الكتاب: المحاسن
المؤلف: أحمد بن محمد بن خالد البرقي
الجزء: ١
الوفاة: ٢٧٤
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: تصحيح وتعليق : السيد جلال الدين الحسيني (المحدث)
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٧٠ - ١٣٣٠ ش
المطبعة:
الناشر: دار الكتب الإسلامية - طهران
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
المحاسن
تأليف
الشيخ الثقة الجليل الأقدم
أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي
عنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه
السيد جلال الدين الحسيني
المشتهر بالمحدث
يطلب من دار الكتب الاسلامية
تعريف الكتاب 1

كتاب المحاسن للمحاسن دور
قطب عليه المكرمات تدور
قال الصدوق محمد: هو عندنا
أهل البصيرة مرجع مشهور
تعريف الكتاب 2

بسمه تعالى
مقدمة
إطباق علمائنا معشر الإمامية على وثاقة أبى جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي بل على
جلالته يغنينا عن الخوض في ترجمته من هذه الجهة، وكذا اشتهار اعتبار كتابه " المحاسن "
بينهم يمنعنا عن بيان شئ من ذلك من جهة الحاجة إليه، ومع ذلك نذكر شيئا مما له ربط
بالامرين عملا بما هو المتعارف في هذا العصر من تصدير الكتب المطبوعة بذكر ما يكشف
عن أحوال الكتب وتراجم مؤلفيها ونكتفي في ذلك بأقل ما يدل على المطلوب إذا المقام
لا يسع الاستقصاء في ذلك فنقول والله المستعان:
نبذة مما يدل على اعتبار الكتاب وجلالة مؤلفه
فمن ذلك اعتماد المشايخ الثلاثة في الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب
الشيعة في استنباط أحكام الشريعة على هذا الكتاب إذ كل منهم انتزع أخبارا كثيرة منه
وأودعها كتابه.
أما ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه فقد روى عنه بواسطة عدة من الرواة واختار
للتعبير عنهم عبارة " عدة من أصحابنا " حبا للاختصار وحفظا لكتابه من أن يكثر حجمه، و
ذلك لأن المحاسن من مآخذه المهمة التي ينقل عنه كثيرا فلو تكرر في جميع هذه الموارد
أسامي الذين يروى بواسطتهم عنه لكان يكثر حجم الكتاب كثيرا فاكتفى عن ذكر
أساميهم بذكر العدة.
قال العلامة أعلى الله مقامه في الفائدة الثالثة من فوائد الخلاصة: " قال الشيخ الصدوق
محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي في أخبار كثيرة: " عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن خالد البرقي " وقال: " كلما قلت في كتابي المشار إليه: عدة من أصحابنا
عن أحمد بن محمد بن خالد، فهم علي بن إبراهيم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، و
أحمد بن عبد الله بن بنته، وعلي بن الحسن ".
مقدمة المعلق 3

ونظمه العلامة الطباطبائي السيد مهدى بحر العلوم رضوان الله عليه (على ما هو
المشهور والمذكور في غير واحد من الكتب الرجالية والفقهية وغيرها) على هذا
المنوال:
وعدة البرقي وهو أحمد * علي بن الحسن وأحمد
وبعد ذين ابن أذينة على * وابن لإبراهيم واسمه علي
أما رئيس المحدثين أبو جعفر الصدوق رحمة الله عليه فهو أيضا سلك هذا الطريق
فقال في أول كتاب من لا يحضره الفقيه ما لفظه:
" ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتى به وأحكم
بصحته وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربى تقدس ذكره وتعالت قدرته، وجميع
ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع، مثل كتاب حريز بن
عبد الله السجستاني، وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي، وكتب علي بن مهزيار الأهوازي،
وكتب الحسين بن سعيد، ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى، وكتاب نوادر الحكمة تصنيف
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله، وجامع
شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه، ونوادر محمد بن أبي عمير، وكتب (1) المحاسن
لأحمد بن أبي عبد الله البرقي، ورسالة أبي رضي الله عنه إلي، وغيرها من الأصول والمصنفات
التي طرقي إليها معروفة في فهرس الكتب التي رويتها عن مشايخي وأسلافي رضي الله عنهم "
أقول: وإلى هذا أشرت في قولي:
كتاب المحاسن للمحاسن دور * قطب عليه المكرمات تدور
قال الصدوق محمد: هو عندنا * أهل البصيرة مرجع مشهور
وأما شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه القدوسي
فحسبنا من قوله في الباب ما ذكره في كتابيه (الرجال، والفهرست) فنذكر هنا ما ذكره
في الفهرست وهو قوله:
" أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر
أصله كوفي وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والى العراق بعد قتل زيد بن

(1) خ ل " كتاب ".
مقدمة المعلق 4

علي بن الحسين عليهم السلام ثم قتله وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن
إلى برقة قم فأقاموا بها وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل
وصنف كتبا كثيرة منها المحاسن وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص، فمما وقع إلى منها
الابلاغ، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب آداب النفس، كتاب المنافع، كتاب أدب المعاشرة،
كتاب المعيشة، كتاب المكاسب، كتاب الرفاهية، كتاب المعاريض، كتاب السفر،
كتاب الأمثال، كتاب الشواهد من كتاب الله عز وجل، كتاب النجوم، كتاب المرافق، كتاب
الزواجر، كتاب السوم، كتاب الزينة كتاب الأركان، كتاب الزي، كتاب اختلاف الحديث،
كتاب الطيب، كتاب المآكل، كتاب الماء، كتاب الفهم، كتاب الاخوان، كتاب الثواب،
كتاب تفسير الأحاديث وأحكامه، كتاب العلل، كتاب العقل، كتاب التخويف، كتاب
التحذير، كتاب التهذيب، كتاب التسلية، كتاب التأريخ، كتاب الغريب، كتاب المحاسن،
كتاب مذام الأخلاق، كتاب النساء، كتاب المآثر والأنساب، كتاب أنساب الأمم، كتاب
الشعر والشعراء، كتاب العجائب، كتاب الحقائق، كتاب المواهب والحظوظ، كتاب الحياة،
كتاب النور والرحمة، كتاب الزهد والمواعظ، كتاب التبصرة، كتاب التفسير، كتاب
التأويل، كتاب مذام الافعال، كتاب الفروق، كتاب المعاني والتحريف، كتاب العقاب،
كتاب الامتحان، كتاب العقوبات، كتاب العين، كتاب الخصائص، كتاب النحو، كتاب العيافة
والقيافة، كتاب الزجر والفأل، كتاب الطير، كتاب المراشد، كتاب الأفانين، كتاب الغرائب،
كتاب الحيل، كتاب الصيانة، كتاب الفراسة، كتاب العويص، كتاب النوادر، كتاب مكارم الأخلاق
، كتاب ثواب القرآن، كتاب فضل القرآن، كتاب مصابيح الظلم، كتاب المنجيات،
كتاب الدعاء، كتاب الدعابة والمزاح، كتاب الترغيب، كتاب الصفوة، كتاب الرؤيا، كتاب
المحبوبات والمكروهات، كتاب خلق السماوات والأرض، كتاب بدء خلق إبليس والجن،
كتاب الدواجن والرواجن، كتاب مغازي النبي صلى الله عليه وآله، كتاب بنات النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه،
كتاب الأجناس والحيوان، كتاب التأويل، وزاد محمد بن جعفر بن بطة على ذلك: كتاب
طبقات الرجال، كتاب الأوائل، كتاب الطب، كتاب التبيان، كتاب الجمل، كتاب ما خاطب
الله به خلقه، كتاب جداول الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب
ذكر الكعبة، كتاب التهاني، كتاب التعازي، أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته
مقدمة المعلق 5

عدة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد وأبو عبد الله
الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري
قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي، قال: حدثنا أحمد بن أبي -
عبد الله، وأخبرنا هؤلاء الثلاثة عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري، قال: حدثنا أحمد
بن عبد الله بن بنت البرقي، قال: حدثنا جدي أحمد بن محمد، وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ
أبا عبد الله وغيرهم عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن
أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته، وأخبرنا بها ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته ".
ونظيره كلام
الشيخ الجليل النبيل النجاشي رضي الله عنه وأرضاه في حق صاحب العنوان وهو قوله:
" أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر أصله
كوفي وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد عليه السلام ثم قتله و
كان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى " برق رود " وكان ثقة في نفسه، يروى
عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا منها المحاسن وغيرها، وقد زيد في المحاسن
ونقص، كتاب التبليغ والرسالة، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب التبصرة، كتاب الرفاهية،
كتاب الزي، كتاب الزينة، كتاب المرافق، كتاب المراشد، كتاب الصيانة، كتاب النجابة،
كتاب الفراسة، كتاب الحقائق، كتاب الاخوان، كتاب الخصائص، كتاب المآكل، كتاب
مصابيح الظلم، كتاب المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب العويص، كتاب الثواب،
كتاب العقاب، كتاب المعيشة، كتاب النساء، كتاب الطيب، كتاب العقوبات، كتاب
المشارب، كتاب الشعر، كتاب أدب النفس، كتاب الطب، كتاب الطبقات، كتاب أفاضل
الأعمال، كتاب أخص الأعمال، كتاب المساجد الأربعة، كتاب الرجال، كتاب الهداية،
كتاب المواعظ، كتاب التحذير، كتاب التسلية، كتاب أدب المعاشرة، كتاب مكارم الأخلاق،
كتاب مكارم الافعال، كتاب مذام الافعال، كتاب المواهب، كتاب الحبوة، كتاب الصفوة،
كتاب علل الحديث، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب تفسير الحديث، كتاب العروق،
كتاب الاحتجاج، كتاب الغرائب، كتاب العجائب، كتاب اللطائف، كتاب المصالح،
مقدمة المعلق 6

كتاب المنافع، كتاب من الدواجن والرواجن، كتاب الشعر والشعراء كتاب النجوم، كتاب
تعبير الرؤيا، كتاب الزجر والفأل، كتاب صوم الأيام، كتاب السماء، كتاب الأرضين،
كتاب البلدان والمساحة، كتاب الدعاء، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الأجناس والحيوان،
كتاب أحاديث الجن وإبليس، كتاب فضل القرآن، كتاب الأزاهير، كتاب الأوامر والزواجر،
كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب أحكام الأنبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جداول
الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب الأمثال، كتاب الأوائل، كتاب
التأريخ، كتاب الأنساب، كتاب النحو، كتاب الاصفية، كتاب الأفانين، كتاب المغازي،
كتاب الرواية، كتاب النوادر، هذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة من كتب
المحاسن، وذكر بعض أصحابنا أن له كتبا أخر منها كتاب التهاني، كتاب التعازي، كتاب
أخبار الأصم، أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو غالب
الزراري قال: حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي قال: حدثنا
أحمد بن أبي عبد الله بها، وقال أحمد بن الحسين رحمه الله في تأريخه: توفى أحمد بن
أبي عبد الله البرقي في سنة أربع وسبعين ومائتين، وقال علي بن محمد ماجيلويه: توفى
سنة ثمانين ومائتين ". قال بعض الفضلاء (1) في هامش قوله " مؤدبي علي بن الحسين " من
النسخة المطبوعة ما لفظه: " وعلي بن الحسين هذا وإن لم يذكر حاله في هذا الكتاب
بمدح ولا ذم إلا أن جلالة شأن أبي غالب وعلو مرتبته في باب الرواية تمنع من أخذه معلما
مؤدبا لو لم يكن من الثقات بل أجلائهم كما هو ظاهر للماهر في الفن ".
ومن ذلك تصريحات غيرهم من علماء الشيعة وحملة علم الدين والشريعة بما يدل
على المطلوب فلننقل أيضا شيئا مما ذكروه في الباب فنقول:
قال ابن شهرآشوب (ره) في معالم العلماء (2) ما لفظه:
" أحمد بن محمد بن خالد البرقي كوفي سكن برحبة قم، مصنفاته المحاسن،
وقد زيد فيها ونقص منها، فمن ذلك: الابلاغ، التراحم والتعاطف، أدب النفس، المنافع،
أدب المعاشرة، المعيشة، المكاسب، الرفاهية، المعاريض، السفر، الأمثال، الشواهد
من كتاب الله، النجوم، المرافق، الدواجن، الشوم، الزينة، الأركان، الزي، اختلاف

(1) اسم القائل " عبد الحسين الطهراني " ولعله شيخ العراقين الحاج شيخ عبد الحسين الطهراني
شيخ إجازة المحدث النوري (ره). (2) ص 9 - 10 من النسخة المطبوعة.
مقدمة المعلق 7

الحديث، الطيب، المأكل، الفهم، الاخوان، الثواب، العلل، تفسير الأحاديث وأحكامه،
العقل، التخويف، التحذير، التهذيب، التسلية، التأريخ، مكارم الأخلاق، مذام
الافعال، النساء، المآثر والأنساب، الأمم، الشعر والشعراء، العجائب، الحقائق،
المواهب، الحظوظ، الحبوة، التبصرة، النور والرحمة، الزهد والمواعظ، التعيين،
التأويل، الفروق، المعاني والتحريف، العذاب، الامتحان، العقوبات، العين، الخصائص،
النحو، العيافة، الزجر والفأل، الطيرة، المراشد، الأفانين، الغرائب، الحيل،
الصيانة، الفراسة، العويص، النوادر، ثواب القرآن، فضل القرآن، مصابيح الظلم،
المنتخبات، الدعاء، الدعابة والمزاح، الرغيب، الرؤيا، المحبوبات، المكروهات،
خلق السماء والأرض، بدأ خلق إبليس والجن والدواجن، مغازي النبي صلى الله عليه وآله،
الأجناس والحيوان، غريب كتب المحاسن، وزاد محمد بن بطة على ذلك: طبقات الرجال،
الأوائل، الطب، التبيان، الجمل، الرياضة، ما خاطب الله به خلقه، جداول الحكمة،
ذكر الكعبة، الاشكال والقرائن، التهاني، التعازي ".
قال ابن النديم (ره) في الفهرست في الفن الخامس من المقالة السادسة (ص 309
من النسخة المطبوعة بمصر)، وهو في بيان أخبار فقهاء الشيعة ومحدثيهم وبيان أسماء ما صنفوه
من الكتب: " البرقي - أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي القمي، من أصحاب الرضا ومن
بعد صحب ابنه أبا جعفر وقيل: كان يكنى أبا الحسن وله من الكتب: كتاب العويص، كتاب
التبصرة، كتاب المحاسن، كتاب الرجال، فيه ذكر من روى عن أمير المؤمنين رضي الله عنه
(1) قرأت بخط أبى علي بن همام قال: كتاب المحاسن للبرقي يحتوي على نيف و
سبعين كتابا ويقال: على ثمانين كتابا وكانت هذه الكتب عند أبي علي بن همام: كتاب
المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب طبقات الرجال، كتاب فضائل الأعمال، كتاب أخص
الأعمال، كتاب التحذير، كتاب التخويف، كتاب الترهيب، كتاب الحبوة والصفوة، كتاب
علل الأحاديث، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب الفروق، كتاب الاحتجاج، كتاب
اللطائف، كتاب المصالح، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب صوم الأيام، كتاب السماء، كتاب

(1) أدرج هنا أعنى ما بين الكلامين هذه العبارة " الحسن بن محبوب السراد، وهو الزراد، من
أصحاب مولانا الرضا ومحمد ابنه، وله من الكتب: كتاب التفسير، كتاب النكاح، كتاب الفرائض والحدود
والديات " وهو اشتباه نشأ إما من الناسخ أو الطابع.
مقدمة المعلق 8

الأرضين، كتاب البلدان، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الحيوان والأجناس، كتاب أحاديث
الجن والإنس، كتاب فضائل القرآن، كتاب الأزاهير، كتاب الأوامر والزواجر، كتاب
ما خاطب الله به خلقه، كتاب الأنبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جدول الحكمة، كتاب
الاشكال، كتاب القرائن، كتاب البزائر، كتاب الرياضة، كتاب الأوائل، كتاب التأريخ،
كتاب الأسباب، كتاب المآثر، كتاب الاصفية، كتاب الأفانين، كتاب الرواية، كتاب
النوادر، ابنه أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي وله من الكتب كتاب الاحتجاج،
كتاب السفر، كتاب البلدان أكبر من كتاب أبيه ".
أقول: في هذا الكلام لابن النديم (ره) اندماجات واشتباهات تعلم بالتدبر فيما مر
من كلمات العلماء وما يأتي منها فلاحظ حتى تتبين حقيقة الامر.
قال العلامة أعلى الله مقامه في الخلاصة: " أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن
بن علي البرقي منسوب إلى برقة قم أبو جعفر أصله كوفي ثقة غير أنه أكثر الرواية عن
الضعفاء واعتمد المراسيل قال ابن الغضائري: " طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما
الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن
محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه، وقال: وجدت كتابا فيه وساطة
بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن
عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة ".
قال ابن إدريس رضوان الله عليه في آخر السرائر في ضمن ما استطرفه من الأصول
المعول عليها في الشيعة ما لفظه:
" ما استطرفته من كتاب المحاسن تصنيف أحمد بن أبي عبد الله البرقي
بسم الله الرحمن الرحيم قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي في خطبة كتابه الذي وسمه بكتاب
المحاسن: أما بعد فإن خير الأمور أصلحها، وأحمدها أنجحها، وأسلمها أقومها، وأرشدها أعمها
خيرا، وأفضلها أدومها نفعا، وإن قطب المحاسن الدين، وعماد الدين اليقين، والقول الرضى
والعمل الزكي، ولم نجد في وثيقة المعقول وحقيقة المحصول عند المناقشة والمباحثة لدى
المقايسة والموازنة خصلة تكون أجمع لفضائل الدين والدنيا، ولا أشد تصفية لأقذاء العقل، ولا
مقدمة المعلق 9

أقمع لخواطر الجهل، ولا أدعى إلى اقتناء كل محمود ونفى كل مذموم من العلم بالدين وكيف
لا يكون كذلك ما من الله عز وجل سببه، ورسول الله صلى الله عليه وآله مستودعه ومعدنه، وأولوا
النهى تراجمته وحملته، وما ظنك بشئ الصدق خلته، والذكاء والفهم آلته، والتوفيق
والحكم مريحته، واللين والتواضع نتيجته، وهو الشئ الذي لا يستوحش معه صاحبه
إلى شئ، ولا يأنس العاقل مع نبذه بشئ، ولا يستخلف منه عوضا يوازيه، ولا يعتاض
منه بدلا يدانيه، ولا تحول فضيلته ولا تزول منفعته، وأنى لك بكنز باق على الانفاق،
ولا تقدح فيه يد الزمان، ولا تكلمه غوائل الحدثان، وأقل خصاله الثناء له في العاجل، مع الفوز
برضوان الله في الآجل، وأشرف بما صاحبه على كل حال مقبول، وقوله وفعله محتمل
محمول، وسببه أقرب من الرحم الماسة، وقوله أصدق وأوفق من التجربة وإدراك الحاسة،
وهو نجاة من تسليط التهم وتحاذير الندم، وكفاك من كريم مناقبه ورفيع مراتبه أن العالم
بما أدى من صدق قوله شريك لكل عامل في فعله طول المسند، وهو بن ناظر، ناطق صامت،
حاضر غائب، حي ميت، ورادع نصب " فذكر شيئا من أخبار الكتاب فمن أراده فليطلبه
من هناك.
قال القاضي نور الله التستري رضي الله عنه وأرضاه في كتابه الموسوم بمصائب النواصب
في ضمن أجوبته عن كلام الخصم الذي ادعى حصر كتب أحاديث الشيعة في الأربعة المشهورة
(الكافي، والفقيه، والتهذيب والاستبصار) ما لفظه:
وأما ثالثا فلان حصره كتب أحاديث الإمامية في الأربعة المذكورة ليس بصحيح،
بل هي ستة، وخامسها كتاب المحاسن تأليف أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وسادسها
قرب الإسناد تأليف محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ".
قال المولى محمد تقي المجلسي طيب الله مضجعه في شرحه الفارسي على كتاب
من لا يحضره الفقيه في شرح قول الصدوق (ره) " وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله
البرقي " ما لفظه:
" وأين كتاب نزد ما هست وچنانكه مشايخ نقل كرده اند بسيار بزرگ وثقه ومعتمد
عليه بوده است آنچه الحال هست شايد ثلث آن باشد وبغير از أين كتاب نودوسه كتاب
ديگر تصنيف نموده است در فنون علوم، واسامي أين كتابها وساير كتابهاى علماى ما
مقدمة المعلق 10

در فهرستهاى أرباب رجال موجود است ".
قال العلامة المجلسي قدس الله تربته في مقدمة البحار في الفصل الثاني الذي عقده
لبيان ما للكتب المنتزعة منها البحار من الاعتبار وعدمه ما نصه: " وكتاب المحاسن للبرقي
من الأصول المعتبرة وقد نقل عنه الكليني وكل من تأخر عنه من المؤلفين ".
قال السيد نعمة الله الجزائري قدس سره في رسالة حجية قول المجتهدين من الأموات
في ضمن كلام له ما لفظه: " إن أصول الحديث التي دونها أصحاب الأئمة عليهم السلام عددها
أربعمائة، أما الكتب فهي أكثر منها، ومشايخنا المحمدون الثلاثة قدس الله أرواحهم لما صنفوا
هذه الأصول الأربعة وأخذوها من الأصول الأربعمائة ونحوها اجتهدوا في نزع الاخبار من
مقارها وذلك أنهم عمدوا سيما الشيخ طاب ثراه إلى الأخبار الواردة في المسألة الواحدة
فأخذوا من الأصول بعض الأخبار المناسبة وذكروا بعض ما ينافيها وتركوا بقية الاخبار
وما عارضها وإن كانت صحيحة السند إلا أن ما ذكروه أخصر طريقا، ومن تتبع الموجود من
الأصول ككتاب محاسن البرقي يظهر له صحة ما ذكرناه، وذلك أنه إذا عنون بابا من
الأبواب ينقل فيه ما يقرب من عشرين حديثا مثلا وطرق أكثرها من واضح الصحيح فلما
عمد الكليني والشيخ عطر الله مرقديهما إلى انتزاع الاخبار من ذلك الكتاب ما نقلوا إلا بعضها
اختيارا للاختصار ولو نقلوها كما هي لربما فهم غيرهم منها غير ما ذهبوا إليه وعقلوه من
تلك الأخبار، مع ما حصل لها بسبب ما فعلوا من الاضمار والقطع والارسال وأنواع
الاختلال، وبالجملة فما صنعوه من أقوى أنواع الاجتهاد، ومع ذلك قبل علماؤنا رواياتهم
ونقولهم واعتمدوا عليها وسكنوا إليها، ولم يوجبوا على أنفسهم البحث والفحص عن الأصول
والكتب المدونة في أعصار الأئمة عليهم السلام فهذا من أعظم أنواع التقليد للأموات ".
قال العلامة الطباطبائي السيد مهدى بحر العلوم (ره) في رجاله:
بنو خالد البرقي القمي
أبوهم خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي كوفي من موالي أبي الحسن الأشعري
وقيل مولى جرير بن عبد الله قتل يوسف بن عمر والى العراق جده محمد بن علي بعد
قتل زيد رضي الله عنه فهرب خالد وهو صغير مع أبيه عبد الرحمن إلى " برق رود " قرية
مقدمة المعلق 11

في سواد قم على واد هناك يعرف بذلك فنسبوا إليها وهم أهل بيت علم وفقه وحديث
وأدب، منهم أبو عبد الله محمد بن خالد وأخواه أبو علي الحسن وقيل الحسين وأبو القاسم
الفضل وابنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد ويعرف أيضا بأحمد بن أبي عبد الله و
ابن ابن ابنه (1) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد وابن ابن أخيه علي بن
العلاء بن الفضل بن خالد، ذكرهم النجاشي (ره) وقال في الحسن بن خالد: ثقة له كتاب
نوادر، وفي محمد: إنه كان أديبا حسن المعرفة بالاخبار وعلوم العرب ضعيفا في الحديث له
كتب روى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله
عن أبيه، وفي أحمد بن محمد: إنه كان ثقة في نفسه يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل و
صنف كتبا كثيرة، قال: ولابن الفضل ابن يعرف بعلي بن العلاء بن الفضل بن خالد فقيه و
ذكر ان صهر أحمد على ابنته محمد بن أبي القاسم الملقب ماجيلويه سيد من أصحابنا
القميين ثقة عالم فقيه عارف بالأدب والشعر والغريب أخذ العلم والأدب عن أحمد بن أبي عبد الله،
وكان ابنه علي بن محمد من بنت أحمد وهو ثقة فاضل أديب فقيه رأى جده أحمد بن
محمد البرقي وتأدب عليه، وذكر البرقي في رجاله أباه محمدا في أصحاب الكاظم والرضا
والجواد (ع) وذكر نفسه في أصحاب الجواد والهادي (ع) وكان في زمان العسكري (ع) و
ذكر أصحابه ولم يعد نفسه فيهم وكأنه لم يلقه أو لم يتفق له الرواية وكذا صنع
الشيخ في الرجال ووثق محمد بن خالد عند ذكره في أصحاب الرضا (ع) ولم يطعن فيه
بشئ وذكر في الفهرست محمدا وأخاه الحسن وابنه أحمد وذكر لكل منهم كتابا أو
كتبا وروى كتب أحمد عن جماعة منهم أحمد بن عبد الله بن بنت البرقي عن جده
أحمد وقال في أحمد بن محمد: كان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد
المراسيل واختلف القول في أحمد بن محمد وأبيه أما أحمد فقد توافق الشيخان رحمهما
الله على توثيقه في نفسه وروايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل وتبعهما العلامة في

(1) ويحتمل أن يكون هذا هو أحمد بن عبد الله بن بنت أحمد بن أبي عبد الله كما يأتي
في كلام الشيخ حيث روى كتب أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن عبد الله بن بنته لكن النجاشي
روى كتب محمد بن خالد عن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله والجمع بين الكلامين يقتضى
أن يكون عبد الله اثنين أحدهما ابن أحمد والاخر صهره وله صهر آخر هو محمد بن أبي القاسم
ماجيلويه وابن بنته منه هو علي بن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه فتأمل (قاله المامغاني (ره) في
هامش الموضع).
مقدمة المعلق 12

ذلك وذكره في الباب الأول من كتابه قال: وقال ابن الغضايري: طعن عليه القميون وليس
الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار
وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه قال: و
وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما
توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به
ثم قال العلامة: وعندي أن روايته مقبولة، وذكره ابن داود في باب الضعفاء وعلله بطعن
ابن الغضايري ورد بأنه لم يطعن فيه بل دفع الطعن عنه وكأنه أراد نقله الطعن عن
القميين أو ذكره هناك لما يطعن به غالبا من الرواية عن الضعفاء وان لم يطعن به هنا والحق
أن الرواية عن الضعفاء لا يقتضى تضعيف الراوي ولا ضعف الرواية إذا كانت مسندة عن
ثقة، وكذا اعتماد المراسيل فإنها مسألة اجتهادية والخلاف فيها معروف ورواية الاجلاء
عن الضعفاء كثيرة، وكذا إرسالهم للروايات، واحتمال الارسال باسقاط الواسطة لقلة المبالاة
ينفيه توثيق الشيخين له في نفسه وكذا إسقاطها بناء على مذهبه من جواز الاعتماد
على المراسيل فإنه تدليس ينافي العدالة، وقول ابن الغضايري " طعن عليه القميون وليس
الطعن فيه بل فيمن يروى عنه " يحتمل وجهين، أحدهما أن طعن القميين ليس فيه
نفسه بل فيمن يروى عنه فيكون توجيها لطعن القميين وبيانا لمرادهم وأنه في نفسه
سالم من الطعن عند الجميع، ثانيهما أنهم وإن طعنوا فيه إلا أن ما طعنوا به إنما يقتضى
الطعن في الرواية لا فيه نفسه وهذا أقرب، وقد عرفت أن ذلك ليس طعنا في روايته
أيضا إلا إذا روى عن مجهول أو روى مرسلا وقد مر تحقيق ذلك في محله، وروى الكليني
في باب ما جاء من النص على الأئمة (ع) بعد أبواب المواليد حديث الخضر المشتمل على
شهادته بإمامتهم (ع) واحدا بعد واحد بحضرة أمير المؤمنين (ع) ثم قال: وحدثني محمد بن
يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء.
قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء
من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال: لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين وهذا
القول من محمد بن يحيى والاعتذار من الصفار يعطيان تضعيفهما لأحمد بن أبي عبد الله
وأنه لم يكن عندهما في مقام عدالة، ورأيت جماعة من الناظرين في الحديث قد تحيروا
مقدمة المعلق 13

في معنى الحيرة الواقعة في هذا الخبر فاحتملوا أن المراد تحير أحمد بن محمد في
المذهب، أو خرافته وتغيره في آخر عمره، أو حيرته بعد إخراجه من قم، أو حيرة الناس
فيه بعد ذلك، واعتمد أكثرهم على الأول وضعفوه بتوقفه في المذهب، وذلك غفلة عن
الاصطلاح المعروف في الحيرة فإن المراد بها حيرة الغيبة ولذلك يسمى زمان الغيبة
زمان الحيرة لتحير الناس فيه من جهة غيبة الإمام، أو لوقوع الاختلاف والشك وتفرق
الكلمة بعد غيبته، وفي الحديث عن أبي غانم قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول: في سنة
مائتين وستين تفرق شيعتي، قال أبو غانم: وفيها قبض (ع) وتفرقت شيعته، فمنهم من انتهى
إلى جعفر، ومنهم من أتاه وشك، ومنهم من وقف على الحيرة، ومنهم من ثبت على دين الله،
وقول محمد بن يحيى: " وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله "
جار على المعهود من القميين من طعنهم في أحمد بعدم مبالاته في الرواية واعتماده المراسيل
وأخذه من الضعفاء وكذا اعتذار الصفار بأنه قد حدثه بهذا الحديث قبل الحيرة بعشر،
فإنهما من مشايخ قم ووجوه القميين وقد كانوا سيئ الرأي في أحمد بن أبي عبد الله و
بناء الاعتذار إما على أن تغيره عندهم قد كان بعد الغيبة فلا يقدح في المروى عنه قبلها،
أو على أن احتمال عدم صحة هذا الخبر إنما يتأتى لو أخبر به بعد الغيبة أما قبلها فلا
فإن في الحديث " واشهد على رجل من ولد الحسن (ع) لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره
فيملأها عدلا كما ملئت جورا " وهذا غيب لا يجترئ عليه عاقل قبل وقوعه مخافة الشنعة
والتكذيب وكيف كان فليس المراد حيرته في الإمامة وتوقفه فيمن توقف وإلا لنقل
ذلك عنه وكان من أكبر الطعون فيه وروايته لهذا الحديث وغيره من النصوص على الاثني
عشر (ع) تنافى ذلك وتخالف غرضه لو كان متوقفا في القائم (ع) وقد يوهم القدح فيه من
غير جهة القميين المتسرعين إلى الطعن بأدنى سبب كتاب أبي العباس أحمد بن علي بن
نوح السيرافي رحمه الله إلى النجاشي وقد كتب إليه يسأله تعريف الطرق إلى كتب الحسين
بن سعيد الأهوازي (رض) قال: والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد
فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وأبو جعفر أحمد بن
محمد بن خالد البرقي والحسين بن الحسن بن أبان وأحمد بن محمد بن الحسن بن
السكن القرشي البردعي وأبو العباس أحمد بن محمد الدينوري قال: فأما ما عليه أصحابنا
مقدمة المعلق 14

والمعول عليه ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى ثم ذكر طريقه وسائر الطرق إلى الحسين
فهذا يعطى الطعن في أحمد بن محمد بن خالد وعدم تعويل أبي العباس بن نوح الثقة
عليه وهو طعن من غير القميين وفيه منع ظاهر إذ لعل المراد أن ما عليه جميع
أصحابنا والمعول عليه عند كلهم هو طريق ابن عيسى دون غيره كابن خالد لوجود
الخلاف فيه من القميين فيعود إلى الطعن المنقول عنهم وليس في الكلام تصريح بعدم
تعويله نفسه على أنه لو كان المراد ذلك أمكن أن يكون الوجه ضعف الواسطة وهو
محمد بن جعفر بن بطة فقد ضعفه جماعة والحق وفاقا لأكثر الأصحاب خصوصا المتأخرين
توثيق أحمد بن محمد بن خالد وممن وثقه وقطع بتوثيقه العلامة المجلسي رحمه الله
وكذا والده التقى رحمه الله في الروضة وقبلهما شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله في الدراية
فإنه قال: أحمد بن محمد مشترك بين جماعة منهم أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن
محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن الوليد وجماعة من
أفاضل أصحابنا في تلك الأعصار ويتميز عند الاطلاق بقرائن الزمان ويحتاج في ذلك
إلى فضل قوة وتميز واطلاع على الرجال ومراتبهم ولكنه مع الجهل لا يضر لأن
جميعهم ثقات وقال شيخنا البهائي (ره) في مفتتح كتاب مشرق الشمسين: أحمد بن محمد
مشترك بين جماعة يزيدون على ثلاثين ولكن أكثرهم إطلاقا وتكررا في الأسانيد
أربعة ثقات ابن الوليد القمي وابن عيسى الأشعري وابن خالد البرقي وابن أبي نصر
البزنطي والأول لم يذكر في أوائل السند والأوسطان في أواسطه والأخير في أواخره و
أكثر ما يقع الاشتباه بين الأوسطين ولكن حيث إنهما معا ثقتان لم يكن في البحث
عن تعيينه فائدة يعتد بها، وقد جرى في الحبل المتين على ذلك فوصف الروايات التي
في طريقها أحمد بن محمد بن خالد البرقي بالصحة وكذا المحقق الشيخ حسن (ره) في
المنتقى وهو مذهب المتأخرين كافة إلا من شذ، وأما أبوه محمد بن خالد فقد سمعت
توثيق الشيخ له في كتاب الرجال من دون طعن فيه ولا غمز وما قاله النجاشي (ره): إنه
كان ضعيفا في الحديث مع مدحه بالأدب وحسن معرفته بالاخبار وكلام العرب وقال
العلامة قال ابن الغضايري: حديثه يعرف وينكر ويروى عن الضعفاء كثيرا ويعتمد المراسيل
ثم قال: والاعتماد عندي على قول الشيخ الطوسي من تعديله، قال الشهيد الثاني (ره) في
مقدمة المعلق 15

حواشي الخلاصة: الظاهر أن قول النجاشي لا يقتضى الطعن فيه نفسه بل فيمن يروى عنه و
يؤيده كلام ابن الغضايري وحينئذ فالأرجح قبول قوله لتوثيق الشيخ له وخلوه عن المعارض
لكنه في نكاح المسالك في مسألة التوارث بالعقد المنقطع أورد رواية سعيد بن يسار
في ذلك وقال: وهي أجود ما في الباب ولكن في طريقها البرقي وهو مشترك بين ثلاثة
محمد بن خالد وأخوه الحسن وابنه أحمد والكل ثقات على قول الشيخ أبي جعفر الطوسي
(ره) ولكن النجاشي ضعف محمدا وقال ابن الغضائري: حديثه يعرف وينكر ويروى
عن الضعفاء كثيرا وإذا تعارض الجرح والتعديل فالجرح مقدم وظاهر حال النجاشي أنه
أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال وأما ابنه أحمد فقد طعن عليه كما طعن على
أبيه من قبل وقال ابن الغضايري: كان لا يبالي عمن أخذ ونفاه أحمد بن محمد بن
عيسى عن قم لذلك ولغيره قال وبالجملة فحال هذا النسب المشترك مضطرب ولا يدخل
روايته في الصحيح ولا ما في معناه، هذا كلامه وأنت خبير بما فيه فإن توثيق الحسن بن
خالد إنما عرف من النجاشي لا الشيخ وكلام الشيخ والنجاشي في أحمد واحد غير
مختلف فإنهما وثقاه في نفسه وقالا: إنه يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، وهذا
لا يقتضى التضعيف بل عنده أن قولهم ضعيف في الحديث ليس تضعيفا فكيف هذا ولو كان
تضعيفا كان منهما لا من النجاشي خاصة، وما حكاه عن ابن الغضائري مقتطع من كلامه
المتقدم وهو مسوق لدفع الطعن لا للطعن ونفى ابن عيسى له من قم مندفع بإعادته و
مشيه في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وقد صرح فيما تقدم عنه في
شرح الرسالة بتوثيقه قاطعا بذلك ورجح في حاشية الخلاصة قبول رواية أبيه محمد
لتوثيق الشيخ وخلوه عن المعارض بناء على أن مراد النجاشي من قوله " كان ضعيفا في
الحديث " ضعف من روى عنه لا ضعفه، وحمل كلام ابن الغضائري على ذلك وجعله مؤيدا
للمعنى الذي فهمه وأما تقديم قول الجارح فليس ذلك على إطلاقه وكذا تقديم النجاشي
على الشيخ وعلى تقديره فهو فرع التعارض وهو منتف هنا للفرق بين الضعيف وضعف
الحديث فإن الثاني أعم من الأول أو مباين له فالمتجه توثيق محمد كولده وفاقا للعلامة
وأكثر من تأخر عنه ويؤيده كثرة روايته وسلامتها وإكثار ثقة الاسلام والصدوق
عنه ووجود طريق في الفقيه إليه وكونه من رجال نوادر الحكمة ولم يستثن فيمن
استثنى منهم وكذا رواية كثير من الاجلاء كأحمد بن محمد بن عيسى وابنه أحمد بن
مقدمة المعلق 16

محمد بن خالد ومحمد بن عبد الجبار وإبراهيم بن هاشم وغيرهم عنه، وفي البحار عن
العياشي مرسلا عن صفوان قال استأذنت لمحمد بن خالد على أبى الحسن الرضا (ع) وأخبرته
انه ليس يقول بهذا القول وانه قال: والله لا أريد لقائه إلا لانتهى إلى قوله فقال: أدخله
فدخل فقال له: جعلت فداك إنه قد كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي وكان
فيما يزعمون أنه كان يعيبه فقال: وأنا أستغفر الله مما كان منى فأحب أن تقبل عذري
وتغفر لي ما كان مني فقال: نعم أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه و
أشار بيده إلي ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: " ولو كنت
فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ثم
سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له، فهذا الحديث مع إرساله وعدم صراحته
في محمد بن خالد البرقي وعدم ظهور مضمونه فيه من كتب الرجال والاخبار قد تضمن
رجوعه عما كان عليه من الوقف وغيره فلا يقتضى طعنا فيه بعد أن ظهرت توبته وقبله
الرضا (ع) ورضى عنه واستغفر له، فإن كثيرا من أعاظم الأصحاب وثقاتهم وقفوا ثم رجعوا
وعادوا إلى الحق ولم يتوقف فيهم أحد " (1).
(انتهى كلام العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه)
قال صاحب الروضات رحمة الله عليه (2)
" الشيخ الجليل أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي منسوب إلى برقة
من أعمال قم وأصله كوفي قتل جده الثالث محمد بن علي في حبس يوسف بن عمر بعد شهادة
زيد بن علي (ع) وكان خالد صغيرا فهرب مع أبيه عبد الرحمن بن محمد إليها وتوطنوا بها،
وهو من أجلاء أصحابنا المشاهير مصرح بتوثيقه في عبارات كثير من أصحابنا، ذكره الشيخ
في رجال الجواد (ع) والهادي (ع)، وممن يروى عنه الصفار صاحب بصائر الدرجات إلا أنه
كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولهذا أبعده أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري
وإن أعاده إليها ثانيا واعتذر منه ومشى في جنازته بعد موته حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما
قذفه به، وله تصانيف كثيرة فصلها الرجاليون، ومن أجلها وأجمعها كتاب المحاسن

(1) انظر أوائل رجال بحر العلوم أو أواخر مقياس الهداية الملحق في الطبع بتنقيح المقال.
(2) ج 1، ص 13 من الطبعة الأولى.
مقدمة المعلق 17

المشهور الموجود بيننا في هذه الأزمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب
الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مراتب الأصول والفروع، و
كان الصدوق (ره) وضع على حذوها كثيرا من مؤلفاته وتوفى (ره) في حدود سنة أربع
وسبعين ومائتين كما عن تأريخ ابن الغضائري أو باسقاط الأربع كما عن غيره (1) وكان (ره)
ماهرا في العربية وعلوم الأدب جدا كما ذكره الفقيه الفاضل السيد صدر الدين الموسوي
العاملي لنا شفاها، قال: وقد أخذ هذه المراتب منه أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي
المشهور وأبو الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام شيخا إسماعيل بن عباد الآتي
ذكره وترجمته إن شاء الله تعالى، وكان أبوه محمد بن خالد أيضا من كبراء الرواة
والمحدثين وعظماء أهل الفضل والدين ومن ثقات أصحاب الرضا والكاظم (ع) كما نص
عليه الشيخ (ره) وقد صنف أيضا في الآداب والتفسير والخطب والعلل والنوادر كثيرا
يطلب تفصيلها من كتب الرجال، وله أيضا أولاد وأحفاد صلحاء محدثون، ويروى
شيخنا الصدوق (رض) عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله المذكور مترضيا
عليه، عن أبيه، عن جده أبي عبد الله محمد بن خالد المعظم إليه فليلاحظ ".
قال خاتم المحدثين ثقة الاسلام النوري طيب الله رمسه في الفائدة الخامسة من
خاتمة المستدرك (2) في ضمن بيان صحة طرق الصدوق إلى الرواة الذين روى عنهم في
الفقيه بالنسبة إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي ما لفظه:
" وأما أحمد فقد وثقه الشيخ والنجاشي وغيرهما ولكن طعنوا فيه أنه كان يروى
عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولذلك أبعده أحمد بن محمد بن عيسى عن قم ثم ذكروا أنه
أعاده واعتذر إليه وأنه لما مات مشى في جنازته حافيا حاسرا، وقال ابن الغضائري: طعن
عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه، وبالجملة فهو من أجلاء
رواتنا وقد نقل عن جامعه الكبير المسمى بالمحاسن كل من تأخر عنه من المصنفين و
أرباب الجوامع بل منه أخذوا عناوين الكتب خصوصا أبو جعفر الصدوق فإن من كتب -
المحاسن كتاب ثواب الأعمال، كتاب عقاب الأعمال، كتاب العلل، كتاب القرائن، وعليه

(1) هذا وهم منه لأن أحدا من العلماء لم يقل بذلك بل لم يسمع من أحد كائنا من كان.
(2) ج 3، ص 552.
مقدمة المعلق 18

بنى كتاب الخصال وإن قال في أوله: " فانى وجدت مشايخي وأسلافي رحمة الله عليهم
قد صنفوا في فنون العلم كتبا وغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الاعداد والخصال
الممدوحة والمذمومة، (إلى آخره) " وقال النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري: ولمحمد كتب، منها كتاب الحقوق، كتاب الأوائل، كتاب السماء، كتاب الأرض،
كتاب المساحة والبلدان، كتاب إبليس وجنوده، كتاب الاحتجاج، أخبرنا أبو عبد الله بن
شاذان القزويني قال: حدثنا علي بن حاتم: قال: قال محمد بن عبد الله بن جعفر: كان -
السبب في تصنيفي هذه الكتب أني تفقدت فهرست كتب المساحة التي صنفها أحمد بن
أبي عبد الله البرقي ونسختها ورويتها عمن رواها عنه وسقطت هذه الستة الكتب عني
فلم أجد لها نسخة فسألت إخواننا بقم وبغداد والري فلم أجدها عند أحد منهم فرجعت
إلى الأصول والمصنفات فأخرجتها وألزمت منها كل حديث كتابه وبابه الذي شاكله "
(انتهى) وهذه الكتب كلها داخلة في جملة كتب المحاسن كما أن كتاب رجاله الموجود
أيضا منها وعندنا منه نسخة ولم يصل إلينا من المحاسن إلا ثلاثة عشر كتابا منه، والباقي
ذهب فيما ذهب ولو وجد لوجد فيه علم كثير.
قال (ره) في أول المحاسن كما في السرائر: أما بعد فإن (فنقل ما مر نقله عن ابن -
إدريس ره إلى آخره وقال:) وكفى في جلالة قدره أن عقد له ثقة الاسلام في الكافي عدة
منفردة وأكثر من الرواية عنه، وعد في أول الفقيه كتاب المحاسن، وروى عنه أجلاء -
المشايخ في هذه الطبقة مثل محمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن يحيى العطار، وسعد بن
عبد الله، ومحمد بن علي بن محبوب، والحسن بن متيل الدقاق، وعلي بن إبراهيم بن
هاشم، وأبوه إبراهيم، وأحمد بن إدريس الأشعري، ومحمد بن الحسن بن الوليد، ومحمد بن
جعفر بن بطة، ومحمد بن أحمد بن يحيى، وعلي بن الحسين السعد آبادي، ومحمد بن
عيسى، ومحمد بن أبي القاسم عبد الله أو عبيد الله بن عمران الجنائي البرقي صهره علي
ابنته وغيرهم، نعم في الكافي في كتاب الحجة، في باب ما جاء في الاثني عشر والنص
عليهم خبر صار سبب الحيرة، صورته: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وذكر أن الخضر (ع)
حضر عند أمير المؤمنين عليه السلام وشهد بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام واحدا
مقدمة المعلق 19

بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجة صلوات الله عليه ثم قال الكليني
(ره): وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن أبي -
عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء، قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر
وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال: فقال: لقد حدثني قبل
الحيرة بعشر سنين (انتهى) وظاهره يوهم أن أحمد صار متحيرا في أمر الإمامة أو خصوص
إمامة الخلف عليه السلام وهذا طعن عظيم وأجاب عنه نقاد الأحاديث بوجوه:
1 - ما في شرح المولى الخليل القزويني في شرحه من أن هذا الكلام وقع من محمد بن
يحيى بعد إبعاده من قم وقبل إعادته وهو زمان حيرة أحمد بن محمد بن خالد بزعم جمع
أو زمان تردده في مواضع خارجة من قم متحيرا وذلك لأنه كان حينئذ متهما بما قدف
به ولم يظهر بعد كذب ذلك القذف.
2 - ما احتمله بعضهم من أن المراد تحيره بالخرافة لكبر سنه، ولا يخفى بعده.
3 - ما أشار إليه المولى محمد صالح في شرحه وفصله السيد المحقق السيد صدر الدين
العاملي فيما علقه على رجال أبي علي فقال بعد نقل كلام التقي المجلسي في حواشيه
على النقد وكلام بعضهم في حواشيه على رجال ابن داود من فهمهما تحير أحمد من الخبر
ما لفظه: من الجائز أن لا يكون الامر على ما فهمه المحشيان بل يكون محمد بن يحيى
إنما عني أن يكون هذا الخبر بسند ثان وثالث بحيث يبلغ حد التواتر أو الاستفاضة ليرغم
به أنف المنكرين لا أنه تمنى أن يكون من جاء به غير البرقي ليكون قدحا منه في -
البرقي بل هو المتعين بعد الوقوف على توثيق البرقي وانتفاء القدح فيه بعد تدقيق -
النظر في عبارات القوم، وأما قوله: " قبل الحيرة " فلم يرد منه أن أحمد بن أبي عبد الله
قد تحير حاشاه وحاشا محمد بن يحيى أن يقذفه بذلك وإنما المراد بالحيرة زمن الغيبة
وهي السنة التي مات فيها العسكري عليه السلام وتحيرت الشيعة ومن طالع الكتب التي صنفت
في الغيبة علم أن إطلاق لفظ الغيبة على مثل ما قلناه شايع في كلامهم، وبالجملة فقد أحب
محمد بن يحيى أن يكون هذا الخبر قد ورد من طرق متعددة لأن الإمامة من الأصول
وليست كالفروع فأجابه محمد بن الحسن بما معناه ان الرواية قد تضمنت ذكر الغيبة
وقد حدثت بها قبل وقوعها فأغنى ظهور الاعجاز وهو الاعلام بما لم يقع قبل أن يقع عن
مقدمة المعلق 20

الاستفاضة. (انتهى)
قلت: على ما حققه وهو الحق من أن المراد من الحيرة في ألسنة الرواة أيام الغيبة
ومبدأها سنة وفات العسكري عليه السلام فالظاهر أن غرض محمد بن يحيى من قوله:
" وددت (إلى آخره) " أن راوي هذا الخبر يكون من الذين لم يدركوا أيام الحيرة ليكون
إخباره بما لم يقع قبل وقوعه خالصا عن التوهم والريبة وأتم في الدلالة على المقصود و
ظهور الاعجاز، قال الصدوق (ره) في كمال الدين في جملة كلام له: " وذلك أن الأئمة
عليهم السلام أخبروا بغيبته يعنى صاحب الامر صلوات الله عليه ووصفوا كونها لشيعتهم
فيما نقل عنهم في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمأتي سنة فليس أحد من أتباع
الأئمة عليهم السلام إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفاته و
هي الكتب التي تعرف بالأصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من
قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين " (انتهى) فأحب محمد بن يحيى أن يكون الراوي منهم
لا من مثل أحمد الذي أدرك أيام الحيرة فإنه عاش بعد وفاة العسكري عليه السلام أربعة
عشر سنة وقيل عشرين وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين لا أن غرضه الاستكثار من
السند فإن العبارة لا تفيده بل الجواب لا يلائمه إلا بتكلف والله العاصم ".
قال السيد الجليل السيد محسن العاملي مد ظله في كتاب أعيان الشيعة بعد نقل ما مر
من كلامي الشيخ والنجاشي في حقه ما لفظه: (1)
" الكلام على كتاب المحاسن "
قيل: إنه مشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل
الشرعية والتوحيد وسائر مطالب الأصول والفروع وقد وضع الصدوق على حذوها كثيرا
من مؤلفاته كعلل الشرائع ومعاني الأخبار وكتاب التوحيد وثواب الأعمال وعقاب الأعمال
والخصال وغيرها، وقول النجاشي فيما سمعت: وهذا الفهرست الذي ذكره محمد بن
جعفر بن بطة من كتب المحاسن، إلى آخره، يدل على أن ما ذكره كله من أجزاء كتاب
المحاسن، وقول الشيخ فيما مر: " وقع إلي منها " أي من كتب المحاسن أو من مصنفاته،

(1) انظر ج 9، س 221.
مقدمة المعلق 21

وقول الشيخ والنجاشي وغيرهما: " وقد زيد في المحاسن ونقص " أي في عدد أجزائها و
أبوابها، فذكر كل واحد ما وصل إليه منها فلذلك حصلت الزيادة والنقصان فكل واحد
زاد عن الآخر ونقص عنه، وشاهد ذلك ما سمعت من الشيخ والنجاشي وعن ابن بطة وغيره، وفي
الخلاصة: ثقة غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ثم حكى عن ابن الغضائري
أنه قال: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا -
يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى (رئيس قم) أبعده
من قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه وقال: وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن
عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته
حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة، ولنعم ما قاله المجلسي الثاني:
لو جعل هذا أي إخراج أحمد بن محمد بن عيسى إياه قدحا في ابن عيسى كان أظهر لكنه
كان ورعا وتلافي ما وقع منه إلى آخره، والظاهر أن نفيه له من قم كان لأجل روايته
عن الضعفاء واعتماده المراسيل فإنهم كانوا يتجنبونه ويرونه قادحا فيمن يفعله، مع أن
الثقة يجوز أن يروى عن الثقة وغيره، ومن ذلك يمكن أن يستفاد أن من روى عنهم أحمد بن
محمد بن عيسى وأمثاله من القميين كانوا ثقات في نظرهم، فإذا نفى البرقي لروايته عن -
الضعفاء لم يكن هو ليروي عنهم وهؤلاء القميون مع أنهم كانوا من أجلاء الطائفة وثقات
روايتها وهم الذين أحيوا آثار أهل البيت عليهم السلام وحفظوها كان فيهم جمود وتشدد زائد
كما هو المشاهد في المتعمقين في التقوى في كل عصر فكانوا يرون ما ليس بقدح قدحا
وربما ارتكبوا لأجله المحرم كما ارتكبه ابن عيسى مع البرقي إلى غير ذلك، ومن الغريب
أن ابن داود في رجاله ذكره في القسم الثاني المعد لغير الثقات ونقل عن ابن الغضائري
أنه يقول: الطعن فيه لا فيمن أخذ عنه، وذكره أيضا في القسم الأول المعد للثقات وقال:
وقد ذكرته من الضعفاء لطعن ابن الغضائري فيه ويقوى ثقته مشى أحمد بن محمد بن
عيسى في جنازته حافيا حاسرا متنصلا مما قذفه به (إلى آخره) مع أن ابن الغضائري دافع
عن الطعن فيه ولم يطعن فيه وهذه من الأغلاط التي قالوا: إنها في رجال ابن داود، و
ذكره ابن النديم في فهرسته فقال: أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي له من
الكتب الاحتجاج، السفر، البلدان، أكبر من كتاب أبيه (إلى آخره) وذكره ياقوت في معجم
مقدمة المعلق 22

البلدان وقال: له تصانيف على مذهب الإمامية تقارب تصانيفه أن تبلغ المأة وذكره في معجم
الأدباء وذكر تصانيفه طبق ما في فهرست الشيخ، وفي لسان الميزان: " أحمد بن محمد بن خالد
البرقي أصله كوفي من كبار الرافضة له تصانيف جمة أدبية منها كتاب اختلاف الحديث والعيافة
والقيافة وأشياء كان في زمن المعتصم (إلى آخره)، ومما مر من مؤلفات هذا الرجل وكتابه
المحاسن تعلم عظمته وسعة علومه وسعة روايته واطلاعه وأنه من أعاظم علماء الشيعة
وثقات رجال الجواد والهادي عليهما السلام وقد وثقه جميع أهل الرجال الإمامية
كالشيخ والنجاشي والعلامة وابن الغضائري وغيرهم ولم يغمز عليه أحد بشئ سوى
قولهم انه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل وهو لا يقتضي الطعن فيه كما مر عن
ابن الغضائري وفي الكافي في باب ما جاء في النص عليهم عليهم السلام " وحدثني
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم
مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن الصفار: يا أبا جعفر وددت أن هذا
الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال: لقد حدثني قبل الحيرة بعشر
سنين (إلى آخره) وهذا يدل على أن في نفس ابن يحيى منه شئ ولا يدري ما المراد بهذه
الحيرة التي أشار إليها وإن ذكروا فيها وجوها كلها ترجع إلى الحدس والتخمين
لكنها على كل حال من بعض تشددات القميين المعروفة وأحمد بن محمد بن عيسى
بما فعله من التوبة عما أتاه إليه يصح أن يقال فيه: " قطعت جهيزة قول كل خطيب ".
التمييز
مر قول الكاظمي في المشتركات أن أحمد بن محمد مشترك بين أربعة كلهم
ثقات أخيار، أحدهم أحمد بن محمد بن خالد ثم قال ويعرف أحمد بن محمد بن خالد
بوقوعه في وسط السند وبأنه يروى عنه محمد بن جعفر بن بطة وعلي بن إبراهيم
كما في المنتقى وعلي بن الحسين السعد آبادي وأحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي
وسعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار وعبد الله بن جعفر الحميري (إلى آخره) و
عن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبوب و
محمد بن عيسى وعلي بن محمد بن عبد الله القمي ومحمد بن علي ماجيلويه عن عمه
محمد بن أبي القاسم وعن أبيه عنه ورواية محمد بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن بندار
مقدمة المعلق 23

ومحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن إدريس والحسن بن متيل ومعلى بن محمد و
ابن الوليد وسهل بن زياد وعلي بن الحسن المؤدب عنه، ومن فوائد السيد صدر الدين
العاملي الأصفهاني في حواشيه على منتهى المقال: أنه اعترض على الكاظمي في
مشتركاته هنا بأنه لم يذكر في مميزات أحمد بن محمد بن خالد البرقي رواية محمد بن
يحيى عنه وذكرها في مميزات أحمد بن محمد بن عيسى مع أن محمد بن يحيى يروى
عنهما فلا معنى لجعلها تمييزا لأحدهما دون الاخر قال: والكليني كثيرا ما يقول:
محمد بن يحيى أو عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، فتارة يقيد يكونه ابن خالد
أو ابن عيسى وتارة يطلق والاطلاق أكثر فإن كان الراوي عنهما غير العدة ومحمد بن
يحيى أمكن التمييز به وإلا فلا لوحدة الطبقة إذ يروى عن أحدهما من يروى عن الاخر
فممن يروى عن كل منهما حماد بن عيسى، وعلي بن الحكم، والحسن بن محبوب،
ومحمد بن سنان، والحسن بن فضال، والحسن بن علي الوشاء، وعثمان بن عيسى، و
علي بن يوسف، قال: وإذا جائك أحمد بن محمد عن محمد بن خالد فالراوي ليس
بالبرقي والا لقال عن أبيه بل هو الأشعري القمي كما يظهر من النجاشي، وكذا
إذا جائك أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، أو شريف بن سابق، أو النوفلي، أو
محمد بن عيسى، أو الحسن بن الحسين، أو عمرو بن عثمان، أو جهم بن الحكم المدائني،
أو إبراهيم بن محمد الثقفي، أو الحسن بن علي بن بكار بن كردم، أو يحيى بن إبراهيم
بن أبي البلاد، فالمظنون كونه ابن خالد، قال: والذي يحضرني الان أن
الذي يروى عن الحسن بن علي بن يقطين، وإسماعيل بن مهران، والقاسم بن يحيى،
والحسن بن راشد هو ابن خالد لكن يظهر من كتب الرجال أن ابن عيسى أيضا يروى
عنهم، وإذا جاءك أحمد بن محمد عن صفوان، أو محمد بن إسماعيل بن بزيع، أو عبد الله
بن الحجال، أو شاذان بن خليل، أو ابن أبي عمير، أو علي بن الوليد، أو يحيى بن سليم
الطائي، أو جعفر بن محمد البغدادي، أو عمر بن عبد العزيز، أو إبراهيم بن عمر، أو
إسماعيل بن سهل، أو العباس بن موسى الوراق، أو محمد بن عبد العزيز، أو أحمد بن
محمد بن أبي داود، أو عمار بن المبارك، أو محمد بن يحيى فهو أحمد بن محمد بن عيسى، و
كثيرا ما يروى أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، و
مقدمة المعلق 24

الحسين بن سعيد، وابن أبي نجران، وأبي يحيى الواسطي ويروى عنهم أحمد بن محمد
بن خالد أيضا كما يفهم من كتب الرجال (إلى آخره) ويقال: إن أحمد بن فارس
صاحب مجمل اللغة وأبو الفضل العباس بن محمد بن النحوي الملقب بعرام شيخي الصاحب
بن عباد كلاهما من تلاميذ البرقي وعنه أخذا ".
قال ياقوت في كتابه معجم البلدان في ضمن الكلام على برقة ما لفظه:
" برقة أيضا من قرى قم من نواحي الجبل قال أبو جعفر فقيه الشيعة: " أحمد بن
أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان
جده خالد قد هرب من عيسى بن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها
ولأحمد بن أبي عبد الله هذا تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه
أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته في كتاب الأدباء وذكرت تصانيفه، وقال حمزة بن الحسن
الأصبهاني في تاريخ أصبهان: " أحمد بن أبي عبد الله البرقي كان من رستاق برق روذ قال:
وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته أبا عبد الله إلى أصبهان واستوطنها
والله الموفق ".
أقول: واما كلمات من بقي من علماء الرجال وغيرهم في حق البرقي فتطلب من
محالها لأن فيما ذكرناه كفاية، فالأولى عطف العنان إلى ما يستطرف ذكره هنا مما هو
مستور في الخبايا ومذكور في الزوايا ولا يصل إليه إلا بعض من الناس إما المصادفة واتفاق
وأما الخبرة وبصيرة وكثرة اطلاع وطول باع فنقول والله المستعان:
أمور شتى يقتضى المقام ذكرها
قال المسعودي في مقدمة مروج الذهب عند ذكره من صنف في التأريج ما لفظه:
" ومحمد البرقي بن خالد البرقي الكاتب صاحب التبيان، وولده أحمد بن محمد بن
خالد البرقي ".
وينقل عنه صاحب تأريخ قم كثيرا فقال في وجه تسمية قم بناء على ما في ترجمة
الكتاب ما حاصله: " وچنين روايت كرده است أحمد بن أبي عبد الله برقى در كتاب بنيان
كه شهر قم را از برأي آن قم نام كردند إلخ " فمن أراد موارد نقله عن البرقي فليراجع
ترجمة التأريخ فإنه مطبوع ومفهرس.
مقدمة المعلق 25

ونقل عن البرقي أيضا الرافعي في كتاب " التدوين في ذكر أخبار قزوين " إلى
غير ذلك ممن نقل عنه من المؤرخين، وهذا دليل على جامعية كتاب البرقي ويكشف عن أن
الكتاب كان مرجعا لعلماء التأريخ والجغرافيا والتراجم كما كان مرجعا لأهل الحديث.
قال الشيخ الطوسي (ره) في الفهرست في ترجمة حال أحمد بن محمد بن سعيد
المعروف بابن عقدة عند ذكر أسامي كتبه ما لفظه (1): " كتاب الآداب وهو كتاب كبير يشتمل
على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن " فيستفاد من الكلام أن المحاسن كان بين القدماء
أجلى مصداق للكتاب الجامع بحيث صار مما يشبه به سائر الكتب في الجامعية وهذا
كاف في المطلوب، ولا يخفى أن الجامعية المذكورة في كتاب المحاسن ليست من جهة
الحديث فقط بل من جهة اشتماله على كل ما كان متعارفا في عصره من العلوم حتى العيافة
والقيافة وما يشبههما كما ذكروه عند ذكر أسامي كتبه فهو كان في ذلك الزمان كالكتب
التي يطلق عليه اسم دائرة المعارف في زماننا وهذا واضح لمن تدبر في أسامي كتب
المحاسن حق التدبر.
قال صاحب تأريخ قم في ذيل حديث جفنة (2) ما لفظه: " وهمچنين أحمد بن أبي -
عبد الله برقى گويد در قصيدة كه معروف است بدو در مدح قحطان ومفاخر:
" وجبريل قرانا إذ أتينا * النبي المصطفى مستهنئينا
فأتحفنا بمائدة فضلنا * بمفخرها جميع المطعمينا
وقال محمد هذي مثال * لمائدة ابن مريم وهو فينا
كتالك فيهم فكلوا هنيئا * من الرحمن خير الرازقينا
ويستكشف من قوله " كه معروفست بدو " أن القصيدة كانت معروفة في ذلك
الزمان، ونسب ابن شهرآشوب في المناقب بعض الاشعار إلى " ابن البرقي " وحيث لم يعلم
المقصود صريحا بابن البرقي من هو أعرضنا عن ذكره هنا، وكون البرقي ذا يد طولى في علم
الأدب معروف مستغن عن الحاجة إلى الذكر كيف لا وقد سمعت قول النجاشي وغيره
في ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة النحوي " وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان
أحمد بن أبي عبد الله البرقي وممن تأدب عليه " وهذا دليل على بلوغه الغاية القصوى في الأدبية.

(1) ص 29 من النسخة المطبوعة بالنجف. (2) ص 277 من النسخة المطبوعة.
مقدمة المعلق 26

نقل المامغاني (ره) في ضمن فوائد عن الشيخ البهائي (ره) ما لفظه (1):
فائدة - البرقي يروى عن الصادق (ع) في الأغلب بأكثر من واسطة وقد يروى
عنه بواسطة واحدة كما رواه قبل أبواب الزيادات في فقه الحج بتوسط داود بن أبي يزيد
العطار وكما روى في أول باب صلاة الخوف عن زرعة وكما روى عن وهب بن وهب
في سجدة التلاوة وأكثر ما يروى البرقي عن محمد بن سنان بلا واسطة وقد يروى عنه
بواسطة بعكس ما يرويه عن عبد الله بن سنان فإن أغلبه بواسطة وقد يروى عنه بغير
واسطة فإذا روى عن ابن سنان بلا واسطة من غير تصريح باسمه فالأغلب أنه محمد
لا عبد الله ".
أمارة جلية أخرى تدل على شهرة البرقي وعظمته
ومما ينادى بأعلى صوته إلى اشتهار عظمة البرقي وثبوت جلالته بين الفرقة
الحقة ووضوح تأثير آثاره العلمية في أذهان من بعده من الشيعة وأنفسهم ما ذكره صاحب بعض
فضائح الروافض (2) بناء على ما نقله عنه المتكلم الجليل النبيل، الشيخ عبد الجليل القزويني
رضوان الله عليه في أوائل كتاب بعض مثالب النواصب (3) ونص كلامه على ما نقله هذا: " آن
گروه كه أين مذهب نهادند محمد چهار بختان بود، وأبو الخطاب محمد بن أبي زينب،
وپسران نوبخت، وزكرياى شيره فروش، وجابر جعفي، ويونس بن عبد الرحمن الرافضي،
ومحمد بن محمد بن النعمان الأحول المعروف بشيطان الطاق، ومحمد سعيد، وأبو شاكر
محمد بن ديصان، وهشام بن سالم الجواليقي، وهشام بن الحكم اليمامي، ومحمد بن
محمد بن النعمان الحارثي المفيد، وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وأبو جعفر
ابن بابويه، وأبو طالب الأسترآبادي، وأبو عبد الله از آل بابويه المجوسي، وزرارة بن
أعين الشيباني، وابن البرقي ". فالكلام كما ترى في الدلالة على المطلوب كالنور في
شاهق الطور، وجواب ما زعمه قائل الكلام من كون مذهب الشيعة موضوعا بواسطة هؤلاء
المذكورين يطلب من كتاب بعض مثالب النواصب (4)

(1) انظر تنقيح المقال، ج 1، ص 170.
(2 و 3) هذان الكتابان مما ألف وصنف في النصف الأخير من المائة السادسة بعد الهجرة النبوية.
(4) سيخرج من الطبع إن شاء الله تعالى.
مقدمة المعلق 27

قال خاتم المحدثين الحاج ميرزا حسين النوري طيب الله مضجعه في الباب الثاني من
كتاب دار السلام في حرف الألف من حقوق الاخوان تحت عنوان " الاخلاص " (1) ما لفظه:
" في منهاج الصلاح في مختصر المصباح لاية الله العلامة في أعمال أواخر ذي الحجة
عن أحمد بن محمد بن عبد الله البرقي صاحب المحاسن قال: " كنت نزيلا بالري على أبي -
الحسن الماذرائي كاتب كوتكين وكانت لي عليه وظيفة في كل سنة عشرة آلاف درهم
أخرجها عن خراج ضيعتي بقاشان فلحقتني المطالبة بالمال وشغل عني ببعض أسبابه
فبينما أنا ذات يوم على قلقي وارتماضي إذ دخل على شيخ مستور وقد نزف دمه وهو ميت
في صورة الاحياء فقال: يا أبا عبد الله تجمع بيني وبينك عصمة الدين وموالاة الأئمة الطاهرين
عليهم السلام فأنهضني في هذا الامر لله ولساداتنا، فقلت له: وما ذاك؟ - فقال: إنه قد ألقي
في حقي أني كاتبت السلطان سرا بأمر كوتكين فاستحل بذلك مالي ودمي فأنعمت له بقضاء
الحاجة وانصرف وفكرت بعد انصرافه وقلت: إن طلبت حاجتي وحاجته لم تقضيا معا وإن
طلبت حاجته لم يقض حاجتي ولم يطب برده نفسي فقمت من وقتي وساعتي إلى خزانة كتبي
فوجدت حديثا قد رويته عن جعفر بن محمد الصادق (ع) وهو " من أخلص نيته في قضاء
حاجة أخيه المؤمن جعل الله نجاحها على يديه وقضى له كل حاجة في نفسه " قال: فقمت
من وقتي وساعتي وركبت بغلتي وجئت إلى باب أبي الحسن الماذرائي فمنعني بعض الحجاب
وأنعم بعض ثم اتفقوا على إدخالي فدخلت فوجدته في روشن (2) له متكئا على داربزين (3) وفي

(1) ص 162. (2) قال الطريحي (ره) في المجمع: " الرواشن جمع روشن وهي أن تخرج أخشابا إلى
الدرب وتبنى عليها وتجعل لها قوائم من أسفل ". وفي تاج العروس: " الروشن - الرف " وفي
البستان: " الروشن كجوهر الرف وهو ما يوضع عليه طرائف البيوت ": وفي لسان العرب: " الروشن
الرف، أبو عمرو الرفيف الروشن والروشن الكوة " وفي معيار اللغة " الروشن الكوة "
(3) قال بطرس البستاني في قطر المحيط:
" الدربزين والدرابزون قوائم تحاط بها السلالم وغيرها (أعجمية) ج درابزونات ".
قال سعيد الخوري اللبناني في أقرب الموارد: " الدربزين والدرابزون قوائم
خشب أو حديد، أعجمية ج درابزونات ".
قال الشيخ عبد الله البستاني اللبناني في البستان: " الدرابزين والدرابزون قوائم من
حديد أو خشب تقام حول السلالم ونحوها ترد الساقط منها (دخيل) "
قال صاحب " المنجد ": " الدربزين والدرابزين والدرابزون قوائم منتظمة يعلوها متكأ، ج
درابزونات ".
ذكر المستشرق المعروف دزي في ذيل قواميس العرب ما يقرب ما مر من كلمات اللغويين فراجع
إن شئت (ج 1، ص 430)
أقول: قد علم مما ذكر أن الكلمة دخيلة وليست بعربية في الأصل وهي كذلك لأنها فارسية
في الأصل، قال ابن خلف (ره) في البرهان القاطع: " داربزين باباى ابجدوزاى هو زبروزن ماه جبين
پنجره ومحجري را گويند كه در پيش در خانه سازند ومطلق تكيه گاه را نيز گويند أعم از محجر وستون و
ديوار ومانند آن " وقال أيضا " دارافرين باهمزه ممدوده ومقصوره هر دو آمده است وبسكون
فاء هر چيز كه مردم بر آن تكيه كنند خواه آن شخصي باشد وخواه آن محجرى وستونى وأمثال آن و
پنجره ومحجري را نيز گويند كه درپيش در خانه ما بين دوبازوى در سازند ودكه وصفه در خانه را نيز
گويند وباين معنى بجاى رأى بي نقطه دوم زاي نقطه دارهم آمده است ونام داروئى هم هست " وقال أيضا
" دار فرين بافاؤراى قرشت بروزن باتمكين صفه وسكو ودكه را گويند كه بجهت نشستن در پيش در
خانها سازند ومطلق تكيه گاه را نيز گويند ".
قال رضا قليخان هدايت: في قاموسه الفارسي الموسوم به
" فرهنك انجمن آراى ناصري "
ما لفظه: " دار فزين ودارا فزين ودارا بزين هر سه لغت بمعنى تكيه گاه ومحجر تخت وصفه
وبام وتكيه گاه آمده ودكه كه در پيش در خانه برأي نشستن بسازند أبو الفرج رونى گفته:
تكيه بر بالش اقبالش دار * كه زتأييدش دارا فزين است
حكيم روحاني سمرقندي گفته:
بخيره چشمى سوراخهاى دار فزين * بسرخ روئى ديوار هاي آتشدان
أمير معزى كفته:
سقف بتخانه قسطنطين كشد سوى عراق * بارگاه مملكت را تخت ودار افزين كند
حكيم سوزنى گفته:
هست مر بخت ترا قدرت كه تختت را كند * پايه از ياقوت وصحن از سيم ودار افزين ززر
(إلى آخر كلامه فمن أراده فليطلبه من هناك)
أقول: إنما أطنبنا الكلام هنا بنقل كلمات بعض علماء اللغة لأن المحدث النوري (ره) قال في
ترجمة هذه العبارة " فوجدته في روشن له متكئا على داربزين " ما لفظه " ويافتم اورا كه نشسته بر چهار بالش
خود وتكيه كرده بود بر مسند ملوكانه " (انظر كتاب الكلمة الطيبة ص 228 من الطبعة الأولى) وأنت
بعد ما أحطت خبرا بما ذكر تعلم بما فيه من الاشتباه.
مقدمة المعلق 28

يده قضيب فسلمت عليه فأجابني (1) ثم أومى بالجلوس فجلست فالقى الله تعالى على لساني
آية قرأتها برفع الصوت وهي " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا
وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " فقال لي:
كرما يابا عبد الله تفضل الله علينا بأموال فجعلها ثمنا لدار الآخرة فقال: " وابتغ فيما آتاك
الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا " إشارة إلى المعاش والرياش " وأحسن كما أحسن الله
إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " هذه تقدمة وتشبيب بحاجة فاذكرها

(1) خ ل: " فأجلني "
مقدمة المعلق 29

منبسطا مسترسلا فقلت له: فلان ألقى في حقه كيت وكيت فقال لي: أشيعي تعرفه؟ قلت: أجل (1)
قال: بالولاء والبراءة؟ - قلت: أجل، فألقى القضيب من يده ونزل على كرسيه ثم أومأ إلى غلام له
فقال: يا غلام آت بالجريدة فأتى بجريدة وفيها أموال الرجل وهو مال لا يحصى فأمر برده ثم
أمر له بخلعة وصرفه إلى أهله مكرما ثم قال: يابا عبد الله لقد بالغت في النصيحة وتلافيت أمري
بسببه ثم قطع من جانبه رقعة من غير سؤال وكتب فيها " بسم الله الرحمن الرحيم يطلق
لأحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك من خراج ضيعته بقاشان " ثم
صبر هنيئة وقال: " يابا عبد الله جزاك الله عنى خيرا لقد تداركت أمرى بسببه وتلافيت
حالي من أجله " ثم قطع من جانبه رقعة أخرى وكتب فيها " بسم الله الرحمن الرحيم يطلق
لأحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك لاهدائه الصنيعة والعارفة إلينا " قال:
فملت على يده لأقبلها فقال: يابا عبد الله لا تشوبن فعلى ببغيض، والله لئن قبلت يدي لأقبلن
رجلك، هذا قليل في حقه، هذا متمسك بحبل آل محمد عليهم السلام ".
قال المحدث النوري قدس الله تربته بعد نقل ترجمة الحكاية بالفارسية في كتاب
الكلمة الطيبة ما محصله (2):
" يقول المؤلف: أبو الحسن المادراني هذا اسمه أحمد بن الحسن بن الحسن، و
هو من خواص الشيعة وممن ورد التوقيع من إمام العصر عليه السلام إليه كما رواه
السيد الجليل علي بن طاوس في كتاب فرج الهموم نقلا عن أبي جعفر الطبري في حكاية
طويلة " فأخذ في نقله محصل الحكاية في كتابه بالفارسية قائلا في هامش الصفحة ما
حاصله: " هذه القضية المتضمنة لوصية يزيد بن عبد الله وقصة الفرس والسيف أوردها
المحدثون في كتبهم بطرق مختلفة ففي كتاب عيون المعجزات المنسوب إلى السيد
المرتضى رحمه الله هكذا: ومن دلائل صاحب الزمان عليه السلام التي ظهرت من الغيب
ما روت الشيعة عن أحمد بن الحسن (3) المادراني أنه قال: وردت الجبل مع شماتكين و
أنا لا أقول بالإمامة إلا أني كنت أحب أهل البيت عليهم السلام جملة إلى أن مات يزيد بن
عبد الله التميمي صاحب شهرزور (4) وكان من ملوك الأطراف وله نتاج من الدواب

(1) خ ل: " نعم " (2) انظر ص 230 من النسخة المطبوعة في بمبئي سنة 1303.
(3) في النسخة المطبوعة من عيون المعجزات " الحسين " انظر ص 132.
(4) في النسخة المطبوعة من عيون المعجزات " شهرورد " انظر ص 133.
مقدمة المعلق 30

الموصوفة بالنزاهة تعرف بالمعروفيات فأوصى إلي في حال علته التي توفي فيها أن
أدفع شهريا كان له خاصة وسيفه ومنطقته إلى من سماه صاحب الزمان عليه السلام
فخفت إن لم أدفع الشهري إلى اذكوتكين بن سماتكين (1) أن يلحقني منه تكبر
ففكرت في نفسي وقومت الشهري والسيف والمنطقة في نفسي سبع مائة دينار ولم أطلع على
ذلك أحدا من خلق الله إذ ورد علي توقيع من العراق: وجه بالسبع المائة الدينار التي لنا
قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة فآمنت به عليه السلام وسلمت وصدقت واعتقدت
الحق وحملت المال ".
لا يخفى: أن لفظة " كوتكين " في نسخ المنهاج من دون " إذ " في أولها بخلاف
سائر النسخ فإنها في جميعها " إذ كوتكين " والله العالم بحقيقة الامر " وقال في كتاب
النجم الثاقب في آخر الباب السادس (2) ما محصله: " الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه (3)
عن أبي علي وأبي عبد الله بن علي المهدي، عن محمد بن عبد السلام، عن محمد بن (4)
النيسابوري، عن أبي الحسن أحمد بن الحسن (الفلاني (5) عن عبد الله، عن يزيد غلام
أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة وأحبهم جملة إلى أن
مات يزيد بن عبد الله وكان من موالي أبي محمد عليه السلام من جبل كوتكين (6)
فأوصى إلي أن أدفع شهريا كان معه وسيفا ومنطقة إلى مولاي صاحب الزمان عليه السلام
قال يزيد: فخفت إن أفعل ذلك فيلحقني سوء من سواد اذكوتكين فقومت الشهري و
السيف والمنطقة بسبع مائة دينار على نفسي على أن أحمله وأسلمه إلى اذكوتكين
فورد إلى التوقيع من العراق: احمل إلينا السبع مائة دينار قيمة الشهري والسيف و
المنطقة وما كنت والله أعلم به أحدا فحملته من مالي مسلما " أقول: هذه الحكاية أوردها
الكليني في الكافي والمفيد في الارشاد والشيخ في الغيبة مثل ما مر نقله وذكروا
أن اسم الغلام " بدر " لكن ذكر الطبري في دلائله وابن طاوس في فرج الهموم في حديث
طويل وهكذا غيرهما في غير الكتابين لكن مختصرا أن صاحب القضية أحمد بن
الحسن بن أبي الحسن المادراني مولى هذا العبد وهو كان كاتب اذكوتكين الذي كان

(1) كذا في العيون، انظر ص 133. (2) ص 24 من الطبعة الأولى. (3) يريد به كتابه المعروف
بالهداية. (4) كذا. (5) " الفلاني " ليس في عبارة النوري (ره) لكنه موجود في نسخة خطية وهي
عندي من الكتاب ولعله مصحف " الماذراني " والله أعلم. (6) العبارة هكذا ولعل هنا سقطا.
مقدمة المعلق 31

من أمراء الترك وواليا على الري من قبل خلفاء بنى العباس وكان يزيد بن عبد الله الشهر -
زوري من موالي أهل البيت عليهم السلام وكان صاحب بلدة شهر زور وهي من بلاد
الجبل فهجم عليه اذكوتكين وقاتله فسخر بلدته وحاز أمواله وحيث إن المادراني
كان كاتبا له ومتوليا لضبط أمواله لم يتمكن من أن لا يوصل إليه السيف والفرس و
يسترهما منه فعاهد الله في نفسه وقبل على ذمته أن يوصل ثمنهما وهو على ما أدى إليه
نظره ألف دينار إلى من أوصى له فورد إليه التوقيع على يد أبي الحسن الأسدي أن رد
إلينا ثمن السيف والفرس، وللمادراني هذا حكاية أخرى لطيفة تدل على جلالته وعظمته
الدنيوية والأخروية أوردها العلامة في منهاج الصلاح نقلا عن أحمد بن محمد بن خالد -
البرقي ونقلت الحكايتين كلتيهما في أواخر الباب التاسع من كتابي الموسوم بالكلمة
الطيبة وأظن أن الرجوع إليه للتدبر فيهما لا يخلو من الفائدة ".
أقول: حيث انجر الكلام إلى ذكر هذه القضية ينبغي لنا أن ننقلها من الكافي
ونحوم حولها حسب ما يقتضيه المقام فنقول:
قال ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه في أصول الكافي، في كتاب الحجة، في
باب مولد الصاحب عليه السلام ما لفظه (1):
" علي بن محمد، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن، والعلاء بن رزق الله،
عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن
مات يزيد بن عبد الله، فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى
مولاه فخفت إن أنا لم أدفع (2) الشهري السمند إلى اذكوتكين نالني منه استخفاف،
فقومت السيف والدابة والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا (ودفعت
الشهري إلى اذكوتكين) (3)، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: وجه (4) السبع
مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة ".
وأورده الطبرسي في إعلام الورى (5) نقلا عن الكليني إلا أن صدر متن الحديث فيه
هكذا " وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ولا أحبهم جملة حتى أن مات يزيد بن عبد الله

(1) ص 431 من المجلد الأول من مرآة العقول.
(2) في إعملا الورى وكشف الغمة " إن لم أدفع ".
(3) سقط ما بين الهلالين من نسخة الكافي لكنه موجود في إعلام الورى وكشف الغمة وغيرهما.
(4) في الاعلام والكشف " أن وجه ". (5) خ ل: في قبلك ".
مقدمة المعلق 32

فأوصى إلي في علته أن يدفع " (الحديث إلى آخره كما مر)
قال المحدث الكاشاني رحمة الله عليه بعد نقله في الوافي (1) في باب ما جاء في
الصاحب عجل الله فرجه ما لفظه:
" بيان - الشهري بالضم (2) ضرب من البرذون وأريد باذكوتكين الوالي (3) وفي بعض
النسخ از كوتكين ".
قال العلامة المجلسي أعلى الله درجته في مرآة العقول بعد ذكره ما لفظه (4)
" الجبل بالتحريك كورة بين بغداد وآذربيجان وضمير " أحبهم " لبني فاطمة
أو العلويين، " جملة " أي بدون تمييز الإمام منهم من غيره، والفاء في قوله " فأوصى "
للبيان، وفي القاموس: الشهرية بالكسر ضرب من البراذين، و " السمند " فرس له لون
معروف، و " إذكوتكين " كان من أمراء الترك من أتباع بنى العباس، وهو في التواريخ و
بعض كتب الحديث بالذال وكذا في بعض نسخ الكتاب، وفي أكثرها بالزاي ".
وروى الكليني طيب الله مضجعه في الباب المشار إليه من الكافي قبيل الحديث
حديثا آخر يظهر من ملاحظته أن القضية وقعت بنهج آخر فلا بد من نقل الحديث
حتى يتضح المقصود وهو هكذا:
" علي بن محمد، عن أحمد بن أبي علي بن غياث، عن أحمد بن الحسن قال: أوصى
يزيد بن عبد الله بدابة وسيف ومال وأنفذ ثمن الدابة وغير ذلك ولم يبعث السيف فورد
كتاب: كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال ".
قال المجلسي عطر الله مرقده (5) في المرآة في شرحه ما لفظه: " والظاهر أن
هذه القضية هي التي مرت في السادس عشر (6) فالظاهر إما زيادة الغلام ثمة أو سقوطه

(1) ص 252 من المجلد الأول من الطبعة الثانية.
(2) الظاهر أن قوله " بالضم " اشتباه لما يأتي ذكره من كلمات اللغويين.
(3) قوله " أريد باذكوتكين الوالي " ظاهره يوهم أنه (ره) توهم أن إذكوتكين علم جنس
أو علم نوع للوالي من قبيل فرعون وقيصر وكسرى وليس كذلك لأنه علم شخص ولعل سبب ذلك نظره إلى
معنى كوتكين لأن " كوت " بمعنى القلعة (باللغة الهندية) و " كين " بمعنى الصاحب (اما لفظة " إذ " فمن العناوين
العامة المستعملة في ذلك الزمان كلفظة " السيد " و " آقا " و " ميرزا " في زماننا هذا) وأنت خبير بأن استنباط
هذا المعنى من تلك اللفظة المركبة مبنى على قراءة الجزء الأخير بالكاف الفارسية والحال أن المعروف الشايع
كونه بالكاف العربية من قبيل سبكتكين والبتكين وما أشبه ذلك فلا وجه للعدول عن الوجه المعروف الشائع
إلى غيره فتفطن. (4) انظر ج 1، ص 431. (5) ص 431 من المجلد الأول. (6) يريد به الحديث السابق نقله.
مقدمة المعلق 33

هنا، ويحتمل أن يكون أحمد روى حكاية غلامه ويقرأ " أنفذ " و " يبعث " على
بناء المجهول والأظهر عندي أن صاحب الواقعة وباعث المال كان أحمد ويمكن أن
يقرأ الفعلان على بناء المعلوم بارجاع الضميرين إلى أحمد فيكون من كلام الراوي،
وأما الخبر المتقدم فالظاهر أن قوله " والعلاء " عطف على قوله " عدة " وهو سند آخر إلى
" أحمد " ففي هذا السند روى بدر عن مولاه أحمد وترك ذكر " أحمد " في السند
الثاني اختصارا أو كان " عنه " بعد قوله " غلام أحمد بن الحسين " فسقط من النساخ،
ويؤيده ما رواه الطبري في دلائل الإمامة باسناده يرفعه إلى أحمد الدينوري قال: انصرفت
من أردبيل إلى دينور أريد الحج (فبعد أن نقل الحديث قال:) أقول: اختصرت الخبر
في بعض مواضعه والخبر بطوله مذكور في كتابنا الكبير، وقوله " أو كما قال " شك من
الراوي في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون ".
وصرح بمثل المضمون من اتحاد القضيتين المولى خليل القزويني في الصافي و
ذلك لأنه قال بعد ترجمة الحديث الأول ما لفظه (1):
" مخفى نماند كه از حديث بيست ودوم ظاهر ميشود كه بعد از أين مطالبه قيمت
چاروا را با كمربند فرستاده وشمشير را نفرستاده تا طلبي ديگر شده " وقال في ضمن
ترجمة الحديث الثاني (2): " گذشت در حديث شانزدهم " مشيرا به إلى الحديث الأول.
أقول قول المجلسي (ره): " في كتابنا الكبير " يريد به البحار فإنه قال في المجلد الثالث
عشر منه في باب ما ظهر من معجزاته (ع) بعد نقل الحديث من غيبة الطوسي وإرشاد
المفيد ما لفظه: " يظهر من الخبر الطويل الذي أخرجناه من كتاب النجوم ودلائل
الطبري أن صاحب القضية هو أحمد لا بدر غلامه والبدر روى عن مولاه و " العلا "
عطف على العدة (أي عدة من أصحابنا) وهذا سند آخر إلى أحمد ولم يذكر " أحمد " في
الثاني لظهوره، أو كان " عنه " بعد قوله: " غلام أحمد بن الحسن " فسقط من النساخ فتدبر ".
أقول: الصحيح هو الاحتمال الأخير ويدل على ذلك أمران، أحدهما وجود لفظة
" عنه " في جميع ما رأيت من نسخ الارشاد فانى بعد الرجوع إلى السند في ما ظفرت به
من نسخ الارشاد مخطوطة كانت أو مطبوعة لم أظفر بنسخة ليست فيها لفظة " عنه " و
السند في جميع النسخ هكذا " علي بن محمد عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن،

(1) انظر ص 316 من الحصة الثانية من الجزء الثالث من النسخة المطبوعة بهند. (2) ص 318.
مقدمة المعلق 34

وعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن، عنه قال: وردت الجبل، (الحديث) "
وعبر العالم الفاضل المولى محمد محسن الكاشاني (1) رحمه الله تعالى عن ترجمة السند في
كتاب التحفة السليمانية وهو ترجمة ارشاد المفيد بهذه العبارة (2) " علي بن محمد
نقل كرده از عده أصحاب خود از أحمد بن الحسين وعلي بن رزق الله از بدر غلام
أحمد بن حسين از أحمد بن حسين كه گفت: وارد جبل شدم إلخ ". وثانيهما
تصريح الأربلي في كشف الغمة بأن صاحب القضية في الرواية المذكورة هو أحمد بن الحسن
لا بدر غلامه وذلك لأنه أورده مرسلا بهذه العبارة (3) " وعن أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل
وأنا لا أقول بالإمامة ولا أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته
(إلى آخر الحديث) " فعلم أن لفظة " عنه " قد سقطت من السند في بعض الكتب وأن صاحب
القضية هو أحمد وبدر إنما هو يروى القضية عن مولاه أحمد، والتأمل في القضية يكشف
عن قرائن جلية تدل على ما ذكرناه فالأولى أن نذكر القضية عن دلائل الطبري وكتاب النجوم
لابن طاوس فإنهما أورداها مبسوطة كما صرح به العلامة المجلسي (ره) في كلامه
السابق نقله فنقول قال الطبري في دلائل الإمامة ما لفظه (4)
حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد
المقرى، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن سابور، قال: حدثني الحسن بن محمد بن
حيوان (5) السراج القاسم (6) قال: حدثني (7) أحمد بن الدينوري (8) السراج المكنى
بابي العباس الملقب بأستاره قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد أن أحج وذلك بعد مضى
أبي محمد الحسن بن علي (ع) بسنة أو سنتين وكان الناس في حيرة فاستبشروا أهل

