ولامن رسول ارسل الا بولايتنا
وبفضلنا على من سوانا.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن حميد
بن شعيب السبيعي عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا
قط الا بها.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال قال أبو جعفر
عليه السلام ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث الله نبيا قط الا بها.
(8) حدثنا حمزة بن يعلى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي
جعفر عليه السلام أنه قال ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها.
(9) حدثنا سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف ابن عميرة عن العباس بن
عامر عن أحمد بن رزق الغشاني عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال
ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها.
(10) باب آخر في ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه
(1) حدثنا العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن
الحرث بن (1) حصيره عن حبة العرني قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الله عرض
ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر أنكرها

(1) ضبط اسمه في منتهى المقال بالحارث وفى جامع الرواة مثل ما في المتن.
95

يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل
عن جعفر بن محمد عليه السلام قال إن الله يقول انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض و
الجبال فابين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا (1) قال
هي ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن مفضل بن صالح عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض
والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن قال الولاية أبين ان يحملنها كفرا بها وعنادا وحملها
الانسان والانسان الذي حملها أبو فلان.
(النوادر من الأبواب في الولاية)
(1) أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن المفضل بن صالح عن
محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها
الا أهل الكوفة.
(2) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ولو أنهم أقاموا التورية والأنجيل وما انزل إليهم من
ربهم (2) قال الولاية.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي
جعفر عليه السلام قال قلت جعلت فداك ان الشيعة يسئلونك عن تفسير هذه الآية عم يتسائلون

الآية (72) الأحزاب.
(2) الآية (66) المائدة.
96

عن النباء العظيم (1) قال فقال ذلك إلى أن شئت أخبرتهم وان شئت لم اخبرهم قال
فقال لكني أخبرك بتفسيرها قال فقلت عم يتسائلون قال فقال هي في أمير المؤمنين عليه السلام
قال كان أمير المؤمنين يقول ما لله آية أكبر منى ولا لله من نبأ عظيم أعظم منى ولقد
عرضت ولايتي على الأمم الماضية فأبت ان تقبلها قال قلت له قل هو نبأ عظيم أنتم عنه
معرضون قال هو والله أمير المؤمنين عليه السلام.
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن سنان عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن ولايتنا عرضت على السماوات والأرض والجبال و
الأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة.
(5) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى ومن
يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين (2) قال تفسيرها في بطن
القرآن يعنى من يكفر بولاية على وعلى هو الايمان قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول
الله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا (3) قال تفسيرها على (4) بطن القرآن يعنى على
هو ربه في الولاية والطاعة والرب هو الخالق الذي لا يوصف وقال أبو جعفر عليه السلام ان
عليا آية لمحمد وأن محمدا يدعو إلى ولاية على اما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه وآله من كنت
مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فوالي الله من والاه وعاد الله من عاداه
واما قوله انكم لفي قول مختلف (5) فإنه على يعنى انه لمختلف عليه وقد اختلفت
هذه الأمة في ولايته فمن استقام على ولاية على دخل الجنة ومن

(1) الآية (1) النباء.
(2) الآية (5) المائدة.
(3) الآية (55) الفرقان.
(4) في، بدله في نسخة البرهان.
(5) الآية (8) الذاريات
97

خالف ولاية على دخل النار واما قوله يؤفك عنه من افك (1) فإنه يعنى عليا من
افك من ولايته افك على (2) الجنة فذلك قوله يوفك عنه من افك واما قوله وانك
لتهدى إلى صراط مستقيم (3) انك لتأمر بولاية علي عليه السلام وتدعو إليها وعلى هو الصراط
المستقيم وأما قوله فاستمسك بالذي أوحى إليك انك على صراط مستقيم (4) انك على
ولاية على وعلى هو الصراط المستقيم واما قوله فلما نسوا ما ذكروا (5) يعنى فلما تركوا
ولاية على وقد أمروا بها فتحنا عليهم أبواب كل شئ يعنى مع دولتهم في الدنيا وما
بسط إليهم فيها واما قوله حتى إذا فرحوا بما أوتوا اخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (6)
يعنى قيام القائم.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال وسألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى وانى لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى (7)
قال ومن تاب من ظلم وامن من كفر وعمل صالحا ثم اهتدى إلى ولايتنا وأومى بيده
إلى صدره.
(7) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل فطرة الله التي فطر
الناس عليها (8) قال فقال على التوحيد ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام
(8) محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل عن أبي حمزة

(1) الآية (9) الذاريات.
(2) عن، في نسخة البحار.
(3) الآية (52) الشورى.
(4) الآية (43) الزخرف.
(5) الآية (44) الانعام.
(6) الآية (44) الانعام.
(7) الآية (82) طه.
(8) الآية (30) الروم.
98

الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلت عن قول الله عز وجل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت
بها وابتغ بين ذلك سبيلا (1) قال تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما أكرمته به
حتى نأمرك (2) بذلك ولا تخافت بها يعنى ولا تكتمها عليا عليه السلام واعلمه وما أكرمته به
واما قوله وابتغ بين ذلك سبيلا فإنه يعنى اطلب إلى وسلني ان أذن لك ان تجهر بولاية
على وادع الناس إليها فاذن له يوم غدير خم.
(9) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عن قول الله عز وجل و
ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه (3) قال هو والله على الميزان (4) والصراط.
(10) علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني
عن منبع عن يونس عن صباح المزني عن أبي عبد الله عليه السلام قال عرج بالنبي صلى الله عليه وآله
إلى السماء مائة وعشرين مرة مامن مرة لا وقد أوصى الله (5) النبي صلى الله عليه وآله بولاية على والأئمة
من بعده أكثر مما أوصاه بالفرايض.
(11) باب ما اخذ الله ميثاق المؤمنين لائمة آل محمد صلوات
الله عليهم أجمعين بالولاية وخلقهم من نوره واصبغهم من
رحمته وينظرون بنور الله
(1) حدثنا محمد بن عيسى عن سليمان الجعفري قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام

(1) الآية (110) بني إسرائيل.
(2) أمرك، في نسخة تفسير الصافي.
(3) الآية (153) الانعام.
(4) هو والله الصراط والميزان، هكذا في البرهان.
(5) فيها، في البحار.
99

قال يا سليمان اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله فسكت حتى أصبت خلوة فقلت جعلت
فداك سمعتك تقول اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال نعم يا سليمان ان الله
خلق المؤمن من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية والمؤمن أخو المؤمن
لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه.
(2) حدثنا الحسن بن علي بن معاوية (1) عن محمد بن سليمان عن أبيه عن
عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هذا الحديث
الذي سمعته منك ما تفسيره قال وما هو قال إن المؤمن ينظر بنور الله فقال يا معاوية
ان الله خلق المؤمنين (2) من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على
معرفته يوم عرفهم نفسه فالمؤمن أخو المؤمن من لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة وإنما
ينظر بذلك النور الذي خلق منه.
(3) حدثنا الحسن بن علي عن إبراهيم عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن الله جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته واخذ ميثاقهم
لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه فهو المتقبل من محسنهم المتجاوز عن مسيئهم
من لم يلق الله ما هو (3) عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز عنه سيئة.
(12) باب ما اخذ الله مواثيق الخلق لائمة آل محمد عليهم السلام
بالولاية لهم
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله
بن محمد الجعفي عن أبي جعفر عن عقبة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله خلق الخلق فخلق من

(1) الحسن بن معاوية، كذا في البحار وهو المصرح به في كتب الرجال.
(2) وفى نسخة المؤمن.
(3) بما هو، في البحار.
100

أحب مما أحب وكان أحب ان يخلقه (1) من طينة الجنة وخلق من أبغض مما
أبغض وكان ما أبغض ان يخلقه (2) من طينة النار ثم بعثهم في الظلال قال قلت أي
شئ الظلال قال ألم تر (3) إذا ظلل في الشمس شئ وليس بشئ ثم بعث فيهم (4) النبيين
يدعونهم (5) إلى الاقرار بالله وهو قوله ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله (6) ثم دعاهم
إلى الاقرار بالنبيين فاقر بعضهم وأنكر بعضهم ثم دعاهم إلى ولايتنا فاقر والله بها من
احبب وأنكرها من أبغض وهو قوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل (7) ثم قال
أبو جعفر عليه السلام كان التكذيب ثمة.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال
سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى فمنكم كافر ومنكم مؤمن (8) فقال عرف الله والله
ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم اخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر
(3) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد ومحمد بن جمهور عن عبد الله بن
عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال تلا
علينا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية واذكروا آلاء الله (9) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم
نعم الله على خلقه وهو ولايتنا.

(1) في كلا الموردين، خلقه، في البحار.
(2) في كلا الموردين، خلقه، في البحار.
(3)، ظلك، في البحار وتفسير البرهان.
(4) وفى نسخة، منهم.
(5) ندعوهم، في نسخة البحار.
(6) الآية (87) الزخرف.
(7) الآية (101) الأعراف و (74) يونس
(8) الآية (2) التغابن.
(9) الآية (74) الأعراف.
101

(12) باب في الأئمة عليهم السلام انهم شهداء لله في خلقه
بما عندهم من الحلال والحرام
(1) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال في كتاب بندار
بن عاصم عن الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
تبارك وتعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس (1) قال نحن
الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه.
(2) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد في كتاب بندار بن عاصم عن
عمر بن حنظلة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء
على الناس (2) قال هم الأئمة.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن
بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا
لتكونوا شهداء على الناس قال نحن الأئمة الوسط (3) ونحن شهداء الله على خلقه وحجته
في ارضه.
(4) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن
بشير عن عمرو بن أبي المقدام عن ميمون البان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس قال عدلا ليكونوا شهداء على
الناس قال الأئمة ويكون الرسول شهيدا عليكم قال على الأئمة.

(1) الآية (143) البقرة
(2) الآية (143) البقرة.
(3) وفى نسخة، الوسطى.
102

(5) وعنه عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و
يكون الرسول عليكم شهيدا قال نحن الأمة الوسط ونحن شهداؤه على خلقه وحجته
في ارضه.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم
بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله ع قال إن الله
طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في ارضه وجعلنا مع القران وجعل القران
معنا لا نفارقه ولا يفارقنا.
(14) باب في رسول الله انه عرف ماراى في الأظلة و
الذر وغيره
(1) أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميله
عن محمد بن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله مثل لي أمتي في الطين وعلمني
أسمائهم كلها كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى و
شيعته ان ربى وعدني في شيعة على خصلة قيل يا رسول الله وما هي قال المغفرة منهم لمن
آمن واتقى لا يغادر منم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل السيئات حسنات.
(2) الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان بعض قريش قال
لرسول الله صلى الله عليه وآله باي شئ سبقت (1) الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم قال إني كنت
أول من أقر بربي وأول من أجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم
الست بربكم قالوا بلى وكنت انا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالاقرار بالله.

(1) هذه الزيادة في البحار، وفضلت عليهم.
103

(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمى (1) عن ابن مسكان عن
عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أمتي عرضت على
عند الميثاق وكان أول من امن بي وصدقني على وكان أول من امن بي وصدقني حيث (2)
بعثت فهو الصديق الأكبر.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن أبي الجارود عن أبي بصير
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه اللهم لقني
إخواني مرتين فقال من حوله من أصحابه اما نحن إخوانك يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لا انكم
أصحابي وإخواني قوم من آخر الزمان امنوا بي ولم يروني لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء
ابائهم من قبل ان يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم لأحدهم أشد بقية على
دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء أو كالقابض على جمر الغضا (3) أولئك مصابيح الدجى
ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله جبلة عن معاوية بن عمار عن جعفر عن
أبيه عن جده عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي لقد مثلت لي أمتي في الطين حتى
رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحا قبل ان يخلق الأجساد وانى مررت بك وبشيعتك
فاستغفرت لكم فقال على يا نبي الله زدني فيهم قال نعم يا علي تخرج أنت وشيعتك من
قبورهم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر وقد فرجت عنكم الشدايد وذهبت عنكم الأحزان
تستظلون تحت العرش يخاف الناس ولا تخافون ويحزن الناس ولا تحزنون وتوضع لكم
مائدة والناس في الحساب.
(6) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن علي بن
معمر عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى هذا نذير من النذر

(1) الظاهر أنه النعمان.
(2) حين، في نسخة البحار.
(3) الغضا، شجر عظيم وجمره يبقى زمانا طويلا لا ينطفئ (أقرب الموارد).
104

الأولى (1) يعنى (2) محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم بالاقرار (3) بالله في الذر الأول.
(7) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله
بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مثل أمتي في الطين وعلمت
الأسماء كما علم آدم الأسماء كلها ورأيت أصحاب الرايات فكلما مررت بك يا علي و
بشيعتك استغفرت لكم.
(8) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن مقاتل بن مقاتل عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال قال أبو جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله مثلت له أمته في الطين فعرفهم
بأسمائهم وأسماء آبائهم وأخلاقهم وحلاهم قال قلنا له جعلت فداك جميع الأمة من
أولها إلى آخرها قال هكذا قال أبو جعفر عليه السلام.
(9) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله عرضت على أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها
إلى آخرها قال قال قائل يا رسول الله قد عرض عليك من خلق أرأيت من لم
يخلق قال صور لي والذي يحلف به رسول الله في الطين حتى لأنا اعرف بهم من
أحبكم بصاحبه.
(10) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله مثلت له أمته في الطين فعرفهم بأسمائهم
وأسماء آبائهم وحلاهم قال فقلت جعلت فداك جميع الأمة من أولها إلى آخرها قال هكذا
قال أبو جعفر أو جعفر عليه السلام.
(11) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابن خربوز
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى ان ربى مثل لي أمتي في الطين و

(1) الآية (56) النجم.
(2) في البحار بزيادة لفظة (به).
(3) إلى الاقرار، في البحار.
105

علمني أسمائهم كلها كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لك
ولشيعتك يا علي أن ربى وعدني في شيعتك خصلة قلت وما هي يا رسول الله قال المغفرة
لمن امن منهم واتقى لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل سيئاتهم حسنات.
(12) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح
بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل رسول الله باي شئ سبقت ولد آدم قال انا أول
من أقر ببلى ان الله اخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى
فكنت أول من أجاب.
(13) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز
عن معروف بن خربوز عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله لعلى عليه السلام ان ربى مثل
أمتي في الطين وعلمني أسمائهم كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات
فاستغفرت لك ولشيعتك.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان
بن سدير عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان ربى مثل بي أمتي في الطين وعلمني أسماء
أمتي كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى وشيعته.
(15) حدثنا أحمد بن محمد أو غيره عن الحسن بن محبوب عن حنان عن سديف
المكي قال سمعت محمد بن علي عليه السلام يقول قال حدثني جابر بن عبد الله قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله ان ربى مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسماء الأنبياء (1) كما علم آدم
الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى وشيعته.
(15) باب في أمير المؤمنين ع انه عرف ما رأى في الميثاق وغيره
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن

(1) وفى نسخة بدله، الأشياء.
106

أبى عبد الله عليه السلام ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين وهو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال
انا والله أحبك وأتولاك فقال له أمير المؤمنين ما أنت كما قلت ويلك ان الله خلق الأرواح
قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض
علينا فأين كنت قال فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن أبي محمد المشهدي من آل
رجاء البجلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رجل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
يا أمير المؤمنين انا والله أحبك فقال له كذبت قال بلى والله انى أحبك وأتولاك فقال
له أمير المؤمنين كذبت قال سبحان الله يا أمير المؤمنين احلف بالله انى أحبك فتقول كذبت
قال وما علمت أن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فامسكها (1) الهواء ثم
عرضها علينا أهل البيت فوالله ما منها روح الا وقد عرفنا بدنه فوالله ما رأيتك فيها
فأين كنت قال أبو عبد الله عليه السلام كان في النار.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن آدم أبى الحسن عن
إسماعيل بن أبي حمزة عمن حدثه عن أبيه عبد الله عليه السلام قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين
عليه السلام فقال والله يا أمير المؤمنين انى لأحبك فقال كذبت فقال الرجل سبحان الله
كان تعرف ما في قلبي فقال علي عليه السلام ان الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم
عرضهم علينا فأين كنت لم ارك.
(4) حدثنا حسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا عبيس بن هشام
عن عبد الكريم عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال بينا أمير المؤمنين في مسجد
الكوفة إذ اتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين والله انى لأحبك قال ما تفعل قال والله انى
لأحبك قال ما تفعل قال بلى والله الذي لا اله الا هو قال والله الذي لا اله الا
هو ما تحبني فقال يا أمير المؤمنين انى احلف بالله انى أحبك وأنت تحلف بالله ما أحبك

(1) واسكنها في نسخة البحار.
107

والله كأنك تخبرني انك اعلم بما في نفسي فغضب أمير المؤمنين عليه السلام وإنما كان
الحديث العظيم يخرج منه عند الغضب قال فرفع يده إلى السماء وقال كيف يكون ذلك
وهو ربنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب
من المبغض فوالله ما رأيتك فيمن أحبنا فأين كنت.
(5) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي هاشم
قال حدثني سلام بن أبي عمير عن عمارة قال كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ
اقبل رجل فسلم عليه ثم قال يا أمير المؤمنين والله انى لأحبك فسأله ثم قال له ان
الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام ثم أسكنت الهواء فما تعارف منها ثم أيتلف
هيهنا وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا وان روحي أنكر روحك.
(6) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن يونس بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام ان رجلا قال لأمير المؤمنين
عليه السلام والله انى لأحبك ثلث مرات فقال علي عليه السلام والله ما تحبني فغضب الرجل
فقال كأنك والله تخبرني ما في نفسي قال له علي عليه السلام ولكن الله خلق الأرواح قبل
الأبدان بألفي عام فلم أر روحك فيها.
(7) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن إبراهيم بن مهزيار عن محمد بن
عبد الوهاب عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بعض أصحاب أمير المؤمنين قال دخل
عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله على أمير المؤمنين عليه السلام في وفد مصر الذي أوفدهم محمد
بن أبي بكر (ره) ومعه كتاب الوفد قال فلما مر باسم عبد الرحمن بن ملجم قال أنت عبد الرحمن
لعن الله عبد الرحمن قال نعم يا أمير المؤمنين اما والله يا أمير المؤمنين ان لأحبك قال كذبت والله
ما تحبني ثلثا قال يا أمير المؤمنين احلف ثلاثة ايمان انى أحبك وأنت تحلف ثلاثة ايمان
انى لا أحبك قال ويلك أو ويحك ان الله خلق الأرواح قبل الأبدان (1) بألفي عام

(1) وفى نسخة بدله، الأجساد.
108

فاسكنها الهواء فما تعارف منها هنالك أيتلف في الدنيا وما تناكر منها اختلف في
الدنيا وان روحي لا تعرف روحك قال فلما ولى قال إذا سركم ان تنظروا إلى قاتلي
فانظروا إلى هذا قال بعض القوم أولا تقتله أو قال تقتله فقال من أعجب من هذا تأمروني
ان اقتل قاتلي لع.
(8) محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن آدم عن أبي الحسين عن إسماعيل عن أبي حمزة عمن
حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام جاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين والله انى لأحبك
فقال له كذبت فقال له الرجل سبحان الله كأنك تعرف ما في نفسي قال فغضب أمير المؤمنين
عليه السلام ورفع يده إلى السماء وقال كيف لا يكون ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى خلق
الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب من المبغض فوالله ما رأيتك
فيمن أحبنا.
(16) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرفون ما رأوا في
الميثاق وغيره
(1) حدثنا أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن الحسن بن محبوب
عن علي بن رئاب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر عليه السلام يقول إن الله اخذ ميثاق شيعتنا
بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر والاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله
بالنبوة وعرض الله على محمد أمته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها
آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله وعرفهم
عليا ونحن نعرفهم في (1) لحن القول.

(1) هذه الزيادة في البحار، فأين كنت.
109

(2) حدثنا محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن
الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله تعالى يوفون بالنذر الذي اخذ عليهم الميثاق
من ولايتنا.
(3) حدثنا محمد بن حماد الكوفي عن أبيه (1) عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن
شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله اخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف
بذلك حب المحب وان أظهر خلاف ذلك بلسانه ونعرف بغض المبغض وان أظهر
حبنا أهل البيت.
(17) باب في الأئمة وان الملائكة تدخل منازلهم ويطوف (1)
بسطهم ويأتيهم عليهم الصلوات والسلام بالاخبار
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن سنان عن مسمع كردين قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام انى اعتللت فكنت إذا اكلت عند الرجل تأذيت به وانى اكلت من طعامك ولم اتأذ
به قال إنك لتأكل طعام قوم تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت ويظهرون لكم
قال هم الطف بصبياننا منا.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن محمد بن القسم عن الحسين أبى العلا
عن أبي عبد الله عليه السلام قال يا حسين بيوتنا مهبط الملائكة ومنزل الوحي وضرب بيده
إلى مساور في البيت فقال يا حسين مساور والله طال ما اتكت عليها الملائكة وربما
التقطنا من زغبها (3).

(1) عن أخيه، كذا في نسخة البحار.
(2) وفى نسخة بدله (يطئون).
(3) الزغب، كسبب صفار الشعر والريش ولينه (معيار اللغة).
110

(3) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن علي قال حدثنا
عبد الله بن سهل الأشعري عن أبيه عن أبي اليسع قال دخل حمران بن أعين على أبى
جعفر عليه السلام وقال له جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم فقال إن الملائكة
والله لتنزل علينا تطأ فرشنا اما تقرأ كتاب الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (1)
(4) حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع بن الخطاب عن جعفر بن بشير عن سليمان
بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل
عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون فقال أبو عبد الله
عليه السلام اما والله وسدناهم الوسايد في منازلنا.
(5) حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمر بن سعيد عن مصدق بن
صدقة عن عمار الساباطي قال أصبت شيئا على وسايد كانت في منزل أبى عبد الله عليه السلام
فقال له بعض أصحابنا ما هذا جعلت فداك وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه
خرزة فقال أبو عبد الله عليه السلام هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال يا عمار ان
الملائكة لتأتينا وانها لتمر بأجنحتها على رؤس صبياننا يا عمار ان الملائكة لتزاحمنا
على نمارقنا.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال حدثني مالك بن عطية الأحمسي
عن أبي حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين عليه السلام فاحتبست في الدار ساعة
ثم دخلت عليه البيت وهو يلتقط شيئا وادخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت
فقلت جعلت فداك هذا الذي ارك تلتقط أي شئ فقال فضلة من زغب الملائكة نجمعه
إذا جاؤنا نجعله سخابا (2) لأولادنا قال قلت له جعلت فداك وانهم ليأتونكم قال

(1) الآية (30) فصلت.
(2) السخاب، كسحاب قلادة يتخذ من سك وقرنفل (معيار اللغة)
111

يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا.
(7) حدثنا عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن
النضري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن
الذين إلينا تختلف الملائكة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن علي بن الحكم عن مالك عن أبي حمزة
الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال منا من يسمع الصوت ولا يرى الصورة وان
الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا وانا لنأخذ من زغبهم فنجعله سنجابا (1) لأولادنا.
(9) حدثنا أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن ابن سنان عن مسمع كردين
البصري قال كنت لا أزيد على اكلة في الليل والنهار فربما استأذنت على أبى عبد الله عليه السلام
واجد (2) المائدة قد رفعت لعلى لا أراها بين يديه فإذا دخلت دعا بها فاصبئت معه من الطعام
ولا أتأذى بذلك وإذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أفر ولم (3) أنم من
النفخة فشكوت ذلك إليه وأخبرته باني إذا اكلت عنده لم أتأذ به فقال يا أبا سيار انك
لتأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت يظهرون لكم قال فمسح
يده على بعض صبيانه فقال هم الطف بصبياننا منا بهم.
(10) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن شعيب عن
الحرث النضري قال رأيت على بعض صبيانهم تعويذا فقلت جعلني الله فداك اما يكره
تعويذ القرآن يعلق على الصبي فقال إن إذا ليس بذا إنما ذا من ريش الملائكة تطأ فرشنا
وتمسح رؤس صبياننا.
(11) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار
عن عبد الحميد الطائي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إنهم ليأتونا ويسلمون ونثنى

(1) الظاهر أنه سخابا والنسخ ما سطرناه.
(2) واخذت، في نسخة البحار هكذا.
(3) وفى نسخة البحار، امر بالتشبيه.
112

لهم وسائدنا يعنى الملائكة.
(12) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن صالح عن جعفر بن بشير عن علي بن الحكيم
عن مالك ابن عطية عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الملائكة لتزاحمنا وانا لنأخذ
من زغبهم فنجعله سخابا لأولادنا.
(13) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال
دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فبينا انا جالس عنده إذ اقبل موسى ابنه وفى رقبته قلادة
فيها ريش غلاظ فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك
أي شئ هذا الذي في رقبة موسى فقال هذا من أجنحة الملائكة قال فقلت وانها لتأتينكم
قال نعم انها لتأتينا وتتعفر في فرشنا وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.
(14) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي الربيع عن أبي الخطاب عن جعفر بن
بشير عن علي بن الحكم عن مالك عن أبي حمزة قال قال إن الملائكة لتزاحمنا على
تكائتنا وانا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخابا لأولادنا.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (1) قال
هم الأئمة من آل محمد.
(16) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم
عن سليمان بن خالد قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون إلى
آخر الآية فقال اما والله يا سليمان لربما اتكأناهم وسائدنا في بيوتنا.
(17) حدثنا احمد عن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن أبي عبد الله عليه السلام

(1) الآية (30) فصلت.
113

قال سمعته يقول إن الملائكة لتتنزل (1) علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا وتحضر
موايدنا وتأتينا في كل نبات في زمانه رطب ويابس وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها
على صبياننا، وتمنع الدواب ان تصل إلينا وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا وما
من يوم يأتي علينا ولا ليل الا واخبار الأرض عندنا وما يحدث فيها وما من ملك يموت
في الأرض ويقوم غيره الا وتأتينا بخبره وكيف كان سيرته في الدنيا.
(18) حدثنا إبراهيم بن هاشم أو أحمد بن الحسين عن أبيه عن عبد الكريم عن
سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا
ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفى الآخرة
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ثم قال والله انا
لنتكيهم على وسائدنا.
(19) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي بصير قال سئلت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال يا أبا محمد هم
الأئمة من آل محمد فقلت له تتنزل عليهم الملائكة عند الموت بالبشرى الا تخافوا ولا
تحزنوا وهي والله تجرى فيمن استقام من شيعتنا وسكت لامرنا وكتم حديثنا ولم بوزعه (2)
عند عدونا.
(20) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال
دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فبينا انا عنده جالس إذ اقبل موسى ابنه وفى رقبته قلادة فيها
ريش غلاظ فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أي
شئ هذا الذي في رقبة موسى فقال هذا من أجنحة الملائكة قال قلت وانها لتأتينكم
فقال نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.
(21) حدثنا احمد عن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن أبي بكير عن

(1) لتنزل، هكذا في نسخة البحار
(2) ولم يذعه، كذا في البحار.
114

أبى عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الملائكة لتتنزل (1) علينا في رحالنا وتتقلب على
فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس وتقلب صبياننا وتمنع
الدواب ان تصل إلينا وتأتينا في وقت كل صلاة لتصليها معنا وما من يوم يأتي علينا
ولا ليل الا واخبار أهل الأرض عندنا وما يحدث فيها وما من ملك يموت في ارض ويقوم
غيره الا وتأتينا بخبره وكيف كان سيرته في الدنيا.
(22) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في امر الا بدأ
بالامام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب
هذا الأمر.
نادر من الباب
(1) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن أسد عن الحسين القمي عن نعمان
بن المنذر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد
قتل عثمان حين ناشد القوم نشدتكم الله هل فيكم أحد سلم عليه جبرئيل وميكائيل و
إسرافيل في ثلاثة الف من الملائكة يوم بدر غيري قالوا اللهم لا.
(18) باب في الأئمة عليهم السلام وان الجن يأتيهم فيسئلونهم
عن معالم دينهم ويرسلونهم في حوائجهم ويعرفونهم
(1) حدثنا علي بن حسان عن موسى بن بكير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال

(1) لتنزل، كذا في البحار.
115

يوم الأحد للجن ليس تظهر فيه لاحد غيرنا.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال
أوصاني أبو جعفر عليه السلام بحوائج له بالمدينة قال فبينا انا في فج الروحاء على راحلتي إذا
انسان يلوى بثوبه قال فملت إليه وظننت انه عطشان فناولته الإداوة قال فقال لا حاجة
لي بها ثم ناولني كتابا طينه رطب قال فلما نظرت إلى ختمه إذا هو خاتم أبى جعفر
عليه السلام فقلت له متى عهدك بصاحب الكتاب قال الساعة قال فإذا فيه أشياء يأمرني بها ثم
قال التفت فإذا ليس عندي أحد قال فقدم أبو جعفر عليه السلام فلقيته فقلت له جعلت فداك
رجل اتاني بكتاب وطينه رطب قال إذا عجل لنا (1) امر أرسلت بعضهم يعنى الجن وزاد
فيه محمد بن الحسين بهذا الأسناد يا سدير ان لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة
بعثناهم.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطيه عن أبي حمزة
الثمالي قال كنت استأذن على أبى جعفر عليه السلام فقيل عنده قوم أثبت قليلا حتى يخرجوا
فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن لي فدخلت عليه فقلت جعلت فداك هذا زمان
بنى أمية وسيفهم يقطر دما فقال لي يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاؤوا يسئلوننا
عن معالم دينهم.
(4) حدثني محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطيه عن أبي
حمزة قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فإذا
كلب اسود فقال مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك فإذا هو شبيه بالطائر فقلت ما هو
جعلت فداك فقال هذا عتم (2) بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في
كل بلدة

(1) بنا، هكذا في البحار
(2) عثم، في نسخة البحار.
116

(5) حدثنا محمد عن علي بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال
اتيت باب أبى جعفر عليه السلام مع أصحاب لنا لندخل عليه فإذا ثمانية نفر كأنهم من أب و
أم عليهم ثياب زرابي وأقبية طاق طاق وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا
قال لي يا أبا سعد رأيتهم قلت نعم جعلت فداك قال أولئك اخوانكم من الجن اتونا
يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتونا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.
(6) وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال طلبت الأذن
عن أبي جعفر عليه السلام فبعث إلى لا تعجل فان عندي قوما من اخوانكم فلم البث ان خرج
على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط (1) عليهم أقبية طبقين وخفاف فسلموا ومروا ودخلت
على أبى جعفر عليه السلام قلت (2) جعلت فداك من هؤلاء الذين خرجوا من عندك قال هؤلاء
قوم من اخوانكم من الجن قلت له ويظهرون لكم قال نعم.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو
بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر إذ اقبل
ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد فهم الناس ان يقتلوه فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام
إليهم ان كفوا فكفوا واقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول وسلم على
أمير المؤمنين عليه السلام فأشار أمير المؤمنين بيده فنظر الناس والثعبان في أصل المنبر حتى
فرغ على أمير المؤمنين عليه السلام من خطبته ثم اقبل عليه فقال له من أنت قال انا عمرو بن
عثمان خليفتك على الجن وان أبى مات وأوصاني ان آتيك فاستطلع رأيك فقد اتيتك
يا أمير المؤمنين فما تأمرني به وما ترى فقال له أمير المؤمنين عليه السلام أوصيك بتقوى الله و
ان تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم قال فودع أمير المؤمنين
وانصرف فهو خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو وذلك الواجب
عليه قال نعم.

(1) الزط، جيل من الناس (صحاح اللغة)
(2) قلت له ما اعرف هؤلاء جعلت فداك، هكذا في البحار.
117

(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو
بن يزيد بياع السابري قال قال أبو عبد الله عليه السلام بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس
إذ اتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم عليه فرد عليه السلام فقال يشبه الجن وكلامهم فمن
أنت يا عبد الله فقال انا الهام بن هيم بن لاقيس بن إبليس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما بينك و
بين إبليس الا أبوين فقال نعم يا رسول الله قال فكم اتى لك قال اكلت عمر الدنيا الا
أقله انا أيام قتل قابيل هابيل غلام افهم الكلام وانهى عن الاعتصام وأطوف الآجام و
أمر بقطيعة الأرحام وافسد الطعام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله بئس سيرة الشيخ المتأمل
والغلام المقبل فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى تائب قال على يد من جرى توبتك من الأنبياء
قال على يدي نوح وكنت معه في سفينته وعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني
وقال لاجرم انى على ذلك من النادمين وأعوذ بالله ان أكون من الجاهلين ثم كنت مع
هود في مسجده مع الذين آمنوا معه فعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني و
قال لاجرم انى على ذلك من النادمين وأعوذ بالله ان أكون من الجاهلين ثم كنت مع
إبراهيم حين كاده قومه فالقوه في النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما ثم كنت مع يوسف
حين حسده أخويه فالقوه في الجب فبادرته إلى قعر الجب فوضعته وضعا رفيقا ثم كنت
معه في السجن اؤنسه فيه حتى أخرجه الله منه ثم كنت مع موسى وعلمني سفرا من التورية وقال إن
أدركت عيسى فاقرئه منى السلام فلقيته واقرأته من موسى السلام وعلمني سفرا من الإنجيل وقال إن
أدركت محمدا فاقرأه منى السلام فعيسى يا رسول الله يقرء عليك السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله
وعلى عيسى روح الله وكلمته وجميع أنبياء الله ورسله ما دامت السماوات والأرض السلام
وعليك يا هام بما بلغت السلام فارفع إلينا حوائجك قال حاجتي ان يبقيك الله لامتك و
يصلحهم لك ويرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك فان الأمم السالفة إنما هلك بعصيان
الأوصياء وحاجتي يا رسول الله ان تعلمني سورا من القرآن اصلى بها فقال لعلى يا علي علم
الهام وارفق به فقال هام يا رسول الله صلى الله عليه وآله من هذا الذي ضممتني إليه فانا معاشر الجن
118

قد أمرنا ان لا نكلم الا نبيا أو وصى نبي فقال له رسول الله يا هام من وجدتم في
الكتاب وصى آدم قال شيث بن آدم قال فمن وجدتم وصى نوح قال سام بن نوح قال
فمن كان وصى هود قال يوحنا بن حنان (1) بن عم هود قال فمن كان وصى إبراهيم
قال إسحاق بن إبراهيم قال فمن كان وصى موسى قال يوشع بن نون قال فمن كان وصى
عيسى قال شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم قال فمن وجدتم في الكتاب وصى
محمد صلى الله عليه وآله قال هو في التورية اليا قال رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اليا هو على وصيي قال
الهام يا رسول الله صلى الله عليه وآله فله اسم غير هذا قال نعم هو حيدرة فلم تسئلني عن ذلك قال
انا وجدنا في كتاب الأنبياء انه في الإنجيل هيدارا قال هو حيدره قال فعلمه على
سورا من القرآن فقال هام يا علي يا وصى محمد صلى الله عليه وآله اكتفى بما علمتني من القرآن
قال نعم يا هام قليل من القرآن كثير ثم قام هام إلى النبي صلى الله عليه وآله فودعه فلم يعد إلى
النبي حتى قبض.
(9) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم قال حدثنا بشر عن فضالة
عن محمد بن مسلم عن المفضل بن عمر قال حمل إلى أبى عبد الله عليه السلام مال من خراسان
مع رجلين من أصحابه لم يزالا يتفقدان المال حتى مرا بالري فرفع إليهما رجل من
أصحابهما كيسا فيه ألفا درهم فجعلا يتفقدان في كل يوم الكيس حتى دنيا من المدينة
فقال أحدهما لصاحبه تعال حتى ننظر ما حال المال فنظرا فإذا المال على حاله ما خلا
كيس الرازي فقال أحدهما لصاحبه الله المستعان ما نقول الساعة لأبي عبد الله فقال أحدهما
انه كريم وانا أرجو أن يكون علم ما نقول عنده فلما دخلا المدينة قصدا إليه فسلما إليه
المال فقال لهما أين كيس الرازي فأخبراه بالقصة فقال لهما ان رأيتما الكيس تعرفانه
قالا نعم قال يا جارية على بكيس كذا وكذا وأخرجت الكيس فرفعه أبو عبد الله عليه السلام
إليهما فقال تعرفانه قالا هو ذاك قال إني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت رجلا

(1) حزان بالتشديد، بدله في نسخة البحار.
119

من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما.
(10) حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن الحسن بن علي بن فضال عن
بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال اتيت أبا جعفر عليه السلام أريد الأذن عليه وإذا رواحل
على الباب مصفوفة وإذا أصوات قد ارتفعت فخرج على قوم معتمون بالعمائم يشبهون
الزط قال فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت جعلت فداك يا بن رسول الله ابطاء اذنك اليوم
وقد رأيت خرجوا على معتمين بالعمايم فأنكرتهم فقال أو تدرى من أولئك يا
سعد قال قلت لا قال أولئك إخوانك من الجن يأتونا يسئلوننا عن حلالهم وحرامهم و
معالم دينهم.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عمار السجستاني قال
كنت لأستأذن عليه يعنى أبا عبد الله عليه السلام فجئت ذات يوم أو ليلة وجلست في فسطاطه بمنى
قال فاستوذن بشباب (1) كأنهم رجال الزط فخرج عيسى شلقان فذكرنا له فاذن لي قال
فقال لي يا أبا عاصم متى جئت قلت قبيل (2) أولئك الذين دخلوا عليك وما رأيتهم خرجوا
قال أولئك قوم من الجن فسئلوا عن مسائلهم ثم ذهبوا.
(12) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عمر بن يزيد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال انا عنده يومئذ إذ قال اتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل شبه النخلة طويل
ثم حدث بحديث اسمه هامه فقال رسول الله لعلى علمه وارفق به فقال هامه يا رسول الله
صلى الله عليه وآله من هذا الذي امرته ان يعلمني ونحن معشر الجن أمرنا ان لا نطيع الا نبيا أو
وصى نبي قال النبي صلى الله عليه وآله يا هامه من وجدتم وصى آدم قال شيث ابن آدم قال فمن وجدتم
وصى نوح قال ذلك سام بن نوح قال فمن وجدتم وصى هود قال ذاك ياسر بن هود قال
فمن وجدتم وصى إبراهيم قال ذاك إسحاق بن إبراهيم قال فمن وجدتم وصى موسى قال

(1) لشباب، كذا في البحار.
(2) قبل، في نسخة البحار.
120

ذاك يوشع بن نون قال فمن وجدتم وصى عيسى قال شمعون بن حمون السقا ابن عم مريم
قال له رسول الله يا هام ولم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله لأنهم
كانوا أزهد الناس في الدنيا وارغب الناس إلى الله في الآخرة فقال النبي فمن وجدتم
وصى محمد صلى الله عليه وآله فقال له هام ذاك اليا ابن عم محمد صلى الله عليهما والهما فقال
هو على وهو وصيي وأخي وهو أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة فسلم هام على
أمير المؤمنين وتعلم منه سورا ثم قال يا علي اخبرني بهذا السور اصلى بها قال نعم يا هام
قليل القرآن كثير فسلم على رسول الله وعلى أمير المؤمنين وانصرف ولم ير بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله حتى قبض فلما كان يوم الهرير اتى أمير المؤمنين في حربه فقال يا وصي محمد
صلى الله عليه وآله انا وجدنا في كتب الأنبياء ان الأصلع وصى محمد خير الناس اكشف رأسك
فكشف عن رأسه مغفره قال انا والله ذلك يا هام.
(13) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن
رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله بين جبال تهامة إذا رجل على عكازة
فقال له النبي صلى الله عليه وآله لغة جنى ووطيئهم من جبال تهامة وقال من الرجل قال هامة (1) بن هيم بن
لاقيس السليم بن إبليس قال ليس بينك وبين إبليس غير أبوين قال لا قال اكلت (2) عمر الدنيا قال على
ذلك كم اتى عليك قال كنت أيام قتل قابيل هابيل أخاه غلاما أعلو الآكام وانهى عن
الاعتصام وأمر (3) بفساد الطعام فقال رسول الله لعمر الله (4) عمل الشيخ المتوسم والشاب
المؤمل فقال دع يا محمد عنك اللوم والهتك فقد جئتك تائبا وانى أعوذ بالله ان أكون
من الجاهلين ولقد كنت مع إبراهيم ولم أزل معه حتى القى في النار وقال لي ان لقيت
عيسى فأقرأه منى السلام ولقد كنت مع عيسى وقال لي ان لقيت محمدا صلى الله عليه وآله وعلى جميع

(1) هام، كذا في البحار.
(2) عامة عمر، هكذا في البحار.
(3) امرني، كذا في البحار.
(4) بئس لعمر الله الشاب، كذا في البحار.
121

أنبيائه ورسله فاقرأه مني السلام وعلمني الإنجيل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عيسى
السلام ما دامت الدنيا وعليك يا هامة بما أديت الأمانة هات حاجتك قال علمني من
القرآن قال فامر عليا ان يعلمه فقال يا رسول الله من هذا الذي امرتني ان أتعلم منه
قال يا هامة من كان وصى آدم قال كان شيث قال من كان وصى نوح قال كان سام قال فمن
وجدتم وصى هود قال ذاك ياسر بن هود قال فمن وجدتم وصى عيسى قال شمعون بن حمون
الصفا ابن عم مريم ثم قال له رسول الله يا هام ولم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء فقال يا رسول
الله لأنهم كانوا أزهد الناس في الدنيا وارغب الناس في الآخرة فقال له النبي صلى الله عليه وآله فمن
وجدتم وصى محمد صلى الله عليه وآله قال هام ذاك اليا ابن عم محمد صلى الله عليه وآله قال فهو على وهو وصيي و
هو أزهد أمتي في الدنيا وارغب إلى الله في الآخرة قال فسلم هام إلى (1) أمير المؤمنين وتعلم
منه سورا ثم قال يا علي اخبرني بهذا السور اصلى بها قال له نعم يا هام قليل القرآن
كثير فسلم هام على رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرف فلم يلقه رسول الله حتى قبض فلما كان يوم
الهرير اتى أمير المؤمنين في حربه فقال له يا وصي محمد انا وجدنا في كتب الأنبياء ان
الأصلع وصى محمد خير الناس اكشف رأسك فكشف عن رأسه مغفره وقال انا والله
ذاك يا هام.
(14) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن أبي حنيفة سائق الحاج عن
بعض أصحابنا قال اتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له أقيم عليك حتى تشخص فقال لا امض حتى
يقدم علينا أبو الفضل سدير فان تهيئا لنا بعض ما نريد كتبنا إليك قال فسرت يومين
وليلتين قال فأتاني رجل طويل ادم بكتاب خاتمه رطب والكتاب رطب قال فقرأته فإذا فيه
ان أبا الفضل قد قدم علينا ونحن شاخصون إن شاء الله فأقم حتى نأتيك قال فأتاني فقلت
جعلت فداك انه اتاني الكتاب رطبا والخاتم رطبا قال فقال إن لنا اتباعا من الجن كما أن
لنا اتباعا من الانس فإذا أردنا أمرا بعثناهم.

(1) على، في نسخة البحار.
122

(15) حدثنا أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد عن
يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال سمعت إبراهيم بن وهب
وهو يقول خرجت وانا أريد أبا الحسن عليه السلام بالعريض فانطلقت حتى أشرفت على قصر
بنى سراة ثم انحدرت الوادي فسمعت صوتا لا أرى شخصه وهو يقول يا أبا جعفر صاحبك
خلف القصر عند السدة فاقراه منى السلام فالتفت فلم أر أحدا ثم رد على الصوت باللفظ
الذي كان ثم فعل ذلك ثلثا فاقشعر جلدي ثم انحدرت في الوادي حتى اتيت قصد رأى
الطريق الذي خلف القصر ولم اطأ في القصر ثم اتيت السد نحو السمرات ثم انطلقت
قصد الغدير فوجدت خمسين حياة روافع (1) من عند الغدير ثم استمعت فسمعت كلاما
ومراجعة فطفقت (2) بنعلي ليسمع وطئي فسمعت أبا الحسن يتنحنح فتنحنحت وأجبته
ثم نظرت وهجمت فإذا حيه متعلقه بساق شجرة فقال لا تخشى (3) ولا ضاير فرمت بنفسها
ثم نهضت على منكبه ثم أدخلت رأسها في اذنه فأكثرت من الصفير فأجاب بلى قد
فصلت بينكم ولا يبغي خلاف ما أقول الا ظالم ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في
اخرته مع عقاب شديد أعاقبه إياه وأخذ ماله إن كان له حتى يتوب فقلت بابي أنت
وأمي الكم عليهم طاعة فقال نعم والذي أكرم محمدا بالنبوة واعز عليا بالوصية
والولاية انهم لاطوع لنا منكم يا معشر الانس وقليل ما هم.
(19) باب في الأئمة انهم خزان الله في السماء والأرض
على علمه
(1) حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط عن

(1) وفى نسخة بدله، رواقع
(2) (2) وفى نسخة بدله، فصفقت.
(3) لاعتى بالتشديد، هكذا في البحار ولعله الصحيح.
123

سورة بن كليب قال قال لي أبو جعفر عليه السلام والله انا لخزان الله في سمائه وارضه لا على ذهب
ولا على فضة الا على علمه.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن ذريح
المحاربي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال إن منا لخزنة الله في الأرض وخزنته في
السماء لسنا بخزان على ذهب ولا فضة.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول والله انا لخزان الله في سمائه وخزانه
في ارضه لاعلى ذهب (1) ولا على فضة وان منا لحملة العرش يوم القيمة.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ذريح المحاربي عن أبي حمزة
الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال سمعته يقول إن منا لخزان الله في سمائه وخزانه
في ارضه ولسنا بخزان على ذهب ولا فضة.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن
المنخل جميل عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر عليه السلام والله انا لخزان الله في السماء
وخزانه في الأرض.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد وأبى عبد الله البرقي عن أبي
طالب عن سدير قال قلت جعلت فداك ما أنتم قال نحن خزان الله على علم الله نحن تراجمة
وحى الله نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض.
(7) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن
عبد الله بن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا ابن أبي يعفور ان الله واحد متوحد بالوحدانية
متفرد بأمره فخلقهم خلقا فقدرهم لذلك (2) الأمر فنحن هم يا ابن أبي يعفور فنحن حجج الله

(1) لسنا بخزان على ذهب، هكذا في البحار
(2) بذلك، هكذا في البحار.
124

في عباده وخزانه على علمه والقائمون بذلك.
(8) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول نحن ولاة امر الله وخزنة
علم الله وعيبة وحى الله.
(9) حدثنا احمد عن الحسين بن راشد عن موسى بن القسم عن علي بن جعفر عن
أخيه قال قال أبو عبد الله ان الله خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا (1) فجعلنا خزانه
في سماواته وارضه ولولانا ما عرف الله.
(10) حدثنا عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف عن أبي عبد الرحمن
البصري عن أبي المعزا عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول
نحن خزان الله.
(11) حدثنا علي بن محمد عن القسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن
سفيان بن موسى عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن خزان الله في الدنيا
والآخرة وشيعتنا خزاننا ولولانا ما عرف الله.
(12) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تبارك وتعالى
استكمال (2) حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية على والأوصياء من بعدك
فان فيهم (3) سنتك وسنة الأنبياء من قبلك وهم خزاني علمي من بعدك ثم قال رسول
الله لقد أنبأني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم.
(13) حدثنا محمد بن هارون عن علي بن جعفر عن أبي الحسن بن موسى بن جعفر
قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا فجعلنا

(1) صورتنا، كذا في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، استكمل.
(3) منهم، كذا في البحار.
125

خزانه في سماواته وارضه.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة
عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى اخذ الميثاق على أولى العزم
انى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين عليه السلام وأوصيائه من بعده ولاة امرى وخزان
علمي وان المهدى انتصر به لديني.
(15) حدثني عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن جبله عن
ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول نحن (1) لخزان الله في الأرض وخزانه في
السماء لسنا بخزانه على ذهب ولا فضة وانا منا لحملة عرشه يوم القيمة.
(16) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (2) تبارك
وتعالى صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض يعنى عليا انه جعل عليا خازنه
على ما في السماوات وما في الأرض من شئ وائتمنه عليه الا إلى الله تصير الأمور.
(20) باب في الأئمة انه ع عرض عليهم ملكوت السماوات
والأرض كما عرض على رسول الله حتى نظروا إلى
ما فوق العرش
(1) حدثنا محمد عن عبد الله بن محمد بن حجال عن ثعلبة عن عبد الرحيم
عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض

(1) وفى نسخة بدله، انا بالتشديد.
(2) الآية (53) الشورى.
126

وليكون من الموقنين (1) قال كشط له عن الأرض حتى رآها ومن فيها وعن السماء
حتى رآها ومن فيها والملك الذي يحملها والعرش ومن عليه وكذلك أرى
صاحبكم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال
قال أبو عبد الله عليه السلام وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من
الموقنين قال كشط لإبراهيم السماوات السبع حتى نظر إلى ما فوق العرش وكشط
له الأرض حتى رأى ما في الهواء وفعل بمحمد صلى الله عليه وآله مثل ذلك وانى لأرى صاحبكم و
الأئمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن علي بن حسان بن علي
الجمال عن أبي داود السبعي عن بريدة الأسلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال قال رسول
الله يا علي أن الله أشهدك معي سبع مواطن حتى ذكر الموطن الثاني اتاني جبرئيل
فاسرى بي إلى السماء فقال أين أخوك فقلت ودعته خلفي قال فقال فادع الله يأتيك
به قال فدعوت فإذا أنت معي فكشط لي (2) على السماوات السبع والأرضين السبع
حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها فلم أر من ذلك شيئا الا وقد رأيته
كما رأيته.
(4) وعنه عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي بصير قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام هل رأى محمد صلى الله عليه وآله ملكوت السماوات والأرض كما رأى إبراهيم
قال نعم وصاحبكم.
(5) حدثنا الحسن بن علي ابن النعمان عن أبيه عن ابن مسكان عن أبي بصير
عن أحدهما عليه السلام قال قلت له وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض قال كشفت

(1) الآية (75) الانعام.
(2) وفى نسخة بدله، عن
127

له السماوات والأرض حتى رآها ورأي ما فيها والعرش ومن عليه قال قلت فاوتى محمد مثل
ما اوتى إبراهيم قال نعم وصاحبكم هذا.
(6) حدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن منصور بن حازم
عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عن قول الله عز وجل وكذلك نرى
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين قال كشط السماوات الأرض
حتى رآها وما فيها وحتى رأى العرش ومن عليها (1) وفعل ذلك برسول الله
(7) وروى عبد الرحيم وفعل ذلك بصاحبكم.
(8) وروى أبو بصير ومنصور ولا أرى صاحبكم الا وقد فعل به ذلك.
(9) حدثنا إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أيوب عن أبي بصير ولا أرى صاحبكم
الا وقد فعل به ذلك
(10) وروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت هل رأى محمد ملكوت السماوات
والأرض قال كشط له السماوات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها والأرضون
السبع حتى نظر إلى الأرضين السبع ومن فيهن وفعل بمحمد صلى الله عليه وآله كما فعل بإبراهيم
وانى لأرى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم أو غيره عن سيف بن عميره عن
بشار عن أبي داود عن بريده قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى معه إذ قال يا علي
ألم أشهدك معي سبع مواطن حتى ذكر موطن الرابع ليلة الجمعة أريت ملكوت
السماوات والأرض رفعت لي حتى نظرت إلى ما فيها فاشتقت إليك فدعوت الله فإذا أنت
معي فلم أر من ذلك شيئا الا وقد رأيت.

(1) عليه في نسخة البحار
128

(21) باب في الأئمة ع انه صار إليهم جميع العلوم التي
خرجت إلى الملائكة والأنبياء وامر العالمين
(1) حدثنا محمد بن عبد الحميد (1) وأبو طالب جميعا عن حنان بن سدير
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لله علما عاما وعلما خاصا فاما الخاص فالذي لم يطلع
عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل واما علمه العام الذي اطلعت عليه الملائكة المقربين
والأنبياء المرسلين قد رفع ذلك كله إلينا ثم قال اما تقرء وعنده علم الساعة و
ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس
باي ارض تموت (2).
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمر أو عمن رواه عن ابن أبي عمير
عن جعفر بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير ووهب (3) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
لله علمين علم مكنون مخزون لا يعلمه الا هو من ذلك يكون البداء وعلم علمه ملائكته
ورسله وأنبيائه ونحن نعلمه.
(3) حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام
قال سمعته يقول إن لله علمين علم مبذول وعلم مكفوف فاما المبذول فإنه ليس من
شئ يعلمه الملائكة والرسل الا ونحن نعلمه واما المكفوف فهو الذي عنده في أم
الكتاب (4) إذا خرج نفذ.

(1) محمد بن عبد الجبار، في نسخة البحار هكذا.
(2) الآية (34) لقمان.
(3) والصحيح المصرح به في الرجال والبحار وهيب، نعم في موضع من البحار بلفظ وهب
(4) في علم الكتاب، كذا في البحار.
129

(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه فتول
عنهم فما أنت بملوم (1) أراد ان يعذب أهل الأرض ثم بدا لله فنزلت الرحمة فقال ذكر
يا محمد فان الذكرى تنفع المؤمنين (2) فرجعت من قابل فقلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت
فداك انى حدثت أصحابنا فقالوا بدا لله ما لم يكن في علمه قال فقال أبو عبد الله عليه السلام ان لله
علمين علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله فما نبذه إلى ملائكته
فقد انتهى إلينا.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لله علما لا يعلمه غيره وعلما قد اعلمه ملائكته
وأنبيائه ورسله فنحن نعمله ثم أشار بيده إلى صدره.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر
قال قال أبو جعفر عليه السلام ان لله علما لا يعلمه الا هو وعلما (3) يعلمه الملائكة
المقربون والأنبياء المرسلون فما كان من علم يعلمه الملائكة المقربون وأنبياؤه المرسلون
فنحن نعلمه.
(7) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن حجال عن ثعلبة عن عبد الله بن
هلال عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله علما لا يعلمه الا هو وله علم يعلم أنبياؤه ورسله
فنحن نعلمه.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بشير الدهان
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن لله علما لا يعلمه أحد غيره وعلما قد علمه ملائكته
ورسله فنحن نعلمه.

(1) الآية (54) الذاريات.
(2) الآية (55) الذاريات.
(3) وله علم يعلمه ملائكته وأنبياؤه ورسله فنحن نعلمه، كذا في البحار.
130

(9) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباته قال
سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول إن لله علمين علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه
نبيا من أنبيائه ولا ملكا من ملائكته وذلك قول الله تعالى ان الله عنده علم الساعة و
ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس
باي ارض تموت وله علم قد اطلع عليه ملائكته فما اطلع عليه ملائكته فقد اطلع
عليه محمد واله وما اطلع عليه محمد واله فقد اطلعني عليه الكبير منا والصغير إلى أن
تقوم الساعة.
(10) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد
القلانسي عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله علمين علم لا يعلمه الا هو
وعلم علمه (1) ملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه.
(11) حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير
عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لله علمين علما مبذولا وعلما مكفوفا فاما المبذول
فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه فاما المكفوف فهو الذي
عند الله في أم الكتاب.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن حنان الكندي عن أبيه
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لله علما خاصا وعلما عاما فاما علمه الخاص فالذي لم
يطلع عليه ملائكته المقربون وأنبياؤه المرسلون واما علمه العام فهو الذي اطلع ملائكته
المقربون وأنبياؤه المرسلون فقد وقع علينا من رسول الله.
(13) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله علما علمه ملائكته وأنبيائه ورسله فنحن نعلمه وعلما لم يطلع
عليه أحد من خلق الله.

(1) يعلمه، في نسخة البحار.
131

(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي
عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن لله علمين علم علمه ملائكته
ورسله وعلم عنده لا يعلمه الا هو فما كانت الملائكة والرسل تعلمه نحن نعلمه أو ما شاء
الله من ذلك.
(15) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين أو غيره عن أحمد بن عمر الحلبي
عن زيد بن معدل النميري عن عبد الله بن سنان عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لله علما (1)
لا يعلمه غيره وعلما يعلمه الملائكة المقربون وأنبياؤه المرسلون ونحن نعلمه.
(16) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن ربعي عن
عبد الله (2) عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله علما يعلمه ملائكته
وأنبياؤه ورسله الا ونحن نعلمه ولله علم لا يعلم ملائكته وأنبياؤه ورسله.
(17) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي يرفع الحديث قال قال أبو
عبد الله عليه السلام ان لله علمين علم تعلمه ملائكته ورسله وعلم لا يعلم غيره فما كان مما
يعلمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه وما خرج من العلم الذي لا يعلم غيره فالينا
يخرج.
(18) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن الربيع الكاتب عن جعفر بن بشير قال
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن لله علمين علم مبذول وعلم مكنون فاما المبذول فإنه
ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه واما المكنون فهو الذي عند الله
تبارك وتعالى في أم الكتاب إذا خرج نفذ.

(1) لعلما، في نسخة البحار.
(2) ليس في نسخة البحار لفظ، عبد الله.
132

(نادر من الباب)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير
قال سمعت حمران بن أعين يسئل عن أبي جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى بديع السماوات
والأرض قال أبو جعفر ان الله ابتدع الأشياء كلها على غير مثال كان قبله وابتدع
السماوات والأرض ولم يكن قبلهن سماوات والأرضون اما تسمع لقوله تعالى وكان عرشه
على الماء (1) فقال له حمران بن أعين أرأيت قوله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (2)
فقال له أبو جعفر عليه السلام الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك بين يديه ومن خلفه رصدا
وكان والله محمد ممن ارتضى واما قوله عالم الغيب فان الله تبارك وتعالى عالم بما غاب
عن خلقه فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل ان يخلقه وقبل ان يقبضه إلى الملائكة فذلك
يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه فاما
العلم الذي يقدره الله ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا
(2) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن محبوب بهذا الأسناد وزاده فيه
فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه ان يخلقه وقبل ان يقضيه في علمه ان يخلقه (3) وقبل ان
يقضيه إلى ملائكته وذلك يا حمران علم مقدم موقوف عنده غير مقتضى لا يعلمه غيره إليه فيه
المشية فيقضيه إذا أرادا إلى اخر الحديث.
تم جزء الثاني من الكتاب ويتلوه جزؤ الثالث إن شاء الله تعالى.

(1) الآية (7) هود.
(2) الآية (26) الجن.
(3) ليس هذه الجملة في نسخة البحار.
133

" الجزء الثالث "
(1) باب في الأئمة عليهم السلام انهم ورثوا علم آدم و
جميع العلماء
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد
بن الحسن الصفار قال حدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ربعي عن عبد الله بن الجارود
عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع
وان العلم يتوارث وما يموت منا عالم حتى يخلفه من أهله من يعلم علمه أو
ما شاء الله.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال كانت في علي سنة الف نبي وقال إن
العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم فذهب علمه وان العلم ليتوارث ان الأرض
لا تبقى بغير عالم.
(3) حدثنا محمد بن الحسن عن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبيه عن أبي
الحسن الأول عليه السلام قال قلت له جعلت فداك النبي صلى الله عليه وآله ورث علم النبيين كلهم
قال لي نعم قلت من لدن آدم إلى أن انتهى إلى نفسه قال نعم قلت ورثهم النبوة وما كان
134

في آبائهم من النبوة والعلم قال ما بعث الله نبيا الا وقد كان محمد صلى الله عليه وآله اعلم منه قال
قلت إن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله قال صدقت وسليمان بن داود كان
يفهم كلام الطير قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل فقال إن سليمان بن
داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين وكانت
المردة والريح والنمل والانس والجن والشياطين له طائعين وغضب عليه فقال لأعذبنه
عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين وإنما غضب عليه لأنه كان يدله على
الماء فهذا وهو طير قد أعطى ما لم يعط سليمان وإنما اراده ليدله على الماء فهذا لم
يعط سليمان وكانت المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكانت الطير
تعرفه ان الله يقول في كتابه ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به
الموتى (1) فقد ورثنا نحن هذا القرآن فعندنا ما يقطع به الجبال ويقطع به البلدان ويحيى
به الموتى بإذن الله ونحن نعرف ما تحت الهواء وإن كان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر
من الأمور التي أعطاه الله الماضين النبيين والمرسلين الا وقد جعله الله ذلك كله
لنا في أم الكتاب ان الله تبارك وتعالى يقول وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب
مبين (2) ثم قال عز وجل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (3) فنحن
الذين اصطفينا الله فقد ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شئ.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام ان العلم الذي لم يزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وكان على عالم
هذه الأمة وانه لن يهلك منا عالم الا خلفه من أهله من يعلم مثل علمه
أو ما شاء الله.
(5) حدثنا العباس عن حماد بن عيسى عن حريز عن فضيل بن يسار عن

(1) الآية (31) الرعد.
(2) الآية (75) النمل.
(3) الآية (32) الفاطر.
135

أبى جعفر مثله.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد
بن القاسم عن أبيه عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن العلم
الذي نزل مع آدم على حاله وليس يمضى منا عالم الا خلفه من يعلم علمه كان على
عالم هذه الأمة.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
بن ابان قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول العلم الذي نزل مع آدم ما رفع وما مات عالم
فذهب علمه.
(8) حدثنا بعض أصحابنا عن السند بن الربيع عن المحمد بن القاسم عن أبيه
عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال قال يا فضيل ان العلم الذي هبط مع آدم لم
يرفع وان العلم ليتوارث انه لن يهلك من عالم الا خلفه من أهله من يعلم علمه والعلم
يتوارث.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن الحرث بن المغيرة
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع وما مات عالم الا
وقد ورث علمه ان الأرض لا تبقى بغير عالم.
(10) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي
جعفر عليه السلام قال إن العلم الذي هبط مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وان عليا
عليه السلام عالم هذه الأمة وانه لم يمت منا عالم الا خلف من بعده من يعلم مثل علمه
أو ما شاء الله.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زايده عن
حمران قال سمعت الشيخ يعنى أبا جعفر عليه السلام يقول العلم الذي لم يزل مع آدم ما رفع
وما مات عالم ذهب علمه.
136

(12) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن بعض الصادقين يرفعه إلى
جعفر قال قال أبو جعفر عليه السلام يمصون الثماد (1) ويدعون النهر العظيم قيل له ومن
النهر العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وانه والعلم الذي اتاه الله ان الله جمع لمحمد صلى الله عليه وآله
سنن النبيين من آدم هلم جرا إلى محمد قيل له وما تلك السنن قال علم النبيين بأسره
ان الله جمع لمحمد صلى الله عليه وآله علم النبيين بأسره وان رسول الله صير ذلك كله عند أمير
المؤمنين عليه السلام فقال له الرجل يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله فأمير المؤمنين اعلم أو بعض النبيين
فقال أبو جعفر عليه السلام اسمعوا ما نقول إن الله يفتح مسامع من يشاء انى حدثت ان الله
جمع لمحمد صلى الله عليه وآله علم النبيين وانه جعل ذلك كله عند أمير المؤمنين وهو يسألني هو
اعلم أم بعض النبيين.
(13) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله مثل ما أعطى آدم عليه السلام فمن دونه من الأوصياء كلهم
يا جابر هل يعرفون ذلك.
(14) حدثنا عبيد الله (2) بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن
فضالة بن أيوب عن عمران بن ابان عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن
العلم الذي نزل مع آدم ما رفع وما مات عالم فذهب علمه.
(2) باب في العلماء انهم يرثون العلم بعضهم من بعض ولا
يذهب العلم من عندهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن

(1) الثماد، الماء الذي لا مادة له.
(2) الظاهر أنه عبد الله بن جعفر، إذ ليس في كتب الرجال بهذا الاسم.
137

عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام ان العلم يتوارث ولا يموت
عالم الا ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية العجلي عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إن عليا كان عالما وان العلم يتوارث ولن يهلك عالم الا بقي من بعده من يعلم
مثل علمه أو ما شاء الله.
(3) حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن محمد بن سالم
عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال علي عليه السلام عالم هذه الأمة والعلم
يتوارث وليس يهلك هالك منهم حتى يؤتى من أهله من يعلم مثل علمه.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال أبو جعفر ع
ان عليا عليه السلام عالم هذه الأمة والعلم يتوارث ولا يهلك أحد منا الا ترك من أهله من يعلم
مثل علمه أو ما شاء الله.
(3) باب في الأئمة انهم ورثوا علم أولى العزم من الرسل
وجميع الأنبياء وانهم صلوات الله عليهم أمناء الله في ارضه
وعندهم علم البلايا والمنايا وأنساب العرب
(1) حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال كتب أبو الحسن
الرضا عليه السلام رسالة وأقرأنيها قال قال علي بن الحسين عليه السلام ان محمدا صلى الله عليه وآله كان امين الله
في ارضه فلما قبض محمد صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته ونحن أمناء الله في ارضه عندنا
علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة
138

الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم اخذ الله علينا و
عليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا نحن النجباء (1) وافراطنا افراط (2)
الأنبياء ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس بالله ونحن أولى
الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس بدين الله ونحن الذين شرع لنا دينه فقال في كتابه شرع
لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا وقد وصانا بما أوصى (3) به نوحا والذي
أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى واسحق ويعقوب
فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولى العزم
من الرسل ان أقيموا الدين يا آل محمد ولا تفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على
المشركين من أشرك بولاية على ما تدعوهم إليه من ولاية على أن الله يا محمد يهدى إليه من
ينيب من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام.
(2) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن هارون (4) عن أبي
جعفر عليه السلام قال إن محمدا صلى الله عليه وآله كان امين الله في ارضه فلما قبضه الله كنا أهل البيت
ورثته فنحن أمناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب وفصل الخطاب
ومولد الاسلام قال شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به إبراهيم وموسى و
عيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمه ونحن ورثة أولى العزم من
الرسل ان أقيموا الصلاة والدين يا آل محمد ولا تفرقوا وكونوا على جماعة كبر على
المشركين ما تدعوهم إليه.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم بن عبد العزيز بن المهتدى عن عبد الله بن جندب
انه كتب إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام اما بعد فان محمدا كان امين الله في ارضه فلما قبض

(1) في نسخة بدله، النجاة.
(2) افراط، جمع الفرط أي مجاوزة الحد من جانب الزيادة والكمال.
(3) وفى نسخة بدله (وصى به).
(4) وفى نسخة البحار، عن عمار بن هارون.
139

كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب
ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا
لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم اخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا و
يدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء ونحن افراط الأنبياء
ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله
صلى الله عليه وآله ونحن الذين شرع لنا دينه وقال في كتابه شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
والذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما
علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل ان أقيموا
ما قال ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين من أشرك بولاية على ما تدعوا من الله من ولاية
على أن الله يا محمد يهدى إليه من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام.
(4) حدثنا محمد بن هارون عن موسى بن يعلى عن موسى بن القاسم قال قال
علي بن الحسين عليه السلام ان محمدا صلى الله عليه وآله كان امين الله في ارضه فلما قبض محمد كنا أهل البيت
ورثته فنحن أمناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد
الاسلام وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم نحن النجباء ونحن افراط الأنبياء
ونحن أبناء الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس
بدين الله نحن الذين شرع لنا دينه وقال في كتابه شرع لكم يا محمد من الدين ما وصى به نوحا و
الذي أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا
واستودعنا علمهم نحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل ان أقيموا الدين
يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولايته على
ما تدعوهم إليه من ولاية على يهدى إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية علي عليه السلام.
140

(نادر من الباب)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن بكير
الهجري عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أول وصى كان على وجه الأرض
هبة الله بن آدم وما من نبي مضى الا وله وصى كان عدد جميع الأنبياء مائة الف نبي وأربعة وعشرين و
الف نبي خمسة منهم أولو العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وان علي بن أبي طالب
عليه السلام هبة الله لمحمد صلى الله عليه وآله ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله اما ان محمدا
صلى الله عليه وآله ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين وعلى قائمة العرش مكتوب حمزة
أسد الله وأسد رسول الله وسيد الشهداء وفى زوايا العرش مكتوب عن يمين ربها وكلتا
يديه (1) يمين على أمير المؤمنين عليه السلام فهذه حجتنا على من أنكر حقنا وجحدنا ميراثنا
وما منعنا من كلام وأماننا فأي حجة تكون أبلغ من هذا.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن داود الرقي عن أبي حمزة
الثمالي عن أبي الحجاز قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله ختم مأة الف نبي
وأربعة وعشرين الف نبي وختمت انا مأة الف وصى وأربعة وعشرين الف وصى وكلفت
وما تكلف الأوصياء قبلي والله المستعان وان رسول الله صلى الله عليه وآله قال في مرضه لست
أخاف عليك ان تضل بعد الهدى ولكن أخاف عليك فساق قريش وعاديتهم حسبنا الله
ونعم الوكيل على أن ثلثي القرآن فينا وفى شيعتنا فما كان من خير فلنا ولشيعتنا ثلث
الباقي أشركنا فيه الناس فما كان فيه من شر فلعدونا ثم قال قيل هل يستوى الذين
يعلمون والذين لا يعلمون (2) إلى آخر الآية فنحن أهل البيت وشيعتنا أولوا الألباب
والذين لا يعلمون عدونا وشيعتنا هم المهتدون.

(1) وفى نسخة بدله، يدي ربنا.
(2) الآية (9) الزمر.
141

(4) باب مالا يحجب من الأئمة شئ من امر وان عندهم
جميع ما يحتاج إليه الامر
(1) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن إسماعيل الأزرق قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله احكم وأكرم وأجل واعلم من أن يكون احتج على
عباده بحجة ثم يغيب عنهم شيئا من أمرهم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن خالد الكيال عن عبد العزيز
الصايغ قال قال أبو عبد الله عليه السلام أترى ان الله استرعى راعيا على عباده واستخلف خليفة
عليهم يحجب شيئا من أمورهم.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن عبيد قال حدثنا النضر بن سويد عن أبان بن
تغلب قال دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام وعنده رجل من أهل الكوفة يعابه في مال له امره
ان يدفعه إليه فجائه فقال له ذهبت بمالي فقال والله ما فعلت فغضب فاستوى جالسا ثم
قال تقول والله ما فعلت وأعادها مرارا ثم قال أنت يا ابان وأنت يا زياد اما والله لو كنتما
أمناء الله وخليفته في الأرض وحجته على خلقه ما خفى عليكما ما صنع بالمال فقال الرجل
عند ذلك جعلت فداك قد فعلت واخذت المال.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن أبي داود عن إسماعيل بن
فروة عن محمد بن عيسى عن سعد بن أبي الأصبغ قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا
فدخل عليه الحسين بن السرى الكرخي قال سله (1) فقال أبو عبد الله عليه السلام له شئ
فقال ليس هو كذلك ثلثا (2) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام عليه أترى من جعله الله حجة
على خلقه يخفى عليه شئ من أمورهم.

(1) قال سئله فقال أبو عبد الله ع وحاراه في شئ، هكذا في البحار.
(3) وفى نسخة بدله، ثلث مرات.
142

(نادر من الباب)
(1) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن جندب
عن علي بن إسماعيل الأزرق قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله احكم وأكرم وأجل
وأعظم وأعدل من أن يحتج بحجة ثم يغيب عنهم شيئا من أمورهم.
(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن إسماعيل
بن أبي فروة عن سعد بن أبي الأصبغ قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل عليه
الحسن بن السرى الكرخي فسئل أبا عبد الله عليه السلام عن شئ فاجابه فقال له ليس كذلك
فقال أبو عبد الله عليه السلام هو كذلك وردها عليه مرارا كل ذلك يقول أبو عبد الله عليه السلام
هو كذلك ويقول هو لا فقال أبو عبد الله عليه السلام أترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه
شئ من أمورهم.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال سئلت
أبا عبد الله عليه السلام بمنى عن خمسمأة حرف من الكلام فأقبلت أقول كذا وكذا يقولون
قال فيقول قل كذا وكذا فقلت جعلت فداك هذا الحلال والحرام والقرآن اعلم انك
صاحبه واعلم الناس به وهذا هو الكلام فقال لي وتشك يا هشام من شك ان الله يحتج
على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله.
(4) حدثنا محمد بن (1) إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر قال
قال أبو عبد الله عليه السلام من زعم أن الله يحتج بعبده في بلاده ثم يستر عنه جميع ما يحتاج
إليه فقد افترى على الله.

(1) علي بن إسماعيل، بدله في البحار.
143

(5) باب مالا يحجب عن الأئمة علم السماء واخباره وعلم
الأرض وغير ذلك
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن
سماعة بن سعد الخثعمي انه كان مع المفضل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له المفضل
جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء قال لا الله أكرم وأرأف بالعباد من أن يفرض عليه طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا (1)
ومساء.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول والله (2) لا يكون عالم جاهلا ابدا عالم بشئ
جاهل بشئ ثم قال الله اجل واعز وأعظم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه
علم سمائه وارضه ثم قال لا يحجب (3) ذلك عنه.
(3) حدثنا أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن
رئاب عن ضريس قال قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وأناس من أصحابه حوله انى أعجب
من قوم يتولوننا ويجعلوننا أئمة ويصفون بان طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون
حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقضون حقنا ويعيبون ذلك علينا من أعطاه الله
برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا أترون ان الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على
عباده ثم يخفى عنهم اخبار السماوات والأرض وبقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما

(1) أو مساء، في نسخة البحار.
(2) لا والله، كذا في البحار.
(3) قال لا لا يحجب، هكذا في البحار.
144

فيه قوام دينهم فقال له حمران جعلت فداك يا أبا جعفر رأيت (1) ما كان من امر قيام علي بن أبي طالب
عليه السلام والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا به
من قبل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر عليه السلام يا حمران
ان الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه ثم اجراه فتقدم (2)
على رسول الله إليهم في ذلك قام على والحسن والحسين صلوات الله عليهم ويعلم صمت من
صمت منا ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من امر الله واظهار الطواغيت عليهم
سألوا الله دفع ذلك عنهم والحوا فيه في إزالة ملك الطواغيت إذا لأجابهم ودفع ذلك عنهم
ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان
الذي أصابهم من ذلك يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن
لمنازل وكرامة من الله أراد ان يبلغها فلا تذهبن فيهم المذاهب بك.
(4) حدثنا أحمد بن محمد السياري عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن
صالح بن عقبة الأسدي عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عقبة يقولون بأمر ثم
يكسرونه ويضعفونه ويزعمون ان الله تبارك وتعالى احتج على خلقه بأمر (3) ثم يحتجب
عنه علم السماوات والأرض لا والله لا والله لا والله قلت جعلت فداك فما كان من امر هؤلاء
الطواغيت وامر الحسين بن علي عليهما السلام قال بعلم يأتيه ولامرهم لو الحا فيه على الله لأجابهم
الله وكان يكون أهون من السلك الذي فيه خرز ولكن يا عقبة بأمر قد اراده وقضاه و
قدره وبردت عليه الحلول إذا نريد غير ما أراد (4).
(5) حدثنا الحسين بن علي عن عيسى بن هشام عن أبي غسان الدهلي عن المفضل
بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال الله احكم وأكرم من أن يفرض طاعة عبدا يحجب عنه خبر

(1) أرأيت كذا في الخرايج والجرايح.
(2) إليهم علم من رسول الله، كذا في البحار.
(3) برجل ثم يحجب، كذا في البحار.
(4) أراد الله، كذا في البحار.
145

السماء صباحا ومساء.
(6) حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن الله اجل وأعظم من أن يحتج بعبد من عباده ثم يخفى عنه شيئا من
اخبار السماء والأرض.
(7) حدثنا الحسين بن (1) محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشا عن محمد بن علي عن خالد الجوار (2) قال دخلت على أبى الحسن عليه السلام وهو
في عرصة داره وهو يومئذ بالرميلة فلما نظرت إليه قلت بابي أنت وأمي يا سيدي مظلوم
مغصوب مضطهد في نفسي ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه وجلست بين يديه فالتفت إلى
فقال (3) يا بن خالد نحن اعلم بهذا الامر فلا تتصور هذا في نفسك قال قلت جعلت فداك
والله ما أردت بهذا شيئا قال فقال نحن اعلم بهذا الامر من غيرنا لو أردنا اذن إلينا و
ان لهؤلاء القوم حدة (4) وغاية لابد من الانتهاء إليها قال فقلت لا أعود واصير في
نفسي شيئا ابدا قال فقال لا تعد ابدا.
(نادر من الباب)
حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن سعد

(1) وفى نسخة بدله، الحسن بن محمد بن عصام.
(2) قد اختلف كتب أصحابنا في ضبط لقبه في بعضها الجوار وفى بعض الحوار وفى
بعض الخوار وفي آخر الجواز والصحيح انه جوان بالتشديد (بياع الجون) كما صرح به في أكثر نسخ
المصححة للكشي والنجاشي وهو المحكى عن الصدوق في ثبت الرجال.
(3) وقال، كذا في البحار.
(4) مدة، بدله في البحار.
146

بن الأصبغ الأزرق قال دخلت مع حصين ورجل آخر على أبى عبد الله عليه السلام قال فاستخلى
أبو عبد الله عليه السلام برجل فناجاه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للرجل افترى الله يمن في
بلاده ويحتج على عباده ثم يخفى عنه شيئا من امره.
(6) باب في علم الأئمة بما في السماوات والأرض والجنة و
النار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة
(1) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام قال سئل علي عليه السلام عن علم النبي صلى الله عليه وآله فقال علم النبي علم جميع النبيين
وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة ثم قال والذي نفسي بيده انى لاعلم علم النبي
صلى الله عليه وآله وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يونس بن يعقوب
عن الحسن بن المغيرة عن عبد الاعلى وعبيده بن بشير قال قال أبو عبد الله عليه السلام ابتداء
منه والله ان لاعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما
كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال اعلمه من كتاب انظر إليه هكذا
ثم بسط كفيه ثم قال إن الله يقول انا (1) أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل
شئ (2).
(3) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر والزيات عن يونس عن عبد الاعلى

(2) وأنزلنا، في البحار.
(2) والآية الشريفة ليس بهذا المضمون بل الآية هكذا في سورة النحل (89) ونزلنا عليك
الكتاب تبيانا لكل شئ.
147

بن أعين قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انى لاعلم ما في السماء واعلم ما في الأرض و
اعلم ما في الجنة واعلم ما في النار واعلم ما كان واعلم ما يكون علمت ذلك من كتاب
الله ان الله تعالى يقول فيه تبيان كل شئ.
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن منصور بن يونس عن حماد اللحام قال قال
أبو عبد الله عليه السلام نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار
وما بين ذلك قال فنبهت (1) انظر إليه قال فقال يا حماد ان ذلك من كتاب الله ان ذلك
في كتاب الله (2) ان ذلك في كتاب الله (3) ثم تلا هذه الآية ويوم نبعث من كل أمة
شهيدا (4) عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا
لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين انه من كتاب الله فيه تبيان كل شئ فيه
تبيان كل شئ
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس عن الحرث بن المغيرة
وعدة من أصحابنا فيهم عبد الاعلى وعبيدة بن عبد الله بشر الخثعي وعبد الله بن بشير سمعوا
أبو عبد الله عليه السلام يقول انى لاعلم ما في السماوات واعلم ما في الأرضين واعلم ما في الجنة
واعلم ما في النار واعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه
فقال علمت من كتاب الله يقول فيه تبيان كل شئ.
(6) حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث
المغيرة وعبيده وعبد الله بن بشر الخثعي سمعوا أبا عبد الله عليه السلام يقول انى لاعلم ما في السماوات
أو ما في الأرضين واعلم ما في الجنة واعلم ما في النار واعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة
فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال له علمت ذلك من كتاب الله ان الله يقول فيه تبيان
كل شئ.

(1) فبهت بالتشديد، كذا في البحار.
(2) من كتاب الله، في البحار.
(3) من كتاب الله، في البحار.
(4) الآية (84) النحل.
148

(7) باب في الأئمة عليهم السلام انهم أعطوا علم ما مضى وما
بقي إلى يوم القيمة
(1) حدثنا أحمد بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا
مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة ويسره فلم
نر أحد فقلنا ليس علينا عين قال ورب الكعبة ورب البيت ثلث مرات لو كنت بين
موسى والخضر لأخبرتهما انى اعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لان موسى و
الخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما هو كائن إلى يوم القيمة وان رسول الله أعطى علم ما
كان وما هو كائن إلى يوم القيمة فورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة.
(2) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عليه السلام عن علي بن معبد عن جعفر
بن عبد الله عن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي عمير عن معاوية بن وهب قال
استأذنت على أبى عبد الله عليه السلام فاذن لي فسمعته يقول في كلام له يا من خصنا بالوصية
وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا وجعلنا ورثة
الأنبياء.
(3) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن جعفر بن
عبد الله عن ابن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام
قال سمعته يقول اللهم يامن أعطانا علم ما مضى وما بقي وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم
السالفة وخصنا بالوصية.
(نادر من الباب)
(1) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن إبراهيم
149

بن عبد الحميد عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله هذا ذكر من معي وذكر من قبلي (1)
فقال ذكر من معي ما هو كائن وذكر من قبلي ما قد كان.
8 - باب ما يزاد الأئمة في ليلة الجمعة من العلم المستفاد
(1) أحمد بن موسى عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن يوسف الابزاري
عن المفضل قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام ذات يوم وكان لا يكنيني قبل ذلك يا أبا عبد
الله فقلت لبيك جعلت فداك قال إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا قلت زادك الله وما
ذاك قال إنه إذا كان ليلة الجمعة وافا رسول الله صلى الله عليه وآله العرش ووافى الأئمة معه ووافينا
معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا الا بعلم مستفاد ولولا ذلك لنفد ما عندنا.
(2) حدثنا الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن حريش
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قلت جعلت فداك أي
شأن قال تؤذن للملائكة والنبيين والأوصياء الموتى وأرواح (2) الأوصياء والوصي
الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربها أسبوعا وهم يقولون
سبوح قدوس رب الملائكة والروح حتى إذا فرغوا صلوا خلف كل قائمة له ركعتين
ثم ينصرفون فتنصرف الملائكة بما وضع الله فيها من الاجتهاد شديدا عظامهم لما رأو وقد
زيد في اجتهادهم وخوفهم مثله وينصرف النبيون والأوصياء وأرواح الأحياء شديدا حبهم (3)
وقد فرحوا أشد الفرح لأنفسهم ويصبح الوصي والأوصياء قد الهموا الهاما من العلم علما
جما مثل جم الغفير ليس شئ أشد سرورا منهم اكتم فوالله لهذا أعز من عند الله من كذا

(1) الآية (24) الأنبياء.
(2) والأرواح، كذا في البحار
(3) شديدا عجبهم، كذا في البحار.
150

وكذا عندك حصنة قال يا محبور والله ما يلهم الإقرار بما ترى الا الصالحون قلت والله
ما عندي كثير صلاح قال لا تكذب على الله فان الله قد سماك صالحا حيث يقول أولئك مع
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (1) يعنى الذين
آمنوا بنا وبأمير المؤمنين وملائكته وأنبيائه وجميع حججه عليه وعلى محمد واله الطيبين
والطاهرين الأخيار الأبرار السلام.
(3) حدثنا محمد بن أحمد عن علي بن سليمان عن محمد بن جمهور عمن رفعه
إلى أبى عبد الله عليه السلام قال قال إن لنا في كل ليلة الجمعة وفدة إلى ربنا فلا ننزل الا
بعلم مستطرف.
(4) حدثنا الحسن بن علي بن معاوية عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن أبي أيوب
عن شريك بن مليح وحدثني الخضر بن عيسى عن الكاهلي عن عبد الله بن أبي أيوب عن
شريك بن مليح عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال يا أبا يحيى ان
لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قال فقلت له جعلت فداك وما ذلك الشأن قال يؤذن
لأرواح الأنبياء الموتى وارواح الأوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج
بها إلى السماء حتى توافي عرض ربها فتطوف بها أسبوعا ويصلى عند كل قائمة من
قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء
قد ملؤا وأعطوا سرور أو ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل
جم الغفير.
(5) حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن الحسين بن أحمد المنقري
عن يونس بن أبي الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال مامن ليلة جمعة الا ولأولياء الله فيها
سرور قلت كيف ذاك جعلت فداك قال إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول الله العرش ووافى
الأئمة العرش ووافيت معهم فما ارجع الا بعلم مستفاد ولولا ذلك لنفد ما عندنا.

(1) الآية (69) النساء.
151

(6) حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر عليه السلام
قال قال أبو عبد الله عليه السلام والله ان أرواحنا وارواح النبيين لتوافى العرش ليلة كل جمعة فما
ترد في أبداننا الا بجم الغفير من العلم.
(7) حدثنا محمد بن إسحاق بن سعد عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أرواحنا وارواح النبيين توافي العرش كل ليلة
جمعة فتصبح الأوصياء وقد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم.
تم المجلد الأول من كتاب بصائر الدرجات ويتلوه المجلد الثاني والحمد الله رب
العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين الطيبين والطاهرين المعصومين أجمعين.
(9) باب قول أمير المؤمنين باحكامه بما في التورية و
الإنجيل والزبور والفرقان.
(1) حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال قال على ع لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى
يزهر (1) إلى الله ولحكمت بين أهل التورية بالتورية حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين
أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر
إلى الله ولولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ
بن نباته قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل

(1) يزهر أي يتلألأ.
152

التورية بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم
بقضاء يصعد إلى الله يزهر والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار الا وقد علمت
فيمن أنزلت ولا ممن مر على رأسه المواسى من قريش الا وقد نزلت فيه آية من كتاب
الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت
فيك قال له اما سمعت الله يقول أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه (1) قال
رسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وانا شاهد له فيه واتلوه معه.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن داود
بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لو ثنى الناس لي وسادة كما
ثنى لابن صوحان لحكمت بين أهل التورية بالتورية حتى يظهر (2) ما بين السماء و
الأرض ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يظهر (3) ما بين السماء والأرض و
لحكمت بين أهل النجيل بالإنجيل حتى يظهر (4) ما بين السماء والأرض ولحكمت ما
بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يظهر (5) ما بين السماء والأرض.
(4) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت
منه قال ابن عمر وأخبرني زاذان قال سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول مامن رجل
من قريش جرى عليه المواسى الا وقد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو تسوقه
إلى النار وما من آية نزلت في بر اوبحر أو سهل أو جبل الا وقد عرفته حيث نزلت وفيمن
نزلت ولو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التورية بتوراتهم وبين أهل الإنجيل
بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تظهر (6)
إلى الله.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح

(1) الآية (17) هود.
(2) (3) (4) (5) (6) يزهر. كذا في البحار.
153

عن جعفر عليه السلام عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال لو وضعت لي وسادة ثم
اتكيت عليها لقضيت بين أهل التورية بالتورية حتى تظهر (1) إلى ربها ولو وضعت
لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى ربه ولو
وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ربه
ولو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يظهر (2)
إلى ربه.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن عبد الرحمن عن فضيل عن أبي بكر الحضرمي
عن سلمة بن كهيل قال قال علي عليه السلام لو استقامت لي الأمة وثنيت لي الوسادة لحكمت
في التورية بما انزل الله في التورية ولحكمت في الإنجيل بما انزل الله في الإنجيل و
لحكمت في الزبور بما انزل الله في الزبور حتى يزهر إلى الله وانى قد حكمت في
القرآن بما انزل الله.
(7) حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن قاسم عن عمرو
بن أبي المقدام يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل
القرآن بالقران حتى يظهر (3) إلى الله ولحكمت بين أهل التورية بالتورية حتى
يظهر (4) إلى الله ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله ولحكمت
بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله ولولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون
حتى تقوم الساعة.
(8) حدثنا الحسن بن أحمد بن عن أبيه عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر
عليه السلام قال قال على والله لا يسئلني أهل التورية ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور والا أهل
الفرقان الا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن

(1) (2) (3) (4) في الموارد، يزهر، كذا في البحار.
154

علي عليه السلام قل لأنا اعلم بالتورية من أهل التورية واعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل.
(10) باب ما عند الأئمة من كتب الأولين كتب الأنبياء التورية
والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم
(1) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب الخزاز عن ضريس
الكناسي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله عليه السلام ان داود
ورث الأنبياء وان سليمان ورث داود وأن محمدا ورث سليمان وما هناك وانا ورثنا
محمدا وان عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى فقال له أبو بصير ان هذا لهو العلم
فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما هذا الأثر إنما العلم ما حدث بالليل والنهار
يوما بيوم وساعة بساعة.
(2) وروى محمد بن عيسى عن صفوان بهذا الاسناد مثل ذلك.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن
الحرث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباته قال قال لما قدم على الكوفة صلى بهم
أربعين صباحا فقرء بهم سبح اسم ربك الأعلى فقال المنافقون والله ما يحسن ان يقرأ
ابن أبي طالب القرآن ولو أحسن ان يقرأ لقراء بنا غير هذه السورة قال فبلغه ذلك
فقال ويلهم انى لأعرف ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وفصله من وصله وحروفه من
معانيه والله ما حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا وانا اعرف فيمن انزل وفى أي
يوم نزل وفى أي موضع نزل ويلهم اما يقرأون ان هذا لفي الصحف الأولى صحف
إبراهيم وموسى (1) والله عندي (2) ورثتها رسول الله وورثها رسول الله صلى الله عليه وآله من إبراهيم

(2) الآية (19) الاعلى.
(2) وانه عندي، كذا في البحار.
155

وموسى ويلهم والله انى انا الذي انزل الله في وتعيها اذن واعية (1) فانا كنا عند
رسول الله فخبرنا (2) بالوحي فاعيه ويفوتهم فإذا خرجنا قالوا ما ذا قال انفا.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن عبد الرحمن
عن هشام بن الحكم في حديث بريهة حين سئل موسى بن جعفر عليه السلام فقال يا بريهة كيف
علمك بكتاب الله قال انابه عالم قال فكيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلمي فيه قال
فابتداء موسى عليه السلام في قراءة الإنجيل فقال بريهة والمسيح لقد كان يقرأها هكذا وما قراء
هذه القراءة الا المسيح ثم قال إياك كنت اطلب منذ خمسين سنة قال هشام فدخل
بريهة والمرأة على أبى عبد الله وحكى هشام الكلام الذي جرى بين موسى وبين بريهة
فقال بريهة جعلت فداك أين لكم التورية والإنجيل وكتب الأنبياء فقال هي عندنا وراثة
من عندهم نقرؤها كما قراؤها ونقولها كما قالوها والله لا يجعل حجة (3) في ارضه يسئل
عن شئ فيقول لا ادرى فلزم بريهة أبا عبد الله عليه السلام حتى مات.
(5) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن
ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال لي يا أبا محمد ان الله لم يعط
الأنبياء شيئا الا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله جميع ما أعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي
قال الله صحف إبراهيم وموسى قلت جعلت فداك وهي الألواح قال نعم.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله
بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام انه سأله عن قول الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد
الذكر (4) ما الذكر وما الزبور قال الذكر عند الله والزبور الذي نزل على داود و
كل كتاب نزل فهو عند العالم.

