الشيخ
سليمان
المدني....المبدأ
والتأسيس
بسم
الله الرحمن
الرحيم
والصلاة
والسلام على
محمد وآله
الطيبين
الطاهرين
وعلى صحبه
المنتجبين
المنتخبين.
سادتي
الأكارم
الأفاضل
الحضور....السلام
عليكم ورحمة
الله وبركاته.
جئتكم
من بغداد
الحبيبة، من
بغداد
السليبة، من
سيدة البلاد
التي عاث فيها
الإحتلال
فساداً،
ودحرها من
قيد، وربطها
بقيود، وأخذ
منها ما يكفيه
لعقود، ولم
تنل بعده
الأمان
المفقود من
أزمان غابرة.
جئتكم
حاملاً لواء
ثقافتها التي
ما انطفأت منذ
أن كان
التاريخ
وستبقى كذلك
حتى يرث الله
الأرض و من
عليها، وبإسم
مجالسها، (مجلس
الخاقاني
الثقافي في
الكاظمية
المقدسة
ومجلس آل
الشعر باف
وجلس آل محي
الدين ومنتدى
الإمام ابي
حنيفة
النعمان) هذه
المجالس
الأدبية،
التي انعقدت
في أحلك
الظروف عتمة،
واعتى العصور
سطورة، واسست
لثقافة علمية
عصرية دينية،
حرة مستقلة،
لم تتأطر
بالحزبية
الفردية ولم
ترض
بالإحتلالات
الفكرية،
أياً كان
نوعها وأياً
كانت
اساليبها.
لأقف معزياً
نفسي قبل أن
أعزيكم
بالفقيد
السعيد الشيخ
سليمان
المدني أعلى
الله مقامه،
لأني رأيت في
هذا العملاق
البحراني
الصورة
المثلى
للمبدئية
الصادقة في ظل
الرسالة
المحمدية
والأطروحة
العلوية، فلم
يستطع أن
يتكيف مع كل
لحن نشاز خرج
يدعو إلى
صنمية أو
حزبية في ظل
اسلام واحد
ونبي واحد، لم
تخدعه الخطب
الرنانة ولا
الأسماء
الطنانة ولا
الألقاب
المدوية
الملحوقة
والمسبوقة،
وطبق هذا
الفكر على
نفسه قبل أن
يدعو الآخرين
اليه، فعاش
ومات عالماً
جليلاً
كبيراً
فقهياً، اسمه
الشيخ سليمان
المدني.
هذه
المبدئية وفي
اطار الوطن
الموحد
القادر على
تجاوز الصعاب
والوصول إلى
شواطىء الأمن
والأمان في
ظروف المحنة
والإمتحان،
ونال جراء ذلك
ما يناله
الخلص من
المجاهدين،
لم يهن ولم
يركن ولم
يخرج، بل قاد
سفينة
التأسيس نحو
الهدف الأسمى
وهو وجه الله
تعالى، وقد
وفق الله
سبحانه
وتعالى أن
يكون المتلقي
منه أميناً
على امته،
وبالتقاء
الإرادة
الصادقة
والعمل
الدوؤب، كانت
النتيجة
المرجوة
مستقبل بلاد
ترفل بالعز
والسؤدد
والإخلاص إلى
الله والوطن
بعيداً عن
الطنطنات
ولاعنتريات
التي
يستهلكها من
انزوت عنهم
الأضواء
وفقدوا مفردة
التطور من
قواميسهم،
وقبل أن تفارق
روحه الشريفة
هذه الدنيا
الفانية، رأى
بأم عينيه
نتاج غرسه
الذي غرش،
وصدق منهجه
الذي سار
عليه، ليجتمع
هذا الجمع
المؤمن، يرثي
الإنسان
المبدئي
المؤسس الشيخ
سليمان
المدني،
متذكراً
مآثره
ومعدداً
انجازاته
واثاره، وإني
اذ انقل اليكم
صوت بغداد
المثقف،
بغداد العلم
والحضارة،
اقف عند هذا
المنعطف
لتأكيد أن
مؤسسي الفكر
البشري الذي
يبنون
للمستقبل
يكونون
دائماً في
طليعة
الفلاسفة
والعلماء من
حيث استنباط
العبر من
الماضي
واستقراء
الصور
للمستقبل،
ولكنهم
يحتاجون إلى
رجع صدى
لأصواتهم،
وإلى من يقفز
فوق حواجز
التخلف
والثوابت
والقديم
والإشاعة
لينظر إلى عين
الحقيقة،
وهذه لا يلقاه
إلا ذو حظ
عظيم، لم
نمتلك نحن في
عراق الماضي
الأطر
الكافية
الملمة
بالصورة، فلا
الحاكم يقبل
النصح ولا
المحكوم
ينصح، هذه
التي استطاع
الفقيد
السعيد الشيخ
سليمان
المدني، أن
يمتلكها
بذهنه
العبقري،
واعتقد ن تلك
حكمة الله
وذلك حكمه ولا
اعتراض على
حكمهن ومع
الدعاء عنده
سبحانه أن
يوفق
المسلمين في
بلدي السليب
على استعادة
زمام
المبادرة
للخروج من هذه
المآزق التي
تسجل تحولاً
خطيراً في
تاريخ العراق
بصورة خاصة
وتاريخ
البشرية
بصورة عامة
ولا ازيد.
فالمقام
اربعينة عالم
جليل نظر إلى
نفسه نقطة ربط
وارتكاز
وارتباط
فكري، فأسس
فكرة مبدئية،
وأخلص في
تربيته للجيل
ولأبنه
الجليل فضيلة
الشيخ محمد
طاهر المدني
حفظه الله،
لتستمر
الشجرة يانعة
مورقة ترعاها
الرسالة
المحمدية
والأطروحة
العلوية، كما
ذكرت في بداية
هذه الكلمة،
وتبقى مملكة
البحرين
الملاذ الآمن
للإسلام
المحمدي
الحنيف
دائماً إن شاء
الله تعالى.
والسلام
عليكم ورحمة
الله وبركاته
الدكتور
محمد الشيخ
عيسى
الخاقاني