(1) ليس المراد به صاحب الصافي والوافي بل عالم آخر من علمائنا سمى وهمشهريج له معاصر للسلطان
سليمان الصفوي وترجم الكتاب بأمره فلذا سماه بالتحفة السليمانية.
(2) انظر ص 524 - 525 من النسخة المطبوعة.
(3) انظر ص 317 من النسخة المطبوعة.
(4) انظر ص 282 - 285 من النسخة المطبوعة، وإنما اخترنا النقل من هذا الكتاب لأن السيد
ابن طاوس (ره) لا يروى القضية إلا من هذا الكتاب فهو أصل في الباب. (5) في مدينة المعاجز " جيران "
(انظر ص 604). (6) كذا في النسخة. (7) في مدنية المعاجز " حدثنا ". (8) في فرج المهموم (ص 239)
والبحار (ص 79) " أحمد الدينوري ".
مقدمة المعلق 35

الدينور (1) بموافاتي واجتمع الشيعة عندي فقالوا: اجتمع عندنا ستة عشر ألف دينار
من مال الموالي ونحتاج (2) أن تحملها معك وتسلمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت:
يا قوم هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت قال: فقالوا: إنما اخترناك لحمل هذا المال
لما نعرف من ثقتك وكرمك فاحمله على أن لا تخرجه من يدك (3) إلا بحجة فحمل
إلى (4) ذلك المال في صرر باسم رجل رجل (5) فحملت ذلك المال وخرجت فلما وافيت
قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها (6) فصرت (7) إليه مسلما،
فلما لقيني استبشر بي ثم أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب ألوان معكمة (8)
لم أعرف ما فيها: ثم قال لي أحمد: احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة قال
فقبضت منه المال والتخوت (9) بما فيها من الثياب فلما وردت بغداد لم يكن لي همة
غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة (10) فقيل لي: إن ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعى
بالنيابة (11) وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعى بالنيابة (12)، وآخر يعرف بأبي جعفر
العمرى يدعى (13) بالنيابة قال فبدأت بالباقطاني فصرت إليه، فوجدته شيخا بهيا (14)
له مروءة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير ويجتمع عنده الناس يتناظرون، قال: فد -
خلت إليه وسلمت عليه فرحب وقرب وبروسر (15) قال فأطلت القعود إلى أن خرج

(1) في البحار وفرج الهموم " فاستبشر أهل دينور " فما في المتن مبنى على لغة كما قال ابن مالك:
" وجرد الفعل إذا ما أسندا * لاثنين أو جمع كفاز الشهدا "
" وقد يقال سعدا وسعدوا * والفعل للظاهر بعد مسند "
وأما دخول اللام على دينور فجائز فهو من قبيل الكوفة لا من قبيل بغداد.
(2) في الفرج " ونحن نحتاج ". (3) في البحار " من يديك ". (4) (في الفرج: " فحملوا إلى " و
في المدنية " فحمل لي ". (5) (المتن موافق للبحار ففي الدلائل " في صرر باسم رجل " وفي المدنية " وفي
صرر رجل رجل ". (6) في المدينة " يقيم بها ". (7) في فرج المهموم " فانصرفت ". (8) في
المديبة " معلمة " قال المجلسي (ره) في بيانه لمعضلات الحديث (ص 81): " عكم المتاع يعكمه شده بثوب
وأعكمه = أعانه على العكم " أقول: هي عبارة القاموس بعينها وقال في أقرب الموارد: " أعلم القصار
الثوب = جعل له علما من طراز وغيره ". (9) قال المجلسي (ره) في بيانه: " التخت = وعاء يجعل فيه
الثياب " فالتخوت جمعه وقال الفيروزآبادي: التخت وعاء تصان فيه الثياب ". (10) المتن موافق لفرج
المهموم والبحار، ففي الدلائل والمدينة " بالبابية " (11) في الدلائل والمدينة " بالبابية " بخلاف الفرج و
البحار فهي فيهما كما في المتن، قال في معيار اللغة " وقد يتضمن الادعاء معنى الاخبار فيقال: فلان يدعى
بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه " قال الزبيدي في تاج العروس: " وقد يتضمن الادعاء معنى الاخبار فتدخله
الباء جوازا، يقال: فلان يدعى بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه " قال في البستان: " ادعى به =
نسبه إليه زاعما أنه له " قال في أقرب الموارد: " ادعى به = نسبه إليه، وقيل: زعم أنه له " قال الزمخشري
في الأساس: " فلان يدعى بكرم فعاله = يخبر عن نفسه بذلك ". (12) في الدلائل والمدينة " بالبابية ".
(13) في الفرج: " يدعى " (بصيغة المجهول من دعا). (14) في الفرج والبحار " مهيبا ". (15) في
الفرج: " وسروبر ".
مقدمة المعلق 36

كثر الناس قال، فسألني عن حاجتي فعرفته أنى رجل من أهل دينور وافيت (1) ومعي
شئ من المال أحتاج أن أسلمه قال فقال: أحمله قال: فقلت: أريد حجة قال: تعود إلى (2)
في غد قال: فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجة فعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت
بحجة قال، فصرت إلى إسحاق الأحمر فوجدته شابا نظيفا منزله أكبر من منزل
الباقطاني وفرسه ولباسه ومروءته أسرى وغلمانه أكثر من غلمانه ويجتمع عنده من
الناس أكثر مما يجتمعون عند الباقطاني قال: فدخلت وسلمت فرحب وقرب: فصرت
إلى أن خف الناس، فسألني عن حاجتي فقلت له كما قلت للباقطاني ووعدني بالحجة
فعدت إليه ثلاثة (3) أيام فلم يأت بحجة.
قال: فصرت إلى أبي جعفر العمرى فوجدته شيخا متواضعا عليه منطقة بيضاء
قاعد على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروءة والفرس ما وجدته (4) لغيره
فسلمت فرد السلام (5) وأدناني وبسط منى ثم سألني عن حالي فعرفته أني وافيت
من الجبل وحملت مالا فقال: إن أحببت أن يصل هذا الشئ إلى من يجب أن يصل إليه
تخرج إلى سر من رأى وتسأل دار ابن الرضا وعن فلان بن فلان الوكيل وكانت دار ابن -
الرضا (ع) عامرة بأهلها فإنك تجد هناك ما تريد، قال: فخرجت من عنده ومضيت نحو
سر من رأى وصرت إلى دار ابن الرضا وسألت عن الوكيل فذكر البواب أنه مشتغل في
الدار وأنه يخرج آنفا فقعدت على الباب أنتظر خروجه، فخرج بعد ساعة فقمت وسلمت عليه
وأخذ بيدي إلى بيت كان له وسألني عن حالي وعما وردت له فعرفته أنى حملت شيئا من المال
من ناحية الجبل وأحتاج أن أسلمه بحجة قال فقال: نعم، وقد إلى طعاما وقال تغد بها
واسترح فإنك تعب وبيننا وبين الصلاة الأولى ساعة فانى أحمل إليك ما تريد، قال:
فأكلت ونمت فلما كان وقت الصلاة نهضت وصليت وذهبت إلى المشرعة فاغتسلت و
زرت وانصرفت إلى بيت الرجل ومكثت إلى أن مضى من الليل ربعه فجائني ومعه درج
فيه " بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد الدينوري وحمل ستة عشر ألف دينار
في كذا وكذا صرة فيها صرة فلان بن فلان، وفيها كذا وكذا دينارا، وفيها صرة فلان
بن فلان، وفيها كذا دينارا، إلى أن عدد الصرر كلها وصرة فلان بن فلان الزراع (6) وفيها ستة

(1) " وافيت " في الفرج والبحار فقط. (2) في المدينة: " تعود لي ". (3) في الفرج " ثمانية ".
(4) في الدلائل: " وجدت ". (5) في الدلائل: " فرد جوابي ". (6) خ ل في الدلائل: " المراغي ".
مقدمة المعلق 37

عشر دينارا قال: فوسوس إلى الشيطان أن سيدي أعلم بهذا منى فما زلت أقرأ ذكره
صرة صرة وذكر صاحبها حتى أتيت عليها عند آخرها ثم ذكر: قد حمل من قرميسين
من عند أحمد بن الحسن المادراني أخي الصراف كيسا فيه ألف دينار وكذا وكذا تختا
من الثياب منها ثوب فلان وثوب لونه كذا، حتى نسب الثياب إلى آخرها بأنسابها و
ألوانها قال: فحمدت الله وشكرته على ما من به علي من إزالة الشك عن قلبي، وآمر بتسليم
جميع ما حملته إلى حيث يأمرك أبو جعفر العمرى، قال: فانصرفت إلى بغداد وصرت إلى
أبي جعفر العمرى قال: وكان خروجي وانصرافي في ثلاثة أيام قال: فلما بصر بي أبو -
جعفر العمرى قال لي: لم لم تخرج؟ - فقلت: يا سيدي من سر من رأى انصرفت، قال: فأنا
أحدث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمرى من مولانا صاحب الامر
صلوات الله عليه ومعها درج مثل الدرج الذي كان معي، فيه ذكر المال والثياب وأمر أن
يسلم جميع ذلك إلى أبي جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي فلبس أبو جعفر
العمرى ثيابه وقال لي: احمل ما معك إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي (1)
قال: فحملت المال والثياب إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان وسلمتها و
خرجت إلى الحج، فلما انصرفت إلى دينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي
أخرجه وكيل مولانا صلوات الله عليه إلي وقرأته على القوم فلما سمع ذكر الصرة باسم
الذراع صاحبها سقط مغشيا عليه وما زلنا نعلله حتى أفاق فلما أفاق سجد شكرا لله عز وجل
وقال: الحمد لله الذي من علينا بالهداية، الآن علمت أن الأرض لا تخلو من حجة هذه الصرة
دفعها والله إلى هذا الذراع ولم يقف على ذلك إلا الله عز وجل.
قال: فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن المادراني وعرفته الخبر وقرأت عليه
الدرج فقال: يا سبحان الله ما شككت في شئ فلا تشك في أن الله عز وجل لا يخلى أرضه

(1) في رجال الكشي في ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي ما لفظه (ص 331): " علي بن
قتيبة قال: حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي قال: كتب أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي
العطار وليس له ثالث في الأرض في التقرب من الأصل يصفنا لصاحب الناحية (ع) فخرج: وقفت على ما
وصفت به أبا حامد أعزه الله بطاعته وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه و
كان الله وليه أكثر السلام وأخصه، قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة وفيها أمر ونهى إلى ابن أخي كثير
وفي الرقعة مواضع فد قرضت فدفعت الرقعة كيئتها إلى علاء ابن الحسن الرازي " أقول: أظن أن " العطار "
مصحف " القطان " فالرجل المذكور هنا هو الرجل المذكور هناك بعينه فتفطن.
مقدمة المعلق 38

من حجة، أعلم أنه لما غزا إذكوتكين يزيد بن عبد الله بشهر زور وظفر ببلاده واحتوى
على خزائنه صار إلى رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف
الفلاني في باب مولانا (ع) قال: فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى إذكوتكين
أولا فأولا وكنت أدافع عن الفرس والسيف إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن
أخلص ذلك لمولانا (ع) فلما اشتدت مطالبة إذكوتكين إياي ولم يمكني مدافعته جعلت
في السيف والفرس على نفسي ألف دينار وزنتها ودفعتها إلى الخازن وقلت له: ادفع هذه
الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجن إلي في حال من الأحوال ولو اشتدت الحاجة إليها و
سلمت الفرس والسيف قال: فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأمور وأوفى القصص وآمر
وأنهى إذ دخل أبو الحسن الأسدي وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضى حوائجه،
فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ - قال أحتاج منك إلى خلوة
فأمرت الخازن أن يهيئ علنا مكانا من الخزانة فدخلنا الخزانة فأخرج إلى رقعة صغيرة
من مولانا صلوات الله عليه، فيها: يا أحمد بن الحسن الألف دينار التي لنا عندك ثمن الفرس
والسيف سلمها إلي أبي الحسن الأسدي قال: فخررت لله ساجدا شكرا لما من به على وعرفت
أنه حجة الله حقا لأنه لم يكن وقف على هذا أحد غيري فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف
دينار أخرى سرورا بما من الله علي بهذا الامر ".
أقول: المراد بأبي الحسن الأسدي محمد بن جعفر الرازي وكان أحد الأبواب
قال الشيخ الطوسي (ره) في كتاب الغيبة (1) ما لفظه. " وقد كان في زمان السفراء
المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل،
منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي (ره)، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي
عن محمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن
أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شئ فامتنعت من ذلك وكتبت
أستطلع الرأي فأتاني الجواب بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا "
وروى محمد بن يعقوب الكليني، وعن أحمد بن يوسف الساسي قال: قال لي محمد بن الحسن
الكاتب المروزي: وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم (2) بذلك فخرج

(1) ص 272، وأيضا في البحار، ج 13، (نقلا عن الكتاب) ص 99. (2) يريد بالغريم الحجة القائم (ع)
مقدمة المعلق 39

الوصول وذكر أنه كان قبلي ألف دينار وانى وجهت إليه مائتي دينار وقال: إن أردت
ان تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري فورد الخبر بوفاة حاجز (رضه) بعد
يومين أو ثلاثة فأعلمته بموته فاغتم فقلت له: لا تغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين،
إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار، والثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الأسدي
لعلمه بموت حاجز.
وبهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت
قال: عزمت على الحج وتأهبت فورد على: " نحن لذلك كارهون " فضاق صدري
واغتممت وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أنى مغتم بتخلفي عن الحج فوقع " لا يضيقن
صدرك فإنك تحج من قابل " فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب، فكتبت انى عادلت
محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته فورد الجواب " الأسدي نعم العديل " فإن قدم
فلا تختر عليه، قال: فقدم الأسدي فعادلته. محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد
بن شاذان النيسابوري، قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب
أن ينقص هذا المقدار فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى الأسدي ولم أكتب
بخبر نقصانها وأنى أتممتها من مالي فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون،
ومات الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة
وثلاث مائة. ".
وقال في الفهرست (ص 151):
محمد بن جعفر الأسدي يكنى أبا الحسين، له كتاب الرد على أهل الاستطاعة،
أخبرنا به جماعة عن التلعكبري عن الأسدي ".
وقال في الرجال: " محمد بن جعفر الأسدي يكنى أبا الحسين الرازي كان
أحد الأبواب ".
قال النجاشي (ره) في كتاب الرجال (ص 264):
" محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي ساكن الري
يقال له محمد بن أبي عبد الله كان ثقة صحيح الحديث الا انه روى عن الضعفاء وكان يقول
بالجبر والتشبيه وكان أبوه وجها روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى له كتاب الجبر
مقدمة المعلق 40

والاستطاعة أخبرنا أبو العباس بن نوح قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا محمد بن
جعفر الأسدي بجميع كتبه، قال: ومات أبو الحسين محمد بن جعفر ليلة الخميس لعشر
خلون من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة وقال ابن نوح: حدثنا الحسن بن
داود قال: حدثنا أحمد بن حمدان القزويني عنه بجميع كتبه ".
قال العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول في شرح الحديث (ج 1، ص 431):
" والأسدي هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي ساكن الري يقال له محمد
ابن أبي عبد الله، قال النجاشي: كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روى عن الضعفاء وكان يقول
بالجبر والتشبيه، وقال الشيخ: كان أحد الأبواب، وفي كمال الدين: انه من الوكلاء الذين
وقفوا على معجزات صاحب الزمان عجل الله فرجه ورأوه.
أقول:: نسبته إلى الجبر والتشبيه لروايته الاخبار الموهمة لهما وذلك لا يقدح
فيه إذ قل أصل من الأصول لا يوجد مثلها فيه " فلنعد إلى ما كنا فيه.
قال ياقوت في معجم البلدان في ضمن ما قال في حق الري ما لفظه:
" وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المادراني عليها
فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له
عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) كتابا في فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام
المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275 وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين

(1) وقال ياقوت أيضا هناك لكن قبيل ذلك الكلام: " ومن أعيان من ينسب إليها عبد الرحمن بن محمد
بن إدريس أبو محمد بن أبي حاتم الرازي أحد الحفاظ صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب
العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم،
والربيع بن سليمان، والحسن بن عرفة، وأبيه أبي حاتم، وأبي زرعة الرازي، وعبد الله وصالح ابني -
أحمد بن حنبل وخلق سواهم وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال سمعت أبا -
أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالري فرأيتهم يوما يقرأون على محمد
بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة أراكم تقرأون
كتاب التأريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي -
حاتم؟! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا: هذا علم حسن لا يستغنى عنه
ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل
وزادا فيه ونقصا منه. ونسبه عبد الرحمن الرازي. وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن
بن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقعا على
الطريق يلعب بحية ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحية، فالتفت إلى أبي وقال: يا بني احفظ
دراهمك، فمن أجلها تبلع الحيات. وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ
عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنف منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف
الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الابدال ولد سنة 240 ومات سنة 327 وقد ذكر في حنظلة
وذكرت من خبره هناك زيادة عما ههنا ".
وقال في حنظلة:
" وقال أبو الفضل بن طاهر: درب حنظلة بالري. ينسب إليه أبو حاتم محمد بن إدريس بن
المنذر الحنظلي وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وداره ومسجده في هذا الدرب ورأيته ودخلته ثم ذكر باسناد
له قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي: نحن من موالي تميم بن حنظلة بن غطفان ".
قال المؤلف: وهذا وهم (فخاض في بيان الدليل على مدعاه فمن أراده فليطلبه من هناك) ".
أقول: كتابه المشار إليه في هذا الكلام أعنى " الجرح والتعديل " كتاب ممتع وقد طبع في زماننا
هذا بحيدر آباد لكن ناقصا فإن شئت فراجع.
قال الرافعي في التدوين (ص 349 من النسخة الفوتوغرافية عن نسخة مكتبة الإسكندرية):
عبد الرحمن بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو محمد بن أبي حاتم الرازي من كبار الدنيا علما وورعا، قال
الخليل الحافظ: كان بحرا في معرفة الحديث، صحيحه وسقيمه، والرجال، قويهم وضعيفهم، وكان يعد من
الابدال، سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يحكى عن علي بن الحسين الدرستيني أن أبا حاتم كان يعرف اسم
الله الأعظم فظهر بابنه عبد الرحمن علة فاجتهد أن لا يدعو له بذلك الاسم لأنه كان قد عهد أن لا يدعو به
لشئ من الدنيا فلما اشتدت به العلة وغلب عليه الحزن دعا له بذلك الاسم فشفاه الله ثم رأى أبو حاتم
في منامه أن قد استجيب دعاؤك لكن لا يعقب ابنك لأنك دعوت به للدنيا، وقد ذكر أن الابدال لا يولد لهم، و
وصفه الحافظ إسماعيل بن محمد الأصبهاني وقال: إن أبا محمد تربى بالمذاكرات مع أبيه وأبي -
زرعة وكانا يزقانه كما يزق الفرخ الصغير ويعنيان به ورحل مع أبيه فأدرك ثقات الشيوخ بالحجاز و
العراق والشام والنفور، وعرف الصحيح من السقيم ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، وعن
عبد الرحمن قال: ساعدتني الدولة في كل شئ حتى خرجت مع أبي سنة خمسة وخمسين ومائتين من المدينة
يريد الحج ولم أبلغ فلما أن أشرفنا على ذي الحليفة احتملت تلك الليلة فحكيت ذلك لأبي فسر بذلك و
قال: الحمد لله أدركت حجة الاسلام. وفي هذه السنة سمع عبد الرحمن بن المقرى حديثه عن سفيان ومشايخ
مكة والواردين عليها، وسمع بالكوفة أبا سعيد الأشج وهارون بن إسحاق وببغداد الحسن بن عرفة
وحميد بن الربيع وبمصر المزني ويونس بن عبد الأعلى، وارتحل إلى أصبهان وقزوين وجمع وصنف الكثير
حتى وقعت ترجمة مصنفاته الكبار والصغار في أوراق، وقال الخليل الحافظ: سمعت القاسم بن علقمة يقول:
سمعت ابن أبي حاتم يقول: ولدت سنة أربعين ومائتين، وتوفى سنة سبع وعشرين وثلاث مائة ".
قال ابن حجر في لسان الميزان (ج 3، ص 432 - 433):
" عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي الحافظ الثبت يروى عن أبي سعيد الأشج
ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهما وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن، وله الكتب النافعة ككتاب
الجرح والتعديل، والتفسير الكبير، وكتاب العلل، وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له فبئس
ما صنع، فإنه قال: ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليها على عثمان، الأعمش، النعمان بن
ثابت، شعبة بن الحجاج، عبد الرزاق، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم " (انتهى)
وكان يلزم المؤلف على هذا أن لا يذكر شعبة بل كان من حقه أن لا يذكر ابن أبي حاتم صاحب
الجرح والتعديل في هذا الكتاب، وترجمته مستوفاة في تاريخ الخطيب وغيره، وقال مسلمة بن قاسم:
كان ثقة جليل القدر عظيم الذكر إما ما عن أئمة خراسان ".
أقول: كأن نسبته إلى التشيع لتأليفه كتابا في فضائل أهل البيت عليهم السلام كما مر وذلك لأن
دأب العامة أنهم إذا عجزوا عن القدح في حق أحد من العلماء المنصفين منهم رموه بالرفض والتشيع
زعما منهم أن ذلك قدح في حقه، وأجلى مصداق لذلك ترجمة الطبري المعروف صاحب التفسير والتاريخ
فإن في ترجمته تصريحا بما ذكرناه.
قال ابن الأثير في ضمن حوادث سنة عشر وثلاث مائة ما لفظه: " وفي هذه السنة توفى محمد
بن جرير الطبري صاحب التاريخ ببغداد ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين ودفن ليلا بداره لأن العامة
اجتمعت ومنعت من دفنه نهارا وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الالحاد وكان علي بن عيسى يقول: والله
لو سئل هؤلاء عن معنى الرفض والالحاد ما عرفوه ولا فهموه، هكذا ذكره ابن مسكويه صاحب تجارب الأمم
وحوشي ذلك الإمام عن مثل هذه الأشياء، واما ما ذكره من تعصب العامة فليس الامر كذلك وإنما بعض الحنابلة
تعصبوا عليه ووقعوا فيه فتبعهم غيرهم ولذلك سبب، وهو أن الطبري جمع كتابا ذكر فيه اختلاف الفقهاء
ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل فقيل له في ذلك فقال: لم يكن فقيها وإنما كان محدثا، فاشتد ذلك على الحنابلة
وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد فشغبوا عليه وقالوا ما أرادوا.
" حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالناس أعداء له وخصوم "
" كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا إنه لدميم "
وأما واقع الامر فيمكن أن يكون ابن أبي حاتم شيعيا إثنى عشريا بل يؤيده قرائن، منها ذكر
ابن شهرآشوب وشيخ الطائفة رحمة الله عليهما أباه في علماء الشيعة، قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء
(ص 93): " أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، له كتاب " وقال الشيخ في الفهرست (ص 147 طبعة
نجف): " محمد بن إدريس الحنظلي يكنى أبا حاتم له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن
عبد الله بن جعفر الحميري عنه " وقال (ره) في كتاب رجاله: " محمد بن إدريس الحنظلي أبو حاتم روى
عنه عبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن أبي الصهبان عبد الجبار وروى عنه سعد وغيره " قال المامغاني (ره) بعد نقل
عبارتي الشيخ (ره) " وظاهر عدم غمزه في مذهبه كونه إماميا. ولكن ابن داود نص على كونه عاميا
حيث قال: " محمد بن إدريس الحنظلي الرازي أبو حاتم لم جخ عامي المذهب (انتهى) ولم أقف على ما
يشهد له ولقد أجاد الحائري حيث قال: لا أدرى من أبن اخذ ابن داود عاميته ولم يذكر المأخذ وفي قوله
" لم جخ " إيماء إلى أخذه من " لم " وليس في ذلك أصلا (إلى أن قال) وعن تقريب ابن حجر: محمد بن
إدريس المنذر الحنظلي أبو حاتم الرازي أحد الحفاظ من الحادية عشر مات سنة سبع وسبعين أي بعد
المائتين (انتهى) ".
أقول: ترجمة هذا العالم مذكورة في غير واحد من كتب العامة مبسوطة ومشروحة فمن أرادها
فليطلبها من هناك، وأما عدم اطلاع الحائري والمامغاني رحمة الله عليهما عليها فلا غرو فيه فإنهما ليسا من فرسان
المضمار كما هو واضح عند أهل الفن، وأما ترجمة ابنه عبد الرحمن فمن أرادها مبسوطة فليراجع
عبقات الأنوار (المجلد الثاني من حديث الغدير ص 369 - 373 من طبعة هند).
مقدمة المعلق 41

التركي وتغلب على الري وأظهر التشيع بها وظهر إلى الآن "،
أقول: هذا الكلام يدل على أن الماذرائي قد أعرض عن خدمة اساتكين واستقل
بأمر شخصه ونفسه فتغلب على الري وأظهر التشيع بها في سنة خمس وسبعين ومائتين،
فلعل العبارة مأخوذة من تأريخ الري لأبي سعد منصور بن الحسين الآبي رحمه الله تعالى لأن
من كتبه تأريخا للري كما صرح به ياقوت وغيره، والمظنون أن سبب إعراض الماذرائي
عن خدمة اساتكين أمران:
مقدمة المعلق 42

الأول - مغايرته له في المذهب كما دلت عليه الحكاية الماضية.
الثاني - اتخاذ اساتكين الظلم والجور شعارا له ودثارا كما ستقف عليه مما
نذكره من كلمات المؤرخين.
مقدمة المعلق 43

حيث إن الرجل أول من نشر لواء إشاعة التشيع بالري ينبغي أن أشير إلى ما ذكره
المؤرخون في حفه ليستكشف منه أهل دقة النظر ما يكون موجبا لمزيد البصيرة في
شأنه لأن علماء الرجال قد أهملوه ولم يذكروا ترجمته في كتبهم ككثير ممن تركوه فلا -
سبيل إلى الاطلاع على ترجمته المبسوطة إلا بالإحاطة بما ذكره علماء السير من أحواله
وذلك لأنه من مشاهير الرجال في عصره فله وقائع تأريخية أثبتها أرباب التأريخ والسير
فاحياء لذكره وأداء لبعض ما على الشيعة من حقه نخوض في نقل ما في التواريخ المعتبرة
المعروفة من الأمور المتعلقة به، وحيث إن الوقوف على هذه القضايا التأريخية يستلزم
نقل شئ مما ذكره المؤرخون من الوقائع والحوادث المربوطة بمخدوميه " كوتكين "
و " اساتكين " ننقل أيضا منه ما يقتضيه المقام فنقول والله المستعان:
قال ابن الأثير في الكامل في ضمن ذكر ما وقع سنة ستين ومائتين تحت عنوان
" ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم " ما لفظه (ج 7، ص 185 - 187 من طبعة ليدن):
كان الخليفة المعتمد على الله قد استعمل على الموصل اساتكين وهو من أكابر
قواد الأتراك فسير إليها ابنه إذكوتكين في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين،
فلما كان يوم النيروز من هذه السنة وهو الثالث عشر من نيسان فغيره المعتضد بالله و
دعا إذكوتكين وجوه أهل الموصل إلى قبة في الميدان وأحضر أنواع الملاهي و
أكثر الخمر وشرب ظاهرا وتجاهر أصحابه بالفسوق وفعل المنكرات وأساء السيرة في
الناس، وكان تلك السنة برد شديد أهلك الأشجار والثمار والحنطة والشعير وطالب
الناس بالخراج على الغلات التي هلكت فاشتد ذلك عليهم وكان لا يسمع بفرس جيد
عند أحد إلا أخذه وأهل الموصل صابرون إلى أن وثب رجل من أصحابه على امرأة
فأخذها في الطريق فامتنعت واستغاثت فقام رجل اسمه إدريس الحميري وهو من أهل
القرآن والصلاح فخلصها من يده فعاد الجندي إلى إذكوتكين فشكا من الرجل فأحضره
وضربه ضربا شديدا من غير أن يكشف الامر فاجتمع وجوه أهل الموصل إلى
الجامع وقالوا: قد صبرنا على أخذ الأموال وشتم الاعراض وإبطال السنن والعسف
وقد أفضى الامر إلى أخذ الحريم فأجمع رأيهم إلى إخراجه والشكوى منه إلى الخليفة
وبلغه الخبر فركب إليهم في جنده وأخذ معه النفاطين فخرجوا إليه وقاتلوه قتالا شديدا
مقدمة المعلق 44

حتى أخرجوه من الموصل ونهبوا داره وأصابه حجر فأثخنه ومضى من يومه إلى بلده و
سار منها إلى سامراء واجتمع الناس إلى يحيى بن سليمان وقلدوه أمرهم ففعل وبقى
كذلك إلى أن انقضت سنة ستين، فلما دخلت سنة إحدى وستين كتب اساتكين
إلى الهيثم بن عبد الله بن المعمر التغلبي ثم العدوي في أن يتقلد الموصل وأرسل إليه الخلع
واللواء وكان بديار ربيعة فجمع جموعا كثيرة وسار إلى الموصل ونزل بالجانب
الشرقي وبينه وبين البلد دجلة فقاتلوه فعبر إلى الجانب الغربي وزحف إلى باب البلد
فخرج إليه يحيى في أهل الموصل فقاتلوه وقتل بينهم قتلى كثيرة وكثرت الجراحات
وعاد الهيثم عنهم فاستعمل اساتكين على الموصل إسحاق بن أيوب التغلبي وغيره فخرج
في جمع يبلغون عشرين ألفا منهم حمدان بن حمدون التغلبي وغيره فنزل عند الدير
الاعلى فقاتله أهل الموصل ومنعوه فبقوا كذلك مدة، فمرض يحيى بن سليمان الأمير
فطمع إسحاق في البلد وجد في الحرب فانكشف الناس بين يديه، فدخل إسحاق البلد
ووصل إلى سوق الأربعاء وأحرق سوق الحشيش فخرج بعض العدول اسمه زياد بن
عبد الواحد وعلق في عنقه مصحفا واستغاث المسلمين فأجابوه وعادوا إلى الحرب و
حملوا على إسحاق وأصحابه وأخرجوهم من المدينة: وبلغ يحيى بن سليمان الخبر فأمر
فحمل في محفة وجعل أمام الصف فلما رآه أهل الموصل قويت نفوسهم واشتد قتالهم
ولم يزل الامر كذلك وإسحاق يراسل أهل الموصل ويعدهم الأمان وحسن السيرة
فأجابوه إلى أن يدخل البلد ويقيم بالربض الاعلى فدخل وأقام سبعة أيام ثم وقع بين
بعض أصحابه وبين قوم من أهل الموصل شر فرجعوا إلى الحرب وأخرجوه عنها واستقر يحيى
بن سليمان بالموصل " ذكر القضية ابن خلدون أيضا في الجزء الثالث تحت عنوان
" فتنة الموصل " فارجع إليها إن شئت (1) وأشار إليها أيضا في الجزء الرابع في كلام
له على الموصل بهذه العبارة (2) " ثم انتقض أهل الموصل أيام المعتمد سنة تسع وخمسين
(أي بعد المائتين) وأخرجوا العامل وهو ابن اساتكين (إلى آخر كلامه) وقال أيضا (3):
" وفي سنة ستين (أي بعد المائتين) أقام يعقوب بن الصفار الحسن بن زيد فهزمه
وملك طبرستان كما مرو أخرج أهل الموصل عاملهم اتكوتكين بن اساتكين فبعث
عليهم اساتكين إسحاق بن يعقوب في عشرين ألفا ومعه حمدان بن حمدون التغلبي

(1) ج 3، ص 310. (2) ص 228. (3) ج 3، ص 340.
مقدمة المعلق 45

فامتنع أهل الموصل منهم وولوا عليهم يحيى بن سليمان فاستولى عليها ".
وقال أيضا (1):
" وفي سنة ست وستين (أي بعد المائتين) ملك الزنج رامهرمز وغلب
اساتكين على الري وأخرج عنها عاملها فطلقت ثم مضى إلى قزوين وبها أخوه كيقلغ
فصالحه وملكها "،
قال ابن كثير في تأريخه الموسوم بالبداية والنهاية (2):
" في صفر منها (أي من سنة ست وستين ومائتين) تغلب اساتكين على بلد الري.
وأخرج عاملها منها ثم مضى إلى قزوين فصالحه أهلها فدخلها وأخذ منها أموالا جزيلة
ثم عاد إلى الري فمنعه أهلها عن الدخول إليها فقهرهم ودخلها "،
قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة ست وستين ومائتين ما لفظه (3):
" وفيها في صفر غلب اساتكين على الشرطة وهي الآن من أعمال سجستان، و
على الري وأخرج منها حظلنجور العامل عليها، ثم مضى إلى قزوين وعليها أخو كيغلغ
فصالحه ودخل اساتكين قزوين ثم رجع إلى الري ".
قال الطبري تحت عنوان " ذكر الخبر عما كان في سنة ست وستين ومائتين من
الاحداث " ما لفظه (4):
" وفي صفر منها غلب اساتكين على الري وأخرج عنها طلمجور العامل كان عليها
ثم مضى هو وابنه إذكوتكين إلى قزوين وعليها ابرون أخو كيغلغ فصالحاه ودخلا قزوين
وأخذا محمد بن الفضل بن سنان العجلي فأخذا أمواله وضياعه وقتله اساتكين ثم رجع
إلى الري فقاتله أهلها فغلبهم ودخلها ".
قال ابن الفقيه عند الكلام في قزوين ما لفظه (5):
" وكانت دستبى مقسومة بين الري وهمذان فقسم منها يدعى دستبى الري و
هو مقدار كذا وكذا قرية، ومنها ما قد حازه السلطان أعزه الله في هذا الوقت لنفسه و
استخلصه وكان سبب حيزه دخول إذكوتكين بن ساتكين التركي قزوين وتغلبه

(1) ج 3: 342.
(2) ج 11، ص 38. (3) ج 7، ص 231 من النسخة المطبوعة بليدن.
(4) ج 11، ص 255 من الطبعة الأولى. (5) ص 280.
مقدمة المعلق 46

عليها وأسره محمد بن الفضل وقبض هذه الضياع عنه " (1)
قال الرافعي في أوائل التدوين في الفصل الرابع الذي في ذكر نواحي قزوين
ما لفظه (2):
" وفي كتاب أبي عبد الله القاضي وغيره أن دستبى كانت مقسومة بين همذان و
الري فقسم تدعى دستبى الهمذاني كان عامل همذان ينفذ خليفة له فيقيم في قرية
اسفقيان حتى يجبى خراجه وينقله إلى همذان، وقسم منها يدعى دستبى الري وقد حازه
السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركي على قزوين سنة ست وستين ومائتين
وقبض على محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلي رئيس قزوين واستولى على
ضياعه ".
وقال في ترجمة محمد المذكور في هذا الكلام ما لفظه (3):
" محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلي من بنى عجل بن لجيم بن صعب بن
علي بن وائل كان في بيتهم (4) السيادة والرياسة والإيالة بقزوين، وكانوا أصحاب
جاه وثروة ومروءة، ومحمد بن الفضل كان واليا بقزوين محمود الأشرفي الرعية وفي
تسكين الديلم ودفع غائلتهم وغدر به حتى وقع في أسر كوتكين بن ساتكين التركي
فصادره وعقد عليه العقود بجميع دوره وبساتينه وضياعه بقزوين وأبهر وكانت كثيرة
وأحضر القاضي والعدول والاشراف ليتعهدهم عليها فلما قرئت عليه قال: أشهدكم أن
كذا وكذا وقف على أولادي وأولاد أولادي ما تناسلوا، وكذا وكذا وقف على الطالبية،
وكذا وكذا وقف على مساكين، فيعين، فاغتاظ التركي من ذلك وحمله معه وقتله ببعض
نواحي ساوة ".
قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة ثمان وستين ومائتين ما لفظه (5):
" وفيها كانت وقعة بين إذكوتكين بن ساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن أبي -
دلف فهزمه إذكوتكين وغلبه على قم ".

(1) فذكر دستبي المهدانى بقوله: " وقسم منها يدعى الهمداني الخ ".
(2) ص 9 من النسخة الفوتوغرافية المعروفة. (3) ص 148 من النسخة المشار إليها.
(4) قد خرج من هذا البيت جماعة من الرؤساء والامراء والعلماء وكلهم كانوا شيعة، وذكر الرافعي
عدة منهم في التدوين، ومنتجب الدين (ره) في فهر سته، والشيخ عبد الجليل (ره) في كتاب " بعض مثالب النواصب "
واستخرجت أسامي من في التدوين والفهرست منهم وأدرجتها في تعليقاتي على " بعض مثالب النواصب "
فليرجع الطالب إليها. (5) ج 7، ص 259 من النسخة المطبوعة بليدن.
مقدمة المعلق 47

وذكر الطبري أيضا هذه القضية (1) قال ابن خلدون في ضمن ذكر حوادث
السنة المذكورة (2):
" وفيها كانت وقعة بين اتكوتكين بن اساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن
أبي دلف فهزمه اتكوتكين وغلبه على قم ".
قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة اثنتين وسبعين ومائتين تحت عنوان
" ذكر الحرب بين إذكوتكين ومحمد بن زيد العلوي " ما لفظه (3):
" في هذه السنة منتصف جمادى الأولى كانت حرب شديدة بين إذكوتكين
وبين محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان ثم سار إذكوتكين من قزوين إلى الري
ومعه أربعة آلاف فارس وكان مع محمد بن زيد من الديلم والطبرية والخراسانية
عالم كبير فاقتتلوا فانهزم عسكر محمد بن زيد وتفرقوا وقتل منهم ستة آلاف وأسر ألفان
وغنم إذكوتكين وعسكره من أثقالهم وأموالهم ودوابهم شيئا لم يروا مثله ودخل
إذكوتكين الري فأقام بها وأخذ من أهلها مائة ألف ألف دينار وفرق عماله في أعمال
الري ".
قال ابن كثير في تاريخه (4):
" في جمادى الأولى منها (أي من سنة ثنتين وسبعين ومائتين) سار نائب قزوين
وهو إذكوتكين في أربعة آلاف مقاتل إلى محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان بعد
أخيه الحسن بن زيد وهو بالري في جيش عظيم من الديلم وغيرهم فاقتتلوا قتالا شديدا
فهزمه إذكوتكين وغنم ما في معسكره وقتل من أصحابه ستة آلاف ودخل الري فأخذها
وصادر أهلها في مائة ألف دينار وفرق عماله في نواحي الري ".
قال ابن خلدون تحت عنوان " وفاة صاحب طبرستان وولاية أخيه " ما لفظه (5):
(ثم توفى الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان في رجب سنة سبعين لعشرين
سنة من ولايته وولى مكانه أخوه وكان على قزوين اتكوتكين فسار إلى الري في أربعة
آلاف فارس وسار إليه محمد بن زيد في عالم كثير من الديلم والخراسانية والتقوا فانهزم

(1) ج 11، ص 268 من الطبعة الأولى. (2) ج 3، ص 343.
(3) ج 7، ص 293 من النسخة المطبوعة بليدن. (4) ج 11، ص 50.
(5) ج 3، ص 332.
مقدمة المعلق 48

محمد بن زيد وقتل من عسكره نحو من ستة آلاف وأسر ألفان وغنم أتكوتكين عسكرا
وملك الري وأغرم أهلها مائة ألف دينار وفرق عماله عليها ".
أقول: وله أيضا تصريح بهذا المطلب في موارد أخر أعرضنا عن نقلها أو الإشارة
إليها استغناء بما ذكر عنها.
قال محمد بن الحسن بن اسفنديار الكاتب في تاريخ طبرستان ما لفظه (1):
" شهر ربيع الأول سنه اثنين وسبعين ومائتين دررى تركي بود اسانكين گفتند محمد
زيد را هوس افتاد كه برى شود از گرگان بدامغان رفت واز آنجا بسمنان روزى دو
نزول كرد وبخوار شد وبا فرداد بوهراوان نزديك رى بالشكر عراق مصاف داده ايستاده
بودند چون بر همديگر كوفتند لشكر محمد زيد شكسته آمدند واو بهزيمت با
لارجان افتاد وخراسانيان بر خراسان شدند ".
قال حافظ ابروفى تأريخه ما لفظه (2):
" ذكر حوادث سنه اثنين وسبعين ومائتين هجري - در أين سال ميان إذ كوتكين
صاحب قزوين وميان محمد بن زيد صاحب طبرستان جنگ قائم شد محمد بن زيد
منهزم شد إذ كوتكين رى را بگرفت وايشان را بدوستى أو مصادره كرد والسلام ".
قال صاحب تأريخ قم في الفصل الثالث من الباب الأول (بناء على ما في الترجمة)
ما نصه (3):
" يس از آن چون كوتكين بن ساتكين تركي با كاتب خود أبو الحسن بن
أحمد بن الحسن المادراني در خلافت معنز بقم فرود آمد در سنه إحدى وتسعين و
مائتين (4) با روى قم را بكلى خراب گردانيد چنانچه اثر آنرا نگذاشت پس از آن
أهل قم ديگر باره آنرا إعادة كردند وبنانها دند مضى هذا (5) ".

(1) ج 1، ص 252.
(2) نقل من نسخة متعلقة بالمكتبة الملية
(3) ص 35 من النسخة المطبوعة.
(4) في ذكر التأريخ اشتباه عجيب وذلك لأن المعتز بالله قد مات في شهر شعبان المعظم سنة
خمس وخمسين ومائتين فالمظنون أن " المعتز " مصحف " المعتمد " وأن " التسعين " مصحف " السبعين "
فحينئذ تصح العبارة من جميع الجهات لأن المعتمد على الله تولى الخلافة سنة ست وخمسين ومائتين ومات في
سنة ثمان وسبعين ومائتين، وقد سمعت فيما مر أن إذكوتكين قد غز أحمد بن عبد العزيز فهزمه وغلبه على قم.
(5) نقل العبارة بتغيير يسير في أنوار المشعشعين ص 45.
مقدمة المعلق 49

وقال أيضا في الباب الثاني من الفصل الرابع (بناء على ما في الترجمة) (1):
" پس از آن در خلافت معتمد مدت چند سال عصيان كردند ومادرانى را كه كاتب
إذ كوتكين بود منع كردند از آنكه در شهر آيد تا آنگاه كه برايشان ظفر يافت و
خراج هفت سأله جمع كرد " (2).
وأيضا هناك (3):
" چنين گويند كه چون علي بن هاشم بقم آمد وپس از ومفلح تركي وپس ازو
مادرانى از أين كفلاى ده گانه بجمله مال خراج مطالبت نمودند وهلاك ايشان در أين
سبب واقع گشت وهمچنين از برأي أين رسم أبو القاسم بن صديم را بعراق بردند در
خلافت معتضد بسبب شكايت كردن بنى أب أو از ولد آدم بن عبد الله ازو، پس از آنكه
مادرانى أبو القاسم را إلزام كرده بود بخراج ولد الأب، پس راست كه أبو القاسم سبب
أين رسم عرض كرد وكشف نمود أو را معذور داشتند وبدين سبب از برأي أو امضاء
نوشتند واز آن بنگردانيدند پس أبو القاسم معزز ومكرم باز گرديد وضعيتهاى ولد
آدم در دست أو بودند تا آنگاه كه وفات يافت وهمچنين علي بن أبو الهيجاء در
روز گار مادرانى بدين سبب از شهر بيرون آمد وعبد الله بن أحمد حماد درويش گشت ". (4)
قال الطبري عند ذكر ما كان من الحوادث في سنة ست وسبعين ومائتين ما نصه
(ج 11، ص 333 - 434 من الطبعة الأولى):
" ولأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول من هذه السنة شخص أبو أحمد من مدينة -
السلام إلى الجبل، وكان سبب شخوصه إليها فيما ذكر أن الماذرائي كاتب إذكوتكين
أخبره أن له هنالك مالا عظيما وأنه إن شخص صار ذلك إليه فشخص إليه فلم يجد
من المال الذي أخبره به شيئا فلما لم يجد ذلك شخص إلى الكرج ثم إلى أصبهان
يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى له أحمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله
وترك داره بفرشها لينزلها أبو أحمد إذا قدم ".
قال ابن الأثير في الكامل عند ذكر حوادث السنة المشار إليها ما لفظه (ج 7،

(1) ص 163.
(2) نقل العبارة بعينها من الكتاب صاحب أنوار المشعشعين (انظر ص 85).
(3) ص 156 - 157 من النسخة المطبوعة.
(4) العبارة بعينها منقولة في أنوار المشعشعين، ص 79 - 80.
مقدمة المعلق 50

ص 304 - 305 من النسخة المطبوعة بليدن): " وفيها في منتصف ربيع الأول سار -
الموفق إلى بلاد الجبل، وسبب مسيره أن الماذرائي كاتب إذكوتكين أخبره أن له هناك
مالا عظيما وأنه إن سار معه أخذه جميعه، فسار إليه فلم يجد المال فلما لم يجد شيئا
سار إلى الكرج ثم إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى أحمد عن
البلد بجيشه وعياله وترك داره بفرشها لينزلها الموفق إذا قدم ".
قال أبو علي الملقب بمسكويه (1) في تجارب الأمم: " ودخلت سنة ست وسبعين
ومائتين، وفيها شخص أبو أحمد من بغداد إلى الجبل وكان سبب ذلك أن المادراني
كاتب إذكوتكين أخبره أن له هناك مالا عظيما وانه إن شخص حاز ذلك، فشخص
أبو أحمد فلم يجد من ذلك شيئا فشخص من هناك إلى الكرج ثم إلى أصبهان يريد احمد
ابن عبد العزيز فتنحى له أحمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله وترك له داره بفرشها
وآلتها لينزلها إذا قدم ". (2)
قال ابن خلدون تحت عنوان " مسير الموفق إلى أصبهان والجبل " ما لفظه (ج 3،
ص 334): " كان كاتب اتكوتكين أنهى إلى المعتضد أن له مالا عظيما ببلاد الجبل فتوجه
لذلك فلم يجد شيئا ثم صار إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى
احمد عن البلد بعسكره وترك داره بفرشها لينزلها الموفق عند قدومه ثم رجع الموفق
إلى بغداد ".
وقال أيضا بعيد ذلك (ج 3، ص 345): " وفيها كان مسير الموفق إلى الجبل
لاتكوتكين ومحاربة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقد تقدم ذلك ".
أقول: قوله: " لاتكوتكين " أي لدفع اتكوتكين وذلك لأنك قد عرفت أن الموفق
لم يقصد بلاد الجبل في سنة 276 إلا لما كتب إليه الماذرائي وقد علمت أيضا أن الماذرائي
كان معرضا عن خدمة إذكوتكين قبل ذلك بسنة فلا تستقيم العبارة إلا بمثل هذا التقدير
فالمظنون أن الماذرائي لما أعرض عن الخدمة لاذكوتكين واستقل بأمره وكان عارفا
بما كان عليه مخدومه السابق من القوة والعدة والذخائر والأموال دعا الموفق لدفعه حتى

(1) كما صرح بذلك ياقوت فما في الأفواه وغالب الكتب من أنه " ابن مسكويه " فكأنه
لا يرجع إلى أصل يعتمد عليه.
(2) نقلت العبارة من نسخة مخطوطة قديمة موجودة في المكتبة الملية بطهران.
مقدمة المعلق 51

يتخلص من شره ويطمئن من هجومه عليه فحينئذ المراد بالمال العظيم المشار إليه فيما
كتبه إلى الموفق ما كان بيد إذكوتكين وهذا ما أظنه من العبارة ولم أر التصريح به فيما
عندي من المآخذ القديمة، نعم صرح بذلك الشيخ المعاصر الجابري الأنصاري في تأريخ
أصبهان والري بهذه العبارة (ص 69): " بسال 276 موفق برأي دفع إذكوتكين
روانه بلاد جبل شد تا بأصفهان آمد واحمد دلفى از بيم إذ كوتگين شهررا گذارده با
اتباعش بيرون رفت وخانه هايش را با اثانيه برأي نزول موفق گذارد ".
فعلم أن لكلامه مأخذا إلا أنى لم أعثر عليه ولا غرو فيه إذ فوق كل ذي علم عليم.
هذا غاية ما اطلعت عليه من ترجمة حال الماذرائي وأظن أن الكتاب الماذرائيين الذين
كانوا بمصرهم من آل أبي الحسن الماذرائي الذي كلامنا فيه، قال ياقوت في معجم البلدان:
" قال تاج الاسلام أبو سعد: هي (أي ماذرايا) قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون
كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله، قلت: وهذا فيه نظر والصحيح ان ماذرايا قرية
فوق واسط من اعمال فم الصلح مقابل نهر سابس والآن قد خرب أكثرها، أخبرني بذلك
جماعة من أهل واسط (إلى أن قال) ومن وجوه المنسوبين إليها الحسين بن أحمد بن رستم
ويقال ابن أحمد بن علي أبو أحمد ويقال: أبو علي ويعرف بابن زينور الماذرائي الكاتب
من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة
ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لأربع خلون من ذي القعدة سنة
306 (إلى أن قال) ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف
وستمائة ألف في رمضان سنة 311 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس المظفر فمات في ذي -
الحجة سنة 314 وقيل 317 ".
فمن أراد تحقيق هذا الامر فليخض فيه فإن المقدمة لا تسع أكثر من ذلك.
حيث إن عدة من أجلة المؤمنين الأخيار الطالبين لنشر الأحاديث والاخبار
المأثورة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام بذلوا نفقة طبع الكتاب وعرفت منهم خلوص
النية في ذلك أحببت ان أصرح بأساميهم هنا ليبقى ذكرهم بالثناء الجميل ما بقي الكتاب
ويدعو لهم المستفيدون منه بطلب الخير والثواب وهم جناب الحاج سيد نصر الله التقوى (ره)
وابنه الحاج آقا جمال الدين الاخوى والأمير يوسف آقا الانتظارى والحاج جعفر آقا
الغفاري وآقا محمد على الطالبي والحاج حسين آقاشا لجيلار وسرهنگ محمد باقر خان
مقدمة المعلق 52

أمير ديواني (ره) فلله درهم وعلى الله برهم أحياء وأمواتا، وحيث إن جناب الحاج السيد
نصر الله التقوى (ره) هو أول من دلني على هذه النعمة وحثني على هذه الخدمة فكأنه
هو الناشر في الواقع كما قيل: الدال على الخير كفاعله جعلته مخاطبا في قصيدة لي أنشأتها في
هذا الباب وجعلت غيره تبعا له في الخطاب (فالخطاب عام وإن كان المورد خاصا) وهي:
خص منى بالخطاب * من نحى نحو الكتاب
ناشرا من بعد طبع * للكتاب المستطاب
راجيا في نشره من * ربه حسن المآب
أيها المحيى لصحف * قد حوت لب اللباب
من أحاديث النبي * المصطفى في كل باب
قد هداك الله رشدا * فزت حقا بالصواب
نعم ما قدمته من * ثقل ميزان الثواب
زادك الله هدى من * فضله الوافي النصاب
في الورى لا زلت مولى * ماجدا عالي الكعاب
كنت مجزيا بخير * يوم تدعى للحساب
لا أراك الله بؤسا * من عقابيل العقاب
لا كساك الله ثوبا * من سرابيل العذاب
بل حباك الله أجرا * مثل أمطار السحاب
والمحيا منك طلق * مشرق زاه قهابي
ثاويا في مستقر * من رياض الخلد طاب
في نعيم مستمر * غير فإن غير ناب
أبدى سر مدى * غير مقطوع الذناب
لابسا من سندس * وإستبرق خضر الثياب
شاربا من سلسبيل * وطهور من شراب
راقيا في مرتقى من * عرش عز والوثاب
ضاحكا مستبشرا في * جمع أحباب طراب
مقدمة المعلق 53

كنت في جنات عدن * لعلي من صحاب
والموالي من بنيه * الهاشميين النجاب
آل بيت المصطفى أهل * اصطفاء وانتجاب
خصهم رب البرايا * باختيار وانتخاب
واصطفاهم وارتضاهم * لعطيات رغاب
واجتباهم وحباهم * كل برهان عجاب
هم خيار الخلق من كل * الشيوخ والشباب
ساكني الأفلاك أو * مستوطني مهد التراب
كائنا من كان منهم * من أجلاء صياب
من قريش أو سواهم * تابعي أو صحابي
بمن وصي أو نبي * مرسل داع مجاب
من أولي العزم القوى * من ذوي الفضل اللباب
من إليهم ينتهى فخر * الورى عند انتساب
والا ولى قد حفهم شمل * المعالي باعتصاب
" هم حصون للبرايا * في الملمات الصعاب "
هم كهوف للرعايا * في العويصات الأوابي
هم ثمال لليتامى * والأسارى والسغاب
هم مطاعيم وعم * الأرض قحط كالضباب
من قدور راسيات * في جفان كالجوابي
هم ملاذ الخلق طرا * في الدواهي والأزابي
لائذا يأتي إليهم * كل مناع وآبي
" هم رجال ما عليهم * من مزيد " في الحساب
وغطاريف رضاهم * والهدى " فرخانقاب "
هم أولوا الامر اللهاميم * الموالي للرقاب
عامروا أركان صدق * ناهجوا نهج الصواب
مقدمة المعلق 54

ضاربوا أطناب مجد * في ذرى السبع القباب
ناشروا رايات فتح * في مضامير الحراب
حائزوا قصبات سبق * في ميادين الغلاب
سابقوا أبناء حرب * في الطعان والضراب
ضاربوا آناف كفر * بالمواضي والكعاب
رافعوا أعلام علم * جاعلوها في انتصاب
طود علم للورى منهم * سيول في انسياب
كلهم في كل علم * بحره الطامي العباب
بحر علم ليس فيه * شوب شك وارتياب
عند دأما علمهم علم * الورى شروى حباب
سابحوا بحر المعاني * صاحبوا فصل الخطاب
شارحوا السبع المثاني * دارسوا أم الكتاب
عندهم من دون شك * منتهى علم الكتاب
حاملوا علم المنايا * شاهدوا سر الغياب
واهبوا بيض العطايا * مانحوا الدهم الرغاب
مالكوا أمر البرايا * حاكموا يوم الحساب
يا عذولي في هواهم * كف عن هذا العتاب
لا تحذرني بظفر * لا تهددني بناب
إنني في الحرب ليث * لست أخشى من ذئاب
إنني ليث غضوب * فارس آساد غاب
عد عني إن مثلي * لا يدر بالعصاب
لست أسلو حب قوم * حبهم أعلى مثاب
حبهم في اليوم فخر * وغدا ذخر الإياب
حبهم في القلب منى * في السويدا لا النخاب
نحوهم للقلب شوقا * جيئة بعد الذهاب
مقدمة المعلق 55

ليس قلبي غير مهد * لهواهم في ايتباب
حبهم في ربع قلبي * منذ عمرى في ارتياب
مثل طفل لم يزل يوما * فيوما في الشباب
حبهم شرط الصلاة * والزكاة والمتاب
والفروع والأصول * والدعاء المستجاب
سعى من يأبى هواهم * ليس إلا في تباب
خصمهم أعماله يوم * التنادي كالسراب
إنما الأعمال عمال قشر * وهواهم كاللباب
عرش قلب ليس نقش الحب * فيه كاليباب
قصر صدر ليس فيه * ذا الهوى دار الخراب
هم بدور فيهم قدح * العدى نبح الكلاب
سلمهم لا زال سلما * من معاريض السباب
حربهم لا زال صيدا * للأشداء الغضاب
ذكرهم أذكى لدي * من عبير وأناب
باسمهم يحيى رميم * تحت أطباق التراب
مدحهم ما دمت حيا * في الدنا شغلي ودابي
ومن العمر نصيبي * ومن العيش نصابي
وارتياحي يوم حزني * وسلوى في انتخابي
وانتعاشي من همومي * وغمومي واكتئابي
وإليهم مرجعي في * النشأتين ومنابي
أسأل الله الكريم * الحشر معهم في المآب
رب زدني من هواهم * إنه أقصى طلابي
صل يا ربي عليهم * ما بدا ضوء الشهاب
وزهت في الأفق شمس * أو توارت بالحجاب
واقتفى ليل نهارا * باختلاف وانقلاب
مقدمة المعلق 56

وحدا حادي المطايا * للسرى سرب الركاب
وغدت أشجار سرو * ذات أغصان رطاب
وفشا في قطر أرض * عطر أزهار الروابي
وإلى الأوطان شوقا * حن قلب في اغتراب
(طالب الاخبار أقبل) * ثم خذها باكتساب
من كتاب للبصير * الناقد الندب النقاب
أحمد البرقي فخر * الشيعة السامي الرحاب
كم ترى درا نضيدا * درجه درج الكتاب
كم حوى من جوهر ذي * قيمة بين الإهاب
كم ترى من بكر معنى * فيه مسدول النقاب
كم خباء جعفري * فيه مضروب القباب
كم متاع أحمدي * فيه مفتوح العباب
فيه أبكار المعاني * كالعذارى في المخابي
يا أخلائي هلموا * وانظروها لاختطاب
فانظروا فيها بقلب * لا بطرف مستراب
قد وعى أخبار صدق * فاختبر هل من كذاب
للشفا من داء جهل * علمه أشفى طباب
سطره سمط اللئالي * الغاليات لا السخاب
حبره والليل طرس * فيه وقد ذو التهاب
جامع أنواع حسن * نازه من كل عاب
مجمع الحسن الذي عنه * لسان الذم نابي
كيف لا والحسن جمعا * اسمه يا للعجاب (1)
حقه الكتب على * الأحداق بالتبر المذاب
كان قبل الطبع كنزا * في اختفاء واحتجاب

(1) إشارة إلى ما ذكره علماء اللغة والأدب من أن المحاسن جمع الحسن على غير القياس.
مقدمة المعلق 57

صار بعد مثل وحى * خط في صم صلاب
بات كالعنقاء قدما * ظل أزهى من غراب
فعلى الأعداء قبل * كان سهما في الجعاب
صار بعد مثل سيف * سل من سجن القراب
(ناشر التأليف يامن) * حاز منشور الثواب
واغتدى من خير ذخر * للنشور في احتقاب
عش خلى البال ملا * الجفن مخضر الجناب
نازء النفس نقى * العرض منهل الرباب
آمن السرب ندي * الكف مسموع الخطاب
سالما من كل داء * وبلاء ومصاب
آمنا من كل روع * وعناء واضطراب
صاحبا للدين حقا * راعيا حق الصحاب
سالكا ما دمت حيا * للهدى نهج اصطحاب
باقيا في الدهر منك * ذيل فخر في انسحاب
ذا علاء واقتدار * وابتهاج واستهاب
ما استفاد الناس علما * من أحاديث الكتاب
واستطاب الخلق معنى * من معانيها العذاب
تبصرة مهمة
(ينبغي أن يلتفت إليها من أراد أن يستفيد من الكتاب)
فليعلم الناظر في هذا الكتاب أنا أشرنا في ذيل الصفحات إلى مورد ذكر كل
حديث في مجلدات بحار الأنوار للعلامة المولى محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامه و
لذا ذيلنا الأحاديث بعدد ترتيبي ليكون دالا على ربط الذيل بالمتن وكذا صدرنا -
الأحاديث بعدد ترتيبي ليدل على عدد أحاديث الكتاب وينتهي التعداد بانتهاء كل
مقدمة المعلق 58

جزء من أجزاء الكتاب بالغا ما بلغ من العدد، مثلا إذا انتهى كتاب ثواب الأعمال نجدد
ترتيب العدد في عقاب الأعمال بادئا فيه من الواحد إلى أن يتم، ففي الكتاب الثالث
نبدأ أيضا من الواحد، وهكذا إلى آخر المحاسن، وهذا المسلك قريب مما سلكه العلامة
المجلسي (ره) في مرآة العقول، وحيث إن أكثر تلك الأحاديث كانت مبينة في البحار
ببيانات مفيدة ممتعة نقلنا البيانات بعين عباراتها من ذلك الكتاب في ذيل صفحات هذا
الكتاب وأشرنا إلى مورد ذكرها إن كانت مفصلة وكل ذلك بتعيين صريح وأمارة
واضحة فجعلنا " ج " رمزا للمجلد و " ص " رمزا للصفحة و " س " رمزا للسطر (كما هو
المتعارف المعهود بين أهل العلم) ليسهل الامر على من أراد الرجوع إليه وإذا لم نظفر
بمورد نقل بعض الأحاديث في البحار صرحنا في ذيل الصفحة بأنا لم نظفر به (لكن
بعض ما لم نظفر به حين الطبع ظفرنا به بعده ونشير إلى تلك الموارد عند نشر رجال
كتاب المحاسن في ضمن ما ننشره من التعاليق المفيدة المربوطة بهذا الكتاب إن شاء الله تعالى)
وليعلم أيضا أن ما صرحنا بعدم ظفرنا به في البحار لا يدل على عدم وجوده فيه
لأنا راجعنا فيه إلى مظانه ولم نظفر به فلعله موجود فيه في غير مظانه بل في مظانه
أيضا إلا أن فكري لم يدلني عليها فغفلت عن تلك المظان أصلا لأني معترف بأن
مثلي ليس محيطا بكتاب البحار كمال الإحاطة وإن كان أكثر اشتغالي الخوض في كتب
الأحاديث والاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام لأنه بحر بل بحار كما سمي
به، وعلى فرض عدم وجود الحديث في البحار لا يكون عدم كونه مذكورا فيه دليلا على
أن الحديث ليس من المحاسن وذلك معلوم عند أهل الفن ولا سيما في مثل البحار الذي
فاته كثير من الاخبار ولولا خوف الإطالة لخضت في تحقيق ذلك والاستدلال عليه فليطلب
من محاله، والسلام على من اتبع الهدى، وكان تحرير ذلك في خامس شعبان المعظم من
شهور سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية مطابقا لهذا التاريخ
الهجري الشمسي 10 ر 2 ر 1331 مير جلال الدين الحسيني الأرموي
المشتهر بالمحدث.
مقدمة المعلق 59

يا رب حي ميت ذكره
وميت يحيى بأخباره
ليس بميت عند أهل النهى
من كان هذا بعض اثاره
الباخرزي
مقدمة المعلق 60

أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى
رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله
الحجة القائم محمد بن الحسن (ع)
كتاب
الاشكال والقرائن
من
المحاسن
لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
1

كتاب القرائن
وفيه من الأبواب أحد عشر بابا
1 - باب الثلاثة.
2 - باب الأربعة.
3 - باب الخمسة.
4 - باب الستة.
5 - باب السبعة.
6 - باب الثمانية.
7 - باب التسعة.
8 - باب العشرة.
9 - باب فضل قول الخير.
10 - باب وصايا النبي صلى الله عليه وآله.
11 - باب وصايا أهل بيته (ع).
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الأول من الاشكال والقرائن
1 - باب الثلاثة
1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال:
يا معاوية من أعطى ثلاثا لم يحرم ثلاثا، من أعطى الدعاء أعطى الإجابة، ومن أعطى الشكر
أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية، إن الله عز وجل يقول: " ومن يتوكل
على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره ". وقال عز وجل: " لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن
كفرتم إن عذابي لشديد ". وقال: " ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين " (1).
2 - عنه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الحميد الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال:
كتب معي إلى عبد الله بن معاوية وهو بفارس، " من اتقى الله وقاه، ومن شكره زاده،
ومن أقرضه جزاه " (2).
3 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي عبد الله أو علي بن الحسين (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات،
قالوا: يا رسول الله ما المنجيات؟ - قال صلى الله عليه وآله: خوف الله في السر كأنك تراه، فإن لم تكن تراه
فإنه يراك، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، قالوا: يا رسول الله

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب التوكل والتفويض "، (ص 155، س 31) وأيضا
" باب الشكر "، (ص 134، س 7).
2 - ج 17، " باب مواعظ الصادق (ع) "، (ص 171، س 25).
3

فما المهلكات؟ - قال صلى الله عليه وآله: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه (1).
4 - عنه، عن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف،
عن أبي جعفر (ع) قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات، وثلاث منجيات،
فأما الدرجات، فافشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام، وأما الكفارات، فاسباغ
الوضوء بالسبرات، والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات، والمحافظة على الجماعات، وأما
الموبقات، فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات، فخوف الله
في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضى والسخط (2).
5 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي (ع)
قال: ثلاث منجيات، تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك (3).
6 - عنه، يرفعه إلى سلمان (رض) قال: قال: أضحكتني ثلاث، وأبكتني ثلاث،
فأما الثلاث التي أبكتني ففراق الأحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وحزبه، والهول عند غمرات الموت،
والوقوف بين يدي رب العالمين يوم تكون السريرة علانية، لا أدرى إلى الجنة أصير أم
إلى النار؟ وأما الثلاث التي أضحكتني، فغافل ليس بمغفول عنه، وطالب الدنيا والموت
يطلبه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أراض عنه سيده أم ساخط عليه (4).
7 - عنه، عن الحسن بن علي اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود،
عن أبي هارون العبدي قال: سمعته يقول: أعجبتني ثلاث، وثلاث أحزنتني، فأما
اللواتي أعجبتني، فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه
وجهنم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (5).
8 - عنه، عن محمد بن سنان، عن خضر، عمن سمع أبا عبد الله (ع) يقول: قال

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب المنجيات والمهلكات "، (ص 26، س 5 وص 25،
س 29 وص 26، س 8) قائلا (في المجلد الثامن عشر، في كتاب الطهارة، في باب إسباغ الوضوء،
ص 72): " بيان - إسباغ الوضوء كماله، والسعي في إيصال الماء إلى أجزاء الأعضاء، ورعاية الآداب
والمستحبات فيه من الأدعية وغيرها، وقال في النهاية: " السبرات جمع " سبرة " (بسكون
الباء) وهي شدة البرد ". وزاد عليه في باب المنجيات نقلا عن معاني الأخبار للصدوق (ره) قوله:
" وبها سمى الرجل سبرة ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الخوف والرجاء "، (ص 119، س 21).
5 - ج 15، كتاب العشرة، " باب الدعابة والمزاح والضحك "، (ص 269، س 27).
4

رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظلة،
رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها، ورجل لم يقدم رجلا حتى يعلم أن
ذلك لله رضى أو يحبس، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفى ذلك العيب عن نفسه،
فإنه لا ينتفى عنه عيب إلا بداله عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (1).
9 - عنه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبيدة، عن أبي جميلة قال
سمعت عليا (ع) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس ثلاث لا دين لهم، لا دين لمن دان
بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة
من عصى الله تبارك وتعالى، ثم قال: أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه، ولا خير في نيا
لا تدبر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه (2).
10 - عنه، عمن ذكره، قال: قال أبو عبد الله (ع): الخير كله في ثلاث خصال،
في النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس
فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره اعتبارا
وسكوته فكرة وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وآمن الناس شره (3)
11 - عنه، عن الحسن بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان بن عمر، عن أبي عبد الله،
عن أبيه (ع) قال: لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يكون فيه خصال ثلاث، التفقه
في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (4).

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم وآفاتها "، (ص 18، س 5) وأيضا -
" باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى "، (ص 85، س 28).
2 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم "، (100، س 32) قائلا بعده (لكن في باب
فرض العلم، ص 56، س 25): " بيان - لعل المراد بالتدبر في الدنيا التدبير فيها وترك الاسراف
والتقتير، أو التفكر فيها وما يدعو إلى تركها، والنسك = العبادة، والورع = اجتناب المحارم
أو الشبهات أيضا ".
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب التفكر والاعتبار "، (ص 195، س 1).
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب علامات المؤمن وصفاته "، (ص 79، س 12)
قائلا بعده: بيان - " لا يستكمل " أي لا تحصل هذه الأخلاق في مؤمن إلا وقد حصلت فيه سائر الخصال
لأنها أشقها وأشدها، وأيضا انها مستلزمة للعدل وهو التوسط بين الافراط والتفريط وهو معيار
جميع الكمالات " وقال أيضا بعد نقله: (لكن في ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها "،
(ص 66، س 25) بيان - الرزايا جمع الرزيئة (بالهمز) وهي المصيبة ".
5

12 - عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حمزة، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه
فاطمة بنت الحسين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه يستكمل
خصال الايمان، الذي إذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه
من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (1).
13 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه (ع)
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يكن فيه ثلاث لم يقم له عمل، ورع يحجزه عن معاصي الله،
وخلق يدارى به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (2).
14 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير -
المؤمنين (ع): ثلاث من أبواب البر، سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى. (3)
15 - عنه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع): ثلاث من كن فيه زوجه الله
من الحور العين كيف شاء، كظم الغيظ، والصبر على السيوف لله، ورجل أشرف على مال
حرام فتركه لله (4).
16 - عنه، عن موسى بن القاسم، عن المحاربي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك، السفلة وزوجتك وخادمك. وقال: ثلاثة
لا ينتصفون من ثلاثة، شريف من وضيع، وحليم من سفيه، وبر من فاجر (5).
17 - عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أبي عمران عمر بن مصعب، عن أبي -
حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: العبد بين ثلاث، بلاء وقضاء ونعمة،

1 - ج 15، الجزء الأول "، باب علامات المؤمن وصفاته "، (ص 79، س 14) قائلا بعده:
" وفي القاموس " التعاطي = التناول، وتناول ما لا يحق، والتنازع في الاخذ وركوب الامر "
(انتهى) أي بعد القدرة لا يأخذ، أو لا يرتكب ما ليس له ".
2 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الورع واجتناب الشهوات "، (ص 99، س 26) وأيضا
" باب حسن الخلق "، (ص 210، س 22) وأيضا - " باب الحلم والعفو "، (ص 218، س 7).
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب قول الخير والقول الحسن "، (ص 192، س 16).
4 و 5 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الحلم والعفو "، (ص 217، س 5 و 2) والجزء الأول
من الحديث الثاني في كتاب العشرة، " باب العشرة مع المماليك والخدم "، (ص 40، س 31)
وأيضا - " باب الظلم وأنواعه "، (ص 202، س 18).
6

فعليه للبلاء من الله الصبر فريضة، وعليه للقضاء من الله التسليم فريضة، وعليه للنعمة
من الله الشكر فريضة (1).
18 - عنه، رفعه قال: إن أمير المؤمنين (ع) صعد المنبر بالكوفة فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة، ثم أمسك، فقال له حبة العرني: يا
أمير المؤمنين قلت: " الذنوب ثلاثة " ثم أمسكت، فقال له: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن
أفسرها ولكنه عرض لي بهر حال بيني وبين الكلام، نعم، الذنوب ثلاثة، فذنب مغفور
وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قيل: يا أمير المؤمنين فبينها لنا
قال: نعم، أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم أن يعاقب
عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى
إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف
بكف ولو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد
بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة، ثم يبعثهم الله إلى الحساب، وأما
الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه، راجيا
لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب (2).
2 - باب الأربعة
19 - عنه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله، عن

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الشكر "، (ص 134، س 3).
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب الظلم وأنواعه "، (ص 203، س 17) قائلا بعده (لكن
في المجلد الثالث، في باب محاسبة العباد، ص 267، س 30): " بيان - قال الجزري: البهر (بالضم)
هو ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهييج وتتابع النفس " (انتهى) وقد مر
شرح الخبر في باب التوبة ". وقال في باب التوبة (ص 100، س 21) بعد نقله: " بيان - لعل
المراد بالكف أولا المنع والزجر وبالثاني اليد، ويحتمل أن يكون المراد بهما معا اليد أي تضرر
كف إنسان بكف آخر بغمز وشبهه أو تلذذ كف بكف والمراد بالمسحة بالكف ما يشتمل على
إهانة وتحقير أو تلذذ، ويمكن حمل التلذذ في الموضعين على ما إذا كان من امرأة ذات بعل، أو
قهرا بدون رضى الممسوح ليكون من حق الناس، و " الجماء " = التي لا قرن لها، قال في النهاية
" فيه: إن الله ليدين الجماء من ذوات القرن، " الجماء " = التي لا قرن لها و " يدين " أي يجزى "
(انتهى) وأما الخوف بعد التوبة فلعله لاحتمال التقصير في شرائط التوبة ".
7

أبيه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم، من كان
عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله
وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب
خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه. (1).
20 عنه، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر، قال سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول: لا يكمل إيمان العبد حتى تكون فيه خصال أربع، يحسن خلقه، وتسخو نفسه،
ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله (2).
21 عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (ع) قال: قال علي بن الحسين (ع): أربع من كن فيه كمل إيمانه ومحصت
عنه ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض، من وفى لله بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه
مع الناس، واستحيى من كل قبيع عند الله وعند الناس، ويحسن خلقه مع أهله (3).
22 عنه، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال:
من يضمن لي أربعة أضمن له بأربعة أبيات في الجنة، أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس
من نفسك، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقا (4).
23 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي -
جعفر (ع) قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة، من آوى اليتيم، ورحم الضعيف،
وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه (5).
24 - عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: أربعة لا يشبعن من أربعة، الأرض

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 13، س 35،
وص 15، س 33 وص 17، س 10 وص 18، س 8) قائلا بعد الثالث (لكن في الجزء الأول، " باب
علامات المؤمن وصفاته "، ص 78، س 8): " بيان - في النهاية: " أصل المحص = التخليص ومنه
تمحيص الذنوب أي إزالتها "، " بما جعل على نفسه للناس " أي بالنذر أو العهد أو اليمين كما يومى
إليه قوله (ع): " وفى لله " ويحتمل التعميم لأن الوفاء بالعهد إن لم يكن واجبا فلا ريب في
رجحانه، " وعند الناس " أي إذا لم يكن مستحسنا عند الله أو المراد بالناس كملهم، " مع أهله "
التخصيص لأنه أفضل وأهم ". أقول: في غالب النسخ بدل " لا يكمل ": " لا يستكمل ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 15، كتاب العشرة، " باب بر الوالدين "، (ص 21، س 18).
8

من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر، والعالم من العلم (1).
3 - باب الخمسة
25 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد
الجهني، عن أبي عبد الله (ع) قال: خمس من لم يكن فيه لم يتهنأ بالعيش، الصحة،
والامن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق (2).
26 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه
قال: قال أمير المؤمنين (ع) لأصحابه: ألا أخبركم بخمس لو ركبتم فيهن المطي حتى
تنضوها لم تأتوا بمثلهن، لا يخشى أحد إلا الله وعمله، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيى
العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: " لا علم لي به "، ولا يستحيى الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم،
والصبر في الأمور (3).
27 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن حريب
الغزال، عن صدقة القتاب، عن الحسن البصري، قال كنت مع أبي جعفر (ع) بمنى
وقد مات رجل من قريش فقال: يا با سعيد قم بنا إلى جنازته فلما دخلنا المقابر قال:
ألا أخبركم بخمس خصال هي من البر والبر يدعو إلى الجنة؟ - قلت: بلى، قال:
إخفاء المصيبة وكتمانها، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك، وبر الوالدين فإن
برهما لله رضى، والاكثار من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإنه من كنوز
الجنة، والحب لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) (4).
4 - باب الستة
28 - عنه، عن محمد بن عيسى، عن خلف بن حماد، عن علي بن عثمان بن رزين،
عمن رواه، عن أمير المؤمنين (ع)، قال: ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله وعن

1 - ج 1، " باب آداب طلب العلم وأحكامه "، (ص 68، س 25).
2 و 3 و 4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم وآفاتها "، (ص 18، س 10
و 11 و 14) قائلا بعد الأول (لكن في المجلد الأول، " باب فضل العقل "، (ص 29، س 32) في ضمن
بيان - " الغنى - عدم الحاجة إلى الخلق وهو غنى النفس فإنه الكمال لا الغنى بالمال ".
9

يمينه، إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره
لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلي، ويطأ عقبي، وينتظر عاقبتي (1).
29 - عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع،
المعرفة، والجهل، والرضى، والغضب، والنوم، واليقظة (2)،
30 - عنه، عن داود النهدي، عن علي بن أسباط، عن الحلبي، رفعه إلى
أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى يعذب الستة بالستة، العرب بالعصبية، والدهاقنة
بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (3).
31 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذريتي وكرهها الأئمة
لاتباعهم، العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، والرفث في الصيام، والضحك بين القبور،
والتطلع في الدور، وإتيان المساجد جنبا. قال: قلت: وما الرفث في الصيام؟ - قال:
ما كره الله لمريم في قوله " إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " قال: قلت:
صمتت من أي شئ؟ - قال: من الكذب (4).

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب حقوق الاخوان "، (ص 62، س 10) وأيضا - ج 7،
" باب ثواب حبهم (ع) "، (ص 376، س 17) قائلا بعده: " بيان - لعل المراد بالعاقبة دولته ودولة
ولده (عليهم السلام) في الرجعة أو في القيامة كما قال تعالى: " والعاقبة للمتقين " ويحتمل أن
يكون المراد بالعاقبة هنا الولد أو آخر الأولاد فإن العاقبة تكون بمعنى الولد وآخر كل شئ
كما ذكره الفيروزآبادي فيكون المراد انتظار الفرج بظهور القائم (ع) ".
2 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى "، (ص 61، س 29).
3 - ج 15، الجزء الثالث، " باب جوامع مساوئ الأخلاق "، (ص 26، س 28).
4 - ج 5، " باب قصة ولادة عيسى (ع) "، (ص 321، س 21) وأيضا - ج 18،
كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة "، (ص 195، س 17) قائلا بعده: " بيان - العبث ظاهره العبث
باليد سواء كان باللحية أو بالأنف أو بالأصابع أو غير ذلك ويحتمل شموله لغير اليد أيضا
كالرأس والشقة وغيرهما " وأيضا قائلا بعده (لكن في كتاب الطهارة، " باب وجوب غسل
الجنابة " ص 104، س 28): " بيان - الكراهة هنا أعم منها بالمعنى المصطلح ومن الحرمة
فالعبث ما لم ينته إلى إبطال الصلاة مكروه والرفث يكون بمعنى الجماع وبمعنى الفحش من
القول، وعلى الأول في الواجب حرام مبطل وعلى الثاني مكروه أو حرام مبطل لكماله والمشهور
في المن الكراهة، ويحتمل الحرمة وعلى التقديرين مبطل لثوابها أو لكماله، وإتيان المساجد
في المسجدين مطلقا وفي غيرهما مع اللبث حرام، وفي غيرهما لا معه مكروه، والتطلع بغير الاذن
حرام على المشهور، والضحك بين القبور مكروه كراهة مغلظة ".
10

5 - باب السبعة
32 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاته، وكف غضبه، وسجن لسانه،
واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب
الجنة مفتحة له. (1)
33 - عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عمن ذكره، عن عبد المؤمن
الأنصاري، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لعنت سبعة لعنهم الله تعالى
وكل نبي مجاب، قيل: من هم يا رسول الله؟ - قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله،
والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمسلط بالجبروت ليعز من أذل الله و
يذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له، والمحرم ما أحل الله. (2)
34 - عنه: عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع رفعه، قال: قال سلمان
الفارسي (رض): أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال، أوصاني أن أنظر
إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقى، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحق
وإن كان مرا، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، ولا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن
أكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإنها كنز من كنوز الجنة (3)
6 - باب الثمانية
35 - عنه، عن أبي الحسن يحيى الواسطي، عمن ذكره، أنه قيل لأبي عبد الله (ع)
أترى هذا الخلق كلهم من الناس؟ - فقال: ألق منهم التارك للسواك، والمتربع في الموضع
الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له به، والمتمرض من غير علة،
والمتشعث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، والمفتخر
بفخر آبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، وهو بمنزلة الخلنج يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب فضل الصلاة "، (ص 9، س 22).
2 - ج 15، الجزء الثالث، " باب شرار الناس وصفات المنافق "، (ص 29، س 35)
3 - ج 17، " باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله "، (ص 38، س 28).
11

إلى جوهره وهو كما قال الله عز وجل من قائل " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا " (1).
36 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ثمانية لا تقبل منهم صلاة، العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز وزوجها ساخط
عليها، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلى بغير خمار، وإمام قوم
يصلى بهم وهم له كارهون، والزبين، قالوا: يا رسول الله وما الزبين؟ قال: الرجل يدافع
الغائط والبول، والسكران فهؤلاء الثمانية لا يقبل منهم صلاة (2).

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب جوامع مساوئ الأخلاق "، (ص 26، س 31) قائلا بعده
(لكن في المجلد الأول، في باب ما جاء في تجويز المجادلة في الدين، ص 104 بعد نقله عن الخصال):
" بيان - " الخلنج " (كسمند) = شجر فارسي معرب وكانوا ينحتون منه القصاع والظاهر أنه (ع)
شبه من يفتخر بآبائه مع كونه خاليا من صالح أعمالهم بلحاء شجر الخلنج فإن لحائه فاسد ولا ينفع
اللحاء كون لبه صالحا لأن ينحت منه الأشياء بل إذا أرادوا ذلك قشروا لحاءه ونبذوها وانتفعوا
بلبه وأصله فكما لا ينفع صلاح اللب للقشر مع مجاورته له فكذا لا ينفع صلاح الآباء للمفتخر بهم مع
كونه فاسدا " وقال الطريحي (ره) في المجمع: " والخلنج شجر فارسي معرب والجمع
الخلانج ومنه الحديث: ألق من الناس المفتخر بفخر آبائه وهو خلو من أعمالهم وهو بمنزلة الخلنج
تقشره لحاء عن لحاء حتى تصل إلى جوهره " وقال المحدث القمي (ره) في السفينة (ج 1، ص 424:
س 13) بعد نقله من الخصال: " بيان - " خلنج " (كسمند) درختى است نيك سخت كه از چوب آن
تير ونيزه ميسازند معرب " خدنگ " و " لحاء " پوست درخت والظاهر أنه (ع) شبه المفتخر
بآبائه، فذكر ما مر من بيان المجلسي (ره) ".
2 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب ستر العورة "، (ص 88 س 27) قائلا بعده: " بيان - قد مر في
كتاب الطهارة بعض الكلام في هذا الخبر والفرق بين القبول والاجزاء وأنه ليس في غير تارك الوضوء
وتاركة الخمار والسكران بمعنى الاجزاء على المشهور وربما يحمل في الآبق والناشز والمانع أيضا
على الاجزاء بحمله على ما إذا صلوا في سعة الوقت بناء على أن الامر بالشئ يستلزم النهى عن ضده والنهى
في العبادة يوجب الفساد وهو في محل المنع (فنقل من ذكرى الشهيد (ره) كلاما يوافق ما ذكره فليطلب
من هناك) وقال في كتاب الطهارة، (ص 55، س 25) بعد نقله عن المعاني: " بيان - ظاهر الاخبار
أن القبول عين الاجزاء واختلف في معناهما فقيل: القبول هو استحقاق الثواب والاجزاء هو الخلاص
من العقاب، وقيل: القبول هنا أعم من عدم الصحة وعدم الكمال ففي تارك الوضوء والمصلية بغير
خمار والسكران الأول، وفي الباقي الثاني، وقال في النهاية: " الزبن = الدفع ومنه الحديث
" لا يقبل الله صلاة الزبين " وهو الذي يدافع الأخبثين وهو بوزن السجيل وهكذا رواه بعضهم و
المشهور بالنون " وقال (في الزاء والنون): " فيه: لا يصلين أحدكم وهو زنين أي حاقن يقال: زن
فدن أي حقن فقطر، وقيل: هو الذي يدافع الأخبثين معا ومنه الحديث: " لا يقبل الله صلاة العبد الآبق
وصلاة الزنين ". أقول: أورد (ره) أيضا بيانا للحديث بعد نقله في كتاب الصلاة في " باب من
لا تقبل صلاته وبين بعض ما نهى عنه في الصلاة " (ص 315، س 19) فمن أراده فليطلبه من هناك.
12

7 - باب التسعة
37 - عنه، عن الحسن بن طريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله
قال: إن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال
رسول الله: أصدقة أم هدية؟ - قالوا: بل هدية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أي تمراتكم هذه؟ -
قالوا: هو البرني يا رسول الله فقال: هذا جبرئيل يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال
تخبل الشيطان، وتقوى الظهر، وتزيد في المجامعة، وتزيد في السمع والبصر، وتقرب
من الله، وتباعد عن الشيطان، وتهضم الطعام، وتذهب بالداء، وتطيب النكهة. (1)
8 - باب العشرة
38 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (ع)
قال: عشرة من لقى الله بهن دخل الجنة، شهادة أن لا أله إلا الله، وأن محمدا رسول الله
والاقرار بما جاء به من عند الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج
البيت، والولاية لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله، واجتناب كل مسكر (2).
39 - عنه، عن محمد بن أبي عمير، عمن رواه، عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال: عشرة
مواضع لا يصلى فيها، الطين، والماء، والحمام، والقبور، ومسان الطريق، وقرى النمل،
ومعاطن الإبل، ومجرى الماء، والسبخة، والثلج (3).