(1) الآية (12) الحاقة.
(2) فيخبرنا، في نسخة البحار.
(3) حجته، في البحار.
(4) الآية (105) الأنبياء.
156

(7) حدثنا علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن عباس الوراق عن عثمان بن عيسى
عن ابن مسكان عن ليث المرادي انه حدثه عن سدير حديث فاتيته فقلت فان ليث المرادي
حدثني عنك بحديث فقال وما هو قلت جعلت فداك حديث اليماني قال نعم كنت عند أبي
جعفر عليه السلام فمر بنا رجل من أهل اليمن فسئله أبو جعفر عن اليمن فاقبل يحدث فقال له
أبو جعفر عليه السلام هل تعرف صخرة في موضع كذا وكذا قال نعم ورأيتها فقال الرجل ما
رأيت رجلا اعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا الفضل تلك
الصخرة التي حيث غضب موسى فالقى الألواح فما ذهب من التورية التقمته الصخرة
فلما بعث الله رسوله أدته إليه وهي عندنا.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحلبي
عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد عندنا الصحف التي
قال الله صحف إبراهيم وموسى قلت الصحف هي الألواح قال نعم.
(9) حدثنا محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال حدثني عبد الله بن إبراهيم
الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول
لنا ولادة من رسول الله صلى الله عليه وآله طهر وعندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من
رسول الله صلى الله عليه وآله.
(10) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن
الميثمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفيضت إليه
صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وائتمن عليها الحسن وائتمن
عليها الحسين حتى انتهيت إلينا.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحداد
عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام عندنا الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى فقال
له ضريس أليست هي الألواح قال نعم.
157

(12) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن علي
الصايغ قال لقى أبا عبد الله عليه السلام محمد بن عبد الله بن الحسن فدعاه محمد إلى
منزله فأبى ان يذهب معه وأرسل معه إسماعيل وأومئ إليه ان كف ووضع يده على فيه
وأمره بالكف فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول سئله (1) اتيانه فأبى أبو عبد الله
عليه السلام واتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك محمد ثم قال ما منعه من اتياني الا
انه ينظر في الصحف قال فرجع إسماعيل فحكى لأبي عبد الله عليه السلام الكلام فأرسل أبو
عبد الله رسولا من قبله إليه وقال له ان إسماعيل اخبرني بما كان منك وقد صدقت انى
انظر في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى فاسئل نفسك وأباك هل ذلك عندكما قال
فلما ان بلغه الرسول سكت فلم يجب بشئ فأخبر الرسول أبا عبد الله عليه السلام بسكوته فقال
أبو عبد الله عليه السلام إذا أصاب وجه الجواب قل الكلام.
(13) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط
عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول عندنا صحف إبراهيم وموسى وورثنا من رسول
الله صلى الله عليه وآله.
(14) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر والزيات عن ابن قياما
قال دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام وقد ولد له أبو جعفر عليه السلام فقال إن الله قد وهب
لي من يرثني ويرث آل داود.
(15) حدثنا سلمة بن الخطاب (2) عن عبد الله بن القاسم عن ذرعة عن المفضل
قال قال أبو عبد الله عليه السلام ورث سليمان داود وأن محمدا ورث سليمان وانا ورثنا محمدا
صلى الله عليه وآله وانا عنده (3) علم التورية والأنجيل والزبور وتبيان ما في الألواح

(1) يسئله، في نسخة البحار.
(2) عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم، كذا في البحار.
(3) وان عندنا، في نسخة البحار.
158

قال قلت إن هذا لهو العلم قال ليس هذا العلم إنما العلم ما يحدث يوما بيوم وساعة
بساعة (1).
(11) باب ما يبين فيه كيفية وصول الألواح إلى آل محمد
صلوات الله عليهم أجمعين
(1) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان وعبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي
بصير قال اخبرني المنهال بن عمرو عن زاذان قال سمعت عليا عليه السلام يقول ما من رجل
من قريش جرت عليه المواسى الا وقد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو
تسوقه إلى النار وما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل الا وقد عرفت كيف
نزلت وفيما نزلت (2).
(2) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن في صحيفة من الحدود ثلث
جلدة من تعدى ذلك كان عليه حد جلدة
(3) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت إن الناس يذكرون ان عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا
فيها ما يحتاج إليه الناس وان هذا هو العلم فقال أبو عبد الله عليه السلام ليس هذا هو العلم
إنما هو اثر عن رسول الله ان العلم الذي يحدث في كل يوم وليلة.
(4) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن

(1) ساعة بعد ساعة، كذا في البحار.
(2) أنزلت، هكذا في البحار.
159

علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما انزل ألواح موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان
كل شئ وهو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه ان استودع
الألواح وهي زبرجدة من الجنة الجبل فاتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه
الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه
محمدا فاقبل ركب من اليمن يريدون النبي فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل و
خرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى فاخذها القوم فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم
ان لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وانزل الله جبرئيل على نبيه
فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله ابتدأهم النبي فسألهم عما
وجدوا فقالوا وما علمك بما وجدنا فقال اخبرني به ربى وهي الألواح قالوا نشهد انك
رسول الله فأخرجوها ودفعوها إليه فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين
عليه السلام فقال دونك هذه ففيها علم الأولين وعلم الآخرين وهي ألواح موسى وقد امرني
ربى ان ادفعها إليك قال يا رسول الله لست أحسن قرائتها قال إن جبرئيل امرني ان امرك
ان تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت قرائتها قال فجعلها تحت رأسه
فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله ان ينسخها فنسخها في
جلد شاة وهو الجفر وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا والألواح وعصا موسى عندنا
ونحن ورثنا النبي صلى الله عليه وآله.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان أو غيره عن بشران عن
حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام عندكم التورية والأنجيل والزبور وما
في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى قال نعم قلت إن هذا لهو العلم الأكبر قال يا
حمران لو لم يكن غير ما كان ولكن ما يحدث الله بالليل والنهار علمه عندنا
أعظم.
160

(6) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
صباح المزني عن الحرث بن حصيرة عن حبة بن جوين العرني قال سمعت أمير المؤمنين
عليا عليه السلام يقول إن يوشع بن نون كان وصى موسى بن عمران وكانت ألواح موسى عن
زمرد اخضر فلما غضب موسى اخذ (1) الألواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي و
منها ما ارتفع فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون أعندك تبيان ما في الألواح
قال نعم فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن وبعث
الله محمدا صلى الله عليه وآله بتهامه وبلغهم الخبر فقالوا ما يقول هذا النبي صلى الله عليه وآله قيل ينهى عن
الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الأخلاق وكرم الجوار فقالوا هذا أولى بما في أيدينا منا
فاتفقوا ان يأتوه في شهر كذا وكذا فأوحى الله إلى جبرئيل ان ائت النبي صلى الله عليه وآله فأخبره
فاتاه فقال إن فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ألواح موسى وهم يأتوك في شهر كذا وكذا
في ليلة كذا وكذا فسهر لهم تلك الليل فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون يا
محمد قال نعم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان
أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصى موسى بن عمران قالوا نشهد ان
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والله وما علم به أحد قط
منذ وقع عندنا قبلك قال فاخذه النبي صلى الله عليه وآله فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلى
ووضعته عند رأسي فأصبحت بالكتاب وهو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت
السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة فعلمت ذلك.
(7) حدثنا معاوية بن حكيم عن شعيب بن غزوان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام
قال دخل عليه رجل من أهل بلخ يا خراساني تعرف وادى كذا وكذا قال نعم قال له
تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا قال نعم من ذلك يخرج الدجال قال ثم
دخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له يا يماني أتعرف شعب كذا وكذا قال نعم قال

(1) القى، في نسخة البحار وهو الصحيح.
161

له تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا قال له نعم قال له تعرف صخرة
تحت الشجرة قال له نعم قال فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد
صلى الله عليه وآله.
(12) باب في الأئمة ان عندهم الصحيفة الجامعة التي هي
املاء رسول الله وخط على عليهم السلام بيده
وهي سبعون ذراعا
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن بكر بن
كرب قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعناه يقول اما والله عندنا مالا نحتاج إلى
الناس وان الناس ليحتاجون إلينا ان عندنا الصحيفة سبعون ذراعا بخط على واملاء
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أولادهما فيها من كل حلال وحرام انكم لتأتوننا فتدخلون علينا
فنعرف خياركم من شراركم.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي
عبد الله عليه السلام انه سئل عن الجامعة قال تلك صحيفة سبعون ذراعا في عريض (1) الأديم
مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية الا وهي فيها حتى
أرش الخدش.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن محمد
بن حمران عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عندنا لصحيفة

(1) عرض، كذا في البحار.
162

سبعين (1) ذراعا املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده مامن حلال ولاحرام
الا وهو فيها حتى أرش الخدش.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض رجاله عن أحمد بن
عمر الحلبي عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد ان عندنا الجامعة وما
يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك وما الجامعة قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع
رسول الله صلى الله عليه وآله املاء من فلق فيه وخطه علي عليه السلام بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شئ
يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد وأبى
المعزا عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال أشار إلى بيت كبير وقال يا حمران ان
في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي واملاء رسول الله ولو ولينا الناس لحكمنا
بينهم بما انزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا املاء
رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه على بيده وان فيها لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى
أرش الخدش.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم
عن بريد بن معاوية العجلي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام ان عندنا صحيفة
من كتب على طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها لا نعدوها وسئلته عن ميراث العلم
ما بلغ أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير كل شئ من هذه الأمور التي تتكلم فيه
الناس مثل الطلاق والفرايض فقال إن عليا كتب العلم كله القضاء والفرايض فلو
ظهر أمرنا لم يكن شئ الا فيه نمضيها.

(1) سبعون، في نسخة البحار.
163

(8) حدثنا يعقوب بن يزيد أو عمن رواه عن يعقوب عن محمد بن أبي عمير
عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عندنا
لصحيفة يقال لها الجامعة ما من حلال ولاحرام الا وهو فيها حتى أرش الخدش.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال اخرج إلى أبو جعفر عليه السلام صحيفة فيها الحلال والحرام و
الفرايض قلت؟؟ ما هذه قال هذه املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه على بيده قال فقلت
فما تبلى قال فما يبليها قلت وما تدرس قال وما يدرسها قال هي الجامعة أو من
الجامعة.
(10) حدثنا يعقوب بن إسحاق الرازي عن الحريري عن أبي عمران الأرمني
عن عبد الله بن الحكم عن منصور بن حازم وعبد الله بن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله
عليه السلام ان عندي (1) صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج إليه حتى أن فيها
أرش الخدش.
(11) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن محمد
بن عبد الملك قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام نحوا من ستين رجلا قال فسمعته يقول عندنا
والله صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق الله من حلال أو حرام الا وهو فيها حتى أن فيها
أرش الخدش.
(12) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن
المنخل؟ بن جميل بياع الجواري عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أبو جعفر ع
ان عندي لصحيفة فيها تسعة عشرة صحيفة قد حباها رسول الله صلى الله عليه وآله.
(13) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن زرارة قال دخلت
عليه وفى يده صحيفة فغطاها منى بطيلسانه ثم أخرجها فقرأها على أن ما يحدث بها

(5) عندنا، كذا في البحار.
164

المرسلون كصوت السلسلة أو كمناجاة الرجل صاحبه.
(14) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن معتب قال قال
اخرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام صحيفة عتيقة من صحف علي عليه السلام فإذا فيها ما تقول (1)
إذا جلسنا لنتشهد.
(15) حدثنا إبراهيم بن هاشم بن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد
بن عثمان عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول
وذكر ابن شبرمة فقال أبو عبد الله عليه السلام أين هو من الجامعة املاء رسول الله وخطه على
بيده فيها الحلال والحرام حتى أرش الخدش.
(16) حدثنا عبد الله بن محمد بن الوليد عمن رواه عن يونس بن يعقوب عن
منصور بن حازم قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عندنا صحيفة فيها ما يحتاج إليه حتى أن
فيها أرش الخدش.
(17) حدثنا علي بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد عن أبي أيوب عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال كنت عنده فدعا بالجامعة فنظر فيها أبو جعفر عليه السلام فإذا
فيها المرأة تموت وتترك زوجها ليس لها وارث غيره قال فله المال كله.
(18) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ابان عن عبد الرحمن بن أبي
عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن في البيت صحيفة طولها سبعون ذارعا
ما خلق الله من حلال ولا حرام الا وفيها حتى أرش الخدش.
(19) حدثنا العباس بن معروف عن القاسم بن عروة وعبد الله بن جعفر عن محمد
بن عيسى عن القاسم بن العروة عن ابن العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال والله ان عندنا
لصحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش املاء
رسول الله صلى الله عليه وآله وكتبه على بيده صلوات الله عليه.

(1) نقول، كذا في البحار.
165

(20) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن قاسم
بن يزيد عن محمد عن أحدهما عليه السلام قال إن عندنا صحيفة من كتاب على أو مصحف على ع
طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها.
(21) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت يذكرون عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج الناس
إليه حتى أرش الخدش قال وان هذا لهو العلم قال فقال أبو عبد الله ع ليس هذا هو العلم
إنما هو اثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ان العلم الذي يحدث في كل يوم وليلة.
(22) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي
بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول وذكر ابن شبرمة في فتياء أفتى بها أين
هو من الجامعة املاء رسول الله بخط على ع فيها جميع الحلال والحرام حتى
أرش الخدش.
(23) حدثنا محمد ابن عيسى عن فضالة عن ابان عن أبي شيبه قال سمعت أبا عبد الله
ع يقول ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة لم تدع لاحد كلاما فيها علم الحلال والحرام
ان أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدهم من الحق الا بعدا وان دين الله لا
يصاب بالقياس.
(24) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن قاسم عن
عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن جبرئيل اتى رسول الله
بصحيفة مختومة بسبع خواتيم من ذهب وامر إذا حضره اجله ان يدفعها إلى علي بن أبي طالب
فيعمل بما فيه ولا يجوزه إلى غيره وان يأمر كل وصى من بعده ان يفك خاتمه
ويعمل بما فيه ولا يجوز غيره.
166

(13) باب آخر فيه امر الكتب.
(1) حدثنا علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم بن محمد
الأشعري عن مروان عن الفضيل بن يسار قال قال لي أبو جعفر ع يا فضيل عندنا كتاب على
سبعون ذراعا ما على الأرض شئ يحتاج إليه الا وهو فيه حتى أرش الخدش ثم خطه
بيده على ابهامه.
(2) حدثنا علي بن الحسن عن أبيه عن إبراهيم بن محمد عن مروان قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول عندنا كتاب علي عليه السلام سبعون ذراعا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن
محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه السلام قال إنما هلك من كان قبلكم بالقياس ان الله تبارك
وتعالى لم يقبض نبيه حتى أكمل له جميع دينه في حلاله وحرامه فجاءكم مما تحتاجون
إليه في حياته وتستغيثون به وباهل بيته بعد موته وانها مصحف عند أهل بيته حتى أن
فيه لأرش خدش الكف ثم قال إن أبا حنيفة لعنه الله ممن يقول قال على
وانا قلت.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن عبد الرحيم بن محمد الأسدي
عن عنبسة العابد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن في كتاب الذي هو املاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وخطه على بيده إن كان في شئ شوم ففي النساء (2).
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال سمعته يقول إن عندنا جلدا سبعون ذراعا أملى رسول الله وخطه على بيده
وان فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى أرش الخدش.

(1) وفى نسخة بدله، اللسان.
167

(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن ميمون القداح
عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال في كتاب على كل شئ يحتاج إليه حتى أرش الخدش
والأرش.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد قال سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول ما خلق الله حلالا ولا حراما الا وله حد كحد الدور وان حلال محمد
حلال إلى يوم القيمة وحرامه حرام إلى يوم القيمة ولان عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا
وما خلق الله حلالا ولا حراما الا فيها فما كان من الطريق فهو من الطريق و
ما كان من الدور فهو من الدور حتى أرش الخدش وما سواها والجلدة ونصف
الجلدة.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن فضالة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته
يقول وذكر ابن شبرمة في فتياه فقال أين هو من الجامعة أملى رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه علي عليه
السلام بيده فيها جميع الحلال والحرام حتى أرش الخدش فيه.
(9) حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الحسين لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة فدفع
إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ووصية باطنة وكان علي بن الحسين مبطونا لا يرون الا انه لما به
فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار ذلك إلينا فقلت فما في ذلك فقال فيه
والله جميع ما يحتاج إليه ولد ادم إلى أن تفنى الدنيا.
(10) وعن حنان عن عثمان بن زياد قال دخلت على أبى عبد الله فقام بإصبعه على
ظهر كفه فمسحها عليه ثم قال إن عدنا لأرش هذا فما دونه.
(11) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن رجل
عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما ترك علي عليه السلام شيئا الا كتبه حتى أرش الخدش.
(12) حدثنا موسى بن جعفر عن محمد بن جعفر عن محمد بن عبد الجبار عن
168

ابن أبي نجران عن أبي الجارود قال لما حضر من امر الحسين ما حضر دفع وصية ظاهرة
في كتاب مدرج إلى ابنته فلما إن كان من امر الحسين ع ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين
عليه السلام قال قلت وما فيه يرحمك الله قال ما يحتاج إليه ولد ادم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى
(13) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي
عبيدة عن أبي عبد الله ع انه سئل عن الجامعة فقال تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض
الأديم.
(14) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن محمد بن الفضيل (1)
عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول مالهم ولكم وما يريدون منكم
وما يعيبونكم يقولون الرافضة نعم والله رفضتم الكذب واتبعتم الحق اما والله ان
عندنا ما لا نحتاج إلى أحد والناس يحتاجون إلينا ان عندنا الكتاب باملاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وخطه على بيده صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها كل حلال وحرام.
(15) حدثنا محمد بن حسان ويعقوب بن إسحاق عن أبي عمران الأرمني عن محمد
بن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن أبي الحسن العبدي عن علي بن ميسرة عن أبي
اراكة قال كنا مع علي ع بمسكن فحدثنا ان عليا ورث من رسول الله السيف وبعض
يقول البغلة وبعض يقول ورث صحيفة في حمائل السيف إذ خرج على ع ونحن في حديثه
فقال أيم الله لو انبسط (2) ويؤذن لي لحدثتكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا وأيم الله ان
عندي لصحف كثيرة قطايع رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وان فيها لصحيفة يقال له العبيطة
وما ورد على العرب أشد عليهم منا وان فيها لستين قبيلة من العرب مبهرجة (3) مالها
في دين الله من نصيب.
(16) حدثنا محمد بن عيسى عن فضالة عن ابان عن أبي شيبه قال سمعت أبا عبد الله

(1) محمد بن الحسين في البحار.
(2) انشط، كذا في البحار.
(3) بهرج كجعفر الردى من الشئ البهرج الباطل أيضا.
169

ع يقول ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة ان الجامعة لم تدع لاحد كلاما فيها علم الحلال
والحرام ان أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدهم من الحق الا بعدا وان
دين الله لا يصاب بالقياس.
(17) محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد
الله ع يقول إن جبرئيل اتى رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة مختومة بسبع خواتيم من ذهب و
امره إذا حضره اجله ان يدفعها إلى علي بن أبي طالب ع فيعمل بما فيها ولا يجوزه
إلى غيره.
(18) حدثنا محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن
حكيم عن أبي الحسن عليه السلام قال إنما هلك من كان قبلكم بالقياس وان الله تبارك وتعالى
لم يقبض نبيه حتى أكمله (1) جميع دينه في حلاله وحرامه فجاءكم بما تحتاجون
إليه في حياته وتستغيثون به وباهل بيته بعد موته وانها صحيفة عند أهل بيته حتى أن
فيه أرش الخدش ثم قال إن أبا حنيفة ممن يقول قال علي عليه السلام وقلت انا.
(14) باب في الأئمة عليهم السلام انهم أعطوا الجفر و
الجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شئ فيه قال فقال لي
زبور داود وتورية موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة
ما أزعم ان فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلدة

(1) وفى نسخة بدله، أكمل له.
170

ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش وعندي الجفر الأحمر وما يدريهم
ما الجفر قال قلنا جعلت فداك وأي شئ في الجفر الأحمر قال السلاح وذلك انها
تفتح للدم يفتحها صاحب السيف للقتل فقال له عبد الله بن أبي يعفور أصلحك الله فيعرف
هذا بنو الحسن قال أي والله كما يعرف الليل انه ليل والنهار انه نهار ولكن يحملهم
الحسد وطلب الدنيا ولو طلبوا الحق (1) لكان خيرا لهم.
(2) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الحسن بن علي بن
فضال عن أبي بكير وأحمد بن محمد عن محمد بن عبد الملك قال كنا عند أبي عبد الله
عليه السلام نحوا من ستين رجلا وهو وسطنا فجاء عبد الخالق بن عبد ربه فقال له كنت مع
إبراهيم بن محمد جالسا فذكروا انك تقول ان عندنا كتاب علي عليه السلام فقال لا والله
ما ترك على كتابا وإن كان ترك على كتابا ما هو الا اهابين (2) ولوددت انه عند
غلامي هذا فما أبالي عليه قال فجلس أبو عبد الله عليه السلام ثم اقبل علينا فقال ما هو والله
كما يقولون انهما جفران مكتوب فيهما لا والله انهما لإهابان عليهما أصوافهما واشعارهما
مد حوسين كتبنا (3) في أحدهما وفى الاخر سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وعندنا والله
صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق الله من حلال وحرام الا وهو فيها حتى أن
فيها أرش الخدش وقام بظفره على ذراعه فخط به وعندنا مصحف اما والله
ما هو بالقرآن.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد الجمال عن أحمد بن عمر
عن أبي بصير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له انى أسئلك جعلت فداك عن مسألة
ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبد الله عليه السلام سترا بيني وبين بيت اخر فاطلع
فيه ثم قال يا أبا محمد سل عما بدا لك قال قلت جعلت فداك ان الشيعة يتحدثون.

(1) وفى نسخة بدله، بالحق.
(2) الإهاب، بدله في البحار.
(3) كتبا، في نسخة البحار.
171

ان رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح منه الف باب قال فقال أبو عبد الله عليه السلام
يا أبا محمد علم والله رسول الله عليا الف باب يفتح له من كل باب الف باب قال قلت
له والله هذا لعلم فنكت ساعة في الأرض ثم قال إنه لعلم وما هو بذلك ثم قال يا أبا محمد
وان عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك وما الجامعة قال صحيفة
طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله واملاء من فلق فيه وخط على بيمينه فيها كل
حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلى
فقال تأذن لي يا أبا محمد قال قلت جعلت فداك إنما انا لك اصنع ما شئت قال فغمزني بيده
فقال حتى أرش هذا كأنه مغضب قال قلت جعلت فداك هذا والله العلم قال إنه لعلم وليس
بذلك ثم سكت ساعة قال إن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر مسك شاة أو جلد
بعير قال قلت جعلت فداك ما الجفر قال وعاء احمر أو ادم (1) احمر فيه علم النبيين
والوصيين قلت هذا والله هو العلم قال إنه لعلم وما هو بذلك ثم سكت ساعة ثم قال
وان عندنا لمصحف فاطمة عليه السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل
قرآنكم هذا ثلت مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ املاها (2)
الله وأوحى إليها قال قلت هذا والله هو العلم قال إنه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت
ساعة ثم قال إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك
هذا والله هو العلم قال إنه لعلم وما هو بذاك قال قلت جعلت فداك فأي شئ هو
العلم قال ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الامر والشئ بعد الشئ إلى
يوم القيمة
(4) حدثنا حمزة بن يعلى عن محمد بن الفضيل عن الربعي عن رفيد مولى أبى
هبيرة (3) قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله يسير القائم بسيرة على

(1) وادم، في نسخة البحار.
(2) وفى نسخة بدله، املاء.
(3) والصحيح انه ابن هبيرة كما صرح به في منتهى المقال.
172

ان أبى طالب في أهل السواد فقال لا يارفيد ان علي بن أبي طالب سار في أهل السواد
بما في الجفر الأبيض وان القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر قال فقلت له
جعلت فداك وما الجفر الأحمر قال فامر إصبعه إلى حلقه فقال هكذا يعنى الذبح
ثم قال يا رفيد ان لكل أهل بيت مجيبا (1) شاهدا عليهم شافعا لأمثالهم.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن علي بن سعيد قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع وعنده محمد بن عبد الله بن علي
إلى جنبه جالسا وفى المجلس عبد الملك بن أعين ومحمد الطيار وشهاب بن عبد
ربه فقال رجل من أصحابنا جعلت فداك ان عبد الله بن الحسن يقول لنا في هذا الامر ما
ليس لغيرنا فقال أبو عبد الله عليه السلام بعد كلام اما تعجبون من عبد الله يزعم أن أباه على (2)
لم يكن إماما ويقول إنه ليس عندنا علم وصدق والله ما عنده علم ولكن والله واهوى
بيده إلى صدره ان عندنا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسيفه ودرعه وعندنا والله مصحف فاطمة
ما فيه آية من كتاب الله وانه لاملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه علي عليه السلام بيده وعندنا
والله الجفر وما يدرون ما هو أمسك شاة أو مسك بعير ثم اقبل إلينا وقال أبشروا اما
ترضون انكم تجيئون يوم القيمة اخذين بحجزة علي عليه السلام وعلى اخذ بحجزة
رسول الله صلى الله عليه وآله.
(6) حدثنا أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي
بن رئاب عن أبي عبيدة قال سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجعفر فقال هو جلد
ثور مملو علما فقال له ما الجامعة فقال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم
مثل فخذ الفالج فيها كلما يحتاج الناس إليه وليس من قضية الا وفيها أرش الخدش
قال له فمصحف فاطمة فسكت طويلا ثم قال إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ان فاطمة مكثت

(1) نجيبا، في نسخة البحار.
(2) على من لم يكن، كذا في البحار.
173

بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوما وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها و
كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن
أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان على يكتب ذلك فهذا
مصحف فاطمة.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم أو غيره عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول اما والله ان
عندنا مالا نحتاج إلى أحد والناس يحتاجون إلينا ان عندنا لكتابا املاء رسول الله و
خطه على على صحيفة فيها كل حلال وحرام وانكم لتأتونا فتسئلونا فنعرف إذ اخذوا
به (1) ونعرف إذا تركوه.
(8) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن علي بن أبي حمزة عن عبد صالح
عليه السلام قال عندي مصحف فاطمة ليس فيه شئ من القرآن.
(9) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الحسن عن أبي المعزا عن
عن عنبسة بن مصعب قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فاثنى عليه بعض القوم حتى كان من
قوله وأخرى الله عدو له (2) من الجن والإنس فقال أبو عبد الله لقد كنا وعدونا كثير
ولقد أمسينا وما أحد اعدى لنا من ذوي قراباتنا ومن ينتحل حبنا انهم ليكذبون علينا
في الجفر قال قلت أصلحك الله وما الجفر قال وهو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطق (3)
أحدهما بصاحبه فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله والكتب ومصحف فاطمة اما والله ما أزعم
انه قرآن.
(10) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال ذكر له وقيعة ولد الحسن وذكرنا الجفر فقال والله ان عندنا

(1) وفى نسخة بدله، إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه.
(2) عدوك، كذا في البحار.
(3) وفى نسخة بدله، مطبق وفى نسخة البحار منطبق.
174

لجلدي ماعز وضأن املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط على وان عندنا لصحيفة طولها سبعون
ذراعا واملاها رسول الله وخطها على بيده وان فيها لجميع ما يحتاج إليه حتى
أرش الخدش.
(11) حدثنا محمد بن أحمد بن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي
عن بعض أصحابه قال ذكر ولد الحسن الجفر فقالوا ما هذا بشئ فذكر بشر ذلك لأبي
عبد الله عليه السلام فقال نعم هما إهابان اهاب ماعز واهاب ضأن مملوان علما كتبا فيهما كل
شئ حتى أرش الخدش.
(12) حدثنا أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن عبد الله بن
المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ويحكم أتدرون ما
الجفر إنما هو جلد شاة ليست بالصغيرة ولا بالكبيرة فيها خط على واملاء رسول الله
صلى الله عليه وآله من فلق فيه مامن شئ يحتاج إليه الا وهو فيه حتى أرش الخدش.
(13) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن رفيده مولى أبى هبيرة (1) عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قال لي يا رفيد كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم
في مسجد الكوفة ثم اخرج المثال الجديد على العرب الشديد قال قلت جعلت فداك ما
هو قال الذبح قال قلت باي شئ يسير فيهم بما سار علي بن أبي طالب في أهل السواد
قال لا يا رفيد ان عليا عليه السلام سار بما في الجفر الأبيض وهو الكف وهو يعلم أنه سيظهر
على شيعته من بعده وان القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح وهو يعلم أنه لا
يظهر على شيعته.
(14) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي ذكريا
يحيى عن عمرو الزيات عن ابان وعبد الله بن بكير قال لا اعلمه الا ثعلبة أو علاء بن
رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام انه لم يكن امام حتى خرج وأشهر سيفه وإنما

(1) والصحيح انه ابن هبيرة كما في كتب الرجال.
175

تصلح في قريش يعنى الإمامة قال فقال أبو عبد الله لأقوام كانوا يأتونه ويسألونه عما خلف
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وعما خلف على إلى الحسن عليه السلام ولقد خلف رسول الله صلى الله عليه وآله
عندنا جلدا ما هو جلد جمال (1) ولا جلد ثور ولا جلد بقرة الا اهاب شاة فيها كلما يحتاج
إليه حتى أرش الخدش والظفر وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام
الله انزل عليها املاء رسول الله وخط علي عليه السلام.
(15) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر
بن أذينة عن علي بن سعد قال كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده أناس من أصحابنا
فقال له معلى بن خنيس جعلت فداك ما لقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار
جعلت فداك بينا انا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن على
حمار حوله أناس من الزيدية فقال لي أيها الرجل إلى إلى فان رسول الله قال من صلى
صلواتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله
من شاء أقام ومن شاء ظعن فقلت له اتق الله ولا تغرنك هؤلاء الذين حولك فقال أبو
عبد الله للطيار ولم تقل له غير هذا قال لا قال فهلا قلت له ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك
والمسلمون مقرون له بالطاعة فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ووقع الاختلاف انقطع ذلك
فقال محمد بن عبد الله بن علي العجب لعبد الله بن الحسن انه يهزأ ويقول هذا في جفركم
الذي تدعون فغضب أبو عبد الله عليه السلام فقال العجب لعبد الله بن الحسن يقول ليس فينا
امام صدق ما هو بامام ولا كان أبوه إماما ويزعم أن علي بن أبي طالب لم يكن إماما و
يرد ذلك واما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما
يحتاج الناس إليه إلى يوم القيمة من حلال وحرام املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه علي عليه
السلام بيده وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وان عندي خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله ودرعه
وسيفه ولوائه وعندي الجفر على رغم انف من زعم.

وفى نسخة بدله، حمار.
176

(16) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن
سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان في الجفر الذي يذكرونه لما يسئلوهم (1)
لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا علي عليه السلام وفرايضه ان كانوا
صادقين وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحف فاطمة فان فيه وصية فاطمة
ومعه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله يقول إيتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم أن
كنتم صادقين.
(17) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن محمد بن عمرو عن حماد بن عثمان عن
عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الذي املاء جبرئيل على علي عليه السلام اقرآن
هو قال لا.
(18) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني
نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت وما مصحف فاطمة ع فقال إن الله تبارك وتعالى لما
قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا الله عز وجل
فأرسل إليها ملكا يسلى عنها غمها ويحدثنا فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال
لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فأعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى
أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال اما انه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه
علم ما يكون.
(19) حدثنا السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن علي بن الحسين عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن عبد الله بن الحسن بزعم انه ليس عنده من العلم الا ما عند الناس فقال
صدق والله وعبد الله بن الحسن ما عنده من العلم الا ما عند الناس ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال
والحرام وعندنا الجفر أيدري عبد الله بن الحسن ما الجفر مسك معز (2) أم مسك شاة وعندنا مصحف

(1) يسؤونه، كذا في البحار.
(2) بعير، هكذا في البحار.
177

فاطمة ع أما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه املاء رسول الله وخط على كيف يصنع
عبد الله إذا جاء الناس من كل أفق (1) ويسئلونه.
(20) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن معلى بن خنيس عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال في بنى عمه ولو انكم إذا سألوكم
وأجبتموه واحتجوكم بالامر كان أحب إلى أن تقولوا لهم انا لسنا كما يبلغكم ولكنا
قوم نطلب هذا العلم عند من هو أهله ومن صاحبه وهذا السلاح عند من هو وهذا
الجفر عند من هو ومن صاحبه فان يكن عندكم فانا نبايعكم وان يكن عند غيركم فانا
نطلبه حتى نعلم.
(21) حدثنا أحمد بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان
بن خالد قال سمعته يقول إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسؤهم (2) انهم لا
يقولون الحق وان الحق لفيه فليخرجوا قضايا على وفرايضه ان كانوا صادقين وسلوهم
عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمة ع وسلاح رسول الله قال
الله تعالى إيتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم أن كنتم صادقين (3).
(22) وروى إبراهيم بن هاشم عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم مثله.
(23) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان قال حدثني
أبو بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما مات أبو جعفر عليه السلام حتى قبض مصحف
فاطمة ع.
(24) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن نعيم بن
قابوس قال قال لي أبو الحسن عليه السلام على أكبر ابني (4) آخر ولدى واسمعهم.

(1) في نسخة بدله، فن بالتشديد.
(2) وفى نسخة بدله، يسؤونه.
(3) الآية (4) الأحقاف
(4) على ابني أكبر ولدى كذا في البحار.
178

لقولي وأطوعهم لأمري ينظر في الكتاب (1) الجفر معي وليس ينظر فيه الا نبي أو
وصى نبي.
(25) وذكر بعض أصحابنا عمن رواه عن فضالة عن حنان عن عثمان بن زياد
قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقال لي اجلس فجلست فضرب يده بإصبعه على ظهر
كفى فمسحها عليه ثم قال عندنا أرش هذا فما دونه وما فوقه.
(26) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن عبد الله بن سنان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال ذكروا ولد الحسن فذكروا الجفر فقال والله ان عندي لجلدي ماعز
وضأن املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخطه على بيده عندي لجلد اسبعين ذراعا املاء
رسول الله وخطه على بيده وان فيه لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش
الخدش.
(27) حدثنا عبد الله بن جعفر عن موسى بن جعفر عن الوشا عن أبي حمزة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال مصحف فاطمة ما فيه شئ ما كتاب الله وإنما هو شئ القى عليها
بعد موت أبيها صلى الله عليهما.
(28) حدثنا يعقوب بن يزيد عن إبراهيم بن محمد النوفلي عن الحسين بن
المختار عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين علي عليه السلام عندي
صحيفة من رسول الله بخاتمه فيها ستون قبيلة بهرجة ليس لها في الاسلام نصيب منهم
غنى وباهلة وقال يا معشر غنى وباهلة (2) اعدوا على عطاياكم حتى اشهد لكم
عند المقام المحمود انكم لا تحبوني ولا أحبكم ابدا وقال لأخذن غنيا اخذة
تضطرب منها باهلة وقال اخذ في بيت المال مال من مهور البغايا فقال اقسموه بين
غنى وباهلة.

(1) ينظر معي في كتاب الجفر والجامعة، كذا في البحار.
(2) باهلة بالتشديد، نسخة بدله
179

(29) حدثنا محمد بن الحسين عن نضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي حمزة
الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال اتى محمد بن الحنفية الحسين بن علي فقال اعطني
ميراثي من أبى فقال له الحسين ما ترك أبوك الا سبع مائة درهم فضلت من عطاياه قال فان
الناس يزعمون فليأتون فيسئلوني فلا أجد بدا من أن أجيبهم قال فاعطني من علم أبى قال
فدعا الحسين قال فذهب فجاء بصحيفة تكون أقل من شبر أو أكبر من أربع أصابع قال فملأت (1)
شجرة ونحوه علما.
(30) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن عبيس بن هشام عن محمد
بن أبي حمزة وأحمد بن عايذ عن ابن أذينة عن علي بن سعيد قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
فقال له محمد بن عبد الله بن علي تعجب لعبد الله بن الحسن يهزأ أو يقول هذا جفركم الذين تدعون فغضب
أبو عبد الله فقال العجب لعبد الله يقول ليس فينا امام صدق وليس هو بامام وما كان أبوه
بامام يزعم أن علي بن أبي طالب لم يكن إماما وكذب واما قوله في الجفر فإنه جلد
ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيمة من حلال وحرام
املاء رسول الله بخط علي عليه السلام وفيه مصحف فاطمة وما فيه آية من القرآن
وان عندي لخاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواه وعندي الجفر على رغم انف من زعم.
(31) حدثنا علي بن الحسن (2) بن الحسين السحائي (3) عن محول (4) بن
إبراهيم عن أبي مريم قال قال لي أبو جعفر عليه السلام عندنا الجامعة وهي سبعون ذراعا فيها كل
شئ حتى أرش الخدش املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام وعندنا الجفر وهو
أديم عكاظي قد كتب فيه حتى ملئت اكارعه (5) فيه ما كان وما هو كائن إلى يوم
القيمة.

(1) فملأت حملان كذا في البحار
(2) علي بن الحسن عن الحسن بن الحسين بن السحالي كذا في البحار.
(3) السنجالي في نسخة بدله
(4) فحول بدله في البحار.
(5) المكراع من كل شئ طرفه.
180

(32) حدثنا محمد بن إسماعيل عن ابن أبي نجران عن محمد بن سنان عن داود
بن سرحان ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح قال قال لي أبو
عبد الله عليه السلام يا وليد انى نظرت في مصحف فاطمة فاسئل فلم أجد لبنى فلان فيها الا
كغبار النعل.
(33) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن
عثمان عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال قيل له ان عبد الله بن الحسن
يزعم أنه ليس عنده من العلم الا ما عند الناس فقال صدق والله ما عنده من العلم الا ما
عند الناس ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر أفيدري عبد الله
أمسك بعير أو مسك شاة وعندنا مصحف فاطمة اما والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه
املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام كيف يصنع عبد الله إذا جائه الناس من كل
فن (1) يسألونه اما ترضون ان تكونوا يوم القيمة اخذين بحجزتنا ونحن اخذون بحجزة
نبينا ونبينا اخذ بحجزة ربه.
(34) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعيد
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول اما قوله في الجفر إنما هو جلد ثور مدبوغ كالجراب
فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيمة من حلال وحرام املاء رسول الله صلى الله عليه وآله
وخط علي عليه السلام.
تم الجزؤ الثالث ويتلوه الجزء الرابع.

(1) وفى نسخة بدله، أفق.
181

" الجزء الرابع "
(1) باب في الأئمة عليهم السلام وانه صارت إليهم كتب
رسول الله ص وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن
الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن معلى بن أبي عثمان عن معلى
بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الكتب كانت عند علي عليه السلام فلما سار إلى
العراق استودع الكتب أم سلمة (1) فلما مضى على كانت عند الحسن فلما مضى الحسن
كانت عند الحسين فلما مضى الحسين كانت عند علي بن الحسين ثم كانت عند أبي.
(2) حدثنا حمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي بكير عن عبد
الملك بن أعين قال أراني أبو جعفر عليه السلام بعض كتب على ثم قال لي لأي شئ كتبت
هذه الكتب قلت ما أبين الرأي فيها قال هات قلت علم أن قائمكم يقوم يوما فأحب ان
يعمل بما فيها قال صدقت.

(1) إلى أم سلمة، في نسخة البحار.
182

(3) حدثنا أحمد بن محمد (1) عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن أبي الجارود
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الحسين بن علي عليه السلام لما حضره الذي حضره دعا
ابنته الكبرى فاطمة ابنة الحسين فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن
الحسين مبطونا معهم لا يرون الا لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين
ثم صار ذلك الكتاب والله إلينا قال قلت فما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك قال فيه
والله ما يحتاج إليه ولد ادم منذ يوم خلق ادم إلى أن تفنى الدنيا والله ان فيه الحدود حتى أن
فيه أرش الخدش.
(4) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن
زرارة عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة قال قالت اقعد رسول
الله عليا عليه السلام في بيتي ثم دعا بجلد شاة فكتب فيه حتى ملأ أكارعه ثم دفعه إلى وقال
من جاءك من بعدي بآية كذا وكذا فادفعيه إليه فأقامت أم سلمة حتى توفى رسول الله
صلى الله عليه وآله وولى أبو بكر امر الناس بعثتني فقالت اذهب وانظر ما صنع هذا الرجل فجئت
فجلست في الناس حتى خطب أبو بكر ثم نزل فدخل بيته فجئت فأخبرتها فأقامت حتى
إذا ولى عمر بعثتني فصنع مثل ما صنع صاحبه فجئت فأخبرتها ثم أقامت حتى ولى
عثمان فبعثتني فصنع مثل ما صنع صاحباه فأخبرتها ثم أقامت حتى ولى على فأرسلتني
فقالت انظر ماذا يصنع هذا الرجل فجئت فجلست في المسجد فلما خطب على نزل
فرأني في الناس فقال اذهب فاستأذن على أمك قال فخرجت حتى جئتها فأخبرتها وقلت
قال لي استأذن لي على أمك وهو خلفي يريدك قالت وانا والله أريده فاستأذن على فدخل
فقال لها أعطيني الكتب الذي دفع إليك باية كذا وكذا كأني انظر إلى أمي حتى قامت
إلى تابوت لها في جوفها تابوت صغير فاستخرجت من جوفه كتابا فدفعته إلى علي ثم

(1) محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن أبي الجارود، كذا في
البحار.
183

قالت لي أمي يا بنى ألزمه فلا والله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون
عن جعفر عن أبيه قال في كتاب علي عليه السلام كل شئ يحتاج إليه حتى الخدش و
الأرش والهرش.
(6) حدثنا محمد بن خالد الطيالسي عن سيف عن منصور أو عن يونس قال حدثني
أبو الجارود قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما حضر الحسين عليه السلام ما حضر دعا فاطمة
بنته فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة فقال يا بنتي ضعي هذا في أكابر ولدى فلما
رجع علي بن الحسين دفعته إليه وهو عندنا قلت ما ذاك الكتاب قال ما يحتاج إليه ولد ادم
منذ كانت الدنيا حتى تفنى.
(7) حدثنا إبراهيم هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خالد بن حماد عن الحسين
بن نعيم الصحاف عن علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسين عليه السلام يا علي هذا أفقه ولدى وقد
نحلته كتبي وأشار بيده إلى ابنه علي عليه السلام.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن انس بن محرز عن علي بن يقطين قال سمعته يقول إن
ابني عليا سيد ولدى وقد نحلته كتبي.
(9) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب وعثمان بن عيسى عن الحسين
بن نعيم عن علي بن يقطين قال كنت جالسا عند أبي إبراهيم فدخل عليه على ابنه فقال
هذا سيد ولدى وقد نحلته كتبي.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم
عن بريد العجلي عن محمد بن مسلم قال سئلته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع هو من
العلم أم فيه تفسير كل شئ من هذه الأمور التي يتكلم فيها الناس من الطلاق و
الفرايض فقال إن عليا عليه السلام كتب العلم كله القضاء والفرايض فلو ظهر أمرنا فلم يكن
شيئا (1) الا وفيه سنة نمضيها.

(1) الظاهر أنه، شئ
184

(11) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن نجاد
العابد قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام وذكرت عنده الصلاة فقال إن في كتاب على
الذي املاء رسول الله ان الله تبارك وتعالى لا يعذب على كثرة الصلاة والصيام ولكن يزده
جزاء (1).
(12) حدثنا محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن العابد
قال كنا عند الحسين بن علي عم جعفر بن محمد وجائه محمد بن عمران فسئله كتاب ارض فقال
حتى أخذ ذلك من أبى عبد الله عليه السلام قال قلت له وما شأن ذلك عند أبي عبد الله عليه السلام قال إنها
وقعت عند الحسن ثم عند الحسين ثم عند علي بن الحسين ثم عند أبي جعفر عليه السلام
ثم عند جعفر فكتبناه من عنده.
(13) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن
زرارة عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال التفت علي بن الحسين عليه السلام إلى ولده
وهو في الموت وهم مجتمعون عنده ثم التفت إلى محمد بن علي ابنه فقال يا محمد
هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ثم قال اما انه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكنه
كان مملوا علما.
(14) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الحسين عن أبي مخلد
عن عبد الملك قال دعا أبو جعفر عليه السلام بكتاب علي عليه السلام فجاء به جعفر عليه السلام مثل فخذ
الرجل مطوى (2) فإذا فيه ان النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا هو توفى
عنها (3) شئ فقال أبو جعفر هذا والله خطه علي عليه السلام بيده واملاء رسول الله صلى
الله عليه وآله.
(15) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن أبي عبد الله

(1) بزبده خيرا، كذا في نسخة بدله
(2) مطويا، كذا في الوسائل.
(3) عنهن، كذا في الوسايل.
185

عليه السلام قال في كتاب علي عليه السلام الذي املى رسول الله صلى الله عليه وآله إن كان الشوم في شئ
ففي النساء.
(16) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الرحمن بن حماد عن جعفر بن عمران
الوشا عن أبي المقدام عن ابن عباس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا فدفعه إلى أم
سلمة فقال إذا انا قبضت فقام رجل على هذه الأعواد يعنى المنبر فأتاك يطلب هذا الكتاب
فادفعيه إلى فقام أبو بكر ولم يأتها وقام عمر ولم يأتها وقام عثمان فلم يأتها وقام علي عليه
السلام فناداها في الباب فقالت ما حاجتك فقال الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله
فقالت وانك أنت صاحبه فقالت اما والله ان الذي كنت لأحب ان يحبوك به فأخرجته
إليه ففتحه فنظر فيه ثم قال إن في هذا لعلما جديدا.
(17) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن الحسين
بن علي قال جاء مولى لهم فطلب منهم كتابا فقال هو عند جعفر فقلت ولم صار عند
جعفر قال كان عند علي بن الحسين ثم كان عند أبي جعفر ثم هو اليوم عند
جعفر.
(18) حدثنا محمد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عبد الله بن
أيوب عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما ترك على شيعة وهم يحتاجون إلى
أحد في الحلال والحرام حتى انا وجدنا في كتابه أرش الخدش قال ثم قال اما انك
ان رأيت كتابه لعلمت انه من كتب الأولين.
(19) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الصباح قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي ع أنت أخي وصاحبي وصفيي ووصيي وخالصي
من أهل بيتي وخليفتي في أمتي وسأنبئك فيما يكون فيها من بعدي يا علي انى
أحببت (1) لك ما أحبه لنفسي وأكره لك ما أكرهه لها فقال لي أبو عبد الله هذا مكتوب

(1) وفى نسخة بدله، أحب.
186

عندي في كتاب على ولكن دفعته (1) أمس حين كان هذا الخوف وهو حين صلب
المغيرة.
(20) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي بكير عن
زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلى.
(21) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان عن أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال في بنى عمه لو أنكم سألوكم وأجبتموهم كان أحب إلى أن
تقولوا لهم انا لسنا كما يبلغكم ولكنا قوم نطلب هذا العلم عند من هو ومن صاحبه فان
يكن عندكم فانا نتبعكم إلى من يدعونا إليه وان يكن عند غيركم فانا نطلبه حتى
نعلم من صاحبه وقال إن الكتب كانت عند علي بن أبي طالب عليه السلام فلما سار إلى العراق
استودع الكتب أم سلمة فلما قتل كانت عند الحسن فلما هلك الحسن كانت عند الحسين
ثم كانت عند أبي ثم تزعم يسبقونا إلى خير أم هم ارغب إليه منا أم هم أسرع إليه منا
ولكنا ننتظر امر الأشياخ الذين قبضوا قبلنا اما انا فلا احرج ان أقول إن الله قال في
كتابه لقوم أو إثارة من علم أن كنتم صادقين (2) فمرهم فليدعوا من عنده اثرة من علم أن
كانوا صادقين.
(22) حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن حماد بن
عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام اكتب ما املى عليك قال علي عليه السلام يا نبي الله وتخاف
النسيان قال لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك ان يحفظك فلا ينساك لكن
اكتب لشركائك قال قلت ومن شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم يسقى أمتي
الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف البلاء عنهم وبهم تنزل الرحمة من السماء و

(1) وفى نسخة بدله (دفنته)
(2) الآية (4) الأحقاف.
187

هذا أولهم أو ماء بيده إلى الحسن ثم أو ماء بيده إلى الحسين ثم قال الأئمة من
ولدك.
(23) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن محمد بن سنان عن صباح عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن أم سلمة قالت أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا قال امسكي هذا
فإذا رأيت أمير المؤمنين صعد منبري فجاء يطلب هذا الكتاب فادفعيه إلى قالت فلما قبض
رسول الله صلى الله عليه وآله صعد أبو بكر المنبر فانتظرته به فلم يسألها فلما مات صعد عمر فانتظرته
فلم يسألها فلما مات عمر صعد عثمان فانتظرته فلم يسألها فلما مات عثمان صعد أمير
المؤمنين فلما صعد ونزل جاء فقال يا أم سلمة أريني الكتاب الذي أعطاك رسول الله
صلى الله عليه وآله فأعطيته فكان عنده قال قلت أي شئ كان ذلك قال كل شئ تحتاج إليه
ولد ادم.
(24) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار عن
عبد الرحمن بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع
قال لما حضر الحسين ما حضر دفع وصيته إلى فاطمة ابنته ظاهرة في كتاب مدرج فلما
كان من امر الحسين ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين قال قلت فما فيه يرحمك الله قال
ما تحتاج إليه ولد ادم منذ كانت الدنيا إلى أن ينتهى (1)
2 - باب في الأئمة عندهم الكتب التي فيها أسماء الملوك
الذي يملكون
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن ابن أبي هاشم وجعفر بن بشير عن
عنبسة عن المعلى بن خنيس قال كنت عنه أبى عبد الله عليه السلام إذ اقبل محمد بن عبد الله بن

(1) نفنى، كذا في البحار.
188

الحسن فسلم ثم ذهب ورق له أبو عبد الله ودمعت عينه فقلت له لقد رأيتك صنعت به ما
لم تكن تصنع قال رققت له لأنه ينسب في امر ليس له لم أجده في كتاب على من خلفاء
هذه الأمة ولا ملوكها.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن عمير عن عمر بن أذينة عن جماعة سمعوا
أبا عبد الله عليه السلام يقول وقد سئل عن محمد فقال إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي
وكل مالك يملك والله ما محمد بن عبد الله في أحدهما.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد -
الصمد بن بشير عن فضيل سكره قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام قال يا فضيل أتدري
في أي شئ كنت انظر فيه قبل قال قلت لا قال كنت انظر في كتاب فاطمة ع
فليس ملك يملك الا وفيه مكتوب اسمه واسم أبيه فما وجدت لولد الحسن
فيه شئ.
(4) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن
معلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله عليه السلام مامن نبي ولا وصي ولا ملك الا في كتاب عندي لا والله
ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد (1) عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن عمران (2)
عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عندي لصحيفة فيها اسم الملوك
ما لولد الحسن فيها شئ.
(6) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن صفوان عن العيص بن
القاسم قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام مامن نبي ولا وصى ولا ملك الا في كتاب عندي
والله ما لمحمد بن عبد الله فيه اسم.
(7) حدثنا محمد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان

(1) يعقوب بن يزيد أو عمن رواه عن يعقوب عن محمد بن أبي عمير، كذا في البحار.
(2) محمد بن حمران، كذا في البحار.
189

عن داود بن سرحان ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح
قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا وليد انى نظرت في مصحف فاطمة ع فلم أجد لبنى فلان
فيه الا كغبار النعل.
(نادر من الباب)
(1) أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن دينار
عن عبد الله بن عطاء التميمي قال كنت مع علي بن الحسين في المسجد فمر عمر بن
عبد العزيز عليه شراكا فضة وكان من أحسن الناس وهو شاب فنظر إليه علي بن الحسين
فقال يا عبد الله بن اعطاء ترى هذا المترف انه لن يموت حتى يلي الناس قال قلت
هذا الفاسق قال نعم لا يلبث فيهم الا يسيرا حتى يموت فإذا مات لعنه أهل السماء و
استغفر له أهل الأرض.
(3) باب ما عند الأئمة عليهم السلام من ديوان شيعتهم
الذي أسماؤهم وأسماء آبائهم
(1) حدثنا يعقوب بن يزد عن الحسن بن علي بن فضال عن ظريف ناصح
وغيره عمن رواه عن حبابة الوالبية قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان لي ابن أخ وهو يعرف
فضلكم وانى أحب ان تعلمني امن شيعتكم قال وما اسمه قالت قلت فلان بن فلان قالت
فقال يا فلانة هات الناموس فجائت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثم نظر فيها فقال نعم هو
ذا اسمه واسم أبيه هيهنا.
190

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر
الحضرمي عن رجل من بنى حنيفة قال كنت مع عمى فدخل على علي بن الحسين فرأى بين
يديه صحايف (1) ينظر فيها فقال له أي شئ هذه الصحف جعلت فداك قال هذا ديوان
شيعتنا قال أفتأذن اطلب اسمى فيه قال نعم فقال فانى لست اقراء وابن أخي على
الباب فتأذن له فيدخل حتى يقرأ قال نعم فادخلني عمى فنظرت في الكتاب فأول
شئ هجمت عليه اسمى فقلت اسمى ورب الكعبة قال ويحك فأين انا فجزت بخمسة
أسماء أو ستة ثم وجدت اسم عمى فقال علي بن الحسين اخذ الله ميثاقهم معنا على ولايتنا
لا يزيدون ولا ينقصون ان الله خلقنا من اعلا عليين وخلق شيعتنا من طينتنا أسفل من
ذلك وخلق عدونا من سجين وخلق أوليائهم منهم من أسفل النار (2).
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن حسان عن أبي
محمد البزاز قال حدثني حذيفة بن أسيد الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وآله قال دخلت على علي بن
الحسين عليه السلام فرأيته يحمل شيئا قلت ما هذا قال هذا ديوان شيعتنا قلت أرني انظر
فيها اسمى فقلت انى لست اقرأ قال ابن أخي (3) يقرأ فدعا بكتاب فنظر فيه فقال ابن
أخي اسمى ورب الكعبة قلت ويلك أين اسمى فنظر فوجد بعد اسمه بثمانية أسماء.
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان
عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان حبابة الوالبية
كانت إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين عليه السلام وكان امرأة شديدة الاجتهاد
وقد يبس جلدها على بطنها من العبادة وانها خرجت مرة ومعها ابن عم لها غلام فدخلت
به على الحسين عليه السلام فقالت له جعلت فداك فانظر هل تجد ابن عمى هذا فيما عندكم

(1) وفى نسخة بدله، صحيفة. (2) ذلك النار، كذا في البحار.
(3) وان ابن أخي، كذا في البحار.
191

وهل تجده ناج (1) قال فقال نعم نجده عندنا ونجده ناج.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن الوشا عن أبي حمزة قال خرجت
بابي بصير أقوده إلى باب أبى عبد الله عليه السلام قال فقال لي لا تتكلم ولا تقل شيئا فانتهيت به
إلى الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد الله عليه السلام فقال يا فلانة افتحي لأبي محمد الباب قال
فدخلنا والسراج بين يديه فإذا سفط (2) بين يديه مفتوح قال فوقعت على الرعدة فجعلت ارتعد فرفع رأسه إلى فقال ابزاز أنت قلت نعم جعلني الله فداك قال فرمى إلى
بملأة قوهية (3) كانت على المرفقة فقال اطو هذه فطويتها ثم قال ابزاز أنت وهو ينظر
في الصحيفة قال فازددت رعدة قال فلما خرجنا قلت يا أبا محمد ما رأيت كما مر بي الليلة
انى وجدت بين يدي أبى عبد الله عليه السلام سفطا قد اخرج منه صحيفة فنظر فيها فكلما نظر
فيها أخذتني الرعدة قال فضرب أبو بصير يده على جبهته ثم قال ويحك الا أخبرتني
فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة ولو أخبرتني لسألته ان يريك
اسمك فيها.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
سليمان عن عمرو بن أبي بكر (4) عن رجل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما وادع
الحسن عليه السلام معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه وكان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه
حيث توجه فقلت له ذات يوم جعلت فداك يا أبا محمد هذا الحمل لا يفارقك حيث ما
توجهت فقال يا حذيفة أتدري ما هو قلت لا قال هذا الديوان قلت ديوان ما ذا قال
ديوان شيعتنا فيه أسماؤهم قلت جعلت فداك فارني اسمى قال اغد بالغداة قال فغدوت إليه
ومعي ابن أخ لي وكان يقرأ ولم أكن اقرأ فقال ما غدا بك قلت الحاجة التي وعدتني قال

(1) وفى نسخة بدله، ناجيا.
(2) السفط وعاء شبه القفة يخباء فيه الطيب وكأنه معرب سبد.
(3) ضرب من الثياب بيض منسوب إلى قوهستان معرب كوهستان.
(4) عمر بن أبي بكر، كذا في البحار.
192

ومن ذا الفتى معك قلت ابن أخ لي وهو يقرأ ولست اقرأ قال فقال لي اجلس فجلست
فقال على بالديوان الأوسط قال فاتى به قال فنظر الفتى فإذا الأسماء تلوح قال فبينما
هو يقرأ إذ قال هو يا عماه هو ذا اسمى قلت ثكلتك أمك انظر أين اسمى قال فصفح
ثم قال هو ذا اسمك فاستبشرنا واستشهد الفتى مع الحسين بن علي عليه السلام.
(7) حدثنا علي بن الحسن عن الحسين (1) بن الحسن السجانى عن الحسين
بن يسار عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن الماضي عليه السلام اسمى عندكم في السفط التي
فيها أسماء شيعتكم فقال أي والله في الناموس (2).
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن المرزبان بن عمران قال سئلت الرضا
عليه السلام عن نفسي فقلت أسألك عن أهم الأشياء امن شيعتكم انا فقال نعم فقلت جعلت فداك
فتعرف اسمى في الأسماء قال نعم.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام انه كتب إليه في رسالة ان شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء
آبائهم اخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام
غيرنا وغيرهم.
(10) حدثنا عبد الله بن محمد (3) عن محمد بن الحسن السرى عن عمه علي بن
السرى الكرخي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه شيخ ومعه ابنه فقال
له الشيخ جعلت فداك امن شيعتكم انا فاخرج أبو عبد الله عليه السلام صحيفة مثل فخذ البعير
فناوله طرفها ثم قال له ادرج فأدرجه حتى أوقفه على حرف من حروف المعجم فإذا اسم
ابنه قبل اسمه فصاح الابن فرحا اسمى والله فرحم الشيخ ثم قال له ادرج فادرج ثم أوقفه
أيضا على اسمه كذلك.

(1) علي بن الحسين كذا في البحار.
(2) أي صاحب السر المطلع على باطن امرك.
(3) عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن الحسن السرى، كذا في البحار.
193

(4) باب ما عند الأئمة عليهم السلام من سلاح رسول الله
ص وآيات الأنبياء مثل عصى موسى وخاتم سليمان والطست و
التابوت والألواح وقميص آدم
(1) حدثني العباس بن المعروف عن حماد بن سليمان (1) عن ابن مسكان عن
سليمان بن هارون قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان العجلية يزعمون أن عبد الله بن الحسن
يدعى ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عنده قال والله لقد كذب فوالله ما هو عنده وما رآه بواحدة
من عينيه قط ولا رآه عند أبوه الا أن يكون رآه عنده علي بن الحسين وان صاحبه لمحفوظ
ومحفوظ له ولا يذهبن يمينا ولا شمالا فان الامر واضح والله لو أن أهل الأرض اجتمعوا
على أن يحولوا هذا الأمر من موضعه الذي وضحه الله ما استطاعوا ولو أن خلق
الله كلهم جميعا كفروا حتى لا يبقى أحد جاء الله لهذا الأمر باهل يكونون
هم أهله.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن سعيد
السمان قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا أفيكم
امام مفترض طاعته فقال لا قال فقالا له فأخبرنا عنك الثقات انك تعرفه وتسميهم لك
وهم فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذبون فغضب أبو عبد الله عليه السلام
وقال ما امرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا فقال لي أتعرف هذين قلت نعم هما
من أهل سوقنا من الزيدية وهما يزعمان ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسن

حماد بن عيسى بدله في البحار.
194

فقال كذبا لعنهما الله ولا والله ماراه عبد الله بعينيه ولا بواحد من عينيه ولا رآه أبوه الا
أن يكون رآه عند علي بن الحسين بن علي وان كانا صادقين فما علامة في مقبضه ومالا
ترى (1) في موضع مضربه وان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله ودرعه ولامته (2) ومغفرة
فان كانا صادقين فما علامة في درعه وان عندي لراية رسول الله صلى الله عليه وآله المغلبة وان عندي
ألواح موسى وعصاه وان عندي لخاتم سليمان بن داود وان عندي الطست الذي كان يقرب
بها موسى القربان وان عندي الاسم الذي كان إذا أراد رسول الله ان يضعه بين المسلمين
والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة وان عندي التابوت التي جاءت
به الملائكة تحمله ومثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل أهل بيت (3) وقف
التابوت على باب دارهم أوتوا النبوة كذلك ومن صار إليه السلاح منا اوتى الإمامة ولقد
لبس أبى درع رسول الله فخطت على الأرض خطيطا ولبستها انا فكانت وقائمنا ممن إذا لبسها
ملأها إن شاء الله.
(3) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن ظريف بن ناصح قال لما كانت الليلة
التي ظهر فيها محمد بن عبد الله بن الحسن دعا أبو عبد الله بسفط له فلما وضع بين يديه
فتحه ومد يده إلى شئ فتناوله فتعيب فيه شئ فغضب ثم دعا سعيدة باسمها فقال له
حمزة بن عبد الله بن محمد أصلحك الله لقد غضبت غضبا ما أريك غضبت مثله فقال له ما
تدرى ما هذه هذه العقاب راية رسول الله قال ثم اخرج صرة فاخذها بيده فقال في هذه
الصرة مائتا دينار عزلها علي بن الحسين عن ثمن عمودان أعددت لهذا الحدث الذي
حدث الليلة بالمدينة قال فاخذها فمضى فكانت نفقته بطيبة.
(4) حدثنا أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن ابن سنان عن عبد الله مسكان
عن سليمان خالد قال بينا مع أبي عبد الله عليه السلام في ثقيفة له إذا استأذن عليه أناس من أهل

(1) اثر، بدله في البحار.
(2) لامة، الدرع.
(3) فأي بيت، في نسخة البحار.
195

الكوفة فاذن لهم فدخلوا فقالوا يا أبا عبد الله ان أناسا يأتوننا يزعمون أن فيكم
أهل البيت امام مفترض الطاعة فقال ما اعرف ذلك في أهل بيتي قالوا يا أبا عبد الله
يزعمون انك أنت هو قال ما قلت لهم ذلك قالوا يا أبا عبد الله انهم أصحاب تشمير و
أصحاب خلوة وأصحاب ورع وهم يزعمون انك أنت هو قال هم اعلم وما قالوا قال فلما
رأوه انهم قد أغضبوه فخرجوا فقالوا يا سليمان من هؤلاء قلت الناس (1) من العجلية (2)
قال عليهم لعنة الله قلت يزعمون أن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وقع عند عبد الله بن الحسن
قال لا والله ما رآه عبد الله بن الحسن ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه الا أن يكون
رآه عند علي بن الحسين عليه السلام فان كانوا صادقين فاسألوهم عما في ميسره (3) وعما في
ميمنه (4) فان في ميسره (5) سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وفى ميمنه (6) علامة ثم قال والله
ان عندنا لسيف رسول الله ودرعه وسلاحه ولأمته وان عدنا الذي كان رسول الله يضعه بين
المشركين وبين المسلمين فلا يخلص إليهم نشابة والله ان عندنا لمثل التابوت الذي
جاءت به الملائكة تحمله والله ان عندنا لمثل الطست الذي كان موسى يقرب فيها
القربان والله ان عندنا الألواح موسى وعصاه وان قائمنا من لبس درع رسول الله فملأها
ولقد لبسها أبو جعفر عليه السلام فخطت عليه فقلت له أنت الحم أم أبو جعفر قال
كان أبو جعفر الحم منى ولقد لبستها انا فكانت وكانت وقال بيده هكذا فقلبها
ثلثا.
(5) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن يحيى عن أبيه عن
عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن السلاح فينا كمثل التابوت في بنى

(1) قال أناس، كذا في البحار.
(2) العجلية، الضعفاء من الزيدية فسموا " العجلية " لأنهم أصحاب هارون بن سعيد
العجلي " في فرق الشيعة ".
(3) في كلا الموردين، في نسخة بدله ميسرته.
(5) في كلا الموردين، في نسخة بدله ميسرته.
(4) ميمنته، بدله في البحار في كلا الموردين.
(6) ميمنته، بدله في البحار في كلا الموردين.
196

إسرائيل كان حيث ما دار التابوت فثم الملك وحيث ما دار السلاح فثم العلم.
(6) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن سليمان بن
هارون العجلي أنه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله العجلية يقولون
رهطان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسن قال والله ما رآه ولا رآه أبوه الذي
ولده الا أن يكون عند علي بن الحسين ان صاحب هذا الامر لمحفوظ ومحفوظ له
فلا يذهبن يمينا ولا شمالا فان الأمر واضح والله لو أن أهل السماء وأهل الأرض
اجتمعوا إلى أن يحولوا هذا الأمر عن موضعه الذي وضعه الله ما استطاعوا.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن السلاح فينا
بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح كما يدور حيث دار
التابوت.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
عمر بن ابان عن أديم بن الحر عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما
قبض رسول الله ورث على علمه وسلاحه وما هنالك ثم صار إلى الحسن والحسين ثم صار
إلى علي بن الحسين.
(9) وعنه عن فضالة بن أيوب عن ابان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد الله
عليه السلام قال لبس أبى درع رسول الله صلى الله عليه وآله وهي ذات الفضول فجرها على
الأرض هنا.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران
عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عما يتحدث الناس انه دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة
قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض ورث علي عليه السلام سلاحه وما هنالك ثم صار إلى الحسن
والحسين فلما خشيا ان يفتشا استودعا أم سلمة ثم قبضا بعد ذلك فصار إلى أبيك علي بن
الحسين ثم انتهى إليك أو صار إليك قال نعم.
197

(11) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران
عن أبي جعفر عليه السلام قال ذكرت الكيسانية (1) وما يقولون في محمد بن علي فقال الا
يقولون عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان في سيفه من علامة كانت في جانبيه ان
كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى شئ مما في وصية
فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له.
(12) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد عن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن
عمر بن أذينة عن علي بن سعيد قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعته يقول إن عندي لخاتم
رسول الله صلى الله عليه وآله ودرعه وسيفه ولواه.
(13) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحصين الأسدي
عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال خرج أمير المؤمنين ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة
وهو يقول همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الامام وعليه قميص آدم وفى يده خاتم سليمان و
عصى موسى عليه السلام.
(14) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي قال
ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال الا (2)
تسئلونهم عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ان محمد بن علي كان يحتاج في الوصية أو إلى
الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخها له.
(15) حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد
بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر سيف
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إنه مصفود الحمايل وقال اتاني اسحق فعظم بالحق والحرمة السيف

(1) الكيسانية، فرقة قالت بامامة محمد بن الحنفية لأنه كان صاحب، راية أبيه
يوم البصرة دون أخويه فسموا (الكيسانية) وإنما سموا بذلك لان المختار بن أبي عبيدة
الثقفي كان رئيسهم وكان يلقب كيسان " كذا في فرق الشيعة "
(2) اما، بدله في البحار.
198

الذي اخذه هو سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له وكيف يكون هو وقد قال أبو جعفر
عليه السلام إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت
دار الملك.
(16) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد
عن محمد بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال صليت وخرجت حتى إذا كنت قريبا
من الباب استقبلني مولى لبنى الحسن عليه السلام قال كيف أمسيت يا أبا عبد الله قال قلت من
يتق الله فهو بخير قال إني خرجت من عند بنى الحسن انفا فسمعتهم يقولون إن شيعتك
بالكوفة يزعمون انك نبي وان عندك سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله قال قلت يا أبا فلان لقد
استقبلتني بأمر عظيم قال وفعلت قلت نعم قال ذاك أردت قلت هل أنت مبلغ عنى كما
بلغتني قال نعم قلت والله قلت وحق الثلاثة يا عبد الله لقد أجبت ان تؤكد على قلت أو
فعلت قال نعم قلت ذاك أردت قلت قل لبنى الحسن ما تصنعون باهل الكوفة فمنهم من يصدق
وفيهم من يكذب هذا انا عندكم أزعم ان عندي سلاح رسول الله ورأيته ودرعه وان
أبى قد لبسها فخطت عليه فلتأت بنو الحسن فليقولوا مثل ما أقول قال ثم اقبل على فقال إن
هذا لهو الحسد لا والله ما كانت بنو هاشم يحسنون يحجون ولا يصلون حتى علمهم أبى
وبقر لهم العلم.
(17) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن علاء بن
سبابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عما يتحدث الناس إنما هي صحيفة مختومة (1)
منها (2) من كان على ميل من المدينة ولها اشترى العريض فوالله ما أدركها أبى ووالله

(1) فقال إن رسول الله ص لما أرد الله ان يقبضه أورث عليا علمه وسلاحه وما
هناك ثم صار إلى الحسن والى الحسين ثم حين قتل الحسين استودعه أم سلمة ثم قبض
بعد ذلك منها قال فقلت صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك
قال نعم، هذا الذيل في نسخة البحار وهو الصحيح إذ ذيل الرواية المذكورة في المتن
لا يرتبط بصدره بل هو ذيل رواية أخرى يأتي وهو الحديث (50) من هذا الباب
(2) ويأتي صدر هذا الخبر في حديث (50) من هذا الباب.
199

ما ادرى أدركها أم لا.
(18) حدثنا محمد بن عبد الله زياد أبى الجبار
عن أبي القاسم (1) عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل بن
محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال لما حضرت
علي بن الحسين الوفاة قبل ذلك قال اخرج سفطا أو صندوقا عنده فقال يا محمد احمل
هذا الصندوق قال فحمل بين أربعة قال فلما توفى جاء اخوته يدعون في الصندوق
فقالوا أعطنا نصيبنا من الصندوق فقال والله مالكم فيه شئ ولو كان لكم فيه شئ
ما دفعه إلى وكان في الصندوق سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وكتبه.
(19) حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي جعفر
عليه السلام تنظر في كتب أبيك فقال نعم فقلت سيف رسول الله ودرعه فقال قد كان في موضع
كذا وكذا فاتى ذلك الموضع مسافر ومحمد بن علي ثم سكت.
(20) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن فضالة عن
ابان عن الحسين بن أبي سارة عن أبي جعفر عليه السلام قال السلاح فينا بمنزلة التابوت إذا
وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل وقد اوتى الملك كذلك السلاح حيث ما دارت
دارت الإمامة.
(21) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن أحمد بن عبد الله عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله صلى الله عليه وآله من أين هو قال هبط به
جبرئيل من السماء وكانت حلقته من فضة وهو عندي.
(22) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن الحلبي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال الامام يعرف بثلث خصال انه أولى الناس بالذي كان قبله و
عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده الوصية وهو الذي قال الله تعالى ان الله يأمركم

(1) عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن القاسم، كذا في البحار.
200

ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها (1) وقال السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل
يدور الملك حيث دار السلاح كما كان يدور حيث دار التابوت.
(24) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم الكوفي محمد بن إسماعيل
القمي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عيسى بن عبد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عليه السلام
قال لما حضرت علي بن الحسين الموت (2) قبل ذلك اخرج السفط والصندوق عنده
فقال يا محمد احمل هذا الصندوق قال فحمل بين أربعة فلما توفى جاء اخوته
يدعون في الصندوق فقالوا أعطنا نصيبنا من الصندوق فقال والله مالكم فيه شئ
ولو كان لكم فيه شئ ما دفعه إلى وكان في الصندوق سلاح رسول الله
وكتبه.
(25) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي
إبراهيم عليه السلام قال السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه انه لو وضع عند شر خلق الله كان
خيرهم لقد حدثني أبي عنه انه حيث بنى بالثقيفة وكان شق له في الجدار فنجد البيت
فلما كان صبيحة عرسه رمى ببصره ورأي في جدره (3) خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك
فقال تحولي فانى أريد ان ادعو موالي في حاجة فكشطه فيما منها مسمار الا وجده مصروفا
طرفه عن السيف وما وصل إليه شئ.
(26) حدثنا عمار بن موسى عن الحسن بن ظريف عن أبيه عن الحسن بن زيد
قال لما كان من امر محمد بن عبد الله بن الحسن ما كان ودعاه لنفسه امر أبو عبد الله
عليه السلام بسفط فاخرج إليه منه صرة فيها مأة دينار لينفقها لعمودان (4) فمد يده إلى خرقة
فردها ثم قال هذا عقاب راية رسول الله صلى الله عليه وآله.

(1) الآية (58) النساء.
(2) الوفاة بدله، في البحار.
(3) حذوه، بدله في البحار.
(4) بعمودان، في نسخة البحار.
201

(27) حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن ابان
عن الحسن بن أبي سارة عن أبي جعفر عليه السلام قال السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل
إذا وضع التابوت على باب رجل من بني إسرائيل علم بنو إسرائيل انه قد اوتى
الملك فكذلك السلاح حيث مادارته (1) دارت الإمامة.
(28) حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن
عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قلت إن الناس يتكلمون في أبى جعفر يقولون ما بالها (2)
ابطحت (3) من ولد أبيه من له مثل قرابته ومن هو أكبر منه وقصرت عمن هو أصغر
منه وقال يعرف صاحب هذا الأمر بثلث خصال لا تكون في غيره هو أولى الناس
بالذي قبله وهو وصيه وعنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيته وذلك عندي لا
أنازع فيه.
(29) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن بره عن عامر
بن خزاعة قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال الا أريك نعل رسول الله صلى الله عليه وآله قال قلت
بلى قال فدعا بقمطر ففتحه فاخرج منه نعلين كأنما رفعت الأيدي عنهما تلك الساعة
فقال هذا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يعجبني بهما كأنما رفعت عنهما تلك
الساعة.
(30) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن أسد عن الحسين القمي عن نعمان
بن منذر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام
حين قتل عمر ناشدهم قال نشدتكم الله هل فيكم أحد ورث سلاح رسول الله ورأيته (4) و
خاتمه غيري قالوا لا.

(1) وفى نسخة بدله، دارت.
(2) وفى نسخة بدله، نالها.
(3) وفى نسخة بدله تخطت وفى اخر تغطت.
(4) وفى نسخة البحار بزيادة، ودوابه.
202

(31) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن ابان وسهل بن الحسين
عن بيان (1) بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن القاسم عن أبان بن عثمان عن أبي
بصير قال سمعت سليمان بن خالد يسئل أبا عبد الله عليه السلام فقال جعلت فداك ان عبد الله بن
الحسن يزعم أن سيف رسول الله عنده فقال أبو عبد الله لا ورب الكعبة هذا المصباح ما
رآه ولا بواحدة من عينيه قط ثم قال لا أدري الا أن يكون رآه أبوه وهو صبي وهو في حجر
علي بن الحسين.
(32) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ألواح
موسى عندنا وعصى موسى عندنا ونحن ورثنا النبي صلى الله عليه وآله.
(33) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن عليه السلام قال كان أبو جعفر
عليه السلام يقول إنما السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت فثم الامر
قلت فيكون السلاح مزايلا للعلم قال لا.
(34) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن مسكين عن
نوح بن دراج عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إنما
مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار التابوت دار العلم.
(35) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن عن فضالة
عن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن السلاح
فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل حيث دار التابوت فثم الملك وحيث ما دار السلاح
فثم العلم.
(36) حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن منيع بن الحجاج
البصري عن مجاشع عن معلى عن محمد بن الفيض عن محمد بن علي عليه السلام قال كان عصى
موسى لادم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وانها لعندنا وان عهدي

(1) الظاهر أنه، بنان.
203

بها انفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت
لقائمنا ليصنع كما كان موسى يصنع بها وانها لتروع وتلقف (1) قال إن رسول الله
صلى الله عليه وآله لما أراد الله ان يقبضه أورث عليا عليه السلام علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى
الحسن والحسين ثم حين قتل الحسين استودعه أم سلمة ثم قبض بعد ذلك منها قال
فقلت ثم صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك قال نعم.
(37) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
عمر بن ابان عن سليمان بن خالد قال قلت إن العجليه يزعمون أن سلاح رسول الله
صلى الله عليه وآله عند ولد الحسن قال كذبوا والله قد كان لرسول الله سيفان وفى أحدهما علامة في ميمنته
فليخبروا بعلامتها وأسمائهما إن كان صادقين ولكن لا ازرى ابن عمى قال قلت وما اسمها
فقال اسم إحديهما الرسوم والاخر مخذم.
(38) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
بن ابان قال ذكر له الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال الا يقولون عند من
سلاح رسول الله وما كان في سيفه ما علامة جانبه ان كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي
كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى الشئ مما في الوصية إلى علي بن الحسين عليه السلام
فينسخه له ولكن لا أحب ان ازرى ابن عم لي.
(39) حدثنا محمد بن أحمد عن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد
بن عثمان عن عبد الاعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول عندي سلاح رسول الله
صلى الله عليه وآله لا أنازع فيه ثم قال إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان
اخيرهم ثم قال إن هذا الامر يصير إلى من يلوى له الحنك فإذا كانت من الله فيه المشية
خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يده على رأس رعيته.

(1) وتصنع كما تؤمر وانها حيث أقبلت تلقف ما تأفكون تفتح لها شفتان
إحديهما في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا وتلقف ما يأفكون بلسانها،
هذا الزيادة في نسخة البحار.
204

(40) حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم بن محمد
الأشعري عن حمران الحلبي عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول
السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار العلم.
(41) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن العزرمي عن أبي
المقدام قال كنت انا وأبى المقدام حاجين قال فماتت أم أبى المقدام في طريق المدينة
قال فجئت أريد الاذن على أبى جعفر عليه السلام فإذا بغلته مسرجة وخرج ليركب فلما رآني
قال كيف أنت يا أبا المقدام قال قلت بخير جعلت فداك ثم قال يا فلانه استأذني على عمى
قال ثم قال لا تعجل حتى آتيك قال فدخلت على عمته فاطمة بنت الحسين وطرحت لي
وسادة فجلست عليها ثم قالت كيف أنت يا أبا المقدام قلت بخير جعلني الله فداك يا بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله قال قلت يا بنت رسول الله شئ من اثار رسول الله قال فدعت ولدها فجاؤوا
خمسة فقالت يا أبا المقدام هؤلاء لحم رسول الله ودمه ارتني جفنة فيها وضر (1) عجين وضبابته (2)
حديد فقالت هذه الجفنة التي أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ملأ لحم وثريد قال فاخذتها
وتمسحت بها.
(42) حدثنا الحسين بن علي عن محمد بن عبد الله بن المغيرة عن سليمان بن
جعفر قال كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام عندك سلاح رسول الله فكتب إلى بخطه الذي
اعرفه هو عندي.
(43) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا
الرضا عليه السلام قال اتاني اسحق فعظم على بالحق والحرمة السيف الذي اخذه هو سيف رسول
الله فقلت له لا وكيف يكون هو وقد قال أبو جعفر عليه السلام إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت
في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك.

(1) الوضر، غسالة القصعة (المنجد).
(2) الضبابة، ما يكون من حديد أو صفر = أو نحوه يشعب ويصلح به الاناء
(معيار اللغة).
205

(44) وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
ابن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام ترك رسول الله صلى الله عليه وآله من المتاع سيفا
ودرعا وعنزة ورحلا وبغلة الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب عليه السلام.
(45) وعنه عن الحسين عن فضالة عن عمر بن ابان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام
عما يتحدث الناس انه دفعت إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله صحيفة مختومة فقال إن
رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض ورث علي بن أبي طالب علمه وسلاحه وما هناك ثم صار إلى
الحسن والحسين ثم صار إلى علي بن الحسين ثم إلى أبيك ثم انتهى إليك قال نعم.
(46) حدثنا محمد بن الحسين (1) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن عبد الاعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول عندي سلاح رسول الله
صلى الله عليه وآله لا أنازع فيه قال سمعت يقول إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله
لكان خيرهم ثم قال هذا الامر يصير إلى من يلوى له الحنك (2).
(47) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن فضيل بن عثمان
عن أبي عبيدة الحذاء قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا عبيده من كان عنده سيف رسول الله
صلى الله عليه وآله ودرعه ورأيته المغلبة ومصحف فاطمة قرت عينه.
(48) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن
عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا محمد
ان باليمن صنما من حجارة مقعد من حديد فابعث إليه حتى يجاء به قال فبعثني النبي
صلى الله عليه وآله إلى اليمن فجئت بالحديد فدفعت إلى عمر الصيقل فضرب عنه سيفين ذا الفقار ومخذما
فتقلد رسول الله صلى الله عليه وآله مخذما وقلدني ذا الفقار ثم إنه صار إلى بعد مخذم
(49) حدثنا إبراهيم بن محمد عن الحسين بن موسى الخشاب عن محسن بن

(1) عن محمد بن أحمد عن الحسين، كذا في البحار.
(2) هذه الزيادة في نسخة البحار، فإذا كانت من الله فيه المشية خرج فيقول الناس ما
هذا الذي كان ويضع الله له يده (يداه، خ ل) على رأس رعيته.
206

محمد عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لبس أبى درع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات
الفضول فخطت ولبست انا فكان وكان.
(50) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم عبد الرحمن ابن حماد عن محمد
بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عيسى بن عبد الله عن محمد بن عمر بن علي بن
أمه أم الحسين بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين قالت بينا انا جالسة عند عمى
جعفر بن محمد إذ دعا سعيدة جارية كانت له وكانت منه بمنزلة فجائته بسفط فنظر إلى
خاتمه عليه ثم فضه ثم نظر في السفط ثم رفع رأسه إليها فاغلظ لها قال قلت فديتك كيف
ولم ارك أغلظت لأحد قط فكيف بسعيدة قال أتدرين أي شئ صنعت يا بنية هذه راية
رسول الله صلى الله عليه وآله العقاب أغفلتها حتى انكبت (1) ثم اخرج خرقة سوداء ثم وضعها على
عينيه ثم أعطانيها فوضعتها على عيني ووجهي ثم استخرج صرة فيها دنانير قدر مأتي دينار
فقال هذه رفعها إلى من ثمن العمودان (2) لوقعة تكون بالمدينة ينجوا منها من كان (3)
على ثلثه أميال ولها اشترى الطيبة فوالله ما أدركها أبى ووالله ما ادرى أدركها أم لا قال
ثم استخرج صرة أخرى دونها فقال هذه دفعها أيضا لوقعة يكون بالمدينة ينجوا منها (4)
وتلقف ما يأفكون (5) وتصنع كما تؤمر وفيها جئت أقبلت وتلقف ما تأفكون تفتح لها
شفتان احديها في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا وتلقف ما يأفكون
بلسانها.
(51) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل

(1) وفى نسخة البحار ائتكلت وفى بعض النسخ انكبتت.
(2) العمودان، اسم قرية قرب مكة.
(3) كان منها، كذا في البحار.
(4) هذا الذيل في البحار، من كان منها على ميل من المدينة ولها اشترى العريض فوالله
ما أدركها أبى ووالله ما ادرى أدركها أم لا.
(5) وليس هذه الجملات إلى اخره في البحار ولا يرتبط بالمقام ولعله من اشتباه
المستنسخ وقد مر في ذيل حديث (36) من هذا الباب وهو بها مناسب دون المقام.
207

عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام والله
لتؤتين خاتم سليمان والله لتؤتين عصى موسى.
(52) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن أبي
الحصين الأسدي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال خرج أمير المؤمنين عليه السلام
ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة وهو يقول همهمة في ليلة مظلمة
خرج عليكم الامام وعليه قميص آدم وفى يده خاتم سليمان وعصى موسى.
(53) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام ترك رسول الله
عن المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحلة وبلغته الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب
عليه السلام.
(54) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن أبي
سعيد الخراساني عن أبي عبد الله قال قال أبو جعفر عليه السلام إذا قام القائم بمكة وأراد ان
يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه الا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى
بن عمران وهو وقر بعير ولا ينزل منزلا الا انبعث عين منه فمن كان جايعا شبع ومن كان
ضمآنا روى فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة.
(55) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن أذينة عن
بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا
الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به
قال إيانا عنى ان يؤدى الأول منا إلى الامام الذي يكون بعده السلاح والعلم و
الكتب (1).
(56) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي

(1) هذه الزيادة في نسخة البحار - وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل إذا
ظهرتم ان تحكموا بالعدل الذي في أيديكم.
208

نصر وغيره عن أبي أيوب الحذاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له جعلت
فداك انى أريد ان المس (1) صدرك فقال افعل فمسست صدره ومناكبه فقال ولم يا أبا محمد
فقلت جعلت فداك انى سمعت أباك وهو يقول إن القائم واسع الصدر مسترسل المنكبين
عريض ما بينهما فقال يا محمد ان أبى لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت تستخب (2)
(3) على الأرض وانا لبستها فكانت وكانت وانها تكون من القائم كما كانت من رسول
الله صلى الله عليه وآله مشمرة كأنه ترفع نطاقها بحلقتين وليس صاحب هذا الأمر من جاز
أربعين.
(57) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال قال اتى أبى بسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد دخل عمومتي من ذلك كلمة فقال صفوان
وذكرنا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اتاني إسحاق بن جعفر فعظم على رسالتي بالحق و
الحرمة السيف الذي اخذه هو سيف رسول الله صلى الله عليه وآله قال فقلت لا كيف يكون هذا وقد قال
أبو جعفر عليه السلام مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار دار الأمر قال
فسألته عن ذي الفقار سيف رسول الله فقال نزل به جبرئيل من السماء وكانت حليته فضة
وهو عندي.
(58) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج
عن بشر بن جعفر عن المفضل الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول أتدري ما
كان قميص يوسف قال قلت لا قال إن إبراهيم لما أوقد له النار اتاه جبرئيل بثوب من
ثياب الجنة فالبسه إياه فلم يضره معه (4) حر ولابرد فلما حضر إبراهيم الوفاة جعله

(1) أمس بالتشديد، في نسخة البحار.
(2) اختب من ثوبه جنة: اخرج (أقرب الموارد)
(3) تستحب، في نسخة البحار.
(4) ريح ولا برد ولا حر، كذا في البحار.
209

في تميمته (1) وعلقها على اسحق وعلقها اسحق على يعقوب فلما ولد يوسف علقها عليه
وكان في عضده حتى كان من امره ما كان فلما اخرج يوسف بمصر القميص من التميمة
وجد يعقوب ريحه فهو قوله تعالى انى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون (2) فهو ذلك
القميص الذي انزل به من الجنة قلت جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص فقال
إلى أهله ثم قال كل نبي ورث علمه أو غيره فقد انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته
.
(5) باب في الأئمة عليهم السلام عندهم الصحيفة التي فيها
أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد
الصمد بن بشير قال ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في اسراء النبي
صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى السدرة قال فقالت السدرة المنتهى ما جاوزني مخلوق قبلك قال
ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى (3) قال فدفع إليه
كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال قال وأخذ أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه
فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم قال فقال له امن الرسول بما انزل
إليه من ربه (4) قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه و

(1) عوذة تعلق على صغار الانسان، مخافة العين (أقرب الموارد).
(2) الآية (94) يوسف.
(3) الآية (8، 9، 10) النجم.
(4) الآية (285) البقرة.
210

رسله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا (1) قال فقال الله قد
فعلت قال ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا إلى اخر السورة وكل ذلك يقول
الله قد فعلت قال ثم طوى الصحيفة فامسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا
فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله رب ان هؤلاء قوم
لا يؤمنون قال فقال الله فاصفح عنهم وقد سلم فسوف يعلمون قال فلما فرغ من مناجاة
ربه رد إلى بيت المعمور ثم قص قصة البيت والصلاة فيه ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما
إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
(2) حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح
الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال حدثني أبي عمن ذكره قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله
وفى يده اليمنى كتاب وفى يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقراء
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم لا يزاد فيهم
واحد ولا ينقص منهم واحد قال ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرأ كتاب من الله الرحمن
الرحيم لأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص
منهم واحد.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمرو عن الأعمش قال قال
الكلبي يا أعمش أي شئ أشد ما سمعت من مناقب علي عليه السلام قال فقال حدثني موسى
بن ظريف عن عباية قال سمعت عليا عليه السلام وهو يقول انا قسيم النار فمن تبعني فهو منى
ومن عصاني فهو من أهل النار فقال الكلبي عندي أعظم مما عندك أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله
عليا عليه السلام كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار فوضعه عند أم سلمة فلما
ولى أبو بكر فقلت ليس لك فلما ولى عمر طلبه فقالت ليس لك فلما ولى عثمان طلبه فقالت
ليس لك فلما ولى علي عليه السلام دفعته إليه.