1 - ج 14، " باب التمر وفضله "، (ص 840، س 1) أقول: يأتي الحديث بسند آخر
في باب التمر من كتاب المآكل (انظر الحديث الثامن والتسعين بعد سبعمائة من أحاديث الكتاب
المذكور ويذكر هناك معنى الخبل نقلا عن بيان له (ره) للحديث) أما البرنى فقال (ره) بعد حديث
يشتمل على ذكره (ج 14، باب التمر، ص 839، س 29) في بيان: " قال في بحر الجواهر: " البرنى "
من أجود التمر "، وفي القاموس: " البرنى تمر معروف، أصله " برنيك " أي الحمل الجيد ".
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم الاسلام والايمان "، (ص 207، س 27).
3 - ج 18، كتاب الصلاة، (ص 116، س 16) قائلا بعد نقله من الخصال وبيان من الصدوق
(ره) له: " بيان - اشتمل الخبر مع قوته لتكرره في الأصول ورواية الكليني والشيخ له على
أحكام (فذكر بيانات مفيدة جدا إلا أن المقام لا يسع ذكرها فعليك بطلبها من هناك، إلى أن
قال في ضمن تعداد الأحكام): " الرابع - المنع من الصلاة في الطرق في المغرب سنن
الطريق معظمه ووسطه " وفي القاموس " سن الطريقة = سارها كاستسنها وسنن الطريق
مثلثة وبضمتين وجهه والمسان من الإبل الكبار " (انتهى) ولعل المراد هنا الطرق المسلوكة
أو العظيمة " فخاض في بيان حكم الصلاة فيها وقال أيضا: " السادس - المنع من الصلاة
في معاطن الإبل وقال الجوهري: " العطن والمعطن واحد الأعطان والمعاطن وهي مبارك
الإبل عند الماء لتشرب عللا بعد نهل فإذا استوفت ردت إلى المراعى والاظماء " وقال ابن السكيت:
" وكذلك تقول: هذا عطن الغنم ومعطنها لمرابضها حول الماء " وقال: " العلل = الشرب الثاني،
والنهل = الشرب الأول " وقال الفيروزآبادي: " العطن (محركة) = وطن الإبل ومنزلها
حول الحوض " وقريب منه كلام ابن الأثير وغيره وقال في مصباح اللغة: " العطن للإبل المناخ
والمبرك ولا يكون إلا حول الماء والجمع أعطان نحو سبب وأسباب والمعطن وزان " مجلس "
مثله وعطن الغنم ومعطنها أيضا مربضها حول الماء قاله ابن السكيت وابن قتيبة " وقال
ابن فارس: " قال بعض أهل اللغة: لا يكون أعطان الإبل إلا حول الماء فأما مباركها في البرية
أو عند الحي فهي المأوى " وقال الأزهري أيضا: " عطن الإبل موضعها الذي تتنحى إليه أي
تشرب الشربة الثانية وهو العلل ولا تعطن الإبل على الماء إلا في حمارة القيظ فإذا برد الزمان
فلا عطن للإبل والمراد بالمعاطن في كلام الفقهاء المبارك " (انتهى) وظاهر الفقهاء أن الكراهة
تشمل كل موضع يكون فيه الإبل والأولى ترك الصلاة في الموضع الذي تأوى إليه الإبل وإن
لم تكن فيه وقت الصلاة كما يومى إليه بعض الأخبار وصرح به العلامة في المنتهى معللا بأنها
بانتقالها عنها لا تخرج عن اسم المعطن إذا كانت تأوى إليه، ثم إن الذي ورد في أخبارنا إنما
هو بلفظ العطن وقد عرفت مدلوله لغة وأكثر أصحابنا حكموا بالتعميم كالمحقق والعلامة وقال
ابن إدريس في السرائر بعد تفسير المعطن بما نقلناه: " هذا حقيقة المعطن عند أهل اللغة إلا أن
أهل الشرع لم يخصص ذلك بمبرك دون مبرك " (انتهى) واستندوا في التعميم بما رواه الجمهور
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا أدركتم الصلاة وأنتم في أعطان الإبل فأخرجوا منها فإنها جن من جن
خلقت ألا ترونها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها (فنقل رواياتهم وخاض في بيان مدلولها ونقل
فتاوى جمع من العلماء في ذلك وذكر ما استفاد هو (ره) من الاخبار فمن أرادها فليطلبها كسائر
الأحكام المطوية في الخبر من هناك ويأتي الحديث بسند آخر في " باب الأمكنة التي لا يصلى فيها "
من كتاب السفر من المحاسن (انظر الحديث السادس عشر بعد المائة من الكتاب المذكور).
13

40 - عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
جعفر بن خالد، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: النشرة في عشرة أشياء، المشي،
والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلى الخضرة، والأكل والشرب، والنظر إلى
المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، وغسل الرأس بالخطمي في الحمام وغيره، و
14

محادثة الرجال (1).
9 - باب فضل قول الخير
41 - عنه، عن النوفلي، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير (2).
42 - عنه، عن محمد بن عيسى بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
أبي الحسن الأصفهاني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): قولوا الخير
تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله (3).
43 - عنه، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله عبدا
قال خيرا فغنم، أو سكت على سوء فسلم (4).
44 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن
الشهوات من أجلى، ويقطع نهاره بذكرى، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع
ويكسوا العاري، ويرحم المصاب، ويؤوى الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس
وأجعل له في الظلمات نورا وفي الجهالة علما وأكلاه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي،

1 - ج 16، " باب ما يورث الهم والغم ودفعها وما هو نشرة "، (ص 92، س 15) قائلا
بعد حديث منقول من عيون الأخبار وصحيفة الرضا وهو " قال الرضا (ع): الطيب نشرة والعسل نشرة
والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة " في ج 14، في باب العسل، (ص 874، س 7) ما
لفظه: " بيان - " النشرة " = ما يزيل الهموم والأحزان التي يتوهم أنها من الجن، قال في
النهاية: " فيه أنه صلى الله عليه وآله سئل عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان، " النشرة " (بالضم) ضرب
من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لأنه بها تنشر عنه ما
خامره من الداء أي يكشف ويزال " وقال الطريحي (ره) في المجمع: " وفي الحديث: غسل
الرأس بالخطمي نشرة (بضم النون)، أي رقية وحرز والنشرة عوذة يعالج به المجنون والمريض،
سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء الذي يكشف ويزال ومنه: " النورة نشرة
وطهور للبدن " وأورد المحدث القمي (ره) هذا الحديث في مادة " نشر " في كتاب السفينة (ج 2،
ص 589) نقلا من الكتاب ونقل ما مر من كلام الجزري والطريحي في بيان معنى " النشرة ".
2 و 3 و 4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب قول الخير "، (ص 192، س 17 و 18 و 19).
15

يدعوني فألبي، ويسألني فأعطى، فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس
ثمارها ولا تتغير عن حالها (1).
45 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (ع) قال: قال موسى بن عمران (ع): يا رب من
أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ - قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة
قلوبهم، والتربة أيديهم، الذين يذكرون جلالي إذا ذكروا ربهم، الذين يكتفون
بطاعتي كما يكتفى الصبي الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوى النسور
إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (2).
10 - وصايا النبي صلى الله عليه وآله
46 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالي
عن أبي جعفر (ع) قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: علمني يا رسول الله، فقال:
عليك باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك
والطمع فإنه الفقر الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته
فإن يك خيرا ورشدا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه (3).
47 - عنه، عن حماد بن عمر والنصيبي، عن السرى بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) عن

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 18) وأيضا - ج 18،
كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة "، (ص 196، س 19).
2 - ج 18، " باب فضل المساجد "، (ص 141، س 25) قائلا بعده: " بيان - " التربة أيديهم "
كناية عن الفقر، قال الجوهري: " ترب الشئ بالكسر = أصابه التراب، ومنه ترب الرجل
إذا افتقر كأنه لصق بالتراب يقال: " تربت يداك " وهو على الدعاء أي لا أصبت خيرا " وقال: " الحرد
الغضب تقول منه حرد (بالكسر) فهو حارد وحردان ومنه قيل: أسد حارد " وقال أيضا بعد نقله
في المجلد الخامس، في باب ما ناجى به موسى ربه، (ص 307، س 20): " بيان التربة (بكسر الراء) أي
الفقراء، قال الجزري: " ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب " وقال الفيروزآبادي: " حرد
(كضرب وسمع) = غضب " أقول: أورده المحدث النوري (ره) مع البيان الأخير في معالم
العبر (ص 371).
3 - ج 17، " باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله "، (ص 38، س 32).
16

آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: قال لعلي (ع): يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عنى، فقال له
علي: يا رسول الله أوص، فكان في وصيته أن قال: إن اليقين أن لا ترضى أحدا بسخط الله، ولا -
تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص،
ولا يصرفه كراهية كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضى،
وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود
من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير،
ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر، يا علي آفة الحديث الكذب،
وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة السماحة المن،
وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، يا علي إنك لا تزال
بخير ما حفظت وصيتي، أنت مع الحق والحق معك (1).
48 - عنه، عن محمد بن إسماعيل، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أوصيك يا علي في نفسك بخصال فاحفظها، اللهم أعنه، الأولى الصدق فلا يخرج من فيك
كذب أبدا، والثانية الورع فلا تجترئ على خيانة أبدا، والثالثة الخوف من الله كأنك
تراه، والرابعة البكاء لله، يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنة، والخامسة بذلك مالك و
دمك دون دينك، والسادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي، فأما الصيام فثلاثة
أيام في الشهر، الخميس في أول الشهر، والأربعاء في وسط الشهر، والخميس في
آخر الشهر، والصدقة بجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل
(يكررها أربعا) وعليك بصلاة الزوال، وعليك برفع يديك إلى ربك وكثرة تقلبها،
وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك بالسواك لكل وضوء، وعليك بمحاسن
الأخلاق فارتكبها، وعليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك (2).
49 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن
عطية الحذاء، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن عليا (ع) وجد كتابا في قراب سيف

1 - ج 17، " باب ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين (ع) "، (ص 21، س 1).
2 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 24).
17

رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الإصبع، فيه: إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب
غير ضاربه، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله، ومن أحدث
حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ولا يحل لمسلم أن يشفع في حد. (1)
11 - وصايا أهل بيته (ع)
50 - عنه، عن أحمد بن محمد، قال: حدثنا علي بن حديد، عن أبي أسامة،
قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: عليكم بتقوى الله والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث،
وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم
بطول الركوع والسجود، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من
خلفه وقال: يا ويلتاه أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت. (2)
51 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول: أوصيكم بتقوى الله، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا، إن الله تبارك وتعالى
يقول في كتابه: " وقولوا للناس حسنا " ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم،
واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم: ثم قال: أي شئ أشد على قوم يزعمون
أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم، ويذيعون حديثهم عند عدوهم
فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا: إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا فنحن نقول:
إنا برآء ممن يقول هذا، فيقع عليهم البراءة. (3)
ثم كتاب القرائن بحمد الله ومنه وصلى الله على محمد وآله.

1 - ج 17، " باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله ومواعظه وحكمه "، (ص 39، س 2).
2 - ج 17، " باب مواعظ الصادق جعفر بن محمد (ع) ووصاياه وحكمه "، (ص 171، س 26).
3 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 231، س 18) وأيضا - ج
18، كتاب الصلاة، " باب أحكام الجماعة "، (س 626، س 37).
18

حدثوا عنا ولا حرج. رحم الله من أحيى أمرنا
أبو عبد الله جعفر الصادق " ع "
كتاب
ثواب الأعمال
من
المحاسن
لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
19

كتاب ثواب الأعمال
وفيه من الأبواب مائة وثلاثة وعشرون بابا
1 - ثواب من بلغه ثواب شئ فعمل به طلبا لذلك الثواب.
2 - ثواب حسن الظن بالله.
3 - ثواب التفكر في الله.
4 - ثواب تعديل الله في خلقه.
5 - ثواب الاخذ بالسنة.
6 - ثواب من سن سنة عدل.
7 - ثواب من علم باب هدى.
8 - ثواب من سنة عدل على نفسه.
9 - ثواب من ناصح الله في نفسه.
10 - ثواب ايثار طاعة الله على الهوى.
11 - ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله.
12 - ثواب الاقبال على العمل.
13 - ثواب ما جاء في التوحيد.
14 - ثواب قول " لا إله إلا الله " وحده، وحده، وحده ".
15 - ثواب قول " لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ".
16 - ثواب قول " لا إله إلا الله ربى، لا أشرك به شيئا ".
17 - ثواب قول: " لا إله إلا الله حقا حقا ".
18 - ثواب من قال: " لا إله إلا الله الحق المبين ".
19 - ثواب قول: " لا إله إلا الله مخلصا ".
20 - ثواب قول: " لا إله إلا الله والله أكبر ".
21 - ثواب من شهد " أن لا إله إلا الله " وأن محمدا رسول الله.
22 - ثواب من شهد " أن لا إله إلا الله، عند موته.
23 - ثواب كلمات الفرج.
24 - ثواب من قال: " يا الله يا الله ".
25 - ثواب من قال: " يا الله يا ربي ".
26 - ثواب من قال: " يا رب " ثلاثا.
21

27 - ثواب من قال: " يا رب يا رب ".
28 - ثواب من كبر الله مائة تكبيرة.
29 - ثواب تسبيح فاطمة عليها السلام.
30 - ثواب ما جاء في التسبيح.
31 - ثواب التمجيد.
32 - ثواب فضل ذكر الله.
33 - ثواب الشغل بذكر الله.
34 - ثواب ذكر الله في الملأ والخلأ.
35 - ثواب ذكر الله في الغافلين.
36 - ثواب ذكر الله في الأسواق.
37 - ثواب ما جاء في " بسم الله الرحمن الرحيم ".
38 - ثواب " بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ".
39 - ثواب قول: " لا حول ولا قوة الا بالله ".
40 - ثواب قول: " ما شاء الله ".
41 - ثواب قول: " لا إله إلا الله، والحمد لله واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله ".
42 - ثواب قول: " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر ".
43 - ثواب القول في الاصباح والامساء.
44 - ثواب فضل الصلاة.
45 - ثواب الطهور.
46 - ثواب من ذكر اسم الله على طهور.
47 - ثواب الطهر على الطهر.
48 - ثواب من بات على طهر.
49 - ثواب دخول المسجد.
50 - ثواب الاختلاف إلى المسجد.
51 - ثواب الاذان.
52 - ثواب القول عند سماع الاذان.
53 - ثواب الجلوس بين الأذان والإقامة.
54 - ثواب المصلى.
55 - ثواب المصلى للفريضة.
56 - ثواب الدعاء بعد الفريضة.
57 - ثواب المحافظة على الصلاة.
58 - ثواب الصلاة في جماعة.
59 - ثواب النوافل.
60 - ثواب قضاء النوافل.
61 - ثواب صلاة الليل.
22

62 - ثواب استغفار الوتر.
63 - ثواب استغفار الأسحار.
64 - ثواب اجلال القبلة.
65 - ثواب توقير المسجد.
66 - ثواب الصلاة في بيت المقدس.
67 - ثواب بناء المسجد.
68 - ثواب مسجد الكوفة وفضله.
69 - ثواب من قم مسجدا.
70 - ثواب من سرج في المسجد.
71 - ثواب الصلاة في مسجد القبيلة.
72 - ثواب الصلاة في المسجد الأعظم.
73 - ثواب الصلاة في مسجد السوق.
74 - ثواب فضل يوم الجمعة.
75 - ثواب العمل يوم الجمعة.
76 - ثواب الصلاة بين الجمعتين.
77 - ثواب من مات يوم الجمعة وليلتها.
78 - ثواب من تولى آل محمد.
79 - ثواب من مات مع ولاية آل محمد.
80 - ثواب من أحب آل محمد.
81 - ثواب مودة آل محمد.
82 - ثواب من استشهد مع آل محمد.
83 - ثواب ذكر آل محمد.
84 - ثواب النظر إلى آل محمد.
85 - ثواب صلة آل محمد.
86 - ثواب من دمعت عينه في آل محمد.
87 - ثواب من اصطنع إلى آل محمد.
88 - ثواب الحج.
89 - ثواب التجهز إلى الحج.
90 - ثواب النفقة في الحج.
91 - ثواب من وصل قريبا بحجة أو عمرة أو أشرك في حجة مع ثواب الاحرام.
92 - ثواب التلية.
93 - ثواب الطواف.
94 - ثواب استلام الركن.
95 - ثواب السعي.
23

96 - ثواب الوقوف بعرفات.
97 - ثواب جمع منى.
98 - ثواب العتق بعرفة.
99 - ثواب الإفاضة من منى.
100 - ثواب المرور بالمأزمين.
101 - ثواب رمى الجمار.
102 - ثواب النحر.
103 - ثواب العمل يوم النحر.
104 - ثواب من دخل مكة بسكينة.
105 - ثواب من دخل الحرم حافيا.
106 - ثواب من دخل مكة وليس في قلبه كبر.
107 - ثواب التسبيح بمكة.
108 - ثواب الساجد بمكة.
109 - ثواب النائم بمكة.
110 - ثواب من ختم القرآن بمكة.
111 - ثواب النظر إلى الكعبة.
112 - ثواب معرفة حق الكعبة.
113 - ثواب دخول الكعبة.
114 - ثواب من حج ماشيا.
115 - ثواب من مات في طريق مكة.
116 - ثواب من خلف حاجا في أهله.
117 - ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه.
117 - ثواب من حج كل سنة ثم تخلف سنة.
119 - ثواب من نوى الحج فحرمه.
120 - ثواب من ارتبط محملا للحج.
121 - ثواب من دفن في الحرم.
122 - ثواب الصوم.
123 - ثواب عمل الحي للميت.
24

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - ثواب من بلغه ثواب شئ فعمل به طلبا لذلك الثواب
1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن
مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شئ
فيه الثواب، ففعل ذلك طلب قول النبي صلى الله عليه وآله، كان له ذلك الثواب، وإن كان
النبي صلى الله عليه وآله لم يقله. (1)
2 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شئ من الثواب فعمله، كان أجر ذلك له،
وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقله. (2)
2 - ثواب حسن الظن بالله
3 - عنه، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن بعض أصحابنا، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: يوقف عبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيأمر به إلى النار
فيقول: لا وعزتك ما كان هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ - فيقول: كان ظني بك
أن تغفر لي، فيقول: قد غفرت لك. قال أبو جعفر عليه السلام: أما والله ما ظن به في الدنيا
طرفة عين ولو كان ظن به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو. (3)
4 - عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه، فيقول الله تعالى له: ألم آمرك بطاعتي؟

1 - ج 1، " باب من بلغه ثواب من الله على عمل فأتى به. " (ص 149، س 9) مع بيان طويل.
وفيه بدل " فيه " " من "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، الجزء الثاني " باب الخوف والرجاء وحسن الظن بالله " ص 26 (ص 119، س 24)
25

ألم أنهك عن معصيتي؟ - فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت علي شهوتي، فإن تعذبني فبذنبي،
لم تظلمني، فيأمر الله به إلى النار، فيقول: ما كان هذا ظني بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟
- قال كان ظني بك أحسن الظن، فيأمر الله به إلى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك
حسن ظنك بي الساعة. (1)
3 - ثواب التفكر في الله
5 - عنه، عن بنان بن العباس، عن الحسين الكرخي، عن جعفر بن أبان، عن الحسن
الصيقل، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ - قال: نعم،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟
- قال يمر بالدار والخربة، فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ ما لك لا تتكلمين! (2)
4 - ثواب تعديل الله في خلقه
6 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن العلا، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله

1 - ج 3، " باب ما يظهر من رحمته تعالى يوم القيامة " (ص 274، س 13) وقال ره بعد
نقله: " أقول: سيأتي مثله في باب الخوف والرجاء ".
2 - ج 15، الجزء الثاني " باب التفكر والاعتبار والاتعاظ بالعبر " (ص 195 س 3) ونقل
مثله أيضا في ذلك الباب عن كتاب الحسين بن سعيد ومشكاة الأنوار والكافي وقال بعد نقل رواية
الكافي في (ص 194، س 1): " بيان - خير من قيام ليلة أي للعبادة لأن التفكر من أعمال القلب و
هو أفضل من أعمال الجوارح وأيضا أثره أعظم وأدوم إذ ربما صار تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصي
ولزوم الطاعة تمام العمر وقوله " يمر بالخربة " كأنه (ع) ذكر ذلك على سبيل المثال لتفهيم السائل و
قال ذلك على قدر فهم السائل ورتبته فإنه كان قابلا لهذا النوع من التفكر والمراد بالدار ما لم تخرب
لكن مات من بناها وسكنها غيره وبالخربة ما خرب ولم يسكنه أحد، وكون الترديد من الراوي
كما زعم بعيد، ويحتمل أن يكون " أين ساكنوك " للخربة و " أين بانوك " للدار على اللف والنشر
المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر، والظاهر أن القول بلسان الحال، ويحتمل المقال. وقوله
" ما لك لا تتكلمين " بيان لغاية ظهور الحال أي العبرة فيك بينة بحيث كان ينبغي ان تتكلم بذلك
وقيل: هو من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم فنفى التكلم كناية عن نفى الاستماع أي لا يستمع
الغافلون ما تتكلمين به بلسان الحال جهرا، وقيل استفهام انكاري أي أنت تتكلمين لكن الغافلون
لا يستمعون وهو بعيد، ويمكن أن يكون كلامها كناية عن تنبيه الغافلين أي لم لا تنبه المغرورين
بالدنيا مع هذه الحالة الواضحة ويؤل إلى تعيير الجاهلين بعدم الاتعاظ به كما أنه يقول رجل لوالد
رجل فاسق بحضرته: لم لا تعظ ابنك؟ مع أنه يعلم أنه يعظه وإنما يقول ذلك تعييرا للابن. "
26

عليه السلام، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: " من أذنب
ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه، وأن لي أن أعفو عنه، عفوت عنه " (1)
5 - ثواب الاخذ بالسنة
7 - عنه، عن الحسين بن سيف، عن أخيه على، عن أبيه سيف بن عميرة، عن
أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمسك
بسنتي في اختلاف أمتي، كان له أجر مائة شهيد. (2)
6 - ثواب من سن سنة عدل
8 - عنه، عن ابن محبوب، عن إسماعيل الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول: من استن بسنة عدل فاتبع، كان له أجر من عمل بها من غير أن ينقص من
أجورهم شئ، ومن استن بسنة جور فاتبع، كان له مثل وزر من عمل به من غير أن
ينقص من أوزارهم شئ. (3)
7 - ثواب من علم باب هدى
9 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: حدثني أبان بن محمد البجلي،
عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من علم باب
هدى، كان له أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم، ومن علم باب ضلال كان
عليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم. (4)

1 - ج 3، " باب عفو الله تعالى وغفرانه " (ص 94، س 6)
2 - ج 1، " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " (ص 150، س 34)
3 - ج 15، الجزء الثاني، " ثواب من سن سنة حسنة وما يلحق الرجل بعد موته "
(ص 181، س 13) وفيه بدل " الجعفري " " الجعفي "
4 - ج 1، " باب ثواب الهداية والتعليم وفضلهما " (ص 75، س 28) وفيه بدل " عليه " " له "
27

8 - ثواب من سن سنة عدل على نفسه
10 - عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن سعد ان بن مسلم، عن إسحاق -
بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما من مؤمن سن على نفسه سنة حسنة
أو شيئا من الخير، ثم حال بينه وبين ذلك حائل الا كتب الله له ما أجرى على نفسه
أيام الدنيا. (1)
9 - ثواب من ناصح الله في نفسه
11 - عنه، عن الحسن، عن معاوية، عن أبيه، قال سمت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: ما ناصح الله عبد في نفسه، فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها، الا أعطى خصلتين،
رزق من الله يسعه، ورضى عن الله ينجيه. (2)
10 - ثواب ايثار الطاعة على الهوى
12 - عنه، عن ابن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " قال الله تعالى: وعزتي وجلالي،
وعظمتي وقدرتي، وعلائي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه، الا جعلت غناه
في نفسه، وكفيته همه، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه،
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. " (3)

1 - ج 15، " الجزء الثاني، " باب ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة عدل على نفسه "
(ص 181، س 29)
2 - ج 15، الجزء الرابع، باب الانصاف والعدل " (ص 126، س 32)
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب ترك الشهوات والأهواء " (ص 42، س 36). أقول:
نقله في هذا الباب أيضا عن الخصال، وكتاب الحسين بن سعيد، وثواب الأعمال، ومشكاة الأنوار،
وعدة الداعي، والكافي باختلاف يسير وأورد لفقراته المحتاجة إلى البيان بعد نقله بثلاثة طرق
عن الكافي بيانات شافية مفصلة (ص 43 و 44 و 45 و 46) فمن أرادها فليطلبها من هناك،
ومما قال بالنسبة إلى هذه الفقرة " وكففت عليه ضيعته " قوله ره، " أي جمعت عليه ضيعته و
معيشته، والتعدية بعلى لتضمين معنى البركة أو الشفقة ونحوهما أو على بمعنى إلى كما أومى إليه
في النهاية فيحتاج أيضا إلى تضمين " ويريد بايماء صاحب النهاية ما نقله عنه قبيل ذلك وهو
قوله في ضمن معنى حديث " ويحتمل أن يكون بمعنى الجمع أي لا يجمعهما ويضمهما، ومنه الحديث
" المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته " أي يجمع عليه معيشته ويضمهما إليه " وقال ره، بالنسبة إلى
قوله تعالى: " وضمنت السماوات والأرض رزقه ": ضمنت، على صيغة المتكلم من باب التفعيل أي
جعلت السماوات والأرض ضامنتين لرزقه، كناية عن تسبيب الأسباب السماوية والأرضية له و
ربما يقرأ بصيغة الغائب على بناء المجرد ورفع السماوات والأرض، وهو بعيد " أقول: هذا -
الحديث قد ورد باختلاف يسير بطرق أخرى أيضا فمنها ما ورد في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر ره،
ولفظه كما في (ص 26) من 17، هذا " يا أبا ذر يقول الله جل ثناءه: وعزتي وجلالي لا يؤثر عبدي
هواي على هواه الا جعلت غناه في نفسه، وهمومه في آخرته، وضمنت السماوات والأرض رزقه،
وكففت عليه ضيعته، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر " وترجمه المجلسي ره في عين الحياة
بهذه العبارة " أي أبو ذر حق تعالى ميفرمايد: بعزت وجلال خودم كه اختيار نمى نمايد بنده من خواهش
وفرموده مرا برخواهشها وهواهاى نفساني خودش مگر آنكه اورا در نفس أو غنى وبى نياز
ميگردانم از خلق، وچنان ميكنم كه فكر وانديشه وهم أو برأي آخرتش باشد وآسمانها و
زمينها را ضامن روزى أو ميگردانم وتجار هر تجارت كننده را بسوى أو ميرسانم، يا من از برأي
أو هستم بعوض آنكه تجارت تاجران باطل را ترك كرده ورضاي مرا اختيار نموده. "
28

11 - ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله
13 - عنه، عن الحسن بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: من أصلح فيما بينه وبين الله، أصلح الله ما
بينه وبين الناس. (1)
12 - ثواب الاقبال على العمل
14 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: من صلى وأقبل على صلاته لم يحدث نفسه ولم يسه فيها، أقبل الله
عليه ما أقبل عليها، فربما رفع نصفها، وثلثها، وربعها، وخمسها، وإنما أمر بالسنة
ليكمل ما ذهب من المكتوبة. (2)

1 - ج 15، الجزء الثاني " باب حسن العاقبة واصلاح السريرة " (ص 204، س 14)
الا ان فيه بدل " ما " " فيما " ونقله أيضا هكذا من الخصال وثواب الأعمال في ذلك الكتاب
(ص 304، س 4)
2 - ج 18، كتاب الصلاة " باب آداب الصلاة " (ص 196، س 3)
29

13 - ثواب ما جاء في التوحيد
15 - عنه، عن محمد بن علي، عن أبي الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت
أبا جعفر عليه السلام يقول: ما من شئ أعظم من شهادة أن لا إله إلا الله، لأن الله
لم يعدله شئ ولا يشركه في الأمور أحد. (1)
16 - وعنه، عن الفضيل بن عبد الوهاب، رفعه، قال حدثني إسحاق بن عبيد الله بن
الوليد الوصافي، رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: " لا إله إلا الله "
غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل،
وأشد بياضا من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، فيها أمثال ثدي الأبكار تفلق على
سبعين حلة. وقال: رسول الله صلى الله عليه وآله: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله
عز وجل في كتابه " فاعلم أنه لا إله إلا الله، واستغفر لذنبك ". (2)
14 - ثواب قول " لا إله إلا الله وحده، وحده، وحده "
17 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان فيما أعلم، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن قال من أمتك:
" لا إله إلا الله وحده، وحده، وحده. " (3)
15 - ثواب قول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له "
18 - أحمد، عن أبيه وعمرو بن عثمان وأيوب جميعا، عن ابن المغيرة، عن ابن

1 - ج 19، الجزء الثاني، " باب التهليل وفضله " (ص 12، س 1) أقول: نقله أيضا هنا و
في كتاب التوحيد، من توحيد الصدوق وثواب الأعمال بزيادة كلمة " ثوابا " بعد قوله، ع، " أعظم " وقال
بعد نقله: " بيان - لعل التعليل مبنى على أنه إذا لم يعدله تعالى شئ لا يعدل ما يتعلق بألوهيته و
كماله ووحدانيته شئ إذ هذه الكلمة الطيبة أدل الأذكار على وجوده ووحدانيته واتصافه
بالكمالات، وتنزهه عن النقائص، ويحتلم أن يكون المراد أنها لما كانت أصدق الأقوال فكانت
أعظمها ثوابا. " أقول: في الموردين بدل " الفضيل " " الفضل " وبدل " الأمور " " الامر "
2 - ج 19، الجزء الثاني، " باب التهليل وفضله " (ص 13، س 27) لكنه نقل بدل
" ثدي " " اثداء " وبدل " على " " عن ". ونقله هكذا أيضا عن ثواب الأعمال.
3 - ج 19، الجزء الثاني، " باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه " (ص 14، س 35)
30

مسكان، عن ليث المرادي، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: " لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو
على كل شئ قدير ". كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم. (1)
19 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عبد العزيز العبدي، عن عمر بن
يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من قال في كل يوم عشر مرات " أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا فردا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا "
كتب الله له خمسا وأربعين ألف حسنة، ومحا عنه خمسا وأربعين ألف سيئة، ورفع له عشر
درجات، وكن له حرزا في يومه من الشيطان والسلطان، ولم تحط به كبيرة من
الذنوب. (2)

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء "، (ص 490، س 7)
قائلا بعد نقله: " الكافي، بسند صحيح أيضا عن عبد الكريم مثله إلا أن فيه: " يحيى ويميت، ويميت
ويحيى " بيان - لعل المراد باليوم اليوم مع ليلته فيكون ما قاله قبل طلوع الشمس كفارة لذنوب
الليل، وما قاله قبل غروبها كفارة لذنوب اليوم، ولو كان المراد اليوم فقط كان ناظرا إلى قوله
" قبل غروبها " وأحال الأول على الظهور "
أقول: يشيد بنيان عظمة شأن هذا الدعاء الشريف ما نقله المجلسي (ره) قبل هذا الدعاء
(ص 489) بهذه العبارة: " الخصال - عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا،
عن بكر بن عبد الله بن حبيب. عن تميم بن بهلول. عن أبيه. عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل " فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "
فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات، وقبل غروبها عشر مرات:
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير
وهو على كل شئ قدير " قال: فقلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت
ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في أن الله يحيى ويميت ويميت ويحيى. ولكن قل كما أقول "
بيان - حمل " الفرض " على التقدير والتعيين، أو على تأكد الاستحباب لعدم القول بالوجوب وضعف
السند، والأحوط عدم الترك ".
2 - ج 9، الجزء الثاني، " باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه "، (ص 15، س 8) ونقله
أيضا في المجلد الثامن عشر، في كتاب الصلاة في " باب ما ينبغي أن يقرأ كل يوم وليلة "، (س 523، س 15)
ثم قال: " بيان - لم تحط به كبيرة أي لم تستول عليه بحيث يشمل جملة أحواله كما قيل في قوله
تعالى: " ومن يكسب سيئة وأحاطت به خطيئته ".
31

16 - ثواب قول " لا إله إلا الله ربي لا أشرك به شيئا "
20 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان،
عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسن عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ألا أخبركم بما يكون به خير الدنيا والآخرة، وإذا كربتم واغتممتم
دعوتم الله به ففرج عنكم؟ - قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قولوا: " لا إله إلا الله ربنا، لا -
نشرك به شيئا " ثم ادعوا بما بدا لكم. (1)
17 - ثواب قول " لا إله إلا الله حقا حقا "
21 - عنه، قال: حدثني محمد بن عيسى الأرمني، عن أبي عمران الخراط،
عن الأوزاعي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال: من قال في كل
يوم خمسة عشر مرة " لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا إله إلا الله إيمانا
وصدقا " أقبل الله عليه بوجهه، فلم يصرف عنه وجهه حتى يدخل الجنة. (2)
18 - ثواب قول " لا إله إلا الله الحق المبين "
22 - عنه. بهذا الاسناد، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: من
قال في كل يوم ثلاثين مرة " لا إله إلا الله الحق المبين " استقبل الغنى، واستدبر الفقر،
وآنس وحشته في القبر، وقرع باب الجنة. (3)
19 - ثواب قول " لا إله إلا الله مخلصا "
23 - عنه، قال: حدثني ابن بنت الياس، عن أحمد بن عائذ، عن أبي الحسن السواق

1 - ج 10، الجزء الثاني، " باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه "، (ص 15، س 11 و 8)
مع زيادة " بشر عن " قبل " الأوزاعي " وأيضا الثاني، ج 18. كتاب الصلاة، " باب ما ينبغي أن يقرأ كل
يوم وليلة " (ص 523، س 25) مع زيادة " بشر " قبل " الأوزاعي ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 19، الجزء الثاني، " باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه " (ص 15. س 8) وأيضا
ج 18، كتاب الصلاة. " باب ما ينبغي ان يقرأ كل يوم وليلة "، (ص 523، س 22) الا أنه ليس فيه في
الموضعين هذه الفقرة " وآنس وحشته في القبر " لكنها موجودة في جميع ما عندنا من نسخ الكتاب.
32

عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يا أبان، إذا قدمت الكوفة فارو هذا
الحديث " من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا، وجبت له الجنة " قال: قلت له: انه يأتيني
من كل صنف من الأصناف فأروى لهم هذا الحديث؟ - قال: نعم يا أبان، انه إذا كان
يوم القيامة، وجمع الله الأولين والآخرين فيسلب منهم " لا إله إلا الله " الا من كان
على هذا الامر. (1)
20 - ثواب قول " لا إله إلا الله والله أكبر "
24 - عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن سعيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي
عبد الله عليه السلام، قال، قال النبي صلى الله عليه وآله: من هبط واديا فقال: " لا إله إلا الله
والله أكبر " ملا الله الوادي حسنات فليعظم الوادي بعد، أو ليصغر. (2)
21 - ثواب قول من شهد " ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله "
25 - عنه، من محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل،
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من شهد ان لا إله إلا الله، ولم يشهد
ان محمدا رسول الله، كتب الله له عشر حسنات، فإن شهد ان محمدا رسول الله، كتب له
الفي الف حسنة. (3)
26 - عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن هيثم بن عبد الله، عن
عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام، قال: من قال: " انى
أشهدك وكفى بك شهيدا، وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك، بأنك أنت

1 - ج 2، " باب ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته " (ص 15،
ج 18 كتاب الصلاة ص 23، س 22 الا انه س 25) وسيأتي في هذا الكتاب بطريق آخر، وقوله عليه السلام
" فيسلب " يوضحه قوله في خبر آخر " انه إذا كان يوم القيامة نسوها " ويعنى بالضمير كلمة الشهادة
والخبر يأتي بتمامه في موضعه من هذا الكتاب.
2 - ج 19، الجزء الثاني، " باب التكبير وفضله ومعناه " (ص 17، س 32)
3 - ج 19، الجزء الثاني، " باب التهليل وفضله " (ص 13 - س 15)
33

الله وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك. " مرة واحدة أعتق ربعه، ومن قال
مرتين أعتق نصفه، ومن قال ثلاثا أعتق ثلثاه، ومن قال أربعا أعتق كله. (1)
22 - ثواب من شهد " أن لا إله إلا الله " عند موته
27 - عنه، قال: حدثني داود بن سليمان القطان، قال: حدثني أحمد بن زياد
اليماني، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لقنوا موتاكم " لا إله إلا الله " فإنها انس للمؤمن من حين يمزق قبره،
قال: قال لي جبرئيل (ع): يا محمد، لو تراهم حين يخرجون من قبورهم ينفضون
التراب عن رؤسهم، هذا يقول: لا إله إلا الله والحمد لله يبيض وجهه، وهذا يقول: يا
حسرتاه على ما فرطت في جنب الله. وفي رواية فضيل بن عثمان عمن رفعه قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: من شهد " أن لا إله إلا الله " عند موته دخل الجنة قال النبي صلى الله
عليه وآله: لقنوا موتاكم " لا إله إلا الله " فإنها تهدم الخطايا، قال كيف من قالها في
حياته؟ - قال: هي أهدم وأهدم. (2)
23 - ثواب كلمات الفرج
28 - عنه، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله الأشعري، عن عبد الله بن ميمون
القداح، عن جعفر، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لي عمى علي بن أبي طالب
عليهم السلام: ألا أحبوك كلمات والله ما حدثت بها حسنا ولا حسينا؟ - إذا كانت لك
إلى الله حاجة تحب قضاءها فقل: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم،
سبحان الله رب السماوات السبع، وما فيهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين،

1 - ج 19، الجزء الثاني " باب أدعية الشهادات والعقائد " (ص 117 - س 18) أقول:
هذه الفقرة " ومن قال ثلاثا أعتق ثلثاه " في غالب النسخ ونسخة البحار أيضا غير موجودة.
2 - ج 18، كتاب الطهارة، " باب آداب الاحتضار وأحكامه " (ص 148 - س 20) وفيه
بدل " اليماني " " الباني " وقال ره بعد نقله: " بيان: حين يمزق قبره، على بناء المفعول مخففا و
مشددا أي يخرق ليخرج منه عند البعث "
34

اللهم إني أسألك بأنك ملك مقتدر، وأنت على كل شئ قدير، ما تشاء من كل شئ
يكون. " ثم تسأل حاجتك. (1)
24 - ثواب من قال: " يا الله يا الله "
29 - عنه، عن ابن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن مسلم، قال:
اشتكى بعض ولد أبي جعفر فمر عليه جعفر وهو شاك فقال له: يا جعفر، تقول: " يا الله
يا الله " فإنه لم يقلها أحد عشر مرات الا قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك. (2)
25 - ثواب من قال: " يا الله يا ربي "
30 - عنه، عن أبيه، عن حماد وصفوان وابن المغيرة، عن معاوية بن عمار
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا قال العبد: " يا الله، يا ربي " حتى ينقطع
النفس، قال له الرب: سل ما حاجتك. وفي رواية أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: قول الله عز وجل في كتابه " وحنانا من لدنا "، قال: انه كان يحيى إذا دعا
قال في دعائه: " يا رب يا الله " ناداه الله من السماء لبيك يا يحيى سل حاجتك. (3)
26 - ثواب من قال: يا رب ثلاثا
31 - عنه، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن منصور، عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الرجل منكم ليقف عند ذكر الجنة والنار ثم يقول:
" أي رب، أي رب، أي رب " ثلاثا فإذا قالها نودي من فوق رأسه: سل ما حاجتك: (4)
27 - ثواب من قال: " يا رب يا رب "
32 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن معاوية بن عمار الدهني،

1 - ج 19، الجزء الثاني، " باب الأدعية لقضاء الحوائج " (ص 223 - س 31)
2 - ج 19، الجزء الثاني، " باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين (ص 21، س 32.)
3 - ج 19، الجزء الثاني " باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين " (ص 21، س 34).
4 - ج 19، الجزء الثاني، " باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين " (ص 21، س 36).
35

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من قال: " يا رب، يا رب "، حتى ينقطع
نفسه، قيل له: لبيك ما حاجتك؟ وروى " من يقولها عشر مرات قيل له: لبيك
ما حاجتك؟ ". (1)
28 - ثواب من كبر الله مائة تكبيرة
33 - عنه، عن الحسن بن طريف، عن عبد الله بن المغيرة، عن حماد بن عثمان،
عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من كبر الله مائة تكبيرة قبل
طلوع الشمس وقبل غروبها كتب الله له من الاجر كأجر من أعتق مائة رقبة، ومن
قال: " سبحان الله وبحمده " كتب الله له عشر حسنات، وان زاد زاده الله. (2)
29 - ثواب تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
34 عنه، عن يحيى بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن أبي نجران،
عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سبح الله في دبر الفريضة قبل أن
يثنى رجليه تسبيح فاطمة عليها الصلاة والسلام المائة، وأتبعها بلا آله الا الله، مرة واحدة
غفر له. (3)
35 - عنه، عن يحيى وعمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، قال: دخلت مع
أبي علي أبي عبد الله عليه السلام، فسأله أبي تسبيح فاطمة عليها السلام، فقال: الله أكبر، حتى
أحصاها أربعة وثلاثين، ثم قال: الحمد لله، حتى بلغ سبعة وستين، ثم قال: سبحان الله،
حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة. (4)

1 - ج 19، الجزء الثاني " باب من قال: يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين " (ص 22 س 1.)
2 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء " (ص 490، س 16)
3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب تسبيح فاطمة ع وفضله وأحكامه " (ص 415، س 35)
مع بيان يأتي نقله في آخر الكتاب،
4 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب تسبيح فاطمة ع وفضله وأحكامه " (ص 415، س 14)
وقال ره، بعد نقله: " بيان - قوله (ع): جملة واحدة. كأن المعنى انه ع بعد احصاء عدد كل واحد
من الثلاثة لم يستأنف العدد للآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة، ويحتمل تعلقها
بقال أي قالها جملة واحدة من غير فصل. "
36

30 - ثواب ما جاء في التسبيح
36 - عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ثابت، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: من قال: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. " خلق الله
منها أربعة أطيار تسبحه وتقدسه وتهلله إلى يوم القيامة. وفي رواية محمد بن مروان،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قال العبد: " سبحان
الله " فقد أنف لله، وحق على الله أن ينصره. (1)
37 - وعنه، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي أيوب،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سبح الله مائة مرة كان أفضل الناس
ذلك اليوم الا من قال مثل قوله. (2)
38 - وعنه، عن علي بن سيف، عن أخيه الحسين بن سيف بن عميرة، عن ملك
بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله مر برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه فقال له: ألا أدلك
على شئ أثبت أصلا وأسرع ينعا وأطيب ثمرا وأبقى؟ - قال: قال: بلى يا رسول الله، قال:
إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإن لك
بكل تسبيحة شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهي الباقيات الصالحات. (3)
39 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن الحصين، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بخل منكم بمال أن ينفقه، وبالجهاد ان يحضره،
وبالليل أن يكابده فلا يبخل بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا
حول ولا قوة إلا بالله. (4)
40 - عنه، عن الوشاء، عن رفاعة بن موسى، عن ليث المرادي، عن أبي بصير،

1 - ب، ج 19، كتاب الدعاء، " باب فضل التسبيحات " (ص 6 - س 22) واما الحديث الثاني
فهو في ذلك الكتاب " باب التسبيح وفضله ومعناه " (ص 9 - س 10)
2 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب التسبيح وفضله ومعناه " (ص 9 - س 12)
3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء " (ص 490 - س 18)
4 - ج 19، كتاب الدعاء " باب فضل التسبيحات " (ص 6 - س 23)
37

قال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: " سبحان الله " من غير
تعجب خلق الله منها طائرا أخضر يستظل بظل العرش يسبح فيكتب له ثوابه إلى
يوم القيامة. (1)
31 - ثواب التمجيد
41 - عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أعين، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: ان الله يمجد نفسه في كل يوم ثلاث مرات فمن مجد الله بما يمجد
نفسه وكان في شقوة حول إلى سعادة، يقول: " أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين، وأنت الله
لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العزيز الكبير، وأنت الله لا إله إلا أنت
ملك يوم الدين، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز
الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت بدء كل شئ واليك يعود، وأنت الله لا إله إلا أنت، لم
تزل ولا تزال، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة
والنار، وأنت الله لا إله إلا أنت أحدا صمدا لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأنت الله لا إله إلا أنت
الملك القدوس السلام، المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما
يشركون، وأنت الله الخالق البارئ المصور لك الأسماء الحسنى يسبح لك ما في السماوات
والأرض وأنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت الكبير المتعال والكبرياء ردائك. " (2)
32 - ثواب فضل ذكر الله
42 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه

1 - ج 19، كتاب الدعاء " باب التسبيح وفضله ومعناه " (ص 9 - س 12)
2 - ج 18، كتاب الصلاة " باب أدعية الساعات " (ص 521 - س 28) أقول: نقله مسندا
عن ثواب الأعمال باختلاف يسير وقال مشيرا إليه: " المحاسن عن ابن فضال مثله الا انه زادوا والعطف
في جميع الفقرات وفي آخره " الكبير المتعال " ورواه في الكافي عن العدة، عن أحمد بن محمد،
عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن عبد الله بن أعين، عنه عليه السلام مثل الصدوق. " وقال ره، أيضا
في ج 19، كتاب الدعاء، باب فضل التمجيد، ص 18، س 7، بعد نقله عن ثواب الأعمال " سن، ابن
فضال مثله وزاد فيه الواو في جميع الفقرات وفي آخره " الكبير المتعال وفيه أحدا صمدا " أقول:
فذكره من الكافي مع الإشارة إلى ما في تلك الكتب من اختلاف العبارة.
38

عليهما السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: ألا أخبركم بخير أعمالكم
وأزكاها عند مليككم، وارفعها في درجاتكم، وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير
لكم من أن تلقوا عدوكم وتقتلونهم ويقتلونكم؟ - قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: ذكر
الله كثيرا. (1)
33 - ثواب الشغل بذكر الله
43 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه -
السلام، قال: أن الله تبارك وتعالى يقول: من شغل بذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل
ما أعطى من سألني. (2)
34 - ثواب ذكر الله في الملا والخلا
44 - عنه، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال الله تعالى: ابن آدم، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، ابن آدم،
اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم، اذكرني في ملاء أذكرك في ملاء خير من
ملائك. وقال: ما من عبد يذكر الله في ملاء من الناس الا ذكره الله في ملاء من الملائكة. (3)
35 - ثواب ذكر الله في الغافلين
45 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه: ان أمير المؤمنين
عليه السلام، قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الفارين، والمقاتل في الفارين

1 - ج 19، كتاب الدعاء، باب ذكر الله تعالى، ص 3، س 3، أقول: في البحار والوسائل
وبعض نسخ هذا الكتاب الحاضر ذكر هذا الحديث مع الفاء في عبارة تقتلوا ويقتلوا مع اثبات نون
الجمع أو حذفها على أن الفاء للسببية التامة أو للعطف مع اشعار السببية، وفي بعض النسخ الأخرى
للكتاب الحاضر مع الواو واثبات نون الجمع على أن الجملة حالية والكل صحيح يدل انه لا خيرية
في مجرد لقاء العدو دون الجهاد في سبيل الله والذب عن حومة الدين القويم فتدبر.
2 - ج 19، كتاب الدعاء " باب ذكر الله تعالى " (ص 3، س 5)
3 - ج 19، كتاب الدعاء " باب ذكر الله تعالى " (ص 3، س 6)
39

نزله الجنة. (1)
36 - ثواب ذكر الله في الأسواق
46 - عنه، عن علي بن الحكم وعلي بن حديد جميعا، عن سيف بن عميرة، عن
سعد الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها
وحامضها، فليقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله،
اللهم إني أسألك من فضلك، وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم. " (2)
- 47 عنه، عن أبي أيوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي
عبيدة الحذاء، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال في السوق " أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. " كتب الله له ألف ألف حسنة. (3)
48 - عنه، عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: من دخل سوق جماعة أو مسجد أهل نصب فقال مرة واحدة " أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة و
أصيلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وأهل بيته " عدلت
حجة مبرورة. (4)
37 - ثواب ما جاء في " بسم الله الرحمن الرحيم "
49 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن هارون الخطاب

1 - ج 19، كتاب دعاء " ذكر الله تعالى " (ص 3، س 9) لكنه ره نقل بدل " في " في الموضعين
" عن " وبدل " نزله " " نزوله " والصحيح ما نقلناه لورود عين هذا المضمون في اخبار اخر منها
ما نقله عن ثواب الأعمال في ذلك الكتاب (ص 4) الا ان فيه أيضا بدل " نزله " " له " ونقله الشيخ
الحرره، في الوسائل، كتاب الصلاة، في باب استحباب ذكر الله في الغافلين الا ان فيه أيضا مع
" عن " في كلا الموضعين و " له " في موضع " نزله ".
2 - ج 16، " باب الدعاء عند دخول السوق " (ص 37، س 18)
3 - ج 16، " باب الدعاء عند دخول السوق " (ص 37، س 21)
4 - ج 16، " باب الدعاء عند دخول السوق " (ص 37، س 23)
40

التميمي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما نزل كتاب من السماء
الا وأوله " بسم الله الرحمن الرحيم ". (1)
38 - ثواب " بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا
بالله العلي العظيم "
50 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي
جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: " بسم الله الرحمن الرحيم،
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم "، ثلاث مرات كفاه الله تعالى تسعة وتسعين نوعا من
أنواع البلاء أيسرها الخنق. (2)
51 - أحمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن عليه السلام،
قال: من قال: " بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم "، ثلاث مرات
حين يصبح، وثلاث مرات حين يمسى، لم يخف شيطانا ولا سلطانا، ولا جذاما ولا برصا،
قال أبو الحسن عليه السلام: وأنا أقولها مائة مرة. (3)
39 - ثواب " لا حول ولا قوة الا بالله "
52 - عنه، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن عامر بن معقل، عن
أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان آدم عليه السلام شكا إلى ربه حديث
النفس، فقال: أكثر من قول: " لا حول ولا قوة الا بالله ". (4)
53 - وبهذا الاسناد، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان حملة العرش لما
ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله " لا حول ولا قوة الا بالله " فنهضوا به

1 - ج 19، كتاب القرآن، " باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها وفضل البسملة و
تفسيرها " (ص 58، س 23)
2 - ج 19، كتاب الدعاء " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها " (ص 10، س 27)
3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء " ص 490، س 21.
4 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها " ص 10، س 29.
41

وفي رواية محمد بن عمران، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: إذا قال العبد " لا حول ولا قوة الا بالله " فقد فوض أمره إلى الله، وحق على الله أن
يكفيه. وفي رواية هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: إذا قال العبد: " لا
حول ولا قوة الا بالله " قال الله عز وجل للملائكة: استسلم عبدي، اقضوا حاجته. (1)
54 - وعنه، عن عيسى بن جعفر العلوي، عن حفص السدوسي وأحمد بن عبيد،
عن الحسين بن علوان الكلبي، عن جعفر عليه السلام، قال: سألته من تفسير " لا حول ولا
قوة الا بالله " قال: لا يحول بيننا وبين المعاصي الا الله، ولا يقوينا على أداء الطاعة
والفرائض الا الله. (2)
40 - ثواب قول " ما شاء الله "
55 - عنه، قال: حدثني يحيى بن أبي بكر، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: إذا قال العبد: " ما شاء الله، لا حول ولا قوة الا بالله. " قال الله: ملائكتي استسلم
عبدي، أعينوه، أدركوه، اقضوا حاجته. وفي رواية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من
قال " ما شاء الله " الف مرة في دفعة واحدة رزق الحج من عامه، فإن لم يرزق أخر الله
حتى يرزقه. (3)
41 - ثواب قول " لا الله والحمد لله واستغفر الله ولا حول
ولا قوة الا بالله "
56 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ظهرت
عليه النعمة فليكثر ذكر " الحمد لله "، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح

1 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها "، (ص 10 س 30، 31، 33.)
2 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها "، (ص 10 س 34.
3 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها "، (ص 10 س 35، 36.
42

عليه الفقر فليكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله " ينفى الله عنه الفقر. وقال: فقد النبي
صلى الله عليه وآله رجلا من الأنصار، فقال له: ما غيبك عنا؟ - فقال: الفقر، يا رسول الله وطول
السقم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك
الفقر والسقم؟ - قال: بلى، قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: " لا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت
على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك،
ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرا. " قال الرجل: فوالله ما قلته الا ثلاثة أيام حثى
ذهب عني الفقر والسقم. (1)
42 - ثواب قول " سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر "
57 - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لام هاني: من سبح الله مائة مرة كل
يوم كان أفضل ممن ساق مائة بدنة إلى بيت الله الحرام، ومن حمد الله مائة تحميدة، كان
أفضل ممن أعتق مائة رقبة، ومن كبر الله مائة تكبيرة كان أفضل ممن حمل على مائة فرس
في سبيل الله بسروجها ولجمها، ومن هلل الله مائة تهليلة كان أفضل الناس عملا يوم القيامة
الا من قال أفضل من هذا. (2)

1 - ج 19، كتاب الدعاء " باب الكلمات الأربع التي يفزع إليها " (ص 11، س 1) لكن إلى قوله
" ينفى عنه الفقر " ونقله أيضا في موارد أخر منها، باب التحميد وأنواع المحامد، (ص 15، س 8)
ومنها (ص 34 س 9) باب الاستغفار واما الحديث الثاني فقد رواه في ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية
والأذكار عند الصباح والمساء " (ص 490، س 23.)
تنبيه - في ج 21 باب الدعاء لطلب الحج " مع - في رواية قال قال أبو عبد الله عليه السلام:
من قال، وساق حديث المتن إلى آخره. ثم قال سن - عن أبي عبد الله عليه السلام " من قال:
" لا حول ولا قوة إلا بالله " رزقه الله تعالى الحج فإن كان قد قرب اجله أخره الله في اجله حتى يرزقه
الحج " وأظن أن في الرمزين سهوا؟ أو يأتي في موضع آخر من الكتاب.
2 - ج 19، الجزء الثاني، " باب فضل التسبيحات " (ص 6 س 25) وأيضا - ج 18،
كتاب الصلاة، " باب ما ينبغي أن يقرأ كل يوم وليلة " (ص 523 س 26) وقال في الموضع الأخير بعد
نقله: " بيان هذه المثوبات يمكن أن يكون باعتبار التفضل والاستحقاق أي يتفضل الله على المؤمن بمأته
تسبيحة ما يستحقه بسياق مأته بدنة ولا ينافي ذلك أن يتفضل بمائة بدنة أضعاف ذلك، أو باختلاف الأمم
أي يعطى بمائة تسبيحة هذه الأمة أكثر مما يعطى الأمم السابقة بمائة بدنة، أو يقال: الأفضلية بالاعتبار فإن
مأة تسبيحة لها تأثير في كمال الايمان ليس لسياق مأة بدنة ولمأة بدنة أيضا تأثير ليس لمأة
تسبيحة كما يصح أن يقال: لقمة من الخبز أفضل من نهر من ماء، وجرعة من الماء أفضل من ألف من
من الخبز، لأن شيئا منهما لا يقوم مقام الآخر وهذه الأعمال الصالحة للروح بمنزلة الأغذية للبدن
وقد مر تحقيق المقام بوجه أبسط من ذلك "
43

43 - ثواب القول في الاصباح والامساء
58 - وعنه، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن الأنماطي، عن كليمة صاحب
الكلل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال هذا القول إذا أصبح، فمات في ذلك اليوم
دخل الجنة فإن قال: إذا أمسى فمات من ليلته دخل الجنة " اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك
المقربين وحملة العرش المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأن محمدا
عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وفلان وفلان حتى ينتهي إليه أئمتي وأوليائي
على ذلك أحيى وعليه أموت وعليه أبعث يوم القيامة أن شاء الله، وأبرأ من فلان وفلان
وفلان وفلان، أربعة " فإن مات في يومه أو ليلته، دخل الجنة. (1)
59 - عنه، عن أبي يوسف، عن علي بن حسان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه -
السلام، قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: من قال إذا أصبح هذا القول لم
يصبه سوء حتى يمسى، ومن قاله حين يمسى لم يصبه سوء حتى يصبح يقول: " سبحان الله
مع كل شئ حتى لا يكون شئ بعد كل شئ وحده وعدد جميع الأشياء واضعافها
منتهى رضى الله والحمد لله كذلك، ولا اله إلا الله مثل ذلك والله أكبر مثل ذلك. " (2)
44 - ثواب الصلاة
60 - عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: الصلاة عمود الدين مثلها كمثل

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء " (ص 490،
س 27)
2 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء " (ص 490،
س 33)
44

عمود الفسطاط إذا ثبت العمود يثبت الأوتاد والاطناب، وإذا مال العمود وانكسر لم -
يثبت وتد ولا طنب. (1)
45 - ثواب الطهور
61 - عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: بينما أمير المؤمنين عليه السلام قاعد ومعه ابنه محمد
إذ قال: يا محمد ايتني باناء فيه ماء أتوضأ منه للصلاة فأكفأ بيده ثم قال: بسم الله الذي
جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا، ثم استنجى فقال: اللهم حصن فرجى واعفه، و
استر عورتي وحرمني على النار، ثم تمضمض فقال: اللهم لقني حجتي يوم ألقاك، و
أنطق لساني بذكرك، ثم استنشق وقال: اللهم لا تحرمني ريح الجنة واجعلني ممن
يشم ريحها وطيبها. ثم غسل وجهه وقال: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه و
تسود وجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ثم غسل يده اليمنى
فقال: اللهم أعطني كتابي بيميني، والخلد بيساري. ثم غسل يده اليسرى فقال: ألهم
لا تعطني كتابي بيساري، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطعات النيران.
ثم مسح على رأسه، فقال: اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك. ثم مسح على قدميه،
فقال: اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل الاقدام، واجعل سعيي فيما يرضيك عنى. ثم
رفع رأسه إلى محمد، فقال: يا محمد، من توضأ مثل وضوئي، وقال مثل قولي، خلق

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب فضل الصلاة وعقاب تاركها " (ص 9 س 24) و
قال ره، بعد نقله: " توضيح - رواه الشيخ بسند فيه جهالة عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال رسول الله: مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود نفعت الاطناب والأوتاد
والغشاء، وإذا انكسر لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء قال الفيروزآبادي: الطنب بضمتين حبل
طويل يشد به سرادق البيت، أو الوتد والغشاء الغطاء والظاهر أنه شبه الايمان بالخيمة و
الصلاة بعمودها وسائر الأعمال بسائر ما تحتاج إليها لبيان اشتراط الايمان بالاعمال ومزيد
اشتراطه بالصلاة أو أنه (ع) شبه مجموع الأعمال بالخيمة مع جميع ما تحتاج إليها والصلاة بالعمود
لبيان انها العمدة من بينها "
45

الله له من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره فيكتب الله له ثواب ذلك إلى
يوم القيامة. (1)
46 - ثواب من ذكر اسم الله على طهور
62 - عنه، عن محمد بن أبي المثنى، عن محمد بن حسان السلمي، عن محمد
بن جعفر، عن أبيه عليه السلام، قال: من ذكر اسم الله على وضوءه طهر جسده كله، و
من لم يذكر اسم الله على وضوءه طهر من جسده ما أصاب به الماء. وفي رواية ابن مسلم
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يتوضأ الرجل حتى يسمى
ويقول قبل أن يمس الماء: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فإذا
فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله عبده ورسوله
صلى الله عليه وآله فعندها يستحق المغفرة. (2)

1 - قال ره، في ج 18، كتاب الطهارة، باب التسمية والأدعية المستحبة، ص 76،
س 25، بعد نقله من ثواب الأعمال للصدوق ره: " المحاسن عن محمد بن علي بن حسان مثله "
ثم قال بعد تصريحه بكونه مرويا أيضا في فقه الرضا والمقنع وعلل الشرايع: " ولنوضح هذا الخبر
المتكرر في أكثر أصول الأصحاب وهو مع كونه في أكثرها مختلف اختلافا كثيرا " فشرع في
الايضاح وبين فيه اختلافه مع سائر الكتب أيضا كالكافي والفقيه والتهذيب ومصباح الشيخ فصار
بيانا طويلا بحيث لا يسع المقام ذكره فمن اراده فليطلبه من هناك ولكثرة موارد الاختلاف لم -
نشر إليها بل اكتفينا بما وجدناه في نسخ الكتاب،
2 - ج 18، كتاب الطهارة، باب التسمية والأدعية المستحبة عند الوضوء، ص 75 س 14 و 09
أقول: وفيه بدل " أصاب به " " اصابه " ولفظ " به " موجود في جميع النسخ التي عندنا وأيضا
فيه بدل " فعندها " " فعندهما " وليس فيه بعد رسوله " صلى الله عليه وآله " وقال بعد الحديث
الأول: " بيان - لعل المعنى أن مع التسمية له ثواب الغسل، أو انه يغفر له ما عمل بجميع الجوارح
من السيئات والا يغفر له ما عمل بجوارح الوضوء فقط، أو أن الطهارة المعنوية التي تحصل بسبب
الطهارة وتصير سببا لقبول العبادة وكمالها تحصل مع التسمية للجميع ومع عدمها لخصوص أعضاء
الوضوء وهو قريب من الأول ويؤيده خبر ابن مسكان " أقول: خبر ابن مسكان مذكور قبيل ذلك
بهذه العبارة " من ذكر اسم الله على وضوئه فكأنما اغتسل " ونقله عن ثواب الأعمال للصدوق
مسندا.
46

47 - ثواب الطهر على الطهر
63 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابن مسلم، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الوضوء بعد الطهور عشر
حسنات فتطهروا (1).
48 - ثواب من بات على طهر
64 - عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن الحكم بن مسكين، عن محمد بن
كردوس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بات على وضوء بات وفراشه مسجده
فإن تحفف وصلى ثم ذكر الله لم يسأل الله شيئا الا أعطاه. وفي رواية حفض بن غياث
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال من آوى إلى فراشه فذكر أنه على غير طهر وتيمم من
دثار ثيابه كان في الصلاة ما ذكر الله. (2)
49 - ثواب دخول المسجد
65 - عنه، عن محمد بن عيسى الأرمني، عن الحسين بن خالد، عن حماد بن سليمان،
عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله، قال الله تبارك وتعالى: ان بيوتي في الأرض المساجد تضئ لأهل السماء كما تضئ
النجوم لأهل الأرض، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، ألا طوبى لعبد توضأ في بيته
ثم زارني في بيتي، ألا ان على المزور كرامة الزائر، الا بشر المشائين في الظلمات إلى
المساجد بالنور الساطع يوم القيامة. (3)

1 - ج 18، كتاب الطهارة، " باب ثواب اسباغ الوضوء وتجديده " (ص 72، س 36.)
2 - ج 16، باب فضل الطهارة عند النوم، ص 40، س 27، وأيضا ج 18، كتاب
الطهارة، باب ثواب اسباغ الوضوء وتجديده، ص 73، س 31 وفيه آخر الحديث هكذا " فتيمم
من دثاره كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر الله عز وجل. وقال هنا بعد نقل مثل الحديث الأول
عن ثواب الأعمال قبل ذلك " بيان أي يكتب له ما دام نائما ثواب الكون في المسجد أو ثواب الصلاة "
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وآدابها، ص 141، س 5 أقول: في بعض
نسخ الكتاب بدل " بشر " " وبشر " أو " أبشر "
47

50 - باب الاختلاف إلى المساجد
66 عنه، عن الحسن بن الحسين عن يزيد بن هارون، عن العلا بن راشد، عن سعد
بن طريف، عن عمير المأمون رضيع الحسن بن علي عليهما السلام، قال: أتيت الحسين
بن علي عليهما السلام، فقلت له: حدثني عن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية،
آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو
كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، وتركه الذنب خشية أو حياء. وفي رواية
إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أقام في مسجد بعد صلاته
انتظارا للصلاة فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه. (1)
51 - ثواب الاذان
67 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه
السلام، قال: كان طول حائط مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قامة فكان يقول
لبلال إذا أذن: أعل فوق الجدار وارفع صوتك بالاذان، فإن الله عز وجل قد وكل بالاذان
ريحا ترفعه إلى السماء، فإذا سمعته الملائكة قالوا: هذه أصوات أمة محمد بتوحيد الله
فيستغفرون الله لامة محمد حتى يفرغوا من تلك الصلاة.
68 - عنه، عن عبيد بن يحيى بن المغيرة، عن سهل بن سنان، عن سلام المدايني، عن
جابر الجعفي، عن محمد بن علي، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤذن المحتسب

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وآدابها، (ص 138، س 7) أقول
أورد ره، بيانا لمثل الحديث في ذلك الباب (ص 128) ويأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الأذان والإقامة وفضلهما، ص 172، س 22: أقول
أورد ره، توضيحا له ويأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى ومن هذا البيان قوله " وقوله فإن الله
عز وجل قد وكل " لعله مبنى على اشتراط رفع الريح رفع الصوت أو على أنه كلما كان الصوت
أرفع كان رفع الريح إياه أكثر، أو على أنه كان لهذا العمل هذا الفضل العظيم ينبغي أن يكون
الاهتمام به أكثر والاعلان به أشد. "
48

كالشاهر بسيفه في سبيل الله، القاتل بين صفين. وقال: من أذن احتسابا سبع سنين جاء
يوم القيامة ولا ذنب له. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا
بأذان الصلاة. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: يحشر المؤذنون يوم القيامة طوال الأعناق. (1)
52 - ثواب القول عند سماع الاذان
69 - عنه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الحارث البصري، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: من سمع المؤذن يقول: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا
رسول الله، أكتفى بها عمن أبي وجحد، وأعين بها من أقر وشهد " كان له من الاجر مثل
عدد من أنكر وجحد، وعدد من أقر واعترف. (2)

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الأذان والإقامة وفضلهما، (ص 172، س 29) أقول:
وان لم يذكر المجلسي ره، بيانا هنا للحديث ولكن أورد لطوال الأعناق توضيحا في ص 161 من الكتاب
وننقله في آخر هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وأيضا نقل قوله ص " إذا تغولت إلى قوله ص: الصلاة "
في ج 14، باب إبليس وقصصه وبدو خلقه، ص 631، س 13، وقال بعد نقله " بيان - قال الشهيد ره
في الذكرى: في الجعفريات عن النبي " إذا تغولت بكم الغيلان فأذنوا بأذان الصلاة " ورواه العامة وفسره
الهروي بان العرب تقول: ان الغيلان في الفلوات تراءى للناس تتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن
الطريق وتهلكهم، وروى في الحديث " لا غول " وفيه ابطال لكلام العرب فيمكن أن يكون الاذان لدفع
الخيال الذي يحصل في الفلوات وان لم تكن له حقيقة وفي مضمر سليمان الجعفري " سمعته يقول أذن في
بيتك فإنه يطرد الشيطان " ويستحب من اجل الصبيان وهذا يمكن حمله على أذان الصلاة و
في النهاية: فيه " لا غول ولا صفر الغول " أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين وكانت العرب
تزعم أن الغول تتراءى للناس فتتغول تغولا أي تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن
الطريق وتهلكهم فنفاه النبي وأبطله وقيل: قوله: " لا غول " ليس نفيا لعين الغول ووجوده وإنما
فيه ابطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعنى بقوله و " لا غول " انها لا تستطيع
ان تضل أحدا ويشهد له الحديث الاخر " لا غول ولكن السعالى " والسعالى سحرة الجن أي ولكن في
الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان " أي ادفعوا شرها
بذكر الله تعالى وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها. "
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الأذان والإقامة وفضلهما. ص 179، س 32 وقال بعد
نقله " بيان في ثواب الأعمال: وأصدق بها من أقر وشهد الا غفر الله بعدد من أنكر. "
49

53 - ثواب الجلوس بين الأذان والإقامة
70 - عنه، عن أبيه، عن سعد ان بن مسلم العامري، عن إسحاق بن إبراهيم -
الجريري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من جلس بين الأذان والإقامة في المغرب
كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله (1).
54 - ثواب المصلى
71 - وفي رواية ابن القداح، عن جعفر، عن أبيه، قال: قال علي عليه السلام:
للمصلى ثلاث خصال، ملائكة حافين به من قدميه إلى أعنان السماء والبر ينتثر عليه
من رأسه إلى قدمه، وملك عن يمينه وعن يساره، فإن التفت قال الرب تبارك وتعالى:
إلى خير منى تلتفت يا ابن آدم؟ لو يعلم المصلى من يناجى ما انفتل. وفي رواية جابر
عن محمد بن علي قال: إذا استقبل القبلة استقبل الرحمن بوجهه لا اله غيره. (2)
55 - ثواب المصلى للفريضة
72 - عنه، عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبي -

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الأذان والإقامة وفضلهما، ص 172، س 32 وقال بعد
نقله " بيان - قال في النهاية: " فيه وهو يتشحط في دمه أي يتخبط فيه ويضطرب " (انتهى أو يدل على
استحباب الجلوس في خصوص المغرب خلافا للمشهور كما عرفت " أقول: يشير بقوله " كما عرفت "
إلى ما ذكره في ذلك الباب قبل ذلك (ص 169) بعد ايراد حديث من قرب الإسناد في بيان له
قائلا فيه " قال في المنتهى: ويستحب الفصل بين الأذان والإقامة بركعتين أو سجدة أو جلسة أو
خطوة الا المغرب فإنه يفصل بينهما بخطوة أو سكتة أو تسبيحة ذهب إليه علمائنا " أقول فساق كلام
جمع من العلماء إلى أن قال في آخره: " واما استثناء الجلسة في المغرب فسيأتي الفصل الكثير
فيها ولا وجه لاستثنائها "
2 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة " (ص 196، س 5) لكن إلى قوله " ما انفتل "
وقال بعد نقله " بيان - قال الفيروزآبادي " حافين من حول العرش " محدقين بأحفته أي جوانبه
وقال: أعنان السماء نواحيها وعنانها بالكسر ما بدا لك منها إذا نظرتها وقوله (ع) " يغشى " في بعض النسخ
بالشين أي يجعل مغشيا عليه محيطا به، وفي بعضها بالفاء أي ينثر عليه وفي بعضها " ينثر " وهو أظهر
وفي ثواب الأعمال: يتناثر. " أقول - فعلم أن يغشى عليه " يدل من " ينثر عليه " في بعض النسخ:
واما الحديث الثاني ففي ذلك الكتاب في باب فضل الصلاة وعقاب تاركها، ص 9، س 30.
50

عبد الله عليهما السلام، قال: ما من مؤمن يؤدى فريضة من فرائض الله الا كان له عند أداءها
دعوة مستجابة. (1)
56 - ثواب الدعاء بعد الفريضة
73 - عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: من قال بعد الفريضة من الصلاة قبل أن يزول ركبتيه: " اشهد أن لا اله
إلا الله، وحده لا شريك له، الها واحدا أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا " عشر مرات
محا الله عنه أربعين ألف ألف سيئة، وكتب الله له أربعين ألف ألف حسنة، وكان مثل
من قرأ القرآن اثنى عشر مرة، ثم التفت إلي فقال: أما أنا فلا أزول ركبتي حتى
أقولها مائة مرة، وأما أنتم فقولوها عشر مرات. (2)
57 - ثواب المحافظة على الصلاة
74 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: أيما مؤمن حافظ على صلاة الفريضة فصلاها لوقتها فليس
هو من الغافلين، فإن قرأ فيها بمائة آية فهو من الذاكرين. (3)
75 - عنه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عمن ذكره، عن أبي

1 - ج 18، كتاب الصلاة: " باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه "، (ص 412 س 37)
أقول: هذا الحديث مروى في العيون وغيره من الكتب المعتبرة أيضا بأسانيد معتمد عليها.
2 - ج 18، كتاب الصلاة " باب سائر ما يستحب عقيب كل صلاة، " (ص 425 س 1.)
وفيه بدل " الفريضة " " فراغه " أي بعد فراغه من الصلاة، وقال ره، بعد نقله: " بيان - هذا التهليل
مذكور في الكتب ووردت فيه فضائل كثيرة في التعقيب وغيره وسيأتي بعضها، وفي النسخ " ركبتيه "
بالنصب وزال يزول لم يأت متعديا ويمكن ان يقرأ على بناء التفعيل، قال الجوهري: زال الشئ
من مكانه يزول زوالا وأزاله غيره وزوله فانزال، وزلت الشئ من مكانه أزيله زيلا لغة في أزلته. "
3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب الحث على المحافظة على الصلوات " (ص 50
س 31) أقول: قال المجلسي ره، قبل هذا الخبر بعد نقل نظائره في المعنى: " بيان - أكثر تلك الأخبار
ظاهرها ان المراد بها وقت الفضيلة "
51

عبد الله عليه السلام قال: من صلى صلاة فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله، وحق
على الله أن يكرم ضيفه. (1)
58 - ثواب الصلاة في جماعة
76 - عنه، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،
عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من صلى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمة الله، فمن ظلمه
فأنما يظلم الله، ومن حقره فإنما يحقر الله. (2)
59 - ثواب صلاة النوافل
77 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن صالح بن حي، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم
ركوعها وسجودها ثم جلس فأثنى على الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأل الله
حاجته فقد طلب الخير في مظانه ومن طلب الخير في مظانه لم يخب. (3)
60 - ثواب قضاء النوافل
78 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، قال: قال أبو -

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه " (ص 413، س 1)
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 613، س 27 وقال ره، بعد نقله
" بيان - في أكثر نسخ الحديث " ومن حقره " بالحاء المهملة والقاف من التحقير، وفي بعضها بالخاء
المعجمة والفاء من الخفر وهو نقض العهد يعنى لما كان في أمان الله فنقض عهده نقض عهد الله تعالى وهكذا
رواه في الذكرى أيضا ثم قال: وعن النبي صلى الله عليه وآله من صلى الغداة فإنه في ذمة الله فلا يخفرن الله
في ذمته يقال: أخفرته إذا نقضت عهده أي من نقض عهده فإنه ينقض عهد الله عز وجل لأنه بصلاته صار في
ذمة الله وجواره قال في النهاية بعد ذكر الرواية الثانية: خفرت الرجل أجرته وحفظته وخفرته
إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيلا والخفارة بالكسر والضم الذمام وأخفرت الرجل إذا نقضت
عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته وهو المراد بالحديث "
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه، (ص 413، س 15)
وأيضا ج 18، كتاب الصلاة، باب جوامع أحكام النوافل، ص 531 س 31.
52

عبد الله عليه السلام، ان الرب ليعجب ملائكته من العبد من عبادة، يراه يقضى النافلة
فيقول: انظروا إلى عبدي يقضى ما لم أفترض عليه (1).
61 - ثواب صلاة الليل
79 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام، قال: قيام الليل مصحة للبدن، ورضى الرب، وتمسك باخلاق النبيين، و
تعرض للرحمة. وفي رواية يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كذب
من زعم أنه يصلى صلاة الليل وهو يجوع، ان صلاة الليل تضمن رزق النهار. وقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار. (2)
62 - ثواب استغفار الوتر
80 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن حماد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: من قال في آخر الوتر: " أستغفر الله ربي وأتوب إليه " سبعين مرة ودام
على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالاسحار. (3)
63 - ثواب استغفار السحر
81 - عنه، عن عباس بن الفضل، عن إبراهيم بن محمد، عن موسى بن سابق،
عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: ان الله إذا أراد أن يعذب أهل الأرض بعذاب
قال: لولا الذين يتحابون في حلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالاسحار،

1 ج 18، كتاب الصلاة " باب جوامع أحكام النوافل واعدادها " (ص 531، - س 33)
2 - ج 18، كتاب الصلاة " باب فضل صلاة الليل " الخبر الأول في ص 555، س 14،
لكن مع اختلاف يسير. والخبر الثاني في ص 557 س 22، والخبر الثالث سكت عن نقله في
الباب عن هذا الكتاب، لكن نقله عن العلل ص 556 س 10.
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب كيفية صلاة الليل والشفع والوتر، ص 571،
س 4.
53

لأنزلت عذابي. (1)
64 - ثواب اجلال القبلة
82 - عنه، عن أبيه، عن الحراث بن بهرام، عن عمرو بن جميع، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من بال حذاء القبلة ثم ذكر وانحرف عنها اجلالا
للقبلة وتعظيما لها لم يقم من مقعده حتى يغفر له. (2)
65 - ثواب توقير المساجد
83 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه،
عن علي عليهم السلام، قال: من وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا، و
أعطاه كتابه بيمينه. وقال صلى الله عليه وآله: من رد ريقه تعظيما لحق المسجد جعل

1 - ج 15، الجزء الثاني، باب جوامع المكارم وآفاتها، ص 18 س 31. وقال
في ج 18، باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها ص 136: " مجالس الصدوق عن أحمد بن هارون
الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق،
بعن آبائه (ع) ان رسول الله ص قال إن الله وتبارك وتعالى، إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي و
فيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه: يا أهل معصيتي لولا من فيكم
من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين بصلواتهم ارضى ومساجدي، والمستغفرين بالاسحار خوفا
منى، لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي. العلل عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن، هارون
مثله. بيان - قد أوردت مثله بأسانيد جمة في باب صلاة الليل وأبواب المكارم وقوله " بجلالي " في
بعض النسخ بالجيم أي لعظمتي وطاعتي لا للأغراض الدنيوية، وفي بعضها بالحاء المهملة أي
بالمال الحلال " ونقله أيضا في كتاب الصلاة في باب فضل صلاة الليل (ص 557، س 22)
وقال أيضا في ج 18 في باب فضل صلاة الليل، ص 553، س 27 بعد نقله من المجالس أيضا
" مشكاة الأنوار نقلا من كتاب المحاسن عنه ص مرسلا مثله. بيان - المتحابين بجلالي في أكثر
النسخ بالجيم كما في روايات المخالفين أي يتحببون ويتوددون لتذكر جلالي وعظمتي لا للدنيا و
أغراضها، وقال الطيبي: الباء للظرفية أي لأجلي ولوجهي لا للهوى. (انتهى) ولا يخفى ما فيه و
في بعض النسخ بالحاء المهملة أي بما منحتهم من الحلال لا بالحرام " أقول نقله عن ثواب الأعمال في
ج 18. باب فضل المساجد، ص 141.
2 - 18 كتاب الطهارة، باب آداب الخلاء، ص 42، س 5.
54

الله ذلك قوة في بدنه، وكتب له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة. وقال: لا تمر بداء في
جوفه الا أبرأته. (1)
66 - ثواب الصلاة في بيت المقدس
84 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، باسناده، عن علي عليه السلام، قال:
الصلاة في بيت المقدس ألف صلاة. (2)
67 - ثواب بناء المساجد
85 - عنه، عن أبيه عن أحمد بن داود المزني قال: حدثني هاشم الخلال، قال:
دخلت أنا وأبو الصباح الكناني، على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا الصباح،
ما تقول في هذه المساجد التي بنتها الحاج في طريق مكة؟ فقال بخ بخ تيك أفضل -
المساجد، من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة. وفي رواية أبي عبيدة
الحذاء، قال: بينا أنا بين مكة والمدينة أضع الأحجار كما يضع الناس، فقلت له، هذا
من ذلك؟ - قال: نعم. (3)

1 - ج 18 كتاب الصلاة، " باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها " ص 341،
س 042 وقال بعد نقله " بيان - في يب وغيره بهذا السند " من وقر بنخامته المسجد لقى الله يوم القيامة
ضاحكا قد اعطى كتابه بيمينه " وأيضا ج 3، (ص 278، س 31)
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها، ص 141، س 015
3 - ج 18، كتاب الصلاة باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها، ص 140، س 10، أقول
وان لم يورد هنا بيانا الا انه ره قال في ج 14، " باب الدراج والقطار والقبج "، (ص 743، س 17) نقلا
من حياة الحيوان في ضمن تعريفه للقطا: " وروى ابن حيان وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه وابن
ماجة من حديث جابره، ان النبي قال: من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتا
في الجنة مفحص القطاة بفتح الميم موضعها الذي تجثم فيه وتبيض كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه
والفحص البحث والكشف وخصت الفطا بهذا لأنها لا تبيض في شجرة ولا على رأس جبل وإنما تجعل
مجثمها على بسيط الأرض دون تلك الطيور فلذلك شبه به المسجد، ولأنها توصف بالصدق كما تقدم و
كأنه أشار بذلك إلى الاخلاص في بنائه، وقيل إنما شبه بذلك لأن افحوصها يشبه محراب المسجد
في استدارته وتكوينه، وقيل خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل من مخرج الكثير كما خرج مخرج
التحذير بالقليل عن الكثير كقوله ص " لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع
يده " ولان الشارع يضرب المثل في الشئ بما لا يكاد يقع كقوله ص " ولو سرقت فاطمة بنت محمد وهي ع
لا يتوهم عليها السرقة " أقول: وفي آخره كما في حياة الحيوان " وكقوله صلى الله عليه وآله: اسمعوا وأطيعوا
ولو عبدا حبشيا يعنى فأطيعوه وقد ثبت عنه أنه قال: " الأئمة من قريش " وقيل: المراد طاعة من
ولاه الإمام عليكم وإن كان عبدا حبشيا "
55

68 - ثواب مسجد الكوفة وفضله
86 - عنه، عن عمرو بن عثمان الكندي، عن محمد بن زياد، عن هارون بن
خارجة، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: كم بينك وبين مسجد الكوفة؟ يكون
ميلا؟ - قلت: لا، قال: أفتصلي فيه الصلاة كلها؟ - قلت: لا، قال أما أنا لو كنت حاضرا بحضرته
لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من نبي ولا عبد صالح
الا وقد صلى في مسجد الكوفة حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسرى به إلى
السماء قال له جبرئيل: أتدري أين أنت يا محمد؟ أنت الساعة مقابل مسجد كوفان،
قال فاستأذن لي، فأصلى فيه ركعتين، فنزل فصلى فيه، وان مقدمه لروضة من رياض
الجنة، وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة، وان وسطه لروضة من رياض الجنة،
وان مؤخره لروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه بألف صلاة، والنافلة فيه بخمس
مأة صلاة (1)
69 - ثواب من قم مسجدا
87 - عنه، عن محمد بن تسنيم، عن العباس بن عامر، عن ابن بكير، عن سلام
بن غانم، عن أبي عبد الله أو عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله

1 - ج 22، باب فضل الكوفة ومسجده الأعظم واعماله، ص 88، س 34 وقال
بعد نقله " مل ابن الوليد: عن الصفار، عن ابن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن هارون
بن خارجة، عن أبي عبد الله (ع) مثله وزاد في آخره: وان الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة، ولو
علم الناس لاتوه ولو حبوا، بيان - المراد بالميسرة في هذا الخبر ميسرة أصل المسجد وفي الخبر
السابق خارجه المتصل به فإن منازل الخلفاء كانت هناك " أقول يشير به إلى حديث ذكره عن
ثواب الأعمال وفيه " وميسرته مكر، فقلت لأبي بصير ما يعنى بقوله " مكر "،؟ - قال يعنى منازل
الشيطان ".
56

عليه وآله: من قم مسجدا كتب الله له عتق رقبة، ومن أخرج منه ما يقذى عينا
كتب الله له كفلين من رحمته. (1)
70 - ثواب من سرج في مسجد
88 - عنه، عن محمد بن علي، عن إسحاق بن بشير الكاهلي، عن الحكم بن
مسكين، عن رجل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سرج في مسجد من مساجد الله
لم تزل الملائكة وحملة العرش يسبحون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج (2)
71 - ثواب الصلاة في مسجد القبيلة
89 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم -
السلام، قال: الصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة. (3)
72 - ثواب الصلاة في المسجد الأعظم
90 - عنه، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم -
السلام، قال: الصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة. (4)
73 - ثواب الصلاة في مسجد السوق
91 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم -
السلام، قال: الصلاة في مسجد السوق اثنا عشر صلاة. (5)

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها، ص 136،
س 21. وقال بعد نقله " بيان - في القاموس: القذى ما يقع في العين وفي الشراب وقذيت عينه كرضى
وقع فيها القذى وقال الكفل بالكسر الضعف والنصيب والحظ والتقدير بما يقذى عينا أو يذر في العين
كما في الخبر الآخر مبالغة في كنس المساجد وان كانت نظيفة، أو ان لم يستوعب جميعها وكنس
قليلا منها يترتب عليه هذا الثواب "
2 - ج 18، باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها، ص 141، س 13 " ثواب الأعمال
عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن إسحاق بن
يشكر وعن الكاهلي، عن الحكم، عن انس الخ، وذكر مثل ما في المتن ثم قال المحاسن عن محمد
بن علي مثله وفيه مكان عن انس، عن رجل، المقنع مرسلا مثله " وفيه بدل " سرج " أسرج "
3 - و 4 و 5 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل المساجد وآدابها وأحكامها، ص
141، س 16 أقول: نقل هذه الأحاديث عن ثواب الأعمال وفيه " صلاة في المسجد الأعظم مأة
الف صلاة فلذا قال: " المحاسن عن النوفلي مثله وفيه صلاة في المسجد الأعظم مأة صلاة بيان
الظاهر زيادة الألف من الرواة أو النساخ وان كانت موجودة في أكثر النسخ ورواه الشيخ في
يه عن السكوني وفيه أيضا مأة صلاة وروى المفيد في المقنعة أيضا كذلك وعلى تقديره المراد
بالمسجد الأعظم المسجد الحرام وعلى تقدير عدمه المراد به جامع البلد ولعل مسجد المحلة في
زماننا بإزاء مسجد القبيلة والمراد بمسجد السوق ما كان مختصا باهله لاكل مسجد متصل بالسوق
وإن كان جامعا أو أحد المساجد الأربعة أو مسجد قبيلة. " أقول وفيه أيضا هذه الزيادة " و
صلاة الرجل في بيته صلاة واحدة "
57

74 - ثواب فضل يوم الجمعة
92 - عنه، عن عبد الله بن محمد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحسين بن
جعفر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الحور العين يؤذن لهم يوم الجمعة،
فيشرفون على الدنيا، فيلقن أين الذين يخطبونا إلى ربنا؟ (1)
93 - عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن المفضل بن صالح، عن محمد بن علي، قال:
ليلة الجمعة ليلة غراء ويومها يوم أزهر، وليس على الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر
معتقا فيه من النار من يوم الجمعة. (2)
94 - عنه، عن ابن محبوب، رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن
ليدعو فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة. وقال:
من مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر. (3)
75 - باب ثواب العمل يوم الجمعة
95 - أحمد، عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: كان علي
عليه السلام يقول: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فإن فيه ساعات يستجاب

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلتها، ص 745، س 21 وقال بعد
نقل الحديث الأخير " بيان - ليخصه أي ليضاعف له بسبب فضل يوم الجمعة فإن للأوقات الشريفة
مدخلا في استحقاق الفضل والرحمة وقيل: ليسأل يوم الجمعة فيفوز بثواب الدعاء ولا يخفى بعده " أقول:
الحديث الأخير أيضا في ج 3 ص 156 وقال أيضا بعد الثاني: " بيان - الأغر الأبيض من كل شئ والزهرة
بالضم البياض والحسن وهما كنايتان هنا عن كونهما محلين لأنوار رحمته وازهار عبادته ولطفه.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
58

فيها الدعاء والمسألة ما لم تدعوا بقطيعة، أو معصية، أو عقوق، واعلموا أن الخير والشر
يضاعفان يوم الجمعة. (1)
96 - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، أنه سأل أبا -
عبد الله عليه السلام، قال: أخبرنا عن أفضل الأعمال يوم الجمعة، فقال: الصلاة على
محمد وآل محمد مائة مرة بعد العصر، وما زدت فهو أفضل. وفي حديث آخر رواه عبد الله
بن سنان وابن إسماعيل، عن أخيه، عن أحدهما عليهما السلام، قال: إذا صليت يوم الجمعة
فقل: " اللهم صل على محمد وآل محمد، الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك
عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليه وعليهم، وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله و
بركاته " كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، وقضى له بها مائة ألف
حاجة، ورفع له بها مائة ألف درجة. (2)
97 - وعنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه
عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى علي يوم الجمعة ايمانا واحتسابا
استأنف العمل. (3)
98 - وعنه، عن ابن فضال، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال إن الصدقة يوم الجمعة تضاعف، وكان أبو جعفر عليه السلام يتصدق
بدينار. (4)
76 - باب ثواب الصلاة بين الجمعتين
99 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب اعمال يوم الجمعة وآدابه ووظائفه، ص 757
س 25.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الأعمال والدعوات بعد صلاة العصر يوم الجمعة،
ص 792 س 9، أقول: اما الجزء الثاني من الحديث فنقله بعيد ذلك من ثواب الأعمال وأشار بقوله
س 13 " المحاسن عن ابن سيابة وأبى إسماعيل مثله " إليه فعلم أن في ضبط الاسمين اختلافا.
3 - لم أجده في مظانه من البحار فإن أجده أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
4 - ج 18، كتاب الصلاة، باب اعمال يوم الجمعة، ص 757، س 27.
59

عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من صلى ما بين
الجمعتين خمس مائة صلاة فله عند الله ما يتمنى من الخير. (1)
77 - باب من مات يوم الجمعة أو ليلتها
100 - عنه، عن ابن فضال، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: من مات ليلة الجمعة كتب له براءة من عذاب النار، ومن مات
يوم الجمعة أعتق من النار. وقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني أن النبي صلى الله عليه
وآله قال: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر. (2)
78 - ثواب من تولى آل محمد
101 - عنه، عن بكر بن صالح، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: من
سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب فليتول آل محمد، و
ليتبرأ من عدوهم، وليأتم بإمام المؤمنين منهم فإنه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه
بغير حجاب ونظر إلى الله بغير حجاب. (3)

1 ج 18، كتاب الصلاة، باب أعمال يوم الجمعة، ص 760، س 33 وقال بعد الإشارة.
إلى كونه في ثواب الأعمال أيضا " بيان لعل المراد بالصلاة الركعة كما رواه الكليني، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تنفل ما بين الجمعة
من الجمعة إلى الجمعة بخمس مائة ركعة فله عند الله ما شاء الا ان يتمنى محرما "
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها، ص 745، س 28 وأيضا
ج 3، باب أحوال البرزخ والقبر وما يتعلق بذلك، ص 156، س 18، الا أن في هذا المجلد بدل
" ليلة الجمعة " في الموضع الأول " يوم الجمعة " بخلاف ج 18 وجميع ما رأيت من نسخ المحاسن.
3 ج 7، باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم، ص 376، س 21 وقال بعد نقله " بيان -
لعل المراد بنظره إليه تعالى النظر إلى نبينا وأئمتنا صلوات الله عليهم كما ورد في الخبر، أو إلى
رحمته وكرامته، أو هو كناية عن غاية العرفان، وبنظره تعالى إليه لطفه واحسانه وهو مجاز شائع
في القرآن والحديث وكلام العرب فالمراد بقوله ع " بغير حجاب " بغير واسطة. " وقال أيضا في
هذا الكتاب بعد نقل حديث من قرب الإسناد يشتمل على نظر الله إلى البعد ونظر العبد إليه تعالى (ص 368)
" بيان - نظره إلى الله كناية عن غاية المعرفة بحسب طاقته وقابليته ونظر الله إليه كناية عن نهاية اللطف
والرحمة " أقول ذكر مثل هذا البيان فيما سبق من هذا المجلد أيضا (ص 17، س 31) بعد نقل الحديث بعينه.
60

79 - ثواب من مات بغير ولاية ال محمد
102 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن عبيس، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد
الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لو أن عبدا عبد الله ألف عام
ما بين الركن والمقام، ثم ذبح كما يذبح الكبش مظلوما لبعثه الله مع النفر الذين يقتدى
بهم وبهداهم ويسير بسيرتهم، ان جنة فجنة وان نارا فنار. (1)
80 - ثواب من أحب آل محمد
103 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن
عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرى
ينابيع الحكمة على لسانه، وجدد الايمان في قلبه، وجدد له عمل سبعين نبيا وسبعين
صديقا وسبعين شهيدا وعمل سبعين عابدا عبد الله سبعين سنة. (2)
104 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن جماعة، عن بشر بن غالب الأسدي،
قال: حدثني الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال لي: يا بشر بن غالب، من أحبنا
لا يحبنا الا الله، جئنا نحن وهو كهاتين، وقدر بين سبابتيه، ومن أحبنا لا يحبنا الا للدنيا
فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر. (3)
ثواب 81 - مودة آل محمد
105 - عنه، قال: حدثني خلاد المقرى، عن قيس بن الربيع، عن ليث بن أبي -
سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت
دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا. (4)

1 - ج 7، باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية، ص 396، س 32.
أقول: عنوان هذا الباب في غالب ما عندنا من النسخ هنا وفي الفهرس هكذا " ثواب من مات بغير
ولاية آل محمد " فالثواب هنا بمعنى مطلق الجزاء خيرا كان أو شرا كما في اللغة وكما ورد في الآية
" هل ثوب الكفار " وفي بعض النسخ بدل " ثواب " " باب " فلا حاجة إلى هذا التوجيه والتوضيح.
2 و 3 و 4 - ج 7، باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم، ص 376، س 25 و 26 و 28 وقال
بعد قوله " الفاجر " " بيان - أي ينتفع من عدل الإمام في الدنيا "
61