(1) الآية (286) البقرة.
211

(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه قال حدثني أبو القاسم
عن محمد بن عبد الله قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول خطب رسول الله صلى الله عليه وآله
الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه قال أتدرون ما في كفى قالوا الله ورسوله اعلم
فقال فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيمة ثم رفع يده اليسرى
فقال أيها الناس أتدرون ما في أيدي قالوا الله ورسوله اعلم فقال فيها أسماء أهل النار
وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيمة ثم قال حكم الله وعدل وحكم الله وعدل وحكم
الله وعدل فريق في الجنة وفريق في السعير.
(5) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثني عثمان ابن سعيد عن أبي
حفص الأعشى عن الأعمش قال قال الكلبي ما أشد ما سمعت في مناقب علي بن أبي طالب
عليه السلام قال قلت حدثني موسى بن ظريف عن عباية قال سمعت عليا عليه السلام يقول انا
قسيم النار فقال الكلبي عندي أعظم مما عندك أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا كتابا فيه
أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن عبد الصمد بن بشير عن أبي جعفر عليه السلام قال
انتهى النبي صلى الله عليه وآله إلى السماء السابعة وانتهى إلى سدرة المنتهى قال فقالت السدرة
ما جاوزني مخلوق قبلك ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى قال فدفع
إليه كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال فاخذ كتاب أصحاب اليمين
بيمينه وفتحه ونظر فيه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبايلهم قال
وفتح كتاب أصحاب الشمال ونظر فيه فإذا هي أسماء أهل النار وأسماء آبائهم
وقبايلهم ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
212

(6) باب في الأئمة ان عندهم جميع القرآن الذي انزل
على رسول الله ص
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال ما يستطيع أحد ان يدعى انه جمع القرآن كله
ظاهره وباطنه غير الأوصياء.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن
جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول مامن أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله
كما انزل الله الا كذاب وما جمعه وما حفظه كما انزل الله الا علي بن أبي طالب و
الأئمة من بعده.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم عن
سالم بن أبي سلمة قال قرء رجل على أبى عبد الله عليه السلام وانا اسمع حروفا من القرآن
ليس على ما يقرأها الناس فقال أبو عبد الله عليه السلام مه مه كف عن هذه القراءة اقراء كما
يقرء الناس حتى يقوم القائم فإذا قام فقراء كتاب الله على حده واخرج المصحف الذي
كتبه علي عليه السلام وقال أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا
كتاب الله كما انزل الله على محمد وقد جمعته بين اللوحين قالوا هو ذا عندنا مصحف
جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه قال اما والله لا ترونه بعد يومكم هذا ابدا إنما كان
على أن أخبركم به حين جمعته لتقرؤه.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار قال سئل
رجل أبا جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر ما يستطيع أحد يقول جمع القرآن كله
213

غير الأوصياء.
(5) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن
فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أبو جعفر عليه السلام ما أجد من هذه الأمة
من جمع القرآن الا الأوصياء.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مرازم وموسى بن بكير قالا
سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول انا أهل البيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من
أوله إلى آخره.
(7) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى ال سام قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول والله انى لاعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفى
فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما يكون وخبر ما هو كائن قال الله فيه تبيان
كل شئ (1).
(7) باب في أن الأئمة انهم أعطوا تفسير القرآن الكريم والتأويل
(1) حدثنا هيثم النهدي عن العباس بن عامر قال حدثنا عمرو بن مصعب عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه (2) وعلم تغيير
الزمان وحدثاته وإذا أراد الله بقوم خيرا اسمعهم ولو اسمع من لم يسمع لولى معرضا
كان لم يسمع ثم أمسك هنيئة ثم قال لو وجدنا وعاء ومستراحا لعلمنا والله
المستعان.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن محمد بن

(1) الآية (89) النحل هكذا، تبيانا لكل شئ.
(2) وحكاية علم تغيير الزمان، هكذا في البحار.
214

مسلم قال دخلت عليه بعد ما قتل أبو الخطاب (1) قال فذكرت له ما كان يروى من
أحاديثه تلك العظام قبل ان يحدث ما أحدث فقال فحسبك والله يا أبا محمد ان تقول
فينا يعلمون الحرام والحلال وعلم القرآن وفصل ما بين الناس فلما أردت ان أقوم اخذ
بثوبي فقال يا أبا محمد وأي شئ الحلال والحرام في جنب العلم إنما الحلال والحرام
في شئ يسير من القرآن.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي عن أبي
داود عن انس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وآله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي أنت
تعلم الناس تأويل القرآن بمالا يعلمون فقال ما أبلغ رسالتك بعدك يا رسول الله صلى الله عليه وآله
قال تخبر الناس بما أشكل عليهم من تأويل القرآن.
(4) حدثنا يعقوب بن يزد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن
مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام بحسبكم (1) ان تقولوا يعلم علم الحلال والحرام وعلم
القرآن وفصل بين الناس.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن المرزبان بن عمران عن إسحاق بن عمار
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن للقرآن تأويلا فمنه ما قد جاء ومنه ما لم يجئ فإذا
وقع التأويل في زمان امام من الأئمة عرفه امام ذلك الزمان.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
إبراهيم بن عمر عنه قال إن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن وكانت

(1) هو محمد بن مقلاص أبى زينب الأسدي الكوفي الأجدع الزراد البزاز ويكنى
تارة أبو الخطاب وأخرى أبو الظبيان وثالثة أبو إسماعيل كان من أصحاب الصادق ع مستقيما
في أول امره ثم ادعى القبايح وما يستوجب الطرد واللعن من دعوى الولاية ثم النبوة ثم
الرسالة ثم ادعى انه من الملائكة وانه رسول الله إلى الأرض قتله عيسى بن موسى صاحب المنصور
بسبخة الكوفة انظر تاريخ ابن الأثير ومنتهى المقال وغيرهما
(2) لحسبكم، كذا في نسخة البحار.
215

فيه أسماء الرجال فألقيت وإنما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى تعرف ذلك
الوصاة.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن
ابن أذينة عن فضيل بن يسار قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية مامن القرآن
آية الا ولها ظهر وبطن فقال ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما قد مضى ومنه ما لم
يكن يجرى كما يجرى الشمس والقمر كما جاء تأويل شئ منه يكون على
الأموات كما يكون على الاحياء قال الله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم (1)
نحن نعلمه.
(8) حدثنا الفضل عن موسى بن القاسم عن ابان عن ابن أبي عمير أو غيره عن جميل
بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال تفسير القرآن على سبعة أحرف (2) منه ما كان و
منه ما لم يكن بعد ذلك تعرفه الأئمة.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عاصم قال حدثني مولى
سلمان عن عبيدة السلماني قال سمعت عليا عليه السلام يقول يا أيها الناس اتقوا الله ولا
تفتوا الناس فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال قولا وأمته وضع إلى غيره وقال قولا وضع على غير موضعه
كذب عليه فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأناس معهم قالوا يا أمير المؤمنين فما نضع
فقد (3) أخبرنا في الصحف قال سلوا عن ذلك علماء آل محمد صلى الله عليه وآله.
(10) حدثنا محمد بن عيسى عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن
نعلمه.

(1) الآية (7) آل عمران.
(2) وفى نسخة بدله، أوجه.
(3) وفى نسخة بدله، بما
216

(8) باب في أن عليا علم كلما انزل على رسول الله ص
في ليل أو نهار أو حضر أو سفر والأئمة من بعده
(1) حدثنا السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطي عن زيد
بن علي قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ما دخل رأسي نوما ولا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى
علمت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنة
أو امر أو نهى فيها نزل فيه وفيمن نزل فخرجنا فلقيتنا المعتزلة (1) فذكرنا ذلك لهم فقال إن
هذا الامر عظيم كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه فكيف يعلم هذا
قال فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردهم علينا فقال يتحفظ على رسول الله صلى الله عليه وآله عدد الأيام
التي غاب بها فإذا التقيا قال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي نزل على في يوم كذا و
كذا وكذا وفى يوم كذا وكذا حتى يعدهما عليه إلى آخر اليوم الذي وافى فيه
فأخبرناهم بذلك.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن عثمان
عن عبد الاعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قد ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وانا
اعلم كتاب الله وفيه بدؤ الخلق وما هو كائن إلى يوم القيمة وفيه خبر السماء وخبر الأرض و.

(1) هم فرقة اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر
بن الخطاب ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد ابن حارثة الكلبي مولى رسول الله
ص فان هؤلاء اعتزلوا عن علي ع وامتنعوا من محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته
والرضاء به فسموا المعتزلة وصاروا اسلاف المعتزلة إلى اخر الأبد وقالوا: لا يحل قتال
على ولا القتال معه (فرق الشيعة).
217

خبر الجنة وخبر النار وخبر ما كان وخبر ما هو كائن اعلم ذلك كأنما انظر إلى كفى ان الله
يقول فيه تبيان كل شئ.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن ابان عن سليم
بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال كنت إذا سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله أجابني وان فنيت
مسائلي ابتدأني فما نزلت عليه اية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا ارض ولا دنيا ولا آخرة ولا
جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة الا أقرأنيها واملاءها على وكتبتها بيدي
وعلمني تأويلها وتفسيرها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها وكيف نزلت وأين نزلت
وفين أنزلت إلى يوم القيمة دعا الله لي ان يعطيني فهما وحفظا فما نسيت آية من كتاب
الله ولا على من أنزلت الا املاه على.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكير بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم
بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن عبد الرحمن (1) بن جعفر الجعفري قال حدثنا
يعقوب بن جعفر قال كنت مع أبي الحسن ع بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب
الله ما لم تسمع به فقال أبو الحسن عليه السلام علينا نزل قبل الناس ولنا فسر قبل ان يفسر
في الناس فنحن نعرف (2) حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه وسفريه وحضريه وفى أي
ليلة نزلت كم من آية وفيمن نزلت وفيما نزلت فنحن حكماء الله في ارضه وشهداؤه على
خلقه وهو قول الله تبارك وتعالى ستكتب شهادتهم ويسألون (3) فالشهادة لنا والمسألة للمشهود
عليه فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأدبته إليك ما لزمني فان قبلت فاشكر وان تركت فان
الله على كل شئ شهيد.

(1) عبد الله، بدله في تفسير البرهان.
(2) نعلم، بدله في تفسير البرهان.
(3) الآية (19) الزخرف.
218

(9) باب في الأئمة عليهم السلام انه جرى لهم ما جرى
لرسول الله انهم امناؤ الله على خلقه وأركان الأرض و
أمناء الله على ما هبط من علم أو عذر أو نذر والحجة
البالغة على ما في الأرض وانهم قد أعطوا علم المنايا البلايا
والوصايا وفصل الخطاب والعصار والميسم
(1) حدثنا علي بن حسان قال حدثني أبو عبد الله بن الرياحي عن أبي الصامت
الحلوائي عن أبي جعفر عليه السلام قال فضل أمير المؤمنين عليه السلام ما جاء اخذ به وما نهى
عنه انتهى عنه وجرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الذي جرى لرسول الله و
الفضل لمحمد صلى الله عليه وآله المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله والمتفضل عليه
كالمتفضل على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله والمتفضل عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك
بالله فان رسول الله صلى الله عليه وآله باب الله الذي لا تؤتى الا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى
الله وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده وجرى في الأئمة واحدا بعد واحد جعلهم الله
أركان الأرض ان تميد باهلها وعهد الاسلام ورابطه على سبيل هداه ولا يهتدى هاد الا
بهديهم ولا يضل خارج من هدى الا بتقصير عن حقهم لأنهم أمناء الله على ما هبط من
علم أو عذر أو نذر والحجة البالغة على ما في الأرض يجرى لاخرهم من الله مثل الذي جرى
لأولهم ولا يصل أحد إلى شئ من ذلك الا بعون الله وقال أمير المؤمنين انا قسيم الجنة
والنار لا يدخلها داخل الا على أحد قسمين وانا الفاروق الأكبر وانا الامام لمن بعدي
والمؤدى عمن كان قبلي ولا يتقدمني أحد الا احمد صلى الله عليه وآله وانى وإياه لعلى سبيل واحد
الا انه هو المدعو باسمه ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا والأنصاب
219

وفصل الخطاب وانى لصاحب الكرات ودولة الدول وانى لصاحب العصا والميسم والدابة
التي تكلم الناس.
(2) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن بعض رفعه إلى
أبى عبد الله عليه السلام أنه قال الفضل لمحمد صلى الله عليه وآله وهو المقدم على الخلق جميعا لا يتقدمه أحد
وعلي عليه السلام المتقدم من بعده والمتقدم بين يدي على كالمتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك
يجرى للأئمة من بعده واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض ان تميد باهلها ورابطه على سبيل
هداه لا يهتدى هاد من ضلالة الا بهم ولا يضل خارج من هدى الا بتقصير عن حقهم
وامناء الله على ما اهبط الله من علم أو عذر أو نذر وشهداؤه على خلقه والحجة البالغة على
من في الأرض جرى لاخرهم من الله مثل الذي أوجب لأولهم فمن اهتدى بسبيلهم وسلم
لأمرهم فقد استمسك بحبل الله المتين وعروة الله الوثقى ولا يصل إلى شئ من ذلك الا
بعون الله وان أمير المؤمنين قال انا قسيم بين الجنة والنار لا يدخلها أحد الا على أحد
قسمي وانى الفاروق الأكبر وقرن من حديد وباب الايمان وانى لصاحب العصا و
الميسم لا يتقدمني أحد الا احمد صلى الله عليه وآله وان رسول الله صلى الله عليه وآله ليدعى فيكسا ثم يدعى
فيستنطق ثم ادعى فانطق (1) على حد منطقه ولقد أقرت لي جميع الأوصياء
والأنبياء بمثل ما أقرت به لمحمد صلى الله عليه وآله ولقد أعطيت السبع التي لم يسبقني إليها أحد
علمت الأسماء والحكومة بين العباد وتفسير الكتاب وقسمة الحق من المغانم بين بني آدم
فما شذ عنى من العلم شئ الا وقد علمنيه المبارك ولقد أعطيت حرفا يفتح الف حرف
ولقد أعطيت زوجتي مصحفا فيه من العلم ما لم يسبقها إليه أحد خاصة من الله و
رسوله.
(3) حدثنا أحمد بن محمد وعبد الله عامر عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر
الجعفي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول فضل أمير المؤمنين ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله

(1) فينطق بدله، في نسخة البحار.
220

اخذ به وما نهى عنه انتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وآله ولمحمد
الفضل على جميع من خلق الله المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب على الله
وعلى رسوله الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين باب
الله الذي لا يؤتي الا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك جرى على الأئمة
الهدى واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض ان تميد باهلها والحجة البالغة من فوق
الأرض ومن تحت الثرى وقال عليه السلام كان أمير المؤمنين كثيرا ما يقول انا قسيم الله بين
الجنة والنار وانا الفاروق الأكبر وانا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع
الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى عليه وآله ولقد حملت على مثل حمولته
وهي حمولة الرب تبارك وتعالى وان رسول الله يدعى فيكسى ويستنطق فينطق ثم ادعى
فأكسى فاستنطق فانطق على حد منطقه ولقد أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد
قبلي علم المنايا والبلايا والأنصاب وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم
يعزب عنى ما غاب عنى انشر بإذن الله واؤدى عنه كل ذلك منا من الله مكنني
فيه بعلمه.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا عن محمد
بن نعيم عن يزدان بن إبراهيم عمن حدثه من أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته
يقول قال أمير المؤمنين والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحد قبلي
خلا محمدا صلى الله عليه وآله لقد فتحت لي السبل وعلمت الأنساب واجري لي السحاب وعلمت
المنايا والبلايا وفصل الخطاب ولقد نظرت في الملكوت باذن ربى فما غاب عنى ما
كان قبل ولا فاتني ما يكون من بعدي وان بولايتي أكمل الله لهذه الأمة دينهم و
أتم عليهم النعم ورضى لهم الاسلام إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلى الله عليه وآله يا محمد اخبرهم
انى اليوم أكملت لهم دينهم وأتممت عليهم نعمتي ورضيت لهم الاسلام دينا وكل ذلك منا
من الله من به على فله الحمد.
221

(5) حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعد بن عيسى الكربزي البصري قال حدثنا
إبراهيم بن الحكم بن طهر (1) عن أبيه عن شريك بن عبد الله بن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي
وقاص عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول عندي علم المنايا
والبلايا والوصايا والأنساب والأسباب وفصل الخطاب ومولد الاسلام موارد الكفر وانا صاحب الميسم وانا الفاروق الأكبر وانا صاحب الكرات ودولة الدول
فاسئلوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان على عهد كل نبي بعثه الله.
(6) حدثنا أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا عن أحمد بن نعيم عن يزدار بن
إبراهيم عمن حدثه من أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول عندي علم المنايا و
البلايا والوصايا والأنساب و (2) فصل الخطاب ومولد الاسلام ومولد الكفر وانا صاحب
الكرات ودولة الدول فاسألوني عما يكون إلى يوم القيمة.
(10) باب في الأئمة عليهم السلام انهم الراسخون في العلم
الذي ذكرهم الله تعالى في كتابه.
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح
الكناني قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال
ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله أم يحسدون الناس
على ما اتيهم من فضله (3)

(1) ظهير، بدله في البحار.
(2) زيادة في نسخة البحار، والأسباب.
(3) الآية (54) النساء.
222

(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن ابن
أذينة عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية مامن آية الا ولها
ظهر وبطن وما فيه حرف الا وله حد يطلع (1) ما يعنى بقوله لها ظهر وبطن قال ظهر
وبطن هو تأويلها منه ما قد مضى ومنه ما لم يجئ يجرى كما تجرى الشمس والقمر
كلما جاء فيه تأويل شئ منه يكون على الأموات كما يكون على الاحياء كما قال الله
تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم (2) ونحن نعلمه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن وهب (3) حفص عن أبي عبد الله عليه السلام قال
سمعته يقول إن القرآن فيه محكم ومتشابه فاما المحكم فنؤمن به فنعمل به وندين به
واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به وهو قول الله تبارك وتعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون
في العلم
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد
العجلي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في
العلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخين قد علمه الله جميع ما انزل الله إليه من التنزيل
والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه
كله والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه العلم فأجابهم الله يقولون
امنا به كل من عند ربنا والقرآن له خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ
ومنسوخ (4).
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن

(1) وله حد ومطلع، كذا في نسخة البحار.
(2) الآية (7) آل عمران.
(3) وفى نسخة البحار وهيب وهو الصحيح المصرح به في منتهى المقال.
(4) هذه الزيادة في البحار، والراسخون في العلم يعلمونه.
223

أيوب بن الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال نحن الراسخون
في العلم ونحن نعلم تأويله.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح الكناني قال قال
لي أبو عبد الله عليه السلام يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال ولنا صفو المال و
نحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه.
(7) حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن سيف بن عميره عن أبي بصير قال قال أبو
جعفر عليه السلام نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.
(8) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن بريد بن معاوية العجلي
عن أحدهما في قول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فرسول
الله أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل وما
كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله والذين لا يعلمون
تأويله إذا قال العالم فيه فأجابهم الله يقولون امنا به كل من عند ربنا والقرآن خاص و
عام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ والراسخون في العلم يعلمونه.
(11) باب في الأئمة أوتوا العلم وأثبت ذلك في صدورهم
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة
عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له قول الله بل هو آيات بينات في صدور
الذين أوتوا العلم (1) قال إيانا عنى.
(2) حدثني محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميره عن أبي بصير عن أبي جعفر

(1) الآية (49) العنكبوت.
224

عليه السلام قال تلا هذه الآية بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال أنتم هم قال
أبى جعفر من عسى ان يكونوا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن ابن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام انه قرء هذه الآية بل هو آيات بينات في
صدور الذين أوتوا العلم ثم قال يا أبا محمد والله ما قال بين دفتي المصحف قلت منهم
جعلت فداك قال من عسى ان يكونوا غيرنا.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان
عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله البرقي عن أبي الجهم عن أسباط
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا
العلم قالوا نحن.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن يزيد عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله
عليه السلام قال سمعته يقول هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال هي
الأئمة خاصة.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن أيوب بن حر عن حمران قال سألت أبا عبد الله عليه السلام يقول عن قول الله تبارك
وتعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قلت أنتم هم قال من عسى
أن يكون.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أسباط قال سأله (1) الهيسي عن قول الله عز وجل بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال
هم الأئمة.

(1) والصحيح انه هيتى وهو قاسم بن بهرام قاضى هيت من أصحاب الصادق ع
ونسخة جامع الرواة والبحار موافق لما ذكرناه.
225

(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل
قال سألته عن قول الله تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال
هم الأئمة.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي
عن أيوب بن حر عن حمران بن علي جميعا عن أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن
هذه الآية بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم فقال والله ما قال في المصحف
قلت فأنتم هم قال فمن عسى أن يكون.
(10) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل بل هو آيات بينات في
صدور الذين أوتوا العلم قال إيانا عنى.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران
وعبد الله عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل بل هو آيات بينات في صدور
الذين أوتوا العلم قال نحن الأئمة خاصة وما يعقلها الا العالمون فزعم أن من عرف الامام
والآيات ممن يعقل ذلك.
(12) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال
هم الأئمة خاصة.
(13) حدثنا محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميره عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام قال الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا ابدا ثم قال بل هو آيات
بينات في صدور الذين أوتوا العلم قلت أنتم هم قال من عسى أن يكون.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري
عن محمد بن يحيى عن عبد الرحمن عن أبي جعفر عليه السلام قال إن هذا العلم انتهى إلى
226

آي في القرآن ثم جمع أصابعه ثم قال بل هو آيات بينات في صدور الذين
أوتوا العلم.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي قال
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم
قال نحن وإيانا.
(16) محمد بن الحسين عن جعفر بن بشر و الحسن بن علي بن فضال عن المثنى
بن الحناط عن الحسن الصيقل قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بل هو آيات بينات في صدور
الذين أوتوا العلم قال نحن وإيانا عنى.
(17) حدثني محمد بن الحسين عن يزيد بن سعد (1) عن هارون بن حمزة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال هم
الأئمة خاصة وما يعقلها الا العالمون فزعم أن من عرف الامام والآيات ممن يعقل ذلك.
(نادر من الباب)
(1) حدثنا عباد بن سليمان (2) عن أبيه سليمان عن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام
قال قلت له قول الله تبارك وتعالى بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال
هم الأئمة وقوله تعالى قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون قال الذين أوتوا العلم الأئمة
والنبأ الإمامة (3).

(1) الظاهر، انه يزيد بن إسحاق إذ هو يروى عن هارون بن حمزة وليس من هذا الاسم
في كتب الرجال اثر فراجع.
(2) في البحار هكذا، عن محمد بن سليمان عن أبيه، وهو المصرح به في جامع
الرواة.
(3) الأئمة بدله، في البحار.
227

(13) باب في الأئمة عليهم السلام انهم أعطوا اسم الله الأعظم
وكم حرف هو
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضل قال اخبرني
ضريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين
حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير
بلقيس ثم تناول السرير يده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين وعندنا
نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول
ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن خالد عن زكريا
بن عمران القمي عن هارون ابن الجهم عن رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام لم يحفظ
اسمه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عيسى بن مريم أعطى حرفين وكان يعمل بهما
وأعطى موسى بن عمران أربعة أحرف وأعطى إبراهيم ثمانية أحرف وأعطى نوح خمسة
عشر حرفا وأعطى آدم خمسة وعشرون حرفا وانه جمع الله ذلك لمحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته
وان اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله اثنين وسبعين حرفا
وحجب عنه حرفا واحدا.
(3) أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال إن الله
عز وجل جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا فأعطى آدم منها خمسة وعشرين
حرفا وأعطى نوحا منها خمسة عشر حرفا وأعطى منها إبراهيم ثمانية أحرف وأعطى موسى
منها أربعة أحرف وأعطى عيسى منها حرفين وكان يحيى بهما الموتى ويبرئي بهما الأكمه
228

والأبرص وأعطى محمدا اثنين وسبعين (1) حرفا واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم
مانفس العباد.
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن
عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان مع عيسى بن مريم حرفان يعمل بهما
وكان مع موسى عليه السلام أربعة أحرف وكان مع إبراهيم ستة أحرف وكان مع آدم خمسة
وعشرون حرفا وكان مع نوح ثمانية وجمع ذلك كله لرسول الله صلى الله عليه وآله ان اسم الله ثلاثة و
سبعون حرفا وحجب عنه واحدا.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن حفص عن عبد الصمد بن بشير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال كان مع عيسى بن مريم الخ.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن ضريس
الوابشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له جعلت فداك قول العالم انا اتيك به قبل
ان يرتد إليك طرفك (2) قال فقال يا جابر ان الله جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين
حرفا فكان عنده العالم منها حرف واحد فانخسفت الأرض ما بينه وبين السرير حتى التقت
القطعتان وحول من هذه على هذه وعندنا من اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف
في علم الغيب المكنون عنده.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن حفص عن عبد الصمد بن بشير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا كان عند أصف منها حرف
واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ثم تناول السرير بيده ثم
عادت الأرض كما كان أسرع من طرفة عين وعندنا من الاسم اثنان وسبعون حرفا وحرف
عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب المكتوب (3).

(1) وفى نسخة بدله، اثنان وسبعون.
(2) الآية (40) النمل.
(3) الظاهر أنه المكنون.
229

(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن سعد
أبى عمرو الجلاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا و
إنما كان عند أصف منها حرف واحد فتكلم فيه فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس
ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كان أسرع من طرفة عين وعندنا نحن من
الاسم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب المكنون (1)
عنده.
(9) حدثنا أحمد بن موسى عن أحمد بن عبدوس الخليجي عن علي بن الحكم عن
محمد بن الفضيل عن سعد أبى عمرو عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن اسم الله الأعظم على
اثنين وسبعين حرفا وإنما كان عند أصف كاتب سليمان وكان يوحى إليه حرف واحد
الف أو واو فتكلم فانخرقت له الأرض حتى التفت فتناول السرير وان عندنا من الاسم أحدا
وسبعين حرفا وحرف عند الله في غيبه.
(نادر من الباب)
(1) حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن الحسين بن علي بن فضال عن داود
بن أبي يزيد عن بعض أصحابنا عن عمر بن حنظلة فقال قلت لأبي جعفر عليه السلام انى أظن أن
لي عندك منزلة قال اجل قال قلت فان لي إليك حاجة قال وما هي قال قلت تعلمني
الاسم الأعظم قال وتطيقه قلت نعم قال فادخل البيت قال فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده
على الأرض فاظلم البيت فأرعدت فرايص عمر فقال ما تقول أعلمك فقال لا قال فرفع يده
فرجع البيت كما كان.

(1) وفى نسخة بدله، المكتوب.
230

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن شعيب العقرقوقي عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئله أعطى وإذا دعا به
أجاب ولو كان اليوم لاحتاج إلينا.
(3) حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد
ابن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن العسكري ع قال سمعته يقول اسم الله
الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا وإنما كان عند أصف منه حرف واحد فتكلم فانخرقت له
الأرض فيما بينه وبين سبا فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم انبسطت
الأرض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنتان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر (1)
به في علم الغيب.
تم الجزو الرابع ويتلوه الجزو الخامس.

(1) مستأثر، هكذا في البحار.
231

" الجزء الخامس "
(1) باب مما عند الأئمة عليهم الصلاة والسلام من اسم الله
الأعظم وعلم الكتاب
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن
الصفار قال حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطى من العلم وما اوتى من
الملك فقال لي وما أعطى سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم
وصاحبكم الذي قال الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (1) و
كان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب فقلت صدقت والله جعلت فداك.
(2) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن
كثير الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل
ان يرتد إليك طرفك (1) قال ففرج أبو عبد الله عليه السلام بين أصابعه فوضعها على صدره ثم

(3) الآية (43) الرعد.
(2) الآية (40) النمل.
232

قال والله عندنا علم الكتاب كله.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سليمان بن سدير قال كنت انا وأبو
بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبى عبد الله عليه السلام إذ خرج إلينا وهو
مغضب فلما اخذ مجلسه قال يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب وما يعلم (1) الا
الله لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عنى فما عرفتها في أي بيوت الدار هي فلما ان
قام من مجلسه وصار من منزله دخلت انا وأبو بصير وميسر على أبى عبد الله عليه السلام فقلنا له
جعلنا فداك سمعنا تقول كذا وكذا في امر خادمتك ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا
ولا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال يا سدير ما تقرأ القرآن قال قلت قرأناه جعلت فداك
قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به
ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت فأخبرني حتى اعلم قال قدر قطرة من المطر الجود
في البحر الأخضر ما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا قال
يا سدير ما أكثره ان لم ينسبه إلى العلم الذي أخبرك يا سدير فهل وجدت فيما قرأت
من كتاب الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب كله قال وأومأ بيده
إلى صدره فقال علم الكتاب كله والله عندنا ثلثا (2).
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم
بن سليمان عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
(5) حدثنا أحمد بن الحسن بن فضال عن عبد الله بن بكير عن نجم عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

(1) وفى نسخة البحار بزيادة، الغيب.
(2) سيأتي هذا الحديث في حديث (5) من الباب (6) من هذا الجزء باختلاف
يسير.
233

قال علي عليه السلام عنده علم الكتاب.
(6) حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم الأشعري عن
محمد بن مروان عن نجم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني
وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال صاحب علم الكتاب علي عليه السلام.
(7) حدثنا بعض أصحابنا عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال
إيانا عنى وعلي عليه السلام أولنا وأفضلنا وخيرنا.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الربيع بن محمد عن النضر بن سويد عن موسى
بن بكر عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى قل كفى بالله شهيدا بيني
وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال علي عليه السلام.
(9) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم
الكتاب قال علي عليه السلام.
(10) حدثنا عبد الله بن أحمد عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران
عن مثنى قال سألته عن قول الله عز وجل ومن عنده علم الكتاب قال نزلت في علي عليه السلام بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وفى الأئمة بعده.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
بعض أصحابنا قال كنت مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد أحدثه إذ مر بعض ولد عبد الله
بن سلام وقلت جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس عنده علم الكتاب قال لا إنما
ذلك علي عليه السلام نزلت فيه خمس آيات أحدها قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن
عنده علم الكتاب.
(12) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن
234

عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال إيانا عنى وعلي عليه السلام أولنا وعلى أفضلنا
وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
(13) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي
الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن أيوب بن حر عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام والنضر بن سويد عن عاصم
بن حميد عن محمد بن مسلم وفضالة بن أيوب عن ابان عن محمد بن مسلم والنضر
بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر جميعا عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله
عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال هو علي بن أبي طالب
عليه السلام.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد عن حماد بن
عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل قل كفى بالله
شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قلت هو (1) على ابن أبي طالب عليه السلام قال فمن
عسى أن يكون غيره.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن حمزة عن أبان بن
عثمان عن أبي مريم قلت لأبي جعفر عليه السلام هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي
يقول الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال كذب ذاك علي بن أبي طالب
.
(17) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال

(1) أهو، هكذا في البحار.
235

عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال نزلت في علي عليه السلام عالم (1)
هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
(18) حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد
بن مروان عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال نزلت في علي بن أبي طالب انه عالم هذه الأمة
بعد النبي صلى الله عليه وآله.
(19) حدثنا محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة
الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى ومن عنده علم الكتاب (1) قال الذي عنده علم الكتاب هو علي بن أبي طالب.
(20) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد بن
معاوية قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
قال إيانا عنى وعلى أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
(21) حدثنا أبو الفضل العلوي قال حدثني سعيد بن عيسى الكربزي البصري
عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى الثعلبي
عن أبي تمام عن سلمان الفارسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى قل كفى
بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب فقال انا هو الذي عنده علم الكتاب و
قد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصية ولا تخلى أمة من وسيلته إليه والى الله فقال يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه والوسيلة (3).

(1) انه عالم، في نسخة البحار.
(2) الآية (43) الرعد.
(3) الآية (35) المائدة.
236

(2) باب في الإمام عليه السلام ان عنده اسم الله الأعظم
الذي إذا سأله به أجيب
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن عبد الله
مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال اقبلنا مع أمير المؤمنين
عليه السلام من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا في ارض بابل حضرت صلاة العصر قال فنزل
أمير المؤمنين ونزل الناس فقال أمير المؤمنين يا أيها الناس ان هذه الأرض ملعونة وقد
عذبت من الدهر ثلث مرات وهي إحدى المؤتفكات وهي أول ارض عبد فيها وثن انه
لا يحل لنبي ولوصي نبي ان يصلى فيها فامر الناس فمالوا عن جنبي الطريق يصلون
وركب بغلة رسول الله فمضى عليها قال جويرية فقلت والله لاتبعن أمير المؤمنين
ولاقلدنه صلاة (1) اليوم قال فمضيت خلفه فوالله ما صرنا (2) جسر سورا حتى غابت الشمس
قال فسببته أو هممت ان أسبه قال فقال يا جويرية اذن قال فقلت نعم يا أمير المؤمنين
قال فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسبه الا بالعبرانية ثم نادى بالصلاة
فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلى العصر وصليت
معه قال فلما فرغنا من صلاته عاد الليل كما كان فالتفت إلى فقال يا جويرية
بن مسهر ان الله يقول فسبح باسم ربك العظيم (3) فانى سألت الله باسمه العظيم فرد
على الشمس.
(2) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير وداود الرقي

(1) صلوتي، بدله في البحار.
(2) وفى نسخة البحار بدله، ما جزنا.
(3) الآية (96) الواقعة.
237

عن معاوية بن عمار الدهني ومعاوية بن وهب عن ابن سنان قال كنا بالمدينة حين بعث
داود بن علي إلى المعلى بن خنيس فقتله فجلس أبو عبد الله فلم يأته شهرا قال فبعث
إليه ان ائتني فأبى ان يأتيه فبعث إليه خمس نفر من الحرس قال ائتوني فان أبى فائتوني
به أو برأسه فدخلوا عليه وهو يصلى ونحن نصلى معه الزوال فقالوا أجب داود بن علي
قال فإن لم أجب قال أمرنا ان نأتيه براسك فقال وما أظنكم تقتلون ابن رسول الله قالوا
ما ندري ما تقول وما نعرف الا الطاعة قال انصرفوا فإنه خير لكم في دنياكم وآخرتكم
قالوا والله لا ننصرف حتى نذهب بك معنا أو نذهب برأسك قال فلما علم أن القوم لا يذهبون
الا بذهاب رأسه وخاف على نفسه قالوا رأيناه قد رفع يديه فوضعهما على منكبه ثم بسطهما
ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول الساعة الساعة فسمعنا صراخا عاليا فقالوا له قم فقال
لهم اما ان صاحبكم قد مات وهذا الصراخ عليه فابعثوا رجلا منكم فإن لم يكن هذا
الصراخ عليه قمت معكم قالوا فبعثوا رجلا منهم فما لبث ان اقبل فقال يا هؤلاء قد مات
صاحبكم وهذا الصراخ عليه فانصرفوا فقلت له جعلنا الله فداك ما كان حاله قال قتل مولاي
المعلى بن خنيس فلم اته منذ شهر فبعث إلى أن اتيه فلما إن كان الساعة لم اته فبعث إلى
ليضرب عنقي فدعوت الله باسمه الأعظم فبعث الله إليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله
فقلت له فرفع اليدين ما هو قال الابتهال فقلت فوضع يديك وجمعها قال التضرع قلت
ورفع الإصبع قال البصبصة (1).
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن أبي الجارود قال سمعت
جويرية يقول اسرى علي عليه السلام بنا من كربلا إلى الفرات فلما صرنا ببابل قال لي أي
موضع يسمى هذا يا جويرية قلت هذه بابل يا أمير المؤمنين قال اما انه لا يحل لنبي
ولا وصى نبي ان يصلى بأرض قد عذبت مرتين قال قلت هذه العصر يا أمير المؤمنين
فقد وجبت الصلوات يا أمير المؤمنين قال قد أخبرتك انه لا يحل لنبي ولا وصى نبي

(1) في الأساس، بصبص عندي بذنبه إذا تملق.
238

ان يصلى بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر
بابل قلتوا عليه مائة الف تخوضه الخيل إلى السنابك (1) قال جويرية قلت والله لاقلدن
صلوتى اليوم أمير المؤمنين وعطف علي عليه السلام برأس بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله الدلدل حتى
جاز سورا قال لي اذن بالعصر يا جويرية فاذنت وخلا على ناحية فتكلم بكلام له سرياني
أو عبراني فرأيت الشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال ثم أقم
فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت وصى نبي ورب
الكعبة.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله عن الحسين
بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد الأنصاري عن أم المقدام الثقفية قالت قال جويرية
بن مسهر قطعنا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام جسر الصراط في وقت العصر
فقال إن هذه الأرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصى نبي ان يصلى فيها فمن أراد منكم ان
يصلى فليصل قال فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون قال قلت اما والله لأقلدن هذا
الرجل صلوتى اليوم ولا أصل حتى يصلى قال فسرنا وجعلت الشمس تسفل قال و
جعل يدخلني من ذلك امر عظيم حتى وجب الشمس وقطعنا الأرض قال فقال يا جويرية
اذن فقلت تقول لي اذن وقد غابت الشمس قال اذن فاذنت ثم قال لي أقم فأقمت فلما قلت
قد قامت الصلاة رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاما كأنه كلام عبرانية قال فارتفعت
الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر فلما انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت
النجوم قال فقلت انى اشهد انك وصى رسول الله صلى الله عليه وآله قال فقال لي يا جويربة اما سمعت
الله يقول فسبح باسم ربك العظيم فقلت بلى قال فانى سئلت ربى باسمه العظيم فردها
الله على.

(1) طلب الرزق في سنابك الأرض أي أطرافها " أقرب الموارد ".
239

(3) باب ما يلقى إلى الأئمة في ليلة القدر مما يكون في تلك
السنة ونزول الملائكة عليهم
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن الحسين بن بكير عن
ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن ليلة القدر يكتب ما يكون منها في السنة إلى مثلها
من خير اوشر أو موت أو حياة أو مطر ويكتب فيها وفد الحاج ثم يقضى (1) ذلك إلى
أهل الأرض فقلت إلى من من أهل الأرض فقال إلى من ترى.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره عن داود
بن فرقد قال سألته عن قول الله عز وجل انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادريك ماليلة القدر (2) قال نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود قلت له إلى من فقال إلى
من عسى أن يكون ان الناس في تك الليلة في صلاة ودعاء ومسألة وصاحب هذا الامر في
شغل تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل امر سلام هي
له إلى أن يطلع الفجر.
(3) حدثنا العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال سئلته
عن النصف من شعبان فقال ما عندي فيه شئ ولكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان
قسم فيها الأرزاق وكتب فيها الآجال وخرج فيها صكاك الحاج واطلع الله إلى عباده
فغفر الله لهم الا شارب الخمر (3) فإذا كانت ليلة ثلاثة وعشرين فيها يفرق كل امر حكيم

(1) الظاهر أنه يفضى كما في بعض النسخ.
(2) الآية (2) القدر.
(3) مسكر، بدله في البحار.
240

ثم ينهى ذلك ويمضى قال قلت إلى من قال إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن يونس عن الحرث
بن المغيرة البصري وعن عمرو عن ابن أبي عمير عمن رواه عن هشام قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام قول الله تعالى في كتابه فيها يفرق كل امر حكيم (1) قال تلك ليلة القدر
يكتب فيها وفد الحاج وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو موت أو حياة ويحدث الله في
الليل والنهار وما يشاء ثم يلقيه إلى صاحب الأرض قال الحرث بن المغيرة البصري قلت
ومن صاحب الأرض قال صاحبكم.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن
داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر عليه السلام قال قال
يا أبا الهذيل انا لا يخفى علينا ليلة القدر ان الملائكة يطوفون (2) بنا فيها.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود
بن فرقد قال سألته عن ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة فقال تنزل الملائكة والروح
فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر قال ثم قال لي أبو عبد الله عليه السلام ممن
والى من وما ينزل.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحسن
بن موسى عن سعيد بن يسار قال كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبى عبد الله
عليه السلام فقلت له سله عن ليلة القدر فلما رجع قلت له سألته قال نعم فأخبرني بما أردت
وما لم أرد قال إن الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت إلى من فقال
لي من ترى يا عاجز أو يا ضعيف.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن إسماعيل عن الحسن بن موسى عن معلى

(1) الآية (4) الدخان.
(2) يطيفوننا، في نسخة البحار.
241

بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون قال ثم يريني
به (1) قال قلت إلى من قال إلى من ترى يا أحمق.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم (2) وغيره عن سيف بن عميره
عن حسان عن ابن داود عن بريده قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام
معه إذ قال يا علي ألم أشهدك معي سبعة مواطن الموطن الخامس ليلة القدر خصصنا ببركتها
ليست لغيرنا.
(10) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسن بن موسى عن معلى
بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون ثم يريني
به (3) قال قلت إلى من قال إلى من ترى يا أحمق.
(11) حدثنا سلمة بن الخطاب قال حدثنا عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم
عن محمد بن حمران (4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له ان الناس يقولون إن ليلة
النصف من شعبان تكتب فيه الآجال وتقسم فيه الأرزاق وتخرج صكاك الحاج فقال ما عندنا
في هذا شئ ولكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان يكتب فيها الآجال ويقسم فيها
الأرزاق ويخرج صكاك الحاج ويطلع الله على خلقه فلا يبقى مؤمن الا غفر له الا شارب
مسكر فإذا كانت ليلة ثلث وعشرين فيها يفرق كل امر حكيم أمضاه ثم أنهاه قال قلت
إلى من جعلت فداك فقال إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم ما يكون في تلك
السنة.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن الحريش قال عرضت
هذا الكتاب على أبى جعفر عليه السلام فاقر به قال قال أبو عبد الله عليه السلام قال علي عليه السلام في

(1) يرمى به كذا في البحار.
(2) أو غيره، بدله في البحار.
(3) يرمى به، بدله في البحار.
(4) محمد بن عمران بدله في البحار.
242

صبح أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله سلوني (1) فوالله لأخبرنكم بما يكون
إلى ثلاثمائة وستين يوما من الذر فما دونها فما فوقها ثم لأخبرنكم بشئ من ذلك لا
بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم الا من علم الله وتعليمه والله لا يسألني أهل التورية
ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت بين كل أهل كتاب بحكم
ما في كتابهم قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك
السنة وبقى منه شئ لم تتكلموا به قال لا والذي نفسي بيده لو أنه فيما علمنا
في تلك الليلة ان انصتوا لأعداءكم لنصتنا فالنصت أشد من الكلام.
(13) حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه سليمان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن نطفة الامام من الجنة وإذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع و
هو واضع يده إلى الأرض رافع رأسه إلى السماء قلت جعلت فداك ولم ذاك قال إن مناديا
يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى يا فلان بن فلان أثبت فإنك
صفوتي من خلقي وعيبة علمي ولك ولمن تولاك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحلت (2)
جواري ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم في دنياي
من سعة رزقي قال فإذا انقضى صوت المنادى اجابه هو شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة
وأولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم فإذا قالها أعطاه العلم الأول و
العلم الاخر واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.
(14) حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن حريش
انه عرضه على أبى جعفر عليه السلام فاقر به قال فقال أبو عبد الله عليه السلام ان القلب الذي يعاين
ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن قلت وكيف ذاك يا أبا عبد الله قال ليشق والله بطن
ذلك الرجل ثم يؤخذ إلى قلبه (3) ويكتب عليه بمداد النور فذلك جميع العلم ثم

(1) فسئلوني، كذا في البحار.
(2) أحلك، كذا في البحار.
(3) على قلب ذلك، في نسخة بدله.
243

يكون القلب مصحفا للبصر ويكون اللسان مترجما للاذن إذا أراد ذلك الرجل علم
شئ نظر ببصره وقلبه فكأنه ينظر في كتاب قلت له بعد ذلك وكيف العلم في غيرها
ايشق القلب فيه أم لا قال لا يشق لكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل
إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله عمله والله واسع عليم
(15) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
عبد الله عن يونس عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أرأيت من لم يقر بما
يأتكم في ليلة القدر كما ذكر ولم يجحده قال أما إذا قامت عليه الحجة من يثق به في
علمنا فلم يثق به فهو كافر واما من لا (1) يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع ثم قال
عليه السلام يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين (2).
(16) حدثنا أحمد بن محمد وأحمد بن إسحاق عن القاسم بن يحيى عن بعض
أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي بن أبي طالب عليه السلام كثيرا ما يقول ما التقينا
عند رسول الله عليه السلام التيمي وصاحبه وهو يقول انا أنزلناه في ليلة القدر ويتخشع ويبكى
فيقولان ما أشد رقتك بهذه السورة فيقول لهما إنما رققت لما رأت عيناي ووعاه قلبي
ولما رأى قلب هذا من بعدي يعنى عليا عليه السلام فيقولان أرأيت وما الذي يرى فيتلوا هذا
الحرف تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر
قال ثم يقول هل بقي شئ بعد قوله تبارك وتعالى كل امر فيقولان لا فيقول هل تعلمان
من المنزول إليه بذلك فيقولان لا والله يا رسول الله فيقول نعم فهل تكون ليلة القدر من
بعدي فيقولان نعم قال فهل تنزل الامر فيها فيقولان نعم فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخذ
برأسي فيقول ان لم تدريا هو هذا من بعدي قال فان كانا يفرقان تلك الليلة بعد رسول الله
من شدة ما يدخلها من الرعب.

(1) وفى نسخة بدله، لم.
(2) الآية (61) التوبة.
244

(17) وبهذا الاسناد قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة و
الروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر قال ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره فرآهم في
منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي صلى الله عليه وآله معه ويصلون معه عليه ويحفرون له
والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم وفتح
لأمير المؤمنين عليه السلام سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى وسمعهم يقولون لأنالوه جهدا وإنما
هو صاحبنا بعدك الا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه حتى إذا مات أمير المؤمنين
عليه السلام رأى الحسن والحسين مثل ذلك الذي رأى ورأيا النبي صلى الله عليه وآله أيضا يعين الملائكة
مثل الذي صنعوه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك ورآى النبي
صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل
ذلك ورأي النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين
رأى محمد بن علي عليه السلام مثل ذلك ورأي النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام والحسن والحسين
عليهما السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك ورأي النبي
صلى الله عليه آله وعليا عليه السلام والحسن والحسين وعلي بن الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات
جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجرى إلى اخرنا؟؟.
(4) باب في أن رسول لله ص كان يقرء ويكتب بكل لسان
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي قال
سألت أبا جعفر عليه السلام محمد بن علي الرضا عليه السلام وقلت له يا بن رسول الله لم سمى النبي
الأمي قال ما يقول الناس قال قلت له جعلت فداك يزعمون إنما سمى النبي الأمي لأنه
لم يكتب (1) فقال كذبوا عليهم لعنة الله انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم

لم يحسن ان يكتب، كذا في البحار.
245

كتابه هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة (1) فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ ويكتب
باثنين وسبعين أو (2) بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة و
مكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه لتنذر أم القرى ومن
حولها (3).
(2) حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يحيى بن عمر عن
أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله تبارك وتعالى وأوحى إلى هذا القرآن
لأنذركم به ومن بلغ (4) قال بكل لسان.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن شريف بن سابق التفليسي عن الفضيل
بن (5) أبى قرة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل اجعلني على خزاين
الأرض انى حفيظ عليم (6) قال حفيظ بما تحت يدي عليم بكل لسان.
(4) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن أسباط أو
غيره قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ان الناس يزعمون أن رسول الله لم يكن يكتب ولا يقرأ
فقال كذبوا لعنهم الله انى ذلك وقد قال الله هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم
آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فيكون
ان يعلمهم الكتاب الحكمة وليس ويحسن ان يقرأ ويكتب قال قلت فلم سمى النبي صلى الله عليه وآله
أميا قال نسبت إلى مكة وذلك قول الله عز وجل لتنذر أم القرى ومن حولها فأم القرى

(1) الآية (2) الجمعة.
(2) أو قال، بدله في نسخة البحار.
(3) الآية (7) الشورى.
(4) الآية (19) الانعام.
(5) والصحيح انه الفضل بن أبي قرة كما في تفسير البرهان والمصرح به في كتب الرجال
(6) الآية (55) يوسف.
246

مكة فقيل أمي لذلك.
(5) حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن خلف بن حماد عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله كان يقرأ ويكتب و
يقرأ ما لم يكتب.
(5) باب في أمير المؤمنين عليه السلام وأولوا العزم
أيهم اعلم
(1) حدثنا محمد بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن
الوليد قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام أي شئ يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين
عليه السلام قلت يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام قال فقال أيزعمون
ان أمير المؤمنين عليه السلام قد علم ما علم رسول الله قلت نعم ولكن لا يقدمون على أولوا العزم
من الرسل أحدا قال أبو عبد الله عليه السلام فخاصمهم بكتاب الله قال قلت وفى أي موضع منه
أخاصمهم قال قال الله تعالى لموسى وكتبنا له في الألواح من كل شئ علما (1) انه لم
يكتب لموسى كل شئ وقال الله تبارك وتعالى لعيسى ولابين لكم بعض الذي تختلفون
فيه (2) وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (3) ونزلنا عليك الكتاب
تبيانا لكل شئ (4).
(2) حدثنا علي بن محمد بن سعد عن حمدان بن محمد بن سليمان النيشابوري

(1) الآية (145) الأعراف والآية هكذا، من كل شئ موعظة وتفصيلا.
(2) الآية (63) الزخرف.
(3) الآية (89) النحل والآية هكذا، شهيدا على هؤلاء.
(4) الآية (89) النحل والآية هكذا، شهيدا على هؤلاء.
247

عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسلم بن الحجاج عن يوسف (1) عن الحسين بن علوان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله خلق أولوا العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا
علمهم وفضلهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يعلموا وعلمنا علم
الرسول صلى الله عليه وآله وعلمهم.
(3) حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمر عن عبد الله بن وليد
السمان قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي عليه السلام وموسى و
عيسى قال قلت جعلت فداك ومن أي حالات تسئلني قال أسألك عن العلم فاما الفضل فهم
سواء قال قلت جعلت فداك فما عسى أقول فيهم فقال هو والله أعلم منهما ثم قال يا عبد الله
أليس يقولون إن لعلى عليه السلام ما للرسول من العلم قال قلت بلى قال فخاصمهم فيه قال إن
الله تبارك وتعالى قال لموسى وكتبنا له في الألواح من كل فاعلمنا انه لمن يبين
له الامر كله وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك
الكتاب تبيانا لكل شئ.
(4) حدثنا إسماعيل بن شعيب عن علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال قال
أبو عبد الله عليه السلام لرجل تمصون الثماد (2) وتدعون النهر (13) الأعظم فقال له الرجل ما
تعنى (4) بهذا يا بن رسول الله فقال علم النبي صلى الله عليه وآله علم النبيين بأسره وأوحى الله إلى محمد
صلى الله عليه وآله فجعله محمد صلى الله عليه وآله عند علي عليه السلام فقال له الرجل فعلي عليه السلام اعلم أو بعض الأنبياء
فنظر أبو عبد الله عليه السلام إلى بعض أصحابه فقال إن الله يفتح مسامع من يشاء أقول له ان
رسول الله صلى الله عليه وآله جعل ذلك كله عند علي عليه السلام فيقول علي عليه السلام اعلم أو بعض

(1) يونس، بدله كذا في البحار.
(2) الثماد: جمع الثمد بالفتح وبالتحريك، هو ماء المطر يبقى محقونا تحت رمل
فإذا كشف عنه أدته الأرض " أقرب الموارد ".
(3) وفى نسخة بدله، البئر.
(4) ما تدعون، بدله في نسخة البحار.
248

الأنبياء.
(5) حدثنا علي بن محمد بن سعد عن عمران بن سليمان النيسابوري عن عبد الله
بن محمد اليماني عن منبع بن (1) الحجاج عن يونس عن الحسين بن علوان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن الله خلق (2) أولى العزم من الرسل بالعلم وورثنا علمهم وفضلنا
عليهم في علمهم وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يعلموا وعلمنا علم الرسول وعلمهم وامناء
شيعتنا أفضلهم أين ما كنا فشيعتنا معنا
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن رجل من الكوفيين عن محمد بن عمر
عن عبد الله بن الوليد قال قال أبو عبد الله عليه السلام ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين عليه السلام و
عيسى وموسى انهم اعلم قال قلت ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال اما انك حاججتهم
بكتاب الله لحججتهم قال قلت وأين هذا في كتاب الله قال إن الله قال في موسى وكتبنا له
في الألواح من كل شئ موعظة ولم يقل كل شئ وقال في عيسى ولابين لكم بعض
الذي تختلفون ولم يقل كل شئ وقال في صاحبكم كفى بالله شهيدا بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب.
(6) باب في أن الأئمة عليهم السلام أفضل من موسى والخضر
عليهما السلام.
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي بشر عن كثير بن أبي حمران (3)
قال قال أبو جعفر عليه السلام لقد سئل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جوابها ولقد سأل

(1) مسلم بن الحجاج بدله في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، فضل بالتشديد.
(3) عن كثير عن أبي عمران، كذا في البحار.
249

العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها ولو كنت بينهما لأخبرت كل واحد منهما بجواب
مسئلته ولسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سدير
عن أبي جعفر عليه السلام قال لما لقى موسى العالم كلمه وسائله نظر إلى خطاف يصفر ويرتفع
في السماء ويتسفل في البحر فقال العالم لموسى أتدري ما يقول هذا الخطاف قال وما
يقول قال يقول ورب السماء ورب الأرض ما علمكما في علم ربكما الا مثل ما اخذت
بمنقاري من هذا البحر قال فقال أبو جعفر عليه السلام اما لو كنت عندهما لسئلتهما عن مسألة لا
يكون عندهما فيها علم.
(3) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا
عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة في الحجر فقال ورب هذه البنية ورب هذه الكعبة
ثلث مرات ولو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما انى اعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس
في أيديهما.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن راشد عن علي بن مهزيار عن الحسين
بن سعيد قال وحدثوني جميعا عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار
قال كنا مع أبي عبد الله عليه السلام في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة وقلنا ليس
علينا عين فقال ورب الكعبة ثلث مرات انى لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما انى
اعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما.
(5) حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن سدير
قال كنت انا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبى عبد الله عليه السلام إذ
خرج إلينا وهو مغضب فلما اخذ مجلسه قال يا عجباه لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما
يعلم الغيب الا الله لقد هممت بضرب جاريتي فلانه فهربت منى فما علمت في أي بيوت
الدار هي قال سدير فلما ان قام عن مجلسه صار في منزله وأعلمت دخلت انا وأبو بصير و
250

ميسر وقلنا له جعلنا الله فداك سمعناك أنت تقول كذا وكذا في امر خادمتك ونحن نزعم
انك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال لي يا سدير ألم تقرء القرآن
قال قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله قال الذي عنده علم من الكتاب انا
اتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك قال قلت جعلت فداك قد قرأت قال فهل عرفت الرجل
وهل علمت ما كان عنده علم من الكتاب قال قلت فأخبرني افهم قال قدر قطرة الثلج في
البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا قال
فقال لي يا سدير ما أكثر من هذا لمن ينسبه الله إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل
وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم
الكتاب قال قلت قد قرأته قلت جعلت فداك قال فمن عنده علم من الكتاب افهم أم عنده
علم الكتاب قال بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومى بيده إلى صدره قال وعلم الكتاب
والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا.
(7) باب في أنهم يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتهم صور
أعظم من جبرئيل وميكائيل
(1) حدثنا على ابن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن منا لمن يعاين معاينة وان منا
لمن ينقر في قلبه كيت وكيت وان منا لمن يسمع كما يقع السلسلة كله يقع في الطست
قال قلت فالذين يعانيون ما هم قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن زياد القندي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال
قلت كيف يزاد الامام فقال منا من ينكت في اذنه نكتا ومنا من يقذف في قلبه قذفا.
251

ومنا من يخاطب.
(3) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أحمد بن رزين عن الوليد
الطائفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن منا لمن يوقر (1) في قلبه ومنا من يسمع باذنه ومنا
من ينكت وأفضل من (2) يسمع.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن نعمان عن يزيد بن إسحاق
يلقب شعر عن ابن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن منا لمن
ينكت في اذنه وان منا لمن يؤتى في منامه وان منا لمن يسمع الصوت مثل
صوت السلسلة يقع على (3) الطست وان منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل
وميكائيل.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم الجوهري عن أبي بصير
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا لنزاد في الليل والنهار ولو لم نزد لنفد ما عندنا قال
أبو بصير جعلت فداك من يأتيكم به قال إن منا من يعاين وان منا لمن ينقر في قلبه
كيت وكيت وان منا لمن يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست قال فقلت له من
الذي يأتيكم بذلك قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل.
(6) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن نعمان عن ابن أبي حمزة
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن منا لمن ينكت في اذنه وان منا لمن يرى في منامه
وان منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة التي تقع في الطست.
(7) حدثنا الحسين بن علي عن عبد الله عن عبيس بن هشام عن الحسن بن اشيم عن علي
عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا نزاد في الليل والنهار ولولا انا
نزاد في الليل والنهار ولولا انا نزاد لنفد ما عندنا فقال أبو بصير جعلت فداك من يأتيكم

(1) ينقر في نسخة البحار.
(2) ممن، في نسخة البحار.
(3) وفى نسخة بدله، في.
252

قال إن منا لمن يعاين معاينه وان منا من ينقر في قلبه كيت وكيت وان منا من يسمع
باذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست قال قلت جعلني الله فداك من يأتيكم بذلك قال هو خلق
أكبر من جبرئيل وميكائيل.
(8) حدثنا سند بن محمد عن ابان عن زرارة عن ميمون القداح قال كان
أبو جعفر عليه السلام على سريرة وعنده عمه عبد الله بن زيد فقال إن منا يسمع الصوت
ولا يرى الصورة.
(8) باب في الامام انه ترايا له جبرئيل وميكائيل و
ملك الموت
(1) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن جعفر بن عمر عن ابان عن
معبد قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فجاء يمشى حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه وهو
يصلى في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معبد أترى هذا الموضع قال قلت نعم
جعلت فداك قال بينا أبى قائم يصلى في هذا المكان إذ جائه شيخ يمشى حسن السمت فجلس
وبينا هو جالس إذا جاء رجل ادم حسن الوجه والسيمة فقال الشيخ ما يجلسك فليس
بهذا أمرت فقاما يتساران انطلقا ويواريا عنى فلم أر شيئا فقال أبى يا بنى هل رأيت
الشيخ وصاحبه قلت نعم فمن الشيخ ومن صاحبه فقال الشيخ ملك الموت والذي
جاء جبرئيل.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن زرارة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال بينا أبى في داره مع جارية له إذا اقبل رجل قاطب الوجه فلما
رأيته علمت أنه ملك الموت قال فاستقبله رجل آخر طلق الوجه وحسن البشر فقال
253

انك لست بهذا أمرت فبينا انا أحدث الجارية واعجبها مما رأيت فقبضت قال فقال
أبو عبد الله عليه السلام فكسرت البيت الذي رأى أبى فيه ما رأى فليت ما هدمت من الدار انى
لم اكسره.
(3) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى بن الحسين بن معاوية بن وهب عن
محمد بن الفضل بن عمرو بن ابان الكلبي عن معتب قال توجهت مع أبي عبد الله عليه السلام
إلى ضيعة له يقال لها طيبة فدخلها فصلى ركعتين فصليت معه فقال يا معتب انى صليت
إلى صنيعة له مع أبي الفجر ذات يوم فجلس أبى يسبح الله فبينا هو يسبح إذا اقبل شيخ
طويل جميل ابيض الرأس واللحية فسلم أبى وشاب مقبل في اثره فجاء إلى الشيخ فسلم
على أبى واخذ بيد الشيخ وقال قم فإنك لم تؤمر بهذا فلما ذهبا من عند أبي قلت يا
أبت من هذا الشيخ وهذا الشاب فقال أي بنى هذا والله ملك الموت وهذا
جبرئيل.
(9) باب ما يلهم الامام ما ليس في الكتاب والسنة
من المعضلات
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد
بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال كان على يعمل بكتاب الله وسنة رسوله (1) فإذا ورد
عليه شئ والحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة الهمه الله الحق فيه الهاما وذلك
والله من المعضلات.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن هلا عن العلاء عن محمد بن مسلم

(1) نبيه) بدله، في البحار.
254

عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي عليه السلام يعمل بكتاب الله وسنة نبيه فإذا ورد
عليه الشئ الحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة الهمه الله تعالى الهاما وذلك
والله من المعضلات.
(3) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي عليه السلام يعمل بكتاب الله وسنة
نبيه فإذا ورد عليه شئ حادث والذي ليس في الكتاب ولا في السنة الهمه الله الحق الهاما
وذلك والله من المعضلات.
(10) باب في الأئمة انهم يعرفون الاضمار وحديث النفس
قبل ان يخبروا به
(1) حدثني محمد بن علي عن عمه محمد عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي
عبد الله عليه السلام ليلة من الليالي ولم يكن عنده أحد غيري فمد رجله في حجري فقال
اغمزها يا عمر فغمزت رجله فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقية فأردت ان أسأله
إلى من الامر من بعده فأشار إلى فقال لا تسئلني في هذه الليلة عن شئ فانى لست
أجيبك.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن يزيد بن إسحاق عن ابن
أسلم (1) عن عمران بن يزيد قال دخلت إلى أبى عبد الله عليه السلام وهو مضطجع ووجهه إلى
الحايط فقال لي حين دخلت عليه يا عمر اغمز رجلي فقعدت اغمز رجله فقلت في نفسي
الساعة أسأله عن عبد الله وموسى أيهما الإمام قال فحول وجهه إلى وقال اذن والله
لا أجيبك.

(1) ابن مسلم، كذا في البحار.
255

(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن إبراهيم بن محمد عن شهاب
بن عبد ربه قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وانا أريد ان أسأله من الجنب يغرف الماء
من الحب فلما صرت عنده أنسيت المسألة فنظر إلى أبو عبد الله عليه السلام فقال يا شهاب لا بأس
ان يغرف الجنب من الحب.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن بكر عمن رواه عن عمر بن يزيد قال دخلت على
أبى عبد الله عليه السلام فبسط رجليه وقال اغمزها يا عمر قال فاضمرت في نفسي ان اسئله عن الامام بعده
فقال يا عمر لا أخبرك عن الإمام بعدي.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن برده عن أبي عبد الله
عليه السلام وعن جعفر بن بشير الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال أبو عبد الله عليه السلام
يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء قال فقمت فوضعت له قال فدخل قال فقلت في نفسي انا
أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ قال فلم يلبث ان خرج فقال يا إسماعيل
لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم اجعلونا مخلوقين وقولوا بنا (1) ما شئتم فلن تبلغوا فقال
إسماعيل وكنت أقول إنه وأقول وأقول.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسن بن موسى
عن زرارة قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام فسئلني ما عندك من أحاديث الشيعة قلت إن عندي
منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها قال ولم هات ما أنكرت منها فخطر
على بالى الادمون (2) فقال لي ما كان على الملائكة حيث قال أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن علي ابن الحكم عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي
الحسن عليه السلام فذكر محمد فقال إني جعلت على نفسي ان لا يظلني وإياه سقف بيت

(1) فينا، هكذا في البحار.
(2) الآدميون، هكذا في تفسير البرهان.
256

فقلت في نفسي هذا يأمر بالبر والصلة ويقول هذا لعمه قال فنظر إلى فقال هذا من البر
والصلة انه متى يأتيني ويدخل على فيقول ويصدقه الناس وإذا لم يدخل على لم يقبل
قوله إذا قال.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن الحسن
بن (1) أحمد بن أسد بن أبي العلاء عن هشام بن أحمد قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام
وانا أريد ان أسأله عن المفضل بن عمر وهو في مصنعة (2) له في يوم شديد الحر والعرق.
يسيل على خده فيروى (3) على صدره فابتدأني فقال نعم والله الذي لا اله الا هو الرجل
المفضل بن عمر الجعفي حتى أحصيت بضعا وثلثين مرة يقولها ويكررها وقال إنما
هو والد بعد والد.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن علي القمي قال بعث إلى أبو جعفر
عليه السلام ومعه كتابه فأمرني ان أصير إليه فاتيته وهو بالمدينة نازل في دار بزيع فدخلت
عليه وسلمت وذكر صفوان وابن سنان وغيرهما ما قد سمعه غير واحد فقلت في نفسي استعطفه
على زكريا بن آدم لعله يسلم مما قال في هؤلاء ثم رجعت إلى نفسي فقلت من انا حتى
أتعرض في هذا وشبهه لمولى هو اعلم بما يصنع فقال يا أبا على ليس على مثل أبى يحيى تعجل
وقد كان لأبي من خدمته (4).

(1) الحسين بن أحمد، بدله في البحار.
(2) المصنعة: كالحوض يجمع فيه ماء المطر، والأصوب في ضيعة كما في بعض
النسخ.
(3) فيجرى، هكذا في البحار.
(4) هذه الزيادة في نسخة البحار، ومنزلته عنده وعندي من بعده غير انى احتجت
إلى المال فلم يبعث فقلت جعلت فداك هو باعث إليك بالمال وقال لي ان وصلت إليه فاعلمه ان
الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر فقال احمل كتابي إليه ومره ان يبعث إلى
بالمال فحملت كتابه إلى زكريا فوجه إليه بالمال قال فقال لي أبو جعفر - ع - ابتداء منه ذهبت
الشبهة ما لأبي ولد غيري قلت صدقت جعلت فداك.
257

(10) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن علي بن أسباط قال رأيت
أبا جعفر عليه السلام قد خرج على فاحددت النظر إليه والى رأسه والى رجله لاصف قامته
لأصحابنا بمصر فخر ساجدا فقال إن الله احتج في الإمامة مثل ما احتج في النبوة قال الله تعالى واتيناه
الحكم صبيا (1) وقال الله فلما بلغ أشده (2) وبلغ أربعين سنة فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو
صبي ويجوز ان يؤتى وهو ابن أربعين سنة.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال دخلت
على أبى الحسن الماضي عليه السلام وهو محموم ووجهه إلى الحايط فتناول بعض أهل بيته
يذكر فقلت في نفسي هذا خير خلق الله في زمانه يوصينا بالبر ويقول في رجل من أهل بيته
هذا القول قال فحول وجهه فقال إن الذي سمعت من البر انى إذ قلت هذا لم يصدقوا
قوله وان لم أقل هذا صدقوا قوله على.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال حدثني زياد بن أبي
الحلال قال اختلف الناس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه قال فدخلت على أبى عبد الله
عليه السلام وانا أريد ان اسئله عنه فابتدأني من غير أن أسأله رحم الله جابر بن يزيد الجعفي كان
يصدق علينا ولعن الله المغيرة بن شعبة كان يكذب علينا.
(13) حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن شهاب بن عبد ربه قال
اتيت أبا عبد الله عليه السلام اسئله فابتدأني فقال إن شئت فسئل يا شهاب وان شئت أخبرناك
بما جئت له قلت اخبرني جعلت فداك قال جئت لتسئلني عن الجنب يغرف الماء من
الحب بالكوز فيصيب يده الماء قال نعم قال ليس به باس قال وان شئت سل وان شئت
أخبرتك قال قلت اخبرني قال جئت تسئل عن الجنب يسهو ويغمز يده في الماء قبل ان يغسلها
قلت وذاك جعلت فداك قال إذا لم يكن أصاب يده شئ فلا باس بذاك سل وان شئت

(1) الآية (12) مريم.
(2) الآية (22) يوسف.
258

أخبرتك قلت اخبرني قال جئت لتسئلني عن الجنب يغتسل فيقطر الماء من جسمه في
الاناء أو ينضح الماء من الأرض فيقع في الاناء قلت نعم جعلت فداك قال ليس بهذا باس
كله فسئل وان شئت أخبرتك قلت اخبرني قال جئت لتسئلني من الغدير يكون في جانبه
الجيفة أتوضأ منه أولا قال نعم قال فتوضأ من الجانب الآخر الا ان يغلب على
الماء الريح وجئت لتسئل عن الماء الراكد من البئر قال فما لم يكن فيه
تغيير أو ريح غالبة قلت فما التغيير قال الصفرة فتوضأ منه وكلما غلب عليه كثرة
الماء فهو طاهر.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إبراهيم بن الفضل عن عمر
بن يزيد قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وهو وجع فولاني ظهره ووجهه إلى الحائط
فقلت في نفسي ما ادرى ما يصيبه في مرضه وما سئلته عن الامام بعده فانا أفكر
في ذلك إذ حول وجهه إلى فقال إن الامر ليس كما تظن ليس على من وجعي
هذه بأس.
(15) حدثنا الحسين بن علي بن عيسى عن مروان عن الحسين بن موسى الخياط
قال خرجت انا وجميل بن دارج وعائذ الأحمسي حاجين قال وكان يقول عائذ لنا ان لي
حاجة إلى أبى عبد الله عليه السلام أريد ان اسئله عنها قال فدخلنا عليه فلما جلسنا قال لنا مبتدئا
من اتى الله بما افترض عليه لم يسئله عما سوى ذلك قال فغمزنا عايذ فلما قمنا قلنا ما
حاجتك قال الذي سمعنا منه انى رجل لا أطيق القيام بالليل فخفت ان أكون مأثوما
مأخوذا به فأهلك.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن بن علان (1) عن محمد بن عبد الله
قال كنت عند الرضا فأصابني عطش شديد فكرهت ان استسقى في مجلسه ودعا بماء بارد
فذاقه وناولني فقال يا محمد اشرب فإنه بارد فشربت.

(1) زعلان كذا في نسخة البحار
259

(17) حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن جميل بن دارج عن أبي عبد الله
عليه السلام قال سألته عن القضاء والقدر فقال هما خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق
ما يشاء واردت ان اسئله عن (1) المشية فنظر إلى فقال يا جميل لا أجيبك في
المشية.
(18) حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن عيسى الفراء عن
مالك الجهني قال كنت بين يدي أبى عبد الله عليه السلام فوضعت يدي على خدي وقلت
في نفسي لقد عظمك الله وشرفك فقال يا مالك الامر أعظم مما تذهب إليه.
(19) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا عن محمد بن حمران
قال حدثنا زرارة قال قال أبو جعفر عليه السلام حدث عن بني إسرائيل يا زرارة ولا حرج فقلت
جعلت فداك ان في حديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال فأي شئ هو يا زرارة
قال فاختلس في قلبي فمكثت ساعة لا أذكره ما أريد قال لعلك تريد التقية قال نعم قال
صدق بها فإنها حق.
(20) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن داود القطان عن إبراهيم
رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه هذا المال إلى المداين
إلى شيعة فقال رجل من أصحابه في نفسه لاتين أمير المؤمنين ولأقولن له انا اذهب به فهو
يثق بي فإذا انا اخذته اخذت طريق الكرخه (2) فقال يا أمير المؤمنين انا اذهب
بهذا المال إلى المداين قال فرفع إلى رأسه ثم قال إليك عنى خذ طريق الكرخه (3)
(21) حدثنا علي بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال كنت أطوف بالكعبة
فرأيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت في نفسي هذا هو الذي يتبع والذي هو الامام وهو كذا و
كذا قال فما علمت به حتى ضرب يده على منكبي ثم اقبل على وقال ابشرا منا واحدا

(1) في، بدله كذا في البحار.
(2) المكرجة في الموضعين في نسخة بدلهما.
(3) المكرجة في الموضعين في نسخة بدلهما.
260

نتبعه انا إذا لفي ضلال وسعر (1)
(22) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن (2) برده و
أبى عبد الله عن الجعفر بن الحسين (3) الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال لي
أبو عبد الله عليه السلام ضع لي في المتوضأ ماء قال فقمت فوضعت له فدخل قال فقلت في نفسي انا
أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ فلم يلبث ان خرج فقال يا إسماعيل بن عبد العزيز
لا ترفعوا البناء فوق طاقتنا فينهدم اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم قال إسماعيل
كنت أقول فيه وأقول حدثنا.
(23) حدثنا أبو طالب عن بكر بن محمد قال خرجنا من المدينة نريد منزل أبى
عبد الله عليه السلام فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق وهو جنب ونحن لا نعلم حتى دخلنا
على أبى عبد الله عليه السلام قال فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال يا أبا محمد اما تعلم أنه
لا ينبغي لجنب ان يدخل بيوت الأنبياء والأوصياء قال فرجع أبو بصير و
دخلنا.
(24) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال
عن أسد بن أبي العلاء عن خالد بن نجيح الجوار قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام وانا أقول
في نفسي ليس يدرون هؤلاء بين يدي منهم قال فأدناني حتى جلست بين يديه ثم قال لي
هذا ان لي ربا اعبده ثلث مرات.
(25) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
خالد بن نجيح الجوار (4) قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وعنده خلق فقنعت رأسي

(1) الآية (24) القمر.
(2) الحسين بن برده، هكذا في البحار.
(3) جعفر بن بشير، كذا في البحار.
(4) الجواز، كذا في البحار.
261

فجلست في ناحية وقلت في نفسي ويحكم ما أغفلكم عند من تكلمون عند رب العالمين قال
فناداني ويحك يا خالد انى والله عبدا مخلوق لي رب اعبده ان لم اعبده والله عذبني بالنار
فقلت لا والله لا أقول فيك ابدا الا قولك في نفسك.
(26) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن
عمر بن أذينة عن عبد الله النجاشي قال أصابت جبة لي قذى من نضح بول شككت فيه
فغمرتها (1) ماء في ليلة باردة فلما دخلت على أبى عبد الله عليه السلام ابتدأتي فقال لي ان القذى
إذا غسلته بالماء فسد القذى (2).
(27) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال قلت له جعلت فداك الأئمة يعلمون
ما يضمر فقال علمت والله ما علمت الأنبياء والرسل ثم قال أزيدك قلت نعم قال وتزاد ما لم
تزد الأنبياء.
(11) باب في الأئمة انهم يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرهم
وافعال غيبهم وهم غيب عنهم
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن إبراهيم بن محمد الأشعري
عن أبي كهمش قال كنت نازلا بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني فانصرفت ليلا
ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي فمددت يدي فقبضت على ثديها فلما كان من الغد
دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقال يا أبا كهمش تب إلى الله مما صنعت البارحة.

(1) اغتمر الماء الشئ: غطه (المنجد).
(2) ان الفرو إذا غسلته بالماء فسد، كذا في البحار.
262

(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم عن محمد بن سهل عن إبراهيم
بن أبي البلاد عن مهزم قال كنا نزولا بالمدينة وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني
وانى اتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية فغمرت ثديها فلما كان من الغد دخلت
على أبى عبد الله عليه السلام فقال يا مهزم أين كان أقصى اثرك اليوم فقلت له ما برحت المسجد
فقال اما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال الا بالورع.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن
الميثمي عن إبراهيم بن مهزم قال خرجت من عند أبي عبد الله عليه السلام ليلة ممسيا فاتيت
منزلي بالمدينة وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام فاغلظت لها فلما إن كان من
الغد صليت الغداة واتيت أبا عبد الله عليه السلام فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا يا أبا مهزم
مالك وللوالدة أغلظت في كلامها البارحة اما علمت أن بطنها منزل قد سكنته وان حجرها
مهدا قد غمزته وثديها وعاء قد شربته قال قلت بلى قال فلا تغلظ لها.
(4) حدثنا أحمد بن محمد والحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان
عن محمد بن سنان يرفعه (1) قال إن عايشة قالت التمسوا؟؟ لي رجلا شديد العداوة لهذا
الرجل حتى ابعثه إليه قال فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت ما بلغ من عداوتك لهذا
الرجل قال فقال لها كثيرا ما أتمنى على ربى انه وأصحابه في وسطى فضربت ضربة
بالسيف يصبغ فسبق (2) السيف الدم قالت فأنت له فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه
ظاعنا رأيته أو مقيما اما انك ان رايته (3) راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكبا قوسه
معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا وان
عرض عليك طعامه وشرابه فلأتناولن منه شيئا فان فيه السحر قال فاستقبلته راكبا
فناولته الكتاب ففض خاتمه ثم قرأه فقال تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا

(1) رفعه، كذا في البحار.
(2) يسبق، هكذا في البحار.
(3) هذه الزيادة في البحار، ظاعنا رايته.
263

ونكتب جواب كتابك فقال هذا والله مالا يكون قال فسار خلفه (1) فاحدق به أصحابه
ثم قال له أسألك قال نعم قال وتجيبني قال نعم قال فنشدتك الله هل قالت التمسوا لي رجلا
شديدا عداوته لهذا الرجل فاتوها بك فقالت لك ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل فقلت
كثيرا ما أتمنى على ربى انه وأصحابه في وسطى وانى ضربت ضربة بالسيف يسبق
السيف الدم قال اللهم نعم قال فنشدتك الله اقالت لك اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه
ظاعنا كان أو مقيما اما انك ان رأيته (2) راكبا بغلة رسول الله متنكبا قوسه معلقا
كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابه هذا فقال اللهم نعم قال فنشدتك
بالله هل قالت لك ان عرض عليك طعامه وشرابه فلاتناولن منه شيئا فان فيه السحر قال اللهم نعم
قال فمبلغ أنت عنى قال اللهم نعم فانى اتيتك وما في الأرض خلق أبغض إلى منك وانا الساعة
ما في الأرض خلق أحب إلى منك فمر بي بما شئت قال ارجع إليها كتابي هذا وقل لها ما
أطعت الله ولا رسوله حيث امرك الله بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر وقل لهم
ما أنصفتم (3) الله ولا رسوله حيث خلفتم حلايلكم في بيوتكم واخرجتم حليلة رسول الله
صلى الله عليه وآله قال فجاء بكتابه حتى طرحه إليها وأبلغها مقالته ثم رجع إليه فأصيب بصفين فقالت
ما نبعث إليه بأحد الا أفسده علينا.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن حرث الطحان قال اخبرني احمد وكان من
أصحاب أبي الجارود عن الحرث بن حصيرة الأزدي قال قدم رجل من أهل الكوفة إلى
خراسان فدعا الناس إلى ولاية جعفر بن محمد عليه السلام قال ففرقة اطاعته واجابت وفرقة
جحدت وأنكرت وفرقة ورعت ووقفت قال فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا على أبى عبد الله
عليه السلام قال فكان المتكلم منهم الذي ورع ووقف وقد كان في (4) بعض القوم جارية فخلا بها

(1) فساء خلقه، كذا في البحار.
(2) هذه الزيادة في البحار، ظاعنا رايته راكبا على.
(3) وقل لهما ما أنصفتما هكذا في نسخة البحار.
(4) مع، بدله في البحار.
264

الرجل ووقع عليها فلما دخلنا على أبى عبد الله ع وكان هو المتكلم فقال له أصلحك الله قدم
علينا رجل من أهل الكوفة فدعى الناس إلى طاعتك وولايتك فأجاب قوم وأنكر قوم و
ورع قوم ووقفوا قال فمن أي الثلث أنت قال انا من الفرقة التي ورعت ووقفت قال فأين
كان ورعك ليلة كذا وكذا فارتاب الرجل.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عمار السجستاني قال
كان عبد الله النجاشي منقطعا إلى عبد الله بن الحسن يقول بالزيدية فقضى انى خرجت و
هو إلى مكة فذهب هذا إلى عبد الله بن الحسن وجئت انا إلى أبى عبد الله عليه السلام قال فلقيني
بعد فقال استأذن لي على صاحبك فقلت لأبي عبد الله عليه السلام انه سئلني الاذن له عليك
قال فقال ائذن له قال فدخل عليه فسأله فقال له أبو عبد الله عليه السلام ما دعاك إلى ما صنعت
تذكر يوم كذا يوم مررت على باب قوم فسال عليك ميزاب من الدار فسألتهم فقالوا
انه قذر فطرحت نفسك في النهر مع ثيابك وعليك مصبغة فاجتمعوا (1) عليك الصبيان
يضحكونك ويضحكون منك فقال عمار فالتفت الرجل إلى فقال ما دعاك ان تخبر بخبري
أبا عبد الله قال قلت لا والله ما أخبرته هو ذا قدامي يسمع كلامي قال فلما خرجنا قال لي
يا عمار صاحبي دون غيره.
(7) حدثنا عمر بن علي عن عمه عمير عن صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد
الأشعث قال أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الامر ومعرفتنا به وما كان عندنا فيه
ذكر ولا معرفة شئ مما في عند الناس قال قلت ما ذاك قال إن أبا جعفر يعنى أبا
الدوانيق قال لأبي محمد الأشعث يا محمد ابغى لي رجلا له عقل يؤدى عنى فقال له
انى قد أصبته (2) لك هذا فلان بن مهاجر خالي قال فايتنى به قال فاتيه بخاله فقال
له أبو جعفر يا بن مهاجر خذ هذا المال فأعطاه ألوف دنانير أو ما شاء الله من ذلك وائت

(1) اجتمع، كذا في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، أهبته.
265

المدينة والق عبد الله بن الحسن وعدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم انى
رجل غريب من أهل خراسان وبها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال فادفع
إلى كل واحد منهم على هذا الشرط كذا وكذا فإذا قبضوا المال فقل انى رسول وأحب
أن يكون مع خطوطكم بقبضكم ما قبضتم منى قال فاخذ المال واتى المدينة ثم رجع
إلى أبى جعفر وكان محمد بن الأشعث عنده فقال أبو جعفر ماوراك قال اتيت القوم وفعلت
ما امرتني به وهذا خطوطهم بقبضهم خلا جعفر بن محمد فانى اتيته وهو يصلى في
مسجد الرسول صلى الله عليه وآله فجلست خلفه وقلت ينصرف فاذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل وانصرف ثم
التفت إلى فقال يا هذا اتق الله ولا تغترن (1) أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وقل لصاحبك اتق الله ولا
تغترن (2) أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله فإنهم قريبوا العهد بدولة بنى مروان وكلهم محتاج
قال فقلت وماذا أصلحك الله فقال ادن منى فأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك حتى
كأنه كان ثالثنا قال فقال أبو جعفر يا بن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة الا
وفيهم محدث وان جعفر بن محمد محدث اليوم فكان هذه دلالة انا قلنا بهذا
المقالة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر قال استقبلت الرضا عليه السلام إلى القادسية
فسلمت عليه فقال لي اكتر لي حجرة لها بابان باب إلى الخان وباب إلى خارج فإنه
استر عليك قال وبعث إلى بزنفيلجة (3) فيها دنانير صالحه ومصحف وكان يأتيه رسوله
في حوايجه فاشترى له وكنت يوما وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه فلما نشرته نظرت
في لم يكن فإذا فيها أكثر مما في أيدينا اضعافه فقدمت على قرائتها فلم اعرف منها شيئا
فأخذت الدواة والقرطاس فأردت ان اكتبها لكي اسئل عنها فأتاني مسافر قبل ان اكتب

(1) وفى نسخة بدله، تفرق، وفى نسخة البحار، تغرن.
(2) وفى نسخة بدله، تفرق وفى نسخة البحار. تفرق.
(3) الزنفيلجة: وعاء أدوات الراعي، فارسي معرب " أقرب الموارد ".
266

منها بشئ ومنديل وخيط وخاتمه فقال مولاي يأمرك ان تضع المصحف في منديل وتختمه
وتبعث إليه بالخاتم قال ففعلت ذلك.
(9) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن
شعيب العقرقوقي قال بعث معي رجل بألف درهم فقال إني أحب ان اعرف فضل أبى
عبد الله عليه السلام على أهل بيته ثم قال خذ خمسة دراهم سوقية (1) فاجعلها في الدراهم
وخذ من الدراهم خمسة فصرها في لبة قميصك فإنك ستعرف فضله قال
فاتيت أبا عبد الله عليه السلام فنشرها واخذ الخمسة فقال هاك خمستك وهات
خمستنا.
(10) حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن
الحرث البطل عن مرازم قال دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني
فأردت ان أتمتع منها فأبت ان تزوجني نفسها قال فجئت بعد العتمة فقرعت
الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها فبادرتني حتى دخلت
فلما أصبحت دخلت على أبى الحسن عليه السلام فقال يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم
يرع قلبه.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن بكار بن كرام (2) عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن جويرية بن عمر العبدي خاصمه رجل في فرس أنثى فدعيا جميعا
الفرس فقال أمير المؤمنين الواحد منكما البينة فقالا لا فقال لجويرية اعطه الفرس فقال له
يا أمير المؤمنين بلا بينة فقال له والله لأنا اعلم بك منك بنفسك اتنسى صنيعك بالجاهلية الجهلاء
فأخبره بذلك.
(12) حدثنا معاوية بن حكم عن سليمان بن جعفر الجعفري قال كنت عند أبي الحسن

(1) وفى نسخة البحار، ستوقة، أي درهم زيف بهرج ملبس بالفضة " أقرب الموارد ".
(2) وفى كتب الرجال، بكار بن كردم.
267

عليه السلام بالحمراء في مشربة مشرفة على البردة (1) والمائدة بين أيدينا إذ رفع رأسه فرأى
رجلا مسرعا فرفع يده من الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال البشرى جعلت فداك
مات الزبيري فاطرق إلى الأرض وتغير لونه واصفر وجهه ثم رفع رأسه فقال إني
أصبته قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر ذنوبه قال والله مما خطيئاتهم أغرقوا
فأدخلوا نارا ثم مد يده فاكل فلم يلبث ان جاء رجل مولى له جعلت فداك مات الزبيري
فقال وما كان سبب موته فقال شرب الخمر البارحة فغرق فيه فمات.
(13) حدثنا محمد بن عيسى حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي
بصير قال قدم بعض أصحاب أبي جعفر عليه السلام فقال لي لا ترى والله أبا جعفر ابدا قال
فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير أوان الحج ثم انى خرجت إلى المدينة
فاستأذنت على أبى جعفر عليه السلام فلما نظر إلى فقال يا أبا بصير ما فعل الصك قال قلت جعلت
فداك ان فلانا قال لي والله لا ترى أبا جعفر ابدا.
(14) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان عن يحيى عن شعيب قال حدثني أبو جعفر
ان علي بن دارج حدثه ان المختار استعمله على بعض عمله وان المختار اخذه فحبسه
وطلب منه مالا حتى إذا كان من الأيام دعاه وهو (2) بشر بن غالب فهددهما بالقتل
فقال له بشر بن غالب وكان رجلا متنكرا والله ما تقدم (3) على قتلنا قال لم ومم ذلك
ثكلتك أمك وأنتما أسيران في يدي قال لأنه جاءنا في الحديث انك إنما تقتلنا حين
تظهر على دمشق فتقتلنا على درجها قال له المختار صدقت قد جاء هذا قال فلما قتل
المختار خرجا من محبسهما قال على فاتيت عبد الله بن محمد أبا هاشم فقلت ان المختار
كان استعملني على بعض عمله وانى أصبت مالا من مال الله فاستودعت طائفة منه من ذلك

(1) البر بالتشديد، بدله في نسخة البحار.
(2) الظاهر أنه، هو و.
(3) تقدر، بدله في البحار.
268

المال وأكلت وأعطيت وانا أحب ان تجعلني من ذلك في حل فقال عبد الله بن محمد ما
انا بصاحب ذاك قال فانصرفت من عنده فلقيت أبا جعفر عليه السلام فوجدت عنده الأمور والشؤون
وقلت له مثل ما قلت لعبد الله قال ما ذهب منك همدان فأنت منه في حل وما أنكحت
وما أعطيت وما هناك فأنت منه في حل قل على فقلت له ان فلانا قال وكان منزله في
زقاق أصحاب الزجاج انه سئل الحسن بن علي يستقطعه أرضا في الرجعة فقال الحسن انا
اصنع بك ما هو خير لك من ذلك اضمن لك الجنة على وعلى ابائي قال فقال نعم و
سألت أبا جعفر عليه السلام هل كان هذا فقال نعم فقلت لأبي جعفر عليه السلام عند ذلك فانا أحب
ان تضمن لي الجنة عليك وعلى آبائك كما ضمن الحسن لفلان قال نعم قال فزعم أبو
بصير ان عليا حدثه بهذا الحديث عند الموت وانه هو الذي اغمضه ولم يسمع هذا الحديث
من أبي بصير أحد حتى اتى المدينة فدخلت على أبى جعفر عليه السلام قال فلما رآني قال مات على
قلت نعم قال رحمه الله قال حدثك بكذا وكذا فلم يدع شيئا مما حدثني به على فقلت عند
ذلك والله ما كان عندي حين حدثني بهذا الحديث أحد ولاخرج منى إلى أحد حتى
اتيتك فمن أين علمت هذا قال فغمز فخذي بيده ثم قال مه اسكت الان.
(15) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي علي بن علي بن راشد قال قدمت على
احمال فأتاني رسوله قبل ان انظر في الكتب ان أوجهه بها إليه سرح إلى بدفتر كذا
ولم يكن عندي في منزلي دفتر أصلا قال فقمت اطلب مالا اعرف بالتصديق له فلم اقع على
شئ فلما ولى الرسول قلت مكانك فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به
الا انى أعلمت انه لم يطلب الا حقا فوجهت به إليه.
(16) حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن أبي عمر
الدمارى عمن حدثه قال جاء رجل إلى أبى عبد الله عليه السلام وكان له أخ جارودي فقال له
أبو عبد الله كيف أخوك جعلت فداك خلفته صالحا قال وكيف هو قال قلت هو مرضى
في جميع حالاته وعنده غير الا انه لا يقول بكم قال وما يمنعه قال قلت جعلت فداك يتورع
269

من ذلك قال فقال لي إذا رجعت إليه فقل له أين كان ورعك ليلة نهر بلخ ان تتورع قال
فانصرفت إلى منزله فقلت لأخي ما كانت قصتك ليلة نهر بلخ ان تتورع من أن تقول
بامامة جعفر عليه السلام ولاتورع من ليلة نهر بلخ قال ومن أخبرك قلت إن أبا عبد الله عليه السلام سئلني
فأخبرت انك لا تقول به تورعا فقال لي قل له أين كان ورعك ليلة نهر بلخ فقال يا أخي
اشهد أنه كذا كلمة لا يجوز ان تذكر قال قلت ويحك اتق الله كل ذا ليس هو هكذا قال
فقال ما علمه والله ما علم به أحد من خلق الله الا انا والجارية ورب العالمين قال قلت وما
كانت قصتك قال خرجت من وراء النهر وقد فرغت من تجارتي وانا أريد مدينة بلخ فصحبني
رجل معه جارية له حسناء حتى عبرنا نهر بلخ فاتيناه ليلا فقال لي الرجل مولى الجارية
اما احفظ عليك وتقدم أنت وتطلب لنا شيئا وتقتبس نارا أو تحفظ على واذهب انا قال
فقلت انا احفظ عليك واذهب أنت قال فذهب الرجل وكنا إلى جانب
غيضة (1) فأخذت
الجارية فأدخلتها الغيضة وأوقعتها (2) وانصرفت إلى موضعي ثم اتى مولاها فاضطجعنا حتى
قدمنا العراق فما علم به أحد ولم أزل به حتى سكن ثم قال به وحججت من قابل
فأدخلته إليه فأخبره بالقصة فقال تستغفر الله فلاتعود فاستقامت طريقته.
(12) باب في الأئمة يخبرون شيعتهم باضمارهم وحديث
أنفسهم وهم غيب عنه منهم.
(1) حدثنا الهيثم النهدي عن إسماعيل بن سهل عن ابن أبي عمير عن هشام بن
سالم قال دخلت على عبد الله بن جعفر وأبو الحسن في المجلس قدامه مرأة وآلتها فردي (3)

(1) أي مجتمع الشجر في مغيض الماء (المنجد).
(2) وواقعتها، كذا في البحار.
(3) مردا، كذا في نسخة البحار.
270

بالرداء موزرا فأقبلت على عبد الله فلم أسأله حتى جرى ذكر الزكاة فسئلته قال تسئلني
عن الزكاة من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال فاستشعرته وتعجبت منه فقلت
له أصلحك الله قد عرفت مودتي لأبيك وانقطاعي إليه وقد سمعت منه كتبا أفتحب ان
اتيك بها قال نعم بنو أخ ائتنا فقمت مستغيثا برسول الله فاتيت القبر فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى من إلى القدرية إلى الحرورية إلى المرجئية إلى الزيدية قال فانى كذلك إذ
اتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثونى فقال لي أجب قلت من قال قال سيدي موسى
بن جعفر فدخلت إلى صحن الدار فإذا هو في بيت وعليه كلة (1) فقال يا هشام
قلت لبيك فقال لي لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولكن إلينا ثم دخلت
عليه.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد عن أبي بصير
قال قدم إلينا رجل من أهل الشام فعرضت عليه هذا الامر فقبله فدخلت عليه وهو في
سكرات الموت فقال يا أبا بصير قد قبلت ما قلت لي بالجنة فقلت انا ضامن لك على
أبى عبد الله عليه السلام بالجنة فمات فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام فابتدأني فقال قد وفى لصاحبك
بالجنة.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن سالم
مولى علي بن يقطين قال أردت ان اكتب إليه أسأله ينور (2) الرجل وهو جنب قال
فكتب إلى ابتداء النورة تزيد الرجل (3) نظافة ولكن لا تجامع الرجل مختضبا ولا
تجامع مرأة مختضبة.
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي قال حدثنا

(1) كلة: غشاء رقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض ويعرف عند العامة بالناموسية
" أقرب الموارد "
(2) يتنور، هكذا في البحار.
(3) الجنب، بدله في نسخة البحار.
271

الحسن الواسطي عن هشام بن سالم قال لما دخلت إلى عبد الله بن أبي عبد الله فسألته فلم
أر عنده شيئا فدخلني من ذلك ما الله به عليم وخفت ان لا يكون أبو عبد الله عليه السلام ترك خلفا
فاتيت قبر النبي فجلست عند رأسه ادعو الله واستغيث به ثم فكرت فقلت أصير على
الزنادقة ثم فكرت فيما يدخل عليهم ورأيت قولهم يفسد ثم قلت لابل قول الخوارج
فامر بالمعروف وانهى عن المنكر واضرب بسيفي حتى أموت ثم فكرت في قولهم وما
يدخل عليهم فوجدته يفسد ثم قلت إلى المرجئة ثم فكرت فيما يدخل عليهم فإذا قولهم
يفسد فبينا انا أفكر في نفسي وامشي إذا مر بعض موالي أبى عبد الله عليه السلام فقال لي يجب ان
استأذن لك على أبى الحسن عليه السلام فقلت نعم فذهب فلم يلبث ان عاد إلى فقال قم وادخل
عليه فلما نظر إلى أبو الحسن عليه السلام فقال لي مبتدأ يا هشام لا إلى الزنادقة ولا إلى
الخوارج ولا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولكن إلينا قلت أنت صاحبي ثم سألته فأجابني
عما أردت.
(5) حدثنا الهيثم النهدي عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال دخلت على أبى
الحسن الرضا عليه السلام فسئلته عن أشياء واردت ان أسأله عن السلاح فاغفلته
فخرجت ودخلت على أبى الحسن بن بشير فإذا غلامه ومعه رقعته وفيها بسم الله الرحمن
الرحيم انا بمنزلة أبى ووراثه وعندي ما كان عنده.
(6) حدثنا موسى بن عمر عن أحمد بن عمر الحلال قال سمعت الأخرس بمكة
يذكر الرضا عليه السلام فنال منه قال فدخلت مكة فاشتريت سكنيا فرأيته فقلت والله
لأقتلنه إذا خرج من المسجد فأقمت على ذلك فما شعرت الا برقعة أبى الحسن
عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك لما كففت عن الأخرس فان الله ثقتي وهو
حسبي.
(7) حدثني حسن بن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا عن عبد الله
بن بكير عن عبد الله بن عطا المكي قال اشتقت إلى أبى جعفر عليه السلام وانا بمكة فقدمت
272

المدينة وما قدمتها الا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد فانتهيت إلى بابه
نصف الليل فقلت ما اطرقه هذه الساعة وانتظر حتى أصبح وانى لأفكر في ذلك إذ
سمعته يقول يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد اصابه في هذه الليلة برد واذى قال فجاءت
ففتحت الباب فدخلت عليه عليه السلام.
(13) باب من القدرة التي أعطى النبي ص والأئمة من بعده
ان الشجر يطيعهم بإذن الله تبارك وتعالى
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد وعلي بن الحكم جميعا عن محمد
بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن من الناس من يؤمن بالكلام
ومنهم من لا يؤمن الا بالنظر ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال له أرني اية فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله لشجرتين اجتمعا فاجتمعتا ثم قال تفرقا فافترقا (1) ورجع كل واحدة منهما
إلى مكانهما فامن الرجل.
(2) حدثنا عبد الله عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزل أبو جعفر عليه السلام بواد فضرب خباه
ثم خرج أبو جعفر عليه السلام بشئ حتى انتهى إلى النخلة فحمد الله عندها بمحامد لم اسمع
بمثلها ثم قال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك قال فتساقط رطب احمر واصفر
فاكل ومعه أبو أمية الأنصاري فاكل منه وقال هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت
إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا.

(1) فافترقتا، هكذا في البحار.
273

(3) حدثنا محمد بن أحمد عن سهل بن زياد عن عبد الله عن أبي الجارود عن
القاسم بن الوليد النهدي عن الحرث قال خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهى
إلى العاقول (1) فإذا هو بأصل شجرة قد وقع لحاؤها وبقى عمودها فضربها بيده ثم قال
ارجعي بإذن الله خضراء مثمرة فإذا هي تهتز بأغصانها حملها الكمثرى فقطعنا واكلنا
وحملنا معنا فلما كان من الغد غدونا فإذا نحن بها خضراء فيها الكمثرى.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن قاسم
بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين
عليه السلام لأبي بكر هل اجمع بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل فأخبر أبو بكر
عمر فقال له اما تذكر يوم كنا مع النبي فقال للشجرتين التقيا فالتقيا (2) فقضى حاجته
خلفهما ثم أمرهما فتفرقا (3)
(5) حدثنا موسى بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله
بن بكير عن عمر بن بويه (4) عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان أبو
عبد الله البلخي معه فانتهى إلى نخلة خاوية فقال أيتها النخلة السامعة المطيعة لربها اطعمينا
فيما جعل الله فيك قال فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا فقال البلخي
جعلت فداك سنة فيكم كسنة مريم.
(6) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن فلان الرافعي قال كان لي ابن عم
يقال له الحسن بن عبد الله وكان من اعبد أهل زمانه وكان يلقاه السلطان وربما استقبل
السلطان بالكلام الصعب يعظه ويأمر المعروف وكان السلطان يحتمل له ذلك لصلاحه
فلم يزل هذه حاله حتى كان يوما دخل أبو الحسن موسى عليه السلام المسجد فرآه فادنى إليه

(1) العاقول معطف الوادي والنهر والمعوج منهما " أقرب الموارد ":
(2) فالتقتا هكذا في البحار.
(3) فتفرقتا، هكذا في البحار.
(4) الظاهر أنه، توبة كما في كتب الرجال.
274

ثم قال له يا أبا على ما انا أحب إلى (1) ما أنت فيه واسرني بك الا انه ليست لك
معرفة فاذهب فاطلب المعرفة قال جعلت فداك وما المعرفة فقال له اذهب وتفقه واطلب
الحديث قال عمن قال عن انس بن مالك وعن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض الحديث على
قال فذهب وتكلم معهم ثم جائه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب واطلب المعرفة
وكان الرجل معينا بدينه فلم يزل مترصدا (2) أبا الحسن عليه السلام حتى خرج إلى ضيعة
له فتبعه ولحقه في الطريق فقال له جعلت فداك انى احتج عليك بين يدي الله فدلني
على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين عليه السلام وقال كان أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وأخبره بأمر أبى بكر وعمر فتقبل (3) منه ثم قال فمن كان بعد أمير المؤمنين
عليه السلام قال الحسن عليه السلام ثم الحسين حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال جعلت فداك
فمن هو اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال انا هو قال جعلت فداك
فشئ استدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة وأشار إلى أم غيلان فقل لها يقول لك
موسى بن جعفر اقبلي قال فاتيتها قال فرأيتها والله تجب الأرض جبوبا حتى وقفت بين
يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فاقر به ثم لزم السكوت فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك
وكان من قبل ذلك يرى الرؤيا الحسنة ويرى له ثم انقطعت عنه الرؤيا فرأى ليلة أبا عبد
الله عليه السلام فيما يرى النائم فشكى إليه انقطاع الرؤيا فقال لاتغتم فان المؤمن إذا
رسخ في الايمان رفع عنه الرؤيا.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى ابن أبي عمران عن يونس عن حماد عن
خالد بن عبد الله انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول من الناس من يؤمن بالكلام ومنهم من
لا يؤمن الا بالنظر ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له أرني اية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) ما أحب إلى، كذا في نسخة البحار.
(2) يترصد، هكذا في البحار.
(3) فقبل كذا في نسخة البحار.
275

لشجرتين اجتمعا فاجتمعا ثم قال تفرقا فرجعت كل واحدة منهما إلى مكانهما
فامن الرجل.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
حماد بن عثمان عن خالد بن عبد الله مثله.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن محمد عن يونس قال حدثني حماد
بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن النبي صلى الله عليه وآله في مكان ومعه رجل من أصحابه
وأراد قضاء حاجة فقال ائت الخشبتين (1) يعنى النخلتين فقال لهما اجتمعا بأمر رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال لهما اجتمعا بأمر رسول الله فاجتمعا فاستتر بهما النبي صلى الله عليه وآله فقضى حاجته ثم قام فجاء
الرجل فلم ير شيئا.
(10) حدثنا الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مروان (2) عن عبد الله (3) الكناسي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض عمرة ومعه رجل من ولد
الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل قال نزلوا تحت نخل
يابس فقد يبس من العطش قال ففرش الحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى
قال فقال الزبيري ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال فقال له الحسن
وانك لتشهتى الرطب قال نعم فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه
الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها وفارقت وحملت رطبا قال فقال له
الجمال الذي اكتروا منه سحر والله قال فقال له الحسن ويلك ليس بسحر ولكن دعوة
ابن النبي صلى الله عليه وآله مجابة قال فصعدوا إلى النخلة حتى يصرموا (4) مما كان فيها
فاكفاهم (5).

(1) الاشاتين كذا في البحار، في القاموس اشى النخل صغاره أو عامته الواحدة اشاة.
(2) مهران بدله في البحار، ولعله اشتباه وما في المتن هو الصحيح.
(3) عبد الله بن الكناسي، هكذا في البحار.
(4) صوموا، كذا في البحار.
(5) فما كفاهم كذا في نسخة البحار وفى نسخة بدله وكفاهم.
276

(11) حدثنا أحمد بن محمد عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام وكان معه
أبو عبد الله البجلي (1) فانتهى عليه السلام إلى نخلة خاوية فقال أيتها النخلة السامعة الطيبة
المطيعة لربها اطعمينا مما جعل الله فيك قال فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتى
تضلعنا فقال إليكم سنة كسنة مريم.
(14) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعلمون من يأتي أبوابهم
ويعلمون بمكانهم من قبل ان يستأذنوا عليهم
(1) حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن على الوشا عن عبد الله الكناني عن موسى
بن بكر عن عبد الله بن عطاء المكي قال اشتقت إلى أبى جعفر عليه السلام وانا بمكة فقدمت
المدنية ما قدمتها الا شوقا إليه فأصابتني تلك الليلة مطرة وبرد شديد فانتهيت إلى بابه
نصف الليل فقلت ما اطرقه هذه الساعة وانتظر حتى أصبح وانى لأفكر في ذلك إذ
سمعته يقول يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد اصابه برد شديد في هذه الليلة قال فجائت
ففتحت الباب فدخلت عليه.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسين بن علي الوشا عن علي بن أبي حمزة
قال خرجت بابي بصير أقوده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال فقال لاتكلم ولا تقل شيئا فانتهيت
به إلى الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يا فلانة افتحي لأبي محمد الباب قال
فدخلنا والسراج بين يديه وإذا سفط بين يديه مفتوح وقال فوقعت على الرعد فجعلت
ارتعد فرفع رأسه إلى فقال ابزاز أنت فقلت نعم جعلت فداك (2)

(1) البلخي، في نسخة اثبات الهداة.
(2) هذه الزيادة في نسخة البحار، قال فرمى إلى بملاة قوهية كانت على المرفقة
فقال اطو هذه فطويتها ثم قال ابزاز أنت وهو ينظر في الصحيفة قال فازددت
رعدة قال فلما خرجنا قلت يا أبا محمد ما رأيت كما مر بي الليلة انى وجدت بين يدي أبى
عبد الله ع سفطا قد اخرج منه صحيفة فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة قال
فضرب أبو بصير يده على جبهته ثم قال ويحك الا أخبرتني فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي
الشيعة ولو أخبرتني لسئلته ان يريك اسمك فيها.
277

(3) حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال أو محمد بن الحسين عن الحسن
بن فضال عن ابن أبي بكير عن أبي كهمش عن عبد الله بن عطا قال دخلت إلى مكة
ففرغت من طوافي وسعيى وبقى على ليل فقلت امضى إلى أبى جعفر عليه السلام فاتحدث عنده
بقية ليلى فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن كان عبد الله بن عطا فادخله
قال من هذا قلت عبد الله بن عطا قال ادخل.
(15) باب في الأئمة من آل محمد ع انهم إذا ظهروا
حكموا بحكومة آل داود ع
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منى رجل يحكم بحكومة آل داود ولا يسئل
عن بينة يعطى كل نفس حكمها.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط عن
حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أنبياء أنتم قال لا قلت فقد حدثني من لا اتهم
انك قلت انكم أنبياء قال من هو أبو الخطاب قال قلت نعم قال كنت إذا اهجر قال قلت
فبما تحكمون قال نحكم بحكم آل داود.
278

(3) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن فضيل
الأعور عن أبي عبيده عنه عليه السلام قال إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان لا
يسئل الناس بينة.
(4) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن حريز قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منا أهل البيت يحكم بحكم
داود ولا يسئل الناس بينة.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الأعور عن أبي
عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبى جعفر عليه السلام حين قبض عليه السلام نتردد كالغنم لا راعى
لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من امامك قلت أئمتي من آل محمد فقال هلكت
وأهلك اما سمعته وأنت معي أبا جعفر وهو يقول من مات وليس عليه امام مات ميتة
جاهلية اما تعرف انه قد خلف ولده جعفرا امام على الأمة قلت بلى لعمري قد رزقني
الله المعرفة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بعد ما لقيته ان سالم بن أبي حفصة قال لي كذا و
كذا قال لي يا أبا عبيدة اما علمت أنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل
مثل عمله ويسير بمثل سيرته ويدعو لي مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيده انه لم يمنع ما
أعطى داود ان أعطى سليمان قال ثم قال يا أبا عبيده انه إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم
بحكم آل داود وكان سليمان لا يسئل الناس بينة.
(16) باب في الأئمة انهم يعرفون من يمرض من شيعتهم و
يحزنون ويدعون ويؤمنون على دعاء شيعتهم وهم غيب عنهم
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه قال حدثني الشامي عن أبي
داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال وعكت وعكا (1) شديدا في زمان

(1) الوعك: وعكته الحمى، اشتدت عليه وآذته " المنجد ".
279

أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة وقلت لا اعرف شيئا أفضل من أن
أفيض على نفسي من الماء واصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت ثم جئت إلى
المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر أعاد على ذلك الوعك فلما انصرف أمير
المؤمنين عليه السلام ودخل القصر دخلت معه فقال يا رميلة رأيتك وأنت متشبك بعضك في (1)
بعض فقلت نعم وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة
خلفه فقال يا رميله ليس من مؤمن يمرض الا مرضنا بمرضه ولا يحزن الا حزنا بحزنه
ولا يدعو الا امنا لدعائه ولا يسكت الا دعونا له فقلت له يا أمير المؤمنين جعلني الله
فداك هذا لمن معك في القصر أرأيت من كان في أطراف الأرض قال يا رميله ليس يغيب
عنا مؤمن في شرق الأرض ولا في غربها.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه قال حدثني عبد الكريم
بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغني عن عمر بن إسحاق
حديث فقال اعرضه قال دخل أمير المؤمنين عليه السلام فرأى صفرة في وجهه قال ما هذه الصفرة
فذكر وجعا به فقال له علي عليه السلام انا لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونمرض لمرضكم
وندعو لكم فتدعون فنؤمن قال عمرو قد عرفت ما قلت ولكن كيف ندعو فتؤمن فقال انا
سواء علينا البادى والحاضر فقال أبو عبد الله عليه السلام صدق عمرو.
(17) باب في قول الأئمة عليهم السلام لشيعتهم لو كان
على أفواههم اوكية وكتموا على أنفسهم لاخبروهم بجميع ما
يصيبهم من المنايا والبلايا وغيره.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان سمعت أبا

(1) بعض في بعض، هكذا في البحار.
280

بصير يقول قلت لأبي عبد الله عليه السلام من أين أصاب أصحاب على ما أصابهم من علمهم بمناياهم
وبلاياهم قال فأجابني شبه المغضب مم ذلك الا منهم قال قلت فما يمنعك جعلني الله
فداك قال ذلك باب أغلق الا ان الحسين بن علي عليهما السلام فتح منه شيئا ثم قال يا أبا محمد
ان أولئك كانت على أفواههم اوكية.
(2) حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي
بصير مثله.
(3) حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن محمد بن
حكيم عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام من لنا ان يحدثنا كما كان على أمير المؤمنين
يحدث أصحابه بأيامهم وتلك المعضلات فقال اما ان فيكم مثله أولئك كان على أفواههم
اوكية.
(4) حدثنا الحجال عن الحسن بن حسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسحاق بن
عمار عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أصلحك الله من أين أصاب أصحاب على ما
أصابوا في علمهم بمناياهم وبلاياهم فأجابني شبه المغضب مم ذاك الا منهم قال قلت فما
يمنعك جعلني الله فداك قال ذلك باب قد أغلق الا ان الحسين بن علي عليه السلام فتح منه شيئا
يسيرا ثم قال أبا محمد ان أولئك كانت على أفواههم اوكية.
(5) حدثنا يعقوب بن يزد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له مالنا من يحدثنا بما يكون كما كان علي عليه السلام يحدث
أصحابه قال بلى والله وان ذاك لكم ولكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم فسكت (2)
ما حدثني بحديث الا وقد وجدته حدثت به.
تم الجزو الخامس من كتاب بصائر الدرجات ويتلوه الجزو السادس من الكتاب.

(1) الوكاء رباط القربة ونحوها كل ما شد رأسه من وعاء ونحوه " المنجمد "
(2) هذه الزيادة في البحار، فوالله.
281

" الجزء السادس "
(1) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرفون اجال شيعتهم
وسبب ما يصيبهم
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن
الحسن قال حدثنا أحمد بن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المكي عن سعد بن طريف
عن الأصبغ بن نباته قال كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا وقف الرجل بين يديه قال يا
فلان استعد واعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا و
سبب مرضك كذا وكذا وتموت في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا في ساعة كذا و
كذا قال سعد فقلت هذا الكلام لأبي جعفر عليه السلام فقال كان ذاك فقلت جعلت فداك فكيف
لا تقول أنت فلا تخبرنا فنستعد له قال هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين عليه السلام
حتى يقوم قائمنا.
(2) حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني إبراهيم بن محمد قال كان أبو جعفر محمد
بن علي عليه السلام كتب إلى كتابا وأمرني ان لا افكه حتى يموت يحيى بن أبي عمران
قال فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن ابن عمران
282

فككت الكتاب فإذا فيه قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الامر قال.
(3) وحدثني يحيى واسحق ابنا سليمان بن داود ان إبراهيم اقرأ هذا الكتاب
في المقبرة يوما مات يحيى وكان إبراهيم يقول كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن أبي
عمران حيا وأخبرني بذلك الحسن بن عبد الله بن سليمان
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن علي الوشا عن هشام قال أردت شرى
جارية بثمن وكتبت إلى أبى الحسن عليه السلام استشيره في ذلك فامسك فلم يجبني فانى
من الغد عند مولى الجارية إذ مربى وهي جالسة عند جوار فصرت بتجربة الجارية فنظر
إليها قال ثم رجع إلى منزله فكتب إلى لا باس ان لم يكن في عمرها قلة قال فأمسكت عن
شرائها فلم اخرج من مكة حتى ماتت.
(5) حدثنا معاوية بن حكيم عن جعفر بن محمد بن يونس عن عبد الرحمن
بن الحجاج قال استقرض أبو الحسن ع عن شهاب بن عبد ربه قال وكتب كتابا ووضع
على يدي عبد الرحمن ابن الحجاج قال إن حدث بي حدثة (1) قال عبد الرحمن فخرجت
من مكة فلقيني أبو الحسن فأرسل إلى بمنى فقال لي يا عبد الله خرق الكتاب قال
ففعلت وقدمت الكوفة فسألت عن شهاب فإذا هو قد مات في وقت لم يكن فيه بعث
الكتاب.
(6) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن عبد الله عن
عبد الله بن إسحاق عن علي بن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد ما فعل أبو
حمزة قال جعلت فداك خلفته صالحا فقال إذا رجعت إليه فاقرأه السلام واعلمه انه
يموت يوم كذا وكذا من شهر وكذا وكذا قال أبو بصير جعلت فداك لقد كان فيه انس وكان
لكم شيعة قال صدقت يا أبا محمد ما عندنا خير له قال جعلت فداك شيعتكم قال
نعم إذا خاف الله وراقبه وتوقى الذنوب فإذا فعل ذلك كان معنا في درجاتنا قال أبو بصير

(3) حدث، هكذا في البحار.
283

فرجعت فما لبث أبو حمزة حتى هلك تلك الساعة في ذلك اليوم.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن سعيد الدعشي عن الحسين بن موسى
قال اشتكى عمى محمد بن جعفر حتى أشرف على الموت قال فكنا مجتمعين عنده فدخل
أبو الحسن عليه السلام فقعد في ناحية واسحق عمى عند رأسه يبكى فقعد قليلا ثم قام فتبعته
فقلت جعلت فداك يلومك اخوتك وأهل بيتك يقولون دخلت على عمك وهو في الموت
ثم خرجت قال أي أخي أرأيت هذا الباكي سيموت ويبكي ذاك عليه قال فبرأ محمد
بن جعفر واشتكى اسحق فمات وبكى محمد عليه.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي
أسامة قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا زيد كم اتى عليك من سنة قلت جعت فداك كذا
سنة قال يا أبا أسامة جدد عبادة ربك واحدث توبة فبكيت فقال لي ما يبكيك يا زيد قلت
نعيت إلى نفسي قال يا زيد ابشر فإنك من شيعتنا وأنت في الجنة.
(9) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا علي بن معلى
قال حدثنا ابن أبي حمزة عن سيف بن عميرة (1) قال سمعت العبد الصالح أبا الحسن
عليه السلام ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي وانه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فقال
شبه المغضب يا اسحق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا فالامام أولى
بذلك.
(10) حدثنا جعفر بن إسحاق عن عثمان بن علي عن خالد بن نجيح قال قلت إن
أصحابنا قد قدموا من الكوفة فذكروا ان المفضل شديد الوجع فادع الله له قال قد استراح
وكان هذا الكلام بعد موته بثلث أيام.
(11) وعنه عن عثمان بن عيسى عن خالد قل كنت مع أبي الحسن عليه السلام بمكة
فقال من هيهنا من أصحابكم فعددت عليه ثمانية أنفس فامر باخراج أربعة وسكت عن

(1) وفى البحار بزيادة، عن إسحاق بن عمار.
284

أربعة فما كان الا يوم ومن الغد حتى مات الأربعة فسلموا.
(12) حدثنا جعفر بن إسحاق عن سعد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح
عن أبي الحسن عليه السلام قال قال لي افرغ فيما بينك وبين من كان له معك عمل في سنة
أربع وسبعين ومائة حتى يجيئك كتابي وانظر ما عندك وما بعث به إلى و
لا تقبل من أحد شيئا وخرج إلى المدينة وبقى خالد بمكة خمسة عشر يوما ثم
مات.
(13) حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن معاوية عن إسحاق قال كنت عند أبي
الحسن عليه السلام ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسن عليه السلام يا فلان انك تموت إلى شهر
قال فأضمرت في نفسي كأنه يعلم اجال شيعته قال يا اسحق وما تنكرون من ذلك وقد
كان رشيد الهجري مستضعفا وكان يعلم علم المنايا والبلايا فالامام أولى بذلك ثم قال يا
اسحق تموت إلى سنتين ويشتت (1) أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون افلاسا
شديدا.
(14) حدثنا يعقوب بن يزد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن ميسر
قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا ميسر لقد زيد في عمرك فأي شئ تعمل قال كنت أجيرا وانا
غلام بخمسة دراهم فكنت أجريها على حالي.
(15) حدثنا الحسن بن علي عن أبي الصباح عن زيد الشحام قال دخلت على أبى
عبد الله عليه السلام فقال يا زيد جدد عبادة واحدث توبة قال نعيت إلى نفسي جعلت فداك قال
فقال لي يا زيد ما عندنا خير لك وأنت من شيعتنا قال وقلت وكيف لي انا أكون من
شيعتكم قال فقال لي أنت من شيعتنا إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والله لأنا
ارحم بكم منكم بأنفسكم كأني انظر إليك ورفيقك في درجتك في الجنة.
(16) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة عن عثمان بن عيسى (2) قال

(1) وفى نسخة البحار، يتشتت.
(2) وفى البحار بزيادة الحارث بن المغيرة النضيري.
285

دخلت على أبى الحسن عليه السلام سنة الموت بمكة وهي سنة أربع وسبعون ومائة فقال لي
من هيهنا من أصحابكم مريض فقلت عثمان بن عيسى من أوجع الناس فقال قل له يخرج
ثم قال من هيهنا فعددت عليه ثمانية فأمرنا باخراج أربعة وكف عن أربعة فما أمسينا
من غد حتى دفنا الأربعة الذين كف عن اخراجهم فقال عثمان فخرجت انا فأصبحت
معافا.
(2) باب في الأئمة ع انهم يعرفون علم المنايا والبلايا و
الأنساب من العرب وفصل الخصاب
(1) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن حمران بن ميسم
عن عباية بن ربعي قال سمعت عليا عليه السلام يقول سلوني قبل ان تفقدوني الا تسألون من عنده
علم المنايا والبلايا والأنساب.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سلام عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد من قبلي علمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب
فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنى ما غاب عنى وأبشر بإذن الله تعالى واودى عنه كل
ذلك من من الله مكنني؟؟ فيه بعلمه.
(3) حدثنا محمد بن عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال كتب
أبو الحسن الرضا عليه السلام وأقرأنيها الرسالة قال علي بن الحسين عليه السلام عندنا علم المنايا
والبلايا وفصل الخطاب وأنساب العرب ومولد الاسلام.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عمار بن هارون
286

عن أبي جعفر عليه السلام قال قال عندنا علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وأنساب العرب
ومولد الاسلام.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب
انه كتب إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام اما بعد فان محمدا صلى الله عليه وآله كان امين الله في خلقه فلما
قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في ارضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب
العرب ومولد الاسلام.
(6) حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن زكريا عن
محمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين
علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم رفعه إلى أمير
المؤمنين عليه السلام قال سلوني قبل ان تفقدوني الا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا و
القضايا وفصل الخطاب.
(8) وعنه بهذا الاسناد عن عبد الحميد بن عبد الأعلى وسفيان الجويري (1)
رفعوه إلى علي عليه السلام مثله.
(9) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن
عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال يا أبا بصير انا أهل بيت أوتينا علم
المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب وعرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته
.
(10) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الله بن جبلة
وإسماعيل بن عمر وقال حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم عن عمران بن ميثم عن
عطاء بن ربعي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه كان يقول سلوني قبل ان تفقدوني الا تسئلون من

(1) الحريري، هكذا في نسخة البحار.
287

عنده علم المنايا والبلايا والأنساب.
(11) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول كان أمير المؤمنين عليه السلام أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد
علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب.
(12) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم محمد قال حدثنا محمد بن علي
عن العباس بن عبيد الله العبدي عن عبد الرحمن بن الأسود عن علي بن خرور عن الأصبغ
بن نباته قال قال أمير المؤمنين عليه السلام انا أهل بيت علمنا علم المنايا والبلايا والأنساب
والله لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم و
أنسابهم.
(13) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن
عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال يا أبا بصير انا أهل بيت أوتينا علم
المنايا والبلايا والأنساب والوصايا وفصل الخطاب عرفنا شيعتنا كعرفان الرجل
أهل بيته.
(14) وعنه عن محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن عمران
بن عباية قال سمعت عليا عليه السلام يقول سلوني قبل ان تفقدوني الا تسألون من عنده علم المنايا
والبلايا والأنساب.
(15) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران بن مروان عن
المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول انا أهل بيت علمنا المنايا والبلايا
والأنساب فاعتبروا بنا وبعدونا وبهدانا وبهديهم وبقضائنا وبقضائهم وبحكمنا وبحكمهم
وميتتنا وميتتهم يموتون بالقرحة والدبيلة (1) ونموت بما شاء الله.
(16) حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكزبري البصري عن إبراهيم

(1) الدبيلة، داء في الجوف من فساد يجتمع فيه " أقرب الموارد "
288

بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى التغلبي عن أبي وقاص عن
سلمان الفارسي قال قال أمير المؤمنين عليه السلام عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والأنساب
وفصل الخطاب.
(3) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يحيون الموتى ويبرؤون
الأكمه والأبرص بإذن الله.
(1) حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير
قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وأبى جعفر عليه السلام وقلت لهما أنتما ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله
قال نعم قلت فرسول الله وارث الأنبياء علم كلما علموا فقال لي نعم فقلت أنتم تقدرون على أن
تحيوا الموتى وتبرئ (1) الأكمه والأبرص فقال لي نعم بإذن الله ثم قال ادن منى
يا أبا محمد فمسح يده على عيني ووجهي وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت و
كل شئ في الدار قال أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيمة
أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت قال فمسح على عيني فعدت
كما كنت قال على فحدثت به ابن أبي عمير فقال اشهد ان هذا حق كما أن
النهار حق.
(2) حدثني أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال قلت له أسألك جعلت فداك عن ثلث
خصال انفي عنى فيه التقية قال فقال ذلك لك قلت أسألك عن فلان وفلان قال فعليها لعنة

(1) والصحيح كما في نسخة البحار تبرؤا.
289

الله بلعناته كلها ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم ثم قلت الأئمة يحيون الموتى
ويبرؤون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء قال ما أعطى الله نبيا شيئا قط الا وقد أعطاه
محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يكن عندهم قلت وكل ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه
أمير المؤمنين عليه السلام قال نعم ثم الحسن والحسين عليهما السلام ثم من بعد كل امام إماما إلى
يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفى كل شهر ثم قال أي والله في
كل ساعة.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد يرفعه قال دخلت حبابة الوالبية
على أبى جعفر عليه السلام محمد بن علي عليهما السلام قال يا حبابه ما الذي ابطاك قالت قلت بياض
عرض لي في مفرق رأسي كثرت له همومي فقال يا حبابه ادنينيه قال فدنوت منه فوضع يده
في مفرق رأسي ثم قال ائتوا لها بالمرأة فاتيت المرأة فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد
اسود فسررت بذلك وسر أبو جعفر عليه السلام بسروري.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير قال حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما كنا في الطواف قلت له جعلت فداك يا بن
رسول الله يغفر الله لهذا الخلق فقال يا أبا بصير ان أكثر من ترى قردة وخنازير قال قلت
له ارنيهم قال فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك
ثم امر يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ثم قال يا أبا محمد أنتم في
الجنة تحبرون وبين اطباق النار تطلبون فلا توجدون والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة
لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن العباس عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار
عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام تريد ان تنظر بعينك إلى السماء قلت نعم فمسح
يده على عيني فنظرت إلى السماء.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
290

صباح المزني عن صالح بن ميثم الأسدي قال دخلت انا وعباية بن ربعي على امرأة في
بنى والبة قد احترق وجهها من السجود فقال له عباية يا حبابة هذا بن أخيك قالت و
أي أخ قال صالح بن ميثم قالت ابن أخي والله حقا يا ابن أخي الا أحدثك حديثا سمعته
من الحسين بن علي عليه السلام قال قلت بلى يا عمه قالت كنت زوارة الحسين بن علي عليهما السلام
قالت فحدث بين عيني وضح فشق ذلك على واحتبست عليه أياما فسال عنى ما فعلت
حبابة الوالبية فقالوا انها حدث بها حدث بين عينيها فقال لأصحابه قوموا إليها فجاء
مع أصحابه حي دخل على وانا في مسجدي هذا فقال يا حبابه ما ابطاء بك على قلت
يا بن رسول الله ما ذاك الذي منعني ان لم أكن اضطررت إلى المجئ إليك اضطرار لكن
حدث هذا بي قال فكشفت القناع فتفل عليه الحسين بن علي عليهما السلام فقال يا حبابة احدثى
لله شكر فان الله قد درئه عنك قال فخررت ساجدة قالت فقال يا حبابة ارفعي رأسك وانظري
في مرأتك قالت فرفعت رأسي فلم أحسن منه شيئا قال فحمدت الله قالت (1) فقال الحسين
أو من رواه عن أحمد قال حدثني الحسين بن بزه عن إسماعيل بن بزه ابن عبد العزيز
عن ابان الأحمر عن أبي بصير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك
ما فضلنا على من خالفنا فوالله انى لأرى الرجل منهم من هو أرخى بالا وانعم رياشا
وأحسن حالا قال فسكت عنى حتى إذا كنت بالأبطح أبطح مكة ورأيت الناس يضجون
إلى الله فقال يا أبا محمد ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث محمدا
صلى الله عليه وآله بالنبوة وعجل روحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن اشباهك خاصة و
مسح يده على وجهي وقال يا أبا بصير انظر قال فإذا انا بالخلق كلب وخنزير وحمار
الا رجل بعد رجل.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبيه عن أبي بصير قال تجسست

(1) وقد جعله هذه الرواية في البحار والجلد الثاني من اثبات الهداة روايتين
به بهذا الاسناد محمد بن الحسن الصفار عن الحسين أو عمن رواه فليتأمل.
291

جسد أبى عبد الله عليه السلام ومناكبه قال فقال يا أبا محمد تحب ان تراني فقلت نعم جعلت
فداك قال فمسح يده على عيني فإذا انا انظر إليه قال فقال يا أبا محمد لولا شهرة الناس
لتركتك بصيرا على حالك ولكن لا تستقيم قال ثم مسح يده على عيني فإذا انا كما
كنت.
(8) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى قال حدثني حماد بن أبي طلحة عن أبي عوف
عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه فالطفني وقال إن رجلا مكفوف البصر اتى النبي
صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله ادع الله ان يرد على بصرى وقال فدعى الله له فرد عليه بصره
ثم اتاه آخر فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله ادع الله لي ان يرد على بصرى قال فقال الجنة
أحب إليك ان (1) يرد عليك بصرك قال يا رسول الله وان ثوابها الجنة فقال إن الله أكرم
من أن يبتلى عبده المؤمن بذهاب بصره ثم لا يثيبه الجنة.
(4) باب في أن الأئمة عليهم السلام أحيوا الموتى بإذن الله تعالى
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال كنت عند أبي
عبد الله عليه السلام فدخلت عليه امرأة فذكرت انها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا
قال لها لعله لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك واغتسلي وصلى ركعتين وادعى وقولي يامن
وهبه لي ولم يك شيئا جدد لي هبته ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحد قال ففعلت فجائت
فحركته فإذا هو قد بكى.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن المغيرة قال مر العبد
الصالح عليه السلام بامرأة بمنى وهي تبكى وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت بقرة لها فدنا منها
ثم قال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا عبد الله ان لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة معيشتي

(1) أو يرد، كذا في البحار.
292

ومعيشة صبياني كان منها فقد ماتت وبقيت منقطعة بي وبولدي ولا حيلة لنا فقال لها يا
أمة هل لك ان أحييها لك قالت فالهمت ان قالت نعم يا عبد الله قال فتنحى ناحية
فصلى ركعتين ثم رفع يديه يمينه وحرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسا أو
ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة قد قامت صاحت
عيسى بن مريم ورب الكعبة قال فخالط الناس وصار بينهم ومضى بينهم صلى الله عليه وآله وعلى آبائه
الطاهرين.
(3) حدثنا سلمة بن خطاب (1) عن عبد الله بن القاسم عن عيسى بن شلقان قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كانت له خؤولة في بنى مخزوم
وان شابا منهم اتاه فقال يا خالي ان أخي وابن أبي مات وقد حزنت عليه حزنا
شديدا قال فتشتهي ان تراه قال نعم قال فأرني قبره فخرج ومعه برد رسول الله صلى الله عليه وآله
الستجاب؟؟ فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول
رميكا بلسان الفرس فقال له على ألم تمت وأنت رجل من العرب قال بلى ولكنا متنا
على سنة فلان (2) فانقلبت ألسنتنا.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن
علي بن إسماعيل الميثمي عن كريم قال سمعت من يرويه قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
كان قاعدا فذكر اللحم وقرمه (3) إليه فقام رجل من الأنصار وله عناق فانتهى إلى
امرأته فقال هل لك في غنيمة قالت وما ذاك قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يشتهى
اللحم قالت خذها ولم يكن لهم غيرها وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرفها فلما جاء بها
ذبحت وشويت ثم وضعها للنبي صلى الله عليه وآله فقال لهم كلوا ولا تكسروا عظما قال فرجع

(1) وفى البحار بزيادة، عن عبد الله بن محمد.
(2) وفى البحار بزيادة، وفلان.
(3) قرم الرجل إلى اللحم أي اشتد شهوته له وكثر " أقرب الموارد ".
293

الأنصاري وإذا هي تلعب على بابه.
(5) حدثنا عبد الله محمد عن محمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو محمد بريد عن
داود بن كثير الرقي قال حج رجل من أصحابنا فدخل على أبى عبد الله عليه السلام فقال فداك أبي
وأمي ان أهلي توفيت وبقيت وحيدا فقال أبو عبد الله عليه السلام أفكنت تحبها قال
نعم جعلت فداك قال ارجع إلى منزلك فإنك سترجع إلى المنزل وهي تأكل شيئا قال
فلما رجعت من حجتي ودخلت منزلي رايتها قاعدة وهي تأكل.
(5) باب في أن الأئمة عليهم السلام يزورون الموتى وان
الموتى يزورهم.
(1) حدثنا معاوية بن حكيم عن الحسين بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال قال لي بخراسان رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله هيهنا والتزمته.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم بن مسكين عن
ابن عمارة عن أبي عبد الله وعثمان بن عيسى عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام ان
أمير المؤمنين عليه السلام لقى أبا بكر فاحتج عليه ثم قال له اما ترضى برسول الله صلى الله عليه وآله بيني
وبينك قال فكيف لي به فاخذ بيده واتى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله فيه فقضى
على أبى بكر فرجع أبو بكر مذعورا فلقي عمر فأخبره فقال مالك اما علمت سحر
بني هاشم.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد و
حدثني محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام
294

حدثني عبد الكريم بن حسان عن عبيدة بن عبد الله بن بشير الخثعمي عن أبيك أنه قال
كنت ردف أبى وهو يريد العريض قال فلقيه شيخ ابيض الرأس واللحية يمشى
قال فنزل إليه فقبل بين عينيه فقال إبراهيم ولا اعلمه انه قبل يده ثم جعل يقول له
جعلت فداك والشيخ يوصيه فكان في اخر ما قال له انظر الأربع ركعات فلا تدعها قال
وقام أبى حتى توارى الشيخ ثم ركب فقلت يا ابه من هذا الذي صنعت به ما لم ارك صنعته
بأحد قال هذا أبى يا بنى.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة
قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وانا أحدث نفسي فرعاني فقال مالك تحدث نفسك تشتهى
ان ترى أبا جعفر عليه السلام قلت نعم قال قم فادخل البيت فإذا هو أبو جعفر عليه السلام
قال اتى قوم من الشيعة الحسن بن علي عليه السلام بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلام فسألوه قال
تعرفون أمير المؤمنين عليه السلام إذا رأيتموه قالوا نعم قال فارفعوا الستر فرفعوه فإذا هم بأمير المؤمنين
عليه السلام لا ينكرونه وقال أمير المؤمنين عليه السلام يموت من مات منا وليس بميت ويبقى من بقي
منا حجة عليكم.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن
عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما اخرج بعلى عليه السلام ملبيا وقف عند قبر
النبي صلى الله عليه وآله قال يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني قال فخرجت يد من
قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يعرفون انها يده وصوت يعرفون انها صوته نحو أبى بكر
أكفرت (1) بالذي خلقك من تراب ثم من نطفه ثم سويك رجلا.
(6) حدثنا عبد الله بن محمد يرفعه باسناد له إلى أبى عبد الله عليه السلام قال لما استخلف
أبو بكر اقبل عمر على علي عليه السلام فقال اما علمت أن أبا بكر قد استخلف قال علي عليه السلام
فمن جعله كذلك قال المسلمون رضوا بذلك فقال علي عليه السلام والله لأسرع ما خالفوا رسول

(1) يا هذا أكفرت، كذا في اثبات الهداة.
295

الله صلى الله عليه وآله ونقضوا عهده وسموه بغير اسمه والله ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر
كذبت فعل الله بك وفعل فقال علي عليه السلام ان شئت ان أريك برهانا على ذلك فعلت فقال
له عمر ما تزال تكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته فقال علي عليه السلام انطلق
بنا لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته فانطلق معه حتى اتى
إلى القبر فإذا كف فيها أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك
رجلا فقال له علي عليه السلام رضيت والله لقد جحدت الله في حياته وبعد
وفاته.
(7) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن موسى عن زياد
بن المنذر عن أبي جعفر عليه السلام قال لقى أمير المؤمنين عليه السلام أبا بكر في بعض سكك المدينة
فقال له ظلمت وفعلت فقال له ومن يعلم ذلك قال يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله قال وكيف لي
برسول الله صلى الله عليه وآله حتى يعلم ذلك لو اتاني في المنام فأخبرني لقبلت ذلك قال علي عليه السلام
فانا أدخلك على رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد قبا قال فادخله مسجد قبا فإذا برسول الله صلى الله عليه وآله
في مسجد قبا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين عليه السلام فخرج من عنده
فلقيه عمر فأخبره بذلك فقال له اسكت اما عرفت سحر بنى عبد المطلب.
(8) حدثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد بن عبد الله عن بشير
عن عثمان بن مروان عن سماعة بن مهران قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام فأطلت الجلوس
عنده فقال أتحب ان ترى أبا عبد الله عليه السلام فقال وددت والله فقال قم وادخل ذلك البيت فدخلت
البيت فإذا هو أبو عبد الله صلوات الله عليه قاعد.
(9) حدثني محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكارى
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمير المؤمنين عليه السلام اتى أبا بكر فقال له اما امرك رسول الله
صلى الله عليه وآله ان تطيعني فقال لا ولو امرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فإذا رسول الله
صلى الله عليه وآله يصلى فلما انصرف قال علي عليه السلام يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى قلت لأبي بكر امرك الله و
296

رسوله صلى الله عليه وآله ان يطيعني فقال رسول الله قد أمرتك فاطعه قال فخرج فلقي عمر وهو ذعر
فقال له مالك فقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا فقال تبا لامته (1) ولوك أمرهم
اما تعرف سحر بني هاشم.
(10) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي
حمزة عن عمران بن أبي شعبة الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
عليا عليه السلام لقى أبا بكر فقال يا أبا بكر اما تعلم أن رسول الله امرك ان تسلم على علي عليه
السلام بامرة أمير المؤمنين وأمرك باتباعي قال فاقبل يتوهم عليه فقال له اجعل بيني و
بينك حكما قال قد رضيت فاجعل من شئت قال اجعل بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاغتنمها
الاخر وقال قد رضيت قال فاخذ بيده فذهب إلى مسجد قبا قال فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قاعد
في موضع المحراب فقال له هذا رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر
ألم امرك بالتسليم لعلى واتباعه قال بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال فارفع (2) الامر إليه
قال نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء فليس همته الا ذلك وهو كئيب قال فلقي عمر قال مالك
يا أبا بكر قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني بدفع هذه الأمور إلى علي عليه السلام فقال اما تعرف
سحر بني هاشم هذا سحر قال الامر على ما كان.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد عن عبد الله
سنان عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر نسيت تسليمك لعلى
بامرة أمير المؤمنين عليه السلام بأمر من الله ورسوله فقال له قد كان ذلك فقال له أمير المؤمنين أترضى
برسول الله صلى الله عليه وآله بيني وبينك قال وأين هو قال فاخذ بيده ثم انطلق إلى مسجد قبا فدخلا
فوجدا رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى فجلسا حتى فرغ فقال يا أبا بكر سلم لعلى عليه السلام ما توكدته (3)

(1) وفى نسخة البحار، لامة بحذف الضمير.
(2) فادفع، هكذا في اثبات الهداة.
(3) ما توكدت به، كذا في اثبات الهداة.
297

من الله ومن رسوله قال فرجع أبو بكر فصعد المنبر فقال من يأخذها بما فيها فقال علي عليه
السلام من جذع انفه فقال له عمر وخلا به وما دعاك إلى هذا قال إن عليا ذهب إلى مسجد
قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قائم يصلى فأمرني ان أسلم الامر إليه فقال سبحان الله يا أبا بكر
اما تعرف سحر بني هاشم.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن القاسم بن محمد عن إسحاق
بن إبراهيم عن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر هل
اجمع بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال نعم فخرجا إلى مسجد قبا فصلى أمير المؤمنين
عليه السلام ركعتين فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا بكر على هذا عاهدتك فصرت به ثم رجع
وهو يقول والله لا اجلس ذلك المجلس فلقي عمرو قال مالك كذا قال قد والله ذهب بي
فأراني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له عمر اما تذكر يوما كنا معه فامر بشجرتين فالتقتا
فقضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقا قال أبو بكر أما إذا قلت ذا فانى دخلت انا و
هو في الغار فقال بيده فمسحها عليه فعاد ينسج العنكبوت كما كان ثم قال الا أريك جعفر
وأصحابه تعوم (1) بهم سفينتهم في البحر قلت بلى قال فمسح يده على وجهي فرأيت
جعفرا وأصحابه تعوم بهم سفينتهم في البحر فيومئذ عرفت انه ساحر فرجع إلى
مكانه.
(13) حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن علاء بن يحيى
المكفوف عن عمر بن أبي زياد عن عطية الابزاري قال طاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالكعبة فإذا
آدم عليه السلام بحذاء الركن اليماني فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انتهى إلى الحجر فإذا
نوح عليه السلام بحذاء رجل طويل فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله.
(14) حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه سليمان عن عيثم ابن أسلم عن معاوية
الدهني قال دخل أبو بكر على علي عليه السلام فقال له ان رسول الله صلى الله عليه وآله ما تحدث إلينا

(1) عام السفينة في الماء أي سارت " أقرب الموارد "
298

في امرك حديثا بعد يوم الولاية وانى اشهد انك مولاي مقر لك بذلك وقد سلمت عليك
على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله انك وصيه ووارثه و
خليفته في أهله ونسائه ولم يحل بينك وبين ذلك وصار ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله إليك
وامر نسائه ولم يخبرنا بأنك خليفته من بعده ولا جرم لك في ذلك فيما بيننا وبينك
ولا ذنب بيننا وبينك وبين الله قال فقال علي عليه السلام ان أريتك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرك
انى أولى بالامر الذي أنت فيه منك ومن غيرك وأنت لم (1) ترجع عما أنت فيه فتكون
كافرا قال أبو بكر ان رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرني ببعض هذا لاكتفيته (2) قال
فوافني إذا صليت المغرب قال فرجع إلى بعد المغرب فاخذ بيده فخرج به إلى مسجد
قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه والله جالس في القبلة فقال يا عتيق وثبت على علي عليه السلام وجلست
مجلس النبوة وقد تقدمت إليك في ذلك فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخله لعلى عليه السلام والا فموعدك النار قال ثم اخذ بيديه فأخرجه فقام النبي ومشى عنهما قال فانطلق
أمير المؤمنين عليه السلام إلى سلمان فقال يا سلمان اما علمت أنه كان من الامر كذا وكذا
قال ليشهدن (3) بك وليندبنه إلى صاحبه وليخبرنه بالخبر قال فضحك أمير المؤمنين
عليه السلام وقال اما ان يجيز صاحبه وسيفعل ثم لا والله لا يذكر ابدا (4) إلى يوم القيمة هما
انظر لا نفسهما من ذلك قال فلقي أبو بكر عمر فقال له أراني على كذا وكذا فقال له
عمر ويلك ما أقل عقلك فوالله ما أنت فيه الساعة ليس الا من بعد (5) سحر ابن أبي كبشة
قد نسيت سحر بني هاشم ومن أين يرجع محمد صلى الله عليه وآله ولا يرجع من مات ان ما أنت فيه أعظم من
سحر بني هاشم فتقلد هذا السربال ومر فيه.

(1) وفى نسخة بدله، وانك ان لم تتنح عنه كفرت فما تقول.
(2) لاكتفيت به، كذا في البحار.
(3) ليشهرن بك وليأتين صاحبه، كذا في البحار.
(4) لا يذكران ذلك ابدا حتى يموتا، هكذا في البحار.
(5) بعض، هكذا في البحار.
299

(15) حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر عليه السلام
قال سأل أبا عبد الله عليه السلام رجل من أهل بيته عن سورة انا أنزلناه في ليلة القدر فقال
ويلك سألت عن عظيم إياك والسؤال عن مثل هذا فقام الرجل قال فاتيته يوما فأقبلت
عليه فسألته فقال انا أنزلناه نور عند الأنبياء والأوصياء لا يريدون حاجة من السماء و
لامن الأرض الا ذكروها لذلك النور فاتيهم بها فان مما ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام
من الحوائج أنه قال لأبي بكر يوما ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
احياء عند ربهم (1) فاشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله مات شهيدا فإياك ان تقول انه ميت
والله ليأتينك فاتق الله إذا جائك الشيطان غير متمثل به فعجب به أبو بكر أو فقال إن
جائني والله أطعته وخرجت مما انا فيه قال فذكر أمير المؤمنين لذلك النور فعرج إلى
أرواح النبيين فإذا محمد صلى الله عليه وآله قد البس وجهه ذلك النور واتى وهو يقول يا أبا بكر
آمن بعلى عليه السلام وبأحد عشر من ولده انهم مثلي الا النبوة وتب إلى الله برد ما في
يديك إليهم فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير فقال أبو بكر اجمع الناس فاخطبهم
بما رأيت وابرء إلى الله مما انا فيه إليك يا علي على أن تؤمنني قال ما أنت بفاعل و
لولا انك تنسى ما رأيت لفعلت قال فانطلق أبو بكر إلى عمر ورجع نور انا أنزلناه إلى
علي عليه السلام فقال له قد اجتمع أبو بكر مع عمر فقلت أو علم النور قال إن له لسانا ناطقا
وبصرا ناقدا يتجسس الاخبار للأوصياء عليه السلام ويستمع الاسرار ويأتيهم بتفسير كل امر
يكتتم به أعدائهم فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر قال سحرك وانها لفي بني هاشم لقديمة قال
ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان قلت لماذا قال لأنهما قد نسياه وجاء النور
فأخبر عليا عليه السلام خبرهما فقال بعدا لهما كما بعدت ثمود.
(16) حدثني الحسن بن علي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن
بن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال خرج أمير المؤمنين عليه السلام

(1) الآية (169) آل عمران.
300

بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات فكان قريبا من الجبل بصفين إذ حضرت صلاة
المغرب فامعن بعيدا ثم توضأ واذن فلما فرغ من الاذان انفلق الجبل عن (1) هامة بيضاء
بلحية بيضاء ووجه ابيض فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين عليه السلام ورحمة الله وبركاته مرحبا بوصى
خاتم النبيين وقائد الغر المحجلين والأعز المأثور والفاضل والفايق بثواب الصديقين وسيد الوصيين
قال له وعليك السلام يا أخي شمعون بن حمون وصى عيسى بن مريم روح القدس كيف حالك
قال بخير يرحمك الله انا منتظر روح الله ينزل فلا اعلم أحدا أعظم في الله بلاء ولا أحسن
غدا ثوابا ولا ارفع مكانا منك اصبر يا أخي على ما أنت عليه حتى تلقى الحبيب غدا فقد
رأيت أصحابك بالأمس أقواما لقواما لاقوا من بني إسرائيل نشروهم بالمناشير وحملوهم
على الخشب فلو تعلم هذه الوجوه الغريزة الشافهة (2) ما أعد الله لهم من عذاب ربك
وسوء نكاله لاقصروا ولو تعلم هذه الوجوه المضيئة ماذا لهم من الثواب في طاعتك لتمنت
انها قرضت بالمقاريض والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته والتأم الجبل
وخرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى عسكره فسئله عمار بن ياسر وابن عباس ومالك الأشتر
وهاشم بن عتبه بن أبي وقاص أبى أيوب الأنصاري وقيس بن سعد الأنصاري وعمر وبن
الحمق الخزاعي وعبادة بن صامت وأبو الهيثم بن التيهان عن الرجل فأخبرهم انه شمعون
بن حمون وصى عيسى بن مريم وسمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة فقال له عبادة بن الصامت
وأبو أيوب لأهلعن قلبك يا أمير المؤمنين عليه السلام بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أمير المؤمنين
عليه السلام فوالله لننصرنك كما نصرنا أخاك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يتخلف عنك من المهاجرين و
الأنصار الا شقى فقال لهما معروفا وذكرهما بخير.
(17) حدثنا محمد بن الحسين عن بكر (3) عن أبي سعيد المكارى عن أبي
عبد الله عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام لقى أبا بكر فقال له ما امرك رسول الله صلى الله عليه وآله ان

(1) من، هكذا في البحار. (2) الشائهة، في البحار.
(3) عن الحكم بن بكر، كذا في نسخة البحار.
301

تطيع قال لا ولو امرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فانطلق معه فإذا رسول الله ص
يصلى فلما انصرف قال على يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى قلت لأبي بكر ما امرك رسول الله صلى الله عليه وآله
ان تطيعني فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بلى قد أمرتك قاطعة قال فخرج فلقي عمر وهو ذعر
فقال له مالك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا قال تبا لامتك (1) تقرك أمرهم ما
تعرف سحر بني هاشم
(18) حدثنا محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن عبد الرحمن
الخثعمي عن أبي إبراهيم قال خرجت مع أبي إلى بعض أمواله فلما برزنا إلى الصحراء
استقبله شيخ ابيض الرأس واللحية فسلم عليه فنزل إليه أبى جعلت أسمعه يقول له جعلت
فداك ثم جلسنا فتسائلا طويلا ثم قام الشيخ وانصرف وورع أبى وقام ينظر في قفاه حتى
توارى عنه فقلت لأبي من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لاحد قال
هذا أبى.
(19) حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عمن اخبره عن عباية الأسدي
قال دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وعنده رجل رث الهيئة وأمير المؤمنين عليه السلام مقبل
عليه بكلمة (2) فلما قام الرجل قلت يا أمير المؤمنين عليه السلام من هذا الذي اشغلك عنا
قال هذا وصى موسى عليه السلام.
(6) باب في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام ان
يسئله بعد الموت
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي

(1) تبا لامك تترك، هكذا في البحار.
(2) يكلمه، كذا في البحار.
302

بن أبي حمزة عن عمر بن أبي شعبة قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الموت دخل عليه
علي عليه السلام فادخل رأسه معه ثم قال يا علي إذا انا مت فاغسلني وكفني ثم أقعدني و
اسئلني (1) واكتب.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير وعن الحسن بن علي بن فضال
جميعا عن مثنى الحناط وأحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز وعلي بن الحكم
جميعا عن مثنى الحناط عن الحسين بن الخزاز عن الحسين بن معاوية قال قال لي جعفر
بن محمد عليه السلام دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فقال يا علي إذا انا مت فلستق ست قرب
من ماء فإذا استقيت فانق غسلي وكفني وحنطني فإذا كفنتني وحنطتني فخذني وأجلسني
وضع يدك على صدري وسلني عما بدا لك.
(3) حدثني يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام إذا انا مت فاغسلني من بئر غرس
ثم اقعدني وسلني عما بدا لك.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن خالد وسعيد بن جناح عن محمد بن أبي
عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
حين حضره الموت فادخل رأسه معه فقال يا علي إذا انا مت فغسلني وكفني ثم اقعدني
؟ وسئلني (2) واكتب.
(5) وعنه عن الحسين بن سعيد عن القاسم عن علي بن أبي حمزة عن عمر بن أبي
شعبة عن أبان بن تغلب مثله.
(6) حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن حفص بن
البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام إذا انا مت فغسلني
وكفني وحنطني ثم اقعدني وسئلني (3) واكتب.

(1) سائلني بدله في نسخة البحار.
(2) سائلني بدله في نسخة البحار.
(3) سائلني بدله في نسخة البحار.
303

(7) وعنه عن الحسين بن سعيد عن القاسم عن علي بن أبي حمزة عن عمر بن
سليمان الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام إذا
انا مت فغسلني وحنطني وكفني واقعدني وما املى عليك فاكتب قال قلت ففعل
قال نعم.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن أبي نصر عن فضيل سكره عن أبي عبد الله
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام إذا انا مت فاستق لي ست قرب من
ماء بئر غرس فغسلني وكفني وخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سلني ما شئت فوالله لا
تسئلي عن شئ الا أجبتك.
(9) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن فضيل
سكره قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هل للماء حد محدود قال إن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليه السلام علي عليه السلام إذا انا مت فاستق لي ست قرب من ماء بئر
غرس فغسلني وكفني وحنطني فإذا فرغت من غسلي فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثم
اسئلني عما شئت فوالله لا تسئلني من شئ الا أجبتك.
(10) وروى محمد بن علي بن محبوب عن جعفر بن إسماعيل بن جعفر الهاشمي
عن أيوب بن نوح عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه
عن علي عليه السلام قال أوصاني النبي صلى الله عليه وآله إذا انا مت فغسلني بست قرب من بئر غرس
فإذا فرغت من غسلي فادرجني في أكفاني ثم ضع فاك على فمي قال ففعلت وانبائى بما هو
كائن إلى يوم القيمة.
(7) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرضون عليهم
أعدائهم وهم موتى ويرونهم.
(1) حدثنا الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن ابان عن بشير النبال عن
304

أبى جعفر عليه السلام أنه قال كنت خلف أبى وهو على بغلته فنفرت بغلته فإذا رجل شيخ في
عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال يا علي بن الحسين اسقني اسقني فقال الرجل لا تسقه لاسقاه
الله قال وكان الشيخ مع وى ه.
(2) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمي عن
إدريس عن أخيه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بينا انا وأبى متوجهان إلى مكة وأبى
قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان إذ جاء رجل وفى عنقه سلسلة يجرها فاقبل على
فقال له اسقني اسقني اسقني قال فصاح بي أبى لا تسقه لا سقاه الله قال فرجل يتبعه حتى
جذب سلسلة (1) جذبه فالقيه وطرحه في أسفل درك من النار.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن
علي بن المغيرة قال نزل أبو جعفر عليه السلام بوادي ضجنان فقال ثلث مرات لا غفر الله لك ثم
قال لأصحابه أتدرون لم قلت ما قلت قالوا لم قلت جعلنا الله فداك قال مر معاوية يجر
سلسلة (2) قد أدلى لسانه يسئلني ان استغفر له وانه يقال هذا وادى ضجنان من
أودية جهنم.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن قاسم بن محمد عن ابان
عن بشير النبال قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بوادي عسفان اوضجنان قال فنفرت بغلته فإذا
رجل في عنقه سلسلة وطرفها في يد اخر يجره قال فقال اسقني قال فقال الرجل لا تسقه لا سقاه
الله فقلت لأبي من هذا قال مع وى ه.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم من مالك بن عطية عن أبي عبد الله
عليه السلام قال كنت أسير مع أبي في طريق مكة ونحن على ناقتين فلما صرنا بوادي ضجنان
خرج رجل في عنقه سلسلة يجرها فقال يا أبا جعفر اسقني سقاك الله فتبعه رجل آخر فاجتذب.

(1) حتى جذب بسلسلة وطرحه، هكذا في مدينة المعاجز.
(2) سلسلته، هكذا في مدينة المعاجز.
305

السلسلة وقال يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله لا تسقه لا سقاه الله قال ثم التفت إلى أبى فقال يا أبا جعفر
عرفت هذه مع وية.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن الحسين بن أبي العلا عن
هارون بن خارجة عن يحيى بن أم طويل قال صحبت علي بن الحسين عليه السلام في المدينة
إلى مكة وهو على بغلته وانا على راحلة فجزنا وادى ضجنان فإذا نحن برجل اسود في
رقبته سلسلة قال وهو يقول يا علي بن الحسين عليه السلام اسقني سقاك الله قال فقال على
فوضع رأسه على صدره ثم حرك دابته قال فالتفت فإذا رجل يجذبه وهو يقول لا تسقه لا سقاه
الله قال فحركت براحلتي فألحقت (1) بعلى بن الحسين قال فقال لي أي شئ رأيت
فأخبرته قال ذاك مع وية.
(7) حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم عن بعض
أصحابه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال حججت مع أبي حتى انتهينا إلى
وادى ضجنان خرج من جبله رجل يجر شعره وفى عنقه سلسلة وهو يقول اسقني يا بن
رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج رجل في اثره وعليه ثياب بيض وجذب السلسلة وهو يقول لا تسقه
لا سقاه الله.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن أبي الصخرة قال حدثني
الحسن بن علي قال دخلت انا ورجل من أصحابنا على علي بن عيسى بن عبد الله بن أبي
طاهر العلوي قال أبو الصخر فأظنه من ولد عمر بن علي قال وكان أبو طاهر في دار
الصيديين نازل قال فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح فسلمت
عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال معكم أحد فقلنا لا ثم التفت يمينا وشمالا لا
يرى أحدا ثم قال اخبرني أبى عن جدي انه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى و
هو يرمى الجمرات وان أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال فاستتمها ثم بقي في يده بعد

(1) فلحقت، كذا في البحار.
306

خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلثة في ناحية فقال له جدي جعلت فداك لقد
رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك
ثلاثة في ناحية واثنين في ناحية قال نعم انه إذا كان كل موسم أخرجا (1) الفاسقين الغاصبين
ثم يفرق بينهما هيهنا لا يراهما الا امام عدل فرميت الأول اثنتين والاخر ثلاثة لان الاخر
أخبث من الأول.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن أسباط عن بكر بن جناح عن رجل عن أبي
عبد الله عليه السلام قال لما ماتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين جاء علي عليه السلام عند (2)
النبي فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا الحسن مالك قال أمي ماتت قال فقال النبي صلى الله عليه وآله
وأمي والله ثم بكى وقال وا أماه ثم قال لعلي عليه السلام هذا قميصي فكفنها فيه وهذا ردائي
فكفنها فيه فإذا فرغتم فأذنوني فلما أخرجت صلى عليها النبي صلى الله عليه وآله صلاة لم يصل قبلها
ولا بعدها على أحد مثلها ثم نزل على قبرها فاضطجع فيه ثم قال لها يا فاطمة قالت لبيك
يا رسول الله فقال فهل وجدت ما وعد ربك حقا قالت نعم فجزاك الله جزاء وطالت مناجاته
في القبر فلما خرج قيل يا رسول الله لقد صنعت بها شيئا في تكفينك ثيابك ودخولك في
قبرها وطول مناجاتك وطول صلواتك ما رأيتك صنعته بأحد قبلها قال اما تكفيني إياها
فانى لما قلت لها يعرض (3) الناس يوم يحشرون من قبورهم فصاحت فقالت وا سوأتاه
فلبستها ثيابي وسالت الله في صلواتي عليها ان لا يبلى أكفانها حتى تدخل الجنة فأجابني
إلى ذلك واما دخولي في قبرها فانى قلت لها يوما ان الميت إذا دخل قبره وانصرف
الناس عنه دخل عليه ملكان منكر ونكير فيسألانه فقالت وا غوثاه بالله فما زلت اسال
ربى في قبرها حتى فتح لها روضة من قبرها إلى الجنة وروضة من رياض الجنة.

(1) اخرج، هكذا في البحار.
(2) إلى، في نسخة البحار.
(3) وفى نسخة بدله، يعرى.
307

(8) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرفون من يدخل
عليهم في الايمان والنفاق
(1) حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثني محمد بن الحسن بن فروخ الصفار
عن أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمر بن تميم عن عمار بن مروان
عن أبي جعفر عليه السلام قال انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة
النفاق.
(2) حدثني إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب
انه كتب إليه أبو الحسن عليه السلام انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة
النفاق،
(3) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن عمر بن ميمون عن
عمار بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام قال انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان
وبحقيقة النفاق.
(4) حدثنا محمد بن هارون عن أبي الحسن عن موسى بن القاسم يرفعه قال قال
علي بن الحسين عليه السلام انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان
شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.
(5) حدثنا عبد الله بن عباس عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال كتب أبو الحسن
الرضا عليه السلام وقرات رسالته كتب إلى بعض أصحابه انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة
الايمان وحقيقة النفاق.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن داود بن القاسم قال كنت معه فرأى محمدا وعليا
308

فقال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا هاشم هذا الرجلان من إخوانك قلت نعم فبينا نحن
نسير إذا استقبلنا رجل من ولد إسحاق بن عمار فقال يا أبا هاشم هذا واحد ليس
من إخوانك.
(9) باب في الأئمة يعرفون من يدخل عليهم بالخير
والشر والحب والبغض.
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن بكر
بن كرب عن أبي عبد الله عليه السلام ان الله اخذ الميثاق ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنعرف
خياركم من شراركم.
(2) حدثنا محمد بن حماد الكوفي عن أخيه عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن
شمر عن جابر أبى جعفر عليه السلام قال إن الله اخذ ميثاق شيعتنا فينا من صلب آدم
فنعرف بذلك حب المحب وان أظهر خلاف ذلك بسبيله (1) ونعرف بغض المبغض وان
أظهر حبنا أهل البيت.
(3) وحدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله بن بكير
عن زرارة قال كنت انا وعبد الواحد بن المختار وسعيد بن نفان ومعنا عمر بن شجرة
الكندي عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام من هذا فقالا له عمر بن شجرة و
اثنينا عليه وذكرنا من حاله وورعه وحبه لاخوانه وبذله وصنيعه إليهم قال فقال لهما
أبو عبد الله عليه السلام ما أرى لكما علما بالناس انى لاكتفى من الرجل باللحظة ان هذا

(1) بلسانه، هكذا في البحار.
(2) معهما، كذا في البحار.
309

من أخبث الناس أو قال من شر الناس قال فكان عمر بعدما نزع من محرم الله الا
ركبه.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبه قال
كنت انا والمعلى بن خنيس عند أبي عبد الله عليه السلام فقال ما جلس مجلسك أحد
الا عرفته.
(10) باب في أمير المؤمنين ع ان النبي ص علمه العلم
كله وشاركه في العلم ولم يشاركه في النبوة
(1) حدثنا الحسن بن علي ابن عبد الله المغيرة قال حدثنا عيسى بن هشام
الناشري قال حدثنا عبد الكريم عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله علم
رسوله الحلال والحرام والتأويل وعلم رسول الله علمه كله عليا عليه السلام.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب وعبد الغفار الجاري عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن حسنا كان معه رجلان قال لأحدهما حدث فلانا بما حدثتك البارحة
فقال الرجل الذي قال له انه يقول قد كان قال انا نعلم ما يجرى في الليل والنهار و
قال إن الله تبارك وتعالى علم رسول الله صلى الله عليه وآله الحلال والحرام والتأويل وعلم رسول الله
صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام كله.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن
يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تعالى علم رسول الله صلى الله عليه وآله القران وعلمه
له شيئا سوى ذلك فما علم الله رسوله فقدم علم رسوله عليا عليه السلام.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
310

بن ابان واحمد عن علي بن الحكم عن عمر بن ابان عن أديم اخر أيوب عن حمران بن
أعين قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى علم رسول الله صلى الله عليه وآله الحلال والحرام و
التأويل فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام كله.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن فضال قال كان علي عليه
السلام يعلم كما كان يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله لم يعلم الله رسوله شيئا الا وقد علمه رسول الله
صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
بن ابان الكلبي عن أديم أخي أيوب عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام
جعلت فداك بلغني ان الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا قال اجل قد كان بينهما مناجاة
بالطائف ونزل بينهما جبرئيل وقال إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل فعلم
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام علمه كله.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أديم
أخي أيوب عن حمران بن أعين قال إن الله تبارك وتعالى علم رسول الله الحلال والحرام
والتأويل فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا علمه كله.
(8) حدثنا الحسن بن علي عن الحسن بن علي بن فضال عن مرازم عن أبي بصير عن أبي عبد الله
عليه السلام قال إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل فعلم رسول الله علمه عليا
عليه السلام كله.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن فضال عن ثعلبة عن يعقوب بن
شعيب عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى علم رسوله القران وعلمه أشياء سوى ذلك فما علمه
الله رسوله فقد علمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام.
(10) حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن عيسى بن هشام (1) أو غيره عن أبي

(1) عبيس بن هشام، كذا في البحار.
311

سعيد عن أبي الأعز عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله علم رسول الله صلى الله عليه وآله الحلال والحرام
والتأويل فعلم رسول الله صلى الله علمه كله عليا عليه السلام.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زايدة
عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تعالى علم رسوله الحلال والحرام والتأويل فعلم
رسول الله صلى الله عليه وآله كله عليا عليه السلام.
(12) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي حمران عن يونس عن حماد بن
عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل ما يحتاج إليه
الناس فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ذلك كله.
(13) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد
الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان على يعلم كل ما يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يعلم الله
رسوله شيئا الا وقد علمه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام.
(11) باب في أمير المؤمنين ع ان رسول الله ص شاركه
في العلم ولما يشاركه في النبوة وذكر الرمانتين.
(1) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة
عن عبد الله بن سليمان عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال إن جبرئيل اتى رسول الله صلى الله عليه وآله
برمانتين فاكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحديهما وكسر الأخرى بنصفين فاكل نصفها واطعم رسول
الله عليا نصفها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أخي هل تدرى ما هاتين الرمانتين قال لا قال
اما الأولى فالنبوة ليس لك فيها شئ واما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت أصلحك
الله كيف يكون شريكه فيه قال لا يعلم الله محمدا علما الا وأمره ان يعلم عليا.
312

حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة
قال نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة ما أعطاه إياهما فاكل واحدة و
كسر الخرى فأعطى عليا نصفها فاكلها فقال يا علي اما الرمانة الأولى التي اكلتها
فالنبوة فليس لك فيها شئ واما الأخرى فهي العلم فأنت شريكي فيه.
(3) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن
مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة
فلقيه علي عليه السلام فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال اما هذه فالنبوة ليس
لك فيها نصيب واما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه نصفها واخذ نصفها رسول
الله ثم قال اما أنت شريكي فيه وانا شريكك فيه قال فلم يعلم الله رسول الله صلى الله عليه وآله حرفا
مما علمه الله تعالى الا علمه عليا عليه السلام.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن
أذينة عن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال إن جبرئيل اتى رسول الله صلى الله عليه وآله
برمانتين فاكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحديهما وكسر الأخرى بنصفين فاكل نصفها واطعم
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام نصفها ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله هل تدرى ما هاتين قال لا قال
اما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت
أصلحك الله كيف يكون شريكه فيه قال لم يعلم الله محمدا صلى الله عليه وآله علما الا امره ان
يعلمه عليا عليه السلام.
(5) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن ابن أذينة عن زرارة
قال نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة فأعطاهما إياه فاكل
واحدة وكسر الأخرى فأعطاه عليا عليه السلام نصفها فاكله ثم قال يا علي اما الرمانة التي
اكلتها فهي النبوة ليس لك فيها نصيب واما هذه فالعلم فأنت شريكي فيها قال فقلت لأبي
جعفر عليه السلام جعلت فداك كيف شاركه فيها قال لا والله يعلم الله نبيه شيئا الا امره ان
313

يعلمه عليا عليه السلام فهو شريكه في العلم.
(6) حدثنا أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن
جميل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال ورث علي عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت
فاطمة تركته.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله
عليه السلام ان عليا ورث علم رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة أحرزت الميراث.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قوله تبارك وتعالى الله نور السماوات والأرض مثل نوره (1) فهو
محمد صلى الله عليه وآله فيها مصباح وهو العلم المصباح في زجاجة فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين
وعلم نبي الله عنده.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن حسان عن أبي داود
عن يزيد بن شرحبيل ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام هذا أفضلكم حلما
وأعلمكم وأقدمكم سلما قال ابن مسعود يا رسول الله فضلنا بالخير كله فقال النبي
صلى الله عليه وآله ما علمت شيئا الا وقد علمته وما أعطيت شيئا الا وقد أعطيته ولا استودعت شيئا
الا وقد استودعته قالوا فامر نسائك إليه قال نعم قالوا في حيوتك قال من عصاه فقد عصاني
ومن اطاعه فقد أطاعني فان دعاكم فاشهدوا.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير الهجري
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان هبة الله لمحمد صلى الله عليه وآله ورث علم
الأوصياء وعلم ما كان قبله اما ان محمد صلى الله عليه وآله قد ورث علم ما كان قبله من الأنبياء و
الأوصياء والمرسلين.

(1) الآية (35) النور.
314

(12) باب في الأئمة انهم قد صار إليهم العلم الذي علمه
رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن أبي
يعقوب الأحول قال خرجنا مع أبي بصير ونحن عدة فدخل عليه أبو بصير (1) فقال يا أبا
محمد ان علم علي بن أبي طالب عليه السلام من علم رسول الله صلى الله عليه وآله فعلمناه فنحن فيما علمنا
فبالله فاعبده وإياه فارج.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح
قال والله لقد قال لي جعفر بن محمد عليه السلام ان الله علم نبيه التنزيل والتأويل قال
فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله قال وعلمنا والله ثم قال ما صنعتم من شئ أو حلفتم عليه من يمين
فأنتم منه في سفه (2).
(3) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن
مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة
فلقيه علي عليه السلام فقاله له ما هاتان الرمانتان في يديك قال اما هذه فالنبوة ليس لك فيها
نصيب واما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه نصفها واخذ نصفها رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم قال أنت شريكي فيه وانا شريكك فيه قال فلم يعلم والله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرفا
مما علمه الله الا علمه عليا عليه السلام ثم انتهى ذلك العلم إلينا ثم وضع يده على
صدره.

(1) فدخلنا معه على أبى عبد الله ع، كذا في البحار ولعله الصحيح.
(2) في سعة، كذا في البحار ولعله الصحيح.
315

(4) حدثنا عبد الله بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال سمعته يقول انا أهل البيت (1) يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا (2) القذه (3)
بالقذة. (13) باب في الأئمة انهم يعلمون كل ارض مخصبة وكل
ارض مجدبة وكل فئة يهتدى وتضل إلى يوم القيمة
(1) حدثنا الحسن بن علي بن نعمان وأحمد بن محمد جميعا عن علي بن
النعمان قال حدثني من دخل على أبى عبد الله عليه السلام فقال له قد سالت أهل بيتك فلم
أر عندهم فيه شيئا قال وما هو يرون ان عليا عليه السلام قال سلوني قبل ان تفقدوني فوالله
لا تسألوني عن ارض مخصبة ولا ارض مجدبة ولا فئة تضل مأته وتهدى مأته الا ان شئت
أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها قال قال أبو عبد الله عليه السلام فان هذا حق.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن المفضل عن سلام قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام انا نروي أحاديث لم نجد عند أحد من أهل بيتك فيها شيئا فقال ما هي
قلت يروون ان عليا عليه السلام كان يقول وهو يخطب الناس يا أيها الناس سلوني فإنكم لن
تسألوني عن شئ فيما بيني وبين الساعة لا عن ارض مجدبة ولاعن ارض مخصبة ولاعن
فرقة تضل مأته وتهدى مأته الا ان لو شئت أنبأكم بناعقها وقائدها وسائقها قال و
انه حق.