82 - ثواب من استشهد مع آل محمد
106 - عنه، عن إسماعيل بن إسحاق، عن الحسن بن الحسين، عن سعد بن خثيم،
عن محمد بن القاسم، عن زيد بن علي عليهما السلام، قال: من استشهد معنا أهل البيت له
سبع رقوات، قيل: وما سبع رقوات؟ - قال: سبع درجات ويشفع في سبعين من أهل بيته. (1)
83 - ثواب من ذكر آل محمد
107 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك
والاسقام ووسواس الريب، وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى. (2)
84 - ثواب النظر إلى آل محمد
108 - عنه، عن محمد بن علي، عن الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
النظر إلى آل محمد عبادة. (3)
85 - ثواب صلة آل محمد
109 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من
كانت له عند رسول الله يد فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت أيديكم عند
رسول الله صلى الله عليه وآله؟ - فيقولون: كنا نصل أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا
فطوفوا في الناس، فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه في الجنة. وقال
أبو عبد الله عليه السلام: من وصلنا وصل رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن وصل رسول الله
صلى الله عليه وآله فقد وصل الله تبارك وتعالى. (4)

1 - ج 7، باب ثواب من استشهد مع آل محمد عليهم السلام، ص 410، س 19.
2 - ج 1، باب فضل كنابة الحديث وروايته، ص 108، س 10. وأيضا ج 7، باب ثواب
ذكر فضائلهم وصلتهم، ص 329، س 35 وقال بعد نقلة " بيان - الوعك اذى الحمى ووجعها و
مغثها في البدن. " ووسواس الريب " الوساوس النفسانية أو الشيطانية التي توجب الشك "
3 و 4 ج 7، باب ثواب ذكر فضائلهم وصلتهم وادخال السرور عليهم والنظر إليهم ص 329
و 330، س 37 و 1.
62

86 - ثواب من دمعت عينه في آل محمد
110 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بكر بن محمد،
عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من ذكرنا عنده، ففاضت عيناه
ولو مثل جناح الذباب، غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. (1)
87 - ثواب من اصطنع إلى آل محمد يدا
111 - عنه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن
أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة. (2)
88 - ثواب الحج
112 - عنه، عن يحيى بي إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: الحاج حملانه وضمانه على الله، فإذا دخل المسجد الحرام
وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه، فإذا كانت عشية عرفة ضربا على منكبه
الأيمن، ثم يقولان: يا هذا أما ما مضى فقد كفيته، فانظر كيف تكون فيما تستقبل. (3)
89 - ثواب التجهز للحج
113 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه -
السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدما
ولم يضع قدما الا كتب الله له بها حسنة، حتى إذا استقل لم يرفع بعيره خفا ولم يضع
خفا الا كتب الله له بها حسنة، حتى إذا قضى حجه مكث ذا الحجة ومحرما وصفرا يكتب

1 - ج 10، باب ثواب البكاء على مصيبتهم، ص 166، س 4.
2 ج 7، باب ثواب ذكر فضائلهم وصلتهم، ص 330، س 4.
3 - ج 21، باب وجوب الحج وفضله، ص 2، س 15، بهذا السند والمتن لكن
عن الخصال.
63

له الحسنات ولا يكتب عليه السيئات الا أن يأتي بكبيرة. (1)
90 - ثواب النفقة في الحج
114 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن عمرو، عن أبيه، عن أبي
عبد الله عليه السلام، قال: لو كان لاحدكم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله
ما عدل الحج، ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفي ألف درهم في سبيل الله. (2)
91 - ثواب من وصل قريبا بحجة وعمرة أو أشركه
في حجة مع ثواب الاحرام
115 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن المثنى بن راشد الحناط، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ
الله عليه نفسه وأهله، حتى إذا انتهى إلى المكان الذي يحرم فيه، وكل ملكان
يكتبان له أثره ويضربان على منكبه ويقولان: أما ما مضى فقد غفر لك ذلك،
فاستأنف العمل. (3)
92 - ثواب التلبية
116 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير وابن فضال، عن رجال شتى،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لبى في احرامه
سبعين مرة احتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار، وبراءة من النفاق. (4)
93 - ثواب الطواف
117 - عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا، عن علي بن ميمون

1 - ج 21، باب وجوب الحج وفضله، ص 2، س 17 و 19 و 20.
4 - ج 21 " باب علة التلبية وآدابها وأحكامها " (ص 43، س 12) أقول: قال في
آخر الباب: " وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ره نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه
روى عن الباقر عليه السلام: من لبى في احرامه سبعين مرة ايمانا واحتسابا وذكر مثله "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
64

الصائغ، قال: قدم رجل على أبي الحسن عليه السلام، فقال (ع) له: قدمت حاجا؟ - فقال: نعم
فقال: تدرى ما للحاج؟ - قال: قلت: لا، قال: من قدم حاجا وطاف بالبيت وصلى ركعتين،
كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة وشفع في سبعين ألف حاجة
وكتب له عتق سبعين رقبة، كل رقبة عشرة آلاف درهم. (1)
94 - ثواب استلام الركن
118 - عنه، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن محمد بن مسلم
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: استلموا الركن
فإنه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد ويشهد لمن وافاه. (2)
95 - ثواب السعي
119 - عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لرجل من الأنصار: إذا سعيت
بين الصفا والمروة كان لك عند الله أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق
سبعين رقبة مؤمنة. (3)
96 - ثواب الوقوف بعرفات
120 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أما علمت أنه إذا كان
عشية عرفة برز الله في ملائكته إلى سماء الدنيا ثم يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا
غبرا، أرسلت إليهم رسولا من وراء وراء؟، فسألوني ودعوني أشهدكم أنه حق علي أن
أجيبهم اليوم، قد شفعت محسنهم في مسيئهم، وقد تقبلت من محسنهم فأفيضوا مغفورا
لكم، ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين، هذا من هذا الجانب وهذا من هذا الجانب،

1 - ج 21، " باب وجوب الحج وفضله وعقاب تركه " ص 2، س 22)
2 - ج 21، " باب فضل الحجر وعلة استلامه واستلام سائر الأركان " (ص 51، س 21)
3 - ج 21، " باب علل السعي وأحكامه " (ص 54، س 14)
65

فيقولان: " اللهم سلم سلم " فما تكاد ترى من صريع ولا كسير. (1)
97 - ثواب جمع منى
121 - أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا بن محمد،
عن مسعود الطائي، عن عبد الحميد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا اجتمع
الناس بمنى نادى مناد: أيها الجمع لو تعلمون بمن أحللتم لأيقنتم بالمغفرة بعد الخلف ثم
يقول الله تبارك وتعالى: ان عبدا إذا أوسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل أربع لمحروم. (2)
98 - ثواب العتق بعرفة
122 - عنه، عن ابن محبوب، عن شهاب، عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل
أعتق عبده عشية عرفة، قال: يجزى عن العبد حجة الاسلام، يكتب للسيد أجر ثواب
العتق وثواب الحج. (3)
99 - ثواب الإفاضة من منى
123 - عنه، عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام، إذا أفاض الرجل من منى وضع ملك يده بين كتفيه ثم قال له: استأنف. (4)
100 - ثواب المار بالمأزمين
124 - عنه، عن ابن فضال، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من
مر بالمأزمين وليس في قلبه كبر، نظر الله إليه، قلت: ما الكبر؟ - قال: يغمص الناس و
يسفه الحق وقال: وملكان موكلان بالمأزمين يقولان: " رب سلم سلم ". (5)

1 - ج 21 " باب الوقوف بعرفات وفضله وعلله وأحكامه " (ص 59، س 6) أقول: قال
بعد نقله: " ين (وهو رمز لكتاب الحسين بن سعيد الأهوازي) صفوان، عن معاوية بن عمار مثله "
2 - ج 21 " باب وجوب الحج وفضله " (ص 2، س 24) وأيضا " باب نزول منى وعلله،
(ص 63، س 7)
3 - ج 21 " باب حج الصبي والمملوك " (ص 26، س 14.)
4 - ج 21 " باب نزول منى وعلله " (ص 63، س 9)
5 - ج 21 " باب الوقوف بعرفات وفضله " (ص 59، س 13)
66

101 - ثواب رمى الجمار
125 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام
في رمى الجمار قال: له بكل حصاة يرمى بها يحط عنه كبيرة موبقة. (1)
102 - ثواب النحر
126 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن عبد الله، عن فضيل بن
يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام في حديث
له: إذا ذبح الحاج كان فداه من النار. (2)
103 - ثواب العمل يوم النحر.
127 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن إسحاق، عن عباد الدواجني، عن حفص بن
سعيد، عن بشير بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام:
إشهدي ذبح ذبيحتك فإن أول قطرة منها يكفر الله بها كل ذنب عليك، وكل خطيئة
عليك، فسمعه بعض المسلمين فقال: يا رسول الله هذا لأهل بيتك خاصة أم للمسلمين
عامة؟ - قال: ان الله وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحدا منهم وهذا للناس عامة. (3)
104 - ثواب من دخل مكة بسكينة
128 - عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن أبي حمزة، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: من دخل مكة بسكينة غفر الله ذنوبه. (4)
105 - ثواب من دخل الحرم حافيا
129 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن إسماعيل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت
مع أبي عبد الله عليه السلام، مزامله ما بين مكة والمدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل

1 - ج 21، " باب نزول منى وعلله " (ص 63، س 10)
2 و 3 - ج 21، " باب الهدى ووجوبه على المتمتع وسائر الدماء وأحكامها " ص 67، س 1 و 2.
4 - ج 21، " باب آداب دخول الحرم ودخول المسجد الحرام " (ص 44، في حاشية الكتاب)
67

فاغتسل، فأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا: قال أبان: فصنعت مثل ما صنع، فقال:
يا أبان، من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا لله محا الله عنه مائة الف سيئة، وكتب له
مائة ألف حسنة، وقضى له مائة ألف حاجة. (1)
106 - ثواب من دخل مكة وليس في قلبه كبر
130 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: أنظروا إذا هبط الرجل منكم وادى مكة فألبسوا خلقان ثيابكم أو
سمل ثيابكم فإنه لم يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه من الكبر الا غفر له. (2)
107 - ثواب التسبيح بمكة
131 - عنه، عن عمرو بن عثمان وأبي علي الكندي، عن علي بن عبد الله بن
جبلة، عن رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: تسبيح بمكة يعدل خراج العراقين
ينفق في سبيل الله. (3)
108 - ثواب الساجد بمكة
132 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله. (4)
109 - ثواب النائم بمكة
133 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: النائم بمكة
كالمتشحط في البلدان. (5)

1 - ج 21 " باب آداب دخول الحرم " (ص 44، وفيه بدل " مزامله " " من أيلة "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 21 " باب فضل مكة وأسمائها وعللها " (ص 19، س 10 و 11)
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - ج 21 " باب فضل مكة وأسمائها وعللها " (ص 19، س 12)
68

110 - ثواب من ختم القرآن بمكة
134 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه
وآله ويرى منزله من الجنة. (1)
111 - ثواب النظر إلى الكعبة
135 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا خرجتم حجاجا إلى
بيت الله فأكثروا النظر إلى بيت الله، فإن لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام، ستون
للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين،. وفي رواية إسماعيل بن مسلم، عن
جعفر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: النظر إلى الكعبة حبا لها يهدم
الخطايا هدما. (2)
136 - عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه -
السلام من أيسر ما ينظر إلى الكعبة ان يعطيه الله بكل نظرة حسنة ومحا عنه سيئة
ويرفع له درجة. (3)
112 - ثواب معرفة حق الكعبة
137 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا، عن علي
بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى الكعبة فعرف من حقنا وحرمتنا
ما عرف من حقها وحرمتها لم يخرج من مكة الا وقد غفر له ذنوبه وكفاه الله ما أهمه
من أمر دنياه وآخرته. (4)

1 - ج 21 " باب فضل مكة وأسمائها وعللها " (ص 19، س 13)
2 و 3 و 4 - ج 21 " باب الكعبة وكيفية بنائها " (ص 14، س 12 و 30 و 31 و 32) وفيه بدل
" حبا لها " " حيالها " وبدل " محا " " يمحى " وبدل " أهمه " " يمهه "
69

113 - ثواب دخول الكعبة
138 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: كان يقول: الداخل الكعبة يدخل والله عنه راض، ويخرج منها عطلا
من الذنوب. (1)
114 - ثواب من حج ماشيا
139 - عنه، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن عيسى بن سوادة،
عن ابن المنكدر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال ابن عباس: ما ندمت على شئ
ندمى على أن لم أحج ماشيا لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من حج
بيت الله ماشيا كتب الله له سبعة ألف حسنة من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما حسنات
الحرم؟ - قال: حسنة ألف ألف حسنة، وقال: فضل المشاة في الحج كفضل القمر ليلة البدر
على سائر النجوم، وكان الحسين بن علي عليهما السلام يمشى إلى الحج ودابته تقاد
وراءه (2).
115 - ثواب من مات في طريق ملة
140 - عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن زبيدة، عن جميل، عن أبي -
عبد الله قال: من مات بين الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة، أما ان عبد الرحمن بن
الحجاج وأبا عبيدة منهم، (3)
116 - ثواب من خلف حاجا في أهله
141 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: من خلف حاجا في أهله و
ما له كان له كأجره حتى كأنه يستلم الأحجار. (4)

1 - ج 21 " باب دخول الكعبة وآدابه " (ص 87، س 23)
2 - ج، 21 " باب حكم المشي إلى بيت الله وحكم من نذره " (ص 24، س 19)
3 - ج 21 " باب ثواب من مات في الحرم " (ص 91، س 28) مع عدم ذكر " عن زبيدة "
4 - ج 21، " باب من خلف حاجا في أهله " (ص 91، س 32)
70

117 - ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه
142 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسي، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام، يقول: يا معشر من لم يحج
استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم فإن ذلك يجب عليكم لتشاركوهم في الاجر (1).
143 - عنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، رفعه قال: لا يزال على الحاج نور الحج
ما لم يذنب. (2)
118 - ثواب من حج كل سنة ثم تحلف سنة
144 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عبد الله بن جندب، عن بعض رجاله،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا كان الرجل من شأنه الحج في كل سنة ثم تخلف
سنة فلم يخرج قالت الملائكة الذين هم على الأرض للذين هم على الجبال: لقد فقدنا
صوت فلان، فيقولون: اطلبوه، فيطلبونه فلا يصيبونه فيقولون: " اللهم إن كان حبسه دين
فأده عنه أو مرض فاشفه أو فقر فأغنهم أو حبس ففرج عنهم أو فعل بهم فافعل بهم " والناس
يدعون لأنفسهم وهم يدعون لمن تخلف. (3)
119 - ثواب من نوى الحج ثم حرمه
145 - عنه، عن الحجال، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
من أراد الحج فتهيأ له فحرمه فبذنب حرمه. (4)
120 - ثواب من ارتبط محملا للحج
146 - عنه، عن أبي يوسف، عن أبي ابن عمير، عن حسين بن عثمان ومحمد بن
أبي حمزة وغيرهما، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، من اتخذ
محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله. (5)

1 - ج 21 " باب النوادر " (ص 91، س 24 و س 26) وأيضا ص 2، س 21 لكن الحديث
الأخير فقط. أقول: فيه كغالب النسخ مكان " لتشاركوهم " " تشاركوهم "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 21 " باب وجوب الحج وفضله " (ص 2، س 26 و 29 و 30)
4 - ج 21 " باب وجوب الحج وفضله " (ص 2، س 26 و 29 و 30)
5 - ج 21 " باب وجوب الحج وفضله " (ص 2، س 26 و 29 و 30)
71

121 - ثواب من دفن في الحرم
147 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن هارون
بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من دفن في الحرم أمن من
الفزع الأكبر يوم القيامة، قلت من بر الناس وفاجرهم؟ - قال: نعم من بر الناس وفاجرهم. (1)
122 - ثواب الصوم
148 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن هارون بن مسلم قال: حدثني مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام، قال: نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح. (2)
149 - وباسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: ان الله وكل ملائكة بالدعاء للصائمين. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
أخبرني جبرئيل عن ربى أنه قال: ما أمرت أحدا من ملائكتي أن يستغفروا لاحد
من خلقي الا استجبت لهم فيه. (3)
150 - وباسناده، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: ان على كل شئ زكاة وزكاة الأجساد الصيام. (4)
151 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما
من عبد يصبح صائما فيستجير فيقول: انى صائم سلام عليك الا قال الرب تبارك
وتعالى استجار عبدي بالصوم من عبدي أجيروه من ناري وأدخلوه جنتي. (5)
123 - ثواب عمل الحي للميت
152 - عنه، عن أبيه، عن أبان بن عثمان الأحمر التميمي، عن معاوية بن عمار
الدهني، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي شئ يلحق الرجل بعد موته؟ - قال: يلحقه
الحج عنه والصدقة عنه والصوم عنه (6)
ثم كتاب الثواب من المحاسن بمشية الله وعونه، وصلواته على محمد وآله الطاهرين.

1 - ج 21 " باب ثواب من مات في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق " (ص 91، س 29.)
2 و 3 و 4 و 5 - ج 19 " باب فضل الصيام " (ص 64، س 33، ص 65، س 31 و 33) وباب
آداب الصائم، ص 74، س 28. أقول: عبارة " فيستجير " هكذا فيما عندي من نسخ المحاسن
بخلاف البحار فإن فيه مكانها " فيشتم "
6 - ج 17، كتاب الصلاة، باب القضاء عن الميت والصلاة له (ص 678، س 33)
وأيضا ج 3، " باب ما يلحق الرجل بعد موته من الاجر " ص 157، س 13)
72

لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها
أبو جعفر الباقر " ع "
كتاب
عقاب الأعمال
من
المحاسن
لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
73

فهرس كتاب عقاب الأعمال من المحاسن
فيه من الأبواب سبعون بابا
1 - عقاب من تهاون بالوضوء.
2 - عقاب من قرأ خلف إمام يأتم به.
3 - عقاب من تهاون بالصلاة.
4 - عقاب من نظر إلى امرأة وهو في الصلاة.
5 - عقاب من صلى وبه بول أو غائط.
6 - عقاب من أخر صلاة العصر.
7 - عقاب من نام عن العشاء.
8 - عقاب من ترك الجماعة.
9 - عقاب من ترك الجمعة.
10 - عقاب من ترك صلاة الليل.
11 - عقاب من منع الزكاة.
12 - عقاب من ترك الزكاة.
13 - عقاب من ترك الحج.
14 - عقاب من شك في رسول الله صلى الله عليه وآله.
15 - عقاب من شك في علي عليه السلام.
16 - عقاب من أنكر آل محمد صلى الله عليه وآله حقهم وجهل أمرهم.
17 - عقاب من لم يعرف إمامه.
18 - عقاب من أتخذ إمام جور.
19 - عقاب من نكث صفقة الإمام.
30 - عقاب من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله.
21 - عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله أحد.
75

22 - عقاب من نسي القرآن.
23 - عقاب من أتى الله من غير بابه.
24 - عقاب من تهاون بأمر الله.
25 - عقاب من حقر مؤمنا.
26 - عقاب من شبع ومؤمن جائع.
27 - عقاب من اكتسا ومؤمن عارى.
28 - عقاب من مشى في حاجة مؤمن ولم ينصحه.
29 - عقاب من خذل مؤمنا.
30 - عقاب من قال لمؤمن أف.
31 - عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه.
32 - عقاب من طعن في عين مؤمن.
33 - عقاب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره.
34 - عقاب من ربح على المؤمن.
35 - عقاب من حجب المؤمن.
36 - عقاب من منع مؤمنا سكنى داره.
37 - عقاب من بهت مؤمنا.
38 - عقاب من كان المؤمن عنده أقل وثيقة من رهن.
39 - عقاب من روى على مؤمن.
40 - عقاب من أعان على مسلم.
41 - عقاب من اغتيب عنده المؤمن.
42 - عقاب من أذاع فاحشة.
43 - عقاب من تتبع عثرة مؤمن.
44 - عقاب الإذاعة.
45 - عقاب القتل.
46 - عقاب الزاني.
47 - عقاب الزانية.
48 - عقاب ولد الزناء.
49 - عقاب النظر إلى النساء.
50 - عقاب اللواط.
51 - عقاب من أمكن نفسه يؤتى.
76

52 - عقاب اللواتي مع اللواتي.
53 - عقاب القوادة.
54 - عقاب من لا يغار.
55 - عقاب الديوث.
56 - عقاب الذنب.
57 - عقاب المعاصي.
58 - عقاب السيئة.
59 - عقاب الكذب.
60 - عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الأوصياء.
61 - عقاب من حلف بالله كاذبا.
62 - عقاب اليمين الفاجرة.
63 - عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدق.
64 - عقاب من وصف عدلا وعمل بغيره.
65 - عقاب الرياء.
66 - عقاب الكبر.
67 - عقاب العجب.
68 - عقاب الخيلاء.
69 - عقاب الاختيال في المشي.
70 - عقاب شارب الخمر.
77

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - عقاب من تهاون بالوضوء
1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن
عبد الرحمن بن أبي بخران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال، أقعد
رجل من الأحبار في قبره، فقيل له: انا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: لا أطيقها،
فلم يزالوا يقولون حتى انتهى إلى واحدة، فقالوا: ليس منها بد، فقال: فبم تجلدوني؟
قالوا نجلدك لأنك صليت صلاة يوما بغير وضوء، ومررت على ضعيف فلم تنصره، فجلد
جلدة من عذاب الله فامتلى قبره نارا. قال: وأخبرني عبد العظيم، عن عبد الله الهاشمي،
قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا صلاة الا بطهور. (1)
2 - وعنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
ان جل عذاب القبر في البول. (2)

1 - ج 18، كتاب الطهارة " باب علل الوضوء " ص 55، س 34. وقال بعد نقله من
عقاب الأعمال والعلل. أيضا " بيان - في العلل وعقاب الأعمال " رجل من الأخيار " بالخاء
المعجمة والياء المثناة التحتانية وفي المحاسن والفقيه " الأحبار " بالحاء المهملة والباء الموحدة
فعلى الأول المراد كونه خيرا عند الناس أو في سائر أعماله وعلى الثاني علماء اليهود، ويدل
الخبر على حرمة الصلاة بغير وضوء ووجوب نصرة الضعفاء مع القدرة، وعلى سؤال القبر و
عذابه، وأنه يسأل فيه عن بعض الفروع أيضا كما دلت عليه أخبار أخر قد مر الكلام فيه في
المجلد الثالث " وأما الجزء الثاني ففي ص 57، س 2.
2 - ج 18. كتاب الطهارة " باب آداب الخلاء " ص 42، س 7، وأيضا ج 3 " باب أحوال
البرزخ والقبر وعذابه " ص 157، س 10.
78

2 - عقاب من قرأ خلف إمام يأتم به
3 - عنه، عن أبي محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن
مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من قرأ
خلف إمام يأتم به فمات، بعث على غير الفطرة. (1)
3 - عقاب من تهاون بالصلاة
4 - عنه، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن
زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله عز وجل " ومن يكفر بالايمان فقد
حبط عمله " قال: ترك الصلاة الذي أقر به، قلت: فما موضع ترك العمل حين يدعه أجمع؟ -
قال: منه الذي يدع الصلاة متعمدا لا من سكر ولا من علة. (2)
5 - عنه: عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: دخل رجل مسجدا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، فصلى فخفف سجوده
دون ما ينبغي أو دون ما يكون من السجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نقر كنقر
الغراب، لو مات مات على غير دين محمد صلى الله عليه وآله. وفي رواية أبي بصير، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته
ولا يرد علي الحوض لا والله. وفي رواية ابن محبوب رفع الحديث إلى أبي عبد الله عليه
السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفى فيه وأغمى عليه

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب أحكام الجماعة، ص 621، س 30 وقال بعد نقله عن
ثواب الأعمال والسرائر. أيضا " بيان " على غير الفطرة " أي فطرة الاسلام مبالغة ولعله محمول
على الجهرية إذا سمع القراءة ويحتمل شموله للاخفاتية واختلف الأصحاب في هذه المسألة
اختلافا شديدا " أقول: فشرع في ذكر الأقوال وهو طويل فمن اراده فليطلبه من هناك.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة وعقاب تاركها، ص 9، س 30 وقال بعده
" أقول: رواه في الكافي بهذا السند، وبسند آخر أيضا إلى قوله: من ذلك أن يترك من غير
سقم ولا شفل ".
79

ثم أفاق فقال: لا ينال شفاعتي من أخر الصلاة بعد وقتها. (1)
6 - محمد بن علي وغيره، عن ابن فضال، عن المثنى، عن أبي بصير قال: دخلت
على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا -
محمد، لو رأيت أبا عبد الله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال:
أجمعوا إلى كل من كان بيني وبينه قرابة، قالت: فما تركنا أحدا الا جمعناه، قالت:
فنظر إليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة. (2)
7 - عنه، عن محمد بن علي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، قالت: سمعت أبا -
عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا أيها الناس أقيموا
صفوفكم وامسحوا بمناكبكم لئلا يكون فيكم خلل ولا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم
ألا وإني أراكم من خلفي. وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي
عليه السلام: من لم يقم صلبه في الصلاة فلا صلاة له. (3)
8 - وعنه، عن محمد بن علي، عن أبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن
معاوية العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بين
المسلم وبين أن يكفر الا ترك صلاة فريضة متعمدا أو يتهاون بها فلا يصليها. (4)
9 - وعنه، عن الحكم بن مسكين، عن خضر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب آداب الصلاة، ص 194، س 15 وقال بعد تصريحه بكونه
في مجالس الصدوق وثواب الأعمال أيضا " بيان - قال في النهاية: نقرة الغراب تخفيف السجود
وانه لا يمكث فيه الا قدر وضع الغراب منقاره في ما يريد اكله ". وفيه مع نقيصة " فصلى " ومع
بدل " ودون " " أو دون " ومع زيادة " على هذا " بين كلمتي " مات " والجزء الثاني ففي ص
196، س 9، والجزء الثالث ففي باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 32.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 26.
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب أحكام الجماعة، ص 632، س 19، وقال بعد التصريح
بكونه في ثواب الأعمال أيضا " بيان - " وامسحوا بمناكبكم " أي اجعلوها متلاصقة يمسح بعضها
بعضا " والجزء الثاني ففي باب القيام والاستقلال فيه، ص 318، س 3، وقال بعده: " بيان -
لا خلاف في وجوب القيام في الصلاة بين علماء الاسلام ونقل الاجماع عليه أكثرهم " أقول:
وساق كلاما طويلا فمن اراده فليطلبه من هناك.
4 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة وعقاب تاركها، ص 9، س 7 وقال بعله نقله
من ثواب الأعمال أيضا: " بيان - لعل المعنى ان الانسان يكفر بشئ يسير كترك الصلاة أي
ليس بين الاسلام والكفر فاصلة كثيرة تلزم تحقق أمور كثيرة حتى يكفر بل يحصل بترك -
الصلاة أيضا، أو المعنى ان المرتبة المتوسطة بين الايمان والكفر هي ترك الصلاة أي تارك -
الصلاة ليس بمؤمن لاشتراط الأعمال فيه ولا كافر يستحق القتل والخلود بل هو في درجة
متوسطة، وعلى التقديرين لعل ذكره للمثال والاحتمالان جاريان في الخبر الآتي ويؤيد الثاني
ما رواه في الكافي في الصحيح عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يرتكب
الكبيرة من الكبائر فيموت، هل يخرجه ذلك من الاسلام؟ وان عذب كان عذابه كعذاب المشركين
أم له مدة وانقطاع؟ فقال: من ارتكب الكبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك
من الاسلام وعذب أشد العذاب، وإن كان معترفا انه أذنب ومات عليه أخرجه من الايمان ولم -
يخرجه من الاسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول ويؤيد الأول ما سيأتي برواية عبيد بن
زرارة وقد مر وجه الجمع بينهما في كتاب الايمان والكفر "
80

سمعته يقول: إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا يزال مقبلا عليه حتى
يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه. (1)
10 - وعنه، عن أبي عمران الأرمني، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن
هشام الجواليقي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
صلى الفريضة لغير وقتها رفعت له سوداء مظلمة تقول له: " ضيعك الله كما ضيعتني " وأول
ما يسأل العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل عن صلواته، فإن زكت صلاته زكا سائر
عمله وان لم تزك صلاته لم يزك عمله. (2)

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب آداب الصلاة، ص 196، س 3.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 26،
وقال بعده " بيان - أكثر تلك الأخبار ظاهرها ان المراد بها وقت الفضيلة " أقول: نقله من
ثواب الأعمال أيضا وفيه بدل " لم يزك عمله " " لم تزك سائر أعماله " وقال في باب الحث على المحافظة
على الصلوات (ص 52، س 2): اسرار الصلاة عن أبي جعفر (ع) قال: ان أول ما يحاسب به العبد
الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها، ان الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهي
بيضاء مشرقة تقول حفظتني حفظك الله، وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى
صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: " ضيعتني ضيعك الله " بيان " رجعت إلى صاحبها " الرجوع اما
في الآخرة وهو أظهر، أو في الدنيا بعد الثبت في ديوان عمله اما برجوع حاملها من الملائكة أو
الكتاب الذي أثبتت فيه ولا يبعد أن يكون الرجوع والقول استعارة تمثيلية شبه الصلاة الكاملة
وما يعود بها على صاحبها من النفع والبركة بالذي يذهب ويرجع ويقول هذا القول وكذا الصلاة
الناقصة والله يعلم ".
81

11 - عنه، عن البرقي، عن صفوان بن يحيى، عن هارون بن خارجة، عن أبي -
بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الصلاة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها فإذا فرغ
منها قبضها ثم صعد بها فإن كانت مما يقبل قبلت وان كانت مما لا يقبل قيل: ردها على
عبدي فيأتي بها حتى يضرب بها وجهه ثم يقول: أف لك ما يزال لك عمل يعييني.
وفي رواية عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أبصر علي بن
أبي طالب صلوات الله عليه رجلا ينقر بصلاته فقال: منذ كم صليت بهذه الصلاة؟ - فقال له
الرجل: منذ كذا وكذا، فقال: مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر، لو مت مت على غير
ملة أبي القاسم محمد صلوات الله عليه وآله، ثم قال علي عليه السلام: ان أسرق الناس
من سرق صلاته. (1)
12 - وعنه، عن محمد بن علي، عن فضال، عن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن
أبي زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال
الشيطان هائبا لابن آدم ذعرا منه ما صلى الصلوات الخمس لوقتهن. (2)
4 - عقاب من نظر إلى امرأة وهو في الصلاة
13 - عنه، عن إدريس بن الحسن، قال: قال يونس بن عبد الرحمن، قال أبو -
عبد الله عليه السلام: من تأمل خلف امرأة فلا صلاة له. (قال يونس إذا كان في الصلاة.) (3)
5 - عقاب من صلى وبه بول أو غائط
14 - عنه، عن محمد بن علي، عن عيسى بن عبد الله العمرى، عن أبيه، عن جده،
عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: لا يصلي أحدكم

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب آداب الصلاة، ص 202، س 6 مصرحا بكونه في ثواب الأعمال
أيضا واما الجزء الثاني ففي " باب آداب الصلاة " (ص 196، س 10). وفيه بدل " يعييني " " يعنتني "
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب الحث على المحافظة على الصلوات ص 48، س 34. وفي آخره
أيضا " فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم " وقال بعد نقله من مجالس الصدوق أيضا: " بيان - قال
الجوهري: ذعرته أذعره ذعرا أفزعته والاسم الذعر بالضم وقد ذعر فهو مذعور. وفي النهاية " فيه:
" لا يزال الشيطان ذاعرا من المؤمن " أي ذا ذعر وخوف، أو هو فاعل بمعنى مفعول أي مذعور ".
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب ما يجوز فعله في الصلاة وما لا يجوز، ص 211، س
34. وفي بعض النسخ بدل " خلف " " خلق " وقال بعده: " بيان - حمل على نفى الكمال ".
82

وبه أحد العصرين يعنى البول والغائط (1).
15 - وعنه، عن البرقي أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: لا صلاة لحاقن وحاقنة وهو بمنزلة من هو في ثوبه (2).
6 - عقاب من أخر صلاة العصر
16 - عنه، عن أبيه البرقي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن
هارون، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: من ترك صلاة العصر غير ناس لها حتى
تفوته وتره الله أهله وماله يوم القيامة (3).
17 - وعنه، عن محمد بن علي، عن حنان بن سدير، عن أبي سلام العبدي، قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له ما تقول في رجل يؤخر الصلاة متعمدا؟ - قال لي:
يأتي هذا يوم القيامة موتورا أهله وماله، قال: فقلت: جعلت فداك، وإن كان من أهل الجنة؟ - قال
نعم، قلت: فما منزلته في الجنة موتورا أهله وماله؟ - قال يتضيف أهلها ليس له فيها منزل (4).
18 - وعنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي -
بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام، ما خدعوك عن شئ فلا يخدعوك في العصر، صلها
والشمس بيضاء نقية فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الموتور أهله وماله المضيع لصلاة
العصر، قلت: وما الموتور أهله وماله؟ - قال: لا يكون له في الجنة أهل ولا مال، قلت: وما
تضييعها؟ - قال يدعها والله حتى تصفر الشمس وتغيب. (5)

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب من لا تقبل صلاته وما نهى عنه في الصلاة، ص 316،
س 14، قائلا بعد نقله من معاني الأخبار أيضا: " بيان - في المعاني " العقدين " بدل " العصرين "
أي ما يعقده في بطنه ويحبسه، وما في المحاسن أظهر، قال الفيروزآبادي: العصر الحبس وفي -
الحديث " أمر بلالا ان يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم، أراد قاضى الحاجة ".
2 - نقله بعد بيان الخبر الذي سبق ذكره بلا فاصلة وقال بعد نقله: " توضيح -
الخبر محمول على المبالغة في نفى الفضل والكمال، قال في المنتهى بعد ايراد هذه الصحيحة:
المراد بذلك نفى الكمال لا الصحة، ثم نقل الاجماع على أنه ان صلى كذلك صحت صلاته،
ونقل عن مالك وبعض العامة القول بالإعادة " أقول: في ما عندنا من نسخ المحاسن بدل " ثوبه "
" نومه " بخلاف البحار فإن فيه كما في المتن.
3 و 4 و 5 - ج 18، كتاب الصلاة " باب وقت فريضة الظهرين ونافلتهما " (ص
53، س 8 و س 5) ونقل الأول والثاني من ثواب الأعمال أيضا وقال بعد نقل الثاني: " بيان -
قال في القاموس: ضفته أضيفه ضيفا وضيافة بالكسر نزلت عليه ضيفا كتضيفته " وقال ره، أيضا
قبيل ذلك (ص 52، س 35). بعد نقل حديث عن العلل يقرب مضمونه من الحديث الثالث:
" بيان - الظاهر أن الوا وبمعنى أو كما في الفقيه وروى نحوه محيى السنة من محدثي العامة و
نقل عن الخطائي: ان معنى وتر نقص وسلب فبقي وترا بلا أهل ولا مال، يريد فليكن حذره من
فوتها كحذره من ذهابهما، وقيل: الوتر أصله الجناية فشبه ما يلحق هذا الذي يفوته العصر بما يلحق
الموتور من قتل حميمه أو اخذ ماله.
83

7 - عقاب من نام عن العشاء
19 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن
موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ملك موكل يقول: من نام عن
العشاء إلى نصف الليل فلا أنام الله عينيه (1).
8 - عقاب من ترك الجماعة
20 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: اشترط رسول الله صلى الله عليه وآله على جيران المسجد شهود الصلاة وقال لينتهين
أقوام لا يشهدون الصلاة أو لآمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتي و
هو علي (عليه السلام) فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لا يأتون الصلاة (2).
21 - عنه، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: صلى
رسول الله صلى الله عليه وآله الفجر فلما انصرف أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن
أناس هل حضروا الصلاة؟ - قالوا: لا يا رسول الله، قال: أغيب هم؟ - قالوا لا يا رسول الله؟ -
فقال: أما انه ليس من صلاة أشد على المنافقين من هذه الصلاة والعشاء. وفي رواية
زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين
من غير علة فلا صلاة له. وفي رواية محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام،

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب وقت العشائين، ص 60، س 7.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 612، س 35. أقول:
حرف المحاسن هنا في النسخ المطبوعة من البحار " بالمجالس " فلا تغفل ونقل هذا الحديث أيضا
من المجالس وثواب الأعمال كتالييه لكن مع اختلاف يسير في بعض العبارات.
84

قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الايمان من عنقه. وفي رواية أبي بصير،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سمع النداء من جيران المسجد فلم يجب
فلا صلاة له (1).
9 - عقاب من ترك الجمعة
22 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير ومحمد
بن مسلم، قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقول: من ترك الجمعة ثلاثا متوالية
بغير علة طبع الله على قلبه (2).
23 - عنه، عن أبي محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز وفضيل، عن زرارة،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: صلاة الجمعة فريضة، والاجتماع إليها فريضة مع الإمام،
فإن ترك من غير علة ثلاث جمع متوالية ترك ثلاث فرائض، ولا يدع ثلاث فرائض من
غير علة الا منافق (3).

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 613، س 2 و 21 و 32
و 33. أقول: قال: بعد قوله " من عنقه ": " بيان - الظاهر أن المراد هنا ترك إمام الحق وان أمكن
شموله لترك الجماعة أيضا " ونقل الجزء الأول والثاني من ثواب الأعمال ومجالس الصدوق أيضا
كما في المتن.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب وجوب صلاة الجمعة وفضلها، س 724، س 19 وقال
بعد نقله: " بيان - هذا الخبر مع صحته يدل على عموم وجوب الجمعة في جميع الأزمان لعموم
كلمة " من " وفيه من المبالغة والتأكيد ما لا يخفى إذ الطبع والختم مما شاع استعماله في الكتاب
والسنة في الكفار والمنافقين الذين لامتناعهم من قبول الحق وتعصبهم في الباطل كأنه ختم على
قلوبهم فلا يمكن دخول الحق فيه، أو هو بمعنى الرين الذي يعلو المرآة والسيف أي لا ينطبع
في قلوبهم صورة الحق كما قال تعالى: " بل طبع الله عليها بكفرهم " وقال سبحانه " بل ران على
قلوبهم ما كانوا يكسبون " والتخصيص بالثلاثة لترتب ما يشبه الكفر لا ينافي كون الترك مرة
واحدة معصية، وظاهر أن المواظبة على المكروهات لا يصير سببا لمثل هذا التهديد البليغ ".
3 - ج 18، كتاب الصلاة، باب وجوب صلاة الجمعة وفضلها، ص 722، س 32 ونقله
من ثواب الأعمال أيضا مع زيادة وهي " وقال (ع): من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين
من غير علة فلا صلاة له " وقال بعد نقله: " بيان - هذا الحديث الصحيح صريح في وجوب الجمعة
وباطلاقه بل عمومه شامل لزمان الغيبة ومعلوم ان الظاهر من الإمام في مثل هذا المقام إمام الجماعة
وقد عرفت انه لا معنى لاخذ الإمام أو نائبه في حقيقة الجمعة، والعهد إنما يعقل الحمل عليه إذا ثبت
عهد ودلت عليه قرينة وههنا مفقود، وحمل مثل هذا التهديد العظيم على الكراهة أو ترك -
المستحب في غاية البعد، ولا يحمل عليه الا مع معارض قوى وههنا غير معلوم كما ستعرف ".
85

10 - عقاب من ترك صلاة الليل
24 - عنه، عن الوشاء، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه
السلام، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد الا وهو يتيقظ مرة أو مرتين في -
الليل أو مرارا، فإن قام والا فحج الشيطان فبال في أذنه، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذلك
قام ثقيلا وكسلان (1).
25 - عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن خضر أبي هاشم، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: ان لليل شيطانا يقال له الزهاء فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى
الصلاة قال له: ليست ساعتك، ثم يستيقظ مرة أخرى، فيقول له: لم يأن لك، فما يزال
كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر بال في اذنه ثم انصاع يمصع
بذنبه فخرا ويصيح (2).

1 - ج 18، كتاب الصلاة، باب أصناف الناس في القيام عن فرشهم، ص 561، س 1
وقال بعد نقله: " بيان - قال في النهاية: فيه " بال قائما فحج رجليه " أي فرقهما وباعد ما بينهما و
الفحج تباعد ما بين الفخذين، وقال: فيه " من نام حتى أصبح فقد بال الشيطان في اذنه " قيل معناه
سخر منه وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله قال الشاعر: " بال سهيل في الفضيخ ففسد " أي لما كان
الفضيخ يفسد بطلوع سهيل كان ظهوره عليه مفسدا له، وفي حديث آخر عن الحسن مرسلا " ان النبي
صلى الله عليه وآله قال: فإذا نام شغر الشيطان برجله فبال في اذنه " وحديث ابن مسعود " كفى بالرجل شرا ان يبول
الشيطان في اذنه " وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل انتهى وقيل: تمثيل لتثاقل نومه وعدم تنبهه
بصوت المؤذن بحال من بيل في اذنه وفسد حسه، وقال القاضي عياض: " لا يبعد كونه على ظاهره وخص
الاذن لأنها حاسة الانتباه انتهى وقال الشيخ البهائي: الفحج بالحاء المهمة والجيم نوع من المشي
ردى وهو ان يتقارب صدر القدمين ويتباعد العقبان وهو كناية عن سوء الجيئة وردائتها كما أن
البول في الاذن كناية عن تلاعب الشيطان انتهى وما ذكرناه أولا انسب ".
2 - ج 18، كتاب الصلاة، باب أصناف الناس في القيام عن فرشهم ص 561، س 13
وقال بعد نقله: " روضة الواعظين - عن الباقر والصادق عليهما السلام مثل الخبرين (يريد به
هذا الخبر وما سبقه بلا فصل) بيان - قال الفيروزآبادي: انصاع انفتل راجعا مسرعا، وقال:
مصعت الدابة بذنبها حركته وضربت به ".
86

11 - عقاب من منع الزكاة
26 - عنه، عن أبيه البرقي، عن خلف بن حماد، عن حريز، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام، ما من ذي مال، ذهب ولا فضة، يمنع زكاة ماله الا حبسه الله يوم القيامة بقاع
قفر، وسلط عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى أنه لا تتخلص منه أمكنه
من يده فقضمها كما يقضم الفجل ثم يصير طوقا في عنقه وذلك قول الله عز وجل
" سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " وما من ذي مال، إبل أو بقر أو غنم، يمنع زكاة ماله الا
حبسه الله يوم القيامة بقاع قفر تطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها،
وما من ذي مال، نخل، أو كرم، أو زرع، يمنع زكاتها الا طوقه الله ريعة أرضه إلى سبع
أرضين يوم القيامة (1).
27 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن داود، عن أخيه عبد الله، قال: بعثني
انسان إلى أبي عبد الله عليه السلام زعم أنه يفزع في منامه من امرأة تأتيه قال: فصحت
حتى سمع الجيران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اذهب فقل: انك لا تؤدى الزكاة، قال: بلى،
والله انى لأؤديها فقال: قل له: ان كنت تؤديها لا تؤديها إلى أهلها في حديث له. وفي رواية
أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت
وهو قول الله تبارك وتعالى " رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " (2).
28 - عنه، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن
مالك بن عطية، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دمان في الاسلام حلال
لا يقضى فيهما أحد بحكم الله حتى يقوم قائمنا، الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة
يضرب عنقه. وفي رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من منع قيراطا من الزكاة
فليمت ان شاء يهوديا أو نصرانيا. وقال أبو عبد الله عليه السلام: من منع الزكاة في حياته

1 - ج 20، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة وفضلها وعقاب تركها، ص 6، س
11، ونقله عن المعاني وثواب الأعمال أيضا وفيه بدل " قفر " " قرقر " أقول: أورد بيانا ذكر فيه
معنى القاع والقرقر ثم قال: " ويروى " بقاع قفر " ويروى " بقاع قرق " ثم أشار إلى معنييهما.
2 - ج 20، " باب وجوب الزكاة وفضلها وعقاب تاركها " (ص 7، س 13).
87

طلب الكرة بعد موته (1).
29 - عنه، عن البرقي، عن بعض أصحابه، قال: من منع قيراطا من الزكاة فما
هو بمسلم ولا بمؤمن. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما ضاع مال في بر ولا بحر الا من منع
الزكاة. وقال: إذا قام القائم أخذ مانع الزكاة فضرب عنقه (2).
12 - عقاب من ترك الزكاة
30 - عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله السلام، قال: تارك الزكاة وقد وجبت له كمانعها وقد وجبت عليه. (3)
13 - عقاب من ترك الحج
31 - عنه، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن الحسين بن أبي العلا،
عن ذريح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: من مات ولم يحج حجة السلام
ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق معه الحج، أو سلطان يمنعه، فليمت
يهوديا أو نصرانيا، وفي حديث ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان في
وصية علي عليه السلام " لا تدعوا حج بيت ربكم فتهلكوا " وقال: من ترك الحج لحاجة من
حوائج الدنيا لم تقض حتى ينظر إلى المحلقين (4).
32 - عنه، عن ابن أبي محمد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله،
عن أبيه عليهما السلام ان النبي صلى الله عليه وآله حمل جهازه على راحلته وقال: هذه
حجة لا رياء فيها ولا سمعة، ثم قال: من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله
منه الحج (5).

1 - ج 20 " باب وجوب الزكاة وفضلها وعقاب تاركها " (ص 7، س 3 و 2 و 5)
2 - ج 20 " باب وجوب الزكاة وفضلها وعقاب تاركها " (ص 7، س 3 و 2 و 5)
3 - ج 20، " باب أصناف مستحقي الزكاة وأحكامهم " (ص 18، س 21).
4 - ج 21، " باب وجوب الحج وفضله وعقاب تركه " (ص 4، س 34).
5 - ج 21، " باب آداب التهيأ للحج " (ص 27، س 22). أقول: في بعض نسخ المحاسن
بدل " علم " " عمل " ولم يذكر في النسخة المطبوعة من البحار هنا رمز الكتاب.
88

14 - عقاب من شك في رسول الله صلى الله عليه وآله
33 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: من شك في الله وفي رسوله فهو كافر (1).
15 - عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السلام
34 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم
الحضرمي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
ان الله عز وجل جعل عليا علما بينه وبين خلقه ليس بينه وبينهم علم غيره، فمن تبعه كان
مؤمنا، ومن جحده كان كافرا، ومن شك فيه كان مشركا (2).
35 - عنه، عن محمد بن حسان السلمى، عن محمد بن جعفر، عن أبيه، قال: علي
عليه السلام باب الهدى، من خالفه كان كافرا، ومن أنكره دخل النار. وفي رواية أبي حمزة،
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التاركون ولاية
علي، المنكرون لفضله، والمظاهرون أعداءه، خارجون عن الاسلام، من مات منهم على
ذلك (3).
36 - عنه، عن أبن عمر الأرمني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن
الحسين بن أبي العلا، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو جحد أمير المؤمنين
عليه السلام جميع من في الأرض لعذبهم الله جميعا وأدخلهم النار (4).
37 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، قال: أخبرني أبي، عن إسحاق بن جرير البجلي،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: جائني ابن عمك كأنه أعرابي مجنون، عليه ازار وطيلسان
ونعلاه في يده، فقال لي: ان قوما يقولون فيك، فقلت له: ألست عربيا؟ - قال: بلى، فقلت: ان -

1 - ج 15، الجزء الثالث " باب الشك في الدين والوسوسة " (ص 12، س 36 و 37)
2 - ج 15، الجزء الثالث " باب الشك في الدين والوسوسة " (ص 12، س 36 و 37)
3 - ج 15، الجزء الثالث " باب كفر المخالفين والنصاب " (ص 13، س 28 و 33) و
أيضا ج 9، " باب حبه وبغضه صلوات الله عليه " (ص 414، س 20) لكن الحديث الأخير فقط.
4 - ج 15، الجزء الثالث " باب كفر المخالفين والنصاب " (ص 13، س 31).
89

العرب لا تبغض عليا عليه السلام، ثم قلت له: لعلك ممن يكذب بالحوض؟ أما والله لئن أبغضته
ثم وردت عليه الحوض لتموتن عطشا (1).
38 - عنه، عن محمد بن حسان السلمى، عن محمد بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام،
قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا محمد، السلام
يقرءك السلام ويقول: " خلقت السماوات السبع وما فيهن، والأرضين السبع وما عليهن، وما
خلقت خلقا أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات والأرضين
ثم لقيني جاحدا لولاية علي لأكببته في سقر " (2).
16 - عقاب من أنكر آل محمد عليهم السلام حقهم وجهل أمرهم
39 - عنه، عن محمد بن علي، عن الفضل بن صالح الأسدي، عن محمد بن مروان،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أبغضنا أهل البيت
بعثه الله يهوديا، قيل: يا رسول الله وان شهد الشهادتين؟ - قال: نعم، إنما احتجب بهاتين الكلمتين
عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا،
قيل: وكيف يا رسول الله؟ - قال: ان أدرك الدجال آمن به (3).
40 - عنه، عن الوشاء، عن كرام الخثعمي عن أبي الصامت، عن معلى بن خنيس،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معلى لو أن عبدا عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام
يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرما جاهلا
لحقنا لم يكن له ثواب (4).
41 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكارى،

1 - ج 9، " باب حبه وبغضه صلوات الله عليه " (ص 407، س 22).
2 و 3 - ج 15، الجزء الثالث " باب كفر المخالفين والنصاب " (ص 13، س 30 و 33).
4 - ج 7 " باب انه لا تقبل الأعمال الا بالولاية "، ص 396، س 6، وقال بعد نقله من
ثواب الأعمال أيضا " بيان - التراقي العظام المتصلة بالحلق من الصدر، والتقاؤها كناية عن
نهاية الذبول والدقة والتجفف "
90

عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أصبح عدونا
على شفا حفرة من النار وكان شفا حفرة قد انهارت به في نار جهنم فتعسا لأهل النار
مثواهم، ان الله عز وجل: " يقول بئس مثوى المتكبرين " وما من أحد نقص عن حبنا لخير
يجعله الله عنده (1).
42 - عنه، عن ابن فضال، عن المثنى، عن إسماعيل الجعفري، قال: سمعت أبا -
عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يبغضنا أحد الا بعثه الله
يوم القيامة أجذم (2).
43 - عن محمد بن علي، عن ابن أبي نجران، عن عاصم، عن أبي حمزة، قال: قال
لنا علي بن الحسين عليهما السلام: اي البقاع أفضل؟ - فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم،
فقال: ان أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه،
ألف سنة الا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ولقى الله بغير
ولايتنا لم ينفعه شيئا (3).
44 - عنه، عن محمد بن علي وعلي عبد الله، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن
خالد، عن ميسر، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام، وفي الفسطاط نحو من خمسين
رجلا فجلس بعد سكوت منا طويل فقال: ما لكم ترون أني نبي الله؟ لا والله ما أنا كذلك
ولكن لي قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وولادة، فمن وصلها وصله الله، ومن
أحبها أحبه الله، ومن حرمها حرمه الله، أتدرون اي البقاع أفضل عند الله منزلة، فلم يتكلم

1 - ج 7 " باب ذم مبغضهم " (ص 409، س 18) وقال بعد نقله " بيان - " مثواهم "
أي في مثواهم، أو بدل اشتمال لأهل النار " وفيه بدل " نقص " " يقصر " وبدل " يجعله " " جعله "
2 - ج 7 باب ذم مبغضهم وانه كافر حلال الدم " ص 408، س 37 وقال بعد نقله
من ثواب الأعمال أيضا: " بيان - قوله (ع) " أجذم " أي مقطوع اليد، أو متهافت الأطراف من الجذام،
أو مقطوع الحجة وسيأتي مزيد توضيح له " أقول: سينقل مزيد توضيع منه له في هذا الكتاب
في ذيل ص 94 و 95.
3 - ج 7 " باب انه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " ص 395، س 12 ونقله من امالي
ابن الشيخ وثواب الأعمال أيضا.
91

منا أحد وكان هو الراد على نفسه فقال: ذاك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما
وعجل بيته فيها، ثم قال: أتدرون اي بقعة في مكة أفضل عند الله حرمة؟ فلم يتكلم منا
أحد، فكان هو الراد على نفسه فقال: ذاك المسجد الحرام، ثم قال: أتدرون أي البقعة في -
المسجد الحرام أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم منا أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال:
ذاك بين الركن والحجر الأسود وذلك باب الكعبة، وذلك حطيم إسماعيل، الذي كان
يزود فيه غنيماته ويصلي فيه، والله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قائم الليل مصليا
حتى يجيئه النهار، وصائم النهار حتى يجيئه الليل، ثم لم يعرف لنا حقنا وحرمتنا أهل البيت
لم يقبل الله منه شيئا أبدا (1).
17 - عقاب من لم يعرف إمامه
45 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن رجل، عن أبي المعزا، عن ذريح، عن أبي -
حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: منا الإمام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا
أو نصرانيا، والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم الا وفيها إمام يهتدى به إلى الله حجة
على العباد، من تركه هلك، ومن لزمه نجا حقا على الله (2).
46 - عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله وكان مرضيا، عن محمد بن عمر، عن حماد بن
عثمان، عن عيسى بن السري أبي اليسع، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال أبو عبد الله عليه السلام:
أحوج ما يكون العبد إلى معرفته إذا بلغ نفسه هذه، (وأشار إلى صدره يقول:) لقد كنت
على أمر حسن (3).
47 - عنه، عن محمد بن علي بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه بلا -
إمام عادل من الله، فإن سعيه غير مقبول وهو ضال متحير، ومثله كمثل شاة لا راعى لها

1 - ج 7، " باب انه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 396، س 15) مع اختلاف يسير.
2 و 3 - " باب وجوب معرفة الإمام " ص 18، س 28 و س 24، وقال بعد نقل الخبر الثاني:
" بيان - " أحوج " مبتدأ مضاف إلى " ما " وهي مصدرية و " تكون " تامة ونسبة الحاجة إلى المصدر
مجاز والمقصود نسبتها إلى فاعل المصدر باعتبار بعض أحوال وجوده و " إلى معرفة " متعلق
بأحوج و " إذا " ظرف وهو خبر " أحوج ".
92

ضلت عن راعيها وقطيعها فتاهت ذاهبة وجائية يومها، فلما أن جنها الليل بصرت بقطيع
غنم مع راعيها فجاءت إليها فباتت معها في ربضتها متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت
بسرح قطيع غنم آخر فعمدت نحوه وحنت إليها فصاح بها الراعي الحقي بقطيعك فإنك
تائهة متحيرة قد ضللت عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيرة لا راعى لها يرشدها
إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وهكذا يا محمد بن مسلم
من أصبح من هذه الأمة ولا إمام له من الله عادل أصبح تائها متحيرا، ان مات على حاله
تلك مات ميتة كفر ونفاق واعلم يا محمد أن أئمة الحق وأتباعهم على دين الله إلى
آخره (1).
18 - عقاب من اتخذ إماما من الله إمام جور
48 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن
محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان أئمة الجور وأتباعهم
لمعزولون عن دين الله والحق، قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها " كرماد اشتدت به الريح
في يوم عاصف لا يقدرون على شئ مما كسبوا ذلك هو الضلال البعيد " (2).
49 - عنه، عن أبيه، عن القاسم الجوهري، عن الحسين بن أبي العلا، عن العزرمي،
عن أبيه، رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أم قوما وفيهم أعلم منه
أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة (3).

1 - ج 7 " باب وجوب معرفة الإمام وانه لا يعذر الناس بترك الولاية " (ص 18، س 32)
2 - ج 7 " باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق " ص 209 (س 5)
3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب أحكام الجماعة " (ص 629، س 37) وقال بعد
نقله من ثواب الأعمال والعلل والسرائر أيضا: " بيان - قوله " أوافقه " الترديد من الراوي وهذا
الخبر أيضا (يشير به إلى احتمال ذكره فيما سبق) يحتمل الإمامتين وعلى أحد الوجهين فيه حث عظيم
على تقديم الا علم، قال في الذكرى: قول ابن أبي عقيل بمنع إمامة المفضول بالفاضل ومنع إمامة
الجاهل بالعالم، ان أراد به الكراهية فحسن، وان أراد به التحريم أمكن استناده إلى أن ذلك يقبح عقلا
وهو الذي اعتمد عليه محققوا الأصوليين في الإمامة الكبرى ولقول الله جل اسمه " أفمن يهدى إلى الحق
أحق ان يتبع أمن لا يهدى فما لكم كيف تحكمون " ولخبر أبي ذر وغيره، ثم قال: واعتبر ابن
الجنيد في ذلك الاذن، ويمكن حمل كلام ابن أبي عقيل عليه، والخبران يحملان على ايثار المفضول
من حيث هو مفضول ولا ريب في قبحه ولا يلزم من عدم جواز ايثاره عليه عدم جواز أصل إمامته
وخصوصا مع اذن الفاضل واختياره " أقول: وفيه بدل " في سفال " " إلى سفال "
93

50 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن مسلم،
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أربع من قواصم الظهر، منها إمام يعصى الله و
يطاع أمره (1).
51 - عنه، عن أبي محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال الله تبارك وتعالى: " لأعذبن كل رعية في الاسلام أطاعت
إماما جائرا ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولأعفون عن كل رعية في
الاسلام أطاعت إماما هاديا من الله، وان كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة (2)
19 - عقاب من نكث صفقة الإمام
52 - عنه، عن عبد الله بن علي العمري، عن علي بن الحسن، عن علي بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر، عن علي عليهم السلام، قال: ثلاث موبقات، نكث الصفقة، وترك
السنة، وفراق الجماعة. قال أبو عبد الله عليه السلام: من نكث صفقة الإمام جاء إلى الله
أجذم (3).

1 - ج 7 " باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق " (ص 209، س 7، 5)
2 - ج 7 " باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق " (ص 209، س 7، 5)
3 - ج 1 " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " الخبر الأول في ص 151
(س 35) وقال بعد نقله: " بيان - نكث الصفقة نقض البيعة وإنما سميت البيعة صفقة لأن المتبايعين
يضع أحدهما يده في يد الآخر عندها " واما الخبر الثاني فنقله في ص 152، س 7، مع هذه الزيادة قبله:
" ابن فضال عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال من خلع جماعة المسلمين
قدر شبر خلع ربق الاسلام من عنقه " وقال بعده: " بيان - الخلع هنا مجاز كأنه شبه جماعة المسلمين
عند كونه بينهم بثوب شمله والمراد المفارقة، ويحتمل أن يكون أصله " فارق " فصحف كما في الكافي
وورد كذلك في اخبار العامة أيضا قال الجزري: فيه " من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الاسلام
من عنقه " مفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدعة و " الربقة " في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق
البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للاسلام يعنى ما يشد المسلم به نفسه من عرى الاسلام أو حدوده وأحكامه
وأوامره ونواهيه، ويجمع الريقة على ربق مثل كسرة وكسر ويقال للحبل الذي فيه الربقة ربق وتجمع
على رباق وارباق وقال فيه: من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة وهو أجذم " أي مقطوع اليد من
الجذام أي القطع ومنه حديث علي (ع) " من نكث بيعته لقى الله وهو أجذم ليست له يد " قال القتيبي: الأجذم
ههنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها وليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الأعضاء، يقال رجل أجذم
ومجذوم إذا تهافتت أطرافه من الجذام وهو الداء المعروف وقال الجوهري: " لا يقال للمجذوم أجذم "
وقال ابن الأنباري ردا على ابن قتيبة: " لو كان العقاب لا يقع الا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب
الزاني بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة " وقال ابن الأنباري: " معنى الحديث انه لقى
الله وهو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم ولا حجة في يده وقول علي " ع ": ليست له يداى لا حجة له. وقيل معناه لقيه منقطع السبب ويدل عليه قوله (ع): القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فمن نسيه
فقد قطع سببه " وقال الخطابي، " معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الاعرابي وهو ان من نسي القرآن لقى الله خالي اليد من الخير أصفرها من الثواب فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير " قلت و
في تخصيص على " ع " بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لأن البيعة تباشرها اليد من
بين الأعضاء وهو المبايع يده في يد الإمام عند عقد البيعة وأخذها عليه "
94

20 - عقاب من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله
53 - عنه، عن محمد بن علي، عن مفضل بن صالح الأسدي عن محمد بن هارون،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا صلى أحدكم ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله في صلاته سلك
بصلاته غير سبيل الجنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ذكرت عنده فلم يصل
علي فدخل النار فأبعده الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ذكرت عنده فنسى
الصلاة علي أخطأ به طريق الجنة (1).
21 - عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله أحد
54 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي البطائني، عن أبي عبد الله
المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: من مضت به ثلاثة أيام ولم يقرأ " قل هو الله أحد " فقد خذل ونزع ربقة الايمان
من عنقه، وان مات في هذه الثلاثة أيام كان كافرا بالله العظيم. وفي رواية إسحاق بن عمار
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت له جمعة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد

1 - ج 19، كتاب الدعاء " باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله " (ص 76، س 30) مع زيادة
" في صلاته " بعد كلمة " النبي " وفيه أيضا كبعض نسخ هذا الكتاب " خطئ به " بدل
" أخطأ به ".
95

ثم مات مات على دين أبي لهب (1).
55 - عنه، عن الحسن علي البطائني، عن صندل، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته " قل هو الله
أحد " ثم مات في مرضه أو شدته التي نزلت به فهو في النار (2)
56 - عنه، عن الحسن بن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: من مضى به يوم واحد صلى فيه خمسين ركعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد
قيل له: يا عبد الله لست من المصلين (3).
22 - عقاب من نسي القرآن
57 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن أبي المعزا، عن أبي بصير، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة
ودرجة رفيعة في الجنة فإذا رآها قال: من أنت؟ ما أحسنك! ليتك لي، فتقول: أما تعرفني؟
أنا سورة كذا وكذا، لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان (4).
23 - عقاب من تهاون بأمر لله
58 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: إياكم والغفلة فإنما من غفل فإنما يغفل على نفسه،
وإياكم والتهاون بأمر الله فإن من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة (5)

1 - ج 19، كتاب القرآن " باب فضائل سورة التوحيد " (ص 85، س 8 وص 84
س 1 و 3، وص 83 س 37) لكن مع اختلاف يسير مع ما في المتن وسببه انه نقلها من كتب أخرى
أيضا واكتفى في نقل متن الحديث بعبارة بعضها وهذا هو سر الاختلاف في غالب الموارد فتفطن.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 19، كتاب القرآن " باب ثواب تعلم القرآن وتعليمه وعقاب من حفظه ثم
نسيه " (ص 49، س 17)
5 - ج 15، الجزء الثالث " باب الاستخفاف بالدين والتهاون بأمر الله " (ص 34، س 30).
96

24 - عقاب من أتى الله من غير بابه
59 - عنه، عن محمد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن غالب،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال إن حبرا من أحبار بني إسرائيل عبد الله حتى صار
مثل الخلال، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه في زمانه: قل له: " وعزتي وجلالي وجبروتي
لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الالية في القدر ما قبلت منك حتى تأتيني من
الباب الذي أمرتك. " (1)
25 - عقاب من حقر مؤمنا وأذله
60 - عنه، عن ابن محبوب، عن المثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: لا تحقروا مؤمنا فقيرا، فإنه من أحقر مؤمنا فقيرا واستخف به حقره الله، ولم يزل
الله ماقتا له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب. وقال: من استذل مؤمنا أو احتقره لقلة
ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق. (2)
61 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن المعلى
بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: ليأذن بحرب مني من أذل عبدي،
وليأمن غضبى من أكرم عبدي المؤمن (3).
26 - عقاب من شبع ومؤمن جائع
62 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن فرات بن أحنف، قال: قال
علي بن الحسين عليهما السلام: من بات شبعانا وبحضرته مؤمن طاو، قال الله تبارك وتعالى:

1 - ج 7، " باب انه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 396، س 3) أقول: أورد (ره)
بعد نقل مثله بعيد ذلك في هذه الصفحة من قصص الأنبياء بيانا للباب المذكور في الحديث بهذه
العبارة: " أي من طريق ولاية أنبياء الله وأوصيائهم ومتابعتهم "،
2 و 3 - ج 15، كتاب العشرة " باب من أذل مؤمنا أو أهانه أو حقره " (ص 156،
س 32 و 27).
97

ملائكتي أشهدكم على هذا العبد اني أمرته فعصاني وأطاع غيري فوكلته إلى عمله، وعزتي
وجلالي لا غفرت له أبدا. وفي رواية حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال الله
عز وجل: ما آمن بي من أمسى شبعان وأخوه المسلم طاوي. وفي رواية الوصافي
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما آمن بي من أمسى
شبعانا وأمسى جاره جائعا. (1)
27 - عقاب من اكتسى ومؤمن عارى
63 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، قال:
قال علي بن الحسين عليهما السلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم أنه بحضرته مؤمن
يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبه الله في النار على منخريه (2).
28 - عقاب من مشى في حاجة المؤمن ولم يناصحه
64 - عنه، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله عليه السلام
يقول: من مشى في حاجة أخيه المسلم ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان الله ورسوله
وكان الله خصمه (3).
65 - عنه، عن إدريس بن الحسن، عن مصبح بن هلقام، عن أبي بصير، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من
إخوانه في حاجة ولم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، قال أبو -
بصير: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تعنى بقولك " والمؤمنين "؟ - قال: من لدن
أمير المؤمنين (ع) إلى آخرهم (4).

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب اطعام المؤمن وسقيه وكسوته " ص 110، س 34
و 35 و 31) أقول: في غالب النسخ بدل " فوكلته " " ووكلته " أو " وكلته " وبدل " عمله " " عامله "
ثم إن الشبعان الوصفي، من حيث إن مؤنثه شبعى غير منصرف، ومن حيث إنها شبعانة منصرف، فلذا
جاز فيه الوجهان كما يرى في المتن.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، كتاب العشرة " باب من منع مؤمنا شيئا من عنده " (ص 164، س 35 و 37).
4 - ج 15، كتاب العشرة " باب من منع مؤمنا شيئا من عنده " (ص 164، س 35 و 37).
98

29 - عقاب من خذل مؤمنا
66 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر
على نصرته الا خذله الله في الدنيا والآخرة (1).
30 - عقاب من قال لمؤمن " أف " وأضمر له السوء وقال: " أنت عدوى. "
67 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي،
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا قال المؤمن لأخيه: " أف. " خرج من ولايته
وإذا قال: " أنت عدوى " كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو يضمر على المؤمن
سوء (2).
31 - عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه
68 - عنه، عن إدريس بن الحسن، عن يوسف بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من
إخوانه واستعان به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر الا ابتلاه الله بأن يقضى حوائج عدو من
أعدائنا يعذبه الله عليه يوم القيامة. وفي رواية سدير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (3)
69 - عنه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أنس، عن أبي جعفر عليه السلام،
قال: من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام في حاجته ابتلى بمعونة من يأثم عليه
ولا يؤجر (4).

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم " (ص 124،
س 19).
2 - ج 15، كتاب العشرة " باب من أذل مؤمنا أو أهانه " (ص 156، س 33)
3 و 4 - ج 15، كتاب العشرة " باب من منع مؤمنا شيئا من عنده " (ص 165،
س 2 و 4). وفي بعض النسخ في الحديث الأخير بدل " من " " ما من عبد " وبدل " ابتلى " " الا ابتلى "
وفي غالبها " من بخل، إلى آخر ما في المتن " أي مع وجود " الا " والظاهر أنه محرف ومصحف.
99

32 - عقاب من طعن في عين مؤمن
70 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن حماد بن عثمان، عن ربعي،
عن الفضيل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من انسان يطعن في عين مؤمن الا مات
بشر ميتة وكان يتمنى ألا يرجع إلى خير. وفي رواية المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال علي عليه السلام: ان الله عز وجل خلق المؤمن من نور عظمته وجلال
كبريائه، فمن طعن على المؤمن أورد عليه قوله فقد رد على الله في عرشه، وليس هو
من الله في شئ وإنما هو شرك الشيطان (1).
33 - عقاب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره
71 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه
من عنده أو من عند غيره، أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه
إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار (2).
72 - عنه، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله عليه -
السلام: يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمس مائة عام على رجليه
حتى يسيل من عرقه أودية وينادى مناد من عند الله " هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه. "
قال: فيوبخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النار. وفي رواية المفضل، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو يحتاج إليه لم يذق والله من طعام
الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم (3).

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب من أذل مؤمنا أو أهانه " (ص 156، س 29 و 28 و 35)
الا ان فيه بدل " ألا يرجع " " أن يرجع " وليس فيه في الموضعين الذين أشير إليهما " قال علي
عليه السلام " ومع اختلاف يسير لا يضر بالمعنى
2 - ج 15، كتاب العشرة " باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو عند غيره " (ص
164، س 27) وأورده أيضا في ص 165 من الكافي مع بيان منه (ره) له.
3 - (بجزئيه) ج 15، كتاب العشرة " باب الظلم وأنواعه " (ص 203، س 23) وأورد (ره) له
بيانا في باب من منع مؤمنا شيئا من عنده (ص 166) بعد نقله من الكافي.
100

34 - عقاب من ربح على المؤمن
73 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا (1).
35 - عقاب من حجب المؤمن
74 - عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام، من كان بينه وبين المؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين
ألف سور، مسيرة ما بين السور إلى السور مسيرة سبعين ألف عام (2).
36 - عقاب من منع مؤمنا سكنى داره
75 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها
قال الله عز وجل: " ملائكتي بخل عبدي على عبدي بسكنى الدنيا، وعزتي وجلالي
لا يسكن جناني أبدا " (3).
37 - عقاب من باهت مؤمنا
76 - عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله يوم القيامة في
طينة خبال حتى يخرج مما قال، قلت: وما طينة خبال؟ - قال: صديد يخرج من فروج

1 - ج 23، " باب ما نهى عنه من أنواع البيع والربح على المؤمن " (ص 22، س 32).
2 - ج 15، كتاب العشرة " باب من حجب مؤمنا " (ص 169، س 6) مع اختلاف مع ما
في المتن وأورد (ره) له بيانا بعد نقل مثله من الكافي " (ص 169، س 10) أقول: لغالب تلك الأخبار
بيانات منه (ره) تركنا الإشارة إلى أكثرها خوفا من الاطناب فمن أرادها فليطلبها من مظانها من البحار.
3 - ج 15، كتاب العشرة " باب من أسكن مؤمنا بيتا وعقاب من منعه عن ذلك "
(ص 111، س 11) وأورد (ره) له بيانا بعد نقله من الكافي في باب من منع مؤمنا شيئا من عنده
(ص 164) أقول: هنا في هامش نسخة المحدث النوري (ره): " الدار " في نسخة بدلا عن " الدنيا "
101

المومسات (1).
77 - عنه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق،
وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية (2).
38 - عقاب من كان المؤمن عنده أقل وثيقة من الرهن
78 - عنه، عن مروك بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: من كان الرهن عنده أوثق من أخيه المسلم فأنا منه برئ (3).

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب التهمة والبهتان وسوء الظن بالاخوان " (ص 170،
س 18) هنا في بعض النسخ بدل " بهت " " باهت " كما هو هكذا في فهرس جميع النسخ، أقول: نقله
هناك أيضا من معاني الأخبار وثواب الأعمال وفيهما في آخره أعني بعد " المومسات " هذه العبارة
" يعنى الزواني " ونقله أيضا في باب الغيبة (ص 158، س 12) من الكافي وقال بعده: " بيان - " في طينة
خبال " قال في النهاية: فيه " من شرب الخمر سقاه الله من طينة خيال يوم القيامة " جاء تفسيره في -
الحديث " ان الخبال عصارة أهل النار " والخبال في الأصل الفساد، ويكون في الافعال والأبدان
والعقول، وقال الجوهري: " والخبال أيضا الفساد، واما الذي في الحديث " من قفا مؤمنا بما ليس
فيه وقفه الله في روغة الخبال حتى يجئ بالمخرج منه " فيقال: هو صديد أهل النار، وقوله
" قفا " أي قذف و " الروغة " الطينة انتهى " حتى يخرج مما قال " لعل المراد به الدوام والخلود
فيها إذ لا يمكنه اثبات ذلك والخروج منه لكونه بهتانا، أو المراد به خروجه من دنس الاثم بتطهير
النار له. وقال الطيبي في شرح المشكاة " حتى يخرج مما قال " أي يتوب منه أو يتطهر، أقول:
لعل مراده التوبة قبل ذلك في الدنيا ولا يخفى بعده وفي النهاية: فيه " حتى تنظر في وجوه المومسات "
و " المومسة " الفاجرة، وتجمع على ميامس أيضا وموامس، وقد اختلف في أصل هذه اللفظة
فبعضهم يجعله من الهمزة، وبعضهم يجعله من الواو، وكل منهما تكلف له اشتقاقا فيه بعد انتهى. وفي
الصحاح: " صديد الجرح = ماؤه الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة " وإنما عبر عن الصديد
بالطينة لأنه يخرج من البدن وكان جزءه، ونسب إلى الفساد لأنه إنما خرج عنها لفساد عملها، أو لفساد
أصل طينتها. "
2 - ج 15، كتاب العشرة " باب الغيبة " (ص 188، س 5) وفيه بدل " معصية " " من
معصية الله. أقول: رواه أيضا في الكتاب في باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه عن الكافي
(ص 160 و 161) وأورد (ره) له بيانا طويلا مفيدا فمن أراده فليطلبه من هناك.
3 - ج 23 " باب الرهن وأحكامه " (ص 38، س 31).
102

39 - عقاب من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه
79 - عنه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس
أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان (1).
40 - عقاب من أعان على مسلم
80 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة
" آئس من رحمة الله. " (2)
41 - عقاب من اغتيب عنده المؤمن فلم ينصره
81 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الورد، عن
أبي جعفر عليه السلام، قال: من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله
في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه، خفضه الله
في الدنيا والآخرة (3).
42 - عقاب من أذاع فاحشة ومن عير مسلما بذنب
82 - عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله، عن ابن أبي عمير، عن علي

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب الغيبة " (ص 187، س 36). أقول: رواه أيضا في باب
من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه (ص 163، س 4) من الكافي وفي آخره هذه الزيادة " فلا يقبله
الشيطان " وأورد (ره) له بيانا طويلا فمن اراده فليطلبه من هناك.
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه " (ص 157،
س 26). أقول: نقله أيضا في الباب (ص 158، س 14) من الكافي قائلا بعد نقله: " بيان - قال
في النهاية: الشطر - النصف، ومنه الحديث " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة " قيل: هو أن
يقول: " أق " في " اقتل " كما قال صلى الله عليه وآله: " كفى بالسيف شا " يريد شاهدا. وفي القاموس:
الشطر - نصف الشئ وجزؤه. وأقول: يحتمل أن يكون كناية عن قلة الكلام، أو كان يقول:
نعم، مثلا في جواب من قال: اقتل زيدا، وكأن " بين العينين " كناية عن الجبهة ".
3 - ج 15، كتاب العشرة " باب الغيبة " (ص 188، س 4)
103

بن إسماعيل، عن منصور بن حازم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن عير مسلما بذنب لم يمت
حتى يركبه (1).
43 - عقاب من تتبع عثرة المؤمن
83 - عنه، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان ومحمد بن علي، عن ابن
سنان، عن أبي الجارود، عن أبي برزة، قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انصرف
مسرعا حتى وضع يده على باب المسجد ثم نادى بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه
ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين فإنه من تتبع عورات المؤمنين
تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته. وفي رواية زرارة، عن
أبي جعفر عليه السلام، قال: ان أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على
الدين فيحصى عليه عثراته أو زلاته ليعنفه بها يوما ما. وفي رواية ابن سنان، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ - قال: نعم، قلت: يعنى
سفالته؟ - قال: ليس هو حيث تذهب، إنما هو إذاعة سره (2).
44 - عقاب الإذاعة
84 - عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله جميعا، عن الحسن بن محبوب،
عن العلا ومحمد بن سنان معا، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام

1 - ج 15، كتاب العشرة " باب تتبع عيوب الناس وافشائها " (ص 176، س 1 و 8 و 9)
أقول: قال ره، بعد نقل الجزء الثاني من الخبر الثاني من الكافي (176، س 29): " بيان - " أقرب " مبتدأ و " ما " مصدرية و " يكون " من الافعال التامة و " إلى " متعلق بأقرب و " أن " في
قوله " أن يواخي " مصدرية وهو في موضع ظرف الزمان مثل " رأيته مجئ الحاج " وهو خبر
المبتدأ و " العثرة " الكبوة في المشي استعير للذنب مطلقا أو الخطأ منه وقريب منه الزلة، إلى
آخر البيان، وهو طويل فمن أراده فليطلبه من هناك، والجزء الثالث من الخبر الثاني في (ص
175، س 34 لكن لم ينقله من الكتاب بل نقله من معاني الأخبار وأظن أن اسم الكتاب سقط
هنا من البحار من سهو قلم النساخ. وفيه بدل " سفالته " " سفليه ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
104

يقول: ان العبد يحشر يوم القيامة وما يدمى دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق
ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب انك لتعلم أنك قبضتني
وما سفكت دما، قال: بلى، سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا فرويتها عنه، فنقلت
عنه حتى صار إلى فلان الجبار فقتله عليها فهذا سهمك من دمه (1).
45 - عقاب القتل
85 - عنه، عن محمد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن
أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا،
لا يعجبنك رحب الذراعين بالدم، ان له عند الله قاتلا لا يموت. (2)
86 - عنه، عن محمد بن حسان، عن محمد بن جعفر، عن أبيه، انه وجد
لرسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة معلقة في سيفه ان أعتى الناس على الله، القاتل غير
قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (3).
87 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن عبد الرحمن
بن أسلم، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله
على قاتله جميع الذنوب وبرأ المقتول منها وذلك قول الله تبارك وتعالى " اني أريد أن
تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار ". وفي رواية سليمان بن خالد، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران عليه السلام
" يا موسى قل للملا من بني إسرائيل: إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق، فمن قتل

1 - ج 24، " باب من أعان قتل مؤمن أو شرك في دمه " (ص 39، س 6).
2 - ج 24، " باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص " (ص 37، س 12)
3 - لم أجده مرويا من هذا الكتاب بهذا السند في مظانه من البحار الا أن مضمونه روى
بأسانيد كثيرة من كتب معتبرة كما في ج 24 في باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص (ص 39 - 35 "
ومر أيضا بسند آخر في كتاب القرائن والاشكال من هذا الكتاب في ضمن وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله
(ص 17)
105

منكم نفسا في الدنيا قتله الله في النار مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه " (1).
88 - عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن
أبي جعفر عليه السلام، قال: أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابني آدم
فيفصل بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس
بعد ذلك، فيأتي المقتول قاتلة فيشخب دمه في وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت
قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا (2).
46 - عقاب الزاني
89 - أبو عبد الله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أقر نطفته في رحم تحرم عليه (3).
90 - عنه، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام
في قول رسول الله صلى الله عليه وآله " إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان. " قال: قوله
عز وجل " وأيدهم بروح منه. " ذلك الذي يفارقهم (4).
91 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن ميمون القداح،
عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: للزاني ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث
في الآخرة أما التي في الدنيا فإنه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء،
وأما التي في الآخرة فسخط الرب، وسوء الحساب، والخلود في النار (5).
92 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال يعقوب عليه السلام لابنه: يا بني، لا تزن فلو أن الطير زنى لتناثر

1 - ج 24 " باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص " (ص 37، س 25 و 23 و 14)
2 - ج 24 " باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص " (ص 37، س 25 و 23 و 14)
3 - ج 16 (لكن من الاجزاء الناقصة التي ظفر بها المحدث القمي الحاج الشيخ
عباس رحمه الله وطبعت بعد وفاته ببذل عناية العالم الجليل الا ميرزا محمد الطهراني دام
بقائه) " باب الزنا " (ص 5، س 2 و 4)
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها) " باب الزنا " (ص 4، س 16).
106

ريشه (1).
93 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة،
قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقيل له: يزنى الزاني وهو مؤمن؟ - قال: إذا كان
على بطنها سلب الايمان منه، فإذا قام رد عليه، قال: فإنه إذا أراد أن يعود؟ - قال: ما
أكثر ما يهم أن يعود ثم لا يعود. وفي رواية أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام،
قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا
كثر الزنا كثر موت الفجأة (2)
94 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما أقام العالم الجدار أوحى الله إلى موسى عليه السلام، اني
مجازى الأبناء بسعي الآباء ان خير فخير وان شر فشر، لا تزنوا فتزني نسائكم ومن وطئ
فراش امرئ مسلم وطئ فراشه " كما تدين تدان. " وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران: " لا تزن فأحجب عنك نور وجهي، وتغلق
أبواب السماوات دون دعائك " (3).
95 - عنه، عن البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الملك
بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره
فعملا جميعا فكانت النطفة واحدة فخلق منها ويكون شرك شيطان (4).
96 - عنه، عن يحيى بن المغيرة، عن حفص، قال: قال زيد بن علي: قال أمير -
المؤمنين عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أهب الله ريحا منتنة يتأذى بها أهل الجمع
حتى إذا همت أن تمسك بأنفاس الناس ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ -

1 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب الزنا "
(ص 5، س 4 وص 4، س 34 وص 5، س 5 و 6 و 7 و 8) وقوله " كما تدين تدان " مثل مشهوراى كما تعمل
تجازى ان حسنا فحسن، وان سيئا فسئ، قال الميداني في المجمع " قوله: " تدين " أراد تصنع
فسمى الابتداء جزاء للمطابقة والموافقة (إلى أن قال) والكاف في " كما " في محل النصب
نعتا للمصدر أي تدان دينا مثل دينك ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
107

فيقولون: لا، وقد آذتنا وبلغت منا كل المبلغ، (قال): فيقال هذه ريح فروج الزناة الذين
لقوا الله بالزنا ثم لم يتوبوا، فالعنوهم لعنهم الله، قال: فلا يبقى في الموقف أحد الا قال:
" اللهم العن الزناة ". (1)
47 - عقاب الزانية
97 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم
المرأة توطئ على فراش زوجها (2).
98 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن أبي هلال، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: قال علي عليه السلام: ألا أخبركم بكبير الزنا؟ - قالوا: بلى، قال: هي امرأة توطئ على
فراش زوجها فتأتي بولد من غيره، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة
ولا يزكيها ولها عذاب أليم (3).
48 - عقاب ولد الزنا
99 - عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: لا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء الا أولاد الزنا (4).
100 - عنه، عن أبيه أبي عبد الله البرقي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير،
عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا خير في ولد الزنا ولا في بشره ولا شعره
ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شئ منه (يعنى ولد الزنا). وفي رواية أبي خديجة، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: إن كان أحد من أولاد الزنا نجا لنجا سائح بني إسرائيل، فقيل له:

1 - ج 16 (لكن من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب الزنا " (ص 4،
س 31 و 37) وفيه بعد قوله (ع) " فتأتي بولد من غيره " هذه العبارة " فتلزمه زوجها "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - لم أجده مرويا عن هذا الكتاب في مظانه من البحار لكن نقله وما يقرب منه بأسانيد
من كتب معتبرة أخرى في " باب عقاب من قتل نبيا أو إماما وانه لا يقتلهم الا ولد زنا " ص 410،
من ج 7.
108

وما سائح بني إسرائيل؟ - قال: كان عابدا، فقيل له: ان ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله
منه عملا، قال: فخرج يسيح بين الجبال ويقول: ما ذنبي؟ (1).
49 - عقاب النظر إلى النساء
101 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: النظر سهم من سهام إبليس مسموم، و
كم من نظرة أورثت حسرة طويلة. وفي رواية يحيى بن المغيرة، عن ذافر، رفعه،

1 - ج 3، " باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا " (ص 79، س 24 و 27)
أقول: ان الخبرين بظاهرهما ينافيان ما ذهب إليه الفرقة الحقة الاثنا عشرية من أن الله تعالى
عدل حكيم فلا يجوز أن يعاقب أحدا لم يصدر عنه مخالفة له تعالى بوجه، فلا بد من توجيههما بوجه
لا ينافي أساس العدل، ومن المصير إلى ما رواه ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه
في الكافي وهو بناء على ما نقله المجلسي (ره) في الباب المشار إليه هذا " الحسين بن محمد، عن المعلى،
عن الوشاء، عن أبان، عن ابن أبي يعفور، قال قال أبو عبد الله (ع): ان ولد الزنا يستعمل، ان عمل خيرا
جزى به، وان عمل شرا جزى به. " قال المجلسي (ره) بعد نقله. بيان - هذا الخبر موافق لما هو المشهور
بين الإمامية من أن ولد الزنا كسائر الناس مكلف بأصول الدين وفروعه، ويجرى عليه أمور المسلمين مع
اظهار الاسلام، ويثاب على الطاعات، ويعاقب على المعاصي، ونسب إلى الصدوق والسيد المرتضى
وابن إدريس رحمهم الله القول بكفره وان لم يظهره، وهذا مخالف لأصول أهل العدل إذ
لم يفعل باختياره ما يستحق به العقاب، فيكون عذابه جورا وظلما والله ليس بظلام للعبيد، فاما
الأخبار الواردة في ذلك فمنهم من حملها على أنه يفعل باختياره ما يكفر بسببه، فلذا حكم عليه
بالكفر وأنه لا يدخل الجنة، وأما ظاهرا فلا يحكم بكفره الا بعد ظهور ذلك منه، وأقول: يمكن
الجمع بين الاخبار على وجه آخر يوافق قانون العدل، بأن يقال: لا يدخل ولد الزنا الجنة، لكن لا يعاقب
في النار الا بعد أن يظهر منه ما يستحقه، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبط يثاب في النار
على ذلك، ولا يلزم على الله ان يثيب الخلق في الجنة، ويدل عليه خبر عبد الله بن عجلان ولا ينافيه
خبر ابن أبي يعفور، إذ ليس فيه تصريح بأن جزائه يكون في الجنة، وأما العمومات الدالة على أن
من يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله الله الجنة يمكن أن تكون مخصصة بتلك الأخبار، وبالجملة
فهذه المسألة مما قد تحير فيه العقول، وارتاب به الفحول، والكف عن الخوض فيها أسلم، ولا نرى
فيها شيئا أحسن من أن يقال: " الله أعلم ". ومراده (ره) بخبر ابن عجلان ما نقله عن هذا الكتاب بهذه
العبارة " سن - أبي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حر، عن أبي بكر قال: كنا عنده
ومعنا عبد الله بن عجلان، فقال عبد الله بن عجلان: معنا رجل يعرف ما نعرف ويقال له ولد زنا فقال:
ما تقول؟ - فقلت: ان ذلك ليقال له، فقال: إن كان ذلك كذلك بنى له بيت في النار من صدر،
يرد عنه وهج جهنم ويؤتى برزقه " وأورد (ره) بيانا له يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
109

قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب وكفى بها لصاحبها
فتنة (1).
50 - عقاب اللواط
102 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل
بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عمل
قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها حتى بلغت دموعها السماء، وبكت السماء حتى
بلغت دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء أن أحصبيهم، وأوحى إلى الأرض أن اخسفي
بهم (2).
103 - عنه، عن محمد بن سعيد، قال: أخبرني زكريا بن محمد، عن أبيه، عن
عمرو، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله فطلبهم
إبليس الطلب الشديد، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا
بأجمعهم ويبقى النساء خلفهم، فلما حسدهم إبليس لعبادتهم كانوا إذا رجعوا خرب إبليس
ما يعلمون، قال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نرصد هذا الذي يخرب متاعنا، فرصدوه فإذا
هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان، فقالوا: أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة؟ -
فقال: نعم، فأخذوه فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه، فبيتوه عند رجل، فلما كان الليل
صاح، فقال له: ما لك؟ - قال: كان أبي ينومني في بطنه، فقال له: تعال فنم في بطني، قال:
فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يعمل بنفسه فأولا عمله إبليس والثانية عمله هو، ثم
انسل ففر منهم، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه شئ
لا يعرفونه، فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض، ثم جعلوا يرصدون
مار الطريق فيفعلون بهم حتى تركت مدينتهم الناس، ثم تركوا نساءهم فأقبلوا على
الغلمان، فلما رأى إبليس أنه قد أحكم أمره في الرجال دار إلى النساء فصير نفسه

1 - (بجزئيه) ج 23، " باب من يحل النظر إليه ومن لا يحل وما يحرم من النظر "
(ص 101، س 16 و 20)
2 - ج 5، " باب قصص لوط وقومه " (ص 157، س 18)
110