(1) أهل بيت، كذا في البحار.
(2) وفى البحار بزيادة، حذو.
(3) القذة، بالضم ريش السهم قال ابن الأثير يضرب هذا مثلا للشيئين يستويان
ولا يختلفان.
316

(3) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر
بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مامن ارض مخصبة ولا مجدبة ولا
فئة تضل مأته وتهدى مأته الا انا اعلمها وقد علمتها أهل بيتي يعلم كبيرهم وصغيرهم
إلى أن تقوم الساعة.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن منصور بن حازم
عن أبي إسحاق الهمداني قال حدثني أبو المعتمر قال سمعت أبا ذر يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف
عنها غرق إنما مثل أهل بيتي فيكم باب حطة من دخله غفر له ومن لم يدخل لم يغفر
له فإنها ليست من فئة تبلغ مائة إلى يوم القيمة الا انا اعرف ناعقها وسايقها وعلم ذلك
عند أهل بيتي يعلمه كبيرهم وصغيرهم.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي زكريا أو عمن رواه عن أبي زكريا عن بعض
أصحابه عن عمرو بن شمر قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقال قال علي عليه السلام
ما من ارض مخصبة ولا ارض مجدبة ولا فئة تضل مائة وتهدى مائة الا وانا اعلمها وقد
علمتها يعلمها كبيرهم وصغيرهم إلى يوم القيمة
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح
عن جعفر عن أبيه قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سلوني قبل ان
تفقدوني فوالله لا تسألوني عن فئة تهدى مائة الا أخبرتكم بسائقها وناعقها حتى
يخرج الدجال.
(7) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن عمرو
بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من ارض مخصبة ولا ارض
مجدبه ولا فئة تضل مائة وتهدى مائة الا انا اعلمها وقد علمتها أهل بيتي يعلم كبيرهم
وصغيرهم إلى أن تقوم الساعة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سلام القصير قال قلت لأبي
317

عبد الله عليه السلام انا نروي أحاديث لم نجد عند أهل بيتك فيها شيئا قال وما هي قلت يروون
ان عليا عليه السلام قال سلوني وهو يخطب فإنكم لا تسألون عن شئ فيما بينكم وبين الساعة
ولا عن ارض مخصبة ولا عن ارض مجدبة ولا فئة تضل مائة وتهدى مائة الا ان شئت أنبأتكم
بناعقها وسايقها وقايدها فقال إنه حق.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن منصور عن عمرو بن شمر
مثله.
(10) حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى البصري عن إبراهيم ابن الحكم
عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الله عن عبد الاعلى عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي
ره عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قال سلوني عما يكون إلى يوم القيمة وعن كل
فئة تضل مائة وتهدى مائة وعن سايقها وناعقها وقائدها إلى يوم القيمة
(11) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة عن سويد
بن غفلة قال انا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذا اتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين جئتك من وادى
القرى وقد مات خالد بن عرفطة فقال أمير المؤمنين عليه السلام انه لم يمت فأعادها عليه فقال له
علي عليه السلام لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت فأعادها عليه الثالثة فقال سبحان الله أخبرك
انه مات وتقول لم يمت فقال له علي عليه السلام لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود
جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز قال فسمع بذلك حبيب فاتى أمير المؤمنين فقال
ناشدك (1) في وانا لك شيعة وقد ذكرتني بأمر لا والله ما اعرفه من نفسي فقال له علي عليه
السلام ان كنت حبيب بن جماز فتحملها (2) فولى حبيب بن جماز وقال إن كنت حبيب
بن جماز لتحملنها قال أبو حمزة فوالله ما مات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام
بن علي عليه السلام وجعل بن عرفطة على مقدمته وحبيب صاحب رايته

(1) أناشدك، كذا في البحار.
(2) لتحملنها، هكذا في البحار.
318

(12) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي زكريا أو عن من رواه عن أبي زكريا عن بعض
أصحابه قال حدثنا أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن ابن أبي عمير عن عبد الحميد
بن أبي العلا وجرعة بن ربيعه يرفعان إلى أمير المؤمنين قال قال أمير المؤمنين عليه السلام مامن
ارض مخصبة ولا ارض مجدبة الا وانا اعلمها.
(13) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن العابد
عن مغيرة مولى عبد المؤمن الأنصاري عن سعد بن الأصبغ قال سمعت عليا عليه السلام يقول على
هذا المنبر سلوني قبل ان تفقدوني والله مامن ارض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مائة
وتهدى مائة الا وقد عرفت قايدها وسائقها وقد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبرها
كبيرهم لصغيرهم إلى أن تقوم الساعة.
(14) باب في الأئمة ان عندهم أصول العلم ما ورثوه عن
النبي ص لا يقولون برأيهم
(1) حدثنا حمزة بن يعلى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال يا جابر انا لو كنا نحدثكم برأينا وهو انا لكنا من الهالكين ولكنا
نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمرو بن أذينة عن الفضيل
بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لو انا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا
ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا.
(3) حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الله بن محمد الحجال عن داود بن أبي يزيد
الأحول عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول انا لو كنا نفتي الناس برأينا وهو انا لكنا
319

من الهالكين ولكنها اثار (1) من رسول الله صلى الله عليه وآله أصل علم نتوارثها كابر (2) عن كابر
عن كابر نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم
(4) حدثنا محمد (3) عن الحسين بن سعيد عن القاسم عن محمد بن يحيى عن
جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام يا جابر لو كنا نفتي الناس برأينا وهو انا لكنا من الهالكين
ولكنا نفتيهم باثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم عندنا نتوارثها كابر (4) عن كابر نكنزها
كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن فضيل بن عثمان عن محمد
بن شريح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول والله لولا أن الله فرض ولايتنا ومودتنا وقرابتنا
ما أدخلناكم بيوتنا ولا أوقفناكم على أبوابنا والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا الا
ما قال ربنا.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن
جابر قال أبو جعفر عليه السلام يا جابر والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا
من الهالكين ولكنا نحدثهم باثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثها كابر عن كابر نكنزها
كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.
(7) حدثنا محمد بن هارون عن أبي الحسن موسى عن موسى بن القاسم عن علي
بن النعمان عن محمد بن شريح قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام لولا أن الله فرض ولايتنا
ومودتنا وقرابتنا ما أدخلناكم ولا أوقفناكم على بابنا فوالله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا
ولا نقول الا ما قال ربنا.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن عنبسة قال
سال رجل أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة فاجابه فيها فقال الرجل إن كان كذا وكذا ما كان

(1) لكنا نفتيهم باثار من رسول الله وأصول علم.
(2) كابرا في كلا الموردين كذا في البحار
(4) كابرا في كلا الموردين كذا في البحار
(3) أحمد بن محمد، هكذا في البحار.
320

القول فيها فقال له مهما أجبتك فيه لشئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله لسنا نقول برأينا
من شئ.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد (1) عن فضيل بن يسار عن
جعفر عليه السلام أنه قال انا على بينة من ربنا بينها لنبيه فبينها نبيه لنا فلولا ذلك كنا
كهؤلاء الناس.
(10) حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن محمد
بن شريح قال قال أبو عبد الله عليه السلام لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وامر مودتنا ما
أوقفناكم على أبوابنا ولا أدخلناكم بيوتنا انا والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول
برأينا ولا نقول الا ما قال ربنا وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم و
فضتهم.
(15) باب في الأئمة ان عندهم جميع ما في الكتاب والسنة
ولا يقولون برأيهم ولم يرخصوا ذلك شيعتهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن
عميرة عن أبي المعزا عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له كل شئ
تقول به في كتاب الله وسنته أو تقولون فيه برأيكم قال بل كل شئ نقوله في كتاب
الله وسنة نبيه.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن صفوان عن سعيد الأعرج قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام ان من عندنا ممن يتفقه يقولون يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في

(1) عن فضالة عن جميل عن الفضيل، كذا في البحار.
321

السنة نقول فيه برأينا فقال أبو عبد الله عليه السلام كذبوا ليس شئ الا جاء في الكتاب وجاء
فيه السنة.
(3) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي المعزا عن
سماعة عن العبد الصالح عليه السلام قال سألته فقلت ان أناسا من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك
وسمعوا منهما الحديث فربما كان الشئ يبتلى به بعض أصحابنا وليس عندهم في ذلك
شئ يفتيه وعندهم ما يشبهه يسعهم ان يأخذوا بالقياس (1) فقال إنه ليس بشئ الا
وقد جاء في الكتاب والسنة.
(4) حدثنا السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم عن أبي
الحسن عليه السلام قال قلت له تفقهنا في الدين وروينا وربما ورد علينا رجل قد ابتلى بشئ
صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شئ وعندنا ما هو يشبهه مثله أفنفتيه بما يشبهه قال لا ومالكم والقياس
في ذلك هلك من هلك بالقياس قل قلت جعلت فداك اتى رسول الله صلى الله عليه وآله بما يكتفون به
قال اتى رسول الله صلى الله عليه وآله بما استفتوا (2) به في عهده وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيمة
قال قلت ضاع منه شئ قال لا هو عند أهله.
(16) باب في ذكر الأبواب التي علم رسول الله صلى الله عليه وآله
أمير المؤمنين عليه السلام
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله
عليه السلام قال علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الف باب ففتح (3) له من كل باب

(1) هذه الزيادة في البحار، فقال لا إنما هلك من كان قبلكم بالقياس فقلت له
لم تقول ذلك.
(2) استغنوا، كذا في البحار ولعله الصحيح.
(3) يفتح، هكذا في البحار في كلا الموردين.
322

الف باب.
(2) حدثنا السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى قال حدثني محمد بن بشير
ولا اعلمه الا انى قد سمعته من بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعايشة وحفصة في مرضه الذي توفى فيه ادعيا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما مرتين
فلما رآهما اعرض بوجهه عنهما ثم قال ادعيا لي خليلي فأرسلتا إلى علي عليه السلام قال فلما جاء
أكب عليه فلم يزل يحدثه قال فلما خرج من عنده لقياه فقالا له ما حدثك قال حدثني
بابا يفتح الف باب كل باب يفتح الف باب.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن أحمد بن
عمر الحلبي عن أبي بصير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت جعلت فداك ان الشيعة
يتحدثون ان رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح منه الف باب قال فقال أبو عبد الله
عليه السلام يا أبا محمد علم والله رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الف باب ففتح (1) له من كل
باب الف باب قال قلت هذا والله العلم قال إنه لعلم وليس بذلك (2).
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن
عبد الله بن هلال قال قال أبو عبد الله عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الف باب
كل باب فتح له الف باب.
(5) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الحسن بن علي عن عبد الله
بن بكير عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله
علم عليا عليه السلام بابا من العلم ففتح الف باب لكل باب فتح له الف باب.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال علي عليه السلام لقد علمني رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) يفتح، في نسخة البحار.
(2) بذاك، في نسخة البحار.
323

الف باب كل باب فتح (1) الف باب.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن هشام بن
الحكم عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بلغنا ان رسول الله علم عليا عليه السلام
الف باب كل باب فتح الف باب فقال لي بل علمه بابا واحد افتح ذلك الباب الف
باب فتح كل باب الف باب.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن بشير عن يحيى بن معمر العطار عن بشير
الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعايشة وحفصة في مرضه الذي توفى
ادعيا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما نظر إليهما اعرض عنهما ثم قال ادعيا لي خليلي
فأرسلتا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه فلما خرج لقياه
فقالا له ما حدثك خليلك فقال حدثني خليلي الف باب ففتح (2) لي كل باب
الف باب.
(9) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن إسماعيل بن جابر
وعبد الكريم ابن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب
عليه السلام بألف باب فتح كل باب الف باب.
(10) حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن عيسى بن عبد الله
وثابت عن حنظلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال خطب رسول الله صلى الله عليه وآله يوما بعد أن يصلى (3)
الفجر في المسجد وعليه قميصة سوداء فامر فيه ونهى ووعظ فيه وذكر ثم قال يا فاطمة
اعلمي (4) فانى لا أملك من الله شيئا وسمع الناس صوته وتساروا برؤية رسول الله صلى الله عليه وآله
وسمعهم نسائه من وراء الجدر فهن يمشطن وقلن قد برئ رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت لأبي

(1) يفتح، كذا في البحار في كلا الموردين.
(2) يفتح، كذا في البحار في كلا الموردين.
(3) صلى، كذا في البحار.
(4) اعملي، هكذا في البحار.
324

عبد الله توفى ذلك اليوم قال نعم قلت فأين ما يرويه الناس انه علم عليا عليه السلام عليه الف
باب كل باب فتح الف باب قال كان ذلك قبل يومئذ.
(11) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحرث
بن (1) حصيرة عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال سمعته يقول إن
رسول الله صلى الله عليه وآله علمني الف باب من الحلال والحرام ومما كان وما هو كائن (2) إلى
يوم القيمة كل يوم (3) يفتح الف باب فذلك الف الف باب حتى علمت المنايا و
الوصايا وفصل الخطاب.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين ممن يوثق
به قال سمعت عليا عليه السلام يقول إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله
لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه عنى كما يسمعونه منى إذا
أودعتهم (4) بعضه فيعلم به كثيرا من العلم ان العلم مفتاح كل باب وكل باب يفتح
الف باب.
(13) حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن ابن أبي نجران عن صفوان عن بشير
الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي توفى فيه
بعث إلى علي عليه السلام فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه ويحدثه قال فلما فرغ (5)
لقياه فقالا بما حدثك صاحبك قال حدثني بباب يفتح الف باب كل باب يفتح
الف باب.

(1) وفى نسخة بدله الحارث.
(2) ومما يكون، كذا في البحار.
(3) كل باب منها، هكذا في البحار.
(4) لأودعتهم، هكذا في البحار.
(5) اخرج، في نسخة البحار.
325

(14) حدثنا محمد بن عيسى عن أحمد بن حمزة عن ابان عن زرارة
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا بابا يفتح الف باب كل باب يفتح
الف باب.
(15) حدثنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد الأصفهاني عن سلطان بن مرة
عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين (1) العمرى عن سعد الإسكاف
عن الأصبغ بن نباته قال أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المداين من الكوفة فسرنا
يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة تسمى الخورنق
قالوا نتنزه فإذا كان يوم الأربعاء لحقنا عليا عليه السلام قبل ان يجمع فبينا هم يتغذون إذ
خرج عليهم ضب فصادوه فاخذه عمرو بن حريث فبسط كفا فقال بايعوه هذا أمير المؤمنين
فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المداين يوم الجمعة وأمير المؤمنين
على المنبر يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا باب المسجد فلما
دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين فقال يا أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلى الف
حديث في كل حديث الف باب لكل باب مفتاح وانى سمعت الله يقول يوم ندعو كل
أناس بامامهم (2) وانى أقسم لكم بالله لتبعثن ثمانية نفر امامهم الضب ولو شئت ان
أسميهم فعلت قال فلو (3) رأيت عمرو بن حريث ينتقض كما ينتقض السعفة حياء
ولوما.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن موسى بن بكر
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الرجل يغمى عليه يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك كم
يقضى من صلاته فقال لا أخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه فقال كلما غلب الله عليه من امر الله

(1) علي بن الحسن العبدي هكذا في البحار.
(2) الآية (71) بني إسرائيل.
(3) فلقد، كذا في البحار.
326

اعذر لعبده وزاد فيه غيره قال قال أبو عبد الله عليه السلام وهذا من الأبواب التي يفتح كل
باب منها الف باب.
(17) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال قال بكير
بن أعين حدثني من سمع أبا جعفر عليه السلام يحدث قال لم يخرج إلى الناس من تلك
الأبواب التي علمها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الا باب أو اثنان وأكثر علمي أنه قال
باب واحد.
(17) باب فيه الحروف التي علم رسول الله ص عليا ع
صلوات الله عليه
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي
حمزة عن حمران الحلبي عن أبان بن تغلب قال حدثني أبو عبد الله عليه السلام كان في ذوابة
سيف علي عليه السلام صحيفة صغيرة وان عليا عليه السلام دعا ابنه الحسن عليه السلام فدفعها إليه ودفع
إليه سكينا وقال له افتحها فلم يستطع ان يفتحها ففتحها له ثم قال له اقرأ فقرأ الحسن الألف
والباء والسين واللام وحرفا بعد حرف ثم طواها فدفعها إلى ابنه الحسين عليه السلام فلم يقدر
على أن يفتحها ففتحها له ثم قال له اقرأ يا بنى فقرأها كما قرأ الحسن ثم طواها
فدفعها إلى ابنه ابن الحنفية فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له فقال له اقرأ فلم يستخرج
منها شيئا فاخذها علي عليه السلام وطواها ثم علقها من ذوابة السيف قال قلت لأبي عبد الله وأي
شئ كان في تلك الصحيفة قال هي الأحرف التي يفتح كل حرف الف حرف قال أبو بصير
قال أبو عبد الله فما خرج منها الا حرفان إلى الساعة.
(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن
327

أبى بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا الف حرف كل حرف
يفتح الف حرف وكل حرف منها يفتح الف حرف.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن بكير عن عبد
الرحمن بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا حرفا يفتح الف
حرف كل حرف يفتح الف حرف.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان في ذوابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة صغيرة قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي شئ كان في تلك الصحيفة قال هي الأحرف التي يفتح كل
حرف الف حرف قال أبو بصير قال أبو عبد الله عليه السلام فما خرج منها الا حرفان حتى
الساعة.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي بكر الحضرمي
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام الف حرف كل حرف يفتح
الف حرف والألف الحرف يفتح كل حرف منها الف حرف.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبه
عن الحرث (1) بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين
عليه السلام حين دفن النبي صلى الله عليه وآله والحديث طويل فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام اما ما
ذكرتما انى لم اشهد كما امر رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لا يرى عورتي أحد غيرك الا
ذهب بصره ولم أكن لأوذيكما به واما كبى عليه فإنه علمني الف حرف كل حرف يفتح
الف حرف فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله صلى الله عليه وآله.

(1) وفى نسخة بدله، الحارث.
328

(18) باب فيه الكلمة التي علم رسول الله صلى الله عليه وآله
أمير المؤمنين عليه السلام.
(1) حدثنا محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل
عن منصور عن أبي حمزة عن علي بن الحسين قال علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام كلمة
يفتح الف كلمة يفتح كل كلمة الفي كلمة.
(2) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسماعيل
بن جابر وعبد الكريم عن عبد الحميد بن الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال أوصى رسول
الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام (1) بألف كلمة يفتح كل كلمة الف كلمة.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن منصور بن
يونس عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين قال علم رسول الله عليا عليه السلام الف كلمة (2)
والألف كلمة يفتح كل كلمة الف كلمة.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي المعزا عن ذريح المحاربي
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول نحن ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وآله حلل على علي عليه السلام ثوبا ثم
علمه وذلك ما يقول الناس علمه الف كلمة كل كلمة يفتح الف كلمة.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال جاء رجل إلى علي عليه السلام وهو على منبره فقال يا أمير المؤمنين
ائذن لي أتكلم بما سمعت عن عمار بن ياسر يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال اتقوا الله
ولا تكذبوا على عمار فلما قال الرجل ذلك ثلث مرات قال له علي عليه السلام تكلم قال
سمعت عمارا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول انا أقاتل على التنزيل وعلي عليه السلام يقاتل

(1) الف كلمة والف باب يفتح كل كلمة وكل باب الف كلمة والف باب
كذا في البحار.
(2) الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة.
329

على التأويل قال صدق ورب الكعبة ان هذه عندي في الألف الكلمة تتبع كل كلمة
الف كلمة آخر وقال عليه السلام في سعة ارض العرب والعجم لم يكن خارجي أشد من هذه
الخارجي ما تنظر فجرة العرب والعجم خارجي أشد منه.
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح
عن جعفر عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله حدث عليا عليه السلام الف كلمة كل كلمة يفتح
الف كلمة (1).
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن عبد الرحمن بن سيابه عن عمران بن ميثم عن عباية الأسدي قال
دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وانا خامس خمسة أصغر القوم فسمعته يقول حدثني
أخي رسول الله صلى الله عليه وآله انه خاتم الف نبي وانا خاتم الف وصى وكلفت ما لم يكلفوا قلنا
ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين قال ليس حيث تذهب يا بن أخ انى لاعلم الف كلمة
ما يعلمها غيري وغير محمد صلى الله عليه وآله يقرون منها اية في كتاب الله وإذا وقع القول
عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (2)
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة قال حدثني عبد المؤمن بن
القاسم الأنصاري قال حدثني الحرث (3) بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلام انه سمعه يقول
علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله
عليه السلام قال حلل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام ثوبا ثم علمه (4) الف كلمة يفتح كل كلمة
الف كلمة.

(1) هذه الزيادة في البحار فما يدرى الناس ما كلمه.
(2) الآية (82)؟ ل.
(3) وفى نسخة بدله، الحارث.
(4) كلمه كذا في البحار.
330

(10) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم
عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام
بألف كلمة (1) كل كلمة تفتح الف كلمة.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
مالك بن عطية عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله عليه السلام سيأتي من مسجدكم هذا يعنى
مكة ثلاثمائة وثلث عشر رجلا يعلم أهل مكة انه لم يلدهم ابائهم ولا أجدادهم عليهم السيوف
مكتوب على كل سيف كلمة يفتح الف كلمة تبعث الريح فتنادى بكل واد هذا المهدى هذا
المهدى يقضى بقضاء ال داود ولا يسئل عليه بينة.
(12) حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد عن أبي جعفر عليه السلام قال نحن عنده ثمانية
رجال فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان فان رمضان اسم من
أسماء الله لا يجئ ولا يذهب وإنما يجئ ويذهب الزايل ولكن قولوا شهر رمضان
فالشهر المضاف إلى الاسم والاسم اسم الله وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن جعله
الله مثلا في هذا المكان في الأصل لا يفعل الخروج في شهر رمضان لزيادة الأئمة
عليهم السلام وعيدا الا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ونحن سبيل الله الذي
من دخل عليه (2) يطاف بالحصن والحصن هو الامام فيكبر (3) عند رؤيته كانت له يوم
القيمة صخرة أثقل في ميزانه من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن
وما تحتهن قلت يا با جعفر عليه السلام وما الميزان فقال إنك قد ازددت قوة ونظرا يا سعد
رسول الله صلى الله عليه وآله الصخرة ونحن الميزان وذلك قول الله في الامام ليقوم الناس

(1) الف كلمة والف باب يفتح كل كلمة وكل باب الف كلمة والف باب، هكذا
في البحار.
(2) فيه، كذا في البحار.
(3) وفى نسخة بدله، فليكبر بالتشديد.
331

بالقسط (1) قال ومن كبر بين يدي الامام وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له كتب الله
له رضوانه الأكبر ومن كتب الله رضوانه الأكبر يجب ان يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد
صلى الله عليه وآله والمرسلين في دار الجلال فقلت له وما دار الجلال قال نحن الدار وذلك قول الله تلك
الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين (2) فنحن
العاقبة يا سعد واما مودتنا للمتقين فيقول الله تبارك وتعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال
والاكرام (3) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد
بطاعتنا.
تم الجزؤ السادس ويتلوه الجزو السابع من بصائر الدرجات.

(1) الآية (25) الحديد.
(2) الآية (83) القصص.
(3) الآية (78) الرحمن.
332

" الجزء السابع "
(1) باب فيه ذكر الحديث الذي علم رسول الله عليا
صلوات الله عليهما
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن
الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن سيف
بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن مولاه (1) عمرة بنت أبي رافع عن أم سلمة زوجة النبي
صلى الله عليه وآله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفى فيه ادعو إلى خليلي فأرسلت عايشة
إلى أبيها فلما جائه غطى وجهه وقال ادعوا إلى خليلي فرجع متحيرا وأرسلت حفصة إلى
أبيها فلما جاء غطى وجهه وقال ادعو إلى خليلي فرجع عمر متحيرا وأرسلت فاطمة عليها السلام
إلى علي عليه السلام فلما جاء قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل ثم جلل عليا عليه السلام بثوبه قال قال علي عليه السلام
حدثني بألف حديث يفتح كل حديث الف باب حتى عرقت وعرق رسول الله صلى الله عليه وآله فسال
على عرقه وسال عليه عرقي.

(1) عن مولاه حمزة بن رافع، كذا في البحار.
333

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن أبي بكر عن عمار
الدهني عن مولى الرافعي عن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله في
مرضه الذي توفى فيه ادعو إلى خليلي فأرسلت عايشة إلى أبيها فلما جاء غطى رسول
الله وجهه وقال ادعو إلى خليلي فرجع متحيرا وأرسلت حفصة إلى أبيها فلما جائه غطى
وجهه وقال ادعو إلى خليلي فرجع متحيرا فأرسلت فاطمة عليها السلام إلى علي عليه السلام فلما ان
جاء قام رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جلل عليا عليه السلام بثوبه فقال علي عليه السلام حدثني الف
حديث كل حديث يفتح الف باب حتى عرق رسول الله ص فسال عرقه على وسال
عرقي عليه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال عن
مثنى الحناط عن منصور بن حازم عن بكر بن حبيب عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله
ادعو إلى حبيبي فأرسلت عايشة وحفصة أبويهما فلما ان جاء أغطى رسول الله ص رأسه
فانصر فاكشف رأسه فقال ادعو إلى حبيبي فأرسلت حفصة إلى أبيها وعايشة إلى أبيها
فلما جاء اغطى رسول الله ص رأسه فانطلقا فقالا ما نرى رسول الله ص ارادنا قالتا اجل
إنما قال ادعو إلى خليلي فرجونا ان تكونا أنتما فجاء على ابن أبي طالب عليه السلام
فالزق رسول الله ص صدره بصدره وأومأ إلى اذنه فحدثه بألف حديث لكل حديث
الف باب.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن سعيد
بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال سمعت عليا عليه السلام يقول حدثني رسول الله ص بألف حديث
لكل حديث الف باب.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معينى العطار عن
بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله ص في المرض الذي توفى فيه لعايشة
وحفصة ادعو إلى خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما جاءا نظر إليهما رسول الله ص فاعرض.
334

عنهما ثم قال ادعوا خليلي فأرسلتا إلى علي عليه السلام فجاء فلم يزل يحدثه فلما خرج
لقياه فقالا ما حدثك خليلك فقال حدثني بألف باب يفتح كل باب الف باب.
(2) باب في الامام بأنه ان شاء ان يعلم العلم علم
(1) حدثني محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن
بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي قال قال أبو عبد الله عليه السلام العالم إذا شاء ان
يعلم علم.
(2) حدثنا الهيثم النهدي عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن صفوان بن يحيى
عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد النهدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام (1) إذا
شاء ان يعلم علم.
(3) حدثنا سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان
عن بدر بن الوليد عن أبي ربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام (2) إذا شاء
ان يعلم علم.
(4) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمر بن سعيد المدايني عن
مصدق بن صدقه عن عمار الساباطي أو عن أبي عبيدة عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد
الله عليه السلام عن الامام أيعلم الغيب قال لا ولكن إذا أراد ان يعلم الشئ علمه
الله ذلك.
(5) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدايني عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إذا أراد الامام ان يعلم شيئا علمه (3) الله ذلك.

(1) العالم، كذا في البحار في كلا الموردين.
(2) العالم، كذا في البحار في كلا الموردين.
(3) اعلمه، في نسخة البحار.
335

(3) باب ما يفعل بالامام من النكت والقذف والنقر في
قلوبهم واذنهم.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود
بن فرقد عن الحرث بن المغيرة النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك الذي
يسئل عنه الامام وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه قال ينكت (1) في القلب نكتا أو
ينقر (2) في الاذن نقرا.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الذي يسأل الامام وليس عنده فيه شئ من أين يعلمه
قال ينكت في القلب نكتا أو ينقر في الاذن نقرا.
(3) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدايني
عن عيسى بن حمزة الثقفي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انا نسألك أحيانا فتسرع في الجواب
وأحيانا تطرق ثم تجيبنا قال إنه نعم ينقر وينكت في اذاننا وقلوبنا فإذا نكت أو نقر نطقنا
وإذا أمسك عنا أمسكنا.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علي بن يقطين
عن أبيه قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن شئ من امر العالم فقال نكت في القلب ونقر
في الاسماع وقد يكونان معا.
(5) حدثنا سلمة بن الخطاب عن علي بن ميسر (3) المدايني عن الحسن بن

(1) نكت الأرض بإصبع أو بقضيب ضربها به فاثر فيها " أقرب الموارد ".
(2) قال الراغب نقرت الرجل بالتشديد له بلسانك.
(3) وفى نسخة بدله، علي بن عيسى.
336

يحيى المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له اخبرني عن الامام إذا سئل كيف يجيب
فقال الهام أو سماع وربما كانا جميعا.
(6) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام هذا العلم الذي يعلمه عالمكم اشئ يلقى في قلبه أو ينكت
في اذنه فسكت حتى غفل القوم ثم قال ذاك وذاك.
(7) حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إبراهيم بن أبي سماك عن داود عن الحرث
النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الامام يسأل الشئ الذي ليس عنده شئ من أين
يعلمه قال ينكت في القلب نكتا وينقر في الاذن نقرا.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن أحمد بن الحسن عن محمد بن أبي حمزة عن علي
بن يقطين قال قلت لأبي الحسن عليه السلام علم عالمكم استماع أو الهام قال يكون سماعا ويكون
الهاما ويكونان معا.
(9) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن عمرو بن يونس عن الحرث
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام هذا الذي يعلمه عالمكم اشئ يلقى في قلبه أو ينكت في اذنه
قال فسكت حتى غفل القوم ثم قال لي ذاك وذاك.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان
عن الحرث بن المغيرة النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما علم عالمكم جملة يقذف في
قلبه وينكت في اذنه قال فقال وحي كوحي أم موسى (1).
(11) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله الحسين بن علي قال قلت لأبي إبراهيم
علم عالمكم اشئ يلقى في قلبه أو ينكت في اذنه فقال نقر في القلوب ونكت في الاسماع
وقد يكونان معا.
(12) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سفيان
بن السمط عن النجاشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال فينا والله من ينقر في اذنه أو ينكت

(1) ذكر في النسخة ان هذين الحديثين فيه زيادة.
337

في قلبه ويصافحه الملائكة قلت كان أو يكون أو اليوم قال بل اليوم قلت كان أو اليوم قال
بل اليوم والله يا بن النجاشي حتى قالها ثلثا.
(13) حدثنا الحسن بن علي عن عنبسة عن إبراهيم بن محمد بن حمران عن أبيه
محمد بن حمران ومحمد بن أبي حمزة عن سفيان بن السمط حدثني أبو الخير قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام انى سألت عبد الله بن الحسن فزعم أن ليس فيكم امام قال بلى والله يا بن
النجاشي ان فينا لمن ينكت في قلبه وينقر في اذنه وتصافحه الملائكة قال قلت فيكم قال
أي والله فينا اليوم أي والله فينا اليوم ثلثا.
(4) باب فيه تفسير الأئمة لوجود علومهم الثلاثة
وتأويل ذلك.
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي
السائي قال سألت الصادق عليه السلام عن مبلغ علمهم فقال مبلغ علمنا ثلاثة وجوه ماض وغابر و
حادث فاما الماضي فمفسر واما الغابر فمزبور واما الحادث فقذف في القلوب ونقر في
الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن الفضيل أو عمن رواه عن محمد بن
الفضيل قال قلت لأبي الحسن عليه السلام روينا عن أبي عبد الله أنه قال إن علمنا غابرو
مزبور ونكت في القلب ونقر في الاسماع قال فاما الغابر فما تقدم من علمنا واما المزبور
فما يأتينا واما النكت في القلوب فالهام واما النقر في الاسماع فإنه من الملك وروى
زرارة مثل ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت كيف يعلم أنه كان من الملك ولا يخاف أن يكون
من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص قال إنه يلقى عليه السكينة فيعلم انه من
338

الملك ولو كان من الشيطان لاعتراه فزع وإن كان الشيطان يا زرارة لا يتعرض لصاحب
هذا الامر.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل وسلمة عن علي بن ميسر
عن محمد بن إسماعيل عن حمزه بن بزيع عن علي السائي قال سألت أبا الحسن عليه السلام
عن مبلغ علمهم فقال مبلغ علمنا ثلث وجوه ماض وغابر وحادث فاما الماضي فمفسر
واما الغابر فمزبور واما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا
نبي بعد نبينا.
(5) باب في الأئمة انهم عليهم السلام محدثون مفهمون
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال سمعت أبا الحسن
عليه السلام يقول الأئمة علماء (1) صادقون مفهمون محدثون.
(2) حدثنا أبو طالب عن عثمان بن عيسى قال كنت انا وأبو بصير ومحمد بن
عمران مولى أبى جعفر بمنزله مكة قال فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله يقول
نحن اثنا عشر محدثا قال له أبو بصير والله لسمعت من أبى عبد الله عليه السلام قال
فحلفه مرة واثنتين انه سمعت قال فقال أبو بصير كذا سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد
بن سوقه عن الحكم بن عيينة قال دخلت على علي بن الحسين يوما فقال لي يا حكم
هل تدرى ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها.

(1) وفى البحار بزيادة حلماء.
339

الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسي قد وقفت على علم من
علم علي بن الحسين اعلم بذلك تلك الأمور العظام قال قلت لا والله لا اعلم به اخبرني
بها يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله قال والله قول الله وما أرسلنا من رسول (1) ولا نبي ولا محدث (2)
فقلت وكان علي بن أبي طالب عليه السلام محدثا قال نعم وكل امام منا أهل البيت فهو
محدث.
(4) حدثنا علي بن حسان عن موسى بن بكر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام
قال قال رسول الله من أهل بيتي اثنا عشر محدثا فقال له عبد الله بن زيد كان أخا على
لامه سبحان الله كان محدثا كالمنكر لذلك فاقبل عليه أبو جعفر عليه السلام فقال اما والله وان
ابن أمك بعد وقد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال أبو جعفر هي
التي هلك فيها أبو الخطاب لم يدر تأويل المحدث والنبي صلى الله عليه وآله.
(5) حدثنا عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن ابن سماعة وعلي بن الحسين
بن رباطة (3) عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول الاثنا عشر الأئمة
من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي عليه السلام فرسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى عليهما السلام هما الوالدان فقال عبد الرحمن بن زيد وذكر ذلك وكان أخا لعلي بن الحسين
لامه فضرب أبو جعفر عليه السلام فخذه فقال اما ابن أمك كان أحدهم.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال كان أبو جعفر عليه السلام محدثا
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحجال وغيره عن القاسم بن محمد عن

(1) الآية (64) النساء و (4) إبراهيم.
(2) قال المجلسي طيب الله رمسه قوله ولا محدثا ليس في القرآن وكان في
مصحفهم أقول، بل هو موجود في مصحفنا بناء على قراءة قتادة كما يأتي روايته انفا =
المصحح.
(3) علي بن رباط، هكذا في البحار.
340

زرارة قال ارسل أبو جعفر عليه السلام إلى زرارة اعلم (1) الحكم بن عيينة ان أوصياء علي عليه
السلام محدثون.
(8) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد بن محمد
الثقفي عن أحمد بن يونس الحجال عن أيوب بن حسن عن قتادة انه يقرأ وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.
(1) باب في أن المحدث كيف صفته وكيف يصنع به وكيف
يحدث الأئمة.
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت له ان فلانا حدثني ان عليا عليه السلام والحسن عليهما السلام كانا محدثين
قال قلت كيف ذلك فقال إنه كان ينكت في اذانهما قال صدق
(2) حدثنا الحسن بن علي قال حدثني عبيس بن هشام قال حدثنا كرام بن
عمرو الخثعمي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انا نقول إن عليا
عليه السلام لينكت في قلبه أو ينقر (2) في صدره واذنه قال إن عليا عليه السلام كان محدثا قال
فلما أكثرت عليه قال إن عليا عليه السلام كان يوم بني قريظة وبنى النضير كان جبرئيل عن
يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن الحرث بن المغيرة النضري عن حمران قال قال لي أبو جعفر عليه السلام
ان عليا عليه السلام كان محدثا فخرجت إلى أصحابي (أصحابنا خ) فقلت لهم جئتكم بعجيبة قالوا ما
هي قلت سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول كان على محدثا قالوا ما صنعت شيئا الا سألته من

(1) علم بالتشديد، كذا في البحار.
(2) يوقر، كذا في البحار.
341

يحدثه فرجعت إليه فقلت له انى حدثت أصحابي بما حدثتني قالوا ما صنعت شيئا الا
سألته من يحدثه فقال لي يحدثه ملك قلت فيقول (1) انه نبي قال فحرك يده هكذا
ثم قال (2) وكصاحب موسى أو كذي القرنين أوما بلغكم أنه قال وفيكم
مثله.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن العباس بن معروف والحسين بن سعيد (3) عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال
كان علي عليه السلام محدثا وكان سلمان محدثا قال قلت فما آية المحدث قال يأتيه ملك فينكت
في قلبه كيت وكيت.
(5) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام قال كنت بالمدينة فلما شدوا على دوابهم وقع في نفسي شئ من امر المحدث
فاتيت أبا جعفر عليه السلام فاستأذنت فقال من هذا قلت زرارة قال ادخل ثم قال كان رسول الله
صلى الله عليه وآله يملى على علي عليه السلام فنام نومة ونعس فلما رجع نظر إلى الكتاب فمد يده قال من
املى هذا عليك قال أنت قال لا بل جبرئيل.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن عبد الله مسكان عن حجر بن زائدة
عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن فلانا حدثني ان ابان جعفر عليه السلام حدثه ان
عليا عليه السلام والحسن كانا محدثين قال كيف حدثك قلت حدثني انه كان ينكت في
اذانهما قال صدق.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن
ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انا نقول إن عليا عليه السلام كان ينكت في قلبه أو

(1) وفى نسخة بدله، فنقول.
(2) وفى البحار بزيادة، أو كصاحب سليمان.
(3) عن الحسين بن سعيد، هكذا في البحار.
342

صدره أو في اذنه فقال إن عليا عليه السلام كان محدثا قلت فيكم مثله قال إن عليا عليه السلام
كان محدثا فلما ان كررت عليه قال إن عليا ع كان يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن
يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي
بصير عن عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول كان علي عليه السلام والله محدثا قال
قلت له اشرح لي ذلك أصلحك الله قال يبعث الله ملكا ينقر (1) في اذنه كيت و
كيت وكيت.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن
محمد بن مسلم قال ذكرت المحدث عند أبي عبد الله عليه السلام قال فقال إنه يسمع الصوت ولا
يرى فقلت أصلحك الله كيف يعلم أنه كلام الملك قال إنه يعطى السكينة والوقار حتى
يعلم أنه ملك.
(10) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحرث بن المغيرة
عن حمران قال حدثنا الحكم بن عيينة عن علي بن الحسين أنه قال إن علم علي عليه السلام
في آية من القرآن قال وكتمنا الآية قال فكنا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف
الآية قال فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له ان الحكم بن عيينة.
(11) حدثنا عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال علم علي عليه السلام في آية من
القرآن وكتمنا الآية قال اقرا يا حمران فقرات وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي
قال فقال أبو جعفر عليه السلام وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث قلت وكان علي عليه السلام
محدثا قال نعم فجئت إلى أصحابنا فقلت قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا قال قلت قال
أبو جعفر عليه السلام كان يقول علي عليه السلام محدث فقالوا لي ما صنعت شيئا الا سألته من
يحدثه قال فبعد ذلك انى اتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت أليس حدثتني ان عليا عليه السلام

(1) يوقر، هكذا في البحار.
343

كان محدثا قال بلى من يحدثه قال ملك يحدثه قال قلت أقول إنه نبي أو رسول
قال لا قال بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذوي (1)
القرنين.
(12) حدثنا عباس بن معروف (2) عن حريز عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام
ان أباك حدثني ان عليا عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام كانوا محدثين قال فقال كيف
حدثك قلت حدثني انه كان ينكت في اذانهم قال صدق أبى.
(13) حدثنا أبو محمد عن عمران عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال كنت انا والمغيرة بن سعيد جالسين في المسجد
فاتانا الحكم بن عيينة فقال لقد سمعت من أبى جعفر عليه السلام حديثا ما سمعه أحد قط فسألناه
فأبى ان يخبرنا به فدخلنا عليه فقلنا إن الحكم بن عينيه أخبرنا انه سمع منك ما لم
يسمعه منك أحد قط فأبى ان يخبرنا به فقال نعم وجدنا علم علي عليه السلام في آية من
كتاب الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فقلنا ليست هكذا هي
فقال في كتاب على وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الا إذا تمنى القى
الشيطان في أمنيته فقلت وأي شئ المحدث فقال ينكت في اذنه فيسمع طنينا كطنين
الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست انه نبي ثم قال الا
مثل الخضر ومثل ذي القرنين.
(7) باب ما يلقى شئ بعد شئ يوما بيوم وساعة بساعة
مما يحدث.
(1) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب عن ضريس عن أبي

(1) ذي القرنين، كذا في البحار.
(2) عن حماد بن عيسى، كذا في نسخة البحار.
344

عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إنما العلم ما حدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة
بساعة.
(2) حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس
قال كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر عليه السلام فقال له أبو بصير بما يعلم عالمكم جعلت فداك
قال يا با محمد ان عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكل الله عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم و
لكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين سعيد عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أي شئ هو العلم عندكم قال ما يحدث بالليل والنهار و
الامر بعد الامر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيمة.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي بصير قال سمعته يقول إن
عندنا الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى فقال له ضريس أليست هي الألواح فقال بلى
قال ضريس ان هذا لهو العلم فقال ليس هذا العلم إنما هذه الأثرة ان العلم ما يحدث بالليل
والنهار يوم بيوم وساعة بساعة.
(5) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الوليد أو عمن رواه عن محمد بن
الوليد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن
عندنا صحيفة فيه أرش الخدش قال قلت هذا هو العلم قال إن هذا ليس بالعلم إنما
هو اثرة إنما العلم الذي يحدث في كل يوم وليلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن علي بن أبي
طالب عليه السلام.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن شعيب الحداد عن ضريس
الكناسي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله ان عندنا صحف إبراهيم وألواح
موسى فقال له أبو بصير ان هذا لهو العلم فقال ليس هذا العلم إنما هو الأثرة قال إنما العلم
ما يحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة.
345

(7) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره عن أبي
الصباح قال حدثني العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قال انا لنعلم ما في الليل
والنهار.
(8) باب في الأئمة عليهم السلام ورثوا العلم من رسول
الله ص وعن علي بن أبي طالب ع وان الحكم يقذف
في صدورهم وينكت في اذانهم.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران
بن الحرث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الأرض لا تترك بغير عالم قلت الذي
يعلمه عالمكم ما هو قال وراثة من رسول الله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام علم يستغنى
عن الناس ولا يستغنى الناس عنه قلت وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في اذنه فقال ذاك
وذاك.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
بن ابان عن الحرث النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اخبرني عن علم عالمكم احكمة
تقذف في صدره أو وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله أو نكت ينكت في اذنه فقال أبو عبد الله عليه السلام
ذاك وذاك ثم قال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام علم يستغنى به
عن الناس ولا يستغنى الناس عنه.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن إسماعيل
عن صفوان عن الحرث بن المغيرة قال قلت اخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول
346

الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قلت انا نتحدث انه يقذف في قلوبهم وينكت
في اذانهم قال ذاك وذاك.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن أبان بن
عثمان عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعت يقول الأرض لا تترك الا بعالم يعلم
الحلال والحرام يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم قلت جعلت فداك ماذا قال وراثة من
رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام قلت احكمة تلقى في صدره أو شئ ينقر في
اذنه قال أو ذاك.
(5) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن حيى عن الحرث عن أبي عبد الله عليه السلام
قال قلت اخبرني من علم عالمكم قال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب
عليه السلام قال قلت انا نتحدث انه يقذف في قلوبهم وينكت في اذانهم قال ذاك
وذاك (6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبه عن أبي
كهمش عن الحرث بن المغيرة أبى جعفر عليه السلام أنه قال من يهلك منا أهل البيت
عالم حتى يرى من يخلفه يعلم مثل علمه أو ما شاء الله قال قلت ما هذا العلم قال وراثة من
رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام يستغنى عن الناس ولا يستغنى
الناس عنه.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل قال
سمعته يقول إن الله لا يترك الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إليهم يعلم
الحلال والحرام فقلت جعلت فداك بماذا يعلم قال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب
عليه السلام.
(8) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة
النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام علم عالمكم أي شئ وجهه قال وراثة من رسول الله
347

صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام يحتاج الناس إلينا ولا يحتاج إليهم.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن المفضل عن الحرث عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت اخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت انا نتحدث انه يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه
فقال أو ذاك.
(9) باب في الأئمة انهم يتكلمون على سبعين وجها كلها
المخرج ويفتون بذلك
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال إني لأتكلم على سبعين وجها لي في كلها المخرج.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن
مسكان عن عبد الاعلى بن أعين قال دخلت انا وعلي بن حنظلة على أبى عبد الله عليه السلام
فسأله علي بن حنظلة عن مسألة فأجاب فيها فقال رجل (1) فإن كان كذا وكذا فاجابه
فيها بوجه آخر وإن كان كذا وكذا فاجابه بوجه (2) حتى اجابه فيها بأربعة وجوه
فالتفت إلى علي بن حنظلة قال يا أبا محمد قد أحكمناه فسمعه أبو عبد الله فقال لا تقل
هكذا يا أبا الحسن فإنك رجل ورع ان من الأشياء أشياء ضيقه وليس تجرى الا على
وجه واحد منها وقت الجمعة ليس لوقتها الا واحد حين تزول الشمس ومن
الأشياء أشياء موسعة تجرى على وجوه كثيرة وهذا منها والله ان له عندي سبعين
وجها.

(1) فقال على، كذا في البحار.
(2) وفى البحار، بزيادة اخر.
348

(3) حدثنا عبد الله عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي
حمزة قال دخلت انا وأبو بصير على أبى عبد الله عليه السلام فبينا نحن قعود اذن تكلم أبو عبد الله
عليه السلام بحرف فقلت انا في نفسي هذا مما أحمله إلى الشيعة هذا والله حديث لم اسمع مثله
قط قال فنظر في وجهي ثم قال إني لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها ان
شئت اخذت كذا وان شئت اخذت كذا.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن محمد
بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال انا لنتكلم بالكلمة بها (1) سبعون وجها لنا من
كلها المخرج.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أيوب أخي
أديم عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال إني أتكلم على سبعين وجها لي
من كلها المخرج.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن أبي عبد الله
عليه السلام قال أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ان كلامنا لينصرف على سبعين
وجها.
(7) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي
بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انى لاتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها
ان شئت اخذت كذا.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن من رواه عن الحسين بن عثمان عمن اخبره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إني لاتكلم بالكلام ينصرف على سبعين وجها كلها لي
منه المخرج.
(9) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن

(1) وفى نسخة بدله، لها.
349

حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إنه لاتكلم على سبعين وجها
لي في كلها المخرج.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد
بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام يقول انى لاتكلم على سبعين وجها لي منها
المخرج.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
عن عمر بن ابان الكلبي قال قال أبو عبد الله عليه السلام انى لاتكلم على سبعين وجها من
كلها المخرج.
(12) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن جبلة عن أبي الصباح عن عبد الرحمن
بن سيابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال إني لاتكلم على سبعين وجها من كلها
المخرج.
(13) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن أبي الصباح
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إني لأحدث الناس على سبعين وجها لي في كل وجه
منها المخرج.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
وعلي بن الحكم جميعا عن عمر بن ابان الكلبي عن أديم أخي أيوب عن حمران
بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول انى لاتكلم على سبعين وجها لي في
كلها المخرج.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن
حمران عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله انى أتكلم على سبعين وجها لي منها المخرج.
350

(10) باب في الأئمة انهم يعرفون الزيادة والنقصان في
الأرض من الحق والباطل
(1) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن سنان وعلي بن النعمان عن عبد الله مسكان
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إن الله لم يدع الأرض الا وفيها عالم يعلم
الزيادة والنقصان في الأرض فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا اكمله لهم فقال
خذوه كاملا ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق
بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الأرض لا تخلو الا وفيها عالم كلما
زاد المؤمنون شيئا ردهم وان نقصوا شيئا تممه لهم.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن الحجال عن ثعلبة عن إسحاق بن
عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الأرض لا تخلو من أن يكون فيها من يعلم الزيادة و
النقصان فإذا جاء المسلمون بزيادة طرحها وإذا جاؤوا بالنقصان اكمله لهم ولولا ذلك
لاختلط على المسلمين أمرهم (1).
(4) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن شعيب عن أبي حمزة
قال قال أبو عبد الله عليه السلام لن تبقى الأرض الا وفيها رجل منا يعرف الحق فإذا زاد الناس
فيه قال قد زادوا وإذا نقصوا منه قال قد نقصوا وإذا جاؤوا به صدقهم ولو لم يكن كذلك لم
يعرف الحق من الباطل.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن

(1) أمورهم، هكذا في البحار.
351

عبد الرحمن عن شعيب الحداد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الأرض
لا تبقى الا وفيها منا (1) من يعرف الحق فإذا زاد الناس قال قد زادوا وإذا نقصوا منه قال
قد نقصوا ولولا ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل.
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن إسحاق بن عمار عن محمد
بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله لم يدع الأرض الا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان.
من دين الله فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم وإذا نقصوا شيئا أكمله لهم ولولا ذلك لالتبست
على المؤمنين (2) أمورهم.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن سليمان
مولى طربال عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض لن تخلو
الا وفيها عالم كلما (3) زاد المؤمنون شيئا ردهم إلى الحق وان نقصوا شيئا
أتمه (4) لهم.
(8) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن علي بن إسماعيل الميثمي
عن ثعلبة عن عبد الاعلى مولى ال سام عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ما ترك الله
الأرض بغير عالم ينقص ما زاد الناس ويزيد ما نقصوا ولولا ذلك لاختلط على الناس
أمورهم.
(9) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن شعيب عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام أنه قال لم تخل الأرض الا وفيها منا رجل يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه شيئا
قال فقد زادوا وإذا نقصوا منه قال قد نقصوا.

(1) ومنا فيها، كذا في البحار.
(2) على المسلمين أمرهم، كذا في البحار. (3) كيما، بدله البحار.
(4) تممه بالتشديد، هكذا في البحار.
352

(11) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يتكلمون
الألسن كلها.
(1) حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن علي بن مهزيار
عن الطيب الهادي عليه السلام قال دخلت عليه فابتدأني وكلمني بالفارسية
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حماد بن عبد الله الفرا
عن معتب انه اخبره ان أبا الحسن الأول لم يكن يرى له ولد فاتاه يوما اسحق ومحمد
اخواه وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي فجاء غلام سقلابى فكلمه بلسانه فذهب
فجاء بعلى عليه السلام ابنه فقال لاخوته هذا على ابني فضموه إلى واحدا بعد واحد فقبلوه
ثم كلم الغلام بلسانه فحمله فذهب فجاء بإبراهيم فقال هذا إبراهيم ابني ثم كلمه
بكلام فحمله فذهب فلم ينزل يدعوا بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى جاء خمسة أولاد والغلمان
مختلفون في أجناسهم وألسنتهم.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال أرسلت إلى أبى الحسن
عليه السلام غلامي وكان سقلاميا فرجع الغلام إلى متعجبا فقلت له مالك يا بنى
قال كيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالسقلانية كأنه واحدا منا فظننت انه إنما
دار بينهم.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي القاسم وعبد الله بن عمران عن محمد بن بشير
عن رجل عن عمار الساباطي قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عمار أبو مسلم فظلله
فكساه فكسحه بساطورا قلت جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك فقال يا عمار و
بكل لسان.
(5) حدثنا الحسن بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن شريف عن علي بن
353

أسباط عن إسماعيل بن عباد عن عامر بن علي الجامعي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت
فداك انا نأكل ذبايح أهل الكتاب ولا ندري يسمون عليها أم لا فقال إذا سمعتهم قد
سموا فكلوا أتدري ما يقولون على ذبايحهم فقلت لا فقرأ كأنه يشبه يهودي قد هذها (كذا في المتن)
ثم قال بهذا أمروا فقلت جعلت فداك ان رأيت أن نكتبها فقال اكتب نوح
ايوا ادينوا يلهيز مالحوا عالم اشرسوا أو رضوا بنو يوسعه موسق (1) دغال (2)
اسطحوا.
(6) حدثنا النهدي عن إسماعيل بن مهران عن رجل من أهل بيرما قال كنت
عند أبي عبد الله عليه السلام فودعته وخرجت حتى بلغت الأعوص (3) ثم ذكرت حاجة
لي فرجعت إليه والبيت غاص باهله وكنت أردت ان أسأله عن بيوض ديوك
الماء فقال لي ياتب يعنى البيض دعا نامينا يعنى ديوك الماء بناحل يعنى لا
تأكل.
(7) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسن بن برا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر (4)
قال حدثني رجل من أهل جسر بابل قال كان في القرية رجل يؤذيني ويقول يا رافضي ويشتمني و
كان يلقب بقرد القرية قال فججت (والظاهر فحججت) سنة من ذلك اليوم فدخلت على أبى عبد الله
عليه السلام فقال ابتدأ قوفه (5) ما نامت قلت جعلت فداك متى قال في الساعة فكتبت اليوم والساعة
فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن بقي وعمن مات فقال لي قوفه (6) ما نامت
وهي بالنيطية قردا القرية مات فقلت له متى فقال لي يوم كذا وكذا في الوقت الذي اخبرني
به أبو عبد الله عليه السلام.

(1) وفى نسخة بدله، بنو موسوا وفي الحاشية يوسعا.
(2) دعال، كذا في البحار.
(3) الاعرض، كذا في مدينة المعاجز.
(4) عن أبي بصير، هكذا في مدينة المعاجز
(5) موته، كذا في مدينة المعاجز في كلا الموردين.
(6) موته، كذا في مدينة المعاجز في كلا الموردين.
354

(8) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله
الخزاعي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال لما
قدم بابنة يزدجرد على عمر وأدخلت المدينة أشرف لها عذارى المدينة واشرق المسجد
بضوء وجهها فلما دخلت المسجد ورأت عمر غطت وجهها وقالت آه بيروز باد (1) اهرمز
قال فغضب عمرو قال تشتمني هذه وهم بها فقال له أمير المؤمنين ليس لك ذلك اعرض
عنها انها تختار رجلا من المسلمين ثم احسبها بفيئه عليه فقال عمر اختاري قال فجائت
حتى وضعت يدها على رأس الحسين بن علي عليه السلام فقال أمير المؤمنين ما اسمك قالت جهان
شاه فقال بل شهر بانويه ثم نظر إلى الحسين عليه السلام فقال يا أبا عبد الله عليه السلام ليلدن لك منها
غلام خير أهل الأرض.
(9) حدثنا محمد بن هارون عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن أبي نجران عن أبي
هارون العبدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال لبعض غلمانه في شئ جرى لئن انتهيت
والا ضربتك ضرب الحمار قال جعلت فداك وما ضرب الحمار قال إن نوحا عليه السلام لما
دخل السفينة من كل زوجين اثنين جاء إلى الحمار فأبى ان يدخل فاخذ
جريدة من نخل فضربه ضربة واحدة وقال له عبسا شاطانا أي ادخل يا شيطان.
(10) حدثنا عبد الله بن جعفر عن أحمد بن محمد بن إسحاق الكرخي عن عمه
محمد بن عبد الله بن جابر الكرخي وكان رجلا خيرا كاتبا كان لإسحاق بن عمار ثم تاب
من ذلك عن إبراهيم الكرخي قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال يا إبراهيم أين تنزل
من الكرخ قلت في موضع يقال له شادروان قال فقال لي تعرف قطفتا قال إن أمير المؤمنين
عليه السلام حين اتى أهل النهروان نزل قطفتا فاجتمع إليه أهل بادرويا فشكوا إليه ثقل خراجهم
وكلموه بالنبطية وان لهم جيرانا أوسع أرضا وأقل خراجا فأجابهم بالنبطية وغرزطا (2)

(1) بيروج باد، هكذا في البحار.
(2) رعرر، كذا في البحار.
355

من عود يا قال فمعناه رب رجز صغير خير من رجز كبير
(11) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن أحمد بن
الحسن عن الفيض بن المختار في حديث له طويل في امر أبى الحسن حتى قال له هو صاحبك
الذي سئلت عنه فقم فاقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه ويده ودعوت الله له قال أبو
عبد الله عليه السلام اما انه لم يؤذن له في ذلك فقلت له جعلت فداك فأخبر به أحدا فقال نعم
أهلك وولدك ورفقائك وكان معي أهلي وولدي وكان يونس بن ظبيان من رفقائي فلما
أخبرتهم حمدوا لله على ذلك وقال يونس لا والله حتى نسمع ذلك منه وكانت به عجلة
مخرج فابتعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وقد سبقني يا يونس
الامر كما قال لك فيض زرقة زرقة قال فقلت قد فعلت والزرقه بالنبيطية أي خذه
إليك.
(12) حدثنا الحسين بن علي عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان
عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول أول خارجة على موسى بن
عمران بمرج وانق وهو بالشام وخرجت على المسيح بحران وخرجت على أمير المؤمنين
عليه السلام بالنهروان ويخرج على القائم بالدسكرة وسكرة الملك ثم قال لي كيف مالح ديربين (1)
ماكى مالح يعنى عند قريتك وهو بالنبطيه وذاك ان يونس كان من قرية ديربين (2) ما يقال
الدسكرة إلى عند ديربين (3) ما.
(13) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي هاشم قال كنت أتعدى معه فيدعو بعض غلمانه
بالسقلابية والفارسية وربما يقول غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسية فكنت أقول اكتب
فكان يكتب فيفتح هو على غلامه.
(14) حدثنا محمد بن أحمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه قوم من أهل
خراسان فقال ابتدأ من غير مسألة من جميع مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر فقالوا.

(1) في المواضع الثلاثة، دير بئر، في نسخة البحار.
(2) في المواضع الثلاثة، دير بئر، في نسخة البحار.
(3) في المواضع الثلاثة، دير بئر، في نسخة البحار.
356

جعلنا فداك لانفهم هذا الكلام فقال هر مال كه أبا ذر أيد بدم شود.
(15) حدثنا الحسن بن علي السرسوني عن إبراهيم بن مهزيار قال كان أبو الحسن
كتب إلى علي بن مهزيار يأمره ان يعمل له مقدار الساعات فحملناه إليه في سنة ثمان
وعشرين فلما صرنا بسيالة كتب يعلمه قدومه ويستأذنه في المصير إليه وعن الوقت الذي
نسير إليه فيه واستأذن لإبراهيم فورد الجواب بالاذن انا نصير إليه بعد الظهر فخرجنا
جميعا إلى أن صرنا في يوم صايف شديد الحر ومعنا مسرور غلام علي بن مهزيار فلما
ان دنوا من قصره إذا بلال قائم ينتظرنا وكان بلال غلام أبى الحسن عليه السلام فقال ادخلوا
فدخلنا حجرة وقد نالنا من العطش امر عظيم فما قعدنا حينا حتى خرج إلينا بعض الخدم و
معه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا ثم دعا بعلى بن مهزيار فلبث عنده إلى بعد العصر
ثم دعاني فسلمت عليه واستأذنته ان يناولني يده فاقبلها فمد يده عليه السلام فقبلتها ودعاني و
قعدت ثم قمت فودعته فلما خرجت من باب البيت ناداني فقال يا إبراهيم فقلت لبيك
يا سيدي فقال لاتبرج فلم نزل جالسا ومسرور غلامنا معنا فامر ان ينصب المقدار ثم
خرج عليه السلام فالقى له كرسي فجلس عليه والقى لعلي بن مهزيار كرسي عن يساره فجلس
وكنت انا بجنب المقدار فسقطت حصاة فقال مسرور هشت فقال هشت ثمانية فقلنا نعم يا
سيدنا فلبثنا عنده إلى المساء ثم خرجنا فقال لعلى رد إلى مسرورا بالغداة فوجهه إليه
فلما ان دخل قال له بالفارسية بار خدايا چون فقلت له نيك يا سيدي فمن نضر فقال لمسرور
دربه بند درببند فاغلق الباب ثم آلقى رداه على يخفينى من نصر حتى سألني عما أراد
فلقيه علي بن مهزيار فقال له كل هذا حرفا من نصر فقال يا أبا الحسين يكاد خوفي من
عمرو بن قرح؟؟.
(12) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرفون الألسن كلها
(1) حدثنا أحمد بن محمد حدثني الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد
357

عن يحيى الحلبي عن محمد بن علي الحلبي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لما اتى
بعلى بن الحسين عليه السلام يزيد بن معاوية عليهما لعاين الله ومن معه جعلوه في بيت فقال
بعضهم إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا فراطن الحرس فقالوا انظروا إلى هؤلاء
يخافون ان تقع عليهم البيت وإنما يخرجون غدا فيقتلون قال علي بن الحسين ع لم يكن
فينا أحد يحسن الرطانة غيري والرطانة عند أهل المدينة الرومية
(2) حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبى الحسن
عليه السلام فقال يابا هاشم كلم هذا الخادم بالفارسية فإنه يزعم أنه يحسنها فقلت للخادم
زانويت چيست فلم يجبني فقال عليه السلام يقول ركبتك ثم قلت نافت چيست فلم يجبني فقال
يقول سرتك.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن أخي مليح قال حدثني فرقد قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وقد بعث غلاما
أعجميا فرجع إليه فجعل بغير الرسالة فلا يخبرنا حتى ظننت انه سيغضب فقال له
تكلم باي لسان شئت فانى افهم عنك.
(4) حدثنا محمد بن جزك عن ياسر الخادم قال كان لأبي الحسن غلمان في البيت
سقلابيه (1) روم وكان أبو الحسن عليه السلام قريبا منهم فسمعهم بالليل يراطنون (2)
بالسقلابيه (3) والرومية ويقولون انا كنا نفتصد في كل سنة وليس نفصدها هنا فلما
كان من الغد وجه عليه السلام إلى بعض الأطباء فقال له افصد لهذا عرق كذا ولهذا عرق
كذا ثم قال يا ياسر لاتفتصد أنت فافتصدت فورمت يدي فأحضرت (4) فقال لي يا ياسر
مالك فأخبرته فقال ألم أنهك عن ذلك هلم يدك فمسح يده عليها فبرأ عليها قال أو وضع

(1) صقالية، هكذا في البحار.
(2) يتواطئون، كذا في البحار.
(3) صقلبية، كذا في البحار.
(4) واحمرت، هكذا في البحار.
358

وأوصاني ان لا أتعشى فكنت بعد ذلك ما شاء الله أتعشى ثم أغافل فأتعشى فيضرب
علي عليه السلام.
وروى يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام يرفع
الحديث إلى الحسن بن علي عليه السلام أنه قال إن لله مدينتين إحديهما بالمشرق والأخرى
بالمغرب عليهما سوران من حديد وعلى كل مدينة الف الف مصراع من ذهب وفيها
سبعون الف الف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه وانا اعرف جميع اللغات وما
فيهما وما بينهما وما عليها حجة غيري والحسين أخي.
(5) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين عن أبيه بهذا الاسناد مثله.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن داود بن فرقد قال ذكر قتل الحسين
وامر علي بن الحسين لما ان حمل إلى الشام فرفعنا إلى السجن فقال أصحابي ما أحسن
بنيان بهذا الجدار فطراطن أهل الروم بينهم فقالوا ما في هؤلاء صاحب دم إن كان الا
ذلك يعنوني فمكثنا يومين ثم دعانا وأطلق عنا.
(7) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن
رجل من المسامه اسمه مسمع ولقبه كردين عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه وعنده
إسماعيل قال ونحن إذ ذاك ناتم به بعد أبيه فذكر في حديث طويل انه سمع رجل أبا عبد
الله عليه السلام خلاف ما ظن فيه قال فاتيت رجلين من أهل الكوفة كانا يقولان به فأخبرتهما
فقال واحد منهما سمعت وأطعت ورضيت وسلمت وقال الآخر واهوى بيده إلى جيببه؟
فشقته ثم قال لا والله لاسمعت ولا أطعت ولا رضيت حتى أسمعه منه ثم قال خرج متوجها
إلى أبى عبد الله عليه السلام قال وتبعته فلما كنا بالباب فاستأذنا فاذن لي فدخلت قبله ثم اذن
له فدخل فلما دخل قال له أبو عبد الله عليه السلام يا فلان أيريد كل امرى منكم ان يؤتى
صحف منشرة ان الذي أخبرك به فلان الحق قال جعلت فداك انى اشتهى ان
أسمعه منك قال إن فلانا امامك وصاحبك من بعدي يعنى أبا الحسن عليه السلام فلا يدعيها
359

فيما بيني وبينه الا كالب (1) مفتر فالتفت إلى الكوفة وكان يحسن كلام النبطية وكان
صاحب قبالات فقال لي درفه (2) فقال أبو عبد الله عليه السلام ان درفه (3) بالنبطية خذها اجل
فخذها فخرجنا من عنده.
(13) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يقرؤن الكتب التي
نزلت على الأنبياء باختلاف ألسنتهم التورية والإنجيل
وغير ذلك.
(1) حدثنا موسى بن عمر عن الميثمي عن سماعة عن شيخ من أصحابنا عن أبي
جعفر عليه السلام قال جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا بالدهليز سمعنا قراءة بالسريانية بصوت
حسن يقرأ ويبكى حتى ابكى بعضنا.
(2) حدثنا إبراهيم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن
الحكم في حديث بريهة النصراني انه جامع هشام حتى لقى موسى بن جعفر عليه السلام فقال
يا بريهة كيف علمك بكتابك قال انا عالم قال كيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلم (4)
فيه قال فابتدأني موسى بقرائة الإنجيل فقال بريهة والمسيح لقد كان يقراها هكذا وما
قرأ هذه القراءة الا المسيح ثم قال بريهة انى لقد كنت اطلب منذ خمسين سنة

(1) كاذب، هكذا في البحار.
(2) ذرقه هكذا في البحار.
(3) ذرقه هكذا في البحار.
(4) بعلمي كذا في البحار.
360

فاسلم على يديه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان
عن موسى التميرى قال جئت (1) إلى باب أبى جعفر عليه السلام لأستأذن عليه فسمعنا صوتا
حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت وظننا انه بعث إلى رجل من أهل الكتاب
يستقرأ فاذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا فقلنا أصلحك الله سمعنا صوتا
بالعبرانية فظننا انك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرأه قال لا ولكن ذكرت
مناجاة اليا لربه فبكيت من ذلك قال قلنا وما كان مناجاته جعلني الله فداك قال جعل
يقول يا رب أتراك معذبي بعد طول صلاتي لك وجعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه
انى لست أعذبك قال فقال يا رب وما يمنعك ان لا تقول لا بعد نعم وانا عبدك وفى
قبضتك قال فأوحى الله إليه انى إذا قلت قولا وفيت به.
(14) باب في الأئمة انهم يعرفون منطق الطير
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن الوشا عمن رواه عن الميثمي
عن منصور عن الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين عليه السلام في داره وفيها عصافير وهن
يصحن فقال لي أتدري ما يقلن هؤلاء قلت لا ادرى قال يسبحن ربهن ويطلبن
رزقهن.
(2) حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي
حمزة الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين (4) فانتشرت العصافير وصوتت فقال

(1) جئنا، كذا في البحار.
(2) نستأذن، كذا في البحار.
(3) مقامي، كذا في البحار.
(4) هذه الزيادة في نسخة البحار. في داره وفيها شجرة فيها عصافير.
361

يا با حمزة أتدري ما تقول قلت لا قال تقدس ربها وتسئل قوت يومها قال ثم قال يابا
حمزة علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن خلف عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام
قال فتلا رجل عنده هذه الآية علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ فقال أبو عبد الله
عليه السلام ليس فيها من إنما هي وأوتينا كل شئ.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار
عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدر الذكر على
الأنثى فقال لي أتدري ما يقول قلت لا قال يقول يا سكنى وعرسي ما خلق أحب إلى
منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن علي
بن محمد الحناط عن عاصم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال كنت عنده يوما
إذ وقع عليه زوج ورشان فهدرا (1) فرد عليهما أبو جعفر كلاهما ساعة ثم نهضا فلما
صارا على الحايط هدد (2) الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما حال
الطير فقال يا بن مسلم كل شئ خلقه الله من طين أو بهيمة أو شئ فيه روح هو اسمع
لنا وأطوع من ابن آدم ان هذا الورشان اسائه ظن (3) السوء فحلفت له ما فعلت فقالت
ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي وأخبرته أنه لها ظالم فصدقها.
(6) وعنه عن الحسين بن علي النعمان عن يحيى بن زكريا عن عمرو الزيات
عن محمد بن سماعة عن النضر بن شعيب عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول انا علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ.

(1) فهد لاهديلهما، كذا في البحار
(2) هدل، هكذا في البحار.
(3) ظن بانثاه ظن السوء، هكذا في البحار.
362

(7) حدثنا أحمد بن محمد عن (1) بعض أصحابنا قال اهدى إلى أبى عبد الله عليه السلام
فاختة وورشان وطير راعبي فقال أبو عبد الله عليه السلام اما الفاختة فتقول فقدتكم فقدتكم فافقدوها
قبل ان تفقدكم فامر بها فذبحت واما الورشان فيقول قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه
والطير الراعبي يكون عندي أسر به.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحلبي
عن ابن مسكان عن أبي احمد عن شعيب بن الحسن قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام
جالسا نسمع صوتا من الفاختة فقال تدرون ما تقول قال تقول فقدتكم فافقدوها قبل ان
تفقدكم.
(9) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن أحمد بن
الحسن الميثمي عن صالح عن أبي حمزة قال كنت عند علي بن الحسين وعصافير على
الحايط قبالته يصحن فقال يا با حمزة أتدري ما يقلن قال يتحدثن ان لهن وقت يسالن
فيه قوتهن يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس فانى أكرهها لك ان الله يقسم في ذلك
الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن داود بن فرقد عن عبد الله بن فرقد كان أبو عبد الله
عليه السلام يسير ونحن معه قال فمر غراب فنعق فقال أبو عبد الله مت جوعا والله ما تعلم شيئا
الا انه علمه الا انا اعلم بالله منك.
(11) حدثنا موسى بن جعفر عن محمد بن عبد الجبار عن عيسى بن عمرو عن أبي
شعيب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول انا علمنا منطق الطير
وأوتينا من كل شئ.
(12) حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن
عبد الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام

(1) عن البزنطي عن بعض أصحابنا، هكذا في البحار.
363

لابن عباس ان الله علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود ومنطق كل دابة
في بر أو بحر.
(13) حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي
عن ابن مسكان عن أبي احمد عن سعد بن الحسن قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا فسمع
صوت فاختة قال أتدرون ما تقول هذه قلنا لا والله ما ندري قال تقول فقدتكم فافقدوها
قبل ان تفقدكم.
(14) حدثنا محمد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال روى يحيى
بن عمر عن أبيه عن أبي شيبه عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول انا
علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن سعيد بن جناح عن ابن أبي عمير عن حفص بن
البختري عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعت فاختة يصيح من دار أبى
عبد الله عليه السلام فقال أتدرون ما تقول هذا الفاختة قال قلت لا قال تقول فقدتكم اما انا
لنفقدنها قبل ان تفقدنا قال فامر بها فذبحت.
(16) حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن
عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال مر أبو جعفر عليه السلام بالهجين ومعه أبو أمية
الأنصاري زميله في محمله قال فبينا هو كذلك إذ نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه
فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال يابا أمية ان هذا طاير جاء يستجير باهل البيت
وانى دعوت الله فانصرفت حية وكانت تأتيه كل سنة فتأكل فراخه.
(17) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه الفيض بن
المختار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن سليمان بن داود قال علمنا منطق الطير و
أوتينا من كل شئ وقد والله علمنا منطق الطير وعلم كل شئ
(18) حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمرو
364

بن خليفة عن شيبه عن الفيض عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول
يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ ان هذا لهو الفضل
المبين
(19) حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن
الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال كنت مع أبي الحسن الرضا عليه السلام
في حايط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه واخذ يصبح ويكثر الصياح ويضطرب فقال
لي يا فلان أتدري ما تقول هذا العصفور قلت الله ورسوله وابن رسوله اعلم قال إنها تقول
ان حية تريد اكل فراخي في البيت فقم فخد تيك النبعة وادخل البيت واقتل
الحية قال فأخذت النبعة وهي العصا ودخلت البيت وإذا حية تحول في البيت
فقتلتها.
(20) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن سالم
مولى ابان بياع الزطي قال كنا في حايط لأبي عبد الله عليه السلام ونفر معي قال فصاحت
العصافير فقال أتدري ما تقول فقلنا جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول قال تقول اللهم انا
خلق من خلقك لابد لنا من رزقك فاطعمنا واسقنا.
(21) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن البرقي عن النضر بن سويد
عن يحيى الحلبي عن بن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال خرجنا مع أبي عبد الله متوجهين
إلى مكة حتى إذا كنا بسرف استقبله غراب ينعق في وجهه فقال مت جوعا ما تعلم
شيئا الا ونحن نعلمه الا انا اعلم بالله منك فقلنا هل كان في وجهه شئ قال نعم سقطت
ناقة بعرفات.
(22) حدثنا أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن
عمر بن محمد الأصبهاني قال أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام صلصلا فدخل أبو
عبد الله عليه السلام فلما رآه قال ما هذا الطير المشوم اخرجوا فإنه يقول فقدتكم فافقدوه قبل
365

ان يفقدكم.
(23) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن
سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال
كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فسمع صوت في الدار فقال أين هذه التي اسمع صوتها قلنا هي
في الدار أهديت لبعضهم فقال أبو عبد الله عليه السلام له اما (1) لنفقدنك قبل ان تفقدنا قال ثم
امر بها فأخرجت من الدار.
(24) وعنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن سيف
التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله استوصوا بالصائنات خيرا
يعنى الخطاف فإنه انس طير الناس بالناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله أتدرون ما تقول
الصائنية إذا ترنمت تقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى تقرأ أم
الكتاب فإذا كان في آخر ترنمها قالت ولا الضالين.
(25) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن عمر عن بشير عن علي
بن أبي حمزة قال دخل رجل من موالي أبى الحسن عليه السلام فقال جعلت فداك أحب ان تتغذى
عندي فقام أبو الحسن عليه السلام حتى مضى معه ودخل البيت فإذا في البيت سرير فقعد على
السرير وتحت السرير زوج حمام فهدر الذكر على الأنثى وذهب الرجل ليحمل الطعام
فرجع وأبو الحسن عليه السلام يضحك فقال اضحك الله سنك بم ضحكت فقال إن هذا الحمام
هدر على هذه الحمامة فقال له يا سكنى وعرسي والله ما على وجه الأرض أحد أحب إلى
منك ما خلا هذا القاعد على السرير قال قلت جعلت فداك وتفهم كلام الطير فقال نعم علمنا
منطق الطير وأوتينا من كل شئ.

(1) الظاهر أنه، انا بالتشديد.
366

(15) باب في الأئمة عليهم السلام انهم يعرفون منطق البهائم
ويعرفونهم ويجيبونهم إذا دعوهم
(1) حدثنا أحمد بن الحسن عن علي بن فضال عن أبيه وأحمد بن محمد عن
الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن ناصخا
كان لرجل من الناس فلما أسن قال بعض أصحابه لو نحرتموه فجاء البعير إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فجعل يرغو فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يرغو إلى صاحبه فلما جاء قال له النبي
صلى الله عليه وآله ان هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى هرم وانه قد نفعكم وانكم أردتم
نحره قال فقال صدق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تنحروه ودعوه قال فتركوه.
(2) حدثنا محمد بن الحسين عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن
محمد بن الحسن بن (1) محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير عن رجل
قال خرجت مع علي بن الحسين عليه السلام إلى مكة فلما رحلنا عن الأبواء كان على راحلته
وكنت أمشي فرأى غنما وإذا نعجة قد تخلفت عن الغنم وهي تثفو (2) ثفاء (3) شديدا و
تلتفت وإذا سخلة خلفها تثقو (4) وتشتد في طلبها وكلما قامت السخلة اثفتلت النعجة فتبعتها
السخلة فقال علي عليه السلام يا عبد العزيز أتدري ما قالت النعجة قال قلت لا والله ما ادرى قال
فإنها قالت الحقي بالغنم فان أختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فاكله الذئب.

(1) عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران، هكذا في البحار.
(2) تثغو، كذا في البحار.
(3) ثغاء، كذا في البحار وهو الصحيح إذ لم نجد مضى محصلا له بالفاء والثغاء صوت
الشاة والمعز وما شاكلها " أقرب الموارد "
(4) تثغو، كذا في البحار.
367

(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير
عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الذئاب جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله تطلب
أرزاقها فقال لأصحابه (1) ان شئتم صالحتها على شئ تخرجوه إليها ولا يتزرأ من
أموالكم شيئا وان شئتم تركتموها (2) قالوا بل تتركها كما هي تصيب منا ما أصابت
ونمنعها ما استطعنا. (4) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن أبي
الجارود عن علي بن ثابت عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال بينا نحن قعود مع رسول
الله صلى الله عليه وآله إذ اقبل بعير حتى برك ورغا وتسافلت دموعه على عينيه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
لمن هذا البعير فقيل لفلان الأنصاري قال على به قال فاتى به فقال له بعيرك هذا
يشكوك قال ويقول ماذا يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال تزعم انك تستكده وتجوعه قال صدق
يا رسول الله صلى الله عليه وآله ليس لنا ناضح غيره وانا رجل معيل قال فهو يقول لك استكدبى
واشبعني فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله نخفف عنه ونشبعه قال فقام البعير فانصرف.
(5) وعنه بهذا الاسناد عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال بينا نحن يوما من الأيام عند رسول الله صلى الله عليه وآله قعود إذ اقبل بعير حتى
برك ورغا وتسيل ودموعه قال لمن هذا البعير قالوا لفلان قال على به فقال له بعيرك هذا
يزعم أنه ربا صغيركم وكد على كبيركم ثم أردتم ان تنحروه قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله
لنا وليمة فاردنا ان ننحره قال فدعوه إلى قال فتركوه فاعتقه رسول الله صلى الله عليه وآله فكان
يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر فكان العواتق يحيين حتى يجئ فيقلن
هذا عتيق رسول الله صلى الله عليه وآله فسمن حتى تضايق به جلده.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن عبد الحميد بن سالم العطار عن هارون بن خارجة
(هامش) (1) لأصحاب الغنم، هكذا في البحار.
(2) تعدوا عليكم حفظ أموالكم، هكذا في البحار.
368

أو غيره عن أبي عبد الله عليه السلام قال قالت الناقة لرسول الله صلى الله عليه وآله لا والله لا أزلت خفا عن خف
ولو قطعت إربا إربا.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن هاشم البجلي عن سالم بن
سلمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليه السلام مع أصحابه في طريق مكة
فمر ثعلب وهم يتغدون فقال لهم علي بن الحسين عليه السلام هل لكم ان تعطوني موثقا من
الله لا تهيجون هذا الثعلب ودعوه حتى يجيئني فحلفوا له فقال يا ثعلب تعال فجاء
الثعلب حتى أهل (1) بين يديه فطرح إليه عرقا فولى به يأكل قال هل لكم
تعطوني موثقا أيضا فدعوه فيجئ فاعطوه فكلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدوا فقال علي بن
الحسين أيكم الذي أخفر ذمتي فقال الرجل انا يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله كلحت في
وجهه ولم أدر فتستغفر الله فسكت.
(8) حدثنا أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن بكير عن عمر
بن ربوية عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان معنا أبو عبد الله البلخي و
معه إذا هو بظبي تثفو (تثغو خ ل) وتحرك ذنبه فقال أبو عبد الله عليه السلام افعل إن شاء الله ثم اقبل
علينا فقال علمتم ما قال الظبي قلنا الله ورسوله وابن رسوله اعلم فقال إنه اتاني فأخبرني
ان بعض أهل المدينة نصب شبكة لانثاه فاخذها ولها خشفان لم ينهضا ولم يقويا
للرعي قال فتسألني ان اسالهم ان يطلقوها وضمن لي ان إذا رضعت خشفها حتى يقويا
ان يردها عليهم قال فاستحلفته فقال برئت من ولايتكم أهل البيت ان لم أو وانا فاعل
ذلك إن شاء الله فقال البلخي سنة فيكم كسنة سليمان (2).
(9) حدثنا الحسين بن محمد القاساني عن ابن الأحوص داود بن أسد المصري
عن محمد بن الحسن بن جميل قال حدثني أحمد بن هارون بن موفق مولى أبى الحسن
(هامش) (1) وفى نسخة بدله، اتى.
(2) وفى نسخة بدله، مريم.
369

قال اتيت أبا الحسن لاسلم عليه فقال لي اركب ندور في أموالنا فاتيت فازة لي قد ضربت
على جدول ماء كان عنده خضرة فاستنزه ذلك فضربت له الفازة فجلست حتى اتى على
فرس له فقبلت فخذه ونزل فأمسكت ركابه واهويت لاخذ العنان فأبى واخذه هو فأخرجه
من رأس الدابة وعلقه في طنب من اطناب الفازة فجلس وسئلني عن مجيئي وذلك عند
المغرب فأعلمت بمجيئ من القصر إلى أن حمحم الفرسى فضحك عليه السلام ونطق بالفارسية
واخذ يعرفها فقال اذهب فبل فرفع رأسه فنزع العنان ومر يتخطى الجداول والزرع إلى
مراح حتى بال ورجع فنظر إلى فقال إنه لم يعط داود وآل داود شيئا الا وقد أعطى
محمد وآل محمد أكثر منه.
(10) حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن أحمد بن محمد بن الحسين عن محمد بن علي وعلي بن محمد
الحناط عن محمد بن سكن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر قال بينا علي بن
الحسين مع أصحابه إذا قبل ظبية من الصحراء حتى قامت حذاه وصوتت فقال بعض
القوم يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ما تقول هذه الظبية قال يزعم أن فلان القرشي اخذ خشفها
بالأمس وانها لم ترضعه من أمس شيئا فبعث إليه علي بن الحسين عليه السلام ارسل إلى
بالخشف فلما رأت صوتت وضربت بيديها ثم أرضعته قال فوهبه علي بن الحسين عليه السلام
لها وكلمها بكلام نحوا من كلامها وانطلقت في الخشف معها فقالوا يا بن رسول الله صلى عليه وآله
ما الذي قال قال دعت الله لكم وجزاكم بخير.
(11) حدثني السندي بن محمد بن عن أبان بن عثمان قال حدثني عمرو بن صهبان
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن جابر بن بن عبد الله قال لما اقبل رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة
ذات الرقاع وهي غزوة بنى ثعلبه عطفان حتى إذا كان قريبا من المدينة إذا بعير حل
يرقل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع جرانه على الأرض ثم خرخر فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله هل تدرون ما يقول هذا البعير قال الله ورسوله اعلم قال إنه اخبرني ان صاحب
عمل عليه حتى إذا اكبره وادبره واهزله أراد ان ينحره ويبيع لحمه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله
370

يا جابر اذهب به إلى صاحبه فأتيني به فقلت لا اعرف صاحبه قال هو يدلك قال فخرجت
معه حتى انتهيت إلى بنى واقف فدخل في زقاق فإذا بمجلس فقالوا يا جابر كيف تركت
رسول الله وكيف تركت المسلمين قلت صالحون ولكن أيكم صاحب هذا البعير قال
بعضهم انا فقلت أجب رسول الله صلى الله عليه وآله قال مالي قال استعدى عليك بعيرك قال فجئت انا
وهو والبعير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن بعيرك اخبرني انك عملت عليه حتى إذا اكبرته
وادبرته واهزلته أردت نحره وبيع لحمه قال الرجل قد كان ذلك يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال
بعه منى قال بل هو لك يا رسول الله قال بل بعه منى فاشتريه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ضرب
على صفحته فتركه رعى (1) في ضواحي المدينة فكان الرجل منا إذا أراد الروحة و
الغدوة منحه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جابر رايته وقد ذهب عنه دبره وصلح.
(12) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
هشام الجوالقي عن محمد بن مسلم قال كنت مع أبي جعفر عليه السلام بين مكة والمدينة و
انا أسير على حماري (2) وهو على بغلته إذ اقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى
أبى جعفر عليه السلام فجلس البغلة ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه
إلى اذنه وأدنى أبو جعفر اذنه منه ساعة ثم قال امض فعلت فرجع مهرولا قال قلت
جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال وتدري ما قلت قال قلت الله ورسوله وابن رسوله اعلم
قال أنه قال لي يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ان زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها
فادع الله ان يخلصها ولا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم قلت فقد
فعلت.
(13) حدثنا أحمد بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام
قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوما قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء حتى ضرب بجرانه.
(هامش) (1) يرعى، كذا في البحار.
(2) على حمار لي، هكذا في البحار.
371

الأرض ورغا فقال رجل من القوم يا رسول الله صلى الله عليه وآله اسجد لك هذا البعير فنحن أحق ان
نفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا بل اسجدوا لله ان هذا الجمل جاء يشكوا أربابه وزعم أنهم
انتجوه صغيرا فلما كبر وقد اعتملوا عليه وصار عودا كبيرا أرادوا نحره فشكى ذلك فدخل
رجلا من القوم ما شاء الله ان يدخله من الانكار لقوم النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لو
أمرت شيئا يسجد الاخر لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ثم أنشأ أبو عبد الله عليه السلام يحدث
فقال ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله الجمل والذئب والبقرة فالجمل
فكلامه الذي سمعت واما الذئب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع فدعا أصحابه فكلم فيه
فتنحوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحاب الغنم افرضوا للذئب شيئا فتنحوا ثم جاء الثانية
فشكا إليه الجوع فدعاهم فتنحوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للذئب اختلس أي خذ ولو أن
رسول الله صلى الله عليه وآله فرض للذئب شيئا ما زاد عليه شيئا حتى تقوم الساعة واما البقرة فإنها
امنت بالنبي صلى الله عليه وآله ودلت عليه وكان في نخل أبى سالم فقال يا ذريح تعمل على نجيح
صالح (1) يصيح بلسان عربي فصيح بان لا إله إلا الله رب العالمين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله
سيد النبيين وعلى سيد الوصيين.
(14) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم قال حدثني بشير وإبراهيم
بن محمد عن أبيه عمن حمران بن أعين قال كان أبو محمد علي بن الحسين عليه السلام قاعدا
في جماعة من أصحابه إذا جائته ظبية فتبصبصت وضربت بيدها فقال أبو محمد أتدرون ما
تقول الظبية قالوا لا قال تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا
اليوم وإنما جاءت إلى تسئلني ان أسئله ان تضع الخشف بين يديها فترضعه فقال علي بن
الحسين لأصحابه قوموا إليه فقاموا بأجمعهم فاتوه فخرج إليهم قال فداك أبي وأمي
ما حاجتك فقال أسألك بحقي عليك الا أخرجت إلى هذه الخشف التي اصطدتها اليوم
فاخرجها فوضعها بين يدي أمها فأرضعتها ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام أسئلك يا فلان
لما وهبت لي هذه الخشف قال قد فعلت قال فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية
(هامش) (1) وفى نسخة بدله، صايح.
372

فتبصبصت وحركت ذنبها فقال علي بن الحسين عليه السلام أتدرون ما تقول الظبية قالوا لا
قال إنها تقول رد الله عليكم كل غايب وغفر لعلي بن الحسين كما رد على ولدى
(15) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول كانت لعلي بن الحسين ناقة حج عليها اثنين وعشرين
حجة ما قرعها بمقرعة قط قال فجائتني بعد موته فما شعرت بها حتى جائني بعض
الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فاتت قبر علي بن الحسين فبركت عليه ودلكت
بجرانها وترغوا فقلت أدركوها فجاؤني بها قبل ان يعلموا بها أو يروها فقال أبو جعفر عليه السلام
رأت القبر قط.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن ابن أبي عمير وإبراهيم ابن هاشم
عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال لما مات علي بن
الحسين عليه السلام كانت ناقة له في الرعى جاءت حتى ضربت بجرانها على القبر وتمرغت
عليه (1) وان أبى كان يحج عليها ويعتمر وما قرعها قرعة قط.
(16) باب الأئمة انهم يعرفون منطق المسوخ ويعرفونهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن (2) على عن
كرام بن كرام عن عبد الله بن طلحة قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الوزع فقال هو رجس
وهو مسخ وإذا قتلته فاغتسل ثم قال إن أبى كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه
فإذا وزغ يولول بلسانه فقال أبى للرجل أتدري ما يقول هذا الوزع فقال الرجل لاعلم
لي بما يقول قال فإنه يقول الله لئن ذكرت عثمانا لأسبن عليا عليه السلام ابدا حتى تقوم
(هامش) (1) هذه الزيادة في البحار، فأمرت بها فرددت إلى مرعاها.
(2) الحسن بن علي، هكذا. في البحار.
373

من هيهنا.
(2) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل
الأعور قال حدثني بعض أصحابنا قال كان رجل عند أبي جعفر عليه السلام عن هذه العصابة
يحادثه في شئ من ذكر عثمان فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحايط فقال أبو جعفر عليه السلام أتدري
ما يقول قلت لا قال يقول لتكفن عن ذكر عثمان أو لأسبن عليا عليه السلام.
(17) باب في الأئمة عليهم السلام انهم المتوسمون في الأرض
وهم الذين ذكر الله في كتابه يعرفون الناس بسيماهم.
(1) حدثني السندي بن الربيع عن الحسن بن علي بن فضلا عن علي بن رئاب
عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام قال ليس مخلوق الا وبين عينيه مكتوب انه
مؤمن أو كافر وذلك محجوب عنكم وليس بمحجوب من الأئمة من آل محمد صلى الله عليه آله ليس
يدخل عليهم أحد الا عرفوه هو مؤمن أو كافر ثم تلا هذه الآية ان في ذلك لايات للمتوسمين
فهم المتوسمون.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم (1) عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام
قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها فقلت
لزوجها عليها فغضبت فقالت والله ما الحق فيما قضيت وما تقضى بالسوية ولا تعدل في
الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية فنظر إليها مليا ثم قال لها كذبت يا جرية يا
بذية يا سلسلع أي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء قالت فولت المرأة هاربة تولول
وتقول ويلي ويلي لقد هتكت يا بن أبي طالب عليه السلام سرا كان مستورا قال فلحقها عمرو بن
(هامش) (1) عن عمرو بن عثمان بن إبراهيم بن أيوب، هكذا في البحار.
374

حرث فقال لها يا أمة لقد استقبلت عليا عليه السلام بكلام سررتني ثم إنه نزعك
بكلمة فوليت عنه هاربة تولولين قال إن عليا عليه السلام والله اخبرني بالحق وبما اكتمه
من زوجي منذ ولى عصمتي ومن ابوى فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما
قالت له المرأة وقال له فبما تقول ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو ويلك انها ليست
بالكهانة شئ ولكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فلما ركب الأرواح في أبدانها
كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر وما هم به مبتلون وما هم عليه من سئ (1) من أعمالهم و
حسنه وفى قدر اذن الفارة ثم انزل بذلك قرانا على نبيه فقال إن في ذلك لايات للمتوسمين
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو المتوسم ثم انا من بعده والأئمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون
فلما تأملتها عرفت ما عليها بسيماها.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أسباط بياع الرطى عن أبي
عبد الله عليه السلام قال كنت عنده فسأله رجل من أهل هيت عن قول الله تعالى ان في ذلك
لايات للمتوسمين وانها لسبيل مقيم قال نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم.
(4) حدثنا العباس بن معروف عن حماد عيسى عن ربعي عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل ان في ذلك لايات للمتوسمين قال هم
الأئمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله في قوله إن في ذلك
لايات للمتوسمين.
(5) حدثنا يعقوب بن يزيد عن زياد القندي ومحمد بن عيسى عن زياد القندي
عن ابن أذينة عن معروف بن خربوز عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل ان في ذلك
لايات للمتوسمين قال إيانا عنا.
(6) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أبي عبد الله قال سال عن
قول الله عز وجل ان في ذلك الآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم قال نحن المتوسمون
(هامش) (1) شربا لتشديد، هكذا في البحار.
375