امرأة ثم قال: ان رجالكن يفعلون بعضهم ببعض، قلن: نعم، قد رأينا ذلك، فقال: وأنتن
افعلن كذلك وعلمهن المساحقة، ففعلن حتى استغنت النساء بالنساء وكل ذلك يعظهم لوط
ويوصيهم، فلما كملت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم
أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث، قال: أين تريدون؟ فما رأيت أجمل منكم قط، قالوا أرسلنا
سيدنا إلى رب هذه المدينة، قال: أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني انهم
والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها،
قال: فلي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ - قال: تصبرون ههنا إلى اختلاط الظلام، فجلسوا،
(قال:) فبعث ابنته فقال: جيئيني لهم بخبز وجيئيني لهم بماء في القرعة وجيئيني لهم بعباء
يتغطون بها من البرد، فلما أن ذهبت إلى البيت أقبل المطر وامتلأ الوادي، فقال لوط
الساعة يذهب بالصبيان الوادي، قال: فقوموا حتى نمضى، فجعل لوط يمشى في أصل
الحائط وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون في وسط الطريق فقال: يا بني
امشوا ههنا، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها، وكان لوط يستغنم الظلام ومر إبليس
فأخذ من حجر امرأة صبيا فطرحه في البئر فتصايح أهل المدينة كلهم على باب
لوط فلما نظروا إلى الغلمان في منزله قالوا: يا لوط قد دخلت في عملنا، فقال:
" هؤلاء ضيفي، فلا تفضحون في ضيفي " قالوا: هم ثلاثة خذ أنت واحدا وأعطنا اثنين (قال:)
فأدخلهم الحجرة وقال لوط: لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم. قال: وتدافعوا على -
الباب فكسروا باب لوط وطرحوا لوطا قال جبرئيل: " أنا رسل ربك لن يصلوا إليك "
فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: " شاهت الوجوه. "، فعمى أهل المدينة
كلهم فقال لهم لوط: يا رسل ربي بما أمركم فيهم؟ - قالوا أمرنا أن نأخذهم بسحر، قال:
فلي إليكم حاجة، قالوا: وما حاجتك؟ - قال: تأخذونهم الساعة، فانى أخاف أن يبدو
لربي فيهم، فقالوا يا لوط " ان، موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟ " لمن يريد أن يأخذ،
فخذ أنت بناتك وامض ودع امرأتك. قال أبو جعفر عليه السلام: رحمه الله لوطا لم يدر من معه
في الحجرة، ولم يعلم أنه منصور حين يقول: " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن
شديد " أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله نبيه " وما هي
111

من الظالمين ببعيد " أي من ظالمي أمتك ان عملوا ما عمل قوم لوط. وقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من ألح في وطي الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه (1).
104 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل لعب بغلام، قال: إذا أوقب
لم تحل له أخته أبدا، وقال عليه السلام: لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطي
مرتين. وقال أبو عبد الله عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اللواط ما دون
الدبر فهو لوطي والدبر فهو الكفر بالله (2).
51 - عقاب من أمكن من نفسه يؤتى
105 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله،
عن أبيه عليهما السلام، قال: جاء رجل إلى أبي صلوات الله عليه فقال: يا ابن رسول الله
اني قد ابتليت ببلاء فادع الله لي، فقال: قيل له: انه يؤتى في دبره، فقال: ما أبلى الله
أحدا بهذا البلاء وله فيه حاجة، ثم قال: قال أبي: قال الله عز وجل: " وعزتي وجلالي
لا يقعد على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره " (3).
106 - وبهذا الاسناد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كتب خالد إلى أبي بكر " سلام
عليك، أما بعد فانى أتيت برجل قامت عليه البينة أنه يؤتى في دبره كما يؤتى المرأة " فاستشار
فيه أبو بكر، فقالوا اقتلوه، فاستشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال:

1 - ج 5، " باب قصص لوط وقومه " (ص 157، س 13 وحاشية س 16) وفيه بدل
" عمله " في الموضعين " علمه " ولذا قال بعد نقله من ثواب الأعمال والكافي أيضا: " بيان -
قوله (ع) " فلو لا علمه إبليس " هكذا في الكتابين وفي الكافي ولعل الأظهر " عمله " بتقديم
الميم في الموضعين، وعلى ما في النسخ لعل المراد أنه كان أولا معلم هذا الفعل إبليس حيث علمه
ذلك الرجل ثم صار ذلك الرجل معلم الناس و " انسل " بتشديد اللام انطلق في استخفاء " والقرعة "
بالفتح حمل اليقطين و " شاهت الوجوه " أي قبحت ". أقول: قوله (ع) " عمله " كان في
الموضعين بتقديم الميم في النسخة التي قابلها خاتم المحدثين المحدث النوري قدس سره مع
نسخ أخرى وصححها بخلاف سائر النسخ التي عندنا ففيها كما في البحار.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب تحريم اللواط
وحده وبدو ظهوره " (ص 11، س 19)
112

أحرقه بالنار، فإن العرب لا ترى القتل شيئا، قال لعثمان: ما تقول؟ - قال: أقول: ما قال
علي، تحرقه بالنار، قال أبو بكر: وأنا مع قولكما، وكتب إلى خالد: أن أحرقه بالنار
فأحرقه (1).
107 - عنه، عن محمد بن علي، عن غير واحد من أصحابه، يرفعه إلى أبي جعفر
عليه السلام، قال: قيل له: يكون المؤمن مبتلى؟ - قال: نعم، ولكن يعلو ولا يعلى (2).
108 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن محمد، عن أبي خديجة،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله المتشبهين من الرجال
بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، قال: وهم المخنثون واللاتي ينكح بعضهن
بعضا وإنما أهلك الله قوم لوط حين عمل النساء مثل ما عمل الرجال، يأتي بعضهم
بعضا (3).
109 - وفي رواية غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي صلوات الله
عليهم، ان لله عز وجل عبادا لا يعبأ بهم شيئا، لهم أرحام كأرحام النساء، قيل: يا
أمير المؤمنين أفلا يحبلون؟ - قال إنها منكوسة (4).
110 - وباسناده قال: من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة -
النساء (5).
111 - عنه، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام،
قال: ان الله تبارك وتعالى لم يبتل شيعتنا بأربع، أن يسئلوا الناس في أكفهم، وأن
يؤتوا في أنفسهم، وأن يبتليهم بولاية سوء، وان لا يولد لهم أزرق أخضر (6).
52 - عقاب اللواتي مع اللواتي
112 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن إسحاق بن جرير، قال:

1 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب
تحريم اللواط وحده وبدو ظهوره " (ص 11، س 31 و 34 و 25 و 21 و 26 و 23) والحديث الخامس
نقل من ثواب الأعمال فقط وأظن أن رمز الكتاب سقط هنا اشتباها وفيه بدل " من أمكن "
" ما أمكن أحد " وبدل " ألقى " الا ألقى "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
113

سألتني امرأة أن أستاذن لها على أبي عبد الله عليه السلام فأذن لها فقالت: أخبرني عن اللواتي
مع اللواتي ما حدهن فيه؟ - قال: حد الزنا، انه إذا كان يوم القيامة أتى بهن قد ألبسن
مقطعات من النار، وقمعن بمقامع من نار، وسرولن من النار، وأدخل في أجوافهن إلى
رؤوسهن أعمدة من نار، وقذف بهن في النار، أيتها المرأة ان أول من عمل هذا قوم لوط،
فاستغنى الرجال بالرجال، فبقي النساء بغير رجال، ففعلن كما فعل رجالهن (1).
113 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن ابن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن بعض الصادقين،
قال: ليس لامرأتين أن تبيتا في لحاف واحد الا أن يكون بينهما حاجز، فإن فعلتا نهيتا
عن ذلك، فإن وجدتا مع النهى جلدت كل واحدة منهما حدا حدا، فإن وجدتا أيضا
في لحاف جلدتا، فإن وجدتا الثالثة قتلتا (2).
114 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه
السلام، قال: دخلت عليه نسوة فسألته امرأة عن السحق، فقال: حدها حد الزاني، فقالت
المرأة: ما ذكر الله ذلك في القرآن؟ -، قال: بلى، قالت: وأين هو؟ - قال: هم أصحاب
الرس (3).
53 - عقاب القوادة
115 - عنه، عن علي بن عبد الله (وأظن محمد بن عبد الله،) عن عبد الرحمن بن أبي -
هاشم، عن أبي خديجة، عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام، قيل له: بلغنا أن رسول الله
صلى الله عليه وآله لعن الواصلة والموصولة، قال: إنما لعن رسول الله الواصلة التي كانت
تزني في شبابها، فلما أن كبرت كانت تقود النساء إلى الرجال فتلك الواصلة والموصولة (4)

1 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب السحق
وحده " (ص 13، س 4 وص 12، س 37) وفيه بدل " قمعن بمقامع " " قنعن بمقانع "
2 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب من وجد مع امرأة
في بيت أو في لحاف " (ص 15، س 2)
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب الدياثة والقيادة "
(ص 16، س 28).
114

54 - عقاب من لا يغار
116 - عنه، عن محمد بن علي وغيره، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد
بن يحيى، عن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال، قال علي صلوات الله عليه:
ان الله يغار من المؤمن، فليغر من لا يغار فإنه منكوس القلب. وفي رواية غياث بن إبراهيم، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي صلوات الله عليه: يا أهل العراق نبئت أن نسائكم
يوافقن الرجال في الطريق، أما تستحيون؟ وقال (ع): لعن الله من لا يغار (1).
117 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن رجل، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كان إبراهيم عليه السلام غيورا وأنا
غيور وجدع الله أنف من لا يغار (2).
55 - عقاب الديوث
118 - عنه، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، منهم الديوث الذي يفجر بامرأته.
وفي رواية محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: عرض إبليس
لنوح عليه السلام وهو قائم يصلي، فحسده على حسن صلاته، فقال يا نوح: ان الله عز وجل
خلق جنة عدن بيده، وغرس أشجارها واتخذ قصورها وشق أنهارها، ثم اطلع إليها فقال:
قد أفلح المؤمنون لا وعزتي وجلالي لا يسكنها ديوث (3).
56 - عقاب الذنب
119 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه -
السلام، قال: ان الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وان عمل السئ أسرع في
صاحبه من السكين في اللحم. وفي رواية الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال إن الرجل

1 - ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) " باب الدياثة
والقيادة " (ص 16، س 30 و 32 و 33 و 34 و 35) وفيه بدل " يوافقن " " يوافين ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
115

ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق، وتلا هذه الآية " إذ أقسموا ليصر منها مصبحين،
ولا يستثنون، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون " وفي رواية بكر بن محمد الأزدي،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه. (1)
120 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: ان قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا،
فجاء آخرون وقالوا: ذنوبكم علينا، فأنزل الله عز وجل عليهم العذاب ثم قال تبارك
وتعالى: خافوني واجترأتم (2).
57 - عقاب المعاصي
121 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن
خلف بن حماد، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا أخذ القوم
في معصية الله، فإن كانوا ركبانا كانوا من خيل إبليس، وان كانوا رجالة كانوا من
رجالته (3).
122 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي -
حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: ما من سنة أقل مطرا من سنة ولكن
الله عز وجل يضعه حيث يشاء، ان الله عز وجل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان
قدره لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم، وإلى الفيافي والبحار والجبال، وان الله
ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها،

1 - ج 15، الجزء الثالث، باب الذنوب وآثارها " (ص 158، س 3 و 5 و 6) وفيه بدل " السئ "
" الشر ". وقال ره، بعد نقل الجزء الأول من الكافي مثله قبيل ذلك (ص 150، س 28): " بيان -
" الذنب " منصوب مفعول مطلق، واللام للعهد الذهني. " أسرع " أي نفوذا أو تأثيرا في صاحبه،
وكما أن كثرة نفوذ السكين في المرء توجب هلاكه البدني، فكذا كثرة الخطايا توجب هلاكه
الروحاني ".
2 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الخوف والرجاء وحسن الظن بالله تعالى " (ص 119،
س 21).
3 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الذنوب وآثارها " (ص 157، س 36).
116

وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي. (قال): ثم قال أبو جعفر
عليه السلام: " فاعتبروا يا أولى الابصار ". وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام،
يسوءك قال الله عز وجل: أي قوم عصوني جعلت الملوك عليهم نقمة، ألا لا تولعوا بسب
الملوك، توبوا إلى الله عز وجل يعطف بقلوبهم عليكم (1).
123 - عنه، عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه -
السلام يقول: ان الله عز وجل بعث نبيا إلى قومه، فأوحى الله إليه أن قل لقومك: انه ليس
من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على طاعتي فأصابهم فيهما سوء فانتقلوا عما أحب إلى ما
أكره الا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون (2).
58 - عقاب السيئة
124 - عنه، عن أبيه البرقي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من هم بالسيئة فلا يعملها، فإنه ربما
عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك أبدا (3).
59 - عقاب الكذب
125 - عنه، عن عمر بن عثمان الخزاز، عن محمد بن سالم الكندي، عمن حدثه،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان علي عليه السلام عندكم إذا صعد المنبر يقول:
ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك و
ينقل الأحاديث إليك، كلما فنيت أحدوثة مطها بأخرى، حتى أنه ليحدث بالصدق
فما يصدق، فينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض، يكسب بينهم العداوة وينبت الشحناء

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الذنوب وآثارها " (ص 158، س 6). لكن الجزء -
الأول فقط واما الجزء الثاني ففي كتاب العشرة " باب أحوال الملوك والامراء " (ص 212،
س 23). أقول: له (ره) بيان للجزء الأول من الحديث بعد نقله من الكافي في الباب (ص 150، س 17)
2 و 3 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الذنوب وآثارها " (س 158، س 1، وص 157،
س 34). أقول نقله في الباب من الكافي وأورد له بيانا (ص 153، س 17)
117

في الصدور. وفي رواية أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان العبد ليكذب
حتى يكتب من الكذابين، فإذا كذب قال الله عز وجل: " كذب وفجر. " (1).
126 - عنه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سئل
رسول الله صلى الله عليه وآله يكون المؤمن جبانا؟ - قال: نعم، قيل: ويكون بخيلا؟ -
قال: نعم، قيل: ويكون كذابا؟ - قال: لا. وفي رواية الأصبغ بن نباتة قال: قال علي
عليه السلام: لا يجد عبد حقيقة الايمان حتى يدع الكذب جده وهزله. وفي رواية
الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أول من يكذب الكاذب، الله عز وجل، ثم
الملكان اللذان معه، ثم هو، يعلم أنه كاذب (2).
60 - عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله وعلى الأوصياء
127 - عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي
عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الكذب على الله وعلى رسول الله وعلى الأوصياء
من الكبائر، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال علي ما لم أقله فليتبوء مقعده من النار (3).
61 - عقاب من حلف بالله كاذبا
128 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد،
عن أبي الحسن شيخ من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان الله عز وجل خلق
ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرضين السابعة، له جناح بالمشرق وجناح

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الكذب وروايته وسماعه " (ص 43، س 11) اما الجزء
الأول فلم أظفر به منقولا من هذا الكتاب في مظانه من البحار، نعم نقله باختلاف يسير في العبارة
في كتاب العشرة وهو جزء حديث من الكافي (في باب من لا ينبغي مجالسته ومصادقته ومصاحبته،
ص 56، س 18) وأورد (ره) بيانا مفصلا في توضيحه، منه قوله: " الأحدوثة " ما يتحدث به وقال:
مطه يمطه أي مده، وفي القاموس مطه، مده، والدلو جذبه، وحاجبيه وخده تكبر، وأصابعه مدها
مخاطبا بها، وتمطط تمدد، وفي الكلام لون فيه انتهى ".
2 - ج 15، الجزء الثالث " باب الكذب وروايته وسماعه " (ص 43، س 12 و 13 و 14).
3 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم والافتاء بالرأي " (ص 100، س 30).
118

بالمغرب، لا تصيح الديكة حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه ثم قال: سبحان الله، سبحان
الله العظيم، الذي ليس كمثله شئ، فيجيبه الله فيقول: " ما آمن بي بما تقول من حلف
بي كاذبا. " (1).
129 - عنه، عن أبيه البرقي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن رجل
من عبد القيس، عن سلمان (ره)، قال: مر سلمان على المقابر فقال: السلام عليكم يا أهل الديار
من المؤمنين والمسلمين، يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم جمعة؟ فلما انصرف إلى
منزله وملكته عيناه أتاه آت فقال: وعليك السلام يا أبا عبد الله تكلمت فسمعنا، وسلمت
فرددنا، وقلت: هل تعلمون أن اليوم جمعة وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة، قال:
فقال: وما تقول الطير في يوم الجمعة؟ - قال: تقول: " قدوس قدوس ربنا الرحمن الملك،
ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذبا " (2).
62 - عقاب اليمين الفاجرة
130 - عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن حماد، عن ابن أبي يعفور، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: اليمين الغموس ينتظر بها أربعين ليلة (3).
131 - عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن يعقوب الأحمر،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله.
وفي رواية الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله ليبغض المنفق
سلعته بالايمان (4).
132 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي، عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي -

1 - ج 23، " باب ما يجوز الحلف به من أسماءه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا "
(ص 142، س 32) أقول: قال الفيروزآبادي: " الديك معروف، جمعه ديوك، وأدياك، وديكة، كقردة. "
2 - ج 24، " باب الحلف صادقا وكاذبا وتحليف الغير " (ص 10، س 18) وفيه بدل
" الديار " في الموضع الأول " القبور " ومع زيادة " نام " بين كلمتي " منزله " و " وملكته ".
3 و 4 - ج 23، " باب ما يجوز الحلف به من أسماءه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا "
(ص 142، س 25 و 34) واما الجزء الثاني من الحديث الثاني فهو أيضا في هذا المجلد، لكن
في باب آداب التجارة وأدعيتها، ص 26، س 23).
119

عبد الله عليه السلام، قال: اليمين الغموس التي توجب النار، الرجل يحلف على حق امرئ
مسلم على حبس ماله (1).
63 - عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدق
133 - عنه، عن أبي محمد، عن عثمان بن عيسى العامري، عن أبي أيوب، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: من حلف بالله فليصدق، ومن لم يصدق فليس من الله، ومن
حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله (2).
64 - عقاب من وصف عدلا وعمل بغيره
134 - عنه، عن ابن محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن يزيد الصائغ، عن
أبي جعفر عليه السلام، قال: يا يزيد ان أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل
ثم خالفوه وهو قول الله عز وجل: " أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله. "
وفي رواية عثمان بن عيسى أو غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
" فكبكبوا فيها هم والغاوون " قال: من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (3).

1 ج 23 " باب ما يجوز الحلف به من أسمائه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا " (ص 142،
س 28)
2 - ج 24، " باب الحلف صادقا وكاذبا وتحليف الغير " (ص 10، س 19).
3 - ج 1، " باب استعمال العلم والاخلاص في طلبه " (ص 78، س 23 و 25) قائلا بعده:
" بيان - " في جنب الله. " أي طاعة الله، أو طاعة ولاة أمر الله الذين هم مقربوا جنابه فكأنهم بجنبه "
وقال أيضا قبيل ذلك (س 16) بعد نقله من امالي ابن الشيخ: " بيان - من وصف عدلا " أي
لغيره ولم يعمل به، ويحتمل أن يكون المراد أن يقول بحقيقة دين ولا يعمل بما قرر فيه من -
الأعمال. " وقال أيضا بعد نقل مثله بطريقين من الكافي في الجزء الثالث من المجلد الخامس
عشر، في باب من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (ص 33 س 32): " بيان - " من وصف عدلا "
أي بين للناس أمرا حقا موافقا لقانون العدل، أو أمرا وسطا غير مائل إلى افراط أو تفريط
ولم يعمل به، أو وصف دينا حقا ولم يعمل بمقتضاه، كما إذا ادعى القول بإمامة الأئمة عليهم السلام
ولم يتابعهم قولا وفعلا ويؤيد الأول قوله تعالى " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟! "
وقوله سبحانه " لم تقولون ما لا تفعلون؟! " وما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: مررت ليلة أسرى
بي بقوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت: من أنتم؟ - قالوا: كنا نأمر بالخير ولا نأتيه،
وننهى عن الشر ونأتيه. ومثله كثير. " وقال أيضا في ذيل حديث آخر من الكافي وهو " ان من أعظم الناس
حسرة يوم القيامة من وصف عدلا وخالفه إلى غيره ": " بيان - وإنما كانت حسرته أشد، لوقوعه في
الهلكة مع العلم، وهو أشد لوقوعه فيها بدونه، ولمشاهدته نجاة الغير بقوله وعدم نجاته به، وكان
أشدية العذاب والحسرة بالنسبة إلى من لم يعلم ولم يعمل ولم يأمر، لا بالنسبة إلى من علم و
لم يفعل ولم يأمر، لأن الهداية وبيان الأحكام وتعليم الجهال والامر بالمعروف والنهى عن -
المنكر، كلها واجبة كما أن العمل واجب، فإذا تركهما ترك واجبين، وإذا ترك أحدهما ترك واجبا
واحدا لكن الظاهر من أكثر الاخبار بل الآيات اشتراط الوعظ والامر بالمعروف والنهى
عن المنكر بالعمل، ويشكل التوفيق بينها وبين سائر الآيات والاخبار، الدالة على وجوب الهداية
والتعليم والنهى عن كتمان العلم، وعلى أي حال الظاهر أنها لا تشمل ما إذا كان له مانع من الاتيان
بالنوافل مثلا ويبين للناس فضلها وأمثال ذلك ". وقال أيضا هنا بعد نقل الجزء الأخير أيضا
من الكافي بعد ذكر الآية بهذه العبارة " قال يابا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه
إلى غيره ": " بيان - " فكبكبوا فيها هم والغاوون " أقول: قبلها في الشعراء " وبرزت الجحيم
للغاوين، وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون، من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون " وفسر المفسرون
" ما كنتم تعبدون " بآلهتهم " فكبكبوا فيها هم والغاوون " قالوا: أي الالهة وعبدتهم " الكبكبة "
تكرير الكب لتكرير معناه كأن من القى في النار ينكب مرة بعد أخرى حتى يستقر في قعرها.
قوله (ع) " هم قوم " أي ضمير " هم " المذكور في الآية راجع إلى قوم، أو هم ضمير راجع إلى
مدلول " هم " في الآية والمعنى أن المراد بالمعبودين في بطن الآية المطاعون في الباطل كقوله
تعالى " أن لا تعبدوا الشيطان " وهم قوم وصفوا الاسلام ولم يعملوا بمقتضاه كالغاصبين للخلافة
حيث ادعوا الاسلام وخالفوا الله ورسوله في نصب الوصي وتبعهم جماعة وهم الغاوون، أو
وصفوا الايمان وادعوا اتصافهم به وخالفوا الأئمة الذين ادعوا الايمان بهم وغيروا دين الله
وأظهروا البدع فيه وتبعهم الغاوون، ويحتمل أن يكون " هم " راجعا إلى الغاوين فهم في الآية
راجع إلى عبدة الأوثان أو معبوديهم أيضا لكنه بعيد عن سياق الآيات السابقة، وقال علي بن
إبراهيم بعد نقل هذه الرواية مرسلا عن الصادق عليه السلام: وفي خبر آخر قال: " هم " بنو أمية
و " الغاوون " بنو فلان أي بنو العباس "
120

65 - عقاب الرياء
135 - عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي،
121

عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو أن عبدا عمل عملا يطلب به وجه
الله والدار الآخرة وأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركا. وقال أبو عبد الله عليه
السلام: من عمل للناس كان ثوابه على الناس، يا يزيد كل رياء شرك. وقال (أي أبو عبد الله)
عليه السلام: قال الله عز وجل: " من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له. " وفي رواية
عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يعمل العمل وهو
خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب لما عمل، قال: فهو في حاله الأولى
أحسن حالا منه في هذه الحال (1).
66 - عقاب الكبر
136 - عنه، عن أبيه البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه -
السلام، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله ناقة لا تسبق، فسابق أعرابي بناقته فسبقتها
فاكتأب لذلك المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انها ترفعت فحق على الله

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الرياء والسمعة " (ص 53، س 18) أقول: نقل
الجزء الثاني قبيل ذلك (ص 48) عن الكافي بهذه العبارة " كا - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن أبي المغرا، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل رياء شرك، انه
من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله ". بيان - " كل رياء
شرك " هذا هو الشرك الخفي فإنه لما أشرك في قصد العبادة غيره تعالى فهو بمنزلة من يثبت
معبودا غيره سبحانه كالصنم. " كان ثوابه على الناس " أي وكان ثوابه لازما عليهم فإنه تعالى
قد شرط في الثواب الاخلاص فهو لا يستحق منه تعالى شيئا، أو انه تعالى يحيله يوم القيامة على -
الناس. " وأما الجزء الثالث فنقله في الجزء الثاني، في باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير
(ص 176، س 30). قائلا بعد نقل ما يقرب منه من الكافي في الجزء الثالث (ص 55، س 4: بيان -
" يعمل العمل " أي معصية أو مكروها أو لغوا، وحمله على الطاعة بأن يكون خوفه للتقصير في الشرائط
كما قيل بعيد لقلة فائدة الخبر حينئذ، وإنما قال: " شبه العجب " لبيان أنه يدخله قليل من العجب
يخرج به عن الخوف السابق، فأشار في الجواب إلى أن هذا أيضا عجب ". أقول: يقرب من مضمون
الحديث الأخير قول سعدى: " گنه كار انديشناك از خداى * بسى بهتر از عابد خود نماى ".
122

أن لا يرتفع شئ الا وضعه الله (1).
137 - عنه، عن أبيه البرقي، باسناده، رفعه، إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال:
ان المتكبرين يجعلون في صور الذر، فيطأهم الناس حتى يفرغوا من الحساب. وفي
رواية معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ان في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تكبر وتجبر وضعاه (2).
138 - عنه، رفعه، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان في جهنم
واديا يقال له سقر، للمتكبرين، شكا إلى الله شدة حره وسأله أن يتنفس، فأذن له فأحرق
جهنم. وفي رواية ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان في جهنم جبلا يقال له
صعود، وان في صعود لواديا يقال له سقر، وان لفى قعر سقر لجبا يقال له هبهب، كلما
كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك منازل الجبارين (3).
67 - عقاب العجب
139 - عنه، عن ابن سنان، عن العلاء، عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر عليه السلام،
قال: ان الله فوض الامر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين، فلما
رأى أن الأشياء قد انقادت له، قال: من مثلي؟ فأرسل الله إليه نويرة من النار. قلت: وما
النويرة؟ - قال: نار مثل الأنملة فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخبل لذلك حتى وصلت إلى

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الكبر " (ص 125، س 33 و 35 و 36 و 2) أقول:
في نسخة المحدث النوري (ره) بدل " اكتأب " " ارتاب " وأوضحه في الهامش بقوله: " أي شك "
أقول: الظاهر بقرينة ما سبق أن كلمة " لا يرتفع " محرفة واصلها " لا يترفع " الا أن جميع ما رأيت
من النسخ كما نقل في المتن، اما الجزء الأخير من الحديث الأخير فنقله في كتاب العشرة، في باب
أحوال الملوك والامراء، والعراف والنقباء (ص 211، س 36) ناقلا إياه من ثواب الأعمال مثل ما
في المتن الا في قوله " صعود " فإن فيه مكانها في الموضعين " الصعدا " فلذا قال بعد نقله. " سن -
في رواية ميسر مثله وفيه " يقال له صعود، وان في صعود لواديا ". أقول: نقل الحديث الثاني
قبيل ذلك (ص 120)، س 25) من الكافي أيضا قائلا بعده: " بيان - في القاموس " الوادي " مفرج
ما بين جبال أو تلال أو آكام " وأقول: ذلك إشارة إلى قوله تعالى " ترى الذين كذبوا على الله
وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " وقال سبحانه بعد ذكر الكفار ودخولهم النار
" فبئس مثوى المتكبرين " في موضعين وإلى قوله عز وجل " ما سلككم في سقر؟ " إلى قوله
" كنا نكذب بيوم الدين " وإلى قوله بعد ذكر المكذبين بالنبي وبالقرآن " سأصليه سقر، وما أدريك
ما سقر، لا تبقى ولا تذر، لواحة للبشر " وفي النهاية " سقر " اسم أعجمي لنار الآخرة، ولا ينصرف
للعجمة والتعريف، وقيل هو من قولهم سقرته الشمس أي أذابته فلا ينصرف للتأنيث والتعريف
وأقول: يظهر من الآيات أن المراد بالمتكبرين في الخبر من تكبر على الله ولم يؤمن به وبأنبيائه
وحججه عليهم السلام، والشكاية والسؤال اما بلسان الحال أو المقال منه بايجاد الله الروح
فيه، أو من الملائكة الموكلين به، والاسناد على المجاز وكأن المراد بتنفسه خروج لهب منه
وباحراق جهنم تسخينها أشد مما كان لها أو اعدامها وجعلها رمادا فأعادها الله كما كانت أقول
أورد (ره) للحديث الثالث أيضا هنا (ص 120، س 35) بيانا فمن أراده فليطلبه من هناك.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
123

نفسه لما ان دخله العجب (1).
68 - عقاب الخيلاء واسبال الإزار
140 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، ان النبي صلى الله عليه وآله أوصى رجلا من
من بني تميم، قال: إياك واسبال الإزار والقميص، فإن ذلك من المخيلة، والله لا يحب
المخيلة، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما جاز الكعبين من الثوب ففي النار. وقال عليه
السلام: ثلاث إذا كن في المرأة فلا تتحرج أن تقول انها في جهنم، البذاء والخيلاء والفخر (2)
69 - عقاب الاختيال في المشي
141 - عنه، عن علي بن عبد الله، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي -
العلاء، عن بشير النبال، قال: كنا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد إذ مر علينا أسود

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير (ص 176 س 32). أقول: كلمة
" فتخبل " كانت مشوشة في النسخ، ففي بعضها مكانها " فيحك " كما في البحار، وفي بعضها " فتخلك "
وفي بعضها " فتحنك "، وفي بعضها صورة بعض ما مر بلا نقطة، وفي بعضها " فيجيبك " كما في نسخة
المحدث النوري قدس سره الا أنه ره محاها وكتب في الهامش مشيرا إليها " فتخبل، بدل في
نسخة صحيحة، أي في عقله " وفي البحار بدل " إليه " " عليه "
2 - هذا الحديث لم نجده في مظانه من البحار فإن ظفرنا به نشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
124

وهو ينزغ في مشيته فقال أبو جعفر عليه السلام: انه لجبار، قلت: انه سائل، قال: انه جبار:
وقال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يمشى مشية كأن على
رأسه الطير، لا يسبق يمينه شماله (1).
70 - عقاب شارب الخمر
142 - عنه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: مد من الخمر يلقى الله عز وجل كعابد وثن، ومن شرب منه
شربة لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما (2).
143 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير،
عن إسماعيل بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سأله رجل فقال: أصلحك الله،
الخمر شر أم ترك الصلاة؟ - فقال: شرب الخمر شر من ترك الصلاة، ثم قال: أو تدري لم ذاك؟ -
قال: لا، قال: لأنه يصير في حال لا يعرف ربه. (3)

1 - (بجزئيه) ج 16، " باب آداب المشي " (ص 85، س 13) وأيضا نقل الجزء
الأخير فقط في المجلد الحادي عشر، في باب مكارم أخلاق علي بن الحسين (ع)، (ص 22، س 11)
قائلا بعده: " بيان - قال الجزري: في صفة الصحابة " كأنما على رؤوسهم الطير " وصفهم
بالسكون والوقار، وأنه لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لأن الطير لا تكاد تقع الا على شئ ساكن. "
2 و 3 - ج 16، (لكن من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106 من كتابنا الحاضر
أقول: هذه الاجزاء هي التي كان قد قصد المحدث القمي (ره) الحاقها بسفينة البحار كما قال
في المجلد الثاني منه في مادة " قمر " (ص 444، س 19): " باب القمار، أقول: هذا أحد أبواب
المجلد السادس عشر من البحار ولكن لم يطبع هذا مع سائر أبواب المعاصي والكبائر وأبواب
الزي والتجمل، ولو مد الله تعالى في الاجل وساعدني التوفيق، لعلي ألحقه بكتابي هذا إن شاء الله
تعالى ".) أقول: مما يدل على سقوط هذه الاجزاء (التي عبرنا عنها بالاجزاء الناقصة) من النسخة
المطبوعة من البحار وجود فهارسها فيها فراجع فهرس ج 16 من النسخة المطبوعة منه)
" باب حرمة شرب الخمر " (ص 21، س 1 و 3) أقول: قال (ره) في المجلد الثامن عشر، في كتاب
الصلاة، في باب من لا تقبل صلاته وبيان بعض ما نهى عنه في الصلاة (ص 314، س 25). العلل،
عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن أحمد محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا (ع):
أنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله أن من شرب الخمر لم يحتسب صلاته أربعين صباحا، فقال: صدقوا، فقلت
وكيف لا يحتسب صلاته أربعين صباحا لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ - قال: لأن الله تبارك وتعالى
قدر خلق الانسان، فصير النطفة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها
مضغة أربعين يوما وهذا إذا شرب الخمر بقيت في مثانته على قدر ما خلق منه وكذلك يجتمع غداؤه و
أكله وشربه تبقى في مثانته أربعين يوما " بيان - لعل المراد أن بناء بدن الانسان على وجه يكون
التغيير الكامل فيه بعد أربعين يوما كالتغيير من النطفة إلى العلقة إلى سائر المراتب فالتغيير
عن الحالة التي حصلت في البدن من شرب الخمر إلى حالة أخرى بحيث لا يبقى فيه أثر منها
لا يكون الا بعد مضى تلك المدة. وقال شيخنا البهائي قدس الله روحه: لعل المراد بعدم القبول هنا
عدم ترتب الثواب عليها في تلك المدة لاعدم اجزائها فإنها مجزية اتفاقا وهو يؤيد ما يستفاد
من كلام السيد المرتضى أنار الله برهانه من أن قبول العبادة أمر مغاير للاجزاء، فالعبادة المجزية
هي المبرءة للذمة المخرجة عن عهدة التكليف، والمقبولة هي ما يترتب عليها الثواب ولا تلازم
بينهما ولا اتحاد كما يظن، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: " إنما يتقبل الله من المتقين " مع
أن عبادة غير المتقين مجزية اجماعا، وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل: " ربنا تقبل منا "
مع أنهما لا يفعلان غير المجزى، وقوله تعالى " فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر " مع أن
كلا منهما فعل ما أمر به من القربان، وقوله صلى الله عليه وآله: " ان من الصلاة ما يقبل نصفها وثلثها وربعها، وان
منها لما تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها " والتقرب ظاهر، ولان الناس لم يزالوا
في سائر الأعصار والأمصار يدعون الله تعالى بقبول أعمالهم بعد الفراغ منها ولو اتحد القبول و
الاجزاء لم يحسن هذا الدعاء الا قبل الفعل كما لا يخفى فهذه وجوه خمسة تدل على انفكاك الاجزاء
عن القبول. وقد يجاب عن الأول، بان التقوى على مراتب ثلاث أولها التنزه عن الشرك وعليه قوله
تعالى " وألزمهم كلمة التقوى " قال المفسرون هي قول لا إله إلا الله. وثانيها التجنب عن المعاصي. وثالثها
التنزه عما يشغل عن الحق جل وعلا ولعل المراد بالمتقين أصحاب المرتبة الأولى وعبادة غير المتقين بهذا
المعنى غير مجزية، وسقوط القضاء لأن الاسلام يجب ما قبله، وعن الثاني بان السؤال قد يكون للواقع
والغرض منه بسط الكلام مع المحبوب وعرض الافتقار لديه كما قالوه في قوله تعالى " ربنا لا تؤاخذنا
ان نسينا أو أخطأنا " على بعض الوجوه، وعن الثالث بأنه تعبير بعدم القبول عن عدم الاجزاء ولعله لخلل
في الفعل، وعن الرابع أنه كناية عن نقص الثواب وفوات معظمه، وعن الخامس ان الدعاء لعله لزيادة
الثواب وتضعيفه وفي النفس من هذه الأجوبة شئ وعلى ما قيل في الجواب عن الرابع ينزل عدم
قبول صلاة شارب الخمر عند السيد المرتضى صلى الله عليه وآله انتهى كلامه رفع الله مقامه والحق انه يطلق
القبول في الاخبار على الاجزاء تارة بمعنى كونه مسقطا للقضاء أو للعقاب أو موجبا للثواب في -
الجملة أيضا وعلى كمال العمل وترتب الثواب الجزيل والآثار الجليلة عليه أخرى كما مر التنبيه عليه
في قوله تعالى: " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وعلى الأعم منهما كما سيأتي في بعض الأخبار
وفي هذا الخبر منزل على المعنى الثاني عند الأصحاب.
125

ثم كتاب عقاب الأعمال من المحاسن بحمد الله ومنه، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
126

ما من عبد يغدو في طلب العلم
ويروح إلا خاض الرحمة خوضا
" أبو جعفر الباقر " (ع)
كتاب
الصفوة والنور والرحمة
من
المحاسن
لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
الطبعة الأولى
127

كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن
وفيه من الأبواب سبعة وأربعون بابا
1 - باب ما خلق الله المؤمن من نوره.
2 - باب خلق المؤمن من عليين.
3 - باب خلق المؤمن من طينة الأنبياء.
4 - باب خلق المؤمن من طينة الجنان.
5 - باب خلق المؤمن من طينة مخزونة.
6 - باب الميثاق.
7 - باب اختلاط الطينتين.
8 - باب خلق المؤمن.
9 - باب طيب المولد.
10 - باب الولاية.
11 - باب " ما هو الا الله ورسوله ونحن وشيعتنا ".
12 - باب " يوم ندعو كل أناس بإمامهم ".
13 - باب " قل لا أسألكم ".
14 - باب " أنتم أهل دين الله ".
15 - باب " انكم على الحق ".
16 - باب " ما على ملة إبراهيم غيركم ".
17 - باب " أنتم على ديني ودين آبائي ".
18 - باب " نظرتم حيث نظر الله ".
19 - باب المعرفة.
20 - باب الحب.
21 - باب من أحبنا بقلبه.
22 - باب " من مات لا يعرف إمامه ".
23 - باب الأهواء.
24 - باب الرافضة.
25 - باب الشيعة.
129

26 - باب خصائص المؤمن.
27 - باب الانفراد.
28 - باب (1).
29 - باب (2).
30 - باب التزكية.
31 - باب " انى لأحب ريحكم "
32 - باب " المؤمن صديق وشهيد ".
33 - باب الموالاة في الله.
34 - باب قبول العمل.
35 - باب (3).
36 - باب ما نزل في الشيعة.
37 - باب تطهير المؤمن.
38 - باب " من مات على هذا الامر ".
39 - باب الاغتباط عند الوفاة.
40 - باب أرواح المؤمن.
41 - باب في البعث.
42 - باب (4).
43 - باب " شيعتنا أقرب الخلق من الله ".
44 - باب " شيعتنا آخذون بحجزتنا ".
45 - باب الشفاعة.
46 - باب شفاعة المؤمنين.
47 - باب " الراد لحديث آل محمد ".

1 - هذه المواضع كذا فيما عندي من نسخ المحاسن بلا اختلاف.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
130

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - باب ما خلق الله تبارك وتعالى المؤمن من نوره
1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال لي: يا سليمان، ان الله تبارك وتعالى خلق
المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، فالمؤمن أخو المؤمن
لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، فاتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله الذي
خلق منه " (1).
2 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر عليه السلام، قال: ان الله تبارك وتعالى أجرى في المؤمن من ريح روح الله والله
تبارك وتعالى يقول: " رحماء بينهم " (2).
3 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه، فمن

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن المؤمن ينظر بنور الله وأن الله خلقه من نوره "
(ص 21، س 26 و 28) أقول: وقال قبيل ذلك بعد نقل مثل الحديث الأول من البصائر (س 13): بيان -
الفراسة الكاملة لكمل المؤمنين وهم الأئمة عليهم السلام فإنهم يعرفون كلا من المؤمنين والمنافقين
بسيماهم كما مر في كتاب الإمامة، وسائر المؤمنين يتفرسون ذلك بقدر ايمانهم، " خلق المؤمن من نوره "
أي من روح طينة منورة بنور الله، أو من طينة مخزونة مناسبة لطينة أئمتهم عليهم السلام. " وصبغهم "
أي غمسهم أو لونهم في رحمته، كناية عن جعلهم قابلة لرحماته الخاصة، أو عن تعلق الروح الطيبة التي
هي محل الرحمة. " أبوه النور وأمه الرحمة " كأنه على الاستعارة، أي لشدة ارتباطه بأنوار الله و
رحماته كأن أباه النور وأمه الرحمة، أو الروح كناية عن الطينة والرحمة عن الروح أو بالعكس. " 2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
131

طعن على المؤمن أورد عليه فقد رد على الله في عرشه وليس هو من الله في ولاية، وإنما
هو شرك شيطان (1).
4 - عنه، عن أبيه، عن ابن فضال، عن محمد، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين الله و
بين المؤمن خضعت للمؤمن رقابهم، وتسهلت له أمورهم، ولانت طاعتهم، ولو نظروا إلى
مردود الأعمال من السماء لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملا (2).
2 - باب خلق المؤمن من عليين
5 - أحمد، عن أبيه، عن أبي نهشل، قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي -
حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من
أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم
تهوى إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه الآية: " كلا ان كتاب الأبرار لفى
عليين، وما أدريك ما عليون، كتاب مرقوم يشهده المقربون. " (3)
6 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهني، عن ربعي بن عبد الله الهذلي، عمن

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس " (ص 34،
س 28) قائلا بعده: " بيان - " وليس هو من الله في ولاية " أي ليس من أولياء الله وأحبائه وأنصاره،
أوليس من المؤمنين الذين ينصرهم الله ويواليهم كما قال تعالى: " ذلك بأن الله مولى الذين
آمنوا، وأن الكافرين لا مولى لهم "، أوليس من حزب الله بل هو من حزب الشيطان كما ورد في
خبر آخر " خرج من ولاية الله إلى ولاية الشيطان. "
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضل الايمان وجمل شرائطه " (ص 21، س 8).
3 - ج 3، باب الطينة والميثاق " (ص 65، س 19) قائلا بعده: " بيان - قد اختلف في
تفسير " عليين " فقيل: هي مراتب عالية محفوفة بالجلالة. وقيل: سدرة المنتهى. وقيل: الجنة.
وقيل: لوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش، أعمالهم مكتوبة فيه. وقال الفراء: أي في
ارتفاع بعد ارتفاع لا غاية له. والمراد أن كتابة أعمالهم أو ما يكتب من أعمالهم في تلك الأمكنة
الشريفة، وعلى الأخير فيه حذف مضاف أي وما أدريك ما كتاب عليين، والظاهر أن مفاد
الخبر أن دفتر أعمالهم موضوع في مكان أخذت منه طينتهم، ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب
الروح لأنه محل للعلوم ترتسم فيها "
132

ذكره، عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: ان الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم
وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدان المؤمنين من دون ذلك (1).
3 - باب خلق المؤمن من طينة الأنبياء
7 - عنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت
فداك من أي شئ خلق الله طينة المؤمن؟ - قال: من طينة الأنبياء فلن ينجس أبدا (2).
8 - وعنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل من أهل همدان، قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: المؤمنون من طينة الأنبياء؟ - قال: نعم (3).
9 - عنه، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة و
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن لا ينجسه شئ (4).
4 - باب خلق المؤمن من طينة الجنان
10 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن جابر بن
يزيد الجعفي، قال: تنفست بين يدي أبي جعفر عليه السلام، ثم قلت: يا بن رسول الله،
أهتم من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي ويعرفه
صديقي، قال: نعم يا جابر، قلت: ومم ذاك يا بن رسول الله؟ - قال: وما تصنع بذاك؟ - قلت:
أحب أن أعلمه، فقال: يا جابر، ان الله خلق المؤمن من طينة الجنان، وأجرى فيهم من
ريح روحه فلذلك، المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب تلك الأرواح في بلد من

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 66، س 23) قائلا بعده: " بيان - " سجين " موضع
فيه كتاب الفجار ودواوينهم، قال أبو عبيدة: هو فعيل من السجن كالفسيق من الفسق. وقيل:
هو الأرض السابعة، أو أسفل منها، أوجب في جهنم. "
2 و 3 - ج 3، باب الطينة والميثاق " (ص 62، س 24 و 25). قائلا بعد نقل الحديث
الأول من الكافي (ج 15، ج 1، ص 25، س 36): " بيان - " فلن تنجس أبدا " أي بنجاسة
الشرك والكفر، وان نجست بالمعاصي فتطهر بالتوبة والشفاعة ورحمة ربه تعالى. وقيل: أي لن
يتعلق بالدنيا تعلق ركون واخلاد يذهله عن الآخرة " فعلم أن في الكافي بدل " ينجس " " تنجس "
وقائلا أيضا هناك بعد نقل الحديث الثاني من الكافي (ص 26، س 1): " بيان - أي من فضل طينتهم. "
4 - هذا الحديث لم أجده في مظانه من البحار فإن ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب.
133

البلدان شئ حزنت عليه الأرواح لأنها منه (1).
11 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لأن الله خلق طينتهما
من سبع سماوات وهي من طينة الجنان، ثم تلا: " رحماء بينهم. " فهل يكون الرحم
الا برا وصولا؟. (وفي حديث آخر): " وأجرى فيهما من روح رحمته ". (2)
12 - وعنه، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن أخو المؤمن
لأبيه وأمه، وذلك أن الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات وأجرى
فيهم من روح رحمته فلذلك هو أخوه لأبيه وأمه (3).
5 - باب خلق المؤمن من طينة مخزونة
13 - عنه، عن محمد بن علي، رفعه، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
خلق الله تبارك وتعالى شيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب فضل المؤاخاة في الله " (ص 77، س 37) وأيضا ج 14،
" باب خلق الأرواح قبل الأجساد " (ص 429، س 15) قائلا بعده: " بيان - " تنفست " أي تأوهت،
وفي الكافي " تقبضت " بمعنى الانقباض ضد الانبساط كما سيأتي. " من ريح روحه " بالضم أي من رحمة
ذاته، أو نسيم روحه الذي اصطفاه كما مر، أو بالفتح أي رحمته كما ورد في خبر آخر " وأجرى
فيهم من روح رحمته " ويؤيد الأول بعض الأخبار. " لأبيه وأمه " لأن الطينة بمنزلة الام والروح
بمنزلة الأب، وهما متحدان نوعا أو صنفا فيهما. " وللحديث أيضا بيان آخر منه (ره) يقرب من
ذلك انظر (ج 15، الجزء الأول، " باب أن المؤمن ينظر بنور الله " (ص 21، س 34) وأيضا أورد (ره)
له بيانا طويلا مفيدا في المجلد الخامس عشر، في كتاب العشرة، " باب حفظ الاخوة ورعاية أوداء
الأب " (ص 74، س 35): وقال في آخر البيان: " فتأمل وتدبر في هذا الحديث فإن فيه أسرارا
غريبة. " فمن أراده فليطلبه من هناك.
2 و 3 - ج 15، كتاب العشرة، باب فضل المؤاخاة في الله، وأن المؤمنين بعضهم اخوان
بعض وعلة ذلك " (ص 77، س 31 و 33).
134

أبدا إلى يوم القيامة (1).
14 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن علي بن حمزة، عن أبي بصير، عن أبي -
جعفر عليه السلام، قال: انا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة (2).
15 - عنه، عن أبي إسحاق الخفاف، رفعه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المؤمن
آنس الانس، جيد الجنس، من طينتا أهل البيت (3).
6 - باب الميثاق
16 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن بكير بن أعين، قال:
كان أبو جعفر عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا
وهم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله
بالنبوة وعرض على محمد صلى الله عليه وآله أمته في الطين وهم أظلة، وخلقهم من الطينة
التي خلق منها آدم، وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام، وعرضهم عليه وعرفهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول.
ورواه عثمان بن عيسى، عن أبي الجراح، عن أبي جعفر عليه السلام، وزاد فيه: " وكل
قلب يحن إلى بدنه " (4).
17 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن عمران،
عن رجل من أصحابه يقال له عمران، أنه خرج في عمرة زمن الحجاج فقلت له: هل
لقيت أبا جعفر عليه السلام؟ - قال: نعم، قلت: فما قال لك؟ - قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ -
فقلت: تركت الحجاج يشتم أباك على المنابر (أعنى علي بن أبي طالب عليه السلام،) فقال:
أعداء الله يبدهون بسبنا، أما انهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا ولكنهم

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس "
(ص 22، س 3 و 4 و 5) قائلا بعد الحديث الثالث: " بيان - " آنس " على صيغة اسم الفاعل، و
يحتمل أن يكون أفعل التفضيل، ونسبته إلى الانس على المجاز والمراد الانس بأئمتهم عليهم السلام،
أو بعضهم ببعض ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 69، س 28). وفيه بدل " الطين " " الطل ".
135

لا يستطيعون، ان الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ونحن وهم أظلة، فلو جهد الناس أن يزيدوا
فيهم رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا عليه (1).
18 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تخاصموا الناس، فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا
لأحبونا، ان الله أخذ ميثاق الناس، فلا يزيد فيهم أحد أبدا ولا ينقض منهم أحد أبدا (2)
19 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أسرى بي فأوحى الله إلي من وراء الحجاب ما أوحى،
وشافهني من دونه بما شافهني، فكان فيما شافهني أن قال: يا محمد، من أذل لي وليا
فقد أرصد لي بالمحاربة ومن حاربني حاربته، قال: فقلت: يا رب ومن وليك هذا؟ - فقد
علمت أنه من حاربك حاربته، فقال: ذلك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولورثتكما
بالولاية (3)
7 - باب اختلاط الطينتين
20 - عنه، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن عثمان بن يوسف، عن
عبد الله بن كيسان، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن
كيسان، فقال: أما النسب فأعرفه، وأما أنت فلست أعرفك، (قال:) فقلت له: انى ولدت
بالجبل، ونشأت بأرض فارس، وأنا أخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فأرى الرجل

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 70، س 9). أقول: هذا الحديث كان مشوشا
فيما عندنا من النسخ فاكتفينا في نقله بما في البحار من نص العبارة. وقال بعد نقله هناك: " بيان -
" يبدهون " بالباء أي يأتونه بديهة وفجاءة بلا روية، وفي بعض النسخ " يندهون " بالنون يقال:
ندهت الإبل، أي سقتها مجتمعة، والندهة بالضم والفتح الكثرة من المال. " أقول: في نسخة
المحدث النوري (ره) بدل " يبدهون بسبنا " " يذيعون بسبنا " وفي كتب اللغة " أذاع سره وبه
إذاعة = أظهره " فلا حاجة إلى بيان المجلسي (ره) بناء على ما في نسخة النوري (ره) من العبارة.
2 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 69، س 34) في جميع ما عندنا من النسخ غير
نسخة المحدث النوري (ره) (فإن فيه كما في المتن " بدل " ميثاق الناس " " ميثاق النفس " وهكذا
في البحار أيضا الا أن فيه في هامش المقام: " الظاهر أن الصحيح ميثاق الشيعة لا ميثاق النفس " و
كتب المحدث النوري (ره) أيضا في هامش نسخته: " النفس في نسختين. "
3 - ج 15، كتاب العشرة، " باب من أذل مؤمنا أو أهانه " (ص 166، س 36).
136

حسن السمت وحسن الخلق والأمانة، ثم أفتشه فأفتشه عن عداوتكم، وأخالط الرجل فأرى فيه
سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة، ثم أفتشه فأفتشه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ - قال:
فقال لي: أما علمت يا بن كيسان، أن الله تبارك وتعالى أخذ طينة من الجنة وطينة من النار
فخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه، فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن السمت و
حسن الخلق، فمما مستهم من طينة الجنة، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء
من قلة الأمانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار، وهم يعودون إلى ما خلقوا
منه (1).
21 - وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عمن حدثه قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرى الرجل من أصحابنا ممن يقول بقولنا خبيث اللسان، خبيث
الخلطة، قليل الوفاء بالميعاد، فيغمني غما شديدا، وأرى الرجل من المخالفين علينا
حسن السمت، حسن الهدى، وفيا بالميعاد، فاغتم لذلك غما شديدا، فقال: أو تدرى لم ذاك؟ -
قلت: لا، قال: ان الله تبارك وتعالى خلط الطينتين فعركهما، وقال بيده هكذا راحتيه
جميعا واحدة على الأخرى، ثم فلقهما، فقال: هذه إلى الجنة، وهذه إلى النار، ولا أبالي،
فالذي رأيت من خبث اللسان والبذاء وسوء الخلطة وقلة الوفاء بالميعاد من الرجل الذي هو
من أصحابكم يقول بقولكم فبما التطخ بهذه من الطينة الخبيثة وهو عائد إلى طينته، و

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 69، س 34) قائلا بعده: " بيان - قوله (ع):
" فلست أعرفك " أي بالتشيع. و " الزعارة " بالتشديد وقد يخفف شراسة الخلق. " أقول
نقله أيضا في ج 15 (الجزء الأول، ص 24، س 5) مع اختلاف يسير في العبارة من الكافي قائلا بعده:
" توضيح - " عن عداوتكم " التعدية بعن لتضمين معنى الكشف. و " السمت " الطريق و
هيئة أهل الخير. " وزعارة " بالزاي والراء المشددة ويخفف، الشراسة وسوء الخلق، و
في بعض النسخ بالدال والعين والراء المهملات وهو الفساد والفسق والخبث. " فخلطهما
جميعا " أي في صلب آدم (ع) إلى أن يخرجوا من أصلاب أولاده وهو المراد بقوله (ع) " ثم نزع
هذه من هذه " إذ يخرج المؤمن من صلب الكافر والكافر من صلب المؤمن. وحمل الخلط
على الخلطة في عالم الأجساد واكتساب بعضهم الأخلاق من بعض بعيد جدا وقيل: " ثم نزع
هذه من هذه " معناه أنه نزع طينة الجنة من طينة النار وطينة النار من طينة الجنة بعدما مست إحداهما
الأخرى ثم خلق أهل الجنة من طينة الجنة وأهل النار من طينة النار و " أولئك " إشارة إلى الأعداء
و " هؤلاء " إلى الأولياء و " ما خلقوا منه في الأول طينة النار وفي الثاني طينة الجنة. "
137

الذي رأيت من حسن الهدى وحسن السمت وحسن الخلطة والوفاء بالميعاد من الرجال من
المخالفين فبما التطخ به من الطينة الطيبة، فقلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله عنك (1).
8 - باب خلق المؤمن
22 - عنه، عن علي بن حديد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
ان الله إذا أراد أن يخلق المؤمن من المؤمن والمؤمن من الكافر، بعث ملكا فأخذ
قطرة من ماء المزن فألقاها على ورقة فأكل منها أحد الأبوين فذلك المؤمن منه (2).
23 - وعنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن ميسر، عمن ذكره، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: أن نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك فلا يصيبه من الشر
شئ حتى يضعه، فإذا صار بشرا سويا لم يصبه من الشر شئ حتى يجرى عليه القلم (3).
9 - باب طيب المولد
24 - عنه، عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن أبي محمد
عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه
عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد الله
على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ - قال: طيب الولادة، ولا يحبنا الا من طابت
ولادته (4).
25 - وعنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن أبي عبد الله المدايني، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: إذا برد على قلب أحدكم حبنا فليحمد الله على أولى النعم، قلت:
على فطرة الاسلام؟ - قال: لا، ولكن على طيب المولد، انه لا يحبنا الا من طابت ولادته،

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق " (ص 70، س 3).
2 و 3 - ج 15، الجزء الأول، " باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس "
(ص 22، س 6 و 8).
4 - ج 7، " باب أن حبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة " (ص 389، س 11)
138

ولا يبغضنا الا الملزق الذي يأتي به أمه من رجل آخر فتلزمه زوجها فيطلع على عوراتهم
ويرثهم أموالهم فلا يحبنا ذلك أبدا، ولا يحبنا الا من كان صفوة من أي الجيل كان (1).
26 - وعنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عمن ذكره،
عن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من وجد منكم برد حبنا على
قلبه فليحمد الله على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ - قال: طيب الولادة (2).
27 - وعنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن معمر بن يحيى،
عن أبي خالد الكابلي أنه سمع علي بن الحسين عليه السلام يقول: لا يدخل الجنة الا من
خلص من آدم (3).
28 - وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن شريس الوابشي،
عن سدير الصيرفي، قال: أبو جعفر عليه السلام: من طهرت ولادته دخل الجنة (4)،
29 - وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خلق الله الجنة طاهرة مطهرة، لا يدخلها الا من طابت
ولادته (5).
30 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله مولى شريح
القاضي الكندي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، وعنده نصر القاضي ورجل من
بنى كعب من أحمس فتحدث بأحاديث فلما خرجا قلت: جعلت فداك، ما خلفت
بالكوفة عربيين ولأعجميين أنصب منهما، فقال: ان هذين صحيح نسبهما ومن صح
نسبه لم يدع على مثلي ما يريد عيبه، قال: فخرجت إلى الكوفة فلقيتهما فقلت للنصر

1 - ج 7، " باب أن حبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة " (ص 390، س 18
و 20) قائلا في الباب بعد نقل مثل الحديث الثاني: " بيان - قوله " برد حبنا " أي لذته وراحته،
قال الجزري: كل محبوب عندهم بارد. " أقول: في بعض النسخ بدل " لا يبغضنا " " لن يبغضنا "
وبدل " فتلزمه " " فتلزقه ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا " (ص 79، س 36 و 37،
وص 80، س 1).
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
139

أولا: سمعت ما كنا فيه من الأحاديث مع جعفر عليه السلام، فقال: والله ما كنا الا في
ذكر الله ومواعظ حسنة، قال: ثم لقيت الآخر فقلت له مثل ذلك فقال: ما أحفظه و
لا أذكر أني سمعت منه شيئا، قال: فذكرته حديثا من الأحاديث، قال لي: ويلك سمعت
هذا من جعفر عليه السلام تعيده؟ والله لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من
خشب، اذهب قبحك الله (1).
31 - وعنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله، قال: شكوت
إلى أبي عبد الله عليه السلام قوما غلبوني على دار لي في أحمس وجيرانها نصاب والرجل
ليس منهم، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان هؤلاء الذين ذكرت قوم لهم نسب صحيح
فاستعن بهم على استخراج حقك فإنهم يفعلون، قال: فجئت إليهم، فقلت لهم: ان
جعفرا أمرني أن أستعين بكم، فقالوا لي: والله لو لم نكن بموالي جعفر لكان الواجب
علينا في صحة نسبه أن نقوم في رسالته فقاموا معي حتى استخرجوا الدار فباعوها لي
وأعطوني الثمن (2).
32 - وحدثني بعض أصحابه، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من أصحابنا
، قال: اكتريت من جمال شق محمل وقال لي: لا تهتم لزميل فلك زميل، فلما كنا بالقادسية
إذا هو قد جاءني بجار لي من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك
فأظهرت له أنى قد كنت أتمناه على ربي وأبديت له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي أن
أكون عبدا له وأخدمه كل ذلك فرقا منه قال: فإذا كل شئ وطنت نفسي عليه من
خدمته والعبودية له قد بادرني إليه فلما بلغنا المدينة قال: يا هذا، ان لي عليك حقا
ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم، قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لي على صاحبك
قال: فبهت أن أنظر في وجهه لا أدرى بما أجيبه قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فأخبرته عن الرجل وجواره منى وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن

1 - ج 7، باب أن حبهم (ع) علامة طيب الولادة " (ص 390، س 22 و 26) أقول: في
بعض النسخ بدل " خشب " " جر " وقال المحدث النوري (ره) في ذيل الكلمة " الجر جمع
الجرة من الخزف " وأيضا في جميع النسخ بدل " لم نكن بموالي جعفر " " لم يكن لمولدة جعفر
مولدة " الا في البحار فإن فيه كما في المتن.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
140

سألني الاستيذان عليك فما أجبته إلى شئ، (قال:) فأذن له، (قال:) فلم أوت شيئا من
أمور الدنيا كنت به أشد سرورا من اذنه ليعلم مكاني منه، قال: فجئت بالرجل فأقبل
عليه أبو عبد الله عليه السلام بالترحيب ثم دعا له بالمائدة وأقبل لا يدعه يتناول الا مما
كان يتناوله ويقول: " أطعم رحمك الله " حتى إذا رفعت المائدة، قال أبو عبد الله عليه السلام
" قال رسول الله صلى الله عليه وآله "، فأقبلت أستمع منه أحاديث لم أطمع أن أسمع مثلها
من أحد يرويها على أبي عبد الله عليه السلام. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام في آخر
كلامه: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فجعل لرسول الله صلى
الله عليه وآله من الأزواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله، فنحن عقب رسول الله و
ذريته، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا، قال: ثم قمنا فلم تمر بي ليلة كانت أطول
منها فلما أصبحت جئت إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له: ألم أخبرك بخبر الرجل
قال: بلى، ولكن الرجل له أصل فإن يرد الله به خيرا قبل ما سمع منا، وأن يرد به غير
ذلك منعه ما ذكرت منه من قدره أن يحكى عنا شيئا من أمرنا، قال: فلما بلغت
العراق وأنا لا أرى أن في الدنيا أحدا أنفذ منه في هذا الامر. (1)
33 - عنه، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب البجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إذا كان يوم القيامة دعى الخلائق بأسماء أمهاتهم الا نحن وشيعتنا فإنهم يدعون
بأسماء آبائهم (2).
34 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن علوان، وحدثني
عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
إذا كان يوم القيامة يدعى الناس جميعا بأسمائهم وأسماء أمهاتهم سترا من الله عليهم الا شيعة
علي عليه السلام فإنهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم وذلك أن ليس فيهم عهار (3).

(1) ج 7، " باب أن حبهم (ع) علامة طيب الولادة " (ص 390، س 29) أقول: في بعض النسخ
بدل " فبهت " " فتهيبت " وبدل " فلم اوت " " فلم أوف " وبدل " يرويها على " " يرويها عن "
أقول: قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث: " بيان - قوله " ما ذكرت منه " لعله على صيغة المتكلم، أي ما
ذكرت من صحة أصله ونسبه وهو المراد بالقدر، ويحتمل الخطاب بأن يكون الراوي ذكر له مثل هذا ".
2 و 3 - ج 3، " باب أنه يدعى الناس (أي في يوم القيامة) بأسماء أمهاتهم الا الشيعة
(ص 260، س 25 و 26)
141

10 - باب الولاية
35 - عن أبيه، عن حماد بن عيسى (فيما أعلم،) عن يعقوب بن شعيب، قال سألت
أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله عز وجل: " الا من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط الله عز وجل؟! (1).
36 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه في قول الله عز وجل، " ولتكبروا الله على
ما هداكم " قال: التكبير التعظيم لله، والهداية الولاية (2).
37 - عنه، عن أبي محمد الخليل بن يزيد، عن عبد الرحمن الحذاء، عن أبي كلدة،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الروح والراحة و -
الرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضى والرضوان والفرج والمخرج والظهور والتمكين
والغنم والمحبة من الله ومن رسوله لمن والى عليا عليه السلام وائتم به (3).
11 - باب ما هو الا الله ورسوله ونحن وشيعتنا
38 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: والله ما بعدنا غيركم، وانكم معنا في السنام الاعلى، فتنافسوا
في الدرجات (4)

1 - ج 7، باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 197، س 11)
2 - ج 7، " باب أنهم عليهم السلام الهداية والهدى والهادون في القرآن " (ص 120،
س 20).
3 - ج 7، " باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم وأنها أمان من النار " (ص 376،
س 30) أقول: سيأتي بيان منه (ره) للحديث عن قريب إن شاء الله تعالى.
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضائل الشيعة " (ص 109، س 23) قائلا بعده:
" بيان - " السنام الاعلى " بفتح السين أعلى عليين، في النهاية سنام كل شئ أعلاه " فتنافسوا
في الدرجات " أي أنتم معنا في الجنة فارغبوا في أعالي درجاتها فإن لها درجات غير متناهية صورة
ومعنى، أو أنتم في درجتنا العالية في الجنة لكن لها أيضا درجات كثيرة مختلفة بحسب القرب و
البعد منا فارغبوا في علو تلك الدرجات وهذا أظهر، قال في النهاية: التنافس من المنافسة و
هي الرغبة في الشئ والانفراد به وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه ".
142

39 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: ان لكل شئ جوهرا، وجوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله
ونحن وشيعتنا (1).
40 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن سدير، قال: قال أبو عبد الله عليه -
السلام: أنتم آل محمد، أنتم آل محمد (2).
41 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني
قال: أقبل إلي أبو عبد الله عليه السلام، فقال: يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا، يا مالك
تراك قد أفرطت في القول في فضلنا، انه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته و
عظمته فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته " ولله المثل الاعلى "
فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وفضلنا وما أعطانا الله وما أوجب
من حقوقنا، وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا
فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن،
والله يا مالك ان المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك
وتعالى ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة، وان الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما
حتى يفترقا، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله؟! (3)
12 - باب " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم "
42 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن الحلبي، عن ابن مسكان، عن مالك الجهني،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، انه ليس من قوم ائتموا بإمامهم في الدنيا الا جاء يوم -
القيامة يلعنهم ويلعنونه الا أنتم ومن كان على مثل حالكم (4).

1 - ج 15، الجزء الأول " باب فضائل الشيعة " (ص 109، س 27 و 28) قائلا بعد
الحديث الثاني: " بيان - هذا على المبالغة كقولهم: " سلمان منا أهل البيت "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، كتاب العشرة " باب حقوق الاخوان " (ص 62، س 12)
4 - ج 3، " باب أنه يدعى فيه (أي في يوم القيامة) كل أناس بإمامهم " (ص 292،
س 19).
143

43 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن مالك بن أعين
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك أما ترضون أن يأتي كل قوم يلعن بعضهم
بعضا الا أنتم ومن قال بقولكم (1).
44 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام، " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم " فقال: ندعو كل قرن من هذه
الأمة بإمامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه، وعلي عليه السلام في
قرنه، والحسن عليه السلام في قرنه، والحسين عليه السلام في قرنه، وكل إمام في قرنه
الذي هلك بين أظهرهم؟ - قال: نعم (2).
13 - باب " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى "
45 - عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن إسحاق بن عمار، عن محمد بن مسلم، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الرجل يحب الرجل ويبغض ولده، فأبى الله عز
وجل الا أن يجعل حبنا مفترضا أخذه من أخذه وتركه من تركه واجبا، فقال: " قل
لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى " (3).
46 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في
القربى " فقال: هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه وآله في أهل
بيته (4).
47 - عنه، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن العباس بن عامر القصير، عن حجاج
الخشاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول: ما يقول من عندكم
في قول الله تبارك وتعالى؟ - " قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى. " فقال: كان الحسن

1 - ج 3، " باب أنه يدعى فيه (أي في يوم القيامة) كل أناس بإمامهم " (ص
292، س 20 و 21)،
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 7، " باب أن مودتهم أجر الرسالة " (ص 49، س 16 و 18) أقول: بدل النساخ هنا
(أي عند نقل الحديث الثاني) رمز المحاسن وهو قوله " سن " اشتباها برمز البصائر " وهو قوله " ير "
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
144

البصري يقول: في أقربائي من العرب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لكني أقول لقريش
الذين عندنا: هي لنا خاصة، فيقولون: هي لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبي صلى
الله عليه وآله، إذا نزلت به شديدة من خص بها؟ أليس إيانا خص بها؟ حين أراد أن
يلاعن أهل نجران أخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر
قال لعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرون لي، أفلكم الحلو، ولنا المر؟! (1).
48 - عنه، عن الحسن بن علي الخزاز، عن مثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " قل لا أسألكم عليه أجرا الا
المودة في القربى "؟ - فقال: هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم (2).
14 - باب " أنتم أهل دين الله "
49 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن عبد الله بن
مسكان، عن أبي عمرو الكليني قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله عليه السلام، وهو متكئ
علي إذ قال يا عمرو: ما أكثر السواد يعنى الناس فقلت: أجل جعلت فداك، فقال أما
والله ما يحج لله غيركم، ولا يؤتى أجره مرتين غيركم، أنتم والله رعاة الشمس والقمر،
وأنتم والله أهل دين الله، منكم يقبل ولكم يغفر (3).
50 - عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن عبيد الله بن علي الحلبي قال: قال أبو عبد الله

1 - ج 7، " باب أن مودتهم أجر الرسالة " (ص 49، س 19 و 25) أقول - في جميع ما
عندنا من النسخ بدل " هي لنا خاصة " في الحديث الأول " ههنا خاصة " فصححناها بقرينة سياق
الكلام اما المجلسي (ره) فاعتمدا على صحة ما عنده من نسخة الكتاب قال بعد نقله: " بيان -
قوله (ع) " الذين عندنا " أي نحن نقول لقريش: المراد بالقربى الجماعة الذين عندنا، أي
أهل البيت عليهم السلام خاصة " فيقولون " أي قريش. قوله (ع) " فأبوا يقرون لي " أي بعد اتمام
الحجة عليهم في ذلك بما ذكرنا أبوا عن قبوله. وفي بعض النسخ " فأتوا بقرون لهم " أي أتوا
جمعا من المشركين وأتوا برؤوسهم، أو القرون كناية عن شجعانهم ورؤسائهم "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 7، " باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 397، س 14) أقول نقله أيضا
في ذلك الباب وتلك الصفحة (س 24) باختلاف يسير مع سند آخر من ذلك الكتاب موردا بيانا له
منها قوله: " قوله (ع) " رعاة الشمس والقمر والنجوم ". أي ترعونها وترقبونها لأوقات الصلوات
والعبادات، قال الفيروزآبادي: " راعى النجوم = راقبها وانتظر مغيبها كرعاها ".
145

عليه السلام: ما أردت أن أحدثكم ولأحدثنكم ولأنصحن لكم، وكيف لا أنصح لكم؟!
وأنتم والله جند الله، والله ما يعبد الله عز وجل أهل دين غيركم، فخذوه ولا تذيعوه
ولا تحبسوه عن أهله فلو حبست عنكم يحبس عنى (1).
51 - عن، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحليي عن أيوب بن حر، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: أنتم والله على دين الله ودين رسوله ودين علي بن أبي طالب، وما هي الا آثار
عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نكنزها (2).
15 - باب " أنتم على الحق ومن خالفكم على الباطل "
52 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان،
عن بدر بن الوليد الخثعمي قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله عليه السلام
ليودعه فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما والله انكم لعلى الحق، وان من خالفكم لعلى
غير الحق، والله ما أشك أنكم في الجنة، فانى لأرجو أن يقر الله أعينكم إلى قريب (3).
53 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: أما انه ليس عندنا لاحد من الناس حق ولا صواب الا من شئ أخذوه
منا أهل البيت، ولا أحد من الناس يقضى بحق وعدل وصواب الا مفتاح ذلك القضاء وبابه
وأوله وسببه علي بن أبي طالب عليه السلام، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطاء من
قبلهم إذا أخطأوا والصواب من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام (4).

1 - ج 7، " باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 397، س 12) وأيضا ج 1،
" باب فضل كتابة الحديث وروايته " (ص 108، س 19) قائلا بعد نقله: " بيان - لعل المراد أنى
قبل ذلك ما كنت أريد أن أحدثكم، اما لعدم قابليتكم أو للتقية ولكن الآن أحدثكم لرفع هذا
المانع، وحمله على الاستفهام الانكاري بعيد. وقوله (ع): " ولا تذيعوه " أي عند غير أهله. و
قوله (ع): " فلو جست عنكم لحبس عنى " حث على بذله لأهله، بأن الحبس عنهم يوجب الحبس
عنكم. ".
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 6)
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة " (ص 133، س 25).
4 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94، س 9).
146

16 - باب " ما على ملة إبراهيم غيركم "
54 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حسان بن
أبي علي العجلي، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، قال: دخلنا على امرأة قد
صفرتها العبادة أنا وعبابة بن ربعي، فقالت: من الذي معك؟ - قلت: هذا ابن أخيك ميثم،
قالت: ابن أخي والله حقا، أما انى سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام يقول:
ما أحد على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها برآء (1).
55 - عنه، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار،
عن عبد الرحمن بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، قال: دخلت عليها
فقالت: من أنت؟ - قلت: ابن أخيك ميثم، فقالت: أخي والله لأحدثنك بحديث جمعته من
مولاك الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، اني سمعته يقول: والذي جعل أحمس
خير بجيلة، وعبد القيس خير ربيعة، وهمدان خير اليمن، انكم لخير الفرق، ثم قال: ما
على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها برآء (2).
56 - عنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار،
عن عباد بن زياد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد، ما على ملة إبراهيم أحد غيركم،
وما يقبل الله الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم (3).
57 - عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي،
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 125، س 29 و 31) قائلا
بعد الحديث الثاني، " توضيح -: قال الجوهري: " الأحمس " الشجاع، وإنما سميت قريش
وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم. وقال: " بجيلة " حي من اليمن، ويقال: انهم من معد. وقال:
" عبد القيس " أبو قبيلة من أسد، وهو عبد القيس بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
وقال: " ربيعة الفرس " أبو قبيلة وهو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقال: " همدان "
قبيلة من اليمن ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 125، س 37)
147

النبي والذين آمنوا. " ثم قال: أنتم والله على دين إبراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى
الناس به (1).
17 - باب " أنتم على ديني ودين آبائي "
58 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى الحناط، قال: حدثني أحمد،
عن رجل، عن ابن المغيرة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: اتقوا الله ولا يخدعنكم
انسان، ولا يكذبنكم انسان، فإنما ديني دين واحد، دين آدم الذي ارتضاه الله، وإنما أنا
عبد مخلوق، ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله وما أشاء الا ما شاء الله (2).
18 - باب " نظرتم حيث نظر الله "
59 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن
يزيد بن خليفة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لنا ونحن عنده: نظرتم والله حيث
نظر الله، واخترتم من أختار الله، وأخذ الناس يمينا وشمالا وقصدتم قصد محمد صلى الله
عليه وآله، والله انكم لعلى المحجة البيضاء (3).
19 - باب المعرفة
60 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن أبي بصير، قال: سألت أبا -
عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا "
فقال: هي طاعة الله ومعرفة الإمام (4).

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 1 و 2 و 4).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 7، " باب أن الحكمة معرفة الإمام " (ص 108، س 32) أقول: فيما عندنا
من النسخ مكان " الإمام " " الاسلام ". وأيضا: نقل مثله عن تفسير العياشي في المجلد الأول
" باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وتنفعهم، وفيه تفسير الحكمة " (ص 66، س 6) وقال بعد:
" بيان - قيل: الحكمة تحقيق العلم واتقان العمل. وقيل: ما يمنع من الجهل. وقيل: هي
الإصابة في القول. وقيل: هي طاعة الله. وقيل: هي الفقه في الدين. وقال ابن دريد: كل
ما يؤدى إلى مكرمة أو يمنع من قبيح. وقيل: ما يتضمن صلاح النشأتين. والتفاسير متقاربة.
والظاهر من الاخبار أنها العلوم الفائضة الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها، وقد يطلق على العلوم
الفائضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما يعلم ".
148

61 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه
السلام، قال: لا تطعم النار واحدا وصف هذا الامر (1).
62 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي جعفر عليه
السلام، قال: اني لاعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشئ صنعتموه ولكن الله صنعه (2).
63 - عنه، عن ابن فضال، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي، قال: قيل لأبي جعفر
عليه السلام: ان عكرمة مولى ابن عباس قد حضرته الوفاة، قال فانتقل ثم قال: ان أدركته
علمته كلاما لم تطعمه النار فدخل عليه داخل فقال: قد هلك (قال:) فقال له أبي: فعلمناه،
فقال: والله ما هو الا هذا الامر الذي أنتم عليه (3).
64 - وعنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حر،
عن أبي بكر قال: كنا عنده ومعنا عبد الله بن عجلان، فقال عبد الله بن عجلان: معنا رجل
يعرف ما نعرف، ويقال: انه ولد زنا، فقال: ما تقول؟ - فقلت: ان ذلك ليقال له، فقال: إن كان
ذلك كذلك بنى له بيت في النار من صدر، يرد عنه وهج جهنم ويؤتى برزقه (4).
65 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه في قول الله تبارك وتعالى " ولتكبروا الله على
ما هديكم ولعلكم تشكرون " قال: الشكر المعرفة، وفي قوله " ولا يرضى لعباده الكفر و
ان تشكروا يرضه لكم " فقال: الكفر ههنا الخلاف، والشكر الولاية والمعرفة (5).

1 - ج 15، الجزء الأول " باب الصفح عن الشيعة " (ص 133، س 27).
2 - ج 7، " باب أن المعرفة لله تعالى " (ص 61، س 34)
3 - ج 15، الجزء الأول " باب الصفح عن الشيعة " (ص 133، س 27).
4 - ج 3، " باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا " (ص 80، س 3) قائلا بعده:
" بيان - " من صدر " أي يبنى له ذلك في صدر جهنم وأعلاه، والظاهر أنه مصحف " صبر "
بالتحريك وهو الجمد " أقول: قدمنا الإشارة إلى مجئ هذا الخبر في ذيل ص 109 في ضمن
بيان المجلسي قدس سره.
5 - ج 7، باب انهم نعمة الله والولاية شكرها " (ص 103، س 32)
149

20 - باب الحب
66 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن قاسم الحضرمي، عن مدرك بن عبد الرحمن،
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لكل شئ أساس، وأساس الاسلام حبنا أهل البيت (1)
67 - عنه، عن علي بن الحكم أو غيره، عن حفص الدهان، قال: قال لي أبو عبد الله
عليه السلام: ان فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة (2).
68 - عنه، عن محمد بن علي، عن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أي
شئ أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم؟ - فقال: أفضل ما يتقرب به العباد
إلى الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وآله وأولي الأمر،
وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: " حبنا ايمان وبغضنا كفر " (3).
69 - عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي داود
عن أبي عبد الله الجدلي، قال: قال لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: يا
أبا عبد الله، ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة، وبالسيئة التي
من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار، قلت: بلى، قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا (4).
70 - عنه، عن أبيه رحمه الله، عن يونس بن عبد الرحمن أو غيره، عن رياح بن
أبي نصر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان
جالسا في ملا من أصحابه إذ قام فزعا فاستقبل جنازة على أربعة رجال من الحبش فقال:
ضعوه ثم كشف عن وجهه فقال: أيكم يعرف هذا؟ - فقال علي بن أبي طالب عليه السلام:
أنا يا رسول الله، هذا عبد بنى رياح ما استقبلني قط الا قال: أنا والله أحبك، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يحبك الا مؤمن وما يبغضك الا كافر، وانه قد شيعه
سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل على سبعين ألف قبيل، قال: ثم أطلقه من

1 - ج 7، " باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم " (ص 376، س 32، و 33 و 34 وص
375، س 26) أقول: الحديث الأخير لم ينقله من هذا الكتاب لكنه نقله من امالي ابن الشيخ
ثم قال: " ير - ابن فضال، عن عاصم بن حميد مثله " وأظن أن " ير " محرف " سن " كما تقدم
مثله مكررا فعليك بالمراجعة حتى يتبين لك حقيقة الحال إن شاء الله تعالى.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
150

جريدة وغسله وكفنه وصلى عليه وقال: ان الملائكة تضايق به الطريق وإنما فعل به
هذا لحبه إياك يا علي (1).
71 - عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن الا وقد خلص ودي إلى قلبه، وما خلص ودي إلى قلب أحد
الا وقد خلص ود علي إلى قلبه، كذب يا علي من زعم أنه يحبني، ويبغضك قال: فقال
رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام، فأنزل الله تبارك و
تعالى " فستبصر ويبصرون، بأيكم المفتون، ودوا لو تدهن ويدهنون، ولا تطع كل حلاف
مهين قال: نزلت فيهما إلى آخر الآية (2).
72 - عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد،
عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ان ابني فاطمة اشترك في حبهما البر والفاجر، وانه كتب لي أن لا يحبني
كافر ولا يبغضني مؤمن، وقد خاب من افترى (3).
73 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر أخي
أديم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أجبتمونا على ذهب ولا فضة عندنا
قال: أيوب: قال أصحابنا: وقد عرفتم موضع الذهب والفضة (4).

1 - ج 9 " باب حبه وبغضه (أي أمير المؤمنين عليه السلام) (ص 402) قائلا بعده.
" بيان - قوله (ع) " ثم أطلقه من جريدة " لعله تصغير الجرد وهو الثوب الخلق، أي نزع ثيابه البالية "
أقول: في نسخة المحدث النوري (ره) بدل " جريدة " " حديده " فلذا قال بعد قوله: " كذا في نسختين "
مشيرا به إلى ما في نسخته: " في البحار: " جريدة "، فساق بيان المجلسي (ره) إلى آخره مثل ما مر ذكره.
2 و 3 - ج 9، باب حبه وبغضه (أي أمير المؤمنين عليه السلام) (ص 403، س 3 و 5)
أقول: ليست عبارة " قال رسول الله صلى الله عليه وآله " في البحار، وهكذا في نسخة المحدث النوري (ره) فلذا
بعد أن أضاف العبارة إلى الحديث في هامش نسخته قال: " ليست هذه العبارة في أكثر النسخ. "
4 - ج 7، " باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم " (ص 376، س 36 أقول: جعل هناك
رمز الكتاب المنقول عنه " مل " ثم ساق الحديث كما في كتابنا الحاضر وأظن أنه اشتباه فراجع حتى
يتبين لك الحال وقال بعد نقله: بيان - لعل المعنى أنى لما ذكرت هذا الخبر للأصحاب قالوا:
قد عرفتم من هذا الخبر موضع الذهب والفضة وأنه ليس لهما قدر عند الأئمة عليهم السلام،
أو المعنى أن الأصحاب ذكروا هذه الجملة في تلك الرواية فيكون من كلام الإمام عليه السلام
مخاطبا للشيعة أي لما عرفتم دناءة الذهب والفضة ورفعة درجات الآخرة ما طلبتم بحبكم لنا
الدنيا، ويحتمل أن يكون المعنى أن الأصحاب قالوا عند ذكر الخبر مخاطبين للأئمة عليهم السلام:
انكم مع معرفتكم بمواضع المعادن والكنوز وكلها بيدكم لا تعطونها شيعتكم لئلا تصير نياتهم
مشوبة، أو قال أصحابنا: قد عرفتم أن ذلك كناية عن أن خلفاء الجور موضع الذهب والفضة
وتركتموهم، أو مع علمكم بمواضعها تركتموها، ولعل الأول أظهر.
151

74 - عنه، عن علي بن الحكم، عن سعد بن أبي خلف، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الروح والراحة والفلج والفلاح
والنجاح والبركة والعفو والعافية والمعافاة والبشرى والنصرة والرضى والقرب والقرابة
والنصر والظفر والتمكين والسرور والمحبة من الله تبارك وتعالى على من أحب علي
بن أبي طالب، وحق علي أن أدخلهم في شفاعتي، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم،
وهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني، جرى في مثل إبراهيم عليه السلام وفي الأوصياء من
بعدي، لأني من إبراهيم وإبراهيم منى، دينه ديني وسنته سنتي وأنا أفضل منه، وفضلي من
فضله وفضله من فضلى، وتصديق قولي قول ربي " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (1).
75 - وعنه، عن محمد بن علي وغيره، عن الحسن بن محمد بن الفضل الهاشمي،
عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان حبنا أهل البيت لينتفع به في سبع مواطن.
عند الله، وعند الموت، وعند القبر، ويوم الحشر، وعند الحوض وعند الميزان، و

1 - ج 7، " ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم (أي الأئمة عليه السلام " (ص 377، س
5) قائلا بعده: " بيان - الروح والرحمة والفلاح والفوز والنجاة والنجاح الظفر بالمطلوب.
وقال في النهاية: " فيه: " سلوا الله العفو والعافية والمعافاة " " فالعفو " محو الذنوب " والعافية "
أن يسلم من الأسقام والبلايا، " والمعافاة " هي أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، أي يغنيك
عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم وقيل: هي مفاعلة من العفو وهو أن يعفو
عن الناس ويعفوهم عنه، (انتهى) " " والبشرى " في الدنيا على لسان أئمتهم وعند الموت وفي
القيامة " والنصرة " بالحجة. " والرضى " من الله ورضى الله عنهم. " والقرب " من الله " والقرابة "
من الأئمة " والنصر " في الرجعة " والظفر " على الأعادي في الدنيا والآخرة وكذا " التمكين "
في الرجعة " والسرور " عند الموت وفى الآخرة ".
152

عند الصراط (1).
21 - باب من أحبنا بقلبه
76 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن
أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: في الجنة ثلاث درجات، وفي النار ثلاث دركات، فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا
بقلبه ونصرنا بلسانه ويده، وفي الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه، وفي الدرجة
الثالثة من أحبنا بقلبه، وفي أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و
يده، وفي الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه، وفي الدرك الثالثة
من النار من أبغضنا بقلبه (2).
77 - عنه، عن منصور بن العباس، عن أحمد بن عبد الرحيم، عمن حدثه، عن عمرو
بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لأمير المؤمنين عليه السلام: مثلك مثل " قل هو الله أحد " فإنه من قرأها مرة فكأنما قرأ
ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات
فكأنما قرأ القرآن، وكذلك من أحبك بقلبه كان له مثل ثلث ثواب أعمال العباد، و
من أحبك بقلبه ونصرك بلسانه كان له مثل ثلثي أعمال العباد، ومن أحبك بقلبه ونصرك
بلسانه ويده كان له مثل ثواب أعمال العباد (3).
22 - باب من مات لا يعرف إمامه
78 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الدهان قال:

1 - ج 7، " باب ما ينفع حبهم فيه من المواطن " (ص 391، س 30) قائلا بعده: " بيان -
" عند الله " أي في الدنيا بقربه لديه، أو استجابة دعائه وقبول أعماله، أو في درجات الجنة، أو
عند الحضور عند الله للحساب، فيكون أوفق بالخبر السابق ".
2 و 3 - ج 7، " باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم " (ص 377، س 14 و 17 قائلا بعد
الحديث الثاني: " بيان - لعل المراد ثواب أعمال العباد من غير المحبين، أو أعمالهم غير الحب أي
أعمال الجوارح، والأظهر أن المراد أنهم يعطون مثل ثواب أعمال العباد استحقاقا وإن كان
ما يتفضل عليهم أكثر ".
153

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من مات وهو لا يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية " فعليكم بالطاعة، قدر أتيم أصحاب علي وأنتم تأتمون بمن لا يعذر
الناس بجهالته، لنا كرائم القرآن ونحن أقوام افترض الله طاعتنا، ولنا الأنفال ولنا
صفو المال (1).
79 - عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن أبي اليسع عيسى بن السرى،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. ان الأرض لا تصلح الا بالإمام، ومن مات لا يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه وأهوى
بيده إلى صدره يقول: لقد كنت على أمر حسن (2).
80 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " من مات ليس له إمام
مات ميتة جاهلية " فقال: نعم، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين عليهما السلام وتركوا
عبد الملك بن مروان اهتدوا، فقلنا: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، ميتة كفر؟ -
فقال: لا، ميتة ضلال (3).

1 - ج 7، " باب وجوب معرفة الإمام " (ص 17، س 27 " قائلا بعد نقله: " بيان -
قوله (ع) " قد رأيتم أصحاب علي (ع) " أي طاعتهم له، فالمراد خواصهم أو رجوعهم عنه وكفرهم
بعد اطاعتهم له كالخوارج. قوله (ع) " لنا كرائم القرآن " أي نزلت فينا الآيات الكريمة و
نفائسها وهي ما تدل على فضل ومدح، والمراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت
عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل بأصول الدين وفروعه).
2 - ج 7، " باب وجوب معرفة الإمام " (ص 16، س 32) أقول: تقدم الحديث في كتاب
عقاب الأعمال (وهو الحديث السادس والأربعون من الكتاب) مع اختلاف يسير ومع بيان من المجلسي
(ره) له فراجع (ص 92، س 14).
3 - ج 7، " باب معرفة الإمام " (ص 16، س 34) قائلا بعده: بيان - لعله عليه السلام
إنما نفى الكفر لأن السائل توهم أنه يجري عليه أحكام الكفر في الدنيا فنفى ذلك وأثبت له
الضلال عن الحق في الدنيا وعن الجنة في الآخرة فلا يدخل الجنة أبدا فلا ينافي الاخبار الآتية التي
أثبتوا فيها لهم الكفر، لأن المراد بها أنهم في حكم الكفار في الآخرة، ويحتمل أن يكون نفى
الكفر لشمول من لا يعرف المستضعفين لأن فيهم احتمال النجاة من العذاب فسائر الاخبار محمولة
على من سواهم، وسيأتي القول في ذلك في كتاب الكفر والايمان إن شاء الله تعالى.
154

81 - عنه، عن النضر، عن يحيى، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: قال أبي: من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية (1).
82 - عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان النخعي، قال حدثني الحارث
بن المغيرة النضري قال: سمعت عثمان بن المغيرة يقول: حدثني الصادق، عن علي
عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات بغير إمام جماعة مات ميتة
جاهلية، قال الحارث بن المغيرة: فلقيت جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: نعم، قلنا: -
فمات ميتة جاهلية؟ - قال: ميتة كفر وضلال ونفاق (2).
83 - عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بشير العطار، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم " ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله:)
وعنى إمامكم، وكم من إمام يجئ يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، نحن ذرية
محمد صلى الله عليه وآله وأمنا فاطمة (عليها السلام) وما آتي الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد آتاه
محمدا صلى الله عليه وآله كما آتي المرسلين من قبله ثم تلا " ولقد أرسلنا رسلا من
قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " (3).
84 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: لما أنزلت. " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " قال المسلمون: يا
رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا رسول الله
إلى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله، يقومون
في الناس فيكذبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، ألا فمن والاهم واتبعهم
وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس
مني ولا معي وأنا منه برئ (4).
85 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن
يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام فموته ميتة

1 - ج 7، " باب وجوب معرفة الإمام " (ص 17، س 2 و 3).
2 - ج 7، " باب وجوب معرفة الإمام " (ص 17، س 2 و 3).
3 - ج 7، " باب الآيات الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة " (ص
145، س 22 و 24).
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
155

جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، ومن مات وهو عارف لإمامه لا يضره تقدم
هذا الامر أو تأخره، ومن مات عارفا لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه (1).
23 - باب الأهواء
86 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن سعيد بن
يسار، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو على سرير فقال: يا سعيد ان طائفة
سميت المرجئة، وطائفة سميت الخوارج، وسميتم الترابية (2).
87 - وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن حبيب الخثعمي
والنضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن حبيب قال: قال لنا أبو عبد الله
عليه السلام: ما أحد أحب إلي منكم، ان الناس سلكوا سبلا شتى، منهم من أخذ بهواه،
ومنهم من أخذ برأيه، وانكم أخذتم بأمر له أصل. وفي حديث آخر لحبيب، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: ان الناس أخذوا هكذا وهكذا، فطائفة أخذوا بأهوائهم، وطائفة
قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرواية، والله هداكم لحبه وحب من ينفعكم حبه عنده (3).
88 - عنه، عن ابن فضال، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون، عن بشير الدهان،
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس
منهم أحد الا وهو يرى أنه على الحق، وانكم إنما أجبتمونا في الله، ثم تلا " أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم " " وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا " " من يطع
الرسول فقد أطاع الله " " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "
ثم قال: والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء، ثم قال:
" ومن ذريته داود وسليمان " إلى قوله: " ويحيى وعيسى " (4).
89 - وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن النضر، عن الحلبي، عن بشير في حديث
سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الأهواء عند أبي عبد الله عليه السلام قال: لا والله
ما هم على شئ مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله الا استقبال الكعبة فقط (5).