والسبيل فينا مقيم.
(7) حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن هارون بن جهم عن محمد
بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام جالس في المسجد الكوفة وقد احتبا بسيفه
والقى ترسه خلف ظهره إذ اتته امرأة تستعدي على زوجها فقضى للزوج عليها فغضبت
فقال والله ما هو كما قضيت والله وما تقضى بالسوية ولا تعدل في الرعية ولا قضيتنا عند الله بالمرضية
قال فغضب أمير المؤمنين فنظر إليها مليا ثم قال كذبت يا جرية يا بذية يا سلسع
يا سلفع يا التي لا تحيض مثل النساء قال فولت هاربة وهي تقول ويلي ويلي فتبعها عمرو
بن حريث فقال يا أمة الله قد استقبلت ابن أبي طالب عليه السلام بكلام سررتني به ثم نزعك
بكلمة فوليت منه هاربة تولولين قال فقالت يا هذا ان ابن أبي طالب عليه السلام اخبرني و
الله بما هو في لا والله ما رأيت حيضا كما تراه المرأة قالت فرجع عمرو بن حريث إلى
أمير المؤمنين فقال له يا بن أبي طالب عليه السلام ما هذا التكهن قال ويلك يا بن حريث ليس
هذا منى كهانة ان الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم كتب بين
أعينها مؤمن أو كافر ثم انزل بذلك قرانا على محمد ان في ذلك لايات للمتوسمين فكان رسول
الله صلى الله عليه وآله من المتوسمين وانا بعده والأئمة من ذريتي.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي سليمان الديلمي عن معاوية الدهني عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام
فقال يا معاوية ما يقولون في هذا قال قلت يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمون
بسيماهم يوم القيمة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ويلقون في النار قال فقال لي و
كيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم قال فقلت فما ذاك
جعلت فداك قال ذلك أوقد قام قائمنا اعطاء الله السيما فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم و
اقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.
(9) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن محمد بن مسلم وإبراهيم عن
376

أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان
الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي علم فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب
بين أعينهم مؤمن أو كافر وما هم به مبتلون وما هم عليه من سيئ أعمالهم وحسنه في قدر
اذن الفاره ثم انزل بذلك قرانا على نبيه فقال إن في ذلك لايات للمتوسمين وكان رسول
صلى الله عليه وآله هو المتوسم وانا بعده والأئمة من ذريتي هم المتوسمون.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اتقوا من فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم تلا ان
في ذلك لايات للمتوسمين.
(11) حدثنا أبو طالب عن حماد بن عيسى عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام
في قول الله تعالى ان في ذلك لايات للمتوسمين قال هم الأئمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله
اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله لقول الله ان في ذلك لايات للمتوسمين.
(12) حدثنا سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم قال حدثني أسباط بن
سالم قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل بيته (1) فقال أصلحك الله
قول الله في كتابه ان في ذلك لايات للمتوسمين قال نحن المتوسمون والسبيل
فينا مقيم.
(13) حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكبرى قال حدثنا إبراهيم
بن الحكم بن ظهير بن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الاعلى التغلبي عن أبي وقاص
عن سلمان الفارسي رضى الله عنده قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول في قول الله عز وجل ان في
ذلك لايات للمتوسمين فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرف الخلق بسيماهم وانا بعده المتوسم و
الأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القمية.
(14) حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن الحرث بن حصين عن
(هامش) (1) هيت، هكذا في البحار.
377

الأصبغ بن نباته قال كنا وقوفا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وهو يعطى العطا
في المسجد إذا جائته امراء فقالت يا أمير المؤمنين عليه السلام أعطيت العطا جميع الاحياء الا
هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال لها اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلق أو
يامن لا تحيض كما تحيض النساء قال فولت ثم خرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث فقال أيتها
المرأة قد قال علي عليه السلام ما قال فقالت والله ما كذب وإن كان ما رماني به لفي وما اطلع
على أحد الا الله الذي خلقني وأمي التي ولدتني فرجع عمرو بن حريث فقال يا أمير المؤمنين
تبعت المراء فسألتها عن ما رميتها في بدنها فأقرت بذلك كله فمن أين علمت ذلك فقال إن
رسول الله صلى الله عليه وآله علمني الف باب من الحلال والحرام مما كان ومما كائن إلى يوم
القيمة كل باب يفتح الف (1) باب حتى علمت علم المنايا والبلايا والقضايا وفصل
الخطاب وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال.
(15) حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن البراء عن علي
بن حسان عن عبد الكريم يعنى ابن كثير قال حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما صرنا في
بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج
فقال له داود الرقي يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى
قال ويحك يا أبا سليما ان الله لا يغفر ان يشرك به الجاحد لولاية على كعابد وثن قال
قلت جعلت فداك هل تعرفون محبكم ومبغضكم قال ويحك يا با سليمان انه ليس من
عبد يولد الا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر ان الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبرائة من
أعدائنا فترى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر وقال الله عز وجل ان في ذلك لايات للمتوسمين
نعرف عدونا من ولينا.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد منهم عن (2)
(هامش) (1) فذلك الف الف باب، كذا في البحار.
(2) وليس لفطة عن في نسخة البحار.
378

بكار كردم وعيسى بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعناه وهو يقول جاءت امرأة شنيعة
إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها فقالت هذا قاتل الا حبه فنظر
إليها فقال لها يا سلفع يا جرية يا بذية يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على
هنها شئ بين مدلى قال فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله وكان عثمانيا فقال لها
أيتها المرأة ما تزال يسمعنا ابن أبي طالب عليه السلام العجايب فما ندري حقها من باطلها
وهذه داري فادخلي فان لي أمهات حتى ينظرن حقا أم باطلا واهب لك شيئا قال
فدخلت فامر أمهات أولاده فنظرن فإذا شئ على ركبها مدلى فقالت يا ويلها اطلع منها
علي بن أبي طالب عليه السلام على شئ لم يطلعه عليه الا أمير وقابلتي قال فوهب لها عمرو
بن حريث شيئا.
(17) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمي عن معاوية الدهني عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام فقال
يا معاوية ما يقولون في هذا قلت يزعمون أن الله تباك وتعالى يعرف المجرمون بسيماهم
في القيمة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم فيلقون في النار فقال لي وكيف يحتاج
الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه (1) فقلت جعلت فداك وما ذلك (2)
قال لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثم يخبط
بالسيف خبطا.
(18) حدثنا الحسين بن علي الدينوري عن محمد بن الحسين قال حدثني إبراهيم
بن غياث عن عمرو بن ثابت عن ابن أبي حبيب عن الحرث الأعور قال كنت ذات يوم
مع أمير المؤمنين في مجلس القضاء إذا قبلت امراء مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها
وتكلم الزوج بحجته فوجب القضاء عليها فغضبت غضبا شديدا ثم قالت والله يا
(هامش) (1) وهو خلقهم، كذا في تفسير البرهان.
(2) وما ذاك، هكذا في تفسير البرهان.
379

أمير المؤمنين عليه السلام لقد حكمت على بالجور وما بهذا امرك الله تعالى فقال لها يا سلفع
يا مهيع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته فلما سمعت عنه هذا الكلام
ولت هاربة ولم ترد عليه جوابها فاتبعها عمرو بن حريث فقال لها والله يا أمة الله لقد سمعت
منك اليوم عجبا وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما رددت
عليه حرفا فاخبريني عافاك الله الذي ما قال لك حتى لم تقدري ان تردين عليه حرفا
قالت يا عبد الله لقد اخبرني بأمر ما يطلع عليه الا الله تبارك وتعالى وانا وما قمت من
عنده الا مخافة ان يخبرني بأعظم مما رماني به فصبرت على واحدة كان أجمل من أن
اصبر على واحدة بعدها أخرى فقال لها عمرو فاخبريني عافاك الله ما الذي قال لك قالت
يا عبد الله أنه قال لي ما أكره وبعد فإنه قبيح ان يعلم الرجل ما في النساء من العيوب
فقال لها والله ما تعرفني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومى هذا فقال عمرو فلما
رأتني قد ألححت عليها قال اما قوله بي يا سلفح فوالله ما كذب على انى لا أحيض من
حيث تحيض النساء واما قوله يا مهيع فانى والله صاحبة النساء وما انا بصاحبة الرجال
واما قوله يا قردع فانى المخربة بيت زوجي وما أبقى عليه فقال لها ويحك ما علمه
بهذا تراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك وهذا علم كثير (1) فقالت له
بئس ما قلت له يا عبد الله ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت
النبوة وهو وصى رسول الله صلى الله عليه وآله ووارثه وهو يخبر الناس بما القى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله
ولكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا قال واقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه
فقال له أمير المؤمنين يا عمرو بما استحلك ان ترميني بما رميتني به قال اما والله لقد كانت
المرأة أحسن قولا في منك ولاقفن انا وأنت من الله موقفا فانظر كيف تخلص من الله فقال
يا أمير المؤمنين عليه السلام انا تائب إلى الله واليك مما كان فاغفر لي غفر الله لك فقال لا والله لا اغفر لك
هذا الذنب ابدا حتى أقف انا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا.
(هامش) (1) كبير، هكذا في البحار.
380

نادر من الباب.
(1) حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن عيسى بن هشام (1) عن سليمان عن أبي
عبد الله قال سأله رجل عن الامام هل فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان فقال نعم وذلك أنه
سأله رجل من مسألة فأجاب وسأله رجل اخر عن تلك المسألة فاجابه بغير جواب
الأول ثم سئله اخر عنها فاجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو اعط بغير
حساب هكذا في قراءة علي عليه السلام قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم
الإمام قال سبحان الله اما تسمع قول الله تعالى في كتابه ان في ذلك لايات للمتوسمين وهم
الأئمة وانها لبسبيل مقيم لا يخرج منها ابدا ثم قال نعم ان الامام إذا نظر إلى رجل عرفه
وعرف لونه وان سمع كلامه من خلف حايط عرفه وعرف ما هو لان الله يقول ومن آياته
خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لايات للعالمين فهم
العلماء وليس يسمع شيئا من الانس الا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي
يجيبهم به.
(18) باب في الامام انه لا يحتاج من معرفة أصحابه إلى أحد
ولا يقبل قول أحد فيهم لمعرفة فيهم
(1) حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن علي بن الحكم عن ضريس
الكناسي قال كنا عند أبي عبد الله مع جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل اعرفه فذكر
رجلا من أصحابنا ولمن عند أبي عبد الله عليه السلام ولم يجبه بشئ فظن الرجل ان أبا عبد الله
(هامش) (1) عبيس بن هشام، كذا في البحار ولعله الصحيح.
381

عليه السلام لم يسمع فأعاد أيضا فلم يلتفت إليه فظن الرجل انه لم يسمع فأعاد الثالثة فرد
أبو عبد الله عليه السلام يده إلى لحية الرجل فقبض عليها فهزها ثلثا حتى ظننت ان لحيته قد
صارت في يده وقال له ان كنت لا اعرف الرجل الا بما أبلغ عنهم فبئس النسب نسبي ثم
ارسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في كفه
(2) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن محمد بن حمزة عن
علي بن حنظلة قال بينا انا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل رجل فغمز أناسا من الشيعة
فاعرض عنه أبو عبد الله عليه السلام بوجهه قال ثم اقبل أبو عبد الله عليه السلام بيده اليسرى لحيته
حتى ظننت انها ستبقى في يده ثم قال إن كنت انا أتولى الرجل وابرء منهم على ما
يبلغني عنهم لبئست النسبة نسبتي. (3) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن داود بن فرقد انه سمع
أبا عبد الله عليه السلام يقول انا أهل بيت إذا علمنا من أحد خيرا لم تزل ذلك عنه منا
أقاويل الرجال.
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام
قال كنا عنده فتناول رجل من أهل الكناسة رجلا من أصحابنا قال فصد وجهه عنه قال
غمز الثانية فقال أبو عبد الله عليه السلام ان كنت إنما أتول الرجل وابراء منهم بأقاويل الناس
فبئست النسبة هذا ثم اخذ بلحيته فهزها هزا شديدا قال ثم بقي في راحته شيئا
فنفخه.
(19) باب ما جاء عن الأئمة من أحاديث رسول الله التي
صارت إلى العامة وما خصوا به من دونهم
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن ابن مسكان
382

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنال في الناس وأنال وأنال وانا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكم و
ضياء الامر.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن هشام بن سالم قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام جعلت فداك عند العامة من أحاديث رسول الله شئ يصح فقال نعم ان
رسول الله أنال وأنال وأنال وعندنا معاقل العلم وفصل ما بين الناس.
(3) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان وأحمد بن محمد عن علي بن النعمان
عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله أنال في
الناس فأنال وأنال أهل البيت اعرف (1) الامر وأواخيه وضياؤه.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن الحسن بن يحيى قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول انا أهل البيت عندنا معاقل العلم واثار النبوة وعلم الكتاب و
فصل ما بين ذلك.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن ابن مسكان وأبى خالد
وأبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله أنال في
الناس وأنال وعندنا عرى الامر وأبواب الحكمة ومعاقل العلم وضياء الامر وأواخيه
فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله ومن لم يعرفنا لم تنفعه معرفته و لم يقبل
منه عمله.
(6) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله الحجال عن علي بن حماد جميعا عن
محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أنال وأنال وأنال
يشير كذا وكذا وعندنا أهل البيت أصول العلم وعراه وضياؤه وأواخيه.
(7) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن

(1) عرى، كذا في نسخة البحار.
383

ابن مسكان عن أبي حمزة الثمالي قال خطب أمير المؤمنين بالناس ثم قال إن الله بعث
محمدا بالرسالة وأنبأه بالوصي وأنال في الناس وأنال وفينا أهل البيت معاقل العلم و
أبواب الحكمة وضياؤه وضياء الامر فمن يحبنا منكم نفعه ايمانه ويقبل عمله ومن لم
يحبنا منكم لم ينفعه ايمانه ولا يتقبل عمله.
(8) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن ابن مسكان عن محمد
بن مسلم قال قال أبو جعفر ان رسول الله صلى الله عليه وآله أنال في الناس وأنال (1) وفينا أهل البيت
عرى الايمان وأواخيه وضياؤه.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبي كهمش عن الحكم أبى
محمد عن عمرو عن القاسم (2) بن عروة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال صعد على منبر الكوفة
فحمد الله وأثنى عليه وشهد بشهادة الحق ثم قال إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالرسالة واختصه
بالنبوة وانبائه بالوحي وأنال الناس وأنال وفينا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكم
وضياء الامر فمن يحبنا أهل البيت ينفعه ايمانه ويقبل منه عمله ومن لا يحبنا أهل البيت
فلا ينفعه ايمانه ولا يقبل منه عمله ولو صام النهار وقام الليل.
(10) حدثنا الحسن بن علي عن الحسين وانس عن مالك بن عطية عن أبي حمزة
عن أبي المفضل (3) قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه
بالرسالة فأنال في الاسلام وأنال وعندنا أهل البيت مفاتح العلم وأبواب الحكم وضياء
الامر وفصل الخطاب فمن يحبنا أهل البيت ينفعه ايمانه ويقبل منه عمله ومن لم يحبنا
أهل البيت لم ينفعه ايمانه ولم يقبل منه عمله وان آداب الليل والنهار لم يزل.
(11) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمر عن هشام بن سالم عن محمد

(1) هذه الزيادة في البحار، وأنال.
(2) القاسم بن محمد، هكذا في البحار.
(3) أبى الطفيل، كذا في البحار.
384

بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام انا نجد الشئ من أحاديثنا في أيدي الناس قال
فقال لي لعلك لا ترى ان رسول الله صلى الله عليه وآله أنال وأنال ثم أومى بيده عن يمينه وعن شماله
ومن بين يديه ومن خلفه وانا أهل البيت عندنا معاقل العلم وضياء الامر وفصل ما بين
الناس.
(12) حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن
مسكان عن أبي حمزة الثمالي قال خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن
الله اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله بالرسالة وأنبأه بالوحي وأنال في الناس وأنال وفينا أهل البيت
معاقل العلم وأبواب الحكمة وضياء الامر فمن يحبنا منكم نفعه ايمانه ويقبل منه عمله
ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه ايمانه ولا يقبل منه عمله.
(13) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن الحسين
الاخمسي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا أهل البيت عندنا معاقل العلم واثار النبوة
وعلم الكتاب وفصل ما بين الناس.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الربيع بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام
بن سالم عن الحسين بن يحيى عن أبي خالد مثل ذلك.
(20) باب في الأئمة عليهم السلام من يشبهون ممن
مضى قبلهم.
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد عن حمران
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعفر عليه السلام مامن موضع العلماء قال مثل ذي القرنين وصاحب
سليمان وصاحب داود.
385

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين
بن المختار عن الحرث بن المغيرة عن حمران قال قال لي أبو جعفر عليه السلام ان عليا عليه السلام
كان محدثا قلت فنقول انه نبي قال فحرك يده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو
كصاحب موسى أو كذى القرنين أو ما بلغكم أنه قال وفيكم مثله.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن
معاوية عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قال قلت له ما منزلكم ممن تشبهون ممن
مضى فقال كصاحب موسى وذي القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن صفوان بن يحيى عن
الحرث بن المغيرة النضري عن حمران بن أعين قال اخبرني أبو جعفر عليه السلام ان عليا كان
محدثا فقال أصحابنا ما صنعت شيئا الا سئلته من يحدثه فقضى انى لقيت أبا جعفر
عليه السلام فقلت الست أخبرتني ان عليا عليه السلام كان محدثا قال بلى قلت من كان يحدثه
قال ملك قلت فأقول انه نبي أو رسول قال لا بل قل مثله مثل صاحب سليمان
وصاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين اما سمعت ان عليا عليه السلام سئل عن ذي
القرنين أنبيا كان قال لا ولكن كان عبدا أحب الله فاحبه وناصح الله فنصحه فهذا
مثله.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما منزلتهم أنبياءهم قال لا ولكنهم علماء كمنزلة ذي القرنين في
علمه وكمنزلة صاحب موسى وكمنزلة صاحب سليمان.
(6) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان عن الحرث بن المغيرة عن حمران قال
قلت لأبي جعفر عليه السلام الست أخبرتني ان عليا عليه السلام كان محدثا قال بلى قلت من يحدثه
قال ملك يحدثه قلت أقول إنه نبي أو رسول قال لا بل مثله مثل صاحب سليمان و
مثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين اما بلغك ان عليا عليه السلام سئل عن ذي القرنين
386

فقالوا كان نبيا قال لا بل كان عبدا أحب الله فاحبه وناصح الله فناصحه فهذا
مثله.
(7) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن الحرث عن حمران
بن أعين قال قلت لأبي جعفر عليه السلام الست حدثتني ان عليا عليه السلام كان محدثا قال
بلى قلت من يحدثه قال قلت فأقول انه نبي أو رسول قال لا بل مثله مثل صاحب
سليمان ومثل صاحب موسى ومثل ذي القرنين اما بلغك ان عليا عليه السلام سئل
عن ذي القرنين فقالوا كان نبيا قال لا بل كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فنصحه
فهذا مثله.
تم الجزو السابع من كتاب بصائر الدرجات والحمد الله حمد الشاكرين و
يتلوه الجزو الثامن.
387

" الجزؤ الثامن "
(1) باب في الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمة عليهم
السلام ومعرفتهم وصفتهم وامر الحديث
(1) حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن بن فروخ الصفار عن
العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن
الرسول والنبي والمحدث قال الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله تبارك
وتعالى والنبي الذي يرى في منامه فهو كما رأى والمحدث الذي يسمع كلام الملائكة
وينقر في اذنه وينكت في قلبه.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن تغلب (1) عن
زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل وكان رسولا نبيا قلت ما هو الرسول
من النبي قال النبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول
يعاين الملك ويكلمه قلت فالامام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين ثم تلا وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن فضال عن ابن بكير عن

(1) ثعلبة، هكذا في البحار.
388

زرارة قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبي والمحدث فقال الرسول الذي يأتيه
الملك فيحدثه ويكلمه كما يحدث أحدكم صاحبه والنبي الذي يؤتى في منامه نحو
رؤيا إبراهيم قال قلت وما علم أن الذي رأى في منامه انه حق قال بينه الله
حتى يعلم أنه حق وينزل عليه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله نبيا والمحدث يسمع الصوت
ولا يرى شيئا.
(4) حدثنا إبراهيم بن هاشم قال أخبرنا إسماعيل بن مهران قال كتب الحسن
بن العباس بن المعروف إلى الرضا عليه السلام جعلت فداك اخبرني ما الفرق بين الرسول و
النبي والإمام قال فكتب أو قال الفرق بين الرسول والنبي والامام هو ان الرسول الذي
ينزل عليه جبرئيل فيريه ويسمع كلامه والنبي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه
والنبي الذي ينزل عليه جبرئيل وربما نبي في منامه نحو رؤيا إبراهيم والنبي
ربما يسمع الكلام (1) وربما يرى الشخص ولم يسمع الكلام والامام هو الذي يسمع
ولا يرى الشخص.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين سعيد عن فضالة عن الحرث البصري قال
اتانا الحكم بن عيينة قال إن علي بن الحسين قال إن علم على كله في آية واحدة قال
فخرج حمران بن أعين ليسئله فوجد علي بن الحسين قد قبض فقال لأبي جعفر عليه السلام ان
الحكم بن عيينة حدثنا ان علي بن الحسين قال إن علم علي عليه السلام كله في آية واحدة قال
أبو جعفر عليه السلام وما تدرى ما هو قال قلت لا قال هو قول الله تبارك وتعالى وما أرسلنا من
قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.
(6) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسين عن حماد بن عيسى
عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال الأنبياء على خمسة (2) أنواع

(1) وفى نسخة بدله، الوحي.
(2) وفى حاشية البحار صححه بلفظ أربعة وهو الصحيح كمالا يخفى.
389

منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ماعنى به ومنهم من ينباء في
منامه مثل يوسف وإبراهيم ومنهم من يعاين ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر
في اذنه.
(7) حدثنا محمد بن حسن (1) عن جعفر بن بشير عن ابن بكير عن
زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن الرسول فقال الرسول الذي يعاين ملكا يجيئه
برسالة عن ربه فتكلمه كما يكلم أحدكم صاحبه والنبي لا يعاين ملكا إنما ينزل عليه
الوحي ويرى في منامه قلت ما علمه إذا رأى في منامه ان هذا حق قال يبينه الله حتى
يعلم أن ذلك حق والمحدث يسمع الصوت ولا يرى شيئا.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال سألت أبا جعفر
عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى وكان رسولا نبيا من الرسول من النبي قال هو الذي
يرى في منامه ويعاين الملك قلت فيكون نبي غير رسول (2) قال نعم هو الذي يرى
في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين قلت فالامام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا
يرى ولا يعاين ثم تلا وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال سمعت
زرارة يسأل أبا جعفر عليه السلام قال اخبرني عن الرسول والنبي والمحدث فقال أبو جعفر عليه السلام
الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه ويكلمه فهذا الرسول واما النبي فإنه يرى في
منامه على نحو ما رأى إبراهيم ونحوه ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من أسباب النبوة قبل
الوحي حتى اتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة كان محمدا صلى الله عليه وآله حين جمع له النبوة و
جائته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلمه بها قبلا ومن الأنبياء من جمع
له النبوة ويرى في منامه يأتيه الروح فيكلمه ويحدثه من غير أن يكون

(1) حسين، هكذا في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، مرسل.
390

رآه في اليقظة واما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى
في منامه.
(10) حدثنا علي بن حسان بن ابن بكير عن زرارة قال سئلت أبا جعفر عليه السلام
من الرسول من النبي من المحدث فقال الرسول الذي يأتيه جبرئيل فيكلمه قبلا فيراه
كما يرى أحدكم الذي يكلمه فهذا الرسول والنبي الذي يؤتى في النوم نحو رؤيا
إبراهيم ونحو ما كان يأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله من السبات إذا اتاه جبرئيل في النوم فهكذا
النبي ومنهم من يجتمع له الرسالة والنبوة فكان رسول الله صلى الله عليه وآله رسولا يأتيه جبرئيل
قبلا فيكلمه ويراه ويأتيه في النوم واما المحدث فهو الذي يسمع كلام الملك فيحدثه
من غير أن يراه ومن غير أن يأتيه في النوم.
(11) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي
عن هارون بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام في قوله وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت جعلت فداك ليس هذه قرائتنا فما الرسول
والنبي والمحدث قال الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه والنبي يرى في المنام
وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى
الصورة قال قلت أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في المنام هو الحق وانه من الملك
قال يوقع علم ذلك حتى يعرفه.
(12) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله بن بكير
عن زرارة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرسول وعن النبي وعن المحدث فقال الرسول
الذي يعاين الملك يأتيه بالرسالة من ربه يقول يا مرك كذا وكذا والرسول يكون
نبيا مع الرسالة والنبي لا يعاين الملك ينزل عليه النبأ على قلبه فيكون كالمغمى عليه
فيرى في منامه قلت فما علمه ان الذي يرى في منامه حق قال يبينه الله حتى يعلم أن ذلك
حق ولا يعاين الملك والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى شاهدا.
391

(13) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن
يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن أعين قال سألته عن قوله تعالى وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا
فيكلمه ويراه كما يرى أحدكم صاحبه واما النبي فهو الذي يؤتى في منامه مثل
رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي محمدا صلى الله عليه وآله ومنهم من تجمع له الرسالة والنبوة وكان
محمد صلى الله عليه وآله ممن جمعت له النبوة والرسالة واما المحدث فهو الذي يسمع كلام
الملك ولا يرى ولا يأتيه في المنام.
(14) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال كان أبو جعفر عليه السلام محدثا (15) وبهذا الاسناد قال قال أبو عبد الله عليه السلام كان الحسن
والحسين عليهما السلام محدثين.
(16) حدثنا عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال أخبرنا إسماعيل بن يسار
حدثني علي بن جعفر الحضرمي عن سليم (1) الشامي انه سمع عليا عليه السلام يقول انى
وأوصيائي من ولدى مهديون كلنا محدثون فقلت يا أمير المؤمنين من هم قال الحسن و
الحسين عليهما السلام ثم ابني علي بن الحسين عليهم السلام قال وعلى يومئذ رضيع ثم ثمانية
من بعده واحدا بعد واحد وهم الذين أقسم الله بهم فقال ووالد وما ولد اما الوالد فرسول
الله صلى الله عليه وآله وما ولد يعنى هؤلاء الأوصياء قلت يا أمير المؤمنين عليه السلام تجمع (2) امامان
قال لا الا واحد هما مصمت لا ينطق حتى يمضى الأول قال سليم الشامي سألت محمد بن أبي
بكر قلت كان علي عليه السلام محدثا قال نعم قلت وهل يحدث الملائكة الا الأنبياء قال
اما تقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت فأمير المؤمنين عليه السلام
محدث قال نعم وفاطمة كانت محدثة ولم تكن نبية.

(1) سليم بن قيس، هكذا في البحار.
(2) أيجتمع. كذا في البحار.
392

(17) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث الا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته فقلت
وأي شئ المحدث قال ينكت في اذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على
قلبه فيستمع وقعا كوقع السلسلة على الطست فقلت نبي فقال لا مثل الخضر ومثل
ذي القرنين.
(18) حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن
عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال علم النبوة يدرج في جوارح الامام.
(19) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام من الرسول من النبي من المحدث قال
الرسول صلى الله عليه وآله يأتيه جبرئيل فيكلمه قبلا فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه
فهذا الرسول والنبي الذي يوتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي رسول الله
صلى الله عليه وآله من السبات (1) إذ اتاه جبرئيل هكذا النبي ومنهم يجتمع (2) له الرسالة والنبوة
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه ويراه ويأتيه في النوم والنبي
الذي يسمع كلام الملك حتى يعاينه فيحدثه فاما المحدث فهو الذي يسمع ولا
يعاين ولا يؤتى في المنام.
(20) حدثنا محمد بن هارون عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست
بن أبي منصور الواسطي عنهما عليهما السلام قال الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات فنبي منباء
في نفسه لا يعدو غيرها ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاين في اليقظة ولم يبعث
إلى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم على لوط ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت و

(1) وفى نسخة بدله، السنات.
(2) تجمع، هكذا في البحار.
393

يعاين الملك وقد ارسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كما قال الله فأرسلناه إلى مائة الف أو
يزيدون قال يزيدون ثلثين ألفا ونبي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة و
هو امام مثل أولى العزم وقد كان إبراهيم نبيا وليس بامام حتى قال الله انى جاعلك
للناس إماما (1) قال ومن ذريتي بأنه يكون في ولده كلهم قال لا ينال عهدي الظالمين (2)
أي من عبد صنما أو وثنا.
(2) باب في الأئمة عليهم السلام انهم أعطوا خزائن الأرض
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن الحميري عن يونس بن
ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا كنا
عند أبي عبد الله عليه السلام فقال لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ولو شئت ان أقول بإحدى رجلي
أخرجي ما فيك من الذهب لاخرجت قال فقال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا
فانفجرت الأرض ثم قال بيده فاخرج سبيكة ذهب قد شبر فتناولها فقال انظروا فيها حسا
حسنا لا تشكوا ثم قال انظروا في الأرض فإذا سبائك في الأرض كثيرة بعضها على بعض
يتلألأ فقال له بعضنا جعلت فداك أعطيتكم كل هذا وشيعتكم محتاجون فقال إن الله سيجمع
لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة يدخلهم جنات النعيم ويدخل عدونا الجحيم.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن القاسم عمن اخبره عنه اخبرني
إبراهيم بن موسى قال الحت (3) على أبى الحسن الرضا في شئ اطلبه منه وكان يعدني
فخرج ذات يوم يستقبل والى المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل في
موضع تحت شجرات ونزلت معه انا وليس معنا ثالث فقلت جعلت فداك هذا العبد قد أظلنا.

(1) الآية (124) البقرة.
(2) الآية (124) البقرة.
(3) ألححت، كذا في البحار.
394

ولا والله ما أملك درهما فيما سواه فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده
فتناول بيده سبيكة ذهب فقال انتفع بها واكتم ما رأيت.
(3) حدثنا علي بن يزيد (1) عن علي بن الثمالي عن بعض من حدثه عن
أمير المؤمنين انه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة فقال له رجل بابي وأمي انى
لا تعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم فقال يا فلان أترى انا
نريد الدنيا فلا نعطاها ثم قبض قبضة من الحصى فإذا هي جواهر فقال ما هذا فقلت هذا
من أجود الجواهر فقال لو أردناه لكان ولكن لا نريده ثم رمى بالحصى فعادت كما
كانت.
(4) حدثنا علي بن إبراهيم الجعفري عن أبي العباس عن محمد بن سليمان
الحذاء البصري عن رجل عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال لما فتح أمير المؤمنين عليه السلام
البصري قال من يدلنا على دار ربيع بن حكم فقال له الحسن بن أبي الحسن انا يا أمير المؤمنين
عليه السلام قال وكنت يومئذ غلاما قد ايفع قال فدخل منزله والحديث طويل ثم خرج وتبعه
الناس فلما أجاز إلى الجبانة واكتنفه الناس فخط بسوطه خطة فاخرج دينارا ثم خط
خطة أخرى فاخرج دينارا حتى اخرج ثلثين دينارا (2) فقلبها في يده حتى أبصره
الناس ثم ردها وغرسها بإبهامه ثم قال ليأتك (3) بعدي محسن أو مسئ ثم ركب بغلة
رسول الله وانصرف إلى منزله واخذنا العلامة في الموضع فحفرنا حتى بلغنا الرسخ فلم نصب شيئا فقيل
للحسن يا أبا سعيد ما ترى ذلك من أمير المؤمنين فقال اما انا فلا ادرى ان كنوز الأرض تسير الا بمثله.
(5) حدثنا الحسن بن أحمد (4) بن محمد بن سلمه عن محمد بن المثنى عن أبيه

(1) عمر بن علي بن عمر بن يزيد عن علي بن النعمان، هكذا في مدينة
المعاجز.
(2) ثلاثة دنانير، هكذا في اثبات الهداة ومدينة المعاجز
(3) ليليك، كذا في مدينة المعاجز.
(4) الحسن بن محمد بن سلمة، هكذا في البحار.
395

عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة
قال فقال يا جابر ما عندنا درهم فلم البث ان دخل عليه الكميت فقال له جعلت فداك ان
رأيت أن تأذن لي حتى أنشدك قصيدة قال فقال أنشد فأنشده قصيدة فقال يا غلام اخرج
من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال فقال له جعلت فداك ان رأيت أن تأذن
لي أنشدك قصيدة أخرى قال أنشد فأنشده أخرى قال يا غلام اخرج من ذلك البيت بدرة
فادفعها إلى الكميت قال فاخرج بدرة فدفعها (1) إليه قال فقال له جعلت فداك ان رأيت أن
تأذن لي أنشدك ثالثة قال له أنشد فقال يا غلام اخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها
إليه قال فاخرج بدرة فدفعها إليه فقال الكميت جعلت فداك والله ما أحبكم لغرض
الدنيا وما أردت بذلك الا صلة رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوجب الله على من الحق قال
فدعا له أبو جعفر عليه السلام ثم قال يا غلام ردها مكانها قال فوجدت في نفسي وقلت قال ليس
عندي درهم وامر للكميت بثلثين ألف درهم قال فقام الكميت وخرج قلت له جعلت فداك
قلت ليس عندي دراهم وأمرت للكميت بثلثين ألف درهم فقال لي يا جابر قم وادخل
البيت قال فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئا فخرجت إليه فقال لي يا جابر ماسترنا
عنكم أكثر مما أظهرنا لكم فقام فاخذ بيدي وادخلني البيت ثم قال (2) وضرب برجله
الأرض فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب ثم قال لي يا جابر انظر إلى هذا ولا
تخبر به أحدا الا من تثق به من إخوانك ان الله أقدرنا على ما نريد ولو شئنا ان تسوق الأرض
باذمتها لسقناها.

(1) فادفعها، كذا في نسخة البحار.
(2) الظاهر أنه قام بدل قال ويمكن أن يكون لفظ قال زائدا كما هو كذلك
في اثبات الهداة.
396

(3) باب في الأئمة ان عندهم اسرار الله يؤدى بعضهم
إلى بعض وهم امناؤه
(1) حدثنا محمد بن أحمد عمن رواه عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليا عليه السلام في المرض الذي توفى فيه
فقال يا علي ادن منى حتى أسر إليك ما أسر الله إلى وائتمنك على ما ائتمني الله عليه
ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله بعلى عليه السلام وفعله على بالحسن عليه السلام وفعله الحسن عليه السلام بالحسين
عليه السلام وفعله الحسين عليه السلام بابي وفعله أبى بي صلوات الله عليهم أجمعين.
(2) حدثنا أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عمن رواه عن عبد الصمد
بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليا عليه السلام في
المرض الذي مات وذكر مثله.
(3) حدثنا عبد الله بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال سمعته يقول أسر الله سره إلى جبرئيل واسر جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله واسر محمد
صلى الله عليه وآله إلى من شاء الله.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي
عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول أسر الله سره إلى جبرئيل واسره
جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله واسره محمد صلى الله عليه وآله إلى علي واسره علي عليه السلام إلى من
شاء واحدا بعد واحد.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن عبد الصمد بن بشير عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليا عليه السلام في المرض الذي
توفى فيه فقال يا علي ادن منى حتى أسر إليك ما أسر الله إلى وائتمنك على ما ائتمنني الله
397

عليه ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله بعلى عليه السلام وفعله علي عليه السلام بالحسن وفعله الحسن بالحسين
وفعله الحسين بابي وفعله أبى بي.
(6) حدثنا بنان بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال لا يقدر
العامل ان يخبر بما يعلم فان سر الله اسره إلى جبرئيل واسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله
واسره محمد صلى الله عليه وآله إلى من شاء الله.
(4) باب التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي
أسامة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله خلق محمدا صلى الله عليه وآله عبدا فادبه حتى إذا بلغ
أربعين سنة أوحى إليه وفوض إليه الأشياء فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا.
(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن
زرارة انه سمع أبا عبد الله عليه السلام وأبا جعفر عليه السلام يقولان ان الله فوض إلى نبيه عليهم السلام
امر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية وما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم
عنه فانتهوا.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن ربعي عن القاسم بن
محمد قال إن الله أدب نبيه فأحسن تأديبه فقال خذ العفو واعمر بالمعروف واعرض عن
الجاهلين فلما كان ذلك انزل الله وانك لعلى خلق عظيم (1) وفوض إليه امر دينه وقال
ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فحرم الله الخمر بعينها وحرم رسول الله

(1) الآية (4) القلم.
(2) الآية (7) الحشر.
398

صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك وكان يضمن على الله الجنة فيجيز الله ذلك له وذكر
الفرايض فلم يذكر الجد فاطعمه رسول الله صلى الله عليه وآله سهما فأجاز الله ذلك ولم يفوض إلى أحد
من الأنبياء غيره.
(4) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسحاق بن
عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله أدب نبيه على أدبه فلما انتهى به إلى ما أراد قال
له انك لعلى خلق عظيم ففوض إليه دينه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا وان الله فرض في القرآن ولم يقسم للجد شيئا وان رسول الله صلى الله عليه وآله أطعمه السدس
فأجاز الله له وان الله حرم الخمر بعينها وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله
له ذلك وذلك قول الله هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحاق بن عمار عن أبي
عبد الله عليه السلام قال إن الله أدب نبيه حتى إذا اقامه على ما أراد قال له وأمر بالمعروف و
اعرض عن الجاهلين (1) فلما فعل ذلك له رسول الله صلى الله عليه وآله زكاه الله فقال إنك لعلى
خلق عظيم فلما زكاه فوض إليه دينه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا فحرم الله الخمر وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك كله
وان الله انزل الصلاة وان رسول الله صلى الله عليه وآله وقت أوقاتها فأجاز الله ذلك له (2)
(6) حدثنا محمد بن الحسن عن جعفر بن بشير عن ابن بكير عن زرارة قال سئلت
أبا جعفر عليه السلام عن أشياء من الصلاة والديات والفرايض وأشياء من أشباه هذا فقال إن الله فوض
إلى نبيه صلى الله عليه وآله.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن ثعلبه عن زرارة
قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقول إن الله فوض إلى نبيه امر خلقه لينظر كيف

(1) الآية (199) الأعراف.
(2) له ذلك، هكذا في البحار.
399

طاعتهم ثم تلا هذه الآية ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن
زرارة عن حمران قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن أشياء من الصلاة والديات والفرايض و
وأشياء من أشباه هذا فقال إن الله فوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله.
(9) حدثنا بعض أصحابه عن محمد بن الحسن عن علي بن النعمان عن ابن
مسكان عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال لي جعفر بن محمد ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان
يفوض إليه ان الله تبارك وتعالى فوض إلى سليمان ملكه فقال هذا عطاؤنا فامنن أو
أمسك بغير حساب (1) وان الله فوض إلى محمد نبيه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه
وما نهيكم عنه فانتهوا فقال رجل إنما كان رسول الله صلى الله عليه وآله مفوضا إليه في الزرع والضرع
فلوى جعفر عليه السلام عنه عنقه مغضبا فقال في كل شئ والله في كل شئ.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبه عن زرارة عن أبي جعفر و
أبى عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الله فوض إلى نبيه امر خلقه لينظر كيف طاعتهم
ثم تلا هذه الآية وما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا.
(11) حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سليمان عمن
رواه عن عبد الله سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله أدب محمدا صلى الله عليه وآله تأديبا ففوض إليه
الامر وقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا وكان مما امره الله في كتابه
فرايض الصلب وفرض رسول الله صلى الله عليه وآله للجد فأجاز الله ذلك له (2).
(12) حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد القندي عن محمد بن
عمارة عن فضيل بن يسار قال سئلته كيف كان يصنع أمير المؤمنين بشارب الخمر قال كان.

(1) الآية (39) ص.
(2) وحرم الله الخمر في كتابه بعينها وحرم رسول الله ص كل مسكر فأجاز الله
ذلك له، هكذا في البحار.
400

يحده قلت فإن كان عاد قال يحده ثلث مرات فان عاد كان يقتله قلت كيف كان يصنع
بشارب المسكر قال مثل ذلك قلت فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر
قال سواء فاستعظمت ذلك فقال لي يا فضيل لا تستعظم
ذلك فان الله إنما بعث محمدا رحمة للعالمين والله أدب نبيه فأحسن تأديبه فلما انتدب (1)
فوض إليه فحرم الله الخمر وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك له وحرم
الله مكة وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة فأجاز الله كله له وفرض الله الفرايض من الصلب
فأطعم رسول الله صلى الله عليه وآله الجد فأجاز ذلك كله له ثم قال له يا فضيل حرف وما حرف من
يطع الرسول فقد أطاع الله.
(13) حدثنا يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله
عليه السلام قال قلت له كيف كان يصنع أمير المؤمنين عليه السلام بشارب الخمر قال كان يحده قلت
فان عاد قال يحده ثلث مرات فان عاد كان يقتله قلت فمن شرب الخمر كما شرب
المسكر قال سواء فاستعظمت ذلك فقال لا تستعظم ذلك أن الله لما أدب نبيه انتدب
ففوض إليه وان الله حرم مكة وان رسول الله حرم المدينة فأجاز الله له ذلك وان
الله حرم الخمر وان رسول الله حرم المسكر فأجاز الله ذلك كله وان الله فرض الفرايض
من الصلب وان رسول الله صلى الله عليه وآله يطعم الجد فأجاز الله ذلك له ثم قال حرف وما حرف
من يطع الرسول فقد أطاع الله.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن
عثمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال وضع رسول الله صلى الله عليه وآله دية العين ودية النفس و
دية الأنف وحرم النبيذ وكل مسكر فقال له رجل فوضع هذا رسول الله صلى الله عليه وآله من غير
أن يكون جاء فيه شئ قال نعم ليعلم من يطع الرسول ومن يعصيه.

(1) ائتدب، كذا في البحار.
401

(15) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال قرأت هذه الآية إلى أبى جعفر عليه السلام ليس
لك من الامر شئ قول الله تعالى لنبيه وانا أريد ان أسئله عنها فقال أبو جعفر عليه السلام بل
وشئ بشئ مرتين وكيف لا يكون له من الامر شئ فقد فوض الله إليه دينه فقال ما
اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فما أحل رسول الله صلى الله عليه وآله فهو حلال وما
حرم فهو حرام.
(16) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن
عبد الله بن سنان عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أدب
محمدا صلى الله عليه وآله فلما تأدب فوض إليه فقال تبارك وتعالى ما اتيكم الرسول فخذوه وما
نهيكم عنه فانتهوا فقال من يطع الرسول فقد أطاع الله فكان فيما فرض في القرآن
فرايض الصلب وفرض رسول الله صلى الله عليه وآله فرايض الجد فأجاز الله ذلك له وانزل الله في القرآن
تحريم الخمر بعينها فحرم رسول الله صلى الله عليه وآله تحريم المسكر فأجاز الله له ذلك في أشياء
كثيرة فما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فهو بمنزلة ما حرم الله.
(17) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن ابن
مسكان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما أعطى الله نبيا شيئا الا وقد أعطاه
محمدا صلى الله عليه وآله قال لسليمان بن داود عليه السلام فامنن أو أمسك بغير حساب وقال لمحمد
صلى الله عليه وآله ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا.
(18) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن رجل
من إخواننا عن محمد بن علي عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أدب محمدا صلى الله عليه وآله فلما
تأدب فوض إليه الامر فقال تبارك وتعالى ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا
فقال من يطلع الرسول فقد أطاع الله فكان فيما فرض الله في القرآن فرايض الصلب وفرض
رسول الله صلى الله عليه وآله فرايض الجد فأجاز الله ذلك وانزل الله له في القرآن تحريم الخمر بعينها
402

وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك له وأشياء كثيرة وكل ما حرم
رسول الله صلى الله عليه وآله فهو بمنزلة ما حرم الله.
(19) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن إبراهيم بن
عبد الحميد عن أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله إن الله فوض الامر إلى
محمد صلى الله عليه وآله فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا قال إن الله خلق محمدا
صلى الله عليه وآله طاهرا ثم أدبه حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه الامر فقال ما اتيكم الرسول
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فحرم الله الخمر بعينها وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله المسكر
من كل شراب وفرض الله فرايض الصلب وأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله الجد فأجاز الله له ذلك
وأشياء ذكرها من هذا الباب.
(5) باب في أن ما فوض إلى رسول الله ص فقد فوض
إلى الأئمة عليهم السلام
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن
الميثمي عن أبيه عن أبي عبد الله قال سمعته يقول إن الله أدب رسوله صلى الله عليه وآله حتى قومه
على ما أراد ثم فوض إليه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فما فوض
الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان
عن موسى بن اشيم قال دخلت على أبى عبد الله فسألته عن مسألة فأجابني فبينا انا جالس
إذ جائه رجل فسأله عنها بعينها فاجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء اخر فسأله عنها بعينها
فاجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ففزعت من ذلك وعظم على فلما خرج القوم
403

نظر إلى فقال يا بن اشيم كأنك جزعت قلت جعلني الله فداك إنما جزعت من ثلث أقاويل
في مسألة واحدة فقال يا بن اشيم ان الله فوض إلى داود عليه السلام امر ملكه فقال هذا عطاؤنا
فامنن أو أمسك بغير حساب وفوض إلى محمد صلى الله عليه وآله امر دينه فقال ما اتيكم الرسول صلى الله عليه وآله
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فان الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا والينا ما فوض
إلى محمد صلى الله عليه وآله فلا تجزع.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن سيف
بن عميره عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول من أحللنا له شيئا اصابه
من اعمال الظالمين فهو له حلال لان الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال وما
حرموا فهو حرام.
(4) حدثنا أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن عاصم بن حميد
عن ابن إسحاق عن أبي عبد الله عليه السلام فسمعته يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إنك
لعلى خلق عظيم ثم فوض إليه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا وقال
من يطع الرسول صلى الله عليه وآله فقد أطاع الله قال ثم قال وان نبي الله فوض إلى علي عليه السلام و
ائتمنه فسلمتم وجحد الناس والله لحسبكم ان تقولوا إذا قلنا وتصمتوا إذا صمتنا ونحن
فيما بينكم وبين الله فما جعل الله لاحد من خير في خلاف أمرنا.
(5) حدثنا أحمد بن محمد (1) عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق
النحوي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إنك
لعلى خلق عظيم قال ثم فوض إليه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه
فانتهوا ومن يطع الرسول فقد أطاع الله وان رسول الله وان رسول الله صلى الله عليه وآله فوض
إلى علي وائتمنه فسلمتم وجحد الناس ونحن فيما بينكم وبين الله ما جعل الله لاحد
من خير في خلافه.

(1) هذه الزيادة في نسخة البحار ولعله الصحيح، عن الحسين بن سعيد.
404

(6) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن عن محمد بن الحسن
بن زياد عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الله أدب رسوله حتى قومه على
ما أراد ثم فوض إليه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فما فوض إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله فوض إلينا.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران
والحسن بن علي بن فضال عن عاصم عن النحوي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن
الله أدب نبيه على محبته فقال إنك لعلى خلق عظيم ثم فوض إليه فقال ما اتيكم الرسول
فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا وقال من أطاع الرسول فقد أطاع الله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
فوض إلى علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وائتمنه.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن أبي
بكر عن موسى بن اشيم قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله
فأخبره بها ثم دخل عليه رجل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما اخبره فدخلني
من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة
بالشام لا يخطى بالواو وشبهها وجئت إلى هذا يخطى هذا الخطاء كله ودخل عليه آخر
فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما اخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي وعلمت
ان ذلك عنه تعمد قال ثم التفت إلى فقال يا بن اشيم ان الله فوض إلى سليمان بن
داود عليه السلام فقال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله
فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد
فوضه إلينا.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زكريا الزجاجي
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر ان عليا عليه السلام كان فيما ولى بمنزلة سليمان بن داود
قال الله تعالى امنن أو أمسك بغير حساب.
405

(10) حدثنا محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميره عن أبي بكر الحضرمي
عن رفيد مولى ابن هبيرة قال أبو عبد الله عليه السلام إذا رأيت القائم أعطى رجلا مائة الف و
أعطى اخر درهما فلا يكبر في صدرك وفى رواية أخرى فلا يكبر ذلك في صدرك فان الامر
مفوض إليه.
(11) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن علي
بن صامت عن أديم بن الحسن قال أديم سأله موسى بن اشيم يعنى أبا عبد الله عليه السلام عن
آية من كتاب الله فخبره (1) بها فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها
فأخبره بخلاف ما اخبره قال ابن اشيم فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كنت كاد قلبي
يشرح بالسكاكين وقلت تركت أبا قتادة بالشام لا يخطي في الحرف الواحد الواو و
شبهها وجئت إلى من يخطي هذا الخطاء كله فبينا انا كذلك إذ دخل عليه رجل اخر فسأله
عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما اخبرني والذي سأله بعدي فتجلى عنى وعلمت
ان ذلك تعمد منه فحدثت بشئ في نفسي فالتفت إلى أبو عبد الله عليه السلام فقال يا بن اشيم
لا تفعل كذا وكذا فحدثني عن الامر الذي حدثت به نفسي ثم قال يا بن اشيم ان الله
فوض إلى سليمان بن داود عليه السلام فقال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وفوض
إلى نبيه فقال ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا فما فوض إلى نبيه فقد
فوض إلينا يا بن اشيم من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للايمان ومن يرد ان يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا أتدري ما الحرج قلت لا فقال بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت الذي
لا يخرج منه شئ ولا يدخل فهي شئ.
(12) وما وجدت في نوادر محمد بن سنان قال قال أبو عبد الله عليه السلام لا والله ما
فوض الله إلى أحد من خلقه الا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والى الأئمة عليه وعليهم
السلام فقال انا أنزلناه الكتاب لتحكم بين الناس بما أريك الله وهي جارية

(1) الظاهر أنه، فأخبره.
406

في الأوصياء.
(13) حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن عبيس بن هشام عن عبد الصمد بن
بشير عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته (1) عن الامام فوض الله إليه
كما فوض إلى سليمان فقال نعم وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فاجابه فيها وسأله اخر
عن تلك المسألة فاجابه بغير جواب الأول ثم سئله أخرى من تلك المسألة فسأله بغير
جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامسك أو اعط بغير حساب وهكذا هي في قراءة على
قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام فقال سبحان الله اما
تسمع الله يقول في كتابه ان في ذلك لايات للمتوسمين وهم الأئمة وانها لبسبيل مقيم
لا يخرج منها ابدا ثم قال نعم ان الامام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وان
سمع كلامه من خلف حايط عرفه وعرف ما هو ان الله يقول ومن آياته خلق السماوات و
الأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لايات للعالمين فهم العلماء و
ليس يسمع شيئا من الألسن تنطق الا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي
يجيبهم به.
(6) باب في الأئمة انهم يوفقون ويسددون فيما لا يوجد في
الكتاب والسنة
(1) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن سورة بن كليب
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام باي شئ يفتى الإمام قال بالكتاب قلت فما لم يكن في الكتاب
قال بالسنة قلت فما لم يكن في الكتاب والسنة قال ليس شئ الا في الكتاب والسنة

(1) سئله رجل، هكذا في البحار.
407

قال فكررت مرة أو اثنين قال يسدد ويوفق فاما ما تظن فلا.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن أيوب عن علي بن إسماعيل عن
ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له يكون شئ لا يكون في الكتاب والسنة
قال لا قال قلت فان جاء شئ قال لا حتى أعدت عليه مرارا فقال لا يجئ ثم قال بإصبعه
بتوفيق وتسديد ليس حيث تذهب ليس حيث تذهب.
(3) حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد عن الميثمي عن ربعي عن خيثم عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت له يكون شئ لا يكون في الكتاب والسنة قال لا قلت فان جاء
شئ قال لا يجيئ فأعدت عليه مرارا فقال لا يجئ ثم قال يا خيثم يوفق ويسدد ليس
حيث تذهب.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن حماد بن عثمان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سأله سورة وانا شاهد فقال جعلت فداك بما يفتى الإمام قال بالكتاب
قال فما لم يكن في الكتاب قال بالسنة قال فما لم يكن في الكتاب والسنة فقال ليس من
شئ الا في الكتاب والسنة قال ثم مكث ساعة ثم قال يوفق ويسدد وليس كما
تظن.
(5) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن سورة بن
كليب عن أبي عبد الله عليه السلام قال دخلت عليه بمنى فقلت جعلت فداك الامام باي
شئ يحكم قال بالكتاب قلت فما ليس في الكتاب قال بالسنة قلت فما ليس في
السنة ولا في الكتاب قال فقال بيده قد اعرف الذي تريد يسدد ويوفق وليس
كما تظن.
408

(7) باب في المعضلات التي لا توجد في الكتاب والسنة
ما يعرفه الأئمة.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن يحيى الخثعمي
عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال كان على إذا ورد عليه امر ما نزل به كتاب
ولا سنة قال رجم فأصاب قال أبو جعفر عليه السلام وهي المعضلات.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد بن يحيى
عن عبد الرحيم عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي عليه السلام يقضى بكتاب الله وسنة رسول
الله فإذا جائه ما ليس في الكتاب والسنة رجم فأصاب وهي المعضلات.
(3) حدثني علي بن إسماعيل بن عيسى بن صفوان بن يحيى عن عبد الله مسكان عن
عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال إن عليا عليه السلام إذا ورد عليه امر ما نزل به كتاب
ولا سنة قال رجم فأصاب قال عليه السلام وهي المعضلات.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد
عن يحيى الحلبي عن عبد الله مسكان عن عبد الرحيم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن
عليا عليه السلام إذا ورد عليه امر لم يجئ به كتاب ولا سنة رجم به يعنى ساهم فأصاب ثم
قال يا عبد الرحيم وتلك المعضلات.
(5) حدثنا أحمد بن موسى عن أبي يوسف عن ابن أبي عمير عن محمد بن يحيى
عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول كان علي عليه السلام إذ سئل فيما ليس
في كتاب ولا سنة رجم فأصاب وهي المعضلات.
(6) حدثنا أحمد بن موسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن عبد الله بن مسكان
عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي عليه السلام إذا ورد عليه امر ما نزل
409

فيه كتاب ولا سنة رجم فأصاب قال أبو جعفر وهي المعضلات.
(7) حدثنا محمد بن موسى عن موسى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان
أمير المؤمنين إذ ورد عليه ما ليس في كتاب ولا سنة نبيه فيرجمه فيصيب ذلك وهي
من المعضلات.
(8) باب في الامام انه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التي
خلقوا فيها بوجوههم وأسمائهم.
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن سعد
الإسكاف عن الأصبغ بن نباته ان أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال يا أيها الناس ان شيعتنا من طينة مخزونة قبل ان يخلق ادم بألفي سنة لا يشذ
فيها شاذ ولا يدخل فيها داخل وانى لأعرفهم حين ما انظر إليهم لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما
تفل في عيني وانا أرمد قال اذهب عنه الحر والقر والبرد وبصره صديقه من عدوه فلم
يصبني رمد بعد ولا حر ولا برد ولانى لأعرف صديقي من عدوى فقام رجل من الملاء
فسلم ثم قال والله يا أمير المؤمنين انى لادين الله بولايتك وانى لأحبك في السر كما
أظهر في العلانية فقال له علي عليه السلام كذبت فوالله ما اعرف اسمك في الأسماء ولا وجهك في
الوجوه وان طينتك لمن غير تلك الطينة قال فجلس الرجل قد فضحه الله واظهر عليه
ثم قام آخر فقال يا أمير المؤمنين عليه السلام انى لادين الله بولايتك وانى لأحبك في السر كما
أحبك في العلانية فقال له صدقت طينتك من تلك الطينة وعلى ولايتنا اخذ ميثاقك وان
روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ للفقر جلبابا فوالذي نفسي بيده لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الفقر إلى محبينا أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى
أسفله.
410

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن سعد
بن ظريف عن الأصبغ بن نباته قال كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام فاتاه رجل فسلم عليه
قال يا أمير المؤمنين انى والله لأحبك في الله وأحبك في السر كما أحبك في العلانية و
أدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية وبيد أمير المؤمنين عليه السلام عود فطأطأ
به رأسه ثم نكت بعوده في الأرض ساعة ثم رفع رأسه إليه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
حدثني بألف حديث لكل حديث الف باب وان أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشام
فما تعارف منها أيتلف وما تناكر منها اختلف ويحك لقد كذبت فما اعرف وجهك في
الوجوه ولا اسمك في الأسماء قال ثم دخل عليه اخر فقال يا أمير المؤمنين انى أحبك
في الله وأحبك في السر كما أحبك في العلانية وأدين الله بولايتك في السر كما أدين الله
بها في العلانية قال فنكت بعوده الثانية ثم رفع رأسه إليه فقال له صدقت ان طينتنا
طينة مخزونة اخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ ولا يدخل منها داخل
من غيرها اذهب واتخذ للفقر جلبابا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يا علي بن أبي طالب
والله الفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي.
(3) حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان الديلمي عن
هارون بن الجهم عن سعد الخفاف عن أبي جعفر قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام يوما جالس
في المسجد وأصحابه حوله فاتاه رجل من شيعته فقال يا أمير المؤمنين عليه السلام ان الله
يعلم انى أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية وأتولاك في السر كما
أتولاك في العلانية فقال أمير المؤمنين عليه السلام صدقت اما فاتخذ للفقر جلبابا فان الفقر
أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي قال فولى الرجل وهو يبكى فرحا لقول
أمير المؤمنين عليه السلام صدقت قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا له قريبا من أمير المؤمنين
فقال أحدهما لصاحبه تالله ان رأيت كاليوم قط انه اتاه رجل فقال له انى لأحبك فقال
له صدقت فقال له الاخر انا ما أنكرت من ذلك لم يجد بدا من أنه إذا قيل له انى لأحبك
411

ان يقول له صدقت تعلم انى لأحبه قال فانا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد
على مثل مارد عليه قال نعم فقام الرجل فقال له مثل مقاله الأولى فنظر إليه مليا ثم قال
له كذبت لا والله ما تحبني ولا أحبك قال فبكى الخارجي فقال يا أمير المؤمنين لتستقبلني
بهذا وقد علم الله خلافه ابسط يديك أبايعك قال على ماذا قال على ما عمل رزيق و
حبتر (1) قال فمد يده وقال له اصفق لعن الله الاثنين والله لكأني بك قد قتلت على ضلال و
وطئت وجهك دواب العراق فلا تغرنك قوتك قال فلم يلبث ان خرج عليه أهل النهروان
وخرج الرجيم (2) معهم فقتل.
(9) باب ما تزاد الأئمة ويعرض على كل من كان قبلهم
من الأئمة رسول الله ومن دونه من الأئمة عليهم السلام
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لولا نزاد لانفدنا قال قلت تزادون شيئا لا يعلمه رسول الله
قال إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم على الأئمة ثم انتهى إلينا.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ليس شئ يخرج من الله حتى يبدأ برسول الله صلى الله عليه وآله ثم
بأمير المؤمنين ثم واحدا بعد واحد لكي لا يكون اخرنا اعلم من أولنا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الربيع
عن عبد الله بن بكير عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لولا انا نزاد لانفدنا

(1) أبو بكر وعمر، هكذا في البحار.
(2) الرجل، هكذا في البحار.
412

قال قلت جعلت فداك تزادون شيئا ليس عند رسول الله صلى الله عليه وآله قال إنه إذا كان ذلك
اتى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره (1) ثم اتى إلى علي عليه السلام فأخبره (2) ثم إلى واحد
بعد واحد حتى ينتهى إلى صاحب هذا الامر.
(4) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن مثنى
الحلى (3) عن يزيد بن إسحاق عن معمر قال قلت لأبي الحسن عليه السلام يكون عندكم ما
لم يجيئ عند النبي صلى الله عليه وآله قال فقال يعرض ذلك عليه إذا حدث ثم على من بعده واحدا
بعد واحد.
(5) حدثنا موسى بن جعفر قال وجدت بخط أبى يعنى جعفر بن محمد بن عبد الله
يرويه عن محمد بن عيسى الأشعري عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبى عبد الله عن
سليمان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة لولا
انا نزاد لانفدنا قال اما الحلال والحرام فقد والله أنزله الله على نبيه بكماله و
لا يزاد (4) الامام في حلال ولا حرام قال فقلت فما هذه الزيادة قال في ساير الأشياء سوى
الحلال والحرام قال قلت فتزادون شيئا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله قال لا إنما يخرج
الامر من عند الله فتاتيه به الملك رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول يا محمد ربك يأمرك بكذا و
كذا فيقول انطلق به إلى علي فيأتي (5) عليا عليه السلام فيقول انطلق به إلى الحسن فيقول
انطلق به إلى الحسين فلم يزل هكذا ينطلق واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا
قلت فتزادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ويحك كيف يجوز ان يعلم الامام شيئا لم
يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله والامام من قبله.

(1) فأخبره، فيها كذا في البحار.
(2) فأخبر به، هكذا في البحار.
(3) الحلبي، هكذا في البحار.
(4) ما يزاد، كذا في البحار.
(5) فيأتي به الملك، كذا في البحار.
413

(6) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله ابن القاسم عن
سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان لله علمين علما أظهر عليه ملائكته و
أنبيائه ورسوله فما أظهر عليه ملائكته ورسوله وأنبيائه فقد علمناه وعلما
استأثر به فإذا بداء لله في شئ منه أعلمناه ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا
من قبلنا.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام
قال إذا كان ذلك بدئ برسول الله صلى الله عليه وآله ثم الأدنى فالأدنى حتى ينتهى إلى صاحب الامر
الذي في زمانه.
(8) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول لولا انا نزاد نفدنا
قال قلت فتزادون لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله قال إذا كان ذلك عرض على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى الأئمة ثم انتهى الامر إلينا.
(9) حدثنا محمد بن هارون عن موسى بن الحسين عن علي بن جعفر عليه السلام
عن أخيه موسى قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان لله علمين علما أظهر عليه الملائكة ورسله
وأنبياؤه فما أظهر عليه ملائكته وأنبياؤه ورسله فقد علمناه وعلما استأثر
به فان بدء له في شئ منه أعلمناه وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا.
(10) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن
سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله علمين علما أظهر عليه ملائكته ورسله و
أنبياؤه فذلك قد علمناه وعلما استأثر به فان ذا بدا له في شئ منه علمنا ذلك وعرض على
الأئمة الذين كانوا من قبلنا.
(11) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام كلام سمعته عن أبي الخطاب فقال اعرضه على قال فقلت يقول انكم تعلمون
414

الحلال والحرام وفصل ما بين الناس فلما أردت القيام اخذ بيدي فقال عليه السلام يا محمد
علم القرآن والحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار
(10) باب في الأئمة انهم يزادون في الليل والنهار ولولا
ذلك لنفد ما عندهم
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان
بن يحيى قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول كان جعفر عليه السلام يقول لولا انا نزاد
لا نفدنا.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن عمرو عن الحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال قال لي أبو عبد الله يا ذريح لولا انا
نزاد لا نفدنا.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي
حمزة الثمالي عن علي بن الحسين قال قلت جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله
صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين بعده ثم الحسن بعد أمير المؤمنين عليه السلام ثم الحسين ثم كل
امام إلى أن تقوم الساعة قال نعم مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفى كل شهر أي
والله وفى كل ساعة.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم قال سمعت
أبا الحسن عليه السلام يقول كان أبو جعفر عليه السلام يقول لولا انا نزاد لانفدنا.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري
عن علي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول انا لنزاد في الليل والنهار ولو لم
نزد لنفد ما عندنا.
415

(6) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن صفوان عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال قال أبو عبد الله عليه السلام لولا انا نزاد لانفدنا (7) وعنه عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
(8) حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن عمرو قال حدثني بشر
بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جائه رجل
فسأله عن مسألة فقال ما عندي فيها شئ فقال الرجل انا لله وانا إليه راجعون هذا الامام
المفترض الطاعة سئلته عن مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شئ فأصغى أبو عبد الله عليه السلام
اذنه إلى الحايط كان انسانا يكلمه فقال أين السائل عن مسألة كذا وكذا وكان الرجل
قد جاوز اسكفة الباب قال ها اناذا فقال القول فيها هكذا ثم التفت إلى فقال لولا نزاد
لنفد ما عندنا.
(11) باب في الأئمة انهم يعرفون بالاخبار من هو غايب عنهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
الحرث بن المغيرة النضري قال قال أبو عبد الله عليه السلام اتقوا الكلام فانا نوتى به.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن حكم بن الحسين الحناط
عن الحرث بن المغيرة وأبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما يحدث فيكم (1)
حدث الا علمناه قلت وكيف ذاك قال يأتينا به راكب يضرب.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن الحرث النضري قال قال أبو عبد الله
عليه السلام اتقوا الكلام فانا نؤتى به.
(4) حدثنا عمران بن موسى حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن علي بن

(1) قبلكم، هكذا في البحار.
416

الحسين عن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال أبو عبد الله لما ولى عبد الملك بن مروان واستقامت له الأشياء
كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الملك بن
مروان إلى الحجاج بن يوسف اما بعد فجنبني دماء بنى عبد المطلب فانى رأيت آل أبي
سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا بعدها الا قليلا والسلام وكتب الكتاب سرا لم يعلم به
أحد وبعث به مع البريد إلى الحجاج وورد خبر ذلك عليه من ساعته عن علي بن الحسين
عليهما السلام وأخبر ان عبد الملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم وامر ان
يكتب ذلك إلى عبد الملك ويخبره بان رسول الله صلى الله عليه وآله اتاه في منامه وأخبره بذلك فكتب
علي بن الحسين بذلك إلى عبد الملك بن مروان.
(5) حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن عروة بن موسى الجعفي قال
قال لنا أبو عبد الله عليه السلام يوما ونحن نتحدث عنده فقيت عين هشام في قبره قلنا ومتى مات قال
ثلاثة أيام فحسبنا وسألنا عن ذلك فكان كذلك.
(12) باب ما أعطى الأئمة من القدرة ان يسيروا في الأرض
(1) حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره عن داود بن
فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رجلا ما صلى العتمة بالمدينة واتى قوم موسى في
شئ تشاجر بينهم وعاد من ليلته وصلى الغداة بالمدينة.
(2) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة عن جابر قال كنت يوما عند أبي جعفر جالسا فالتفت إلى فقال لي يا جابر
ألك الحمار فيقطع ما بين المشرق والمغرب في ليلة فقلت له لا جعلت فداك فقال إني لا عرف
رجلا بالمدينة له حمار يركبه فيأتي المشرق والمغرب في ليلة.
(3) حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع ابن الخطاب عن جعفر بن بشير عن
417

يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله قال إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة ثم
اتى قوم موسى في شئ كان بينهم فاصلح بينهم ورجع من ليلته وصلى الغداة
بالمدينة.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله
بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن بالمدينة رجلا قد اتى المكان
الذي به ابن آدم فرآه معقولا معه عشرة موكلين به يستقبلون به الشمس حيث ما دارت
في الصيف يوقدون حوله النار فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك من العشرة
أقام على أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه فقال يا عبد الله ما قصتك ولأي شئ ابتليت
بهذا فقال لقد سئلتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك انك لأحمق الناس أو أكيس الناس قال
فقلت لأبي جعفر عليه السلام أيعذب في الآخرة قال فقال ويجمع الله عليه عذاب الدنيا
وعذاب الآخرة.
(5) حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن عبد الله
بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن الحرث عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ان
الأوصياء لتطوى لهم الأرض ويعملون ما عند أصحابهم.
(6) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن العلاء عن
محمد بن مسلم قال سمعته يقول انى لأعرف رجلا من أهل المدينة اخذ قبل انطباق الأرض
إلى الفئة الذين قال الله في كتابه ومن قوم موسى أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون لمشاجرة
كانت بينهم فاصلح بينهم ورجع.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رجلا منا اتى قوم موسى في شئ كان بينهم فاصلح بينهم فمر
برجل معقول عليه ثياب مسوح معه عشرة موكلين به يستقبلون به في الشتاء وتصبون
عليه الماء البارد ويستقبل به في الحر عين الشمس يدار به معها حيث ما دارت ويوقد حوله
418

النيران كلما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليه آخر فالناس يموتون و
العشرة لا ينقصون فقال ما امرك قال إن كنت عالما فما أعرفك بي قال علاء قال
محمد بن مسلم ويرون انه ابن آدم ويروون انه أبو جعفر عليه السلام كان صاحب
هذا الامر.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال يا جابر هل لك من حمار يسير بك من المطلع
إلى المغرب في يوم واحد قال قلت يا أبا جعفر جعلني الله فداك وانى لي هذا قال فقال أبو
جعفر عليه السلام وذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله في
علي بن أبي طالب عليه السلام لتبلغن الأسباب والله لتركبن السحاب.
(9) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن ابن مسكان
عن سدير قال قال أبو جعفر عليه السلام يا أبا الفضل انى لأعرف رجلا من أهل المدينة اخذ قبل
مطلع الشمس وقبل مغربها إلى الفئة التي قال الله ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق و
به يعدلون لمشاجرة كانت فيما بينهم فاصلح بينهم.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رجلا منا اتى قوم في شئ كان بينهم ورجع
ولم يقعد فمر بنطفكم فشرب منها ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع
إلى منزله ولم يقعد.
(11) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن ابن مسكان
عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول انى لا عرف رجلا من أهل المدينة
اخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه ومن قوم موسى أمة يهدون
بالحق وبه يعدلون لمشاجرة كانت فيما بينهم وأصلح بينهم ورجع ولم يقعد فمر بنطفكم
فشرب منها يعنى الفرات ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك ومر برجل عليه.
419

مسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل في الصيف عين الشمس ويوقد حوله النيران
ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل
القرية واحد الناس يموتون والعشرة لا ينقصون فمر به رجل فقال ما قصتك قال له
الرجل ان كنت عالما فما أعرفك بأمري ويقال انه ابن آدم القاتل وقال محمد بن
مسلم وكان الرجل محمد بن علي.
(12) حدثنا علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن العباس الوراق عن عثمان
بن عيسى عن ابن مسكان قال حدثني ليث المرادي عن سدير يحدث فاتيته فقلت ان
ليث المرادي حدثني عنك بحديث فقال وما هو قلت اخبرني عنك انك كنت مع أبي
جعفر عليه السلام في سقيفة بابه إذ مر اعرابي من أهل اليمن فسأله أبو جعفر عليه السلام من عالم
أهل اليمن فاقبل يحدث عن الكهنة والسحرة وأشباههم فلما قام الاعرابي قال له أبو جعفر
ولكن أخبرك عن عالم أهل المدينة انه يذهب إلى مطلع الشمس ويجئ في ليلة وانه
ذهب إليها ليلة فأتاها فإذا رجل معقول برجل وإذا عشرة موكلون به اما في البرد
فيرشون عليه الماء البارد ويروحونه (1) واما في الصيف فيصبون على رأسه الزيت ويستقبلون
به عين الشمس فقال للعشرة ما أنتم وما هذا فقالوا لا ندري الا انا موكلون فإذا مات
منا واحد خلفه اخر فقال للرجل ما أنت فقال إن كنت عالما فقد عرفتني وان لم تكن عالما
فلست أخبرك فلما انصرف من فراتكم فقلت فراتنا فرات الكوفة قال نعم فراتكم فرات
الكوفة ولولا انى كرهت ان اشهرك رفعت (2) عليك بابك فسكت.
(13) حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد الرازي عن إسماعيل بن موسى عن أبيه
عن جده عن عمه عبد الصمد بن علي قال دخل رجل على علي بن الحسين عليه السلام فقال له
علي بن الحسين عليه السلام من أنت قال انا منجم قال فأنت عراف قال فنظر إليه ثم قال هل

(1) ويرقصونه، هكذا في البحار.
(2) دققت، كذا في البحار.
420

أدلك على رجل قد مر مذ دخلت علينا في أربع عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلث
مرات لم يتحرك من مكانه قال من هو قال انا وان شئت أنبأتك بما اكلت وما
ادخرت في بيتك.
(14) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
عمر بن ابان الكلبي عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله حيث دخل عليه
رجل من علماء أهل اليمن فقال أبو عبد الله يا يماني أفيكم علماء قال نعم قال فأي شئ
يبلغ من علم علمائكم قال إنه ليسير في ليلة واحدة مسير شهرين يزجر الطير ويقفوا
الآثار فقال له فعالم المدينة اعلم من عالمكم قال فأي شئ يبلغ من علم عالمكم بالمدينة
قال إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا أمرت انها اليوم غير مأمورة
ولكن إذا أمرت يقطع اثنى عشر شمسا واثنى عشر قمرا واثنى عشر مشرقا واثنى عشر مغربا
واثنى عشر برا واثنى عشر بحرا واثنى عشر عالما قال فما بقي في يد اليماني فما درى ما
يقول وكف أبو عبد الله.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب
عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال
يا أخا أهل اليمن عندكم علماء قال نعم قال فما بلغ من علم عالمكم قال يسير في ليلة
مسيرة شهرين يزجر الطير ويقفوا الأثر فقال أبو عبد الله عليه السلام عالم المدينة اعلم من
عالمكم قال فما بلغ من علم عالم المدينة قال يسير في ساعة من النهار مسيرة شمس سنة
حتى يقطع اثنى عشر الف مثل عالمكم هذا ما يعلمون ان الله خلق آدم
ولا إبليس قال فيعرفونكم قال نعم ما افترض عليهم الا ولايتنا والبراءة من
عدونا.
421

(13) باب في الأئمة انهم يسيرون في الأرض من شاؤوا من
أصحابهم بقدرة الله التي أعطاهم الله
(1) حدثنا محمد بن حسان عن علي بن خالد وكان زيديا قال كنت في العسكر
فبلغني ان هناك رجل محبوس اتى به من ناحية الشام مكبولا وقالوا انه تنبأ قال على
قد أريت القوادين والحجب حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت له يا هذا ما قصتك
وما امرك فقال لي كنت رجلا بالشام ا عبد الله (1) عند رأس الحسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام فبينا انا في عبادتي إذ اتاني شخص فقال قم بنا قال فقمت معه قال فبينا
انا معه في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال
فصلى وصليت معه فبينا انه معه في مسجد المدينة قال فصلى وصليت وصلى على رسول
الله صلى الله عليه وآله ودعا له فبينا انا معه إذا انا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت
مناسكي معه قال فبينا انا معه إذا انا بموضعي الذي كنت ا عبد الله فيه بالشام قال و
مضى الرجل قال فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا انا به وفعل بي مثل فعلته الأولى
فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفارقتي قلت له سألتك بحق الذي
اقدرك على ما رأيت الا أخبرتني من أنت قال فأطرق طويلا ثم نظر إلى فقال انا
محمد بن علي بن موسى فتراقى الخبر إلى محمد بن عبد الملك الزيات قال فبعث إلى
فاخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبسني كما ترى قال قلت له ارفع
قصتكم إلى محمد بن عبد الملك فقال ومن لي يأتيه بالقصة قال فاتيته بقرطاس ودواة فكتب
قصته إلى محمد بن عبد الملك فذكر في قصته ما كان قال فوقع في القصة قل الذي
أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى المكان.

(1) هذه الزيادة في البحار، في الموضع الذي يقال له موضع.
422

ان يخرجك من حبسك قال على فغمني امره ووقفت له وأمرته بالعزاء قال ثم بكرت
عليه يوما فإذا الجند وصاحب الحرس وصاحب السجن وخلق عظيم يتفحصون حاله قال
فقلت ما هذا قالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به
الأرض أو اختطفه الطير في الهواء وقال علي بن خالد هذا زيديا فقال بالإمامة بعد ذلك
وحسن اعتقاده.
(2) حدثني محمد بن الحسين بن الحسن الخطاب الزيات عن موسى بن سعدان
عن عبد الله بن القاسم عن حفص الأبيض التمار قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام أيام
صلب المعلى بن خنيس قال فقال لي يا أبا حفص انى أمرت المعلى بن خنيس بأمر
فخالفني فابتلى بالحديد انى نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين فقلت له مالك يا معلى كأنك
ذكرت أهلك ومالك وولدك وعيالك قال اجل قلت ادن منى فدنا منى فمسحت وجهه
فقلت أين تراك قال أراني في بيتي هذه زوجتي وهذا ولدى فتركته حتى تملاء منهم و
أسرت (1) منهم حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله ثم قلت له ادن منى فدنا فمسحت
وجهه فقلت أين تراك فقال أراني معك في المدينة هذا بيتك قال قلت له يا معلى ان لنا
حديثا من حفظ علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه يا معلى لا تكونوا اسرى في أيدي الناس
بحديثنا ان شاؤوا آمنوا عليكم وان شاؤوا قتلوكم انه من كتم الصعب من حديثنا جعله
الله نورا بين عينيه ورزقه الله العزة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى
يعضه السلاح ان يموت كبلا يا معلى بن خنيس وأنت مقتول فاستعد.
(3) حدثنا الحسن بن أحمد عن سلمة عن (2) الحسين بن علي عن ابن جبلة
عن عبد الله بن سنان قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام فقال لي حوض ما بين بصرى إلى صنعاء
أتحب ان تراه قلت نعم جعلت فداك قال فاخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ثم

(1) واستترت، هكذا في البحار.
(2) في البحار بدله، عن الحسن بن علي بقاح.
423

ضرب برجله فنظرت إلى النهر يجرى لا يدرك حافتيه الا الموضع الذي انا فيه قائم فإنه
شبيه بالجزيرة فكنت انا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر يجرى جانبه ماء ابيض من الثلج
ومن جانبه هذا لبن ابيض من الثلج وفى وسطه خمر أحسن من الياقوت فما رأيت شيئا
أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء فقلت له جعلت فداك من أين يخرج هذا ومجراه
فقال هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه انهار في الجنة عين من ماء وعين من لبن و
عين من خمر تجرى في هذا النهر ورأيت حافتيه عليهما شجر فيهن حور معلقات برؤوسهن
شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن وبأيديهن انية ما رأيت انية أحسن منها ليس من انية
الدنيا فدنا من إحديهن فأومى بيده تسقيه (1) فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر
فمال الشجر (2) معها فاغترفت فمالت الشجرة معها ثم ناولته فشرب ثم ناولها وأومى
إليها فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان
الين منه ولا ألذ منه وكان رايحته رايحة المسك فنظرت في الكاس فإذا فيه ثلاثة ألوان
من الشراب فقلت له جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ولا كنت أرى ان الامر هكذا
فقال لي هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا ان المؤمن إذا توفى صارت روحه إلى هذا النهر
ورغب (3) في رياضه وشربت من شرابه وان عدونا إذا توفى صارت روحه إلى وادى
برهوت فاخلدت في عذابه وأطعمت من زقومه وأسقيت من حميمه فاستعيذوا بالله من
ذلك الوادي.
(4) وعنه عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر
عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض
قال فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت

(1) لتسقيه، كذا في البحار. (2) فمالت الشجرة، هكذا في البحار.
(3) ورعت، كذا في البحار.
424

إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصرى إلى نور ساطع حار بصرى دونه قال ثم قال
لي رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض هكذا ثم قال لي أطرق فأطرقت ثم قال لي
ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله قال ثم اخذ بيدي وقام وأخرجني من
البيت الذي كنت فيه وادخلني بيتا اخر فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا
غيرها ثم قال لي غض بصرك فغضضت بصرى وقال لي لا تفتح عينك فلبثت ساعة ثم قال
لي أتدري أين أنت قلت لا جعلت فداك فقال لي أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين
فقلت له جعلت فداك أتأذن لي ان افتح عيني فقال لي افتح فإنك لا ترى شيئا ففتحت
عيني فإذا انا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ثم صار (1) قليلا ووقف فقال لي هل
تدرى أين أنت قلت لا قال أنت واقف على عين الحياة التي شرب عنها الخضر عليه السلام و
خرجنا من ذلك العالم إلى عالم اخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه
وأهله ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني حتى وردنا خمسة عوالم قال
ثم قال هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنى
عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا امام سكن أحد هذه العوالم حتى
يكون اخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه قال ثم قال غض بصرك فغضضت بصرى
ثم اخذ بيدي فإذا نحن بالبيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب ولبس الثياب
التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا فقلت جعلت فداك كم مضى من النهار قال عليه السلام
ثلث ساعات.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد بن
عمار عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فركض برجله الأرض فإذا بحر فيه سفن
من فضة فركب وركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضة فدخلها ثم خرج
فقال رأيت الخيمة التي دخلتها أولا فقلت نعم قال تلك خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله والأخرى

(1) سار، هكذا في البحار.
425

خيمة أمير المؤمنين عليه السلام والثالث خيمة فاطمة والرابعة خيمة خديجة والخامسة خيمة
الحسن والسادسة خيمة الحسين والسابعة خيمة علي بن الحسين والثامنة خيمة أبى و
التاسعة خيمتي وليس أحد منا يموت الا وله خيمة يسكن فيها.
(6) حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد بن أحمد بن محمد
بن عبد الله عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن غنما كثيرة
فدعاني فأدخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا اعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن
امرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى (1) والدتي وكان ذلك يوم التروية فكتب
إلى تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده وبت ليلة الأضحى
في رواق له فلما كان السحر اتاني فقال لي يا اسحق قم فقمت ففتحت عيني فإذا انا
على بابي ببغداد فدخلت على والدتي واتاني أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر وخرجت
إلى العيد ببغداد.
(7) حدثنا الحسين بن محمد بن عثمان عن معلى بن محمد بن عبد الله عن محمد
بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت إلى أبى الحسن عليه السلام فقلت جعلت فداك في كل
الأمور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك
فقال هيهنا انك يا بن سعيد ثم أو ماء بيده فقال انظر فنظرت فإذا بروضات انقات وروضات
ناضرات فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون واطيار وظباء و
انهار تفور فحار بصرى والتمع وحسرت عيني وقال حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في
خان الصعاليك.
(8) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن
المعلى بن خنيس قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في بعض حوائجي قال فقال لي مالي أراك
كئيبا حزينا قال فقلت ما بلغني عن العراق من هذا الوباء أذكر عيالي قال فاصرف وجهك

(1) اتى، هكذا في البحار.
426

فصرفت وجهي قال ثم قال ادخل دارك قال فدخلت فإذا انا لا افقد من عيالي صغيرا ولا
كبيرا الا وهو لي في داري بما فيها قال ثم خرجت فقال لي اصرف وجهك فصرفته فنظرت
فلم أر شيئا.
(9) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن عمرو بن سعيد الثقفي
عن يحيى بن الحسن بن الفرات عن يحيى بن المساور عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام
قال لما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله الغار طلبه علي بن أبي طالب عليه السلام وخشي ان يغتاله
المشركون وكان رسول الله صلى الله عليه وآله على حرا وعلى على ثبير فبصر به النبي صلى الله عليه وآله فقال
مالك يا علي قال بابي أنت وأمي خشيت ان يغتالك المشركون فطلبتك فقال النبي صلى الله عليه وآله
ناولني يدك يا علي فرجف الجبل حتى خطأ برجله إلى الجبل الاخر ثم رجع الجبل
إلى قراره.
(10) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي نصر عن محمد بن
حمران عن الأسود بن سعيد قال لي أبو جعفر يا اسود بن سعيد ان بيننا وبين كل
ارض تر مثل تر البناء فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الأرض
بقليبها وأسواقها ودورها حتى تنفذ فيها ما نؤمر من امر الله تعالى.
(11) حدثنا الحسين بن محمد عن علي بن النعمان بن محمد عن أحمد بن محمد
بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبى الحسن عليه السلام فقلت
له جعلت فداك في كل الأمور أرادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان
الأشنع خان الصعاليك فقال هيهنا أنت يا بن سعيد ثم أومى بيده فقال انظر فإذا انا بروضات
ناضرات فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ واطباق رطبات فحار بصرى فقال
حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك.

(1) فزحف، كذا في البحار.
427

(14) باب في قدرة الأئمة عليهم السلام وما أعطوا من ذلك
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الملك القمي قال حدثني
إدريس عن الصادق عليه السلام قال سمعته يقول إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه و
عقد بيده عشرة.
(2) حدثنا علي بن إسماعيل عن موسى بن طلحة عن حمزة بن عبد المطلب
بن عبد الله الجعفي قال دخلت على الرضا عليه السلام ومعي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر عليه السلام
ان الدنيا مثلت لصاحب هذا الامر في مثل فلقه الجوزة فقال يا حمزة ذا والله حق فانقلوه
إلى أديم.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان الدنيا تمثل للامام في فلقة الجوز فما تعرض
لشئ منها وانه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء فلا
يعزب عنه منها شئ.
(4) حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبد الله
الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال كتبت في ظهر قرطاس ان الدنيا ممثلة للامام
كفلقلة الجوزة فدفعته إلى أبى الحسن عليه السلام وقلت جعلت فداك ان أصحابنا رووا حديثا
ما أنكرته غير انى أحببت ان أسمعه منك قال فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت انه قد شق
عليه ثم قال هو حق فحوله في أديم.
(15) باب في ركوب أمير المؤمنين ع السحاب وترقيه
في الأسباب والأفلاك (1)
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم أنه قال ابتداني

(1) ولا يخفى ما في عنوان الباب فإنه لا يختص بعلى ع بل به وبالحجة المنتظر عليهما
السلام المصحح.
428

أبو جعفر عليه السلام فقال اما ان ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم
الصعب قلت وما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه
اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع خمسة عوامر
واثنين خراب.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
بن مهران عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال إن عليا عليه السلام ملك ما في الأرض و
ما في تحتها فعرضت له السحابان الصعب والذلول فاختار الصعب وكان في الصعب
ملك ما تحت الأرض وفى الذلول ملك ما فوق الأرض واختار الصعب على الذلول
فدارت به سبع أرضين فوجد ثلث خراب (1) وأربع عوامر.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي خالد وأبو سلام عن سوره
عن أبي جعفر عليه السلام قال إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم
الصعب قال قلت وما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم
يركبه اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين
السبع خمس عوامر واثنان (2) خرابان.
(4) حدثنا محمد بن هارون عن سهل بن زياد عن أبي يحيى قال قال أبو عبد الله
عليه السلام ان الله خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب فاختار الذلول وهو ما
ليس فيه برق ولا رعد ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لان الله اذخره (3)
للقائم (ع).

(1) وفى نسخة بدله، خرابات.
(2) اثنتان، هكذا في البحار.
(3) ادخره بالتشديد، كذا في البحار.
429

(16) باب في أمير المؤمنين ان الله تعالى ناجاه بالطايف وغيرها
ونزل بينهما جبرئيل
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر
بن ابان عن أديم أخي أيوب عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت
فداك بلغني ان الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام قال اجل قد كان بينهما مناجاة
بالطايف نزل بينهما جبرئيل.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد بن
عثمان عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان سلمة بن كهيل يروى في علي
عليه السلام شيئا قال ما هي حدثني ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان محاصرا أهل الطايف وانه خلى
بعلى عليه السلام يوما فقال رجل من أصحابه عجبا لما نحن فيه فإنه يناجى هذا الغلام منذ
اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما انا بمناجى له إنما يناجى ربه فقال أبو عبد الله عليه السلام إنما
هذه أشياء نعرف (1) بعضها من بعض.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان ومحمد عن معاوية
بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الطايف
دعا عليا عليه السلام فناجاه فقال الناس وقال أبو بكر وعمر ناجاه دوننا فقام النبي صلى الله عليه وآله
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انكم تقولون انى ناجيت عليا عليه السلام انى
والله ما ناجيته ولكن الله ناجاه قال فعرضت هذا الحديث على أبى عبد الله عليه السلام فقال إن
ذلك ليقال.

(1) تعرف، هكذا في البحار.
430

(4) حدثنا محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الطايف ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فقال
أبو بكر وعمر انتجيته دوننا فقال ما انتجيته بل الله ناجاه.
(5) حدثنا علي بن محمد قال حدثني حمدان بن سليمان النيشابوري قال حدثنا
عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي رافع قال لما دعا
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يوم خيبر فتفل في عينيه قال له إذا أنت فتحتها فقف بين
الناس فان الله امرني بذلك قال أبو رافع فمضى علي عليه السلام وانا معه فلما أصبح افتتح
خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف فقال الناس ان عليا عليه السلام يناجى ربه فلما مكث
ساعة امر بانتهاب المدينة التي فتحها قال أبو رافع فاتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت ان عليا
عليه السلام وقف بين الناس كما امرته قال قوم منهم يقول إن الله ناجاه فقال نعم يا رافع ان الله
ناجاه يوم الطايف ويوم عقبة تبوك ويوم حنين (1).
(6) وعنه بهذا الاسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أخيه عن جده
عن أبي رافع قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة مع أبي بكر انزل الله عليه تترك من
ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فاخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليه
السلام فقال له على أوصني يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له ان الله يوصيك ويناجيك قال فناجاه
يوم براءة قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.
(7) وبهذا الاسناد عن منيع عن جده عن أبي رافع قال إن الله تعالى ناجى عليا
عليه السلام يوم غسل رسول الله صلى الله عليه وآله.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم بن معاوية عن أبي
الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الطايف ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو بكر و
عمر ناجاه دوننا فقال ما انا أناجي بل الله ناجاه.