1 - ج 7، " باب وجوب معرفة الإمام، وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية " (ص 17، س 5).
2 و 3 (بجزئيه) و 4 و 5 - ج 15، الجزء الأول " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126،
س 7 و 8 و 9 و 10 و 15) قائلا بعد الحديث الرابع: " بيان - " والله لقد نسب الله " أقول: استدل
بذلك على أنهم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ".
156

24 - باب الرافضة
90 - عنه، عن علي بن أسباط، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: والله لنعم الاسم الذي منحكم الله ما دمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا قال: و
قال لي أبو عبد الله عليه السلام هذا القول اني كنت خبرته ان رجلا قال لي: إياك أن
تكون رافضيا (1).
91 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحام،
عن أبي الجارود قال: أصم الله أذنيه كما أعمى عينيه ان لم يكن سمع أبا جعفر عليه السلام
يقول: ان فلانا سمانا باسم، قال: وما ذاك الاسم؟ - قال: سمانا الرافضة، فقال أبو جعفر عليه
السلام بيده إلى صدره: " وأنا من الرافضة وهو منى " قالها ثلاثا (2)
92 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سليمان
الديلمي، عن رجلين، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك اسم
سمينا به استحلت به الولادة دماءنا وأموالنا وعذابنا، قال: وما هو؟ - قال: الرافضة، فقال
أبو جعفر عليه السلام: ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلام
فلم يكن في قوم موسى عليه السلام أحد أشد اجتهادا ولا أشد حبا لهارون منهم فسماهم قوم
موسى الرافضة، فأوحى الله إلى موسى: أن ثبت لهم هذا الاسم في التوراة فانى قد نحلتهم
وذلك اسم قد نحلكموه الله (3).

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضل الرفضة ومدح التسمية بها " (ص 127، س
25 و 27 و 29) قائلا بعد الحديث الأول: " بيان - " انى كنت " أي إنما قال عليه السلام هذا القول
لأني كنت أخبرته ". أقول: الظاهر سقوط كلمة " مشيرا " قبل قوله " بيده " في الحديث الثاني.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
157

25 - باب الشيعة
93 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام، قال: سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: إن ولي علي إن تزل به قدم ثبتت أخرى (1).
26 - باب خصائص المؤمن
94 - عنه، عن أبيه عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة قال:
سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله عز وجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الامر؟ - فقال: إنما هذه للمؤمنين خاصة، قلت له:
أصلحك الله أرأيت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف
ولا ينصب؟ - فقال: ان الله يدخل أولئك الجنة برحمته (2).
95 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن الخطاب الكوفي ومصعب
بن عبد الله الكوفي قالا: دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله عليه السلام وعنده جماعة
من أصحابه، فقال له: يا سدير لا تزال شيعتنا مرعبين محفوظين مستورين معصومين ما
أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم وصحت نياتهم لأئمتهم وبروا إخوانهم
فعطفوا على ضعيفهم وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم، انا لا نأمر بظلم ولكنا نأمركم بالورع
الورع الورع والمواساة المواساة المواساة لإخوانكم فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين
قليلين منذ خلق الله آدم عليه السلام (3)
96 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ستة لا تكون في مؤمن، قيل: وما هي

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب النهى عن التعجيل على الشيعة وتمحيص ذنوبهم " (ص
156، س 21)
2 - ج 15، الجزء الثالث، " باب المستضعفين والمرجون لأمر الله " (ص 20، س 20)
وأيضا ج 7، " باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 397، س 16).
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب صفات الشيعة وأصنافهم وذم الاغترار والحث على العمل
والتقوى " (ص 143، س 7).
158

العسر والنكد واللجاجة والكذب والحسد والبغي، وقال: لا يكون المؤمن مجازفا (1).
27 - باب الانفراد
97 - عنه، عن الحسن بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي أمية يوسف بن
ثابت بن أبي سعيد، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان تكونوا وحدانيين فقد كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وحدانيا يدعو الناس فلا يستجيبون له، وقد كان أول من استجاب
له علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت منى
بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ". (2)
98 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن شجرة، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: ما من مؤمن الا وقد جعل الله له من ايمانه أنسا يسكن إليه حتى لو كان
على قلة جبل يستوحش إلى من خالفه (3).
99 - عنه، عن ابن فضال، عن أبن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا -
عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى: " ما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي

1 - ج 15، الجزء الأول. " باب علامات المؤمن وصفاته " (ص 79، س 20) قائلا بعده:
" بيان - " العسر " الشدة في المعاملات وعدم السهولة. و " النكد " العسر والخشونة في المعاشرات،
أو قلة العطاء والبخل وهو أظهر، في القاموس " نكد عيشهم كفرح = اشتد وعسر، والبئر قل
ماؤها، ونكد فلانا كنصر = منعه ما سأله أو لم يعطه الا أقله، والنكد بالضم = قلة العطاء ويفتح "
و " اللجاجة " الخصومة. قوله (ع) " محاربا " أي بغير حق، وفي بعض النسخ " مجازفا " والجزاف
معرب گزاف وهو بيع الشئ لا يعلم كيله ولا وزنه والمجازفة في البيع = المساهلة فيه، قال في
المصباح: " يقال لمن يرسل كلامه إرسالا من غير قانون: جازف في كلامه، فأقيم نهج الصواب
مقام الكيل والوزن، انتهى " وأقول: كأنه المراد هنا، وفي بعض النسخ بالحاء والراء المهملتين
و " المحارف " بفتح الراء = المحروم المحدود الذي سد عليه أبواب الرزق، وفي كونه منافيا للايمان
الكامل اشكال إلا أن يكون مبنيا على الغالب " فعلم أن النسخ بالنسبة إلى كلمة " مجازفا " مختلفة.
2 و 3 - ج 15، الجزء الأول، " باب الرضى بموهبة الايمان وأنه من أعظم النعم ".
(ص 40، س 10 و 13) قائلا بعد الحديث الثاني: " بيان - " القلة " بالضم أعلى الجبل، وقلة كل
شئ أعلاه. " يستوحش إلى من خالفه " أي ممن خالفه والظاهر " لم يستوحش " كما في
بعض النسخ بتضمين معنى الميل، أي لم يستوحش من الوحدة فيميل إلى من خالفه في الدين ويأنس
به، في القاموس: " الوحشة = الهم والخلوة والخوف، واستوحش = وجد الوحشة ".
159

عن المؤمن فانى أحب لقاءه ويكره الموت، فأزويه عنه، ولو لم يكن في الأرض الا مؤمن
واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من ايمانه أنسا لا يحتاج معه إلى أحد (1)
100 - عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى: " ليأذن بحرب منى مستذل عبدي المؤمن،
وما ترددت عن شئ كترددي في موت المؤمن، اني لأحب لقاءه ويكره الموت، فأصرفه
عنه، وانه ليدعوني في الامر فأستجيب له لما هو خير له وأجعل له من ايمانه أنسا لا يستوحش
فيه إلى أحد (2).
101 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر أخي أديم،
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر أحدكم لو كان على قلة جبل، يجوع يوما ويشبع
يوما إذا كان على دين الله (3).
28 - باب [كذا في جميع ما عندي من النسخ]
102 - عنه، عن أبيه، وحسن بن حسين، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، قال:
خرج أبو جعفر عليه السلام على أصحابه يوما وهم ينتظرون خروجه فقال لهم: تنجزوا
البشرى من الله، ما أحد يتنجز البشرى من الله غيركم (4).
103 - عنه، عن ابن فضال، عن أبي كهمس، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
قال: أخذ الناس يمينا وشمالا ولزمتم أهل بيت نبيكم فأبشروا، قال: قلت: جعلت فداك
أرجو أن لا يجعلنا الله وإياهم سواء، فقال: لا والله، لا والله، ثلاثا (5).

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الرضى بموهبة الايمان، وأنه من أعظم النعم "
(ص 40، س 16 و 18 و 24) قائلا بعد الحديث الثاني: " بيان - " ليأذن بحرب منى " أي ليعلم أني
أحاربه، كناية عن شدة غضبه عليه، أو أنه في حكم محاربي كما قال تعالى: " فإن لم تفعلوا فاذنوا
بحرب من الله ورسوله "، قال الطبرسي: أي أعلموا بحرب، والمعنى أنكم في امتناعكم حرب لله
ولرسوله. وقوله: " لاستغنيت به " أي لاقمت نظام العالم وأنزلت الماء من السماء ورفعت عن
الناس العذاب والبلاء لوجود هذا المؤمن، لأن هذا يكفي لبقاء هذا النظام " لا يستوحش
فيه " كأن كلمة " في " تعليلية والضمير للايمان، وليست هذه الكلمة في أكثر الروايات وهو
أظهر " أقول: في غالب النسخ بدل " ليأذن " " أن نبئ ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة أهل دين الله " (ص 126، س 17 و 18) وفيه
بدلا " تنجزوا " " تحروا " وبدل " يتنجز " " يتحرى ".
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
160

104 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن بريد العجلي وزرارة
بن أعين ومحمد بن مسلم، قالوا: قال لنا أبو جعفر عليه السلام: ما الذي تبغون أما انه
لو كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم، ولفزعنا نحن إلى نبينا (صلى الله
عليه وآله) وفزعتم إلينا، فأبشروا، ثم أبشروا، ثم أبشروا، ألا والله لا يسويكم الله و
غيركم، لا ولا كرامة لهم (1).
29 - باب [كذا فيما عندي من نسخ المحاسن]
105 - عنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي داود الحداد، عن موسى بن بكر،
قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل في المجلس: أسأل الله الجنة، فقال أبو -
عبد الله عليه السلام: أنتم في الجنة فاسئلوا الله أن لا يخرجكم منها، فقلنا: جعلنا فداك
نحن في الدنيا، فقال: ألستم تقرون بإمامتنا؟ - قالوا: نعم، فقال: هذا معنى الجنة، الذي
من أقر به كان في الجنة فاسئلوا الله أن لا يسلبكم (2).
106 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عمن أخبره،
عن أبي جعفر عليه السلام، أنه قال: لن تطعم النار من وصف هذا الامر (3).
30 - باب التزكية
106 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله
عليه السلام، قال: عرفتمونا وأنكرنا الناس، وأحببتمونا وأبغضنا الناس، ووصلتمونا و

1 ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 20). أقول:
قال بعد حديث يقرب من ذلك في المضمون بعد نقله في ذلك الجزء من الكتاب في باب فضائل
الشيعة (ص 110، س 14): " بيان - قوله (ع) " ما تبغون " أي أي شئ تطلبون في جزاء
تشيعكم وبإزائه؟! ".
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة وشفاعة أئمتهم صلوات الله عليهم
فيهم " (ص 129، س 4) قائلا بعده: " بيان - لما كانت الولاية سببا لدخول الجنة سميت بها
مبالغة لا أنه ليست الجنة إلا ذلك ".
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة " (ص 129، س 7) قائلا بعده: " بيان -
المراد بوصف هذا الامر معرفة الإمامة والاعتقاد بها وبما تستلزمه من سائر العقائد التي وصفوها ".
161

قطعنا الناس، رزقكم الله مرافقه محمد (صلى الله عليه وآله) وسقاكم من حوضه (1).
108 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي،
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وصلتم وقطع الناس، وأحببتم وأبغض الناس، و
عرفتم وأنكر الناس، وهو الحق (2).
109 - عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بشير الدهان، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا، وقد يكون
حب في الله ورسوله وحب في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان
في الدنيا فليس بشئ ثم نفض يده (3).
110 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان،
عن الحارث بن المغيرة النضري، عن محمد بن شريح قال: كنت عند الشيخ عليه السلام
فقال لي: جحد الناس جحد الناس يا محمد وآمنتم بالله حقا (4).
111 - عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وآله على محبته فقال:
" انك لعلى خلق عظيم. " وقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا. " و
قال: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوض إلى علي
(عليه السلام) فسلمتم وجحد الناس، فوالله فبحسبكم أن تقولوا إذا قلنا، وتصمتوا إذا
صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله (5).
112 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 22 و
23 و 24)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - هذا الخبر لم أظفر به في البحار فإن ظفرت به أعرف موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله.
5 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94، س 23) " وفيه بدل
" فبحسبكم " " لنحبكم " قائلا بعده: " توضيح - قوله (ع) " أدب نبيه على محبته " أي على
نحو ما أحب وأراد، فيكون الظرف صفة لمصدر محذوف. ويحتمل أن يكون كلمة " على "
تعليلية، أي علمه وفهمه ما يوجب تأدبه بآداب الله وتخلقه بأخلاق الله لحبه إياه، وأن تكون
حالا عن فاعل " أدب " أي حال كونه محبا له وكائنا على محبته، أو عن مفعوله، أو المراد أنه
علمه ما يوجب محبته لله، أو محبة الله له. قوله (ع): ونحن فيما بينكم وبين الله ". أي نحن
الوسائط في العلم وسائر الكمالات بينكم وبين الله، فلا تسألوا عن غيرنا، أو نحن شفعاؤكم إلى الله ".
162

عليه السلام، قال: أنتم والله نور في ظلمات الأرض (1).
31 - باب [كذا فيما عندي من نسخ المحاسن]
113 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عن علي بن
عبد العزيز، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم
ورؤيتكم وزيارتكم، وإني لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوا على ذلك بورع أنا
في المدينة بمنزلة الشعرة أتقلقل حتى أرى الرجل منكم فأستريح إليه (2).
114 - عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عبد الله بن الوليد،
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ونحن جماعة: إني لأحب رؤيتكم وأشتاق إلى
حديثكم (3).
32 - باب " المؤمن صديق شهيد "
115 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن
عمرو بن مروان، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن أرقم، عن الحسين بن علي عليهما -
السلام قال: ما من شيعتنا إلا صديق شهيد، قال: قلت: جعلت فداك أنى يكون ذلك و

1 - ج 15، ج 1، " باب فضائل الشيعة " (ص 109، س 30) قائلا بعده: " بيان - " النور " ما
يصير سببا لظهور الأشياء، والظلمة ضده، والعلم والمعرفة والايمان مختصة بالشيعة لأخذهم
جميع ذلك عن أئمتهم عليهم السلام، ومن سواهم من الكفرة والمخالفين فليس معهم إلا الكفر
والضلالة فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في ظلمات الأرض. "
2 و 3 - ج 15، ج 1، " باب فضائل الشيعة " (ص 109، س 32 و 37) وفيه في الحديث
الأول: بدل " الشعرة " " الشعيرة " قائلا بعده " توضيح - " الأرواح " هنا اما جمع الروح
بالضم، أو بالفتح وهو الرحمة ونسيم الريح " وانى لعلى دين الله " أي أنتم أيضا كذلك وملحقون
بنا " فأعينونا " على شفاعتكم بالورع عن المعاصي. " بمنزلة الشعيرة " أي في قلة الأشباه والموافقين
في المسلك والمذهب، وفي بعض النسخ " الشعرة " أي كشعرة بيضاء مثلا في ثور أسود وهو أظهر.
و " التقلقل " = التحرك والاضطرار و " الاستراحة " = الانس والسكون ".
163

عامتهم يموتون على فراشهم؟ - فقال: أما تتلو كتاب الله في الحديد " والذين آمنوا بالله
ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم. " قال: فقلت: كأني لم أقرأ هذه الآية
من كتاب الله عز وجل قط، قال: لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول لكان الشهداء قليلا (1).
116 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن ابن
مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا أبا محمد إن الميت منكم
على هذا الامر شهيد، قلت: وإن مات على فراشه؟ - قال: أي والله، وان مات على فراشه،
حي عند ربه يرزق (2).
117 - عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن
عاصم، عن منهال القصاب، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ادع الله لي بالشهادة، فقال:
المؤمن لشهيد حيث مات، أو ما سمعت قول الله في كتابه: " والذين آمنوا بالله ورسله
أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " (3).
118 - عنه، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبان بن تغلب قال:
كان أبو عبد الله عليه السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما
يصنعون بهذا؟ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا و
إن ماتوا على فراشهم (4).
119 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن مالك الجهني،
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك إن الميت منكم على هذا الامر شهيد
بمنزلة الضارب في سبيل الله. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر رجلا من شيعتنا أية
ميتة مات، أكله السبع، أو أحرق بالنار، أو غرق، أو قتل، هو والله شهيد (5).

1 - هذه الأخبار لم أجدها في مظانها من البحار بل ظهر لي من بعض القرائن
أنها سقطت من نسخة البحار المطبوعة لكون الأصل المأخوذ منه النسخة المطبوعة مشوشا
والله أعلم فإن أجدها أشر إلى مواضعها في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى نعم نقل ترجمة الحديث
الأول في حياة القلوب، في المجلد الثالث، في الفصل الحادي عشر، في ذيل الآية الرابعة (وهي
الآية المذكورة في الخبر) بهذه العبارة " وبرقى در محاسن بسند معتبر از حضرت إمام حسين (ع)
روايت كرده است، " فساق ترجمة الخبر إلى آخرها.
2 - ج 3، " باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه " (ص 160، س 17).
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
164

33 - باب الموالاة في الله والمعاداة
120 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حكم بن أيمن،
عن ميسر بن عبد العزيز النخعي، عن أبي خالد الكابلي قال: أتى نفر إلى علي بن الحسين
بن علي (عليهم السلام) فقالوا: ان بنى عمنا وفدوا إلى معاوية بن أبي سفيان طلب رفده
وجائزته، وإنا قد وفدنا إليك صلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال علي بن الحسين
عليه السلام: " قصيرة من طويلة ": من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا وعادى عدونا لا لشحناء
كانت بينه وبينه أتى الله يوم القيامة مع محمد (صلى الله عليه وآله) وإبراهيم وعلي
(عليهما السلام) (1).
121 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن
عمر بن مدرك أبي علي الطائي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي عرى الايمان أوثق؟ -
فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: قولوا، فقالوا: يا بن رسول الله الصلاة، فقال: ان للصلاة
فضلا ولكن ليس بالصلاة، قالوا: الزكاة، قال: ان للزكاة فضلا وليس بالزكاة، فقالوا: صوم
شهر رمضان، فقال: إن لرمضان فضلا وليس برمضان، قالوا: فالحج والعمرة، قال: إن
للحج والعمرة فضلا وليس بالحج والعمرة، قالوا: فالجهاد في سبيل الله، قال: إن للجهاد
في سبيل الله فضلا وليس بالجهاد، قالوا: فالله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله، توالى ولي الله و
تعادى عدو الله (2).

1 - ج 7، " باب وجوب موالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم " (ص 379، س 28 و 33)
قائلا بعده: " بيان - قوله (ع) " قصيرة من طويلة " إما من كلام الراوي أي اقتصر (ع)
من الكلام الطويل على قليل يغنى غناءه، أو من كلامه (ع) بأن يكون معمولا لفعل محذوف أي خذها
كما هو المتعارف، أو خبر مبتدأ محذوف، أي هذه، ثم الظاهر أن قول الراوي. " ان بنى
عمنا " حكاية عن الزمان السالف إن كان إتيانهم في زمان إمامته (ع) كما هو الظاهر من السياق و
من الراوي، فتفطن، وسيأتي في باب حبهم " إلى الحسين " فلا يحتاج إلى تكلف. " أقول: " قصيرة
عن طويلة " مثل، قال الميداني في مجمع الأمثال بعد نقله: " قال ابن الاعرابي: القصيرة التمرة
والطويلة النخلة، يضرب لاختصار الكلام " أقول: ذكر الفيروزآبادي في القاموس مثله.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
165

34 - باب قبول العمل
112 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين
الجهني وعن ابن فضال، عن أبي جميلة النخاس، عن مالك بن أعين الجهني قال: قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم
وتدخلوا الجنة؟ - قال: " ورواه أبي، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان ". (1)
123 - عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، وعبد الله بن بكير، عن يوسف بن
ثابت، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل،
ثم قال: ألا ترى أنه قال تبارك وتعالى: " وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا
بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون " (2).
124 - عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله عز وجل: " يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم
وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وما جعل عليكم

1 - ج 15، الجزء الأول " باب الصفح عن الشيعة " (129 س 8) قائلا بعده: " بيان -
قوله (ع) وتكفوا ألسنتكم " أي عما يخالف النقية، أو عن الأعم منه ومن سائر ما نهى الله عنه،
والتخصيص باللسان لأن أكثر المعاصي تصدر منه وبتوسطه كما روى: " وهل يكب الناس في
النار إلا حصائد ألسنتهم ".
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة " (ص 129، س 12) قائلا بعده:
بيان - قوله (ع) " لا يضر مع الايمان عمل " أي ضررا عظيما يوجب الخلود في النار، أو المراد
بالايمان ما يدخل فيه اجتناب الكبائر، أو المراد بالضرر عدم القبول وهو بعيد، وعلى الأولين
الاستشهاد بالآية لقوله: " ولا ينفع مع الكفر عمل " والآية في سورة التوبة هكذا " ألا انهم
كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون " وقال تعالى
بعدها بآيات كثيرة: " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، انهم كفروا بالله و
رسوله وماتوا وهم فاسقون " وقال في أواخر السورة: " وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم
رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " فلما كانت الآيات كلها في شأن المنافقين يمكن أن
يكون (هو عليه السلام) نقلها بالمعنى إشارة إلى أن كلها في شأنهم وأن عدم القبول مشروط بالموت
على النفاق والكفر مع أنه يحتمل كونها في قراءتهم عليهم السلام هكذا أو كونها من تحريف
النساخ. "
166

في الدين من حرج " في الصلاة والزكاة والصوم والخير إذا تولوا الله ورسوله (صلى الله
عليه وآله) وأولي الأمر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم (1).
125 - عنه، عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي برحة الرياح، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال، الناس سواد أو أنتم حاج (2).
126 - عنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال:
قلت له: إني خرجت بأهلي فلم أدع أحدا ألا خرجت به إلا جارية لي نسيت فقال: ترجع
وتذكر إن شاء الله، ثم قال: فخرجت بهم لتسد بهم الفجاج؟ - قلت: نعم، قال: والله ما يحج
غيركم ولا يتقبل الا منكم (3).
127 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمرو بن أبان الكلبي قال: قال
لي أبو عبد الله عليه السلام: ما أكثر السواد؟! قلت: أجل يا بن رسول الله، قال: أما والله
ما يحج لله غيركم، ولا يصلي الصلاتين غيركم، ولا يؤتى أجره مرتين غيركم، وإنكم
لرعاة الشمس والقمر والنجوم وأهل الدين، ولكم يغفر ومنكم يقبل (4).
128 - عنه، عن ابن فضال، عن الحارث بن المغيرة، قال: كنت عند أبي عبد الله
عليه السلام جالسا، فدخل عليه داخل فقال: يا بن رسول الله ما أكثر الحاج العام؟! فقال:
ان شاؤوا فليكثروا وان شاؤوا فليقلوا والله ما يقبل الله إلا منكم ولا يغفر إلا لكم

1 - ج 7، " باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 397، س 19).
2 - هذا الخبر لم أجده في مظانه من البحار فإن ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله.
3 - ج 7، " باب انه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية " (ص 397، س 21) قائلا بعده:
" بيان - قوله (ع) " لتسد بهم الفجاج " أي تملأ بهم ما بين الجبال من عرفات ومشعر ومنى ".
4 - ج 7، باب أنه لا تقبل الأعمال الا بالولاية " (ص 397، س 24) قائلا بعده: " بيان
لعل المراد بالصلاتين الفرائض والنوافل، أو السفرية والحضرية، أو الصلوات الخمس والصلاة
على النبي صلى الله عليه وآله، أو التفريق بين الصلاتين فإنهم يبتدعون في ذلك. قوله (ع) " رعاة الشمس
والقمر والنجوم " أي ترعونها وترقبونها لأوقات الصلاة والعبادات، قال الفيروزآبادي:
" راعى النجوم = راقبها وانتظر مغيبها كرعاها ".
167

ورواه النضر، عن يحيى الحلبي، عن الحارث (1).
129 - محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الكريم وهو كرام بن عمرو
الخثعمي، عن عمر بن حنظلة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان آية في القرآن
تشككني، قال: وما هي؟ - قلت: قول الله " إنما يتقبل الله من المتقين " قال: وأي شئ شككت
فيها؟ - قلت: من صلى وصام وعبد الله قبل منه؟ - قال: إنما يتقبل الله من المتقين العارفين،
ثم قال: أنت أزهد في الدنيا أم الضحاك بن قيس؟ - قلت: لا بل الضحاك بن قيس، قال: فإن ذلك
لا يتقبل منه شئ مما ذكرت (2)
35 - باب [كذا فيما عندي من نسخ المحاسن]
130 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن
عبدا عبد الله ألف عام ثم ذبح كما يذبح الكبش ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله
عليه عمله (3).
131 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن ميسر، عن أبيه النخعي
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة؟ - قال: فما كان منا
أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه فقال: مكة، فقال: أي بقاعها أعظم حرمة؟ - قال: فما كان
منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه فقال: ما بين الركن إلى الحجر، والله لو أن عبدا
عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه هرما ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله (4).
132 عنه، عن بعض أصحابه، محمد بن علي أو غيره، رفعه قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: أكان حذيفة بن اليماني يعرف المنافعين؟ - فقال: أجل كان يعرف إثنى
عشر رجلا وأنت تعرف إثنى عشر ألف رجل، إن الله تبارك وتعالى يقول: " ولتعرفنهم
بسيماهم، ولتعرفنهم في لحن القول " فهل تدرى ما
لحن القول؟ - قلت: لا والله، قال: بغض

1 - ج 7، " باب أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية " (ص 397، س 28 و 30 و 33 و 35)
قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - العلباء بالكسر عصب العنق ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
168

علي بن أبي طالب (عليه السلام) ورب الكعبة (1).
133 عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن حنان بن أبي علي، عن ضريس الكناسي
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله " وهدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى
صراط الحميد " فقال: هو والله هذا الامر الذي أنتم عليه (2).
36 باب ما نزل في الشيعة من القرآن
134 عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي علي حسان العجلي قال: سال رجل
أبا عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله عز وجل: " لا يستوى الذين يعلمون والذين
لا يعلمون، إنما يتذكر أولوا الألباب " قال: نحن " الذين يعلمون " وعدونا " الذين
لا يعلمون " وشيعتنا " أولوا الألباب " (3).
135 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا ومعلى
بن خنيس علي أبي عبد الله عليه السلام فاذن لنا وليس هو في مجلسه فخرج علينا من
جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب، فلما نظر إلينا رحب فقال: مرحبا بكما
وأهلا ثم جلس وقال: أنتم أولو الألباب في كتاب الله، قال الله تبارك وتعالى: " إنما
يتذكر أولو الألباب " فأبشروا فأنتم على أحدى الحسنيين من الله، أما أنكم إن بقيتم
حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم، وأذهب غيظ قلوبكم، وأدالكم على

1 - لم أجده في البحار فإن ظفرت به أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 26) قائلا
بعده: " بيان - قوله (ع) " وهدوا إلى الطيب من القول ". في المجمع " أي أرشدوا في الجنة
إلى التحيات الحسنة يحيى بعضهم بعضا ويحييهم الله وملئكته بها، وقيل: معناه أرشدوا إلى شهادة
أن " لا إله إلا الله والحمد لله " عن ابن عباس وزاد ابن زيد " والله أكبر " وقيل: معناه ارشدوا إلى
القرآن، عن السدى. وقيل: إلى القول الذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم وقيل: إلى
ذكر الله فهم به يتنعمون " وهدو إلى صراط الحميد " والحميد هو الله المستحق للحمد المستحمد
إلى عباده بنعمه، أي الطالب منهم ان يحمدوه وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " ما أحد أحب إليه
الحمد من الله عز ذكره " و " صراط الحميد " طريق الاسلام وطريق الجنة " (انتهى) وظاهر الخبر
ان المراد به الهداية في الدنيا ويحتمل الآخرة أي يثبتون على العقائد الحقة ويظهرونها ويلتذون بها ".
3 ج 15، الجزء الأول، " باب فضائل الشيعة " (ص 110، س 1).
169

عدوكم، وهو قول الله تبارك وتعالى: " ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم "،
وإن مضيتم قبل ان تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه وبعثه عليه (1).
136 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان بن خالد قال:
كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ يا سليمان وأنا في هذه الآيات
التي في آخر " تبارك " " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله
إلا بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف، " فقال: هذه فينا أما والله لقد
وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني، إقرأ يا سليمان: فقرأت حتى انتهيت إلى قوله " إلا من تاب
وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " قال: قف، هذه فيكم، انه يؤتى
بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل فيكون هو الذي يلي
حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا فشيئا، فيقول: عملت كذا وكذا، في يوم كذا، في ساعة
كذا، فيقول: أعرف يا رب قال: حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول، أعرف،
فيقول: سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع
صحيفته للناس، فيقولون: سبحانه الله، أما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة فهو قول الله
عز وجل " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " قال: ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله " والذين
لا يشهدون الزور، وإذا مروا باللغو مروا كراما " فقال، هذه فينا، ثم قرأت " والذين إذا
ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " فقال: هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا
لم تشكوا، ثم قرأت: " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين: إلى
آخر السورة " فقال: هذه فينا (2).

1 - ج 15، الجزء الأول " باب ان الشيعة هم أهل دين الله " (ص 126، س 34).
وقال أيضا في هذا الجزء، (ص 111، س 22) في باب فضائل الشيعة، بعد نقل مثله إلى قوله تعالى
" إنما يتذكر أولوا الألباب " عن تفسر العياشي: بيان - كأن المراد بالجلباب هنا الرداء مجازا
أو القميص، في القاموس " الجلباب " كسرداب وسنمار = القميص، وثوب واسع للمرأة دون
الملحفة، أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار "
2 ج 7، " باب جوامع ما نزل فيهم (ع) ونوادرها " (ص 175، س 37) وأيضا ج 15، ج 1
" باب الصفح عن الشيعة " (ص 141، س 26) لكن إلى قوله تعالى: " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات "
وفيه في الموضعين بدل " ولا سيئة " " سيئة "
170

137 عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله " ان عبادي ليس لك عليهم سلطان " فقال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان،
قلت: وكيف وفيهم ما فيهم؟ فقال: ليس حيث تذهب، إنما هو ليس لك عليهم سلطان أن
تحبب إليهم الكفر وتبغض إليهم الايمان (1).
138 عنه، عن ابن محبوب، عن حنان بن سدير وعلي بن رئاب، عن زرارة،
قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قوله " لاقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من
بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " فقال
أبو جعفر عليه السلام: يا زرارة إنما صمد لك ولأصحابك فأما الآخرين فقد فرغ
منهم (2).
139 عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن نوح المضروب، عن أبي شيبة،
عن عنبسة العابد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " كل نفس بما كسبت
رهينة إلا أصحاب اليمين " قال: هم شيعتنا أهل البيت (3).
140 عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض الكوفيين، عن عنبسة، عن جابر، عن
أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى " الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير
البرية " قال: هم شيعتنا أهل البيت (4).

1 - ج 15، الجزء الأول، باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 127، س 1 و 3) قائلا
بعد الحديث الثاني: " بيان قوله (ع) " لاقعدن لهم " أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق
للسابل. (صراطك المستقيم) أي طريق الايمان ونصبه على الظرف (لآتينهم من بين أيديهم، إلى آخره)
قيل: أي من جميع الجهات مثل قصده إياهم بالتسويل والاضلال من أي وجه يمكنه باتيان العدو
من الجهات الأربع، وروى. عن ابن عباس (من بين أيديهم) من قبل الآخرة (ومن خلفهم) من قبل
الدنيا (وعن أيمانهم وعن شمائلهم) من جهة حسناتهم وسيئاتهم وقيل: (من بين أيديهم) من حيث
يعلمون ويقدرون التحرز عنه (ومن خلفهم) من حيث لا يعلمون ولا يقدرون (عن أيمانهم وعن
شمائلهم) من حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم " ولا
تجد أكثرهم شاكرين " أي مطيعين والصمد القصد.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضائل الشيعة " (ص 110، س 3 و 5).
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضائل الشيعة " (ص 110، س 3 و 5).
171

37 - باب تطهير المؤمن
عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن أبي سلام النخاس، عن محمد بن مسلم قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: والله لا يصف عبد هذا الامر فتطمه النار، قلت: ان فيهم من يفعل
ويفعل، فقال: انه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فإن كان ذلك
كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه، فإن كان كقارة لذنوبه وإلا شدد الله عليه موته
حتى يأتي الله ولا ذنب له ثم يدخله الجنة (1).
142 عنه، عن ابن محبوب، عن محمد بن القاسم، عن داود بن فرقد، عن يعقوب
بن شعيب، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل يعمل بكذا وكذا فلم ادع شيئا إلا
قلته وهو يعرف هذا الامر، فقال: هذا يرجى له والناصب لا يرجى له، وإن كان كما تقول
لم يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به، إما فقرا وإما مرضا (2).
143 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي الصباح
الكناني، قال: كنت أنا زرارة عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا تطعم النار أحدا
وصف هذا الامر فقال زرارة: إن فيمن يصف هذا الامر من يعمل موجبات الكبائر، فقال:
أو ما تدرى ما كان أبي يقول في ذلك، إنه كان يقول: إذا تاب الرجل منهم من تلك الذنوب
شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده، أو خوف يدخله عليه حتى يخرجه من الدنيا وقد خرج
من ذنوبه (3).
38 - باب " من مات على هذا الامر كان كمن استشهد مع
رسول الله صلى الله عليه وآله "
144 - عن، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن حسان بن دراج، عن مالك بن أعين
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول الله

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة " (ص 129، س 19 و 22).
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب الصفح عن الشيعة " (ص 129، س 19 و 22).
3 - لم أظفر به في مظانه في البحار فإن ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
172

صلى الله عليه وآله (1).
145 - عنه، عن أبيه، عن العلاء بن سيابة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات
منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم (عليه السلام) بل
بمنزلة من يضرب معه بسيفه، بل بمنزلة من استشهد معه، بل بمنزلة من استشهد مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
146 - عنه، عن السندي، عن جده، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول
فيمن مات على هذا الامر منتظرا له؟ - قال: هو بمنزلة من كان مع القائم (ع) في فسطاطه، ثم
سكت هنيئة ثم قال: هو كمن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
147 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن موسى النميري، عن علاء بن
سيابة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على هذا الامر منتظرا له كان كمن
كان في فسطاط القائم (ع) (4).
148 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن
عبد الحميد الواسطي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحك الله والله لقد تركنا
أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه، فقال: يا عبد الحميد
أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى، والله ليجعلن الله له مخرجا،
رحم الله الله عبدا حبس نفسه علينا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا، قال: فقلت: فإن مت قبل أن
أدرك القائم؟ فقال: القائل منكم: " إن أدركت القائم من آل محمد نصرته. " كالمقارع معه
بسيفه، والشهيد معه له شهادتان (5).
149 - عنه، عن ابن فضال، على علي بن شجرة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام
أو عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من مات على هذا الامر كان بمنزلة من حضر
مع القائم وشهد مع القائم عليه السلام (6)

1 - لم أظفر بمواضع هذه الأخبار في البحار فإن ظفرت بها أشر إليها في آخر الكتاب
إن شاء الله تعالى.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 13، " باب فضل انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة " (ص 136،
س 29 و 30 و 33).
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
173

150 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني،
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان الميت منكم على هذا الامر بمنزلة الضارب بسيفه
في سبيل الله (1).
151 - عنه، عن علي بن النعمان، قال: حدثني إسحاق بن عمار وغيره، عن الفيض
بن مختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا
الامر كمن هو مع القائم في فسطاطه، (قال:) ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قارع معه
بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
39 - باب الاغتباط عند الوفاة
152 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن كليب بن
معاوية الأسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. ما بين من وصف هذا الامر وبين أن
يغتبط ويرى ما تقربه عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه فيقال: أما ما كنت ترجوا فقد قدمت
عليه، وأما ما كنت تتخوف فقد أمنت منه وان إمامك لإمام صدق، أقدم على رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام (3).
153 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن الوليد النخعي قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشهد على أبي عليه السلام انه كان يقول: ما بين أحدكم
وبين أن يغتبط ويرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده إلى حلقه وقد
قال الله تبارك وتعالى: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فنحن والله
ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).
154 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن شجرة أخي بشير النبال قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بين أحدكم وبين أن يعاين ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه

1 - ج 13، " باب فضل انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة " (ص 136،
س 37 وص 137، س 1)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت " (ص 142، س 17 و 20)
4 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت " (ص 142، س 17 و 20)
174

هذه وأومى بيده إلى حلقه (1).
155 - عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الحميد بن عواض قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له: أماما كنت تحزن
من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له: أمامك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
وفاطمة صلوات الله عليهما. ورواه عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي،
عن أبي عبد الله عليه السلام، وزاد فيه " الحسن والحسين عليهما السلام " (2).
156 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: إن أشد ما يكون عدوكم كراهة لهذا الامر إلى أن بلغت
نفسه هذه وأومى بيده إلى حلقه، وأشد ما يكون أحدكم اغتباطا بهذا الامر إذا بلغت
نفسه إلى هذه وأومى بيده إلى حلقه فينقطع عنه أهوال الدنيا وما كان يحاذر فيها ويقال:
أمامك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السلام ثم قال: أما فاطمة فلا تذكرها (3).
157 - عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن فضيل، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: قد استحييت مما أردد هذا الكلام عليكم، ما بين أحدكم
وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه وأهوى بيده إلى حنجرته، يأتيه رسول الله صلى الله
عليه وآله وعلي عليه السلام فيقولان له: أما ما كنت تخاف منه فقد أمنك الله منه،
وأما ما كنت ترجو فإمامك (4).
158 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عقبة بن خالد، قال: دخلنا على
أبي عبد الله عليه السلام أنا ومعلى بن خنيس فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة
إلا هذا الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه
هذه وأومأ بيده إلى الوريد، (قال:) ثم اتكأ وغمز إلي المعلى أن سله فقلت: يا بن رسول الله إذا

1 - ج 2، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور الأئمة عليهم السلام
عند ذلك " (ص 142، س 22 و 23) بلا إشارة إلى الجزء الأخير من الحديث الآخر الذي فيه الزيادة
المروية في المتن.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور الأئمة عليهم السلام
عند ذلك " (ص 142، س 25 و 28) وفيه بدل " يحاذر فيها " " يحاذر منها "
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
175

بلغت نفسه هذه فأي شئ يرى؟ - فردد عليه بضعة عشر مرة " أي شئ يرى؟ " فقال في كلها:
" يرى " لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها، فقال: يا عقبة، قلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت
إلا أن تعلم؟ - فقلت: نعم يا بن رسول الله إنما ديني مع دمى فإذا ذهب دمى كان ذلك، وكيف بك
يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت، فرق لي فقال: يراهما والله، قلت بأبي أنت وأمي من هما؟ -
فقال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة
أبدا حتى تراهما، قلت: فإذا نظر أيهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ - قال: لا، بل يمضى
أمامه، فقلت له: يقولان شيئا جعلت فداك؟ - فقال: نعم، يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس
رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب عليه
رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول، يا ولي الله أبشر أنا رسول الله، إني خير لك مما تترك
من الدنيا ثم ينهض رسول الله، فيقدم عليه علي صلوات الله عليه حتى يكب عليه فيقول:
يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني أما لأنفعنك (ثم قال أبو عبد الله
عليه السلام): أما إن هذا في كتاب الله عز وجل، قلت: أين هذا جعلت فداك من كتاب الله؟ -
قال: في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى ههنا " الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى
في الحياة الدنيا وفى الآخرة، لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم " (1)

1 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت " (ص 142، س 30) قائلا بعده بعد التصريح
بوجوده أيضا في تفسير العياشي مثله: " بيان - " إنما ديني مع دمى " المراد بالدم الحياة أي لا أترك
طلب الدين ما دمت حيا فإذا ذهب دمى أي مت كان ذلك أي يترك الطلب، أو المعنى أنه إنما يمكنني تحصيل
الدين ما دمت حيا فقوله " فإذا ذهب دمى " استفهام انكاري أي بعد الموت كيف يمكنني طلب الدين
في شئ فإذا ذهب ديني كان ذلك فالمعنى أن ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني
لست بحي، فقوله كان ذلك أي كان الموت " وفي الكافي إنما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان
ذلك " أي ان ديني إنما يستقيم إذا كان موافقا لدينك فإذا ذهب ديني لعدم علمي بما تعتقده كان
ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي أشار إليه مبهما لتفخيمه، واما استشهاده عليه السلام
بالآية فالظاهر أنه (ع) فسر البشرى في الحياة الدنيا بما يكون عند الموت، ويحتمل أن يكون
عليه السلام فسر البشرى في الآخرة بذلك لأن تلك الحالة من مقدمات النشأة الآخرة فالبشرى
في الحياة الدنيا بالمنامات الحسنة كما ورد في اخبار اخر أو بما بشر الله في كتبه وعلى لسان
أنبيائه والأول أظهر ". أقول: فيه بدل " فيقدم عليه " " فيقوم عليه "
176

159 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي عن قتيبة الأعشى، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: أما إن أحوج ما تكونون فيه إلى حبنا حين تبلغ نفس أحدكم
هذه (وأومى بيده إلى نحره) ثم قال: لا، بل إلى ههنا (وأومى بيده إلى حنجرته)، فيأتيه
البشير فيقول: أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه (1).
160 - عنه، عن أبيه، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي، قال: دخلنا على
أبي عبد الله عليه السلام فقال: حدث أصحابكم أن أبي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن
يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه (وأومى بيده إلى حلقه) (2).
161 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن مسلم، عن الخطاب الكوفي و
مصعب الكوفي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لسدير: والذي بعث محمدا بالنبوة
وعجل روحه إلى الجنة ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة
والحسرة إلا أن يعاين ما قال الله عز وجل في كتابه: " عن اليمين وعن الشمال قعيد " وأتاه
ملك الموت يقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فأما المؤمن فما يحس
بخروجها وذلك قول الله تبارك وتعالى " يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك
راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي " ثم قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا
لإخوانه وصولا لهم، وإن كان غير ورع ولا وصولا لإخوانه قيل له: ما منعك من الورع
والمواساة لإخوانك؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل، وإذا لقى
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه لقيهما معرضين، مقطبين في
وجهه، غير شافعين له، قال سدير: من جدع الله أنفه، قال أبو عبد الله عليه السلام فهو ذلك (3).
162 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد

1 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام
عند ذلك " (ص 143، س 23 و 24 و 11) وفيه كبعض النسخ بدل " أومى " في الحديث الأول " أهوى "
قائلا بعد الحديث الثالث: " بيان - " جدع الانف " أي قطعه كناية عن المذلة، من أذله الله يكون
كذلك، ويحتمل أن يكون " من " استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: " جدع الله أنفه "
جملة دعائية فأجاب (ع): هو الذي ذكرت لك سابقا " أقول: يريد أنه من يقال في حقه: جدع الله أنفه؟.
ونقله أيضا لكن لا بيان في ج 15، كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف " (113، س 9)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
177

في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا ما هو عليه لو قد صار في حد الآخرة
وانقطعت الدنيا عنه، فإذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله
والبشرى بالجنة، وأمن ممن كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من
خالف دينه على باطل هالك (1).
40 - باب أرواح المؤمنين
163 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: إن المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم أصعد الله بأرواحهم إليه، فمن قضى له عليه
الموت جعله في رياض الجنة في كنوز رحمته ونور عزته، وان لم يقدر عليه الموت بعث
بها مع أمنائه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها (2).
164 - عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ذكر الأرواح أرواح المؤمنين فقال: يلتقون، قلت: يلتقون؟ - فقال:
يتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت: فلان (3).
165 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن إسحاق الجازي قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: أين أرواح المؤمنين؟ - فقال: أرواح المؤمنين في حجرات في
الجنة، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون: " ربنا
أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا "، قال: قلت: فأين أرواح الكفار؟ - فقال: في حجرات
في النار، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون: " ربنا
لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا " (4).
41 - باب في البعث
166 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن أبي الحسن الدهني

1 - ج 3، " باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت " (ص 143، س 19)
2 و 3 و 4 - ج 3، " باب أحوال البرزخ والقبر " (ص 157، س 21 و 23 و 25) أقول:
في بعض النسخ بدل " وعدتنا " في الموضع الثاني من الحديث الثالث " أو عدتنا " وأيضا الحديث الأول
والثاني في ج 14 " باب حقيقة الرؤيا " (ص 434، س 25) و " باب حقيقة النفس " (ص 401، س 10)
178

وعن جميل بن دراج، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله يبعث
شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب أو غيره مبيضة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة
روعتهم، قد سهلت لهم الموارد وذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقا من ياقوت فلا يزالون
يدورون خلال الجنة، عليهم شرك من نور يتلألأ، توضع لهم الموائد فلا يزالون يطعمون
والناس في الحساب، وهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى
أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون " (1).
167 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن أسباط بن سالم، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: يخرج شيعتنا من قبورهم على نوق بيض لها أجنحة، وشرك
نعالهم نور يتلألأ، قد وضعت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد، مستورة عوراتهم، مسكنة
روعاتهم، قد أعطوا الامن والايمان، وانقطعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون،
ويحزن الناس ولا يحزنون، وهم في ظل عرش الرحمن، توضع لهم مائدة يأكلون منها و
الناس في الحساب (2).
168 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان،
عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه
وآله في نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يخرج قوم من قبورهم
وجوههم أشد بياضا من القمر، عليهم ثياب أشد بياضا من اللبن، عليهم نعال من نور
شركها من ذهب، فيؤتون بنجائب من نور، عليها رحائل من نور، أزمتها سلاسل من
ذهب، وركبها من زبرجد، فيركبون عليها حتى يصيروا أمام العرش والناس يهتمون و
يغتمون ويحزنون وهم يأكلون ويشربون، فقال علي عليه السلام: من هم يا رسول الله؟ -
فقال: أولئك شيعتك وأنت إمامهم (3).
169 - عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن علي
بن أبي علي اللهبي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أجلس يوم القيامة بين

1 - ج 3، " باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة " (ص 245، س 20 و 25)
و 28) قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - " الشرك " ككتب جمع الشراك بالكسر، وهو سير النعل،
وكذا الركب بضمتين جمع الركاب، وهو ما يوضع فيه الرجل عند الركوب ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
179

إبراهيم وعلي، إبراهيم عن يميني وعلي عن يسارى، فينادى مناد: " نعم الأب أبوك
إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي (1).
170 - عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان وغيره، عن
أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " قال:
يحشرون على النجائب (2).
171 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إذا كان يوم القيامة دعى برسول الله صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية، فقلت:
جعلت فداك: وردية؟ - قال: نعم، أما سمعت قول الله عز وجل: " فإذا انشقت السماء فكانت
وردة كالدهان " ثم يدعى علي فيقوم على يمين رسول الله ثم يدعى من شاء الله فيقومون على يمين
علي، ثم يدعى شيعتنا فيقومون على يمين من شاء الله، ثم قال: يابا محمد أين ترى ينطلق
بنا؟ - قال: قلت: إلى الجنة والله، قال: ما شاء الله (3)
172 - عنه، عن أبيه والحسن بن علي بن فضال جميعا، عن علي بن النعمان، عن
الحارث بن محمد الأحول، عمن حدثه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي إنه لما أسرى بي رأيت في الجنة نهرا أبيض
من اللبن، وأحلى من العسل، وأشد استقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم، على شاطئه
قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض، فضرب جبرئيل بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة
ذفرة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت
لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، يثمر ثمرا كالرمان، يلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها
عن سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون أنت إمامهم
يوم القيامة على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور يضئ أمامهم حيث شاء وامن الجنة،
فبينا هم كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول: " سبحان الله! يا عبد الله أما لنا منك

1 - ج 3 " باب الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (ع) في القيامة "
(ص 286، س 2 و 4).
2 - ج 3، " باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة " (ص 245، س 19) قائلا بعده:
" بيان - قال الفيروزآبادي: النجيب الكريم الحسيب، وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب ".
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
180

دولة؟ - " فيقول: من أنت؟ - فتقول: أنا من اللواتي قال الله تعالى: " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم
من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " ثم قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل
يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه (1).
42 - باب [كذا في جميع ما عندي من نسخ المحاسن]
173 - عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذاء، عن أبان
بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: " من شهد أن
لا إله إلا الله فليدخل الجنة " قال: قلت: فعلى م تخاصم الناس إذا كان من شهد " أن لا إله إلا
الله " دخل الجنة؟ - فقال: إنه إذا كان يوم القيامة نسوها (2).
174 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبان بن تغلب، قال: قال
أبو جعفر عليه السلام: إذا قدمت الكوفة إن شاء الله فارو عنى هذا الحديث، " من شهد أن لا
اله إلا الله وجبت له الجنة " فقلت: جعلت فداك يجيئني كل صنف من الأصناف فأروى
لهم هذا الحديث؟ - قال: نعم، يا أبان بن تغلب إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى
الأولين والآخرين في روضة واحدة فيسلب لا إله إلا الله إلا من كان على هذا الامر (3).
43 - باب " شيعتنا أقرب الخلق من الله "
175 - عنه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن محمد بن مسلم الثقفي
قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن عن يمين العرش
قوما وجوههم من نور على منابر من نور يغبطهم النبيون ليسوا بأنبياء ولا شهداء، فقالوا:
يا نبي الله وما ازدادوا هؤلاء من الله إذا لم يكونوا أنبياء ولا شهداء إلا قربا من الله؟ - قال:
أولئك شيعة علي وعلي إمامهم (4).
176 - عنه، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر

1 - ج 3، " باب الجنة ونعيمها " (ص 330، س 24).
2 و 3 - ج 2، " باب ثواب الموحدين والعارفين " (ص 5، س 28) أقول: أورد الحديث
الثاني بسند آخر أيضا هناك (ص 5، س 25) لكن مع اختلاف، فمن أراده فليطلبه من هناك وأيضا
في ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 127، س 10)
4 - ج 3، " باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة " (ص 245، س 33).
181

عليه السلام نحوه واختلف فيه بعض لفظه قال: يغبطهم النبيون والمرسلون، قلت: جعلت
فداك ما أعظم منزلة هؤلاء القوم؟! فقال: هؤلاء والله شيعة علي وهو إمامهم (1).
177 - عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة، قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة بعدنا (2).
178 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: يا حسين، شيعتنا ما أقربهم من الله وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة!
والله لولا أن يدخلهم وهن ويستعظم الناس ذلك لسلمت عليهم الملائكة قبلا (3)
44 - باب " شيعتنا آخذون بحجزتنا "
179 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن يحيى بن زكريا
أخي دارم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي يقول: إن شيعتنا آخذون بحجزتنا،
ونحن آخذون بحجزة نبينا، ونبينا آخذ بحجزة الله (4).
180 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه
السلام: إذا كان يوم القيامة أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحجزة ربه، وأخذ علي
عليه السلام بحجزة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخذنا بحجزة علي (ع)، وأخذ شيعتنا بحجزتنا،
فأين ترون يوردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ - قلت: إلى الجنة (5).
181 - عنه، عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن أحق الناس بالورع والاجتهاد فيما

1 - ج 3، " باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة " (ص 245، س 35 و 37،
وص 246، س 1)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب فضائل الشيعة " (ص 110، س 6 و 7) قائلا بعد الحديث
الثاني: " بيان - قال في النهاية: فيه ان الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه
مستجيرة، واصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للازار حجزة للمجاورة، واحتجز الرجل
بالإزار إذا شده على وسطه فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ والتعلق به ومنه
الحديث الآخر: " يا ليتني آخذ بحجزة الله " أي بسبب منه وذكر الصدوق معاني للحجزة، منها
الدين، ومنها الامر، ومنها النور، وأورد الاخبار فيها. " وقال أيضا في المجلد الثاني، في باب معنى
حجزة الله عز وجل (ص 112، س 10) بعد نقل بعض اخبار الحجزة: " بيان - الاخذ بالحجزة كناية عن التمسك بالسبب الذي جعلوه في الدنيا بينهم وبين ربهم ونبيهم وحججهم أي الاخذ
بدينهم وطاعتهم ومتابعة أمرهم وتلك الأسباب الحسنة تتمثل في الآخرة بالأنوار " إلى آخر
بيانه. أقول: اخبار الاخذ بالحجزة كثيرة جمعناها في كتابنا الموسوم بكشف الكربة في شرح دعاء
الندبة في شرح هذه الفقرة منه " واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم " وهو كتاب نفيس لم يعمل مثله في بابه.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
182

يحب الله ويرضى الأوصياء وأتباعهم، أما ترضون أنه لو كانت فزعة من السماء فزع كل
قوم إلى مأمنهم، وفزعتم إلينا، وفزعنا إلى نبينا، إن نبينا آخذ بحجزة ربه، ونحن
آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا (1).
182 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية العجلي
قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما تبغون؟ أو ما تريدون غير أنها لو كانت فزعة من السماء
فزع كل قوم إلى مأمنهم، وفزعنا إلى نبينا، وفزعتم إلينا؟ (2).
183 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب، قال: سألت أبا -
عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال
صوابا " قال: نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم والقائلون صوابا، قلت: جعلت فداك وما
تقولون إذا كلمتم؟ - قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا (3).
174 - وباسناده قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قوله: " من ذا الذي يشفع
عنده إلا باذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم " (أي من هم؟ -) قال: نحن أولئك الشافعون (4).
185 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي العباس المكي
قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر عليه السلام
يقال له أبو أيمن، فقال: يغرون الناس فيقولون: شفاعة محمد صلى الله عليه وآله قال: فغضب أبو جعفر
عليه السلام حتى تربد وجهه ثم قال: ويحك (أو ويلك) يا أبا أيمن، أغرك أن
عف بطنك وفرجك؟ أما والله ان لو قد رأيت أفزاع يوم القيامة لقد احتجت إلى شفاعة

1 - ج 15، الجزء الأول " باب فضائل الشيعة " (ص 110، س 12 و 14) قائلا بعد الحديث
الثاني " بيان - " ما تبغون؟ " أي أي شئ تطلبون في جزاء تشيعكم وبإزائه؟ " غير أنها " أي تطلبون
شيئا غير فزعكم إلينا في القيامة؟ أي ليس شئ أفضل وأعظم من ذلك ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب الشفاعة " (ص 301، س 17 و 21).
4 - ج 3، " باب الشفاعة " (ص 301، س 17 و 21).
183

محمد صلى الله عليه وآله، ويلك وهل يشفع إلا لمن قد وجبت له النار؟ (1)
186 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال رجل
لأبي عبد الله عليه السلام: إن لنا جارا من الخوارج يقول: إن محمدا صلى الله عليه وآله يوم القيامة
همه نفسه فكيف يشفع؟ - فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحد من الأولين والآخرين إلا
وهو يحتاج إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة (2).
45 - باب الشفاعة
187 - عنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن مفضل أو غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول
الله: " فما لنا من شافعين ولا صديق حميم " قال: الشافعون الأئمة " والصديق " من المؤمنين (3)
188 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن سيف بن عميرة النخعي، عن أبي -
حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله شفاعة في أمته (4)
189 - وروى عن أبيه، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن أبي حمزة أنه قال:
للنبي صلى الله عليه وآله شفاعة في أمته، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهل بيتهم (5).
190 - عنه، عن أبيه رحمه الله، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عن علي
الخدمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الجار ليشفع لجاره، والحميم لحميمه، ولو أن
الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين شفعوا في ناصب ما شفعوا (6).
46 باب شفاعة المؤمنين
191 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن
المؤمن هل يشفع في أهله؟ - قال: نعم، المؤمن يشفع فيشفع (7)
192 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر بن عبد العزيز،

1 - ج 3، " باب الشفاعة " (ص 300، س 24) قائلا بعده: " بيان - " تربد " = " تغير "
وقال المحدث النوري (ره): " تربد = تغير من الغضب " أقول قد نقل المجلسي (ره) الحديث من تفسير
علي بن إبراهيم مع زيادة على ما في هذا الكتاب ومع اختلاف يسير بالنسبة إلى لفظ ما نقل في هذا الكتاب.
2 و 3 و 4 و 5 و 6 - ج 3، " باب الشفاعة " (ص 301، س 22 و 23 و 25 و 26 و 27).
7 - لم أظفر به في البحار فإن ظفرت به أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
184

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر عليه بالرجل وقد
أمر به إلى النار فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، فيقول
المؤمن للملك: " خل سبيله " فيأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن فيخلى الملك سبيله (1)
193 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبان، عن أسد بن إسماعيل، عن جابر بن يزيد
الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لا تستعن بعدونا في حاجة ولا تستطعمه
ولا تسأله شربة ماء، إنه ليمر به المؤمن في النار فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا
وكذا؟ - فيستحيي منه فيستنقذه من النار، وإنما سمى المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله
فيؤمن أمانه (2).
47 - باب الراد لحديث آل محمد صلى الله عليه وآله
194 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الله بن
مسكان، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أرأيت الراد على هذا الامر
كالراد عليكم؟ - فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
195 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي بصير،
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: من نصب لعلي حربا كمن نصب لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ - فقال: أي
والله، ومن نصب لك أنت لا ينصب لك إلا على هذا الدين كما كان نصب لرسول الله صلى الله عليه وآله (4).
196 - عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن هاشم بن أبي سعيد الأنصاري، عن أبي -
بصير ليث المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نوحا حمل في السفينة الكلب
والخنزير، ولم يحمل فيها ولد الزنا، وإن الناصب شر من ولد الزنا (5).

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف " (ص 113، س 16)
2 - ج 3، " باب الشفاعة " (ص 301، س 28) وأيضا ج 15، ج 1، " باب فضل الايمان "
(ص 17، س 29) الا أن في الموضع الثاني بدل " فيؤمن " " فيجيز " قائلا بعد نقل ما يقرب منه قبله:
" بيان - " يؤمن على الله " أي يدعو ويشفع لغيره في الدنيا والآخرة، فيستجاب له وتقبل شفاعته
فيه، وسيأتي التخصيص بالأخير " أقول: يريد بقوله " التخصيص بالأخير " ما ورد في خبر هذا الكتاب
من أن الله تعالى يجيز أمان المؤمن يوم القيامة فإن الإجازة المذكورة فيه مختصة بذلك اليوم.
3 و 4 و 5 - ج 7، " باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم " (ص 409، س 34 و 35 و 23)
185

197 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الواسطي
قال: قلت لأبي جعفر (ع): إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليدع الصلاة فضلا، فقال:
سبحان الله: وأعطم ذلك ثم قال: ألا أخبرك بمن هو شر منه؟ - قلت: بلى، قال: الناصب لنا شر منه (1)
198 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي -
بصير، عن علي الصائغ، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن
يكون ناصبا ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا (2).
199 - عنه، عن بعض، أصحابه، رفعه في قول الله عز وجل: " يريد الله بكم اليسر
ولا يريد بكم العسر " اليسر الولاية، والعسر الخلاف وموالاة أعداء الله (3).
200 - عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عاصم السجستاني قال: سمعت مولى لبني أمية يحدث قال: سمعت أبا جعفر عليه
السلام يقول: من أبغض عليا دخل النار، ثم جعل الله في عنقه إثنى عشر ألف شعبة، على
كل شعبة منها شيطان يبزق في وجهه ويكلح (4).
201 - عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن المبارك، عن عبد الله بن جبلة،
عن حميدة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
التاركون ولاية علي، المنكرون لفضله، المظاهرون أعداءه، خارجون من الاسلام من
مات منهم على ذلك (5).
تم كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن بحمد الله ومنه وصلى الله عليه محمد وآله

1 - ج 7، " باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم " (ص 409، س 25 و 21) قائلا بعد
الحديث الأول: " بيان - " فضلا " كأنه من قبيل الاكتفاء أي فضلا عن غيرها من العبادات، أو يعد الترك
فضلا، أو يتركها للفضل، والأول أظهر كقولهم لا يترك درهما فضلا عن دينار، وقيل انتصابه على
المصدر والتقدير فقد ملك درهم يفضل عن فقد ملك دينار، وقال العلامة في شرح المفتاح: اعلم أن
" فضلا " يستعمل في موضع يستبعد فيه الأدنى ويراد به استحالة ما فوقه ولهذا يقع بين كلامين متغايري
المعنى وأكثر استعماله أن يجئ بعد نفى " وقوله " وأعظم كلام الراوي " أي عد " (ع) ذلك عظيما "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - هذا الحديث لم أظفر به في البحار فإن ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
4 - ج 9، " باب حبه وبغضه أي أمير المؤمنين عليه السلام " (ص 414، س 18 و 20)
وأيضا الحديث الثاني فقط ج 7، " باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم " (ص 409، س 37)
وأيضا ج 15، الجزء الثالث، " باب كفر المخالفين والنصاب وما يناسب ذلك " (ص 13، س 32)
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
186

من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها
بعثه الله تعالى يوم القيامة عالما فقيها
" حديث نبوي معروف "
كتاب
مصابيح الظلم
من
المحاسن
لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي
المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية الطبعة الأولى
187

كتاب مصابيح الظلم وفيه من الأبواب تسعة وأربعون بابا
1 - باب العقل.
2 - باب المعرفة.
3 - باب الهداية.
4 - باب حق الله على خلقه.
5 - باب النهي عن القول والفتيا بغير علم.
6 - باب البدع.
7 - باب المقائيس والرأي.
8 - باب الثبت.
9 - باب الدين.
10 - باب فضيلة الجماعة.
11 - باب الاحتياط في الدين والاخذ بالسنة.
12 - باب الشواهد من كتاب الله.
13 - باب فرض طلب العلم.
14 - باب حقيقة الحق.
15 - باب الحث على طلب العلم.
16 - باب " خذ الحق ".
17 - باب اظهار الحق.
18 - باب حق العالم.
19 - باب ما لا يسع الناس جهله.
20 - باب لا تخلو الأرض من عالم.
21 - باب حجج الله على خلقه.
22 - باب (1).
23 - باب جوامع التوحيد.
24 - باب العلم.
25 - باب الإرادة والمشية.
26 - باب الأمر والنهى.
27 - باب الوعد والوعيد.

(1) كذا في جميع ما عندي من نسخ المحاسن.
189

28 - باب " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".
29 - باب اليقين والصبر في الدين.
30 - باب الاخلاص.
31 - باب التقية
32 - باب الاغضاء والمداراة.
33 - باب النية.
34 - باب الحب والبغض في الله.
35 - باب نوادر الحب والبغض.
36 - باب في القرآن تبيان كل شئ
37 - باب تصديق النبي صلى الله عليه وآله.
38 - باب التحديد.
39 - باب البيان والتعريف ولزوم الحجة.
40 - باب الابتلاء والاختبار.
41 - باب السعادة والشقاوة.
42 - باب تطول الله على خلقه.
43 - باب بدء الخلق.
44 - باب خلق الخير والشر.
45 - باب الاسلام والايمان.
46 - باب الشرائع.
47 - باب المحبوبات.
48 - باب المكروهات.
49 - باب الاستطاعة والاجبار والتفويض.
190

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - باب العقل
1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى بأبي جعفر، عن يعقوب بن يزيد،
عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع، قلت: وما هي؟ - جعلت فداك، قال:
العقل والدين والأدب والجود وحسن الخلق (1).
2 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن
طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم
عليه السلام فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك بين ثلاثة، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال
له آدم: يا جبرئيل وما الثلاثة؟ - فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: فاني قد اخترت
العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن
نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج (2).
3 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

1 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 29، س 32) وليس فيه هذه الجملة " قلت:
وما هي؟ - جعلت فداك، قال: " قائلا بعده: " بيان - " حسن الأدب " إجراء الأمور على قانون
الشرع والعقل، في خدمة الحق ومعاملة الخلق ".
2 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 30، س 21) قائلا بعده: " الشأن " بالهمز
الامر والحال أي الزما شأنكما أو شأنكما معكما، ولعل الغرض كان تنبيه آدم (ع) أو أولاده على عظمة
نعمة العقل. وقيل: الكلام مبني على الاستعارة التمثيلية، ويمكن أن يكون جبرئيل أتى بثلاث صور،
مكان كل من الخصال صورة تناسبها فإن لكل من الاعراض والمعقولات صورة تناسبه من الأجسام
والمحسوسات، وبها تتمثل في المنام بل في الآخرة والله يعلم ". أقول: إلى التعليل المذكور
في آخر هذا البيان يشير المير فندرسكى (ره) في قصيدته المعروفة بقوله:
چرخ با أين اختران نغزو خوش وزيباستى * صورتي در زير دارد هر چه در بالاستى
صورت زيرين اگر بر نردبان معرفت * بررود بالا همان با أصل خود يكتاستى
191

لم يقسم الله بين الناس شيئا أقل من خمس، اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والذي يكمل
هذا كله العقل (1).
4 - عنه، عن محمد بن علي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن الله خلق العقل فقال له: " أقبل " فأقبل، ثم قال له: " أدبر "، فأدبر ثم قال له:
" وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحب إلى منك، لك الثواب وعليك العقاب ". (2)
5 - عنه، عن السندي بن محمد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: لما خلق الله العقل قال له: " أدبر " فأدبر، ثم قال له: " أقبل "
فأقبل، فقال: " وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، إياك آمر وإياك أنهى، وإياك
أثيب وإياك أعاقب " (3).
6 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: " أقبل " فأقبل، ثم قال له: " أدبر "
فأدبر، ثم قال له: " وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا أكملك إلا
فيمن أحب، أما إني إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب وإياك أثيب " (4).
7 - عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما خلق الله
العقل قال له: " أقبل " فأقبل، ثم قال له، " أدبر " فأدبر، ثم قال له: " وعزتي وجلالي ما خلقت
خلقا هو أحب إلي منك، بك آخذ وبك أعطى وعليك أثيب " (5).
8 - عنه، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه، عن أبي -
عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله العقل فقال له: " أدبر "
فأدبر، ثم قال له: " أقبل " فأقبل، ثم قال: " ما خلقت خلقا أحب إلي منك " قال: فأعطى الله
محمدا " (صلى الله عليه وآله) تسعة وتسعين جزءا ثم قسم بين العباد جزءا واحدا (6).

1 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 30، س 25) قائلا بعده: " بيان - أي هذه
الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال، ومن كان له عقل يكون فيه جميعها على الكمال،
فيدل على ندرة العقل أيضا " أقول: لعل الخواجة عبد الله الأنصاري أخذ قوله هذا " خدايا آنكه
را عقل دادى پس چه ندادى؟! وآنكه را عقل ندادى پس چه دادى؟! " من هذا الحديث.
2 و 3 و 4 و 5 و 6 - ج 1 " باب حقيقة العقل " (ص 33، س 14 و 15 و 12 و 17 و 18)
أقول في بعض النسخ بدل " لا أكملك " " لا أكملنك " (مع نون التأكيد)
192

9 - محمد بن عيسى اليقطيني، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن
أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام قال: ما بعث الله نبيا قط إلا عاقلا، وبعض النبيين أرجح من بعض، وما
استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله، واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر
سنة، وملك ذو القرنين وهو ابن اثنى عشر سنة، ومكث في ملكه ثلاثين سنة (1).
10 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن رجل من حمدان من بنى واعظ، عن
عبيد الله بن الوليد الوضافي، عي أبي جعفر عليه السلام قال: كان يرى موسى بن عمران
عليه السلام رجلا من بني إسرائيل يطول سجوده ويطول سكوته فلا يكاد يذهب إلى
موضع إلا وهو معه، فبينا هو يوما من الأيام في بعض حوائجه إذ مر على أرض معشبة تزهو
وتهتز (قال:) فتأوه الرجل فقال له موسى: على ماذا تأوهت؟ - قال: تمنيت أن يكون لربي
حمار أرعاه ههنا، قال: فأكب موسى (ع) طويلا ببصره على الأرض اغتماما بما سمع منه
(قال:) فانحط عليه الوحي، فقال له: ما الذي أكبرت من مقالة عبدي؟ أنا أؤاخذ عبادي
على قدر ما أعطيتهم من العقل (2).
11 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما
قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل
أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا
حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي
في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه،
ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إن العقلاء هم أولوا الألباب الذين

1 - ج 5، " باب معنى النبوة وعلة بعثة الأنبياء " (ص 15، س 36).
2 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 31، س 24) قائلا بعده: " بيان - في
القاموس " الزهو " = المنظر الحسن والنبات الناضر ونور النبت وزهرته وإشراقه، و " الاهتزاز
= التحرك والنشاط والارتياح، والظاهر أنهما بالتاء صفتان للأرض، أو حالان منها لبيان نضارة
أعشابها وطراوتها ونموها، وإذا كانا باليائين كما في أكثر النسخ، فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل
من العابد إلى موسى، و " الزهو " جاء بمعنى الفخر أي كان يفتخر وينشط أظهار لشكره تعالى فيما
هيأ له من ذلك ".
193

قال الله عز وجل " إنما يتذكر أولوا الألباب " (1).
12 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن جهم: قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صديق كل امرئ عقله
وعدوه جهله (2).
13 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل
له، قال: قلت: جعلت فداك إنا نأتي قوما لا بأس لهم عندنا ممن يصف هذا الامر ليست
لهم تلك العقول، فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله: " يا أولى الألباب " إن الله
خلق العقل فقال له: " أقبل " فأقبل، ثم قال له: " أدبر " فأدبر، فقال: " وعزتي وجلالي ما -
خلقت شيئا أحسن منك أو أحب إلي منك، بك آخذ وبك أعطى " (3).
14 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي وجهم بن حكيم المدايني، عن إسماعيل
بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله

1 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 31، س 31) قائلا بعده: " ايضاح -
قوله (ع) " من شخوص الجاهل " أي خروجه من بلده ومسافرته إلى البلاد طلبا لمرضاته تعالى
كالجهاد والحج وغيرهما. قوله (ع) " وما يضمر النبي في نفسه " أي من النيات الصحيحة والتفكرات
الكاملة والعقائد اليقينية. قوله (ع) " وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه " أي لا يعمل فريضة
حتى يعقل من الله ويعلم أن الله أراد تلك منه ويعلم ايقاعها، ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك
أي يعقل ويعرف ما يلزمه معرفته، فمن ابتدائية على التقديرين، ويحتمل على بعد أن تكون تبعيضية
أي عقل من صفاته وعظمته وجلاله ما يليق بفهمه ويناسب قابليته واستعداده، وفي أكثر النسخ:
" وما أدى العقل " ويرجع إلى ما ذكرنا، إذ العاقل يؤدى بالعقل، وفي الكافي " ما أدى العبد
فرائض الله حتى عقل عنه " أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغي إلا بأن يعقل ويعلم من
جهة مأخوذة عن الله بالوحي، أو بأن يلهمه الله معرفته، أو بأن يعطيه الله عقلا موهبيا به يسلك
سيل النجاة ".
2 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 30، س 27). أقول: قال المحدث
النوري (ره): " في نسخة، بدل " وعدوه " " وعدو كل امرء ".
3 - ج 1، " باب فضل العقل وذم الجهل " (ص 32، س 4) قائلا بعده: " بيان - " ما يعبأ "
أي لا يبالي ولا يعتنى بشأن من لا عقل له من أهل هذا الدين، فقال السائل: عندنا قوم داخلون في
هذا الدين غير كاملين في العقل، فكيف حالهم؟ فأجاب (ع) بأنهم وأن حرموا عن فضائل أهل العقل
لكن تكاليفهم أيضا أسهل وأخف، وأكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لأولي الألباب ".
194

عليه وآله: إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن خلقه فإنما يجازى بعقله (1)
15 - وعنه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض
أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ - قال: ما عبد به الرحمن
واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ - قال: تلك النكراء وتلك الشيطنة،
وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل (2).
16 - عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم
من العقول في الدنيا (3).
17 - عنه، عن أبيه البرقي، عن سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري رفعه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم (4).
18 - عنه، عن العوسي، عن أبي حفص الجوهري، عن إبراهيم بن محمد الكوفي رفعه
قال: سئل الحسين بن علي عليهما السلام عن العقل قال: التجرع للغصة ومداهنة الأعداء (5).
19 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال: العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه،
ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يتقدم على ما يخاف العذر منه، ولا يرجو من لا يوثق برجائه (6)
20 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يستدل
بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته (7).

1 - ج 1، " باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل " (ص 36، س 8 و 6 و 7) وأيضا
(لكن الحديث الأول فقط) " باب فضل العقل " (ص 32، س 9) قائلا بعده: " أقول: في الكافي: حسن
حال " يريد أن فيه بدل " حاله " " حال " أقول: بعض نسخ المحاسن أيضا كذلك.
2 - ج 1، " باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل " (ص 39، س 18) قائلا بعده: " بيان -
" النكراء " = الدهاء والفطنة وجودة الرأي، وإذا استعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له الشيطنة
ولذا فسره (ع) بها، وهذه إما قوة أخرى غير العقل أو القوة العقلية إذا استعملت في هذه الأمور الباطلة
وكملت في ذلك تسمى بالشيطنة ولا تسمى بالعقل في عرف الشرع وقد مر بيانه " أقول: يشير بقوله
" وقد مر بيانه " إلى ما ذكره قبيل ذلك (في ص 35).
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 1، " باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل " (ص 43، س 17 و 19 و 21) قائلا
بعد الحديث الأول: " ضه - عن أمير المؤمنين مثله وزاد فيه " ومداراة الأصدقاء "، بيان - المداهنة
اظهار خلاف ما تضمر وهو قريب من معنى المداراة " وقد قال قبيل ذلك (ص 39، س 20): مع سئل الحسن
بن علي (ع) فقيل له: ما العقل؟ - قال: التجرع للغصة حتى تنال الفرصة. بيان - " الغصة " بالضم ما
يعترض في الحلق وتعسر إساغته، ويطلق مجازا على الشدائد التي يشق على الانسان تحملها و
هو المراد هنا " وتجرعه " كناية عن تحمله وعدم القيام به وتداركه. " حتى تنال الفرصة " فإن
التدارك قبل ذلك لا ينفع سوى الفضيحة وشدة البلاء وكثرة الهم " أقول: قال نظام العلماء التبريزي (ره)
في كتابه الموسوم بأنيس الأدباء (ص 162) " في أمالي الصدوق عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام أنه سئل ما العقل؟ - فقال: التجرع للغصة ومداهنة الأعداء ومداراة الأصدقاء "
(انتهى) ونعم ما قيل في هذا المعنى:
" آسايش دو گيتى تفسير أين دو حرفست * با دوستان مروت با دشمنان مدارا "
6 - تقدم آنفا تحت رقم 5.
7 - تقدم آنفا تحت رقم 5.
195

21 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم -
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي
لا دين له (1).
22 - عنه، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام
وعنده عدة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال عليه السلام: اعرفوا العقل وجنده
واعرفوا الجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو -
عبد الله عليه السلام: إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش
من نوره، فقال له: " أدبر " فأدبر، ثم قال له: " أقبل " فأقبل، فقال الله عز وجل له: " خلقتك خلقا
عظيما وأكرمتك على جميع خلقي "، قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني
فقال له: " أدبر " فأدبر ثم قال له: " أقبل " فلم يقبل، فقال الله له: " أستكبرت "؟ فلعنه، ثم جعل للعقل
خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة
فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي، خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به، فأعطني
من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي،
قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى الله العقل من الخمسة
والسبعين الجند الخير، وهو وزير العقل، وجعل ضده الشر، وهو وزير الجهل، والايمان،

1 - ج 15 الجزء الثالث، " باب الاستخفاف بالدين والتهاون بأمر الله " (ص 34، س 30)
196

وضده الكفر، والتصديق، وضده الجحود، والرجاء، وضده القنوط، والعدل، وضده الجور،
والرضى، وضده السخط، والشكر، وضده الكفران، والطمع، وضده الياس، والتوكل،
وضده الحرص، والرأفة، وضدها العزة، والرحمة، وضدها الغضب، والعلم، وضده الجهل،
والفهم، وضده الحمق، والعفة، وضدها الهتك، والزهد، وضده الرغبة، والرفق، وضده الخرق،
والرهبة، وضده الجراءة، والتواضع، وضده التكبر، والتؤدة، وضده التسرع، والحلم،
وضده السفه، والصمت، وضده الهذر، والاستسلام، وضده الاستكبار، والتسليم، وضده
التجبر والعفو، وضده الحقد، والرقة، وضدها الشقوة، واليقين، وضده الشك، والصبر، و
ضده الجزع، والصفح، وضده الانتقام، والغنى، وضده الفقر، والتفكر، وضده السهو، والحفظ،
وضده النسيان، والتعطف، وضده القطيعة، والقنوع، وضده الحرص، والمواساة، وضدها
المنع، والمودة، وضدها العداوة، والوفاء، وضده الغدر، والطاعة، وضدها المعصية،
والخضوع، وضده التطاول، والسلامة، وضدها البلاء، والحب، وضده البغض، والصدق،
وضده الكذب، والحق، وضده الباطل، والأمانة، وضدها الخيانة، والاخلاص،
وضده الشوب، والشهامة، وضدها البلادة، والفهم، وضده الغباوة، والمعرفة، وضدها
الانكار، والمداراة، وضدها المكاشفة، وسلامة الغيب، وضدها المماكرة، والكتمان،
وضده الافشاء، والصلاة، وضدها الإضاعة والصوم، وضده الافطار، والجهاد، وضده
النكول، والحج، وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث، وضده النميمة، وبر الوالدين،
وضده العقوق، والحقيقة، وضدها الرياء، والمعروف، وضده المنكر، والستر، وضده
التبرج، والتقية، وضدها الإذاعة، والانصاف، وضده الحمية والتهيئة، وضدها البغى، والنظافة،
وضدها القذارة، والحياء، وضده الخلع، والقصد، وضده العدوان، والراحة، وضدها
التعب، والسهولة، وضدها الصعوبة، والبركة، وضدها المحق، والعافية، وضدها البلاء،
والقوام، وضدها المكاثرة، والحكمة، وضدها الهوى، والوقار، وضده الخفة، والسعادة،
وضدها الشقاوة، والتوبة، وضدها الاصرار، والاستغفار، وضده الاغترار، والمحافظة،
وضدها التهاون، والدعاء، وضده الاستنكاف، والنشاط، وضده الكسل، والفرح،
وضده الحزن، والألفة، وضدها العصبية، والسخاء، وضده البخل، ولا تكمل هذه الخصال
197

كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان
وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى
يستكمل ويتقى من الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء
وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل وجنوده، وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإياكم
لطاعته ومرضاته (1).
2 - باب المعرفة
23 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام،
عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل على غير علم كان ما
يفسد أكثر مما يصلح (2).
24 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق، لا يزيده
سرعة السير إلا بعدا (3).
25 - عنه، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل، قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن يعمل
دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، إنما الايمان بعضه من بعض (4).
26 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة وفضل الأسدي، عن عبد الأعلى مولى بنى
سام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يكلف الله العباد المعرفة ولم يجعل لهم إليها سبيلا (5).

1 - ج 1، " باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل " (ص 37، س 32) قائلا بعده: " بيان -
ما ذكر من الجنود هنا إحدى وثمانون خصلة وفي الكافي ثمانية وسبعون، وكأنه لتكرار بعض الفقرات
إما منه (ع) أو من النساخ، بأن يكونوا أضافوا بعض النسخ إلى الأصل " أقول: فساق بيانا طويلا
وكلاما مفصلا جدا في توضيح فقرات الحديث فمن أراده فليطلبه من هناك لأن المقام لا يسع ذكره.
2 و 3 و 4 - ج 1، " باب العمل بغير علم " (ص 65، س 5، وص 64، س 30 و 33) قائلا بعد
الحديث الأخير: " بيان - الظاهر أن المراد بالمعرفة أصول العقائد ويحتمل الأعم. قوله (ع).
" ان الايمان بعضه من بعض " أي أجزاء الايمان من العقائد والأعمال بعضها مشروطة ببعض كأن
العقائد أجزاء الأعمال وبالعكس، أو المراد أن أجزاء الايمان ينشأ بعضها من بعض "
5 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى " (ص 61، س 35)
198

27 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر بن عثمان، عن فضل أبى -
العباس بقباق قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " وكتب في قلوبهم الايمان "
هل لهم غير ذلك صنع؟ - قال: لا (1).
28 - عنه، عن الوشاء، عن أبان الأحمر، عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله
عليه السلام عن الايمان، هل للعباد فيه صنع؟ - قال: لا، ولا كرامة بل هو من الله وفضله (2).
29 - عنه، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب
بن الحر، عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " حبب إليكم
الايمان وزينه في قلوبكم " هل للعباد بما حبب صنع؟ - قال: لا، ولا كرامة (3).
30 - عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي سعيد المكارى، عن أبي بصير، عن الحارث
بن المغيرة النضري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " كل شئ
هالك إلا وجهه " فقال: كل شئ هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه (4).
31 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام الناشري، عن الحسن بن الحسين،
عن مالك بن عطية، عن أبن حمزة، عن أبي الطفيل قال: قام أمير المؤمنين (علي عليه السلام)
على المنبر فقال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه بالرسالة فإياك
والناس وإياك، وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم وأبواب الحكمة وضياء الامر وفصل الخطاب،
ومن يحبنا أهل البيت ينفعه ايمانه، ويتقبل منه عمله، ومن لا يحبنا أهل البيت لا ينفعه ايمانه،
ولا يتقبل منه عمله، وإن أدأب الليل والنهار لم يزل (5)

1 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى " (ص 61، س 36 و 37، وص 62، س 1)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 127، س 13) قائلا بعده
" بيان - على هذا التأويل المراد بالوجه الجهة التي أمر الله أن يؤتى منه " وأقول نقله أيضا
بعيد ذلك من هذا الكتاب (س 23) (لكن بأدنى اختلاف في اللفظ)
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 127، س 15) وفيه بدل
" فإياك والناس وإياك " " فأنال في الناس وأنال " فلذا قال بعده: " بيان - " فأنال في الناس
وأنال " أي أعطى الناس ونشر فيهم العلوم الكثيرة، فمنهم من غير، ومنهم من نسي، ومنهم من لم يفهم
المراد فأخطأ، فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطأ والزلل ليميزوا بين الحق والباطل، وجعل
عندهم مفاتيح العلم وأبواب الحكمة وضياء الامر ووضوحه والخطاب الفاصل بين الحق والباطل،
فيجب الرجوع إليهم فيما اختلفوا. وقد مرت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب العلم ".
199

3 باب الهداية من الله عز وجل
32 - عنه، عن أبي خداش المهدي، عن الهيثم بن حفص، عن زرارة، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: ليس على الناس أن يعلموا حتى يكون الله هو المعلم لهم، فإذا علمهم
فعليهم أن يعلموا (1).
33 - عنه، عن عدة، عن عباس بن عامر، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله خلق خلقه فخلق قوما لحبنا، لو أن أحدهم خرج من
هذا الرأي لرده الله إليه وإن رغم أنفه، وخلق قوما لبغضنا لا يحبوننا أبدا (2).
34 - عنه، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان،
عن ثابت أبي سعيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت ما لكم وللناس، كفوا عن الناس
ولا تدعوا أحدا إلى أمركم، فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن
يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه، ولو أن أهل السماوات وأهل -
الأرضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا لله يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلوه، كفوا عن الناس
ولا يقل أحدكم: " أخي، وابن عمي، وجاري "، فإن الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع
معروفا إلا عرفه ولا منكرا إلا أنكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره. عنه،
عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت مثله. (3)
35 - عنه، عن عبد الله بن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: يا سليمان إن لك قلبا ومسامع، وإن الله إذا أراد أن يهدى عبدا فتح مسامع
قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا، وهو قول الله عز وجل " أم على
قلوب أقفالها " (4)
36 - عنه، عن القاسم بن محمد وفضالة بن أيوب، عن كليب بن معاوية الأسدي
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أنتم والناس، إن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه
نكتة بيضاء فإذا هو يجول لذلك ويطلبه (5).

1 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى " (ص 62، س 2 و 3)
2 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى " (ص 62، س 2 و 3)
3 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 11 و 15 و 17).
4 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 11 و 15 و 17).
5 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 11 و 15 و 17).
200

37 - عنه، عن فضالة بن أيوب، عن القاسم بن يزيد، عن سليمان بن خالد قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد الله بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، فجال القلب
يطلب الحق، ثم هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره (1).
38 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد
إلى الله، فلا تخاصموا الناس لدينكم فإن المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله قال لنبيه صلى الله
عليه وآله: " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء " وقال: " أفأنت تكره الناس
حتى يكونوا مؤمنين " ذر الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ولا سواء، إني سمعت أبي يقول: إن الله إذا كتب على
عبد أن يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (2).
39 - عنه، عن أبيه، عن صفوان وفضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال: كان أبي
يقول: ما لكم ولدعاء الناس إنه لا يدخل في هذا الامر إلا من كتب الله له: قال. وحدثني
أبي، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
يا ثابت ما لكم وللناس (3).
40 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رجلا أتى أبي فقال: إني رجل خصم أخاصم من أحب
أن يدخل في هذا الامر، فقال له أبي: لا تخاصم أحدا فإن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في
قلبه نكتة حتى أنه ليبصر به الرجل منكم يشتهى لقاءه، قال: وحدثني أبي، عن عبد الله بن
مسكان، عن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (4).

1 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 18).
2 و 3 و 4 - ج 1، " باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين " (ص 104، س 37،
وص 105، س 4 و 5) قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - " النكت " = أن تضرب في الأرض بخشب
فيؤثر فيها والنقش في الأرض، والمراد إلقاء الحق فيه وإثباته بحيث أن ينتقش النقش فيه وتقبله،
والظاهر أن الغرض من تلك الأخبار ترك مجادلة من لا يؤثر الحق فيه وتجب التقية منه ولما كانوا
في غاية الحرص على دخول الناس في الايمان كانوا يتعرضون للمهالك فبين عليه السلام أنه
ليس كل من تلقون إليه شيئا من الخير يقبله بل لا بد من شرائط يفقدها كثير من الناس وإن كان فقدها
بسوء اختيارهم وسنفصل القول فيها في محله إن شاء الله ".
201

41 - عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن خثيمة بن عبد الرحمن
الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى
حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر، ثم ضم أصابعه وقرأ هذه الآية " فمن يرد الله
أن يهديه يشرح صدره للاسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " (1).
42 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا إلى هذا الامر فإن الله إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه
فأدخله في هذا الامر (2)
عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن أبي جعفر
عليه السلام مثله.
43 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عمران قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر (3).
عنه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
عنه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
44 - عنه، عن صفوان، عن محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام ندعوا الناس إلى هذا الامر؟ - فقال: لا، يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر
ملكا فأخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر طائعا أو كارها (4).
45 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن معاذ بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: إني لا أسألك إلا عما يعنيني، ان لي أولادا قد أدركوا، فأدعوهم إلى شئ من
هذا الامر؟ - فقال: لا، إن الانسان إذا خلق علويا أو جعفريا يأخذ الله بناصيته حتى يدخله
في هذا الامر (5).

1 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 20 و
22 و 23 و 24 و 25 و 26 و 27)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
202

46 - عنه، عن صفوان بن يحيى، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان أبي يقول: " إذا أراد الله بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر " (قال: وأومأ
بيده إلى رأسه) (1).
47 - عنه، عن حماد بن عيسى، عن نباتة بن محمد البصري، قال: أدخلني ميسر بن
عبد العزيز على أبي عبد الله عليه السلام وفي البيت نحو من أربعين رجلا فجعل ميسر يقول:
جعلت فداك هذا فلان بن فلان من أهل بيت كذا وكذا حتى انتهى إلى فقال: إن هذا ليس
في أهل بيته أحد يعرف هذا الامر غيره، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد
خيرا وكل به ملكا فأخذ بعضده فأدخله في هذا الامر (2).
48 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن رجل من أصحابه
يقال له " عمران ": أنه خرج في عمرة زمن الحجاج (لعنه الله) فقلت له: هل لقيت أبا جعفر (ع)
فقال: نعم، فقلت: ما قال لك؟ - قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ - فقلت: تركت
الحجاج يشتم أباك على المنبر (أعنى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه)، فقال: أعداء الله
يبدهون بسبنا، أما إنهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا ولكنهم لا يستطيعون،
إن الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ونحن وهم أظلة، فلو جهد الناس أن يزيدوا فيهم رجلا أو
ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك (3).
49 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي -
جعفر (ع) قال: لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لأحبونا، إن الله أخذ ميثاق
شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين، فلا يزيد فيهم أحدا أبدا ولا ينقص منهم أحدا أبدا (4).

1 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 29 و 30)
2 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 29 و 30)
3 - مر الحديث بعينه مع بيان من المجلسي (ره) له في كتاب الصفوة انظر حديث 17،
(ص 135 و 136) وعبارة الحديث هنا صحيحة بلا تشويش الا في قوله (ع) " يبدهون بسبنا " فإن
في بعض النسخ بدله " يبدهون سبنا " وفي بعضها الآخر " يبدعون سبنا " وفي بعضها الآخر
" يبتدعون سبنا "
4 - ج 1، " باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين " (ص 115 س 11) وفيه
بدل " أبي جعفر (ع) " " أبي عبد الله (ع) " وبدل " أحدا " في الموضعين " أحد ". بخلاف جميع
ما عندي من نسخ المحاسن.
203

4 - باب حق الله عز وجل على خلقه
50 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن أبي الحسين، عن أبي بصير قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل " اتقوا الله حق تقاته "؟ - قال: يطاع ولا يعصى،
ويذكر ولا ينسى، ويشكر فلا يكفر (1).
51 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم الهاشمي قال: سمعت أبا -
عبد الله (ع) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أصبح من أمتي وهمه غير الله فليس من الله (2).
52 - عنه، عن أبيه رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أراد أن يعلم ماله
عند الله فلينظر ما لله عنده (3)
53 - عنه، عن علي بن حسان الواسطي وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن درست
بن أبي منصور، عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حق الله على خلقه؟ -
قال: حق الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد
والله أدوا إليه حقه (4).
5 - باب النهى عن القول والفتيا بغير علم
54 - عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن يزيد قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال، أنهاك أن تدين الله بالباطل،
وتفتي الناس بما لا تعلم (5)

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الطاعة والتقوى والورع " (ص 96، س 19).
2 - لم أظفر به في مظانه من البحار فإن وجدته أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب حب الله تعالى " (ص 29، س 26) أقول: رواه هنا أيضا
من هذا الكتاب بسند آخر يأتي الإشارة إليه في موضعه.
4 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 100، س 34)
5 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 100، س 2) لكن في هامش الصفحة
من الخصال فقط والظن القوى سقوط رمز المحاسن من قلم النساخ هنا، (ويدل عليه الذهاب إلى
هامش الكتاب عند الانتساخ للطبع، لأنه يكشف عن اضطراب النسخة التي كانت مرجعا للمستنسخ
للطبع) قائلا بعده: " بيان - " أن تدين " أي تعبد الله بالباطل، أي بدين باطل أو بعمل بدعة "
204

55 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: إياك وخصلتين مهلكتين، أن تفتى الناس برأيك، وأن تقول ما لا تعلم (1).
66 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن
الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مجالسة أصحاب الرأي فقال: جالسهم، وإياك
وخصلتين تهلك فيهما الرجال، أن تدين بشئ من رأيك، وتفتي الناس بغير علم (2).
57 - عنه، عن أحمد بن علي بن الحسان، عمن حدثه، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: إن من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل وإن نفعك، وأن
لا يجوز منطقك علمك (3).
58 - عنه، عن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد أبي الصباح، عن إبراهيم بن أبي -
سماك، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: من أفتى الناس بغير علم لعنته
ملائكة الأرض وملائكة السماء (4)
59 - أحمد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن إسماعيل بن زياد، عن أبي عبد الله،
عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أفتى الناس بغير علم لعنته
ملائكة السماء والأرض. ورواه عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي
حمزة، عن الحسن بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام مثله (5)
60 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي -
جعفر عليه السلام قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (6).

1 - ج 1 " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 100، س 36) وفيه بدل " تهلك "
" هلك " قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - قوله (ع) " أن تدين " أي تعتقد أو تعبد لله ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 100، س 17 (لكن في هامش
الصفحة) و 16 و 15 و 17 وص 101، س 1) قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - " بغير علم " أي من
الله بغير واسطة بشر كما للنبي صلى الله عليه وآله وبعض علوم الأئمة (ع). " ولا هدى " كسائر علومهم وعلوم
سائر الناس، ويحتمل أن يكون المراد بالهدى الظنون المعتبرة شرعا ويحتمل التأكيد و " الفتيا "
بالضم = الفتوى ".
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
205

61 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد، عمن حدثه،
عن عبد الله بن شبرمة قال: ما أذكر حديثا سمعته من جعفر بن محمد إلا كاد يتصدع قلبي،
قال: قال أبي، عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله (قال ابن شبرمة: وأقسم بالله
ما كذب أبوه على جده، ولا كذب جده على رسول الله صلعم) فقال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ
والمنسوخ والمحكم والمتشابه فقد هلك وأهلك (1).
62 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: " الله أعلم "، إن الرجل لينزع
بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء (2).
63 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن الهيثم، عن محمد
بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل:
" لا أدرى " ولا يقل: " الله أعلم " فيوقع في قلب صاحبه شكا، وإذا قال المسؤول: " لا أدرى "
فلا يتهمه السائل (3)
64 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم،
عن أحدهما عليهما السلام، قال: للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: " الله أعلم ".
وليس لغير العالم أن يقول ذلك (4).
65 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن أبي -

1 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 101، س 4 و 7 و 10) قائلا بعد -
الحديث الثاني: " بيان - في الكافي " لينزع الآية من القرآن " و " الخرور " السقوط من علو إلى سفل،
أي يبعد من رحمة الله بأبعد مما بين السماء والأرض، أو يتضرر في آخرته بأكثر مما يتضرر الساقط من هذا
البعد في دنياه، أو يبعد عن مراد الله فيها بأكثر من ذلك البعد من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس ".
أقول: في بعض النسخ بدل " لينزع " " لينتزع " وبدل " بالآية " " آية " وبدل " يخر فيها " " يحرفها ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 1 " باب النهى عن القول بغير علم " (س 101، س 11) قائلا بعده: " بيان -
لا ينافي الخبر السابق، لأن الظاهر أن الخبر السابق مخصوص بغير العالم على أنه يمكن أن يخص
ذلك بمن يتهمه السائل بالضنة عن الجواب إذا قال: " الله اعلم " أقول: يريد (ره) بالخبر السابق
الحديث الذي سبقه هنا فإنه (ره) نقلهما في البحار كذلك (أي على ترتيب النقل في هذا الكتاب)
206

عبد الله عليه السلام، قال: إذا سئلت عما لا تعلم، فقل: " لا أدرى " فإن " لا أدرى " خير من الفتيا (1)
66 - عنه، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله الأشعري، عن ابن القداح (وهو عبد الله
بن ميمون) عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: قال علي عليه السلام في كلام له:
" لا يستحيى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا علم لي به " (2).
5 - باب البدع
67 - عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز رفعه قال:
كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار (3).
68 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض (4).
69 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن العمي، باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أبي الله لصاحب البدعة بالتوبة، قيل: يا رسول الله كيف ذاك؟ - قال: إنه قد أشرب قلبه حبها (5).
70 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله
عليه السلام ومحمد بن حمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رجل
في الزمان الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، فطلبها حراما فلم يقدر عليها،
فأتاه الشيطان فقال: يا هذا قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، وطلبتها من
الحرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شئ يكثر به دنياك ويكثر به تبعك؟ - قال، نعم،
قال: تبتدع دينا وتدعو إليه الناس، (قال:) ففعل، فاستجاب له الناس فأطاعوه وأصاب
من الدنيا (قال:) ثم إنه فكر وقال: ما صنعت شيئا؟ ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه، ما أرى
لي توبة إلا أن آتي من دعوته إليه فأرده عنه (قال:) فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه

1 - ج 1، باب النهى عن القول بغير علم " (ص 101، س 13 و 14)
2 - ج 1، باب النهى عن القول بغير علم " (ص 101، س 13 و 14)
3 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 163، س 19 و 20 وص 161 س 24)
أقول: الحديث الثالث لم ينقله هنا من هذا الكتاب بل نقله من معاني الأخبار وثواب الأعمال (والظاهر
أنه سقط رمز المحاسن هنا سهوا من قلم النساخ) قائلا بعده: " بيان - لعل المراد أنه لا يوفق للتوبة كما
يظهر من التعليل، أو لا يقبل توبته قبولا كاملا " ويظهر من سند الخبر في الكتابين أن المراد من العمى هو
" محمد بن جمهور العمى ". (والعمى نسبة إلى بنى العم من تميم كما صرح به النجاشي في ترجمة ابنه الحسن)
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
207

فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته كذبا، فجعلوا يقولون له: كذبت، هو
الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه (قال:) فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فأوتد
لها وتدا ثم جعلها في عنقه فقال: لا أحلها حتى يتوب الله علي، (قال:) فأوحى الله تعالى
إلي نبي من أنبيائه أن قل لفلان بن فلان: " وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك
ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه (1).
71 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عند كل بدعة تكون بعدي يكاد
بها الايمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه، ينطق بالهام من الله ويعلن الحق
وبنوره يرد كيد الكائدين (يعنى عن الضعفاء) فاعتبروا يا أولى الابصار وتوكلوا على الله (2).
72 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمى رفعه قال: من أتى
ذا بدعة فعظمه فإنما سعى في هدم الاسلام (3).
73 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو، عن أبي عبد الله، عن أبيه
عن علي عليهم السلام قال: من مشى إلى صاحب بدعة فوقرة فقد مشى في هدم الاسلام (4).
74 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس
إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كلام الله، يقلد فيها رجال
رجالا، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف،
ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا، فهنالك استحوذ الشيطان
على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (5)

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 161، س 31، وص 166، س 29
وص 163، س 23) قائلا بعد الحديث الثاني: وفيه بدل " يعنى " " ويعبر " " بيان - قوله (ع) " يكاد "
من الكيد بمعنى المكر والخدعة والحرب، ويحتمل أن يكون المراد: يكاد أن يزول بها الايمان
وقوله (ع) " ويعبر عن الضعفاء " أي يتكلم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع الفتن والشبه
الحادثة في الدين " أقول: اكتفى المجلسي (ره) في البحار من طريقي الحديث الأول بالسند الأول فقط.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 1. " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 166، س 36) وفيه بدل " كلام الله "
" كتاب الله " قائلا بعده " بيان " الحجى " كالى = العقل و " الضغث " = قطعة من حشيش مختلطة
الرطب باليابس، وقوله " سبقت لهم من الله المحسني " أي العاقبة الحسنى أو المشية الحسنى
في سابق علمه وقضائه.
208

75 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن زرارة،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: من اجترى على الله في المعصية وارتكاب الكبائر فهو
كافر، ومن نصب دينا غير دين الله فهو مشرك (1).
7 - باب المقائيس والرأي
76 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى
أصحاب الرأي والقياس: أما بعد فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف
ولم يصب حظه لأن المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء والمقائيس،
ومتى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى
المدعو بعد قليل، لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم ولو بعد حين،
ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأى من يدعو وفي ذلك تحير الجاهلون
وشك المرتابون وظن الظانون ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه
الفصل، ولم ينه عن الهزل، ولم يعب الجهل، ولكن الناس لما سفهوا الحق وغمطوا
النعمة، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله، واكتفوا بذلك دون رسله والقوام
بأمره، وقالوا: لا شئ إلا ما أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا فولاهم الله ما تولوا وأهملهم
وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعملون، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم
وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم و
إنما استدللنا أن رضا الله غير ذلك ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة والتحذير عن
الأمور المشكلة المفسدة، ثم جعلهم أبوابه وصراطه والأدلاء عليه بأمور محجوبة عن
الرأي والقياس، فمن طلب ما عند الله بقياس ورأي لم يزدد من الله إلا بعدا، ولم يبعث
رسولا قط وان طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به حتى يكون متبوعا مرة و
تابعا أخرى، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا
عنده كالوحي من الله وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى أن أصحاب الرأي والقياس

1 - ج 15 الجزء الثالث " باب عقاب من أحدث دينا أو أضل الناس " (ص 33، س 20).
209

مخطئون مدحضون وإنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل فإياك أيها المستمع
أن تجمع عليك خصلتين إحداهما القذف بما جاش به صدرك واتباعك لنفسك إلى غير
قصد ولا معرفة حد، والأخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك و
إياك وترك الحق سأمة وملالة، وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة، لأنا لم نجد تابعا لهواه
جائزا عما ذكرنا قط رشيدا فانظر في ذلك (1).
77 - عنه، عن بعض أصحابنا، عمن ذكره، عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال:
شهدت أبا عبد الله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل
فيهم عبد الله بن شبرمة فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضي بالعراق فنقضي ما نعلم من الكتاب
والسنة وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي قال: فأنصت الناس جميع من حضر
للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم فلما رأى الناس ذلك
أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات. (قال:) ثم تحدثوا ما شاء الله ثم إن ابن شبرمة
قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق وإنا نقضي بالكتاب والسنة وإنه ترد علينا أشياء نجتهد
فيها بالرأي قال: فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من
على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات ثم
إن ابن شبرمة مكث ما شاء الله ثم عاد لمثل قوله: فأقبل أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي
رجل كان علي بن أبي طالب؟ - فقد كان عندكم بالعراق ولكم به خبر، قال: فأطرأه ابن
شبرمة وقال فيه قولا عظيما، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فإن عليا أبي أن يدخل في
دين الله الرأي وأن يقول في شئ من دين الله بالرأي والمقائيس، فقال أبو ساسان: فلما
كان الليل دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم
ابن شبرمة حتى أجبته ثم قال: لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقائيس

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 166، س 6) قائلا بعده " بيان -
" جاش " أي غلا، ويقال " انتجعت فلانا " إذا اتيته تطلب معروفه، ولا يخفى عليك بعد التدبر في هذا
الخبر واضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الإمام وأمروا بأخذ جميع الأمور منهم ونهوا عن.
الاتكال على العقول الناقصة في كل باب ".
210

ولا عمل بها (1).
78 - عنه، أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد،
عن أبي عبد الله، عن أبيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا رأى في الذين (2).
79 - عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان الأحمر، عن أبي شيبة قال: سمعت أبا -
عبد الله عليه السلام يقول: إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم يزدهم المقائيس
من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس (3).
80 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام لأبي حنيفة: ويحك إن أول من قاس إبليس لما أمره بالسجود لآدم، قال:
" خلقتني من نار وخلقته من طين " (4).
81 - عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أبيه، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من
طين، فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياءا من النار (5)
83 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن ابن مسكان،
عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما أدنى ما يخرج العبد من -
الايمان؟ - فقال: الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه (6).
84 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار البجلي، عن عاصم بن حميد، عن أبي -
حمزة الثمالي، عن يحيى بن عقيل، قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إني أخاف
عليكم اثنين اتباع الهوى، وطول الامل، فأما اتباع الهوى فإنه يرد عن الحق، وأما
طول الامل فينسى الآخرة (7).

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 166، س 21 و 33 و 34 و
35) قائلا بعد الحديث الأول: " بيان - الاطراء = مجاوزة الحد في المدح ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 5، " باب سجود الملائكة ومعناه ومدة ملكه في الجنة " (ص 39، س 31).
6 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 162، س 36. وص 166، س 36).
7 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 162، س 36. وص 166، س 36).
211

85 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة،
عن رجل لم يسمه أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام رجلان تدارئا في شئ فقال: أحدهما
أشهد أن هذا كذا وكذا برأيه فوافق الحق، وكف الاخر فقال: القول قول العلماء؟ -
فقال: هذا أفضل الرجلين أو قال: أورعهما (1).
86 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان قال: قال أبو عبد الله
عليه السلام: سمعت أبي يقول: ما ضرب الرجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر (2)
87 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي المغرا، عن
سماعة قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك، وإن الرجل
منا يبتلى بالشئ لا يكون عندنا فيه شئ فيقيس؟ - فقال: إنما هلك من كان قبلكم
حين قاسوا (3).
88 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن حكيم، قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علما ورووا
أحاديث فيرد عليهم الشئ فيقولون فيه برأيهم؟ - فقال: لا، وهل هلك من مضى إلا
بهذا وأشباهه؟!. (4).
89 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي -
الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس
حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة ويحضره جوابها
منا من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شئ فننظر
إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جائنا عنكم فنأخذ به؟ - فقال: هيهات هيهات!
في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم ثم قال: لعن الله أبا حنيفة يقول: قال علي و
قلت، وقال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس (5)

1 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 101، س 16) قائلا بعده: " بيان -
قال الجوهري: تدارأوا = تدافعوا في الخصومة ".
2 - لم اظفر به في مظانه من البحار فإن ظفرت به أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله.
3 و 4 و 5 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 163، س 35 و 37 وص 164
س 1) قائلا بعد الحديث الثالث " بيان - قوله " ما يسأل رجل صاحبه " في بعض النسخ
" إلا يحضره " وهو ظاهر، وفي أكثر النسخ " يحضره " بغير أداة الاستثناء، فتكون كلمة ما نافية
أيضا أي لا يحتاج أحد من أهل المجلس أن يسأل صاحبه عن مسألة، وجملة " يحضره " مستأنفة أو
موصولة، وهي مع صلتها مبتدأ. وقوله: " يحضره " خبره، أو الجملة استينافية أو صفة للمجلس
والأول أظهر
212

90 - عنه، عن الوشاء، عن المثنى، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها؟ - فقال: لا، أما إنك إن أصبت
لم توجر، وإن أخطأت كذبت على الله (1).
91 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن محمد بن
حكيم، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شئ
إلا وعندنا فيه شئ وذلك شئ أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشئ وليس
عندنا فيه شئ وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: لا، وما لكم وللقياس، ثم قال:
لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي وقلت، وقالت الصحابة وقلت، ثم قال: كنت تجلس
إليه؟ - قلت: لا ولكن هذا قوله، فقال أبو الحسن عليه السلام: إذا جاءكم ما تعلمون
فقولوا، وإذا جائكم ما لا تعلمون فها (ووضع يده على فمه) فقلت: ولم ذاك؟ - قال: لأن
رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من
بعده إلى يوم القيامة (2).
92 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن الطيار قال
قال لي أبو جعفر عليه السلام: تخاصم الناس؟ - قلت: نعم، قال: ولا يسألونك عن شئ إلا قلت
فيه شيئا؟ - قلت: نعم، قال: فأين باب الرد إذا؟! (3).
93 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن
عليه السلام نقيس على الأثر، نسمع الرواية فنقيس عليها، فأبى ذلك وقال: قد رجع الامر

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 164، س 7 و 9 و 14) قائلا
بعد الحديث الثاني: " الظاهر أن " ها " حرف تنبيه ووضع اليد على الفم إشارة إلى السكوت، وما
قيل من أنه اسم فعل بمعنى " خذ " والإشارة لتعيين موضع الاخذ فلا يخفى بعده "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
213

إذا إليهم فليس معهم لاحد أمر (1).
94 - عنه، عن عثمان بن عيسى " قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن القياس؟
فقال: ما لكم وللقياس؟ إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرم (2).
95 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد المؤمن بن الربيع، عن محمد
بن بشر الأسلمي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وورقة يسأله فقال له أبو عبد الله
عليه السلام: أنتم قوم تحملون الحلال على السنة ونحن قوم نتبع على الأثر (3).
96 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن موسى بن بكر، عن فضيل بن يسار،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن السنة لا تقاس، وكيف تقاس السنة والحائض تقضى
الصيام ولا تقضى الصلاة (4)
97 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان
بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل قطع أصبع امرأة فقال: فيها عشرة من
الإبل، قلت: قطع اثنين! - قال: فيهما عشرون من الإبل، قلت: قطع ثلاث أصابع قال:
فيهن ثلاثون من الإبل، قلت: قطع أربعا قال: فيهن عشرون من الإبل، قلت: أيقطع ثلاثا
وفيهن ثلاثون من الإبل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الإبل؟! قال: نعم، إن المرأة إذا
بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل إن السنة لا تقاس، ألا ترى أنها
تؤمر بقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها، يا أبان حدثتني بالقياس وإن السنة إذا قيست
محق الدين (5).

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 164، س 15 و 18) قائلا بعد الحديث
الأول: " بيان - ضمير الجمع راجعان المعصومين (ع) أي يجب ارجاع الامر إليهم إذا أشكل
عليكم، إذ ليس لأحد معهم أمر، ويحتمل رجوعهما إلى أصحاب القياس بل هو أظهر ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 164، س 18 و 22) قائلا بعد الحديث الأول
" بيان - قوله (ع) " تحملون الحلال " كذا في النسخ، ولعله كان بالخاء المعجمة، أي تحملون
الخصال والأحكام على السنة من غير أن تكون فيها، أي تقيسون الأشياء بما ورد في السنة، وعلى
المهملة لعل المراد أنكم تحملون الشئ الحلال الذي لم يرد فيه أمر ولا نهى على ما ورد في السنة
فيه أمرا ونهى بالقياس الباطل ". أقول: فيما عندي من النسخ بدل " الحلال " " الجدل ".
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - ج 24، " باب الجناية " (ص 45، س 4).
214

98 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله عليه السلام في كتاب أدب أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تقيسوا الدين
فإن أمر الله لا يقاس، وسيأتي قوم يقيسون وهم أعداء الدين (1).
99 - عنه، عن ابن محبوب أو غيره، عن المثنى الحناط، عن أبي بصير قال: قلت لأبي -
جعفر عليه السلام: يرد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنة فنقول فيها برأينا؟ - فقال: أما
إنك إن أصبت لم توجر، وإن أخطأت كذبت على الله (2).
8 - باب التثبت
100 - عنه، عن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس
بزرج، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: إنما أهلك الناس العجلة ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد (3).
101 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب الأزدي عن عبد الرحمن بن سيابة، عن
أبي النعمان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأناة
من الله، والعجلة من الشيطان (4).
102 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد،
عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر أو أبي عبد الله عليهما السلام قال: الوقوف عند الشبهة
خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه (5)

1 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 164، س 23 و 9)
2 - ج 1، " باب البدع والرأي والمقائيس " (ص 164، س 23 و 9)
3 - ج 15 الجزء الثاني، " بالتدبير والحزم والحذر والثبت في الأمور " (ص 198، س 15 و 16).
4 - ج 15 الجزء الثاني، " بالتدبير والحزم والحذر والثبت في الأمور " (ص 198، س 15 و 16).
5 - ج 1، " باب التوقف عند الشبهات والاحتياط في الدين " (ص 150، س 2) قائلا بعد
نقله أيضا عن تفسير العياشي في باب آداب الرواية ج 1 (ص 113، س 13): " بيان - الفعل في قوله
(ع) " لم تروه " اما مجرد معلوم يقال: " روى الحديث رواية " أي حمله، أو مزيد معلوم من
باب التفعيل أو الافعال، يقال: رويته الحديث تروية أو أرويته " أي حملته على روايته، أو مزيد
مجهول من البابين ومنه " روينا في الاخبار " ولنذكر ما به يتحقق تحمل الرواية والطرق التي
تجوز بها رواية الاخبار، اعلم أن لاخذ الحديث طرقا، أقول: فذكر طرق أخذ الحديث مفصلة
فمن أراد الاطلاع عليها فليراجع البحار فإن كلامه (ره) طويل الذيل جدا لا يسعه المقام.
215

103 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا (1).
104 - عنه، عن أبيه، عمن حدثه رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه لا يسعكم
فيما ينزل بكم مما لا تعملون إلا الكف عنه والتثبت فيه والرد إلى أئمة المسلمين حتى
يعرفوكم فيه الحق ويحملوكم فيه على القصد، قال الله عز وجل: " فاسئلوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون " (2).
105 - عنه، عن علي بن إسحاق، عن داود، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن (3).
106 - عنه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي -
عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له: كف قال أبو عبد الله
عليه السلام: اكتب فأملى عليه: أنه لا ينفعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف
عنه والتثبت فيه ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد (4)
9 - باب الدين
107 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء ومحمد بن عبد الحميد العطار عن عاصم بن
حميد، عن مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا مالك إن الله
تعالى يعطى الدنيا من أحب ومن يبغض، ولا يعطى الدين إلا من أحب (5)
108 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أبي سليمان، عن ميسر قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: إن الدينا يعطيها الله من أحب وأبغض، وإن الايمان لا يعطيه
إلا من أحب (6).

1 - ج 1، " باب النهى عن القول بغير علم " (ص 101، س 18 و 19 و 20) قائلا بعد
الحديث الثالث " بيان - الامر بالكف والسكوت اما لأن من عرض الخطبة فسر هذا الموضع
برأيه وأخطأ، أو لأنه كان في هذا الموضع غموض ولم يتثبت عنده ولم يطلب تفسيره، أو لأنه
(ع) أراد إنشاء ذلك فاستعجل لشدة الاهتمام ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 1، " باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها " (ص 144، س 34)
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الله يعطى الدين الحق من أحبه " (ص 157، س 13 و 18.)
6 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الله يعطى الدين الحق من أحبه " (ص 157، س 13 و 18.)
216

109 - عنه، عن الوشاء، عن عبد الكريم بن عمر والخثعمي، عن عمر بن حنظلة،
عن حمزة بن حماد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذه الدنيا
يعطاها البر والفاجر، وإن هذا الدين لا يعطاها إلا أهله خاصة (1).
110 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران،
عن عمر بن حنظلة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله يعطى الدنيا من يحب ويبغض،
ولا يعطى الايمان إلا أهل صفوته من خلقه (2).
111 - عنه، عن محمد بن خالد الأشعري، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن
حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة قال: بينا أنا أمشى مع أبي عبد الله عليه السلام في
بعض طرق المدينة إذا التفت إلي فقال: إن الله يعطى البر والفاجر الدنيا، ولا يعطى الدين
إلا أهل صفوته من خلقه. عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن عمرو بن
أبي المقدام، عن رجل من أهل البصرة مثله. (3)
112 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال، إن الله يعطى المال البر والفاجر، ولا يعطى الايمان إلا من أحب (4)
113 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه
قال: كان رجل يدخل على أبي جعفر عليه السلام من أصحابه فصبر حينا لا يحج فدخل
عليه بعض معارفه ممن كان يدخل عليه معه فقال له: فلان ما فعل؟ - قال: فجعل يضجع
الكلام يظن أنه إنما عنى الميسرة والدنيا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كيف حاله في
دينه؟ - فقال له: كما تحب، فقال: هو والله الغني (5).

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب في أن الله تعالى إنما يعطى الدين الحق
والايمان والتشيع من أحبه " (157 س 19 و 20 و 22 و 24) قائلا في ذيل حديث فيه " " صفوته عن
خلقه ": " بيان قال الجوهري: صفوة الشئ خالصه ومحمد صفوة الله من خلقه ومصطفاه قال
أبو عبيدة: يقال: له صفوة وصفوة مالي وصفوة مالي، فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالي بالفتح لا غير "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 15 الجزء الأول " باب آخر في أن السلامة والغنى في الدين " (ص 160، س
17) قائلا بعد نقل ما يقرب منه من الكافي (وفيه بدل " فصبر حينا " " فصبر زمانا "): بيان -
" فصبر زمانا " في بعض النسخ " فغبر زمان " أي مضى، وفي بعضها فغير زمانا أي مكث، في
القاموس: " غبر غبورا = مكث وذهب، ضد " قوله (ع) " فلان ما فعل " أي كيف حاله؟ ولم
تأخر عن الحج؟ " قال " أي بعض الأصحاب أو الراوي " فجعل " أي شرع بعض المعارف " يضجع الكلام "
أي يخفضه أو يقصر ولا يصرح بالمقصود ويشير به إلى سوء حاله لئلا يغتم الإمام (ع) بذلك كما
هو الشايع في مثل هذا المقام، قال في القاموس: أضجعت الشئ = أخفضته، وضجع في الامر
تضجيعا = قصر. " فظن " في بعض النسخ " يظن " وهو أظهر " أن ما يعنى " " أن " بفتح الهمزة و
" ما " موصولة وهي اسم أن كقوله تعالى " واعلموا أنما غنمتم من شئ " أو ما كافة مثل قوله:
" أنما إلهكم اله واحد " وعند الزمخشري أنه يفيد الحصر كالمكسور فعلى الأول مفعول " يعنى " و
هو عائد ما محذوف وتقديره أن ما يعنيه و " الميسرة " خبر أن وعلى الثاني المسيرة " مفعول " " يعنى "
وعلى التقديرين المستتر في " يعنى " راجع إلى الإمام (ع) " كما تحب " أي على أحسن الأحول " فقال:
هو والله الغنى " أقول: تعريف الخبر باللام المفيد للحصر وتأكيده بالقسم للتنبيه على أن الغنى
الحقيقي ليس الا الغنى الأخروي الحاصل بسلامة الدين كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الفقر
هو الموت الأحمر، فقيل له: الفقر من الدينار والدرهم؟ - فقال: لا، ولكن من الدين ".
217

114 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس
إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كلام الله، يقلد فيها رجال
رجالا، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف،
ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا، فهنالك استحوذ -
الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (1).
115 - عنه، عن الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن عمر بن أبي نصر قال: حدثني رجل
من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت
فسألت ابن عمر فقلت: قول الله " وأما بنعمة ربك فحدث "؟ - قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله
عليه، ثم إني قلت للحسين بن علي عليهما السلام: قول الله تعالى " وأما بنعمة ربك
فحدث؟ " - قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه (2).
116 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن جليس
لأبي حمزة الثمالي، عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قول الله تعالى: " كل
شئ هالك إلا وجهه " قال: فيهلك كل شئ ويبقى الوجه، ثم قال: إن الله أعظم من أن

1 - مر الحديث بعينه مع بيان من المجلسي (ره) له قبيل ذلك في باب البدع (ص 208)
2 - ج 7، " باب أنهم عليهم السلام نعمة الله والولاية شكرها " (ص 102، س 7).
218

يوصف ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتى منه (1).
117 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد، عن أبي بصير، عن الحارث.
بن المغيرة النضري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى " كل شئ هالك
إلا وجهه "؟ - قال: كل شئ هالك إلا من أخذ طريق الحق (2)
118 - عنه، عن أحمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله: " كل شئ هالك إلا وجهه " قال: من أتى الله بما أمر به من طاعته وطاعة محمد
صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك ولذلك قال: " من يطع الرسول فقد
أطاع الله " (3).
119 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله عليه السلام
في قول الله تعالى: " فوقاه الله سيئات ما مكروا " قال: أما لقد سطوا عليه وقتلوه، ولكن
أتدرون ما وقاه؟ - وقاه أن يفتنوه في دينه (4)
120 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من زينة الدنيا حسب (5)
10 - باب فضيلة الجماعة
121 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ريق الايمان من
عنقه، ومن نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم (6).

1 - ج 15، الجزء الأول " باب أن الشيعة هم أهل دين الله " (ص 127، س 21 و 23
وص 126، س 32) أقول: في بعض النسخ كنسخة المحدث النوري (ره) بدل " لذلك " في الحديث
الثالث " كذلك "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 5، " باب أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون " (ص 260، س 36) قائلا بعده
" بيان - " سطا عليه " أي قهر وبطش به "
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب الرضى بموهبة الايمان وأنه من أعظم النعم " (ص 40، س 25)
6 - ج 1، " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " (ص 152، س 7) قائلا بعده:
" بيان - الخلع هنا مجاز، " أقول: قد ذكرنا هذا البيان إلى آخره في ذيل الحديث الثاني والخمسين
من كتاب عقاب الأعمال (ص 94 و 95) فإن شئت فراجع.
219

122 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آباءه عليهم السلام
قال: قال أمير المؤمنين (ع) ثلاث موبقات، نكث الصفقة، وترك السنة، وفراق الجماعة (1)،
123 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (ع)
عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن جماعة أمته؟ - فقال:
جماعة أمتي أهل الحق وان قلوا (2).
124 - عنه، عن أبي علي الواسطي، عن عبد الله بن عاصم، عن يحيى بن عبد الله
رفعه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما جماعة أمتك - قال: من كان على الحق
وإن كانوا عشرة (3).
125 - عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه -
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن القليل من المؤمنين كثير (4).
11 - باب الاحتياط في الدين والاخذ بالسنة
126 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خالف سنة محمد فقد كفر (5)
127 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام:
في قول الله: " فلينظر الانسان إلى طعامه ". قال: قلت: ما طعامه؟ - قال: علمه الذي يأخذه
ممن يأخذه (6).
128 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله

1 - ج 1، " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " (ص 151، س
36 و 31 و 32 و 37 وص 150، س 36) أقول: مر الحديث الأول بسند آخر في كتاب عقاب الأعمال
(باب 19، ص 94) مع بيان للمجلسي (ره) له فراجع ان شئت.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94، س 29) قائلا بعد نقله:
" بيان - " هذا أحد بطون الآية الكريمة وعلى هذا التأويل المراد بالماء العلوم الفائضة منه تعالى
فإنها سبب لحياة القلوب وعمارتها، وبالأرض القلوب والأرواح وبتلك الثمرات ثمرات تلك العلوم "
أقول: يريد بالماء والأرض والثمرات ما وقع ذكره في الآيات التالية لهذه الآية الواقعة في
سورة " عبس " من قوله تعالى " أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا
وقضبا، وزيتونا ونخلا، إلى آخر الآيات "
220

عليه السلام يقول: كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب -
الله فهو زخرف (1).
129 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل (2).
130 - عنه، عن أبي أيوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن الهشامين جميعا وغيرهما
قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا
قلته، وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله (3).
131 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي، عن أيوب، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا حدثتم عنى بالحديث فأنحلوني أهنأه وأسهله و
أرشده فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وان لم يوافق كتاب الله فلم أقله (4)
132 - عنه، عن علي بن حسان الواسطي، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي -
جعفر عليه السلام في حديث له قال: كل من تعدى السنة رد إلى السنة. وفي حديث آخر
قال أبو جعفر عليه السلام: من جهل السنة رد إلى السنة (5).
133 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال علي بن الحسين
عليهما السلام: إن أفضل الأعمال ما عمل بالسنة وإن قل (6).
134 - عنه، عن أبيه، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي الكوفي، عن
عثمان العبدي، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة،

1 - ج 1، " باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها " (ص 144، س 35)
و 36 و 37 وص 145، س 1 و 5) قائلا بعد الحديث الرابع: " بيان - النحلة = العطية، ولعل المراد
إذا ورد عليكم أخبار مختلفه فخذوا بما هو أهنا وأسهل وأقرب إلى الرشد والصواب مما علمتم منا،
فالنحلة كناية عن قبول قوله (ع) والاخذ به، ويحتمل أن تكون تلك الصفات قائمة مقام المصدر،
أي انحلوني أهنأ نحل وأسهله وأرشده والحاصل أن ما يرد منى عليكم فاقبلوه أحسن القبول
فيكون ما ذكره بعده في قوة الاستثناء منه ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - لم أجده في مظانه من البحار فإن وجدته أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
221

وذكر الله أكبر من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار (1)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا
قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة. (2)
135 - عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لأنسبن اليوم
الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك، الاسلام هو التسليم،
والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو العمل، والعمل
هو الأداء، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه عن ربه فأخذ به، إن المؤمن يرى
يقينه في عمله، والكافر يرى انكاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمر ربهم فاعتبروا
انكار الكافرين والمنافقين باعمالهم الخبيثة (3).
136 - عنه، عن رفاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الناس لعلي
عليه السلام: ألا تخلف رجلا يصلى بضعفاء الناس في العيدين؟ - فقال علي عليه السلام:
لا أخالف السنة (4).

1 - ج 19، كتاب القرآن " باب آداب القراءة وأوقاتها " (ص 54، س 15) وفيه بدل
" أكبر " " كثيرا من أفضل " ولعله محرف " كثيرا أفضل من " وذلك لقرينة السياق.
(2) هذا الحديث كذا في النسخ والظاهر أنه ليس جزء ا للحديث السابق ولذا لم ينقله
المجلسي (ره) في ذيله وكيف كان، هو مذكور في الجزء الأول من البحار في باب البدعة والسنة
(ص 150، س 28) لكنه مع اختلاف يسير وذكر سند (لا مرسلا كما هنا) مع بيان من المجلسي (ره) له "
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب نسبة الاسلام " (ص 187، س 29) قائلا بعد نقله من
الكافي أيضا " بيان - " لأنسبن " يقال نسبت الرجل كنصرت أي ذكرت نسبه، والمراد بيان
الاسلام والكشف التام عن معناه، وقيل لما كان نسبة شئ يوضح أمره وحاله وما يؤل هو إليه
أطلق هنا على الايضاح من باب ذكر الملزوم وإرادة اللازم، وأقول: كأن المراد بالاسلام
هنا المعنى الأخص منه المرادف للايمان كما يومى إليه قوله (ع): إن المؤمن لم يأخذ دينه عن
رأيه " وقوله (ع): " إن المؤمن يرى يقينه في عمله " وحاصل الخبر أن الاسلام هو التسليم و
الانقياد " أقول بيانه طويل جدا لا يسع المقام ذكره فمن أراده فليطلبه من هناك.
4 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب وجوب صلاة العيدين وشرائطهما " (ص 859، س
12) مع بيان من المجلسي (ره) له فمن أراده فليطلبه من هناك.
222

137 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن ميسر، قال: دخلت على أبي -
عبد الله عليه السلام وأنا متغير اللون فقال: من أين أحرمت؟ - قلت: من موضع كذا وكذا
(قال:) ليس من المواقيت المعروفة، قال: رب طالب خير تزل قدمه، ثم قال أيسرك أنك
صليت الظهر في السفر أربعا؟ - قلت: لا، قال: فهو ذاك (1).
138 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يسير، عن عبد الله بن
عمر الخثعمي، عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أصلي الزوال
ستة وأصلي بالليل ستة عشر ركعة قال: اذن تخالف رسول الله صلى الله عليه وآله، إن
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلي الزوال ثمان ركعات وصلاة الليل ثمان ركعات
فقلت: قد أعرف أن هذا هكذا ولكني أقضى الأيام الخالية (2).
138 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي حمزة الثمالي
قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا سافر صلى ركعتين ثم ركب راحلته وبقى مواليه
يتنفلون فيقف ينتظرهم، فقيل له: ألا تنهاهم؟ - فقال: إني أكره أن أنهى عبدا إذا صلى
والسنة أحب إلي (3).
139 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن مفضل
بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا جعفر عليه السلام سئل من مسألة فأجاب
فيها فقال الرجل: ان الفقهاء لا يقولون هذا، فقال له أبي: ويحك إن الفقيه الزاهد في الدنيا
الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله (4).

1 - ج 21، " باب المواقيت وحكم من أخر الاحرام عن الميقات " (ص 29، س 36)
2 و 3 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب جوامع أحكامها (الضمير يرجع إلى النوافل
اليومية) وأعدادها وفضائلها " (ص 530، س 3، وص 529، س 35) قائلا بعد الحديث الثاني:
" بيان - يحتمل أن يكون المراد ابتداء السفر فالركعتان هما المستحبتان عند الخروج من
البيت، أو في الطريق فالركعتان هما المندوبتان لوداع المنزل، وعلى التقديرين فإن كان الموالي
يفعلون ذلك بقصد كونها سنة على الخصوص فعدم نهيه عليه السلام عنه وقوله: " أحب إلي " محمولان
على التقية، وإلا فالأجبية لكون فعلهم موهما لذلك لما قد مر أن الصلاة خير موضوع " أقول: لكن
بدل كلمة المحاسن عند نقل الخبر الثاني بالمجالس وأظنه من خطأ قلم الناسخين فليلاحظ.
4 - ج 1، " باب صفات العلماء وأصنافهم " (ص 84، س 8)
223

140 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: السنة سنتان، سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها
ضلالة، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة (1).
141 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن ابن مسكان
عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: مر موسى بن
عمران عليه السلام برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله فانطلق موسى في حاجته
فبات سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء فقال: يا رب هذا عبدك رافع يديه
إليك يسألك حاجته ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له! قال: فأوحى الله إليه
يا موسى لو دعاني حتى يسقط يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب
الذي أمرته (2)
142 - عنه، عن القاسم، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام
إن أمير المؤمنين عليهما السلام كان يقول: لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين، رجل يزداد
كل يوم إحسانا ورجل يتدارك منيته بالتوبة وأني له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع
عنقه ما قبل الله منه إلا بمعرفة الحق (3).
143 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام في قول الله " وأتوا البيوت من أبوابها " قال: يعنى ان يأتي الامر من وجهه أي
الأمور كان (4).
144 - عنه، عن علي بن سيف، عن أبي حفص الأعشى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمسك بسنتي في اختلاف أمتي كان له أجر
مائة شهيد (5).

1 - ج 1، " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " (ص 151، س 18).
2 و 3 و 4 و 5 - ج 1، " باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة " (ص 150، س 37 و
ص 151، س 4 وص 150، س 36 و 34)
224

12 - باب الشواهد من كتاب الله
145 - عنه، عن علي بن حكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال
علي: وحدثني الحسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا -
عبد الله (ع) عن اختلاف الحديث يرويه من يثق به وفيهم من لا يثق به؟ - فقال: إذا ورد
عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي
جاءكم به أولى به (1)
13 - باب فرض طلب العلم
146 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا رفعه قال:
قال أبو عبد الله (ع): طلب العلم فريضة. وفي حديث آخر قال: قال أبو عبد الله (ع):
طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وإن الله يحب بغاة العلم (2).
147 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول، (واسمه
محمد بن النعمان) عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يسع الناس حتى يسألوا أو يتفقهوا (3).
148 - عنه، عن أبيه، وموسى بن القاسم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بعض
أصحابهما قال: سئل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) هل يسع الناس ترك -
المسألة عما يحتاجون إليه؟ - قال: لا (4).
149 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل ابن أبي زياد، عن -
السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلعم):
أف لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة يوما يتفقه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه، وروى

1 - ج 1، " باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها " (ص 137، س 6)
2 - لم أجده في البحار مرويا عن هذا الكتاب، نعم نقله من البصائر في باب فرض العلم ووجوب
طلبه مع نقل نظائره في المضمون (ص 56 ج 1) قائلا بعدها: " بيان - هذه الأخبار تدل على
وجوب طلب العلم، ولا شك في وجوب القدر الضروري من معرفة الله وصفاته وسائر أصول الدين
ومعرفة العبادات وشرائطها والمناهي ولو بالأخذ عن عالم عينا والأشهر بين الأصحاب أن تحصيل
أزيد من ذلك إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات ".
3 و 4 - ج 1، " باب فرض العلم ووجوب طلبه " (ص 57، س 5)
225

بعضهم: أف لكل رجل (1).
14 - باب حقيقة الحق
150 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه،
عن علي (ع) قال: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله
فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه (2).
151 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه،
عن أبي جعفر (ع) قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض أسفاره إذا لقيه ركب فقالوا:
السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما أنتم؟ - قالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، قال:
فما حقيقة إيمانكم؟ - قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا
تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون (3).
152 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع)
ليس من باطل يقوم بإزاء حق إلا غلب الحق الباطل وذلك قول الله " بل نقذف بالحق
على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ". (4)
11 - باب الحث على طلب العلم
153 - عنه، عن أبيه رفعه إلى أبي جعفر (ع) قال: اغد عالما خيرا وتعلم خيرا (5).

1 - ج 1، " باب فرض العلم وجوب الطلبة (ص 57، س 5 قائلا بعده: " بيان - المراد بالجمعة
الأسبوع تسمية للكل باسم الجزء ". وفيه " رجل " " رجل مسلم ".
2 - ج 1، " باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها "، (ص 145 س 8).
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب علامات المؤمن وصفاته " (ص 75، س 25)
مع بيان طويل فمن أراده فليطلبه من هناك، ثم لا يخفى أن الحديث مروى بطرق عديدة في الكتب
المعتبرة كالكافي والتوحيد والمعاني والخصال ومشكوة الأنوار وغيرها.
4 - ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين " (ص 84، س 31).
5 - ج 1، " باب أصناف الناس في العلم " (ص 61، س 32).
226

154 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اغد عالما أو متعلما و
إياك أن تكون لاهيا متلذذا. وفي حديث آخر: وإياك أن تكون من الثلاثة متلذذا (1).
155 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن
أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اغد عالما أو متعلما أو أحبب أهل
العلم ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم. عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن
عثمان، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة مثله (2).
156 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سارعوا في طلب العلم فوالذي نفسي بيده لحديث واحد
في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك
أن الله يقول: " ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا ". وإن كان علي (ع)
ليأمر بقراءة المصحف (3).
157 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي -
جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا جابر والله لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام
خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب (4).
158 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمد
بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تفقهوا في الحلال والحرام وإلا فأنتم أعراب (5)

1 - ج 1، " باب أصناف الناس في العلم " (ص 61، س 32 و 33) وليس فيه
قوله (ع): " وفي حديث آخر: وإياك أن تكون من الثلاثة متلذذا ". وكذا لم يذكر فيه السند الثاني
للحديث الثاني مع وجود كليهما فيما عندي من نسخ المحاسن.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 1، " باب فضل كتابة الحديث وروايته " (ص 108، س 22 و 25) قائلا
بعد الحديث الأول " بيان - يظهر منه استشهاده بالآية أن الاخذ فيها شامل للتعلم والعمل، وإن
احتمل أن يكون الاستشهاد من جهة أن العمل يتوقف على العلم و " إن " في قوله (ع) " وإن كان " مخففة ".
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 29) قائلا بعده:
" بيان - أي فأنتم في الجهل بالأحكام الشرعية كالاعراب الذين قال الله فيهم: " الاعراب أشد
كفرا ونفاقا، الآية " و " الاعراب " = سكان البادية لا واحد له ويجمع على " أعاريب ".
227

159 - عنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن حماد، عن رجل سمع
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يشغلك طلب دنياك عن طلب دينك، فإن طالب الدنيا
ربما أدرك، وربما فاتته، فهلك بما فاته منها (1).
160 - عنه، عن الوشاء، عن مثنى بن الوليد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر
(عليه السلام) يقول: كان في خطبة أبي ذر رحمه الله: " يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل
ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا
والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم
استيقظت منها، يا مبتغي العلم إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخرب لا عامر له (2)
161 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال
أبو عبد الله وأبو جعفر (عليهما السلام): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته.
(قال:) وكان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: تفقهوا وإلا فأنتم أعراب. وفي حديث
آخر لابن أبي عمير رفعه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام:) لو أتيت بشاب من شباب الشيعة
لا يتفقه في الدين لأوجعته (3).
162 - في وصية المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا
في دين الله ولا تكونوا أعرابا، فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة
ولم يزك له عملا (4).

1 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 31) قائلا بعده:
" بيان - أي هلك لترك طلب الدين بسبب أمر من الدنيا لم يدركه أيضا فيكون قد خسر الدارين "
أقول: قريب مما ذكره قول من قال: (وهو صادق على غالب أفراد أهل هذا الزمان)
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
2 - ج 1، باب صفات العلماء وأصنافهم " (ص 84، س 12) قائلا بعده: " بيان -
لعل المراد بقوله " ما بين الموت والبعث " أنه مع قطع النظر عن نعيم القبر وعذابه فهو سريع
الانقضاء وينتهى الامر إلى العذاب، أو النعيم بغير حساب، والا فعذاب القبر ونعيمه متصلان بالدنيا
فهذا كلام على التنزل، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو عنهم لا جميع الخلق "
3 و 4 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 33 و 34) قائلا بعد الحديث
الثاني: بيان " - عدم النظر " كناية عن السخط والغضب فإن من يغضب على أحد أشد الغضب
لا ينظر إليه. والتزكية المدح أي لا يقبل أعماله ".
228

163 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم فهو أعرابي، إن الله عز
وجل يقول في كتابه: " فليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم
يحذرون " (1).
164 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن
أبيه قال: قال علي (عليهم السلام) في كلام له: لا يستحى الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم (2)
165 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن إسحاق عمار قال: سمعت
أبا عبد الله (ع) يقول: ليت السياط، على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام (3).
166 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار، عن عمه عبد السلام بن سالم،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق
خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة (4).
167 - عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) تفقهوا فإنه
يوشك أن يحتاج إليكم (5).
168 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أبيه قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي ابنا قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام، لا يسألك عما
لا يعنيه، قال: فقال لي: وهل يسأل الناس عن شئ أفضل من الحلال والحرام (6)؟!
16 - باب " خذ الحق ممن عنده ولا تنظر إلى عمله "
159 - عنه، عن علي بن عيسى القاساني، عن ابن مسعود الميسرى رفعه قال:
قال المسيح (عليه السلام): خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق،

1 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 37 و 27 و 28).
2 - هذا الحديث لم أجده في مظانهما من البحار فإن وجدته أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - هذا الحديث لم أجده في مظانهما من البحار فإن وجدته أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
6 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 23) قائلا بعده:
" بيان - " عما لا يعنيه " أي لا يهمه ولا يحتاج إليه ".
229

كونوا نقاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما زخرف الدرهم من
نحاس بالفضة المموهة، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء (1).
170 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني
عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قال: غريبتان كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها وكلمة سفه من حكيم فاغفروها (2)
171 - وعنه، عن علي بن سيف، قال: قال أمير المؤمنين (ع): خذوا الحكمة
ولو من أهل المشركين (3).
172 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال المسيح (ع): يا معشر الحواريين ما يضركم
من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممن عنده، ولا تنظروا إلى عمله (4).
173 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سيف رفعه قال: سئل
أمير المؤمنين (ع) من أعلم الناس؟ - قال: من جمع علم الناس إلى علمه (5).
174 - عنه، عن محمد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي -
عبد الله (عليه السلام) ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق
فتجلجل حتى يخرجها (6).
175 - عنه، عن محمد بن إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن أبي بصير، عن أبي -
جعفر (ع) أو عن أبي عبد الله (ع) قال: لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئ ولا

1 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94، س 32) قائلا بعده:
" ايضاح - قال الفيروزآبادي: " موه الشئ = طلاه بفضة أو ذهب وتحته نحاس أو حديد ".
2 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94. س 34) قائلا بعده:
" بيان - قوله (ع) " فاغفروها " أي لا تلوموه بها أو استروها ولا تذيعوها فإن الغفر في الأصل
بمعنى الستر ".
3 و 4 و 5 و 6 - ج 1 " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز " (ص 94، س 36 و 37)
وص 95، س 1 و 2) قائلا بعد الحديث الأخير: " بيان - فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أي تتحرك
أو تحرك صاحبها على التكلم بها ".
230

قدري ولا حروري ينسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شئ من الحق فيكذب الله فوق عرشه (1)
17 - باب اظهار الحق
176 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمى رفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا ظهرت البدعة في أمتي فليظهر العالم علمه، فإن
لم يفعل فعليه لعنة الله (2)
177 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي (ع): إن العالم الكاتم
علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، يلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار (3).
178 - عنه، عمن ذكره، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن
الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر لهما جميعا (4).
18 - باب من ترك المخاصمة لأهل الخلاف
179 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي جعفر
(ع) قال: لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لأحبونا (5).
180 - عنه، عن أخيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان
بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ان لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى
هذا الامر؟ - قال: نعم، إن الله يقول في كتابه: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم
نارا وقودها الناس والحجارة " (6).
181 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع) قال:

1 - ج 1، " باب أن حديثهم صعب مستصعب " (ص 129، س 6) وفيه بدل " فيكذب "
" فتكذبوا " قائلا بعده: " بيان أي مستوليا على عرشه أو كائنا على عرش العظمة والجلال
لا العرش الجسماني ".
2 و 3 و 4 - ج 1، " باب النهى عن كتمان العلم والخيانة " (ص 87، س 34 و 35 و
ص 88، س 4).
5 و 6 - ج 1، " باب ثواب الهداية والتعليم "، (ص 75، س 30 و 32) قائلا بعد الحديث " الأول: " بيان - لعل المراد النهى عن المجادلة والخاصمة مع المخالفين إذا لم يؤثر فيهم ولا
ينفع في هدايتهم وعلل ذلك بأنهم بسوء اختيارهم بعدوا عن الحق بحيث يعسر اختيارهم غير
مستطيعين وسيأتي الكلام فيه في كتاب العدل " وقال بعد الحديث الثاني: " بيان - المراد بها الأصنام
أو حجارة الكبريت " أقول: ضمير " بها " يرجع إلى الحجارة المذكورة في الآية.
231

قلت له قول الله تبارك وتعالى: " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل -
الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا "؟ - فقال: من أخرجها من ضلالة
إلى هدى فقد أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها (1).
182 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، قال:
قلت لأبي جعفر (ع)، قول الله في كتابه " ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا "؟ - قال:
من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ - فقال: ذلك تأويلها الأعظم (2).
183 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي -
خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (ع) أسألك أصلحك الله؟ - قال:
نعم، قال: كنت على حال وأنا اليوم على حال أخرى، كنت أدخل الأرض فأدعو الرجل
والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا؟ - فقال: وما عليك أن تخلى
بين الناس وبين ربهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال: ولا عليك
إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا، قلت: أخبرني عن قول الله " ومن
أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا " قال: من حرق أو غرق أو غدر، ثم سكت، فقال:
تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له (3).
184 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة،
عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (ع): أدعو الناس إلى حبك بما في يدي؟ - فقال: لا، قلت
إن استرشدني أحد أرشده؟ - قال: نعم، ان استرشدك فأرشده فإن استزادك فزده، فإن
جاحدك فجاحده (4).

1 - ج 1، " باب ثواب الهداية والتعليم " (ص 75، س 34 و 35 وص 76، س 1 "
2 - 1 - ج 1، " باب ثواب الهداية والتعليم " (ص 75، س 34 و 35 وص 76، س 1 "
3 - 1 - ج 1، " باب ثواب الهداية والتعليم " (ص 75، س 34 و 35 وص 76، س 1 "
4 - ج 1، " باب ما جاء في تجويز المجادلة " (ص 105، س 13) قائلا بعده:
بيان - " فجاحده " أي لا تظهر له معتقدك، وان سألك عنه فلا تعترف به، أو المعنى إن أنكر
ورد عليك في شئ من دينك فأنكر عليه والأول أوفق لصدر الخبر "
232

19 - باب حق العالم
185 - عنه، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفي، عن رجل، عن أبي عبد الله
(ع) قال: كان علي (ع) يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تجر بثوبه،
وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين
يديه ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينيك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من قول " قال فلان، وقال
فلان " خلافا لقوله، ولا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى
يسقط عليك منها شئ، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات
العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة (1).
186 - عنه، عن أبيه، عن سعدان، عن عبد الرحيم بن مسلم، عن إسحاق بن عمار
قال: قلت لأبي عبد الله (ع): من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ - قال: مكروه إلا لرجل
في الدين (2).
187 - عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع): إذا جلست إلى
عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن
القول، ولا تقطع على أحد حديثه (3).
20 - باب " ما لا يسع الناس جهله "
188 - عنه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن
عينية قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: وجدت علوم الناس كلهم في أربعة، أولها أن تعرف
ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف
ما يخرجك من دينك (4).
189 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة وابن مسلم، عن أبي -

1 - ج 1، " باب حق العالم " (ص 81، س 36 وص 82، س 3 و 4) قائلا بعد الحديث
الأول: " بيان - قوله (ع) " ولا تجر بثوبه) كناية عن الابرام في السؤال والمنع عن قيامه
عند تبرمه ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 66، س 13)
233

عبد الله (ع) قال: ما بعث الله نبيا قط حتى يأخذ عليه ثلاثا، الاقرار لله بالعبودية، وخلع
الأنداد، وأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء (1).
190 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الكوفي أخي يحيى قال: سمعت
مرازم بن حكيم يقول: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر
بخمسة، بالبداء، والمشية، والسجود، والعبودية، والطاعة (2).
21 - باب لا تخلو الأرض من عالم
191 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب
بن الحر، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما كانت الأرض إلا و
فيها عالم (3).
192 - عنه، عن الحسين بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن الحسين بن زياد
العطار قال: قلت لأبي عبد الله (ع): هل تكون الأرض إلا وفيها عالم؟ - قال: لا والله لحلالهم
وحرامهم وما يحتاجون إليه (4).
193 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف،
عن زياد العطار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الأرض لا تكون إلا وفيها حجة،
إنه لا يصلح الناس إلا ذلك، ولا يصلح الأرض إلا ذلك (5).
194 - عنه، عن الوشاء عن أبان الأحمر، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج
إلى الناس، يعلم الحلال والحرام (6).
195 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن الأصم عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي -
حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لن تبقى الأرض إلا وفيها عالم
يعرف الحق من الباطل (7).

1 - ج 2، " باب البداء والنسخ " (ص 136، س 5).
2 - ج 2، " باب البداء والنسخ " (ص 136، س 5).
3 - ج 7، " باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " (ص 318، س 31 و 32 و 33 و 34) و " باب الاضطرار إلى الحجة "، (ص 11، س 21).
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
7 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
234

196 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبو -
جعفر (ع): إن العلم الذي هبط مع آدم (عليه السلام) لم يرفع، والعلم يتوارث، وانه لم يمت
عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله (1)،
197 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سفيان، عن النعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: لما انقضت نبوة آدم وانقطع أكله أوحى الله إليه: يا آدم إنه قد انقضت
نبوتك وانقطع أكلك فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوة وآثار العلم
والاسم الأعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله فانى لن أدع الأرض بغير عالم
يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور
النبي الاخر (2).
198 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن معلى بن عثمان، عن معلى بن خنيس
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان
نوح؟ - فقال: لم يزالوا كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون (3)
199 - عنه، عن أبي إسحاق الخفاف، عمن ذكره، عن درست، عمن ذكره، عن أبي -
عبد الله (عليه السلام) قال: كان الذي تناهت إليه وصايا عيسى أبي. ورواه عن أبيه، عن ابن -
أبي عمير، عن درست، وزاد فيه " فلما أن أتاه سلمان قال له: إن الذي تطلب قد ظهر اليوم
بمكة فتوجه إليه " (4).
200 - عن بعض أصحابنا، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن محمد بن حكيم،
عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله بما اكتفوا به في عهده، و
استغنوا به من بعده (5).
201 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن شعيب الحداد، عن أبي حمزة، عن

1 - ج 7، " باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " (ص 314، س 16)
2 و 3 - ج 7، " باب الاضطرار إلى الحجة " (ص 6، س 7 وص 10، س 10) قائلا
بعد الحديث الأول: " بيان - " الأثرة " بالضم البقية من العلم يؤثر، كالاثرة والإثارة " أقول:
وفيه في الحديث الثاني بدل " لم يزالوا " " لم يزل ".
4 - ج 6، " باب علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا " (ص 230، س 18) مع بيان له.
5 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا وأنه ليس شئ إلا ورد فيه كتاب أو سنة " (ص 114، س 21)
235

أبي جعفر (عليه السلام) قال: لن تخلو الأرض من رجل يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال:
قد زادوا، وإذا نقصوا عنه قال: قد نقصوا، وإذا جاءوا به صدقهم، ولو لم يكن ذلك كذلك
لم يعرف الحق من الباطل (1).
202 - عنه، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلمى، عن عبد الله بن سليمان
العامري، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما زالت الأرض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام،
ويدعو إلى سبيل الله، ولا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة، فإذا
رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة
وأولئك شرار من خلق الله، وهم الذين يقوم عليهم القيامة (2)
22 - باب حجج الله على خلقه
203 - عنه، عن محمد بن علي، عن حكم بن مسكين الثقفي، عن النضر بن قرواش
قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم (3).
204 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيار، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: قال لي: اكتب، فأملى: ان من قولنا: ان الله يحتج على العباد بالذي آتاهم
وعرفهم ثم أرسل إليهم رسولا وأنزل عليه الكتاب وأمر فيه ونهى، وأمر فيه بالصلاة والصوم
فنام رسول الله (صلعم) عن الصلاة فقال: أنا أنيمك وأنا أوقظك، فإذا قمت فصل ليعلموا
إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا قام عنها هلك، وكذلك الصيام،
أنا أمرضك وأنا أصحك فإذا شفيتك فاقضه، ثم قال أبو عبد الله (ع): وكذلك إذا نظرت
في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه حجة وله فيه المشية،
ولا أقول: إنهم ما شاءوا صنعوا، ثم قال: إن الله يهدى ويضل، وقال: ما أمروا إلا بدون سعتهم،
وكل شئ أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شئ لا يسعون له فموضوع عنهم، ولكن
الناس لا خير فيهم، ثم تلا " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون

1 - ج 7، " باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " (ص 318، س 35).
2 - ج 7، " باب الاضطرار إلى الحجة "، (ص 10، س 1) وفيه بدل " ولله " " إلا ولله ".
3 -، ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين " (ص 83، س 20)
236

حرج ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، قال: فوضع عنهم لأنهم لا يجدون ما ينفقون وقال:
" إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع
على قلوبهم فهم لا يفقهون " (1).
23 - باب [كذا فيما عندي من نسخ المحاسن]
205 - عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله
تبارك وتعالى " واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه " فقال: يحول بينه وبين أن يعلم أن
الباطل حق (2).
24 - باب جوامع من التوحيد
206 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن
بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (ع): يا سليمان إن الله يقول: " وأن
إلى ربك المنتهى " فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا (3)
207 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم
القصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن شئ من الصفة؟ - فقال: فرفع يديه إلى السماء
ثم قال: تعالى الله الجبار إنه من تعاطى ما ثم هلك. يقولها مرتين. (4)
208 عنه، عن بعض أصحابنا، عن حسين بن مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: من نظر في الله كيف هو؟ هلك. (5)
209 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال:

1 - ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفي الحرج في الدين "، (ص 83، س 28).
2 - ج 3، " باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان " (ص 57، س 33) قائلا بعده:
" بيان - أي يهديه إلى الحق، وقال السيد المرتضى: " أقول: أورد بيانا طويلا فمن أراده فيطلبه
من هناك.
3 و 4 و 5 - ج 2، " باب النهي عن التفكر في ذات الله تعالى "، (ص 83، س 27 و 28 و 31)
قائلا بعد الحديث الثاني: " بيان - " تعالى الله الجبار " أي عن أن يكون له جسم أو صورة، أو أن يوصف
بصفة زائدة على ذاته، وأن يكون لصفاته الحقيقية بيان حقيقي. " من تعاطى " أي تناول بيان ما ثم
من صفاته الحقيقية. " هلك " = ضل ضلالا بعيدا ".
237

قال أبو جعفر (عليه السلام): يا محمد إن الناس لا يزال لهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا
سمعتم ذلك فقولوا: " لا اله إلا الله " (1)
210 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي -
عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا زياد إياك والخصومات، فإنها تورث الشك وتحبط
العمل وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم بالشئ لا يغفر له، يا زياد إنه كان فيما مضى قوم
تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى الكلام بهم إلى الله فتحيروا فإن كان
الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه (2).
211 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن الصيقل،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: تكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما
فوق العرش، فإن قوما تكلموا في الله فتاهوا، حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب
من خلفه (3).
212 عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى (ع)
وسئل عن معنى قول الله " الرحمن على العرش استوى " فقال: استولى على ما دق وجل (4).
213 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن عبد الله بن سنان قال:
سألت أبا عبد الله (ع) عن " بسم الله الرحمن الرحيم "؟ - فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله،
والميم مجد الله، وقال بعضهم: ملك الله، و " الله " اله كل شئ، و " الرحمن " بجميع
خلقه، و " الرحيم " بالمؤمنين خاصة (5).

1 - ج 2، " باب النهى عن التفكر في ذات الله تعالى " (ص 83، س 31 وص 82،
س 14، وص 83، س 31) قائلا بعد الحديث الأول: " بيان - أي إذا سمعتم الكلام في الله
فاقتصروا على التوحيد ونفي الشريك منبها على أنه لا يجوز الكلام فيه وتبيين معرفته إلا بسلب التشابه
والتشارك بينه وبين غيره، أو إذا جروا الكلام في الجسم والصورة فقولوا ذلك تنزيها له
عما يقولون ". أقول: وزاد فيه على آخر الحديث هذه العبارة " الواحد الذي ليس كمثله شئ "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج، " باب نفي الزمان والمكان " (ص 104، س 15) قائلا بعد نقل مثله في باب معاني
الأسماء واشتقاقها (ص 156، س 21) " بيان - لعله من باب تفسير الشئ بلازمه فإن معنى الإلهية
يلزمه الاستيلاء على جميع الأشياء، دقيقها وجليلها، وقيل: السؤال إنما كان عن مفهوم الاسم و
مناطه فأجاب (ع) بأن الاستيلاء على جميع الأشياء مناط المعبودية بالحق لكل شئ ".
5 - ج 19، كتاب القرآن، " باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها "، (ص 57، س 34).
238

214 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص، عن أخي مرازم،
عن الفضل بن يحيى قال: سأل أبي أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) عن شئ من الصفة فقال:
لا تجاوز عما في القرآن (1).
215 - عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: أخبرني الأشعث
بن حاتم أنه سأل الرضا (عليه السلام) عن شئ من التوحيد فقال: ألا تقرأ القرآن؟ - قلت:
نعم، قال: اقرأ " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار "، فقرأت، فقال: ما الابصار؟ - قلت:
ابصار العين، قال: لا، إنما عنى الأوهام لا تدرك الأوهام كيفيته وهو يدرك كل فهم.
عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أبي جعفر (ع) نحوه إلا أنه قال: " الابصار
ههنا أوهام العباد فالأوهام أكثر من الابصار وهو يدرك الأوهام ولا تدركه الأوهام " (2).
216 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رجل من أهل الجزيرة، عن
أبي عبد الله (ع) أن رجلا من اليهود أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا علي هل
رأيت ربك؟ - فقال: ما كنت بالذي أعبد الها لم أره، ثم قال: لم تره العيون في مشاهدة
الابصار غير أن الايمان بالغيب بين عقد القلوب. (3)
217 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن
أبي زبيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفعه قال: سئل أمير المؤمنين
(صلوات الله عليه) بما عرفت ربك؟ - فقال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ -
فقال: لا تشبهه صورة ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالقياس، قريب في بعده، بعيد
في قربه، فوق كل شئ ولا يقال: شئ تحته، وتحت كل شئ ولا يقال: شئ فوقه،

1 - ج 2، " باب النهى عن التفكر في ذات الله "، (ص 83، س 36)
2 - ج 2، " باب نفى الجسم والصورة والتشبيه " (ص 59، س 35 و 37) قائلا بعده:
" بيان - كون الأوهام أكثر لأن البصر في الشخص متحد وله واهمته ومتفكرة ومتخيلة وعاقلة،
وكثيرا ما يسلب عن الشخص البصر وتكون له تلك القوى، ويحتمل أن يكون المراد بها أكثرية
مدركاتها فإنها تدرك ما لا يدركه البصر أيضا ".
3 - ج 2 " باب نفى الرؤية " (ص 120، س 29) وفيه بدل " بين " " من " وإلى مضمون
الحديث يشير قول من قال:
" أين چنين گفتند سالاران ره *: " نحن لم نعبد إلها لم نره ".
239

أمام كل شئ ولا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج
من الأشياء لا كشئ من شئ خارج، فسبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل
شئ مبتدأ. (1)
218 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره قال: اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت
فقالوا: إن هذا الرجل عالم يعنون علي بن أبي طالب (عليه السلام) فانطلق بنا إليه نسأله
فأتوه قيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج فقال له رأس الجالوت: يا أمير المؤمنين
جئنا نسألك قال: سل يا يهودي عما بدا لك، قال: أسألك عن ربنا، متى كان؟ -
فقال: كان بلا كينونة: كان لم يزل بلا كم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو القبل،
هو بلا قبل ولا غاية ولا منتهى غاية، ولا غاية إليها، انقطعت عنه الغايات فهو غاية كل غاية،
قال: فقال رأس الحالوت لليهود مروا فهذا أعلم مما يقال فيه. (2)
219 - أبو أيوب المدايني، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن ملكا كان في مجلسه فتناول الرب تبارك
وتعالى ففقد فما يدرى أين هو؟. (3)
220 - عنه، عن محمد بن عيسى، عمن ذكره رفعه قال: سئل أبو جعفر (ع):
يجوز أن يقال لله: " إنه موجود "؟ - قال: نعم، تخرجه من الحدين حد الابطال
وحد التشبيه. (4)
221 - عنه، عن المحسن بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن أبي جعفر الأحول،

1 - ج 2، " باب أدنى ما يجزى من المعرفة " (ص 85، س 21) قائلا بعده: " بيان -
" قريب " من حيث إحاطة علمه وقدرته بالكل. (في بعده " أي مع بعده عن الكل ". أقول: بيانه
(ره) طويل فمن أراده فليطلبه من هناك.
2 - ج 2، " باب نفى الزمان والمكان " (ص 104، س 10) قائلا بعده: " بيان -
" ولا غاية إليها " أي ينتهى إليها ".
3 و 4 - ج 2 " باب النهي عن التفكر في ذات الله تعالى " (ص 83، س 37 وص 84، س 3)
قائلا بعد الحديث الأول. " بيان - أي فقد من مكانه سخطا من الله عليه، أو تحير وسار في الأرض
فلم يعرف له خبر، وقيل: " هو على المعلوم أي ففقد ما كان يعرف، وكان لا يدرى في أي مكان هو
من الحيرة "، ولا يخفى ما فيه ".
240

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: عروة الله الوثقى التوحيد، والصبغة الاسلام (1).
222 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سألت
أبا عبد الله (ع) عن قول الله: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال: فطروا على التوحيد (2).
223 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال سألت أبا جعفر
(ع) عن قول الله: " حنفاء لله غير مشركين به " ما الحنيفية؟ - قال: هي الفطرة التي فطر الناس
عليها، فطر الله الخلق على معرفته (3).
224 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة قال:
سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها "؟ - قال: فطرهم على
معرفة أنه ربهم ولولا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربهم ولا من رازقهم (4)
225 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال سألت أبا -
عبد الله (ع) عن قول الله: " وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قال ثبتت المعرفة في قلوبهم ونسوا الموقف، سيذكرونه
يوما ما، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (5).
225 - عنه، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمر، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع)
أنه قال: أي شئ الله أكبر؟ - فقلت: الله أكبر من كل شئ، قال: وكان ثم شئ، فيكون أكبر
منه؟ - قلت: وما هو؟ - فقال: الله أكبر من أن يوصف (6).
226 - عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن
بن السري، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر (ع): إن الله تباركت أسماؤه

1 - ج، " باب الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله " (ص 87، س 36 و
21 و 33 و 35 وص 88، س 4) قائلا بعد الحديث الأول: " بيان - قال البيضاوي في قوله
تعالى: " صبغة الله " أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها فإنها حلية الانسان
كما أن الصبغة حلية المصبوغ، أو هدانا هدايته وأرشدنا حجته، أو طهر قلوبنا بالايمان تطهيره،
وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب،
أو للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير
لهم وبه تحقق نصرانيتهم ". وأيضا الحديث الرابع، ج 15، الجزء الأول، " باب فطرة الله
سبحانه وصبغته " (ص 25، س 32) مع بيان له.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - ج 19، كتاب الدعاء، " باب التكبير وفضله ومعناه "، (ص 17، س 29).
241

التي يدعى بها وتعالى في علو كنهه أحد، توحد بالتوحيد في توحده ثم أجراه على خلقه،
فهو أحد صمد قدوس يعبده كل شئ ويصمد إليه، وفوق الذي عيننا تبلغ، وسع كل
شئ علما (1).
128 - عنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر
(ع) قال: إن الله تبارك وتعالى كان وليس شئ غيره نورا لا ظلام فيه، وصدقا لا كذب فيه،
وعلما لا جهل فيه، وحياة لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبدا (2).
229 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رفاعة بن النخاس بن موسى، عن
أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
على أنفسهم، ألست بربكم؟ - قالوا: بلى "؟ - قال: نعم، لله الحجة على جميع خلقه، أخذهم يوم
أخذ الميثاق هكذا قبض يده (3).
230 - عنه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر
(ع) قال: العجب كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلق الله، والعجب كل العجب
للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، والعجب كل العجب للمصدق بدار
الخلود وهو يعمل لدار الغرور، والعجب كل العجب للمختال الفخور الذي خلق من
نطفة ثم يصير جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدرى كيف يصنع. ورواه علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: عجبت
للمتكبر الفخور كان أمس نطفة وهو غدا جيفة، والعجب كل العجب لمن شك في الله
وهو يرى الخلق، والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم و
ليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى الأولى، والعجب كل العجب
لعامر دار الفناء ويترك دار البقاء (4).

1 - ج 2، " باب التوحيد ونفي الشريك ومعنى الواحد والاحد " (ص 72، س 1).
وفيه بدل " عيننا تبلغ " " عسينا أن نبلغ " مع زيادة " ربنا " قبل " وسع ".
2 - ج 2، " باب نفي التركيب واختلاف المعاني " (ص 124، س 32) مع اختلاف يسير.
3 - ج، 2 " باب الدين الحنيف والفطرة والصبغة " (ص 88، س 6).
4 - ج 3، " باب اثبات الحشر وكيفيته " (ص 200، س 32 و 35).
242

24 - باب العلم
131 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار
قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون، لم يطلع عليه أحدا
من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله، فأما ما علم ملائكته ورسله فإنه سيكون ولا يكذب
نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء. ويثبت
ما يشاء (1).
132 - عنه، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول:
من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم منها ما يشاء ويؤخر منها ما يشاء (2).
233 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله
(ع): أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله قبل أن يخلق السماوات
والأرض؟ - قال: نعم (3).
234 - عنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن
بكير، عن زرارة، عن حمران قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: " هل أتى على
الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال: " كان شيئا ولم يكن مذكورا "
قلت: فقوله: " أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا "؟ - قال: لم يكن شيئا في كتاب
ولا علم (4).
25 - باب الإرادة والمشية
235 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبو -

1 - ج 2، " باب البداء والنسخ "، (ص 137، س 17 و 19) مع هذه العبارة " ويثبت
منها ما يشاء " في آخر الحديث الثاني.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 2، " باب العلم وكيفيته "، (ص 129، س 17).
4 - ج 3، " باب القضاء والقدر والمشية والإرادة "، (ص 35، س 20) قائلا بعده: " بيان
" ولا علم " أي علم أحد من المخلوقين والخلق في هذه الآية يحتمل التقدير والايجاد. قوله
(ع) " كان شيئا " أي مقدرا كما روى الكليني عن مالك الجهني فكان شيئا مقدرا غير مذكور،
أي عند الخلق أي غير موجود ليذكر عند الخلق، أو كان مقدرا في اللوح لكن لم يوح أمره إلى
أحد من الخلق ".
243

عبد الله (ع): إن الله إذا أراد شيئا قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه (1).
236 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن محمد بن عمارة، عن حريز بن
عبد الله وعبد الله بن مسكان قالا: قال أبو جعفر (ع): لا يكون شئ في الأرض ولا في السماء
إلا بهذه الخصال السبعة، بمشية، وإرادة، وقدر، وقضاء، واذن، وكتاب، وأجل، فمن زعم أنه
يقدر على نقص واحدة منهن فقد كفر (2).
237 - عنه، عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال:
قلت: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقضى؟ - فقال: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى،
(قال:) قلت: فما معنى " شاء "؟ - قال: ابتداء الفعل، قلت: فما معنى " أراد "؟ - قال: الثبوت عليه،
قلت: فما معنى " قدر "؟ - قال: تقدير الشئ من طوله وعرضه، قلت: فما معنى " قضى "؟ - قال:
إذا قضاه أمضاه، فذلك الذي لا مرد له. ورواه عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن
علي بن إبراهيم (3).
238 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق قال: قال
أبو الحسن (ع) ليونس مولى علي بن يقطين: يا يونس لا تتكلم بالقدر، قال: إني لا أتكلم
بالقدر، ولكني أقول: لا يكون إلا ما أراد الله وشاء وقضى وقدر، فقال: ليس هكذا. أقول،
ولكني أقول: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، ثم قال: أتدري ما المشية؟ - فقال:
لا، فقال: همه بالشئ، أو تدري ما أراد؟ - قال: لا، قال: إتمامه على المشية، فقال: أو تدرى
ما قدر؟ - قال: لا، قال: هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء، ثم قال: إن الله إذا شاء شيئا
أراده، وإذا أراده قدره، وإذا قدره قضاه، وإذا قضاه أمضاه، يا يونس إن القدرية لم يقولوا
بقول الله: " وما تشاؤن إلا أن يشاء الله "، ولا قالوا بقول أهل الجنة: " الحمد لله الذي هدانا لهذا
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "، ولا قالوا بقول أهل النار: " ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا
قوما ضالين "، ولا قالوا بقول إبليس: " رب بما أغويتني "، ولا قالوا بقول نوح: " ولا ينفعكم نصحي

1 - ج 3، " باب القضاء والقدر والمشية والإرادة " (ص 35، س 24 و 25 و 30)
قائلا بعد الحديث الثالث: " بيان - " ابتداء الفعل " أي أول الكتابة في اللوح، أو أول ما يحصل
من جانب الفاعل ويصدر عنه مما يؤدى إلى وجود المعلول ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
244

إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ". ثم قال:
قال الله: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوتي أديت إلي فرائضي، وبنعمتي
قويت على معصيتي، وجعلتك سمعيا بصيرا قويا، فما أصابك من حسنة فمني، وما أصابك
من سيئة فمن نفسك، وذلك لأني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون " ثم قال: قد نظمت
لك كل شئ تريده (1).
139 - عنه، عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد بن زرارة، عن حمران، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: كنت أنا والطيار جالسين فجاء أبو بصير فأفرجنا له، فجلس بيني وبين الطيار،
فقال: في أي شئ أنتم؟ - فقلنا: كنا في الإرادة والمشية والمحبة، فقال: أبو بصير: قلت لأبي -
عبد الله (ع): شاء لهم الكفر وأراده؟ - فقال: نعم، قلت: فأحب ذلك ورضيه؟ - فقال: لا، قلت شاء وأراد
ما لم يحب ولم يرض؟ - قال: هكذا أخرج إلينا (2).
240 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد، عن حمران، عن أبي عبد الله
(ع) قال: القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء (3).
241 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله (ع) قال: المشية محدثة (4).
26 - باب الأمر والنهى
242 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله
(ع): الناس مأمورون ومنهيون، ومن كان له عذر عذره الله (5)

1 - ج 3، " باب القضاء والقدر والمشية والإرادة "، (ص 35، س 33 و 27، وص 33،
س 14، وص 35، س 29)، قائلا بعد الحديث الثالث: " بيان - " خلقان من خلق الله " بضم الخاء
أي صفتان من صفات الله، أو بفتحها أي هما نوعان من خلق الأشياء وتقديرها في الألواح السماوية
وله البداء فيها قبل الايجاد، فذلك قوله " يزيد في الخلق ما يشاء " أو المعنى أنهما مرتبتان من
مراتب خلق الأشياء فإنها تتدرج في الخلق إلى أن تظهر في الوجود العيني " أقول: بدل النساخ
رمز المحاسن عند نقل الحديث الثالث برمز تفسير علي بن إبراهيم فراجع إن شئت.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين "، (ص 83، س 29).
245

27 - باب الوعد والوعيد
243 - عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري
عن أبي عبد الله، (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من وعده على عمل ثوابا فهو منجز
له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار (1).
28 - باب لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
244 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي -
جعفر (ع) في قول الله تعالى: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ". قال: والله ما صلوا
لهم ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله (2).
245 - عنه، عن محمد بن خالد، عن حماد، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فقال: والله
ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم (3)
246 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير،
قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " فقال:
أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم
حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (4).
29 - باب اليقين والصبر في الدين
147 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله حارثة بن مالك بن النعمان فقال له: كيف أنت
يا حارثة؟ - فقال: يا رسول الله أصبحت مؤمنا حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حارثة لكل شئ
حقيقة، فما حقيقة قولك؟ - قال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت ليلى وأظمأت
هو اجرى، وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة

1 - ج 3، " باب الوعد والوعيد والحبط والتكفير "، (ص 91، س 37).
2 و 3 و 4 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز "، (ص 95، س 8 و 10 و 12).
246

يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عبد
نور الله قلبه للايمان فأثبت، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقني الشهادة، فقال: اللهم
ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله سرية فبعثه فيها، فقاتل
فقتل سبعة أو ثمانية ثم قتل (1).
248 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم ومحمد بن سنان، عن الحسن بن يحيى،
عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب علي (ع) قال: إن وليا لله وعدوا لله اجتمعا فقال:
ولي الله: " الحمد لله والعاقبة للمتقين " وقال الآخر: " الحمد لله والعاقبة للأغنياء "،
وفي رواية أخرى " والعاقبة للملوك "، فقال ولي الله: أترضى بيننا بأول طالع يطلع من الوادي؟ -
قال: فطلع إبليس في أحسن هيئة، فقال الولي لله: الحمد لله والعاقبة للمتقين ". فقال الآخر:
" الحمد لله والعاقبة للملوك " فقال إبليس كذا (2).
249 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن
الرضا (ع) عن قول الله لإبراهيم (ع): " أولم تؤمن؟ - قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي "
أكان في قلبه شك؟ - قال: لا، كان على يقين، ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه (3)
250 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله
(ع) في قول الله: " لو تعلمون علم اليقين " قال: المعاينة (4).
251 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى باليقين غنى وبالعبادة شغلا (5).
252 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن
أبي عبد الله (ع) في قول الله: " الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون " قال:
يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه. ورواه عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: يعملون ويعلمون أنهم سيثابون عليه (6).

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين "
(ص 67، س 24، وص 68، س 6 و 2 و 3 و 8 ".
2 - ج 15، الجزء الثاني " باب الطاعة والتقوى والورع "، (ص 96، س 33).
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
247

253 - عنه، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن حسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي -
خديجة، عن أبي عبد الله (ع) قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إني جئتك
أبايعك على الاسلام، فقال له رسول الله: صلى الله عليه وآله أبايعك على أن تقتل أباك، فقبض الرجل يده
فانصرف، ثم عاد فقال: يا رسول الله إني جئت على أن أبايعك على الاسلام، فقال له: على
أن تقتل أباك؟ - قال: نعم، فقال له رسول الله إنا والله لا نأمركم بقتل آبائكم، ولكن الآن
علمت منك حقيقة الايمان وأنك لن تتخذ من دون الله وليجة، أطيعوا آبائكم فيما
أمروكم ولا تطيعوهم في معاصي الله. ورواه أبي، عن فضالة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (ع)
قال: أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله بايعني على الاسلام، فقال: على أن
تقتل أباك، فكف الاعرابي يده وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على القوم يحدثهم، فقال الاعرابي:
يا رسول الله بايعني على الاسلام، فقال: على أن تقتل أباك، فكف الاعرابي يده وأقبل
رسول الله على القوم يحدثهم، فقال الاعرابي: بايعني يا رسول الله على الاسلام، فقال: على أن
تقتل أباك؟ - قال: نعم، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال رسول الله: الآن لم تتخذ من دون الله ولا
رسوله ولا المؤمنين وليجة، إني لا آمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدنيا
معروفا (1).
254 - عنه، عن أبيه رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع) في خطبة له: يا أيها الناس
سلوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، فإن أجل النعمة العافية، وخير ما دام في القلب
اليقين، والمغبون من غبن دينه، والمغبوط من غبط يقينه، قال: وكان علي بن الحسين
(ع) يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين (2).
255 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع)

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب بر الوالدين والأولاد "، (ص 23، س 29). وأيضا
ج 15، الجزء الأول، " باب الفرق بين الاسلام والايمان " (ص 179، س 5) قائلا بعده:
" بيان - في النهاية " وليجة الرجل = بطانته ودخلاؤه وخاصته ". والحديث الثاني - في الجزء
الثاني " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين " (ص 68، س 10).
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين " (ص 68، س 4).
248

قال: لو أن العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم يعقد قلوبهم أنه الحق ما انتفعوا (1).
256 - عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله
(ع) في قول الله تعالى: " الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون " قال
يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه (2).
257 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن محمد بن حكيم، عمن حدثه، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: قال علي (ع): اعلموا أنه لا يصغر ما ضر يوم القيامة ولا يصغر ما ينفع يوم
القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين (3).
258 - عنه، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى مولى بنى سام
قال: قال لي رجل من قريش: عندي تمر من نخلة رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فذكرت ذلك لأبي
عبد الله (ع) فقال: إنها ليست إلا لمن عرفها (4).
259 - عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال
علي (ع): إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا (5).
260 - عنه، عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد، عن القندي عن عبد الله
بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات (6)
261 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن مختار، عن أبن بصير، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: إن القلب ليترجج فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان،
فإذا عقد على الايمان قر، وذلك قول الله تعالى " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " قال: يسكن (7)
262 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن مفضل بن صالح، عن جابر الجعفي،

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الفرق بين الايمان والاسلام " (179، س 4)
2 و 3 و 4 و 6 - ج 15، الجزء الثاني، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين " (ص 68)
س 8 و 15 و 18 و 14).
5 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الشك في الدين والوسوسة " (ص 12، س 35).
7 - ج 15، الجزء الأول، " باب الفرق بين الايمان والاسلام " (ص 171، س 25): قائلا بعده:
" بيان - الرج = التحريك والتحرك والاهتزاز، والرجرجة = الاضطراب كالارتجاج
والترجرج. والحنجرة = الحلقوم، وكأنه كان في قراءتهم عليهم السلام يهدأ قلبه بالهمز و
فتح الدال ورفع قلبه كما قرء في الشواذ، قال البيضاوي يهد قلبه للثبات والاسترجاع عند المصيبة
وقرئ يهد قلبه بالرفع، على اقامته مقام الفاعل، وبالنصب، على، طريق " سفه نفسه " و " يهدء " بالهمز أي
يسكن، وقال الطبرسي (ره): قرأ عكرمة وعمرو بن دينار " يهدأ قلبه " أي يطمئن قلبه، كما قال
سبحانه: " وقلبه مطمئن بالايمان " انتهى. ويحتمل أن يكون على القراءة المشهورة بيانا
لحاصل المعنى كما أشرنا إليه في تفسير الآيات ".
249

عن أبي جعفر (ع) قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا
لهم أخدودا من نار ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا
النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأقبلت امرأة معها صبي لها، فهابت النار
فقال لها صبيها: اقتحمي (قال:) فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود (1).
263 - عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله
(ع) يقول: سلوا ربكم العفو والعافية فإنكم لستم من رجال البلاء، فإنه من كان قبلكم
من بني إسرائيل شقوا بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلم يعطوه (2).
264 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء،
عن أبي جعفر (ع) قال: إن أناسا أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما أسلموا، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله
أيؤخذ الرجل منا بما عمل في الجاهلية بعد اسلامه؟ - فقال: من حسن إسلامه وصح
يقين ايمانه لم يأخذه الله بما عمل في الجاهلية، ومن سخف إسلامه ولم يصح يقين إيمانه
أخذه الله بالأول والآخر (3).
265 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم،
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الناس
الصبح فنظر إلى شاب من الأنصار وهو في المسجد يخفق ويهوى برأسه مصفر لونه
نحيف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أصبحت يا فلان؟ -
فقال: أصبحت يا رسول الله موقنا، (فقال:) فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله وقال له: إن لكل
شئ حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ - قال: إن يقيني يا رسول الله هو أحزنني وأسهر ليلى و
أظمأ هو اجرى، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد

1 - ج 5، " باب قصة أصحاب الأخدود " (ص 374، س 30)
2 و 3 - ج 15، الجزء الأول، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين "، (ص 68، س 14 و 17)
250

نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون فيها
ويتعارفون، على الأرائك متكئين، وكأني أنظر إلى أهل النار فيها معذبين يصطرخون،
وكأني أسمع الآن زفير النار ينقرون في مسامعي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه:
هذا عبد نور الله قلبه للايمان، ثم قال، الزم ما أنت عليه. (قال:) فقال له الشاب: يا رسول الله ادع
الله لي أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فلم يلبث أن خرج في بعض
غزوات النبي فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر (1).
266 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خضر
بن عمرو قال: قال أبو عبد الله (ع): إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذا دخل النار
لأن، وإن المؤمن لو قتل ونشر ثم قتل ونشر، لم يتغير قلبه (2).
267 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود، عن قنوة ابنة رشيد الهجري
قال: قلت لأبي: ما أشد اجتهادك! فقال يا بنية: سيجئ قوم بعدنا بصائرهم في دينهم
أفضل من اجتهاد أوليهم (3).
30 - باب الاخلاص
268 - عنه، عن أبيه، عمن رفعه إلى أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا
أيها الناس إنما هو الله والشيطان، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشد والغي،
والعاجلة والعاقبة، والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله، وما كان من السيئات
فللشيطان (4).
269 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى " حنيفا مسلما " قال: خالصا مخلصا
لا يشوبه شئ (5).