(1) وفى نسخة بدله، خيبر.
431

(9) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال
عن مثنى الحناط عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
ناجى عليا عليه السلام يوم الطايف فقال أصحابه ناجيت عليا عليه السلام من بيننا وهو أحدثنا
سنا فقال ما انا أناجيه بل الله يناجيه.
(10) وعنه بهذا الاسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي عبد الله
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأهل الطايف لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به (1)
الخيبر سيفه سوطه فيشرف الناس له فلما أصبح ودعا عليا عليه السلام فقال اذهب بالطايف
ثم امر الله النبي صلى الله عليه وآله ان يرحل إليها بعد أن رحله علي عليه السلام فلما صار إليها كان
على رأس الجبل فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أثبت فسمعناه مثل صرير الرجل (2) فقال يا
رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا قال إن الله يناجى عليا عليه السلام.
(17) باب في قول رسول الله ص انى تارك فيكم الثقلين
كتاب الله وأهل بيتي
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن ابن جميلة عن ابن شعيب الحداد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا أول قادم على الله ثم يقدم على كتاب
الله ثم يقدم على أهل بيتي ثم يقدم على أمتي فيقفون فيسئلهم ما فعلتهم في كتابي و
أهل بيت نبيكم.
(2) حدثنا محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وغيرهما عن ابن محبوب عن ابن إسحاق
بن غالب عن أبي عبد الله عليه السلام قال مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وخلف في أمته كتاب

(1) وفى نسخة بدله، يفتح الله به فتشوق الناس.
(2) وفى نسخة بدله، الرحى.
432

الله ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام وأمير المؤمنين وامام المتقين وحبل الله المتين وعروة
الوثقى التي لا انفصام لها وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد لصاحبه
بتصديق ينطق الامام من الله عز وجل في الكتاب بما أوجب فيه على العباد من طاعة الله و
طاعة الامام وولايته وأوجب (1) حقه الذي أراه (2) الله عز وجل من استكمال دينه
واظهار امره والاحتجاج بحجته والاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل
خيرته قد ذخر (3) الله بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه وأبلج بهم عن سبيل
مناهجه (4) وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق
امامه وجد طعم حلاوة ايمانه وعلم فضل طلاقة اسلامه لان الله ورسوله نصب الإمام علما
لخلقه وحجة على أهل عالمه ألبسه الله تاج الوقار وغشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى
السماء لا ينقطع عنه موارده ولا ينال ما عند الله تبارك وتعالى الا بجهد أسباب سبيله ولا
يقبل الله اعمال العباد الا بمعرفته فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحي ومصيبات (5)
السنن ومشتبهات الفتن ولم يكن الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون و
تكون الحجة من الله على العباد بالغة.
(3) حدثنا علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن
أديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام دعا رسول الله أصحابه بمنى قال يا أيها
الناس انى تارك فيكم الثقلين اما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي
فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال أيها الناس انى تارك فيكم حرمات
الله كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر عليه السلام اما كتاب

(1) واجب، هكذا في البحار.
(2) أراد، في البحار.
(3) فأوضح، هكذا في البحار.
(4) وفى نسخة بدله، منهاجه.
(5) معميات بالتشديد، كذا في البحار.
433

الله فحرفوا واما الكعبة فهدموا واما العترة فقتلوا وكل ودايع الله فقد
تبروا.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ذريح بن يزيد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي
فنحن أهل بيته.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي
عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى
تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر ان تمسكتم بهما لا تضلوا ولا تبدلوا
وانى سألت اللطيف الخبير ان لا يتفرقا (1) حتى يردا على الحوض فأعطيت ذلك قالوا
وما الثقل الأكبر وما الثقل الأصغر قال الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وسبب
طرفه بأيديكم والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي.
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن هشام بن الحكم
عن سعد الإسكاف قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم الثقلين
فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض قال فقال أبو جعفر لا يزال كتاب
الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا على الحوض.
(18) باب في أمير المؤمنين ع انه قسيم الجنة والنار
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة
بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام إذا كان يوم القيمة وضع منبر يراه جميع الخلايق.

(1) يفترقا، هكذا في البحار.
434

فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك وعن يساره ملك يناد الذي عن يمينه يا معشر
الخلايق هذا علي بن أبي طالب عليه السلام يدخل الجنة من يشاء ويناد الذي عن يساره يا معشر
الخلايق هذا علي بن أبي طالب عليه السلام يدخل النار من يشاء.
(2) وروى عن موسى بن عمر عن عثمان بن عيسى عن عروة بن موسى عن
جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال علي عليه السلام انا قسيم الجنة والنار ادخل أوليائي الجنة و
ادخل أعدائي النار.
(3) حدثنا علي بن حسان حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام انا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلهما
داخل الا على قسمين وانا الفاروق الأكبر.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال سمعته يقول إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لديان الناس يوم القيمة
وقسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلهما داخل الا على أحد قسمين وانه الفاروق
الأكبر.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عامر بن معقل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال يا أبا حمزة لا تضعوا عليا عليه السلام دون ما وضعه
الله ولا ترفعوه فوق ما رفعه الله كفى لعلى ان يقاتل أهل الكرة وان يزوج
أهل الجنة.
(6) حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن جمهور عن
عبد الله بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام إذا كان يوم القيمة
وضع منبر يراه الخلايق يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن شماله ينادى الذي
عن يمينه يا معشر الخلايق هذا علي بن أبي طالب عليه السلام صاحب الجنة يدخلها من
يشاء ويناد الذي عن يساره يا معشر الخلايق هذا علي بن أبي طالب عليه السلام صاحب النار
435

يدخلها من يشاء.
(7) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن الأعمش عن موسى بن طريف عن عباية بن ربعي
الأسدي قال سمعت عليا عليه السلام يقول انا قسيم النار.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عروة بن موسى عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام قال قال على انا قسيم الجنة والنار ادخل أوليائي الجنة وأعدائي
النار.
(9) حدثنا أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن المفضل
بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام انا قسيم بين الجنة والنار
وانا الفاروق الأكبر وانا صاحب العصا والميسم إلى.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن حسان قال حدثنا عبد الله الرياحي عن أبي
الصامت الحلواني عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام انا قسيم بين الجنة
والنار لا يدخلها داخل الا إحدى قسمين وانا الفاروق الأكبر.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة عن أبي
هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كان النبي صلى الله عليه وآله يقول إذا سئلتم الله فسلوه
الوسيلة قال فسألنا النبي صلى الله عليه وآله عن الوسيلة قال هو درجتي في الجنة وهي الف مرقات
ما بين مرقات إلى مرقات جوهرة إلى مرقات زبرجدة إلى مرقاة ياقوتة إلى مرقاة اللؤلوة
إلى مرقاة ذهبة إلى مرقاة فضة فتؤتى بها يوم القيمة حتى تنصب مع درجة
النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا
شهيد الا قالوا طوبى لمن هذه الدرجة فيأتي النداء من عند الله تبارك وتعالى يسمع
النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين هذه درجة محمد صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله اقبل انا يومئذ متزرا بريطة من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة
436

وعلي بن أبي طالب عليه السلام امامي بيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا الله
المفلحون هم الفائزون بالله فإذا مررنا بالنبيين قالوا هذان ملكان مقربان وإذا
مررنا بالملائكة قالوا هذا نبيان مرسلان وإذا مررنا بالمؤمنين قالوا نبيان لم نرهما و
لم نعرفهما حتى أعلو تلك الدرجة وعلى يتبعني فإذا صرت في أعلى الدرجة وعلى
أسفل منى بدرجة وبيده لوائي فلا يبقى يومئذ ملك ولا نبي ولا صديق ولا شهيد ولا
مؤمن الا رفعوا رؤوسهم إلينا ويقولون طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فيأتي
النداء من عند الله يسمع النبيين والخلايق هذا محمد حبيبي وهذا علي عليه السلام وليي
طوبى لمن أحبه وويل لم أبغضه وكذب عليه ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى يا علي فلا
يبقى يومئذ في مشهد القيمة أحد ممن كان يحبك ويتولاك الا شرح لهذا الكلام
صدره وابيض وجهه وفرح قلبه ولا يبقى أحد ممن نصب لك حربا أو أبغضك أو عاداك
أو جحد ذلك حقا الا اسود وجهه وطويت قدماه قال رسول الله صلى الله عليه وآله فبينا انا كذلك
إذا ملكين قد أقبلا على اما أحدهما فرضوان خازن الجنة والاخر مالك خازن النار
فيقف تلك ويدنو رضوان فيقول السلام عليك يا رسول الله قال فارد عليه السلام و
أقول له أيها الملك ما أحسن وجهك وأطيب ريحك فمن أنت فيقول انا رضوان خازن
الجنة امرني رب العزة انا (1) اتيك بمفاتيح الجنة فندفعها إليك فخذها يا احمد
فأقول قد قبلت ذلك على ربى فله الحمد على ما أنعم به على ادفعها إلى أخي علي بن أبي
طالب فيرجع رضوان ويدنو مالك فيقول السلام عليك يا محمد صلى الله عليه وآله فأقول
عليك السلام ما أقبح رؤيتك أيها الملك وأنتن ريحك فمن أنت فيقول انا مالك
خازن جهنم امرني رب العزة انا (2) اتيك بمفاتيح النار فخذها يا احمد فأقول قد
قبلت ذلك من ربى فله الحمد على ما أنعم به على ادفعها إلى أخي علي بن أبي

(1) ان، كذا في البحار.
(2) ان، كذا في البحار.
437

طالب ثم يرجع مالك خازن النار فيقبل على ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار
وهو قاعد على عجزة جهنم وقد اخذ زمامها بيده وعلى زفيرها فان شاء مدها
يمنة وان شاء مدها يسرة فتقول جهنم جزني يا علي فقد اطفاء نورك لهبي فيقول لها
على قرى يا جنهم خذي هذا واتركي هذا خذي هذا عدوى واتركي هذا وليي
فلجهنم يومئذ أطوع لعلي بن أبي طالب عليه السلام من غلام أحدكم ولجهنم يومئذ أطوع
لعلي بن أبي طالب عليه السلام من جميع الخلايق آخر جزو الثامن من كتاب البصائر الدرجات
ويتلوه الجزو التاسع.
" الجزو التاسع "
(1) حدثنا أبو القاسم رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد
بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن الحسين بن موسى
عن الحسين بن زياد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال اهدى إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله والجوج (1) فيه حب مختلط فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يلقى إلى علي حبة وحبة
ويسأله أي شئ هذا وجعل على يخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اما ان جبرئيل اخبرني
ان الله علمك اسم كل شئ كما علم آدم الأسماء كلها.

(1) دانجوح، كذا في مدينة المعاجز.
438

(2) حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال اهدى إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله حب فيطر (1) من اليمن فوضعه بين يديه فقال يا علي ما هذه وما هذه فاخذ
علي عليه السلام يجيبه عن شئ فقال إن جبرئيل اخبرني ان الله علمك الأسماء كلها كما
علم آدم عليه السلام.
(1) باب في صفة رسول الله ص والأئمة عليهم السلام فيما
أعطوا من البصر وخصوا به من دون الناس ما يرون من
الأعمال في النوم واليقظة.
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن موسى بن سلام عن محمد بن مفرق عن أبي الحسن
الرضا أنه قال لنا أعين لا تشبه أعين الناس وفيها نور وليس للشيطان فيه شرك.
(2) حدثنا أيوب بن نوح عن عبد الله بن المغيرة عن العلاء عن محمد بن مسلم
قال قلت لأبي جعفر عليه السلام الرجل يكون في المسجد فيكون الصفوف مختلف فيه (2)
الناس فأميل إليه مشيا حتى يقيمه قال نعم لا بأس به ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا أيها
الناس انى أريكم من خلفي كما أريكم من بين يدي ليقيمن (3) صفوفكم أو ليخالفن
الله بين قلوبكم.
(3) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان يحيى عن علا بن رزين عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له انا نصلى في مسجد لنا فربما كان الصف امام وفيه

(1) الظاهر أنه فطير إذ ليس في كتب اللغة فيطر، المصحح.
(2) فيه ناس فاقبل إليهم مشيا حتى نتمه، كذا في الوسائل الشيعة.
(3) وفى نسخة بدله، لتتمن بالتشديد.
439

انقطاع فامشي إليه بجانبي حتى أقيمه قال نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال أريكم من خلفي
كما أريكم من بين يدي ليقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله الحلبي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أقيموا صفوفكم فانى أريكم من خلفي كما
أريكم بين يدي ولا تختلفوا فخالف الله بين قلوبكم.
(5) حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا عبيس بن هشام قال حدثني أبو إسماعيل
كاتب شريح قال حدثنا أبو عتاب زياد مولى آل دعش عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول
أقيموا صفوفكم إذا رأيتم خللا ولا عليك ان تأخذ وراك (1) إذا وجدت ضيقا في الصفوف
ان تمشى فتتم الصف الذي خلفك أو تمشى منحرفا فتتم الصف الذي قدامك فهو
خير ثم قال إن رسول الله قال أقيموا صفوفكم فانى انظر إليكم من خلفي لتقيمن أو ليخالفن
الله بين قلوبكم. (6) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان
عن عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو جعفر عليه السلام يوما ونحن عنده جماعة من الشيعة
قوموا تفرقوا عنى مثنى وثلث فانى أريكم من خلفي كما أريكم من بين يدي فليس
عبد في نفسه ما شاء فان الله يعرفنيه.
(7) حدثنا محمد بن الحسين قال حدثني يزيد بن إسحاق قال حدثني
هارون بن حمزة الغنوي الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال أقيموا صفوفكم فانى انظر إليكم من خلفي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين
قلوبكم.
(8) حدثنا الحسن بن علي النعمان عن يحيى بن عمر عن ابان الأحمر عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا معاشر الأنبياء تنام عيوننا ولا تنام

(1) ورائك، هكذا في الوسائل الشيعة.
440

قلوبنا ونرى من خلفنا كما نرى من بين أيدينا.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ميمون القداح عن أبي
عبد الله عليه السلام قال طلب أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له انه في حايط كذى وكذى فمضى
يطلبه فدخل إلى الحايط والنبي نايم فاخذ عسيبا يابسا وكسره ليستبرى به نوم رسول
الله صلى الله عليه وآله قال ففتح النبي صلى الله عليه وآله عينه وقال أتخدعني عن نفسي يا أبا ذر اما علمت انى أريكم
في منامي كما أريكم في يقظتي.
(10) وعنه عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول طلب أبو ذر رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له انه في حايط كذا و
كذا فتوجه في طلبه فوجده نائما فاعظمه ان ينتبهه فأراد ان يستبرى نومه فسمعه رسول
الله فرفع رأسه فقال يا أبا ذر أتخدعني اما علمت انى أرى أعمالكم في منامي كما أريكم
في يقظتي ان عيني تنام وقلبي لا ينام.
(11) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن الحجال عن أبي عبد الله المكي
الحذاء عن سواد أبى يعلى عن بعض رجاله قال قال أمير المؤمنين للحرث الأعور وهو
عنده هل ترى ما أرى فقال كيف أرى ما ترى وقال نور الله لك (1) وأعطاك ما لم يعط أحدا
قال هذا فلان الأول على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له
قال فمكث هنيئة ثم قال يا حارث هل ترى ما أرى فقال وكيف أرى ما ترى وقد نور
الله لك وأعطاك ما لم يعط قال هذا فلان الثاني على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن
استغفر لي لا غفر الله له.
(12) حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الحذاء وعبد الله بن محمد
جميعا عن عبد الله بن القاسم عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر الامام منا ينظر من خلفه
كما ينظر من قدامه.

(1) قلبك، كذا في مدينة المعاجز.
441

(13) أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي
بن رئاب عن زياد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام قال لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار و
معه أبو الفصيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى لأنظر الان إلى جعفر وأصحابه الساعة تغوم
بينهم (1) سفينتهم في البحر وانى لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مخبتين بأفنيتهم
فقال له أبو الفضل أتريهم يا رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة قال نعم فأرينهم قال فمسح رسول
الله صلى الله عليه وآله على عينيه ثم قال انظر فنظر فرآهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أرأيتهم قال نعم واسر
في نفسه انه ساحر.
(14) حدثنا موسى بن عمر عن عثمان عيسى عن خالد بن نجيح قال قلت لأبي
عبد الله جعلت فداك سما رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر الصديق قال نعم قال فكيف قال حين
كان معه في الغار قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر
ضالة قال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وانك لتراها قال نعم فتقدر ان ترينها قال ادن منى قال
فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر
ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه الان صدقت انك ساحر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
الصديق أنت.
(2) باب في الأئمة انه لو كان لألسن شيعتهم اوكية لحدثوا
كل امرئ بماله.
(1) حدثنا الحسين بن علي عن العباس بن عامر عن ضريس عن عبد الواحد
بن المختار عن أبي جعفر عليه السلام قال لو كان لألسنتكم اوكية لحدث كل امرئ بماله.

(1) تغوم بهم، كذا في البحار.
442

(2) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
أبان بن عثمان عن عبد الواحد قال قال أبو جعفر عليه السلام لو كان لألسنتكم اوكية لحدث
كل امرئ بماله.
(3) حدثنا الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم وأحمد بن محمد عن موسى بن
القاسم عن أبان بن عثمان عن ضريس عن عبد الواحد بن المختار عن أبي جعفر عليه السلام قال
لو كان لألسنتكم اوكية لحدث كل امرئ بماله.
(3) باب في الامام انه يزاد الذي بعده مثل ما اوتى
الأول وزيادة خمسة أشياء
(1) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن
عبد الحميد بن النضر عن أبي إسماعيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال ليس من امام يمضى
الا واوتى الذي من بعده مثل ما اوتى الأول وزيادة خمسة اجزاء.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم بن أبي جعفر عن عبد الحميد بن النضر عن أبي إسماعيل
قال سمعت أبا عبد الله يقول ليس من امام الا اوتى الذي يكون من بعده مثل ما
اوتى الأول ويزيد خمسة اجزاء.
(3) حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن محمد بن علي
عن عبد الحميد بن النضر عن أبي عبد الله عليه السلام قال ليس من امام يمضى الا واوتى مثل الأول
وزيادة خمسة اجزاء.
443

(4) باب الأعمال تعرض على رسول الله ص والأئمة صلوات
الله عليهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي
جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الأعمال تعرض على في كل
خميس فإذا كان الهلال أكملت (1) فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى على ثم ينسخ في الذكر الحكيم.
(2) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمير عن أبي
الحسن عليه السلام قال سأل عن قول الله عز وجل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون قال إن اعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله كل صباح ابرارها و
فجارها فاحذروا.
(3) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال
سألته عن اعمال هذا الأمة قال مامن صباح يمضى الا وهي تعرض على نبي الله اعمال
هذه الأمة (4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له ان أبا الخطاب كان يقول إن رسول الله
صلى الله عليه وآله تعرض عليه اعمال أمته كل خميس فقال أبو عبد الله عليه السلام ليس هو هكذا ولكن
رسول الله تعرض عليه اعمال هذه الأمة كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله
عز وجل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين
بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله

(1) وفى نسخة بدله، أجملت.
444

صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما.
(6) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال سألت أبا عبد
الله عن قوله تعالى فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله تعرض
عليه اعمال أمته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا قال سمعت الرضا عليه السلام
يقول إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله ابرارها وفجارها
(8) حدثنا الحسن بن علي النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد
بن فضيل عن مسلم قال سئلته عن قول الله عز وجل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و
المؤمنون قال اعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله برها وفاجرها.
(9) حدثنا محمد بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله صلى الله عليه وآله.
(10) حدثنا موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن العلاء بن رزين عن
محمد بن مسلم قال سألته عن الأعمال هل تعرض على النبي قال ما فيه شك قلت
له أرأيت قول الله تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال إنهم شهود الله
في ارضه.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا قال سمعت أبا الحسن
الرضا عليه السلام يقول إن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله ابرارها وفجارها.
(12) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن
جعفر وفضالة عن سعيد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن
اعمال أمة محمد صلى الله عليه وآله تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله في كل خميس فيستحيى أحدكم من
رسول الله ان تعرض عليه القبيح.
(13) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل
445

عن صاحبه قال إن اعمال هذه الأمة تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله في كل خميس
ابرارها وفجارها.
(14) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي
أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن اعمال العباد تعرض على نبيكم كل
عشية الخميس فليستحي أحدكم ان تعرض على نبيه العمل القبيح.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور البزرج عن سليمان.
بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن اعمال العباد تعرض كل خميس على
رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان يوم عرفه هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبأ منثورا فقلت جعلت فداك اعمال من هذه قال اعمال
مبغضينا ومبغضي شيعتنا.
(16) حدثنا أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير
عن حفص بن البختري عنه عليه السلام قال تعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلى الأئمة (ع).
(17) حدثنا إبراهيم بن هاشم بن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله
عليه السلام قال سمعته يقول مالكم تسيئون (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رجل جعلت فداك
وكيف يسيئون (2) فقال اما تعلمون ان أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية الله
سائه فلا تسئوا (3) رسول الله صلى الله عليه وآله وسووه (4).

(1) تسوؤن، رسول الله، كذا في البحار.
(2) نسوؤه، هكذا في البحار.
(3) تسوؤا، كذا في البحار.
(4) وسروه بالتشديد، كذا في البحار.
446

(5) باب عرض الأعمال على الأئمة الاحياء والأموات
(1) حدثنا محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة
عن بريد العجلي قال كنت عند أبي عبد الله ع فسألته عن قوله تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون قال إيانا عنى.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى
الحلبي عن أديم بن الحر عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك
وتعالى اعملوا فسيرى الله ورسوله والمؤمنون قال هو رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة تعرض
عليهم اعمال العباد كل خميس.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الميثمي قال سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن قول الله تعالى فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين قال هم الأئمة.
(4) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي الخشاب عن علي بن حسان عن
عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله قوله قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
قال هم الأئمة تعرض عليهم اعمال العباد كل يوم إلى يوم القيمة.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي
الحسن ع في هذه الآية قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال
نحن هم.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن بشار
عن أبي الحسن ع في قول الله تبارك وتعالى اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (1)

(1) الآية (105) التوبة.
447

قال نحن هم.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله اعمال العباد
كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون (1).
(8) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عبد الكريم بن يحيى الخثعي عن بريد
العجلي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال مامن
مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى تعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي عليه السلام
فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عمن رواه عن صالح بن النضر عن يونس عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال سمعته يقول في الامام حين ذكر يوم الخميس فقال هو يوم تعرض فيه الأعمال
على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة.
(10) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عبد الكريم بن يحيى الخثعي عن
بريد بن معاوية العجلي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و
المؤمنون فقال ما من مؤمن يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى عرض على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى على فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب الميثمي قال سألت أبا عبد
الله عليه السلام عن قول الله عز وجل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال
هم الأئمة.

(1) هذه الزيادة في البحار، فسكت.
448

(6) باب في عرض الأعمال على الأئمة الاحياء من
آل محمد ص
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و
المؤمنون قلت من المؤمنون قال من عسى أن يكون الا صاحبك
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن محمد الزيات عن عبد الله بن ابان
الزيات وكان يكنى (1) عبد الرضا قال قلت للرضا عليه السلام ادع الله لي ولأهل بيتي قال أو لست
افعل والله ان أعمالكم لتعرض على في كل يوم وليلة فاستعظمت ذلك فقال اما تقرء كتاب
الله قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الله بن أيوب عن داود الرقي قال دخلت على
أبى عبد الله ع فقال لي يا داود أعمالكم عرضت على يوم الخميس فرأيت لك فيها شيئا فرحني
وذلك صلتك لابن عمك اما انه سيمحق اجله ولا ينقص رزقك قال داود كان لي ابن
عم ناصب كثير العيال محتاج فلما خرجت إلى مكة أمرت له بصلة فلما أدخلت على أبى
عبد الله عليه السلام اخبرني بهذا.
(4) حدثنا أحمد بن علي بن فضال عن أبيه عن ابن بكير قال سئلت أبا جعفر
عليه السلام عن قول الله عز وجل قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال تريد ان
تروى على هو الذي في نفسك.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال

(1) وفى نسخة بدله، مكنيا عند الرضا ع.
449

عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و
المؤمنون قال اما أنت لسامع ذلك منى لنأتي العراق فتقول سمعت محمد بن علي يقول كذا
وكذا ولكنه الذي في نفسك.
(6) حدثنا أبو طالب عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم وزرارة
قال سئلنا أبا عبد الله عن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما فيه شك ثم
تلا هذه الآية قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال إن لله شهداء
في ارضه.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسين عن حماد بن عيسى عن حريز
عن محمد بن مسلم قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الأعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله
قال ما فيه شك ثم تلا هذه الآية قال اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال إن
لله شهداء في ارضه.
(8) حدثنا الهيثم النهدي عن أبيه عن عبد الله بن ابان قال قلت للرضا عليه السلام
وكان بيني وبينه شئ ادع الله لي ولمواليك فقال والله ان أعمالكم لتعرض على في كل
خميس.
(9) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن ابان
الزيات مثل رواية النهدي.
(10) حدثنا السندي بن محمد عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام قال سئلته عن الأعمال هل يعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما
فيه شك قيل له أرأيت قول الله تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال
لله شهداء في ارضه.
(11) حدثنا محمد بن علي بن سعيد الزيات عن عبد الله بن ابان قال قلت
للرضا عليه السلام ان قوما من مواليك سئلوني ان تدعو الله لهم فقال والله انى لتعرض على
450

في كل يوم أعمالهم.
(7) باب في الأئمة انهم تعرض عليهم الأعمال في امر العمود
الذي يرفع للأئمة وما يصنع بهم في بطون أمهاتهم.
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان عن أبي
عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الله إذا أراد الله ان يخلق الامام انزل قطرة من ماء
المزن فيقع على كل شجرة فيأكل منه ثم يواقع فيخلق الله الامام فيسمع الصوت في بطن
أمه فإذا وقع على الأرض رفع له منار من نور يرى اعمال العباد فإذا ترعرع كتب على
عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن مروان قال
قال أبو جعفر عليه السلام إذا دخل أحدكم على الامام فلينظر ما يتكلم به فان الامام يسمع
الكلام في بطن أمه فإذا هي وضعته سطع لها نور ساطع إلى السماء وسقط وفى عضده
الأيمن مكتوب وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا
هو تكلم رفع الله له عمودا ويشرف به على الأرض يعلم به أعمالهم.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميره عن إسحاق
عن عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام الامام يسمع الصوت في بطن أمه فإذا سقط إلى
الأرض كتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو
السميع العليم فإذا ترعرع نصب له عمودا من نور من السماء إلى الأرض يرى به
اعمال العباد.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل الهمداني و
451

غيره رواه عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا أراد الله ان يقبض روح امام و
يخلق من بعده إماما انزل قطرة من ماء تحت العرش إلى الأرض فيلقيها على ثمرة أو
على بقلة فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الامام الذي يخلق الله منه نطفة الامام الذي
يقوم من بعده قال فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب ثم يصير إلى الرحم
فيمكث فيها أربعين ليلة فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت فإذا مضى له أربعة أشهر
كتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم فإذا خرج إلى الأرض اوتى الحكمة وزين بالعلم والوقار والبس الهيبة وجعل (1)
له مصباح من نور يعرف به الضمير ويرى به اعمال العباد.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن
الحسن بن راشد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله تبارك وتعالى إذا أحب ان يخلق
الامام امر ملكا ان يأخذ شربة (2) من ماء تحت العرش فيسقيها إياه فمن ذلك يخلق
الامام ويمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت ثم يسمع بعد ذلك الكلام.
فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم فإذا مضى الامام الذي كان من قبله رفع لهذا منارا من نور ينظر به
إلى اعمال الخلايق فبهذا يحتج الله على خلقه.
(6) حدثنا الهيثم بن أبي المسروق عن محمد بن فضيلة عن محمد بن مروان
قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الامام منا يسمع الكلام في بطن أمه فإذا وقع على
الأرض بعث الله ملكا فكتب على عضده وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته و
هو السميع العليم ثم يرفع له عمودا من نور يرى به اعمال العباد.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن مقاتل عن الحسين بن أحمد

(1) يجعل، كذا في البحار.
(2) بشربة، هكذا في البحار.
452

المنقري عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله إذا أراد خلق امام
انزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الأرض أو ثمرة من ثمارها فاكل منها الامام
فتكون نطفة من تلك القطرة فإذا مكث في بطن أمه أربعين يوما سمع الصوت فإذا تمت
له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم فإذا وضعته أمه على الأرض زين بالحكمة وجعل له مصباح من
نور يرى به أعمالهم.
(8) حدثنا أحمد بن (1) عبد الجبار عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الحسن
بن محبوب عن مقاتل عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول إن الله إذا أراد خلق الامام انزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الأرض أو
ثمرة من أثمارها فاكلها الذي يكون منه الامام فكانت تلك النطفة من تلك القطرة فإذا
مضت عليه أربعون يوما سمع الصوت في بطن أمه فإذا مضت عليه أربعة أشهر كتب
على عضدة الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم فإذا سقط من بطن أمه زين بالحكمة وجعل له مصباح من نور يرى به
أعمالهم.
(9) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبي الحسين (2) أحمد بن الحصين الحسيني و
المختار بن زياد جميعا عن علي بن أبي سكينة عن بعض رجاله عن إسحاق بن عمار قال
دخلت على أبى عبد الله عليه السلام أودعه فقال اجلس شبه المغضب ثم قال يا اسحق كأنك ترى
انا من هذا الخلق اما علمت أن الامام منا بعد الامام يسمع في بطن أمه فإذا وضعته أمه
كتب الله على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم فإذا شب وترعرع نصب له عمود من السماء إلى الأرض ينظر به إلى اعمال

(1) محمد، بدله في البحار.
(2) الحسن، بدله في البحار.
453

العباد.
(10) حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن
الحسين بن أحمد المنقري عن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن
الله إذا أراد خلق امام انزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الأرض أو ثمرة من
ثمارها فاكلها الامام الذي يكون منه الامام فكانت النطفة من تلك القطرة فإذا مكث في
بطن أمه أربعين يوما سمع الصوت فإذا مضى أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن وتمت
كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا سقط من بطن أمه
اوتى الحكمة وجعل له مصباح يرى به أعمالهم.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن خالد الجوائى عن أحدهما
عليه السلام قال إن الامام ليسمع الصوت في بطن أمه فإذا فصل من أمه كتب على عضده الأيمن
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا قضيت إليه الأمور
رفع له عمود من نور يرى به اعمال الخلايق.
(8) باب في أن الامام يرى ما بين المشرق و
المغرب بالنور.
(1) حدثنا معاوية بن حكيم (2) عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام يسمع الصوت في بطن أمه فإذا بلغ أربعة أشهر
كتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا وضعته

(1) وفى نسخة بدله، الجوان.
(2) وفى البحار بدله، محمد بن حكيم.
454

سطع له نور ما بين (1) السماء والأرض فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين
المشرق والمغرب.
(2) حدثنا معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان عن الفضيل
بن يسار قال إن الامام منا يسمع الكلام في بطن أمه فإذا وقع على الأرض سطع
له نور من السماء إلى الأرض فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق
والمغرب.
(3) حدثنا عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد
بن فضل (2) عن أبي حمزة الثمالي قال قال أبو جعفر عليه السلام ان الامام منا ليسمع الكلام
في بطن أمه حتى إذا سقط على الأرض اتاه ملك فيكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة
ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم حتى إذا شب رفع الله له عمودا
من نور يرى فيه الدنيا وما فيها لا يستر عنه منها شئ.
(9) باب في الامام يرفع له في كل بلد منار وينظر فيه
إلى اعمال العباد.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال روى
غير واحد من أصحابنا قال لا تتكلموا في الامام فان الامام يسمع الكلام وهو جنين في
بطن أمه فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
فإذا قام بالامر رفع له في كل بلد منارا وينظر به إلى اعمال العباد.

(1) من بين، كذا في البحار.
(2) فضيل، هكذا في البحار.
455

(2) حدثنا عمران بن موسى عن أيوب بن نوح عن عبد السلام بن سالم عن
الحسين عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام يسمع في بطن أمه فإذا
ولد خط على منكبيه (1) خط ثم قال هكذا بيده فذلك قول الله تعالى وتمت كلمة
ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وجعل له في كل قرية عمود من نور يرى به ما
يعمل أهلها فيها.
(3) حدثنا علي بن خالد عن أيوب بن نوح مثله.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس رواه عن
غير واحد من أصحابنا قال لا تتكلموا في الامام (2) يسمع الكلام في بطن أمه فإذا وضعته
كتب الملك بين عينيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا قام بالامر رفع
الله له في كل بلد منارا من نور ينظر به إلى اعمال العباد.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد ومحمد بن
الفضيل عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن
الامام ليسمع الكلام في بطن أمه حتى إذا سقط على الأرض اتاه ملك فيكتب على
عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم
فإذا شب رفع الله في كل قرية عمودا من نور مقامه في قرية ويعلم ما يعمل في
القرية الأخرى.
(6) حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد عن منصور
بن يونس عن غير واحد من أصحابنا قال قال أبو جعفر عليه السلام لا تكلموا في الامام يسمع
الكلام وهو جنين في بطن أمه فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه وتمت كلمة
ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا قام بالامر رفع الله له في كل بلد منارا ينظر

(1) منكبه، هكذا في البحار.
(2) فان الامام، هذه الزيادة في البحار.
456

إلى اعمال الخلايق.
(7) حدثنا عمران بن موسى عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر الغضباني
عن الحسين عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام يسمع في بطن أمه
فإذا ولد خط على منكبه خط ثم قال هكذا بيده وذلك قول الله تبارك وتعالى وتمت كلمة
ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا قام بالامر جعل الله له في كل
قرية عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهلها فيها.
(10) باب الأحاديث التي في الامام أنه يكون في قرية
فيرى ما في غيرها
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل الأزدي
عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام الامام يسمع الكلام في بطن أمه فإذا سقط إلى الأرض
نصب له عمود في بلاده وهو يرى ما في غيرها.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الربيع بن محمد المسلمي (1) عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الامام يسمع في بطن أمه
فإذا ولد خط بين كتفيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا صار الامر
إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل به أهل كل بلدة.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار
عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن الامام إذا شب رفع الله له في كل قرية عمودا من
نور يعلم ما يعمل في القرية الأخرى.

(1) السلمي، هكذا في حاشية البحار.
457

(11) باب فصل الأحاديث في الأئمة ليس فيها
ذكر الروية
(1) حدثنا عمار بن يونس عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر الربيع بن
محمد المسلمي عن محمد بن مروان قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا محمد ان الامام يسمع
الصوت في بطن أمة فإذا ولد خط على منكبه خط ثم قال هكذا بيده وذلك قول الله و
تمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن الحسين بن أحمد
المنقري عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إذا أراد الله ان يحبل بامام
اوتى بسبع ورقات من الجنة فاكلهن قبل ان يقع فإذا وقع في الرحم سمع الكلام
في بطن أمه فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والأرض وكتب
على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم.
(3) حدثنا أحمد بن محمد بن (1) عمرو بن عبد العزيز عن الحميري (2) عن
يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله عليه السلام وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم ثم قال هذا حرف في الأئمة خاصة ثم قال يا يونس ان الامام يخلقه
الله بيده لا يليه أحد غيره وهو جعله يسمع ويرى في بطن أمه حتى إذا صار إلى الأرض
خط بين كتفيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع

(1) عن، بدله في البحار.
(2) الخيبري، هكذا في البحار.
458

العليم.
(4) حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام إذا استقرت نطفة الامام في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من
نور في بطن أمه فإذا تم له أربعة أشهر في بطن أمه اتاه ملك يقال له حيوان
فيكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن يونس
بن ظبيان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال سمعته يقول إن الله إذا أراد ان يخلق الامام بعث
ملكا فاخذ شربة من تحت العرش ثم أوصلها أو دفعها إلى الامام فيمكث في الرحم أربعين
يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع بعد ذلك فإذا وضعته أمه بعث ذلك الملك الذي كان اخذ
الشربة ويكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو
السميع العليم.
(12) باب الفصل الذي فيه الأحاديث النوادر مما يفعل بالأئمة
من الأبواب التي فيما ذكر العمود والنور وغير ذلك
(1) حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى عن أحمد بن سليم أو عمن رواه عن أحمد بن
سليم عن أبي محمد الهمداني عن إسحاق الحريري (1) قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
فسمعته وهو يقول إن لله عمودا من نور حجبه الله عن جميع الخلايق طرفه عند الله وطرفه
الاخر في اذن الامام فإذا أراد الله شيئا أوحاه في اذن الامام.

(1) الجريري، هكذا في البحار.
459

(2) حدثنا الحسن بن علي عن صالح ابن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنت
جالسا عنده فقال ابتداء منه يا صالح بن سهل ان الله جعل بينه وبين الرسول رسولا ولم
يجعل بينه وبين الامام رسولا قال قلت وكيف ذاك قال جعل بينه وبين الامام
عمودا من نور ينظر الله به إلى الامام وينظر الامام (1) إذا أراد علم شئ نظر في ذلك
النور فعرفه.
(3) حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن عيسى بن هشام عن
الحسين بن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا أراد الله ان يخلق إماما اخذ الله بيده شربة
من تحت عرشه فدفعه إلى ملك من ملائكته فأوصلها إلى الامام فكان الامام من بعده منها
فإذا مضت عليه أربعون يوما سمع الصوت وهو في بطن أمه فإذا ولد اوتى الحكمة و
كتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع
العليم فإذا كان الامر يصل إليه اعانه الله بثلاثمائة وثلثة عشر ملكا بعدد أهل بدر وكانوا
معه ومعهم سبعون رجلا واثنى عشر نقيبا فاما السبعون فيبعثهم إلى الآفاق يدعون الناس
إلى ما دعوا إليه ويجعل الله له في كل موضع مصباحا يبصر به أعمالهم.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد عن أبي جعفر محمد بن مسلم (2)
عن أبيه عن أبي بصير قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى
فلما نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبد الله عليه السلام الغداء ولأصحابه وأكثره واطابه فبينا
نحن نتغدى إذ اتاه رسول حميدة ان الطلق قد ضربني وقد امرتني ان لا أسبقك بابنك
هذا فقام أبو عبد الله عليه السلام فرحا مسرورا فلم يلبث ان عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا
سنه فقلنا اضحك الله سنك وأقر عينيك ما صنعت حميدة فقال وهب الله لي غلاما وهو
خير من براء الله ولقد خبرتني عنه بأمر كنت اعلم به منها قلت جعلت فداك وما خبرتك عنه

(1) هذه الزيادة في البحار، إليه.
(2) سليمان، بدله في البحار.
460

حميدة قال ذكرت انه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه
إلى السماء فأخبرتها ان تلك امارة رسول الله صلى الله عليه وآله وامارة الامام من بعده فقلت
جعلت فداك وما تلك من علامة الامام فقال إنه لما كان في الليلة التي علق بجدى
فيها اتى ات جد أبى وهو راقد فاتاه بكأس فيها شربة ارق من الماء وابيض من
اللبن وألين من الزبد وأحلى من الشهد وأبرد من الثلج فسقاه إياه وأمره بالجماع
فقام فرحا مسرورا وجامع (1) فعلق فيها بجدى ولما كان في الليلة التي علق فيها
بابي اتى ات جدي فسقاه كماسقاه جد أبى وأمره بالجماع فقام فرحا مسرورا
فجامع فعلق بابي ولما كان في الليلة التي علق بي فيها اتى ات أبى فسقاه وأمره كما
أمرهم فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بي ولما كان في الليلة التي علق فيها بابني
هذا اتاني ات كما اتى جد أبى وجدى وأبى فسقاني كما سقاهم وأمرني كما أمرهم
فقمت فرحا مسرورا بعلم الله بما وهب لي فجامعت فعلق بابني وان نطفة الامام مما
أخبرتك فإذا استقرت في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من نور في بطن
أمه ينظر منه مد بصره فإذا تمت له في بطن أمه أربعة أشهر اتاه ملك يقال له
حيوان وكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم فإذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يده على الأرض رافعا رأسه
إلى السماء فإذا وضع يده إلى الأرض فإنه يقبض كل علم أنزله الله من
السماء إلى الأرض واما رفعه رأسه إلى السماء فان مناديا ينادى من بطنان العرش
من قبل رب العزة من الأفق الاعلى باسمه واسم أبيه يقول يا فلان أثبت ثبتك
الله فلعظيم ما خلقك (2) أنت صفوتي من خلقي وموضع سرى وعيبة علمي لك و
لمن تولاك أوجبت رحمتي وأسكنت (3) جنتي وأحللت جواري ثم وعزتي لأصلين

(1) فجامع، بدله في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، ماء خلقتك.
(3) أسكنته، كذا في البحار.
461

من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم من سعة رزقي فإذا انقضى صوت المنادى
اجابه الوصي شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا
اله الا هو العزيز الحكيم إلى آخرها فإذا قالها أعطاه الله علم الأول وعلم الاخر و
استوجب زيادة الروح في ليلة القدر قلت جعلت فداك ليس الروح جبرئيل فقال
جبرئيل من الملائكة والروح خلق أعظم من الملائكة أليس الله يقول تنزل الملائكة
والروح. (5) حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال أبو عبد الله عليه السلام انا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبي
صلى الله عليه وآله والأوصياء لا يريد أحد منا علم امر من امر الأرض أو امر من امر
السماء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش الا رفع طرفه إلى ذلك النور فرأى
تفسير الذي أراد فيه مكتوبا.
(6) حدثنا محمد بن أحمد (1) عن محمد بن موسى عن محمد بن أسد الخزاز
عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله الخراساني مولى جعفر بن محمد عن بنان الجوزي
عن إسحاق القمي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما قدر الإمام قال يسمع في
بطن أمه فإذا وصل إلى الأرض كان على منكبه الأيمن مكتوبا وتمت كلمة ربك
صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ثم يبعث أيضا له عمودا من
نور تحت بطنان العرش إلى الأرض يرى فيه اعمال الخلايق كلها ثم يتشعب
له عمود آخر من عند الله إلى اذن الامام كلما احتاج إلى مزيد افرغ فيه
افراغا.
(7) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي
عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي بكر الحضرمي قال قال لي أبو عبد الله

(1) أحمد بن محمد، بدله في البحار.
462

عليه السلام يا أبا بكر ما يخفى على شئ من بلادكم.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أحمد بن محمد
عن أبيه قال كنت انا وصفوان عند أبي الحسن عليه السلام (1) فذكروا الامام و
فضله قال إنما منزلة الامام في الأرض بمنزلة القمر في السماء وفى موضعه هو مطلع
على جميع الأشياء كلها.
(9) حدثنا الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران قال كنت انا وأحمد بن
نصر عند الرضا عليه السلام فجرى ذكر الامام فقال الرضا عليه السلام إنما هو مثل القمر يدور
في كل مكان أو يريه (2) من كل مكان.
(13) باب قول رسول الله ص في عرض الأعمال عليه
ان حياته ومماته خير لكم وان الأرض لا تطعم منهم شيئا
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبد الله بن سنان
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال النبي يوما لأصحابه حياتي خير لكم ومماتي خير
لكم قال فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذا حياتك نعم قالوا فكيف مماتك فقال إن
الله حرم لحومنا على الأرض ان يطعم منها.
(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن حماد عن القاسم
بن عروة.
(3) وحدثنا عبد الله بن عمر المسلمي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال

(1) أبى عبد الله، بدله في البحار.
(2) تراه، هكذا في البحار.
463

رسول الله صلى الله عليه وآله حياتي خير لكم ومماتي خير لكم فاما حياتي فان الله هديكم بي من الضلالة
وأنقذكم من شفا حفرة من النار واما مماتي فان أعمالكم تعرض على فما كان من حسن
استزدت الله لكم وما كان من قبيح استغفرت الله لكم فقال له رجل من المنافقين وكيف
ذاك يا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رمت يعنى صرت رميما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله كلا ان
الله حرم لحومنا على الأرض فلا يطعم منها شيئا.
(4) حدثنا السندي بن محمد بن عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم
ومماتي خير لكم تعرض على أعمالكم فان رأيت حسنا جميلا حمدت الله على ذلك
وان رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم.
(5) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن حيان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في نفر من أصحابه ان مقامي بين أظهركم ومفارقتي
خير لكم فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اما مقامك
بين أظهرنا فهو خير لنا فكيف يكون مفارقتك إيانا خير لنا قال اما مقامي بين
أظهركم ان الله يقول وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون يعذبهم بالسيف واما مفارقتي إياكم فإنه خير لكم فان أعمالكم
تعرض على كل اثنين وكل خميس فما كان من حسن حمدت الله عليه وما كان
من سيئ استغفرت الله لكم.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله لأصحابه حياتي خير لكم تحدثون و
نحدث لكم ثم قال ومماتي خير لكم تعرض على أعمالكم فان رأيت حسنا حمدت
الله على ذلك وان رأيت غير ذلك استغفرت الله.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن غير واحد من أصحابنا
464

عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه حياتي خير لكم ومماتي
خير لكم قالوا اما حيوتك يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقد عرفنا فما في وفاتك قال اما
حياتي فان الله يقول وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون واما وفاتي فتعرض على أعمالكم فاستغفر لكم.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله
عليه السلام قال سمعته يقول مالكم تسيئون (1) رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له؟؟ رجل جعلت فداك
وكيف يسيئون (2) فقال اما تعلمون ان أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية
ساء (3) فلا تسيئوا (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسروه.
(9) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن حكم عن زياد بن أبي الحلال عن أبي
عبد الله عليه السلام قال ما من نبي ولا وصى تبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى
يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء وإنما يؤتى موضع آثارهم ويبلغ بهم من
بعيد السلام ويسمعونهم على آثارهم من قريب.
(14) باب ما جعل الله في الأنبياء والأوصياء والمؤمنين
وساير الناس من الأرواح وانه فضل الأنبياء والأئمة من
آل محمد بروح القدس وذكر الأرواح الخمس
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن

(1) تسؤون، هكذا في البحار.
(2) نسؤوه، كذا في البحار.
(3) سائه، كذا في البحار.
(4) تسووا، هكذا في البحار.
465

إبراهيم بن عمر عن جابر الجعفي قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا جابر ان الله خلق الناس
ثلاثة أصناف وهو قول الله تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة
وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فالسابقون هو
رسول الله صلى الله عليه وآله وخاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فيه بعثوا
أنبياء وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله وأيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة
الله وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته وجعل فيهم روح
المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون وجعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح
الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قووا على الطاعة من الله وجعل
فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج التي يذهب الناس
به ويجيئون.
(2) حدثنا علي بن حسان عن علي بن عطيه (1) يرفعه إلى أمير المؤمنين
قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ان لله نهرا دون عرشه ودون النهر الذي دون عرشه نور
من نوره وان على (2) حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس وروح من امره
وان لله عشر طينات خمسة من الجنة وخمسة من النار وخمسة من الأرض وفسر
الجنان وفسر الأرض ثم قال ما من نبي ولا ملك الا من بعد جبله نفخ فيه من إحدى
الروحين وجبل النبي من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن عليه السلام ما الجبل قال
الخلق غيرنا أهل البيت فان الله خلقنا من العشر طينات جمعيا ونفخ فينا من الروحين
جميعا فاطيبها طينتنا (3) وروى غيره عن أبي الصامت قال طين الجنان جنة عدن و
جنة المأوى والنعيم والفردوس والخلد وطين الأرض مكة والمدينة وبيت

(1) هذه الزيادة في البحار، عن الزيات.
(2) في، بدله في البحار.
(3) فاطيب بها طيبا، كذا في البحار.
466

المقدس والحيرة (1).
(3) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد أخبرنا يحيى بن صالح
حدثنا محمد بن خالد الأسدي عن الحسن بن جهم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
عليه السلام قال في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح روح البدن وروح القدس وروح القوة و
روح الشهوة وروح الايمان (2) وفى المؤمنين أربعة أرواح افقدها (3)
روح القدس روح البدن وروح الشهوة وروح الايمان وفى الكفار ثلاثة أرواح روح
البدن وروح القوة وروح الشهوة ثم قال روح الايمان (4) يلازم الجسد
ما لم يعمل بكبيرة فإذا عمل كبيرة فارقه الروح وروح القدس من سكن فيه فإنه
لا يعمل بكبيرة ابدا.
(4) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن عمر عن ابن سنان عن عمار بن مروان
عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن علم العالم فقال يا جابر ان
في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح
القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر علمنا (5) ما تحت العرش إلى ما تحت
الثرى ثم قال يا جابر ان هذه الأرواح يصيبه الحدثان الا ان روح القدس لا يلهوا
ولا يلعب.
(5) حدثنا عمران بن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن عبد الله بن عبد الله
الواسطي عن درست بن أبي منصور عمن ذكره عن جابر قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن
الروح قال يا جابر ان الله خلق الخلق على ثلث طبقات وأنزلهم ثلث منازل وبين.

(1) وفى نسخة بدله، الحاير.
(2) الاتيان، كذا في البحار.
(3) وفى نسخة بدله، إنما فقدوا.
(4) روح البدن، كذا في البحار
(5) عرفوا، بدله في البحار.
467

ذلك في كتابه حيث قال وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما
أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فاما ما ذكر من السابقين فهم أنبياء
مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الايمان وروح
القوة وروح الشهوة وروح البدن وبين ذلك في كتابه حيث قال تلك الرسل فضلنا
بعضهم على بعض منهم من كل الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى بن مريم البينات
وأيدناه بروح القدس ثم قال في جميعهم وأيدهم بروح منه فبروح القدس بعثوا
أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبروح القدس علموا جميع الأشياء وبروح الايمان
عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم و
بروح الشهوة أصابوا لذة الطعام ونكحوا الحلال من النساء وبروح البدن يدب
ويدرج واما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقا جعل فيهم أربعة
أرواح روح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن ولا يزال العبد مستعملا
بهذه الأرواح الأربعة حتى يهم بالخطيئة فإذا هم بالخطيئة زين له روح الشهوة
وشجعه روح القوة وقاده روح البدن حتى يوقعه في تلك الخطيئة فإذا لامس
الخطيئة انتقص من الايمان وانتقص الايمان منه فان تاب تاب الله عليه وقد يأتي على
العبد تارات ينقص منه بعض هذه الأربعة وذلك قول الله تعالى ومنكم من يرد إلى
أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا فتنتقص روح القوة ولا يستطيع مجاهدة العدو
ولا معالجة المعيشة وينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أحسن بنات آدم لم
يحن إليها وتبقى فيه روح الايمان ورح البدن فبروح الايمان يعبد الله وبروح
البدن ويدب ويدرج حتى تأتيه ملك الموت واما ما ذكرت أصحاب المشئمة فمنهم
أهل الكتاب قال الله تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون
أبنائهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن
من الممترين عرفوا رسول الله صلى الله عليه وآله والوصي من بعده وكتموا ما عرفوا من الحق بغيا
468

وحسدا فيسلبهم روح الايمان وجعل لهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة و
روح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا لان الدابة
إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة ويسير بروح البدن.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن ابن
هارون العبدي عن محمد عن الأصبغ بن نباته قال اتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال
أناس يزعمون أن العبد لا يزنى وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر و
هو مؤمن ولا يأكل الربوا وهو مؤمن ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن فقد كبر
هذا على وجرح منه صدري حتى زعم أن هذا العبد الذي يصلى إلى قبلتي ويدعو
دعوتي ويناكحني وأناكحه ويوارثني واوارثه فأخرجه من الايمان من اجل ذنب
يسير اصابه فقال له علي عليه السلام صدقك أخوك انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول
خلق الله الخلق وهو على ثلاثة طبقات وأنزلهم ثلث منازل فذلك قوله تعالى في الكتاب
أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فاما ما
ذكرت من السابقين فأنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح
القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا
أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح
القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم وبروح الشهوة أصابوا للذيذ من الطعام
ونكحوا الحلال من شباب النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا ثم قال تلك الرسل
فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات واتينا عيسى بن
مريم البينات وأيدناه بروح القدس ثم قال في جماعتهم وأيدهم بروح منه يقول
أكرمهم بها وفضلهم على من سواهم واما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم
المؤمنون حقا بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح الايمان روح القوة وروح
الشهوة ورح البدن ولا يزال العبد يستكمل بهذا الأرواح الأربعة حتى تأتى
469

حالات قال وما هذه الحالات فقال علي عليه السلام اما أولهن فهو كما قال الله ومنكم
من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا فهذا ينقص (1) منه جميع الأرواح
وليس من الذي يخرج من دين الله لان الله الفاعل ذلك به رده إلى أرذل عمره فهو
لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا الصيام بالنهار ولا القيام في
صف من (2) الناس فهذا نقصان من روح الايمان فليس يضره شئ إن شاء الله و
ينقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه ولا يستطيع طلب المعيشة وينتقص
منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات ادم لم يحن إليها ولم يقم ويبقى روح
البدن فهو يدب ويدرج حتى تأتيه ملك الموت فهذا حال خير لان الله فعل ذلك
به وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه يهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة وتزين
له روح الشهوة وتقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا مسها انتقص
من الايمان ونقصانه من الايمان ليس بعائد فيه ابدا أو يتوب فان تاب وعرف
الولاية تاب الله عليه وان عاد وهو تارك الولاية ادخله الله نار جهنم واما أصحاب
المشئمة فهم اليهود والنصارى قول الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما
يعرفون أبناءهم في منازلهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق
من ربك الرسول من الله إليهم بالحق فلا تكونن من الممترين فلما جحدوا ما
عرفوا ابتلاهم الله بذلك الذم فيسلبهم روح الايمان واسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح
القوة وروح الشهوة وروح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم الا كالانعام
بل هم أضل سبيلا لان الدابة إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة و
تسير بروح البدن فقال له السائل أحييت قلبي بإذن الله تعالى.

(1) ينتقص، كذا في البحار.
(2) مع، بدله في البحار.
470

(15) باب في الأئمة ع ان روح القدس يتلقاهم إذ
احتاجوا إليه.
(1) حدثنا العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن محمد بن عمران (1)
عن بعض أصحابه قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام فقلت جعلت فداك تسئلون (2) عن الشئ
فلا يكون عندكم علمه فقال ربما كان ذلك قال قلت كيف تصنعون قال تتلقانا به
روح القدس.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي (3) والحسين بن سعيد عن
النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بشير الدهان عن حمران بن أعين عن جعيد
الهمداني قال سئلت علي بن الحسين باي حكم تحكمون قال نحكم بحكم آل
داود فان عيينا شيئا تلقانا به روح القدس.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار
الساباطي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بما تحكمون إذا حكمتم فقال بحكم الله و
حكم داود فإذا ورد علينا شئ ليس عندنا تلقانا به روح القدس.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن أبي عبد الله
عليه السلام قال قلت تسئلون عن الشئ فلا يكون عندكم علمه قال ربما كان ذلك قلت
كيف تصنعون قال تلقانا به روح القدس.

(1) حمران، هكذا في البحار.
(2) تسئلونك، هكذا في البحار.
(3) عن، بدله، في البحار.
471

(5) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط
عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أنبياء أنتم قال لا قلت فقد حدثني
من لا اتهم انك قلت انا أنبياء قال من هو أبو الخطاب قال قلت نعم قلت كنت إذا
اهجر قال قلت فبما تحكمون قال بحكم آل داود فإذا ورد علينا شئ ليس عندنا
تلقانا به روح القدس.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن
عمار أو غيره قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام فبما تحكمون إذا حكمتم فقال بحكم الله
وحكم داود وحكم محمد صلى الله عليه وآله فإذا ورد علينا ما ليس في كتاب على تلقانا به روح
القدس والهمنا الله الهاما.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد البرقي عن ابن سنان (1)
أو غيره عن بشير عن حمران عن جعيد الهمداني ممن خرج مع (2) الحسين عليه السلام
بكربلا قال فقلت للحسين عليه السلام جعلت فداك باي شئ تحكمون قال يا جعيد نحكم
بحكم آل داود فإذا عيينا (3) عن شئ تلقانا به روح القدس.
(8) حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسين بن علي عن
علي بن عبد العزيز (4) عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ان الناس

(1) و، بدله في البحار.
(2) وكان جعيد ممن خرج مع الحسين الخ هكذا في البحار قال المجلسي ره في
منتخب البصائر فقتل بكربلا وكان ما في كتاب الصفار أصح لان الشيخ في الرجال عده من
أصحاب على والحسن والحسين وعلي بن الحسين ولم يعد من الشهداء وقد مر
انه روى هذا الخبر عن علي بن الحسين وكان أحدهما تصحيف الاخر وان احتمل
روايته عنهما.
(3) وفى نسخة بدله، غيبنا.
(4) عن عبد العزيز، هكذا في البحار.
472

يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وجه عليا عليه السلام إلى اليمن ليقضى بينهم فقال على فما وردت
على قضية الا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآله فقال صدقوا قلت وكيف
ذاك ولم يكن انزل القرآن كله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله غائبا عنه فقال تتلقاه به
روح القدس.
(9) حدثنا أبو علي أحمد بن إسحاق عن الحسن (1) عن العباس بن جريش
عن أبي جعفر الثاني قال قال أبو جعفر الباقر عليه السلام ان الأوصياء محدثون يحدثهم
روح القدس ولا يرونه وكان علي عليه السلام يعرض على روح القدس ما يسئل عنه فيوجس
في نفسه ان قد أصبت (2) بالجواب فيخبر فيكون كما قال.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عمن رواه محمد بن الحسين عن محمد بن
أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان الناس يقولون إن
أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول وجهني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن والوحي ينزل
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة فحكمت بينهم بحكم الله حتى لقد كان الحكم يظهر
فقال صدقوا قلت وكيف ذاك جعلت فداك فقال أمير المؤمنين عليه السلام إذا
وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد
عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أيها الناس انه نفث في
روعي روح القدس انه لم تمت نفسي حتى تستوفى أقصى رزقها وان ابطاء عليها فاتقوا
الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطأ شئ مما عند الله ان تصيبوه بمعصيته فان
الله لا ينال ما عنده الا بالطاعة.
(12) حدثنا بعض أصحابنا عن موسى بن عمر عن محمد بن بشار عن عمار

(1) عن الحسن بن عباس، هكذا في البحار.
(2) وفى نسخة بدله، أصيب.
473

بن مروان عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام ان الله خلق الأنبياء والأئمة على خمسة
أرواح روح القوة وروح الايمان وروح الحياة وروح الشهوة وروح القدس فروح القدس
من الله وساير هذه الأرواح يصيبها الحدثان فروح القدس لا يلهوا ولا
يتغير ولا يلعب وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت
الثرى.
(13) حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد حدثني أبو
الفضل عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام سئلته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى
عليه ستره فقال يا مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل للنبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح
روح الحياة فيه دب ودرج وروح القوة فبه نهض وجاهد وروح الشهوة فبه
اكل وشرب واتى النساء من الحلال وروح الايمان فبه امر وعدل وروح
القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل روح القدس فصار في
الامام وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهوا ولا يسهوا والأربعة الأرواح
تنام وتلهوا وتغفل وتسهوا وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض
وغربها وبرها وبحرها قلت جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده قال نعم و
ما دون العرش.
474

(16) باب الروح التي قال الله تعالى في كتابه وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا انها في رسول الله ص وفى
الأئمة يخبرهم ويسددهم ويوفقهم.
(1) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن ابن بصير قال قلت
لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك عن قول الله تبارك وتعالى وكذلك أوحينا إليك روحا
من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من
نشاء من عبادنا وانك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات
وما في الأرض الا إلى الله تصير الأمور (1) قال يا أبا محمد خلق والله أعظم
من جبرئيل وميكائيل وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه آله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة.
يخبرهم ويسددهم.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله عن قول
الله تبارك وتعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب
ولا الايمان قال خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله
يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده.
(3) حدثنا العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن أبان بن تغلب
قال الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويوفقه
وهو مع الأئمة من بعده.

(1) الآية (53) الشورى.
475

(4) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم
عن سماعة بن مهران قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الروح خلق أعظم
من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويرشده وهو مع الأئمة و
الأوصياء من بعده.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم
عن سماعة بن مهران قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الروح خلق
أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويرشده وهو مع
الأوصياء من بعده.
(6) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي الصباح الكناني
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا إلى اخر الآية قال
خلق والله أعظم من جبرئيل وميكائيل وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده و
هو مع الأئمة من بعده.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال له رجل من أهل هيت قول الله عز وجل وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان قال
فقال ملك منذ انزل الله ذلك الملك لم يصعد إلى السماء كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله و
هو مع الأئمة يسددهم.
(8) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الصباح الكناني عن أبي
بصير قال قلت قول الله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا قال هو خلق أعظم من
جبرئيل وميكائيل وكل بمحمد صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة يخبرهم
ويسددهم. (9) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
476

عن عاصم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان فقال خلق
من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدده
وهو مع الأئمة من بعده.
(10) حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن جبله
عن أبي الصباح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله
خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان يوفقه ويسدده وهو مع الأئمة من
بعده.
(11) حدثنا أحمد بن محمد (1) عن البرقي عن أبي الجهم عن علي بن
أسباط قال سئل أبا عبد الله عليه السلام رجل وانا حاضر عن قول الله تعالى وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا فقال منذ انزل الله ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله لم
يصعد إلى السماء وانه لفينا (2).
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي بكير عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل وكذلك أوحينا إليك روحا من
أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من
نشاء من عبادنا فقال أبو جعفر عليه السلام منذ انزل الله ذلك الروح على نبيه ما صعد إلى
السماء وانه لفينا (3).
(13) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط قال سأله رجل من
أهل هيت وانا حاضر عن قول الله عز وجل وكذلك أوحينا إليك روحا
من أمرنا قال منذ انزل الله ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله ما صعد إلى السماء وانه لفينا (4)

(1) عن البرقي، من غير زيادة هكذا في البحار.
(2) لقينا، كذا في البحار.
(3) لقينا، كذا في البحار.
(4) لقينا، كذا في البحار.
477

(14) حدثنا سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم حدثني أسباط بن
سالم قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال أصلحك
الله قول الله تبارك وتعالى في كتابه وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا قال ذلك
فينا منذ هبطه الله إلى الأرض وما يخرج (1) إلى السماء.
(15) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام
بن المستنير قال سمعت أبا جعفر عليه السلام وقد سئل عن قول الله تبارك وتعالى وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا فقال الروح الذي قال الله وأوحينا إليك روحا من
أمرنا فإنه هبط من السماء إلى محمد صلى الله عليه وآله ثم لم يصعد إلى السماء منذ هبط
إلى الأرض.
(17) باب ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من
صحف عندهم ازداده أو رواية فأخبر بسر وان ذلك من الروح
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن عبد الله بن طلحة
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اخبرني يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله عن العلم الذي تحدثونا (2)
به امن صحف عندكم أو من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو كيف حال العلم عندكم
قال يا عبد الله الامر أعظم من ذلك وأجل اما تقرأ كتاب الله قلت بلى قال اما تقرأ
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا ايمان أفترون
انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان قال قلت هكذا نقرؤها (3) قال نعم

(1) يعرج، هكذا في البحار.
(3) تحدثون، هكذا في البحار.
(3) نقراها، هكذا في البحار.
478

قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه
بها العلم والفهم وكذلك تجرى تلك الروح إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها
العلم والفهم.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن ابن سنان أو غيره
عن عبد الله بن طلحة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اخبرني يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله عن
العلم الذي تحدثونا به امن صحف عندكم أو من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو
كيف حال العلم عندكم قال أبو عبد الله ع الامر أعظم من ذلك وأجل اما تقرأ كتاب
الله قال قلت بلى قال اما تقرأ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى
ما الكتاب ولا الايمان أفترون انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان قال قلت
هكذا نقرؤها قال نعم قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله
تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم.
(3) وروى محمد بن (1) عيسى عن إبراهيم بن عمر قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام اخبرني عن العلم الذي تعلمونه أهو شئ تعلمونه من أفواه الرجال بعضكم
من بعض اوشئ مكتوب عندكم من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الامر أعظم من ذلك
اما سمعت قول الله عز وجل في كتابه وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما
كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان قال قلت بلى قال فلما أعطاه الله تلك الروح
علم بها وكذلك هي إذا انتهت إلى عبد علم بها العلم؟؟ والفهم تعرض
بنفسه عليه السلام.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن
زياد بن أبي الحلال (2) قال كنت سمعت من جابر أحاديث فاضطرب فيها فوادى وضقت.

وفى البحار، بزيادة، عن حماد بن عيسى.
(2) في نسخة بدله، الجلال.
479

فيها ضيق شديدا فقلت والله ان المستراح لقريب وانى عليه لقوى فاتبعت بعيرا
وخرجت عليه من المدينة وطلبت الاذن على أبى عبد الله عليه السلام فاذن لي فلما نظر إلى
قال رحم الله جابرا كان يصدق علينا ولعن الله المغيرة فإنه كان يكذب علينا قال ثم
قال فينا روح رسول الله صلى الله عليه وآله.
(5) حدثنا أبو محمد عن حمران بن موسى (1) بن جعفر عن علي بن أسباط
عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن العلم ما هو اعلم
يتعلمه العالم من أفواه الرجال أو في كتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه فقال الامر
أعظم من ذلك (2) وأجل اما سمعت من قول الله تبارك وتعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من
أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ثم قال وأي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية فقلت
لا ادرى جعلت فداك ما يقولون قال بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله
إليه تلك الروح التي يعطيها الله من يشاء فإذا أعطاها الله عبدا علمه الفهم
والعلم.
(18) باب الروح التي قال الله يسئلونك عن الروح قل
الروح من امر ربى انها في رسول الله ص وأهل بيته ع
يسددهم ويوفقهم ويفقههم.
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى قال خلق أعظم من

(1) وفى البحار بزيادة، عن موسى بن جعفر.
(2) ذاك، في نسخة بدله.
480

جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة
يوفقهم ويسددهم وليس كلما طلب وجد.
(2) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي
بصير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يسئلونك عن الروح قال الروح من
امر ربى قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد
صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة يسددهم وليس كلما طلب وجد.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حفص
بن البختري قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يسئلونك عن الروح قل الروح
من امر ربى قال ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى
غير محمد صلى الله عليه وآله وليس كلما طلب وجد.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي أيوب الخزاز قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى قال ملك
أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وهو مع
الأئمة وليس كلما طلب وجد.
(5) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
عمر بن ابان الكلبي عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يسئلونك عن الروح
قل الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا قال هو خلق أعظم من جبرئيل
وميكائيل كان مع رسول الله يوفقه وهو معنا أهل البيت.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حفص الكلبي عن أبي
بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى يسألونك عن الروح قل الروح
من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا قال هو شئ أعظم من جبرئيل وميكائيل
كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوفقه وهو معنا أهل البيت.
481

(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي عن أسباط بن سالم قال سئلت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى
قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل وهو مع الأئمة.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي
بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الروح قال الروح من امر ربى فقال أبو عبد الله عليه السلام
خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل وهو مع الأئمة يفقهم (1) قلت ونفخ فيه من
روحه قال من قدرته.
(9) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن ابن
مسكان عن أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل يسئلونك عن الروح
قال الروح من امر ربى قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو مع الأئمة وهو من الملكوت.
(10) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين القلانسي قال سمعته
يقول في هذه الآية يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى قال ملك أعظم
من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة
وليس كما ظننت.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
إبراهيم بن عمر اليماني عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير قال سمعته يقول في
هذه الآية ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى قال ملك أعظم من جبرئيل
وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة وليس كما
ظننت.
(12) حدثنا أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن

(1) وفى نسخة بدله، يوفقهم.
482

فضال عن أبي جميله عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل
يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى قال إن الله تبارك وتعالى أحد
صمد والصمد الشئ الذي ليس له جوف وإنما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة
وتأييد يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين.
(12) حدثنا بعض أصحابنا عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال
مثل المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق إذا خرجت الجوهرة منه طرح الصندوق
ولم تتعب به قال إن الأرواح لا تمازج البدن ولا تداخله إنما هو كالكلل للبدن
محيطة به.
19 - باب في الروح التي قال الله عز وجل تنزل الملائكة
بالروح من امره وهي تكون مع الأنبياء والأوصياء
والفرق بين الروح والملائكة
(1) حدثنا محمد بن عيسى عن عبيد بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عن قول الله عز وجل ينزل الملائكة بالروح
من امر ربه على من يشاء من عباده (1) فقال جبرئيل الذي نزل على الأنبياء و
الروح تكون معهم ومع الأوصياء لا تفارقهم تفقهم (2) وتسددهم من عند الله وانه لا إله إلا الله
محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبهما عبد الله واستعبده الخلق وعلى هذا الجن و
الانس والملائكة ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا انسان ولا جان الا بشهادة ان لا اله

(1) الآية (2) النحل.
(2) وفى نسخة بدله، توفقهم.
483

الا الله وأن محمدا رسول الله وما خلق الله خلقا الا للعبادة.
(2) وروى بعض أصحابنا عن موسى بن عمر عن علي بن أسباط هذا الحديث
بهذا الاسناد بعينه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين ومحمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن
الحسين بن أبي العلاء عن سعد الإسكاف قال اتى رجل علي بن أبي طالب عليه السلام يسأله
عن الروح أليس هو جبرئيل فقال له علي عليه السلام جبرئيل من الملائكة والروح
غير جبرئيل وكرر ذلك على الرجل فقال له لقد قلت عظيما من القوم ما أحد
يزعم أن الروح غير جبرئيل فقال له علي عليه السلام انك ضال تروى عن أهل الضلال
يقول الله تبارك وتعالى لنبيه ع اتى امر الله فلا تستعجلوه (1) سبحانه وتعالى عما
يشركون تنزل الملائكة بالروح والروح غير الملائكة.
(4) حدثنا أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد عن أبي جعفر محمد بن
سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فذكر شيئا من امر الامام
إذا ولد قال واستوجب زيادة الروح في ليلة القدر فقلت جعلت فداك أليس الروح
جبرئيل قال جبرئيل من الملائكة والروح خلق أعظم من الملائكة أليس الله يقول
تنزل الملائكة والروح.
20 - باب في الامام انه يعلم الساعة التي يمضى فيها وما
يزاد في الليل والنهار ولا يوكل إلى نفسه
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن يزيد قلت

(1) الآية (1) النحل.
484

لأبي عبد الله عليه السلام إذا مضى الامام يفضى من علمه في الليلة التي يمضى فيها إلى
الإمام القائم من بعده مثل ما كان يعلم الماضي قال وما شاء الله من ذلك يورث كتبا
ولا يوكل إلى نفسه ويزاد في ليله ونهاره.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن منصور
بن يونس عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الامام إذا مات يعلم الذي بعده
في تلك الساعة مثل علمه قال يورث كتبا ويزاد في كل يوم وليلة ولا يوكل
إلى نفسه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن منصور عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله
عليه السلام جعلني الله فداك العالم منكم يمضى في اليوم أو في الليلة وفى الساعة بعد مثل
علمه قال يا أبا محمد يخلفه العالم من بعده في ذلك يوم أوفى تلك الساعة مثل علمه
قال يورث كتبا ويزاد في الليل والنهار ولا يكله الله إلى نفسه.
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن أبي بصير قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلني الله فداك العالم منكم يمضى في اليوم أوفى الليلة وفى
الساعة يخلفه العالم من بعده في ذلك اليوم أوفى تلك الساعة يعلم مثل علمه قال يا
أبا محمد يورث كتبا ويزاد في الليل والنهار ولا يكله الله إلى نفسه.
(5) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن محمد بن عمر بن يزيد عن الحسن بن
عمر عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام إذا مضى الامام يفضى من علمه في الليلة التي
يمضى فيها إلى الإمام القائم من بعده مثل ما كان يعلم الماضي قال أوما شاء الله من ذلك
يورث كتبا ولا يوكل إلى نفسه ويزاد في ليله ونهاره.
(6) حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن أبي مالك الحضرمي عن أبي
الصابح عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يكون ان يفضى هذا الامر إلى من لم
يبلغ قال نعم قلت ما يصنع قال يورث كتبا ولا يكله الله إلى نفسه.
485

(7) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج
قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام متى يمضى الامام حتى يؤدى علمه إلى من يقوم مقامه من
بعده قال فقال لا يمضى الامام حتى يفضى (1) علمه إلى من انتجبه الله ولكن يكون
صامتا معه فإذا مضى ولى العلم نطق به من بعده.
(8) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن محمد بن النعمان قال سألت أبا عبد
الله عليه السلام وهو يقول إن الله لا يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى أنفسنا لكنا كعرض
الناس ونحن الذين قال الله عز وجل ادعوني استجب لكم (2).
(9) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن أبي عبد الله الرازي عن أحمد بن
محمد عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له ان أبى حدثني
عن جدك انه سئله عن الامام يفضى إليه علم صاحبه فقال في الساعة التي يقبض
فيها يصير إليه علم صاحبه فقال هو أو ما شاء الله يورث كتبا ولا يوكل
إلى نفسه ويزاد في الليل والنهار فقلت له عندك تلك الكتب وذلك الميراث فقال
أي والله انظر فيها.
21 - باب في الامام متى يعلم أنه امام
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى قال قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام اخبرني عن الامام متى يعلم أنه امام حين يبلغه ان صاحبه قد مضى
أو حين يمضى مثل أبى الحسن عليه السلام قبض ببغداد وأنت هيهنا قال يعلم ذلك حين
يمضى صاحبه قلت باي شئ قال يلهمه الله ذلك.

(1) يعلمه، هكذا في البحار.
(2) الآية (60) المؤمن.
486

(2) حدثنا محمد بن عيسى عن قارن عن رجل انه كان رضيع أبى جعفر
عليه السلام قال بينا أبو الحسن عليه السلام جالس مع مؤدب له يكنى أبا ذكريا وأبو جعفر
عليه السلام عندنا انه ببغداد وأبو الحسن يقرأ من اللوح إلى (1) مؤدبه إذ بكى بكاء
شديدا سئله المؤدب ما بكاؤك فلم يجبه فقال ائذن لي بالدخول فاذن له فارتفع
الصياح والبكاء من منزله ثم خرج إلينا فسألنا عن البكاء فقال إن أبى
قد توفى الساعة فقلنا بما علمت قال فادخلني من اجلال الله ما لم أكن اعرفه
قبل ذلك فعلمت انه قد مضى فتعرفنا ذلك الوقت من اليوم والشهر فإذا هو قد
مضى في ذلك الوقت.
(3) حدثنا محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن معاوية بن حكيم عن
أبو الفضل الشيباني عن هارون بن الفضل قال رأيت أبا الحسن ع في اليوم الذي
توفى فيه أبو جعفر ع فقال انا لله وانا إليه راجعون مضى أبو جعفر فقيل له وكيف
عرفت ذلك قال تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها.
(4) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر قال سمعته
يقول يعنى أبا الحسن الرضا ع انى طلقت أم فروة بنت اسحق في رجب
بعد موت أبى بيوم قلت له جعلت فداك طلقتها وقد علمت موت أبى الحسن ع
قال نعم.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي الفضل عن هارون بن الفضل أنه قال في
اليوم الذي توفى فيه أبو جعفر قال انا لله وانا إليه راجعون مضى أبو جعفر فقيل له
وكيف عرفت ذلك قال لأنه تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها.
(6) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى قال قلت
لأبي الحسن الرضا انهم رووا عنك في موت أبى الحسن ان رجلا قال لك علمت ذلك

(1) على بدله في البحار.
487

بقول سعيد فقال جائني سعيد بما قد كنت علمته قبل مجيئه.
(22) باب رسول الله ص جعل الاسم الأكبر وميراث
النبوة وميراث العلم إلى علي ع عند وفاته
(1) حدثنا علي بن عبد الرحمن عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد
بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الكريم بن عمر (1) عن عبد الحميد بن
الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
انه قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم و
آثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام فانى لا اترك الأرض الا ولى فيها
عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي حجة بين قبض النبي صلى الله عليه وآله إلى خروج النبي الاخر
فأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى علي بن أبي
طالب.
(2) حدثنا بعض أصحابنا عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال لما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نبوته
واستكملت أيامه أوحى الله إليه يا محمد صلى الله عليه وآله قد قضيت نبوتك واستكملت
أيامك فاجعل العلم الذي عندك والآثار والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة
في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب عليه السلام فانى لم اقطع علم النبوة من العقب من
ذريتك كما لم اقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك ادم
صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

(1) عمرو، بدله في البحار.
488

(3) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي
حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته و
استكملت أيامه أوحى الله إليه يا محمد صلى الله عليه وآله قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك
فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم
النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فانى لم اقطع علم النبوة من العقب من ذريتك
كما لم اقطعها من بيوتات الأنبياء.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن
عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال
أوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوصى
إلى ولد موسى لان الله له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء وبشر موسى يوشع بن
نون بالمسيح فلما ان بعث الله المسيح قال لهم انه سيأتي رسول الله صلى الله عليه وآله من بعدي
اسمه احمد من ولد إسماعيل يصدقني ويصدقكم وجرت بين الحواريين في المستحفظين
وإنما سماهم الله المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي
يعلم به كل شئ الذي كان مع الأنبياء يقول الله تعالى لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و
أنزلنا معهم الكتاب والميزان الكتاب الاسم الأكبر وإنما عرف مما يدعى العلم
التورية والإنجيل والفرقان فما كان كتب نوح وما كتاب صالح وشعيب وإبراهيم وقد أخبر الله
ان هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى (1) فأين صحف إبراهيم (فقال ظ) اما
صحف إبراهيم فالاسم الأكبر وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزال الوصية يوصيها
عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله ثم اتاه جبرئيل فقال له انك قد قضيت
نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة عند
علي عليه السلام فانى لا أترك الأرض الأولى فيها عالم يعرف به طاعتي ويعرف به ولايتي

(1) الآية (18 و 19) الاعلى.
489

فيكون حجة لمن ولد بين قبض نبي إلى خروج (1) آخر فأوحى بالاسم الأكبر
وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
آخر الجزؤ التاسع من الكتاب ويتلوه الجزؤ العاشر من كتاب بصائر
الدرجات.
" الجزء العاشر "
1 - باب في الأئمة انهم يعلمون العهد من رسول الله ص
في الوصية إلى الذين من بعده
(1) حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن
الحسن الصفار قال أخبرنا أحمد بن محمد (2) عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان
عن عمرو بن الأشعث قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول أترون الموصى منا يوصى إلى
من يريد لا والله ولكنه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فرجل حتى ينتهى إلى
صاحبه.