1 - ج 15، الجزاء الثاني، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين "، (ص 67،
س 31، وص 68، س 20)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 13، " باب فضل انتظار الفرج " (ص 138، س 2).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى "، (ص 85، س 31 و 33)
إلا أن النساخ بدلوا كلمة " سن " بكلمة " ين " عند نقل الحديث الثاني اشتباها.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
251

270 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول: قال الله عز وجل: " أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلا ما كان
لي خالصا (1).
271 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: يقول
الله عز وجل: " أنا خير شريك، فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمله غيري (2).
272 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي -
عبد الله (ع) عن أبيه (ع) قال: من تصدق بصدقة ثم ردت عليه فليعدها ولا يأكلها، لأنه لا شريك لله
في شئ مما يجعل له، إنما هي بمنزلة العتاقة، لا يصلح ردها بعد ما تعتق (3).
273 - عنه، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،
عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب أن يعلم ما له عند الله
فليعلم ما لله عنده (4)
274 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن صالح، عن جابر الجعفي،
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر، ومن لم يدر
الامر الذي هو عليه مقيم أنفع هو له أم ضرر؟ - قال: قلت: فبما يعرف الناجي؟ - قال: من كان
فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما
ذلك مستودع (5)
275 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع)
قال: إن العبد إذا قام يعنى في الصلاة فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي
أني أنا الذي أقضى الحوائج (6).

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى "، (ص 85، س 34).
2 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الرياء "، (ص 103، س 25)
3 - ج 20، " باب آخر في آداب الصدقة أيضا زائدا على ما تقدم "، (ص 38، س 21).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب حب الله تعالى "، (ص 29، س 26).
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب أن الايمان مستقر ومستودع " (ص 276، س 12) مع
بيان طويل. وأيضا - ج 1، " باب استعمال العلم والاخلاص في طلبه "، (ص 78، س 26).
6 - لم أجده في مظانه من البحار فإن وجدته أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
252

276 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن ربكم لرحيم يشكر القليل، إن العبد ليصلى ركعتين، يريد بهما
وجه الله فيدخله الله الجنة، وإنه ليتصدق بالدرهم، يريد به وجه الله فيدخله الله به
الجنة (1).
277 - عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عن جابر الجعفي
رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خرج ثلاث نفر يسيحون في الأرض، فبينا هم يعبدون الله في
كهف في قلة جبل حين بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم
لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم إلا أن تصدقوا الله فهلم ما عملتم لله خالصا فإنما
ابتليتم بالذنوب، فقال أحدهم: " اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة لحسنها وجمالها،
فأعطيت فيها مالا ضخما حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة
ذكرت النار فقمت عنها فرقا منك، اللهم فارفع عنا هذه الصخرة " فانصدعت حتى نظروا
إلى الصدع، ثم قال الآخر: " اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت قوما يحرثون، كل رجل منهم
بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد عملت عمل اثنين، والله لا آخذ
إلا درهما واحدا وترك ماله عندي، فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض فأخرج الله
من ذلك رزقا، وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده، فدفعت إليه ثمان عشرة الف، فإن كنت
تعلم أنما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة " قال: فانفرجت عنهم حتى نظر
بعضهم إلى بعض، ثم إن الآخر قال: " اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما
بقعب من لبن فخفت أن أضعه أن تمج فيه هامة وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق
ذلك عليهما، فلم أزل كذلك حتى استيقظا وشربا، اللهم فإن كنت تعلم أني كنت فعلت ذلك
ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه الصخرة " فانفرجت لهم حتى سهل لهم طريقهم ثم قال النبي
صلى الله عليه وآله: " من صدق الله نجا " (2)

1 - ج 15، الجزء الثاني " باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى "، (ص 85، س 35 و
37) وأيضا - الحديث الأول، ج 18، كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة "، (ص 196،
س 12).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
253

278 - عنه، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
(ع) قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله نافقت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو ناقفت
ما قلت، أتاك الشيطان فقال: من خلقك؟ - فقلت: الله، فقال: ومن خلق الله؟ - الآن حين
أخلصت الايمان (1).
279 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن عباس بن عامر القصبي، عن عمرو بن عبيد
وأحمد، عن أبيه، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) ورواه ابن أبي يعفور، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: إن الله يأتي بكل شئ يعبد من دونه، من شمس أو قمر أو تمثال أو صورة،
فيقال: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون من دون الله إلى النار (2).
280 - عنه، عن بعض أصحابنا بلغ به أبا جعفر (ع) قال: ما بين الحق والباطل إلا
قلة العقل، قيل، وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ - قال: إن العبد يعمل العمل الذي هو لله رضا
فيريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك (3)
281 - عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن ميسر بن سعيد
القصير الجوهري، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: يعرف من يصف الحق بثلاث خصال،
ينظر إلى أصحابه، من هم؟ وإلى صلاته، كيف هي؟ وفي أي وقت يصليها؟ فإن كان ذا مال،
نظر، أين يضع ماله (4)؟
282 - عنه، عن جعفر بن محمد بن عبد الله الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله
(ع) قال: قال علي (ع): أخشوا الله خشية ليست بتغدير، واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة،
فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة (5).
283 - عنه، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:

1 - كذا في النسخ، ولم أجد الحديث في مظانه من البحار، نعم نقل ما يقرب مضمونه من ذلك، في
المجلد الرابع عشر، في باب عنونه بهذا العنوان " باب آخر في النهى عن الاستمطار بالانواء والطيرة
والعدوي "، (ص 170، س 23) من الكافي.
2 - لم أجده في مظانه من البحار فإن ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
3 و 5 - ج 15، الجزء الثالث " باب الرياء "، (ص 103، س 27 و 29)
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب علامات المؤمن وصفاته "، (ص 79، س 26) وأيضا
ج 18، كتاب الصلاة، " باب الحث على المحافظة على الصلوات " (ص 50، س 33).
254

إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله، لكل حسنة سبعمائة، وذلك قول الله تبارك وتعالى:
" ويضاعف الله لمن يشاء "، فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله، فقلت له: وما الاحسان؟ -
(قال:) فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كلما فيه فساد صومك،
وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله لله فليكن
نقيا من الدنس (1).
284 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير النبال،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله له أكثر مما
أراده به، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبي الله إلا
أن يقلله في عين من سمعه (2).
31 - باب التقية
285 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن حسين بن مختار،
عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (ع): أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا
منهما على غير شئ، كثرة الصبر، والكتمان (3).
286 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن
معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (ع): يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم
يذعه أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من
أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة،
وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له،
يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يجب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع
لامرنا كالجاحد به (4)
287 - عنه عن ابن الديلمي، عن داود الرقي ومفضل وفضيل قال: كنا جماعة

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب تضاعف الحسنات "، (ص 179، س 29).
2 - ج 15، الجزء الثالث، " باب الرياء "، (ص 103، س 29).
3 و 4 - ج 1، " باب النهى عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله " (ص 88،
س 10 و 11).
255

عند أبي عبد الله (ع) في منزله يحدثنا في أشياء فلما انصرفنا وقف على باب منزله قبل
أن يدخل ثم أقبل علينا فقال: رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به إلا أهله، فإن
المذيع علينا سرنا أشد علينا مؤنة من عدونا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا. (1)
288 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي -
عبد الله (ع) قال ما الناطق عنا بما يكره أشد علينا مؤنة من المذيع (2).
289 - عنه، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (ع)
قال: من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطأ (3).
290 - عنه، عن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله
" ويقتلون الأنبياء بغير حق " فقال: أما والله ما قتلوهم بالسيف ولكن أذاعوا سرهم
وأفشوا عليهم فقتلوا (4).
291 - عنه، عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمار قال: تلا أبو عبد الله (ع) هذه الآية
" ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون ". فقال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم
فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار ذلك قتلا واعتداء ومعصية (5).
292 - عنه، عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
(ع) قال: ما قتلنا من أذاع حديثنا خطأ ولكن قتلنا قتل عمد (6).
293 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: قال أبو عبد الله (ع)
إن الله عير قوما بالإذاعة، فقال: " وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به " فإياكم
والإذاعة (7).
294 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن
حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير قال: قال لي أبو عبد الله (ع): سمعت أبي يقول:

1 - ج 1، " باب النهى عن كتمان العلم والخيانة " (ص 88، س 17 و 19 و 21).
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 200، س 10 و 11 و 13).
3 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 200، س 10 و 11 و 13).
4 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 200، س 10 و 11 و 13).
5 - ج 1، " باب النهى عن كتمان العلم والخيانة " (ص 88، س 17 و 19 و 21).
6 - ج 1، " باب النهى عن كتمان العلم والخيانة " (ص 88، س 17 و 19 و 21).
7 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 200، س 10 و 11 و 13).
256

لا والله ما على الأرض شئ أحب إلي من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب
من لم يكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إنما الناس هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا (1).
295 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان
بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن
أذاعه أذله الله (2)
296 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله
(ع) في قول الله: " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " قال: بما صبروا على التقية
" ويدرؤن بالحسنة السيئة " قال: " الحسنة " التقية، والإذاعة " السيئة " (3).
297 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبد الله
(ع) في قول الله: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة " قال: " الحسنة " التقية، " والسيئة " الإذاعة،
وقوله: " ادفع بالتي هي أحسن السيئة " قال: " التي هي أحسن " التقية، " فإذا الذي بينك و
بينه عداوة كأنه ولي حميم " (4).
298 - عنه، عن أبيه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: " ولا تبذر تبذيرا " قال: لا تبذروا ولاية علي (ع) (5).
299 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (ع) قال: لا خير فيمن لا تقية له، ولا إيمان لمن لا تقية له (6).
300 - عنه، عن عدة من أصحابنا، النهديان وغيرهما، عن عباس بن عامر القصبي،
عن جابر المكفوف، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (ع) قال: اتقوا الله على
دينكم، واحجبوا بالتقية فإنه لا ايمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في
الطير لو أن الطير تعلم ما في جوف النحل ما بقي فيها شئ إلا أكلته، ولو أن الناس

1 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 225، س 18 و 14 و 15).
2 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 225، س 18 و 14 و 15).
3 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة " (ص 225، س 18 و 14 و 15).
4 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 17 و 15).
5 - ج 7، " باب نفى الغلو في النبي صلى الله عليه وآله والأئمة (ع) "، (ص 249، س 16) قائلا بعده:
" بيان - يحتمل أن يكون كناية عن ترك الغلو والاسراف في القول فيه (ع) وأن يكون أمرا
بالتقية والافشاء عند المخالفين، والأول أظهر. "
6 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 17 و 15).
257

علموا ما في أجوافكم أنكم تحبوننا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر
والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا (1).
301 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان قال: قال
أبو عبد الله (ع): إن أبي كان يقول: ما من شئ أقر لعين أبيك من التقية. وزاد فيه الحسن بن
محبوب، عن جميل أيضا قال: " التقية جنة المؤمن " (2).
302 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن حبيب، عن أبي الحسن
(ع) في قول الله: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " قال: أشدكم تقية (3).
303 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله
(ع): التقية من دين الله، قلت: من دين الله؟ - قال: أي والله من دين الله، وقد قال يوسف:
" أيتها العير إنكم لسارقون ". والله ما كانوا سرقوا، ولقد قال إبراهيم: " إني سقيم ". والله
ما كان سقيما (4).
304 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبان، عن ضريس، عن
عبد الواحد بن المختار، عن أبي جعفر (ع) قال: لو أن على ألسنتكم أوكية لحدث كل
امرء بما له (5).
305 - عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي بصير قال: قلت لأبي -
عبد الله (ع): ما لنا من يخبرنا بما يكون كما كان علي (ع) يخبر أصحابه؟ - فقال: بلى
والله، ولكن هات حديثا واحدا حدثتكه فكتمته، فقال أبو بصير: فوالله ما وجدت
حديثا واحدا كتمته (6).
306 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن حديث كثير فقال: هل كتمت علي شيئا قط؟ - فبقيت
أتذكر، فلما رأى ما بي قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس، إنما الإذاعة أن تحدث
به غير أصحابك (7).

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 21 و 24 و 20).
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 21 و 24 و 20).
3 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 21 و 24 و 20).
4 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 228، س 3).
5 - ج 1، " باب النهي عن كتمان العلم "، (ص 88، س 22 و 23 و 25).
6 - ج 1، " باب النهي عن كتمان العلم "، (ص 88، س 22 و 23 و 25).
7 - ج 1، " باب النهي عن كتمان العلم "، (ص 88، س 22 و 23 و 25).
258

307 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن معمر بن يحيى
بن سالم، عن أبي جعفر (ع) قال: التقية في كل ضرورة. والنضر، عن يحيى الحلبي، عن
معمر مثله. وابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة نحوه (1).
308 - عنه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن محمد بن مسلم وإسماعيل
الجعفي وعدة قالوا: سمعنا أبا جعفر (ع) يقول: التقية في كل شئ، وكل شئ اضطر
إليه ابن آدم فقد أحله الله له (2).
309 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام وعن أبي عمر العجمي قال: قال
أبو عبد الله (ع): يابا عمر تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل
شئ إلا في شرب النبيذ والمسح على الخفين (3).
310 - عنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطيني، عن صفوان بن يحيى، عن
شعيب الحداد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: إنما جعلت التقية ليحقن
بها الدماء، فإذا بلغ الدم فلا تقية (4).
311 - عنه، عن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله
(ع) قال: كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية (5).
32 - باب الاغضاء والمداراة
312 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن ثابت مولى آل جرير
قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ بها وتحرز
من التعرض للبلاء في الدنيا (6).
313 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان قال قال لي
أبو عبد الله (ع): إني لأحسبك إذا شتم علي بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه
لفعلت، فقلت: إي والله جعلت فداك، إني لهكذا وأهل بيتي، فقال لي: فلا تفعل، فوالله

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225، س 25 و 27 و 28 و 29 و 30 و 31).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
259

لربما سمعت من يشتم عليا وما بيني وبينه إلا أسطوانة فأستتر بها، فإذا فرغت من
صلاتي فأمر به فأسلم عليه وأصافحه (1).
314 - عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي
قال: قال علقمة أخي لأبي جعفر (ع): إن أبا بكر قال: يقاتل الناس في علي، فقال لي
أبو جعفر (ع): إني أراك لو سمعت إنسانا يشتم عليا فاستطعت أن تقطع أنفه فعلت،
قلت: نعم، قال: فلا تفعل، ثم قال: إني لاسمع الرجل يسب عليا وأستتر منه بالسارية،
فإذا فرغ أتيته فصافحته (2).
33 - باب النية
315 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نية المرء خير من عمله، ونية الفاجر شر
من عمله، وكل عامل يعمل بنيته (3).
316 - عنه، عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد الله بن عمرو بن
الأشعث، عن عبد الرحمن بن حماد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي أبو -
جعفر (ع): يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح ما كان يكتب في صحته،
ويكتب للكافر في سقمه من العمل السئ ما كان يكتب في صحته (قال:) ثم قال: يا جابر
ما أشد هذا من حديث!؟ (4)
317 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعث، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن
أبيه (عليهما السلام) قال: صلى النبي صلى الله عليه وآله صلاة وجهر فيها بالقراءة، فلما انصرف قال
لأصحابه: هل أسقطت شيئا في القراءة؟ - (قال:) فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أفيكم
أبي بن كعب؟ - فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها بشئ؟ - قال: نعم يا رسول الله. إنه
كان كذا وكذا، فغضب صلى الله عليه وآله ثم قال: ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى
عليهم منه ولا ما يترك! هكذا هلكت بنو إسرائيل، حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم،

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225: س 32 و 35).
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التقية والمداراة "، (ص 225: س 32 و 35).
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب النية وشرائطها "، (ص 76، س 27).
4 - لم أجده في مظانه من البحار فإن وجدته أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
260

ولا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه (1)
318 - عنه، عن الوشاء، عن الحسن بن علي بن فضال، عن المثنى الحناط، عن
محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من حسنت نيته زاد الله في رزقه (2).
319 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن إسحاق بن عمار
ويونس قالا: سألنا أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى: خذوا ما آتينا كم بقوة " أقوة في الأبدان
أو قوة في القلب؟ - قال: فيهما جميعا (3).
320 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن العبد
المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا
علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله إن الله
واسع كريم (4).
321 - عنه، عن بعض أصحابنا، بلغ بن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال:
سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال: ما العبادة؟ - فقال: حسن النية
بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه. وفي حديث آخر قال: حسن النية بالطاعة
من الوجه الذي أمر به (5).
322 - عنه، عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد الله بن عمرو بن

1 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة "، (ص 196، س 14) قائلا بعده:
" بيان - هذه الرواية مخالفة للمشهور بين الإمامية من عدم جواز السهو على النبي صلى الله عليه وآله وموافقة
لمذهب الصدوق وشيخه، ويمكن حملها على التقية بقرينة كون الراوي زيديا وأكثر أخباره
موافقة لرواية المخالفين كما لا يخفى على المتتبع " وأيضا قال بعد نقله في المجلد السادس، في باب
سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة ": " بيان - أقول في هذا الحديث مع ضعف سنده إشكال من
حيث اشتماله على التعيير بأمر مشترك إلا أن يقال: إنه صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك عمدا لينبههم على
غفلتهم وكأن ذلك لجواز الاكتفاء ببعض السورة كما ذهب إليه كثير من أصحابنا، أو لأن الله
تعالى أمره بذلك في خصوص تلك الصلاة لتلك المصلحة، والقرينة عليه ابتداؤه صلى الله عليه وآله بالسؤال،
أو يقال: إنما كان الاعتراض على اتفاقهم على الغفلة واستمرارهم عليها ".
2 - ج 15 الجزء الثاني، " باب النية وشرائطها ومراتبها " (ص 76، س 25)
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين "، (ص 68، س 21).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب ثواب تمنى الخيرات "، (ص 181، س 31).
5 - ج 15، الجزء الثاني، " باب النية وشرائطها "، (ص 76، س 26).
261

الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث
بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة قال: لما قتل أمير المؤمنين (ع) الخوارج يوم النهروان
قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك
هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد شهدنا في
هذا الموقف أناس لم يخلق الله آبائهم ولا أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف شهدنا
قوم لم يخلقوا؟ - قال: بلى، قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه وهم
يسلمون لنا، فأولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا (1).
323 - عنه، عن محمد بن سلمة رفعه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
إنما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضى أمرا فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد
خرج منه (2).
324 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم
بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) قال: لو أن أهل السماوات
والأرض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله لكانوا من أهل النار (3).
325 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي عروة السلمي، عن أبي عبد الله (ع) قال:
إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة (4).
34 - باب الحب والبغض في الله
326 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن
فضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الحب والبغض، أمن الايمان هو؟ - قال:
وهل الايمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية " وحبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم،
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون " (5).
327 - عنه، عن أحمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة زياد

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب ثواب تمنى الخيرات " (ص 181، س 32 و
36 و 37) وأيضا ج 13، " باب فضل انتظار الفرج "، (138، س 14) لكن الحديث الثاني فقط.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 15 ب، الجزء الثاني، " باب النية وشرائطها " (ص 76، س 28).
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله "، (ص 282، س 1) مع ايراد بيان له.
262

الحذا، عن أبي جعفر (ع) في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحب،
ألا ترى إلى قول الله: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ".
أو لا ترى قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ". وقال: " يحبون
من هاجر إليهم ". فقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين (1).
328 - عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الأعرج، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله، وتبغض في الله، وتعطى
في الله، وتمنع في الله (2).
329 - عنه، عن الحسن محبوب، عن أبي جعفر الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن
مستنير، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شب
الايمان، ومن أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله فهو من أصفياء الله (3).
330 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء،
عن أبي عبد الله (ع) قال: من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فهو ممن كمل إيمانه (4)
331 - عنه، عن العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (ع) قال:
إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله
ويبغض أهل معصية الله، ففيك خير والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب
أهل معصية الله، ففيك شر والله يبغضك، والمرء مع من أحب (5).
332 - عنه، عن علي بن حسان الواسطي، عمن ذكره، عن داود بن فرقد، عن
أبي عبد الله (ع) قال: ثلاث من علامات المؤمن، علمه بالله، ومن يحب ومن يبغض (6).
333 - عنه، عن أحمد بن أبي نصر وابن فضال، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله "، (ص
281، س 11 و 1 و 30 و 14، وص 83، س 23) مع ايراد بيان للحديث الثالث والخامس ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - ج 1، " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها "، (ص 65، س 2) وأيضا ج 15،
الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله "، (ص 283، س 9) لكن نقلا عن الكافي قائلا
بعده: " بيان " - علمه بالله " أي بذاته وصفاته بقدر وسعه وطاقته، " ومن يحب ومن يبغض " أي من
يحبه الله من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وأتباعهم، ومن يبغضه الله من الكفار وأهل الضلال،
أو الضمير في الفعلين راجع إلى المؤمن، أي علمه بمن يجب أن يحبه ويجب أن يبغضه وكأنه أظهر ".
263

(ع) قال: ما التقى المؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه. وفي حديث آخر
" أشدهما حبا لصاحبه (1).
334 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع)
قال: إن المسلمين يلتقيان فأفضلها أشدهما حبا لصاحبه (2).
335 - عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن أبي الحسن علي بن يحيى
(فيما أعلم)، عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لأصحابه: أي عرى الايمان أوثق؟ - فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: " الصلاة "
وقال بعضهم: " الزكاة " وقال بعضهم: " الصوم " وقال بعضهم " الحج والعمرة " وقال بعضهم
" الجهاد "، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به، " ولكن أوثق عرى الايمان
الحب في الله، والبغض في الله، وتوالى أولياء الله والتبري من أعداء الله عز وجل (3).
336 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين قام مناد ينادى بصوت
يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟ - (قال:) فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم:
اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، (قال:) فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين؟ - فيقولون: إلى
الجنة بغير حساب، (قال:) فيقولون: أي حزب أنتم من الناس؟ - فيقولون: نحن المتحابون
في الله، قالوا: وأي شئ كانت أعمالكم؟ - قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال:
فيقولون: نعم أجر العاملين (4).
337 - عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن جبلة الأحمسي، عن أبي الجارود
عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبرجد
خضراء في ظل عرشه عن يمينه، وكلتا يديه يمين، وجوههم أشد بياضا من الثلج،
وأضوء من الشمس الطالعة، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، يقول الناس:
من هؤلاء؟ - فيقال: هؤلاء المتحابون في الله. (5)

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف " (ص 113، س 18 و 19).
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف " (ص 113، س 18 و 19).
3 - ج 15، الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله، (ص 282، س
19، وص 283، س 6، وص 282 س 25، " مع ايراد بيان لكل منها. وأيضا الحديث الأخير في ج 15
كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف "، (ص 113، س 20).
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
264

338 - عنه، عن أبيه مرسلا، عن أبي جعفر (ع) قال: المتحابون في الله يوم القيامة
على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم أجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا
بالمتحابين في الله. (1)
339 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال:
سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور
أجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله. (2)
340 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن محمد بن
عجلان، عن أبي عبد الله (ع) قال: ويل لمن يبدل نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين
في الله. (3)
341 - عنه، عن محمد بن خالد الأشعري، عن إبراهيم بن محمد الأشعري،
عن حسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: من أحب الله وأبغض عدوه
لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفرها الله له (4)
342 - عنه، عن أبي علي الواسطي، عن الحسين بن أبان، عمن ذكره، عن أبي -
جعفر (ع) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله على حبه إياه وإن كان المحبوب
في علم الله من أهل النار، ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه الله على بغضه إياه ولو كان
المبغض في علم الله من أهل الجنة. (5)
343 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله (ع):
إن الرجل ليحب ولي الله وما يعلم ما يقول فيدخله الله الجنة، وإن الرجل ليبغض ولي الله
وما يعلم ما يقول فيموت فيدخل النار. (6)
344 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي،
عن أبي عبد الله (ع) قال: قد يكون حب في الله ورسوله، وحب في الدنيا، فما كان في الله

1 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة " (ص 113، س 7 و 22 و 24)
2 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة " (ص 113، س 7 و 22 و 24)
3 - ج 15 كتاب العشرة، " باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة " (ص 113، س 7 و 22 و 24)
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله "، (ص 281، س 15، وص 283، س 29، وص 284، س 11) مع ايراد بيان للحديث الأول والثاني.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
265

وفي رسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس بشئ. (1)
345 - عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري
قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار، وحب الفجار للأبرار
فضيلة للأبرار، وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار، وبغض الأبرار للفجار خزى على الفجار (2)
35 - باب نوادر في الحب والبغض
346 - عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم
الجعفري قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: من وضع حبه في غير موضعه فقد
تعرض للقطيعة. (3)
347 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده قال: مر رجل
في المسجد وأبو جعفر (ع) جالس وأبو عبد الله (ع) فقال له بعض جلسائه: والله إني
لأحب هذا الرجل، قال له أبو جعفر: ألا فأعلمه، فإنه أبقى للمودة وخير في الألفة. (4)
348 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع)
قال: إذا أحببت رجلا فأخبره. (5)
349 - عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن قاسم الجعفري
عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أحب أحدكم صاحبه
أو أخاه فليعلمه. (6)
350 - عنه، عن محمد بن علي، عن الحسين بن علي بن يونس، عن زكريا بن
محمد، عن صالح بن الحكم قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله (ع) عن الرجل يقول:

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الحب في الله والبغض في الله "، (ص 284، س 2 و
ص 281، س 11) مع بيان للأول قائلا بعد نقل الثاني عن تحف العقول ما لفظه: " سن - عن
علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله مثله، مع تحريف
وسقط " أقول: الامر فيما رأيت من نسخ المحاسن أيضا كذلك فلذا ذكرت الرواية كما رواه
في البحار عن تحف العقول.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 15، كتاب العشرة، " باب من ينبغي مجالسته ومصاحبته "، (ص 51، س 17).
4 - ج 15 كتاب العشرة، " باب استحباب إخبار الأخ في الله بحبه له "، (ص 50، س 10 و 12).
5 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
6 - تقدم آنفا تحت رقم 4.
266

إني أودك فكيف أعلم أنه يودني؟ - قال: امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك: (1)
351 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن عبيد الله بن إسحاق المدايني قال: قلت لأبي الحسن
موسى بن جعفر (ع): إن الرجل من عرض الناس يلقاني فيحلف بالله أنه يحبني أفأحلف
بالله أنه لصادق؟ - فقال: امتحن قلبك، فإن كنت تحبه فاحلف وإلا فلا. (2)
36 - باب انزال الله في القرآن تبيانا لكل شئ
352 - عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله
عز وجل أنزل في القرآن تبيانا لكل شئ حتى والله ما ترك شيئا يحتاج إليه العبد، حتى
والله ما يستطيع عبد أن يقول: " لو كان في القرآن هذا " إلا وقد أنزله الله فيه. (3)
353 - عنه عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سمعت أبا عبد الله (ع)
يقول: إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق النازل، فيه خبركم، وخبر ما قبلكم، وخبر
ما بعدكم، وخبر السماء، وخبر الأرض، فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم. (4)
354 - عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن حمران، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي ومعه مولى له يقال له: شبيب معتزلي
المذهب ونحن بمنى فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة فأنشأ المعتزلي يتكلم،
فقلت ما أدرى ما كلامك هذا الموصل الذي قد وصلته، إن الله خلق الخلق فرقتين، فجعل
خيرته في إحدى الفرقتين ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في إحدى الا ثلاث، ثم لم يزل
يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشما، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم
اختار من عبد المطلب عبد الله، ثم اختار من عبد الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فكان أطيب الناس
ولادة، فبعثه الله بالحق وأنزل عليه الكتاب، فليس من شئ إلا وفي كتاب الله تبيانه (5)
355 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه،

1 - ج 15، كتاب العشرة، " باب استحباب إخبار الأخ في الله بحبه له "، (ص 50، س 13 و 14). وفيه مكان " يونس " " يوسف ".
2 - ج 15، كتاب العشرة، " باب استحباب إخبار الأخ في الله بحبه له "، (ص 50، س 13 و 14). وفيه مكان " يونس " " يوسف ".
3 - ج 19، كتاب القرآن، " باب أن للقرآن ظهرا وبطنا "، (ص 22، س 10،
وص 24، س 22 و 11) إلا أنه بدل النساخ رمز المحاسن عند نقل الحديث الثالث برمز البصائر.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 3.
267

عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (ع): ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل
في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال. (1)
356 - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) في رسالة " وأما ما سألت
من القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لأن القرآن ليس على ما ذكرت،
وكل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم
يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، فأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم
وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس شئ بأبعد من قلوب الرجال
من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته
في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه
والناطقين عن أمره وأن يستنطقوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثم قال:
" ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " فأما
غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم
ولاة الامر إذ لا يجدون من يأتمرون عليه، ولا من يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة
خواص ليقتدى بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك إن شاء الله، وإياك وإياك وتلاوة
القرآن برأيك، فإن الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور،
ولا قادرين عليه ولا على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله واطلب الامر
من مكانه تجده إن شاء الله (2).
357 - عنه، قال: حدثني مرسلا قال: قال أبو جعفر (ع): إن القرآن شاهد الحق،
ومحمد صلى الله عليه وآله لذلك مستقر، فمن اتخذ سببا إلى سبب الله لم يقطع به الأسباب، ومن اتخذ
غير ذلك سببا مع كل كذاب فاتقوا الله، فإن الله قد أوضح لكم أعلام دينكم ومنار
هداكم، فلا تأخذوا أمركم بالوهن ولا أديانكم هزؤا، فتدحض أعمالكم وتخبطوا
سبيلكم ولا تكونوا أطعتم الله ربكم، أثبتوا على القرآن الثابت، وكونوا في حزب الله
تهتدوا، ولا تكونوا في حزب الشيطان فتضلوا، يهلك من هلك ويحيى من حي، وعلى الله

1 - ج 19، كتاب القرآن، " باب أن للقرآن ظهرا وبطنا "، (ص 26، س 36 و 37)
مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
268

البيان، بين لكم فاهتدوا، وبقول العلماء فانتفعوا، والسبيل في ذلك إلى الله، فمن يهده الله
فهو المهتدى، ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا. (1)
358 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (ع): إذا حدثتكم بشئ فسئلوني
عنه من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن القيل والقال و
فساد المال وفساد الأرض وكثرة السؤال، قالوا: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وأين هذا من
كتاب الله؟ - قال: إن الله يقول في كتابه: " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة،
أو معروف، أو إصلاح بين الناس. " وقال: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله
لكم قياما، ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ". (2)
358 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: قلت لأبي عبد الله (ع)
قول الله: " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل. " فقال: نوح، وإبراهيم، وموسى، و
عيسى، ومحمد، (صلى الله عليه وآله وعلى جميع أنبياءه ورسله) قلت: كيف صاروا
أولى العزم؟ - قال: لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة، فكل من جاء بعد نوح (ع) أخذ
بكتابه وشريعته ومنهاجه، حتى جاء إبراهيم (ع) بالصحف، وبعزيمة ترك كتاب
نوح لا كفرا به، وكل نبي جاء بعد إبراهيم جاء بشريعة إبراهيم، ومنهاجه، و
بالصحف، حتى جاء موسى (ع) بالتوراة وشريعته، ومنهاجه، وبعزيمة ترك الصحف، فكل
نبي جاء بعد موسى، أخذ بالتوراة وشريعته، ومنهاجه، حتى جاء المسيح (ع)
بالإنجيل، وبعزيمة ترك شريعة موسى، ومنهاجه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وآله

1 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز "، (ص 95، س 14) قائلا بعده:
" بيان - قوله (ع): " ومحمد صلى الله عليه وآله لذلك مستقر " أي محل استقرار القرآن وفيه ثبت علمه.
قوله (ع) " إلى سبب الله " السبب الأول الحجة والسبب الثاني القرآن أو النبي صلى الله عليه وآله. قوله (ع)
" لم يقطع به الأسباب " أي لم ينقطع أسبابه عما يريد الوصول إليه من الحق من قولهم " قطع بزيد "
على المجهول أي عجز عن سفره وحيل بينه وبين ما يؤمله. قوله (ع) " فاتقوا الله " هو جزاء
الشرط أو خبر الموصول، أي فاتقوا الله واحذروا عن مثل فعاله، ويحتمل أن يكون فيها سقط
وكانت العبارة " كان مع كل كذاب ". قوله (ع) " فتدحض " أي تبطل ".
2 - ج 19، كتاب القرآن، " باب أن للقرآن ظهرا وبطنا "، (ص 24، س 24).
269

فجاء بالقرآن، وشريعته، ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام
إلى يوم القيامة، فهؤلاء أولوا العزم من الرسل. (1)
360 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن
خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدثني أبو لبيد البحراني المراء الهجرين قال:
جاء رجل إلى أبي جعفر (ع) بمكة، فسأله عن مسائل فأجابه فيها، ثم قال له الرجل،:
أنت الذي تزعم أنه ليس شئ من كتاب الله إلا معروف؟ - قال: ليس هكذا قلت: ولكن
ليس شئ من كتاب الله، إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه مما لا يعلمه الناس، قال:
فأنت الذي تزعم أنه ليس من كتاب الله إلا والناس يحتاجون إليه؟ - قال: نعم، ولا حرف
واحد، فقال له: فما " المص "؟ - قال أبو لبيد: فأجابه بجواب نسيته، فخرج الرجل فقال
لي أبو جعفر (ع): هذا تفسيرها في ظهر القرآن، أفلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن؟ -
قلت: وللقرآن بطن وظهر؟ - فقال: نعم، إن لكتاب الله ظاهرا، وباطنا، ومعاينا، وناسخا
ومنسوخا، ومحكما، ومتشابها، وسننا وأمثالا وفصلا ووصلا وأحرفا وتصريفا، فمن
زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك وأهلك، ثم قال: أمسك: الألف واحد، واللام ثلاثون
والميم أربعون، والصاد تسعون، فقلت: فهذه مائة وإحدى وستون، فقال: بالبيد إذا دخلت
سنة إحدى وستين ومائة، سلب الله قوما سلطانهم. (2)
361 - عنه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسن
(ع) قال: أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله بما يستغنون به في عهده، وما يكتفون به من بعده،
كتاب الله، وسنة نبيه. (3)
37 - باب تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله والتسليم له
362 - عنه، عن عباس بن عامر القضباني، عن محمد بن يحبى الخثعمي، عن أبي -

1 - ج 5، " باب معنى النبوة وعلة بعثة الأنبياء "، ص 16، س 1). وأيضا ج 15، الجزء
الأول، " باب الشرايع "، (ص 192، س 16) مع بيان منه (ره) له.
2 - ج 19، كتاب القرآن " باب أن للقرآن ظهرا وبطنا " (ص 24، س 16)
3 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا "، (ص 114، س 22).
270

غيلان، عن أبي إسماعيل الجعفي، قال: قال أبو جعفر (ع): إن الله برأ محمدا صلى الله عليه وآله من ثلاث،
أن يتقول على الله، أو ينطق عن هواه، أو يتكلف (1).
363 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (ع)
عن قول الله عز وجل " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا عليه وسلموا
تسليما " قال: الصلاة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به (2).
364 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي -
جعفر (ع) في قول الله: " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما " قال: التسليم الرضا والقنوع
بقضائه (3).
365 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
حماد بن عثمان، عن عبد الله الكاهلي، قال: قال أبو عبد الله (ع): لو أن قوما عبدوا الله وحده
لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم
قالوا لشئ صنعه الله تعالى أو صنعه النبي صلى الله عليه وآله: ألا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا
ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثم تلا هذه الآية " فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما "
ثم قال أبو عبد الله (ع): وعليكم بالتسليم (4).
366 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد الكوفي، عن حماد بن عيسى ومنصور بن

1 - ج 1 " باب أنهم (ع) عندهم مواد العلم "، (ص 116، س 21) قائلا بعده: " بيان
إشارة إلى قوله تعالى: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل " وسمى الافتراء تقولا لأنه قول متكلف:
وإلى قوله تعالى: " وما ينطق عن الهوى "، وإلى قوله تعالى: " وما أنا من المتكلفين " والتكلف
التصنع وادعاء ما ليس من أهله "،
2 و 3 و 4 - ج 1، " باب أن حديثهم (ع) صعب مستصعب "، (ص 133، س 25)
و 26 و 28) قائلا بعد الحديث الثالث: " بيان " - أي فوربك، و " لا " مزيدة لتوكيد القسم.
وقوله تعالى: " شجر بينهم " أي اختلف بينهم واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه. قوله تعالى:
" حرجا مما قضيت " أي ضيقا مما حكمت به أو من حكمك أو شكا من أجله فإن الشاك في ضيق من
أمره. " ويسلموا تسليما " أي ينقادوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم ".
271

يونس بزرج، عن بشير الدهان، عن كامل التمار، قال: قال أبو جعفر (ع): " قد أفلح المؤمنون "
أتدري من هم؟ - قلت: أنت أعلم، قال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم -
النجباء، والمؤمن غريب والمؤمن غريب، ثم قال: طوبى للغرباء (1).
367 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن كامل التمار،
قال: قال أبو جعفر (ع): يا كامل، المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم قال أتدري ما قول
الله: " قد أفلح المؤمنون "؟ - قلت: قد أفلحوا وفازوا ودخلوا الجنة، فقال: قد أفلح المؤمنون
المسلمون، إن المسلمين هم النجباء (2).
368 - عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد بن الجوهري، عن سلمة بن حيان،
عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (ع)، مثله، إلا أنه قال: يا أبا الصباح، إن المسلمين
هم المنتجبون يوم القيامة، هم أصحاب النجائب (3).
369 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (ع): كل من تمسك
بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هي؟ - قال: التسليم (4).
38 - باب التحديد
370 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن لكم معالم فاتبعوها، ونهاية فانتهوا إليها (5).
371 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله وربعي بن عبد الله
عن فضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (ع): إن للدين حدا كحدود بيتي هذا وأومى بيده
إلى جدار فيه (6).

1 - ج 1، " باب أن حديثهم (ع) صعب مستعصب "، (ص 133، س 20 و 21)
و 23 و 24)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 1، " باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز "، (ص 95، س 21) قائلا بعده:
" بيان - " المعالم " = ما يعلم به الحق، والمراد به هنا الأئمة (ع) والمراد بالنهاية إما
حدود الشرع وأحكامه، أو الغايات المقررة للخلق في ترقياتهم بحسب استعداداتهم في
مراتب الكمال ".
6 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا "، (ص 114، س 23)
272

372 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (ع)
قال: ما من شئ إلا وله حد كحدود داري هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق،
وما كان في الدار فهو من الدار (1).
373 - عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن سليم بن
أبي حسان العجلي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا
وله حد كحدود داري هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق، وما كان في الدار فهو
من الدار، حتى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة (2).
374 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حفص بن قرط، قال: سمعت
أبا عبد الله (ع) يقول: كان علي (ع) يعلم الخبر الحلال والحرام ويعلم القرآن ولكل
شئ منهما حدا (3).
375 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن
عبد الحميد بن عواض الطائي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: للقرآن حدود كحدود
الدار (4).
376 - عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضل،
عن أبي عبد الله (ع) قال: الرجم حد الله الأكبر، والجلد حد الله الأصغر (5).
377 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن الحلبي، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: إن في كتاب علي (ع): كان يضرب بالسوط وبنصف السوط وببعضه
في الحدود، وكان إذا أتى بغلام أو جارية لم يدركا، كان يأخذ السوط بيده، من وسطه،
أو من ثلثه، فيضرب به على قدر أسنانهم، ولا يبطل حدا من حدود الله (6).
378 - عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال في
نصف الجلدة وثلث الجلدة: يؤخذ بنصف السوط، وبثلثي السوط، ثم يضرب به (7).

1 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا "، (ص 114، س 24 و 25 و 27) قائلا بعد -
الحديث الثالث: " بيان - في بعض النسخ " الخير " بالياء المنقطة بنقطتين أي جميع الخيرات
من الحلال والحرام، وفي بعضها بالباء الموحدة أي أخبار الرسول في الحلال والحرام ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - ج 19، كتاب القرآن، " باب فضل القرآن واعجازه "، (ص 5، س 18).
5 - ج 16، (لكن من الاجزاء الساقطة من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106)، " باب
حد الزنا وكيفية ثبوته "، (ص 7، س 16) و " باب حكم الصبي والمجنون "، (ص 14، س 15 و 17).
6 - تقدم آنفا تحت رقم 5.
7 - تقدم آنفا تحت رقم 5.
273

379 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع) قال:
مر أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) برجل يحد في الشتاء فقال: سبحان الله! ما ينبغي
هذا، ينبغي لمن حد أن يستقبل به في الشتاء النار، وإن كان في الصيف استقبل به
برد النهار (1).
380 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله
عن الأدب عند الغضب (2)
381 - عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن حدثه، عن عبد الله بن القاسم
الجعفري، عن أبي عبد الله، عن أبيه، (عليهما السلام) قال: قال سعد بن عبادة: أرأيت يا رسول الله
إن رأيت مع أهلي رجلا أفأقتله؟ - قال: يا سعد فأين الشهود الأربعة!؟ (3)
382 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا -
عبد الله (ع) يقول: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قالوا لسعد بن عبادة: يا سعد أرأيت لو وجدت
على بطن امرأتك رجلا ما كنت تصنع به؟ - فقال: كنت أضربه بالسيف، قال: فخرج
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ماذا يا سعد:؟ - فقال سعد: قالوا لي: لو وجدت على بطن امرأتك رجلا
ما كنت تفعل به؟ - فقلت: كنت أضربه بالسيف، فقال يا سعد، فكيف بالشهود الأربعة؟ -
فقال: يا رسول الله، بعد رأى عيني وعلم الله انه قد فعل؟ - فقال: نعم، لأن الله قد جعل لكل
شئ حدا، وجعل على من تعدى الحد حدا (4).
383 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خثيمة
بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدثني أبو الوليد النجراني، عن أبي جعفر (ع) أنه
أتاه رجل بمكة فقال له: يا محمد بن علي، أنت الذي تزعم أنه ليس شئ إلا وله حد؟ -
فقال أبو جعفر (ع): نعم، أنا أقول: إنه ليس شئ مما خلق الله صغيرا ولا كبيرا إلا وقد
جعل الله له حدا، إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حد الله فيه، قال: فما حد مائدتك

1 - ج 16، " باب زمان ضرب الحد ومكانه "، (ص 15، س 17) و " باب التعزير
وحده "، (ص 16، س 3) و " باب حد الزنا وكيفية ثبوته "، (ص 7، س 17 و 18) لكن كل
هذه الأحاديث في الاجزاء الساقطة من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106 من الكتاب الحاضر.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
274

هذه؟ - قال: تذكر اسم الله حين توضع، وتحمد الله حين ترفع، وتقم ما تحتها، قال: فما حد
كوزك هذا؟ - قال: لا تشرب من موضع أذنه ولا من موضع كسره فإنه مقعد الشيطان،
وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله، وإذا رافعته عن فيك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة
أنفاس، فإن النفس الواحد يكره (1).
384 - عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن الحسين بن رباط، عن أبي مخلد، عن
أبي عبد الله (ع) قال: قال قوم من الصحابة لسعد بن عبادة: ما كنت صانعا برجل لو وجدته
على بطن امرأتك؟ - قال: كنت والله ضاربا رقبته بالسيف، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله فقال:
من هذا الذي كنت ضاربه بالسيف يا سعد؟ - فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بخبرهم وما قال سعد،
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا سعد، فأين الأربعة الشهداء الذين قال الله؟! فقال: يا رسول الله، مع رأى
عيني وعلم الله فيه أنه قد فعل؟ - فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله يا سعد بعد رأى عينك وعلم الله،
إن الله قد جعل لكل شئ حدا، وجعل على من تعدى حدا من حدود الله حدا، وجعل
ما دون الأربعة الشهداء مستورا عن المسلمين (2).
385 - عنه، عن النوفلي، عن السكني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين (3).
386 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع) قال:
يجلد المكاتب إذا زنى قدر ما عتق منه (4).
387 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن حمران بن أعين، عن أبي -
جعفر (ع) قال: إن من الحدود ثلث جلد، ومن تعدى ذلك كان عليه حد (5).
39 - باب البيان والتعريف ولزوم الحجة
388 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن حكم بن مسكين الثقفي،

1 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا "، (ص 114، س 29).
2 - ج 16، " باب حد الزنا وثبوته "، (ص 7، س 22).
3 و 4 و 5 - ج 16، " باب التعزير وحده "، (ص 16، س 4) و " باب حد المماليك "، (ص
13، س 28) و " باب زمان ضرب الحد ومكانه "، (ص 15، س 19) لكن كلها من الاجزاء الساقطة
من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106.
275

عن النضر بن قرواش، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنما احتج الله على العباد بما
آتاهم وعرفهم (1).
389 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان الأحمر، وحدثنا به
أحمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (ع) في
قول الله: " وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون "؟ قال: حتى يعرفهم
ما يرضيه وما يسخطه، وقال: " فألهمها فجورها وتقواها "؟ قال: بين لها ما تأتي وما تترك،
وقال: " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "؟ قال: عرفناه فاما آخذ، وإما تارك،
وسألته عن قول الله: " يحول بين المرء وقلبه " قال: يشتهى سمعه، وبصره، ولسانه، ويده،
وقلبه، أما انه هو غشى شيئا مما يشتهى فإنه لا يأتيه إلا وقلبه منكر، لا يقبل الذي
يأتي، يعرف أن الحق غيره، وعن قوله تعالى: " فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى
على الهدى "، قال: نهاهم عن قتلهم، فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون (2).
390 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين،
قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "؟ قال:
علم السبيل، فاما آخذ، فهو شاكر، وإما تارك، فهو كافر (3).
391 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل، عن الحكم بن مسكين، عن أيوب
بن الحر بياع الهروي، قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا أيوب ما من أحد إلا وقد برز عليه
الحق، حتى يصدع، قبله، أم تركه، وذلك أن الله يقول في كتابه: " بل نقذف بالحق
على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون " (4).
392 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حماد بن عثمان، عن عبد -

1 - ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين " (ص 83، س 29 و
31 و 35 و 37) قائلا بعد الحديث الرابع: " بيان - الصدع = الاظهار والتبيين. وقال البيضاوي
في قوله " فيدمغه " أي فيمحقه وإنما استعار لذلك القذف وهو الرمي البعيد المستلزم لصلابة المرمى
والدمغ الذي هو كسر الدماغ بحيث يشق غشاؤه المودى إلى زهوق الروح تصويرا لابطاله و
مبالغة فيه، فإذا هو زاهق هالك. والزهوق = ذهاب الروح وذكره لترشيح المجاز ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
276

الاعلى، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): هل جعل في الناس أداة ينالون بها المعرفة؟ - قال:
لا، قلت: فهل كلفوا المعرفة؟ - قال: لا، إن على الله البيان، لا يكلف الله العباد إلا وسعها،
ولا يكلف نفسا إلا ما آتاها (1).
393 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن جميل بن دراج، عن
زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى ليمن على قوم وما فيهم خير، فيحتج
عليهم، فيلزمهم الحجة (2).
394 - عنه، عن ابن محبوب، عن سيف بن عميرة وعبد العزيز العبدي وعبد الله بن
أبي يعفور، عن أبي عبد الله (ع) قال: أبى الله أن يعرف باطلا حقا، أبى الله أن يجعل الحق
في قلب المؤمن باطلا لا شك فيه، وأبى الله أن يجعل الباطل في قلب الكافر المخالف حقا
لا شك فيه، ولو لم يجعل هذا هكذا ما عرف حق من باطل (3).
395 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه، قال: قال أبو عبد الله (ع):
ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الحق الباطل، وذلك قوله تعالى: " بل نقذف
بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " (4).
396 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال
كل قوم يعملون على ريبة من أمرهم، ومشكلة من ورائهم، وزارئ منهم على من سواهم،
وقد تبين الحق من ذلك بمقايسة العدل عند ذوي الألباب (5).
397 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن أحمد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن
زرارة، عن أبي جعفر (ع) في قول الله تبارك وتعالى: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث "
قال: لم يحكما، إنما كانا يتناظران ففهمناها سليمان (6).
398 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله

1 - ج 3، " باب من رفع عنه القلم ونفي الحرج في الدين " (ص 84، س
4 و 6 و 7 و 31 و 32).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
6 - ج 5، " باب ما أوحى إليه (أي إلى سليمان) (ع) من الحكم "، (ص 364،
س 30).
277

(ع) قال: من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف (1).
399 - عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي -
جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته في حجة الوداع: أيها الناس اتقوا الله، ما من
شئ يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به (2).
400 - عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذاء عن أبي -
أسامة قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فسأله رجل من المغيرية عن شئ من السنن،
فقال: ما من شئ يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة،
عرفها من عرفها، وأنكرها من أنكرها، قال الرجل: فما السنة في دخول الخلاء؟ - قال: تذكر
الله وتتعوذ من الشيطان، فإذا فرغت قلت: " الحمد لله على ما أخرج عني من الأذى في
يسر منه وعافية "، فقال الرجل: فالانسان يكون علك تلى الحال فلا يصبر حتى ينظر
إلى ما خرج منه؟ - فقال: إنه ليس في الأرض آدمي إلا ومعه ملكان موكلان به، فإذا
كان على تلك الحال ثنيا رقبته ثم قالا: يا بن آدم أنظر إلى ما كنت تكدح له والدنيا
إلى ما هو صائر (3).
40 - باب الابتلاء والاختبار
401 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيار،
عن أبي عبد الله (ع) قال: إنه ليس شئ فيه قبض أو بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا وفيه
من الله ابتلاء وقضاء (4).

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب المستضعفين "، (ص 20، س 18) لكن نقلا عن -
المعاني وأظن سقوط رمز المحاسن هنا من سهو قلم النساخ فراجع حتى يتبين لك الحال.
2 و 3 - ج 1، " باب أن لكل شئ حدا " (ص 114، س 33 و 35) أقول: كأن الحكيم
المعروف بناصر خسرو أخذ من أمثال هذا الحديث قوله:
ناصر خسرو براهى ميگذشت * مست ولا يعقل نه چون ميخوار گان
ديد گورستان ومبرز رو برو * بانگ بر زد گفت كاى نظارگان
نعمت دنيا ونعمت خواره بين * اينت نعمت اينت نعمت خوارگان
4 - ج 3، " باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار "، (ص 60، س 24). إلا
أنه نقله عن التوحيد وأظن أن رمز المحاسن سقط هنا من القلم اشتباها وسهوا.
278

402 - عنه، عن ابن فضال، عن عبد الأعلى بن أعين، عن أبي عبد الله (ع) قال: ليس
للعبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء (1).
403 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حمزة بن محمد الطيار،
عن أبي عبد الله (ع) قال: ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه مشية وفضل وابتلاء (2).
404 - عنه، عن ابن فضال، عن مفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي، عن
أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال:
وهم يستطيعون الاخذ لما أمروا به والترك لما نهوا عنه ولذلك ابتلوا، وقال: ليس
في العبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء وقضاء (3).
41 - باب السعادة والشقاء
405 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله
(ع) قال: إن الله خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه، فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه
الله أبدا، وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه، وإن كان شقيا لم يحبه الله أبدا، وإن
عمل صالحا أحب الله عمله وأبغضه لما يصيره إليه، فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا، وإذا
أبغض الله شيئا لم يحبه أبدا (4).
406 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن
منصور بن حازم، قال قلت لأبي عبد الله (ع): أيحب الله العبد ثم يبغضه؟ - أو يبغضه ثم يحبه؟ -
فقال: ما تزال تأتيني بشئ، فقلت: هذا ديني وبه أخاصم الناس، فإن نهيتني عنه تركته،
ثم قلت له: هل أبغض الله محمدا صلى الله عليه وآله على حال من الحالات؟ - فقال: لو أبغضه على حال
من الحالات لما الطف له حتى أخرجه من حال إلى حال، فجعله نبيا، فقلت: ألم تجبني

1 - ج 3، " باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار "، (ص 60، س 25 و 21).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب نفى الظلم والجور عنه تعالى "، (ص 12، س 10).
4 - ج 3، " باب السعادة والشقاوة والخير والشر "، (ص 44، س 28) قائلا بعده
" بيان - قوله (ع): " خلق السعادة والشقاوة " أي قدرهما بتقدير التكاليف الموجبة
لهما. قوله (ع): " فمن علمه الله سعيدا " في الكافي " فمن خلقه الله " أي قدره بأن علمه كذلك
وأثبت حاله في اللوح، أو خلقه حال كونه عالما بأنه سعيد ".
279

منذ سنين عن الشقاء والسعادة، إنهما كانا من قبل أن يخلق الله الخلق؟ - قال: بلى، وأنا
الساعة أقوله، قلت: فأخبرني عن السعيد، هل أبغضه الله على حال من الحالات؟ - فقال: لو
أبغضه الله على حال من الحالات لما ألطف له حتى يخرجه من حال إلى حال، فيجعله
سعيدا، قلت: فأخبرني عن الشقي، هل أحبه الله على حال من الحالات؟ - فقال: لو أحبه الله
في حال من الحالات ما تركه شقيا، ولاستنقذه من الشقاء إلى السعادة، قلت: فهل يبغض الله
الله العبد ثم يحبه؟ - أو يحبه ثم يبغضه؟ - فقال: لا (1).
407 - عنه، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله
(ع) يقول: إن الله خلق خلقه، فخلق خلقا لحبنا، لو أن أحدا خرج من هذا الرأي
لرده الله وإن رغم أنفه، وخلق قوما لبغضنا، فلا يحبوننا أبدا (2).
408 - عنه، عن ابن فضال، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن -
الله خلق قوما لحبنا، وخلق قوما لبغضنا، فلو أن الذين خلقهم لحبنا خرجوا من هذا
الامر إلى غيره لأعادهم الله إليه وإن رغمت آنافهم، وخلق الله قوما لبغضنا، فلا يحبوننا أبدا (3).
409 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن معلى أبي عثمان،
عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله (ع) قال: اختصم رجلان بالمدينة، قدري ورجل
من أهل مكة فجعلا أبا عبد الله (ع) بينهما فأتياه فذكرا كلامهما، فقال: إن شئتما أخبرتكما
بقول رسول الله صلى الله عليه وآله؟ - فقالا: قد شئنا، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد المنبر،
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: كتاب كتبه الله بيمينه، وكلتا يديه يمين، فيه أسماء أهل الجنة
بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل عليهم لا يزيد فيهم رجلا ولا ينقص منهم أحدا
أبدا، وكتاب كتبه الله، فيه أسماء أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل
عليهم لا يزيد فيهم رجلا ولا ينقص منهم رجلا، وقد يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء ثم يقول
الناس كأنه منهم ما أشبهه بهم! بل هو منهم، ثم تداركه السعادة، وقد يسلك بالشقي طريق
السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم! بل هو منهم، ثم يتداركه الشقاء، من كتبه الله
سعيدا ولو لم يبق من الدنيا شئ إلا فواق ناقة ختم الله له بالسعادة (4).

1 - ج 3، " باب السعادة والشقاوة والخير والشر "، (ص 44، س 37، وص 45،
س 14 و 12 و 5)
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
280

42 - باب التطول من الله على خلقه
410 - عنه، عن أبيه، عن صفوان، قال: قلت لعبد صالح: هل في الناس استطاعة
يتعاطون بها المعرفة؟ - قال: لا، إنما هو تطول من الله، قلت: أفلهم على المعرفة ثواب
إذا كانوا ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع والسجود الذي أمروا به ففعلوه؟ -
قال: لا، إنما هو تطول من الله عليهم وتطول بالثواب (1)
43 - باب بدء الخلق
411 - عنه، عن أبيه، عن فضاله بن أيوب، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن
أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: " وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و
أشهدهم على أنفسهم " قال: كان ذلك معاينة لله، فأنساهم المعاينة وأثبت الاقرار في
صدورهم، ولولا ذلك ما عرف أحد خالقه ولا رازقه، وهو قول الله: " ولئن سئلتهم من
خلقهم ليقولن الله " (2).

1 - ج 3، " باب أن المعرفة لله تعالى "، (ص 62، س 6 و 8) قائلا بعد الحديث الثاني:
" بيان - المعاينة مجاز عن المواجهة بالخطاب أي خلق الكلام قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة وثبتت
المعرفة في قلوبهم، ثم اعلم أن أخبار هذا الباب وكثيرا من أخبار الأبواب السابقة تدل على أن معرفة الله
تعالى بل معرفة الرسول والأئمة صلوات الله عليهم وسائر العقائد الدينية موهبية وليست بكسبية
ويمكن حملها عى كمال المعرفة، أو المراد أنه تعالى احتج عليهم بما أعطاهم من العقول، ولا يقدر
أحد من الخلق حتى الرسل على هداية أحد وتعريفه، أو المراد أن المفيض للمعارف هو الرب
تعالى وإنما أمر العباد بالسعي في أن يستعدوا لذلك بالفكر والنظر كما يشير إليه خبر عبد الرحيم
(المنقول قبيل ذلك عن التوحيد في ص 61، س 29)، أو يقال: هي مختصة بمعرفة غير ما يتوقف
عليه العلم بصدق الرسل فإن ما سوى ذلك إنما نعرفه بما عرفنا الله على لسان أنبيائه وحججه
صلوات الله عليهم، أو يقال: المراد بها معرفة الأحكام الفرعية لعدم استقلال العقل فيها، أو المعنى
أنها إنما يحصل بتوفيقه تعالى للاكتساب، هذا ما يمكن أن يقال في تأويلها مع بعد أكثرها، والظاهر
منها أن العباد إنما يكلفون بالانقياد للحق وترك الاستكبار عن قبوله، فاما المعارف فإنها بأسرها
مما يلقيه الله تعالى في قلوب عباده بعد اختيارهم للحق ثم يكمل ذلك يوما فيوما بقدر أعمالهم
وطاعاتهم حتى يوصلهم إلى درجة اليقين، وحسبك في ذلك ما وصل إليك من سيرة النبيين وأئمة
الدين في تكميل أممهم وأصحابهم فإنهم لم يحيلوهم على الاكتساب والنظر وتتبع كتب الفلاسفة
والاقتباس من علوم الزنادقة بل إنما دعوهم أولا إلى الاذعان بالتوحيد وسائر العقائد ثم دعوهم
إلى تكميل النفس والرياضات حتى فازوا بأعلى درجات السعادات ".
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
281

412 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: لو
علم الناس كيف كان ابتداء الخلق لما اختلف اثنان، فقال: إن الله تبارك وتعالى قبل أن
يخلق الخلق قال: كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال: كن ماء ملحا
أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن
الكافر، ويلد الكافر مؤمنا، ثم أخذ طين آدم من أديم الأرض، فعركه عركا شديدا،
فإذا هم كالذر يدبون، فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار: إلى
النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فاستعرت، فقال لأصحاب الشمال: " ادخلوها "، فهابوها، وقال
لأصحاب اليمين، " ادخلوها "، فدخلوها، فقال: كونى بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال:
يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية،
فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء (1).
413 - عنه، عن عبد الله بن محمد النهيكي، عن حسان، عن أبيه، عن أبي إسحاق
السبيعي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: كان في بدء خلق الله أن خلق
أرضا وطينة، وفجر منها ماءها، وأجرى ذلك الماء على الأرض سبعة أيام ولياليها، ثم
نضب الماء عنها، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة الأئمة، ثم أخذ قبضة أخرى
من أسفل تلك الطينة، وهي طينة ذرية الأئمة وشيعتهم، فلو تركت طينتكم كما تركت
طينتنا، لكنتم أنتم ونحن شيئا واحدا، قلت: فما صنع بطينتنا؟ - قال: إن الله عز وجل
خلق أرضا سبخة، ثم أجرى عليها ماء أجاجا، وأجراه سبعة أيام ولياليها، ثم نضب
عنها الماء، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة أئمة الكفر، فلو تركت طينة عدونا كما
أخذها، لم يشهدوا الشهادتين، أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يكونوا يحجون
البيت، ولا يعتمرون، ولا يؤتون الزكاة، ولا يصدقون، ولا يعملون شيئا من أعمال البر،
ثم قال: أخذ الله طينة شيعتنا وطينة عدونا، وخلطهما وعركهما عرك الأديم، ثم مزجهما

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق "، (ص 70، س 12). قائلا بعده: " بيان - قوله (ع):
" لما اختلف اثنان " أي في مسألة القضاء والقدر، أو لما تنازع اثنان في أمر الدين ".
282

بالماء، ثم جذب هذه من هذه، وقال: هذه في الجنة، ولا أبالي، وهذه في النار، ولا أبالي،
فما رأيت في المؤمن من زعارة وسوء الخلق واكتساب سيئات فمن تلك السبخة التي
مازجته من الناصب، وما رأيت من حسن خلق الناصب وطلاقة وجهه وحسن بشره وصومه
وصلاته، فمن تلك السبخة التي أصابته من المؤمن (1).
44 - باب خلق الخير والشر
414 - عنه، عن أبن محبوب وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت
أبا عبد الله (ع) يقول: إن مما أوحى الله إلى موسى وأنزل في التوراة انى أنا الله، لا إله إلا
أنا، خلقت الخلق وخلقت الخير، وأجريته على يدي من أحب، فطوبى لمن أجريته
على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الشر، وأجريته على يدي من
أريد، فويل لمن أجريته على يديه (2).
415 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن
مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن في بعض ما أنزل الله في كتبه، أنى أنا الله لا
إله إلا أنا، خلقت الخير، وخلقت الشر، فطوبى لمن أجريت على يديه الخير، وويل
لمن أجريت على يديه الشر، وويل لمن قال، كيف ذا؟ وكيف ذا؟ (3).
416 - عنه، عن محمد بن سنان، عن حسين بن أبي عبيد وعمروا لا فرق الخياط
و عبد الله بن مسكان كلهم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله يقول:
أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخير والشر، وهما خلقان من خلقي، فطوبى لمن قدرت له
الخير، وويل لمن قدرت له الشر، وويل لمن قال: كيف ذا؟ (4)
417 - عنه، عن الحسين بن علي، عن داود بن سليمان الجمال، قال: سمعت أبا -
عبد الله (ع) وذكر عنده القدر وكلام الاستطاعة، فقال: هذا كلام خبيث، أنا على دين
آبائي، لا أرجع عنه، القدر حلوه ومره من الله، والخير والشر كله من الله (5).

1 - ج 3، " باب الطينة والميثاق "، (ص 70، س 17).
2 و 3 و 4 و 5 - ج 3، " باب السعادة والشقاوة والخير والشر "، (ص 45، س 15 و 17 و
19 و 21).
283

418 - عنه، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي سليمان الجمال، قال: عن أبي بصير
سألت أبا عبد الله (ع) عن شئ من الاستطاعة، فقال: يابا محمد، الخير والشر حلوه ومره
وصغيره وكبيره من الله (1).
419 - عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: من زعم أن الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن
زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله (2).
420 - عنه، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان وإسحاق بن عمار جميعا،
عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (ع) قال: إن فيما ناجى الله به موسى (ع)
أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه؟ - فأوحى الله تبارك وتعالى
إليه: أن تلك من فتنتي، فلا تفصحن عنها (3).
45 - باب الاسلام والايمان
421 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة،
عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس إني أمرت أن أقاتلكم حتى
تشهدوا أن لا أله إلا الله، وأني محمد رسول الله، فإذا فعلتم ذلك حقنتم بها أموالكم و
دماءكم إلا بحقها، وكان حسابكم على الله (4).
422 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن

1 - ج 3، " باب السعادة والشقاوة والخير والشر "، (ص 45، س 22 و 26) قائلا
بعد الحديث الخامس: " بيان - المراد بخلق الخير والشر إما تقديرهما كما مر، أو المراد خلق
الآلات والأسباب التي بها يتيسر فعل الخير وفعل الشر كما أنه تعالى خلق الخمر وخلق في الناس
القدرة على شربها، أو كناية عن أنهما إنما يحصلان بتوفيقه وخذلانه فكأنه خلقهما، أو المراد
بالخير والشر النعم والبلايا، أو المراد بخلقهما خلق من يعلم أنه يكون باختياره مختارا للخير و
مختارا للشر والله يعلم " أقول: البيان ناظر إلى الحديث الأول والثاني والثالث من الباب.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 3، " باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار "، (ص 60، س 26) قائلا
بعده: " بيان - أي لا تظهرنها لاحد فإن عقولهم قاصرة عن فهمها "
4 - ج 15، الجزء الأول، " باب الفرق بين الايمان والاسلام "، (ص 179، س 9).
284

أيوب بن الحر، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فقال له سلام: إن خثيمة
بن أبي خثيمة حدثنا أنه سألك عن الاسلام فقلت له: إن الاسلام من استقبل قبلتنا، وشهد
شهادتنا، ونسك نسكنا، ووالى ولينا، وعادى عدونا، فهو مسلم؟ - قال: صدق، وسألك عن -
الايمان فقلت: الايمان بالله والتصديق بكتابه، وأن أحب في الله، وأبغض في الله،؟ - فقال:
صدق خثيمة (1).
423 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن، عن القاسم الصيرفي
عن شريك المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الاسلام يحقن به الدم، ويؤدي به
الأمانة، ويستحل به الفرج، والثواب على الايمان (2).
424 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن
مسلم، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الايمان؟ - فقال: الايمان ما كان في القلب، والاسلام
ما كان عليه المناكح والمواريث، وتحقن به الدماء، والايمان يشرك الاسلام، والاسلام
لا يشرك الايمان (3).
425 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي الصباح الكناني،
قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أي شئ أفضل، الايمان أم الاسلام؟ - فإن من قبلنا يقولون:
الاسلام أفضل، فقال: الايمان أرفع من الاسلام، قلت: فأوجدني ذلك، قال: ما تقول فيمن
أحدث في الكعبة متعمدا؟ - قلت: يقتل، قال: أصبت، أما ترى أن الكعبة أفضل من المسجد
وأن الكعبة تشرك المسجد، والمسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام،
والاسلام لا يشرك الايمان (4).
426 - عنه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان الأحمر، عن عبد الرحمن بن سيابة،
عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أنبئكم بالمؤمن؟ المؤمن
من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده،
والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرمه الله عليه (5).

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الفرق بين الايمان والاسلام "، (ص 179، س 11
وص 167، س 37، وص 179، س 13، وص 170، س 4) مع بيان طويل منه (ره) للحديث الثاني والرابع.
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 15، الجزء الأول، " باب علامات المؤمن وصفاته "، (ص 79، س 29).
285

64 - باب الشرايع
427 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي -
عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الاسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء،
ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شئ أساس، وأساس الاسلام حبنا
أهل البيت (1).
428 - عنه، عن محمد بن علي وأبي الخزرج، عن سفيان بن إبراهيم الحريري،
عن أبيه، عن أبي صادق، قال: سمعت عليا (ع) يقول: أثافي الاسلام ثلاث، لا ينتفع واحدة
منهن دون صاحبتها، الصلاة، والزكاة، والولاية (2)
429 - عنه، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (ع) قال:
بنى الاسلام على خمس، الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، ولم تناد بشئ
ما نودي بالولاية، وزاد فيها عباس بن عامر: " فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ". (يعنى
الولاية) (3).
430 - عنه، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: بنى الاسلام على خمسة أشياء، على الصلاة،
والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة: فأي ذلك أفضل؟ - فقال: الولاية أفضلهن،
لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ - قال:
الصلاة، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الصلاة عمود الدين، (قال:) قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟ - قال:
الزكاة، لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الزكاة تذهب بالذنوب،
قلت: فالذي يليه في الفضل؟ - قال: الحج، لأن الله قال: " ولله على الناس حج البيت، من

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم الاسلام والايمان وشعبهما "، (ص 197،
س 16، وص 210، س 1، وص 193، س 8) مع بيان منه (ره) للحديث الأول والآخر وأما
الحديث الثاني فقال بعد نقله عن الكافي أيضا في الباب (ص 193، س 20): " بيان - " الأثافي "
جمع الأثفية بالضم والكسر وهي الأحجار التي عليها القدر وأقلها ثلاثة، وإنما اقتصر عليها
لأنها أهم الاجزاء ويدل على اشتراط قبول كل منها بالأخريين ولا ريب في كون الولاية شرطا
لصحة الأخريين "
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
286

استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لحجة متقبلة
خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن
ركعتيه غفر له، وقال يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، قلت: ثم ماذا يتبعه؟ - قال: الصوم
قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ - فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصوم جنة من
النار، ثم قال: إن أفضل الأشياء ما إذا أنت فاتك لم يكن منه توبة، دون أن ترجع إليه
فتؤديه بعينه، إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس شئ يقع مكانها دون
أداءها، وان الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها وجبرت
ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك، وليس من تلك الأربعة شئ يجزيك مكانه غيره،
(قال:) ثم قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام
بعد معرفته، إن الله يقول: " من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن تولى فما أرسلناك
عليهم حفيظا " أما لو أن رجلا قام ليله، وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله، وحج جميع
دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته له عليه، ما
كان له على الله حق في ثواب، ولا كان من أهل الايمان، ثم قال: أولئك، المحسن منهم
يدخله الله الجنة بفضل رحمته (1).
431 - عنه، عن أبي إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن أبان بن
عثمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله
شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، التوحيد، والاخلاص، وخلع الأنداد، والفطرة،
والحنيفية السمحة، لا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات، وحرم فيها الخبيثات، و
وضع عنهم إصرهم، والاغلال، التي كانت عليهم، فعرف فضله بذلك، ثم افترض عليها
فيها الصلاة، والزكاة والصيام والحج، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والحلال،
والحرام، والمواريث، والحدود، والفرايض، والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء، وفضله
بفاتحة الكتاب، وبخواتيم سورة البقرة، والمفصل، وأحل له المغنم، والفئ ونصره
بالرعب، وجعل له الأرض مسجدا وطهورا، وأرسله كافة، إلى الأبيض والأسود والجن

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم والاسلام "، (ص 194، س 17) مع بيان طويل
وأيضا - ج 18، كتاب الصلاة، " باب فضل الصلاة "، (ص 13، س 37) لكن مختصرا إياه.
287

والانس، وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلفه ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، أنزل
عليه سيفا من السماء في غير غمد، وقيل له: قاتل في سبيل الله، لا تكلف إلا نفسك (عباس
بن عامر: وزاد فيه بعضهم) " فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه " (يعنى الولاية) (1).
432 - عنه، عن عبد الرحمن بن نجران وأحمد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد،
عن أبي بصير، عن أحدهما (ع) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور،
فيهن صورة هي أحسنهن وجها، وأبهاهن هيئة، وأطيبهن ريحا، وأنظفهن صورة، قال:
فيقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى بين يديه، وأخرى خلفه، وأخرى
عند رجليه، ويقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فإن أتى عن يمينه، منعته التي عن
يمينه، ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست قال: فتقول أحسنهن صورة: من أنتم
جزاكم الله عني خيرا؟ - فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن
يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج والعمرة،
وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت؟ - فأنت أحسننا
وجها، وأطيبنا ريحا، وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل محمد (صلوات الله عليه
وعليهم) (2).
433 - عنه، عن علي بن الحكم، عن حسين بن سيف الكندي، عن معاذ بن مسلم،
قال: أدخلت عمر أخي على أبي عبد الله (ع) فقلت له: هذا عمر أخي، وهو يريد أن
يسمع منك شيئا، فقال له: سل عما شئت، فقال: أسألك عن الذي لا يقبل الله من العباد
غيره، ولا يعذرهم على جهله، فقال: شهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله
والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، وحج البيت، والاقرار بما
جاء من عند الله جملة، والايتمام بأئمة الحق من آل محمد، فقال عمر: سمهم لي أصلحك
الله، فقال: علي أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي،
والخير يعطيه الله من يشاء، فقال له: فأنت جعلت فداك؟ - قال: هذا الامر يجرى لآخرنا

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الشرايع "، (ص 189، س 23) مع بيان طويل.
2 - ج 3، " باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله "، (ص 157، س 28)
288

كما يجرى لأولنا، ولمحمد وعلي فضلهما، قال: فأنت جعلت فداك؟ - فقال: هذا الامر
يجرى كما يجرى الليل والنهار، قال، فأنت جعلت فداك؟ - قال: هذا الامر يجرى كما
يجرى حد الزاني والسارق، قال: فأنت جعلت فداك؟ - قال: القرآن نزل في أقوام وهي
تجرى في الناس إلى يوم القيامة، قال: قلت: جعلت فداك: أنت لتزيدني على أمر (1).
434 - عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن علي بن
عبد العزيز، قال: قال أبو عبد الله (ع): ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ -
قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد
في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ - قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة من النار،
والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجى ربه، ثم تلا " تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون " (2).
435 - عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد،
عن أبي جعفر (ع) قال: قال: ألا أخبرك بأصل الاسلام، وفرعه، وذروته، وسنامه؟ - قال: قلت:
بلى جعلت فداك، قال: أما أصله فالصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد، قال:
إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ - قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة، والصدقة
تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ: " تتجافى جنوبهم عن -
المضاجع " (3).
346 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمن
ذكره، عن علي (ع) أنه كان يقول: إن أفضل ما يتوسل به المتوسلون الايمان بالله و
برسوله، والجهاد في سبيل الله، وكلمة الاخلاص فإنها الفطرة، وتمام الصلاة فإنها الملة، وايتاء
الزكاة فإنها من فرائض الله، وصوم شهر رمضان فإنها جنة من عذابه، وحج البيت فإنها منفاة

1 - ج 15، الجزء الأول، " باب الدين الذي لا يقبل الله اعمال العباد إلا به "، ص 214، س 11).
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم الاسلام والايمان "، (ص 210، س 2).
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم وآفاتها "، (ص 18، س 32،
وأيضا - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم الاسلام والايمان "، (ص 143، س 26) (إلى قوله:
الجهاد) مع بيان له لكن بدل هنا رمز المحاسن برمز كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي.
289

للفقر ومدحضة للذنب، وصلة الرحم مثراة للمال ومنسأة في الاجل، وصدقة السر،
فإنها تطفى الخطيئة وتطفى غضب الرب وصنائع الخير والمعروف، فإنها تدفع ميتة -
السوء، وتقى مصارع الهول، الا فاصدقوا فإن الله مع من صدق، وجانبوا الكذب فإن
الكذب مجانب للايمان، ألا إن الصادق على شفا منجاة وكرامة، ألا وإن الكاذب على
شفا مخزاة وهلكة، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهل، وأدوا
الأمانة إلى من ائتمنكم، وصلوا الأرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم (1).
437 - عنه، عن محمد بن خالد، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان،
عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك أخبرني عن الفرائض
التي افترض الله على العباد، ما هي؟ - فقال: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، و
إقام الصلاة، والخمس، والزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والولاية، فمن أقامهن
وسدد، وقارب، واجتنب كل منكر دخل الجنة (2).
438 - عنه، عن موسى بن القسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر،
عن أبيه الصادق (عليهما السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته،
وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت
رسول الله صلى الله عليه وآله فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة مفتحة له (3).
47 - باب المحبوبات
وهي كتاب مفردا ورد في الفهرست
439 - قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي: حدثنا أبي مرسلا قال: قال أبو عبد الله

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم وآفاتها "، (ص 17، س 22).
2 - ج 15، الجزء الأول، " باب دعائم الاسلام والايمان "، (ص 210، س 6) قائلا بعد
" بيان - قال في النهاية: فيه " سددوا وقاربوا " أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، و
هو القصد في الامر والعدل فيه، وقال أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير
يقال: قارب فلان في أموره إذا اقتصد، ومنه الحديث " ما من مؤمن يؤمن بالله ثم يسدد " أي يقتصد
فلا يغلو ولا يسرف ومنه " وسئل عن الإزار فقال: سدد وقارب " أي اعمل به شيئا لا تعاب على
فعله فلا تفرط في ارساله ولا تشميره انتهى وفي بعض النسخ " وكل مسكر " مكان " وكل منكر "
3 - ج 18، كتاب الصلاة " باب فضل الصلاة، وعقاب تاركها "، (ص 9، س 22).
290

(ع): أفضل العبادة العلم بالله (1).
440 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن
أمير المؤمنين (ع) قال: أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله (2).
441 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (ع) قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل العبادة قول: " لا اله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله " وخير الدعاء
الاستغفار ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " (3).
442 - عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن علي بن هارون، عن الأصبغ بن
نباتة قال: قال لي أبو أيوب الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: إن الله زينك بزينة لم يزين
العباد بشئ أحب إلى الله منها ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا، وإن الله قد
أعطاك ذلك وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها (4)
443 - عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (ع)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله: ما تحبب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه، وإنه
ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، و
لسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، إذا دعاني أجبته،
وإذا سألني أعطيته، وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت مؤمن يكره الموت
وأنا أكره مساءته (5).
444 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد،
عن أبي عبد الله (ع) إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أخبرني ما
أفضل الاسلام؟ - فقال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا؟ - قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ - فقال:
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (6).

1 - ج 1 " باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها " (ص 67، س 3).
2 - ج 13، " باب فضل انتظار الفرج "، (ص 138، س 17).
3 - ج 19، كتاب الدعاء " باب التهليل وفضله "، (ص 12، س 7)
4 - ج 9، " باب زهده وتقواه وورعه عليه السلام "، (ص 499، س 6).
5 - ج 15، الجزء الثاني، " باب حب الله تعالى "، (ص 29، س 27).
6 - ج 15، كتاب العشرة " باب صلة الرحم واعانتهم "، (ص 28، س 14).
291

445 - عنه، عن الوشاء، عن مثنى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله
(ع): أي الأعمال أفضل؟ - قال: الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله (1).
446 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن خاله محمد بن سليمان، رفعه
قال: أخذ رجل بلجام دابة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ - قال:
إطعام الطعام وإطياب الكلام (2).
447 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحبي، عن مفرق، عن أبي -
حمزة، عن أبي جعفر (ع) قال: أفضل العبادة عفة بطن وفرج وما شئ أحب إلي الله من
أن يسأل، وإن أسرع الشر عقوبة البغى، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وكفى بالمرء عيبا
أن يبصر من الناس ما يعمى عنه عن نفسه، أو ينهى الناس عما لا يستطيع التحول عنه، و
أن يؤذى جليسه بما لا يعنيه (3).
448 - عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معلى بن عثمان، عن أبي -
بصير، عن أبي جعفر، (ع) قال: قال له رجل: إني ضعيف العمل، قليل الصلاة، قليل الصوم،
ولكن أرجو أن لا آكل إلا حلالا ولا أنكح إلا حلالا، فقال: وأي جهاد أفضل من عفة
بطن وفرج؟! (4)
449 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه، (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (5)
450 - عنه، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو -
عبد الله (ع): ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل، يقطرها العبد مخافة
من الله، لا يريد بها غيره، وما من جرعة يتجرعها عبد أحب إلى الله من جرعة غيظ يتجرعها
عبد، يرددها في قلبه، إما بصبر وإما بحلم (6).

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 35 و 36).
2 - ج 15، كتاب العشرة، (باب إطعام المؤمن وسقيه "، (ص 110، س 35) أقول
يأتي هذا الحديث بعينه بسند متصل غير مرفوع عن قريب إن شاء الله تعالى.
3 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 35 و 36).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب العفاف وعفة البطن والفرج "، (ص 184، س 12).
5 - ج 15، كتاب العشرة " باب الظلم وأنواعه "، (ص 203، س 26).
6 - ج - 15، الجزء الثاني، " باب الحلم والعفو وكظم الغيظ، "، (ص 218، س 9).
292

451 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم، عن
عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم -
العظيم، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير (1).
452 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي،
قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث، المتوحد
بالفكرة، المتحلى بالصبر، المتباهي بالصلاة (2).
453 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن عباد بن صهيب، عن يعقوب، عن يحيى بن
المساور، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال موسى بن عمران (ع): يا رب أي الأعمال
أفضل عندك؟ - فقال: حب الأطفال فاني فطرتهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم
برحمتي جنتي (3).
454 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن
أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: قال موسى بن عمران:
يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ - قال: فأوحى الله إليه:
الطاهرة قلوبهم والبرية أيديهم، الذين يذكرون بحلالي، الذين يكتفون بطاعتي
كما يكتفى الصبي الصغير باللبان، الذين يأوون إلى مساجدي كما يأوى النسور إلى أوكارها،
والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (4).
455 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن

1 - ج - 15، الجزء الثالث، " باب الذنوب وآثارها "، (ص 158، س 14).
2 - ج 15، الجزء الثاني، " باب التفكر والاعتبار "، (ص 195، س 7).
3 - ج 23، " باب فضل الأولاد وثواب تربيتهم "، (ص 116، س 14).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 21) وأيضا -
ج 18، كتاب الصلاة، " باب فضل المساجد وآدابها "، (ص 41، س 25، قائلا بعده: " بيان -
" التربة أيديهم " كناية عن الفقر قال الجوهري: ترب الشئ بالكسر أصابه التراب ومنه ترب الرجل
افتقر كأنه لصق بالتراب، يقال " تربت يداك " وهو على الدعاء أي لا أصبت خيرا. وقال:
الحرد = الغضب، تقول منه حرد بالكسر فهو حارد وحردان ومنه قيل أسد حارد " وأورده
أيضا مع بيان في خامس البحار كما مر ذكره في كتاب القرائن، في باب فضل قول الخير.
293

أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة لمن يتواضع
لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلى، ويقطع نهاره بذكرى، ولا يتعظم على
خلقي، ويطعم الجايع، ويكسوا العاري، ويرحم المصاب، ويؤوى الغريب، فذلك يشرق
نوره كمثل الشمس، أجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة علما، أكلؤه بعزتي، و
أستحفظه بملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، مثل ذلك عندي كمثل جنات
الفردوس لا تيبس ثمارها، ولا يتغير حالها (1)،
456 - عنه، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله البجلي، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (ع) قال: أربع من أتى بواحدة منهن دخل الجنة، من سقى هامة
ظامئة، أو أشبع كبدا جائعة، أو كسى جلدة عارية، أو أعتق رقبة عانية (2).
457 - عنه، عن محمد بن عيسى الأرمني، عن العرزمي، عن الوصافي، عن أبي -
جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب الأعمال إلى الله ثلاثة، إشباع جوعة المسلم،
وقضاء دينه، وتنفيس كربته (3).
458 - عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عمن سمع أبا -
عبد الله (ع) يقول: ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بتضييع الزكاة، فحصنوا أموالكم
بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا نوائب البلايا بالاستغفار، الصاعقة لا تصيب
ذاكرا، وليس يصاد من الطير إلا ما ضيع تسبيحه (4).

1 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 18، س 18) وأيضا - ج 18،
كتاب الصلاة، " باب آداب الصلاة "، (ص 196، س 19) أقول مر الحديث بعينه في كتاب
القرائن، في باب فضل قول الخير.
2 - ج 23، " باب فضل العتق "، (ص 139، س 10) إلا أن النساخ بدلوا رمز المحاسن هنا
برمز كامل الزيارة فراجع إن شئت.
3 - ج 15، كتاب العشرة "، " باب اطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه " (ص 100،
س 34) أقول بدل النساخ هنا أيضا رمز المحاسن برمز كامل الزيارة فراجع إن شئت.
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب جوامع المكارم "، (ص 19، س 2).
294

48 - باب المكروهات
وهي كتاب مفردا ورد في الفهرست
459 - عنه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبيد بن عبد الله الدهقان، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أول ما عصى الله به ست،
حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة (1)
460 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد،
عن أبي عبد الله (ع) قال: إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: أي الأعمال أبغض
إلى الله؟ - فقال: الشرك بالله قال: ثم ماذا؟ - قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ - قال: الامر بالمنكر
والنهي عن المعروف (2).
461 - عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن حسين بن المختار، قال:
سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله يبغض ثلاثة، ثاني عطفه، والمسبل إزاره، والمنفق
سلعته بالايمان. وفي حديث آخر " المسبل إزاره خيلاء " (3).
462 - عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الأسدي، عن ثابت بن
أبي المقدام، عن أبي برزة (وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول الله) صلى الله عليه وآله في حديث
له طويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أخاف عليكم بعدي إلا ثلاثا، فرق الجهل بعد
المعرفة، ومضلات الفتن وشهوات العنت من البطن والفرج (4).
49 - باب الاستطاعة والاجبار والتفويض
463 - عنه، عن أبيه، عن عباس بن عامر، قال: حدثني محمد بن يحيى الخثعمي،
عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: سأله حفص الأعور وأنا أسمع فقال: جعلني
الله فداك ما قول الله " ولله على الناس حج البيت، من استطاع إليه سبيلا "؟ - قال: ذلك القوة

1 - ج 15، الجزء الثالث، " باب جوامع مساوى الأخلاق "، (ص 28، س 1 و 2) وأيضا
الحديث الأول، في ذلك الجزء، في باب حب الدنيا مرسلا عن هذا الكتاب
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - ج 16، " باب آداب المشي "، (ص 85، س 16).
4 - ج 15، الجزء الثاني، " باب العفاف "، (ص 184، س 14).
295

في المال واليسار، قال فإن كانوا موسرين فهم ممن يستطيع إليه السبيل؟ - قال: نعم،
فقال له ابن سيابة، بلغنا عن أبي جعفر (ع) أنه كان يقول: يكتب وفد الحاج، فقطع كلامه
فقال: كان أبي يقول: يكتبون في الليلة التي قال الله: " فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من
عندنا " قال: فإن لم يكتب في تلك الليلة يستطيع الحج؟ - قال: لا، معاذ الله، فتكلم حفص بن سالم
فقال: لست من خصومتكم في شئ هكذا الامر (1).
464 - عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله أكرم
من أن يكلف الناس ما لا يطيقون، والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد (2).
465 - عنه، عن علي بن حكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما
كلف الله العباد إلا ما يطيقون، إنما كلفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم من
كل مأتى درهم خمسة دراهم، وكلفهم صيام شهر رمضان في السنة، وكلفهم حجة
واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك وإنما كلفهم دون ما يطيقون ونحو هذا (3).
466 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن حمزة
بن حمران، قال: قلت له: إنا نقول: إن الله لم يكلف العباد إلا ما آتاهم، وكل شئ
لا يطيقونه فهو عنهم موضوع، ولا يكون إلا ما شاء الله وقضى وقدر وأراد، فقال: والله
إن هذا لديني ودين آبائي (4).
467 - عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل كان له مال فذهب ثم عرض عليه الحج فاستحيى؟ - فقال:
من عرض عليه الحج فاستحيى ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب فهو ممن
يستطيع الحج (5).
تم كتاب مصابيح الظلم من المحاسن بمن الله وعونه
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.

1 - ج 3، " باب نفى الظلم والجور عنه تعالى "، (ص 13، س 6 و 1 و 4 و 2) و
أيضا الحديث الأول، ج 21، (ص 25).
2 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
4 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
5 - ج 21، " باب أحكام الاستطاعة "، (ص 25، س 12)
296