(1) هذه الزيادة في البحار، نبي آخر.
(2) هذه الزيادة في البحار، عن أبيه.
490

(2) حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الله الحجال
عن داود بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال أترون الامر إلينا ان
نضعه فيمن شئنا كلا والله انه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى صاحب هذا الامر.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان عن
حسان عن سدير عن أحدهما قال سمعته يقول أترون الوصية إنما هو شئ يوصى
به الرجل إلى من شاء ثم قال إنما هو عهد من رسول الله رجل فرجل حتى انتهى
إلى نفسه.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن ابان قال
ذكر أبو عبد الله عليه السلام الأوصياء وذكرت إسماعيل وقال لا والله يا أبا محمد ما ذاك
إلينا ما هو الا إلى الله ينزل واحدا بعد واحد.
(5) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أبي أسباط عن عبد الله بن بكير
عن عمرو بن أشعث قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول أترون هذا الامر إلينا
نضعه حيث شئنا كلا والله انه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل رجل حتى ينتهى
إلى صاحبه -
(6) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن بكير عن عمرو
عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنا عنده نحو من عشرين انسانا فقال لعلكم ترون ان
هذا الامر إلى رجل منا نضعه كيف نشاء كلا والله انه عهد (1) من رسول الله صلى الله عليه وآله
يسمى رجل فرجل حتى انتهى إلى صاحبه.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن بكير وجميل عن عمرو
بن الأشعث قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام ان الوصي منا يوصى إلى من يريد لا والله

(1) لعهد، هكذا في البحار.
491

ولكنه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فرجل حتى ينتهى الامر إلى صاحبه.
(8) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن علي بن أبي
حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال أترون الوصية إنما يوصى بها
الرجل منا إلى من شاء إنما هو عهد من رسول الله إلى رجل فرجل حتى
انتهى إلى نفسه.
(9) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى قال سألته
عن الامام إذا أوصى الذي يكون من بعده شيئا فيفوض إليه يجعله حيث شاء أو
كيف هو قال إنما يقضى بأمر الله فقلت له انه حكى عن جدك أنه قال أترون
هذا الامر نجعله حيث نشاء لا والله ما هو الا عهد من رسول الله رجل فرجل مسمى
قال الذي قلت له هو هذا.
(10) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله بن بكير
عن عمرو بن الأشعث بمثل ما حكوا أصحابه.
(11) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبيه عن ابن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته وطلبت وقضيت (1) إليه ان يجعل هذا
الامر إلى إسماعيل فأبى الله الا ان يجعله لأبي الحسن موسى ع.
(12) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن
بكر بن صالح الرازي عن محمد بن سليمان المصري عن عثمان بن أسلم عن
معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود
لرجل مسمى ليس للامام ان يزويها عمن يكون من بعده.
(13) حدثنا الحسن بن محمد عن علي المعلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن
عبد الله عن أحمد بن الحسين عن علي بن عبد الله بن مروان الأنباري قال كنت حاضرا

(1) وفى نسخة بدله، نصبت.
492

عنه مضى أبى جعفر بن أبي الحسن عليه السلام فجاء أبو الحسن فوضع له كرسي فجلس
عليه وأبو محمد قائم في ناحية فلما فرغ من أبى جعفر التفت أبو الحسن إلى أبى محمد
فقال يا بنى أحدث الله شكرا فقد أحدث فيك أمرا.
(14) حدثنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن الحسن بن علي
الوشا عن عمرو بن ابان عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكروا الأوصياء
وذكر إسماعيل فقال لا والله يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو الا إلى الله عز وجل
ينزل واحدا بعد واحد.
2 - باب في الأئمة انهم يعلمون إلى من يوصون قبل
موتهم مما يعلمهم الله
(1) حدثنا السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن حجر
عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال يقول ما مات عالم حتى يعلمه الله إلى
من يوصى.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
عن عمرو بن ابان عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما مات منا عالم حتى يعلمه الله إلى
من يوصى.
(3) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب
عن عمرو بن ابان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما مات منا عالم حتى
يعلمه الله إلى من يوصى.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن (1) علي بن منصور عن كلثوم

(1) في البحار بدله، عن.
493

عن عبد الرحمن الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان لإسماعيل بن إبراهيم ابن
صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه فأبى الله ذلك فقال يا إسماعيل هو فلان فلما
قضى الله الموت على إسماعيل وجاء وصيه فقال يا بنى إذا حضر الموت فافعل كما
فعلت فمن اجل ذلك ليس يموت امام الا اخبره الله إلى من يوصى.
3 - باب في الامام ع انه يعرف من يكون بعده قبل موته
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن
فضال عن مثنى الحناط عن الحسن الصيقل قال قال أبو عبد الله عليه السلام لا يموت الرجل
منا حتى يعرف وليه.
(2) حدثنا محمد بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن المعلى بن أبي عثمان
عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الامام يعرف الامام الذي من
بعده فيوصي إليه.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن عبد الله
بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يموت الامام حتى يعلم من يكون بعده.
(4) حدثنا علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر الخزاز عن الحسن
بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال الامام يعرف الامام الذي يكون من
بعده.
(5) حدثنا محمد بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال الامام يعرف
الامام الذي يكون من بعده.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن شعيب عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام قال الامام يعرف الامام الذي يكون من بعده.
494

(7) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب
عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال الامام يعرف الامام الذي يكون
من بعده.
(4) باب في الامام الذي يؤدى إلى الامام الذي
يكون من بعده
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال
الامام إلى الامام ليس له ان يزويها.
(2) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال الامام
إلى الامام ليس له ان يزويها عنه.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن خالد عن
ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى ان الله يأمركم ان
تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم
به قال فينا أنزلت والله المستعان.
(4) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن
معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى
أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به قال إيانا
عنى ان يؤدى الأول منا إلى الامام الذي يكون من بعده الكتب والسلاح وإذا
495

حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل إذا ظهرتم ان تحكموا بالعدل الذي
في أيديكم.
(5) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد وأحمد بن محمد عن الحسين
بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله تعالى ان الله يأمركم ان
تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هم الأئمة من آل محمد يؤدى الأمانة إلى الامام من
بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن ابن أبي
يعفور عن معلى بن خنيس قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل
ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال امر الله الامام الأول ان يدفع إلى
الامام بعده كل شئ عنده.
(7) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هو والله أداء
الأمانة إلى الامام والوصية.
(8) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو عن يحيى بن مالك عن
رجل من أصحابنا قال سألته عن قول الله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات
إلى أهلها قال الامام يؤدى إلى الإمام قال ثم قال يا يحيى انه والله ليس منه إنما
هو امر من الله.
(9) حدثنا علي بن إسماعيل عن أبي عبد الله البرقي عن علي بن داود بن
مخلد البصري عن مالك الجهني قال قال أبو جعفر عليه السلام ان الله يأمركم ان
تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل فيمن
نزلت قلت يقولون في الناس قال أفكل الناس يحكم بين الناس أعقل فيمن
نزلت.
496

(10) حدثنا محمد بن صفوان ابن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هو والله
أداء الأمانة إلى الامام والوصية.
(11) حدثنا عمران بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب
عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله ان الله يأمركم ان تؤدوا
الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل قال هم الأئمة
من آل محمد صلى الله عليه وآله يؤدى الأمانة إلى الامام من بعده لا يخص بها أحد غيره ولا
يزويها عنه.
(12) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن موسى النميري عن علاء بن سيابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ان هذا القرآن
يهدى للتي هي أقوم قال يهدى إلى الامام.
(13) حدثنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور
عن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان
الامام يعرف نطفة الامام التي يكون منها امام بعده.
(5) باب الوقت الذي يعرف الامام الأخير ما عند الأول
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين
عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول يعرف الامام الذي
بعده علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن
الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام متى يعرف الاخر ما
497

عند الأول قال في آخر دقيقة تبقى من روحه.
(3) حدثنا يعقوب بن يزيد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت الامام متى يعرف إمامته وينتهي الامر إليه قال في آخر دقيقة
من حياة الأول.
6 - باب في الأئمة انهم لو وجدوا من يحتمل عنهم لأعطوهم
علما لا يحتاجون إلى نظر في حلال وحرام مما في عندهم
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ذريح المحاربي و
أحمد بن محمد عن البرقي عن صفوان عن ذريح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن
أبى نعم الأب رحمة الله عليه كان يقول لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم وهم
أهل لذلك لحدثت بما لا يحتاج فيه إلى نظر في حلال ولا حرام وما يكون إلى
يوم القيمة ان حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به الا عبد امتحن الله قلبه
للأيمان.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن إسماعيل
عن علي بن النعمان عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام قال لولا أن يقع
عند غيركم كماقد وقع غيره لا عطيتكم كتابا لا تحتاجون إلى أحد حتى يقوم
القائم.
(3) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد
عن ذريح عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إن أبى نعم الأب
رحمة الله عليه يقول لو وجدت ثلاثة رهط استودعهم العلم وهم أهل لذلك لحدثت
بما لا يحتاج فيه بعدي إلى حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيمة.
498

(4) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن مرازم وموسى بن
بكر قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن عندنا من حلال الله وحرام ما يسعنا كتمانه
ما تستطيع يغنى إن تخبر به أحدا.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن صالح
عن منصور بن حازم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ما أجد من أحدثه ولو انى أحدث رجلا
منكم بالحديث فما يخرج من المدينة حتى اوتى بعينيه فأقول لم أقله.
7 - باب في الأئمة ان بعضم من بعض وعلمهم بالحلال
والحرام واحد
(1) حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن يحيى
عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد كلما نجرى في الطاعة والامر
مجرى واحد وبعضنا اعلم من بعض.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن
يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلنا الأئمة بعضهم
اعلم من بعض قال نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن
الحسين بن زياد عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلنا الأئمة بعضهم اعلم من بعض قال نعم
وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد.
499

8 - باب في الأئمة في أن الحجة والطاعة والعلم والامر والنهى
والشجاعة واحد ولرسول الله ص وعلى صلوات الله عليهم
(1) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن
حسان بن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال الذين آمنوا واتبعتهم
ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما التناهم من عملهم من شئ قال الذين آمنوا
النبي وأمير المؤمنين والذرية والأئمة الأوصياء ألحقنا بهم ولم تنقص ذريتهم من
الجهة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله في علي وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة.
(2) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحرث
النضري عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن في الأمر والنهي
والحلال والحرام يجرى مجرى واحد فاما رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى فلهما
فضلهما.
(3) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن داود النميري عن علي
بن جعفر عن أبي الحسن عليه السلام قال نحن في العلم والشجاعة سواء وفى العطايا على
قدر ما نؤمر.
9 - باب في الأئمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون
ذلك قبل ان يأتيهم الموت عليهم ع
(1) حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط يرفعه
إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال دخل أمير المؤمنين الحمام فسمع صوت الحسن عليه السلام
500

والحسين عليه السلام قد علا فقال لهما ما لكما فداكما أبى وأمي فقالا اتبعك هذا الفاجر
فظننا انه يريد ان يضرك قال دعاه والله ما أطلق الا له.
(2) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان
عن عمر بن مسلم صاحب الهروي عن سدير قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن
أبى مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه فبكى بعض أهله عند رأسه فنظر فقال لي لست
بميت من وجعى هذا انه اتاني اثنان فأخبراني انى لست بميت من وجعى هذا
قال فبراء ومكث ما شاء الله ان يمكث فبينا هو صحيح ليس به بأس قال يا بنى ان
الذي اتياني من وجعي ذلك (1) اتياني فأخبراني انى ميت يوم كذا وكذا قال
فمات في ذلك اليوم.
(3) وحدثنا أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود عن بعض أصحابنا
قال قلت للرضا عليه السلام الامام يعلم إذا مات قال نعم يعلم بالتعليم حتى يتقدم في
الامر قلت علم أبو الحسن بالرطب والريحان المسمومين الذين بعث إليه يحيى
بن خالد قال نعم قلت فاكله وهو يعلم قال أنساه لينفذ فيه الحكم.
(4) حدثنا عبد الله بن محمد عن علي بن مهزيار عن أبي (2) مسافر قال قال
لي أبو جعفر عليه السلام في العشية التي اعتل فيها من ليلتها العلة التي توفى فيها يا
عبد الله ما ارسل الله نبيا من أنبيائه إلى أحد حتى يأخذ عليه ثلاثة أشياء قلت وأي
شئ هو يا سيدي قال الاقرار بالله بالعبودية والوحدانية وان الله يقدم ما
يشاء ونحن قوم أو نحن معشر إذا لم يرض الله لا حدنا الدنيا نقلنا إليه.
(5) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن مروان بن إسماعيل عن
حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال ذكرنا خروج الحسين وتخلف ابن الحنفية

(1) ذاك كذا في البحار.
(2) ابن، بدله في البحار.
501

عنه قال قال أبو عبد الله يا حمزة انى سأحدثك في هذا الحديث ولا تسئل عنه
بعد مجلسنا هذا ان الحسين لما فصل متوجها دعا بقرطاس وكتب بسم الله الرحمن
الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم اما بعد فإنه من الحق بي منكم استشهد
معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام.
(6) حدثنا احمد عن الحسن بن علي الوشا عن أحمد بن عايذ قال حدثنا
أبو سلمة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه أبى
محمد بن علي فأوصاني بأشياء في غسله وفى كفنه وفى دخوله قبره قال قلت
يا أبتاه والله ما رأيت منذ اشتكيت أحسن هيئة منك اليوم وما رأيت عليك
اثر الموت قال يا بنى اما سمعت علي بن الحسين عليه السلام ناداني من وراء الجدران
يا محمد تعال عجل.
(7) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن عقبه قال حدثني جدي
عن أبي عبد الله عليه السلام انى اتى أبا جعفر بليلة قبض وهو يناجى فأومأ إليه بيده ان
تأخر فتأخر حتى فرغ من المناجاة ثم اتاه فقال يا بنى ان هذه الليلة التي اقبض
فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله قال وحدثني ان أباه علي بن الحسين اتاه
بشراب في الليلة التي قبض فيها وقال اشرب هذا فقال يا بنى ان هذه الليلة التي وعدت
ان اقبض فيها فقبض فيها.
(8) حدثنا الحسن بن علي الزيتوني عن إبراهيم بن مهزيار وسهل بن هرمزان
عن محمد بن أبي الزعفران عن أم أبى محمد قالت قال لي أبو محمد يوما من
الأيام تصيبني في سنة ستين حرارة أخاف ان انكب فيها نكبة فان سلمت منها
فإلى سنة سبعين قالت فأظهرت الجزع وبكيت فقال لي لابد لي من وقوع امر الله فلا
تجزعي فلما إن كان أيام صفر اخذها المقيم المقعد وجعلت تقوم وتقعد وتخرج في
الاجانبين إلى الجبل تجسس الأحباب حتى ورد عليها الخبر.
502

(9) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن الرضا عليه السلام قال لمسافر يا مسافر هذه القناة فيها حسن قال نعم جعلت فداك قال اما انى رأيت رسول
الله صلى الله عليه وآله البارحة وهو يقول يا علي عندنا خير لك.
(10) حدثنا محمد بن عيسى عن السائي قال دخلت عليه وهو شديد العلة
فرفع (1) رأسه من المخدة ثم يضرب بها رأسه ويزيده قال فقال لي صاحبكم أبو
فلان قال فقلت جعلت فداك نخاف أن يكون هؤلاء اغتالوك عندما رأوك من شدة
عليك قال فقال ليس على بأس فبرأ الحمد الله رب العالمين.
(11) حدثنا محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم
عن أبي عمران عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما كان الليلة التي وعدها علي بن
الحسين قال لمحمد يا بنى ابغى وضوء قال فقمت فجئت بوضوء قال لا ينبغي هذه فان
فيه شيئا ميتا قال فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميتة فجئت بوضوء غيره قال
فقال يا بنى هذه الليلة وعدتها فأوصى بناقته ان يحضر لها عصام ويقام لها علف فجعلت
فيه فلم نلبث ان خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وحملت عيناها
فأتاها فقال مه الان قومي بارك الله فيك فسارت ودخلت موضعها فلم نلبث ان خرجت
حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها فاوتى محمد بن علي
فقيل له ان الناقة قد خرجت فما نفعل قال دعوها فإنها مودعة فلم تلبث الا ثلاثة
حتى نفقت وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيتعلق السوط بالرحل فما يقرعها قرعة
حتى يدخل المدينة.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت الامام يعلم
متى يموت قال نعم فقلت حيث ما بعثه إليه يحيى بن خالد برطب وريحان
مسمومين علم به قال نعم قلت فاكله وهو يعلم فيكون معينا على نفسه فقال

(1) فيرفع، هكذا في البحار.
503

لا يعلم قبل ذلك ليتقدم فيما يحتاج إليه فإذا جاء الوقت القى الله على قلبه النسيان
ليقضى فيه الحكم.
(13) حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد بن
القاسم بن حرث المبطل (1) عن أبي بصير أو عمن روى عن أبي بصير قال قال أبو
عبد الله عليه السلام ان الامام لو لم يعلم ما يصيبه (2) والى ما يصير فليس ذلك بحجة
الله على خلقه.
(14) حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا قال حدثني مسافر
قال كنت مع أبي الحسن بمنى فر يحيى بن خالد فغطى انفه من الغبار فقال مساكين
لا يدرون ما يحل لهم في هذه السنة ثم قال وما أعجب من هذا وانا وهو وتر كهاتين
وضم إصبعيه قال مسافر ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.
(10) باب الأرض لا يخلوا من الحجة وهم الأئمة ع
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلمي
عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما زالت الأرض الا ولله الحجة
يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله ولا ينقطع الحجة من الأرض الا أربعين
يوما قبل يوم القيمة فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا ايمانها
لم تكن امنت من قبل ترفع ان الحجة أولئك شرار من خلق الله وهم الذين عليهم
تقوم القيمة.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله

(1) البطل، كذا في البحار.
(2) يصيب، هكذا في البحار.
504

عليه السلام قال الأرض لا تكون الا وفيها عالم لا تصلح الناس الا ذاك.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله جل وعز اجل وأعظم من أن يترك
الأرض بغير امام.
(4) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليه السلام قال والله ما ترك الأرض منذ قبض الله ادم الا وفيها امام يهتدى
به إلى الله وهو حجة الله على عباده ولا تبقى الأرض بغير امام حجة الله (1)
على عباده.
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال
قلت لأبي عبد الله تبقى الأرض يوما بغير امام قال لا.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن
أيوب بن حر (2) عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال ما كانت الأرض الا ولله
فيها عالم.
(7) حدثنا بعض أصحابنا عن الوشا عن ابان الأحمر عن الحسن بن
زياد العطار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما يكون الأرض الا وفيها عالم
قال بلى.
(8) وعنه عن الحسن بن علي الوشا عن ابان الأحمر عن الحرث بن المغيرة
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض لا تترك الا بعالم يحتاج الناس إليه
ولا يحتاج إلى الناس ويعلم الحلال والحرام.
(9) حدثنا أحمد بن يعقوب عن يزيد (3) عن ابن أبي عمير عن سعد بن أبي

(1) بغير حجة الله، كذا في البحار.
(2) الجرير، بدله في البحار.
(3) احمد عن يعقوب بن يزيد كذا في البحار.
505

خلف عن الحسن بن زياد العطار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الأرض
لا تكون الا وفيها حجة انه لا يصلح الناس الا ذاك ولا تصلح الأرض
الا ذاك.
(10) حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق
بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن الأرض لا تخلوا الا وفيها حجة
كيما ازداد المؤمنون شيئا ردهم وان نقصوا شيئا أتمه لهم.
(11) حدثنا علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر عن الحسين بن أبي العلا
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام تترك الأرض بغير امام قال لا فقلنا له تكون الأرض وفيها
امامان قال لا الا امام صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن إسحاق
بن عمار عن مولى لأبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول لا تكون الأرض الا وفيها
من يعرف الزيادة والنقصان فإذا جاء المسلمون بزيادة رمى بالزيادة وإذ جاؤوا بالنقصان
أتمه لهم ولولا ذلك لاختلط على المسلمين أمرهم.
(13) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن عمارة عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال إن الحجة لا تقوم لله على خلقه الا بامام حتى
يعرف.
(14) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجال عن العلا عن
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال لا تبقى الأرض بغير امام ظاهر.
(15) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي إسحاق
الهمداني قال حدثني الثقة من أصحابنا انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام
يقول اللهم لا تخلى الأرض من حجة لك على خلقك ظاهر أو خافي مغمور لئلا
تبطل حجتك وبنيانك.
506

(16) حدثنا محمد بن عيسى وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب
عن يعقوب السراج قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام تخلوا الأرض من عالم منكم حي
ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم فقال يا أبا يوسف لا ان ذلك لبين في
كتاب الله تعالى فقال يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا عدوكم ممن يخالفكم
ورابطوا امامكم واتقوا الله فيما يأمركم وفرض عليكم.
(17) حدثنا أحمد بن الحسين بن علي عن علي بن فضال عن عمرو بن
سعيد المدايني عن صدق بن صدقه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لن تخلو الأرض
من حجة عالم يحيى فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية يريدون
ان يطفئوا (1) نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (2).
(11) باب في الأئمة ان الأرض لا تخلو منهم ولو كان في الأرض
اثنان لكان أحدهما الحجة
(1) حدثنا الهيثم النهدي عن البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب
قال قال أبو عبد الله عليه السلام الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.
(2) حدثنا الهيثم النهدي عن أبيه عن يونس بن يعقوب قال سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول لو لم يكن في الدنيا الا اثنان لكان الامام أحدهما.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن إسماعيل عن ابن سنان عن حمزة بن
الطيار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لو لم يبق في الأرض الا اثنان لكان أحدهما

(1) ليطفئوا، هكذا في البحار.
(2) الآية (32) التوبة.
507

الحجة على صاحبه.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن ابن سنان عن ابن
عمارة بن الطيار قال لو لم يبق في الأرض الا اثنان لكان أحدهما الحجة ولو ذهب
أحدهما بقي الحجة
(5) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عمارة بن الطيار قال سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول لو لم يبق في الأرض الا اثنان لكان أحدهما الحجة.
(12) ان الأرض لا تبقى بغير امام لو بقيت لساخت
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن أحمد بن عمر قال
قلت لأبي الحسن عليه السلام هل يبقى الأرض بغير امام فانا نروي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال لا يبقى الأرض الا ان يسخط الله على العباد قال لا تبقى إذا لساخت.
(2) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال
قلت لأبي عبد الله عليه السلام تبقى الأرض بغير امام قال لو بقيت الأرض بغير امام
لساخت.
(3) حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني المؤمن حدثني أبو هراسة عن أبي
جعفر عليه السلام قال لو أن الامام رفع من الأرض ساعة لساخت باهله كما يموج البحر
باهله.
(4) حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل عن العباس بن معروف عن علي بن
مهزيار عن محمد بن الهيثم (1) عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال قلت له يكون الأرض بلا امام فيها قال لا إذا ساخت باهلها.

(1) القاسم، بدله في البحار.
508

(6) حدثنا محمد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له هل تبقى الأرض بغير امام قال لا قلت فانا
نروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لا تبقى الا ان يسخط الله على العباد قال لا
تبقى إذا لساخت.
(7) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا
قال سألت الرضا عليه السلام هل تبقى الأرض بغير امام قال لا قلت فانا نروي انها لا تبقى
الا ان يسخط الله على العباد قال لا تبقى إذا لساخت.
(8) حدثنا محمد بن محمد عن أبي طاهر محمد بن سليمان عن أحمد بن
هلال قال اخبرني سعيد عن سليمان الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا
عليه السلام قلت تخلو الأرض من حجة الله قال لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت
باهلها.
13 - باب في الأئمة إذا مضى منهم امام يعرف الذي بعده
(1) حدثنا الحسين بن محمد عن أبي جعفر محمد الربيع عن رجل من
أصحابنا عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك إذا مضى عالمكم أهل البيت
باي شئ يعرف الذي يجئ من بعده قال بالهدائة والاطراق واقرار آل
محمد صلى الله عليه وآله بالفضل ولا يسأل عن شئ مما بين دفتين الا أجاب عنه.
(2) وعنه عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن موسى عن الحنان
عن الحرث بن المغيرة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام بم يعرف صاحب هذا الامر قال
بالسكينة والوقار والعلم والوصية.
509

14 - باب في الأئمة ان الخلق الذي خلف المشرق و
المغرب يعرفونهم ويؤتونهم ويبرؤون من أعدائهم
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن أبي
عبد الله عليه السلام عن أبيه عن علي بن الحسين عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إن لله
بلدة خلف المغرب يقال لها جابلقا وفى جابلقا سبعون الف أمة ليس منها أمة الا
مثل هذه الأمة فما عصوا الله طرفة عين فما يعملون عملا ولا يقولون قولا الا
الدعاء على الأولين والبراءة منهما والولاية لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
(2) حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الجريري عن أبي عمران الأرمني
عن الحسن بن الجارود عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن من وراء أرضكم
هذه أرضا بيضاء ضؤها منها فيها خلق يعبدون الله لا يشركون به شيئا يتبرؤن من
فلان وفلان.
(3) حدثنا أحمد بن موسى عن الحسين بن موسى الخشاب عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن من وراء عين شمسكم
هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير وان من وراء قمركم أربعين قمرا فيها
خلق كثير لا يدرون ان الله خلق آدم أم لم يخلقه الهموا الهاما لعنة فلان
وفلان.
(4) حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثني أحمد بن إبراهيم عن
عمار عن إبراهيم بن الحسين عن بسطام عن عبد الله بن بكير قال حدثني عمر بن
يزيد عن هشام الجواليقي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لله مدينة خلف البحر سعتها.
510

مسيرة أربعين يوما فيها قوم لم يعصوا الله قط ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق
إبليس نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ويسألونا الدعاء فنعلمهم
ويسئلونا عن قائمنا حتى يظهر وفيهم عبادة واجتهاد شديد ولمدينتهم أبواب
ما بين المصراع إلى المصراع مأة فرسخ لهم تقديس واجتهاد شديدا لو رأيتموهم لاحتقرتم
عملكم يصلى الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده طعامهم التسبيح ولباسهم
الورق (1) ووجوههم مشرقة بالنور إذا رأوا منا واحد لحسوه واجتمعوا إليه واخذوا
من اثره (2) إلى الأرض يتبركون به لهم دوى إذا صلوا أشد من دوى الريح
العاصف فيهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا يدعون ان يريهم
إياه وعمر أحدهم الف سنة إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانه وطلب ما يقربهم
إليه إذا حبسنا (3) ظنوا ان ذلك من سخط يتعاهدون ساعة (4) التي نائتيهم فيها
لا يسئمون لا يفترون يتلون كتاب الله كما علمناهم وان فيما نعلمهم ما لو تلى
على الناس لكفروا به ولأنكروه يسئلوننا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن ولا
يعرفونه فإذا اخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا ويسئلوا (5) الله طول
البقاء وان لا يفقدونا ويعلمون ان المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة ولهم خرجة
مع الامام إذا قاموا يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم ويدعون الله ان يجعلهم ممن
ينتصر به لدينهم فيهم كهول وشبان وإذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه
جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره لهم طريق اعلم به من الخلق إلى حيث يريد الامام
فإذا أمرهم الامام بأمر قاموا ابدا حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره لو أنهم وردوا
على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة لا يختل الحديد

(1) الظاهر أنه، ورع.
(2) وفى نسخة، بدله، ثمره.
(3) احتبسنا، كذا في البحار.
(4) الساعة، هكذا في البحار.
(5) سئلوا، هكذا في البحار.
511

فيهم ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب أحدهم بسيفه جبلا لقده
حتى يفصله يغزو بهم الامام الهند والديلم والكرك والترك والروم وبربر وما بين
جابرسا (1) إلى جابلقا وهما مدينتان واحدة بالمشرق وأخرى بالمغرب لا يأتون
على أهل دين الا دعوهم إلى الله والى الاسلام والى الاقرار بمحمد صلى الله عليه وآله ومن لم يسلم
قتلوه حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد الا أقر.
(5) حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن
عبد الله ابن القاسم عن سماعة يرفعه إلى الحسن وأبى الجارود وذكراه عن ابن سعيد
الهمداني قال قال الحسن بن علي عليه السلام ان لله مدينة في المشرق ومدينة في المغرب
على كل واحد سور من حديد في كل سور سبعون الف مصراع يدخل من كل
مصراع سبعون الف لغة ادمى ليس منها لغة الا مخالف الأخرى وما فيها
لغة الا وقد علمناها وما فيهما وما بينها ابن نبي غيري وغير أخي وانا
الحجة عليهم.
(6) حدثنا سلمة عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربه الصيرفي عن محمد بن
سليمان عن يقطين الجواليقي عن قلقلة عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله خلق جبلا
محيطا بالدنيا من زبرجد خضر وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل وخلق
خلقا ولم يفرض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة وزكاة وكلهم يلعن
رجلين من هذه الأمة وسماهما.
(7) حدثنا أحمد بن الحسين عن علي بن زيات عن عبيد الله بن عبد الله
الدهقان عن أبي الحسن عليه السلام قال سمعته يقول إن الله خلق هذا النطاق زبرجدة
خضراء فمن خضرتها اخضرت السماء قال قلت وما النطاق قال الحجاب
ولله وراء ذلك سبعون الف عالم أكثر من عدد الإنس والجن وكلهم يلعن

(1) جابلسا، كذا في البحار.
512

فلانا وفلانا.
(8) حدثنا محمد بن هارون عن أبي يحيى الواسطي عن سهل بن زياد عن
عجلان أبى صالح قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قبة آدم فقلت له هذه قبة آدم
فقال نعم ولله قباب كثيرة اما ان خلف مغربكم هذا تسعة وثلثين مغربا أرضا بيضاء
ومملوة خلقا يستضيئون بنورنا لم يعصوا الله طرفة عين لا يدرون اخلق الله آدم أم لم
يخلقه يبرؤون (1) من فلان وفلان قيل له كيف هذا يتبرؤن من فلان وفلان
وهم لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه فقال للسائل أتعرف إبليس
قال لا الا بالخبر قال فأمرت باللعنة والبراءة منه قال نعم قال فكذلك امر
هؤلاء.
(9) حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الصمد عن أبي جعفر عليه السلام
قال سمعته يقول إن من وراء هذه أربعين عين شمس ما بين شمس إلى شمس أربعون
عاما فيها خلق كثير ما يعلمون ان الله خلق آدم أولم يخلقه وان من وراء قمركم
هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما فيها خلق كثير ما يعلمون
ان الله خلق آدم أولم يخلقه قد الهموا كما ألهمت النحل لعنة الأول والثاني في كل
وقت من الأوقات وقد وكل بهم ملائكة متى ما لم يلعنوها عذبوا.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن درست عن عجلان
أبى صالح قال دخل رجل على أبى عبد الله عليه السلام فقال له جعلت فداك هذه قبة آدم قال
نعم وفيه قباب كثيرة ان خلف مغربكم هذا تسعة وثلثين مغربا أرضا بيضاة مملوة
خلقا يستضيئون بنورها لم يعصوا الله طرفة عين ما يدرون ان الله خلق آدم أم لم يخلق
يتبرؤن من فلان وفلان لعنهما الله.
(11) وروى يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله

(1) يتبرؤن، كذا في البحار.
513

عليه السلام رفع (1) الحديث إلى الحسن بن علي أنه قال إن لله مدينتين أحدهما بالمشرق
والأخرى بالمغرب عليهما سور (2) من حديد وعلى كل مدينة منهما سبعون
الف الف مصراع من ذهب وفيها سبعون الف الف لغة يتكلم كل لغة بخلاف
لغة صاحبه وانا اعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري
وغير الحسين عليه السلام أخي
(12) حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد الأصفهاني
عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعه عن عبد الله بن القاسم عن سماعة عن
مهران عن أبي الجارود عن أبي سعيد قال قال الحسن بن علي أن لله مدينة بالمشرق
ومدينة بالمغرب على كل واحدة سور من حديد في كل سور سبعون الف مصراع
من ذهب تدخل من كل مصراع سبعون الف لغة ادميين وليس فيها لغة الا
مخالف للأخرى وما منها لغة الا وقد علمتها ولا فيهما ولا بينهما ابن نبي غيري و
غير أخي وانا الحجة لهم.
15 باب في أن الأئمة إذا دخلوا على سلطان وأحبوا
ان يحال بينهم ففعلوا.
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي عن علي بن ميسر قال
لما قدم أبو عبد الله عليه السلام على أبى جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه وقال له إذا
دخل على فاضرب عنقه فلما دخل أبو عبد الله عليه السلام نظر إلى أبى جعفر واسر شيئا

(1) يرفع، هكذا في البحار.
(2) سوران، كذا في البحار.
514

بينه وبين نفسه لا يدرى ما هو ثم أظهر يامن يكفي خلقه كلهم ولا يكفيه أحد
اكفني شر عبد الله بن علي فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه ولا يبصره قال فقال أبو جعفر
يا جعفر بن محمد لقد اتعبتك في هذا الحر فانصرف فخرج أبو عبد الله من عنده
فقال أبو جعفر لمولاه ما منعك ان تفعل ما أمرتك به فقال لا والله ما أبصرته
ولقد جاء شئ حال بيني وبينه قال أبو جعفر والله لئن حدثت بهذا الحديث
لأقتلنك.
(2) عنه عن الهيثم النهدي عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب
قال كنت مع أبي عبد الله بالمدينة وهو راكب حماره فنزل وقد كنا صرنا إلى
السوق أو قريبا من السوق قال فنزل وسجد واطل السجود وانا انتظره ثم رفع رأسه
قال قلت جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت قال إني ذكرت نعمة الله على قال قلت
قرب السوق والناس يجيئون ويذهبون قال إنه لم يرني أحد.
(3) حدثنا محمد بن عيسى رفعه إلى المفضل بن عمر قال قال المفضل كان
بين أبى عبد الله وبين بعض بنى أمية شئ فدخل أبو عبد الله عليه السلام على الديوان فقام
إلى البوابين فقال من ادخل على هذا قالوا لا والله ما رأينا أحدا.
16 - باب في الأئمة انهم الذين ذكرهم الله يعرفون
أهل الجنة والنار
(1) حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي
سلمه عن الهلقام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون
كلا بسيماهم قال نحن أولئك الرجال الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن
515

يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح
أو طالح.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن
محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام وإسحاق بن عمار عن أبي عبد الله
عليه السلام في قول الله عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال
هم الأئمة
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أحمد بن عايذ
عن أبي زيد عن الهلقام عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عن قول الله عز وجل وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ما يعنى بقوله وعلى الأعراف رجال قال ألستم
تعرفون عليكم عريفا على قبائكم لتعرفوا من فيها من صالح أو طالح قلت بلى قال
فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم.
(4) حدثنا المنبه عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن أبي جعفر
عليه السلام قال سألته عن هذه الآية وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال يا سعد
آل محمد لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم و
أنكروه وأعراف لا يعرف الله الا بسبيل معرفتهم.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد
العجلي قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا
بسيماهم قال أنزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة من آل محمد قلت
فالأعراف قال صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الأئمة منا في المؤمنين المذنبين
نجا ومن لم يشفعوا له هوى.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن طريف عن الأصبغ بن
نباته قال كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام جالسا فجائه رجل فقال له يا أمير المؤمنين عليه السلام
516

الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال له على نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا
بسيماهم ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف نوقف
يوم القيمة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار
الا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف الناس حتى
يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله وبابه
الذي يؤتى منه.
(7) حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن
حنان عن بعض أصحابه رفع إلى الأصبغ بن نباته عن سلمان الفارسي قال أقسم بالله
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لعلى يا علي أنت والأوصياء من بعدي أو قال من
بعدك أعراف لا يعرف الله الا سبيل معرفتكم وأعراف لا يدخل الجنة الا من عرفكم
وعرفتموه ولا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه.
(8) حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن محمد بن
جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و
نحن الأعراف الذين لا يعرف الله عز وجل الا على الصراط فلا يدخل الجنة الا
من عرفنا ونحن عرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه ان الله لو شاء
لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن
عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون ولا سواء من اعتصم
الناس به ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ذهب الناس إلى عيون كدرة
يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية تجرى بأمور (1) لا نفاد

(1) وفى نسخة بدله، بأمر ربها.
517

لها ولا انقطاع.
(9) حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال حدثني أبو الفضل
المدايني عن أبي مريم الأنصاري عن منهال بن عمرو عن رزين بن حبيش قال سمعت
عليا عليه السلام يقول إن العبد إذا دخل حفرته اتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فأول
من يسئلانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فان أجاب نجا وان عجز عذباه فقال له
رجل لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه فقال مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي صلى الله عليه وآله من الولي
يا نبي الله قال وليكم في هذا الزمان علي عليه السلام ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم
يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم ربنا لولا
أرسلت إلينا رسولا نتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى تمام ضلالتهم جهالتهم
بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله قل تربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط
السوى ومن اهتدى فإنما كان تربصهم ان قالوا نحن في سعة عن معرفة الأوصياء
حتى نعرف إماما فعرفهم الله بذلك والأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل
الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه لأنهم عرفاء
الله عرفهم عليهم عند اخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عز وجل وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم هم الشهداء على أوليائهم والنبي الشهيد
عليهم اخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة واخذ النبي صلى الله عليه وآله عليهم المواثيق بالطاعة
فجرت نبوته عليهم وذلك قول الله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى
بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا.
(10) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي محمد الحجال عن رجل من نصر العطار رفعه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى يا علي ثلث أقسم انهن حق انك والأوصياء من بعدك عرفاء
518

لا يعرف الله الا بسبيل معرفتكم وعرفاء لا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه
وعرفاء لا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه.
(11) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم
عن بعض أصحابه عن سعد الإسكاف قال قلت لأبي جعفر عليه السلام قوله عز وجل وعلى
الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال يا سعد انها أعراف لا يدخل الجنة الا
من عرفهم وعرفوه وأعراف لا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه وأعراف لا يعرف
الله الا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة ومن ذهب مذهب الناس
ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ومن اتى آل محمد اتى عينا صافية
تجرى بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع ذلك وان الله لو شاء لا ريهم شخصه حتى
يأتوه من بابه لكن جعل الله محمدا وآل محمد الأبواب التي تؤتى منه و
ذلك قوله وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وآتوا
البيوت من أبوابها.
(12) حدثنا عبد الله بن عامر وأحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد
الحجال عن رجل عن نصر العطار قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى يا علي عليه السلام
ثلث أقسم انهن حق انك والأوصياء عرفاء لا يعرف الله الا بسبيل معرفتكم وعرفاء
لا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه وعرفاء لا يدخل النار الا من أنكركم
وأنكرتموه.
(13) حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عيينة (1)
بياع القصب عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عن قوله وعلى الأعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفناه كان منا ومن كان منا
كان في الجنة ومن أنكرناه في النار.

(1) عتيبة، هكذا في البحار.
519

(14) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن إسحاق بن ميمون عن
رجل عن سعد قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى وعلى الأعراف رجال يعرفون
كلا بسيماهم فقال الأئمة يا سعد.
(15) حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن ابن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان
عن عنبسة القضباني عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئلته عن قول الله وعلى الأعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفنا كان منا ومن كان منا كان في
الجنة ومن أنكرنا كان في النار.
(16) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن أسنان عن عمار بن مروان عن
المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن الأعراف ما هم قال هم أكرم
الخلق على الله.
(17) حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي
عبد الله في قول الله عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال هم الأئمة
من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله.
(18) حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد قال سألت أبا جعفر عليه السلام من
هذه الآية وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال هم يا سعد الأئمة من آل
محمد صلى الله عليه وآله.
(19) حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن
ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم قال الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت احمر على
سور الجنة يعرف كل امام منا ما يليه قال رجل ما معنى ما يليه قال من القرن
الذي هو فيه إلى القرن الذي كان.
520

17 - باب في الأئمة انه كلمهم غير الحيوانات
(1) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي اليعقوبي عن بعض أصحابه
عن عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام قال اتى يهودي يقال له سجت
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد جئتك ان أسألك عن ربك فان أجبتني عما أسألك عنه
والا رجعت قال سل عما شئت قال أين ربك قال هو في كل مكان وليس في شئ من
المكان محدود قال فكيف هو قال أصف ربى بالكيف والكيف مخلوق الله ولا يوصف
بخلقه فمن يعلم انك نبي قال فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك الا تكلم بلسان
عربي مبين يا سجت انه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال سجت بالله ما رأيت كاليوم أبين ثم قال
اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله.
(2) حدثنا أحمد بن موسى عن أحمد بن محمد المعروف بغزال عن محمد
بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبد الرحمن بن أحمد السلماني عن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فوجهني إلى اليمن لا صلح بينهم فقلت
له يا رسول الله عليه السلام انهم قوم كثير وانا شاب حدث فقال لي يا علي عليه السلام إذا
صرت بأعلى عقبة فيق فناد بأعلى صوتك يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله
صلى الله عليه وآله يقرأكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على اليمن
فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم
فناديت بأعلى صوتي يا شجر يا مدر يا ثرى محمد صلى الله عليه وآله يقرئكم السلام قال فلم يبق
شجرة ولا مدرة ولا ثرى الا ارتجت بصوت واحد وعلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله و
عليك السلام فاضطربت قوايم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم و
اقبلوا مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت.
521

(3) حدثنا أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن
علي بن رياب عن أبي عبد الله عليه السلام وزرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال لما قتل الحسين
ارسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين عليه السلام فخلا به ثم قال له يا بن أخي
قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قد جعل الوصية والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب
عليه السلام ثم إلى الحسن عليه السلام ثم إلى الحسين عليه السلام وقد قتل أبوك ولم يوص و
انا عمك وصنو أبيك وولادتي من على وانا في سنى وقديمي أحق بها منك في حداثتك
فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تجانبني (1) فقال له علي بن الحسين يا عم اتق
الله ولا تدع ما ليس لك بحق انى أعظك أن تكون من الجاهلين يا عم ان أبى
صلوات الله عليه أوصى إلى قبل ان يتوجه إلى العراق وعهد إلى في ذلك قبل ان
يستشهد بساعة وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي فلا تتعرض لهذا فانى أخاف عليك
نقص العمر وتشتت الحال تعال حتى نتحاكم إلى الحجر الأسود ونسئله عن ذلك
قال أبو جعفر عليه السلام وكان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى إذا اتيا الحجر فقال
على لمحمد ابداء وابتهل إلى الله وسله ان ينطق لك فسأله محمد وابتهل في الدعاء
وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال له علي بن الحسين عليه السلام اما انك يا عم
لو كنت وصيا وامام لأجابك فقال له محمد فادع أنت يا بن أخي وسله فدعا الله علي بن
الحسين بما أراد ثم قال أسئلك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء و
ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والامام بعد الحسين بن علي عليه السلام فتحرك
الحجر حتى كاد ان يزول عن موضعه ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال اللهم
ان الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي عليه السلام إلى علي بن الحسين بن علي
عليه السلام ابن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله صلوات الله عليهم فانصرف محمد بن
الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين.

(1) ولا تخالفني، كذا في البحار.
522

(4) حدثنا محمد بن الجارود (1) عن جعفر بن محمد بن يونس الكوفي
عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى
ركن الغربي قال فجازه فقال له الركن يا رسول الله صلى الله عليه وآله لست بعيدا من
بيت ربك فما بالي لا لستسلم (2) قال فدنا منه النبي صلى الله عليه وآله فقال أسكن عليك
السلام غير مهجور.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر فتكلم اللحم
فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى مسموم قال فقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته اليوم قطعت
مطاياي الاكلة التي اكلت بخيبر وما من نبي ولا وصى والا شهيد.
(6) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون
القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع قال وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال قال
لما اوتى بالشوا اكل من الذراع وكان يحبها فاكل ما شاء الله ثم قال
الذراع يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى مسموم فتركه وما ذاك ينتقض به سمه حتى
مات صلى الله عليه وآله.
(7) حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد مولى حريز بن زيات عن
محمد بن عمير الجرجاني عن رجل من أصحاب بشير المريسي عن أبي يوسف عن أبي
حنيفة عن عبد الرحمن عن أمير المؤمنين عليه السلام قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله و
وجهني إلى أهل اليمن لا صلح بينهم فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله انهم قوم كثير وانا
شاب حدث فقال يا علي إذا صرت بأعلى عقبة فيق به ناد بأعلى صوتك يا حجر

(1) هذا الزيادة في البحار، الست قعيدا من قواعد بيت ربك فما بالي لا أسلم
(2) مائها، كذا في البحار وهو الصحيح.
523

يا شجر يا مدرى يا ثرى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئكم السلام قال فمضيت فلما
صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون
أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا حجر يا مدر يا
ثرى ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئكم السلام فلم تبق حجرة ولا شجرة ولا مدرة
ولا ثرى الا ارتجت بصوت واحد وعلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعليك السلام فاضطربت
فرائص القوم وارتعدت ركبتهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا نحوي مسرعين
فألحت بينهم وانصرفت.
(8) حدثنا أحمد بن الحسين عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد بن
كليب قال حدثني محمد بن مسمع قال حدثني صالح
بن حسان عن إبراهيم بن عبد الأكرم الأنصاري ثم النجاري ان رسول الله صلى الله عليه وآله دخل
هو وسهل بن حنيف وخالد ابن أيوب الأنصاري حايطا من حيطان بنى نجار فلما
دخل ناداه حجر على رأس بئر لهم عليه السواني يصيح عليك السلام يا محمد اشفع
إلى ربك ان لا يجعلني من حجارة جهنم التي يعذب بها الكفرة فقال النبي صلى الله عليه وآله
ورفع يديه اللهم لا تجعل هذا الحجر من أحجار جهنم ثم ناداه الرمل السلام
عليك يا محمد ورحمة الله وبركاته ادع الله ربك ان لا يجعلني من كبريت جهنم
فرفع النبي صلى الله عليه وآله يديه وقال اللهم لا تعجل هذا الرمل من كبريت جهنم فلما دنا
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النخل تدلت العراجين فاخذ منها رسول الله صلى الله عليه وآله فاكل و
أطعم ثم دنى من العجوة فلما احسته سجدت فبارك عليها رسول الله صلى الله عليه وآله قال اللهم بارك
عليها وأنفع بها فمن ثم روت العامة ان الكماة من المن وثمارها شفاء للعين
والعجوة من الجنة.
524

18 - باب النوادر في الأئمة عليهم السلام وأعاجيبهم.
(1) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن فضيل بن
يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن علي بن الحسين اوتى بعسل فشربه فقال والله
انى لا علم من أين هذا العسل وأين ارضه وانه ليمتار من قرية كذى و
كذى
(2) حدثنا علي بن محمد عن محمد بن عيسى عن عبدي يرفعه إلى أبى عبد الله
عليه السلام قال أبى الله ان يجرى الأشياء الا بالأسباب فجعل لكل شئ سببا وجعل
لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح مفتاحا وجعل لكل مفتاح علما و
جعل لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله ومن أنكره أنكر الله ذلك رسول
الله صلى الله عليه وآله ونحن.
(3) حدثنا على ابن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا
عن نصر بن قابوس قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وظل ممدود وماء
مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة (1) قال يا نصر انه ليس حيث تذهب
الناس إنما هو العالم وما يخرج منه.
(4) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا
عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل وبئر معطلة
وقصر مشيد قال البئر المعطلة الامام الصامت والقصر المشيد الامام الناطق.
(5) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال سئلته فقلت قوله الرحمن علم القرآن قال إن الله علم

(1) الآية (23) الواقعة.
525

القرآن قال قلت خلق الانسان علمه البيان قال ذاك أمير المؤمنين علمه بيان كل شئ
مما يحتاج الناس إليه.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد قال سمعت
أبا إبراهيم يقول إن الله أوحى إلى محمد صلى الله عليه وآله انه قد فنيت أيامك وذهبت دنياك
واحتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي صلى الله عليه وآله يده إلى السماء (1) وقال اللهم عدتك
التي وعدتني انك لا تخلف الميعاد فأوحى الله إليه ان ائت أحدا أنت ومن تثق به فأعاد
الدعاء فأوحى الله إليه امض أنت وابن عمك حتى تأتى أحدا ثم لتصعد على ظهره
فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع واحس الجبل بمجيئك فإذا حسك (2) فاعمد إلى
جفرة منهن أنثى وهي (3) تدعى الجفرة تجد قرينها (4) الطلوع وتشخب أوداجها
دما وهي التي لك فمر ابن عمك ليقم إليها فيذبحها ويسلخها (5) من قبل الرقبة
ويقلب داخلها فتجده مدبوغا (6) وسأنزل عليك الروح (7) وجبرئيل معه داوة و
قلم ومداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد ويبقى الجلد لا يأكله الأرض ولا
يبليه التراب لا يزداد كل ما ينشر الا جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي
وحى يعلم ما كان وما يكون إليك وتمليه على ابن عمك وليكتب ويمد من تلك
الدوات فمضى ص حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما امره فصادف ما وصف له ربه فلما ابتداء
في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصى عددهم

(1) باسطا، هذه الزيادة في البحار.
(2) ثم ادع وحش الجبل بحبك فإذا اجابتك، هذه الزيادة في البحار.
(3) وفى نسخة بدله، وهي التي.
(4) حين ناهد قرناها، هذه الزيادة في البحار.
(5) وفى نسخة بدله، فليذبحها ويسلخها.
(6) وفى نسخة بدله، فإنه سيجدها مدبوغة.
(7) هذه الزيادة في البحار، الأمين.
526

الا الله ومن حضر ذلك المجلس ثم وضع علي عليه السلام الجلد بين يديه وجاء به (1)
والدوات والمداد اخضر كهيئة البقل وأشد خضرا وأنور ثم نزل الوحي على محمد
صلى الله عليه وآله وجعل يملى على علي عليه السلام ويكتب على أنه يصف كل زمان وما فيه و
غمزه بالنظر والنظر (2) وخبره بكل ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة وفسر
له أشياء لا يعلم تأويلها الا الله والراسخون في العلم فأخبره بالكاينين من أولياء الله
من ذريته ابدا إلى يوم القيمة وأخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من
الأزمنة حتى فهم ذلك وكتب ثم اخبره بأمر يحدث عليه وعليهم من بعده فسأله
عنها فقال الصبر الصبر وأوصى الأولياء (3) بالصبر وأوصى إلى أشياعهم بالصبر و
التسليم حتى يخرج الفرج وأخبره باشراط أوانه واشراط تولده وعلامات تكون
في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها أو صار الوصي
إذا أفضى إليه الامر تكلم بالعجب.
(7) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مرازم وموسى بن بكر قالا
سمعنا أبا عبد الله يقول انا أهل بيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من أوله
إلى اخره وانا عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع ان
تحدث به أحد.
(8) حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن عثمان
بن جبله عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال له يا كامل
اجعل لنا أربابا نؤب إليهم ونقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا ثم قال وعسى
ان نقول ما خرج إليكم من علمنا الا ألفا غير معطوفة

(1) جائته الدواب، هكذا في البحار.
(2) هذه الزيادة في البحار، ويخبره بالظهر والبطن.
(3) وفى نسخة بدله، إلينا.
527

(9) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال جاء اعرابي حتى قام على باب المسجد
فتوسم فرأى أبا جعفر فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة فقال
أبو جعفر عليه السلام من أين جئت يا اعرابي قال جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر عليه السلام البلد أوسع من
ذاك فمن أين جئت قال جئت من احقاف عاد قال نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار
بها استظلوا بفيئها قال وما علمك جعلني الله فداك قال هو عندنا في كتاب وأي شئ
رأيت أيضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصره قعره قال وتدري ما ذاك
الوادي قال لا والله ما ادرى قال ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ثم قال أين بلغت
قال فقطع بالأعرابي فقال بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ليس لهم طعام ولا شراب الا
البان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له
جلساؤه جعلنا فداك (1) قال هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ثم جائه رجل
آخر فقال له رأيت جعفر فقال الاعرابي ومن جعفر هذا الذي يسئل عنه
قالوا ابنه قال سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا من خبر السماء ولا
يدرى أين ابنه.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم
عن محمد بن مسلم قال دخلت انا وأبو جعفر مسجد الرجال فإذا بطاوس اليماني
يقول لأصحابه تدرون متى قتل نصف الناس فسمعه أبو جعفر عليه السلام نصف الناس قال
إنما هو ربع الناس إنما هو آدم وحوا وقابيل وهابيل قال صدقت يا بن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال محمد بن مسلم قلت في نفسي هذه والله مسألة قال فغدوت إليه في منزله
فلبس ثيابه واسرح له قال فبدأني بالحديث قبل ان أسأله فقال يا محمد بن مسلم ان
بالهند وبتلقأ الهند رجل يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط
تفنى الناس ولا يفنون كل ما ذهب واحد جعل مكانه آخر يدور مع الشمس حيث

(1) من هو، ظ.
528

ما دارت يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة قد قلت وماذا
جعلني الله فداك قال ذاك قابيل.
(11) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبيده
قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ان سالم بن أبي حفصة قال اما بلغك انه من مات ليس له
امام مات ميتة جاهلية فقلت بلى فقال من امامك قلت أئمتي آل محمد قال فقال
والله ما أسمعك عرفت إماما قال فقال أبو جعفر عليه السلام ويح من سالم يدرى سالم ما
منزلة الامام الامام أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون وانه لم يمت
منا ميت قط الا جعل الله من بعده ممن يعمل مثله عمله وتسير بسيرته ويدعوا
إلى مثل الذي دعا إليه وانه لم يمنع الله ما أعطى داود ان يعطى سليمان أفضل
مما أعطى داود.
(12) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة عن عبد
الحميد بن نصر قال قال أبو عبد الله ينكرون الامام المفترض الطاعة ويجحدون به
والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من مفترض الطاعة وقد كان إبراهيم دهرا ينزل
عليه الامر من الله وما كان مفترض الطاعة حتى بدا لله ان يكرمه ويعظمه
فقال إني جاعلك للناس إماما فعرف إبراهيم ما فيها من الفضل قال ومن
ذريتي فقال لا ينال عهدي الظالمين قال أبو عبد الله أي إنما هي في ذريتك لا
يكون في غيرهم.
(13) حدثنا عبد الله أبى القاسم عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار
القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله وآتيناهم ملكا عظيما فقال الطاعة
المفروضة.
(14) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله وآتيناهم
ملكا عظيما فقال الطاعة المفروضة.
529

(15) حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الأعور
عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبى جعفر حين مضى عليه السلام نردد كالغنم لاراعى
لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من امامك قال أئمتي آل محمد صلى الله عليه وآله
فقال هلكت وأهلكت اما سمعت انا وأنت وأبا جعفر عليه السلام فهو يقول من مات ليس
له امام مات ميتة جاهلية قلت بلى لعمري لقد كان ذلك ثم بعد ذلك بثلث أو نحوها
دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له لقيت سالما
فقال لي كذا وكذا وقلت له كذى وكذى فقال أبو عبد الله عليه السلام يا ويل لسالم يا
ويل لسالم ثلث مرات اما يدرى سالم ما منزلة الامام الامام أعظم مما يذهب إليه
سالم والناس أجمعين يا أبا عبيدة انه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من
يعمل بمثل عمله ويسير مثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة
انه لم يمنع الله ما أعطى سليمان أفضل ما أعطى ثم قال هذا عطاؤنا فامنن
أو أمسك بغير حساب قال قلت ما أعطاه الله جعلت فداك قال نعم يا أبا
عبيده انه إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم بحكم داود وسليمان لا يسئل الله
الناس بينة.
(16) حدثنا الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن الوليد عن الحرث
بن المغيرة النضري قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا يكون الأرض الا وفيها عالم يعلم
مثل علم الأول وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام يحتاج الناس إليه
ولا يحتاج إلى أحد.
(17) حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال قلت له فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم
ملكا عظيما قال ما هو قال قلت أنت اعلم جعلني الله فداك قال طاعة الله
مفروضة.
530

(18) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن النضر عن أبي نجران عن أبي
جميله عن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر عليه السلام وأوحى إلى هذا
القرآن لأنذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون قال الامام منا انذر به كما انذر به
رسول الله صلى الله عليه وآله.
(19) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه أو
عن بعض أصحابنا عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام انى سألت
أباك عن مسألة أريد ان أسئلك عنها قال وعن أي شئ تسئل قال قلت له عندك علم
رسول الله صلى الله عليه وآله وكتبه وعلم الأوصياء وكتبهم قال فقال نعم وأكثر من ذاك سل
عما بدا لك.
(20) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن عبد الله
بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي بن أبي طالب عليه السلام عالم هذه الأمة
والعلم يتوارث وليس يمضى منا أحد حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى
الأرض يوما بغير امام منا تفزع إليه الأمة قلت يكون امامان قال لا الا وأحدهما
صامت لا يتكلم حتى يمضى الأول.
(21) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل بن
يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول كلما لم يخرج من هذا البيت فهو
باطل.
(22) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا قال رأيت أبا الحسن
الرضا عليه السلام وهو ينظر إلى السماء ويتكلم بكلام كأنه كلام الخطاطيف ما
فهمت منه شيئا ساعة بعد ساعة ثم سكت.
(23) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد
عن هارون عن عبد الله بن عطا عن أبي عبد الله عليه السلام قال نحن أولوا الذكر وأولو العلم
531

وعندنا الحلال والحرام.
(24) ووجدت في بعض رواية أصحابنا في كتاب رواه عن عبد الله بن أحمد
عن بكر بن صالح عن إسماعيل بن عباد النضري عن تميم عن عبد المؤمن عن أبي جعفر
عليه السلام قال قلت له لم سمى أمير المؤمنين عليه السلام أمير المؤمنين فقال لي لان ميرة المؤمنين
هو منه كان يميرهم العلم.
(25) حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن
أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام هذا صراط على
مستقيم قال هو والله على هو والله على الميزان والصراط.
(26) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أعمش بن عيسى عن حماد الطيافي عن
الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال لي كم لمحمد اسم في القرآن قال قلت اسمان
أو ثلث فقال يا كلبي له عشرة أسماء وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ولما قام عبد الله كادوا يكونون عليه لبدا
وطه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ويس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين
على صراط مستقيم ون والقلم وما يسطرون وما أنت بنعمة ربك بمجنون ويا
أيها المزمل ويا أيها المدثر وانا أنزلنا ذكرا رسولا فالذكر اسم من أسماء محمد
صلى الله عليه وآله نحن أهل الذكر فسئل يا كلبي عما بدا لك قال فانسيت والله القرآن كله
فما حفظت منه حرفا اسئله عنه.
(27) حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد عن عيسى عن داود النهدي عن علي
بن جعفر عن أبي الحسن عليه السلام انه سمعه يقول لو أؤذن لاخبرنا بفضلنا قال قلت له
العلم منه قال فقال لي العلم أيسر من ذلك.
(28) حدثنا موسى بن الحسن عن أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن
بكير عن عمير بن يزيد عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان معه أبو عبد الله البلخي
532

في سفر فقال له انظر هل ترى هيهنا جبا فنظر البلخي يمنة ويسرة ثم انصرف
فقال ما رأيت شيئا قال بلى انظر فعاد أيضا ثم رجع إليه ثم قال عليه السلام بأعلى
صوته الا يا أيها الجب الزاخر السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل الله
فيك قال فنبع منه أعذب ماء وأطيبه وارقه واحلاء فقال له البلخي جعلت فداك
سنة فيكم كسنة موسى.
(29) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن معلى بن عثمان قال
ذكر لأبي عبد الله عليه السلام رجل حديثا وانا عنده فقال إنهم يروون عن الرجال فرأيت
كأنه غضب فجلس وكان متكئا ووضع المرفقة تحت إبطيه فقال اما والله
انا ينالهم ولنحن اعلم به منهم ولكن إنما نسلمهم لنوركه عليهم ثم
قال اما لو أرأيت روغان أبى جعفر عليه السلام حيث يراوغ يعنى الرجل لعجبت
من روغانه.
(30) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن عن فضالة عن
القاسم بن يزيد عن محمد بن مسلم قال سألته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع
العلم أم يفسر كل شئ في هذا الأمور التي يتكلم فيها الناس من الطلاق والفرايض
فقال إن عليا كتب العلم كله والفرايض فلو ظهر أمرنا لم يكن من شئ الا وفيه
سنة يمضيها.
(31) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة
عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال إني لأعرف من لو قام شاطئ البحر لندب بدواب
البحر وبأمهاتها وخالاتها.
(32) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن معمر قال قلت أو
تعلمون الغيب قال فقال أبو جعفر يبسط لنا فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.
(33) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن
533

أبى عبد الله قال سمعته يقول نحن ورثة كتاب الله ونحن صفوته.
(34) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن عمر عن
المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال انا أهل بيت من علم الله
علمنا ومن حكمه أخذنا ومن قول الصادق سمعنا فان تتبعونا تهتدوا.
(35) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر عن عبد الغفار عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إن الله تعالى قال لنبيه ولقد وصيناك بما وصى به آدم ونوحا وإبراهيم من
قبلك ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه انا يعنى الولاية كبر على المشركين ما
تدعوهم إليه يعنى كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم من تولية علي عليه السلام قال إن
الله قد اخذ ميثاق كل نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله وعلى وبكل
نبي وبالولاية ثم قال لمحمد صلى الله عليه وآله أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده (1) يعنى
آدم ونوحا وكل نبي بعده.
(36) حدثنا إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن عبد الله بن
سنان قال قال أبو عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقد اسرى بي ربى فأوحى إلى
من وراء الحجاب ما أوحى وكلمني فكان مما كلمني ان قال يا محمد على الأول و
على الاخر وهو بكل شئ عليم فقال يا رب أليس ذلك أنت أليس ذلك أنت فقال
فقال يا محمد صلى الله عليه وآله انا الله لا اله الا انا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن
العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون انى انا الله لا اله الا انا الخالق
البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له من في السماوات والأرضين وانا العزيز
الحكيم يا محمد صلى الله عليه وآله انا الله لا اله الا انا الأول ولا شئ قبلي وانا الاخر فلا شئ
بعدي وانا الظاهر فلا شئ فوقى وانا الباطن فلا شئ تحتي وانا الله لا اله الا انا

(1) الآية (90) الانعام.
534

بكل شئ عليم يا محمد صلى الله عليه وآله على الأول أول من اخذ ميثاقي من
الأئمة يا محمد صلى الله عليه وآله على الاخر آخر من اقبض روحه من الأئمة وهي الدابة التي
تكلمهم يا محمد على الظاهر أظهر عليه جميع ما أوصيته إليك ليس لك ان تكتم
منه شيئا يا محمد على الباطن ابطنة سر الذي أسررته إليك وليس فيما بيني و
بينك سر ازويه عن علي ما خلقت من حلال أو حرام على عليم به.
(37) حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو قال عبد الله بن ابان الزيات
قلت للرضا عليه السلام ان قوما من مواليك سألوني ان تدعو الله لهم قال فقال والله انى
لا عرض أعمالهم على الله في كل يوم.
(38) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
بعض أصحابه ومحمد بن الهيثم جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل و
لقد وصلنا لهم القول (1) قال امام بعد امام.
(39) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن كثير عن
مخالد بن يزيد عن عبد الاعلى عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله فاما
من أعطى واتقى وصدق بالحسنى (2) بالولاية فسنيسره لليسرى واما من
بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى (3)
(40) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي النعمان عن محمد بن
مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله يا أهل الكتاب لستم على
شئ حتى تقيموا التورية والإنجيل واما انزل إليكم من ربكم (2) قال هي الولاية

(1) الآية (51) القصص.
(2) الآية 5، 6، 7، 8، 9، الليل.
(3) الآية (68) المائدة.
535

وهو في قول الله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل
فما بلغت رسالته (1) قال هي الولاية.
(41) حدثنا الحجال عن صالح عن الحسن بن محبوب عن مالك بن
عطيه عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى في صحف
مطهرة فيها كتب قيمة (2) قال هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب.
(42) وعنه عن الحسن عمن رواه عن أبي عبيده قال سألت أبا جعفر عليه السلام
عن قول الله ائتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم (3) إنما عنى بذلك علم
الأوصياء والأنبياء ان كنتم صادقين.
(43) حدثنا عبد الله عن محسن عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم قال
وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام يحتاج الناس إليه ولا يحتاج
إلى الناس (44) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان
عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ترك الأرض بغير امام قال لا قلنا تكون
الأرض وفيها امامان قال لا الا امامان أحدهما صامت لا يتكلم ويتكلم الذي قبله والامام
يعرف الامام الذي بعده.
(45) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان
عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى وكذلك
جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس (4) بما عندهم من الحلال والحرام

(1) الآية (67) المائدة.
(2) الآية (2) و (3) البينة والآية هكذا صحفا مطهرة.
(3) الآية (4) الأحقاف.
(4) الآية (143) البقرة.
536

وبما ضيعوا منه.
(46) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن علي
بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال إني لا عرف من لو قام على شط
البحر لندب بدواب البحر بأمهاتها وعماتها وخالاتها.
(47) حدثنا بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السياري قال حدثني غير
واحد من أصحابنا قال خرج عن أبي الحسن الثالث ع أنه قال إن الله جعل
قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاؤه وهو قول الله وما تشاؤن الا
ان يشاء الله (1).
(48) حدثنا أحمد بن محمد عن موسى عن الحسن بن موسى عن علي بن
حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى وتعيها اذن واعية (2)
قال وعت اذن أمير المؤمنين وكان وما يكون.
(49) حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع عن جعفر بن بشير عن عمرو
بن أبي المقدام عن عفيف بن أبي سعيد قال كنا في أصحاب البرود ونحن شبان
فرجع إلينا أمير المؤمنين عليه السلام فقال بعضنا بواد سفكت قد جاءكم فقال علي عليه السلام
ويحك ان أعلاه علم وأسفله طعام.
(50) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن
جعفر بن بشير عن حماد بن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل
من المغيرية فسئل عن شئ من السنن فقال مامن شئ يحتاج إليه ولد آدم الا
وقد خرجت فيه السنة من الله ومن رسوله ولولا ذلك ما احتج فقال المغيرى
وبما احتج فقال أبو عبد الله عليه السلام قوله اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم

(1) الآية (30) الانسان و (29) التكوير.
(2) الآية (12) الحاقة.
537

نعمتي (1) حتى فرغ من الآية فلو لم يكمل سنته وفرايضه وما يحتاج إليه
الناس بما احتج به.
(51) حدثنا علي بن إسماعيل عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن محبوب
عن علي بن رياب عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله في قوله تعالى ان في ذلك لايات
لأولي النهى (1) قال نحن والله أولى النهى قلت ما معنى أولى النهى قال ما أخبر الله
رسوله مما يكون من بعده من ادعاء فلان الخلافة والقيام بها والاخر من بعده و
الثالث من بعدهما وبنى أمية فأخبر النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فان ذلك كما أخبر الله
رسوله كما أخبر رسوله عليا عليه السلام وكما انتهى إلينا من على فيما يكون من بعده
من الملك في بنى أمية وغيرهم فنحن أولى النهى الذين انتهينا إلينا علم هذا كله
فصبرنا لأمر الله ونحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونستره ونكتم
به من عدونا كما كتم رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اذن له في الهجرة وجهاد المشركين فنحن
على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله باظهار دينه بالسيف ويدعو الناس إليه
وليضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله صلى الله عليه وآله بداء.
(52)
حدثنا محمد بن عيسى عن ياسين الصرير عن حريز عن أبي بصير
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تبارك وتعالى فرض العلم عن ستة اجزاء فأعطى
عليا عليه السلام منه خمسة اجزاء وله سهم في الجزء الآخر من الناس.
19 - باب في أئمة آل محمد ص ان المستحق الذي في
أيدي الناس من العلوم هو الذي خرج من عندهم وما كان
من الرأي والقياس من الباطل فمن عند أنفسهم
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد

(1) الآية (3) المائدة.
538

بن أبي نصير عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال لي رجل من أهل الكوفة
سله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام سلوني عما شئتم ولا تسئلوني عن شئ الا أنبأتكم
به قال فسئلته فقال إنه ليس أحد عنده علم شئ الا خرج من عند
أمير المؤمنين فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله ليأتين الامر هيهنا وأشار بيده
إلى صدره.
(2) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول إنه ليس عند أحد من حق ولا صواب
وليس أحد من الناس يقضى بقضاء فيه الحق الا مفتاحه على فإذا تشعبت
بهم الأمور كان الخطاء من قبلهم والصواب من قبله أو كما قال.
(3) حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي عن
محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول اما انه ليس عند أحد علم
ولا حق ولا فتيا الا شيئا اخذ عن علي بن أبي طالب عليه السلام وعنا أهل البيت و
ما من قضاء يقضى به بحق وثواب الا بدا ذلك ومفتاحه وسببه وعلمه من على و
منا فإذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا وعملوا بالرأي وكان الخطاء من قبلهم فإذا قاسوا
وكان الصواب إذا تبعوا الآثار من قبل علي عليه السلام.
(4) حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن
مسكان عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ليس عند أحد من الناس
حق ولا صواب ولا أحد من الناس يقضى بقضاء حق الا ما خرج منا أهل البيت
فإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطاء منهم والصواب من قبل علي عليه السلام.
539

20 - باب في التسليم لآل محمد ص فيما جاء عندهم.
صلوات الله عليهم
(1) حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن كامل
التمار قال قال أبو جعفر عليه السلام يا كامل تدرى ما قول الله قد أفلح المؤمنون (1)
قلت جعلت فداك افلحوا وفازوا وادخلوا الجنة قال قد أفلح المسلمون ان المسلمين
هم النجباء.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمير
بن أذينة عن عبد الله النجاشي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
ويسلموا تسليما (2) قال عنى بها عليا عليه السلام.
(3) وعن الحسين عن صفوان ابن يحيى عن الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام انه
تلا هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فقال لو أن قوما عبدوا الله ووحدوه ثم
قالوا لشئ صنعه رسول الله صلى الله عليه وآله لو صنع كذى كذى ووجدوا ذلك في أنفسهم
كانوا بذلك مشركين ثم قال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما قال هو
التسليم في الأمور

(1) الآية (1) المؤمنون.
(2) الآية (65) النساء.
540

حدثنا محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي
عبد الله عليه السلام قال يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمين ان المسلمين هم النجباء
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن يحيى عن
ابن أذينة عن أبي بكر الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول يهلك أصحاب
الكلام وينجو المسلمون ان المسلمين هم النجباء يقولون هذا ينقاد اما والله لو
علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلفوا اثنان.
(6) حدثنا محمد بن عيسى عن فضالة عن ابان عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا (1) قال الاقتراف
التسليم لنا والصدق علينا ولا يكذب علينا.
(7) حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد عن حريز عن أبي جعفر عليه السلام ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا ولا يكذب
علينا.
(8) حدثنا محمد بن عيسى عن أبي احمد وجمال عن سعيد بن غزوان قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة
ثم لم يسلموا لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و
يسلموا تسليما.
(9) حدثنا محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي بصير
قال سأل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله ويسلموا تسليما قال هو التسليم في
الأمور.
(10) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن عن جعفر بن زهير عن عمرو بن.

(1) الآية (23) الشورى.
541

حمران عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
(11) حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ويسلموا تسليما قال التسليم في الأمور وهو قوله ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.
(12) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن
عاصم عن كامل التمار قال قال أبو جعفر عليه السلام يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلمون
يا كامل ان المسلمين هم النجباء يا كامل ان الناس أشباه الغنم الا قليلا من المؤمنين
والمؤمن قليل.
(13) حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن جعفر بن بشير عن أبي
عثمان الأحول عن كامل التمار عن أبي جعفر عليه السلام وحدي فنكس رأسه إلى الأرض
فقال قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء يا كامل الناس كلهم بهائم الا قليل
من المؤمنين والمؤمن غريب.
(14) حدثنا محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن جميل بن دراج عن أبي
عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ويسلموا تسليما قال التسليم في الامر.
(15) حدثنا محمد بن عيسى عن حماد عن المفضل بن عمرو قال قلت لأبي
عبد الله عليه السلام باي شئ علمت الرسل انها رسل قال قد كشف لها عن
الغطاء قال قلت لأبي عبد الله باي شئ علم المؤمن انه مؤمن قال بالتسليم لله في كل
ما ورد عليه.
(16) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن
ضريس قال أبو جعفر عليه السلام أرأيت ان لم يكن الصوت الذي قلنا لكم أن يكون ما
أنت صانع قال قلت انتهى فيه والله إلى امرك قال فقال هو والله التسليم والا فالذبح و
اهوى بيده إلى حلقه.
542

(17) حدثنا بعض أصحابنا عمن روى عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة بن
حمران قال كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث الا قال سلموا
حتى لقب فكان كلما جاء قالوا قد جاء سلم فدخل حمران وزرارة على أبى جعفر
عليه السلام فقال إن رجلا من أصحابنا إذا سمع شيئا من أحاديثكم قالوا سلموا
حتى لقب وكان إذا جاء قالوا سلم فقال أبو جعفر عليه السلام قد أفلح المسلمون
ان المسلمين هم النجباء.
(18) حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي والحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر أخي أديم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول إن رجلا من موالي عثمان كان شتاما لعلى فحدثني مولى لهم يأتينا وبايعنا
انه حين أحضر قال مالي ولهم قال فقلت جعلت فداك ما امن هذا قال فقال اما تسمع
قول الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الا أنه قال هيهات
هيهات لا والله حتى يحكموك الثبات الرقي القلب وان صام وصلى.
(19) وعنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن ضريس
عن أبي جعفر عليه السلام قال قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء.
(20) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال
قلت لأبي جعفر عليه السلام تركت مواليك مختلفين يتبرء بعضهم من بعض قال وما أنت
وذاك إنما كلف الله الناس ثلاثة معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما يرد عليهم والرد
عليهم فيما اختلفوا فيه.
(21) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد اخبرني محمد بن حماد
السمندلي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه قال قال أبو جعفر عليه السلام يا سالم ان
الامام هادي مهدي لا تدخله الله في عماء ولا يحمله على هيئة ليس للناس النظر في امره.
ولا التخير عليه وإنما أمروا بالتسليم.
543

(22) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب؟؟؟؟ أبى أيوب
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا (1) قال هم الأئمة ويجرى
فيمن استقام من شيعتنا سلم لامرنا وكتم حديثنا عند عدونا فتستقبلهم الملائكة
بالبشرى من الله بالجنة وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين
فاستقاموا وسلموا لامرنا وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا ولم يشكوا كما
شككتم فاستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة
(23) حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكر عن
زرارة عن أبي عبيده قال قال أبو جعفر عليه السلام من سمع من رجل أمرا لم يحط
به علما فكذب به ومن امره بالرضاء بنا والتسليم لنا فان ذلك لا يكفره.
(24) حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن صفوان الصيقل قال دخلت
انا والحرث بن المغيرة وغيره على أبى عبد الله عليه السلام فقال له الحرث ان هذا يعنى
منصور الصيقل لا يريد الا ان يسمع حديثنا فوالله ما يدرى ما يقبل مما يرد فقال
أبو عبد الله هذا الرجل من المسلمين ان المسلمين من النجباء.
(25) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن
سلمة بن حنان عن أبي الصباح الكناني قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال يا أبا
الصباح قد أفلح المؤمنون قال أبو عبد الله قد أفلح المسلمون قالها ثلثا وقلتها ثلث
ثم قال إن المسلمين هم المنتجبون يوم القيمة هم أصحاب الحديث.
(26) حدثنا محمد بن عيسى قال أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابة إلى
أبى الحسن الثالث عليه السلام وجوابه بخطه فقال نسألك عن العلم المنقول إلينا عن ابائك
وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل على اختلافه إذا نرد إليك فقد

(1) الآية (30) فصلت.
544

اختلف فيه فكتب وقرأته ما علمتم انه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه
إلينا.
(27) حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الفضيل
عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يختلف أصحابنا فأقول قولي هذا قول
جعفر بن محمد قال بها نزل جبرئيل.
(28) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له ان عندنا
رجلا يسمى كليبا فلا نتحدث عنكم شيئا الا قال انا أسلم فسميناه كليب التسليم
قال فترحم عليه ثم قال أتدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو والله الاخبات قول الله
الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم (1)
(29) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
منصور بن يونس عن بشير بن الدهان قال سمعت كليبا يقول قال أبو جعفر عليه السلام قد
أفلح المؤمنون أتدري من هم جعلت فداك أنت اعلم قال قد أفلح المسلمون ان المسلمين
هم النجباء.
(30) حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة
عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اما سمعت عليك بالحديث
فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فما تريد أتريد أن تكون أمانا بك من رد القول إلينا
فقد سلم.
(31) وعنه عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام
قال إن من قرة العين التسليم إلينا ان تقولوا لكل ما اختلف عنا ان تردوا
إلينا.
(32) حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن داود بن فرقد عن زيد
545

أبى عبد الله عليه السلام قال تدرى بما أمروا أمروا بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم
لنا.
21 - باب فيه شرح أمور النبي والأئمة في أنفسهم والرد
على من غلا بجهلهم ما لم يعرفوا من معنى أقاويلهم
(1) حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القسم بن الربيع الوراق
عن محمد بن سنان عن صباح المدايني عن المفضل انه كتب إلى أبى عبد الله
عليه السلام فجائه هذا الجواب من أبى عبد الله عليه السلام اما بعد فانى أوصيك ونفسي بتقوى
الله وطاعته فان من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد
والاخذ بأمره والنصيحة لرسله والمسارعة في مرضاته واجتناب ما نهى عنه فإنه
من يتق فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة
ومن امر بالتقوى فقد أفلح الموعظة جعلنا الله من المتقين برحمته جائني كتابك
فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك البسنا الله وإياك
عافيته في الدنيا والآخرة كتبت تذكر ان قوما انا عرفهم كان أعجبك نحوهم و
شأنهم وانك أبلغت فيهم أمورا يروى عنهم كرهتها لهم ولم تريهم الا طريقا
حسنا ورعا وتخشعا وبلغك انهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال ثم
بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت وذكرت انك قد عرفت ان أصل الدين معرفة
الرجال فوفقك الله وذكرت انه بلغك انهم يزعمون أن الصلاة والزكاة و
صوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر
546

الحرام والشهر الحرام هو رجل وان الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل و
كل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل وانهم ذكروا ذلك بزعمهم ان من
عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعمله به من غير عمل وقد صلى واتى الزكاة وصام
وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام و
المسجد الحرام وانهم ذكروا من عرف هذا بعينه وتجده وثبت في قلبه جاز له ان
يتهاون فليس له ان يجتهد في العمل وزعموا انهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد
قبلت منه هذه الحدود لوقتها وان هم لم يعملوا بها وانه بلغك انهم يزعمون أن
الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة ولحم الخنزير هو
رجل وذكروا ان ما حرم الله من نكاح الأمهات والبنات والعمات والخالات وبنات الاخر وبنات
الأخت وما حرم على المؤمنين من النساء فما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء
النبي وما سوى ذلك مباح كله وذكرت انه بلغك انهم يترادفون المرأة الواحدة
ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون ان لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه فالظاهر
يتناسمون عنه يأخذون به مدافعة عنهم والباطن هو الذي يطلبون وبه أمروا و
بزعمهم كتبت تذكر الذي زعم عظيم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسئلني عن
قولهم في ذلك احلال أم حرام وكتب تسئلني عن تفسير ذلك وانا أبينه حتى لا تكون
من ذلك في عمى ولا شبهة وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه
كله كما قال الله في كتابه وتعيها اذن واعية واصفه لك بحلاله وانفى عنك حرامه
إن شاء الله كما وصفت ومعرفكه حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره انشاء الله ولا قوة الا
بالله والقوة لله جميعا أخبرك انه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسئلني عنها
فهو عندي مشرك بالله تبارك وتعالى بين الشرك لا شك فيه وأخبرك ان هذا
القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ولم يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حد
ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ولم يضعوها
547

على حدود ما أمروا كذبا وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وجرأة على المعاصي فكفى
بهذا لهم جهلا ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن
به باس ولكنهم حرفوها وتعدوا وكذبوا وتهاونوا بأمر الله وطاعته ولكني أخبرك
ان الله حدها بحدودها لان لا يتعدى حدوده أحد ولو كان الامر كما ذكروا لعذر
الناس بجهلهم ما لم يصرفوا حد ما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا
ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها الا مشرك كافر ثم قال تلك حدود الله فلا
تعتدوها (1) ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون فأخبرك حقايق ان الله تبارك
وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا ورضى من خلقه فلم يقبل من أحد الا به وبه بعث
أنبياؤه ورسله ثم قال وبالحق أنزلناه وبالحق نزل (2) فعليه وبه بعث أنبياؤه و
رسله ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله فاختل الذين لم يعرفوا معرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم
هو الحلال المحلل ما أحلوا والمحرم ما حرموا وهم أصله ومنهم الفروع الحلال
وذلك سعيهم ومن فروعهم أمرهم الحلال وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج
البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله وشعائره ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام و
الشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الأخلاق ومحاسنها وجميع البرة ثم ذكر
بعد ذلك فقال في كتابه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (3) فعددهم المحرم و
أولياؤهم الدخول في أمرهم إلى يوم القيمة فيهم الفواحش وما ظهر منها وما بطن والخمر والميسر
والربا والدم ولحم الخنزير فهم الحرام والمحرم واصل كل حرام وهم الشر واصل كل
شر ومنهم فروع الشر كله ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها ومن فروعهم

(1) الآية (229) البقرة.
(2) الآية (105) بني إسرائيل
(3) الآية (90) النمل.
548

تكذيب الأنبياء وجحود الأوصياء وركوب الفواحش الزنا والسرقة وشرب الخمر
والنكر (1) واكل مال اليتيم واكل الربوا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها
وانتهاك المعاصي وإنما امر الله بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى يعنى مودة ذي
القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وهم أعداء الأنبياء و
أوصياء الأنبياء وهم البغي من مودتهم فطاعتهم يعظكم بهذا لعلكم تذكرون و
أخبرك انى لو قلت لك ان الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم
الخنزير هو رجل وأنت اعلم أن الله قد حرم هذا الأصل وحرم فرعه ونهى عنه و
جعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون
إذ قال انا ربكم الاعلى فهذا كله على وجه ان شئت قلت هو رجل وهو إلى جهنم و
من شايعه على ذلك فافهم مثل قول الله إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير
ولصدقت ثم لو انى قلت إنه فلان ذلك كله لصدقت ان فلانا هو المعبود المتعدى
حدود الله التي نهى عنها ان يتعدى ثم انى أخبرك ان الدين واصل الدين هو
رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان وهو امام أمته وأهل زمانه فمن عرف
عرف الله ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه وحدوده وشرايعه بغير
ذلك الامام كذلك جرى بان معرفة الرجال دين الله والمعرفة على وجهه معرفة
ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله فهذه المعرفة الباطنة
الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها
من من الله يمن به على من يشاء مع معرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهرة فأهل المعرفة
في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا يلحق باهل المعرفة في الباطن
على بصيرتهم ولا يضلوا بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه
ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلى من شهد بالحق وهم يعلمون (2) فمن

(1) الظاهر أنه المنكر.
(2) الآية (86) الزخرف.
549

شهد شهادة الحق لا يقعد عليه قلبه على بصيرة فيه كذلك من تكلم لا يقعد عليه
قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة فقد عرفت كيف كان
حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر
وحديثه إلى انتهى الامر إلى نبي الله وبعده إلى من صار والى من انتهت إليه معرفتهم
وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن باحسانه والمسئ
بإسائته وقد يقال إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل
فيه رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة وأخبرك انى لو قلت إن الصلاة و
الزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام و
المشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي
الذي جاء به عند ربه لصدقت ان ذلك كله إنما يعرف بالنبي ولولا معرفة ذلك
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك فذلك من من الله على من يمن
عليه ولولا ذلك لم يعرف شيئا من هذه فهذا كله ذلك النبي واصله وهو فرعه وهو
دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب على له الطاعة فيما امرني به
لا يسعني جهله وكيف يسعني جهله ومن هو فيما بيني وبين الله وكيف تستقيم لي
لولا انى أصف ان ديني هو الذي اتاني به ذلك النبي صلى الله عليه وآله ان أصف ان الدين
غيره وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله وإنما
أنكر الذي من أنكره بان قالوا ابعث الله بشرا رسولا (1) ثم قالوا ابشر يهدوننا (2)
فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وقالوا لولا انزل عليك ملك فقال قل من انزل
الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (3) ثم قال في آية أخرى ولو أنزلنا

(1) الآية (94) بني إسرائيل.
(2) الآية (6) التغابن.
(3) الآية (91) الانعام.
550

ملكا لقضى الامر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا (1) تبارك الله تعالى
إنما أحب ان يعرف بالرجال وان يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي
يؤتى منه لا يقبل الله من العباد غير ذلك لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون فقال فيمن
أوجب من محبته لذلك من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم
حفيظا (2) فمن قال لك ان هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حد
ما يتكلم به فقد صدق ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة لا يعنى التمسك
في الأصل بترك الفروع لا يعنى بشهادة ان لا إله إلا الله وبترك شهادة ان محمدا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبعث الله نبيا قط الا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الأعمال
والنهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فالباطن منه ولاية أهل الباطن والظاهر
منه فروعهم ولم يبعث الله نبيا قط يدعوا إلى معرفة ليس معها طاعة في امر ونهى
فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرايض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة
من جائهم من عنده ودعاهم إليه فأول من ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما
يقر به بمن لا طاعة له وانه من عرف أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ولا يكون
تحريم الباطن واستحلال الظاهر وإنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا
جميعا ولا يكون الأصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ولا يحرم
الباطن ويستحيل الظاهر وكذلك لا يستقيم الا يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة
الظاهر ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة والمسجد الحرام وجميع حرمات
الله وشعائره وان ترك معرفة الباطن لان باطنه ظهره ولا يستقيم ان ترك واحدة
منها إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه إنما يشبه الباطن بالظاهر فمن
زعم أن ذلك إنما هي المعرفة انه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب واشرك

(1) الآية (8) و (9) الانعام.
(2) الآية (8) النساء.
551

ذاك لم يعرف ولم يطع وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل
ذلك منك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه
مقبول منك أخبرك ان من عرف أطاع إذا عرف وصلى وصام واعتمر وعظم
حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها ويجتنب
سيئها وكل ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله أصله وهو أصل هذا كله لأنه
جاء ودل عليه وامر به ولا يقبل من أحد شيئا منه الا به ومن عرف اجتنب
الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرم المحارم كلها لان بمعرفة
النبي صلى الله عليه وآله وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج مما خرج منه النبي
صلى الله عليه وآله من زعم أنه يملك الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي صلى الله عليه وآله لم يحلل
الله حلالا ولم يحرم له حراما وانه من صلى وزكى وحج واعتمر فعل ذلك
كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك ولم يصل
ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم
الله حراما ولم يحلل الله حلالا ليس له صلاة وان ركع وسجد ولا له زكاة وان
اخرج لكل أربعين درهما ومن عرفه واحد عنه أطاع الله واما ما ذكرت انهم
يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فإنهم زعموا انه إنما حرم
علينا بذلك نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله فان أحق ما بدء منه تعظيم حق الله وكرامة رسوله
وتعظيم شأنه وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعد قوله وما كان لكم ان
تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان
عند الله عظيما (1) وقال الله تبارك وتعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم (2) وهو أب لهم ثم قال ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء.

(1) الآية (53) الأحزاب.
(2) الآية (6) الأحزاب.
552

الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا (1) فمن حرم نساء النبي لتحريم
الله ذلك فقد حرم الله في كتابه العمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما
حرم الله من ارضاعه لان تحرم ذلك تحريم نساء النبي صلى الله عليه وآله فمن حرم ما حرم
الله من الأمهات والبنات والأخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن
استحل ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا.
واما ما ذكرت ان الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون
ذلك من دين الله ورسوله إنما دينه ان يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله
سراء؟؟ ان ما أحل الله من النساء في كتاب المتعة في الحج اجلهما ثم لم يحرمهما
فإذا أراد الرجل المسلم ان يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسنته نكاح غير سفاح
تراضيا على ما احبا من الأجرة والأجل كما قال الله فما استمتعتم به منهن فاتوهن
أجورهن ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة (2) ان هما احبا ان
يمدا في الأجل على ذلك الاجر فاخر يوم من اجلها قبل ان ينقضى الأجل قبل غروب
الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما احبا فان مضى آخر يوم منه لم يصلح الا ما
امر (3) مستقبل وليس بينهما عدة من سواه فإنه اتحادت سواه اعتدت خمسة و
الأربعين يوما وليس بينهما ميراث ثم إن شائت تمتعت من آخر فهذا حلال لهما
إلى يوم القيمة ان هي شائت من سبعة وان هي شائت من عشرين ان ما بقيت في
الدنيا كل هذا حلال لهما على حدود الله ومن يتعد حدود الله
فقد ظلم نفسه وإذا أردت المتعة في الحج فاحرم من العقيق واجعلها متعة فمتى ما
قدمت طفت بالبيت واستسلمت الحجر الأسود وفتحت به وختمت سبعة أشواط ثم
تصلى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة

(1) الآية (22) النساء.
(2) الآية (24) النساء.
(3) الظاهر أنه، بأمر مستقبل.
553

أشواط تفتح بالصفا وتختم بالمروة فإذا فعلت ذلك فصبرت حتى إذا كان يوم التروية
صنعت ما صنعت بالعقيق ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج فلم تزل محرما حتى
تقف بالموقف ثم ترمى الجمرات وتذبح وتحل وتغتسل ثم تزور البيت فإذا أنت
فعلت ذلك فقد أحللت وهو قول الله فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من
الهدى (1) ان تذبح واما ما ذكرت انهم يستحلون الشهادات بعضم لبعض على
غيرهم فان ذلك ليس هو الا قول الله يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر
أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو اخران من غيركم ان أنتم
ضربتم في الأرض فاصابتكم مصيبة الموت (2) إذا كان مسافرا وحضره الموت اثنان
ذوا عدل من دينه فإن لم يجدوا فاخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته
يحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشترى به ثمنا قليلا ولو كان به
ثمنا قليلا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الاثمين فان عثر على أنهما
استحقا اثما فاخران يقومان مقامهما من الذي استحق عليهم الأوليان
من أهل ولايته فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا انا إذا لمن
الظالمين ذلك أدنى بالشهادة على وجهها أو تخافوا ان ترد ايمانا بعد ايمانهم
واتقوا الله واسمعوا وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقضى بشهادة رجل واحد مع يمين
المدعى ولا يبطل حق مسلم ولا يرد شهادة مؤمن فإذا اخذ يمين المدعى وشهادة
الرجل قضى له بحقه وليس يعمل بهذا فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده
ولم يكن شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاية الجور ابطلوا حقه ولم يقضوا
فيها بقضاء رسول الله صلى الله عليه وآله كان الحق في الجور ان لا يبطل حق رجل فيستخرج الله
على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويجئ عدلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل به

(1) الآية (196) البقرة
(2) الآية (106) المائدة.
554

واما ما ذكرت في آخر كتابك انهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي صلى الله عليه وآله
وانك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في علي ما قالوا فقد عرفت ان السنن
والأمثال كاينة لم يكن شئ فيما مضى الا سيكون مثله حتى لو كانت شاة بشاة
وكان هيهنا مثله واعلم أنه سيضل قوم بضلالة من كان قبلهم كتبت فتسئلني عن
مثل ذلك ما هو وما أرادوا به أخبرك ان الله تبارك وتعالى هو خلق (1) الخلق لا شريك
له له الخلق والامر والدنيا والآخرة وهو ربك كل شئ وخالقه خلق الخلق وأحب
ان يعرفوه بأنبيائه واحتج عليهم بهم فالنبي صلى الله عليه وآله هو الدليل على الله عبد مخلوق
مربوب اصطفاه نفسه رسالته وأكرمه بها فجعل خليفته في خلقه ولسانه فيهم و
أمينه عليهم وخازنه في السماوات والأرضين قوله قول الله لا يقول على الله الا الحق
من اطاعه أطاع الله ومن عصاه الله عصا الله وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى ان
يقر له بالطاعة فقد أبى ان يقر لربه بالطاعة وبالعبودية ومن أقر بطاعته
أطاع الله وهداه بالنبي صلى الله عليه وآله مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك وأنكروه وهو الوالد
المبرور فيمن أحبه واطاعه وهو الوالد البار ومجانب الكباير قد كتبت لك ما
سئلتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صنعتنا هذه فلم يقولوا بها بل حرفوها و
وضعوها على غير حدودها على نحوها قد بلغك واحذر من الله ورسوله ومن يتعصبون
بنا أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول الذين
يرمون المحصنات المؤمنات الغافلات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (2)
يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله أعمالهم
السيئة ويعلمون ان الله هو الحق المبين (3) واما ما كتبت ونحوه وتخوفت أن يكون
صفتهم من صفة فقد أكرمه الله تعالى عز وجل عما يقولون علوا كبيرا.

(1) الظاهر أنه خالق.
(2) الآية (23) النور.
(3) الآية (25) النور.
555

صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له وعندنا أخذنا فجزاه الله عنا أفضل الحق فان
جزائه على الله فتفهم كتاب هذا واتقوه لله.
(2) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن
فضال عن حفص المؤذن قال كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى أبى الخطاب بلغني انك تزعم أن
الخمس رجل وان الزنا رجل وان الصلاة رجل وان الصوم رجل وليس كما
تقول نحن أصل الخير وفروعه طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعه معصية الله
ثم كتب يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع.
(3) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن
داود بن فرقد قال قال أبو عبد الله عليه السلام لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه
رجل من القرآن حلال ومنه حرام ومنه نباء ما قبلكم وحكم ما بينكم وحاكم خبر
ما بعدكم فهكذا هو.
(4) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي العباس بن معروف عن الحجال
عن حبيب الخثعمي قال ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام ما يقول أبى الخطاب فقال أذكر
لي بعض ما يقول قلت في قول الله عز وجل وإذا ذكر الله وحده اشمأزت (1) إلى
آخر الآية يقول إذا ذكر الله وحده أمير المؤمنين عليه السلام وإذا ذكر الذين من دونه
فلان وفلان فقال أبو عبد الله عليه السلام من قال هذا فهو مشرك ثلثا انا إلى الله منهم برئ
ثلثا بل عنى الله بذلك نفسه بل عنى الله بذلك نفسه وأخبرته بالآية في حم ذلكم بأنه إذا دعى الله
وحده كفرتم ثم قال قلت يعنى بذلك أمير المؤمنين عليه السلام قال أبو عبد الله عليه السلام من
قال هذا فهو مشرك انا إلى الله منه برئ ثلثا بل عناه بذلك نفسه.
(5) حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن آدم بن إسحاق عن هشام عن الهيثم
التميمي قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا هيثم التميمي ان قوما آمنوا بالظاهر و

(1) الآية (45) الزمر.
556

كفروا بالباطن فلم ينفعهم شئ وجاء قوم من بعدهم فامنوا بالباطن و
كفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا ولا ايمان بظاهر ولا باطن الا بظاهر.
22 - باب فيمن لا يعرف الحديث فرده
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول اما والله ان أحب
أصحابي إلى أورعهم وأفقههم وأكتمهم بحديثنا وان اسؤاهم عندي حالا و
أمقتهم إلى الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم
يقبله قلبه اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به وهو لا يدرى لعل
الحديث من عندنا خرج والينا سند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا.
(2) حدثنا الهيثم النهدي عن محمد بن عمر بن يزيد عن يونس عن أبي
يعقوب بن إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى
حصر عباده بايتين من كتابه الا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم
يعلموا ان الله تبارك وتعالى يقول لم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا
على الله الا الحق وقال بل كذبوا لما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم
تأويله.
(3) حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن جندب عن
سفيان بن السيط قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ان الرجل ليأتينا من
قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الامر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه قال
فقال أبو عبد الله عليه السلام أليس عنى يحدثكم قال قلت بلى قال فيقول لليل انه
557

نهار وللنهار انه ليل قال فقلت له لا قال فقال رده إلينا فإنك ان كذبت فإنما
تكذبنا.
(4) حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع
عن علي السناني عن أبي الحسن ع انه كتب إليه في رسالة ولا تقل لما بلغك عنا
أو نسب إلينا هذا باطل وان كنت تعرفه خلافه فإنك لا تدري لم قلنا وعلى أي
وجه وصفة.
(5) حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليه السلام أو عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا تكذبوا بحديث
اتاكم أحد فإنكم لا تدرون لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه.
تمت الكتاب المسمى ببصائر الدرجات في شهر صفر 1381 قمري هجري
558